المحرر موضوع: خواطر مَكْتَبَتِية  (زيارة 40601 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #60 في: 2011-11-04, 18:37:48 »
خواطر جميلة يا أسماء....... :-)

في الجامع الأزهر مكتبة دعوية تطبع الكتب الإسلامية وفيها نسخ من ترجمة معاني القرآن الكريم بكل لغات الأرض... وهي مكتبة موقوفة على الأجانب ابتغاء وجه الله تعالى..... تعرّفتُ على القائمين عليها حين كنت معتكفا في الجامع الأزهر قبل حوالي ثلاث سنوات...... وكان معنا مسلمون من أقصى الأرض إلى أقصاها........

أكثر من لفت النظر كان جصتس الأمريكي...... الذي أسلم وودع خلفه تاريخًا أسود من الجنوح والإدمان....

وقتها أحسست بنعمة اللغة العربية....... فتح جصتس نسخة من القرآن الكريم مع ترجمة إنكليزية لمعانيه....... فتحه على سورة القدر..... وكنا قريبا من ليلة القدر....... ترجم المؤلف كلمة القدر إلى القَدَر....... وفي نسختي ترجمها إلى القوّة!!!....... تكرّرتْ الأزمة نفسها عند الكلام عن الرُّوح......

وجاءت ليلة القدر........ وسمّاها أحد المعتكفين لجصتس (ليلة الحراميّة) أي اللصوص!!!!...... لأن الجامع يمتلئ عن آخره بالزائرين...... رجالًا ونساءً..... كبارًا وصغارًا......... ومعهم الإفطار والسحور لهم وللعاكفين..........

وسرقتْ نعالي.... واستعرتُ أخرى لأخ من إندونيسيا اسمه بيني.........

-بيني؟!

أسماء الإندونيسيين كانت عربية في جملتها...... محمد ورضوان وصفوان..... إلخ.......

-نعم..... إنه اسم من التليفسيون :-)

عدت إلى بيتنا لإحضار نعال أخرى........

وفي الليل نمت في ظلة عبد الرحمن كتخدا...... وأيقظني الأوزبكيون لصلاة الفجر........

توشك الشمس أن تطلع...... والمنائر أصابع مرفوعة بالتوحيد لرب الأرض والسماء........ في مسجد بناه المغاربة...... وعمره المصريون...... وبنى مآذنه العجم...... وسارت بشرفه الركبان........

قم في فم الدنيا وحي الأزهرا
وانثر على أذن الزمان الجوهرا

شكرا لك يا أسماء على هذه الذكريات الحلوة....... والمعذرة من اضطراب الأسلوب.......
« آخر تحرير: 2011-11-04, 19:02:32 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #61 في: 2011-11-04, 19:13:02 »
أي اضطراب في الأسلوب يا عبد الرؤوف ؟؟

بل هي قطعة جميلة ....وهذه التلقائية والعفوية والانتقال في الوصف بالطريقة المفاجئة العفوية يجعل القارئ وكأنما ينتقل مع الكاتب من مكان إلى مكان، مع ما يكتنف هذا الانتقال من معنى عميق يوحي بالمفاجأة حتى في معنى ما تحمله الفقرة القادمة ....
فمن  مكتبة الأزهر، إلى حيث جالست جسص وفتحت معه المصحف على تفسير ليلة القدر (وما أخطر أن يوكل تفسير معاني القرآن إلى من يضعون هذه المعاني الخاطئة للمسلمين الذين لا يتقنون العربية )

ثم إلى حيث سرق نعلاك ......... وها هي المفاجأة والصدمة، صدمتك التي تلقيتها وانتهى وصدمتنا نحن ونحن نعلم من أخياتها عندنا أيضا ولا يخلو الأمر من ضحكة ترتسم رغم ما يحزن من فعل  ::)smile:.....ترتسم من  حالك وأنت الآمن في "حيث الأمان المفترض" ومحزن طبعا يا عبد الرؤوف من حيث غياب مفترض الحال لحالنا ..........حتى من فرط غضب الرجل قال عن تلك الليلة بالذات (حاشا ليلة القدر) ليلة الحرامية

ثم إلى بيني الغير بيني (أضحك الله سنك يا عبد الرؤوف  ::)smile:)

حتى أيقظك الأزبكيون .............

