أيامنا الحلوة

الساحة العامة => :: بيت العيلة :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-04, 11:12:43

العنوان: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-04, 11:12:43
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه صفحتي الفيسبومنتدييّة ::)smile: ومرحبا بكل الإخوة والأخوات

سأبدأ بأول ما أحب أن أضعه خاطرة تخطر بإذن الله . أسأل الله الإخلاص لوجهه وأن يعينني على وضع ما يكون مادة للنفع لا مادة لإرضاء غاية في النفس .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-04, 11:25:20
قالها رفاعة الطهطاوي يوما عندما ابتعثه محمد علي باشا مرشدا روحيا لجماعة من المبتعثين للدراسة بفرنسا في عصر "التنوير" كما سموه. قال: "إن الإسلام لولا نصرته بقوة الله سبحانه لكان كلا شيء بالنسبة لقوة الأوروبيين وسوادهم وثروتهم وبراعتهم "

وفعلها محمد عبده حينما دعا إلى "دراسة الحقائق الدينية على أسس عقلانية"، وعمل بكل جهده على إدخال التعليم الحديث للأزهر لتنويره بآفاق العالم الحديث وحضارته.

وقالها طه حسين يوما وهو الأزهري الحافظ للقرآن وما أن لامست أنوار فرنسا قلبه حتى عاد لمصر يقول في قول الحجاج بن يوسف"والناس يطوفون بقبر النبي ومنبره إنما يطوفون برمّة وأعواد"، قال بشأن قولته أنه سوء أدب ووقف ضد من كفّره .

وقالها يوما حينما ترك الأزهر إلى الجامعة المصرية وهو المنبهر بالغرب وبحضارته وتنويره، النافر من الأزهر : "كنت أريد أن أكون شيخا من شيوخ الأزهر مجددا في التفكير والحياة على نحو ما كان يريد المتأثرون بالشيخ محمد عبده، أستعين في ذلك بما أسمع في الجامعة، وما أقرأ من الكتب المترجمة، وما أجد في الصحف، وما ألتقط من أحاديث المثقفين، فأصبحت وأنا أشد الناس انصرافا عن الأزهر ونفورا من دروسه وشيوخه، وحرصا على أن أهجر مصر وأعبر البحر إلى بلد من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه"...

وطبعا ذلك الأدب الفرنسي الراقي الذي راق لطه حسين، هو ما كان ينشر منه في جريدة "السياسة" من حين لحين، فينتقده في ذلك أشد النقد رائد البيان في اللغة مصطفى صادق الرافعي وهو يقدم للجامعة المصرية رسالة مفصلة عن خلط طه حسين وخبطه وعبثه بمستقبل الأجيال في الجامعة المصرية، ويعلمها بتفاصيل أخطائه وخطره على الجامعة، فيكتب فيما يكتب مدى حرصه على نشر أفحش الروايات الفرنسية يريد بذلك إفساد الطلبة وتجديد الأخلاق! بينما يبين افتقاره لكل مميزات أستاذ الأدب العربي .

ولما ابتعث من الجامعة المصرية لفرنسا لدراسة التاريخ تتلمذ على أيدي مستشرقين في تفسير القرآن وكان ذلك في "كوليج دو فرانس" على يد المستشرق بول كازانوفا !! وكانت دراساته الفلسفية مكثفة في الأخذ عن ديكارت ودوركهايم...!

وعاد لمصر ليكتب ما يكتب ويقول ما يقول، ولينوّر الأذهان! وليخرج المسلمين من ضائقة الأزهر والتقليد الممارس في أخذ علوم الدين، داعيا للتفتح والانفتاح والتنوير حتى على مستوى الدين وعلومه . وأثار بكتاباته الزوابع والأعاصير، بكتابه "في الشعرالجاهلي" وبكتابه "الرسالة الجامعية" التي أجمع كثر من أهل العلم والدين على إلحاد صاحبها ....

وطبعا يصنّف العقلانيون فيما يصنفون طه حسين بالمظلوم لمّا ثير ضدّ دعواته التنويرية !

وقالها من قالها غيره، من قفاة أثره، وقفاة أثر رفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وقفاة أثر كل متنوّر بنور الغرب، منبهر بنوره، لينقله بدوره إلى أمته التي تتخبط في دياجير الظلمة بدعوى أنها "تعطل العقل" !!!

وثارت الزوابع ضدّ علماء الأمة القدامى، وأصبح من أجيال هذا العصر الذي لا أراه عصر ازدهار الحضارة الإسلامية برجالاته ولا أراه عصر التقدم الذي لم يشهده الإسلام عبر العصور ليتشدق أهله بأنهم الأكثر فهما وعقلا ووزنا من عظماء الأمة الأوائل، الذين يستحلّون اليوم الخوض فيما أتوا به بدعوى "عدم تقديس الأشخاص" حتى بلغت بهم مبلغ التعالي وهم لا يشعرون....

وقالها لي من زمن ليس بالبعيد-من شهر ربما- أحدهم وكان عضوا بجمعيتنا، وهو يتحدث عن "عدنان إبراهيم" وعن " عقلانية" الأمر في نقد "صحيح البخاري" بدعوى أنه ليس الكفر .... حتى انتقل به الحال إلى أن قال عن فعل من أفعال علي رضي الله عنه أنه لا يعدو أن يكون اجتهاد بشر، وأنه لا حاجة لنا حتى في ساحة الصحابة، -وأي صحابة هم!- أن نقدس الأشخاص ... وما يكون منه ومن عمر رضي الله عنهما وغيرهما إن هي إلا اجتهادات لا يمكن أن تكون هي الدين ذاته !
وبأسلوب جريئ جريئ ...! وما أسهل ما يتجرأ شباب اليوم في ساحات القول، وما أصعب أن تجدهم في ساحات الفعل حينما يجدّ الجدّ !

وقالتها لي يوما  أيضا قريبة تدرس الطب بفرنسا ونحن نتناقش، وهي تذكر ما تذكر مما لا أنكره من أمور الانضباط والتنظيم التي يعرفونها ولا تخفى عنا، أن العلم بمكان والدين بمكان ولا يجوز أن نتحدث عن الدين ونحن نتحدث عن العلم ! بدعوى "العقلانية"...

وقالها الكثيرون والكثيرون ممن أعرف وممن لا أعرف، قالوا وكأنهم يروننا نركع لأوراح العلماء، ونسجد لأوراح الصحابة، وننطق الشهادة ونردفها بشهادة أن الصحابة والعلماء مقدسون ...
قالوا أنهم يدعون لئلا "نقدس الأشخاص"
فينهال هذا وذاك ممن يزن وممن لا يزن فيستسهل الخوض في عقل فلان من العلماء وعلان ... وكأن عقولنا اليوم ذات الوزن الأكبر .... وكأن فعلنا للأمة وللدين هو الأكبر من فعلهم ...!! هكذا بلا قواعد علمية ولا شروط نقد واضحة تؤهل من يجرأ ليتقدم ويفعل لأن يفعل .....

هل نحن ندعو لتقديس الأشخاص ؟ هل ندعو لتعطيل العقل ؟

لا بل ندعو ألا ندخل ساحات ليست ساحاتنا فنخبط فيها ونخلط، ونتحدث من غير علم ولا هدى عمّن كانت يدهم الطولى في نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نقل القرآن ذاته، وقد سخرهم الله سبحانه ليحفظ دينه والذكر الحكيم .

أدعو للتواضع ثم التواضع ثم التواضع....
كان الشافعي وهو مَن هو يقول -في معنى ما قال-، أنه كان يستمع لأحدهم وهو يتحدث عن أمر وإنه ليعلم أوله وآخره بتفاصيل، ولكنه لم يكن يقطع حديثه، ولا يسارع فيقول أنه يعرفه، بل كان ينتظر حتى ينهيه، بل ويتظاهر بعدها بأنه الذي لا يعلمه، وأنه سامعه لأول مرة...!

ذلك غيض غيض غيض من فيض....

أعن أمثال هؤلاء تكون دعوتهم التي نالت قوتها  من كلمة "تقديس"... هذه الكلمة المخيفة التي تلقي في الروع أن من يتلقى عنهم، ويتواضع ليأخذ عنهم، يجب أن يشهر سلاحه أولا، سلاح عقله الآخذ بهواه، سلاح خوفه من تأثيرهم في نفسه، سلاح العقل وأنّهم عاشوا عصر التحجّر إذ لم يكن لهم نصيب مما بلغه التطور العلمي ..حتى إذا أخذ لم يكن الغرس في نفسه على الوجه الذي يزرع ليؤتي الأكل، بل على وجه الأخذ مع التشكيك ...

وإن هذه الدعوى لتتفاقم، حتى وصلت فعلا بمن وصلت إلى تسفيه العلماء... وحتى إلى التقليل من قدر الصحابة، بل بآخرين إلى التشكيك في أصول الدين...

فعن من تريدوننا أن نأخذ بعدها ؟ أعنكم ؟  معذرة فإن عقلي المتواضع لا يستطيع أن يسفه عظماء العلماء ويستمع إلى جزافات عقول أخرى  emo (30):



العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زمرد في 2013-11-05, 06:16:19
::ok::
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-06, 09:51:09
نعم علمت من زمن أنّ عمادة طه حسين للغة والأدب العربي كانت شطحة من شطحات إنزال الرجال غير منازلهم، ومثالا لتأمين الخائن وتصديق الكاذب، وتولية الأمر غير أهله... بل كان كارثة على أجيال ما تزال تجترّ فكرا سمّوه التنويري ولم يكن إلا الظلاميّ المعادي للإسلام ورموزه...

ولكن وأنا أنتقل من العناوين إلى المضمون الذي كان وما يزال يُشاد به وبرقيّه، تساءلت هل كان التصدي لهذه الحرب ولهذه الكارثة بالحجم المطلوب ؟! لا أشك أن مصر والعالم الإسلامي كله لم يخلُ من منافح عن الإسلام ومتصدّ لدعاوى المفسدين، وإن نُصبوا العمداء ....

ولكن ما يُعرف من تفاصيل خطر الرجل وما كتب لَيَملأ القلب غيظا وإن ظُنّ أنه القديم الذي ولّى ولكنه في حقيقته إنما هو الذي يتجدد وينتقل من جيل إلى جيل كما ينتقل المرض الخبيث المتوارث عبر الأجيال ....!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زمرد في 2013-11-06, 11:17:29
::ok::
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: elnawawi في 2013-11-06, 12:01:01
وجدت البعض فزعا عندما يسقط حديث "سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين" على زماننا ويقول أن هذه السنوات بدأت وأنها ستستمر طويلا ..
لم يفطنوا أن هذه السنوات بدأت منذ عقود طويلة واستمرت طويلا (وطه حسين خير مثال) .. الفارق فقط هو أننا أصبحنا ندرك هذا الأمر .. وأن الأقنعة سقطت .. مما ينبئ بنهاية هذه السنوات قريبا بإذن الله ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-07, 09:53:20
وجدت البعض فزعا عندما يسقط حديث "سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين" على زماننا ويقول أن هذه السنوات بدأت وأنها ستستمر طويلا ..
لم يفطنوا أن هذه السنوات بدأت منذ عقود طويلة واستمرت طويلا (وطه حسين خير مثال) .. الفارق فقط هو أننا أصبحنا ندرك هذا الأمر .. وأن الأقنعة سقطت .. مما ينبئ بنهاية هذه السنوات قريبا بإذن الله ..

نعم .. ليست جديدة، بل نسأل الله أن يكون الوعي بها قد وصل درجة تفوقها قوة... ولا شك أن الحق ظاهر وهو القوة والباطل زاهق وهو الضعف  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-08, 14:14:33
التقليل من متابعة تفاصيل الفيسبوك، والاقتصار مثلا على مطالعة صفحات مَن نخصصهم بإشعار يصلنا،له فائدة  emo (30):
بينما متابعة التفاصيل تأخذ من الوقت ما لا يساوي الفائدة  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-08, 17:26:13
الآآآآن حالا على mbc4 اختراع الدكتور دومير الخاص بالجمل. ابن بلدتي . ::)smile:

يبدو الأمر رائعا ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-09, 10:01:48
البارحة كان نهائي "نجوم العلوم" الموسم الخامس.
 لأول مرة أتابع هذا البرنامج وهذه القناة إذ قد ملؤوا المدينة بالإشهار عن "محمد دومير" ابن المدينة الذي تأهل  للنهائي.
 
 برنامج علمي قيّم ولكن طبعا لا مناص من أن يمرروا ما  ليس واجبا أن يكون أصلا، وما لا يليق ببرنامج علمي  إذ تتخلله إشهارات القناة بين حين وحين عن أفلام وبرامج فنية على ما يعتقدون في معنى الفنّ !.

 تبين أن البرنامج عمل 5 مواسم.وكان فرصة لعدد من الشباب العرب المخترعين، كل منهم دعم دعما ماديا ضخما حقق به مؤسسات علمية خاصة بمجال اختراعه...وليت مال العرب كان يصرف على هذه الأوجه !
 "محمد دومير" من الجزائر وهو الطبيب البيطري اخترع حذاء للجمل يكشف بكل دقة عن موضع الألم أو الخلل خلال دقائق.
 السعودي اخترع جهازا سماه rebrail" يسمح للأعمى بمراجعة ما يكتب قبل الطبع وهو ما لم يكن متسنيا له..
 المصري اختراعه رائع أيضا...كان جهازا يوضح كلام الذين لا يُبِينون لصعوبة في نطقهم. يتكلم الذي له إعاقة نطق فيعيد الجهاز ما قال بالفصحی بكل وضوح...
 
 لجنة التحكيم مجموعة من أبرز الأساتذة الجامعيين في مجال العلوم. كان فاروق الباز عضوا بينهم.
 
 يوجد بين شبابنا أصحاب أفكار وإرادة ومثابرة، توجد طاقات عقلية وفكرية مميزة،للأسف الشديد لا تجد الدفع والتشجيع والدعم... وهذا البرنامج تمنينا ما من شاكلته من سنوات قديمة ...فهل تُراها إفاقة متأخرة؟!

محمد دومير صاحب اختراع حذاء الجمل

http://www.youtube.com/watch?v=_MaL8Q3ZOXk (http://www.youtube.com/watch?v=_MaL8Q3ZOXk)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: elnawawi في 2013-11-10, 00:50:49
أتعجب جدا كيف تقوم مجموعة قنوات مثل ام بي سي بتبني هذا البرنامج ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-10, 09:05:07
أتعجب جدا كيف تقوم مجموعة قنوات مثل ام بي سي بتبني هذا البرنامج ..

في الحقيقة وبين طرح "هل الاستفاقة متأخرة أم لا بأس بها"، يبقى هذا البرنامج قيّما وذا فائدة وأثر على الأرض، وعلى نفوس الشباب العربي المبدع،وباعثا من بواعث الأمل، والمتبني الحقيقي له هي جامعات قطر.ما الخلفيات؟ لا أدري... يطرح السؤال نفسه عندي ولكن بالمقابل لا أحب أن أجعل من هزيمة نفسية داخلية سببا في رفض كل شيء. يبقى السؤال مطروحا .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-11-10, 11:04:21
ليس شيئا مستغربا هو برنامج بهدف الربح مثله مثل غيره
ولو لم تربح منه لما قامت به
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-12, 11:09:44
هذا مقال افتتاحي من مجلة شهرية جزائرية تدعى "الشروق العربي" أعجبني، فصورته ورفعته ، للصحفي "ياسين فضيل"

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=11194;image)

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-13, 12:01:18
متى تصبح كتاباتنا و آراؤنا إحقاقا للحق لا إرضاء لهوى في النفس ؟!
متى يناقش الواحد منّا الآخر إذ يناقشه ماحيا كل حكم مسبَق، محيّدا كل سلاح تحبّ أن تزوده به نفسُه للوقوف بوجه من اختلف معه يوما ما...

متى نتذكر قبل الدخول ساحات الحياة لا بعد الخروج منها، أن نقف لحظة مع أنفسنا نحاسبها قبل العمل لا بعد العمل، حتى إذا ما دخلنا لم ندخل إلا لوجه الله ولإحقاق الحق،وإلا لم يكن من دخول أصلا ...

إذا كتبنا... إذا تعاملنا...إذا تعلمنا... إذا علمنا... إذا إذا.... إذا تحركنا أي حركة من  حركات الحياة...
متى تكون حركاتنا تلك كلها لله ؟ لا للنفس...
 "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)"-الأنعام-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-11-13, 16:36:54
صعب جدا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-14, 08:27:58
صعب جدا

أعاننا الله على جهادها ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-14, 09:24:49
كأنني أملك الدنيا بأجمعها **وما بقربي غير الماء والرُّطَبِ...!!
-------
خيال يسبح في ملكوت الرحمن فيذهل عن الدنيا ويملك الدنيا في آن.... إحساس رائع حقا ولا أطيب منه للنفس حينما يكون.... وهذه الأنشودة تجسده  emo (30):

 http://www.youtube.com/watch?v=8Ke5aI_edi0
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-15, 08:17:08
ويتفق "الوليد" و "جُوزِيفْ" على رأي واحد، رغم أنّ جوزيف من قرن، والوليد من قرن ضارب في البعد عنه، ورغم أن الوليد من فطاحلة العرب، وأكثرهم فصاحة، ورغم أن جوزيف فيلسوف فرنسي ....
فعلامَ اتفق البعيدان ؟!

اتفقا على أن القرآن يعلو ولا يُعلَى عليه...
ووافق أن كليهما كافر بالله، فأما الوليد بن المغيرة فكافر مات على كفره، وأما جوزيف ففرنسي ملحد ...!!
فأما الوليد فقال:
"والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته "

وأما جوزيف آرنست رنان فقال: "تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والأدبية والاجتماعية، وغيرها، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة،وما أكثر الكتب التي للزينة فقط،ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما،هو كتاب المسلمين، القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد، وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكَمالات، طالعت القرآن، حيث أنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة...لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء، فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا غير، إذ أن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن"...!!

وكلامهما غني عن كل تعليق .... ولكنّ الذي يدعو للتساؤل أن ما بالهما لم يهتديا ؟!

سبحان الله .... لقد كانت الهداية بين أيديهما ...كانت تحوم بجنبات نفسيهما .... ولكن ....!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-11-15, 13:33:35
هذا فعلا ما لا أستطيع فهمه وهو لماذا لا يسلم هؤلاء

لغز حيرني
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-15, 15:27:36
هذا فعلا ما لا أستطيع فهمه وهو لماذا لا يسلم هؤلاء

لغز حيرني

كذلك يا زينب كان حال أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى يومنا وكلما عرض لي حال من أحواله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تملكتني الحيرة الكبيرة، لقد كان سنده، وحاميه والمدافع عنه ...

رباه، أحبه، دعمه من أول يوم صدع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة، لم يتخلّ عنه حتى لما حاصرتهم قريش حصار الشعب الذي كانت وفاته بسببه، وبعد انتهائه مباشرة، جاءه كبراء قريش أكثر من مرة يساومونه، يخوفونه، وكان في كل مرة يردهم ويدعم ابن أخيه ويؤكد له أنه معه، كان يصدقه، ولا يكذبه، في حادثة أكل الأرضة لصحيفة المقاطعة وإبقائها على اسم الله تعالى فيها دون كل ما كتب فيها، صدقه بما أخبره من رؤيا رآها كُشف له فيها عن أكل الأرضة للصحيفة، وذهب إلى قريش في مخاطرة كبيرة، وهو مطمئن مصدق لما أخبره به، رغم أن عينيه لم ترياه...

حتى الرمق الأخير من حياته وهو على فراش الموت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحاول معه غير يائس منه، يرد عليه أنه لولا خوف المسبّة لانصاع لما طلب منه، ولقالها لِما وجد في رسول الله من صدق أمره وجدّه في نصحه...
كان خوف المسبة أنه تخلى عن دين آبائه الحائل ....!!

عتبة بن بن ربيعة لما ذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يساومه، ويغريه ويعرض عليه ما يحب من سيادة أو ملك أو جاه أو تزويجه من أحسن نساء القوم على أن يترك أمره، لما سمع منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ إثرها يقرأ عليه من سورة فصلت، وحين بلغ قوله سبحانه : "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ(13)" -الفرقان-
جعل عتبة يضع يده على فم رسول الله يتوسل إليه أن يكفّ...من خوفه من ذلك الوعيد!!

وأولئك الثلاثة أبو سفيان والأخنس وأبو جهل لما اتفقوا أن يذهبوا ثلاثتهم كلّ من ناحية يسترق السمع من بيت رسول الله وهو يقرأ القرآن، فكانوا يعودون الليلة الموالية من غير أن يعلم الواحد عن الآخر أنه عاد لفرط ما أعجبوا بما سمعوا، ولما التقوا وتعاهدوا ألا يعودوا إليها بعد ثلاث ليال كانوا يعودون فيها للاستماع، وقد خافوا من أن يأخذهم ما يستمعون له، أبو جهل يومها يقرّ أنه لا يكذب رسول الله لشيء إلا لأنه لما تساوى قومه وقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل منزلة وعمل، جاء من بني عبد مناف من يقول بالنبوة، فمتى سيدركون هُم هذه ؟!!

أي أن إعراضه كان سببه العناد والحسد .... ولأنهم أرادوا هم بالمثل ....

ثم تأملي يا زينب قوله سبحانه:
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً(21)

معظمهم كان مانعهم الاستكبار وأنهم يرون أنهم أهل لهذا الذي أراده الله سبحانه في المصطفى من عباده صلى الله عليه وسلم .ومنهم من كان مانعه الحميّة القبلية... وكله الجهل... نسأل الله سبحانه أن يثبتنا على الحق فلوا أن يثبتنا الله سبحانه لا ندري ما يُفعل بنا

والله أعلم ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-15, 16:08:50
سلام عليكم اسماء الخير استاذتي العزيزة
من نصروا الدين كانوا فعلا خير خلق الله لكن هذا لا يعني ان نقول نحن انهم هم خير الخلق فاين نحن منهم و نرجع عن نصرة ديننا و السير على خطى حبيبنا و سيدنا و رسولنا و اسوتنا محمد صل الله عليه و سلم, فهم في النهاية بشر و سيدنا رسول الله بشر بمعنى ان التجربه فيها بشريتنا و قد يكون الانسان من الصالحين لكن بمجاهده النفس و الهوى جهادا عظيما . شوقتني للدرس غدا ان شاء الله
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-17, 07:01:06
أهلا بك يا أسماء.
نعم عهدهم كان عهد المثالية البشرية، فيه البشرية في رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتأسى به وهو البشر مثلنا، وهم بشر حققوا المثالية الواقعية لما تأسوا به. رزقنا الله حب خطاهم والتأسي .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-17, 07:01:21
يا إلهي !!
فيما نجد عددا كبيرا من أبناء هذه الأمة(إن لم نقل معظمهم ) جاهلين بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، نجد بالمقابل عددا لا بأس به من أبناء الأمم الأخرى، يدرسون الإسلام، ويتعرفون إليه،وإلى القرآن، ويدرسون سيرة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل ويسبرون الأغوار،وينتقلون إلى العمق ولا يكتفون بالسطح... بل ويكتبون محللين للمراحل التي مرّت بها حياة النبي صلى الله عليه وسلم ...!
بل ويقرأ لهم من أبناء الأمة قبل أن يقرؤوا من كتب المسلمين....!

إنهم المستشرقون .... الذين تتلمذ على أيديهم وعلى كتبهم عدد من الذين أخذوا دينهم عن غير المسلمين!! وصدقوا كتاباتهم وتحليلاتهم ....

إن منهم من أوغل في هذه التحليلات ... فإذا هو يتخذ من فترة تحنّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار حراء نقطة جعلوا يبثون من خلالها سمومهم المدسوسة بالعسل ....
ووجدوا في اختلاف الكتب في فترة التحنث والتي يسمونها "الاعتزال" معبرا إلى تحليلاتهم،ليقولوا بما يشاؤون في ذلك من أنّ رسول الله كان مدفوعا بالتأمل الميتافيزيقي، ليذهبوا بمن يأخذ عنهم دينه مِن هذا الذي وضعوه أساسا مذاهب التشكيك...!!

والأدهى والأمر أن عددا من أبناء الأمة "الديكارتيين" إن صحّ وصفي لهم كانوا يتّبعون المحللين المستشرقين فيما كانوا يبثون وينفثون ...!!
فلا غرابة بعد هذا أن نجد من أبناء الأمة من تتفاقم دعاواهم بدءا بالاستناد على المصادر الغربية لفهم الدين لتصل إلى الدعوة إلى التشكيك في الدين ...!!

وليس الكل قد جعل لعقله مناعة وحصانة دون النفث الاستشراقي،كما فعل "مالك بن نبي" إزاء هذا المتلقَّى، والذي وصفه بأنه قد غمر المكتبات العالمية، بل وفاق المنتج الإسلامي في هذا المجال، فقد كان "إشعاعا" في مجال الكتابة -كما وصفه-.

مالك بن نبي بنى حصنا منيعا دون ذلك وهو الذي لم ينحَ بعقله لكتاباتهم وحدها، بل قد عرف الأصل من كتابات المسلمين، ومن القرآن قبلها، ومن السنة بعدها، فعرف كيف ينجو بعقله من نفثهم، ليبقى سليما بعيدا عن سحرهم،فعرف إلامَ يستند في تفنيد ادعاءات المستشرقين حول هذه النقطة، وهو يشير إلى القرآن الكريم الذي يقرّ المستشرقون ذاتهم من ناحية أخرى أنه وثيقة تاريخية دقيقة صحيحة،بل ولا يرتابون -علميا- في صحته.فيبين لهم ما فاتهم من آية توضح عكس ما ذهبوا إليه في قوله تعالى : "وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ(86)" -القصص-

فيقول في ذلك:
فهل معنى هذا إلا أنه لم يكن له أدنى أمل في أن يقوم بدور في دعوة من أجله هو، لا قبل عزلته ولا خلالها
ويقول:
يجب أن نذكر أن تفسيرا كهذا ليس مرتبطا إلا بشرط واحد ضروري وكاف، هو الإخلاص المطلق عند النبي صلى الله عليه وسلم ...

"فنرى في الآية المذكورة الصورة اصحيحة لحالة النفس عند (محمد) أيام غار حراء، فإذن فليس هناك من سبب لأن ننسب "للصادق الأمين" نية مبيتة للتأمل في مشكلة ميتافيزيقية لحظة تهيه للانسحاب والعزلة بعد الزواج."
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زهراء في 2013-11-17, 19:56:17
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ان الدين كل متكامل فلا يجب ان ناخذ ببعض الكتاب مما يتفق مع مصالحنا و نترك ما دون ذلك فقد قال مالك بن نبي ان هناك من يتعلم الاسلام ليصحح قواعد الطهارة و الصلاة فقط لكن الاسلام اوسع من ذلك و من اراد ان ياخذ الدين فيجب عليه العمل على اخذه كاملا دون ان ينقص منه شيئا و الا فلا وبالحديث على من يدعون انهم يقيمون حدود الله ببعض الاحكام التي اجتهد فيها العلماء اقول ان الاولى ان نعمل على بناء الداخل حتى يظهر على الجارج و يبقى ان ما وفقنا فيه فهو من الله و ما لم نوفق فيه فمن انفسنا و لا حول و لا قوة الا بالله.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-18, 09:06:36
أهلا وسهلا بك يا زهراء  :. نورت الموضوع  ::)smile:جزاك الله كل خير  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-20, 13:04:13
أهلا وسهلا ومرحبا بك يا زهراء  emo (30): سعدت بمشاركتك  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-20, 13:04:26
ملعب مصر يوم أمس غص بالمشجعين ...
ملعب الجزائر يوم أمس غص وغص وغصصص بالمشجعين ....
مصر لم تتأهل... الجزائر تأهلت .... وبعد ؟!!!
تلك "الكرة".... هل أسميها "الكاشفة"؟
هل أسميها الكاشفة لحقيقة ما نحن عليه من أرزاء، ومن حال مغرق في اللاشيء ...!
اليوم في الجزائر وسط ميدان كبير بالعاصمة شيء هو أشبه باعتصامات الشعوب التي تمردت على أنظمتها ....
إنه للاحتفال بالنجاح الساحق الماحق ....!!!

