المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46552 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #20 في: 2013-02-14, 10:22:41 »
كم نحتـــــــــــــــــــــــــــــــــــاج



    "يا نفس وقع أمر ، إن سكتِّ فأنت شريكة"

    كم نحتاج أن نذكر أنفسنا ونؤديها ونعودها على الحق بركوب الصعب أما أن نركن للسهل ونتجنب جَلَل المواقف عن خوف وجبن فذلك داء الأدواء يستعصي معه الدواء ...

    كم نحتاج أن نعودها النطق بالحق وإنصاف الحق وإحقاق الحق وأنّ السكوت عنه مشاركة باطلة لا طائل منها إلا البوء بالخسران المبين في الدنيا والدين

    كم نحتاج أنفسا لا تطيق كتمان كلمات الحق كما لا تطيق السمكة العيش من غير بحرها
    كم نحتاج أنفسا يقينها هو عين اليقين أنّها ستسأل ... فلا ترضى أن تسأل عما سكتت عنه يوما من الحقّ
    كم نحتاج أنفسا لا تجد الدنيا برحبها وسعتها ولا الوفر بتليده وجديده ولا السلطان بصولجانه وجاهه شيئا تقاس به كلمة حقّ تكتمها ...

    كم نحتاج أن نجعل من أنفسنا هذه الأنفس



18-11-2005, 09:42 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #21 في: 2013-02-14, 10:27:32 »
أيها ساحة الوغــــــــــــــــــى؟؟؟؟


حدثتني عن سر حزنها وأساها وأنّ أراضينا تنهش قطعة إثر قطعة ونحن لا نحرك ساكنا و أنّها ما تنفك ترن بأذنيها -لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم- كلما همت تدعو أن يهلك الله المعتدين وأن ينصرنا

فأجبتها :

أنا معك أخيتاه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وهذا لعمري هو بيت القصيد وهو المرمى والمرتجى ...
ومن غيره لن نفلح أبدا ولن نرى خيرا ولن ننعم بنصر ولا بظفر ...
الإنسان أختاه ، الإنسان المسلم هو رأس المال الذي ندير به دولاب الحضارة... أصعب ما في الأمر وأهم ما في الأمر كله أن نصنع إنسانا ولا تنجح حضارة تقوم أفكار بنائها على الأشياء والمادة ظانة أنّها الأساس وأن الحل فيها وإنسانها غامر راكد لا يحرك فيه ساكنا ...
أما الإنسان المتغير المتحرك الذي تدب فيه روح الحياة والحركة وحب التغيير وتتنازعه من الداخل كوامن شررات الثورة على الواقع الكسيح المرير ، فهو في الحقيقة تباشير صناعة الحضارة ...

الإنسان هو مصنع الأفكار والمادة والأشياء وليس العكس ، لم تصنع المادة يوما إنسانا ، بل الإنسان هو صانعها وصائغ كينونتها ، المتحكم بها المخضعها لأفكاره وتصوراته والناصب أوجه تصريفها ...

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .... وماذا علينا نحن أخيتاه ؟؟
علينا ألا نيأس مهما رأينا من حولنا من واقع لا تبدو على وجهه إلا تقاسيم المرارة والانهزامية ولا تبدو قدماه إلا كسيحة تُقعده على كرسي اليأس والأسى
مهما بدا لنا من الأمر وظلمته ...
علينا أن نبدأ من أنفسنا ، من محيطنا الصغير الذي لنا عليه سطوة وأمر ونهي ... نثور على كل ما لا يمت للعقل وللمنطق بصلة وعلى كل ما لا ينبع من الإسلام وعلى كل ما لا يصبّ فيه ...

قد تكون ثورتنا على عادات وتقاليد ومعتقدات اجتماعية رسخت طويلا وتمكنت من العقول وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون شطحة من شطحات اختراعاتنا ولا تمت للإسلام بصلة ولَلتمسك بها أعود بالضرر منه بالفائدة والنفع ...
أن نثور على كل من يريد اغتصاب عقولنا أختاه بدعوى الداعين الناعقين أن الحل يأتينا من هناك... من عندهم ومن قوانينهم الوضعيّة البشرية التي صاغوها وابتدعوها وليس من لب إسلامنا ...ومن لبّ عقيدتنا القوية المتماسكة
أن نثور على من يريد أن يتحكم بعقولنا وبخلايا دماغنا خلية إثر خلية كأنما أحكموا قبضتهم على آلة التحكم فصار حسبهم من الأمر دَوس على أزرار بعينها تجيئ بنا حيث شاؤوا وتذهب بنا حيث شاؤوا ...

أن نثو رعلى كل من يريد تحكيم شريعة هواه فينا لنصبح عبيدا لأهوائهم ، وأن نصبح طوع أيديهم ، فصوابٌ كل ما رأوه سواء بسواء فيه خطؤهم وصوابهم ...
كُثر هم مرضى الهوى من إذا تمكنوا من مقاليد مسؤولية على تفاوت درجاتها ، صغيرة كانت أو كبيرة عاثوا في أرض الطائعين الخاضعين فسادا وأمرا ونهيا عن عمى الهوى وحب التسلط وجنون العظمة ....

أن نثور على عقولنا وهي تتعود شيئا فشيئا بتراكم القشة على القشة ، تتعود الخضوع والاستكانة والخنوع والخمول ...رويدا رويدا تتعود أن تقبل كل شيء ، الغث والسمين ، جار المنطق ومجانبه ، المستساغ والواقف غصة بالحلق ... وه يأهم أهم الثورات ، الثورة على مغتصبي عقولنا وعلى عقولنا القابلة للاغتصاب ...

كل هذه أختاه دواعي العمل لصناعة الإنسان فينا ، الإنسان المسلم صاحب الفكرة المسلمة ، صانع الحضارة الإسلامية

نعم أنفسنا هي ساحة جهادنا الأولى ، هي أرض الوغى الأولى هي من يجب أن نبني قبل أن ندعي بناء ما لا يبنى إلا وهي قائمة العِماد ...

فهل يقوم البيت والعماد سراب ؟؟
كذلك أمر حضارتنا وكذلك أمر نصرنا وكذلك أمر عزّنا ...
وفي هذا أمامنا العمل الكثير ، وتحضرني هنا حكمة نطقت بها النفس في حوار لها مع الرافعي وهو يجادلها إذ تقول له :

وأنت ما شأنك بالناس والعالم ؟ يا هذا ليس لمصباح الطريق أن يقول : "إن الطريق مظلم " إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول : "ها أنا ذا مضيء"

فانظري مغزى هذا أخيتاه لتعلمي أنّه مهما أحاط بنا من محبطات لا بدّ أن نولّيها الدبر وأن نمضي قدما فيما نحن عليه من جهاد لأنفسنا وثورة على كل ما لا نقبله لدفع كل مفسدة ولجلب كل منفعة ...تماما كعمل التيار والتيار المضاد ، كلما دفع هذا صدّ ذاك ...كلما دفع صدّ حتى تتوسع دوائر الخير وتغلب لأنّ سنة الله في الخلق وفي الأرض
ّالعاقبة للمتقين"...
وهذا هو اليقين الذي يبقينا وعلى تعبنا وعلى عيائنا وعلى تكالب الأنواء والأرزاء والهموم علينا وعلى تكالب مظاهر الصدود لدينا نعمل ونعمل بل وتزداد قوتنا ويتضاعف عملنا ...

أما توحيد المسلمين وقتال المحتلين ، فلن تقوى له شوكة ولن يشتد له عود ولن تسطع له شمس إلا إذا عملنا مع أنفسنا أولا كلّ من جهته وكل بسعيه وكل من مكانه الذي وضع به ، الجهاد هو جهاد أنفسنا أولا ، القتال هو قتال الضعف فينا أولا ، هو قتال المعتقد الفاسد ، هو قتال العقل الخامل ، هو قتال الطفيليات المستشرية في عقولنا أولا ، هو اتخاذ الحرية عنوانا ومعنى وهدفا ...هو قتال الأهواء المتحكمة فينا بدء بأهواء أنفسنا إلى أهواء عاشقي التسلط والتحكم الأعمى في عقولنا ...

وصدقيني أختاه إذا ما نجحنا في هذا وهي أصعب مراحل الجهاد ، حتما ستتكتل القوة الكافية لطرد كل مغتصب بعدها عن أراضينا ...
فهم لم يقدروا علينا إلا عندما ضعفت أنفسنا وتهاوت علاقاتنا وتناثرت أواصرنا وتفلتت عُرانا
ألا تأتي النار من صلد الحجر، ألا تنبجس المياه من يَبِيس المَدَر ؟

وكذلك حالنا كلما اشتد بنا الحال وتناءت الديار وشحط المَزار كلما دنا جَنَى فرجها وتدلّت عناقيد حلّها

ونعم هو عين ما قلت الدعاء مع القعود والركون والاستسلام جُفاء وغُثاء أما الدعاء مع العمل والسعي والأمل الدائم فجدارة بالاستجابة وجلاء همّ وذهاب كرب وقرب نصر ودنوّ عزّ ...

أعلم أنني أطلت ولكن كطول الهموم والأحزان وعلى اشتداد الخطب وتعاظم الجَلل فاليقين أختاه بأنّنا إذا سعينا على أكثر من صعيد أمامنا وقبالة أعيننا كنا أهلا للنصر وأهلا لعودة العزّ لا ريب ولا مرية ...

ربنا لا تجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون كبر مقتا عندك أن نقول ما لا نفعل



18-11-2005, 09:45 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #22 في: 2013-02-14, 10:28:30 »
فكيف لا أعشقـــــــــــــــــــــــــــــــــــك؟؟؟؟!!!!

لكل صوت ثائر يصدح بالحق لا يخشى لومة اللائم أنا عاشقة....


لكل مُعانٍ أبىّ لا يبيت عانِيا طاويا صاديا للحق ويَظَــلُّهُ لا يروم باطل المعاني أنا عاشقة ...

