المشاركات الحديثة

صفحات: 1 ... 7 8 [9] 10
81
:: بيت العيلة :: / رد: تركيا بين الوهم والواقع ..
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2023-05-15, 17:40:49 »
استمعت لكلام الأستاذ محمد إلهامي، وهو قيم جدا وأتفق معه فيما ذهب إليه

أظن من يعارض أردوغان من ذوي التوجهات الإسلامية هم أناس لم يعرفوا كيف كان حال تركيا قبل أردوغان وحزبه، وإنما عرفوا تركيا فقط في ظل حكم أردوغان، فهم لا يقارنون الماضي بالحاضر، وحكم العلمانية بحكم المسلمين (ولا اقول الإسلام) ، بل يقارنون واقع تركيا الحالي بالخيال المثالي الذي يتصورونه لدولة إسلامية قوية تحكم بشرع الله كدولة الخلافة الراشدة... لهذا يجحدون فضل اردوغان وحزبه، والنقلة الرائعة الكبيرة التي نقل تركيا بها من دولة تحارب الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، إلى ما هي عليه الآن.. 

ومن يرى أننا إما نأخذ بالإسلام كله كدولة، او نترك الامر كله، ويظنون أن هذا هو الدين، يفتقرون إلى فقه الواقع ودراسة التاريخ..
فأين تجربة المسلمين مع النجاشي؟
أين تجربة سيدنا يوسف عليه السلام في مصر؟
وأين تجربة صلاح الدين الأيوبي في مصر أيضا؟

نسأل الله تعالى الخير لأمتنا والرشد لشبابنا والهداية لنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه

هذا رابط كلمة للدكتور إلهامي مختصرة ومفيدة

https://www.youtube.com/watch?v=s1huWeCCMRY



أشكر للدكتور إلهامي أنه كان سببا في عودتكم للتعليق على المنتدى  emo (30): ، لو كنت أعرف ذلك لاقتبست له منذ سنوات  ::)smile:

نقطة بسيطة فقط، أنا لا أنتقد أردوغان لأني أبحث عن العالم المثالي، فقد تركت تلك الأحلام في بداية العشرينات!
بل ولا أطلب منه فوق الطاقة والوسع، في بلد يموج بالمعضلات والتحديات من كل شكل ولون.
وأقول أن كل خطوة ولو بسيطة تقربنا من العدل وترفع عن المسلمين الظلم وتحفظهم من الفتنة في دينهم هي خير إن شاء الله، ونسأل الله البركة والزيادة.

ولا أنكر إنجازات الحرية والعدالة وأردوغان في تركيا، فهي واضحة جلية ولا ينكرها إلا جاحد للحق! ولكن هذا لا يعني أنهم يصلحون لكل زمان ومكان، أو أنه لا بديل أفضل منهم في مراحل اختلفت كثيرا عن ذي قبل.

ومحل اعتراضي الأساسي هو مبدأ معاداة الأيدولوجيات القريبة بدلا من التنسيق والتعاون معها وادخارها كبديل احتياطي في حال انقلبت الأحوال،
وكأنه لا بد أن تكون هناك محاولة واحدة فقط على الجميع الوقوف خلفها مهما كان فيها من مخالفات ومهما كانت من احتمالية أن يكون في الأفق خير منها.
هذا ما اعتبره ابتزازا وتضليلا للناس! ومشكلتي معه أنه يأتي متسترا بالدين! فكأنه الحق الأوحد الذي لا جدال فيه.

عندي هنا مثالين واضحين عاصرتهما، الأول د.مرسي رحمه الله وما فعله الإخوان مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ود. عبد المنعم أبو الفتوح، فك الله أسرهما.
حيث كان العداء واضحا والاتهامات لهما بالخيانة وشق الصف، وكانت الفتاوى جاهزة ضدهما أيضا!
وأثبت لنا الزمان أن كلاهما كانا أكثر كفاءة وقراءة للواقع من د. مرسي.

المثال الثاني، وهو ما حدث مع د. أحمد داوود أغلو، فهو من مدرسة أردوغان ورفيقه، اختلف معه في بعض التفاصيل، فتم التشنيع به والتنكيل به سياسيا بأبشع طريقة.
وفي حين يتحالف الحرية والعدالة مع علمانيين قح، فإنه يرفض أحمد داوود أغلو لأنه من نفس المدرسة! وبالتالي فهو منافس حقيقي أخطر من العلماني !