أهوال .. كوارث ...
لو أنّ معشار ما فعل من أجل الكرة فعل من أجل الدين لكنا أبعد وأبعد وأبعد ما نكون عما نحن عليه .....

البارحة بينما الهرج والمرج في أوج حالاته...
بينما الأنفاس تكاد تذهب من صدور المناصرين والمشجعين، المجاهدين في سبيل الكرة -آل يعني- في سبيل الوطنية !
البارحة والمعلق الرياضي ينشد شعرا في اللاعبين ... ويكاد يغنيهم ليلاه المعشوقة !!
كنت أقرأ لمن كتب يوما عن ملحمة .... ملحمة عظيمة، أعظم من التاريخ، وأعظم من الجغرافيا ... وأعظم من أن يفيها وصف ...!
إنها التي سماها "الملحمة المحمدية" وهو يصف فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فيقول:
"كم اعترض الدعوة من عقبات قبل هذا الموكب العظيم الذي دوّخ يوم دخول المسلمين مكة ذلك الصِّلف أبا سفيان؟! إن مجموعة من الأسماء المهيبة ستدوي منذ ذلك الحين في أركان التاريخ العالمي:
بدر... أحد... الخندق... حنين...
لسوف تعرض الملحمة المحمدية آنذاك على شاشة التاريخ مجموعة من الأحداث حتى كأنها رواية سحرية. ها هو ذا حلم "آمنة" القديم، عندما كانت تهزّ بين أحضانها ثمرة أحشائها، وعندما كان يخيّل إليها أنها تسمع صهيل الخيل وعَدو الفرسان وقعقعة السلاح، هذا الحلم القديم سيتحقق اليوم على صفحة الواقع."

هكذا وصفها "مالك بن نبي"... وهكذا كتب يوما من أيام جولات فكره بين أزقة وشوارع مدينته الصغيرة وهو يراقب عن كثب أفعال الناس من حوله، ويهتمّ أيما اهتمام وأيما همّ بهمّ الأمة، وبحالها، ويبحث في مشاكلها، ويحاول طرح الحلول ....

والبارحة في يوم من أيام بعدت عن أيام مالك بسنوات كثيرة العدد قرأت الذي قرأت له، مع ما تغصّ به الشوارع والأزقة كلها في كل شبر من أرض "الوطن" بالراقصين فرحا والمطبّلين طربا بنجاح الملحمة الكروية !!
وشتان... شتان يا قلب بين الملحمة المحمدية مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وبين الملحمة الكروية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والأكلة متداعون على قصعتها لا يتركون حتى الفُتات...!! وكيف لا وجيش محمد لم يعدْ....! كيف لا وجيوش الكرة في سبيلها مرابطة..!!

ليت شعري قد صرت أبكي ونفسي تسأل نفسي هل من معين لي على حزني...
ليت شعري ليتني وجدت لحزني معينا ...!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-04, 13:27:08
أمس كان يوم جلستها في المحكمة، هو اليوم الذي أثيرت فيه قضيتها، قضية طلاق ....

شابة في مقتبل العمر، تزوجت من عام ونيّف...
حاولت قصارى جهدها أن تتحمل تدخلات حماتها، ولكن فاض الكيل بها، وبلغ السيلُ الزبى بعد أن أوسعتها حماتها ضربا ذات يوم قريب، ولما عرف زوجها المنصاع بكليّته لأمه ظالمة أو مظلومة، لم يحرك ساكنا، ولم ينبس ببنت شفة....

أمس مثلت أمام القاضي، فلما جاء دور حماتها لتتكلم قالت: سيدي القاضي لقد ضربتني .
ردت الكنّة : أقسم بالله العظيم عالم السر والعلانية أنني لم أفعل، وأعلم أن القاضي والحاكم في أمري هو الله سبحانه، فحسبي هو ...

رد القاضي مزمجرا : ماذا تقولين؟! أفي حضرتي وأنا القاضي تقولين هذا ؟!

حاولت الكنّة المستغربة من ردة فعله أن تؤكد على أن ما قالته هو الحق، وأنه الطبيعي، وأن الله سبحانه القاضي الحاكم بأمره في الجميع رئيسا ومرؤوسا، فرد عليها الثانية مزمجرا :
اصمتي وإلا ألقيتك خلف هاتيك القضبان.!!!!!!!!!!!!!

رُفعت الجلسة والكنّة لم تكفِها غصّتها، وأنّها بعد عام ونيّف من جلستها على الكرسيّ عروسا، ولبسها ثوب العرائس، وزفّها إلى كنف نصفها الثاني، هي اليوم تغرق في دموعها لتودّع فرحا قريبا حسبته فرحة العمر!!، ولم يكفِها ظلم من ظلمها، ليظلمها القاضي ظلما أعظم .....!!

رباه....قد طغى عبيدك، وزعموا أن الحكم بأيديهم، وأن الأمر بأيديهم .... سبحانك جلّ شأنك ... انصر كل مظلوم، فأنت القاضي وأنت الحاكم وحدك سبحانك لا شريك لك...لا شريك لك في الحكم ولا في الأمر،شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يكون إلا ما تشاء...

رباه هؤلاء من أقيموا في الأرض لينصروا المظلوم قد طغوا وتألهوا... وعزّ النصير، وأنت النصير فانصر كل مظلوم، واضرب على يد كل ظالم متكبر متألّه....

رباه قد أحرقت قلوبَنا، وغصّت بأحلاقنا عوادي الظلمة في كل مكان، فأظلّنا بوارف رحمتك، وارزقنا الصبر على لأواء الدنيا الدنيّة يا حاكم يا آمر وإن أبى المتألّهون....!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-12-04, 19:09:09
يا إلهي

شيء لا يصدق ما وصل اليه الحال  في بلادنا
الهذا الحد بلغ الطغيان والفجور والتكبر والتأله

حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اقصمهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زمرد في 2013-12-05, 06:55:21
لاحول ولا قوة الا بالله

ذهبت مرغمة لاحدى المحاكم هنا لامر ما .. وهالني مارأيته كنت اسمع عن هذه القصص فقط ولكن ان تعايشها بسماعها من اصحابها !! ياالله كم ظلمو هؤلاء الرجال وطغوا والقانون يقف الى صفهم بأحسن الاحوال حايحبسه ولن يرد المظالم للمرأة والاطفال .

احداهن كان الزوج يتحايل باثبات راتبه [ان خفضه من 1000 دولار الى 250 حتى لاينفق على اولاده منها وحكمت لها المحكمة بما يعادل 200 دولار وعندما استأنفت الحمك لانه لم يسدد الاشهر الماضية وحاولت اثبات ان راتبه اكثر ردتها  المحكمة .
والثانية لم يكلف نفسه عناء الحضور فاضطرت الزوجة لاثبات قضيتها بشهود من خارج الاسرة وياله من خزي وفضيحه . وحلفت اليمين لاجل حقها اما ماهو لديه من مال اخذه منها او مهر تبقى منه لديه فلم تقبل كلمتها ولا حتى يمينها هكذا القانون ؟ وستتغرم الزوجة الاتعاب وتتنازل عن كل حقوقها وقد لاتجد حقوق اطفالها ايضا . كل هذا لاجل ان تنال حريتها .
والثالثه اتهمها بشرفها لانها لاتريد اعطاؤه راتبها ( هنا كما يقال ان الشرع افتى بجواز ان يأخذ الرجل نصف راتب الزوجه ومن هنا زاد الظلم وتشققت البيوت ).
والرابعه اخذ ماردته اليه من مهر وذهب ليتزوج بأخرى .

يقولون ثمن الحرية غالي قبحهم الله من قضاة ..

في نقاشي مع احدى المحاميات كانت تقول بحرقه نحن نحاول ان نبعد الظلم . فما كان ردي الا : انتم تحاولون ابعاد ظلم القانون على موكليكم ولكنكم لاتردون حقا ولا تنصفو المظلوم بشيء . فسكتت المسكينة.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-05, 09:19:58
يا إلهي

شيء لا يصدق ما وصل اليه الحال  في بلادنا
الهذا الحد بلغ الطغيان والفجور والتكبر والتأله

حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اقصمهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك


نعم وصل يا هادية  وصل... فالظلم أصلا لم يبدأ من حكامنا، بل بدأ من أسرنا الصغيرة، ومن كل ما هو حولنا، ظلم آباء وأمهات لا يعرفون من الزواج إلا اسمه ورسمه، أما دوره فكأنهم الموتى في القبور، وظلم معلمي مدارس، ومديرين ومسؤولين على قطاعات تربوية انتشر فيها ما كان عن هذا القطاع بالذات بعيدا ولا يقربه، فأصبح المعلم يحابي، ويعطي العلامة لمن يرتاد حصصه الزائدة الخاصة بمقابل، أما غيره فيهدّد أنه لن يلقى خيرا ما دام لا يحضر حصصه، غير حاسب حساب غني ولا فقير !!
ظلم أبسط موظف في الإدارة، الكذب عنده كالماء الذي يشربه ليحيا به، وهو المتسلق مع المتسلقين ضمن عصابة الواصلين، وهل يصل المناصب المرموقة الحساسة إلا من خلط حابلا بنابل فلم يعد يعرف فرقا بين حرام وحلال في قاموسه !
نعم "الظلم ظلمات" ظلمات حقا، لأنه أنواع وأشكال، والظلمة عادة ما تجمع في القرآن الكريم "الظلمات" بينما يفرد "النور" ، لأن الظلم حقا أنواع وألوان كما أن الظلمة والضلال ألوان ...!!

نعم يا زمرد. جزيت خيرا أختاه ... يحدث هذا في بلادنا الإسلامية !! ثم الغريب في الأمر أنهم مازالوا يغذون السير نحو "حقوق المرأة"...!! وهي المرأة ذاتها مازالت تغذ السير نحو هذه الأكذوبة والتي لم تحمل للمرأة المسلمة غير الوبال، بينما لو أنها غذت السير نحو عودتها لدينها، لحقوقها في دينها، لما وجدنا هذا الذي ذكرنا يحصل لها ...! ربما هو العقاب المنزل علينا من الله، لأننا نبحث عن دوائنا في صيدليات غيرنا، وصيدليتنا يعلوها الغبار، وغطى الصدأ قفلها !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زمرد في 2013-12-05, 09:50:38
صدقتِ اختي اسماء
آمين أختنا هادية

قال لي أحدهم مازحاً ايام ثورة 2011 : ثرن ونحن بنعطيكم حقكم . فرددت عليه وهو المرموق بين المجموعه : الشرع كفل لي حقي وزيادة أدي اللي عليك وأكفيني شرك وتسلم . فبهت وبلع كبرياؤه هو ومن حوله من الرجال اللذين ضحكو على مقالته.


انا لست ابداً مع من ينادي بحق المرأة بدعم من منظمات أجنبية فحقي معروف سلفا دون حاجة لتسميته مانحتاجه هو الدعوة للتطبيق . كم أكره التعاون مع الجهات الاجنبية من اجل الحقوق اكرهها واجاهر بكرهي لهم ولو الخير بيجي على يدهم ماأريده .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-05, 10:20:53
معك حق يا زمرد بارك الله فيك.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-05, 10:21:24
تابعوا هذا الفيديو ...أين أنت من كل هذا؟ ومن ذا يراك ؟!

http://www.youtube.com/watch?v=SKKNDHB7Leg
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-12-06, 18:28:46
الفيديو رائع يا أسماء. لو يعلم الظالمون ضآلتهم وحجمهم الحقيقي قي هذه الدنيا وقدرة الله عليهم وعلى العالمين لفكروا ألف مرة قبل أن يتكبروا وقدروا الله حق قدره. اللهم لا تجعلنا منهم أبدا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-07, 06:49:43
الفيديو رائع يا أسماء. لو يعلم الظالمون ضآلتهم وحجمهم الحقيقي قي هذه الدنيا وقدرة الله عليهم وعلى العالمين لفكروا ألف مرة قبل أن يتكبروا وقدروا الله حق قدره. اللهم لا تجعلنا منهم أبدا.

آمين يا رب.
صدقت يا سيفتاب نحن لا شيء بالنسبة لعظمة الله تعالى،وهو سبحانه بين كل هذا الملك العظيم يرى كل واحد منا وفعله...ويمهل، ولكنه لا يهمل. سبحانه جل جلاله،العظيم الكبير العلي الخبير السميع البصير ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-09, 12:00:07
ذكرتني رحيمة بالذي كان 

ذكرتني بالرسوم المتحركة التي كنا نحبها جدا ... فماذا فعلت ؟ تابعت اليوم حلقة من "زينة" ::)smile: :blush::

يااااااه يالها من ذكريات ولا أروع ولا أجمل حينما كنت أجلس متابعة الأحداث بكل كل كل اهتمام، لا أغادر منها شيئا .... وأراقب زينة ونحول، ونأخذ من اللغة الحبيبة دون أن نشعر ....كبرنا معها .... emo (30):

هذه الحلقة الأولى إن فيها ميلاد زينة  ::happy:  رائعة ...يالهذا الإحساس الرائع بالعودة إلى تلك الأيام الأروع ...

http://www.youtube.com/watch?v=6Uw2im1bs84
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: رحيمة في 2013-12-09, 16:12:31
 :emoti_282:
فعلا ايامنا حلوة بجد
احسن من كرتون الوقت الحاضر اللي كلو هواش و ضرب و القبضة الحديدية و الإنفجار الهائل و السيف القاضي و صراخ و عويل و مخلوقان نصفها قط و الثاني سمك او فيا و حصان
و بعدين تقول لك ما ادري ايش فيهم اولادي عنيفيين مع بعض
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-12-09, 21:35:57
حتى ملابس البنات كانت محترمة كانت تلك الفساتين الطويلة التي تدور  :::happy2::
وأذكر كنت آخذ فراش المنزل وأربطه حول خصري بخمار لكي أقلد البطلة  :::happy2::
كانت أيام :")
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-12-11, 05:47:20
صدقتم
افلام الكارتون المعاصرة
والالعاب الالكترونية

لها اثر سلبي كبير في عقول صغارنا.. يجب الانتباه واليقظة له
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-11, 10:32:23
رأي تعودت على سماعه، فلم أعد أغضب أو أتشنج عند سماعه كما كان يحصل لي في أوائله...
قالت: القذافي نكّلوا به أيما تنكيل ... ماذا سيقولون عنا؟! كيف سيروننا؟!! ما كل هذه الهمجية ؟!

قلت -وأنا أستغرب في نفسي برودا وهدوءا- : فقط أسألك سؤالا لو أنك كنت أنت إحدى ضحايا جنوده المأتمرين بأمره، لو أن أمك أو أختك كانت تلك الضحية وأنت التي كبلوك لتري بأم عينك عذاب أختك أو أمك أو اغتصابها ؟ ماذا كنت ستفعلين به وهو بين يديك، فما بالك برجال رأوا أمام أعينهم من يفعل الأفاعيل بنسائهم وهم مكبلون يتفرجون على أكبر مصاب وكارثة تحلّ بالرجل...!

أما ضحك من يضحك علينا، ونظرة أولئك إلينا، فأخبريني بالله عليك، ماذا يهمنا منها؟!! من ذا سيخلّصنا إلا أيادينا ؟ كذبة كبيرة تلك التي ترينا نظرتهم العلوية إلينا خسارة ما بعدها خسارة وكأنهم مخلّصونا من كل غمومنا وهمومنا بماذا؟ بعدلهم المزعوم، بمحكمتهم الدولية ؟ لسنا أذنابهم.... وليلتفتوا لهمومهم ...

فصمتتْ..... !
هل فعلا يصعب علينا أن نرى الأمور بعين إخوتنا المصابين؟ ...

لا أرى الأخوة في الدين تتحقق بعدُ إلا إذا قسنا أنفسنا البعيدة عن المصاب بمصابهم، وإلا أن نضع أنفسنا بموضعهم، وأنّ الهول والكارثة قد حلت علينا كما حلت عليهم ... عندها سنكون لمسنا شيئا من إحساسهم الناقم الطبيعي ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-18, 10:11:44
ما هذا المنهج الجديد في التعليم ؟!!
كل شيء يصحبه بحث، وتجد من معاني "البحث" مصطلحات كثيرة على أفواه التاميذ، من بينها "مشروع"...إنهم أصحاب المشاريع ...!! كلمات رنانة، كبيرة.... والنتيجة لا شيء....
يعني على أساس أن التلميذ في المرحلة الابتدائية من الأعوام الأولى يتعود البحث، ولكن ....!!

ألف نقطة وعلامة استفهام وتعجب ...
إن من يؤمّون مكتبتي من الأطفال باحثين عن مواضيع مختلفة، كلهم، كلهم دون استثناء يبحثون عن ورقة تستخرج لهم بطابعة الكمبيوتر ...هي كلمات يجدها صاحب مقهى النت من خلال كتابته لكلمة استدلالية لها علاقة بموضوع التلميذ، وأول عنوان يظهر له من السيد "جوجل" هو الذي يصبح بحثا لذلك التلميذ...!!

بل من التلاميذ من يصور تلك الورقة عن زميله دونما عناء ارتياده لمقاهي النت... وقد تجد المجموعة تصور عن واحد !!

والمعلم يقبل على العلات ....والعلامة يضعها لتلميذه الباحث المنقّب ليس بعد السؤال المُسفر -على الأقل- عن فهم التلميذ لما أتى به ....
أهذا هو منهج تعويد التلميذ على البحث !!!
بئس المنهج هو والتلميذ يأتي سائلا عن موضوعه لا يستطيع حتى إيصال المعنى الصحيح لما يريد ...
"آنسة لو سمحت هلا طبعت لي أصحاب الرسول؟"...!!

تلكم هي الجملة الإيحائية منها لبحث حول "أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم " !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-12-18, 17:32:16
المشكلة يا أسماء أن كل الأسس تقريبا مغلوطة في كل شيء تعليم وغيره، يبدو أن الأمة بحاجة إلى إعادة ترتيب في كل شيء، متى وكيف ومن الله أعلم
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-21, 10:03:14
المشكلة يا أسماء أن كل الأسس تقريبا مغلوطة في كل شيء تعليم وغيره، يبدو أن الأمة بحاجة إلى إعادة ترتيب في كل شيء، متى وكيف ومن الله أعلم

معك حق يا سيفتاب، نسأل الله أن يرزقنا عملا يرضيه عنا .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-21, 10:03:24
سياحة هي، وأعظم سياحة، تجوال، وترحال، وتنسّم عبير، وترويح،وجمال وبهاء، وراحة وسكينة، وطمأنينة، وسلام ....
سياحة هي تأخذك إلى عالم الأقدار...
إلى عالم الأسباب تتحرك على الأرض بفعل مسببها الخبير العليم الرحيم ... مجيب دعوة الداعي إذا دعاه .... الحنان المنان على عباده....

هي هناك في مدينة من مدن الضباب... وراء البحار، في فرنسا... هي وزوجها، تقول فيما تقول أنّهما الغريبان، وإن كان كل منهما يؤنس الآخر في وحدته ويشدّ من أزره، ويواسيه، ولكنّ الغربة غربة ... والوطن هو الوطن، والأهل هم الأهل بعيدون، والأحباب هم الأحباب بعيدون ....

حملت، فكانت فترة الوَحَم،وكان اشتياقها لرائحة الأهل، وما تصنعه يد الأحبة...
لم يعد كل ما أمامها وما بين يديها يضاهي كسرة خبز من يد أمي، أو رشفة قهوة بين جدران بيتنا الصغير هو القصر المنيف لا برج "إيفَل"، وبين جنبات حينا الشعبي لا اكتظاظ "الشانزيليزيه" بالسيارات الفاخرة..والبنايات الفارهة !

حاولت جهدها أن تخفي ما بها، ولكنها تبوح في ساعات البَوح ...
ويلفح أحبابَها سُعارُ الشفقة والحزن لحالها، وأنه لو كانت أمواج البحر تحمل إليها كسرة خبز من رائحة الوطن لحمّلوهَهَا .... ولكن هيهات هيهات ....

وأتعاب الحمل ينوء بها جسمها الهزيل .... ويزيد في اللأواء بُعد الأحبة وأحضان الوالدَين الحانيَيْن وطلّة كطلة القمر من وجه أحدهما عليها تُذهب كل آلامها وأتعابها ...

ولكنّ عينا هي تلك التي لا تنام، ولا تأخذها السِّنة ترعاها، وتعلم ضعفها، وعسر حالها...لا تسمع منها الصوت، ولا تحسّ منها التَّرْبيتَ على الكتف... عين الرقيب العليم الخبير الحنان .... لا تكِلُها ....
فتحرك الأسباب على أرض الأسباب ....

سبحانه، ما أجمل السياحة في عالم أقداره ....
ما أبْهاه من خَضار، وما أروع شدو مياهه الرقراقات، وما أجمل شموخ جباله، ونديّ وديانه .....

إنه عالم الأقدار، وأنت تنتقل مع القدر ورحمة الله خطوة خطوة إلى حيث مشيئته سبحانه أن يستقر وينتهي...

لقد جاء....
جاء كأي أحد يجيئ، رجل من رجال البلدة يشاء الله أن يلتقيه خالها وهو في عطلة لأيام بين أهله، إنه من ذلك المكان، تحديدا من تلك المدينة التي تقطنها صاحبتنا .... وسلام وأحضان، وسؤال عن الأحوال، ومشيئة الله وأقداره أن يأتي في ذلك الزمان تحديدا، زمن لأْيِها وتعبها...في تلك الأيام تحديدا التي لا تجد المنْدوحة فيها إلا أن تبوح عبر الهاتف لأمها وأهلها بشيء من لأوائها ....
التقى الخال بصديقه المغترب، الذي سيعود إلى غربته بعد أيام قليلة ....

آه ...!! يالمشيئة الأقدار... إنه من مدينتها تحديدا، رغم أن تلك المدينة جامعية لا يقطنها الكثير من أهل الجزائر كما يتواجدون في غيرها من مدن فرنسا ....!

ولكنّ مشيئة الأقدار أقوى من أي حال ....
دخل مكتبة لم يدخلها من قبل يوما، مكتبة الخالة ليصور أوراقا يحتاجها، وتشاء الأقدار أن يدخل الخال من باب المكتبة الخلفي، في تلك اللحظة التي دخل فيها هو، وطلب صورا لأوراقه ....
وتشاء الأقدار أن يكون الرجل صديقه الذي يراه بين زمن وزمن وهو المغترب هناك في تلك المدينة من مدن فرنسا....
وتشاء الأقدار أن يتذكر الخال حال ابنة أخته، واشتياقها لرائحة الأهل والوطن ....
وأن يسأله إن كان يقبل أن يبلّغها شيئا من تلك الرائحة، وهي في حالها من الوَحَم ....

وتشاء الأقدار أن يكون الصديق طيبا عارفا بمعنى الثواب الذي يلحق من عمل كذلك العمل ....

وتشاء الأقدار أن تكون أم صاحبتنا وأختها في تلك الأيام ذاتها ببيت الجد في مدينة الجد لا في مدينتها...

وتُشد الهمم، ويُحَضَّر لصاحبتنا مما اشتهت وأعربت أنها تشتهي...
وتشاء الأقدار أن يُقتنى لها من فاكهة الصيف التي لوَّعها شوق الوَحَم إلى مذاقها ونحن في عزّ الشتاء ....وفرنسا خلت منها من بعد تنقيب الزوج عنها في كل أسواق تلك المدينة الفرنسية...

وتُخطّ الخطة، ويُخفى عنها ما يُخطّط لها ...
وتجري المفاوضات، وتحضّر المشتَهَيات مع تلك الفاكهة الصيفية المُشْتهاة شتاء !
ويحملها الرجل الصديق مع ما يحمل فرِحا مسرورا أنه سيبلّغها حاملا في فترة الوَحَم ....

ويسافر من مدينة إلى مدينة، سفرا متقطعا، والأمانة معه....يوم هنا، ويوم هناك، حتى جاء اليوم الثالث الذي كان فيه هناك حيث صاحبتنا ....
ويصل الرجل إلى زوجها، ويلتقيه، ويسلّمه الأمانة .... تلك التي قطعت البحار، وسافرت في عَرَض السحاب، وانتقلت من بلد إلى بلد حتى وصلتها بمشيئة الله تعالى الذي أراد وكان ما أراد، أراد أن يبلّغها من رائحة الأهل والأحباب.....! أراد أن يُؤكِلها مما اشتهت....

ويدخل الزوج عليها بما سُلِّم ....
فتنفجر باكية وهي ترى أمام عينيها ما كانت تظنّ أنه البعيد عنها والذي لا يمكن أن يقطع البحار إليها ...!! وتبكي أول ما تبكي أحبة اشتاقت إليهم، وبلغتْها منهم رائحة ....

هل أجمل من هذه السياحة سياحة ؟!!
هل أجمل من مشيئة الله وقدره عالَما يدعوك أن تتأمله، وتتأمّل مجرياته حتى منتهاها ؟!
سبحانك جلّت قدرتك، وتباركت، وتقدّس اسمك....
سبحانك يا مَن لا تنسى عبادك...
يا مَن تسبّب الأسباب حركة على الأرض لتقدّر الرحمة بحرا من وراء بحر.... سبحانك ما أجمل عالَم مقاديرك وما أروع السياحة فيه ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-23, 09:30:24
قد تكون درجة من درجات الرُّشد والرشاد أن يخالف الإنسان حاجة تلحّ نفسه أن يقضيها...

قد تكون درجة من درجات الرشاد أن يبحث الإنسان في نفسه قبل أن يفعل، فإن وجدها شديدة الإلحاح على حاجة لها غضّ الطرف عنها وولاها الدُّبُر ولم يكن لحاجتها قاضيا...

وقد تكون درجة أعلى من درجات الرشاد أن يعيش الإنسان سائلا متذلّلا بين يدي مولاه أن يجعله كما يحب هو ويرضى لا كما تحب نفسه وتهوى ...

أما أعلاها فأن يعيش الإنسان وبين جنباته نفس مطمئنة ....

فأين تُرانا من هذه الدرجات ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: elnawawi في 2013-12-26, 16:51:22
وددت التعليق على موضوع "البحث" .. العلة في التطبيق المشوه لطرق التدريس الحديثة .. والعلة في المعلمين أنفسهم الذين لا يفقهون ما هو المعنى الحقيقي للبحث لأنهم لم يروه ولم يتعلموه في حياتهم قط .. هذا هو الامتداد الطبيعي لأفعال من تعود على التلقين بدون أي فهم .. ولو المعلم يحاسبهم على المحتوى وجودته ومدى فهم الطلاب له لما حدث هذا ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-12-27, 10:19:00
ولو المعلم يحاسبهم على المحتوى وجودته ومدى فهم الطلاب له لما حدث هذا ..

تمام ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-12-27, 10:38:55
اسماء تنقل بامانة كل ما تنشره على صفحتها في الفايسبوك هنا
علي اذن ان انقل تعليقاتي لصفحتها هنا

اما انا فلست بمثل امانتها.. فاحيانا انشر هنا ما لا انشره هناك... واحيانا العكس
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-12-27, 10:49:36
ما هذا المنهج الجديد في التعليم ؟!!
كل شيء يصحبه بحث، وتجد من معاني "البحث" مصطلحات كثيرة على أفواه التاميذ، من بينها "مشروع"...إنهم أصحاب المشاريع ...!! كلمات رنانة، كبيرة.... والنتيجة لا شيء....
يعني على أساس أن التلميذ في المرحلة الابتدائية من الأعوام الأولى يتعود البحث، ولكن ....!!

ألف نقطة وعلامة استفهام وتعجب ...
إن من يؤمّون مكتبتي من الأطفال باحثين عن مواضيع مختلفة، كلهم، كلهم دون استثناء يبحثون عن ورقة تستخرج لهم بطابعة الكمبيوتر ...هي كلمات يجدها صاحب مقهى النت من خلال كتابته لكلمة استدلالية لها علاقة بموضوع التلميذ، وأول عنوان يظهر له من السيد "جوجل" هو الذي يصبح بحثا لذلك التلميذ...!!

