المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46804 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #100 في: 2013-02-21, 17:05:24 »
وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات ......(3)

وتلك الكلمات ........ لم تبارح لها من مقاعد القلب أفخرها تنثر مع كل حرف العَبرة تلو العبرة لتتلألأ على جداولها المترقرقة حبات من ماس تذهب أشياء وأشياء من خوفي الذي كان قبل ساعة ...فيحلّ محله شوق وحنين أكبر ونفس بدأت بقوة ضعفها تمنحني القوة الأكبر والأكبر للقائها ولتتفتت بين يديه وحده وتتحلل كما حبات التراب الذي خلقت منه كل حبة فيها ترجوه وحده وتبوح له وحده وترنو لما عنده وحده .....................

وها هي الأنوار تهلّ أكثر وها هي شمسي تتبسم في قلبي ملء شدقيه ............
............................
وها هي الخطوات تقترب .................. ...........

وها هي أمواجنا البيضاء تقارب شاطئها ..............
وها هي الأنوار والأنوار والأنوار تغشى كل ما حولنا وما فينا وما أمامنا وما خلفنا وما فوقنا وما دوننا ....

ها هو المدخل وها هي الساحة تتراءى .....................
..........................
ها نحن بالباحة .... ها هي العين ترسَلُ مدرارا ............
ها هي كل الكلمات قد ذهبت إلا تلك الثريات اللامعات من قلوبنا ما زالت تتردد .........
ها هي الأصوات مع ترديدها تجهش بالبكاء فتلحنها بأجمل الألحان ........
ها هي الأرواح تتدفق لتتأرجح بين الحقيقة والحقيقة والقرب والقرب والحب والحب...
ها هي الأقدام لا تكاد تحملنا لتدخل بنا من ذلك الباب مؤدانا إليها ...................

ها هي أنــــــــــــــــــــــوارها .....................................!!!!!!!!!!!!! !

ها هو يكاد يقفز من مكانه ...ذلك القلب !!!!!!!!

ها هي كل ذرة فينا كما لم تكن يوما ......
ها هي قوة القوة فينا بخَورِها أمام سلطان ضعفنا وتذللنا وشوقنا وحبنا ....
ها هو كل شيء فينا يجهش مع الصوت معينا ............
كل ذرة فينا ، كل عضو ، كل شيء يجهش .... يجود بدمعه يمرره للعين دمعا مبينا...
و...........
و..........
و..........
وتنكفئ على نفسها الكلمات .... كلها حتى تلك الثريات التي كنا ننثر...
كلها تنكمش وتستحي ليترجمها وقوفنا ..........وقوفنا أمامها ....
................!!!!!!!!!!

وها هي العين تراها ..............إنها تراها ....تراها..... تراها يقينا !!!!!
ها هي ترتفع إليها ....إلى أعلاها ....

وها هي أسرارها .......وأسرارها وأسرارها!!! تخرج قلبي بين يديه دمعا!!! ...ودمعا ودمعا ودمعا ....!!!
ها هي أسرارها ....وها أنا لا أرى أحدا والكل بجسمه حولي ، ولا أسمع أحدا والكل بصوته حولي....
وها هي أسرارها ...وأسرارها وأسرارها ....!!!!!!!!!!!!!!!!!
وها هو جلالها أولها ......وها هي ذي نفسي دمع يترقرق ، وها أنا لا أملك على صوتي سطوة ...فيتعالى بالبكاء ............

وأنظر إليها ، أعلق العين بها وبربها القلب تعلق .....ولا أجد غير البكاء ........
تفتقت نفسي عن دمع لم تجُد به يوما مثلما جادت اليوم وكأنما كانت سماؤه رتقا واليوم تفتقت ......
وكأنّ عيني لم تعرف البكاء يوما وها هي اليوم تتعرف إليه عن كثب ....
وأنزل رأسي إجلالا لألحق نفسي بكلمات أنتشلها من خلف غمامات الدمع المتدفق من كل ذرة فيّ ، الباسط يده ولسانه عليّ في قوة وسلطان لا أجد منهما فكاكا..وما أفتأ أنزل رأسي حتى أعاود رفعه إليها لأجدني منفجرة بالدمع من جديد ، وذاك كان رسول شوقي وحبي ورجائي وتذللي وضعفي وخضوعي بين يديه أفرغها....
بين يديه وحده .....وحده........

وكلما أسعفني لساني بشيء من الدعاء ألحق به نفسي قبل أن ينتهي لقائي بجلالها وطوافي بها ...
كلما ازداد دمعي تدفقا .......................
لك وحدك يا ربي ... هذا دمعي بين يديك وحدك ولن أخجل بأبحر منه وهو يا ربي لسان حالي ......وحده لسان حالي وحده أخرص كل كلماتي وكل ما عداه
وسبحان الله .........

كلما عاودت عيني ورنت إلى أعلاها رأت غمامة سكينة وهدوء وجلال تظللها ....رأتها رؤيا العين فيصمت الكل لتنطق هي بسر جلالها !!!!

قد بددت عيني ومياهها غيوم مخاوفي التي كانت قبل ساعة ....وقد زرع جلالها وهيبتها التي لم ولن أرى لهما مثيلا ولا ندا أمنا في نفسي بانطلاق نفسي وتدفق روحي دمعا ............


..................................
..................................

وكما لم ولن ولن ولن تسعفني الكلمات فثقوا كما وثقت نفسي التي رأت بعينها أن لا لسان يصف ذاك الجلال ولا لسان يصف حال من وقف قبالة ذاك الجلال....

فذلك سر لا يدركه إلا من وقف أمامها ولن ينقله أي واقف كما استشعره مهما حاول وإن رصف أمامه كلمات الدنيا و جاءها بأبهى الحلل فألبسها ، ثم جاءها بأفخر الحليّ فزينها ......
لن يدرك سرها إلا من وقف أمامها وأمام جلالها
وذاك كان منطلق الدرب إليها ............

وعلى اللافتة كانت كلمتان :
شارع الكعبة .........

وتلك كانت الدرر التي نثرنا من قلوبنا نعبد بها الدرب إليها :
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

وتلك هي .........هي!!!! وأي وصف سيصفها وأي كاف تشبيه ستأتي لها بالشبه إلا من واحدة تقول:
هي الكعبة بجلالها كالكعبة


فلتكفّي يا كلماتي وكفاك إجحافا بحق وصف لست له أهلا ولن تكون كلمات على الأرض له أهلا
وتلك كانت قصاصة من أجمل وريقات رحلة عمري
لا حرم الله أحدا منها ومن الوقوف أمامها ليرى من أسرارها ما سيعجز لسانه ويقبر بيانه........
وهذه أيامها التي تأخذ القلب إليها ، رزقنا الله عودة إثر عودة إثر عودة

وكل عام وأنتم بخير والإسلام بخير ............

08-12-2008, 03:52 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #101 في: 2013-02-21, 17:08:14 »
تاج عَين العزة

أيها القلب القدسي طر في الأجواء …طر… طر ولا تخف فما من حصار على أجواء القلوب، وما من حصار على بحار القلوب، وما من حصار على أراضي القلوب….

    أيتها النبضات القدسية تَقَوَّيْ، تقوَّي وأسمِعي العالم دويّك ودقّك، أسمعي القنابل المتساقطة على تلك الأرض صوتك…. فلن تعدَمي الحيلة ….

    هل تخشين الحصار؟؟؟ هل تخشين النار؟؟؟
    لا لا …فالأغبياء ظنوا أنّ قطع الطريق أو قطع السماء أو قطع الماء بخيط الحصار صعب ….
    لا أيتها النبضات القوية، لا أيتها الحية، أيتها الذكية …..لا تأبهي لغباء الأغبياء ….

    طر أيها القلب القدسي، حلق ….حلق عاليا شامخا ، طر فلن يعترض دربك النوراني قطّاع الدروب
    طر وحلق عاليا ، طر وأسرع….أسرع فأنت أسرع طائر وأقوى طائر وأشجع طائر….

    طر فالسماء سماؤك، والأرض أرضك والبحر بحرك …..طر ولا تأبه للأغبياء ….
    أيها القلب القدسي احمل على جناحك القويّ دمعك مع قهقهات ضحكك البريئ، احمل حزنك مع رقرقات فرحك الجريئ ، احمل على جناحات الشوق شوقك وحبك وطر وحلق ….

    طر إليهم ….طر إليهم ….أسرع يا طائرا لن يثنيه حصار، يا طائرا تخترق أطرافه النار، يا طائرا يقول للأغبياء طبتم بالغباء وطابت أحلامكم الحمراء وطاب حسن ظنّكم بالنوم عن طيور القلوب القدسية، عن صوت النبضات الذكية ….

    طر إلى حيث أرضك، إلى مسقط رأسك يا قدسيّ النبضات يا قدسيّ القوة ، يا قدسيّ الإيمان ….
    طر ولا تخشَ الفخاخ التي تنصب للحدأة والغربان....
    طريقك بَيّن، ومسارك بيّن، والمسافة قصيرة.... قصيرة، مبتدؤها نبضك من نبض الحياة ومنتهاها نبض الحياة من نبض الشوق للأحبة والإخوان ….

    الأغبياء يقولون، إنما هي أصوات لأفواه ما تفتؤ تلجم أو تكمّم ، فقد تعودنا الأصوات …!!!
    دعهم يقولون يا قدسيّ وطِر....، دعهم يحلمون وحلق، دعهم يتعودون وحطّ هناك ….

    حطّ واغدُ يا قدسيّ طائرا يتكلم، واغدُ طائرا ينثر السلام، ينثر درر السلام ...، حطّ واقرأ مع كل شهيد يشهد حروف الشهادة....، مع كل شهيد لا يخشى الموت ولكنه يخشى ألا يشهد، فيرفع السبابة، يرقبها بما بقي من شتات الحياة،... يرقبها ويسأل الموت أن يبطئ قدر ما تعمل السبابة عملها، يتوسل الموت أن يبطئ حتى تسمع أذناه آخر ما تسمع كلماتِ التوحيد،….
    يرفع صوته ببقايا شتات الحياة وكأنما يقسم على الموت أن يترك له قدر ما يسمع …..حطّ عنده أيها القدسيّ واشهد….اشهد مع الشمس المشرقة بوجهه شمس الحياة الأخرى، شمس الحياة السرمدية، شمس الجنان والخلود، اشهد وأسمعه صوتك المدويّ بالشهادة وانقلب يا قدسيّ سبابة قدسيّة تشدّ أزر سبابته الملوّحة بالشهادة، الفرِِحة بالشهادة، لتعلو فيسمعها العالَم، فهي تلك الكلمة وهي التي وَيْح الأغبياء أرادوا محو حروفها قد سمع ذبذباتِها السماوية العالَمُ كله!!!! ....

    انحنِ أيها القلب القدسيّ ...انحنِ لهامته المرفوعة.....................
    انحنِ لحبات التراب التي اختيرت لتحمله من دنيا الناس إلى دنيا الملائكة، من عالم الحزن والفرح إلى عالم الفرح الأبديّ، من النهاية إلى بداية لا تعرف غير البداية، ما تنفك تتجدد بداية وفي كل مرة هي بداية لحياة جديدة غير الحياة،لا تتعدد ولا تتكرر، بل في كل مرة هي أخرى، في كل مرة هي الأجمل من كل مرة ....!!!

    عُبَّ أيها القلب القدسيّ من الأحمر نورا يتلألأ ....عبّ من قطراته المِسْكِيّة دررا تصنع منها عقدا لؤلئيا تزيّن به وجه السماء في نهار سوّدته أدخنة النار المحاصرة.....
    اقتبس يا قدسيّ من عينيه المدبرتين عن الدنيا المقبلتين على الخلود نورا يعبّد لك دربا ظنّ الأغبياء أنّهم قد أطفؤوا نار هداه .....

    حلّق حلق يا قلبي القدسيّ مع رَوح روحه نسيما على الجنان المتزينة له....حلق وتعلّق بأثر هامته التي ظنّ الأغبياء أنهم أركعوها للموت ....ظنوا !!!....ليت شعري أيّ ظنّ ؟؟؟ شتان بين ظنّ الكاره وشوق المحبّ ....!!!

    طر أيها القلب القدسي ....طر ...طر .......وحُطَّ حيث الباكية خمسا، والباكي خمسا، حطّ عند حيث التي تذكرهنّ وتحمد الله، حطّ عند مدمعيها وارقب تلك العبَرات المؤمنات، وترقب سيل عزّ ينهمر من هاتيك العيون، أرسل النبضات يا قدسيّ تستقي من دمعاتها الصابرات علما اسمه الصبر والاحتساب ....

    قل لها أخبرها ، أخبرها وإن غلب نبضاتك صوت النحيب قل لها أفصح ....أفصح أنك متعلم ينشد العلم المفيد.... انقلب يا قلبي القدسيّ تلميذا بين يديها يطلب الحكمة،..... انقلب تلميذا ينشد من معلمه الصبر على قلة صبره....
    حطّ يا قلبي القدسيّ هناك حيث هو، حيث الخمس الذاهبات وحيث عينه الشاردة يمنة ويسرة، ألق ما بجعبتك القلبية، وارمقه بعين الإجلال والإكبار....وقل له تشرد العين منه ويحتسب ويحمد الله ربَّه : ألا أيها الأب المكلوم علمني كيف يكون جَلْد الجلاد بسياط الحمد والاسترجاع والاحتساب والإيمان رغم آهات الفراق أوجع من متفجراته بعقر دارك التي كانت بين الديار وهي اليوم حطام وأطلال....علمني كيف يكون جَلْده بجَلَدك..........

