المحرر موضوع: خفقات قلب (من كان يا ماكان)  (زيارة 6644 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

جواد

  • زائر
خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« في: 2008-04-27, 08:29:40 »
بسم الله الرحمن الرحيم،

الجزء الرابع بعد الأخير.
من: كان ياما كان في سالف العصر والأوان


خفقات قلب.



يسير المسلم فى حياته بحلوها ومرها يشكر على الخير ويصبر علي المر.
يختار ويعزم ويمضي، يحكم العقل تارة ويبحث عن هوي نفسه تارة أخري،

وتظل القلوب مستودع النوايا والأحوال،

لا نؤمن الا إذا وقر الإيمان فى قلوبنا ثم صدقه العمل،
ولا يقبل العمل الا إذا كان القلب خالصا فى نيته لله عز وجل،
بل لعلنا محاسبون علي خفقات قلوبنا،
علي أي شئ نفرح وعلي ماذا نحزن ونغضب.

قلوبنا اليوم مجروحة مكلومة، ولا أدري هل ذلك لحال أمتنا أم لحال أنفسنا.
ومع ذلك لا تهدأ الخفقات ولا تستحي من الحال فتظل تؤرق مضاجعنا وتسرق الكري من عيوننا.
بل وأصعب ما في الأمر أن يصل بنا الحال الي الشوق للخفقات ذاتها وكأنها دليلنا علي الحياة.
فإذا ما تصاعد صوت اندفاع الدم فى حجراته واعتصار الشوق لكل ذرات جدرانه ارتمينا فى أحضان أنفسنا نبحث عما افتقدناه وما بكينا عليه.

واذا كان العقل هو سيد القرار الأخير فإنه لا يملك سرورا أو كآبة، وياله من اختبار.

هل تخفق قلوبنا حقا علي قتل أخواننا وتدنيس مقدساتنا واغتصاب اراضينا ونسائنا ؟
وهل تخفق قلوبنا علي غير مسلم لم نبلغه الإسلام ونعرفه بالنور الذى حملناه وما وفينا ؟

ثم هل تخفق قلوبنا شوقا لرسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
وهل تخفق قلوبنا غيرة علي ديننا ؟

أم أنها خفقات الأغاني التي حولت العشيق الي اله يهب الحياة ويمنعها لا تطيب الدنيا الا بنظرته وتذل له الأعناق طمعا فى لمسة من يده،
فتلتهب عواطف الشباب ويتحسر المتزوجون علي ما فاتهم من سراب نعيم الحب قبل الزواج.

خفقاتنا لم تعد تعدوا انانيتنا وحبنا لأنفسنا بل وقد يتعدي الأمر الي لوم الآخرين ان تخطت خفقاتهم حاجات أنفسهم.

وعلي صعيد آخر، لماذا تخفق قلوبنا شوقا للزوج فإذا ما أكرمنا الله به ساءت أخلاقنا معه وتململنا من كل طباعه ورجعنا الي التفكير فقط فى أنفسنا،
وفي أفضل الأحوال تناسينا بعده كل خفقات هموم الدين والإخوان.
تخفق قلوبنا للأبناء فإذا ما أكرمنا الله بهم لم نعرف حق الله فيهم ولا نريهم الا ما نري.

لماذا تكون خفقات قلوبنا لشهواتنا أشد من خفقانها لدين الله ولرسوله؟
لماذا تكون الخفقات شديدة مؤلمة لفراق حبيب ولا تكون بذات الألم حين تثقلنا الذنوب والمعاصي ولا نحرك ساكنا.
هل يمكن أن يخرج العمل علي الوجه الأكمل اذا لم تنتفض له الدماء فى قلوبنا؟

هل نستطيع أن نصرف جميع خفقاتنا لله؟ فلا تخفق قلوبنا لحرام ابدا ؟

الأمر جد صعب ولا أحسب الوصول اليه سهلا، لكني دائما ما كنت اتساءل عن سر مخالفة الجوهر للمظهر،
عن سر الإزدواجية التى يحياها الكثير منا والمصيبة ان كان مقتنعا بها راضيا بحاله فيها،
ومن لم يرض، هل حاول حقا معالجة نيته ومراقبه خفقات نفسه؟
هل صدقنا مع الله فى توبتنا ؟ هل رجعنا نادمين اليه حقا ؟ وهل سنصبر على الرجوع والتوبة ؟

وإذا ما سألنا الشباب عن خفقات القلوب توهجت العيون وتصاعدت النبضات وخرج الكلام خافتا يحمل آهات وتوجعات،
وما أدري كيف يصبرون علي الصبابة والشوق يعذبون أنفسهم ويتعبون قلوبهم،
يبلغ منهم الحب مبلغه ولا يسعون لتتويجة بزواج قدر سعيهم للإستزادة من العذاب،
وللأسف تحولت حياة معظمهم الي البحث عن قصة حب، يعيش فيها مغامرات خياله.

لا أفهم كيف يكون الحب صادقا دون ان يكون حلالا !
الحقيقة ان المحبين اليوم لم يعرفوا عن الحب شيئا، انما عرفوا فقط أنانيتهم وشهوات أنفسهم.
لو كان يحبها حبا صادقا ما سعي لحديثها أكثر من سعية لأسباب الزواج بها،
لو كان يحبها حبا صادقا لما طاق البعد عنها ولكان الزواج أهم من طلب لقائها.
لو كان يحبها حبا صادقا لاستحي ان يهديها وردة تسأله بالله ألا يتمتع بها فى حرام.

ثم الا يختلف الملتزم بدينة عن غيره ؟
أيكون همه هو الآخر زوجة جميلة وحياة رغدة سعيدة وبعض الخطب والكتابات الرنانة ؟

أيعقل أن تتساوي خفقات من ذاق حلاوة الإيمان بخفقات هذا الذى لم يعرف الا حاجاته وشهواته ؟
كلا، والله لو كان قلبه صادقا لما آثر الدنيا علي الدين ولما آثر نفسه وراحته على أخوانه.

فليراجع كل منا خفقات قلبه وليجتهد في صونها، عسي أن يأتي يوم تغير فيه خفقات قلوب رجال منا مجرى الواقع الأليم.
« آخر تحرير: 2008-04-27, 11:24:43 بواسطة ماما هادية »

غير متصل ذات النطاقين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 191
رد: خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« رد #1 في: 2008-04-28, 21:44:58 »
بوركت ياشيخ جواد ونسأل الله العفو والعافية لشباب ورجال المسلمين وبالتالي لفتيات ونساء المسلمين . موضوعك جاء على الوجع . وجع الجسد الاسلامي الذي يستغيث ويئن وماومن طبيب ................!(ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ).

جواد

  • زائر
رد: خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« رد #2 في: 2008-04-29, 09:49:36 »
بارك الله بكم أختنا الكريمة،

حفظ الله لكم ولجميع المسلمين قلوبهم وصرفها علي محبته وطاعته.

أحمد

  • زائر
رد: خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« رد #3 في: 2008-04-29, 12:38:42 »
:emoti_133:
- مرة ثانية: أما من مسلم أضيق ابتسامة من هذا لوقت الجد؟ -

صادفت أخي كلماتك لدي كلمات كنت أسمعها حالا للأستاذ الشيخ سعيد حوى

أهديها لكم في المرفقات

أخطر داء على الشباب
7 دقائق تقريبا

 emo (30):

جواد

  • زائر
رد: خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« رد #4 في: 2008-04-30, 09:55:55 »
جزاكم الله خيرا يا أحمد،

محاضرة رائعه بالفعل وهذا عين ما قصدت.

بارك الله بكم.

الفقيره الى الله

  • زائر
رد: خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« رد #5 في: 2008-04-30, 17:58:30 »
السلام عليكم

اخي الفاضل احمد ، انزلت الملف ولكن كان من 16 ثانيه فقط، هلا ارفقت المقطع مجددا؟
بارك الله بكم

جواد

  • زائر
رد: خفقات قلب (من كان يا ماكان)
« رد #6 في: 2008-05-01, 08:33:26 »
الأخت الكريمة،

لقد قمت بتحميل الملف أيضا وهو سبع دقائق،

يبدوا أن المشكلة فى الإتصال عندكم.