بل من التلاميذ من يصور تلك الورقة عن زميله دونما عناء ارتياده لمقاهي النت... وقد تجد المجموعة تصور عن واحد !!

والمعلم يقبل على العلات ....والعلامة يضعها لتلميذه الباحث المنقّب ليس بعد السؤال المُسفر -على الأقل- عن فهم التلميذ لما أتى به ....
أهذا هو منهج تعويد التلميذ على البحث !!!
بئس المنهج هو والتلميذ يأتي سائلا عن موضوعه لا يستطيع حتى إيصال المعنى الصحيح لما يريد ...
"آنسة لو سمحت هلا طبعت لي أصحاب الرسول؟"...!!

تلكم هي الجملة الإيحائية منها لبحث حول "أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم " !!!

صدقت يا اسماء... وهناك بعد اخر اخطر لاحظته... وهو تعويد التلاميذ من سن صغيرة على التعامل مع الانترنت بحجة هذا البحث العلمي، فيضطر الاباء لتزويد كل طفل يجهازه الخاص، واتاحة الفرصة امامه للجلوس كما يشاء لانه يبحث ويدرس وهذه متطلبات المدرسة.. وبهذا يقتحم الصغار هذا العالم المجهول بكل ما فيه من خير وشر، ويغلب شره على خيره بكثير، في سن غضة لا تمييز فيها ... وكأنها دعوة منظمة لفتح ابواب جهنم لهم.. وتحريرهم من رقابة الاسرة وحتى رقابة المدرسة، والقائهم في احضان المجهول
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-12, 07:02:27
أتساءل بحق.....
كيف يقفز انبهار شبابنا اليوم بكتب وافدة، وهم لم يكلّفوا أنفسهم تدبرا لآيات قرآنهم،فلم يعرفوا كنوزه، ولم يتملّوا بلآلئه وجواهره، لم يعرفوا منه إلا اسمه وقدسيّته، فإذا احتوت هذه الكتب على قنابل موقوتة تريد أن تفجّر بقايا عقيدة بأنفسهم احتضنوها وكأنما يحتضنون وردا شذيا .....حتى إذا تلك البقايا أشلاء متطايرة تلهو بها ذرات الهواء .......!!! وإذا شبابنا فريسة سهلة سرعان ما ينقضّ عليها الضّباع.......!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-18, 09:10:26
قناة القرآن الكريم الجزائرية قناة تستحق المتابعة والتشجيع ....
وهذه رسالة بعثت بها إليهم على صفحتهم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سعدت يوم أمس أيما سعادة بالبرنامج المفتوح الذي بثته قناة القرآن الكريم عن المولد النبوي الشريف، وقد تابعت باهتمام تلك الجلسات الإيمانية الفكرية العميقة، وأحببت أن أبلغكم إعجابي بالتوجه الذي ركز عليه عدد من الضيوف الكرام، من مثل الأستاذ عيسى والأستاذ فارس، وهو الدعوة للتركيز على التطبيق العملي لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم الاكتفاء بالتلقين الحرفي، أو بالذكر يوم الذكرى... يوم أمس أزاح الأساتذة الكرام شيئا من ثقل جاثم على صدورنا ونحن لا نرى من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قشورا لا تغني الأمة ولا تسمنها من جوع...بارك الله فيكم جميعا دون استثناء مذيعين وضيوفا وفرقا إنشادية... أثلجتم صدورنا ...ولا يفوتني أن أنوه بالمذيع الذي جعل يسأل المارة في الشارع بطريقة مميزة جدا،ولا أنسى أطروحة الأستاذ فركون عن القبرَيْن،وقد كنت قبل متابعتكم، تابعت احتفالا على قناة دولة مسلمة أخرى جارة لنا، كان سببا من أسباب حزني الكبير، لما في الاحتفال من خلط وخبط فالمدائح دينية والرقص والطرب والتمايل رجالا ونساء بالأستوديو كأنه على أنغام الأغاني العصرية...نسأل المولى عز وجل أن يجزيكم عن عمق عملكم خير الجزاء، وأن يكلل مساعيكم بالتوفيق من عنده.هكذا يكون العمل لله والذي بإذن الله سيؤتي ثمارا جنيّة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-18, 09:10:44
كم أنّ معرفة اللغة العربية والغوص في بحورها ضروري !! كم يعدّ هذا على المسلم فرضا من فروضه...!!
ربما لا يُدرَك مقام ذلك ومدى ضرورته بالقدر الذي يُدرك حينما يريد أحدهم ليّ أعناق آيات القرآن الكريم وإعطائها تفسيرات لغوية ما أنزل الله بها من سلطان في عالم اللغة ولا في عِلم اللغة .... لم يعرفها العرب من قبلُ، ولم يكن مراد القرآن ما أراده ذلك اللّاوي....

قد يأتي بجذر الكلمة ويبحث في معانيه المختلفة عمّا يناسب فكرته التي يريد، بينما مُراد القرآن منها أبعد ما يكون عن مراده، وأقرب ما يكون إلى المعنى البسيط المفهوم العامّ الذي يصطلح عليه الفهم الجماعيّ ...

خطورة كبيرة تكمن في عدم الانتباه لمن يريد ليّ اللغة ليلوي بها مرادات القرآن الكريم، وهذا ما ينطلي غالبا على مَن لا دراية له باللغة إلا من قشورها وسطحها، ويغيب عنه استخدامات العرب لها والتي جاء القرآن وفيه منها الكثير ....

سأضرب مثالا...
قال تعالى : "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)"-التحريم-

هذا تلقين رباني لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلّغه زوجَتَيْه عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأرضاهما، فالمخاطَب إذن مثنّى، والسؤال الذي قد يتبارد لمن لا معرفة له باستعمالات العرب للغة أنْ ما محلّ "قلوبكما" وهي جمع ينسب لمثنّى، والأنسب حسب الفهم المتعارَف عليه أن تكون :"قلباكما"...بمعنى حاصل قلبين لكل من الاثنَيْن ....

قد يجدها اللّاوي الذي يريد أن يوصل فكرة ملتوية معيّنة ثغرة يعبر بها لعقول الذين يكتفون بما عرفوا من أساسيات القواعد التي درسوها صغارا ليثبت فكرته ويبث شكوكا، ما يكون لها من موقع ولا وقع لو أن المتلقي بحث، ولم يرَ في مخزونه البسيط خلاصة المعرفة باللغة .... إذ أن العرب كانت للتخفيف تجمع الاسم المثنّى المضاف لاسم مثنّى ...

وكم خلط خالط وخبط خابط وهو يتسلل من منافذ قلة المعرفة باللغة العربية وباستعمالات العرب لها ليصل إلى العقائد داخل القلوب فيفسدها على أصحابها ...وما كتاب "آذان الأنعام " منا ببعيد ....عافانا الله وإياكم ونوّرنا وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-01-19, 12:14:37
ايه كل المواضيع الجميلة دي ؟؟

استنيني استنيني ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-22, 04:25:27
أعجبتني إيجابيتك يا أسماء في مراسلة قناة القران الكريم والثناء على أدائها بهذا الاسلوب الرصين
علينا فعلا ان نهتم بتشجيع النقاط المضيئة من حولنا لنسهم في زيادتها وانتشارها

،،،،،،،،،،،
ولا يفوتني ان اشكرك على كل ما تنشرينه على صفحتك من مشاركات قيمة ، احرص على قراءتها جميعها وان قصرت في الثناء عليها. فجزاك الله خيرا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-22, 08:43:52
أعجبتني إيجابيتك يا أسماء في مراسلة قناة القران الكريم والثناء على أدائها بهذا الاسلوب الرصين
علينا فعلا ان نهتم بتشجيع النقاط المضيئة من حولنا لنسهم في زيادتها وانتشارها

،،،،،،،،،،،
ولا يفوتني ان اشكرك على كل ما تنشرينه على صفحتك من مشاركات قيمة ، احرص على قراءتها جميعها وان قصرت في الثناء عليها. فجزاك الله خيرا


جزانا وإياك يا هادية، عسى الله يجعلها خالصة لوجهه الكريم، ويتقبلها، بارك الله فيك ومنكم قد تعلمنا، فجزاك الله عنا كل خير  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-23, 15:00:13
الإسلام دين الرقيّ والذوق.... فكيف يكون المسلمون قليلي ذوق ؟!!! لا حول ولا قوة إلا بك يا ربنا... نبرأ إليك من أعمالنا وأقوالنا وقلة ذوقنا... وبعض الكلمات فعلا قبور ...فكيف للمسلم أن يقولها لأخيه المسلم ؟!! كيف ...ثم نستغرب قلة الإنسانية فينا من غير المسلمين؟!! أو نستغربها من بعض من صفتهم الإسلام؟!! ما حقّ لنا استغراب ولا تعجّب ونحن يذيق بعضُنا بعضا البأسَ حتى بالكلمات وكأنما هي الصواعق والقنابل ....!! وممّن تصدر؟ من الذين هم في مقامات التربية والتعليم والإمامة .....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-23, 15:00:27
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ(30)-الأنعام-

يالهول هذه اللحظة !!! أتتخيلون ؟!! إنها للحظة عظيمة ... يوم يوقَفون على ربهم ... يوم نقف بين يديه سبحانه جلّ في علاه ...!! فيقول : أليس هذا بالحق؟

ماذا سنقول ساعتها ... الكل سيقول "بلى وربنا"، من مات مؤمنا ومن مات كافرا ....
فليبحث كلّ منا في أي زمرة سيكون...
في زمرة من يأتيهم الجواب: "فذوقوا العذاب"، أم في زمرة من سيقال لهم : "ادخلوها بسلام آمنين"...........
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-23, 15:00:41
تحدث الشعراوي رحمه الله تعالى عن الظلم، فذكر منه نوعا لا يتطرق له الكثير من الناس وهو ظلم الإنسان اسمَه، كأن يسمّى أحدهم "مهديا" وهو يعيث في الأرض فسادا، فذكر تحذير أهاليهم لهم وهم يدخلون القاهرة من أن تطأ أقدامهم شارع "عماد الدين" الذي يجمع كل أنواع الموبقات ... فأنشد الشعراوي شعرا عن ظلم المسمّى للاسم :

وأقبح الظلم بعد الشرك منزلة** أن يَظْلم اسماً مُسمّىً ضده جُبِلا
فشارع كعماد الدين تسميةً** لكنه لعناد الدين قد جُعلا...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-23, 18:35:10

جميل
جزاك الله خيرا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-01-24, 09:36:21

اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-25, 06:40:23

جميل
جزاك الله خيرا


وإياك  emo (30):


اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك


آمين يا رب ...آمين
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-01-27, 12:33:18
مرحباً يا اسماء , كيف حالك؟
كنت افكر .. أنه ربما يجب ان اشارك شخصاً ما يدور في ذهني .. أيّ شخص
فلم اجد انسب منكِ حالياً
اخبريني يا اسماء .. و قد وضعنا الله في مواضع القتل و السفح و الدماء تغطي كل جميل , و ليس ذلكم بلاءاً بقدر ما هو بلاء مخالطة اهل الشر و اهل السوء اولائكم ..
لسنا نخشى الموت .. بل نتمناه ..
لكن أيّ صبر يمكن ان يداوم المرء عليه مع قومٍ هم اسوأ جارٍ و اسوأ صحبة .
إن منهم لمن يرى الدم فيرقص طرباً به . و يرى الاشلاء فيهرع إليها يزيدها تمزيقاً . يرى هتك اعراض البنات فلا يمد يديه لمساعدةٍ إلا أن يكون تصفيقاً لمن هتك .
يصعب عليّ ذكر الكثير . الكثير الموجود لا يزداد إلا كثرة . لا يزداد الظلم إلا تفحشّاَ .
والله إننا لا نخاف الموت شيئاَ .. ولا يخيفنا الرصاص . إنما القومُ الذين نجالس و نجاور .
قومٌ ما ألِفوا سوى الخبث و قبح الضمير و نفاقة العطف في قلوبهم .
الله وحده يعلم أي إيذاء نلقى لا من سفاحنا . لكن من الاهل و الجار و الشعب كلهم .
لبئس الشعب هم و لبئس العيش معهم .
الله يعلم إلى أي مدىً تقطّعت الارحام و هجر الاحباب و الاقارب اقرباءهم .ثم لم يعد شيء كما كان
والله إن الام لتُبَلِّغ عن ابنها . و إن ابن العم ليشمت في قريبه . و إن الجار ليرى دم جاره فيُعلي الاجهزة كلها باصوات الغناء و الرقص و الزغاريد.
حتى بات المرء يستفهم عن إتجاه مُحدِثه . فإن تأكد أنه إنسان فإنه يحادثه. وإلا فلا
اللهم ارحم بنا يا رب .
أيّ فتنةٍ تلك؟
اللهم لك الحمد .
فقط اخبريني يا اسماء . كيف؟
كيف - عندما يلطف بنا الله و نحصل علي الخلاص - سيكون عيشنا معهم؟ كيف تنسى القلوب ؟ كيف يُغتفر الدم؟
هل سيفتح لهم الله ما فتحه لنا من خيرٍ و نعمة؟ ألن يأخذهم كل مأخذ؟ ألن ينتقم لكل من برر و كل من شمت و كل من استخفّ؟
والله إن الكلمة منهم لتقتل .
نريد يا رب خلاصاً عظيماً . نريد انتقاماً غليظاً .
اقسم ان النفوس اللطيفة قد تغيرت.
لم يعد المرء يمكنه ان يجالس احدهم و هو صافِ النفس . كيف و كلّه يقين ان من يجالسه سوف يشمت بدمه إن اوذي او إن قُتل؟
إنني - و اعترف - احرّض رفقتي كلهم على ان يقطعن علاقتهن باصحابهن من الطرف الاخر كلهن .. ولا يستثنين أحداً .
اسماء .
إنني قد اطيل ما اطيل .. لكنك تعين مقصدي .. فابلغي فيّ الاجابة !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-28, 08:55:02
ماذا عساي أقول يا سلمى ؟

إن أنا نصبت نفسي ناصحة فسأراني المتفلسفة التي تعلم شناعة الأمر وفظاعته، وعِظمه وتعلم أنها لا تعيش ما يعيش السائل لتنتقي الكلمات التي تصيب النفع فيه إصابة ... وإن أنا أعرضت عن الكلام فسأراني التي لا تجد في الدين ما تؤسّي به نفسها والسائل ....

نعم يا سلمى، لن أتفلسف عليك، ولن أطالبك بما أعلم أن نفسك لم تعد تطيقه، ويعلم الله كم أثرت بي كلماتك، وكم أوجعتني، وكم عرفت أن الأمر جلل جلل جلل .... ولكنّ ملجئي وإياك هو الله سبحانه، هو دعوتك لأن تتذكري إخوة يا سلمى ألمهم أشد من ألمك، وجرحهم أكثر غورا، إخوة تأويهم حيطان السجون التي لا ترحم، إخوة يتعذبون، وربما فضلوا الموت على عذاب يلقونه في تلك السجون .... إخوة قُهِروا وظلموا ولكنهم لا ينسون اللجوء إلى الله ....

هكذا يا سلمى يتأسون، هكذا يتقوّون، هكذا تتجدد عزيمتهم، وهم يذكرون الله، ويذكرون نبل غايتهم، وأنها التي ضريبتها أنفسهم وأنفس ما يملكون، إخوة تأسوا بمن تعب قبلهم، وبمن صبر، وبمن جاهد، فرجوا الأجر من المولى عز وجل، وزاد إخلاصهم حتى إذا لقوا الله لقوه مخلصين يريدون الأجر منه، ولا يريدون أن يصنفوا في زمرة "وقد قيل ..." 
عرفوا أن صاحب الرسالة والهدف والعمل لله تعالى غايته الله، فأحبوها خالصة لا تشوبها شائبة، فإذا عزمهم يتوقد، وإذا صبرهم يتقوى، وإذا جدران السجون الظالمة تنقلب حياة لقلوبهم وهم في جوف الليل يناجون ربهم العليم الخبير السميع البصير، الذي يعدهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ولكنه سبحانه يفتنهم وهم يعلمون أن قول "آمنا" لن يكفي لتعرف حقيقة إيمانهم ....

نعم يا سلمى، لن أدعي وعظا ولا إرشادا، ولكنني لا أستطيع أن أغفل هؤلاء، لا أستطيع أن أنساهم في غمرة ما يحدث، بل إن استدعاء ذكراهم هذا موعده، وهذا أوانه، الأسبقين منهم واللاحقين، من كان منهم على الدرب أولا، ومن اقتفى الأثر لاحقا، في كل زمان ....

أعلم يا سلمى مدى ما يوجع أن تلتفتي حولك فإذا الجيران والأقارب والأحبة أعداء ألداء، يفرحون بأساك كما لا يفرح به البعيد، أعلم كم يوجع هذا وكم يؤلم وكم يوغر الجرح !!! أمر يجعل من الإنسان فاقدا للثقة بالناس، يجعل منه مترقبا لكل خطوة لكل كلمة، لكل نأمة منه، وهي الحياة التي لا تفرق عن الموت إلا بالأنفاس ....ولكن لا بد أن نضع نصب أعيننا سؤالا فاصلا، وبعد؟؟

مدارج الحق سالكوها قلة، قلة، قلة، ودرب الباطل سالكوه كثرة، هذه هي المعادلة، ومن كان معدنه هشا رقيقا في ساعة السلم، لن يصبح بقدرة ساحر ماهر صلبا متينا في ساعة الحرب والشدة ....من كان إيمانه على حرف في ساعة السلم، لن يصبح إيمانه شعلة وقادة في ساعة الشدة والرزء ...هكذا يجب أن تضعي نصب عينيك هذه الحقائق يا سلمى، فلا يوجعنّك بعدها كثرة المتكالبين على أبناء الجلدة الواحدة والدين الواحد والرحم الواحدة والحي الواحد وكأنهم المتكالبون على العدو .... هكذا هي سنة الحق وأهله في دنيا الباطل وانتفاشه، والفرق بيننا يا سلمى وبين من صبر وتحمّل أنهم فقهوا العلة، وأيقنوا أن كثرة الثائرين بوجه الحق لا تعني في قاموس ثورتهم وجهادهم وصبرهم ورسالتهم شيئا .... لم يروهم كثرة، لأنهم فقهوا أن الحكمة ليست بالعدد، فقلّلهم الله في أعينهم .... فهلا اقتبسنا من فهمهم، وما فقهوا؟ أنا وأنت يا سلمى سواء، لست بالتي تعظك لأنها الجَلدة عند المصاب، لا .... فما يدريني لعلي أكون ساعتها الأكثر ضعفا منك ..... ولكن فقط أتذكر وأذكر نفسي وإياك .....

الأمر يحتاج إيمانا قويا يا سلمى بالقضية، ويحتاج صبرا، هكذا شئنا أو أبينا بحثنا عن حلول أخرى أم لم نبحث، هذه هي السبيل منذ الأجيال الأولى وإلى آخر جيل، لأن هذه الطريق خاصة، والله سبحانه يجعل فيها الأشواك ولا يزرع فيها الورود ...."مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً(23) " -الأحزاب-
وكما أنكم القلة يا سلمى، فلستم أيضا وحدكم في كل مصر، بل منكم الكثير الذين اضطهدوا ضمن مخطط كبير كبير كيد به أهل الدعوة في مصر حتى تقطع طريقهم، ولكن المخططين يظنون ظنا، والظن لا يغني من الحق شيئا .... لأن الثابتين الصابرين موجودون في مصر، ولن تقطع الطريق ....

لا تبالي يا سلمى بمن فرح لحزنكم ومصابكم، فأولئك لو تتذكرين ستجدينهم أهل المعادن الهشة القشة من زمان وليس من اليوم ..... وهؤلاء تظهر حقاقئهم المرة عند الشدة والأزمة .... فأن يكشفوا خير من أن تبقى حقائقهم مغمورة .... ولن أدعي أن أقوالهم وأفعالهم لا توجع، ولكن يجب أن تكونوا أقوى .... فمن كان مطلبه الله ودينه، لم يضرّه طالب دنيا ....

صبّركم الله يا سلمى، ونصركم، وأنزل عليكم رحماته، وقواكم وأضعف عدوكم .... وإن ما يحزنكم يحزننا ويفتّ في عضدنا ولكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها .....

وسيخلفكم الله تعالى بأناس معادنها أصيلة تحمل الهمّ معكم ... ثقي بالله تعالى، فهذه الدنيا دوارة، وهذا الزمان صعب، ونسأل الله فيه الثبات على الحق وإن غمر الباطل كل الأرض ... ولا تنسي أن زمانا قد عرّفه نبينا صلى الله عليه وسلم القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ....

ونحن وكل مجتمعاتنا، ولن أقول المجتمع المصري وحده، أصابنا من العلل الكثير الكثير الكثير، ولو أن شيئا أصاب الجزائر اليوم مما أصاب مصر، لعرفنا مما عرفتم أيضا، وكما أرى في تونس اليوم وإن بدت بلاد الدستور المصادق عليه إلا أن الهم فيها كثير كثير كثير ، كل مجتمعاتنا مريضة يا سلمى بفعل من قادها أزمنة طويلة يأخذها إلى طريق الهمل والضياع، وبفعل ضعف أنفسنا جميعا ...... فاصبري أختاه وصابري وفرج الله آت آت ...هذا هو اليقين .

وتذكري دوما أنه مهما كان مصابك عظيما، فهناك من مُصابه أكبر وأعظم، ولكنه الصابر المحتسب، ومن هؤلاء نقتبس علما ونورا، وهم القلة ولكن بهم نصر الله الحق من سالف الأزمنة، وبهم وهم القلة، سينصر الله دينه في قابل الأيام .... تذكري يا سلمى من ثبت ولم يرَ النصر ولم تنعم به عيناه، ولكنه ترك لنا من خلفه قصة ثابت صابر تتأسى به الأجيال من بعده لتقفو أثره، وتفعل فعله حتى ينزل الله نصره على من يحب من عباده فيقرّ به أعينهم.... تذكري من قاسى الأمرّين وهو يسأل الله نصرة الدين، ويتمنى الشهادة، ومن حوله نعّاق الشر وهم بنو الجلدة الواحدة، وسِياطهم تفعل بجسمه وقلبه الأفاعيل .... تذكري من عذبهم أبناء جلدتهم،من وصموهم بالجرم وبالإرهاب وبالعنف وبأنهم أهل العذاب والنكال وبأنهم من ترجو الأرض الخلاص منهم، وهم صابرون ..... بل لقد عرفناه الشهيد في سبيل الحق، ولم تفعل فينا أكاذيب جلاديهم شيئا، ولم نصدقهم، ولم تندثر أخبارهم، بل بقيت شعلاتهم تنير الدروب حتى بعد مماتهم ....... فالحق لا يموت وإن مات أهله، وهم من أجل الحق صبروا وثبتوا لا من أجل ذواتهم، ومن أجل أن يورثوا الصبر والثبات نبضا للأجيال يمدهم بالحياة، لأن الجهاد لا يموت وإن مات من أهله الكثير  ....



العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-01-28, 12:41:54
الحمد لله علي نعمتي أسماء و ماما هادية .
لولاكما لفسدت نفس المرء كثيرا . فجزاكما الله خيرا جزيلا عنّي .

بلى يا اسماء , وعيت كل كلمة و غمرت قلبي كله . ابكتني كلماتك . تذكرت رغماً عني رؤية الشهيد ميتاً تحت قدميّ ولم استطع إسعافه . فصرت لا انام ليلاً سوى نوم الفَزِعِ . تذكرت صوت الشباب و هم يصرخون و يلطمون وجوههم . تذكرت ذلك الذي كان يهرع إليّ أن :ضعي لي أي شيء . تذكرت اشياءً كثيراً اعترف انها قليلة جداً و ضئلة جداً مقارنة بما عاشه من هم اصغر مني سناً .
إنني كما اخبرتك لا يحزنني موتي , فإنما هو عمرٌ واحد و ميتة واحدة . لكن يؤسفني الاذى ممن جالستهم اياماً و عشنا سوياً لحظاتٍ جميلة . منهم الاهل و منهم الصحبُ و منهم من اعرف ومن لا اعرف .
انني انا المخطئة إذ ذلكم اليوم عُدتُ بيتنا و قد نال مني الالم اي منال . اقول في نفسي و لمَ يضطر ذلكم الشاب بدلاً من ان يقضي وقته الآن بين اقرانه او في جامعته . أن يدسّ جسمه و دمه و حياته كلها بين مطرقتي حديد .
لا استطيع أن اتجاوز فكرة أن ارى شاباً يتساقط علي الارض من حَرَاقةِ الغاز و من سيل البِلِي . دون ارادة مني . شعرت انهم كلهم بضعٌ مني . ما يصيبهم من أذىً هو مُصيبيّ .
اخبرتني أختي أنه لو كانت تلك عزيمتك فراجعي إيمانك . ليس منا من يهلع ساعة الدكّ و حين الايجاع .
الاعراض يا اسماء و الدم و البكاء و القهر و الذل .
نحن لم يصبنا شيء بعد اذا ما قورنا بغيرنا . لا شيء ابدا .
و لعلنا نحب القراءة و السماع عن قصص الصابرين لا أن نعيش حياتهم . نحب ان نسمع عن المناضلة و الجهاد , لا ان نعيشه .
لان عيش الجهاد صعبٌ جداً . قاسٍ جداً ..
اللهم إنا نشهدك أننا لا نعترض .. لكن أملنا فيك ان تجبر بكل تلك الخواطر
والله انا لم يصبني مكروهٌ .. بعد .. لكنني لا اتألم سوى لهم . لمن لا اعرفهم و لا يعرفونني . لكل تلك العيون التي نامت دون احبائهم .
في كل مكانٍ في مجتمعاتنا الثكلى . هناك فقدٌ و ضعف ..فأتألم للجميع .
نومٌ قلق . و حياةٌ صارت أضيق من سمٍ الخياط . لا تزداد إلا ضيقاً .
دبّرنا يا رب .
تعرفين؟
اسأل دائماً نفسي . هل بالفعل اريد الشهادة الآن أم لا . هل اتمناها بحق لأنني اريد اجرها . أم انني احتاج وقتاً اطول . اردت الكثير من الامور لأفعلها و انجزها .اصلاحاتٌ كثيرة و خيرٌ عظيم .
ثم اجد نفسي في تلك المحنة . فيا رب ما الذي اريده بالضبط ؟ اردت ان اعيش لغرضٍ طيبٍ انت تعلمه .. لا حباً في الدنيا و الله ..لكن الالام تفتك بالايمان . اخشى علي نفسي و ديني الفتنة .
اخشى ان اضطر - و يحدث فعلا - إلى تقصير حجابي لأجل ألا اكون من المشتبه فيهم .. تراجعت بعد ان تقدمت بي الرغبة في ارتداء النقاب . لانني اعلم ان كلباً ما سينزعه عني .. و كذلك حجابنا يُنزع
فالموت حينها افضل ..
انت تعرفين ان كلامي ليس مرتباً .
لكنكِ - ككل مرة - تفهمين .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-28, 14:59:36
لا تعلمين يا سلمى كم أشعر بحالك، وكم أتفهم كلماتك، وكم أرى منك الوضع بصورة أقرب وأصدق وأعمق ...نعم يا سلمى الخطب جَلل ... ولكنها إن كبرت أو ضغرت هي إرادة الله تعالى، أرى أن أكثر ما يحتاجه الواحد منا وقد كتب له الله أن يكون وسط الأزمة يعيشها ويعيش تفاصيلها، إيمان قوي يقوده قيادة ... ورضى وبحثا عن دور يا سلمى، لن يكون بسيطا كل دور يخدم الصادقين المخلصين، ليس بالضرورة أن نفكر بالشهادة بقدر ما نفكر بيد تمتد فتساعد، بمختلف الأشكال يا سلمى، لعلك تتفقدين عوائل المتضررين من إخوانك، لعلك تؤنسين زوجة أخذوا زوجها، أو طفلا أخذوا أباه، لعلك تتصبرين وتصبّرين من حولك، فكل ذلك عمل ...