    طر أيها القلب القدسي....طر يا طائرا حرا لا يخشى خيط الحصار ولا يخشى ضرب النار....طر وحطّ حيث الجراح أسماء وحيث الأسماء جراح....حطّ حيث كل طرف من أطراف الأبيّ على كل طرف من أطراف غزّة منهنّ جزء .....ادعهنّ يأتينك سعيا، فالبادي أنها أشلاء وأجزاء والحقيقة أنها كل يكمّل كلا ....
    ....
    احمل كل طرف عزيز وابحث عن طرفه....احمل كل كلٍّ كمّله لكلّه .... أخبره أنّ الأطراف وإن بعدت فإن لها قلوبا تلتحم بالقلوب، أنّ للقلوب قوة لا تعرفها دبابات العدو ولا تعرفها طائراته الضاربات، ولا تعرفها بوارجه الحاملات للضاربات .....

    ضمّد يا قلبي القدسي بجناحاتك المرفرفة جراحات تلك الطفلة الحبيبة التي تغيب عن آلامها بنومة ملاك مغميّ لا يقوى على الحراك....ضمّد جراحاتها فالدم يُفصح من تحت الضّماد لونِ رأسها من بعد ما صار عُرْف القنابل ألا تخطئ رؤوس الصغار كما لا تخطئ رؤوس الكبار ....!!!
    قبل جبينها الملائكي نجِيَّ الملائكة وناجِه بقبلة حرّاقة يا قلبي القدسيّ الطائر ......
    حطّ عند دمائها المفصحات من تحت الضماد وامسح على وجنتيها المبتلتين بها وقل لها : لن تَعدَمي الورد يا وردة الورد يداعب هذه الخدود....


    طر أيها القلب القدسيّ وسالم كل طير حر....طر وعادِ وفجّر كل طائر يطير للعدوّ يقذف الحرب على أرض العزة غزة
    ....
    طر واجعل فوق عين العزة تاجا لترتقي فتصير غزة ....طر يا طائري القدسيّ وحطّ حيث العين وتوجها ملكة اسمها غزة ....

    طر يا قلبي القدسي طائرا وكن صوتا لا يسمعه الأغبياء، صوت ظنوا أنّه لن يكون أو ظنوا أنه اللاقوة....طر فأنت قوة القوة، وعندما تعود ابقَ يا طائري معهم ....ابقَ معهم ورفرف على قلوب هنا وعلمها منطق الطير القدسيّ حتى إذا ما فطن الأغبياء فاتهم الأوان ووجدوا لفيفا من القلوب القدسية تستعصي على الحصار والنار، وتستعصي على كل قوة يدّعيها الأغبياء.....تدخل المسجد الأقصى أفواجا مسبحة مستغفرة مؤذنة بالفتح والنصر ......

31-12-2008, 12:22 PM


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #102 في: 2013-02-21, 17:09:41 »
وعلى مثله فلتبك البواكي

على مثله فلتبكِ البواكي....
ألم يدعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم للبكاء على الأسد حمزة ....
تالله لكأننا رأينا من لم نَنعم برؤياهم حين رأيناه، وكأنّنا رأينا الذين كنا دوما لا نرى ذروة الرجولة إلا فيهم....برؤياه رأينا العظام، رأينا الرجال...لكأن الحلم قد تحقق إذ رأيناهم فيه، وسرعان ما أصبح الحلم كابوسا وحزنا جاثما على القلوب بخسارة عظيم مثله....

ذلك السائر بخطاه الواثقة القوية مرفوع الهامة، منتصب القامة، رافعا رأسه تخاله قد بلغ أعلى ما يُرى... ذلك السائر على خطى الحبيب القويّ العظيم الأبيّ .... ترى مشيته قبسا من نور مشيته، ترى خطواته قبسا من هدى خَطوه ....

عظيم أبى الخروج من بيت يعلم أنهم يريدونه، أبى إلا أن يخندق غير آبه بطائرة تترصد له، غير آبه بالموت آتيه.... غير آبه بالجبان الذي يقذفه من فوق السحاب، يقذفه أعزلا وكأنما يخشى وجهه وهامته وعينيه الواثقتين لا يعلم أنه إن لم ينشد نصرا وعزّا فإنما ينشد شهادة لا يرضى عنها بديلا ....

ترمقه والأحاديث المطهّرة التي يحملُ صدرهُ مجازا فيها دكتورا تمشي على الأرض، تقول احفظوني ....احفظوني بالأفعال ولا تحفظوني في الصدور أقوالا توصدون دونها باب العمل ....هكذا هي أنا في صدره ذخيرة حق تتكلم، وتفعل وتبصر وتسمع وتمشي وتحمل السلاح وتتحدى الجبابرة الطغاة ولا تهاب ولا تخشى....

الأرض من تحت قدميه وكأنها أرض له ولأمثاله، وكأني بها تهتف فرحة: هؤلاء هم من أشرُف بحملهم، هؤلاء الأشراف الذين أعتزّ بحملهم وأعتزّ بدوس أقدامهم الباسلة تهزّني بالحق....

صوته المجلجل القويّ نور لا يرتاب ولا يتردد، موقن لا تهزّه الخطوب، ولا المصائب، موقن بالنصر، موقن أنّ الشهادة مهر النصر والعزّة....

عظيما كان وبطلا وشهيدا مات... أتته الشهادة إلى عقر داره، تردّد: ألا أيها الهمام، لست أخطئ أمثالك، ولست لغير أمثالك، ألا أيها الهمام انثرني بقلبك الحيّ أوسمة ونياشينا لا يعشقها إلا كل همام ....ولا تليق إلا بكل مقدام يخشاه العدوّ الجبان حتى أنّه لا يتوانى عن حرب بكل أبجدياتها لأجل واحد واحد وحده مثلك .....أرعبهم، أرهبهم، أتعبهم، أربكهم،أضعفهم....أذهب النوم من عيونهم العاشقة لنور الحياة الباهت لا يرجون غيره كمن يرجو انتصار النهار على الليل ليظفر بالزمن كله آية مبصرة وهيهات هيهات للحالم يقبض على حلمه المستحيل حقيقة بين اليدين ....

بمَرْآه عرفت كم ترتعد أوصال العدوّ من أرض تلد من نزار عددا لا ينتهي .... بمَرْآه عرفت كيف يتأتّى للحق أن يزهق الباطل بنظرة من عينين واثقتين

03-01-2009, 12:29 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #103 في: 2013-02-21, 17:10:35 »
أنــــــــا الخــــــــــلود وأنت الفناء...



    غزة....
    في ظل حزن الحزن ودمار الدمار وألم الألم ....وبشاعة البشاعة وشناعة الشناعة.....

    في ظل كل ما يقال وما يسكت عنه لأنّ قاموس الكلمات يشحّ فلا نجد فيه ما يُستنجد به ليقال....في ظلّ عجز النعوت عن النعت، وعجز الأوصاف عن الوصف، في ظلّ عجز الكلمات....

    في ظلّ الجود بالدمع، أوفي ظلّ جفافه والموت كمدا................في ظلّ العجز ....
    في ظلّ هذا وكل هذا ....وفي ظلّ ذاك وكل ذاك .... بصياح الديك مع صوت الصواريخ الفتاكة النازلة دمارا وخرابا ....مع طلوع الفجر على ليل الضوء القاتل، على ليل الضوء المظلم، على ليل العناقيد المبثوثة في السماء خيوطا من نار تتوعد كل أرضيّ من تلك الأرض بلذة العناقيد النارية، لذة العناقيد المنساحة تبحث عن كل أرضيّ على تلك الأرض ...!!!

    مع بزوغ الشمس المشرقة على الدماء والدمار والخراب.... شمس لم تَحجُب أشعتَها عناقيد النيران، ولا دخان الضربات المتصاعد موشّحا السماء حزنا على دماء الأبرياء، ولا تسلّل الأسلحة التي تجرّب في أجساد الأحرار، قبل أن تجرّب على أجساد الفئران ....!!!

    في ظلّ عراك السحاب الأبيض المسخّر،مع السحاب الأسود المضلَّل يظلّ السحاب الأبيض وارفا لا يضيره سواد الظلم والطغيان
    في ظلّ الموت والموت مع الموت، تتعالى كلمات التوحيد والتكبير والحمد والاسترجاع نورا يرسل شعاعَه الصادق في قلب كل حرّ، يكسر العدوّ المفترس المنقضّ على فريسته فلا يجد لحوله وقوته من حيلة وكأنه لا يعرف له من حول ولا قوة، فيهرع للجنون يقتبس منه حلا يشفي غليل الحائر التائه البليد الباحث بين أطرافه عن سبب كل ذاك الصمود فلا يجد جوابا يشفي الغليل ....

    يهرع إلى الجنون يقتبس منه شفاء للغليل، يقتبس منه جوابا للحيرة.... يقتبس منه البديل عن الانكسار والاندحار في ساح الصمود وساح التكبير وساح التوحيد....

    يهرع للجنون يقتبس منه..... لكأني به يشدّ شعره الأشعث بتراب الحيرة والذهول، ويمسك بتلابيب زميله المغبرّ بعاصفة الحقد التي لا تهدأ على الصامدين قاتليهم بالصمود ....يسأله عن أنفس باتت كل واحدة منها جيشا لا يكسر ،!!!!وكأني بها تشقّ جيبها في خلوتها تنقلب ابتسامتها القاتلة نفَسا ضيقا حرجا يصعّد لا يكاد يجد المخرج والمنفذ....!!!!

    يهرع إلى الجنون ....يهرع إلى الجنون يقتبس مزيد الموت ومزيد الدمار ومزيد الهلاك يبحث عن سلاح فلا يجد السلاح، وكأنّ كل أسلحته لعب أطفال لا تُهدئ ثورة الجنون في نفسه وهو يرى الصمود يفتك به وبكل سلاح بين يديه ....

    في ظلّ دمار الدمار وموت الموت وخراب الخراب ..... شعاع من أنوار تدكّ صرح العدوّ، تلهب نار جنونه، تجعله مجنونا أخرقا يهيم على وجهه يبحث بين أبجديات قوته عن قوة تتصدى للصمود، عن قوة تدكّ الصمود، عن قوة تقتل الصمود فلا يجد إلا السراب ................!!!!

    تحت شعاع الشمس المشرقة على الدمار ومع صياح الديك المؤذن بطلوع الفجر على الأشلاء والأطلال، وبين ثنايا الشكر منطقا من صغير مودّع حبيبتيه، وفي رفرفات رسالة تحلق ولا تسقط من قلب المبتور, ساقيها تنشد يوما ترصد فيه كواليسَ القضية بقلم وكراسة صحفية أعطت للقضية!!! ....من صوت حرة أبية تحمد الله على سبق الفلذات لجنان السبق ينطلق إباؤها يدكّ قلوب المجانين ليكتشفوا حيارى حزانى أن جنونهم عقل لا بدّ له من جنون ....!!!!

    في وجه الطفل الممدّد على الأرض ينزف يعضّ على الصبر بأسنانه لقّنته طفولة فلسطين أنّ الطفل رجل لا يليق به التململ والعويل...!!!!
    في ابتسامات الأطفال يلقفون المنشورات المتهاطلة يضرمون بها نارا تقول للمجنون زد جنونا على جنون فلن يحرّك فينا جنونك ساكنا، فخلفَنا آباء وأمهات أشاوس أرضعونا حليب الصبر والرجولة... علمونا كيف نلقم العدوّ حجرا يسدّ نهمه للدماء والحجر عنده سلاح تعوّد مقابلته بالرشاشة والدبابة والدروع الواقية، أما الدم منا فضريبة ندفعها فرحين وضربة لقلوبهم وعقولهم يستنجدون من هولها بجنون الجنون ....!!!!

    يهرع للجنون يقتبس من حكاياته الحمراء سناريوهات قانية، أين أنت يا سلاحا تقتل الصمود ؟؟؟؟؟؟! خِلنا أننا استوفينا شروط الحيوانية كلها، واستوفينا شروط الهمجية كلها، واستوفينا شروط الشراسة كلها لنأتي على الصمود، وعلى بناه التحتية كلها، أنجدينا يا أسلحتنا الحيوانية ...أنجدينا يا أسلحتنا ويا حيلنا الشيطانية فلطالما كنا لك وحدك الأوفياء ....!!!

    أقبلي ...أقبلي علينا أنجدينا ... يا فسفورية الجنسية، يا كيميائية الهوية، يا شيطانية الموطن، يا أيتها التي لا اسم لك بعد بين الأسماء فقلنا نجعل لك اسما بعدما نجربك فيهم بدل الفئران ....!!!!
    فجِّري الأوردة والشرايين، تسلّلي.... اختبئي عن كل عين وعن أدق عين، اختبئي حتى عن عين الأشعة لا تراك، فليذهل الأطباء والعلماء من فعلك ومن تسللك بين جدران أجسام أولئك الفئران لن يجدوا لك أثرا ولا سببا ولكنّ الموت منك برهان .......!!!!