وها نحن اليوم بصدد خطر ذهاب الرئاسة لشخص علوي علماني، هذا بعد أن تحولت البلاد لنظام الحكم الرئاسي، أي أنه سيمتلك من الصلاحيات ما له القوة والتأثير!

في كل مرة يبرر البعض عداءهم تجاه أقرانهم من المدارس الفكرية القريبة بحجة أن البلاد ستنهار ويتم التنكيل بالإسلاميين إذا خسروا هم تحديدا الصدارة، فإنها أشبه بنبوءة ذاتية التحقق!

أرفض حقيقة هذا الابتزاز الفكري، فهو يؤصل للديكتاتورية ويجعل الرهان على حصان واحد فقط، إما هو وإما خسرنا كل شيء!
وبالتالي فكل شيء مباح من أجل الدفاع عن خسارة كل شيء!
فأي محاولة للتغيير الإيجابي تواجه بفزاعة "خسارة كل شيء" ! وكأن من مصلحة طرف بعينة أن يبقى الوضع هكذا دائما، وإلا فليس من المعقول أن تركيا لم تلد غير أردوغان!

حين أيدت أردوعان من قبل، أيدته لأنه كان الخيار الأفضل للمسلمين، وحين أعارضه الان فلأن هناك من هو أفضل منه، لكنه لا يريد إلا نفسه وفقط. القائد الملهم الذي لا مثيل له!

ويكفي جريمة منع رافعات الإنقاذ من دخول الجانب السوري لمدة 3 أيام منذ وقوع الزلزال الأخير والتضحية بهم من أجل عيون الجانب التركي! هذه والله جريمة لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى.

أسأل الله أن يقدر لتركيا والمسلمين جميعا ما هو خير لهم، سواء كان أردوغان أو غيره. فلا نعلم من أين يأتي الخير.
82
:: كشكول الأيام :: / رد: من الماضي والحاضر.
« آخر مشاركة بواسطة ماما هادية في 2023-05-15, 11:49:37 »
الحمد لله انها جاءت على لسان (أيمن عبد الرحيم) لتُفهم...

فعلا زمر الحي لا يطرب
  ::)smile:
83
:: بيت العيلة :: / رد: تركيا بين الوهم والواقع ..
« آخر مشاركة بواسطة ماما هادية في 2023-05-15, 11:45:21 »
استمعت لكلام الأستاذ محمد إلهامي، وهو قيم جدا وأتفق معه فيما ذهب إليه

أظن من يعارض أردوغان من ذوي التوجهات الإسلامية هم أناس لم يعرفوا كيف كان حال تركيا قبل أردوغان وحزبه، وإنما عرفوا تركيا فقط في ظل حكم أردوغان، فهم لا يقارنون الماضي بالحاضر، وحكم العلمانية بحكم المسلمين (ولا اقول الإسلام) ، بل يقارنون واقع تركيا الحالي بالخيال المثالي الذي يتصورونه لدولة إسلامية قوية تحكم بشرع الله كدولة الخلافة الراشدة... لهذا يجحدون فضل اردوغان وحزبه، والنقلة الرائعة الكبيرة التي نقل تركيا بها من دولة تحارب الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، إلى ما هي عليه الآن.. 

ومن يرى أننا إما نأخذ بالإسلام كله كدولة، او نترك الامر كله، ويظنون أن هذا هو الدين، يفتقرون إلى فقه الواقع ودراسة التاريخ..
فأين تجربة المسلمين مع النجاشي؟
أين تجربة سيدنا يوسف عليه السلام في مصر؟
وأين تجربة صلاح الدين الأيوبي في مصر أيضا؟

نسأل الله تعالى الخير لأمتنا والرشد لشبابنا والهداية لنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه

هذا رابط كلمة للدكتور إلهامي مختصرة ومفيدة

https://www.youtube.com/watch?v=s1huWeCCMRY

84
:: بيت العيلة :: / رد: تركيا بين الوهم والواقع ..
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2023-05-14, 09:09:22 »
واذا اعتزل الاسلاميون الانتخابات لان النظام الحالي ليس اسلاميا، فهل تتخيل ما ستكون عليه النتيجة اذا فاز الاتاتوركيون برئاسة البلد وانفردوا بها؟
ونعم. من يعيش هناك هو الاحق بتقدير السلبيات والايجابيات.
والله اعلم

لا أتحدث عن الاعتزال أو المشاركة فهذا شأن الأتراك بشكل عام، والمصالح لا يوجد فيها أبيض وأسود، وإنما كل يقدر أموره بما يراه مناسبا لمعتقداته وأفكاره.

مشكلتي فقط مع من يطلب فتاوى تفرض على الناس اختيار معين، ويلصق هذا الاختيار بالدين، فكأن من اختلف معه وقع في معصية!

أما من ناحية سياسية، فنموذج الرجل الواحد نموذج فاسد، خاصة إذا سعى هذا الرجل لتدمير أي نماذج ناجحة أخرى بجواره، على الرغم من أنهما سلكا نفس الطريق.

والدليل على ذلك ما حدث مع أحمد داوود أغلو وتشويه سمعته ومحاربته في كل مكان لمجرد أنه اعترض على سياسات الحزب الحاكم واختلف معهم في الرؤية.

القائد الحقيقي هو من يسعى لبناء جيل من القادة ولا يفرض نفسه على أنه الملهم الوحيد وأنه الأحق وحده بالقيادة..
وحجة أن البلد قد تنهار إذا لم يظل نفس الرجل متصدرا للمشهد وحده، لهي دليل كبير على فشل هذا القائد أو فساده.

الأمر أكبر من الأشخاص، ومن يقصي كل شخص لتحقيق رؤيته وحده بحجة وحدة الصف، فماذا سيفعل إذا أتاه الموت فجأة؟

85
:: بيت العيلة :: / رد: تركيا بين الوهم والواقع ..
« آخر مشاركة بواسطة ماما هادية في 2023-05-13, 21:00:35 »
واذا اعتزل الاسلاميون الانتخابات لان النظام الحالي ليس اسلاميا، فهل تتخيل ما ستكون عليه النتيجة اذا فاز الاتاتوركيون برئاسة البلد وانفردوا بها؟
ونعم. من يعيش هناك هو الاحق بتقدير السلبيات والايجابيات.
والله اعلم
86
:: بيت العيلة :: / رد: تركيا بين الوهم والواقع ..
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2023-05-05, 08:05:54 »
الانتخابات التركية

بضعة أيام وتنطلق الانتخابات الرئاسية التركية في أجواء مشحونة بالتوترات المختلفة من كل شكل ولون.

والتجربة التركية ربما تكون اخر تجارب الحقبة الزمنية الحالية لتقييم توجه حداثي للإسلام السياسي طالما تطلعت له شعوب أخرى في العالم العربي.
فما الذي وصلت إليه تركيا اليوم بعد صلاحيات موسعة للرئيس خلال السنوات الماضية منذ تحول البلد إلى النظام الرئاسي؟

على الجانب الإيجابي، فهناك مشاريع بنية تحتية وصناعية قوية بالفعل، من طرق وأنفاق وصناعات عسكرية متطورة وحجم صادرات اخذ في النمو.

لكن الثمن كان فادحا للغاية!
وهنا لابد لنا من الموضوعية، فأي تحول اقتصادي كبير يحتاج إلى تضحيات، لكن العبرة هنا بنوعية هذه التضحيات وباختيار الفئات التي ستتحمل الجزء الأكبر منها.
فما الذي حدث؟

على الجانب السياسي، ضحت تركيا بكل الأخلاق السياسية وانتهجت سياسة براجماتية بحته لا تجد غضاضة في توطيد العلاقات مع حاكم سفاح، او محتل غاصب.
حتى خرجت علينا الخارجية التركية لتدين عملية استشهادية في القدس وتعتبرها إرهابا ضد الكيان الغاصب.

أما الجانب الاقتصادي، فحدث ولا حرج، تضخم في العملة التركية وغلاء في المعيشة غير مسبوق، وطحن لفئة ضخمة من الشعب بالكاد تجد قوت يومها.
وفي حين أن الراية المعلنة محاربة الربا، إلا أن الواقع يقول أن الربا في البنوك وصل إلى 30%، وأن من استفاد حقيقة من تخفيض فائدة البنك المركزي إلى مستويات 10% هي البنوك الخاصة!
كما لا يخفى على أحد مظاهر الطبقية والفجوة التي تزداد اتساعها بشكل كبير بين الأغنياء والفقراء في السنوات الأخيرة.

الأسوأ من ذلك، أن البعض مازال يصر على إلصاق الصبغة الإسلامية بالنظام التركي ويعتبر دعمه واجبا شرعيا!
مثل الأستاذ محمد إلهامي والذي أتحفنا بتغريدة يطالب فيها بعدم الاكتفاء بالفتاوى الفردية ويقترح أن تقوم المجامع الفقهية أيضا بإصدار فتوى لتأييد أردوغان في الانتخابات.
ونعم، الأستاذ محمد وغيره مقيمون في تركيا ..

ولا تعليق..
87
:: كشكول الأيام :: / رد: من الماضي والحاضر.
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2023-04-23, 10:59:39 »
الوسع

كنت أستمع لمحاضرة لـ "أيمن عبد الرحيم" فك الله أسره وفرج كربه، واستوقفني معنى كنت أبحث عنه منذ فترة طويلة.

كان حديثه عن التكليف في العمل، ماذا يفعل الإنسان في دنياه غير العبادات الأساسية، وهي نقطة كثيرا ما أرقتني ولا تزال شغلي الشاغل منذ أكثر من عقد من الزمان.
استمعت لشيوخ وأساتذة من مختلف المدارس والأفكار، فهناك من يجعل العمل لدين الله هو الغاية العظمي التي يجب على كل مسلم بذل النفس وكل ما يملك فيها،
وهناك -وهم أكثرية- من يقول أن الغاية المحافظة على العبادات وتحري الكسب الحلال ثم التزود ببعض أعمال الخير، وأن هذا هو النموذج والقدوة للفرد المسلم.

شعرت دائما أن هناك حلقة مفقودة!
فنموذج المشايخ الذين يملكون من التأثير والمال ما يقيم دولا بكاملها، ثم لا نجدهم إلا خلف الشاشات وبين أحضان الرفاهية في بقاع العالم، فهذا مما لا يستقيم في نفسي!
خاصة حين أدرك أن نفس هؤلاء المشايخ يكادون يحصرون الدعوة والتدين في الخطابة والإعلام، ويروجون لنموذج التدين الفردي الذي لا علاقة له بالتأثير العملي في مجتمعه.

كذلك، وعلى الرغم أن النموذج الأول يرتقي بطموح المسلم فيجعل له قضية كبرى، إلا أنه لا يأخذ كثيرا بعين الاعتبار واقع الحال، ولهذا فغالبية المتحمسين له من الشباب في مقبل أعمارهم.
فإذا ما انتهت فترة الدراسة وأخذ الشاب يبحث عن متطلباته الأساسية في الحياة، اصطدم بمشاكل لا حصر لها! فإما أحبطه الواقع الذي لم يكن قد اعتركه بعد وتحول للنموذج الثاني الأسهل تطبيقا،
وإما انهارت ثقته في المنظومة الفكرية كلها وشعر بأن هناك من غرر به، وأن للحقيقة وجه آخر قد أخفاه عنه من استغل حداثة سنه وضعف خبرته، وقد ينقلب على كل شيء قد تعلمه سابقا.

عشت هذا الصراع كثيرا، وصرت أغبط من استطاع أن يجد في نفسه راحة للطريق الذي سلكه، في حين أشعر دوما أنني في صراع بين الطريقين.
ثم جاءت هذه الجملة في حديث "أيمن عبد الرحيم" عن الوسع، وأن الإنسان محاسب ومكلف بقدر ما يسعه جهده.

وعلى الرغم من بساطة المعنى، إلا أني شعرت بأنه هو الحلقة المفقودة، وأن كل إنسان رقيب على نفسه وإمكاناته.

نسأل الله العفو والعافية.
88
:: كشكول الأيام :: / رد: من الماضي والحاضر.
« آخر مشاركة بواسطة جواد في 2023-03-30, 07:46:35 »
مما قرأت - فتنة "الحد الأدنى"!

في عالم يتّجه فيه المكر العالمي لسلخ الأمّة عن دينها ودفعها قسرًا إلى الردّة عن الإسلام لتكون عالمانية أو نصرانية أو لااكتراثية، لا نكاد نرى من الأمة ما يُقابل ذلك -منذ عقود وإلى اليوم-  سوى"مشروع" "الحد الأدنى"..

-القوانين الداخلية والخارجية معلمَنة.. والمواجهة تكاد تقتصر على إعلان اعتراضات فردية على بعض التعديلات الحديثة التي تزيد رقعة مخالفة الشريعة اتساعًا.
-التعليم مُعلمَن، والمعارضة لا تظهر إلا عند الإمعان في العلمنة ببرامج أعظم فجورًا.. وهي معارضات فردية غالبًا، وسرعان ما تُنسى، ويتصالح الناس بعدها مع النمط التعليمي الجديد.
-الإعلام -ببرامجه الحوارية وأفلامه ومسلسلاته -معلمن بصورة فجّة وصريحة. ومع ذلك، فالمعارضة لا تظهر إلا عند الإفحاش في الفجور.. ثم يحصل التصالح مع الفجور الجديد.
-الطعن في الدين في الخطاب الفكري العالماني والإلحادي متدفق بلا انقطاع. والمزاج العام راض بالاقتصار على أن يكون الخطاب الإسلامي (نسبة إلى الإسلام لا إلى الحركيين) مجرّد ردة فعل على إسفاف مهرجين جدد، لا استئصال الباطل كلّية.
-العمل التنصيري في العالم الإسلامي كلّه متحالف -عمليًا- مع الخطاب الإلحادي والاستشراقي، وهو يطعن في الإسلام بكل لغة.. والأمّة راضية بالاقتصار على مواجهات فردية بلا مشروع كبير يجمعها..
-المسلم "الملتزم" اليوم راض -عامة- أن يكون عمله الدعوي على هامش حياته الشخصية، لأنه غير مهتم بما هو فوق ذلك، أو لأنّه لا يملك ما هو فوق ذلك في حياةٍ مطالبها المادية الضرورية لا ترحم صاحب العيال..
..
والسؤال.. ماذا لو كانت أمّة الإسلام في القرون الأولى تعيش بثقافة الحد الأدنى.. ؟
لا أشكّ أنّ الجواب هو أن مصيرنا ما بين عابد هُبل، ومثلِّث، وعدمي تائه..

الحضارات لا تصعد وتنتشر بثقافة "الحد الأدنى".. والأمم المغلوبة ماديًا، لا تكسر الأغلال بثقافة "ردة الفعل".. ولن تستطيع أن تُصلِح أمّة لا يحرق القلق أكباد خيارها، ولا يتشوّف أبناؤها إلى بذل أعمارهم كلّها في نصرة الحق وقمع الباطل..

لا أتحدّث هنا عن مشروع معيّن للمواجهة، وإنّما هو حديث عن ما هو أدنى من ذلك.. وهو داء إخلادنا إلى خيار الحد الأدنى الذي لا شيء بعده غير سكون الموتى.. حديثي هو عن مشاريع لإقامة الحق ودفع الباطل -على مختلف جبهات الأمّة- لا تجد أذنًا صاغية؛ لأنّ طموحنا هو أن نبقى نتنفّس..
قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [(آل عمران/ 104).
قال ابن كثير: "وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ تَكُونَ فرْقَة مِنَ الأمَّة مُتَصَدِّيَةٌ لِهَذَا الشَّأْنِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ *وَاجِبًا عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الْأُمَّةِ بِحَسْبِهِ*".
دعوة إلى مراجعة النفس، والبأس، لا الاستسلام إلى الواقع، واليأس..

مقتبس من "د. سامي عامري".
89
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بالآية الأولى حسب ترتيب السور وهي الآية 102 من سورة البقرة

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة : 102]



موسوعة التفسير بالمأثور . جزء ٢ ص ٥٩٤


يتبع....
90

Topics موسوعة التفسير المأثور إعداد: مركز الدراسات والمعلومات القرآنية, أ.د. مساعد الطيار, دار إبن حزم 2017م
Collection booksbylanguage_arabic; booksbylanguage
Language Arabic
العنوان: موسوعة التفسير بالمأثور (نسخةٌ ملونةٌ عالية الجودة) - 24 مجلد

إعداد: مركز الدراسات والمعلومات
القرآنية

إشراف: أ.د. مساعد الطيار

الناشر: دار إبن حزم - 2017

الطبعة: الأولى - 24 مجلداً

تمت مُعالجة نسخة الأخ مسك ( من موقع مشكاة) بأحدث ماتوصلّنا إليه من تقنيات في إعادة التشفير ورفع الجودة, مع المحافظة على الألوان, وتخفيض الحجم قدر المستطاع, مع الفهرسة ودون التنسيق النهائ
https://archive.org/details/mt11_1/mt10_1/mode/1up
صفحات: 1 ... 7 8 [9] 10