وليس بالضرورة أن أفكر بعمل كبير قد يستغرق مني التفكير فيه وقتا يحتاجني فيه غيري لأساعده، فتشي عن أمثالكم، وعن الذين يحملون القضية مثلكم بصدق وعمق، وليؤنس بعضكم بعضا... وليكن منكم صوت يُعلي أن القيم محروسة رغم كل ما يحاولون، وأنّ لذع السياط لا يُذوي من يذوقه بل يزيده عزما ....

تقوَّي يا سلمى، تقوَّي وتيقني أنه وإن بعد عن مرآك من هم بحالك إلا أنهم موجودون ويذوقون الألم ويتجرعونه مرارا وعلقما، ابحثي لك عن دور يا سلمى، فلربما يكون العمل حافزك لتقوية إيمانك وتقوية صبرك وعزمك، بينما التفكير والحزن من عوامل رؤية النفس ضعيفة ضعيفة بين جنبينا، فلا نقدم بذلك ولا نؤخر، أما العمل ولو بالشيء القليييييل القليل سيقدم من حالتك النفسية وسيزرع فيك أملا، وحب الشهادة والاستشهاد يا سلمى يأتي من العمل، لا من الحزن ..... فعمل يجلب آخر، وجهد يستجلب جهدا، حتى تصبح الشهادة أملا لا للتخلص من الدنيا، بل للعمل بكل قوة، فإن لم تأت فالعمل متقدم، وإن أتت فالباقون يكملون الدرب......

لا أظن أن تحمّل تبعات الجهاد والصبر يأتي من فراغ يا سلمى، بل يأتي من إحساس صادق عميق كالذي أستشعره فيك، ثم من العمل .... أي عمل نافع وإن رأيته بسييييطا ....

أما عن حجابك، وما يفعلون بالمتحجبات مثلا، فلا تتركي للخوف من أن تنال أيديهم منه مكانا من قبل أن يكون ذلك أصلا، وإنما المؤمن الصادق أقوى منهم رغم أنوفهم، أقوى من كل قوتهم، وإن الله ليحفظ عبده المتوكل عليه، الذي يسأله الستر وأن يعمي أبصارهم، وأن يشلّ أيديهم، أبقي على حجابك... ولن يصلوا إليكنّ، وإن وصل أحدهم لأخت ما، فإنما الله يريد أن يعطيها من أجره وأن يزيدهم خسة على خسة، وأن يزيد ثورة الصادقين اشتعالا ......

ماذا أقول لك يا سلمى؟ تذكري أيضا نساء سوريا الطاهرات العفيفات المؤمنات، تذكري ما كان يفعل بهن من قبل الثورة أصلا، منذ سنوات كثيرة، وحتى يومنا، تذكري كم صبرن، وكم يصبرن اليوم.....
ولا حول ولا قوة إلا بك يا ربنا ... اللهم أهلك الظالمين بالظالمين  أمثالهم
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-01-28, 15:19:15
ثبتك الله وقوى عزيمتك يا سلمى وجزاك الخير كله يا أسماء على كلماتك

تعلمون أنني لا أستطيع التعبير عما في نفسي بالكلمات ويعلم الله كم هزتني تلك المداخلات منكما

الله كريم وعادل ولا تغفل عنه مثقال ذرة

لا أعلم لم تذكرت أمي رحمها الله عندما كانت تواسيني وقت الضيق بمثلين:

ما بين ساعة وساعة يخلق الله ما لا تعلمون

و

دوام الحال من المحال

الشاهد من هذين المثلين هو الأمل دائما وعدم السماح لأي يأس بالتسرب إلى نفوسنا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-01-28, 16:02:57
ياااه ..:)
مرة مجددة .. الحمد لله عليكي يا اسماء .. الحمد لله كثييييرا .
لقد نوّرت الطريق امامي بعدة نقاط مهمة . اعلم بوجودها . لكن كانت معتمة .
اولهم . العمل . بالفعل , انا متراخية جدا و قليلة العمل .. بل و لي سعة صدر ضيقة جدا جدا , فما افعل سوى ان اكتفي بنفسي و بمن يشاركنني الرأي ثم اهمل النقاش مع اي شخصٍ اخر .. و حجّتي  : مش ناقصة حرقة دم هيّ ..
و بقي الجهاد بالنسبة إليّ هو التظاهر فحسب .. و قلّ ما هو , فأبي يكره أن نفعل . و كثيرا ما يُضيّق علينا دون حجة او بيان واضحين .. فنعلله بالخوف علينا . لكن أعظم به ضيقٌ و انزعاج!
نعم احتاج إلى تجديد مجاري الحماسة و اليقين فيّ بالعمل فأنا تقريبا لا افعل شيئا سوى متابعة الاخبار و التأفف مما صاحبه انحدار كبيييييير في الاخلاق و صفة اللسان رغماً عني لا بيدي . فجاء القرار متأخراً انني يجب ان أتهذب قليلاً لكن بقيّت عندي سوءة ضيق الصدر . فلا اجدني سوى اكتب و اناقش بعنف و قسوة شديدين يكون مُنفِّراً لكنه كلام منطقي. هاتان نقطتان مهمتان جداً .
نعم . إنني متحمسة الآن بعد كلامك. فإن القول و النصح إن أتاك من شخص ما فهو في الاصل من الله علي ألسنة عباده .
وكانت لك مقترحات كثيرة طيبة . اشكرك جدا عليها .
و كذلك اشكرك علي لفتك لانتباهي تجاه امر مهم آخر إنما الشهادة للعاملين لا البكّائين .
:)
إنني منتعشة لأول مرة منذ فترة طويلة .
الله المستعان :)
سأوافيك باقرب الاخبار ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-28, 16:25:06
سلمى بارك الله فيك وبك، ونورك بنوره، وسترك وحفظك من كل مكروه، وقوى إيمانك وقواك واستخدمك ولا استبدلك، ورزقك الإخلاص لوجهه الكريم، ونفع بك، وأقرّ عينك بنصر الصادقين المخلصين.... سعيدة جدا بك  emo (30):  ولا تقلقي، سنذكرك في دعائنا، شدي أنت بس حيلك ::)smile:

سيفتاب كم هي عميقة كلماتك وصادقة وفيها الثقة بالله العلي القدير والتوكل عليه .جزيت خيرا كثيرا وبارك الله فيك  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زمرد في 2014-01-29, 07:11:34
لاأجد تعبيراً يصف حالي الان، لكني ادعو المولى ان يسعدكن دنيا وآخره ويجمعكن بجنانه الرحبة راضٍ عنكن ومرضيكن . ياالله
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-30, 10:19:05
وإياك يا زمرد يا رب.  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-30, 10:19:17
لا...ليس الفيسبوك ولا الأنترنت أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ....لا لم تعد الأمة بحال يسمح بكل هذا الخمول ...
لا والله ....
اللهم قيّض لنا ما نخدم به دينك على الأرض لا على الشاشات .... يا رب .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-30, 10:19:31
صديقتي قالت كلمات ليست كالكلمات ...
قالت: إن العبد إذا تذلل لربه في جوف الليل، منعه ربه التذلل لعبد مثله نهارا ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-30, 10:19:49
لا تربوا أولادكم على الانعزال بحكم فساد الشارع وكثرة الفاسدين، لا تربوهم عليها حتى يشبوا متكبرين وكأنهم البشر يعيشون بين الحيوانات ....
كم يؤلمني رؤيتهم يكبرون وهم قد تشربوا أن الآخرين أوبئة وأمراض، وأنهم وحدهم الذين نهلوا من أصول التربية ....!! إنك لترى الكِبر فيهم وهم بَعدُ في المراحل الأولى من شبابهم ....
إنك لترى نظراتهم لغيرهم من بني سنّهم وكأنها الأصوات تُعلي التأفف والضجر والتكبر...
كم ممن عددناهم بعيدين عن التربية القويمة، وعددناهم أبناء شوارع، عرفوا بمواقفهم الرجولية ساعة الحاجة ... وكم هرب أولئك الأرستقراطيون وتبيّن جُبنهم وقد شبوا على الانعزال في عالمهم العاجيّ ....

فلنوازن... حتى لا يشبّ أبناؤنا متكبرين...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-01-30, 16:20:48
هذا غباء مطلق .. مارسه الاباء ظلما علي الابناء , فمنعوهم حتى ان يمارسوا الفضيلة التي يحاول الاهل تربيتهم عليها .
او هناك حال اخر يا اسماء
وهو الابشع .
ان الاب و الام لا يتخيلان ان ابنهما او بنتهما ستقع في ذنب او خطأ ما .. هم يعتقدون ان ابناءهم ملائكة بأجنحة . ثم إذا اخطأوا قصموا ظهور و رؤوس المساكين .

مش عايزة اخوض ف الحوار دا عشان الناس متزعلش مني :)))
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-01, 08:39:40
هذا غباء مطلق .. مارسه الاباء ظلما علي الابناء , فمنعوهم حتى ان يمارسوا الفضيلة التي يحاول الاهل تربيتهم عليها .
او هناك حال اخر يا اسماء
وهو الابشع .
ان الاب و الام لا يتخيلان ان ابنهما او بنتهما ستقع في ذنب او خطأ ما .. هم يعتقدون ان ابناءهم ملائكة بأجنحة . ثم إذا اخطأوا قصموا ظهور و رؤوس المساكين .

مش عايزة اخوض ف الحوار دا عشان الناس متزعلش مني :)))

لا خوضي يا سلمى كما تحبين  emo (30):  فلا مكان للزعل إن شاء الله
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-02-01, 22:30:12
يجب ان نحلل كل ظاهرة  صغيرة كانت أو كبيرة ما دامت ستنفع الناس جزاكم الله عنا كل خير .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2014-02-02, 04:04:23
(لكنكِ - ككل مرة - تفهمين).


بلغت تعبيراتك حدًّا يصعب معه عدم الفهم يا (زبادي)
بل إنها تتجاوز ذلك إلى ملاك الفكر والعاطفة..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-02, 09:38:23
(لكنكِ - ككل مرة - تفهمين).


بلغت تعبيراتك حدًّا يصعب معه عدم الفهم يا (زبادي)
بل إنها تتجاوز ذلك إلى ملاك الفكر والعاطفة..


 :emoti_416:
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:49:17
لا...ليس الفيسبوك ولا الأنترنت أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ....لا لم تعد الأمة بحال يسمح بكل هذا الخمول ...
لا والله ....
اللهم قيّض لنا ما نخدم به دينك على الأرض لا على الشاشات .... يا رب .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:49:35
صديقتي قالت كلمات ليست كالكلمات ...
قالت: إن العبد إذا تذلل لربه في جوف الليل، منعه ربه التذلل لعبد مثله نهارا ... emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:50:00
لا تربوا أولادكم على الانعزال بحكم فساد الشارع وكثرة الفاسدين، لا تربوهم عليها حتى يشبوا متكبرين وكأنهم البشر يعيشون بين الحيوانات ....
كم يؤلمني رؤيتهم يكبرون وهم قد تشربوا أن الآخرين أوبئة وأمراض، وأنهم وحدهم الذين نهلوا من أصول التربية ....!! إنك لترى الكِبر فيهم وهم بَعدُ في المراحل الأولى من شبابهم ....
إنك لترى نظراتهم لغيرهم من بني سنّهم وكأنها الأصوات تُعلي التأفف والضجر والتكبر...
كم ممن عددناهم بعيدين عن التربية القويمة، وعددناهم أبناء شوارع، عرفوا بمواقفهم الرجولية ساعة الحاجة ... وكم هرب أولئك الأرستقراطيون وتبيّن جُبنهم وقد شبوا على الانعزال في عالمهم العاجيّ ....

فلنوازن... حتى لا يشبّ أبناؤنا متكبرين..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:50:41
حقائق أصبحت أقرب إلى الخيال...وكأننا نعيش في عالم خيالي، حتى "أليس" استمتعت في بلاد العجائب، أما نحن فنموت يوما بعد يوم من ضرب قنابلهم الموقوتة هذه ....!!!
هؤلاء هم تجار الدين بأتم معنى الكلمة ...قاتلهم الله

http://elwadynews.com/community-news/2014/01/30/17186
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:51:43
(https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/t1/p403x403/1620809_459410190851186_898036776_n.jpg)

بالكاد شيء قليل من الثلج...الغاليان معتز بالله وأخوه أيْهَم  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:52:06
"الحكمة ضالة المؤمن" حديث نبوي شريف، تعلل به الكثيرون وهم يأخذون عن الغرب ولكنهم غفلوا ....

تعودوا الأخذ من بعيد قبل الأخذ من القريب الكامل المكتمل، ...
رحنا نبحث في فلسفات الغرب، وأساليب التربية الغربية، متعللين ب"الحكمة ضالة المؤمن"، فأغرقنا الأخذ منهم، مع جهل بكنوزنا، ولم يكن ذلك مع علم بكنوزنا، لأنه لو كان ذلك الأخذ والبحث عن الحكمة مع العلم أولا بقيمة ما عندنا لوجدنا أن مرجعيتنا في الحكم على كل ما نجد، وما يَفِد هو ديننا، قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحياة صحابته وتابعيه بإحسان، لكُنّا عندها قادرين على الموازنة، وعلى الحكم على الوافد....

ولكن للأسف نحن تعلمنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ولكننا أغفلنا ضرورة تكوين خلفية معرفية بما عندنا تصبح هي الأساس والمنطلق ونحن نبحث عن الحكمة، فكيف يعرف الواحد منا أن ما وجده حكمة إذا لم يقسه برأس الحكمة "القرآن والسنة" ؟! كيف يعرف أنه أخذ حكمة أو أنه أخذ لعنة بين اللعنات، وهو لم يعرف مقاييس الحكمة من القرآن والسنة؟

فلنتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ضالة مَن هي؟
إنها ضالة المؤمن، والمؤمن هو إنسان آمن إيمانا كاملا بــ"كمال" المنهج الرباني، وبكمال التوجيهات الربانية،وبكمال المرسَل إليه المبعوث للعالمين رحمة ومعلما ...
ساعتها سيكون القادر على تقييم ما يجد...
الباحث عن الحكمة ضالةً، هو مؤمن قد تمكّن الإيمان من قلبه، كما تمكّن منه اليقين بكمال منهجه،فيستطيع أن يصنّف ما وجده ضمن خانة الحكمة، ولا يتسنى له ذلك إلا وهو متسلّح بمقاييسها الكاملة بما عرفه من رأس الحكمة ومعينها الصافي "القرآن والسنة"، أما قبل ذلك، فلا أراه إلا آخذا أي مبهر أو جديد، أو شطحة بين الشطحات ومصنّفَه حكمة....

--------------
تجدر الإشارة إلى أن حديث"الحكمة ضالة المؤمن" مضنف بين الضعيف والموضوع والضعيف جدا .
-------------

وقد كان لهادية عليه رد مفيد :
ومن الغريب ان تبنى اتجاهات فكرية ودعوات على حديث ضعيف مثله، وتترك الاحاديث الصحيحة والسنن الثابتة
هذا والحكمة شيء مختلف عن العلم
العلم هو معرفة قوانين ونواميس الخلق التي بثها الله تعالى في الكون، وهي بهذا نتاج جهود بشرية تجريبية، وله قواعد معروفة تضبطه وتحققه، وهو قاسم مشترك بين الشعوب، لا يختص بأمة دون اخرى، ولا يحمل خصائص اي شعب دون الاخر، كقواعد الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء.
اما الحكمة فهي خلاصة التجربة البشرية في التربية والاخلاق والتعامل مع البشر وتحمل الاقدار، فهي بهذا اشد ارتباطا بالثقافة والدين، ولهذا يبدو غريبا ان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم الى التماس الحكمة من الاخرين، في الوقت الذي امتن الله تعالى به علينا بان اكمل لنا الدين، وفي الوقت الذي كان ينهى فيه كبار الصحابة عن مطالعة كتب اهل الكتاب وصحفهم،
ولعله بهذا يتضح لكم خطورة تبني الاحاديث الضعيفة ونشرها لمجرد اعجاب المرء بفكرتها او معناها، لانها تنقلب رويدا رويدا الى اساس معتمد تبنى عليه تصرفات واتجاهات لم تكن في حسبان من نشر الحديث الضعيف اطلاقا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:53:42
هنيييييئا لهم .... ما أن أسلموا حتى بدؤوا بأعظم عمل .....أين نحن ؟!!

http://www.youtube.com/watch?v=rQ8K1LfTMo8&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:54:13
للأخ سيد حمدي

ا يخلو تقريبا كتاب من الكتب التي تتحدث عن الإستراتجية أو التي تعالج مسألة الشأن السياسي الإجرائي إلا ويؤكد على قضية مهمة في الغاية تتمحور حول ضرورة تحديد الهدف بدقة ثم العمل على إنجازه بكافة الوسائل المتاحة ..
ولا يمكن فهم طبيعة العمل بشكل جيد في بيئة خارجية ذات طابع صراعي وتناقضي يصعب التنبؤ بها إلا في إطار تحديد الهدف والتركيز عليه ..
وفي هذا الصدد نروي قصة شهيرة عن هتلر .. فقد زار باريس حين وقعت بقبضته سنة 1940، و توجه إلى قبر نابليون بونابرت فانحنى بكل احترام و قال : ( سامحني يا نابليون العظيم لأني دحرت أمتك و ألبستها عار الهزيمة و لكن و لا يُخفى عليك الأمر أن أمتك كانت ملتهية بأخذ قياسات أفخاذ النساء عندما كانت أمتي مشغولة بأخذ قياس فوهات المدافع ) .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:54:29
مطلقة تحمل همّه وأخته، وكأنه اليتيم وأبوه حي، لا يهتم لأمرهما، ولا يؤدي ما عليه نحوهما....
تعلمه الصلاة، وهو في سن السابعة...
يصلي معها ليتعود ... فحين تجلس للدعاء، وتفرغ هي من دعائها، لا تُطبق يديها، بل تتركهما مبسوطتَين حتى تسمع ما يتمتم به من دعائه، مدّعية الانشغال عما يقول، وأنها لا تنتبه له، فتسمعه يقول: يا رب ارزق والدتي عملا... يا رب تكون نتيجة اختباراتي هذه المرة 8 حتى لا تضربني أمي ....يا رب أرِحْها ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:54:55
مفيد جدا جدا ... طريقة الدكتور مميزة  emo (30):

http://www.youtube.com/watch?v=_wW_gU53IJE&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:55:10
واحد أراد أن يسلم في مصر ، فالتقى بشيخ تقليدي ، أبقاه في أحكام المياه ستة أشهر حتى خرج من جلده ، ورفض الإسلام ، هذا التعقيد غير معقول ، فالتقى بشيخ جليل الإمام محمد عبده ، فقال له : الماء الذي تشربه توضأ منه ، انتهى الأمر .
نحن الآن بحاجة إلى تبسيط الدين ، لا يكون الدين ألغازاً ، وأحاجي ، ومتاهات وأراء ، واجتهادات ، وأدلة ، وأدلة مناقضة حتى يستسلم الإنسان ، ما هذا الدين ؟! الدين كالهواء يجب أن تستنشقه ببساطة ، هذا هو الدين ، الدين لا يستطيع أحد في الأرض أن يحتكره ، لا جماعة ، ولا فئة ، ولا مذهب ، ولا طائفة ، ولا عصر ، ولا مصر ، حاجتنا إلى الدين كحاجتنا إلى الهواء ، هذا الدين ، فلذلك لا بد من تبسيطه ، ولا بد من عقلنته ، ولا بد من تطبيقه .
-دكتور راتب النابلسي -
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-23, 08:55:57
فماذا فعلنا نحن ؟؟؟

http://www.youtube.com/watch?v=A6iJGrEl1Uw&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-02-25, 02:00:13
اشتاقتْ سلمُ أسما ..
طوال اليوم افكرُ فيكِ .
فستسألين لم؟
سليني .. :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-25, 06:43:08
اشتاقتْ سلمُ أسما ..
طوال اليوم افكرُ فيكِ .
فستسألين لم؟
سليني .. :)

اشتاقت لكِ الجنة يا سلمُ emo (30): طيب لمَ ؟ ::)smile:
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-02-25, 11:03:05
كنت افنّد ملايين الكتب التي عندنا , فوجدتُ مِنها ما كان يُرغمني على تذكرك , الاسلوب و المغزى و حسنُ القول و ضبْطُ الموعظة ..
لعلي اطلعكُم عليها مقرباً ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-27, 07:00:55
ليتك تطلعيننا يا سلمُ  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-03-03, 14:21:13
يا فؤاشة اشتقنا إليك، أين أنت؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-03-05, 21:29:26
يا فؤاشة اشتقنا إليك، أين أنت؟

من الذي فأشها في غيابي؟  :emoti_209:
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-03-05, 21:33:30
laugh::::-0 laugh::::-0 laugh::::-0

العتب على النظر يا تيتة والسن له أحكام

لاأحد يستطيع فأش فراشتنا  ::)smile:
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 08:57:21
 laugh::::-0 laugh::::-0
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:29:28

"المشي أفضل دواء للإنسان" -أبوقراط- شريط مهم جدا عن رياضة المشي

http://www.youtube.com/watch?v=AS6YJZ50CxE&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:29:45
بماذا ترد على طفل يهرب من اللغة العربية إلى الفرنسية بحجة أنها لغة الثقافة، والتي يجب أن نتقنها كما يجب، بينما اللغة العربية وبعدما قيل له أنها بحر واسع يقول "لا أحب الغوص في هذا البحر" ... ؟

طيب وهل حب اللغة العربية وتبجيلها وتقديرها ومعرفتها والتقرب منها، والغوص في بحورها الزاخرة يمنعنا من التعرف للغات أخرى وليس للغة واحدة ؟!!

بل إن إتقاننا للغة العربية أساس لا يستغنى عنه لنعرف كيف نتقن غيرها ....

هل نسينا أنها لغة أعظم كتاب؟
هل نسينا أن الله تعالى جعلها لغة هذا الكتاب، كما جعلها لغة أهل الجنة ؟؟
أكل هذا لتكون هناك لغة على الأرض أولى منها، أو أقرب للقلب منها، أو أحسن منها، أو أوسع منها ؟؟
لا والله .... فأعيدوا حساباتكم ...وحاذروا أن توقعوا أبناءكم بهذه الشباك... فإن إتقان لغة القرآن من شأنه أن يجعل إتقاننا لغيرها سليما وحقيقيا لا مظهرا للتفاخر، ونحن بذلك نعزّز الانهزامية الداخلية القاتلة التي تتملك المسلمين، ونوهّن من هويتنا التي هي أصلنا وثقافتنا ونتمسح بهويات الآخرين ....... أي خزي وأي عار علينا !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:30:05

كلما قرأت عنهم، أو فتح موضوع عنهم، أو أو.... وجدت الحكايات تطول ... ووجدت الفاه يُشده...
ويتجدد الألم من تقاعسنا وضعفنا الذي كان أكبر بوابة نفثوا من خلالها سمومهم فينا وفي العالم كله ... ضعف المسلمين كان العلة لا قوتهم ....
لقد كانوا في يثرب أصحاب نفوذ ومال وأعمال ...
وكان يعدّهم العرب الأميون أهل الكتاب والمعرفة، ولكنهم غُلِبوا ولم يعد لسلطانهم من وجود فيها، ولم يعد لهم من شوكة....
لقد كانوا قبالة رجال صنعهم القرآن صناعة، فلم تفلح صناعتهم الربوية، ولم تفلح تحايلاتهم، ولا مخططات سلب أهل يثرب أراضيهم ومالهم برباهم الماضي في أعمالهم أنفاسا مع الأنفاس ....

لم يفلح باطلهم أمام حقّ كان له رجال ....
أما اليوم فإن الحق بلا رجال قد مهّد لهم من الطرق ما لم يمهّد لهم يوما...

إنها ليست أعمالهم ولا أموالهم سبب سيطرتهم وعلوّهم العلوّ الكبير، بل إنه ضعفنا، وتقاعسنا، وانبهارنا بزهرة الدنيا تتفتح، وغفلتنا عن ديننا وعن دورنا في الأرض...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:30:21
عن بعض الأعراب أنه تعلق بأستار الكعبة وهو يقول:

"اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك! يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:30:32
هل تراقب نفسك في كل كلمة تقولها، تحترس أشد الاحتراس أن تكون كذبة، ولو كانت بسيطة بسيطة بسيطة ؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:30:51
يااااااه... كلمات رائعة لسيد قطب أنا معها عن وحي السماء يقول :
"يخاطب فطرة البشر من وراء الركام،ويحدو للهابطين هنالك عند السفح، فيستجيشهم الحِداء-على طول الطريق- إلى القمة السامقة..فوق ..فوق...هنالك عند الإسلام ....."

رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى من جنانه
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-06, 11:31:09
هل نحن مَرِنون مع الناس بالقدر الكافي؟
هل نتحملهم ونصبر عليهم بالقدر الكافي ؟
هل ننظر إليهم نظرة الإنسان للإنسان؟
نظرة المؤمن للمؤمن؟
أم أننا من فرط ما نرنو لقمة سامقة في معالي المُثُل والقيم لا نكاد نراهم ....!
أم أننا ننسى في ساعات همّنا وعملنا وتفكيرنا وتوجيهنا،وقوتنا ساعات ضعفنا، وذنوبنا ونقصنا ... فلا نكاد نراهم ...
أليس الأجدر بنا أن نأخذ من ساعات الضعف التي تعترينا، ومن ذنوبنا ومن نقصنا ومن عيوبنا ومن عَوارنا عينا مع أعيننا تقوّي رؤيتنا فلا نعود نتأفف من متأخر يقعده الذنب،بل نلتفت خلفنا لا لنعود بأنفسنا القهقرى بل لنقرّ أننا وذلك الذي خلفنا سواء...
لأرى نفسي فيه وأنه مرآتها، وأنني يا أخي لا أسعد بالمضيّ وحدي... وأنني يا أخي ما تقدمت عليك بخطوات إلا من فضل ربي لا من فضلها تلك اللئيمة التي تقعدك، ولولا فضله لوجدتُني معك وربما لم يلتفت لنا أحد من أصحاب المعالي ....
بل إنّ ما فيك فيّ ولست بخير منك ...
فإن كانت نفسك الفاعلة فيك، فالتي تفعل فيّ أيضا نفس...
لا نتأفف من مسرف على نفسه تكاد الغيوم تنقلب سماءَه... نقتبس من نقصنا شَطَنا نتشاركه نحن وهو لنتسلق تلك القمم سويا كما يتخذنا الهوى لعبَتَه سواء ....

ليتنا نفعل ....
وفي كل مرة نخرج فيها من ساعات حقائقنا بزاد من ذلك يثبتنا على الدرب، ويقوينا ويُكثرنا عليه...
ليتنا حقا نفعل ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-03-06, 20:22:54
يا سلام عليك يا فراشتنا البليغة، أرأيت كم هو ممتع وجودك وكلماتك، بارك الله لك أختاه.

أما هذه فرائعة


عن بعض الأعراب أنه تعلق بأستار الكعبة وهو يقول:

"اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك! يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين".

اللهم أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-09, 13:30:03
بارك الله فيك يا سيفتاب.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-09, 13:36:03
ليهنِكِ عيدك أيتها المرأة !!
عيد المرأة ... بلادي تقيم الدنيا ولا تكاد تقعدها على عيد المرأة، وبشكل خاص جدا هذا العام فهو عام خاص جدا جدا...!

ألا تكونين امرأة أيتها المرأة حتى تتسلقي الجبال الشامخات الشاهقات باحثة عن لصوص الجبال،و حتى تهيمي في الشعاب تتتبّعين خُطْوَهم لتمسكي بهم متلبّسين..؟!

يبدو أن هكذا تكون المرأة امرأة ...
ألا تكونين امرأة حتى تطفئي الحريق اللاهب، وتتكبّدي الصعاب، وتتعلمي تسلّق الجدران، والقفز من نوافذ المباني العالية بقوتك التي ليست كقوته وإن ابتعتِ لها قوة على قوة...
يبدو أن هذا ما يجعلك امرأة تستحق أن يقام لها عيد ...

عدت بأي حال عدتَ يا عيد المرأة..؟
عدتَ لتجدها المكرّمة المصانة المحفوظة كما تُحفظ اللؤلؤة النفيسة، بين صخور الجبال ومزالق الجدران ...!