    حتى أنتِ يا من يتنادى الكل بأنك المحرمة لم تحرّمي الصمود على أولئك الفئران ؟؟؟ !!!
    إلي بالجنوووووون إلي بجنون الجنوووووون .....

    يهرع للجنون يقتبس منه السيناريوهات الحمراء ....
    ماء وهواء وتراب كلها مقومات الحياة ....وكلها عنده مقومات الموت ومنطلقات الموت ....من الماء يضرب، من الهواء يضرب، من على التراب يضرب ....والصمود حيّ لا يموت ....والصمود حيّ لا يموت....... قبالة البحر صمود، وتحت السماء صمود وعلى التراب صمود .....!!!!!

    وصياح الديك مع صوت الصواريخ المدمرة، وشعاع الشمس مع غمام الدخان الأسود، وفجر على غزة كل يوم يطلع، وفجر على غزة كل يوم يطلع، وفجر يطلع منها على الأرض كلها، وشمس تبزغ منها على الأرض كلها، وصمود يهتف أنّ هذه أرضي.... ولن أبرح أرضي يا سلاح العدوّ المجنون زد جنونا واقتبس جنونا وكل جنونا واشرب جنونا فأرضي هنا ولن أرحل، وأرضي هنا ولن أنزح....وأرضي هنا وأنا الخلود وأنت الفناء يا أيها المهزوم يا ابن الجنون....

    وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ القَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً

14-01-2009, 04:16 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #104 في: 2013-02-21, 17:12:08 »
على مســـرح الدنيا



    قل يا مجلس الأمن....قولي يا منظمة حقوق الإنسان...أديني!!!
    قولي يا رابطة المحامين العرب....قولي يا محكمة العدل الدولية.... قولي يا قمة عربية!!!!!!!!!....قولي حذار أن تفعلي ففي شرعك القول أقدر الأفعال وأحفظها لماء الوجه...وليت شعري هل مازال لوجهك من قطرة ماء؟؟؟أديني يا قمة عربية أديني فالدنيا مسرحك لتديني ...ولكن حذار من أن تصدمي في جمهور مسرحك، فما عاد يسارع للتصفيق والتصفير ....
    أديني يا قمة عربية يا قمة من أكوام الخذلان والخزي والعار تعتليها رؤوس لا تعرف ندى في جبين ....

    أديني فالدنيا مسرحك ولكن لا تأبهي لعزوف المتفرجين عن التصفيق، ويحي نسيت أن أخبرك لعلّ المسرح يوم تنعقدين يكون خاليا فلا تصدمي يا ابنتي الحنونة، يا ابنتي النشيطة يا وجوها عابسة حزينة على ما يحدث بغزة فلسطين .... عفوا نسيت أن الوجوه الملتقية يعلوها من السعادة باللقاء ما ينسيها هول ضربات الجوبرماء !!!

    ويحي من مخاطِبة تتحرى الأدب واللياقة واللباقة ولكنها كثيرا ما تخطئ فلا تنفك معتذرة طالبة عفو السادة الرؤساء .....!!!
    مجلس الأمن يشجب ويدين ويقرر ......!!!!!!!!!!!

    آه أنت أيضا ممثل بارع نسيت أن أهديك أسمى آيات الإعجاب بإتقان الدور وبأنك من فرط ذكائك استغنيت عن الكواليس وصرت على المباشر تقدم ما يُملَى عليك كما يليق لعظيم سلطان السلطان وجلال قدر الإبن المدلّل، ما عدتَ بحاجة لدورات تدريب أو للوحة الأكشن تعلن عن بدء أداء الدور البطولي مرة تلو مرة حتى يرفل في أحسن حلة..............

    ولكنّ أم الإدانة تصوت على ألا تصوت !!!.... لا تحزن يا مجلس الأمن يا بريئ يا إنساني القلب والوجدان، يا سِلميّ المواقف والأقوال والأفعال !!!!....

    لا تحزن يا بريئ فقد أديت ما عليك أمام جماهير المسرح وفزت بالتقدير والعرفان من سلطانك الأعظم ومن مدلّلك الآمر ولأجل عيونه الشيطانية تهون دموع الأطفال والأبرياء ....!!!!!!!!!!!!!

    لا تثريب عليك يا ساهرا على حقوق الإنسان، وعلى السلام ...لا تثريب عليك فالبرد قارص ومكيفات المجلس لا تكفي للتدفئة الكافية وأنت في عزّ البرد نددت وشجبت وقررت .....................!!

    معذرة لا تترك سلطانك يغدو ويروح على كرسي المجلس تُقعده وتقيمه، أما لك من حسّ ولا إيتيكيت ولا أدب تعامل مع السلاطين أولي النعمة؟؟؟!!!، ينهمكون في الدعم والشحن والإمداد والمدّ والتأييد لأوامر الإبن المدلّل وطلباته ورغباته في سحق شعب وفي تعويض يابسة وماء الإسلام على الخريطة ببحر جديد اسمه بحر الإسلام الأحمر ....
    إنهم يخططون لإيجاد بحر أحمر على الخريطة وأنت يا مجلس تهوّن من الشأن وتطلبه ليجلس ويقوم؟؟؟ ، سيدك المصوت بصوت حقيقة معناك يا مجلس السأم ...عفوا أعود لأخطائي يا مجلس الأمـــــــــــــن والسلااااااام .....

    عفوا تحمّل هرطقاتي ....فشريعتك تقبل البِدع أحيانا ....وهذه بدع من عندي عساها تعدّ ضمن شلالات بدعك المقبولة هرطقة مهذبة تليق بعظيم سلطان سلطانك ....ولو أنني أعلم أنّ هرطقاتك أكثر لباقة من هرطقاتي ومسمياتها أكثر ملاءمة وسحرا من سحر مسمياتي ....والسمّ في عسلها من ألذّ ما تكون السموم ....!!!!

    آخ يا مجلس يا أمن يا سلام ....خيبتَ ظني فيك ....الجمع ملتحم متحد في اثنين وباثنين وكلمته الفصل والقطع والجزم والحزم وأنت تقيم الدنيا وتقعدها على حرق النساء والولدان؟؟؟؟!!!، تقيمها وتقعدها على صمت مكيفات الهواء عربيةِ الصنع والموطن على محرقة الإنسان ....!!!
    وتقولون العرب لا يخترعون !!!....أفّ لك يا مجلس ...أف لك يا غرب... العرب يخترعون ويصنعون لكم أهم ما تحتاجون.... سلاحا أمضى من كل سلاح وجهازا أدق من كل جهاز وآلة أعظم من كل آلة اسمها الصمت وتقولون العرب لا يخترعون ....آخ يا مجلس كم أنت كنود !!!.....كم أنت جحود يا غرب... يا سلطان....يا ابنه المدلّل ....كم أنت ظلوم .........!!!!


    قل يا سيادة المجلس يا رعيّ الأمن والسلام في العالم فالناس لطالما صدقوا المسميات.... ولطالما اتخذتم المسميات قناعا تقنعون به البسطاء وتقنعون به العالم ....ولكن معذرة يا سيادة المجلس فالبسطاء لم يعودوا بسطاء ، فعليك من هنا فصاعدا اقتباس مسميات أكثر وقعا والبحث عن مسميات أكثر تأثيرا في نفوس البسطاء المتقدمين خطوات نحو الخطر ....فكل من خرج من دائرة البساطة إلى دائرة الوعي شكل لكم خطرا محدقا تهرعون لنعته بالإرهاب ............

    خوفي عليك يا مجلس وحزني عليك أن يأتي اليوم الذي تنعت فيه العالم بأسره بالإرهاب لئلا يغضب السلطان وابنه المدلّل، فالعالم بأسره على شفا حفرة من الوعي القاتل الموصِم أصحابه بالإرهاب ....!!!!
    لا عليك يا حنون لا عليك يا ساهرا على العيون يا فاديا بالروح والدم ذلك المدلّل المجنون
    عفوا يا سيدي فقد عدت لأخطائي.... ذاك المدلّل الحنون ....عجبا لحالي أنعت من فاق حنانه الحدود حتى أغلق على أهل غزة كل الحدود وقذف الصغير والكبير بقنابل الموت والدمار يقفز فرحا كلما طالت قنابله أعمق أعماق العمق الجسديّ في طفل أو أم بل كلما طارت الأطراف أشلاء وكأنها الدمى بين يديه، وأي دمى؟؟؟ دمى مقيتة يرمي بأطرافها يمنة ويسرة وذلك عنده مبلغ الفرح والحبور.... عفوا تطاولت على الحنون ....!!!!!

    يا مجلس اجلس وتربع على عرش العالم باسم السلام،فأنت لا تلام.... كن غطاء، كن رداء، كن سترا ووجاء لسلطانك وكن له خادما مطيعا منيبا أوابا فلا عاش مجلس لم يخدم عيون السلطان وبؤبؤها المدلّل...................

    يا قمة الأكوام ...يا قمة الأوهام، يا قمة الخذلان ...يا قمة السراب ....ارتفعي ...انعقدي ....انعقدي متى أتت ألسنة النار على آخر بقايا الغثاء الأحوى...هبي هبة من هباتك واجعلي يوم اللقاء يوم ينتهي المدلّل من لعبته وليت شعري لقاء ليكتب على الورق اللقاء ....

    سلم عليه يا أخاه سلم فمنذ متى لم تلتقيا، سلم ووقع حضورك قمة الرؤوس....
    اضحك، اغرق في بحور الضحك من نكتة ظريفة لطيفة يحوم طيفها على رؤوس الشهداء .....
    وغلّقوا على الصحافة أبواب القاعة في اجتماعكم المغلق لئلا تفاجؤوا بحذاء بين الأحذية الشماء ....
    اخرج وقد سجلت الحضور، اخرج ودقق بأدق نظارة تخبئها بجيبك أن اسمك مكتوب ..............!!!!
    وامر كاتبك أن ترقن آلته توصيات القمة وقرارات القمة ....واحذر....احذر وحاذر أن يكون فيها ما قد يغضب المدلّل ، فغضبه عليك عسير ، وما عدا غضبه يلمّ بك لا تبالِ...احذر وكن كعادتك ذكيا ....!!!

    واجعل كاميرات الشاشات تنقل لشعبك خطواتك نحو طائرة القمة، وخطواتك نحو قاعة الاجتماع الفاخرة البهيّة...ودعها ومرها تنقل لشعبك البسيط صورتك تجلس على كرسي من كراسيها الفاخرة البهية، وارسم بعض ملامح الحزن بين ثنايا فرحك المعتاد بالكراسي ذوات الرفعة والهيبة والأمروالنهي !!!....تجلس عليه يخالك الرائي ممددا على سرير وليت شعري من تعود النوم لم يحسن غير أوضاع النوم بين اتكاءة ونومة وغطيط وشخير...

    ارسم شيئا من الحزن يا هذا .....فشعبك البسيط العاطفي الطيب الثائر في الشوارع ...الباكي في الشوارع ...الغاضب عليك وعلى موقفك من محرقة غزة يتفرج ...دع كاميرات الشاشات تسجل ما يطفئ شيئا من ثورة شعبك الثائر على نومك وعلى خذلانك بينما أطفال غزة ونساء غزة يستشهدون ....كن كعادتك ذكيا فالشعب العاطفي الملتهبة عواطفه الغبية سرعان ما يهدأ إذا ما رسمت لهم رسما يعشقونه من رسومات البطولة .....!!!كن كعادتك ذكيا ووقع على التوصيات واحذر أن تتعدى التنديد، وإن تعدت فإنما هو الوعيد والتهديد بالورق لا بالحديد ....!!!!!!!!!

    وعد من القمة مطمئن البال، مرتااااااح الضمير ...........
    ولكن ....آخ ولكن........ لا يفوتني يا سيدي المحترم أن أسجل لك التحذير أنت أيضا ....!!
    حذار....حذار ولا تُصدم إن اكتشفت أن شعبك الطيب البسيط العاطفي الغبي قد تقدم خطوة نحو حفرة الوعي والذكاء والفطنة ، فقد تخِم من أساليب المهادنة والهدهدة والتواءات صراعك من أجل البقاء تلقمه لقمة تكفيك عناء الكلام أو السؤال والبحث عن الحقيقة ...!!!!
    احذر من شعبك فقريبا أنت أيضا توصِم كل أفراده بالإرهاب ....!!!

    نددوا ....أدينوا .....اشجبوا ..................قرروا .....قرروا .....
    جميعكم في مسرح الدنيا سواء ....جميعكم تلبسون القناع ، وتتخذون المسمّيات ملهيات تَلَهّون بها وترقصون بعصيّها رقصة الذئب الحامي ....
    نددوا أدينوا ..... مثلوا كما يحلو لكم التمثيل ........ابرعوا .... فالمدلّل لا ينصت لأمثالكم ولا لأشباهكم ....إنما هو مدلّلكم جميعا ومتى حلا له رمي اللعبة من بين يديه رماها ....هراء أن يلعب الجاني دور المقتصّ ......وهراء أن يظنّ الذكي دوام الحال وأنّ المحال انقلاب أغبياء عينه أذكياء .........!!!!