لكلّ نفس ثائرة لا تهزّها أهوال ولا تطيح بها خطوب أنا عاشقة ...
لكل صوت من بين الأصوات المتعالية يسرا يصدح عسرا
أنا الحق ...أنا الحق وأنتم الباطل ...
وإن كنتم جميعا على رأي واحد وإن كان رأيي وحده غير آرائكم وكان حقا وكان في آرائكم باطل فلست مستسلما ...

أنا الحق...أنا الحق كثير وإن بدوت قليلا ، عال وإن بدوت مخرَصًا ، ظاهر وإن بدوت مغمورا
ثابت وإن بدوت متتبَّعا مهزوزا...راسخ وإن بدوت متزعزِعا
قوي وإن بدوت ضعيفا ... شديد وإن بدوت مستكينا ...
قويّ الشكيمة ، مشتدّ العود وإن ظنوا أنهم قد محوا من قواميس الحياة اسمي ومرادفاتي ...

لكل صوت يجتثّ أوصاله كلها من بين طيات الباطل وفي هزيع الليالي الظلماء السرمدية ...مجلجلا تالد الوَفـْــر ، لا يهاب طارفَه ... قديم السلطان لا يهاب مستحدَثَه ، وجيه العزّ لا يخشى مبتدعَه ...أنا ......عاشقة
لكل كلمة حقّ قريضةٍ لا تأبه لجريض طروبة لا يحول دونها جَرَب ...
عَروبة سليلة الأنفة والعزة لا تخشى إدراكَ المدرِكين المتنطعين مقنعي الرؤوس منغضيها لأهوائهم ....أنا ............عاشقة

لكل صاحب حق لا يسكت عن حقّه ولا يسكت عنه غضب الحق حتى يأتيه ، وحتى وإن شحَط عنه المَزار وتناءت الديار فيقينه أنّه الحق لا يتزعزع ولا يهتز ولا تحيك فيه الليالي ....أنا ......عاشقة

عاشقة للحق ، طالبة للحقّ ، مستميتة على الحق ...
يقولون أنك يا كلمة الحق قد صرت غصة في الحلق ...لا تالله لن تكوني إلا ابنة الحق سليلة الصدق


آه ....إنه صوتك !!!! :
أنا الحق حيٌّ هَتونُ الحَيا وإن بدوت ميتا صريع المنايا
فكيف لا أعشقك يا قبسا من نور ربي ويا اسما من أسمائه العوالي

18-11-2005, 09:46 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #23 في: 2013-02-14, 10:29:26 »
كما شرفني أخي مصعب الشهيد بنبض كلماته :

محوا من قواميس الحياة اسمي ومرادفاتي ...
..............
ساعتها ساضع لهم من نسج الخيال الف الف اسم يحيرهم ويبهتهم ويخيفهم
لكنه لن يغيرنى ...
فقط سيكون رمزا لجندى مجهول ...
ساعتها ... لن اهتم بالاسماء ماداموا قد اظهروا الغباء..
ساعتها ... سانزع من قلبى كل خوف واهمس بصوت مجلجل يصعق اسماعهم ويمها انا ابن الاولين...
ساذيقهم من حر لظى قلبى جحيما تستعر به هشيم اجسادهم..
ساعتها ... سيبحثون عن المجهول بيد انهم لن يجدوا سوى صوت الايمان يهتز اهتزاز الحسام .. ويجلجل جلجلة الصوارى .... انا ابن الاولين !!
ساعتها ... سيعضون الانامل ندما وكمدا ان حاولوا مسح اسمى من قواميس الحياة ...
وسيعلم الذين ظلموا انهم حاولوا نحت الصخر فاعياهم ... فذهبوا ينقشون على الماء صورة القهر فلم تظهر سوى حركات الماء يهزا بافكار البلهاء!!
ساعتها ... يفرح المؤمنون بنصر الله .... وسيرى الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون....
.............
ابن الشهيد

18-11-2005, 09:48 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #24 في: 2013-02-14, 10:30:23 »
وقال مصعب الشهيد:

اقتباس
ساعتها ساضع لهم من نسج الخيال الف الف اسم يحيرهم ويبهتهم ويخيفهم
لكنه لن يغيرنى ...
فقط سيكون رمزا لجندى مجهول ...
ساعتها ... لن اهتم بالاسماء ماداموا قد اظهروا الغباء..
ساعتها ... سانزع من قلبى كل خوف واهمس بصوت مجلجل يصعق اسماعهم ويمها انا ابن الاولين...
ساذيقهم من حر لظى قلبى جحيما تستعر به هشيم اجسادهم..
ساعتها ... سيبحثون عن المجهول بيد انهم لن يجدوا سوى صوت الايمان يهتز اهتزاز الحسام .. ويجلجل جلجلة الصوارى .... انا ابن الاولين !!
ساعتها ... سيعضون الانامل ندما وكمدا ان حاولوا مسح اسمى من قواميس الحياة ...
وسيعلم الذين ظلموا انهم حاولوا نحت الصخر فاعياهم ... فذهبوا ينقشون على الماء صورة القهر فلم تظهر سوى حركات الماء يهزا بافكار البلهاء!!
ساعتها ... يفرح المؤمنون بنصر الله .... وسيرى الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون....

فقلت:

ذهبوا ينقشون على الماء صورة القهر فلم تظهر سوى حركات الماء يهزأ بأفكار البلهاء

كل ما في الكون سيهزأ بهم ... وسيهزأ بأفكارهم وبأمانيهم وبأمانـــــيـــّهم ...
كل ما في الكون سيعرف أنّ صوت الحق أبدا سينغّص عليهم عيشهم وسيقلب أفراحهم الشرسة أتراحا أكثر شراسة

أما الماء فآه من الماء ...بصفائه وعلى صفحاته الشفافة سيفضح صورة باطلهم الأسود ...
وسيمحق الله دأبهم ويثبّط سعيهم الأعته المخبول الوَله المتعطش للنيل من عزّ الشرفاء ولكن أبعد من البعد عنهم وأنأى من النّوَى عنهم ما يرومون نيله ويرمون إليه للظفر به

سيعيش الحقّ ما دامت الحياة تزهو بطالبيه

والقلم الحرّ سلاح حرّ ينطلق بالحق وإن كبلوا الأيادي ...ستثور على الأغلال أناملُها لتقطّعها إربا وتحتضن القلم المكسور فتجبــُـره ليعود ويقطع دروبه على صفحات الحقّ وتميط عن فمه الأكمام لينطق

بارك الله فيك أخي مصعب وجزاك كل خير على كلمات الحق التي كتبت وجعلك للحق طالبا ، له ساعيا ، به ظافرا مظفرا

18-11-2005, 09:49 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #25 في: 2013-02-14, 10:31:40 »
مـــــــــــــــــَـــعين السعادة

السعادة ...
لم أجد مبلغا منها يماثل مبلغها عندما أعود لرحاب القرآن الكريم وظلاله ولنوره ورحماته
كلما ابتعدت عنه وجدت خريفا بقلبي وظلمة بصدري ، وحزنا يتتبّع خطاي كما ظلي وهمَّا يخالج نفسي ، أبحث وأبحث وأبحث عن مبعثه ، فلا أدركه إلا عندما أعود ...
كلما عدت لظلاله الوارفة وأنواره اللامتناهية التي تلقَى على نفسي شعاعا إثر شعاع ...

كلما عدت......... أحسست بطعم السعادة
أحسست بطعمها مع تلك العَبرات التي تنساب وأنا أردّد آخر ما حفظت في طريقي إلى عملي أو وأنا أحتضن المصحف بقلبي وأقبّله وأحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا ...

كلما عدت تعود لي تلك الفرحة الطفولية والإشراقة الوضيئة ودقات القلب المتسارعة غبطة واطمئنانا وأنا أردد ما حفظت من آيات وأحمد الله أن قد يسّر لي حفظها فأسأله بلهفة المشتاق الشّغوف الكلِف أن ييسر لي حفظ المزيد...

وأن يغلِّبني على نفسي لأبقى مستظلة بظلاله ... بظلال حفظ آياته الكريمة

كلما وضعت رأسي على الوسادة أردّد آيات حفظتها محترسة ، أهدهدها كما الأم الجزِِعة التي تحرس رضيعها في مهده تقرّ عينها بالنظر لعينيه وغاية أمانيها أن يبقيه الله مستوطِنا قلبها وعقلها ووجدانها وروحها وحياتها سالما غانما

كلما عدت للحفظ عاد لي الشعور يالسعادة ، وكلما ابتعدت عاودتني تلك الغمة التي صرت أفقه أسبابها فلا أملك إلا أن أتوسل للعلي القدير أن يعينني على نفسي لأغلبها وأغلب كسلها وتهاونها وتفريطها وأعود

عندما عاد زميل لي من إجازته السنوية والذي لطالما اشتكى لي تكالب مسؤولياته وشؤون أبنائه وأنواء الحياة عليه ليبتعد عن القرآن وعن حفظه فيسحَّ من قلبه آهات وزفرات وحسرات على نفسه المفرّطة ... وحينما عاد...عاد وأخبرني بفرح الأطفال أنه قد عاد للقرآن وعاد يحفظ وكرّس وقت إجازته فحفظ من السور الطوال ما أسعده ولا ينفكّ يردّد الآيات حيثما حلّ وكلما سنحت له فرصة في يومه وليلته ...

عندما أخبرني وجدتني مع فرحي له ، أزداد ألما على نفسي وحسرة على ضعفي وبعدي عن مصدر سعادتي وأحسست بسعادته وبمبلغها لأنني لطالما تجرعت من مَعينها صافي الكؤوس

عندما عادت صديقتي الغالية من إجازتها وقد أتمت الحفظ عن آخره وقد نالت الإجازة تغمرها السعادة بأن قد حققت حلمها ...
ازداد شوقي لمسببات السعادة ... وتأجج بقلبي الحنين للعَود ...ومع كل لحظة أذكر لحظات سعادتي عندما كنت أحفظ ...فيتوقّد لهيب شوقي ، ويزداد حنيني وتهفو نفسي ...

