المشاركات الحديثة

صفحات: 1 [2] 3 4 ... 10
11
:: كشكول الأيام :: / رد: من الماضي والحاضر.
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2024-12-21, 05:02:24 »
-6-

عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ يحدث عن بيعة العقبة الثانية فيقول: ( مكث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة عشر سنين، يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة، وفي المواسم بمنى، يقول: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟،

حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش، لا يفتنك، ويمشي بين رحالهم، وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله إليه من يثرب، فآويناه، وصدقناه، فيخرج الرجل منا، فيؤمن به، ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإِسلام، ثم ائتمروا جميعاً، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُطرد في جبال مكة ويخاف؟،

فرحل إليه منا سبعون رجلاً، حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله! علام نبايعك؟، قال: على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة،

قال: فقمنا إليه، فبايعناه، وأخذ بيده ابن زرارة ـ وهو من أصغرهم ـ فقال: رويداً يا أهل يثرب! فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جُيَيْنة، فبينوا ذلك، فهو عذر لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا سعد! فوالله لا ندع هذه البيعة أبداً، ولا نسلبها أبداً، قال: فقمنا إليه، فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة
) رواه أحمد

شاء الله سبحانة وتعالى أن يكون الأنصار مضرب المثل في إقامة صرح الأمة كما شاء للمهاجرين أن يكونوا الأساس الذي قام عليه هذا الصرح العظيم.
وفي بيعة العقبة الثانية وما تبعها من أحداث الهجرة ثم أمور بناء الدولة الإسلامية الأولى وحتى عهد الخلفاء الراشدين المثال الراشد للأمة والقدوة الباقية للمسلمين إلى يوم الدين.

والمتأمل لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- يجد محاور أساسية في تلك اللحظة الفارقة في تاريخ البشر.

١- الوعد والغاية الكبرى هي الجنة. لم يعدهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأي شيء في الدنيا، لا ملك ولا رفاهية في عيش ولا استقرار ولا راحة.
والأنصار فهموا ذلك وأدركوه تماما. وهو ما ظهر في كلام ابن زرارة -رضي الله عنه- حين وصف لهم ما يترتب عليه قرارهم هذا من مفارقة العرب كافة وقتل خيارهم وأن تعضهم السيوف!
فالطريق واضح في أذهان الجميع، والقصد هو الجنة لا غير.

٢- المسلم يبحث عن إقامة دين الله في الأرض، وتبليغ رسالته للعالمين. لا عن حياة الدعة والاستمتاع بالدنيا وان كانت حلالا.
فالأنصار هم من جاءوا للرسول يطلبون العمل والتكليف. ولهذا صاروا منارة للمسلمين على مر الزمان. فلا تقوم الأمة إلا على أكتاف المبادرين للعمل، والمضحين في سبيل الله بالغالي والنفيس.

٣- إن تحقيق العبودية لله في الأرض لا يقوم إلا من خلال هذا الطريق الشاق. السمع والطاعة لله ولرسوله في النشاط والكسل، وعلى النفقة في سبيل الله في العسر واليسر، وعلى قول الحق مهما كان الظرف.
هذا الوضوح في الرؤية يخلع عن أذهان الناس التعلق بالدنيا. ويوضح لهم طبيعة المعركة المتعلقة بإقامة الدين في أي زمان ومكان. والثمن هو الجنة. فلا تعلق بالدنيا ولا شغف بتحصيلها أو الإصابة منها.

لكن السؤال هنا، ألم تفتح الدنيا على الصحابة بعد ذلك بسنوات؟ وبخاصة في خلافة الفاروق رضي الله عنه.

نعم. وكانت الدنيا سببا في انحراف الأمة عن المسار الصحيح بعد فترة الحكم الراشد. فالنفس البشرية جبلت على حب الاستمتاع بالدنيا وحب الاستقرار فيها والتنعم بخيراتها.
ولهذا كانت الدنيا من أكبر الفتن للمسلمين. ففي اللحظة التي يتعلق فيها قلب المسلم بالدنيا (وإن كانت حلالا)، يصعب عليه التضحية بها، ويركن إلى طول الأمد فيها.

هي معادلة صعبة حقا، وهذا هو الاختبار الذي يخوضه المسلم في كل لحظة وكل قرار في حياته.
فالدنيا هي أداة في يد المسلم لإعانته على تبليغ رسالة الله للعالمين، وإعلاء كلمة الله في الأرض فوق أي سلطان آخر.
هذه المعركة المستمرة هي الاختبار بعينة. فإذا ما حسمت هذه المعركة فهي أذان بزوال الدنيا ونهاية العالم. فقد انتهى الاختبار إذن.

فإذا ما وعي المسلم هذه الحقيقة، شغل نفسه بالمعركة والتجهيز لها والخوض فيها وتجنب فتنتها، لا بما يتبعها من تصور لراحة الناس في الدنيا في ظل حكم الإسلام.