16-01-2009, 02:06 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #105 في: 2013-02-21, 17:14:05 »
ترى هل سنقوى على العهد ؟؟؟

 هل ما بعد غزة هو ما قبل غزة في قلب كل واحد منا؟؟
أليست ضربة غزة صفعة لكل واهم تذهب به الأمانيّ كل مذهب أنّ نجم الإسلام إلى أفول وأنّ المسلمين إلى زوال ؟؟؟
أليست وخزة من وخزات إبر الأمل والقوة تضخّ دماء الحياة من جديد في قلب كل حزين متململ على الحال، وإن كابر وعاند كل واقع وكل مرارة واستمر بالعمل متسلحا بالإيمان واليقين في وعد رب العالمين ....؟؟؟
ترى هل سننسى ؟؟؟ أم أننا سنضمّ صوت العزم فينا إلى صوت كل طفل غزاوي ينمو مع نموّ أطرافه ونمو جسمه وعيــُـه الذي أنضجته نيران غزة يحرسه ألا يحترق، ويحرسه أن يظلّ ناضجا لا يتسنّه ....
ترى هل سنعدّ الأيام على وقع الدقائق الخالية من صوت القضية أم سنعدّها على وقع دقائق وثواني مشبعة بصوت القضية ؟؟؟
ترى هل سنطوي السجل؟؟ أم سنفتح سجلا آخر نكتب عليه ما علينا فعله للقضية وما علينا عيشه للقضية ؟؟؟
ترى هل سنغفل مرة أخرى عن أن فلسطين وأن الأقصى وأن رجال فلسطين الأحرار هم رمز العودة وبرهان الوعد ؟؟ وأنّ علينا أن نظهر على الحق معهم لنحشر في زمرتهم، أم سنبقي في آذاننا لاقطات تلتقط كلمات من يمني نفسه اللاهية الغافلة التي لا تفعل أنّ تحرر فلسطين علامة من علامات القيامة .... !!!!


ترى هل سنبقى على وعد دموعنا التي سكبت مع أطفال غزة الرجال الأحرار الذين يروون الحقائق والوقائع الأمر من المرارة وإصرارُهم وصبرُهم وصمودُهم عنوان لحياتهم المقبلة ولبذرة الجهاد قد ألقيت فيهم فزادوا عددا لعدد المجاهدين الأشاوس الأحرار الذين تحلم إسرائيل أن ينتهي عهدهم بانتهاء ذخيرة السلاح عندهم ........


ترى هل سنعِد ؟؟؟ هل سنقوى على العهد ؟؟؟ هل سنعمل على العهد ؟؟؟ هل سنوفي ؟؟؟؟

27-01-2009, 04:33 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #106 في: 2013-02-21, 17:14:25 »
وما بعد غــــــــــزة؟؟؟!!!!



    بعد ما حدث في غزة يجد المرء نفسه متأملا بحق وهو يرى الأمور أمام عينيه تحدث من غير احتساب منه، فهذه قوة عاتية تقتحم وتهاجم وتعتدي بكل ما أوتيت من قوة، تحشد الجيش الجرار المدرّع كل فرد منه بدروع لا تكاد تراه بها إنسانا، مسلحا بأسلحة يدوية مختلفة، متوقيا من أدنى ضربة، كل ذلك في ميزان المادة مال يصرف على كل واحد منهم.... بطائراته الموجهة الخالية من الطيارين وكأنها لعبة الأطفال التي تُأمر وتُنهى بجهاز تحكم فتراها تغدو وتروح ....
    بقنابلهم ، بصواريخهم بأسلحتهم الكيميائية المحظورة التي تعمدوا استخدامها وهم اليوم يقولون بعدما خشوا تكالب العالم عليهم يتنادى بمحاكمتهم، يدعون أن جيشهم قد وقع بأخطاء وأنهم سيفتحون تحقيقات مع أفراده بشأن ما أخطؤوا ....

    حصار بري، حصار بحري...، قنابل تقذف من كل جانب على العزّل....وهم يتنططون ويقفزون فرحا وسعادة كلما قتلوا وذبحوا وتناثر الإنسان من فعلهم أشلاء تعد بالعشرات فلا يكاد يعرف رأس هذا من رجل ذاك ....
    تهدم البيوت، تسوّى بالأرض .... تسحق تحتها أفراد العائلة برمتها ..... تحترق الأجساد ، وتتفحم، حتى أن أحد المسعفين يروي أشنع ما عايشوه أيام الضربات، فيقول أنهم التقفوا جثامين أم وأبنائها الثلاثة مفحّمة تماما يضعونها على الحمالة فإذا بالحمالة بعد حين تحترق من فعل الجثامين المفحمة ....

    قادة حركة حماس يُترصّد لهم، فهذا عميل يرشدهم إلى أمكنتهم، وهذه طائراتهم تحدد معالم أمكنتهم بالملمتر لتضربهم ضربة يسهرون لها الليالي ذوات الطرب والنشوة باصطيادهم قائدا كان يقضّ مضجعهم ....
    ومن وحشية إلى وحشية أكبر ومن حيوانية إلى حيوانية أكبر ، ومن جنون إلى جنون أعظم ....
    هكذا كانت مجريات المسلسل المرير الذي عاشه إخواننا في غزة العزة ....

    وهذه طلعات الدول علينا، وهذه المفاجآت، وهذه غير المتوقعات التي لم يكن المرء يحسب لها حسابا ولا يتوقع أن تحدث يوما تأتينا في حلة نكاد نكذبها ولا نصدقها أحيانا كثيرة من فرط إيغال زمنها بعدا عنا ومن فرط يأسنا من حدوثها ....
    هذا زعيم تركيا تفور الدماء الإسلامية العثمانية فيه، وتفور الكبرياء والعزة التليدة فيه فتورّد وجهه لتعطي قدميه الأمر بالوقوف من جلسة تجمعه بقاتل الأطفال والنساء المتباهي بجرائمه المتباكي الذي ما يزال يتشبث بمنطق إسرائيل المظلومة المضطهدة الذي كان دَيدَنهم على الأرض ولشعوب الأرض منذ غابر الأزمنة، وهرتزل صاحب كتاب الدولة اليهودية وفكرة إقامة أرض للشعب اليهودي يبرئ من أعوام ساحقة ساحة اليهود ويضعهم بدائرة المضطهدين الذين لم يجدوا متنفّسا بين الشعوب التي انتشروا بأراضيهم ضاربا كل تجرؤاتهم على أولئك وعلى أموالهم وتلاعباتهم بأموالهم وحبّ الصعود على حسابهم بأقنعة التباكي والتلبس بثوب الضحية

    وهؤلاء زعماء العرب أقصى ما وجدوا من حيلة وأقصى ما انتابهم من تأنيب الضمير أن أعلنوا قمة عربية طارئة أقوالها أكثر من أفعالها ....
    وهؤلاء زعماء أخر يطلون علينا بوجوههم الحقيقية التي سقط عنها القناع وهي تشارك راغمة في حصار غزة وفي قتل نسائها وأبنائها جوعا بحجة وجوب إقحام السلطة الفلسطينية الشرعية في الأمر لفتح المعابر لا لشيء إلا لإقحام المجرمين المتوارين أيام مذبحة غزة الملوّحين اليوم برايات عارهم تُسمع أصواتهم بعد انتهاء المذبحة ....

    وهؤلاء زعماء لا يمتون للعروبة ولا للإسلام بصلة يتحرك فيهم مارد الإنسانية فيعلنونها صارخة صادحة قوية "لا لإسرائيل المجرمة" ويطردون سفيرها من أراضيهم ذليلا مهانا غير مرغوب فيه بل ويتمادون ويصرون وهم يفتخرون بهذا الطرد ويعتزون بقائدهم الذي طرد المجرمين من أرضهم ....

    وهذه السلطة الفلسطينية الزائفة الكاذبة التي تتخذ لها المسميات الكبيرة ذات الدلالات العظيمة، وتتوارى وتختفي وتهرب وتلوذ بالفرار أيام القتل والتدمير والتنكيل، ربما لانهماكها في العمل على إلهاب نار غزة وتقوية ألسنتها بضمور ألسنتهم وعمل موت الضمائر بأنفسهم الميتة التواقة لدولارات معدودة ....

    انفجار العالم وصراخه وبكاء البشر في كل مكان مع بكاء أطفال غزة وعلى شهداء غزة، وعلى الهجمة المسعورة التي شنت على الأحرار العزّل .... انفجار الأرض بشكل لم تعهده الأرض لأسابيع متوالية ولو وجدوا أدنى حيلة تنقلهم من بقعتهم إلى غزة لما توانوا ولما تأخروا ينهشون أطراف المعتدين بأنيابهم نهش الحَمَل المنتقم من الذئب وإنّ الحمل ليتذأب منتقما ويصبح أكثر شراسة من عدوه

    اسم حماس الذي رددته كل اللغات ومن ثمة عرفوا ما هي حماس وماذا تحمل حماس وماذا تريد حماس وما شعار حماس .... تعالى شعارها بكلمة التوحيد في كل مكان وكانت كلمة الله هي العليا على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى، رضي من رضي وسخط من سخط ، فرح من فرح واغتاظ من اغتاظ ....
    عرفوا شعار التوحيد وكلمة التوحيد التي عمل العاملون الدائبون على تكميم أفواه قائليها، على إذلال محبيها، على قتل مردديها ....والله يريد وهم يريدون ولم يكن إلا ما أراد سبحانه ....

    ونحن من هنا من أمكنتنا ....كل منا بما استطاع وبما ملك من قوة عمل بأضعف إيمانه مع القضية، عاش بأضعف إيمانه الذي ملكه مع إخوانه هناك ولو كان بمَلكه لطار إليهم طيران قلبه الخافق لهم وبهم الذي أرسله إليهم يمسح على مدامعهم ويستسمح ....

    كل واحد منا جالس ويتفرج وهذا الحدث يأتيه بصورة من هنا، وذاك الحدث يقفز إليه بصورة من هناك، وهذا التصريح يبلغه من هنا وذاك التصريح يبلغه من هناك، وهكذا عشنا أياما تفرجنا فيها على مشيئة الله سبحانه وعلى إرادته وعلى حكمته وعلى فعل إرادته في تلك البقعة الصغيرة من الأرض ....

    نتفرج فيها على ما يحدث لنا جميعا في واقع الأمر ولا يحدث لإخواننا هناك وحدهم، لأن الذي أصاب غزة إنما أصابنا جميعا وألمّ بنا جميعا ومخطئ كل الخطأ من ظن نفسه بمعزل عما جرى، وإنما العالم تتحرك أوصاله كلها بحركة طرف منه...وهكذا أمريكا وإسرائيل وأوروبا يقدّرون حركة طرف من أطراف العالم، يرون كل طرف يتحرك وكل جزء يتحرك محركا لهم لأنهم أمم شبوا عن الطوق ويقرؤون العالم بحروف أبجديات أوطانهم ولغات أوطانهم فيحرسون بلدانهم من كل متحرك في العالم بأسره و يخافون على أوطانهم من كل متحرك في العالم بأسره، وهم أمم شبوا عن الطّوق فهم يطمحون لأن يسودوا العالم كله بما ملكوا من معطيات السيادة الواقعية بين أياديهم ....فلا يغفلون متحركا واحدا
    أما نحن ففي ظل غفلتنا وفي ظل ضعفنا وفي ظل انهزاميتنا وفي ظل تمكّن حرب الهزيمة من أنفسنا وفي ظل شعورنا الملازم بالدونية فإننا بالكاد ننظر لأطرافنا إن بقي ثمة أطراف لنا حرة نستأسد للذّود عنها ....
    في ظلّ كل هذا فإنّ يقينا بداخلنا لا يتسلل لواذا ولا يهرب منا قيد أنملة، ونسأل الله الثبات عليه يملي علينا صوته العالي بأنّ الله متم نوره ولو كره الكافرون، يملي علينا أن الإسلام سائد وأنه سيد الأرض يوما لا محالة ...وإننا نرى العلامات من خلف كل الضباب العارم ومن خلف كل السواد المتعالي من أدخنة الضربات ، نرى علامات التمكين من فئة قليلة... قليلة لا تكاد تعدّ أمام قوى العالم المتبخترة في دَوسها على كل قيم الإنسانية إلا من قيمتها ومكانتها هي من منطق حضارتهم المادية التي بني صرحها على المادة وعلى منطق القوة في السلاح وفي المال فلم تُبقِ من الأخلاقيات والإنسانية شيئا ولم تذر لها موقعا وإلا لوجدت نفسها إلى اندحار وإلى سقوط وإلى ضعف لأنها حضارات قامت على المادة وتلاشت الروح في غيابَاتها ....