ألا تكونين امرأة حتى تكوني سائقة "تاكسي" يجلس خلف رقبتك رجال لا تدرين عنهم شيئا، وقد يركب معك السكير، كما قد يركب معك صاحب السوابق الذي لا يخلو وِفاضه من خنجر يُشهره في وجه كل من أراد ابتزازه ....؟!

يبدو أنك لا تكونين امرأة تستحق المعايدة في يوم من أيام السنة وحيد حتى تكوني كذلك ....

ألا تكونين امرأة حتى تخوضي كل مجالات الرجال، وتفرحي بمن يهلل لك ويزمّر ويطبّل ويكرّم، ويهنئ لأنك ما بقيت امرأة بل قد صرت المرأة الرجل ...!!

يبدو أنك لا تكونين امرأة إلا إذا تقمصت كل أدوار الرجل.... كلها دون استثناء ولا حذر، ولا مراعاة لما جُبِلت عليه أيتها الأنثى المسكينة المخدوعة بالتكريم والتضخيم، والتي خدعوها فقالوا لها : "تحرّري"....

عذرا يا أصحاب المعالي يا من تقيمون الدنيا ولا تقعدونها، تشترون المرأة بتكريمات وتشجيعات على أن تصبح الرجل المقنّع، الذي قد لا تخطئ الأعين أن فيه شيئا يوشي بأنّ امرأة مقهورة مظلومة مخدوعة مخبأة خلفه ....
هو شيء ما ...ربما زادوا فكرموكِ أيتها المرأة العظيمة ليُعلوا من شأنك، فيقضوا عليه هو الآخر وهو آخِر ما بقي قد تستحقين لأجله صفة "أنثى" ...!

ألا تعلمين أن من التكريم والتشجيع والتحرير ما قتل ؟ فلتعلمي أيتها المرأة الغالية، فلتعلمي أن من التكريم ما يقتل فيك صفة "المرأة"...
فلو أنهم سموه "عيد الاسترجال" لما نطقنا، ولكنهم يخطئون ويسمونه "عيد المرأة" ويريدون منا ألا ننبس ببنت شفة مصححين؟

سامحونا، فإنا لا نتحمّل الأخطاء "الغَلَويّة" ...!!

وليهنِكَ عيد المرأة أيها الرجل ... فما عاد في الدنيا امرأة ورجل ... بل الكل في الجنس سواء ....

آخ أيها الرجل... لا يفوتنّك مفهوم العصر، لا تكنْ غافلا متأخرا، متحجّرا، متقوقعا، والمجتمع قد غدا بجنس واحد...وعلامَ يبقى يجنسَين ؟؟!!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-03-09, 14:20:38
سلم قلمك وعاش يراعك
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-13, 10:07:18
سلمك الله يا هادية.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-13, 10:07:32
يخشون الموت وهم داخل حصوص محصّنة، يأكلون ويشربون، وينامون... أما هم فعلى مرمى من سهامهم ونبالهم ومنجنيقاتهم لا يهابون ولا يتأخرون، بل يقدمون فرحين متهللين متمنين الشهادة ...
عجبا لهم من قوم...!!

إنهم اليهود يوم خيبر، والمسلمون الظافرون عليهم ......... وشتان...شتان ...شتاااااان....

آه يا وجع القلب !!!!! آه ثم آه ثم آه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-29, 09:11:31
تخاف عليه من الموت ... أفتلقيه للموت ؟؟!!

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7)-القصص-

تخاف عليه من الموت، فتلقيه في البمّ، في البحر ؟!!
سبحان من يخرج الحياة من مصدر الهلاك ....
ويالعظمة العبد المؤمن الموقن بالله، المصدق بوعده ... تلك أم موسى .....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-29, 09:11:54
قال صلى الله عليه وسلم: "مَن سأَل اللهَ الشَّهادةَ بصدقٍ بلَّغه اللهُ منازلَ الشُّهداءِ وإنْ مات على فِراشِه" -صحيح-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-29, 09:12:20
صور عام 2003..... ترى من أين جاءت هذه الكلمات ؟!!

https://www.facebook.com/photo.php?v=487456798046525&set=vb.100003466263333&type=2&theater
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-03-29, 13:04:34
سبحان الله كأنها اليوم
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-03-30, 18:15:00
إنني لأعيش في الزمن الماضي ....
إنني لأتمثله أيامي،كما كانت تتمثله الأمة أيّاما ....
قد يقال هاربة من الواقع إلى ماضٍ من الأمجاد ليس إلا على أوراق الكتب القديمة ....

ولكنني أعي من نفسي أنها لا تتمادى لتغدو الحالمة الغارقة ... بل إنّ شمسا أوقن كل اليقين أنها لم تغب وإن طال غروبها .... ستشرق...
ستشرق كما كان عهد أيامها الخوالي... تمدّ جدائلها ملء الأفق ... ملء السماء، ملء الأرض ...

ذلك عزائي في أنني التي لا تهرب ... بل التي تجدّد العزم والهمة، والشوق لتلك الرياض المزهرة من نفحات العزّ والنصر والمجد ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-04-01, 03:52:41

ولكنني أعي من نفسي أنها لا تتمادى لتغدو الحالمة الغارقة ... بل إنّ شمسا أوقن كل اليقين أنها لم تغب وإن طال غروبها .... ستشرق...
ستشرق كما كان عهد أيامها الخوالي... تمدّ جدائلها ملء الأفق ... ملء السماء، ملء الأرض ...

اللهم آمين
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-21, 08:56:49
أخذتْهم لمُركّب تجاري حيث المحلات الفاخرة، وزواره الأثرياء، ثم ناولت كلا منهم ورقة نقدية واخبرتهم أن تدريب اليوم هو أن يبتاع كل منهم شيئا ثم يجوب أطراف المركّب ويناول أحدهم شيئه...
هكذا لا على التعيين، لأي كان...
المرأة منهم تناول رجلا غريبا وردة، زجاجة عطر... الرجل يناول امرأة شيئا.... للسواح الأجانب...
منهم من ردّ عليهم الهدية، ومنهم من استفهم عن السبب واستغرب، ومن السواح من ناولته محجّبة هدية........حتى سألها بعدها : هذا فقط ؟ فأجابت: نعم فقط هدية ....

إنها تدريبات، في بلاد إسلامية ... تدريبات لتجديد الطاقة...!!
تدريبات لتحصيل الطاقة الإيجابية !!
إنها تعلم العطاء ، ولتعوّضك الطاقة ...!
لا شأن لك بمن ردّ عليك الهدية، أنت فعلت حسنا، وهو وشأنه، تصبّر، تحمّل فإن أخذت الأمر على علاته ولم تغضب، واستقبلت الردّ بضحكة حصّلت الطاقة الإيجابية ...!!

التنمية البشرية ....... التأمل ...هالة الطاقة ... !!
أما أن تقول للناس، قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضّ الله على الصدقة، وحضّ رسوله عليها،وهي لأهلها ومستحقيها، والله يعوضك عن فعلك خيرا، وجزاؤك يخبأ عند الله .... فعندها لن يلتفتوا إليك ...!!
أما "الطاقة"، وأنها التي تعوضك فبلى، أما أن تجوب الأطراف وتعطي أناسا يتسوقون في كبريات المركبات التجارية، ولا حاجة لهم بعطاء، فبلى، ولا بأس، وحتى إن كانوا سواحا أجانب غرباء، لا بأس، وأنت المرأة المسلمة، فلا بأس ... !!

هكذا هو منطق برنامج يبث على قناة دولة إسلامية .......
لأي منطق يروّج؟؟؟ أي إله يريدون أن يُعبَد على الأرض ؟؟ الطاقة ؟!!
أي تقليد أعمى هو ؟....
أصبحنا نسمع عن الغرب يدخلون الإسلام وهم يتندّرون من أيام قضوها لا يعرفون حلاوته .... ويقرّون أن السعادة التي كانوا ينشدون لم يعرفوها إلا في أحضانه ....
بينما أبناؤنا ينعقون بما يسمعون، ويتركون ما بالاسم هو لهم، ويستمسكون بخرافات ابتدعها التائهون عن الله، الحائرون في الدنيا، المتخبطون الذين لا يعلمون هدفا لوجودهم، الذين لم يعرفوا الله، فطفقوا يبحثون عن آلهة...
بكل هذا أصبح أبناء الإسلام يستمسكون .... وقرآنهم قد غطته الأتربة والأغبرة في ركن من أركان البيت، وكتب التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وتخاريف الطاقة، كتب العصر،كتب مُزهرة لا تغادرها الأيدي، تقلّب صفحاتها في لهفة الذي ليس لروحه تِرياق يُداويه ........!!!!!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-21, 09:25:17
لا حول ولا قوة إلا بالله

شبابنا وشاباتنا ينفتحون على جميع الثقافات الشرقية والغربية، الا ثقافتهم الأصيلة، يعرضون عنها ويستثقلونها


العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:06:48
كتبت بتاريخ 2014/04/01

ترى ما يفعل السلطان بصاحبه ؟
إنه يصبح الهواء الذي يتنفّسه، والروح التي بها يحيا، والنور الذي به يرى ... فما أراه هو لا غيره الحق، وما أسمعه هو لا غيره الحكمة ....

يصبح وسيلته وغايته على السواء، فلا تختلف الوسيلة وهي الموصلة عن الغاية وهي المبلغ ....
يذبّ عنه بالباطل وبالحق، هما عنده صِنوان في دربه ... يدفع عنه الغائلة والنافعة فهما عنده في دربه صنوان ....
يسفك لأجله الدم وراءه الدم، وراءه الدم بدعوى درء المفسدة، ودرء الفتنة، والدفاع عن هيبة الدولة، وعن سطوتها، وعن صوتها ...

تصبح العامة التي هو خادمها جبهة من جبهات الحرب التي يدفع غوائلها، فهو معها في مراودة ومداراة، يريدها طوع بنانه، لا تأتيه إلا صاغرة، فأما إذا حدّثت فيه بما لا يحبّ فهم أصحاب الفتن، ولا سبيل إلى مراجعة الحال، واستدراكه وتصحيحه، بل السبيل الأول والأولى سلّ السيوف بوجه الفتّانين، وإخماد نار الفتنة في مهدها .... حتى لا تفسد على صاحب السلطان رواقه....

إنه السلطان يفعل بصاحبه الأفاعيل، وإن كان يوما ما قبل أن يصبح صاحبه واحدا من عامة الناس....

ينسى يوم يصبح صاحبه أنه خرج منهم، وأنه كان يحمل همّهم، وأنه كان يقول بقولهم، وربما قال يوما في السلطان وصاحبه ما هم اليوم قائلون ....

ولكنّ السلطان يُنسي، يُغشي على الأبصار ....فلا تعود ترى إلاه... ولا تعود تذبّ عن غيره، ولا تعود تخدم غيره .... وهكذا هو صاحب السلطان خادم السلطان ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:07:43
بتاريخ 2014/04/04


إنا لله وإنا إليه راجعون... رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

******************
أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن وفاة المفكر الاسلامي محمد قطب صباح اليوم في مدينة جدة في مستشفى المركز الطبي الدولي.

ومحمد قطب إبراهيم حسين شاذلي، كاتب إسلامي مصري له عدة مؤلفات وهو شقيق سيد قطب، مقيم حالياً بمكة المكرمة. يعتبر الأستاذ محمد قطب علامة فكرية وحركية بارزة بالنسبة للحركة الإسلامية المعاصرة فهو صاحب مؤلفات هامة تؤسس للفكر الإسلامي المعاصر من منطلق معرفي إسلامي مخالف لنظرية المعرفة الغربية، وهو يربط بين الفكر والواقع عبر العديد من مؤلفاته التي حاولت تفسير الواقع أيضاً من منظور إسلامي.

رؤيته

قام محمد قطب بتأسيس مدرسة إسلامية ذات طابع حركي داخل الجامعات السعودية عبر إشرافه على العديد من الرسائل الجامعية. ينبه محمد قطب في كتبه إلى خطر الصدام مع الأنظمة السياسية الحاكمة في العالم العربي قبل القدرة عليه، وقبل أن يفهم الناس ـ المحكومون بهذه الأنظمة ـ معني كلمة التوحيد وضرورة الحكم بما أنزل الله، واستدل على ذلك بقوله تعالى: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين). واستطرد محمد قطب قائلاً: إن قيادات الجماعة الإسلامية كانت تفتقد إلى الوعي والخبرة التي تمكنها من إدراك خطر التورط في مواجهة مع النظام السياسي. يرى محمد قطب أن موقف الغرب من الإسلام هو موقف صليبي واضح، وما يقول عنه الغرب: "إنه تسامح مع الإسلام"، إنما هو في الحقيقة مجرد شعارات فارغة. وتوقع أن تكون أوضاع الأقليات الإسلامية في الغرب ـ وأمريكا خاصة ـ في منتهى الصعوبة والخطورة ونبه المسلمين هناك للاستعداد للأخطر والأسوء.

الأسرة

هو محمد قطب إبراهيم، ولد في 26 إبريل 1919 في بلدة موشا ـ من محافظة أسيوط بمصر وكان والده قطب إبراهيم من المزارعين في تلك الناحية، لم يتجاوز في دراسته المرحلة لكنه لم يقف عند حدود التحصيل المدرسي إذ كان محباً للمطالعة مقبلاً عليها فهو يعتبر من مثقفي قريته المهتمين بالأمور العامة، وبذلك كان موضع الاحترام والتقدير من أهلها إذ يعدونه من أصحاب الرأي فيهم، بالإضافة إلى مكانة أسرته بينهم.

أما والدته فهي السيدة فاطمة عثمان تنتمي إلى أسرة عربية محبة للعلم، وقد تلقى إخوتها دراستهم في الأزهر وبرز منهم أحمد حسين الموشي الذي امتاز بمواهبه الأدبية والقلمية إذ كان شاعراً أديباً وقد اشتغل بالصحافة والسياسة فأحرز شهرة في كلا الميدانين. من هنا كان تأثر السيدة فاطمة فنشأت محبة للعلم والثقافة وقررت أن تبعث بولديها سيد ومحمد إلى القاهرة ليتلقيا تعليمهما هناك. ففي القاهرة بدأ الفتى محمد دراسته من أولها فأتم المرحلتين الابتدائية والثانوية ثم التحق بجامعة القاهرة حيث درس اللغة الإنجليزية وآدابها، وكان تخرجه فيها عام 1940م ومن ثم تابع في معهد التربية العالي للمعلمين فحصل على دبلومها في التربية وعلم النفس.

رعاية سيد

يحدثنا عن أعمق الرجال تأثيراً في توجيهه وتفكيره فيؤكد أن أعظم الناس تأثيراً في حياته كلها هو أخوه سيد الذي كان يتقدمه بأكثر من إثنتي عشر عاماً في الميلاد، فهو الذي أشرف على تعليمه وتوجيهه وتثقيفه وكان بالنسبة إليه بمثابة الوالد والأخ والصديق. يقول محمد قطب:

«لقد عايشت أفكار سيد بكل اتجاهاته منذ تفتح ذهني للوعي ولما بلغت المرحلة الثانوية جعل يشركني في مجالات تفكيره ويتيح لي فرصة المناقشة لمختلف الموضوعات ولذلك امتزجت أفكارنا وأرواحنا امتزاجاً كبيراً بالإضافة إلى علاقة الأخوة والنشأة في الأسرة الواحدة وما يهيئه ذلك من تقارب وتجاوب.»

ويقول الأستاذ: لقد كانت صلة سيد بي من حيث التربية يتمثل فيها العطف والحسم في آن فلا هو اللين المفسد ولا الشدة المنفرة كما أنه كان يشجعني على القراءة في مختلف المجالات وكان هو نفسه نهماً إلى القراءة فساعدني هذا التوجيه على حب المطالعة منذ عهد الطفولة.

مؤلفاته

دراسات في النفس الإنسانية
التطور والثبات في حياة البشرية
منهج التربية الإسلامية (بجزئيه: النظرية والتطبيق)
منهج الفن الإسلامي
جاهلية القرن العشرين(1965)
الإنسان بين المادية والإسلام(1951)
دراسات قرآنية
هل نحن مسلمون؟(1959)
شبهات حول الإسلام
في النفس والمجتمع
حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية
قبسات من الرسول(1957)
معركة التقاليد
مذاهب فكرية معاصرة
مغالطات (2006)
مفاهيم ينبغي أن تصحح
كيف نكتب التاريخ الإسلامي؟
لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة
دروس من محنة البوسنة والهرسك
العلمانيون والإسلام
هلم نخرج من ظلمات التيه
واقعنا المعاصر
قضية التنوير في العالم الإسلامي
كيف ندعو الناس؟
المسلمون والعولمة
ركائز الإيمان
لا يأتون بمثله!
من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر
حول التفسير الإسلامي للتاريخ
الجهاد الأفغاني ودلالاته
دروس تربوية من القرآن الكريم
حول تطبيق الشريعة
المستشرقون والإسلام
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:08:44
كتبت بتاريخ 2014/04/16

********
هل من الصعب حقا على الكثير من الناس أن يقول "لا أعلم" ؟
أما الإمام مالك،إمام دار الهجرة فلم تكن صعبة عليه يوم أن ارتحل إليه رجل ارتحالا بأربعين مسألة فأجاب عن ست مسائل وقال عن البقية لا أدري، قال الرجل: جئتك من كذا وكذا وتقول لا أدري ؟ قال :نعم اركب راحلتك وارجع وقل للناس سألت مالكًا وقال لا أدري.

أمِنَ الصعب على عدد من الناس أن يبدو بمقام من لا يعلم شيئا، من يجهل معلومة؟، تراه يحرك رأسه مومِئا أنه يعلمها، وربما لم يكن يعلم شيئا عنها ... أما الشافعي رحمه الله فكان يسمع من أحدهم المقالة في الفقه والعلم، وهو يعرف أولها وآخرها، فيدعي عدم العلم، وكأنه سامعُها للمرة الأولى ...

أولئك كان علمهم عميقا، صادقا، خالصا لله، أما من يبدو وكأنه حاز العلم من أطرافه ففي نفسه شيء، وفي نفسه حاجة تمنعه أن يتواضع ويُظهر جهله بشيء ....

ومقام الفُتيا، هل أصبح مسوَّغا لكل الناس، حتى أصبح من يأتيك بخبر أو حكم وكأنما قد زُوِي له العلم، فما قال أو سمع وحده الحق، ولا مجال لأكثر من حكم، أو رأي،وليته كان محيطا بحيثيات المسائل إحاطة طالب العلم بلَه العالم....

من الناس من إذا لازمك وقتا لم تسمع منه إلا تعليقا على كل شاردة وواردة، وأنّ هذه حكمها كيْت والأخرى حكمها كيْت،وأنك لم تحسن إذ ظننت العمل في الأمر على هذا النحو وهو على غيره، ولو كان من أهل العلم أو طلابه لكانت الآذان صاغية والأفهام له مائلة، ولكنه مجرّد سامع مثلك، ومجرد قارئ قراءة عابرة غير دقيقة كقراءات أهل العلم وطلابه ...

حقيق علينا أن نتواضع ونحن لم ننهل من علوم الدين، ولم نقضِ من حياتنا القسط الوافر بين كتب الفقه وبين أيدي العلماء والفقهاء، كما هو حال أهل العلم،حقيق علينا أن نتواضع، ولا ندّعي علما من كتاب قرأناه، أو من رأي سمعناه ....
حريّ بنا أن نُنزل الناس منازلهم، أن نُنزل أنفسنا منازلها...وأن نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا على الوجه الذي يرضيه عنا ... ولننظر لأنفسنا نظرة الذي يريد أن يتعلم لا نظرة الذي عليه أن يعلّم ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:09:40
كتبت بتاريخ 2014/04/23

--------------------

عشت مع الدكتور راغب رحلة ولا أروع، ولا أجمل مع أبي بكر الصديق، مع العظيم خليفة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه الذي أحبّه كما لم يحبّ أحدا ...

عشت معه تلك اللحظات التي هي أقرب للخيال منها للحقيقة ... ولكنها الحقيقة...
عشت معه مجموعة تسجيلات ومقالات عن الصديق العظيم ... فلم أجد في نفسي ولا في قلمي ما يلخّص أو يجمع وكل ما قد أتى يذكر ولا يُذَر ....

جعلت أقرأ للدكتور راغب وهو يعيش مع أبي بكر الصديق، ويجعلنا نعيش معه، حتى بلغت بالقراءة الأسطر الأخيرة وهو يودع الصديق رضي الله عنه وأرضاه... يودعه على سطور الورق، ويسأل الله أن يجمعه به في الجنة ....

وهذه كلماته الأخيرة يودّع سيرته، ويودع معها الصديق ... ويقتبس من مقالة علي بن أبي طالب فيه يوم وفاته ... فاقرؤوا :
------------------------
وختامًا وداعًا يا صدِّيق.

ووداعًا يا خير الناس بعد رسول الله .

ووداعًا يا صاحب، ويا خليفة.

كم من اللحظات السعيدة مرت كدقائق قليلة، وأنا أعيش معك في مكة والمدينة.

أكاد أجزم أني أراك وأعرفك.

والله يا صدّيق إني أحبك في الله.

وأسأل الله أن يجمعني، ويجمعنا معك في الفردوس الأعلى مع حبيبك، وحبيبنا محمد .

فإلى لقاء قريب معك في حروب الردة، إن شاء الله.

وأختم بكلام قاله علي بن أبي طالب يوم مات الصديق ، يوم ارتجت المدينة بأسرها لفراقه، يوم أن أقبل علي بن أبي طالب إلى بيت الصديق، مسرعًا، باكيًا، مسترجعًا، ووقف، والناس حوله يقول: رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنيسه، ومستراحه، وثقته، وموضع سرّه، ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله يقينًا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله ، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزاء، صَدّقت رسول الله حين كذّبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سماك الله في تنزيله صديقًا فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [الزُّمر: 33].

وَاسَيْته حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة، أكرم الصحابة، ثاني اثنين، صاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمته..

أحسنت الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله إذ وهنوا، وكنت كما قال رسول الله : ضعيفًا في بدنك، قويًّا في أمر الله تعالى، متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند الله تعالى، جليلاً في أعين الناس، كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحدهم فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عنك في ذاك سواء، وأقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم، شأنك الحق والصدق والرفق، قولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وظهر بك أمر الله، فسبقت والله سبقًا بعيدًا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدًا، وفزت بالخير فوزًا مبينًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا له أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبدًا،

كنت للدين عزًّا وحرزًا وكهفًا، فألحقك الله بنبيك محمد ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:10:21
كتبت بتاريخ 2014/05/14
---------------------

دخلتْ لتوّها مكتبتي، وقد بدأت مرحلة الامتحانات للثلاثي الأخير من السنة، دخلت وكأنها تطلب شيئا عاديا... ليس بها من حرج، ولا خجل، تسألني إن كانت عندي أنترنت، فأجبتها أنها فقط لاستخدامي الشخصي، ولا أتكسّب منها، فسألتني إن كان بإمكاني مساعدتها ... سألتها فيمَ؟
ردت : أختي تجتاز هذه الساعة امتحانا، وقد وصلني منها موضوع الامتحان، فهلا ساعدتني في الحلّ ونرسل لها الجواب ؟ ....
شممت ريح الغشّ منتنة، ولكنني ادّعيت عدم الفهم، فسألتها الثانية، فأجابتني بوضوح أكبر راجية مساعدتي .....

قلت لها: أتعلمين ؟ لو كنت أتكسّب من الأنترنت، ولو كنت أسترزق من ذلك، والله ما فعلتها... أجابتني: ولكن هذا أمر عادي وهو الشائع....
فأعدت على مسامعها كلامي الأول ... وسألتها أن تترك أختها تمتحن، فهذا لن يفيدها في شيء.... تبسمت تلك الابتسامة التي تنمّ عن الخطأ وإن كان شائعا كما وصفتْ .... وخرجت وهي تعتذر .....

كيف وصلها الموضوع؟؟؟ من أختها... ولكن كيف؟؟؟ لا غرابة، فالأساتذة الحراس جلّهم خُشُب مسنّدة، والهواتف النقالة ذوات السماعات تعمل عملها الحضاري عندنا كما ينبغي !!
ستقصد غيري، وستجد مطلبَها .... وهكذا هي الامتحانات ... وهكذا هي النجاحات .... والكل شريك ... الأولياء، الأساتذة، الإدارات التعليمية ... المكتبات التي هذه هي مواسمها للاغتناء من حمق الحمقى، ومن غش الغشاشين .............وآه يا زمن ...وحتى متى ؟ ثم إلى أين ؟؟ !!
ترى أين خبرة وزيرة التربية الجديدة وهي التي صرّحت أن لها خبرة !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:12:12
بتاريخ 2014/06/22

--------------

ما الذي يجري ؟! ماذا عساي أقول؟! صراخ يخالط صراخا يخالط صراخا ...!! متى ستقرأ أيها الصراخ الأجوف الفارغ: "في هذه الفترة من تاريخ الأمة لم يكن يعرف من الأصوات إلا صراخ الهاتفين بحياة كرة ضيعت عقول المسلمين فنسوا بهدفها الهدف من وجودهم".. متى ستقرأ بهذه الكلمات؟ ومن هو السعيد الذي سيقرأ خبرك هذا من قمامة التاريخ الباهت ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:12:41
بتاريخ 2014/06/25

------------------

اللهم إنا نبرأ من السيسي ومن خطوات يخطوها على أرض الجزائر. سود الله وجهك يا سيسي وحللت دخيلا ونزلت صعبا.. وتبوأت مقعد هم وغم. أخزاك الله وأحل عليك ما تستحق وخلص مصر والأمة منك ومن أمثالك ... يوم أسود مهبب قطران يوم تحل فيه على الجزائر... لا سلمك الله ولا حياك ... نكأت الجراح التي لم تندمل...لا أجد لغضبي من إحلالك ضيفا وصفا ولا أجد عن غضبي من حلولك بأرضنا مصرفا... يا داء يا تدبير الأعداء الألداء للأمة في ليلة ظلماء نزلت على مصر بالضراء وعلى الأمة بالرزء واللأواء...قاتلك الله وأقر عيونا بيوم الخلاص منك...ولا حول ولا قوة إلا بالله !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:13:35
بتاريخ 2014/07/06

------------------

ارجع .الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن...قال النسوة حاشا لله ما علمنا عليه من سوء...أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين... قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي... إنك اليوم لدينا مكين أمين...
انظروا إلى علاقة الأمانة وحفظها من جانب الشرف بالأمانة على المال وعلى الأعمال وعلى الشعب وعلى الدولة...
الأمين الذي حفظ شرف سيده ولم يخنه ولم ينصع لشهوة المراودة إياه عن نفسه أهل لأن يكون أمينا مكينا حفيظا على أقوات الشعب...
أهل لأن يستأمنه الشعب ولأن يستأمنه الملك... لا مجال للقول أن خائن الشرف هو وشأنه في ذلك ولا علاقة لخياناته تلك ولأهوائه وللعبه بالجانب السياسي أو جانب التسيير بصفة عامة!
الأمانة لا تتجزأ والشرف لا ينقسم، وحفظ الأمانة وصونها على كل وجه، لكل وجه منها علاقته بالآخر... الأمين على شرف الناس وحرماتهم أمين على أقواتهم ....أمين على عقولهم... الأمانة كل لا يتجزأ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:15:12
بتاريخ 2014/07/12
-----------------------

بالله عليكم قبل أن نحزن على غزة فلنتذكر أن ما يحدث لها بذنوبنا جميعا...
فلنتذكر قعودنا وتقاعسنا، ولنتذكر كوارث ملأنا بها دنيانا...
هجرت روح القرآن مع تواجد حفظته بيننا، أفسدت المنظومة التعليمية فأصبح أولادنا جهابذة في تشغيل كل ما من شأنه إسماع أغنية أو تطبيل موسيقى أو الافتنان في لعبة بين الألعاب، مزارع إلكترونية وحروب إلكترونية ومدن وأبنية وشوامخ إلكترونية، وعلى الأرض رؤوس أفرغت وقلوب ألهيت...

ومسخ في الشباب، فلا هو من هؤلاء ولا من هؤلاء... تيه هوية، وضياع أصل وتمسح بمسوح الغير...

قبل أن نبكي غزة فلنذهب ولنبحث بين ساعات العمر القصيرة عن ساعة للعمل لعلها تكون لنا معذرة إلى الله وشفيعا يوم نلقاه...
لنعمل، لنكفر عن غفلتنا عن دورنا...
لنضرب في الأرض ولنبحث عن هويتنا المضروب عليها التيه...لنعمل من حولنا ... لنغير ولنتغير... فذلك أول الطريق معذرة إلى ربنا، وذلك أول سبيل الكيد لعدونا المطمئن بنومتنا العميقة...
لنفق، فإنه لن يصدق استفاقتنا، وسيحسبنا المضروب على آذاننا في كهف الحياة... فلنستغل ثقته العمياء بنومتنا... ولنفق !!! فذلك أول الطريق ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:15:53
عندما تزأر الأسود ... اسمعوا زئير الأسود ...كم غاب عنا زمانا زئير الأسود ... وها هم أبناء القسام يمعوننا إياه ....

https://www.youtube.com/watch?v=bVnt2VJrRqg&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:16:47
بتاريخ 2014/07/26

------------

سبحان الله ! لن تقتلوهم ما دام الله يحييهم...

***
فل البلح
..
حدث في دير البلح 26\7\2014
استشهدت والدته عند قصف منزلها وهي حامل في الشهر التاسع ..
وبعد مرور عدّة ساعات ، وعند رفعها من تحت الأنقاض
تمكن الأطبّاء من انتشال الجنين حياً من رحمها ،
رغم مرور وقت طويل على استشهاد الأم .
..
ها نحن هنا
ارادة الحياة فينا أقوى من كل أسلحة الدمار التي تقذفونها فوق رؤوسنا !

...
الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
و مغنيك انتصر!

إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني
فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج
و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
و أمشي..
ثم أمشي ..
و أقاوم!

محمود درويش
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:17:52
بتاريخ 2014/07/27
----------------------

عيد بغزة الجريحة...

وإن أغور جراحها لهو تواطؤ المتواطئين من بني الإسلام عليها وعلى رجالها الأحرار المغاوير مع كلاب بني صهيون...
إن المصيبة في مسلمين متبجحين بالنصر لإسرائيل لهي أكبر مصيبة ... ولكنها لن تفت في عضد المجاهدين الأفذاذ أحفاد عمر وصلاح الدين والشيخ ياسين ...
لن تنال من عزيمتهم، بل إن انكشافهم ومعرفة حقيقة موالاتهم للعدو لهو نور يميز به المؤمنون الصادقون الخبيث من الطيب ...
وليعرفوا عدو بني الجلدة والدين كما يعرفون عدو الدين....

أنتم من تستحقون العيد يا أيها المتأهبون للشهادة، المقبلون عليها إقبال المحب على حبيبه...
أنتم يا من هبت بكم نسائم العزة، وذكرتمونا بمجد وعز كنا نبكيه ونرقب اليوم الذي وعدنا بعوده...
أنتم يا رجالا في زمن عز فيه الرجال... ويا أبطالا في زمن اختلطت فيه المفاهيم، وتساوى فيه السفيه باللبيب والعزيز بالذليل، والذهب بالقصدير...!
يا باعثي ريح الجهاد... ويكأن ريحها لا تشم إلا من موقعها... ويكأن موقعها ومكانها هو هذا لا غيره...!

عيد بأي حال عدت ؟... وإن عدت والجراح أغوار... إلا أنك عدت ورجال من الأمة يشترون الآخرة بحياتهم... يشترون العزة ... يشترون الإباء والنصر بحياتهم ...
عدت ورجال لا ككل الرجال لا بحروف الرجال ... لا بصور الرجال بل بروح الرجال ...مقبلون غير مدبرين ... يطلبون غور حطين فيستجيب، ويطلبون غور عين جالوت فيستجيب...
عدت يا عيد...
يا رب تعود للأمة بعدك عزتها والأعداء الأنذال يهزمهم الرعب قبل السلاح....إني لألمح الفجر يلوح بكم... وإني لأرى بكم الإصباح....!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:18:17
بتاريخ 2014/08/01

---------------------

كانت خطة محكمة، محبوكة بشكل دقيق : الانقلاب على مرسي الذي كان يفتح معبر رفح فيما كان يفعل مع إخوانه الفلسطينيين-----> المجيئ بالسيسي الكلب----->الترسيم للسيسي في مصر كرئيس رغم أنوف شرفاء مصر-----> ضرب غزة بحيث لن يفتح معبر رفح الذي كان يفتحه مرسي.

الآن 120 فلسطيني على المعبر في وضع مأساااااااوي بعد القصف الإسرائيلي... والمعبر لا يفتح....... ممتااااااااااااز يا سيسي رااااائع أبليت البلاااااء الأحسن لأسيادك يا كلب الكلاب
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:19:05
بتاريخ 2014/08/03

-------------------
أين هذا من قضاة اليوم وعلماء السلطان ؟!
-------------
قضاة ينبغي أن تدون أسماؤهم في قائمة الذين يخشون الله ولا يخشون أحدا غيره
بين يوسف بن تاشفين أمير المسلمين وبين محمد بن يحيى المعروف بابن البكراء قاضي المرية
احتاج يوسف إلى معونة مالية من الناس للمساعدة في تكاليف الجهاد فأراد عمل وظيفة مالية (ضريبة) على الناس للاستفادة من المال وقد وافقه على ذلك كثير من القضاة وأفتوه بجواز ذلك لكن القاضي محمد بن يحيى ابن البكراء أبى ذلك فلننظر إلى الحوار الدائر بين القاضي وبين أمير المسلمين لندرك مكانة هذا القاضي الجليل قال الونشريسي في كتابه المعيار المعرب: "كتب الأمير أبو يعقوب يوسف بن تاشفين إلى قاضي المرية محمد بن يحيى عُرف بابن البكراء رحمهما الله يأمره بفرض المعونة ويرسل إليه بها فامتنع محمد بن يحيى من فرضها، وكتب إليه يخبره أنه لا يجوز له فرضها فجاوبه الأمير يخبره بأن القضاة عنده والفقهاء قد أباحوا له فرضها، وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد فرضها في زمانه فراجعه القاضي: الحمد لله الذي إليه مآبنا وعليه حسابنا. وبعد، فإنه بلغني كتبك تذكر فيه ما كان من تأخري عن المعونة وقبضها وأن القضاة والفقهاء أفتوك بقبضها وأن عمر رضي الله عنه اقتضاها وقبضها فإن عمر كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيره وضجيعة في قبره، ولا شك في عدله. وأنت لست مصاحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا وزيره ولا ضجيعاً له في قبره، وقد يُشك في عدلك، وما اقتضاها عمر حتى دخل المسجد بحضرة من كان معه من الصحابة رضي الله عنهم، وحلف أن ليس عنده درهم في بيت مال المسلمين ينفقه عليهم، فإن كان الفقهاء والقضاة قد أنزلوك كمنزلته في العدل، فالله حسيبهم وسائلهم على تقلدهم ذلك، فلتدخل المسجد بحضرة من هناك من أهل العلم، وتحلف أن ليس عندك في بيت مال المسلمين درهم تنفقه عليهم، وحينئذ تجب تقويتك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فلما بلغ ذلك أبا يعقوب، وعظه الله بقوله ولم يُعِد عليه في ذلك أمراً والأعمال بالنيات"أ.هـ
[ولعله إلى جانب قوة القاضي محمد بن يحيى وثباته في مواجهة الأمير بالحق الذي يعلمه وعدم خشيته منه يظهر لنا مكانة الفقهاء والقضاة وأن الأمراء ما كانوا يستطيعون فعل شيء إلا بعد موافقة القضاة والفقهاء عليه وهو يبين من جانب آخر مدى مكانة أهل العلم عند الناس التي أعطتهم هذه المكانة والتي جعلت الأمراء يهابونهم ]
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:19:54
يااااااه.......سبحان الله !

(https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/t1.0-9/p280x280/10439350_794928790528610_4886868021432509725_n.jpg)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:20:21
بتاريخ 2014/08/06

-------------------

مكتبتي... هي مكان قدر الله أن أصير إليه، ودائما أقول في نفسي، ترى هل يقدر الله لي أن أبقى فيه طويلا أو ان أصير إلى غيره في هذه الدنيا ؟
هل سيأتي يوم أكون فيه صاحبة مكتبة عجوز بالكاد تناول طفلا حاجة من حوائجها... ! أم أن غير هذا سيكون....؟
كله في علم الله.... ومن قلة علمنا لا يسعنا إلا أن نعيش اللحظة، وكلما فكرنا في البعيد عدنا للحظة نعيشها بتفاصيلها...
نرسم فيما نرسم تفاصيل القدر الذي قدر لنا يوما بعد يوم... كلعبة البطاقات المبعثرة، نحاول دوما أن نحدد معالم الصورة، وأن نكملها لتتبين تفاصيلها... ولا ندري أنحسن التركيب أم نزيد على البعثرة بعثرة !
ولكن ... ربما تكون تلك الأشياء التي يعرفك بها الناس مجرد إطار لا الصورة ذاتها...! ربما كانت مكتبتي إطارا ... ولكن الصورة وتفاصيلها شيء آخر... تعيش معه الروح، وتحيا به... أما الإطار فكأنه حياة الجسد بينما يظن الناس أنه الصورة كاملة .... !
مكتبتي.... أنت الصورة الظاهرة كبروز الإطار من الصورة، ولكن تفاصيل الصورة غيرك.... ! أنت للدنيا ولحاجاتها، ولكن حياة الروح بغيرك... ! فآتنا اللهم من فضلك للإطار وللصورة يا ذا الفضل العظيم....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:20:54
بتاريخ 2014/08/07

---------------

أنس بن مالك .... أنس... آنسك الله يا من سميت الوافد الجديد عليك إلى الدنيا "أنس" ... إنه ابن مالك بن النضر وابن المرأة العظيمة الرميصاء بنت ملحان...
أما أبوه مالك فقد مات على كفره، مات في سفر له إلى الشام ضاجا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد أسلمت زوجته الرميصاء... ولم تحد عن الإسلام رغم بقاء زوجها على الكفر، حتى مات قريبا من عهد إسلامها...
الرميصاء العظيمة أخت أم حرام شهيدة البحر... الرميصاء التي أهدت أنس ابنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن السنوات العشر ليلازمه ويخدمه، من بعد ما رأت الصحابة يقدمون للإسلام الغالي والنفيس، وقد كانت الفقيرة التي لا مال لها تبذله لدينها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم.... فأهدته أنس.....
ثم تزوجت من أبي طلحة الذي أمهرها دخوله الإسلام على يديها.... وأنجبت منه عمير الذي كان يضاحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسأله عن عصفوره النغير..."ما فعل النغير يا عمير" ... لقد كان أخا أنس لأمه....
أنس بن مالك الذي لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من أكثر الرواة عنه، وقد أقام علماء الأمة لرواياته أكبر الوزن... كان أمين سره، والمربى على يديه، والآخذ بسلوكه وأخلاقه العظيمة...كان آخر الصحابة وفاة، حتى قيل عند وفاته "لقد ذهب نصف العلم"... إنه سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه...
فهنيئا لك أنس يا أبا أنس  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:21:21
بتاريخ 2014/08/08

تعلمت من كثرة المنظرين أن الذي ينظر ويعمل ويخالط ويحتك بالناس هو أكثرهم صدقا وأوسعهم حكمة، أما الذي يعيش مع الورق ومع الشاشات فوعيه ليس بالعمق الذي يوصله لحقائق الأمور والأحكام والتوقعات...وغالبا ما يذهب تنظيره أدراج الرياح عندما نرى عمل العاملين على الأرض وهم يبلون البلاء الواقعي، فيعيشون الظرف والحالة ويصبرون ويتحملون ويجاهدون في سبيل المبدأ والفكرة، ويصقلهم واقع التجربة... عندها يقف ذلك المنظر مشدوها وهو لم يحسن يوما فن العمل، فيرى الواقع والعمل غير التنظير المجرد عن العمل، يرى كلماته الكثيرة لا تساوي في سوق الأفعال شيئا...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:22:00
بتاريخ 2014/08/10

---------------
في كل يوم في هذه الدنيا، ومع أحداث الأيام، ومع ما يحصل من حولنا، يزداد المرء معرفة بحكمة الله تعالى من تحريم ما حرم...
قلب الإنسان... قلب المرأة، قلب الفتاة...
ما أشد حرص الله تعالى على قلبك أيتها الفتاة !
ما أعظم علم الله تعالى بضعف قلبك أيتها المرأة، وبسهولة ميله مع هدهدات الكلمات الرقيقات...
العلاقات .... المكالمات العاطفية بين الشاب والشابة من قبل عقد شرعي يجمع بينهما... موضة العصر... ترنيمة العصر... لغة العصر...زواجات العصر التي تسبقها عواصف هوجاء تعصف بقلب الشابة عصفا فتذهب بريقه وتبهت لونه، وتقلب ذهبه قصديرا....!

هذا القلب المفعم بالرقة والأنوثة.. الذي أراد الله تعالى أن تدخري كم ما فيه من ندى يرطب اليبس، ويلين الصلب لحياتك مع زوجك وأولادك، مع أسرتك ...
جعل ما فيه لأسرتك في قابل أيامك....
لم يرد الله لقلبك كسرا أو ألما أو معاناة تستنفذ كل طاقتك العاطفية في علاقات لم يجعل الله لها من سلطان، علاقات عاطفية تكسر زجاج القلب، وينقض بها بنيان العاطفة الأنثوية الذي جعلت فيك مواده ليوم الأسرة لا ليوم العشق والوله والحب المزعوم من لبنات الكلمات الهشة...!

فأنت بين ألم خصام، ودمع فراق، وآهات بعد وجفاء، وحسرات لا مبالاة من الحبيب، وترقبات لكلمات مقبلات يجبرن كسرا قد حصل...
وهذه الأفعال منه كاسرة هدامة، وتلك الكلمات منه جابرة من وحي وهم الحب الذي سحرك أيتها الفتاة وأسر قلبك الذي لم يجعل ولم يخلق ليكسر قبل البناء...!!
أية زوجة أنت بعد كل هذا الكسر...! وكل هذا الألم !
أية أم حانية، لم تلوعها الآهات الباهتة التي تقصم ظهر الزمان !
أي عقل وأي حكمة حكمتك وقد حكم فيك الحب بحكمه فأصبح رجلك وفارس أحلامك الذي يعج بالأخطاء والنقائص بل وبالكوارث مقبولا وإن سود البياض، وزين السيئة....
كل ما يكون منه حسن.... وإن كان أكبر السوء.... وكله فيك من ظلمة العاطقة التي طغت وغمت وغشت كل نفسك، فلم تعودي تبصرين............! عاطفة لم يجعل الله لها من سلطان وهي في غير أوانها المعلوم، ومع غير رجلك المعلوم.......!

لم يرد الله بك كل هذا ....بل أرادك جديدة كل الجدة لزوجك ولأولادك.... أرادك قارورة قد أوصى بها الزوج... ولم يوص بها أحدا غيره ليرفق بها.... !
خسارة وألف خسارة أيتها الفتاة التي أكلت قلبك كلمات الحب الذي ما أراده الله لك إلا في أوانه المعلوم ومن رجلك المعلوم، الذي يعلم، ومن بعد أن تعلمي أنه زوجك، يكون لك الحب منه ويكون منك الحب له وأنت قارورة لم تكسر..... حتى وإن كان كاسرها هو زوجها يوما ما من بعد ما لها بقلبها أعواما قبل الزواج.....
لا يشفع لك أيتها الفتاة المسلمة أن يكون كاسر قلبك وملوعك ومتوهك، وملقيك في غيابات الآهات وألهيات الحب وصفعاته ولذع صياته أن يكون هو ذاته زوجك بعدها....
لا يشفع لك إن كنت غافلة تحت حبائل الشيطان وهو يزين لك الحرام بدعوى أنك ما تردينه إلا للزواج، لا يشفع لك هذا ! فإنه لا يراد الحلال ولا يطلب إلا بحلال.....وما يطلب بالحرام إلا وتنقلبين من الصائدة إلى المصيدة التي يقبض عليها صيادها ويذيقها من ألوان العذاب...... لا يطلب حلال بحرام إلا وكان لصاحبه من العذابات ما ظن أنه منها ناج !!
سبحانك ربنا ما أردت بعبادك سوءا ....ولكن عبادك بأنفسهم يريدون شرا وسوءا.........
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:22:48
بتاريخ 2014/08/11

--------------

هل شاهدتم القمر الليلة ؟ هل شاهدتموه البارحة ؟ يالسحره وجماله !
بدا كبيرا... بدا بحجم غير حجمه الطبيعي...!
ما أروع حسنه ! ليس على الأرض شيء يعدل حسنه وهو معلق في سماء بغير عمد !
سألته وهو شامخ عال، يدور كلما درنا، ونلقاه حيثما ذهبنا : من ذا يمسكك أيها العالي، يا زينة السماء العالية ؟! على أي مشجب تعلق أيها القمر السامي ؟! فجعل يتتبعني بنظراته كما أتتبعه بنظراتي، صامتا، وفي صمته سحر البيان !!
وقريبا من نظرتي إليه غير بعيد...من غير مسافات أقطعها، ولا صاروخ يقلني منه إلى الأرض ! رمقت تحته رجلا يمشي، وآخر يمشي، وآخر يجلس جلسة ليلة قمرية على ضوئه القمري...
تذكرت أنك أيها الجميل العظيم قمر الأرض، وأن الأرض جزء من ذلك الدرب اللبني...وأن الكون فسيح، فسيح فسيح........! وأنه كله يسير وفق حسابات مغرقة في الدقة....!!
فقلت لذلك الرجل الماشي ولذلك الرجل الجالس، ولنفسي خلف نافذة سيارة تحملني وتحمل أهلي معي : على الأرض أيها الإنسان دون كل مكونات هذا الكون الفسيح كان مستقرك...
على الأرض أيها الإنسان كانت حياتك ....
على الأرض يا ابن أبيك آدم كان آدم.... فمشى وجلس، وأكل وشرب، وشقي وسعد، وعبد ربه الخالق الواحد الأحد، ورافق حواء ورافقته، وكان الأب وكانت الأم....
على الأرض يا عبد الله العظيم....! وكم عبيدك يا الله !! كم عمار الأرض من عبيدك ؟......... وكم عصاة الأرض على الأرض من عبيدك.....!
ما أعظمك يا رب السماوات والأرض.... وما أكثر جحود البشر ....!
سلام لك من الأرض يا قمر... يا زينة السماء في هذه الليلة القمرية... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:23:17
بتاريخ 2014/08/12

تعرفوا على كتائب القسام عن قرب...

https://www.youtube.com/watch?v=e4315m0N2LE&sns=em
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:24:38
بتاريخ 2014/08/13
--------------------

عندما أفكر مليا بأنفاق غزة، وبرجال هذه الأنفاق... وبدقة بنائها وهندستها، والعلميّة الطافحة منها، وهي المحفورة بعلم، والمملوطة بعلم... والُمعدّة بمقاييس والممددة بميزان ...
عندما أتأملها، وهي التي دوّخت اليهود، وأعيتهم، وعَيِي منهم الكذب في تصريحاتهم الممجوجة أنهم قد عثروا على الأنفاق، وأنهم قد دمروا منها العدد والعدد، وأنهم يستهدفونها فيما يستهدفون وهم يقصفون البيوت على رؤوس أصحابها ويقتّلون الولدان، ويُقطِّعون النسوان ....!!

عندما أسمع لكلماتهم هذه التي لم تعد تنفعهم، وأكلت عليها عمليات القسام وشربت...!! أقول في نفسي: وماذا كنا نحن نعمل بينما كان الرجال الأفذاذ يحفرون أنفاقا أصبحت ثامن أعاجيب الدنيا ...!! إن لم تكن أعجبها ...!

ماذا كنا نعمل ورجال غزة يحفرون الأرض وما تحت الأرض ليأكلوا، وقد ظن عدوهم من العرب واليهود أنهم سيموتون جوعا فيكفوهم مُؤْنة السلاح، والصواريخ، والطائرات بلا طيارين .....!

ماذا كنا نعمل فيما كانوا هُم يحفرون الأرض، وينحتون منها بيوتا، ومنافذ للعيش، ولم يروا العيش في أكل يسدّ الرمق وفي شرب يروي الظمأ... بل قد رأوه في قتال في سبيل الله ... من تلك الأنفاق ...!!!

تتعالى منها التكبيرات "الله أكبر الله أكبر" وتتعالى من حناجرهم الدريّة الهتافات "نحن جند محمد، جند الثبات والله يشهد ".....
وهم يصارعون ظلمة النفق، وصعوبة النفق، وخطورة النفق .... ومن النفق ينطلقون مقاتلين ....
من النفق ينطلقون رجالا أشاوس لا يرضون بعيش ذل، وإن كان الخبز الذي يأكلون خبزا رغم أنوف العدو، خبزا من صنع أيادي الحفّارين قبل أيادي الخبازين...!

لم يَقْنَعوا بعيش الخبز والماء .... بل قد راموا عيش العزة والإباء ... فجعلوا الأنفاق منطلقا لقتالهم في سبيل الله...
أعيَوا عدوهم الجبان وهم ينبُتون لهم من الأرض نباتا من أنفاق تحت الأرض حفروها يَنْشدون منها عَنان السماء .....

ماذا كنا نعمل بينما كانوا هم يتدربون، ويحفظون المداخل والمخارج في مدينة تحت الأرض بنوها، يقضون الأيام والليالي فيها لا يشكون شكا أن سعيهم مستحيل ومحال، وأنه باب وإن فتح لا يؤدي لمكان ...!
بل لقد ثابروا، وصبروا، وحفروا، ثم حفروا ثم حفروا .....

لقد أدهشوا عدوهم المتربص بهم... ومزقوه حيرةً كل ممزّق ...

ماذا كنا نعمل وهم لا يَفْتُرون .... ؟!!
يفتتحون الأنفاق كما تُفتتح في بلاد العَرَب حيث الترف والمال الوفير والعيش الرغيد والبنيان المنيف والطوابق المئوية "المُولاتْ" وقاعات الحفلات الراقصة، وتدشّن المراكز التجارية الشاهقة الشامخة !!!

ماذا كنا نعمل ؟!
كنا نقوم صباحا من نوم عميق نتأفف، نألَم من وسادة أثقلت رؤوسنا، ونندب تكاليف الحياة، ونتجاذب أطراف حديثها ... فربما تحسرنا على "تلفزيون" لنا لم يعد منظره يواكب مناظر ما عند الجيران ! أو أطلنا القعدة على مائدة الإفطار نريد أن نأكل مع ما نأكل ...ساعات النهار !

أو ربما لم يعد يروق للشاب أن يحمل عن أبيه قفة الخضار واللحم الثقيلة، يريد أن يعيش حرا لا يعيقه برّ الوالدين عن سير حياته إلى حيث يريد ...!!!!

أو ربما قد أعياه أن يصحُوَ على صوت أمه تشكو له شيئا من أعباء الحياة... ما يريدها إلا حريرا حريرا وأن يصحو قريرا لينام قريرا....لا تنغّص راحتَه منغّصات الحياة !!

أو ربما أغضب "تلك" من زوجها أن لم يقتنِ لها قطعة جديدة من قطع الذهب... فأقامت الدنيا ولم تقعدها على النحس الذي جعلها عند رجل مثله ...!!

أو ربما بينما هم يحفرون أنفاقهم، كان "هو" هنا يبحث له عن "ليلى" جديدة للياليه الغرامية يبثها حبه وشوقه ووفاءه الذي يقسمه إربا إربا على كل ليلى، وكل ليلى منهنّ تراه "قيسَها"، أو قل لكل ليلى "أقياس" ... ندا بندّ ...!!

أو ربما وهم يحفرون أنفاقهم "كانت" أو "كان" يلوكه اليأس من حال الأمة، فهو بين سندان الأحوال، ومطرقة هلام الحلول...

أو ربما بينما هم يحفرون أنفاقهم كان يجالس أصحابه بالمقهى... يتسامرون، ويتبادلون أحدث النُّكَت، يشربون الضحكات مع المشاريب حتى الثمالة لسان حالهم يقول: "الضحك رأس مال من لا رأس له" ....!!

أجل حينما كنا نعمل هذا، كانوا هم يحفرون أنفاقهم العظيمة ...!! كانوا هُم يعدّون عدّتهم تحت الأرض... وفوق الأرض رجال يصنعون لما تحتها، رجال ينبثقون من الأرض انبثاقا، وينبجسون منها انبجاسا، وينبتون منها نباتا كالأشباح التي تنغّص ليل النائم الغاطّ في نومه، إنهم يلاقونهم وقد نبتوا، حتى لكأني أستشعر رعبهم وفزعهم وفَرَقَهم من الأرض التي تحملهم، وتبسط خُطاهم ...فلئن نَنْسَ المشي ونَكُنِ القُعَداء خير لنا من فجاءة طلتهم الشبَحِيّة من الأرض ...... من أنفاقهم ....!!!

غزة أمثولة واقعية، غزة واقعة مثالية ...
جعلها الله تعالى في حكمة مقاديره لمَن صدقوه فصدقهم ....
أنفاق غزة صناعة رجالها ... ورجالها صناعة ذلك البصيص الذي لم يخبُ نوره في الأمة ....
رجالها قبس من مشكاة النبوة...
رجالها أحفاد عمر وعلي وابن الوليد وصلاح الدين .....
هم أولاء حُفّار الأنفاق.... هُم أولاء من تحت الأرض صنعوا عزّهم ومجدهم، وأرهقوا قوة لطالما تمايلت وتبخترتْ ورفلتْ في حليّها وديباجها وظنت أن يا أرض "اتهدِّي" فما عليك ليس "أَدّي"...!!

نعم إنهم كانوا يصنعون الحياة بلون المجد وريح العزّ بينما كانت تصنعنا الحياة بلون الهباء وريح الذلّ ....!!