عندما أذكر أيامي الخوالي يوم حفظت ما حفظت بمنّ من الله وفضل وكيف كنت أنتظر لقائي بدفتي المصحف يتفتّح لقلبي عن صفحات الحياة ومنهاج الحياة وإكسير الحياة كالمحبّ المتلهّف للحظات الوصل بمحبوبه ... أعود لنفسي لأجعلها تُقــِــرّ بسوء حالها وهي بعيدة نائية عن مبالغ السعادة ومراميها ، فلا تـــقَــرّ إلا بعودها ...

وعدت ...!!!!!!!!!

فعاد لي ذلك الإحساس ...وعاد قلبي كقلب طفل صغير لا يرى أسعد من لحظات الحفظ والترديد والمراجعة والبحث في التفاسير والتفكر والتدبّر ، فلا أجد أسعد من ساعة رددت فيها آيات حبيبات فوجدتني أقرأها بقلبي قبل شفتيّ ... ومع كل ركعة من ركعات صلواتي أرى آيات جديدة تزيد صلاتي جمالا وحسنا ... فأراها على مخرج شفتيّ أغلى من أنفاسي التي تلج وتخرج فأعرج حيث أعرج مرتقية سلم السعادة درجة إثر درجة...

وعدت وقد تزيّنت لي طريق عملي ذهابا وإيابا بترديد كلمات ربي الحبيبات ...
عدت وأنا أفرح بلحظات الفراغ من عملي لأخلو إلى مصحفي الصغير مغلقة دوني باب مكتبي في لحظات من الصفا لأرى إن كانت الآيات الحبيبات ما تزال بصفحات صدري كما هي بصفحات مصحفي أو ربما فتحت صفحة جديدة لعهد جديد بآيات أخَر أسعد معها بمعرفة جديدة أهُمّ أن أمكّن قلبي من شذى زهراتها وصدري من سنا أنوارها ...أقطع على نفسي عهدا وذمة أن تلحق بأخيّاتها عندي

وعدت وأنا لا أقبل أن أشغل وقت لقائي بمصحفي وبحفظ آياتي بغير شغل ، ولا أن يأتي على ساعاته أمر من أمور الدنيا إلا وجعلته دونها ...

وعدت ...وعدت لسعادتي ... وعادت لي سعادتي ...وعدت أفرح بدموع تسقي وجنتيّ حبا لتلك الآيات ومعانيها
وعدت أدعو الله أن يمنّ عليّ بالاستمرار وبالمثابرة وبأن أغلب نفسي ويجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وأن يجعله رفيقي في الدنيا وأنيسي في قبري وشفبعا لي بوم القيامة
عدت وأنا أسأل ربي ألا أترك الأمر بعدها ...
وربّ بعد ألهب شوقي وأجج حنيني للعودة فعدت

ربي اجعله لنا مــَــعين السعادة

18-11-2005, 09:51 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #26 في: 2013-02-14, 10:33:25 »
فكان من كلمات أخي مصعب الشهيد العميقة في قولي :
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. *.**


وأن يغلِّبني على نفسي لأبقى مستظلة بظلاله ... بظلال حفظ آياته الكريمة
.....................

اقتباس
وكم هى امنية كبيرة...
فمن تغلب على نفسه التى بين جنبيه ملك زمام امره واقر الله باله وهداه وما اجملها من نعمة!
كم يحيا المؤمن ابيا اذ تحرر من عبودية الاغيار وخضع لعبودية الجبار !!
كم يتحرر من ذلل الايسار ويعيش شامخا كجبال تهامة لا يقرع قلبه خوف ولا يهز كيانه قهر ثابت كالرواسى الشامخات .... يهزأ بالطغاة لا يبالى بما يدبرون وما ينسجون من بيوت المكر الواهنة
ولما لا؟
ولما لا وقد غلب نفسه وذاته فى معركة الوجود واثبات كيانية المؤمن ذلكم الصناعة الربانية ؟
ولما لا .. وقد تحرر من حب الذات الى حب اسمى من كل حب وخضوع هو فى ذاته قمة العز
ولما لا وهو يعفر وجهه بتراب الارض ليخط شهادة الخضوع لخالقه كل يوم ويشهد الحصى انه ما ذل نفسه الا للمعز !!
انه النصر..
ذلكم النصر الذى خاله الناس هينا اذ انه على النفس وهو لعمر الله اعظم نصر اذ ان المؤمن خاض لاجله معركة من اشرس المعارك ... المعركة مع النفس..
هى اجمل عودة...
ولكأنى به ذلكم العائد يهتف سرورا ليتنى لم اكن ذكرا ولا فكرا فى زمن الضياع القديم
لكأنى به (بعد عودته ) يشدو بنشيده العذب (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ....... )
لكأنى بالله والله يهتف بصوت شجى رب قد اتيتنى من الملك.....
انها وأيم الله فرحة النصر... النصر على النفس..
أجمل بها من فرحة!!!

18-11-2005, 09:54 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #27 في: 2013-02-14, 10:35:14 »
هي الــــجهاد وعليها النصر الأكبر

قال مصعب الشهيد:

اقتباس
لكأنى به (بعد عودته ) يشدو بنشيده العذب (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ....... )
لكأنى بالله والله يهتف بصوت شجى رب قد اتيتنى من الملك.....
انها وأيم الله فرحة النصر... النصر على النفس..
أجمل بها من فرحة!!!

فقلت:

ليس أروع من أن ننتصر عليها تلك المتسحّبة ، المتسلِّلة بين الجنبين المتخفية المخافِتة التي تنفث هواها بين الضلوع ، كسمّ يعرف المسارب والمسالك كلَّها ولا يبدو إلا بوجه المحبّ المحبّب ولا يرضى بغير فتك وإهلاك ...إنها تلك التي لا تريد إلا ما تحبّ ...وكم تحبّ وكم تهوى وكم تتلذذ ، وكم تستطيب الأمر وتستسيغ الهوى ، ولا ترضى إلا وهي آمرة هاوية وإن أوردت صاحبها الهاوية ...

كم حلو مذاق الفوز عليها ، كم هي غامرة نشوة النصر عليها ، ...
هي حرب ولا أصعب ، هي ساحة ووغى والفارس الدارع النابل الهُمام مَن غشي ساحها ، ولم يأبه لنقع ولا لأتربة ولا لجَلَبة الحرب فيها ، فحزم أمره وشدّ رَحله وعقد عزمه على أن يبارز ، ويقارع ويقرض تجرؤها وتجنّــِـيــها وقوة هواها بقوة التصدي والنهي و النهنهة لتكفّ عن الإذعان والتسليم كما دأب المـُعنّى وصفاته ...

كم تأمر ، كم تشمّر ، كم تلحّ ، كم من الدمع تسحّ ....!!
كم تهوى ، كم تتلوّى ، كم تكـّــِـر ، كم تصرّ ....!!
كم تزيّن كم تلوّن ، كم تهيّئ ، كم تفيّئ ....!!
كم تلعب كم تثقّف لُدّ المأرب ، كم تسفع بالناصية ، كم ترتع باللاهية ...!!
كم تصرّ على أمرها كاشفة إن أمكنها أو من وراء حجاب إن حِيل دونها ...!!
تسلك كل السبل ، تلبس أحلى الحُلل ، لا تنثني ... لا ترعَوي ، لا ترتدع ...!!
وساعةَ يطاع أمرها ،ويُنصت لبنات هواها ، ويلبّى نداؤها ............. يَبلى عِزّها ... !!!

آآآآآآآآه ...ما أبغض تلك الساعة ، ما أضيق تلك الساعة ...وما أكثر أضعافها ساعة نصرها إذ أنها بساعات من العمر وساعات تأكل منه كما تأكل النار الهشيم ...

ما أسرع ما توقع بالشَرَك ، وما أصعب سجنها تلك السجّانة ... وما أحكم قضبانه وما أذلّ حال صاحبها الخانع الخاضع المنصاع وإن فتحت له من العزة الكاذبة أبوابا ذوات مصاريع ،.. ما أخطر التلذذ بسجنها ، وما أشدّ كرب وكسر ذلك الأسير ، حاملها وحامل هواها ، طائعه المصطلي بلظى ثلجه الوهميّ الزائف ابن الساعة صريع الساعة ...

إي وربّي إن جهادها لأرفع جهاد ، ولَلنّصر عليها أجمل نصر ، ولَردعها وإذلالها وإخضاعها للملك العزيز أسمى درجات العزة ...
فكيف لا يفشو بين الجنبات سرّ الفرح بعد أن نوليها الدبر ، وكيف لا يشفي غليل المغلول على ساعات الخضوع إليها ساعات إخضاعها ...

ما أثمن النصر عليها ، وما أجمل النأي عن هواها ، وما أبدع مخالفة هواها...
وكم تجتثّ تلك القوة المخالِفة كل جذورها من أعماق أعماق الأعماق لتفرغها في لحظة مخالَفة لهوى ، وتصدّ لإصرار وحَول دون إلحاح ، لتشعر براحة الخلاص من براثنها والفِكاك من أغلالها والحِلّ من إصرها ...
فيا ربي غلبنا عليها وانصرنا على أهوائها واجعلنا ممن ينهونها عن الهوى ولا تجعلنا من الذين يصيرون عبيدا لها ولأهوائها...