    وعودا لهذه الفئة القليلة التي تجابهها، وهي تعلم أنها أقوى منها في منطق السلاح وأقوى منها في منطق الاقتصاد والمال وأقوى منها في ميزان المادة، ومع وَكيد علمها بكل هذا فهي تتقدم ولا تأبه، فإن حازت النصر فهو حسنى وإن حازت الشهادة فهي حسنى وفي الحالتين رضى وفرح وسرور لا تريد غير الله غاية ولا ترى في غير رسول الله قدوة وكمالا ولا ترى في غير سبيل الجهاد والمقاومة والصدّ سبيلا لاسترداد حقها المسلوب، وأنّ ما سلب بالقوة لا يعود إلا بالقوة وأن البادي أظلم ....

    ونحن نتفرج على هؤلاء من بعيد تعود لنا تلك الصفحات المشرقة التي قرأناها بالكتب، وسالت بنات أعيننا من أوجه البطولات فيها والعزة المتوجة بالإيمان واليقين الذي لا يتزحزح في صدق الرسالة وصدق المبعوث بها وصدق وعد الله سبحانه لعباده المؤمنين ....

    ونحن نتفرج عادت تلك الأخيلة النورانية إلى مخيلاتنا وإلى أذهاننا ...وصرنا نراها متمثلة في قصص على أرض غزة العزة وفي إباء شعب غزة، في رجالهم المؤمنين الصامدين وفي نسائهم العزيزات المحتسبات الصابرات، وفي أطفالهم الذي رضعوا حليب العزة والرجولة قبل حليب الأمهات ....

    ونحن نتفرج عليهم تمنينا لو أننا كنا منهم، أو كنا بينهم أو لاقينا ما لاقَوا وتحملنا ما تحملوا، وأن رددنا الشهادتين، واحتسبنا كما احتسبوا وصبرنا كما صبروا ،وما جزعنا كما لم يجزعوا وما عجزنا كما لم يعجزوا .... وأنّنا لا قينا نصبا مما لاقوا نحتسب به الأجر عند الله ، ونحن نراهم رغم كل هول ورغم كل مصيبة يملؤون رصيد الحسنات ويثقلون موازينهم ليوم اللقاء برب العزة، كمن يخبئ من عذابات روحه لفرح روحه يوم لا يعرف موتا ولا سقما ولا نصبا ولا وصبا ...فنراهم وهم المختارون المتخَذون من الله سبحانه شهداء أو مجاهدين بصبرهم وباحتسابهم وبعملهم وبشدّ بعضهم لبعض كالبنيان المرصوص ....يراهم الواحد منا وهو يحسدهم على ما هم فيه من نعيم، نعيم يعطيهم وزن الحياة ومعنى الحياة ومعنى الرنوّ لهدف من أسمى أهداف الوجود... الوجود بعزة والوجود بكبرياء أو الفناء ....

    يراهم المرء وهو يحسدهم ويتمنى لو حمل معهم شيئا مما حملوا فالموازين والأرصدة عند رب العزة تعمل وهم على أرض العزة غزة ....
    من مات منهم شهيدا فقد التحق برضوان الله سبحانه حي يرزق عند ربه...
    وتلك الأشلاء منهم وتلك الجثامين المحترقة منهم، كلها نراها فتُبكينا وتحرقنا ولكنّهم عند الله مكتملون كاملون منعّمون يتمنون أقصى ما يتمنون من رب العالمين أن يعيدهم للدنيا ليذوقوا حلاوة الشهادة في سبيله مرات أخرى ...
    يحسدهم المرء وهم يبوؤون بربح عظيم تغفر لهم الذنوب جميعا ويرتقون إلى أعلى عليين يشفعون للعدد من أهليهم، فهم المختارون المتخَّذون شهداء ، وهم المستخدمون لنصرة هذا الدين ولإعلاء كلمته، فيخشى الواحد منا ما يخشاه ألا يكون من المستخدَمين وأن يكون أبعد من أن تناله رحمة الله باستخدامه للنصرة والتمكين .
    كلها كانت علامات بينات على وعد الله سبحانه بأنّ هذا الدين سائد رغم كل الذي حشد لإسقاطه وإذلال أهله وتمكين الهزيمة من أنفسهم وتمكين الضعف من حالهم وتيئيسهم من إمكانية العزة والسموّ والسيادة.

    وكأننا نتفرج على حلقة من حلقات مسلسل النصر والعزة والعودة ...وكأننا نتفرج على مجريات تحقق الوعد ...ولكنّ الخوف يتملكنا من أن نكون المهمّشين في هذا المسلسل، المحالين على القعود....
    هذا –برأيي- هو الدرس الذي علينا استخلاصه من واقعة غزة ومن أحداث غزة التي تكالبت على أعيننا يريد الله أن يعلمنا بها ... أنَ الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر قد لاح، وأنّ علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم.
    فلو أراد الله في لمح البصر أن يهلك اليهود ويدمرهم ويدحرهم ويسحقهم دون قطرة دم من المسلمين تهدر لفعل سبحانه ولكنه ترك لأعيننا أن ترى فعل عبده في الأرض واتخاذه الأسباب وترك لأعيننا أن ترى الدم ثمنا للحرية والنصر والعزة، وأنّ تذلل المسلمين بين أيادي العباد بدل رب العباد وارتضاء العزة فيما سوى الإسلام أكبر مذلة وأن النصر من عند الله سبحانه لعباده الذين ينصرون دينه وأن الذل والمهانة لكل من اتخذ من الكافرين أولياء دون المؤمنين .

    والسؤال الدرس : كيف علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم لئلا نبقى دوما في عداد النائمين ولا في عداد المتفرجين .؟؟؟



02-02-2009, 05:18 AM
« آخر تحرير: 2013-02-22, 09:57:03 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #107 في: 2013-02-22, 10:04:07 »
تأملات في أسباب النصر
    بالأمس تأملت صفحتين اثنتين من سورة البقرة،وهما اللتين وردت بهما قصة طالوت وجالوت ،فخرجت من تأملي وقد مررت في السياق القرآني للقصة بمحطات تصفية ثلاث
    في عجالة أذكر أصل القصة ....ذلك أن قوما من بني إسرائيل بعد سيدنا موسى مع واحد من الأنبياء الكثر الذين أنزلوا عليهم طلبوا من نبيهم أن يسأل الله سبحانه أن يعيّن لهم ملكا يكون قائدهم للقتال في سبيل الله ....ولنتأمل جيدا عبارتهم الحرفية في سبيل الله وذلك يقينا منهم أنهم إنما يريدون القتال في سبيله من أثر إيمانهم وتصديقهم فسألهم نبيهم عندها مباشرة أنه إن كتب عليهم القتال ربما لن يقاتلوا وذلك من وحي حكمته وتمام عقله بأن الكلام أيسر بكثير من الفعل عندما يجدّ الجدّ فأجابوه من توّهم أن كيف لا يقاتلون وقد أخرجوا من ديارهم وأبنائهم
    هنا لنتأمل أنهم قوم متيقنون أنهم على حق وأن لهم كل الحق في الذود عن حقهم بعدما سلبت أراضيهم وسبي أبناؤهم
    فلما كتب عليهم القتال إذا بهم يتولون...ولنتأمل الفرق بين الموقف القولي والموقف الفعلي ، وأن نبوءة النبي بسؤاله قد تحققت وخاصة بني إسرائيل الذين عرفوا عبر التاريخ بنقضهم لكل عهد، وهذا الحال لا يخصهم وحدهم وإنما يخص كل أمة لا تقدّر مواقفها الحقيقية إلا بقدر إقدامها على الفعل وليس بمجرد التشدق القولي...

    تولوا إلا قليلا منهم وهذه محطة التصفية الأولى التي وقفتُ عندها فالعدد الذي كان قد تناقص وانتهى إلى عدد الصادقين المقبلين على الفعل...
    ثم يخبرهم نبيهم أن الله قد بعث لهم طالوت ملكا فإذا بهم يحاجون كعادة اليهود في المحاججة...ولكم أن تتذكروا معي هنا قصة البقرة إذ أمرهم الله بذبح بقرة بلا ألف ولام التعريف فإذا بهم يسألون ويمعنون في السؤال حتى شقوا على أنفسهم فشق الله عليهم ...يحاجون في اختيار الله لهم....

    ثم وبعدما يرسل لهم الله التابوت آية تحمله الملائكة وبعد تصديقهم واطمئنانهم لهذه الآية العينية يقبلون مع طالوت مقاتلين فيأتي دور محطة التصفية الثانية ها هنا وهي مع قصة النهر الذي ابتلاهم الله به فيخبرهم ملكهم أنه من شرب منه لن يكون معه ولن يتبعه وأن من لم يشرب فسيتم معه المسير إلى القتال في سبيل الله بعدما يكون قد اختبر في صدقه وإقدامه على الله تعالى باختبار شهوة نفسه وهم في أشد حالات الظمأ ولنتأمل كيف أنه سبحانه لا يسد كل منافذ الرحمة على طبيعة البشر وإنما يقول سبحانه إلا من اغترف غرفة بيده وهذه الغرفة يعني بها شربة تذهب حرارة الظمأ المستعرة ولا يراد بها أن يغرق الشارب بالماء فيشرب حتى يرتوي .....فيأتي قوله سبحانه "فشربوا منه إلا قليلا منهم" وبالعبارات القرآنية نفسها وبذات الاستثناء "إلا قليلا منهم" هم الذين نجحوا بالاختبار فكانوا في زمرة المؤمنين الصادقين المختبرين في صدقهم باختبار صعب ها نحن أمام تناقص جديد في عدد المؤمنين المكملين المسير معه.....

    أراه وكأنما هو الغربال الذي يطرح الزائد الذي لا معنى له ويبقي على الأصلح بين الأصلح ....فلما جاوز طالوت النهر هو والذين آمنوا معه بعبارة "هو والذين آمنوا معه " وكأن درجة الإيمان قد استحقت لهم بعد هذين الاختبارين وهاتين المحطتين ثم في آخر القصة يستعظم الباقون معه ، (الفئة القليلة الباقية معه) يستعظمون جيش جالوت المقبلين عليه فيقولون "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"

    فيأتي في السياق قوله سبحانه
    "فقال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"
    لنتأمل وصفه سبحانه الجديد للفئة الصادحة بهذه الحكمة وهذا اليقين
    وصفهم بالذين يظنون أنهم ملاقو الله وهنا الظن ليس بمعنى الظن وإنما هو بمعنى اليقين. يعني هذه محطة التصفية الأخيرة

    حيث نطق الذين يتيقنون من لقاء الله ومن وعد الله بالنصر للذين على حق وأنه مع صبرهم وإن كانوا قلة

    من هذه القصة ألا نستنتج أن الفئة القليلة الصادقة المختارة من فعل صدقها وتصديقها وإقبالها الفعلي لا القولي وتحملها للشدائد كلها وصبرها على كل عائق وكل شدة هي التي يكون وزن الواحد منها بوزن العشرات أو المئات ، وأن نصر الله للأمة برمتها قد يأتي على يد هذه القلة الصادقة؟؟ هذه الفئة القليلة المختبرة في صدق إيمانها وإقبالها على الله ؟؟؟

    ولكم أن تتــــــــــــأملوا


04-02-2009, 05:31 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #108 في: 2013-02-22, 10:07:16 »
أقوى من الاستحمار

كان للإخوان المسلمين في مصر دور لا تنكره صفحات التاريخ المشرق مع قضية فلسطين، وكان جهادهم على أرض فلسطين مشهودا له، واختلطت دماؤهم بدماء الفلسطينيين زكية طاهرة لا تضِنّ على أرض المحشر وأولى القبلتين بطيبها

وفي حادثة من الحوادث التاريخية الناصعة التي كان هدفها تحسيس المصريين بقرب القضية منهم وبملامستها شغاف قلوبهم وأنهم العرب المسلمون الذين تحرك فلسطين في قلوبهم إيمانهم وتستنهض فيهم هبّة الأخوة ، اجتهد الإخوان في توزيع كتاب "النار والدمار في فلسطين" يميط اللثام عن جرائم الإنجليز في فلسطين وفي الفلسطينيين وفي مقداستهم حتى عمّ القاهرة وأنحاء الأقاليم في أقٌل من ثلاثة أيام فاستشاط البرلمان البريطاني والصحف البريطانية غضبا من هذا النشاط المعاكس المضادّ، وداهمت الشرطة المركز العام للإخوان في مصر، وفتشته لتحصل على القليل المتبقي من نسخ الكتاب وهو ما قدر بحوالي سبعمائة وخمسين نسخة، وسأل رئيس القوة المداهمة عن صاحب هذه الكتب فأجاب الإمام البنا رحمه الله : أنا صاحبها .

ودخلوا به غرفة الحرفـَــين سين/جيم

س: هل أنت صاحب هذه الكتب ؟
ج: نعم أنا صاحبها.
س:ألا تعلم أن هذه الكتب تهاجم السلطات وتثير الشعب ضد دولة صديقة وحليفة بحكم المعاهدة؟
ج: أعلم ذلك وقد قصدت مهاجمة هذه السلطات ومهاجمة هذه الدولة الحليفة .
س: ألا تعلم أن القانون يعاقب على هذه الجريمة؟
ج: أعلم وأنا لا أمانع في إحالتي إلى القضاء لأني معترف بهذه الجريمة ومصر عليها .