بجد يا عبد الرؤوف ودون هزل، أسلوبك مميز فعلا .....حافظ عليه وعلى خصوصيته، ففيما تسميه اضطرابا جمال خاص emo (30):
« آخر تحرير: 2011-11-04, 19:30:36 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #62 في: 2011-11-04, 19:26:51 »
أي اضطراب في الأسلوب يا عبد الرؤوف ؟؟

بل هي قطعة جميلة ....وهذه التلقائية والعفوية والانتقال في الوصف بالطريقة المفاجئة العفوية يجعلك وكأنك تنتقل في مسجد الأزهر من مكان إلى مكان، فمن  مكتبة الأزهر، إلى حيث جالست جسص وفتحت معه المصحف على تفسير ليلة القدر (وما أخطر أن يوكل تفسير معاني القرآن إلى من يضعون هذه المعاني الخاطئة للمسلمين الذين لا يتقنون العربية )

ثم إلى حيث سرق نعلاك ( :emoti_282:)   مضحك عما آل إليه حالك وأنت الآمن في "حيث الأمان المفترض" ومحزن طبعا يا عبد الرؤوف من حيث غياب مفترض الحال لحالنا ..........حتى من فرط غضب الرجل قال عن تلك الليلة بالذات (حاشا ليلة القدر) ليلة الحرامية

ثم إلى بيني الغير بيني (أضحك الله سنك يا عبد الرؤوف  ::)smile:)

حتى أيقظك الأزبكيون .............

بجد يا عبد الرؤوف ودون هزل، أسلوبك مميز فعلا .....حافظ عليه وعلى خصوصيته، ففيما تسميه اضطرابا جمال خاص emo (30):

شكرًا لك يا أسماء..... لكن بدون مبالغة أسلوبي له حظّ من نفسي وقلّة اعتدادي بها........ وخطّي أيضًا غير ناضج.....

أملي أن يوفّق الله مع متابعة كتاباتكم الراقية ومجاراتها والردّ عليها إن قدّرني الله.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #63 في: 2011-11-04, 19:39:57 »
الله انتو هنا برده يا gماعة
أظن هيك بكتبها باللهجة المصرية يا " جماعة " :-)

والله وصفٌ جمع مابين الجدّ والكوميديا بأسلوب لطيف سلس جميل ... فعلا يا أسماء هو ما قلت عن كتابات النجولي ... أؤيد بشدة وعنف :-)

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #64 في: 2011-11-04, 19:42:21 »
الله انتو هنا برده يا gماعة
أظن هيك بكتبها باللهجة المصرية يا " جماعة " :-)

والله وصفٌ جمع مابين الجدّ والكوميديا بأسلوب لطيف سلس جميل ... فعلا يا أسماء هو ما قلت عن كتابات النجولي ... أؤيد بشدة وعنف :-)
تااااااااااااااااني؟!!!  ::nooh:

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #65 في: 2011-11-04, 23:38:07 »
 :emoti_17:

طيب يا عبد الرؤوف كيف برأيك تترجم (ليلة القدر)؟ أن نبقيها هكذا Qadre night على اعتبار ان (القدر) اسم علم؟؟ :emoti_17:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #66 في: 2011-11-08, 17:01:27 »
أتابع خواطرك يا أسماء باهتمام

لاسيما وقد رزقني الله في عملي أولادا بعمر أولادك

أتمنى لو أكتب عنهم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #67 في: 2011-11-09, 06:55:11 »
أتابع خواطرك يا أسماء باهتمام

لاسيما وقد رزقني الله في عملي أولادا بعمر أولادك

أتمنى لو أكتب عنهم

أهلا وسهلا ومرحبا بك يا أحمد ،نورتَ "السراج المنير"  emo (30): ،تسعدني متابعتك.
بارك الله لك في أولادك ::)smile:، وعساك تكتب عنهم أيضا، فكم كان لي معهم ما يستحق التوثيق، ولم أفعل،حتى جاء يوم رأيت فيه ألا مناص من حفظ مواقفهم، وأن الاستدراك خير  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #68 في: 2011-11-09, 08:54:40 »
تشينغ تشونغ ...... يا أسماء ؟؟؟   emo (30):
لا إله إلا الله.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #69 في: 2011-11-09, 08:58:24 »
تشينغ تشونغ ...... يا أسماء ؟؟؟   emo (30):


 :emoti_282:
بخير يا حلم والحمد لله  ::)smile:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #70 في: 2011-11-09, 09:01:57 »
أتاريكي مش سهلة يا أسماء   :emoti_282:

=====

رااائع يا أسماء ، ماشاء الله ... بإنتظار بقية خواطرك .


« آخر تحرير: 2011-11-09, 10:13:18 بواسطة حلم »
لا إله إلا الله.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #71 في: 2011-11-09, 11:36:01 »
أسعد الله قلبك يا حلم  emo (30):
وفيما يلي خاطرة مكتبتية جديدة ....هي من أحداث اليوم  emo (30):
« آخر تحرير: 2011-11-09, 11:41:25 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #72 في: 2011-11-09, 11:51:16 »
دخلت وفي يدها كراس مهترئ، يكاد يئنّ من خلف قضبان غلاف أكثر اهتراء، أو ربما سكن منه الصوت وأوصاله المقطّعة ضرب اليمين وضرب الشمال من خلف تلك القضبان ....وقلم بين سبابتها وإبهامها، يكاد مع وجهها المستجدي يستجدي  بلغة الحِبر أن يُكتب به .....

سارب حياؤها، مستخفية خفتها التي عرفتها بها، حتى لكأنّ الكلمات منها عادةً  شتات و فُتات لا تكاد تُفهم منها جُمَل وتفيد إلا بشقّ الأنفس...ولكنها اليوم على غير عادتها جاءت "غادة" .... وديعة .... رقيقة..... هادئة .....لا تخرج منها الكلمة بصوت إلا وكانت تاليتُها بخَفْت عساها توحي لمن يسمع أنها المسكينة المضطرة ..... sad:(

-أستاذة أسماء لو سمحتِ .... بكم تكتبين الرسائل ؟

-الرسائل ؟؟ !! أية رسائل ؟؟ أوَعرفتِني من قبل  كاتبة رسائل؟ أوَبمقابل ؟ ! :emoti_209:

وفي نفسي شيء من أنّ المفردات أعجزتها، وقاموسهم اليوم شحيح منها رغم سُكناهم المدارس صباح مساء، وخاصّ الدروس ما بعد المساء... !! وحسرة في القلب من ضعف الأولى، ومن استشراء الثانية داء بين الأدواء عُضالا ....

-رسالة طلبت منا المعلمة أن نكتبها لقريب أو صديق، تهنئة بالعيد ...

آآآه .....رسالة.... يعني واجبا بمناسبة العيد، وقد دأبنا على تسميته صغارا "تعبير كتابي"، بما يساوي حثّ الفكر والقريحة وتعويدها على الكتابة والتعبير والإفصاح..... وأيّ بَون بينه بأمسنا، وبينه بيومهم ... !! أي بَون ........... !!!

إذ كانت أسعد أوقات دراستي في تلك الأيام الخوالي، تلك التي أجلس فيها إلى ورقة وقلم، أبوح للقلم وأحكي، وهو يترجم البَوح حرفا مكتوبا.....
حينما كنت أسرح بفكري وبقلبي وبعقلي ....... وأنا أستنطق الجماد لينقلب حيا على ورق، وأتبسّم لوجه الشمس كما تتبسّم لي بضوئها، وأتغزّل بجدائلها الذهبية، وأتملّى  صفحة السماء الزرقاء، وعلى خطوطها البيضاء المتعرّجة المتحركة السابحة  في الفضاء ملامح وأطياف حركات خفيفة لطيور حرة  مغرّدة تعطي للسماء صوتا يحيّي كل أهل الأرض تحيّة الحياة ..... emo (30):

حينما كنّا نتقوّى ونحن الصغار، فنخاطب الجبال الراسيات الشامخات الشاهقات .... وما خِفنا قِمَمها وما هِبناها، ولا نفرنا من علوّ رأسها، ولا كانت يوما تلك العاليةُ علينا متعالية.... بل كم أحببناها، وأحببنا شموخها ..... وهي التي في الأفق البعيد الساحر تعانق  جِيد السماء  ...وأي عناق هو عناق الشوامِخ... !!

حينما كنا نحكي حكايا الربيع...... وفعله بزهر البساتين وهي تستحيل بين يديه غنّاء، وفعله بالأرض وهي تغني أغنية الخَضار والنماء .............
 وفعله بالقلب وهو ينبت ويورق ويزهر حيا بين الزهور أبهى زهرة، وبين الأطايب أحلى مَطْيب ....وبين الطيور الحرة الطليقة فراشة زاهية اللون ، مرفرفة الجناح....حائمة، طائفة بين وادِ وأكمة و روضة، ودوحة دائحة  ... وكل الأرض  في قلوبنا الغريرة روضة ودوحة ...... emo (30):

حينما كنا نذكر الشتاء القاسي وكأنه المحبّ الحاني.... ونذكر فيه المطر، والهَطل والغيث، والثلج، وحبات البَرَد ....وكأنّ الخير من السماء يتنزّل علينا ليلقى من قلوبنا الحب والبِشر .....فكأنما كان يستأنس بصفاء القلوب، فكان ينزل فرِحا مُفرحا .....

حينما كانت قلوبنا لا تعي غير الفرح، حينما لم يكن فيها مكان للتّرح  ....حينما كنا لا نقوى على وعي ما هو أكبر، وأن ليس في قاموس فهمنا أكبر من الفرح النقيّ نقاء البَرَد .....وهل  كان ما منه أكبر ؟؟


حينما كنا نلتفّ حول الجدة الحنونة قرب مدفأة تلقي الشّرر وكأنه يسمع من حكاياها، ويسهر مع العيون الصغيرة السّهرى .... حينما كان علي بابا طيبا يجابه اللصوص، ومن قبل عهد حكاية "ابن  علي شهبندر اللصوص" .... !!

حينما كان تاريخ الجد والجدة يتمثل لنا من أفواههم دُررا وعهدا تمنّينا لو أننا كنّا فيه، لنحيا حياة الحبّ الذي كان بين الناس، وحياة الإيثار، وحياة الشهامة، وحياة الأسرة الكبيرة الواحدة، والجار فيها أخو الجار، والمؤمن أخو المؤمن، والفرِح معه الكل فرِحون، والحزين معه الكل حَزْنى.... والقوي بإخوانه، والضعيف وحده ....

حينما كنا نتغزّل بالشمعة المضيئة والزمن يأكل منها ليعطي منها إلى مَن استنار بنورها .....فكنّا نحبّها، ونقدّر عطاءها، وتضحياتها حتى لكأنّ القلب منا يكاد ينخلع لحالها وهي التي تموت ليحيا غيرها .... !! كم كنا نقدر العطاء والحب والتضحية .....كم كنا نتمنى أن نكبر لنعوّض كل معط ومضحّ ومحب وفي يقيننا أنه المعطي بلا منّ وأنه المضحي بلا انتظار مقابل .... !!

كم كانت القيَم في زمان صِغر أيادينا، ونضارة وجوهنا، وتألق ابتساماتنا قِيَما ....وكم ندين لكل من علّمنا قيمة منها ... !!وعلمنا أنها التي لا تقاس بمقياس ولا توزن بميزان، ولا تباع ولا تُشترى، وأنها التي تبقى مدى الدهر أصيلة  أصيلة أصيلة ....لا تتبدّل ولا تتسنّه .... !!

كم كنا نحاكي السنابل المزدهية  بضوء الشمس، الرانية  للأفق، المشرئبّة للخير والنماء والعطاء وهي المئة من واحدة ....فكنا ننغمر فيها بقاماتنا القصيرة، ونستأنس بفعلها في وجوهنا.... وأعيننا تنغلق دون هدهداتها، ووجناتنا تستطيب لمساتها ....... emo (30):

-رسالة إذن هي يا غادة ؟؟  ..... لا لن أكتب لك رسالة وقد سألتْك المعلمة من عطائك ومن جودك أنت.... من كلماتك.... من إحساسك، لتعطيك لقاء ما أعطيتِ.... فكيف إذا كانت كلماتي.... أوتشترين  كلماتي لتبيعيها لقاء علامة بين العلامات ؟؟ وما النفع لك ساعتها؟؟ وأي حق هو لك ساعتها ؟؟ !  لا يا غادة .... اتعبي أنت....اكتبي أنت .... اعطي أنتِ لتأخذي أنتِ....لن ينفعك مني كلام مرصّع لتذهبي به وكأنه كلامك .....

-طيب ساعديني لأكتب .... sad:(

-أما المساعدة، فبلى ..... فهل كتبت شيئا لأراه لك، فأقيّمه وأقيم اعوجاجه  ؟؟

-لا لم أكتب ..... sad:(

-افتحي كراسك يا غادة ..... هيا اكتبي ..... هيا عبّري من كلماتك .....لمن تريدين أن تكتبي ......؟؟ هيا يا غادة ابدئي .... : "صديقتي العزيزة فلانة"

وأمسكت غادة برأس قلمها الذي لن يبخل .....وجعلت الأفكار تنتقل من رأسها إلى رأسه مترجَمة على الورقة ......
وكنت أسألها .... وأحثّ أفكارها على الخروج بكلماتها البسيطة، بمرادفات منها لكلمة بين الكلمات .... لقول قلبيّ يحضر متمثلة وجه  صديقتها التي تحبّ على الورقة .....

وكانت غادة تكتب ..... فتنسى الألف واللام أحيانا كثيرة ..... وكأنها وهي تتعرف إلى ما عندها لأول مرة، كفاها أن تعرفت هي، فلم يعد يهمها أن تعرّف غيرها ........ ::)smile:

وضمّنت غادة كلماتها التهنئة بالعيد، والتمني بالنجاح، والمستقبل الزاهر .......و أنهت كلماتها هي لا كلماتي ولا كلمات غيري ..... حتى أنني كلما استنطقت منها الكلمة ومرادفتها أبيت أن أضع التي تروق لي، وآثرت أن تبقي على ما هو ملكها ..... والذي كان يحتاج أن يُستحثّ ليخرج لا أن يبقى داخلا، لا تشغّل له دواليب العقل...... فتتعوّد على الاستيراد.... ويخمل عقلها عن الإبداع والصنع ويُحرم قلبها من الفرح بصناعة اليد ......

-أرأيت يا غادة .....ها قد كتبت رسالتك... ها قد خاطبت صديقتك .... لم أكتب أنا ...... ها أنت وبإمكانك الإفصاح والتعبير .....فعوّدي عقلك على هذا، ولا بأس بقليل من المساعدة والتقويم .... ولكنّ الجميل والصحيح أن يكون ما تقدمينه منك هو حقا منكِ لا من غيرك .

-ترد وعلى وجهها إشراقة ووضاءة هي عنوان فرحة جديدة، بمذاق جديد، حلو لم تكن من قبل تعرفه ....فلما عرفته سعِدتْ....

-شكرا أستاذة أسماء ..... شكرا.... بكَم ؟؟

-أنا لا أبيع الكلمات يا غادة، ومثل هذا لا أريد منه مقابلا، ولا يستقيم أن يكون له مقابل.... فإنما هو جهدك، وكانت مني مؤازرة، مقابلي يا غادة أن تعوّدي عقلك على أن يكون المعطي الخالص، وأن تكون العلامة لكِ لقاء بنات فكرك لا بنات فكر غيرك ....ذاك هو مقابلي يا غادة ....  وفي قلبي تلك الآه العتيدة الجديدة...... آه لو تعلمين آهي يا غادة .....!!

ليتكم أيها الآباء..... أيتها الأمهات يا رعاة الأمانة الكبرى عرفتم أنّ عطاء طفلكم  وإن كان صغيرا هو الذي يستحق لقاءه العلامة، وأنّ تخميلكم لعقولهم لقاء العلامة هو الوبال، وهو الخَسار لهم لا الربح ولا النفع ولا الفائدة المظهرية التي تنشدون......

وساعة يجدّ الجدّ فإنّ طفلكم اليوم سيصبح الرجل المتواكل غدا، والمرأة المتواكلة غدا ....هم  المتواكلون غدا أبناء أمة المتوكّلين ....ساعة يجدّ جدّ الأمة ويقوى عزمها بذوي العزم فيها سيُلفظ المتواكل الذي كنتم أنتم زارعي بذرته الشوكيّة  ....فعلامَ تقيمون فيهم للشوك صروحا ؟؟ !! وتئدون الورد وتستكثرون أن تعرّفوه وجه الشمس......؟!!

ليتكم تفيقون وتستنهضون في رؤوس أطفالكم شيئا يحتاج أن يُستنهض .....
« آخر تحرير: 2011-11-10, 14:33:58 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #73 في: 2011-11-09, 12:40:44 »
جميل .. جميل جدا.. جدا
يا الله كأني أراها تتلعثم وأراك تستنهضين..
جزاك ربي خيرا
جزاك ربي خيرا
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #74 في: 2011-11-09, 13:33:46 »
جميل .. جميل جدا.. جدا
يا الله كأني أراها تتلعثم وأراك تستنهضين..
جزاك ربي خيرا
جزاك ربي خيرا

جزانا وإياكم يا أحمد كل خير .... emo (30): :blush::بارك الله فيك  emo (30):، وكم أتمنى أن تمتعنا من جديد من حسن بيانك يا أحمد عما قريب  emo (30):

---------------------

وهذه صفحة كراس غادة التي كتبت عليها رسالتها .....وقد استأذنتها أن أبقي منها نسخة صورتها بآلة التصوير لأبقيها عندي ذكرى، فأذنتْ..... emo (30):




ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #75 في: 2011-11-09, 13:57:10 »
الله الله

لا تعليق

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #76 في: 2011-11-09, 16:37:13 »

جميلة يا أسماء، ذكرتني بنفسي مع اختلاف الحال فغادة قد باحت أما أنا فما زلت عاجزة عن البوح والتعبير
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #77 في: 2011-11-09, 17:07:47 »
رائع يا أسماء

رائع جدا
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #78 في: 2011-11-09, 17:16:17 »
" السراج المنير " ليس محلا للقرطاسية والكتب...بل هو مدرسة ...منتدى... منبر ثقافي اجتماعي ...مكتبة وطنية أرشيفية ... مرصد للحياة...

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #79 في: 2011-11-09, 22:09:16 »
ما أجملها من خاطرة .. بل ما اجمله من موقف

الحمد لله يا أسماء أنك لا تتقاضين أجرا لقاء الكلمات.. وإلا لأثقلت كاهل المنتدى بالديون
::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*