18-11-2005, 09:57 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #28 في: 2013-02-14, 10:36:37 »
فكان من روائع ما خطّ أخي مصعب الشهيد أيضا وشرفنا به من نبض صادق في قولي:  "وساعةَ يطاع أمرها ،ويُنصت لبنات هواها ، ويلبّى نداؤها ............. يَبلى عِزّها ... !!! "

ولن يتغير حالها يوما ما اذ هى نفس انسانية تستمد سلوكها من بشرية صاحبه ذلكم المتقلب مزاجه تقلب الافاعى..
فحاله لا يعرف الاستقرار ولا يهتدى الى الثبات المطلق..
فتارة تصل به نفسه الى المعالى والقمم واخرى تهوى به فى مكان سحيق فى اعماق الاعماق ... انها بشريتها!!
هى ساعة وساعة...
والذكى ساعتها من يستغل ساعة الاقبال فيجعل منها زادا لساعة ادباره والاذكى من يحفظ نفسه ساعة الادبار حتى لا تدبر فاذا هو حافظ للحدود ضابط للهوى ليس الا ثمة تقصير فيما لا يضر التقصير فيه..
فقط هى النية..
فمن صحت نيته اعانه ربه ووفقه وثبته ولات حين ثبات!!
والاخر..... ذلكم المتخبط فى دروب الخداع والمبحر فى الرياء فما هى الا نفخة واحدة ويذهب سدى حيث يذهب ريش الطيور فى يوم عاصف مصطحبا اوراق الشجر البالى فى رحلة الى الفناء!!!
انه لا اصل له .... فلا ثبات يقيه زعزعة النفس واضطرابها ولا زاد قديم يوصله الى مراده فى محاربة النفس..
ثمة بون شاسع بين الفريقين..
فريق ثابت متاصل واخر لا يعرف للثبات اسما ولا رسما..
فريق احب الله وذل له واخر اذل نفسه ليقال ذل لله فذل ... لكن لغيره!!
فريق توشح الاخلاص وعمل بمنطلق الشريعة ومنهجها واخر لبس مسوح الرياء وتخبط فى عشوائية التكاليف ..
فريق فى الجنة .... وفريق فى السعير!!!
انها نتيجة العدل الالهى ... فمن صحت نيته اقام الله اعوجاجه والاخر لم يبال الله باى اوديته اهلكه.
وتبقى قانون العدل الالهى ... الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء..
(افمن اسس بنيانه على تقوى من الله خير امن اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم...)
وويبقى الصراع...
صراع النفس مع ذاتها مادامت تستمد سلوكياتها من بشريتها التى تمت الى الطين بصلة..
ويبقى الخير والشر مناط حرب فيها وصراع فمكن كثر خبثه دخل النار!!!
...........
مصعب احمد الشهيد

18-11-2005, 10:00 PM

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #29 في: 2013-02-14, 10:38:17 »
لأسائلنّك أيــــــــــــــــــــتها النــــــــــــــــية

قال مصعب الشهيد :
اقتباس
والذكى ساعتها من يستغلساعة الاقبال فيجعل منها زادا لساعة ادباره والاذكى من يحفظ نفسه ساعة الادبار حتىلا تدبر فاذا هو حافظ للحدود ضابط للهوى ليس الا ثمة تقصير فيما لا يضر التقصيرفيه..
فقط هى النية..

فقلت:

وتلكم أطراف المعادلة ، أن نأخذ من ساعة قوتها لساعة ضعفها ، وأن نجمع من القمم التي اعتلتْها بعض حجارة نخبئها لنرتقيها ساعة يشحّ حجر نطّلع به إلى العُلى...

فما أحوجنا لأن نُحصِن من أعوام الغوث والعصر شيئا لسنوات القحط والجدب ، شيئا من سنبلاتنا الخضر لسنوات السنبلات اليابسات ...

النية والإخلاص ، وما أدراك ما الإخلاص ثم ماأدراك ما الإخلاص ... فلا يكون العمل والقول إلا لوجهه تاما ، كاملا واسقا متسقا ...

ما أحوجنا لأن نجددها ، فلعَمري إنه يأتي عليها حين تبلى ويظنّ صاحبها أنها خالصة محضة وهي مختلطة ممزوجة بشيء من هنا وشيء من هناك ...فلا بدّ من تجديدها في نفسٍ خلقها الله ضعيفة ...

ولكَم يغمّ القلب ويفجعه ويقضّ المضاجع وتتجافى لهوله عنها الجنوب تخيّلك أن يذهب العمل يوم القيامة هباء منثورا وإن بدا جبالا ،فإذ هي جبال نُثـــَــارٌ تذهب مع الريح ... تلكم أعمال الرياء وفساد النية ...

شتان بين وشاح الإخلاص ومسوح الرياء ، ربماأدت أعمال هذا وأعمال ذاك لذات النتيجة ولكن ماذا عن منطلقها ومقرّ ابتدائها ، ماذا عن قلب لايرنو لغير الله ورضاه ولايبتغي غير وجهه ولا يأمل غير لقائه راضيا ، وعن قلب يبحث بين الوجوه المتعددة عن كلمات الشكر والثناء والإطراء وعن عبارات المدح وعن مراكز الدنيا ودرجات الدنيا ...ألا شتان بين الثرى والثريا ...


ما أقوى من يخاطبكِ قائلا :

ألا أيتها النية لأسائلنَّكِ في كل حين عن حالك ، عن صفاتك ، عن جذورك كما عن أوراقك ... أتراك صافية أم تراكِ مَشوبة ؟؟؟ أتراكِ تنصبين لعينيّ وجها واحدا غير كل الوجوه أم أنك تجعلينها تتقلّب بين الوجوه المتعددة...
عذرا يا نيّتي فلن يُقبل مني غير ما كان من صفائك وكل ما كان من درَنِك معفَّر به وجهي مردود عليه ...فويحي عندها إذ حسبت أنكِ أحسنتِ بي صنعا


فلتعملي يا نفس ليوم ينادي فيه بكِ المنادي : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ...

18-11-2005, 10:02 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #30 في: 2013-02-14, 10:39:32 »
فردّ أخي مصعب عن قولي : "عذرا يا نيّتي فلن يُقبل مني غير ما كان من صفائك وكل ما كان من درَنِك معفَّر به وجهي مردود عليه ...فويحي عندها إذ حسبت أنكِ أحسنتِ بي صنعا ":

ساعتها...
ستكون الحسرة والندامة (يوم يعض الظالم على يديه ) وستعلو الاصوات وترتفع الهمسات وتصبح تلكم الاصوات شطرين
فهناك من يقول : هذا كتابى يفوح برائحة الصلاح والفلاح فكله عمل صالح.
وهناك من يقول : ياحسرتى على مافرطت فى جنب الله
فريق فى الجنة وفريق فى السعير
وبينما يرتفع صوت يهتف للفائزين الطائعين :
( يا عبادى لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون )
فيخترق الافاق نديا شجيا ليصل الى قلوب الطائعين قبل اسماعهم فتسرى فى نفوسهم فرحة النصر ...
تسمع هاتفا ينادى :
( قل أأنبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
فيصل النداء الى قلوبهم فيصعقها ويبهتها ويصمها فيكون شر نذير !!
انها لعمر الله شعرة بين الحق والباطل والصلاح والفساد
هى شبهات فمن اشربها قلبه سمع يوم الحسرة ما يخزيه ..
فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء ....

مصعب الشهيد

18-11-2005, 10:10 PM

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #31 في: 2013-02-14, 10:41:04 »
ولا أمان لكِ وإن كانت بيننا المواثـــــــــيق والعهود

قال مصعب الشهيد:
اقتباس
فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء ....

فقلت:

بلى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء وما آمنها وإن قطعت معها العهود ووَكيد الأذمة والمواثيق
والله إنني لأنتبه إليها أحيانا كثيرة وأمسكها على عِلّتها متلبّسة ، متسللة ، وهي تهمّ أن تتمكّن مني ... أمسكها في أوج لحظات التلبّس وهي تأمر وتزيّن ... تهمّ أن تأخذني على حين غرّة ، تهمّ أن تذهب بي إلى حيث تحبّ أن تذهب

كثيرا ما تبتعد النفس عن صاحبها ويبتعد صاحبها عنها فيما يـــُــظَنّ أنهما الملتقيان ... لكثرة ما قهر صاحبها وجه الهوى فيها واستأنس منها بوجه الثبات على النهج المستقيم حتى لكأنّ هواها لم يعد يأتي إلا بما يحبه الله ويرضاه
فما تراها دواعي البعد بينهما ؟؟؟

النفس ها هنا جعلت تُلبِس الموقف أو الحدث أو الأمر الذي تريد أن تهم به ، من ثياب يعرفها صاحبها وليست بالغريبة عنه ولكنها في الحقيقة ليست تلك التي تليق به ...لربما كانت ضيقة فتوهمه إيهاما أنها على مقاسه ...

لربما كانت غير لائقة به ولكنها على غير عادته منها إزاءها توغل في إيهامه أنْ بــَـــل تليق ... ولمَ لا تليق!!!! وكيف لا تليق !!!! وحتامَ لا تليق؟؟؟
انظر كيف أنّ السواد الأعظم منهم يلبسها وينعم بها بينما تحرم نفسك منها بدعوى أنك لن تجرّبها يوما وإن أصبحت في منطقهم ذلك العاديّ الطبيعيّ الذي لا ضير منه ولا ضَرر ولا ضِرار ، حتّامَ تقيّد نفسك بما تسميه مبادئا وأسسا وسبيلا لا تحيد عنه ، وفيمَ ضررها وهي ذلك الأمر العاااااااااااااااااديّ ......!!!!

أفّ لك يا صاح كم تضيّق عليّ !!!!!!!!!!!!!
آآآآخ ...ما أصعب منطق اليوم ، منطق العااااادي ...
وما أسهل ما ينطق بها الناطقون ، هذه الكلمة -العاديّ- وما أشدّ وجوب الاحتراس منها فهي لَعَمري حافة الجبّ السحيق الذي لا يسمع منه الصدى...

وقد يذهب معها صاحبها إلى حيث تريد أن تأخذه في لحظة ظنّ فيها أنها هي التي يعرفها ، في لحظة ظنّ فيها أنه لا تثريب عليه إذا أخذته معها بعيدا حيث لم يكونا يلتقيان، وأوهمته أنهما ملتقيان لا محالة ملتقيان ...
ويذهب معها وتأخذه ... وتأخذه ويذهب معها ...