وهكذا يكون حرف الجيم عندما لا تغرّ المسميات الرنانة المتخَذة أسماء لا توافق المسمّى وليست له مرادفا ولا يصبح وقعه بوقع زورها وتزييفها ...فلا قانون ولا صداقة ولا حلف ولا أي اسم قالب للموازين يغرّ أو يخيف ما لم يكن الاسم المناسب ،وعندما تعمل العقيدة الصحيحة عملها في النفس المؤمنة القوية فتكون أقوى من كل محاولات الاستحـــمار (بحرف الحاء)

17-02-2009, 05:41 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #109 في: 2013-02-22, 10:08:02 »
من أسرار القلوب...



    لا أعرفها من قبل، ولم ألتقِها بحياتي مرة، ولكنّ من الناس من إذا قابلتهم مرة تناسمت الأرواح قبل بنات الشفاه، وهدهدت نسمات الأرواح القلوب تستوثق من الصورة بين صور القلوب لا بين صور الذاكرة
    كانت بمعية ابنتها تسأل عن محلّ يبيع بعض المستلزمات الخاصة،أرشدتها إلى واحد حذو مكان اللقاء،فأخبرتني وقلبها يرتسم على شفتيها مفترا أنّها تريد الحاجيات لسفرة العمر التي طالما انتظرتها وطالما راودتها حلما يطوف ويطوف ويطوف ولا ينفكّ حلما ورديا مزهرا يروي صدى المشتاق لأن يطوف الجسد يوما مع الروح التي تطوف

    أخبرتني أنها ستذهب للعمرة قريبا بعد أيام، وابنتها المرافقة ترمقها بعينين ذابلتين مُغْرورقتين حينا،تتصنّع التلهي عنها هاربة من وَشي العيون حينا آخر تظنّ أنّ بها عليها قوة ، إلى أن أفشتني المرأة سرّ عيني ابنتها.... إنها المريضة التي ينمّ صوتها الخافت عن قلب ضعيف، ضعيف عليل يعييها، وأبناؤها الذين فقدوا الوالد من عهد قريب يخشون عليها ويخافون فَقدَها في رحلة لن يرافقها فيها أحدهم، إلا أن شوقها، للطواف والسعي والصلاة بأعظم بيوت الله على أرض الله يفوق حاجتها لمرافق وتفكيرها في فائدة المرافق ....
    وكلما أوغلت في الحديث عن تلك البقاع كلما ازدادت ابتسامتها إشراقا وانقلب الوجه الشاحب من فعل الضعف، -وإنّ من الضعف لقوة توهِن القوة وتغلبها على أمرها-انقلب وضّاحا صبوحا ....
    ويكأنّ شمسا تطلع من الوجوه إذا كانت صورة أخرى لقلوب تنفست هواء السعادة وإن كانت قلوبا ضعيفة عليلة، ألا إنّ علة القلوب في فَقدها لمعنى الفرح بالإيمان ولنفحات الإيمان ولمذاق ثمرات الإيمان النضرة الشهية، أما قلوب مسّها وَهَن المرض ومازالت تنبض بروح الإيمان فلعمري قلوب سليمة صحيحة ندية ....... قلوب وإن خفَتَ النبض ، وإن سكت.... حية تعرف معنى الخلود وتذوق النعيم مقيما ...!!!

    اللهم ارزق قلوبنا صحة الإيمان واليقين ...



03-03-2009, 05:25 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #110 في: 2013-02-22, 10:08:48 »
ثبــــــــــــــتني....


كثيرا ما يحتاج المؤمن إلى شعلات متجددة تنير له الدرب الذي يجنّ عليه ليله في لحظات من ساعات الملل أو الكلل أو الحزن أو الركون إلى هاتف السؤال عن المآل وهاتف السؤال عن الطريق وعن جدواه وعما وراء الظاهر نجاحا كان أو فشلا ، نصرا كان أو خذلانا...
كثيرا ما نحتاج لما يغذي جذوة الإيمان في قلوبنا، نجد عليها الهدى ونتعدى لنؤتي منها غيرنا القبسات النيرات...
وأصل هذه الجذوة غير كل جذوة، فهي إذا ما هدت تعدّت وما ضنّت فآتت غيرها القبَسَ، وفي كلّ لها نور على نور

كثيرا ما نجد في أنفسنا هبوطا وخمولا وتعبا،وحزنا، هي كلها سنن الله في هذه النفس التي خلقت من ضعف، فنغدو كذاك الصبيّ الذي لا يألو جهدا إشارة أو بكاء أو إيماء أو تخبطا يبحث عما يسدّ رمقه أو يروي ظمأه وقد بلغ به الجوع أو الظمأ كل مبلغ ...

نهرع نبحث عن الريّ لنفس عطشى،نسعى سعينا بين صفا من هنا ومروة من هناك نستسقي... نستعسر جدبا وقحطا لحق بأرض أنفسنا، فلم نعد نطيق صبرا على شحّ الماء، ولم نعد نقوى على إتمام المسير والقوى إلى خَوَر....

نبحث عن الريّ وعن السقيا علنا نجد عقارا يستطبّ به لعلتنا،... فنفرّ للقرآن نقلّب صفحاته ، نناجيها...
نستجدي الحروف والكلمات والآيات، نحدثها وتحدثنا....
نبحث بين ثنايا الحروف وهي الحروف التي نعرف، غير أنّها صيغت من نور ومن حق ومن عدل فكانت غير الحروف!!!
نعتصر آلامنا بين يدي كلمات الله النورانية... نبثها شكوانا وضعف حالنا كما يبث الحبيب للحبيب سرّه وفي البث وحده دواء قبل الدواء...!

ربما جادت أعيننا رسول قلوبنا المناجية، وقد وجدت في كلماته الحبيبة قطرات نديّة تنزّل على أرض متصدعة متشققة حزنا وكمدا أن لم تلفِ ما يرويها،فانكشف باطنها بعدما أعيا البحث ظاهرها المرتقب المنتظِر....
ربما بلغت الكلمات من قلب صادٍ مبلغ الصيّب أرضا أوشكت أن تلفظ الروح بعدما أمضّها الاستصراخ وأضناها الاستسقاء...

ربما زاد على دمع الفرح بماء الأرض دمع حبّ وشوق ما يفتأ يبدأ حتى يبدأ من جديد وكأنما قصته بداية متجددة في كل حين فلا تعرف نهاية ولا تعرف حدا ولا تخوما، بداية قصة الحياة، وتجدّد الحياة بين يدي طبيب حاذق لا تعجزه علة ولا يقف دون باب طِـــبِّه الشفاء ...

ربما كانت "يا عبادي الذين آمنوا" أو كانت "يا أيها الذين آمنوا" تجتثّ من الأعماق شهقات وزفرات هي للأرض المتصدّعة المتشققة متنَفَّسُ الصُّعَداء ...هي التخلية من الموت والتحلية بالحياة....

تجتث الإماءة بالقلب قبل الرأس قبل الشفاه قبل العين قبل الجسم المنتفض : أي رباه لبيك رباه ....لبيك رباه ... لبيك عبدك بين يديك، لبيك طبيباه، لبيك عالم سري وعلانيتي، لبيك ربّ نفسي ما لكِ نفسي ربّ سواه .....

تطلق الأنفاس المتصاعدة قوية متوثبة متحفزة تلقف النداء وكأنه لها وحدها، وكأنه لها بذاتها : ألا أيتها العليلة إني ربك المنادي، إني طبيبك العليم الحي القريب أعلم حالك فهذا مني لك بدْءا نداء .......

ربما كانت "فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" فنستشعر قرب القريب ونستشعر عظمة المجيب فلا نعدَم إلحاح إلحاحِ الدعاء، ونبث الشكوى والهمّ سراعا تباعا للقريب المحيط علما... الحبيب المجيب الذي ما ردّ لعبد اليدين الممتدّتين يدين خائبتين....

نبكي بين يديه، نسأله العون والقرب والطمأنينة والسكينة ....نستأنس بقرب نافخ الروح من روحه في الجسد، نستأنس بقرب عظيم لا تخفى عليه خافية كما لا يخفى عليه حال .... ونستزيد للعطشى من الزلال مع كل قرب واقتراب ....ومع كل انتفاضة للدمع تهزّ من الروح كل ذرة....

ربما كانت "لا تقنطوا من رحمة الله" لتستدعي دمعا يشد من أزر دمع وتبعث حياة فيما ظُنّ أنه الموات ....
ربما كانت "فاصبر صبرا جميلا" فإذا بالأرض الجرداء تُنبت نخلها وأعنابها ومن كل الثمرات... وإذا الصبر يشتدّ عوده من جديد وتتألق ساقه وتتشبع جذوره من أمر الواحد الأحد بالصبر الجميل...وإذا بداء الجزع الذي ألمَّ بشجره الأخضر يفرّ من الأغصان فرارا لتعود رطيبة وتعاود أوراقَها نضارتُها ،ويعود الندى يبلّل صفحاتها البهية ....

ربما كانت "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فهمت النفس المستطبّة تسأل الإيمان جبالا راسيات راسخات شماء لا يهزّها هزاز ولا يرجّها رجّاج ... تريد الثبات في الدنيا وفي الآخرة ...
وأن يا ربّي ما خوفي ولا جزعي إلا خوف قلة ثباتي،واهتزاز إيماني من فعل ضعفي وضعف حالي ....يا ربي ما لوعتي ولا وَلَهي إلا من قلة زادي واستسراع ميعادي... يا ربي ما ضعفي ولا وهني إلا خوف هوان يوم اللقاء على نفسي ....يا ربي ما حزني ولا وَجعي إلا خوف غضبك ينزل بساحتي مع حسباني حسن صنعِ....
يا ربي ما لهف قلبي إلا على رضاك يقرّ عيني ....
يا ربي ما لهف قلبي إلا على رحمتك تستخدمني قبل يوم اللقاء ...

ولهف قلبي على قلبي يستشعر منك الرضى وبغير غضب بك مني لا أبالي .... فأرسِ الإيمان بالقلب رواسيا شامخات وثبتها مولاي بنفسي أن تميد بنفسي ....!!

وكل خطب وكل هول وكل ما من النوازل قد نزل مالم تكن رباه غاضبا على قلبي بَرَد قد نزل ................


06-03-2009, 11:50 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #111 في: 2013-02-22, 10:10:07 »
عـــــــــــندما .....-1-


عندما تصبح الحياة في أعيننا شجرة نستظل بظلها إلى حين .... ونرى الدنيا بيتا حللنا به ضيوفا ، ولا صاحب للبيت غير موجده وموجد مَن فيه....

عندما نتشوّف لغد نراه قريبا لا بعيدا، ونحنّ ونتشوّق للعودة إلى أول منزل نحن الضيوف ....
عندما نخشى أن يكون زاد راحلتنا قليلا، وماء رحلتنا شحيحا .... ونخشى أن نكون كمن جاء فلم يفعل إلا أن بهت بالبيت وبزينته ، واغترّ بظليل الظلّ فنسي ما عليه ،وما حسب إلا أنه ضيف على صاحب البيت حسن ضيافته وشأنه هو التمدّد والراحة والدَّعة والارتخاء .... وعلى صاحب البيت القيام بأمره كله وعليه هو الأخذ والأخذ بلا أدنى عطاء....

عندما نخشى أن تأخذنا الزينة وتأخذنا الألوان ويأخذنا الأصفر البراق ويأخذنا مِن بني درهم ودينار نقد وأوراق ....
عندما نخشى أن نظنّ بأنفسنا دماثة خلق وخفّة ظلّ وأننا ضيوف كرام خِفاف ظِراف لِطاف نعرف لصاحب البيت حق قدره و نعرف قدر أنفسنا فلا نثقل ولا نستثقل عبء التكاليف والقيام بما نؤمر ونحسن الرباط على حِمى أنفسنا دون دنس أو رجس أو حياد عن درب الهدى والرشاد ....
عندما نخشى أن نظنّ بأنفسنا حسن الصنع وما حقيقتنا إلا ضلال سعي ....

عندما نخشى من قَولة : إنما أوتيته على علم عندي وإن كانت إيماءة بين الإيماءات، أو نأمة بين النأمات، وإن كان الصوت فيها لا صوت وإن كانت بين أطراف موطن السرّ دبيبا لا يكاد يحدث بين جيران جَنبه جلبة ، وإن كان سَرْيا بصفحة ظلماء لا تكاد تعرف من النور ومضة ....

عندما نرى الدنيا كما نرى القارب الذي يقلّنا من شاطئ إلى شاطئ محاذ قريب غير بعيد، نخشى أن يصيب لَوحَه نقب أو تمتدّ له أيدينا بثَقب أو يصيب دُسُرَه صدأ، فنغرق في لجّ بحره ونحسب أنّ أنفاسا مضطربات متململات متقلقلات مشرفات على النفاد تكفينا وتخلدنا وتبقينا بعمق البحر أحياء لا يعرف الموت إلينا سبيلا .... عندما نخشى أن نظنّ بيَبَس النَفَس أخضرا حيا محييا وبعِجاف الأطراف فتلا من عضل لا يُنقض .... !

عندما نرى القارب على وشك الوصول وأنه إلى هناك حيث الشاطئ القريب له مرفأ ...وأنّ الأمواج وإن تلاطمت وتضاربت وتصارعت وأرادت أن تفتّ في عضدنا وتنخر في ساعدنا المحرّك نخر الأرَضَة بالخشب العتيق فإنما هي عبثا تحاول أن تفعل... وأن قاربنا الصغير أقوى من كل قوة تزعمها لنفسها ....

عندما نقلّب الدنيا بين أيدينا فإذا هي في أعيننا لوحة تلوّح بالصدق ورسمها كاذب، وألوان تترا وتصطفّ وتعلو طباقا وهي الزائفة ما أن تُبْصَر فتُرجى فتصبح المنى حتى تمسح على القلب بلون الديجور وهيهات هيهات أن يصنّف الديجور لونا ...

عندما نقلّب الدنيا فإذا هي الساحرة لا تسحر لنا عينا ولا تسترهبنا، وإذا القلب يلقف ما تأفك، ويقول لها ملء شدقيه وغاية عرض مَبسَمه لستُ من تبحثين عنه لفعلك يا غَرور فاعدلي ، لستُ مَنْفَث سمّك يا سموم فولّي ....

عندما نحبها ليس لما في ما فيها ولكن لسلعة تعرض فيها على بعضها ختمها وعلى الآخر ختم الآخرة، فكانت ذات ختم الآخرة مشترانا وكانت هي السوق وهي الثمن الذي دفعنا ....

عندمــــــــــــــــــــــــــا ...................

01-04-2009, 01:46 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #112 في: 2013-02-22, 10:11:01 »
عـــــــــــندما (2).....

عندما يتكالب الكلّ ، وقد احدودبت ظهورهم انكبابا عليها، تكاد أحداقهم تتفجّر براكينا من لهيبها المستعر لهفة ، تكاد أوصالهم تتفرّق وتنفصل ولا بال يلقى لعسر أولعصر أو لكسر يرمقها المكسور في سبيلها بعين الولِه المتذلّل المسترضي المنكسر الذي لا يبالي بشيء من نفسه قربانا لعطيّّتها واستجداء لمرضاتها وفداء لغنجها الآخذ بمفاتح أبواب الألباب...!!
عندما ترى الجموع المصطفّة المتدافعة المحشورة إليها حشر الذباب على قطعة حلوى منظرها المستطاب وعفِن ونكِد منها اللباب...

عندما نرى هذا كرؤيتنا اللاشيء ينكبّ على اللاشيء، كرؤيتنا الفراغ يتشبث بالفراغ ، كرؤيتنا في أنفسنا ما يزيدنا ربئا بأنفسنا عن ظاهر يشدّ الأبصار ولكنّه ينفّر البصائر، يلفت الأعين ولكنه بعين القلب البصير تهافت كل الفعل معه فَوت عنه بلا عناء ولا نصب ....

عندما ننظر من حولنا فإذا من عفّ عن الزحام قلّة لا تكاد تعدّ ولا تكاد ترى بل لم تعد تراها أعين المتهافنتين المتناحرين المتسابقين، وإذا الدنيا على قدر طلبها لهم على قدر تأبيهم عليها،وعلى قدر إلحاحها عليهم على قدر قولهم لها سلاما ....وإذا هم بأعيننا كمثل الطود العظيم الأشمّ البالغ عنان السماء المستغني عما في الأرض الطامع فيما وراء الأرض وبعد الفناء ....وإذا القدسيّة تحيط بهم وترعاهم وإذا العين التي تراهم ترى بنفاذ البصيرة الحق والحقيقة وما تزيغ وما تغوي ....وإذا اللسان يلهج بسعادة الاستغناء والاكتفاء والإباء يا ليت قومي يعلمون يا ليت قومي يعلمون ....

05-04-2009, 06:14 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #113 في: 2013-02-22, 10:12:22 »
عـــــــــــندما (3).....

عندما لا تزحزحُ كلمات هزء أو سخرية أو قهقهات ضحكة تحمل أكبر علامات الوقاحة وتفتقر لأبسط آيات الحياء قيد أنملة من ثباتنا ورسوخ أقدامنا....
عندما نتلفّت من حولنا فإذا المستهزئون بعدد نسمات الهواء وبعدد حبات التراب وإذا القلب ثابت لا تزيده وقاحاتهم إلا معرفة بحقيقة الفانية التي فتحت بوجوههم مصاريع أبواب ريحها الصرصر العاتية فلم يعودوا يفقهون من أبجديات التوق لطوق النجاة الحياة الباقية حرفا ولم يعودوا يفهمون لغتها إلا كما يفهم الأعجميّ لغة لم يلمح لحروفها بحياته لمحة، فيأنس القلب الوحيد بربه ويرى في أنسه العمار .....!!

عندما يرانا أبناء الدنيا غرباء عنهم غربة حجر القمر عن حجر الأرض، غربة كائن قمريّ عن كائن أرضيّ بل أكثر من هذا وذاك ....
عندما نرى أنفسنا الغرباء وكأنّما نزلنا بوجه غير الوجه وبسَمت غير السَمت وبلغة غير اللغة وبشكل غير الشكل فإذا نفورهم منا نفور من لا يعرف ولا يألف ولا يقوى أن يألف ....فلا يَحيك ذلك فينا إلا كما تحيك ألسنة النار في صفحات الماء الجاري، أو كما يفعل الليل الطويل البهيم بخيط الفجر الأبيض الرقيق البادي، أو كما تأتي كتل الجليد وحبات الصقيع على صوت البلبل الصدّاح الشادي...

عندما نرانا في الدنيا وديعة قريبا تردّ إلى صاحبها، فلا نحزن إن تركناها فصاحبنا علينا أحنّ وعلى خيرنا أحرص...
عندما نجول بأبصارنا أطرافها فيرجع البصر هادئا مطمئنا ساكنا يلقي للقلب سرّ البسمة الواثقة فيفشي القلب سرّه أسطرا على جريدة المَبسم العريض فلم يزده تجواله إلا يقينا بحقيقتها ولم يزده كثرة بهرجها إلا زهدا فيها فعلها فينا كفعل الغويّ في من أقسم الهوى ألا يتتبّع له خطى وأقسم هو ألا يلتفت وإن رمق ظلّه يسعى ، فتخبط الدنيا خبط الخائب من خيبة إغرائه فينا ومن خواء جعبة حيلها وأمانيها ضاربة كفا بكف و عشاقها يظنون بها القوة لا تُقهر ....

06-04-2009, 04:04 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #114 في: 2013-02-22, 10:17:06 »
وأخــــــــــيرا...(1)

أبحث في أعينهنّ أول ما أبحث عن نظرة خاصة.... عن رؤية خاصة، عن بريق خاص في أعينهنّ يستجديه شيء في قلبي، يريده شيء في قلبي، يحتاجه شيء في قلبي.....
أبحث أول ما أبحث في أعينهنّ عن عنوان عريض ملء سماء دنياي يكاد زيته يضيئ ولو لم تمسسه نار، نور على نور .... تتزيّن به سمائي فهو لنهارها الشمس والضياء وهو لليلها مصابيح الدجى ترفل بها في حلة متلألئة تخطف الأبصار!! ....

أبحث في أعينهنّ.... فعيني تتبّع دقائق أعينهنّ بلا استحياء،بقوّة.... تسيح وتسبح وتغوص علّها تجد ما عنه تبحث....
أفرح ....بل يغمرني الفرح من رأسي إلى أخمص قدمي كلما وجدت في إحداهنّ  تباشير العنوان تلوّح كلسان الفجر الباسم يأتي على الظلام الحالك يقسم عليه أنّه مولّ مدبر ذاهب مادام ثغر السماء قد افترّ  عن ابتسامة الفجر الحامل رسائل موكب النور القادم ..............

إنها هي ... من بعد ما نسيت أو كدت أنسى......
من بعد ما نسيت أو كدت أنسى  أنّ بين شابات اليوم من تحمل عينُها بريق العنوان العريض...كدت أنسى أنّ بين شابات اليوم من ترنو لفهم دورها الذي لأجله خلقت بالمعنى العميق... كدت أنسى أنّ بينهنّ من تفكّر بالزواج.... نَعَم ولكنّه ليس شغلها الشاغل وسعيها الدائب، ولهثها الدائم خلف أي فُتاتٍ من ذكره، تقبض أي قبضة من أثر الحديث عنه فلا تهدأ ولا تتوقف لها حركة لسان تعجل به وتعجل، تخشى عليه غوائل الهرب من بين ثنايا الأحاديث، وتستمسك بأهون قشّة من وحي اسمه تبني بها معابد فكرها وأمنياتها، ولا تحسب حساب العِماد ولا المِلاط،ولا اللبنات ...لا تخشى على بنيانها الذي بنَتْ أن ينهار أو يسقط......!!! كل أمانيها أن تبني ولو بلبنات الأوهام وبعِماد الأحلام وبملاط الكلام ....!!!

نسيتُ أو كدت أنسى أنّ هناك من شابات هذه الأمة من تحلم.... نَعَم ولا مشنقة تنصب للأحلام...! مَن تتمنى... ، نعم ولا مقصلة تنصب للأماني العِظام، من تبني.... نَعَم ولكن على حذر وبميزان من العقل والوعي والفهم والقسط المناسب من أقساط الحياة،فلا تضيع كل أقساط الحياة في عنوان
"فارس الأحلام".... !!    

يتبع...  emo (30):


07-05-2009,
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #115 في: 2013-02-22, 10:18:57 »
وأخــــــــــيرا...(2)

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات أمة الخير كله مَن تنتظر وتصبر...!!، ولا تجزع :emoti_209:، ولا تقضي الساعات والدقائق والثواني في سباق مع الساعات والدقائق والثواني تخشى أن تلقي على سواد ضفائرها –ولو أنّ زمن الضفائر قد ولّى ::cry::- بالظلّ الأبيض من قبل  أن تظفر بالفارس، الذي هو عندها جملة من الأوصاف والخيالات والاتساقات البالغة من الروعة كل مبلغ.... الفائقة في الجمال كل جميل....التي هي إلى نقصان وضمور وانكماش كلما تسارعت عقارب بنات الساعة من كبيرتها إلى صغيرتها تنبئ أنّ نهر العمر قد بدأت تغيض مياهه، وأن سوقه قد بدأت تكسد بضاعته،فالأوصاف والخيالات والاتساقات  إلى ضمور ونقصان وانكماش، تتقزّم وتتقزّم، ويذوب جليد الشروط والاشتراطات حتى يغدو ما كان بالأمس القريب فارسا مغوارا،وسيما جذّابا، مِبساما على صهوة الجواد الطائر صورة لا تمتّ للشبه بصلة.... !

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تنتظر وتترقّب بعقلانية لا بجنون، برضى لا بسخط، بطمأنينة لا بخوف، برزانة لا بخفّة الطير المهاجرمن أرض القرّ إلى أرض الحرّ، وشتّان بين الباحثَيْن!!، فذاك باحث عن دفئ متخذا أسبابه فلا محالة واجدُه، وتلك تقتل ساعات عمرها بحثا عن دفئ تظنّ أنها موجدتُه !!

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تتوكّل على ربها وتوكِل له كل أمرها....، وترضى فلا تحيك في عقلها لقطاء أفكار الصُّويحبات لا بكلماتهنّ ولا بأفعالهنّ ...توقن أنها على الحق وإن بدت أنها أعجوبة العصر وفَلتة من فَلَتات هذا الزمان.... !

توقن أنّها على الحقّ وأنّ الموت بطريقه إليها يتتبّع أثرها وأنّ لا مهرب لها منه، وأنّما تحبّ أن تبقى صحائف طهرها وعفتها بيضاء نقيّة لعلها شفيعتها يوم تعرض أعمالٌ لها قد خلطت فيها صالحا وسيئا ....!
لا تحبّ أن تشاب تلك الصحائف بشائبة، تحرص عليها....، لا تحبّ أن توصَم بشِية، لا تحبّ أن يتبدّل لونها من نقاء البياض إلى كدرة من ألوان .....لا تحبّ أن تلطّخ .... فهي عِمادها وهي رأس شخصيتها، وهي صورتها عند رب الناس قبل أن تكون صورتها عند الناس....

يتبع... emo (30):


07-05-2009,
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #116 في: 2013-02-22, 10:20:20 »
وأخــــــــــيرا...(3)

نسيت أو كدت أنسى أنّ هناك بين فتيات الأمة اليوم من تكفر بليالي السمر في أوقات السَّحر عبر ذبذبات علم لم يكن لنا في صنعه حظّ الطفل بل ولا حتى حظّ الرضيع بل ولا حتى حظّ الجنين ... !!! تقوم لمحمول معبود من دون مولاها تنسج عبره خيوط قصص الهوى، وتترجم حكايات ألف ليلة وليلة بقلم العصر محمولِها رفيقها الذي تخشى عليه أكثر من خشيتها على بؤبؤ عينها ... !

نسيت أو كدت أن أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تكفر بعلاقات الصداقة بين الجنسين،تبيع كلمات الحبّ اليوم لفلان وتشتريها من علان، وتبيعها غدا لغيرهما وتشتريها من غيرهما... !! وهكذا اليوم والغد عندها سوق للبيع والشراء، بيع الكلام بأبخس الأثمان وفي جملة المبيعات سلع ...وأواه من أسمائها تلك السلع !!!شرف وعفة وشخصية ووو.................