وقد جاءت سورة الأنفال لتوضح هذا المعنى الدقيق للغاية. لأن الجدال المستمر في أن تحصيل الدنيا الحلال لا بأس فيه وأنه للاستعانة على قيام أمور الأمة، وهذا صحيح بالفعل إن لم يصبح هو الغاية في ذاته.

وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)

إنها إعادة لضبط البوصلة وتصحيح الوجهة والمسار. فالله سبحانه وتعالى يريد أن تخلص نفوس الفئة المؤمنة لمعركة العقيدة، لا يصرفها عنها أي شيء آخر.
وقد نزلت الآية في وصف حال المؤمنين قبل غزوة بدر حين خرجوا ابتداءا قاصدين قافلة قريش (غير ذات الشوكة)، فقد كانت فرصة لاستعادة جزء من أموال المهاجرين المنهوبة من قبل قريش في مكة.
وقد كانت فرصة للتقوي بهذا المال على إقامة أحوال المؤمنين في الدولة المسلمة الناشئة في المدينة وقد كانت أحوج ما تكون إلى هذا المال.

لكن لا!. أراد الله سبحانه وتعالى أن يبين للمؤمنين في كل زمان ومكان حقيقة المعركة في هذه الدنيا، ويربي نفوسهم على حقائق الإيمان والاعتقاد به وحده.

هذا أول احتكاك مباشر بين الحق والباطل، فلابد أن يستقر في قلوب المؤمنين هذا التصور عن الدنيا وعن حركتهم فيها لإقامة دين الله في الأرض.
فالقلة المؤمنة الضعيفة في قوتها وعتادها وجاهزيتها لا تنتصر بأسباب الدنيا، وإنما تأخذ بما استطاعته من أسباب لأن الله أمرها بذلك، دون تعلق بهذه الأسباب وجاهزيتها.

فالنصر من الله وحده، والغاية هي إعلاء كلمة الله وإخضاع كل ما في الأرض لشريعة الله وسلطانه وحده. وتحرير الإنسان من الجاهلية. والجزاء هو الجنة.
فإذا ما استقر هذا المعنى في قلوب المؤمنين، صار لهم وقاية من الدنيا، وصفيت أذهانهم من التشتت في الانشغال الشديد بها فوق الطاقة. وهذا ما يتطلبه طريق الجهاد الطويل.
12
:: كشكول الأيام :: / رد: من الماضي والحاضر.
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2024-12-11, 09:36:42 »
ما شاء الله
كتابات جميلة
فتح الله عليك ونفع بك


وإياكم، آمين.
بارك الله بكم وحفظكم.
13
:: بيت العيلة :: / رد: كيف نربي أبناءنا ؟!!! ( دعوة للنقاش )
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2024-12-11, 09:35:51 »
رجعت لهذا الموضوع الذي أحتاج كثيرا أن نعيد فتحه مرة أخرى وأنظر الآن إلى ابني الذي كنت أتحدث عنه في البداية ها هو اقترب من عامه الحادي عشر ومراحل مختلفة مررنا بها ولكن كل تخوفنا وهو كيف أجعل قلبه معلقا بالقرآن لا بالدنيا واللعب كيف أجعله يتحكم في نفسه وهواه وليس أن يتحكم فيه هواه

هل لديكم إجابة ؟

بالحب
حب الله وحب رسوله والتعلق به

يجب أن نعيد شيئا من التربية الصوفية التي افتقدناها بسبب خوفنا من البدع والانحرافات، فصار التدين عندنا جافا شاقا لا نداوة فيه ولا جاذبية
يجب ان نعيد احياء مشاعر الحب والتعلق والارتباط وفق منهج المربين الربانيين المستمد من الكتاب والسنة


نعم والله. فالقلوب إن تعلقت بالله ورسوله هان عليها أي شيء آخر.
14
:: بيت العيلة :: / رد: سوريا حرة
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2024-12-11, 09:32:57 »
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر كبيرا
والحمد لله كثيرا
وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا

نبارك للشعب السوري المسلم الصامد الأبي ما منّ الله تعالى عليه به من الحرية والكرامة والتخلص من طاغيته الظالم المستبد السفاح
نبارك للأسرى حريتهم

ونترحم على الشهداء الذين مهدوا طريق الحرية ورووه بدمائهم الزكية الطاهرة

اللهم بارك في هذه الفرحة، واجمع شمل شعبنا على كلمة الحق والدين
واحمهم من مكر الماكرين وغدر الغادرين

والعقبى لفلسطين الحبيبة وسائر المسلمين


أحببت أن أشارككم فرحتي وفرحتكم
فمنذ الأمس لم يغمض لنا جفن ونحن نتابع الأحداث المتسارعة

اليوم 8 كانون الأول 2024 الموافق ل 7 جمادى الآخرة 1446 هجرية


الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه

الحمد لله على نعمائه وفضله وعظيم كرمه

اللهم أتم نعمتك على عبادك واحفظهم من كل شر واكتب لنا من الأجر والثواب معهم آمين.

هذا والله يوم للأمة كلها، فالحمد لله رب العالمين.
15
:: حكاياتنا الحلوة :: / رد: الجيل المسروق
« آخر مشاركة بواسطة ماما هادية في 2024-12-08, 22:43:21 »
هل من امل في العوده بعد كل ما يحدث
صمت
و بس

أهلا بكم أختي الكريمة،

الأمل لا يتحقق بالأماني، وإنما بالجد والعزم والمخاطرة والمثابرة. وقد رأينا في السنوات الماضية كيف يفرض على المجتمعات أقذر الأخلاق وأحطها، فقط لأن من ورائها من يعمل لها.

يقول أبو الحسن الندوي في كتابة "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"

"إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار ، بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة ، ويفرض على البشرية اتجاهه ، ويملي عليها إرادته ،
لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين . ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه . فليس مقامه مقام التقليد والإتباع إن مقامه مقام الإمامة و القيادة ومقام الإرشاد والتوجيه . ومقام الآمر الناهي.
وإذا تنكر له الزمام ، وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة ، لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر ، بل عليه أن يثور عليه وينازله . ويظل في صراع معه وعراك ، حتى يقضي الله في أمره .
إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة ، والاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام، أما المؤمن القوي فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد."


جميل جدا هذا الاقتباس
هذه مبادئ وقيم يجب ان نغرسها في نفوس أولادنا وتلاميذنا منذ الصغر
16
:: كشكول الأيام :: / رد: من الماضي والحاضر.
« آخر مشاركة بواسطة ماما هادية في 2024-12-08, 22:40:52 »
ما شاء الله
كتابات جميلة
فتح الله عليك ونفع بك
17
حبيبتي
استعيني بالله ووكلي اليه امرك، اسأليه ان ينبت لك ذريتك نباتا حسنا صالحا ، سؤالا خالصا من كل قلبك.. وهو سيرشدك الى افضل الطرق ان شاء الله

انا بدأت أتوجه لدروس التربية حاليا، مختصر منهاج القاصدين، مع الاستفادة من تربية شيختنا رحمها الله ودروسها المكتوبة في دفاتري
وهي أنتجت كتابا رائعا في التربية باسم (نور العارفين) لعله يصلكم في معارض الكتاب.. ان وجدته فلا تفوتيه
18
رجعت لهذا الموضوع الذي أحتاج كثيرا أن نعيد فتحه مرة أخرى وأنظر الآن إلى ابني الذي كنت أتحدث عنه في البداية ها هو اقترب من عامه الحادي عشر ومراحل مختلفة مررنا بها ولكن كل تخوفنا وهو كيف أجعل قلبه معلقا بالقرآن لا بالدنيا واللعب كيف أجعله يتحكم في نفسه وهواه وليس أن يتحكم فيه هواه

هل لديكم إجابة ؟

بالحب
حب الله وحب رسوله والتعلق به

يجب أن نعيد شيئا من التربية الصوفية التي افتقدناها بسبب خوفنا من البدع والانحرافات، فصار التدين عندنا جافا شاقا لا نداوة فيه ولا جاذبية
يجب ان نعيد احياء مشاعر الحب والتعلق والارتباط وفق منهج المربين الربانيين المستمد من الكتاب والسنة
19
:: بيت العيلة :: / رد: سوريا حرة
« آخر مشاركة بواسطة ماما هادية في 2024-12-08, 22:16:16 »
حياك الله حبيبتي
والله فرحة يعجز اللسان عن وصفها
وتأثر بأحوال المعتقلين المفرج عنهم وأهاليهم، وقلق وترقب
الله المستعان وعليه التكلان

والحمد لله رب العالمين
يجب أن نعمم الفرح بهذا اليوم من أيام الله بالصدقات والزكوات وتفريح قلوب من حولنا

تمم الله فرحنا بخير ودبر لأمتنا خطة رشد
20
رجعت لهذا الموضوع الذي أحتاج كثيرا أن نعيد فتحه مرة أخرى وأنظر الآن إلى ابني الذي كنت أتحدث عنه في البداية ها هو اقترب من عامه الحادي عشر ومراحل مختلفة مررنا بها ولكن كل تخوفنا وهو كيف أجعل قلبه معلقا بالقرآن لا بالدنيا واللعب كيف أجعله يتحكم في نفسه وهواه وليس أن يتحكم فيه هواه

هل لديكم إجابة ؟
صفحات: 1 [2] 3 4 ... 10