وآآآآخ لا أمان لكِ أيتها النفس والمخطئ من أمن مكرك ولُدَّ هواك ومأربك

من منهما ساعتئذ على صواب ومن منهما ساعتئذ معصوب العينين ...من منهما ساعتئذ القيود بمعصميه ومن منهما ساعتئذ قد كبّل بها الآخر ...؟؟

وفي غمرة المسايرة .......................
في غمرة المسايرة .......
في غمرة المسايرة .................


ما أجمل أن يلوح نور ....ما أجمل أن تتبدّد غيوم ، ما أروع أن تسقط العِصابة من على العينين ...

ما أجمل أن يلتقيا على أطراف الهوة التي بدت هي المآل ...
على أطرافها يلتقيان ...على أطرافها يصيح بها : لا انتظري لا تكملي ........ وعلى أطرافها تصيح هي به :.... لا انتظر أريد أن أعود حيث كنت ألقاك فها هنا ليس مكان لقيانا ...!!!

ما أجمل أن يلتقيها وهو يقول لها هلمي بنا نعود فتقول : هيا دعنا نعود أدراجنا يا صاحْ ...

قمة الجمال والحسن أن يلتقيا ، على أطراف الهوة... على شفاها... المهم أن يلتقيا وألا يتركها تَهلَك وألا تُهلِك ...

ياااااااه ما أجمل أن يلتقيا ...هو النصر أيضا وإن بدا متأخرا إلا أنّه يحمل فرحة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الغرق ، ولكنّه نجا قبل أن يدنو أكثر ...



وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء وما آمنها وإن قطعت معها العهود ووَكيد الأذمة والمواثيق ....وإن التقينا من جديد فلا أمان


فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء


18-11-2005, 10:14 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #32 في: 2013-02-14, 10:42:27 »
ردت أختي الحبيبة سيفتاب فقالت :

*.*.*.*.*.*.**.*.*.*.*.*.**.*.*.*.*.*.**.*.*.*.*.*.*


اقتباس
ما أجمل أن يلوح نور ....ما أجمل أن تتبدّد غيوم ، ما أروع أن تسقط العِصابة من على العينين ...

فقلت :

ما أجمله من نور يزيل الغشاوة ويرينا حقيقة الأسود الذي كنا نعتقده أبيض فيا لهول ما كانت تحجبه الغشاوة وتلبس فيه الأبيض بالأسود.
الحمد لله لنور السماوات والأرض الذي يسبب الأسباب ويسدد الخطوات.
ومع ذلك:
فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء

18-11-2005, 10:17 PM
« آخر تحرير: 2013-02-16, 08:35:54 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #33 في: 2013-02-16, 08:37:01 »
فرد أخي مصعب معقبا :
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. *.*.*.*.*.*.*


ويوم يستبين الابيض من الاسود والنور من الغشاوة يتضح الفجر جليا ويتبين النور من الظلام
ويتضح من بكى ممن تباكى
عندها...
تقام موازين الحق لتثيب المحسن وتعاقب المسىء
والحسرة كل الحسرة ... والندم كل الندم لمن يصر على الضلال بعد اذ تبين له الهدى
ومن يصر على المعصية بعد ان يتيقن بخطأه
ماأجمل _والله _ ان نسير على طريق الحق!!
اعلم انها طريق شائكة ... صعبة... وعرة..
لكنها تؤدى بسالكها الى الجنة وما اعظم الجنة!!
فقط نحتاج الى سلاح الصبر لنخوض به المعركة فما بين المعصية والطاعة صبر ساعة ...
والذكى من لا يهنأ بمتعة لحظة ليضيع متعة الدهر..
ومن لاح له فجر الاجر هان عليه ظلام التكليف ..
والنفس كالطفل .... او هى لعمر الله كالحمار اعزنا الله كما قالوا
فلو ان لك دابة تريد ان تدخل الدار مسرعة فلو ابعدتها قيل الوصول الى الباب كان لك ذلك اسهل وايسر..
اما اذا اقتربت من الباب كان دخولها اسهل..
فاذا دخل نصفها حاولت ان تخرجها بمسك ذيلها فاما ان تصيبك باذى واما ان تفشل فى مهمتك!!!
اليس اجدى بك ان تمنعها قبل الوصول ؟؟؟؟!!!
فكر..... قرر.... حتى لا تندم ولات حين لا ينفع الندم!!


مصعب الشهيد

18-11-2005, 10:20 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #34 في: 2013-02-16, 08:38:31 »
أختي الحبيبة الغالية سيفتاب سعدت جدا برؤية اسمك مرة أخرى يزين هذه الصفحات ، وكعادتك مقلة في الكلمات ، مدرّة في معانيها
أخي الكريم مصعب بارك الله فيك وجزاك كل خير على كلماتك الهادفة النافعة وجعلها في ميزان حسناتك.
اقتباس
اليس اجدى بك ان تمنعها قبل الوصول ؟؟؟؟!!!
فكر..... قرر.... حتى لا تندم ولات حين لا ينفع الندم!!

من أجل ذلك نسأله سبحانه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

من أجل ذلك نسأل العلي القدير أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا وأن يكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان
من أجل ذلك نسأل مقلب القلوب والأبصار أن يثبت قلوبنا على دينه
من أجل ذلك نسأله أن يعيننا على أنفسنا ويغلبنا عليها وأن يزكيها لنا وهو خير من زكاها

من أجل ذلك نسأله ألا يجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون وأن يجعلنا سباقين للخيرات مقبلين عليها ، مدبرين عن المعاصي

من أجل ذلك نسأله أن يجعل القرآن لنا رفيقا في الدنيا وأنيسا في القبر وشفيعا يوم القيامة وأن ينير لنا به الدروب والمسالك فنقبل سِراعا على الخير وندبر سِراعا من الشرّ

ونسأله فنقول : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ، اللهم إنك القوي ونحن الضعفاء إنك الغني ونحن الفقراء ، فارحم ضعفنا واجبر كسرنا وقوّ إيماننا واجعله راسخا بقلوبنا رسوخ الجبال الراسيات لا يتزعزع ولا يلين وأنر لنا دروبنا وبصائرنا بنور الحق والإيمان واليقين
وأحينا عى الحق وأمتنا على الحق ، أحينا مسلمين وتوفّنا مسليمن وألحقنا بالصالحين

أما أنت يا زهير فأهلا وسهلا ومرحبا بك بعد غيبة
ولي عودة ف يالمداخلة الموالية بإذن الله لأكتب بعض ما ألهمتني كلماتك كتابته

جزاكم الله كل خير

18-11-2005, 10:25 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #35 في: 2013-02-16, 08:41:07 »
ردا على أخينا زهير ذكره الله بخير حيث هو الآن  emo (30):

ولا بدّ لنا معها من وقــــــفات

حقا يا زهير إن ما تسأله لنفسك ، لَهو ما نسأله لأنفسنا أيضا ولَهو ما يجب أن نبحث له عن ردّ وننقّب عن مردوده وعن جدواه فينا ، هل نحن من السباقين للخيرات ، المتنافسين على الفوز بالحسنات ، الخائضين غمار كل ما من شأنه أن يكون سببا في منفعة لديننا ، المولين الدبر عن كل ما من شأنه أن يكون مفسدة لديننا
هل نحن ممن يحسنون صرف أوقاتهم ويعرفون أوجه صرفها ، ويحاسبون أنفسهم على تضييعها وهم يعلمون أنهم لا جَرَم مسؤولون عنها ...

نعم أخيّاه ، إلى أين نسير ، هل إلى حيث يريد منا ربّ العاليمن ؟؟؟
من نطفة خلقه فقدّره ، ثم السبيل يسّره ثم أماته فأقبره ، ثم إذا شاء أنشره ، كلا لما يقضِ ما أمره ... !!!

محاسبتنا لأنفسنا وبحثنا في ثناياها وتقليبنا لها ذات اليمين وذات الشّمال ضرورة قصوى ، ودعوة ملحّة للنهوض بها من الدّركات وانتشالها من براثن التكاسل والخمول واللامعنى من أجل أن نغذّي بها السير قُدما فقدما فقدما لترنو للعُلى وحتى نقضي ما أمَرنا ...

هل ساعتي هذه فيما يرضيه ، هل عملي فيها بما يرصيه وكما يرضيه ؟؟؟
هل وقتي هذا منه جدوى وله جَنى ؟؟ هل أنا على حقّ وأنا أؤديه أم أنني على هَوى ؟؟؟
هل هو ما من أجله خلقت أم أنّه نافلته ...والأجدر أن يضيع وقتي في فروضي وألا تكون حياتي كلها ساعات نافلات .... وربما كانت ساعات خاويات تافهات تائهات ...

نعم أخيّاه حقّ لك أن تسأل وحق لك أن تبحث وحقّ لك أن تذكّر نفسك في كل حين ...
فإذا جاءت الصاخة ، يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة

فإن نحن ركنّا لما نعمل ولم نسأل واطمأننا له وظننا به الكمال وعدم النقصان فمتى سنشقى إن لم يكن في دار التعب والشقاء ، دنيانا هذه ؟؟؟، حتى تسفر وجوهنا في أخرانا ونضحك ضحكة استبشار من القلب لا دَخَل فيها ولا عيب إنما هي الضحكة النابعة من الأعماق الصافية الهانئة المطمئنة الواثقة من خيرها ونعيمها فلم يبقَ لها من خوف ولا حَزَن وإنما هي السعادة بحقيقتها ووزنها ولحمها ودمها وكل معانيها وحقّ معانيها ..

الذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أخيّاه ...
فهم مع كل ما زرعوه من خير وما حصدوه من حسنات وثواب جزيل ، لا يفترون ولا ينفكّون يسحّون الدمع المطير على أنفسهم ، أتراك يا ربّي قبلت منا أم أنك لم تقبل ، يا ربّي هل قبلت منا أم لم تقبل ، فالوجل صاحب لهم لا يفارقهم ولا يهجرهم ، ما لم يروا عين اليقين وما لم يأتِهم اليقين ، عابدون لربهم سائحون ، ساجدون ، متمسحون برحمته إلى أن يأتيهم اليقين ...

يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبوا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا ....

فمن سرّ في دنياه وقنِع بعمله وركن إليه شقي في أخراه ومن شقي في دنياه وتعب وحاسب النفس ولم يأمنها ونهاها عن الهوى فإنّ الجنة هي المأوى

أما ما ذكرت من مظاهر الفتنة يا زهير ومن تبدّل الأوجه على غير وجه وتلونها كما الحرباء وما ذكرت من تهافت الناس على الدنيا وتكالبهم عليها ، فإنما هي فتنة أخيّاه

أحسب الذين آمنوا أن يتركوا وهم لا يفتنون ، فتلكم اختبارات لنا وامتحانات وتناقضات ومفارقات تحيط بنا من كل حدب وصوب من فوقنا ومن تحت أرجلنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ليرانا الله أنصبر أم نجزع ، أنثبت أم نضطرب ونتزعزع ...
فمتى جعلتها قبالة عينك سببا لزيادة صبرك وزيادة ثباتك على الحق ومن ثمة زيادة ثوابك وزيادة رصيد حسناتك قررت عينا ، وسعدت ولم تحزن ، وعلمت أنّك مبتلى ، ممتحن فإما مُكرم أو مهان ... ولا بدّ أن من ابتغى الدار الآخرة ووجه ربه الأعلى لا يرضى عن الإكرام حِوَلا ولا بَدلا

ثبتك الله على الحق يا زهير فأنت مع كثرة آلامك ومشاكلك مأجور ومَزيد لك في ثوابك مع ثباتك ، فلا تبتأس واعلم أنّ الله قد ابتلاك ليمحّص ما بقلبك ويجزيك خير الجزاء...

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين...

18-11-2005, 10:26 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #36 في: 2013-02-16, 08:43:22 »
وتـــــُــكشطين لتُطوَي بينما تنشر صحفنا لتقــــــــــــــرأ !!!

عندما نبحر مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم
ننتقل في رحابه الطاهرة وبين ثناياه الكريمة وفي ظلاله الوارفة من مشهد إلى مشهد إلى مشهد ، وكم تكثر مشاهد يوم البعث ذلك اليوم العظيم ، كم تتمثل للعيان صور من نسج العقل الذي يأخذ مادته من صور القرآن وتعابيره وأوصافه القوية الدقيقة ، عن ذلك اليوم وأهواله

يدعونا رب السماء لأن ننظر إلى السماء كيف رفعت ، ويسألنا أنحن أشد خلقا أم هي إذ بناها ، رفع سمكها فسواها ، فيقسم بها وبليلها إذا عسعس ،وبه إذا يسرِ وبه إذا يغشى وبه إذا سجى وبفجرها وبصبحها إذا تنفس ، ويقسم بها وبنجمها الثاقب ، ويقسم بها منعِتَها بذات البروج ، و بها وبما بناها ...
ثمّ بحالها يومها إذا انشقت ، وإذا انفطرت ، وإذا نجومها انكدرت ، وإذا كواكبها انتثرت ، وإذا شمسها كورت!!!


سماؤنا هذه التي تظلنا ، هذه التي نرنو إليها...
هذه التي نتطلع لنورها إذا أضاءت ونملّي العين بنجومها وقمرها إذا ما أظلمت

سماؤنا هذه التي تمطرنا ماء تحيي به بإذن ربها الأرض بعد موتها ،وتنبت به حبا ونباتا وجنات ألفافا ، وتنبت به عنبا وقضبا وحدائق غلبا وزيتونا ونخلا ، تلك سماؤنا ذات الرجع ...

سماؤنا هذه التي تنير بسراجها الوهّاج ، وينزل من معصراتها ماء ثجاج ...

سماؤنا هذه التي هي واحدة من سبع شداد ، رفعن بلا عماد

هذه التي نراها اليوم ، بسحاباتها السابحات فيها ، بشمسها ، بقمرها ، بنجومها ، بضيائها ، بظلامها ، بكل ما ينزل منها ويعرج إليها ... بكل ما فيها

سيأتي عليها يوم لتصبح غير السماء ، ستنشقّ ...!!!
ستنفطر ...!!!!، ستفتح لتكون أبوابا !!!، ستكوّر شمسها فيختفي نورها ، ستنكدر نجومها فتتناثر وتتساقط ...

ستكشط فتقتلع لتطوى طيا ...
هل رأينا السماء يوما كما ستكون يومها ؟؟ هل رأيناها منشقة ، منفطرة مقتلعة مطوية كطي السجل ؟؟

نظرت إليّ وإلى الناس من تحتها وآيات انشقاقها وانفطارها تتردّد من فمي لترتدّ إلى قلبي ... نظرت إلى هذا يمشي يغذّ السير إلى حاله مسارعا ، وإلى ذاك متثاقل الخطى يرتكز إلى منسأته يأخذ من بعض قوتها إلى كثير من وهَنه ، وإلى تلك تمشي متأنية تحادث مرافقة لها ، وهذا بسيارته وأولئك وقد ضجت بهم حافلة بين قاعد وواقف كل في شغله ، كلّ لاه عنك أيتها السماء ، كلهم يرونك كما تعودوا دوما أن يروك
ولكنني جعلت أراكِ منشقة ، مقسمة أبوابا أبوابا ، منفطرة فما رأيت أحدَهم حينها على حال من تلك الحال ، إذ لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، كلّهم خاشع ، كلّهم ينتظر ، ونحن يومها على وجهين فإما سفور واستبشار وإما غَبَرة وقَترة ...

قد عنت وجوههم للحيّ القيوم الذي بدّل حالكِ أيتها السماء

أيتها الطئعة التي أوحى لها ربها أن تأتيه طوعا أو كرها فقالت مع الأرض أتينا طائعين ...
وكذلك ستنصاع لأمره يومها ، ستصبح غير السماء ، ستتفتح أبوابا
ستطيع أمر بارئها ، خالقها ، بانيها ، رافعها ، رافع سَمكها ومسوّيها ، وكما استوى إليها فسواهنّ سبعا شدادا ، سيأمرها لتطيع فتنشقّ وتتفتّح وتنفطر وتتهاوى نجومها وتتوارى شمسها ....

تلك هي سماؤنا يومها ، سماء لطالما أظلتنا وتحمّلتنا وأنزلت من خيرها علينا بإذن ربها ، لا تملك يومها إلا أن تطيع إذ هي مأمورة ...مثلما أطاعت دوما أمره ...
ليس لها من شأن يلهيها ، ولا من خطب يلمّ بها .... ولا من نَصَب يضنيها ...
لن تتحسّر ولن تتذمّر ولن تتأوّه أو تجزع .... لن يكون لها قلب واجف ....
لن يكون لها من صحيفة تنشر فيغنيها ما فيها عن طاعته يومها كما أطاعته يوم خلقت وأطاعته بعدما خلقنا لتظلنا ، وإنما هي مطيعته يومها كما كانت له دوما مطيعة ...

مرحى لك أيتها المطيعة ، مرحى لك ولن يشغلك ذنب ولا وَِزَر ... مرحى لك وأنت قائمة بلا عَمَد مستوية مرفوعة ، ومرحى لكِ وأنت منشقة ، منفطرة ، مفتّحة أبوابا

وتـــــُــكشطين لتُطوَي بينما تنشر صحفنا لتقــــــــــــــرأ

18-11-2005, 10:30 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #37 في: 2013-02-16, 08:46:19 »
وأصبحنا وشمسنا تتــــــــــــــــــــوارى

الثالث من أكتوبر 2005

وأصبحنا وشمسنا تتوارى ، وتحتجب شيئا فشيئا...
وكأنما استحت من القمر ، فجعلت تعطيه ساعة من ساعاتها ...
شيئا فشيئا بدأ يخبو ضوؤها
والقمر بعد أن كان عليها ضيفـــنــــًا أصبح ضيفها ... وشاحا أسودا يواريها ، وهي تختفي عنا على غير عادتها في ساعة من محض ساعاتها

شمسنا الحسناء وقمرنا البهيّ يلتقيان ، يتعانقان ...

إلى............. أن غابت .... استترت ... ويا الله!!!!!!! هل للمتكلم عندها من كلمات
يا الله هل يغيث الشاعر عندها سحر بيان يغنيه عن سحر العَيان

هل للعين الجَمود عندها أن تضِنّ بدمعِها ، و القلب يردد سبحانك اللهم غفرانك اللهمّ ...
شمسي حبيبتي ضوئي ونوري ودفئي وأمّ الشَفــــَق ...
احتجبتِ فأظلم نهارك ، وجئتنا يا زائر الليل يا سراجه المنير فغدوت وشاحا أسودا غطاها

وفي ذروة اللحظات أصبحتِ يا شمسي حلقة في كبد السماء ، خاتما من لهب ...
وكما زينتها كاملة متسقة ، فقد زينتها خاتما ألبسهُها العليّ القدير وأهداه لأعيننا ، عسانا نتعظ و نذّكّر ، ويا قرب يوم تكوّرين فيه وفيه النجوم تنكدر ...
ربنا ما خلقتَ هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار


18-11-2005, 10:32 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #38 في: 2013-02-16, 08:47:49 »
قالت لي : قد غمني ما أرى وأسمع فقلت :

قالت لي :

لم أشعر أنّ الجو جو رمضان ، فمازالت كؤوس من المظاهر الدخيلة نتجرعها ولا نكاد نسيغها ، وذهبت تعدد لي ما أضناها وأحزنها

فقلت :

أخيتاه ، إن الذي تذكرين من هذه المظاهر التي وجب أن تكون شاذة في سائر أيام السنة ، فمابالك بها في أيام الرحمة والمغفرة والعتق ، أيام جعلها الله لنا بين الأيام منقذا ومنتشلا لنا من أنقاض متهاوية علينا تباعا أغبرتنا وأشعثتنا ،
هي تلك الفرصة التي يهديناهاَ العلي القدير بوافر كرم منه وجزيل عطاء ، الودود الرحيم الذي هو أرأف بنا من آبائنا وأمهاتنا ، ربنا الذي مع عصياننا وغفلتنا وطغياننا نحن البشر ، يتكرم علينا بالعطاء إثر العطاء ...!!!