نعم نسيت أو كدت أن أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تعدّ العلاقة والحبّ بلا رابط شرعيّ حراما لا تقربه مَن مثلها وقد توّجت بتاج العفة والعفاف بتنزيل حكيم عليم يريدها درة مصونة لا تتقاذفها أيادي اللاعبين تقاذفهم كرة في ملعب على مرأى من جمهور يصفّق ويهلل لمهارة اللاعبين...!! يريدها لؤلؤة مكنونة لا تعبث بها أهواء العابثين المبدّلين اللاهثين خلف شهواتهم لهث الحيوان خلف غريزته.... !!

نسيت أنّ بين فتيات أمة الخير اليوم من تعرف أنّ ما سيصيبها ما كان ليخطئها، وما أخطأها ما كان ليصيبها، وأنّها تحيا وتعيش وتفكر وتنمّي ساحات إدراكها، وتغذي مساحات عقلها بما ينفع ويفيد ويعلّم ويقوّي، وترى بعين الشفقة والسخط  حال كل من اتَّبَعت وحال كل من اتُّبعت تظنّ هذه وتلك أنما الخلاص وإدراك القطار بمقدار سرعة الركض، ومهارة الصيد، وحسن التخطيط لإيقاع الفريسة بالشباك والفوز بالصيد الثمين والراحة من عناء التخطيطات وتغيير المخطّطات !!!

يتبع...  emo (30):


07-05-2009,
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #117 في: 2013-02-22, 10:21:58 »
وأخــــــــــيرا...(4)

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تؤمن بالخطبة الشرعية!!، وبخطوات الخطبة الشرعية، وبما حدّده الشارع ليبقى المحفوظ محفوظا والمصان مصانا، والمخبأ مخبأ....كدت أنسى ...نعم ولا عجب ....وإن شئتَ أن تعجب من حالي فلك أن تعجب ولا ملام ..... ولكن قبل أن تعجب أوتستغرب أو تستعجم لغتي فلتتأمل مِن حولك واصدقني بعد جولة تأمّلك إن حقّ لي النسيان أو قربي النسيان ..... !!!وإن أصريت على لومي فلك ذلك ولكن دعني أكمل أخيّ فبالجعبة أسرار  ::)smile:

نسيت أخيّ أو كدت أنسى أنّ بينهنّ من تنتظر الفارس وتحلم بالفارس وهي تسأل مولاها أن يرزقها إياه كما يحبّ هو ويرضى،فلا تنخدع بكثرة المصاحبات وكثرة المصاحبين، ولا تخشى أن يُأكل نصيبها أويُسرق من كثرة المصاحبات وكثرة المصاحبين، وكثرة المحبات وكثرة المحبّين !!! .... ليت شعري أين الحبّ الذي يقيم الأمم من صورة حبّ يوقعها في جبّ سحيق .... !!!

كدت أنسى أنّ بينهنّ من تؤثر الموت على علاقة تربطها بمن لا يتقدم لخطبتها،طارقا بابها، طالبا يدها ليده وثاقا وعروة لا يريد لها انفصاما ولا منها فِكاكا، بل يخشى أن تضيّعها منه هفوة من هفوات لهفة قلب محبّ.... يعرف قدرها ووزنها ومعناها، ويعرف طريقها الذي عنه هي لا تحيد، ويعرف رسمها الذي رسمتْ لحياتها ، ويعرف مراقبتها صحائفها البيضَ من أن تلهو بها يد لا تريد الوثاق .....كما يعرف أنّما دربه إلى الله ليس لغيره، وبها يريد أن يعبّد الدرب إليه، ومعها يرجو أن يقصر ويسهل وتزداد معالمه اتضاحا،ومصابيح نوره اتقادا .... 

يتبع...   emo (30):


07-05-2009,
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #118 في: 2013-02-22, 10:23:37 »
وأخــــــــــيرا...(5)

نسيت أو كدت أنسى أنّ منهنّ من لا يغالي معها الخيال،ويفرط معها الإحساس بالحرمان وقد رأت نفسها شاذة بين الفتيات،وكأنها المقبلة من عصر الحجر على عصر صنع القمر !!! تلوم نفسها وتلوم ، حتى تقرّر.... وليْتَها لم تقرر...  !!! تقرر الانسلاخ من ثيابها الرثّة البالية الخلِقة .... تقرّر التبرؤ من قوقعة المثاليات التي ما أسمنت وما أغنت من جوع في عصر صار يعدّها تمثالا ، لم ترتقِ حتى مصافّ الحجر المعبود عرفانا بأصل اسمه ... !!
تقرر التحرّر من قيدٍ أدمى قلبها إذ طوقه باسم الحرص على بقاء وزن ألقِيت معاييره عرض المحيط...!، تقرّر التحرّر والشبّ عن الطّوق وشِعار حريتها : "أن تتحرر متأخرا خير من ألا تتحرر أبدا "... !!

نسيت أو كدت أنسى أن بين فتيات الأمة اليوم من لا تتفاخر بالحديث عن مجنونها الذي تعلم يقينا كم يأبى العَيش عاقلا بِلاها !!!! وأنّ الحبّ لا يعرف العقل، ولا يعرف المعقول، :emoti_209:وأنّه الأعمى ، وأنّه المخبول ...  :emoti_209:!! وأنّه ساحق ماحق لا يترك في عقول المحبّين حبّة إلا أتى عليها إتيان الوابل على السنبلة المتهيّّئة لعرس الحصاد ..... :emoti_25:

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمّة اليوم من تتكبر على فكر الغرب المتهالك وتفخر بثقافتها الإسلامية، فمنها طريق لباسها، ومن مشكاتها نور تفكيرها، ومن وحيها رؤيتها وطرق تخطيطها.... وأنّ الأمواج المتلاطمة الهائجة المستفزّة رمالَ الشاطئ الذهبيّة -فلا هي آخذتها وراء البحار ولا هي تاركتُها بسلام-  ما لها عليها من سطوة و لاسلطان، ولا تخشاها إذ هي حبة الرمل الصامدة الراسخة المؤثرة حياة الزوابع في قلب الأرض الأم على حياة حبة هائمة مذعنة للموج الهائج منساقة على عمى إلى لجّ البحار تظنّ أن البحر سيعدّها شيئا إليه ينظر .... !!!

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم مَن تجد لرجع صدى كلمات المعاكسين  أنكرَ  أنكرِ الأصوات، ومن تجد لطعمها مرارا فاق العلقم مرارا.... !!!

لا تلومِنّني أخيّتي emo (30): ،ولا تغضبي مني وأنا ابنة جنسك فتدبرين في صرّة تصكين وجهك وأنت القائلة: واخجلتاه منكِ وقد جعلتِ من جَمعِنا فارغات،لاهثات ،تائهات  .... معذرة إليكِ أخيّتي وليشفع لي عندكِ نسيانيَ....فأنتِ أنا وأنا أنتِ ولكنّ وجع قلبي عليكِ مردّ شَكاتي .... !!!

ولا تلومَنّي أخيّ إن كنتَ لائمي emo (30):، فمازال بالجعبة أسرار، ولا تتحجّجنَّ بشهادة مني وأنا ابنة جنسهنّ لتبرّئ نفسك من كل جرم وكل سوء ... فلعمري ما أقمتَ صرح الرجولة والغيرة فيك إلا أذهبتَ وجع القلوب المتوجّعة عليهنّ ...

فلتصغِ إليّ  أنتَ ولتصغي إليّ أنتِ ..... وهذه أغوار جعبتي ..... emo (30):



يتبع...   e emo (30):

07-05-2009,
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #119 في: 2013-02-22, 10:25:06 »
وأخــــــــــيرا...(6)

وأخيــــــــــــــرا ..... ::)smile:

من بعد ما نسيت أو كدت أنسى....وجدتها في خضمّ كل الذي كان emo (30):،وفي خضمّ كل الذي هو كائن  emo (30):،وجدتُها وما أجملها إذ وجدتها...وما أسعدني إذ وجدتُها .... ::happy:

إي وربّي ، وهي منهنّ ...من بنات أمتنا اليوم ....  emo (30):
حسناء سبحان من خَلَق لها الوجه الحَسَن .... والمَبسَم الصبوح .... حسناء وقد زادها بريق عينيها على الحسن حسنا emo (13):....ذاك البريق الذي ما أنفكّ عنه أبحث ....هو الذي من سَنَا ذاك العنوان الذي عشقتُ وما أنفكّ له عاشقة ....

حسناء ...لو لم يكن ذاك البريق بعينيها لاتّخذت من حسنها باسم العصر مِعول هدم أينما حلّت أحلّت به الفتنة، وأطاحت به من عبّاد الهوى أعدادا تترا ....ولكنّها المتّقية الراضية، الهادئة المطمئنة، المتبسّمة ابتسامة الرضى والحبّ ما أبصرتَها ... emo (30):

الساعية، العاملة الباكية بين يدي ربها ترى من نفسها تقصيرا دائما وهي العاملة الساعية ....تودّ لو أنّ لها من اليد أياد ومن القلب قلوبا بالعدد ....
ولَقلب واحد صادق يا صاح يقلب موازين الحساب فلا يعود الواحد يساوي واحدا بل يساوي المَددَ من الآحاد .....
تودّ لو أنّ لها من كل جارحة فيها  أضعافا تخدم بها المعنى الذي قد فهمتْ من سرّ وجودها وخلقها، ومرمى دينها وعظمة رسالته وثقلها في الأرض .....
المتقية الراضية ، الشابة اليافعة ترتع برياض ربيع عمرها الزاهر...تغدو وتروح راضية مطمئنّة.... emo (30):

تحيا، وتعمل بإيمانها، ولإيمانها ... تسأل الله أن يستخدمها وتبكي بمرارة كلما عادت لنفسها تحدّثها حديث المحبّ لمن يحبّ... والحبّ الصادق صدق ومواجهة ومصارحة لا يغيب فيها اللوم والعَتَب والزجر والردع وعدّ العمل ناقصا ما بدا للناس جبلا أشمّا ....والحب ّالصادق تحفيز على العطاء وزيادة العطاء وتذكّر للموت يهون بذكره كل تعب وكل شقاء وكل عناء، ويُحيل الحجر الصلد على الطريق قطنا ما أن نراه حتى يطيب لنا دَوسه بأقدام العزم والإصرار ورجاء الجزاء .... emo (30):

تفكّر بالزواج .... نَعَم ، ولكنها راضية بما قسم لها المولى ....فإن أحبّه لها كما يحبه ويرضاه زيادةً في قوة العمل له ومغذّيا للسير على دربه، أحبّته وإن لم يكن فلا أسعد عندها من أن يستخدمها ربها وهو الذي يريد emo (30):، وإرادة المحبوب كلها خير،وكل ما يعطيه ويريده الخير الذي لا تختار عليه سواه ....... emo (30):

تربأ بنفسها عن لهو اللاّهين، وعبث العابثين، وكذب الكاذبين المتلبّسين باسم الحبّ المبتغين رِيّ الهوى وليت الهوى يرتوي إنْ مشرَبُه الملح الأجاج كلما شرب منه وكأنما لم يشربِ .....!!!

كيّسة، فطنة فلا تلقي للألاعيب بالا، ولا تُفتن بكلمات الغزل التي تُلقى إليها، فإذا هي عندها عقاب لفافة التبغ الملقاة تدوسها ولا تبالي ....بل ودّت لو أنّ الأرض كُفِيت حملها وحمل قذاها ....!!

ومذ أزهر نَور ربيعها الحامل علامات الحسن، تسابق المريدون والطالبون ينشدون الفوز بها وهي الدرة المصونة التي أبت على نفسها لطخ أيادي المقلّبين وسِهام أعينهم النارية تأكل منها أكل النار الهشيم .........

مذ أزهر نَور ربيعها الحامل علامات حسناء يتمنى الرجل لو حازها، وعلامات مؤمنة مطيعة يتمنى الرجل المؤمن المطيع الفوز بها لدنياه كما لآخرته والمريدون يتقدمون كلّ بقصته ....  emo (30):
ورغم ما رأت وعاينت من تهافت المريدين وكثرتهم، إلا أنها ما اغترّت ولا اتخذ الغرور له مكانا في قلبها،والغرور إذا ما استوطن القلب ملكه وغزا كل أرضه، فحاذروا من غزوه وطفيليّات مستوطناته المسمومة .

كان كلما تقدم لها أحدهم، أخشى ما تخشاه  أن يتعدّى حدود المشروع، فيخطئ الطريق......
لم تسعَ لربط علاقة بأحدهم ولم تحسد يوما إحداهنّ على ما تراه بعينها كنزا وفوزا وكانت عين بصيرتها تراه ارتكاسا وانتكاسا ومعصية لله على أرضه على كثرة المتعلقات، وعلى كثرة الفتن، والفاتنين، وعلى قلة الصامدين .....

إنها فاطمة الحبيبة ....


يتبع...    emo (30):


07-05-2009,

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب