منقووووووووول
من أسرار بلاغة القرآن الكريم    
محمد حوا
                                                                                             
كلما ازداد المؤمن الصادق علما ازداد ايمانا. 
يتميز القرآن الكريم بالدقة في اختيار الكلمة، والدقة في اختيار موضعها ، فإن قدم كلمة على أخرى فلحكمة لغوية وبلاغية تليق بالسياق العام
* من مواضع التقديم والتأخير في القرآن الكريم  
قوله تعالى: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله  " الإسراء 88
وقوله عز وجل : " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا  " الرحمن 33
ففي الآيتين تحد ولكن قدم الإنس على الجن في الأولى ، وقدم الجن على الإنس في الثانية 
لأن مضمون الآية الأولى هو التحدي بالإتيان بمثل القرآن ،
 ولا شك أن مدار التحدي على لغة القرآن ونظمه وبلاغته وحسن بيانه وفصاحته
والإنس في هذا المجال هم المقدمون ، وهم أصحاب البلاغة وأعمدة الفصاحة وأساطين البيان ، 
فإتيان ذلك من قبلهم أولى ،
 ولذلك كان تقديمهم أولى ليناسب ما يتلاءم مع طبيعتهم
أما الآية الثانية فإن الحديث فيها عن النفاذ من أقطار السموات والأرض ، 
ولا شك أن هذا هو ميدان الجن لتنقلهم وسرعة حركتهم الطيفية وبلوغهم أن يتخذوا مقاعد في في السماء للاستماع ،
 كما قال تعالى على لسانهم : 
" وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " الجن 9
فقدم الجن على الإنس لأن النفاذ مما يناسب خواصهم وماهية أجسامهم أكثر من الإنس