تلك الآفات ، تلك السلوكيات العقيمة التي كما الحية تنفث سمها بين نسمات العطاء الرباني الرقيقة الودودة المحمّلة بالرحمات ....

أخيتاه لست وحدك من ترى دخيل السلوك ، على هذا الضيف الكريم الذي يأتينا محملا بالخير والبركات ، فنمطره بوابل من سوء التصرفات وبغيض السلوكات قولا وفعلا
مازلنا نسمع السِّباب في غمرة هذا الجوّ المفعم بالإيمانيات ...
مازلنا نرى خُيلاء المتكبرين ، وعجرفة المتعجرفين ، وما زالت مجالس الغيبة ، ومجالس النميمة ، ومجالس اللهو واللغو الذي لا يأتي بجدوى ولا يدرّ نفعا كتلك الأرض المجدبة القاحلة التي لا تنبت ولا تزهر ، ولا ترى فيها غير الصدوع المتأوهة الصارخة أن قد أهلكني الظمأ ...

مازالت الخصومات بين الإخوة ، مازال ذلك السبب التافه الذي لا يعد ولا يذكر شيئا بين الأشياء يفرّق بين الإخوة ، يفرق بين بني الرحم الواحدة ويفرق بين بني الأمة الواحدة ....

مازالت تلك الشابة اليافعة المتخذة خدنا تبحث عنه وتحادثه وتزيد كلما التقت به إلى ميزان سيئاتها أحمالا وأثقالا وما زال هو يفعل بالمثل

مازال ذاك الذي أكل مال اليتيم يلقي بالحطب على بطنه لتزداد نار ما يأكل اضطراما فيه ...

مازال ذاك الذي تعود أخذ ألباب التائهات بمعسول قوله يفتري الكذب على الكذب على الكذب

مازال ذلك الذي يبيت شبعانا ولا يعطي من فضل الله عليه جاره الطاوي شيئا

مازال كل هذا ... وما زال أكثر من هذا .............!!!!!

ولكن .................

ورغم كل هذا وذاك أخيّتاه ، رغم كل ما ترين وما سترين ، فإنما ذلك كله ، كله فتنة،
ومثلكِ كنت ،
كثيرا ما صدمت من هول ما رأيت وسمعت ، وكثيرا ما تملّكني الحزن العميق ، وكثيرا ما أبكاني ضعفنا ونحن أثرى الأمم وأغناها بمنهاجنا السماوي المنزه عن كل عيب أو دخَل

،وبعدها صرت كثيرا ما أسأل نفسي إذا ما تذمرت مما جعلك تتذمرين ، يا ربي أترانا لا نريد اختبارا منك وامتحانا بالفتن ؟؟


أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت:2)

كلها فتن ، كلها حفر ومستنقعات قبالة أعيننا ، وكريهٌ من الريح قبالة أنوفنا ليرى الله أنصبر أم نجزع ، ليرى أنثبت أم نتزعزع ، ليرى أنجاهد ونعمل ونسعى أم نركن لأنفسنا فلا نكون من المصلحين

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (هود:117)

لا يكفي أن نكون صالحين ، بل لزام علينا أن نكون مصلحين قدر وسع أنفسنا ، لا ينبغي أن يعترينا اليأس من حال ما نرى ومن هول ما نرى ، ومهما رأينا ومهما صدمتنا المشاهد والشواهد ، ومهما سمعنا ومهما بدا لنا من دخيل وغريب ومستعجم مقيت بغيض مهلك

كل ذلك فتنة ، كل ذلك مدعاة لأن نعمل أكثر ونسعى أكثر ...
رؤية الفساد في الأرض مدعاة لأن أبحث عن صحبة صالحة وكلي يقين أنني واجدتها، ... لاجَرم واجدتها ، مــَثــَلها كمثل اللؤلؤ المكنون في قلب تلك الصدفات في قاع ذلك البحر المترامية أطرافه ، شأنها شأن كل غال ونفيس

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)(الرعد: من الآية17)

فما أجمل أن أحوز لآلئًا وأفوز بها

ليس أروع من ذلك ولا أبهى ولا أقرّ للعين ولا أسعد للنفس التواقة لما هو درّ كامن مكنون تعلم أن لن تجده إلا بعد لأي وأن لن تفوز به إلا بعد جهد وعناء غذاؤها الصبر وزادها السعي ...واليقين بوعد الله سبحانه أنفاسها التي تلج واهبة لها الحياة

أجل أخيتاه ، ليس أجمل من أن تنبعث الروائح الطيبة الفواحة العطرة على قلتها ، فقليلها كثير ، وأصيلها بارز يغشى ويبقى أجمل بقاء وأخلد بقاء

رغم كل ما ترين وما تسمعين وما ينزل على قلبك صاعقة محزنة ، فلتولِّ وجهك شطر القلة الصالحة ، القلة التي تفهم الإسلام على حقيقته وتعطي أحسن صورة بتعاملاتها وسلوكياتها ، فلعمري هي القلة الباقية والقلة الغاشية لأن أصالتها وطيب ريحها أبقى وأوقع وأشمل بعد حين ، تعطي للقاصي والداني للمخطئ وللمصيب ، تنير الدرب وتذهب العتمة ، وتأخذ بيد الغافلين المغمضة بصائرهم تعطيهم من نورها العميم ...

ومثلما ترين من أولئك ما لا يسر فإنك سترين من هؤلاء ما يسر ويثلج الصدر ويدعوك لأن تحثي النفس على أن تأتي ما يأتون
ما أجمل ما نسمعه عن إحسان المحسنين في هذا الشهر الكريم ، ما أجمل ما نسمعه من تخفيهم وإخفاء أسمائهم إذ يحسنون ،
ما أجمل ما نرى في هذا الشهر من أفواج المصلين المتوافدة على المساجد زمرا زمرا
ما أجمل ما نرى ونسمع عن أولئك المتخاصمين الذين عادوا إخوة كما كانوا بإطلالة هذا الشهر الكريم ، بل خيرا مما كانوا

ما أروع ذلك الفقير الذي تأتيه الصدقة وتصل بيته الذي بالكاد تأوي جدرانه الواهية صغاره فيؤثر أن يقسمها مع جاره الفقير ولا يستأثر بها لنفسه دونه ...

ما أكثر ما يعطي هذا الفقير من دروس للأغنياء البخلاء المقترين عبدة أموالهم

ما أبهى ذلك الخمار الذي غطى رأس فتاة لطالما تبرجت بكل زينة ، فلم يأت عليها الشهر إلا وقد سقت نفسها العطشى بدموع التوبة والعودة مسارعة تخشى أن تسبق الموت يدها فلا تمتد لرأسها فتغطيه بخمار ولجسمها فتزينه بحجاب

ما أجمل ذلك الشاب الذي يحفظ القرآن ويجتمع بأتراب له ليعرضوا ما قد حفظوا
ما أجمل ذلك الأب المؤمن وهو يسوق ابنه الصغير معه إلى المسجد يعلمه أن يا بنيّ هذا بيت الله فأحبّه كما أحبّه

ما ااااااااااااااااا أروع ذلك المؤمن وهو يتعرض لثارات من الغضب أو الظلم فلا تجده إلا قائلا : اللهم إني صائم ويحتسب
ما أروع تلك الشابة المراهقة الصغيرة وهي تسارع لتخرج من مصروفها اليومي بل كل مصروفها الذي خبأته نقدا على نقد لتتصدق وهي تسأل الله القبول

ما أروع خطوتك يا ابنة العم الغائبة ، يا من أطلت الغياب فتهمين بزيارة لبيت عمك وبنيه الذين لم تعودي تزوريهم أو تصليهم منذ زمن بعيييييييد ، فتدخلي السرور على القلوب وتعيدي تلك اللحمة التي أوشكت أن تنقطع

أجل أخيتاه ، كل هذا نراه مع ما نرى من سوء
ولله الحمد والمنة ، كل هذه الأنفس نجدها مع ما نجد من أنفس لاهية غافلة
فلتنظري حولك وسترينهم ، سترينهم ، وستفرحين إذ ترينهم

وهكذا نرى الخبيث كما نرى الطيب ، ونسعد بالطيب بعد أن نغتمّ بالخبيث

والأصل أننا مفتونون ، فإما صابرون مجاهدون ساعون مصلحون وإما جَزِعون، متزعزعون يائسون

اللهم أنت الغني ونحن الفقراء ، نحن اللاهون العابثون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، أنت القوي الودود الرحيم ونحن الغافلون الساهون

تغمدنا برحمتك وانصرنا على أنفسنا وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

18-11-2005, 10:34 PM

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #39 في: 2013-02-16, 08:49:34 »
إي وربي ذاك هو النعيم وتلك هي الحياة وتلك هي السعادة!!!!


قال أخي المسلم (Al-Muslim)

اقتباس
اللهم اجبر كسرنا بفراق شهرنا، وأعنا على فتنة الحياة الدنيا خيرها وشرها، فما النعيم والله إلا نعيم الروح، ولا الحياة إلا حياة القلب بذكر الله، ولا السعادة إلا بالقرب منه جل وعلا.


فقلت :


والله ما يدري الواحد منا أيهنئ بحلول العيد ، وهو ينعي إلينا رمضان وأيام رمضان وليالي رمضان ونسمات رمضان وهي تهدهد أرواحنا وتأخذها في رحلة سماوية بعيدة بعيدة بعيدة............ ، لكم ترنو الروح إليها ولكم ترثيها إذا ما ولت عنها لحظاتُها ولكم تستجديها وتنشد قربها وعودها كلما ذاقت منها ، وتمنت لو أن تلك الحلاوة بقيت وظلت ودامت وما انقطعت ولا مُنعت

ما يدري الواحد منا أيفرح بالعيد ، أم يحزن بحلوله وهو الذي يأخذ منا آخر رمق من نفحات رمضان الحبيب ، وطيب رمضان الحبيب ...

أدري .......
أدري أنّه وإن كان ما كان من حال وإن عاد بما عاد من حال عيدنا ، فسيلبس الأطفال الجديد ، وستفترّ ثغورهم الصغيرة عن ضحكات بريئة ، وستقرّ أعينهم بنقود تزين راحات أيديهم يُحكمون عليها القبضات ليجمعوها فيشتروا بها ما حلا وما يُشتَهَى ...

أدري .......
أدري أنه أيا ما كان الحال ، وأيا ما عاد به من حال ، فستحضّر الأم قطع الحلوى وسيحملها الصغار للأفران في جو من المنافسة والتسابق على حملها ، وإن كانت رؤوسهم الغضة عاجزة عن حملها إلا أنّ الحماس والفرح سيمدّهم بقوة إلى ضعفهم فيحملوها ... وستبكي تلك الصغيرة التي كانت بين الصغار أصغرهم ، فما ألقوا ليديها الصغيرتين بالا ولا أقاموا لجسمها الصغير وزنا يعدونه قبالة أجسامهم قادرا ويتحمّل .... ستبكي ... سترى نفسها أصغرهم وأقلهم حيلة وأقلهم قدرة على المشاركة بين جيئة وذهاب وقضاء حاجات ماما التي تبتغي من الصغار يدا مساعِدة تمتد إليها لتحضير الحلوى وأخذها لفرّان الحي كما هي جرت وتجري العادات...

ولكنّ ماما وقلبها الحاني وعيناها اللمّاعتان حبا وحنانا وعطفا ورقة ، لن تترك تلك الصغيرة الصغيرة ، أصغر الصغار كلهم دون أن تجد لها حيلة أو أن تكلها لضعفها ودمعاتها وانكسار قلبها الصغير ، ستناديها : حبيبتي هلمي إليّ فساعديني هاكي قطعة من العجينة ، فاصنعي بها ما ترينني بها صانعة ، شكليها مثلي بأصابعك الصغيرة قطعا صغيرة ، فصففيهنّ متجاورات من صنع يديك الحبيبتين ، تعبتُ وحدي حبيبتي وإليك أبث حزني وهمي وإخوتك يسارعون لحمل ما أصنع جاهزا إلى فرّان الحي ، ويتركونني لتعبي ، أفتتركين ماما مثلهم وحيدة ؟؟؟

وتهبّ الصغيرة من فورها إلى أمها ، تسعد بمقالتها وبمدحها إياها وبدور أعطتْـــهُها أغناها عن كل تذلل وصَغار ودمع تريقه في غير ما اكتراث منهم بحالها ...

ما أسرع ما تكفكف دمعاتها تلك الصغيرة ، كما الأرواح التي وجدت البلسم في لياليك يا رمضان ، كما الأعين التي بقدر ما أراقت دمعا بقدر ما استشعرت حلاوة وسموا وصفاء ، كما الأرواح التي هفت لبارئها ولرحمة من بارئها مولاها وسيدها وطبيبها ، والعالم بضعفها وبسرها وعلانيتها ، كما الأرواح التي ناجته وكلما ناجته ، هفت لأن تستزيد فتناجيه أكثر ...

كما الأرواح التي بين يديه تذللت ، والوجوه التي إليه عنت ، والعيون التي سكبت وأسحّت من الصميم ما فاضت به مكاييل النفس فأفاضته رقراقا ، منسابا
مثلك أيتها الصغيرة ، مثل دموعك التي لم يأبه لها غيرها تلك ال ماما ، مثلك تلك الأرواح التي لا يداويها غيره ، ولا يشفي عليلها سواه ولا يستطبّ لدائها بغير دوائه

وكما لا أدري ما الصنيع بين يدي يوم عيد قريب ، أدري ...وأدري أنه وأيا ماكان الحال ، وأيا ما عاد به من حال ، فسيلبس الأطفال الجديد ، وسيبيت وليد كما ستبيت سمية ، كما ستبيت رنا ، كل منهم سيرقب الشعاع الأول منك يا شمس ذلك اليوم الموعود العائد بأي حال ، وستذهب بهم أعينهم في رحلة نوم قطعوا عهدا مع ساعاتها ألا تكون إلا قليلة ، لئلا يطول بهم الانتظار والترقب ، ولئلا تطول بهم الأحلام فتأخذهم عن حقيقة يومهم فما يرونه إلا قريبا قريبا قريبا ....
ومثلكم يا أيها الصغار أريد أن أراه مثلكم أريد أن أراه ............ إن ترونه إلا قريبا ، ومثلكم أريد أن أراه

أدري.... نعم أدري
أنهم سيستيقظون باكرا على غير عادتهم في أيام لا مدرسة فيها ، فسمية لن تصبر على فستانها الجديد ،المكويّ المرتب المعلق زاهيا ينبض حياة جديدة ، كما وليد يسارع لذلك القميص وذلك السروال يلبسه كأن لم يلبس قبله سراويلا ، يرى نفسه بالمرآة وهو يدللها ، يقلب حاله ذات اليمين وذات الشمال ويمرر يديه على شعرات رأسه النظيفة البراقة حديثة العهد بالحلاقة ، يجعل منها شيئا ذات اليمين وشيئا ذات الشمال في حركات متمرسة بارعة متناسقة ، يعلم أنه بها يجعل من شعره مع لباسه مع قَوامه الممشوق مع وجهه الوضاح وبشرته الوضيئة أكثر الفرسان وسامة ، ليكملها بابتسامة رضى ، وإعجاب ليس أصفى منها ولا أجمل ....

ومثلك يا وليد أريد أن أبتسم ، مثلك يا وليد أريد أن أشعر بفرحة العيد .... مثلك وأنّى لي أن أكون مثلك
وكما لا أدري ما الصنيع بين يدي يوم يأخذ منا أجمل الساعات وأصفاها وأنقاها وأكثرها صدقا للنفس مع النفس ، كما لا أدري ما يصنع الواحد أيحزن أم تراه يفرح

أدر ي ..............
أدري أنه ومع كل حال وبأي حال وأيا ما كان الحال فستعود يا عيد ، أدري أنّ رنا ستفاخر صويحباتها وأترابها بفستانها وبحذائها الذي تخاف عليه عبث الغَبرة أو رهَق القترة ، فتراقبه مراقبة الحريص على شيئه الغالي ذي المقام العالي وإن كان مقامه قدمها والأرض !!!.... ولكنّ أترابها لن يغضضن الطرف عنها ، ولن يسمحن بأن تبدو وحدها الملكة في هذا اليوم ، فكلهنّ ملكات ، وكلهم ملوك وما لأحد منهم فضل على آخر وما لأحد منهم أمر ولا نهي على أحد منهم
ومثلكم ، ومثلكم ............. مثلكم أيها الملوك ، نريد أن نكون ، وأن يكون يوم عيدنا ، ليس لأحد منا فضل على أحد ، ولا فرق بين فقيرنا وغنينا إلا بالتقوى ،... إلا بالتقوى ........... مثلكم أحب أن نكون

ومثل عيدكم أحب أن يكون عيدنا ......
لم يأخذكم ذنب او وَزَر ، لا شية في قلوبكم ، ولا شَوب ، ولم يلهكم عن الفرحة وجل قلب على ما أتى وعلى ما أفرغ من خطايا ، وعلى ما أوعى من رحمات ، قلب وجِل وإن أتى ما أتى ، قلب يخاف ألا يكون من المقبولين ، ويد تمدّ وتخشى أن تردّ خائبة ، وعين توجس خيفة ألا ينظر إليها ربها بعين رحمته وعفوه وكرمه ورضاه ، ودمع يسكب تخشى مآقيه أن توصد دونها أبواب رحمته غضبا ، فلعلّ بين الذنوب ذنبا حال دون رحمة، أو مغفرة أو عفو أو قبول ..........

فطوبى لكم أيها الملوك وطوبى لفرحتكم بالعيد التي لا يشوبها نقص ولا يعتريها دَخَل ، طوبى لكم أيها الملوك وطوبى لمملكاتكم
أنتم أيها الملوك ، أنتم وجه الفرحة فيه ـ وابتساماتكم وجه النور منه ، وصفاؤكم ونقاؤكم وطهركم سماؤه التي لا تتلبد بغيوم

وبين خوف ورجاء ، نبقى.... بين خوف ورجاء نبقى ...بينهما لا نتزحزح عنهما ، فكلما أخذنا الخوف بعيدا انتشلنا الرجاء وأعاد لنا الأمان والسلام ، وكلما أخذنا الرجاء بعيدا بعيدا انتشلنا من الإفراط فيه خوف لا بد منه ...
يا ربنا أنت رجاؤنا ، ورحمتك نرتجي ، ومن غضبك خوفنا ورضاك غاية ما نبتغي
فأسعدنا بالعيد سعادة مَن أكبر رجائه القبول والرضى وأكبر خوفه الصدود والقِلى ...ورحمتك وسعت كل شيء وعفوك شمل كل مخطئ ومسيئ فاجعلنا ممن شملهم عفوك ووسعتهم رحمتك فائزين بالعتق من نيرانك أجمعين
اجعلنا ملوكا سواسية على عر ش مملكات العدل والسلام والحق وراية الأرض كلها لا إله إلا الله محمد رسول الله
وهي هي وإن كنا ندري أو لا ندري ، وإن كنا ندري أو لا ندري


اللهم اجبر كسرنا بفراق شهرنا، وأعنا على فتنة الحياة الدنيا خيرها وشرها، فما النعيم والله إلا نعيم الروح، ولا الحياة إلا حياة القلب بذكر الله، ولا السعادة إلا بالقرب منه جل وعلا.


18-11-2005, 10:37 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب