المحرر موضوع: حَسم تعريف " الرَّخَامَة " !  (زيارة 4451 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
حَسم تعريف " الرَّخَامَة " !
« في: 2010-04-25, 09:39:43 »


حَسم تعريف " الرَّخَامَة " !

كتبه / الشيخ حامد بن عبد الله العلي


"الرَّخَامَة" لفظٌّ مشتقٌّ من "الرخمة" ، وهو طائرٌ معروفٌ بالبلادة والنتانة ، وهو وإن كان على شكل النسر في الخِلقة ، لكنه ضدَّه تماماً في الإقدام والشموخ والفتك

ولفظ "الرَّخَامَة" لفظٌ عاميٌّ خليجيٌّ (لا أدري لعله يُستعمل أيضاً في بلادٍ أخرى) يُطلق على البليد الذي لاخير فيه ، القاعد عن معالي الأمور ، فاقد الغيرة على المكرمات ، وبإختصار هي تعني كُلَّ ما يُضَاد الرّجولة ، والرّجولة وصفٌ ربطه القرآن بأهل الإيمان في مقام الصدق في المواقف والثبات على الحق ، قال تعالى : (((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً))) ، كما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو : ((اللهم أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد))

وهكذا بحمد الله حسمنا تعريف أخطر مرض يمرّ على الأمّة في عشرِ ثوان ، ومن غير حاجة إلى إجتماع ولا مؤتمر ، أعني تعريف "الرَّخَامَة"

ولكن : ما هي العلاقة بينها وبين "الإرهاب" ؟!! فهذا ما سنبيّنه إن شاء الله تعالى

"الإرهاب" لفظٌ لَهُ معنيان لا ثالث لهما :

أحدهما : أن تكون خانعاً راهباً من عدوِّك ، أي : يصيبك الجبن منه إلى درجة أن تُغَيِّر فِكرَك ، وتَتَنَكَّر لجهادِ أمتك ، وتُحرِّف دينك وأحكام شريعتك ؛ ليرضى عنك العدوُّ .. وهو بهذا المعنى مرادف لـ"الرَّخَامَة" تماماً ، وسنذكر أعراضها التفصيلية بعد هُنيهه

والثاني : أن تكون أنت مُعتزاً بدينك ، مرهوباً من عدوك ، مُهاب الجانب ، شامخ العِزَّة ، مرفوع الرأس بجهادك ، ثابت في مبادئك .. وهذا "الإرهاب" هو الذي أمر الله به في القرآن ، قال تعالى : (((وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدوَّ الله وعدوَّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم))) .. وهو بهذا المعنى مُضادٌ لـ"الرَّخَامَة" ومُرادفٌ لـ"الرجولة"

وهكذا أيضاً حسمنا بحمد الله وبكلِّ سهولة تعريف "الإرهاب" في عشرين ثانية ، من غير حاجة إلى مؤتمر ، وتَكَلُّف مصاريف ، وتضييع وقت !!

أما أعراض "الرَّخَامَة" المنتشرة هذه الأيام في شرائح كبيرة من العامة والخاصة حتى في أوساط المفكرين والعلماء ... إلخ :

فمنها : الشعور بالهزيمة النفسية أمام الأعداء ، وهذا الشعور يُلقى في العقل الباطن لحامل هذا المرض الخطير عُقدة الذنب ، فتراه عندما ينظر في حضارته : يبحث عما عَسَاه أن يثير العدوَّ عليه أو يجلب أنظاره إليه ، فيخفيه أو يُحَرِّفه عن معناه ، كما يفعلون في الجهاد وأحكامه ، والولاء للكافرين ومظاهره ... إلخ

تجد المُصاب بهذا الداء يلهج دائماً بمفردات بعضها شرعيَّة لكنها توضع في غير سياقها وتوظَّف في غير معناها ، مثل : "الوسطية" ، "الإعتدال" ، "التسامح" ، "الحوار" ، "مكافحة الإرهاب" ، "معالجة التطرُّف" ، "محاربة التكفير" ... إلخ ، "الخوارج" ، "الخوارج" ، "الخوارج" !! وتجده مشغولاً من مؤتمر إلى مؤتمر ، ومن محاضرة إلى محاضرة ، كأنَّ أرضَ الإسلام مليئةٌ بهذه الوحوش التي تلتهم الأخضر واليابِس وليسَ فيها شيء من جيوش الكفار !!!!

فهو يحارب تلك الطواحين الهوائية التي صنعها الغربيون في ذهنه ، بينما جيوشهم تعيث في أرض الإسلام فساداً ، وهو كأنه لايرى ولايسمع ، صمٌ ، بكمٌ ، عميٌ ، فهم لا يعقلون !!

وتكاد تختفي من قاموسه مفردات : "الجهاد" ، "المقاومة" ، "الإرهاب الصهيوني" ، "الإرهاب الأمريكي" ، "التآمر على الأمَّة" ، "إحتلال فلسطين" ، "إحتلال أفغانستان" ، "إحتلال العراق" ، "الوجود الأجنبي في البلاد الإسلامية" ، "تحرير الأمة من الهيمنة الغربية" ... إلخ

ومن أعراضه : محاربة كلِّ صور الإباء ، ومعاني العِزَّة والعلاء .. كما أنه ضِدّ كُلِّ خطاب يحارب الخنوع ، والخضوع للباطل ، والسكوت عن الظلم ، ويُسمّي هذا كلَّه : خروجاً عن "منهج السلف" !!

ومنها أيضاً : هيمنة هذه الفكرة على حامل هذا الداء : أنَّ من حَكَمَ الناسَ حتى لو نَصَبَهُ أعداءُ الإسلام ومهما بلغ طغيانُه وطغا صولجانُه : فهو وليّ أمرهم ، والموقف منه هو التسبيح بحمدِه ، والطواف بكرسي مجدِه ، والرضا التام بإستبداده بالطغيان ؛ فهو قدرٌ محتومٌ ، وتقبل الظُّلم بصدرٍ رَحب على أنه القضاءُ المحسومُ !!

ومن أعراضه الواضحة : بلادةُ الشُّعور عندما يرى ما يجري على أمّته من تسلط الأعداء ، وما يصيبها من خيانة الخبثاء ، فإنَّ اضطره الموقف أن يقول شيئاً ، قال : "هذا من ذنوبهم" !! بينما تذهب عنه البلادة فجأة ، وتنتفخ أوداجُه ، ويحمرُّ وجهُه ، ويصيح بالولولة والجلجلة : إذا خاف على سمعة "ولي أمره" من نصح الناصحين ، وغيرة المصلحين !!

ومن أعراضه : أنه يرى بمنظار المُستعمر نفسه ، فهو يعتد بتقسيمات حدود "سايكس – بيكو" جداً جداً ،  ويعيش جاهلية "الوطنية" بكلِّ شعوره ووجدانه ، ويدعو إلى إحترام خدعة "السلام العالمي" و"عالم جديد تسوده روح التعايش السلمي" ، وإلى إحترام مواثيق المؤسسات الدولية التي يديرها التحالف الصيهوغربي ، أكثر مما يحترم مقاومة الشعوب الإسلامية المسحوقة تحت نير إحتلال منافقي "السلام العالمي" ودجّالي "عالم جديد تسوده روح التعايش السلمي" ونصّابي "الأمم المتحدة" !!

ومن أعراضه : أنه يفرح إذا مدحه الأمريكيون أو الصهاينة أنه صاحب فكر "معتدل" كما طنطن الصهاينة بمدح "الطنطاوي" ، وحدثني أحد العائدين من معتقل "غوانتانامو" أن إدارة السجن هناك وضعت صور كبيرة لأحد هؤلاء "الرخوم" وتحتها بعض عباراته التي يندد فيها بالجهاد والمقاومة ويدعو إلى طاعة ولي الأمر "بريمر" !!!!

ومن أعراضه : أنه إذا سمع بأخبار إنتصارات المجاهدين في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو الشيشان : اشمأز قلبه ، واسودَّ وجهُه ، وإذا رأى صور الشهداء المُشرقة وهم يبتسمون : إنقبض صدره ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وإذا سمع عكس ذلك : تهلَّل واستبشر ، نسأل الله السلامة والعافية والثبات على الهدى ، آمين

وآخر أعراضه : التعاون مع "الأجهزة المعنية" لمحاربة من يكشف حقيقته ، ويفضح عوار فكره المريض ، ومن ذلك : تحويله هذا المقال إليها تحت عنوان : "مثال على الفكر الإرهابي" !!

والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكلون



بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: حَسم تعريف " الرَّخَامَة " !
« رد #1 في: 2010-04-25, 14:12:55 »
مقال في الصميم يا ناصح امين بارك الله لك ولكاتبه

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: حَسم تعريف " الرَّخَامَة " !
« رد #2 في: 2010-04-25, 15:36:00 »

مقال قوي فعلا ولكنه مؤلم

فمعنى الرخامة منتشر ومستشري في أمتنا

اللهم اعفو عنا وعافنا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