زي الناس !

[جواد]

بسم الله الرحمن الرحيم

قريبا بإذن الله ..

[سيفتاب]

 

[تمارا]

..

زي الناس !

جميل.. بالانتظار إن شاء الله تعالى.

[جواد]

معذرة على التأخير،
-------


كم مرة ترددت على مسامعنا هذه الكلمة "زي الناس"

هل أراد أحد منكم مثلا ان يذهب لجامعته او مدرسته على الدراجة فعارضه أهله رافضين ذلك ورفعوا شعار (اركب مواصلات زي الناس)؟

هل أراد أحد أن يلتزم بقواعد المرور فتبرع أحد السائقين بنصحة (سوق زي الناس)؟

هل أحتفظ أحد منكم بقمامة باحثا عن صندوق لها فتعجب من معه وقاله له (ارمها في الشارع زي الناس) ؟

هل حاول أحدكم أن يعمل ويتزوج أثناء الدراسة أو يختار دراسة في مجال لا يعرفه المجتمع كمرموق فرفض أهله معلنين (خليك زي الناس)؟

مواقف كثيره جدا نتعرض لها في حياتنا تدور حول نفس المعنى تقريبا ، فهل تعرض احدكم لموقف بعينه وتوقف عنده ؟

[N-1]

هل أحتفظ أحد منكم بقمامة باحثا عن صندوق لها فتعجب من معه وقاله له (ارمها في الشارع زي الناس) ؟
[/font][/color]

هههههههههه
بالنسبة لهذا الموقف انا اتعرض له يوميا من (الناس) الذين يريدوننى أن (أمشى زيهم)

[تمارا]

..

لطالما رفضت هذا المفهوم.. "زي الناس".. لأني كنت أرفض أن أفعل شيئاً لمجرد أن الناس تفعله!  

التقليد الأعمى مرفوض عندي.. حتى للصالحين!

إلا رسول الله مُحمّد صلى الله عليه وسلم..

"فبهداهم اقتده" الهاء تعود على الهدى.

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام

شيخ فاضل نبهني إليها.


بالتالي عندما أسير خلف إنسان صالح أحسب أنه يعرف الطريق، لا بد أن أسأله من حين لآخر عن الطريق.. هل أنت متأكد.. أين وصلنا.. ما هذا..
لا أسير كالبهيمة! لأنني سأسأل وحدي أمام الله تعالى.

أما الذين يسيرون ويسلموا الدفة لغيرهم ولا يسألوا ويكتفوا بالتقليــد الأعمى للناس.. فهؤلاء كالأنعام بل أضل سبيلا.

طبعاً.. أنا أرفص هذا من حيث المبدأ، وأحاول تطبيقه ما استطعت، ولكن وارد أن أتأثر بدون وعي مني! أو لضعف  .. والله المستعان.

 

[ريحانة]

ماذا إن أتى الرفض وفرض ( زي الناس ) من أولي القربى ممن لهم حق الطاعة



فما العمل ؟

[جواد]

جزاكم الله خيرا كثيرا أخوتي الكرام،

وأعتقد أن الكثير جدا يعاني من مشكلة الغرق في الواقع الذي حوله لذا تأتي الحلول في الغالب مشوهه أو غير مكتمله،

كمن يحاول تطوير معامل العلوم في المدارس ثم هو لا يهتم بالمنهج أو المدرس أو حتى نظرة الطالب للمدرسة والعلم.

وقبل أن أفتح معكم جانبا آخر من الموضوع ، أعتقد أن الأمور الشخصية التي قد نتعارض فيها مع الأهل لأنهم "زي الناس" لا تتساوى في طبيعتها وطريقة التصرف معها،

حيث أن هناك احتمال أن نكون نحن على خطأ ، كما أن هناك بعض الأمور التى يجب تحملها و (بلعها) حتى لا يكون الضرر أكثر من الفائدة المرجوه من التغيير،

المهم حقا أن نعرف الصواب وكيفيه الوصول اليه وألا ننسى ذلك حين تتبدل الأدوار ويصبح الأبناء آباءا.

[جواد]

أود الإنتقال معكم الى جزئية هامة جدا، وهي تتعلق بالدعاة والمصلحين والعلماء،

فكثيرا ما تكون لدينا طموحات كبيرة أن يستخدمنا الله لنصرة دينة ويلحقنا بركب العاملين للأمة على مدى الزمان،

السؤال هنا، هو كيف ؟

اذا كنت أريد أن أكون عالما حقا أحاول اللحاق بركب علماء الأمة العظام فكيف يكون ذلك ؟

وأنا أتكلم هنا عن العلوم الشرعية،

وحتى يتضح سؤالي أكثر،

فنحن الآن لدينا نظام تعليمي مختلف عما كان على عهد هؤلاء الأجلاء، نظام تعليمي خالطة الكثير من التخبط والتعقيدات،

أيضا، هل هناك تزكية لجانب من طلب العلم على الآخر،

فلا أظن مثلا أن حال العلماء في زمان الشدة وهتك حرمات ومقدسات المسلمين كحالهم أيام انتصاراتها وفتوحاتها،

أم أن حال العالم ونوعية العلوم وطريقة اجتهاده فيها واحد في الحالتين ؟

هل لنا من يسوق المثل لعلمائنا الأجلاء في زمان الشدة و زمان الإنتصارات حتى نقتدي بهم ونتخلص من خداع الواقع وفرض نفسه علينا ؟

[ماما هادية]

جزاك الله خيرا

[تمارا]

..

خطر ببالي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه.. وثباته التاريخي وقت فتنة خلق القرآن الكريم، والتعذيب الذي تعرض له.

في نفس الوقت.. يخطر ببالي الشافعي رحمه الله ورضي عنه.. فكما أسمع هو استخدم "أسلوب الخدعة" في ذات المسألة، والله أعلم! وطبعاً نعلم أن للخائف من التعذيب ضرورة تبيح المحظور.

إنما القصد.. أن ثبات العالِم.. له أثر كبير في خط وجدان الأمة، لا سيما إن كان عالماً كبيراً.. أو داعية إلى الله مشهور.

قطعاً.. نحتاج إلى صف غير عادي من العلماء والدعاة.. يثبتون.. ويجاهدون.. ويستشهدون.

جميل هذا المنحى.. إلى أين تريد أن تصل أخي الكريم.

 

[ماما هادية]

تصحيح يا تمرة

قصة استخدام الإمام الشافعي للخدعة مكذوبة عليه
فالإمام الشافعي توفي رحمه الله قبل فتنة خلق القرآن

وإنما رأى رحمه الله رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يأمره ان يخبر الإمام أحمد بن حنبل أنه سيتعرض لمحنة، فليصبر لأنه على الحق.. فلم يتمكن الإمام الشافعي من السفر للإمام أحمد، ليخبره، فأرسل له رسولا... ففرح الإمام أحمد بالرؤيا والبشرى، ولم يجد ما ينفحه للرسول إلا قميصه فخلعه وأعطاه للرسول

فلما عاد للإمام الشافعي وأخبره الخبر، قال له: أما القميص فلن نفجعك فيه، ولكن اغسله وأحضر لي مرقته


وقصة التورية تلك.. قام بها بعض العلماء الذين لم يصمدوا للفتنة... ولكنهم لم يكونوا بحجم الشافعي رحمه الله

[تمارا]

..
رحمه الله تعالى، وتجاوز عن سيئاته.. وأسكنه فسيح جناته.. ورضي عنه وأرضاه..
أستغفر الله العظيم.