فهل نصنع صنيعهم ؟!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:01:47
بتاريخ 2014/08/14

"الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" .... ما أصعب هذه الآية ...!! ما أصعب أن يظن الإنسان بنفسه حسن عمل أو تصرف، بل قد يظن أنه بالغ في الإحسان، وهو يسعى سعي الضلال !! ما أصعب أن يظن أنه المظلوم الذي ظلمته طيبة قلبه الزائدة، وينسى أنه يقيس بمقياس الهوى وهو يرى ذلك لا بمقياس الله...!
حينما يرى الإنسان نفسه طيبا أكلته الذئاب لطيبته، ويغفل أنهم لم يأكلوه إلا لأنه أقام علاقة بمن لا يجوز له في أمر الله أن يقيمها...لا يحل له إقامتها أصلا...
وهكذا يظن الواقع في حدود الله أنه المظلوم بينما هو الظالم إذ ظلم نفسه أن لم يكن وقافا على حدود الله....حام حول الحمى، فوقع... ثم يزيد الطين بلة أن يندب حظه النحس، ويرى أن طيبة زائدة منه هي التي أوقعته، بدل أن يطرح مقياس هواه ويأخذ بأمر الله...ضل سعيهم..... يحسبون أنهم يحسنون صنعا....!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:04:10
مهم جدا عن تربية الطفل لمصطفى عبدالناصر بتاريخ 17/08/2014

لتزرع الرجولة فى رأس طفلك ، فتحصُدُها الأمة من بعدك
إستبدل
إستبدل أفلام الكارتون التى يشاهدها طفلُك ( مازنجر ، بات مان ، سوبر مان ، القناص ، نارتو .. ) إستبدلها بـ ( كارتون محمد الفاتح ، كارتون جزيرة النور ، كارتون قصص الأنبياء )
.
إستبدل حكايات ما قبل النوم ( الهلس )
بـ ( بطولات الصحابة والتابعين ورجالات الإسلام الذين أوصلوا لنا الدين بدمائهم )
.
إستبدل له ألعابه ( المكعبات ، مُجسمات الشخصيات الكارتونيه الخياليه )
إستبدلها بـ ( جِمال ، مُجسمات مُصغرة لخِيَم ، خيول ، سيوف خشب ) وكافِأه إن بَنى جيشًا
.
إستبدل لِعبَ الكُرة بـ ( ركوب الخيل ، والسباحة والرماية )
.
لا تُلحق ابنك أو ابنتك بـ ( مدرسة ، أو نادٍ ، .. ) فيه إختلاط ،، يجب أنّ نُربى أبنائنا أن الرجل لا يختلط بالمرأة ، ونربى حورياتنا أنهن أغلى من أن يختلطن بالرجال
.
لا تُعَنِّف ولدك أمام الناس حتى لا تضعُف شخصيتُه
لا تُعاقب ولدك إن أخطأ لمجرد العقاب ، بل علمه ألا يُخطئ
لا تقل للطفل ( لا تفعل كذا ) بل قل له ( أنت رجلٌ والرجال يفعلون كذا " عكس ما فعل " )
وقولى لابنتك ( أنتِ حورية وقدوتُك عائشةُ وحفصة والأجملُ منك أن تكونى مثلهن وتفعلى كذا )
.
عوِّد طفلك أن لا يطلب منك طلبًا قبل أن يطلُبهُ من الله
فإذا ما أراد شيئًا قُل لهُ ( سَلِ الملك ، ملكَ السماوات والأرض ، صلِ ركعتين واعرض مسألتك على الله ثم تعال إلىّ نقضيها معًا ، فإن وفقنى الله وقضيتُها لك فقد قضاها لك وإلا فقد أجلها لحكمة يعلمُها )
.
إذا أخطأ فلا تُروعهُ بك ، بل اجعل الخوف فى قلبه من الجليل ( خوفٌ علوىّ حتى إذا ما غبتَ عنه اتقى الله ولم يُذنب )
.
علمهُ القرءآن ، وحببهُ فيه وبغِض إليه الغناء
قربهُ من ربه بقربك منه ( كلما اقتربت من ربك كلما جنيت اقتراب ابنك منه )
.
إبنِ لنا جيلًا يُقيمُ أُمةً تسود العالم
إن لم يتسنى لك أن تكون لبنةً فى جدار الخلافة ( فهى قادمة قادمة بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فرَبِ لنا ولدك ليكون خليفة المُسلمين
.
فى النهاية أنت لستَ مسؤولًا عن أن تُغير الدُنيا ، لكنك مسؤولٌ أن تغير نفسك وولدك وزوجك
وبهذا تتغيرُ الدُنيا بأكملها
.
اللهم إن علمتَ صدق نيةٍ وحُسن توفيقٍ منك لى فى هذه الكلمات فصِلها لأكبر عدد يستفيدُ منها ، وتقبلها منى خالصة لك يا رباه
مصطفى عبدالناصر
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:04:40
18/08/2014

كثير من الناس في عصرنا سيراك مجنونا معتوها وأنت تقول كلمة حق، وأنت تقدس قيمة من القيم النبيلة، وأنت تلتزم مبدءا من المبادئ، وأنت لا تحيد عن مبادئك ولا تبيعها في سوق النخاسة العصري.... وما أبخس ثمن المبادئ فيه... دراهم معدودة معدودة...!
كثير من الناس وإن أبدى القبول بكلماتك، بحث عن أقرب مكان لينفث فيه بكل ما أوتيت أنفاسه من قوة "أفففففففف" من هذا المتكلم القديم الذي يردد الكلمات القديمة !!
كثير من الناس يومئ برأسه أنه مع كلمات الوعظ التي قلت، وأنه لا أحسن من أمر الله ولا من حديث لرسول الله، وينطبق فيه الجفن على الجفن تأملا وتلذذا بكلام الحق... ولكنه ما يلبث أن يعود أدراجه وقد غادر وجهه وجهَك، مقررا اعتزالك يا صاحب الكلمات القديمة !!
كثير من الناس يعلم أنك تقول الحق ولأنه يعلم أنك تقول حقا، وأنك تفضحه أمام نفسه، يفر منك كما يفر من نداء الفطرة في نفسه، ومن نداء الضمير في نفسه...
وكثير من أصحاب القيم والمبادئ والعودة إلى الله مرجعا يعلم من أخبار كثيرين ممن يحدثهم بحديثه، ويدعي عدم العلم....
لا لشيء إلا لأنه عازم على المضي في قولة الحق وإن كرهها من كرهها ......! وأنه لا يأبه لرأي من آراء هؤلاء الهاربين ...!
ولأنه يعلم أن هذا الدرب ممقوت في عصر اللاهين اللاعبين، وأنه ممتَحَن مُبتَلَى فإما صابر ثابت يقر ثبات الحق كثبات فعل الماء والهواء، وإما جازع من الجازعين....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:05:18
18/08/2014

مما يجب مراعاته أثناء مخاطبة الطفل ... نحتاج فعلا أن نعرف كيف تعمل عقولهم، لنعرف كيف نخاطبهم :

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/v/t1.0-9/10513473_564201010372103_9092030162587069326_n.jpg?oh=64d895b4cf938b022ac185686d13bd03&oe=56752378)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:07:06
19/08/2014

فلنرجع إلى الصلاح خطوة خطوة وأصبعا أصبعا...

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpt1/v/t1.0-9/10385479_792770514096577_3812437418683662759_n.jpg?oh=625f022f3b9961676429367382f97b04&oe=56746FD0)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:08:35
23/08/2014 : وفاة جارتنا حياة تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.

في فرنسا حيث إقامتها هي وزوجها وأولادها الخمسة...اجتمع في شأنها العدد من الأطباء يقررون تسريحها من المستشفى وحالها لم يعد يحتمل العلاج...
إنه ذلك المرض الخبيث بلغ من جسدها كل مبلغ، وفي عرفهم لا يطلقون المريض المشرف على الموت إلا بعد أن يأتوه بطبيب نفساني يهيئه لتقبل الموت...
جاءها ذلك الطبيب وبدأ بكلماته الدقيقة... وما لبثت أن قاطعته قائلة : معذرة، فأنا مسلمة ولا أحتاج لأي كلام يهيؤني للموت، هذه الحقيقة نتقبلها، ونؤمن بها ونتهيأ لها...
فولى الطبيب حيرانا كما لم يعرف الحيرة في حياته من كلمات تلك المؤمنة القوية...لم يعتد على هذه القوة أمام الموت، لم يعتد إلا على منهارين يزيدهم القرب من الموت قربا من الموت
انبهر كل من بالمستشفى من تصرفات أبنائها وزوجها وإيمانهم العالي ولجوئهم لله داعين لأمهم متضرعين لله، صابرين محتسبين...
عرفوا في أرجاء المستشفى كله بالأسرة المسلمة المبهرة...!
لقد مثلوا الإسلام أحسن تمثيل.....
ولأنها تكمل ما بقي لها من أيام قليلة، عاد بها زوجهاإلى أرض الوطن لتموت بين إخوتها وأهلها...
وفي اللحظات الأخيرة، على سرير الروح التي تتهيا للرحيل، والجسد الذي يتهيأ للفظها... إنه زوجها المؤمن القوي يجعل آخر عهد ليده برأسها آي القرآن يقرأها عليها، لساعات طويلة من ساعات يومها الأخير قارب فيها على ختم القرآن كله قراءة، ويده عليها....
تخنقه العبرة حينا وهو يعلم أنه بين يدي ساعة أخيرة يودع فيها وجهها الحبيب في هذه الدنيا إلى الأبد، ويدفعه إيمانه حينا آخر، وحبه لزوجه المؤمنة الغالية التي كانت نعم السند له في طريق الدعوة لله في بلاد الغرب، تمر بعينه صورها وهي أسعد أهل الأرض قاطبة بين أعمال خير في رمضان الخير ومساعي بر في سائر أيام العام... بين فرنسي ينطق الشهادتين على يد زوجها أو فرنسية تعتنق الإسلام على يديها....وبين غدواتها وروحاتها على أبنائها تعلمهم الاعتزاز بالإسلام وحب الإسلام، وتمثيل الإسلام أحسن تمثيل...
وبين بناتها اللاتي لا يخلعن عنهن خمرهن في أي مكان غير بيتهم الذي يؤويهن ووالديهن وأخويهن.... حتى أنهن الأكثر التزاما من بنات عمومتهن في بلاد الإسلام ..!
وبينما زوجها يقرأ عليها كتاب الله آخر عهد لها بالدنيا، وروحها تتقدم نحو مولاها خطوة خطوة.... يأتي ابنها الأصغر يومئ لأخيه الأكبر أن يقيما أباهما ليصلوا المغرب لئلا يفوتهم وقت الصلاة.... ويستجيب الأخ، ويستجيب الأب، ويتقدمون جماعة للصلاة.... والدعاء لها بعد الصلاة....
وتصعد الروح لبارئها... وتغادر الجسد المسجى ... وتنبئ بفراق "حياة" لهذه الحياة.....
أبناؤها وهم بين أعمامهم وأخوالهم المنفطرين بكاء وحزنا على فراق الأخت الحبيبة يسارعون للدمعة المنساحة على خدودهم يقطعون عليها دربها، وهم يقولون: لا تبكوا امي... فأمي في الجنة تتنعم...لا تبكوها...فأمي في عرض الجنان ترتع.....
هكذا عاشت "حياة" تحيي من معها بالإسلام، وماتت وهم من خلفها بالإسلام أحياء يحيون به من خلفهم.........!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:09:12
25/08/2014

--------------------

لما قدم المثنى بن حارثة وهو قائد جيش المسلمين ضد الفرس على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يسأله المدد لجيشه من أهل المدينة ... أوصى الصديق عمرا رضي الله عنهما وهو في فراش الموت أن يندُب الناس للخروج مع المثنى، فعمل عمر بعد وفاته بوصيته، ونادى في الناس مرة ومرة ومرة أن يخرجوا مع المثنى مجاهدين في سبيل الله، وفي كل مرة كانوا يعرضون، ولا يستجيب منهم أحد !!!
حتى خطب فيهم المثنى بن حارثة بنفسه، ولم يستجيبوا لمنادي الجهاد ...!! ثم خطب فيهم ابن الخطاب وقال: أين المهاجرون لموعود الله؟ لقد وعدكم الله أن يورثكم الأرض، فأين المهاجرون إلى ميراث الأرض؟! أين عباد الله الصالحون؟!
وبكى عمر ....
عندها نطق رجل من المسلمين، رجل واحد وقال: أنا لها....
رجل واحد بعد أربعة أيام من النداءات المتواصلة للمسلمين !! وفيهم من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه غيرَها ....!
وبعد الرجل نطق الرجل الثاني، ثم الرجل الثالث .... حتى استُنهض الإيمان في قلوب الناس، وتنادوا بالاستجابة لداعي الجهاد ..........
نعم لم يستجيبوا من المرات الأولى....
نعم لم تكن استجابتهم فورية.... وإن كان منهم من شهد بدرا ....!
نعم إنه أمر صعب ساعة يُسأل صاحبُه سؤال الفعل لا سؤال القول...
نعم من السهل أن يقول الجميع أنهم مستعدون للجهاد وللاستشهاد.... ولكن من الصعب أن نرى عند الفعل عدد القائلين هو عدد الفاعلين ....
وذلك في كل زمان ....
فما أسهل الكلام، وما أخفّ وزنه .... وما أصعب الفعل وما أثقل وزنه .......
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:09:53
27/08/2014

-------------------

وتنتصر غزة... وتتحقق المعادلة "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".
تلك القطعة الصغيرة... أرهبت العالم كله... والعالم كله حليف القوي بسلاحه وعدده وماله...
وغزة وليها الله على قلة عددهم، وسلاحهم ومالهم... ومن كان الله وليه ما خاب... وما ضره تكالب الأهل والأصحاب ولا خيانة ذوي الدين الواحد.......
قال أذيال الغرب من العرب مع القائلين: حماس إرهابية.... يرددون كلمات سيدتهم إسرائيل ! وإسرائيل توقع على وقف إطلاق النار ولم تستمسك بشرط "نزع سلاح المقاومة" ! كما كانت تفعل في كل مرة، أتساءل ...ترى هل سيبدل العرب الأشاوس رأيهم وقد صمتت إسرائيل عن شرطها ؟! فلا تعود حماس إرهابية ؟!
طبعا... متى قال بنو إسرائيل ردد الخونة من بني يعرب ما يقولون، فلب القول ما يقول بنو إسرائيل....!!!
أف لكم أيها الخونة ... أف لكم ! إنكم ساعة تميل الكفة لحماس وللقسام وللمقاومين المجاهدين لن تجدوا من يقبلكم، وستلقي بكم كفة الهزيمة والعار والشنار في بحر الظلمات غير آسفة عليكم ولا خائفة.... وستلفظكم الأرض كما تلفظ الأمعاء عفن الطعام لترتاح.....! ما أنتن ريحك أيتها الخيانة... وأنت منها ريح الخائنين ...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:10:33
28/08/2014

-----------

سار يزيد بن أبي سفيان بجنده إلى الشام لحرب الروم وفتح بلاد الشام، فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يدعو في كل يوم غدوة وعشيًّا بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر، فيقول:
"اللهم إنك خلقتنا ولم نك شيئًا، ثم بعثت إلينا رسولاً رحمة منك لنا، وفضلاً منك علينا فهديتنا وكنا ضُلالاً، وحببت إلينا الإيمان وكنا كفارًا، وكثرتنا وكنا قليلاً، وجمعتنا وكنا أشتاتًا، وقويتنا وكنا ضعافًا، ثم فرضت علينا الجهاد، وأمرتنا بقتال المشركين حتى يقولوا: "لا إله إلا الله", ويعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون..
اللهم إنا نطلب رضاك، ونجاهد أعداءك، من عدل بك وعبد معك إلهًا غيرك، تعاليت عما يقولون علوًّا كبيرًا، اللهم فانصر عبادك المسلمين على عدوك من المشركين، اللهم افتح لهم فتحًا يسيرًا، وانصرهم نصرًا عزيزًا، واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم شجع جبنهم، وثبت أقدامهم، وزلزل بعدوهم، وأدخل الرعب في قلوبهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِدْ خضراءهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًّا وبنا حفيًّا، وأصلح لنا شأننا كله، ونياتنا وقضاءنا وتبعاتنا، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين، واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.. الأحياء منهم والأموات، ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخـرة إنه بالمؤمنين رؤوف رحيم".
ما أجمله من دعاء..... وما أروعها من أجواء.... وما أعظمهم جميعا من القائد إلى المقود، من السيد إلى المسود....
ما أروع الإسلام ورايات العزة ترفرف، وسابقة العمل هي الرائدة، عندها يكون للدعاء وَقْع وصوت وصدى ...
ويليق لصاحبه أن يتوسم الإجابة ....
فها هم أولاء مُقدِمون على ساحات الوغى، ومِنْ خلفهم قائدهم العظيم في المدينة لا يتركهم من دعاء عريض تراه ملء السماوات والأرض، والفرسان إلى هناك رجالا ورُكبانا، والقلوب من ورائهم هنا وهي هناك معهم، تلهث بالدعاء من غير قعود، قلوب العاملين تلهث بالدعاء للعاملين....
وهذا هو التوكل على الله كما علمنا إياه الإسلام ...
هذا هو التوكل الحق كما علمناه سيدنا يعقوب عليه السلام حين أمر بنيه ألا يدخلوا من باب واحد وأن يدخلوا من أبواب متفرقة، وأنه لن يغني عنهم من الله شيئا وهو يأمرهم بذلك، بل لن يكون إلا ما أراد الله، أخذ بالأسباب مع يقين أن الله هو الفاعل المصرف المقدّر، هو ذاك التوكل على وجهه السليم
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:11:44
29/08/2014
-----------------------

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xta1/v/t1.0-9/10559849_803163719705775_6199516468848474774_n.jpg?oh=2070a072f4ec9aa964f827f3a8399406&oe=56393A0D)


لماذا أسترحم ؟!
إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق،
وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل.

سيد قطب.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:12:52
31/08/2014
-------------------
ما أروعها من صورة وما أعظمها من كلمات.... نعم رغم كل الغيوم والتلبدات.... فجيل النصر بإذن الله آت آت.. وإنك لتصنعينه بيدك يا إسرائيل كما تربى موسى ببيت قاتل الأولاد خوفا من مجيئ موسى !!


(https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpt1/v/t1.0-9/10649880_807665575921598_5151921971162484086_n.jpg?oh=8f28f0c530c8d694b18324059fac93d9&oe=566CF94B&__gda__=1446530639_3e0e6300554f49ac6becaa2ffd14d6bf)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:13:42
01/09/2014
------------------

إن الفقهاء و المفكرين كثير عددهم ،و لكن قضية الإسلام الحاضرة تريد أصحاب القلوب الملذوعة الذين يتفاعلون مع الأحداث أولا بأول ،و لهم تعبّد في مراغمة الباطل و معاندته و محاربته فعلى مثلهم ينعقد الرجاء .. لا على أصحاب الأصوات المرفوعة . -محمد أحمد الراشد-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:14:43
01/09/2014
--------------------

احتاج جيش المسلمين في الشام مددا من أبي بكر الصديق لكثرة عدد جيش الروم الذي سيقابله، وكان الصديق رضي الله عنه قد استنفذ المجاهدين عنده بالمدينة وباليمن، ففكر بالاستعانة برجال مكة الذين تأخر إسلامهم إلى العام الثامن من الهجرة عام الفتح لبَعثهم للجهاد، ولاستشارتهم في طرق حرب الروم مع خبرتهم في التعامل معهم بما كان بينهم من تجارة ، فرفض عمر رضي الله عنه ذلك، وأصرّ أن أهل المدينة من المهاجرين والأنصار أحق بالاستشارة، فلما بلغَ أهلَ مكة موقفُ عمر منهم، قدم على أبي بكر رضي الله عنه بالمدينة وفد على رأسه سهيل بن عمرو الذي قام في حضرة الصديق وعمر ورجال من المدينة قائلا : "أشهدكم أني حبيسٌ في سبيل الله، ووالله لأقفنَّ مكان كل موقف وقفته على حرب رسول الله موقفَيْن على أعداء الله، ولأنفقن مكان كل نفقة أنفقتها على حرب رسول الله، نفقتَيْن في سبيل الله".
وقد كان الرجل حكيما صادقا، لم ينكر أفضلية المهاجرين والأنصار عليهم، ولا أسبقيتهم، ولا مكانتهم عند الله ورسوله، ولا دورهم السابق في الإسلام، ولا عطاءهم اللامحدود للدين. بل لقد أشهدهم أنه يريد أن ينافسهم فيما هُم فيه، وهم أولو العزم، والسبق، والدور في أحلك الظروف...."لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاَّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى"-الحديد:10-
نعم لقد قالها سهيل بن عمرو لمن معه من أهل مكة:"لا تجزعوا مما ترون، فإنهم دُعُوا ودُعِينا؛ فأجابوا وأبطأنا، ولو ترون فضائل من سبقكم إلى الإسلام عند الله عليكم، ما نفعكم عَيْشٌ، وما من أعمال عند الله أفضل من الجهاد في سبيل الله، فانطلقوا حتى تكونوا بين المسلمين وبين عدوهم، فتجاهدوهم دونهم حتى تموتوا، فعَلَّنا أن نبلغ بذلك فضل المجاهدين"
فلنكن سباقين .... فلنعمل والظروف صعبة، ولنقتحم العقبة، فإن الفجر منبلج منبلج، وساعة نصطنع العمل والطريق قد تبيّن، والفجر قد لاح، وثمار العاملين قد أينعت، عندها لن نستوي ومن عمل ساعة الصعب، ومن بذل ساعة رأى المتخاذلون ألا بصيص وألا أمل، فقعدوا ويئسوا ....
ساعتها سنكون المتسلقين، الراغبين في ثمار ليست من زرع أيدينا ...ساعتها سنكون المتلوّنين، المتقلّبين بتقلب الظروف ....
ساعتها لن نستوي عند رب العالمين وَمن عمل يوم كان العمل صعبا .....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:15:33
02/09/2014
------------------------

خالد بن الوليد، انتصر في ستّ عشرة موقعة ببلاد فارس، ودانتْ له، وفتح الحيرة، ومدنا كثيرة بالعراق، وهو قاب قوسين أو أدنى من فتح المدائن عاصمة الفرس، وإسقاطهم سقطة لا يقومون بعدها...
كل هذا كان في عام واحد من الحروب المتواصلة خاضها جيش ابن الوليد الذي قال فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه : "أعجزت النساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد؟!!"
وبينما جيش المسلمين بقيادة ابن الوليد منهمك في فتوحات بلاد فارس، والانتصارات فيها تتلو الانتصارات، جيوش المسلمين من الناحية الأخرى أيضا قد أقبلت على بلاد الشام، أرسلها الصدّيق رضي الله عنه بقيادة الأشاوس يزيد بن أبي سفيان، وأبي عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعا ....
وارتأى الصدّيق بعد الاطمئنان على العراق، أن يعيّن خالدا قائدا لجيوش المسلمين في بلاد الشام، فما كان منه إلا أن أرسل له بذلك، فامتثل خالد من فوره، وأخذ معه تسعة آلاف مقاتل نحو الشام، وخلّف على العراق مثلهم .
وانطلق نحو الشام، وقبل أن يصل دمشق ويلتحق بجيش المسلمين المعسكِر هناك، حاصر "أَرْجْ" في طريقه، فلم يجدوا لهم طاقة به وبجيشه، فصالحوه ودفعوا له الجزية....
ثم وفي طريقه أيضا حاصر "تَدْمُر"، واستعصت عليه لعلوّ حصونها التي تحصّن بها أهلها، ثم عرفوا أنهم غيرُ قادرين على قوته، وغير صامدين أمام عزمه فصالحوه واستسلموا له...
ثم انتقل سريعا إلى مدينة "حواريين" وحاصرهم، فرفضوا قتاله، ولكنهم أرسلوا في طلب المدد، فاستبقهم خالد إلى المدد وقتل من جاءهم من بَعْلَبَك مقتلة عظيمة، ثم التف حول حواريين وقتل أربعة آلاف من المدد القادم من بصرى، واستمر في حصار (حواريين) حتى خرج له جيشها، ثم أيقنوا أنهم لا طاقة لهم بقتاله، فاستسلموا ودفعوا الجزية.....!!!
كل هذا في طريقه إلى دمشق..! كل هذا قبل وصوله إلى دمشق..! وقبل لحوقه بجيوش المسلمين هناك ....
كل هذا قبل أن يستلم قيادة كل الجيوش الإسلامية، يفتح المدينة تلو المدينة في طريقه، ويخطط، ويُسقط، ويصالح، ويقتل المتأبي، وقد قطع الطريق إليهم من العراق عبر صحراء السماوة الوعرة التي لا يتصور الروم أن يعبرها أحد ...!!!
خالد بن الوليد .............
وأنا أقرأ إنجازاته العبقرية، بقيادته الفذة للجيوش، وحنكته الحربية الفريدة من نوعها، وذكائه الخارق، وعزيمته التي لا تُكسر وتخطيطه الدقيق، تراءى لي أطفالنا، أبناء المسلمين اليوم، وهم أُسارى أبطال وهميّين كرتونيّين، خياليّين ما قطعوا واديا، ولا ارتقوا جبلا، ولا كانت لهم على أرض الواقع صولة ولا جولة، تراءت لي صورهم، وعقولهم الغضة، وفِكرهم الذي يحتاج أن نرويه كما نروي النبتة المبتدئة أطوار الحياة....
تراءت لي انبهاراتهم بتلك الأسماء الخيالية، فهذا "سبايدر مان"، وهذا "بات مان"، وهذا "سوبر مان"، وهذا "بانْ تانْ" وكلّهم يمجدهم تمجيدا، ولا يرون أقوى ولا أشجع ولا أروع منهم، وإن حاولت أن تتحداهم تحدّوك كما يصنع الذي بين يديْه الحقيقة المتحركة على الأرض، يصارع بها المتكلّم عن الخيال !!
رأيتَ نفسك أمام انبهاراتهم وقناعاتهم التي شكّلتها تلك الكرتونات ضعيفا، تريد أن تصارع أمواجا عاتية لا قِبل لك بها، وكيف لا وكل بيت فيه أب وأم لا يخلو من تأييد لهذه الخيالات، لهذه القناعات العاملة في عقول أبنائهم عمل المطرقة في المسمار المِطواع الذي إذا ضُرِب ضربة ثبت ولم يتحرك بعدها، وكأنه يخشى ضربة أخرى تأتي على ما يبقى فيه من حديد !
أما أن يعرفوا من يكون ابن الوليد... أما أن ينبهروا برجل عاش بلحمه ودمه على الأرض إنسانا مِن خلق الله تعالى، كما هُم من خَلقه...
أما أن يعرفوا إنجازاته، ونعرّفها لهم، فإذا انبرهوا انبهروا بعمل الإنسان على الأرض، بعمل الرجال على الأرض حقيقة تتحرك، وتفعل وكلها حياة ..... أما كل هذا، فلا !!
خالد بن الوليد الذي خاف الفاروق أن يفتن به الناس فيعلّقوا النصر بشخصه لا بالله عزّ وجلّ وما عزَلَهُ إلا مخافة افتتانهم...
ليتَ أبناءنا اليوم انبهروا به بدل انبهارهم بالخيال...!! بدل انبهارهم بنسج عقل الإنسان الذي ينسج صورة خياله قفزا وبطولة وشجاعة وقتلا وقوة وطيرانا وغلبة على كلّ متصدٍّ...... من ورق...!!!
ليت أبناءنا فُتِنوا بخالد بن الوليد، فلقد خِيف على الكبار أن يقعوا فيها، فكيف لا يقع فيها الصغار، والفتنة به تُعالج مع ما يُزرع فيهم من تعلق بالله، وبقدرة الله، وبإرادة الله .... لكنّ الذي لا يُعالَج هو هذه الخيالات المسمومة التي تحول دون أن يتصور الصغار أنّ هناك بطلا قد يضاهي أبطاله الورقية قوة وشجاعة ........!!
واحسرةً على أبنائنا وهُم يشبون أُسارى الأوهام .... وفِكرُهم يُستعمَر قبل أن يشتدّ عودهم، وعقولهم تُستَعبد حتى يستعصي بعدها التحرّر ............!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:17:12
04/09/2014
----------------------
لقد أعجبني اليوم صباحا وهو يكاد يرفع كل أصابعه لا أصبعا واحدا سائلا معلمته الإذن بالمشاركة كما يسألها معه غيره من زملائه... ويريد كل واحد بينهم أن يظفر بالتعيين فيكون المجيب، ومعظمهم يسارع فيلقي كلمات من كلماته تحسبا لعدم الإذن من معلمته، يريد أن يقول ويجيب حتى وإن لم تأذن له، خاصة إن بدت ملامح ذهابها عنه إلى غيره، عندها يدب في نفسه اليأس من إذنها، وهو -وقد لفحه حر الجمر الذي انتظر عليه الإذن- وكأنه يثأر، فيجيب وإن لم يكن الظافر بالإذن...يلقيها كلمات وإن ذهبت في الهواء....! émoticône smile
وهكذا ديدن الأطفال... وإني لأراني فيهم حينما كنت في سنهم ... حينما كنت أرفع أصبعي مستأذنة معلمي، أكاد أفقأ له عينه ...وكأن معلمي لن يراني ولن يسمعني إلا إذا تحسس ماء عينه سبابتي émoticône smile
فقال ذاك الذي لم يظفر-يريد الحديث عن سيدنا إبراهيم عليه السلام- : "سيدنا إسرائيل" ثم صحح لنفسه وصحح له بعض زملائه : ليس حديثنا عن سيدنا يعقوب عليه السلام بل عن سيدنا إبراهيم.....
لكم أعجبت بهم، ولكم فرحت بهم جميعا صباح اليوم، وأنا أراهم، وهم الصغار الذين لا يتجاوز كبيرهم تسع سنوات، قد استوعبوا وفهموا جيدا أن "إسرائيل" هو اسم آخر لسيدنا يعقوب عليه السلام، وأنهم قد باتوا يفرقون بين "إسرائيل" و"بني إسرائيل"..... ولم يهتز القسم استهزاء به، بل لقد فهموا أنه يريد بتسييده لإسرائيل سيدنا يعقوب عليه السلام.....
نعم إنهم أطفال..... إذا ما زرعت فيهم شيئا رأيت ثماره فيهم، رأيته على أفهامهم يانعا، ورأيت فكرهم يميز ويفصل ويدقق.....فإن زرعت فيهم خطأ أو باطلا كبر خطأ وباطلا، وإن زرعت فيهم صوابا وحقا نما فيهم حقا، ونموا وكبروا به باحثين عن الحق....
كما أعجبني زميل آخر له صباحا، ضاجا من بني إسرائيل وهم مع مجريات قصة سيدنا عيسى عليه السلام وما قابلوه به من اتهام وتكذيب، يقول : ولماذا لم يقتل الله كل بني إسرائيل ؟ !
أعجبني عندها زميل آخر له يجيبه بدل معلمته، ومعه آخر، ومعه آخر، وكأنهم قد اتفقوا على إجابة واحدة: إن الله لم يقتلهم، لأنه تركهم لنا لنقتلهم نحن....
نعم إنهم أطفال.... ولكن عقولهم تنطق وتصدع أنها المستعدة لأن تصبح العقول الكبيرة...
إنهم ليعجزونك بأسئلتهم، حتى لإنك تحار في أمر أحدهم، وفي الطريق التي سلكها عقله ليصل ويقولب سؤاله !! وتدهش لدقة استنتاجاته، ومعلمتهم تعمل على تفتيح أذهانهم، وتشغيل عقولهم، تفتح لهم آفاق السؤال والبحث، لا تحجر عليهم ولا تتفه سؤالا من أسئلتهم....
فلا تتفهوا الأطفال أيها الكبار، وتعلموا كيف تنزلون عقولهم منازلها الصحيحة فهم الخامة الأصيلة لشفاء هذه الأمة العليلة، وهم إن صنعتموهم على أعينكم كبارا شبوا كبارا.... وإن أشحتم ببصائركم وأفهامكم عنهم ظلوا صغارا لا يكبرون وإن كبرت أجسامهم..... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:18:02
05/09/2014
----------------------

معركة الجسر... هل تعرفون معركة بهذا الاسم؟ خاضها المسلمون ضدّ الفرس... هل نُسمع أبناءنا شيئا من هذه الأخبار ؟ !
إنك وأنت تقرأ تفاصيلها، تُعمل عقلك، وتتخيل التفاصيل، وكأنها الفلم أمامك .... !!
وا أسفا على وقت ضيعناه مع "التلفزيون" في خيالات المؤلفين، وتفننات المخرجين، وكلّه خيال في خيال ....
وا أسفا على وقت لم نعلّم أبناءنا فيه بطولات حقيقية لا تدانيها بطولات خيال الأفلام وأكاذيب السنما ... ليتنا نستدرك قبل فوات الأوان.......
علموا أبناءكم قصص التاريخ، بطولات الفاتحين، علموهم كرّهم على العدوّ، وإقبالهم عليه، وقهرهم له، وشجاعتهم الفذة، علموهم أخبار رجال صارعت جيوشا تتقدمها الفِيلة وصرعتْها...
اتركوا المجال لعقولهم أن تعمل بدل عمل الخدع السنمائية، ودواليب الرسوم المتحركة...
احكوا لهم تفاصيل القصص واتركوهم ولا تخافوا عليهم فإنّ في مخيلاتهم ما يكفي لتصوير تلك التفاصيل كأروع ما تصور الأفلام ....!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:18:33
07/09/2014
------------------------
اليوم الدخول المدرسي... حركة حثيثة، وتسابق على اقتناء الحاجيات، وماركة كذا خير من ماركة كذا، ومحفظة رفيعة، وقلم سحري ولوحة سحرية و تفاخر من اشترى الثمين على من اشترى بالثمن الأقل،... ووووو ... ولكن... حتى وإن تذمرت وانتقدت وحزنت ووو، لن ينفغ مني ذلك في شيء... فماذا فعلنا بكثرة التذمر والانتقاد غير التيئيس والإحباط.... أسأل الله أن يجعلنا من العاملين، الذين حتى وإن غيروا فردا واحدا، خير من أن يجمعوا الناس كلهم من حولهم لمجرد الانتقاد...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:21:47
11/09/2014
---------------------------

تابعوا الإصرار والتحدي، انظروا إليهم وهم يتعلمون ويصرون على العلم رغم كل ما يمرون به.... لذلك صنعوا صواريخهم، لذلك خوفوا عدوهم وزعزعوه وجعلوه يعيد حساباته وهو الذي يضرب من السماء وهم الذين يزأرون من تحت الأرض.... تابعوا.... !!


https://www.youtube.com/watch?v=rRAzyljE6uE&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:23:11
17/09/2014
---------------------------

ليس أبدا التميز والتقدم في سبورة سحرية تعممها الدولة على المدارس، والتهافت على الأقلام السحرية وعلى الأدوات الفاخرة، ليس هذا هو المحك....! ليس المحك أيتها الحكومات، ويا أيها الأولياء...
فنلندا صاحبة أفضل نظام تعليم على مستوى العالم، والتي يؤمها المتخصصون لدراسة التفوق لتعليمي الذي تحقق على مستوى كل مدارسها مازالوا يستخدمون السبورة الخضراء والطباشير....!
وعدد ساعات الدراسة فيها هو الأقل في العالم....! ولكن الاهتمام فيها منصب على المعلم، إذ يشترط حصوله على درجة الماجستير...
اليابانيون وما وصلت إليه أدمغتهم، والعالم الثالث قاعد مترقب متفرج، يستهلك كل دقيق وجليل من منتجاتهم ولا يصنع هو شيئا، ترى الطفل بينهم وهو يكاد يطير طيرانا بحسابات الرياضيات، لا تصعب عليه أعقد العمليات الحسابية الذهنية لتدربه على آلة تقليدية خشبية يدوية بسيطة من أعمدة وكريات اسمها يوسي ماس... بينما يقتني أبناؤنا في الصف الأول من دراستهم "سنة أولى ابتدائي" الآلة الحاسبة ..!!
لقد قالها مالك بن نبي يوما، ليست الفائدة في بناء المدارس والمستشفيات وتشييد المؤسسات، بل الفائدة كل الفائدة في الإنسان، في الإنسان المؤسس... ما جدوى صروح مشيدة يديرها أشخاص يعانون الخواء الأخلاقي والعلمي ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:23:44
20/09/2014
------------------

أيها المعلمون، أيتها المعلمات اتقوا الله في أمانات بين أيديكم، اتقوا الله في عقول الأطفال ...
طلبت منهم تصريف فعل الجملة التالية مع ضمائر الغائب: "غسل وجهه"
فكتبت لهم عند وصولها لـ "هما" و"هم" : هما غسلا وجهَهُما، هم غسلوا وجهَهُم
فهل أصبح للاثنين وجه واحد يُغسل ؟ وهل أصبح للجماعة وجه واحد يُغسَل ؟!!
وعندما قيل للطفل أن الصواب قولنا : هما غسلا وجهَيْهِما وهم غسلوا وجوهَهُم لأن لكل واحد منهم وجها، فبعدد الأشخاص عدد الوجوه، قال : بل الصواب ما قالت معلمتي ...!
اتقوا الله فإن الأطفال يرونكم المنبع والمَعين والمرجع ....
كيف سيكبر جيل متقن للغته بين أيديكم في ظل هذه المنظومة "التجهيلية" التي تسحق الإبداع وتخدّر العقول، وتزيد فترسّخ للخطأ بدل الصحيح ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:24:20
25/09/2014
--------------------
كثيرا ما أقرأ على الفيسبوك كلمات يقتبسها أصحاب الصفحات من أناس غيرهم، من مثل حكمة، أو رأي أو فكرة، فللأمانة العلمية لا نغفل عن كتابة اسم صاحب الكلمات آخرها، إلا أن تكون لنا فلا تذيّل باسم... وذلك جزء من الأمانة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:24:55
29/09/2014
-----------------------

من أكثر ما يسيئ للغة العربية ويلحق بها الضرر، وهي المتألمة الصامتة، كتابة العامية بحروفها...!! توقفوا عن هذا الإيذاء يرحمكم الله...أوقفوا هذا الاستهتار باللغة العربية...أوقفوا هذا المد العاصف المهلك، وهذه الريح السموم التي ستأتي على أخضر هوية غلب يابسها أخضرها... !! يا إخواننا المصريين اتقوا الله في اللغة العربية.... ويا إخوتنا العرب في كل مكان إنها لغة القرآن ....... ! أي حال هو حال الأجيال التي تتربى على العامية لغة للكتابة ؟! وأي وضع هو للفصحى بين أبنائها ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:25:44
30/09/2014
--------------

ود يا إخوتي التنويه إلى نقطة بالغة الأهمية، ألا وهي ضرورة القراءة عن الشيء والتعرف على مبادئه وأسسه ومنطلقاته، من قبل الحكم عليه، ورفضه أو قبوله، طريقة "منتسوري" أرى أن الفكرة عنها مشوشة في أذهان الكثيرين، أو أنها سطحية... "الحكم على الشيء فرع عن تصوّره"
فما أرجوه منكم عدم التسرّع، وعدم خلط ما لا يجب أن يُخلَط....
إخوتي وأخواتي، الحديث عن طريقة منتسوري أو غيرها من الطرق التعليمية على أنها عائق من عوائق التربية الدينية، أراه خلطا، فالعلم لا وطن له، والمسلم مأمور بطلب العلم، مقاييس ذلك عند كل منا قد تختلف، أي ما العلم الأولى، وما العلم الذي يحتاجه المسلم وووو ...
أطرح سؤالا: هل تمنع تنمية المهارات الحسية والفكرية من استغلال السن الصغيرة لتنشئة الطفل على الدين وعلى حب دينه، وعلى أمل خدمة دينه ؟
يا إخوتي طريقة منتسوري ليست أبدا شاغلا...
لقد ثبت علميا، أن أهم وأدق سنّ للإنسان هو ما بين 0 إلى سبع 7 سنوات، هذه المرحلة حسب نظرة منتسوري والتي أيدتها البحوث العلمية، هي التي مثلت فيها الطفل بقطعة الإسفنج التي تمتص الماء، بهذه الطريقة يمتص الطفل المعلومة كاملة، وهو ما سمته the absorbant mind ، وهي النظرة التحليلة لشخيصة الطفل التي أكدتها البحوث العلمية الحديثة بعدها، بمعنى أن الطفل في هذه المرحلة، أو لنقل الإنسان في هذه المرحلة من عمره يمتص معلومات بيئته وما يحيط به، وأبرز مثال على ذلك وأقوى مثال طريقة تعلمه اللغة عن أمه وعن المحيطين به بطريقة فريدة بحيث لا يستطيع الإنسان وهو أكبر سنا تعلم لغة من اللغات بسرعة وتميّز مماثل ...
ومن هذا المنطلق سعت ماريا منتسوري لتوفير بيئة تعليمية للطفل، تحيطه بمعداتها، ولكنها لا تلزمه، ولا تضغط عليه، بل إنه هكذا بحكم هذه المرحلة يتعلم مما حوله، بل ويترك له الخيار في الأدوات التي يقدمها على غيرها، وأدوات منتسوري لتنمية المهارات الحسية والعملية الحياتية واللغوية والرياضية هي عبارة عن وسائل لجعل بيئة الطفل بيئة يمتص منها العلم عن صغر . أي أنها عملية تهيئة للبيئة المحيطة بالطفل، ليمتص ما ينفعه منها .
يبقى السؤال هنا الذي طرحته بعض الأخوات، ألا يعتبر هذا حشوا وإثقالا وضغطا على الطفل، وتقييدا للحرية .....؟
نقول لا، أبدا ليس كذلك، فالعلم يا إخوتي قد أثبت أن الإنسان في هذه السن أقدر على التعلّم من أي سنّ أخرى في عمره، فمن 0 إلى 4 سنوات يتطور ذكاؤه بنسبة 50 بالمئة، ومن 4 إلى 7 يتطور بنسبة 30 بالمئة، ويقول العلماء أنها بالتالي المرحلة الأهم في التلقي والتعلّم وليست مرحلة الجامعة ....
نحن يا إخوتي مازلنا نعتقد أن الطفل الصغير كثير على عقله أن يجمع كمّ المعلومات التي تجعل من طفل مثلا ذي 4 سنوات قادرا على إجراء عمليات جمع وطرح وضرب، بأعداد ذات أرقام كثيرة، نظن ذلك حشوا وإثقالا، بينما قد بين العلم أن عقله لن يتعب، بل يستوعب كل هذا، بل ويستوعب أكثر من هذا ......
يا إخوتي طريقة "اليوسي ماس" أو طريقة الجمع والطرح والقسمة والضرب عن طريق العداد الصيني، تمكّن منها أطفال بعمر 4 إلى 5 إلى 7 حتى عشر سنوات، بحيث ترى الطفل يحسب بطريقة تكاد لا تصدق، وبسرعة خيالية، تظنون أن هذه قدرات اختص بها بعض الأطفال دون غيرهم ؟؟؟ لا أبدا، بل لقد تابعتُ فيديوهات لأطفال مصريين ومغاربة وسوريين في سن الحضانة يحسبون بطريقة لن تقوى أنت الكبير على الحساب بها، عبر العداد الصيني وصولا به إلى العد بتخيل العداد لا باستخدامه يدويا.... كيف تمكنوا من ذلك؟؟؟ عبر تدريبات للأطفال كانت قدراتهم العقلية الهائلة في هذه السن كفيلة بامتصاصها بطريقة لا يقوى عليها عقل الإنسان الأكبر سنا.....
يا إخوتي نحن أمة تستخدم العقل الذي أودعه الله في الإنسان، وعلى هذا انظروا إلى أهمية تلقي الطفل في هذه المرحلة، واعلموا أن العلم يبين يوما بعد يوم مقدرة الطفل على امتصاص معلومات هائلة في مرحلته العمرية الأولى....
إننا مخطؤون حينما نحسب أن الطفل لا يستطيع عقله أن يعي الشيء الكثير، بل إن تجارب علمية على مستوى استيعاب عقل طفل في سن 5 إلى 9 أشهر، في تمييزه بين صحيح وخطأ، وتصرف سيء وآخر سوي جيد، دفعت العلماء للقول بأنهم كانوا يظنون أن الطفل يولد فارغا، بينما هو يولد ومعه الفطرة التي تميز بين الخطأ والصواب في الأفعال، بين الأفعال الطيبة والأفعال الشريرة....إنه يولد وعقله مليئ ...
بمعرفتنا لهذا، ألا نستطيع نحن المسلمين توفير بيئة محيطة بالطفل تكون حياتية دينية، -لعدم انفصال الدين عن الحياة- ليمتص أمور دينه، مع توفير بيئة تعليمية له؟
الابن الذي يحيط به أب يصلي، وأم تصلي، وأب وأم يحرصان على عدم تعلقه بالكرتون، وأب وأم لا يكذبان على الناس، وأب وأم ذوَي تعاملات حسنة مع الناس، وأب وأم مداومان على تأمل القرآن وتدبّره وتطبيقه،وأب وأم مهتمان بأمر الأمة، و كل ما يتعلق بسلوك القرآن لا بحروف القرآن ...........
ثم هذه التدريبات الأخرى لتنمية مهارات عقله وتفكيره، واستيعابه....
فلنحاول إخوتي عدم الخلط بين أن تُعتمد طريقة من الطرق التي تستغل أهم وأدق مرحلة استيعاب في عمر الإنسان لملء العقل بما ينفعه ويحتاجه لاحقا في كل سنيّ عمره، وبين التنئشة الدينية التي هي الحياة أصلا ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:39:07
04/10/2014
-------------------

ما هذه المظاهر التي تفشت في شوارعنا ؟ يسمح الآباء لأولادهم بإخراج أضحياتهم لتتناطح، وكل منهم يتفاخر أي الخراف أقدر على ذلك، وأيها قرونه أقوى !! حتى تسمع ثغاء الخروف ضاجا مما هو فيه.... من معارك يخوضها قبل أن يذبح... ولا حول ولا قوة إلا بالله !! أهذا هو الإحسان لهذا الحيوان الذي جعله الله فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام، فغدت التذكية به سنة ... ثم ألا يتذكر الذي سمح لابنه بأن يقتاد خروفه ويلهو به ويعذبه أن من أنداد ابنه من عجز أبوه عن شراء أضحية؟ أو من كان يتيما فقيرا غاب أبوه، وغاب من يسعده بخروف العيد؟!
أهذه سلوك من علمهم نبيهم صلى الله عليه وسلم أن يحسنوا الذبحة إذا ما ذبحوا ؟!!! وعلمهم أن المؤمن لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:40:21
04/10/2014
------------------

والله إنه لشامخ شموخ العز ... وإن له لريحا شذية اسمها "الحرية"... والله إن لقبة صخرته لصوتا يجلجل في الآفاق أنه العائد يوما، وأن صروف الدهر لم تنل منه... وأن يوم العودة قادم قادم .... يا رب ....يا رب صلاة في الأقصى الحبيب قريبا غير بعيد...

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/10710794_825338557487633_2165611557037850592_n.jpg?oh=172791f3feb2b9b36f3c679adb26642e&oe=5636915B)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:41:25
04/10/2014
--------------------
من روائع الرافعي... هديتي لكم في هذا العيد ...

http://www.adab.com/literature/modules.php…
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:42:00
05/10/2014
----------------

الآن حالا قصت عليّ ما حدث معها ومع زوجها يوم أمس ...
هي وزوجها وأولادهما الثلاثة، فقراء، هي كما أعرفها، متعففة، قنوعة، لا تغادر الابتسامة وجهها، راضية، كلماتها كلها عن رزق الله، وأن الله سبحانه كريم، وأنه لا يترك عباده، وأن ثقتها به سبحانه لا تهزها تصاريف الحياة ....
لبلة العيد جاءهم أحدهم بخروف من حيث لم يحتسبوا، بعد أن ظنّوا أن العيد سيمرّ عليهم وعلى أولادهم بلا أضحية...
ويوم العيد طرق بابَهم آخر، وإذا بسيارته تحمل خروفا آخر لهم، فأخبروه أن الله تعالى قد منّ عليهم وأن أحد المحسنين قبله قد أفرحهم بخروف، وأن يأخذ خروفه لغيرهم من المحتاجين، وبعد ساعة من الزمن دقّ بابَهم ثالث ومعه خروف لهم، فتشبث به ابنُهم معجبا بقرونه الحادة، فقبلوا ذلك الخروف، وتواصت وزوجهَا أن يبعثوا بالأول إلى أهل لهم بالبادية لم يستطيعوا شراء أضحية العيد، ولم يتصدق عليهم أحد، وفعلا ....
وبعد ساعة من الزمن يطرق بابَهم رابع ومعه خروف لهم .... فأعطوه جارَهم الذي لم يجد هو الآخر لثمن الخروف سبيلا ....
وهكذا هو عطاء الكريم سبحانه لعبده الصابر القنوع المتعفف... وهكذا هو الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:42:54
05/10/2014
-----------------

من قصور النظر أن نطلب على الله برهاناً و أن نلتمس له الدليل من عالم البطلان ..
كما نستدل على النور من مجئ النهار مع أن النهار لم يطلع إلا بفعل النور .. فالنور هو الحق بذاته الذى يبرهن على نفسه بنفسه بمحض حضوره و دون حاجة إلى وسائط .. و هو الذى يُخرِج الأشياء إلى عالم الظهور و العيان .. فالأشياء تعتمد عليه فى ظهورها و هو لا يعتمد عليها فى ظهوره ، فهو برهانها و هى لا تصلح أن تكون برهانه .
و لو سألنا قلوبنا عن الله لأغنتنا عن كل ذلك الجدل و التدليل .. فهو حاضر فى القلب مشهود للقلب على الدوام .
د.مصطفى محمود رحمه الله.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:43:35
06/10/2014
---------------
قبل أن تحكم على تصرف أحدهم في قضية أمامك، تذكر أنك لا تعلم كل الخفايا، وتذكر أنك لست أهلا للحكم على التصرف في كل الأحوال... ولا تصدر أحكامك ...
فسيدنا موسى عليه السلام ظن بخارق السفينة سوءا، وظن به سوءا مرة أخرى إذ رآه يقتل الغلام....
تذكر أن المظاهر لا تكفي لإمضاء الأحكام.... فربما خسرت أحدهم للأبد من حكم لم تراجع نفسك فيه لما رأيت تصرفا منه لم تعرف به إلا ظاهرا من الحقيقة، وغاب عنك ما قد يكون سببا لإنصافه لا لظلمه....
ليست المظاهر كافية للحكم على الناس.... كن حكيما ولا تأخذنك قلة درايتك للخطأ تحسبه الصواب، وللظلم تحسبه العدل، ولكراهية من لا يستحق الكراهية.... فالحكمة لا تقف عند المظاهر....  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:44:20
07/10/2014
--------------

جميلة جدا... جزاه الله خيرا وفك أسره... عقلية إسلامية مفكرة متعمقة فاعلة...تابعوا يرحمكم الله... وهناك فيديوهات أخرى له عن المعاني العميقة لشعائر الحج.

https://www.youtube.com/watch?v=2IiSeh9Fsy4&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:44:52
09/10/2014
---------------
كان وقع القرآن على القلوب في زمن الرسول مختلفا عما هو في زماننا هذا فكان الأعرابي إذا استمع القرآن وقرعت العبارات القرآنية قلبه أناخ راحلته وشهد أن لا إله إلا الله وأسلم بجميع جوارحه ,كانت معجزة اللغة القرآنية بالنسبة لهذه السليقة العربية النقية أمراً جليا لا جدل فيه ولكننا اليوم فقدنا هذه السليقة العربية والفطرة اللغوية وصدأت القلوب والآذان وأصبح الأمر في حاجة إلى الاستدلال والبرهان !
د.مصطفى محمود رحمه الله.
■■■■■■■■■■■■■□□□□□□□□□□□□□
حقا... لأن منا من ابتعد عن اللغة العربية، ولم يحبب أولاده فيها، ولم يعرفهم قدرها وشأنها العظيم... استهان بها أهلها وعدوها الثانية والثالثة والرابعة، ولم يعدوها الأولى، ورأوا في لغات الغرب أصحاب التقدم والتكنولوجيا لغات العصر المواكبة لحالاته وتحولاته، وجعلوا منها حروفا لكتابة العامية لا الفصحى كمن يحرم الجيفة ويحل أطرافها !!... كم جنى أهل العربية على العربية...!! وإليك يا ربنا المشتكى....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:45:52
11/10/2014
----------------------

كلما قرأت عن الظلمة التي سادت العالم والأرض قاطبة بين القرنين السادس والسابع ميلادي... تحيرت، وبهت، وشدهت لكم التخبطات والتضاربات التي كان يعيشها الناس....
لقد عبدوا كل شيء.... عبدوا الذهب والفضة، والمعادن كلها، والنار والجبال والأنهار، وآلهة سموها آلهة التناسل !!
والآلات، وما يخطر بالبال وما لا يخطر.... ونحتوا الأصنام والأوثان أشكالا وألوانا... من ذهب ومن فضة ومن خشب.....
ومجدوا ما لا يمجد.... وتاهوا وضاعوا وتخبطوا..... واتخذوا بوذا إلها وهو الرجل الذي قالوا عنه "حكيم" وضع خبرات حياة !!
وكنفوشيوس الذي وضع حكمة رأسه...!! واختلطت البرهمية بالبوذية... وتفنن الزرادشتية والمزدكية في ضروب الفاحشة.... وأحلوا كل محرم، حتى تزوج الرجل ابنته، وتزوج أخته... وأحلوا أن يتقاسم الرجال نساء الرجل الواحد لا يملك أن يتكلم أو يرفض وعندهم وعنده سواء ولا تثريب...!!
كم كانت الأرض تحتاج مخلصا من نوع فريد خاص... فها هم قد عبدوا حكيما لم يدعهم إلى الله... وها هم قد عبدوا الطبيعة.... وها هم قد قدسوا الصالحين حتى صنعوا لهم أصناما وعبدوهم....!
لم تكن الأرض بحاجة لمصلح أو حكيم.... إذن لعبدوه كما عبدوهم.... لقد احتاجت الأرض داعيا إلى الله.... إلى عبادة الله.... إلى توحيد الله.... إلى رجل ذي إشراقات سماوية....وتربية ربانية، إلى رجل يدعو العباد لعبادة ربهم لا لعبادته وتقديسه...إلى رجل يحدثه الله ليبلغ عنه.... !! لقداحتاجت الأرض محمد.... لقد تاقت لمحمد ولا أحد غير محمد......!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:46:13
11/10/2014
-------------------
دولة الظلم ساعة... ودولة العدل إلى قيام الساعة... قالها ذلك الرراهب الرومي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقطع المسافات الطوال ويخوض المخاضات من المدينة إلى القدس فاتحا بثياب مرقعة.... يسوق دابته التي يركبها خادمه...والذي كان يتناوب وإياه ركوبها طوال الطريق....! وكانت دولة الروم ودولة الفرس دول ظلم وطغيان وأكل القوي للضعيف واستطالة فئة خاصة على الضعفاء....!! وكان ذلك سبب سقوطهما.... ويستدير الزمن... وتدور الدوائر... ويصبح الظلم في ديار الإسلام.... ولا يقيم الله لديار الظلم قائمة وإن كانت مسلمة... ولن نعود أقوياء حتى يعود العدل إلى ربوع ديار الإسلام....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:47:32
13/10/2014
---------------------

آفااااات قطاع التعليم في الجزائر.... وليست آفة واحدة... الدروس الخصوصية واحدة منها وليست كلها... انعدام الضمير المهني عند الكثير جدا من المعلمين، الابتزاز الواضح منهم واستغلالهم لتلاميذهم لغصبهم على متابعة الدروس الخصوصية بطرق يندى لها الجبين، فمن لا يقبل يعرض مصيره للخطر، إذ أن العلامة لم تعد تساوي الاجتهاد بل أصبحت تساوي المواظبة على دفع المستحقات الشهرية للمعلم على دروسه الخصوصية، لم يعد يقدم ما عليه في المدرسة ليقبل عليه التلاميذ في بيته أو في مستودع ما للدروس الخصوصية.....!!!! افتقارالكثير من المربين لعنصر التربية القويمة وبالتالي ففاقد الشيء لا يعطيه، عدم وضع عقوبات للفساد الأخلاقي المتفشي، وترك الحبل على الغارب حتى أصبحت المدرسة مكانا يأخذ منه الأطفال السلوك السيئ.... !! المدرسة الجزائرية في حالة احتضار... والتلاميذ هم حملة حقائب يثقلون بها كاهلهم ليكبروا مرضى بتقوس العمود الفقري دون ثمار عقلية وفكرية تذكر.. اقرؤوا هذه النشرة الإعلامية........هذه الصيحة في صحراء فكرية قاحلة....
(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-frc3/v/t1.0-9/10426884_978434075503902_1251654197812627736_n.jpg?oh=62aa984876b3d7e21b9a960c1e2125d1&oe=567A059A)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:48:57
14/10/2014
----------------------
ضرب على أوتار حسااااسة.....تلك البشرية التي تغلب حتى يمقت العبد نفسه في ساعة الصفا والعودة، ويوشك أن ييأس من انصلاحها....فلا يملك إلا أن يستغيث ربه ليزكيها ويطهرها ويغلبه عليها....
***********************************
د.مصطفى محمود -رحمه الله |
لا تنم على غلّ و لا تصحَ على شهوة و لا تسع إلى طمع و لا تسابق إلى سلطة و إنما اجعل همك و اهتمامك في الخير و البر و الحق و الصدق، و المروءة و المعونة قاصدا وجه ربك على الدوام
.
حاول أن يكون فعلك مطابقاً لقولك، و سلوكك مطابقاً لدعوتك.. فإذا غلبتك بشريتك و هزمك هواك في لحظة.. لا تيأس و إنما استنجد و استصرخ ربك.. و قل : الغوث يارب.. يقل لك لبيك عبدي و يخرجك بيده من ظلمة نفسك إلى نور حضرته

فإنك إن كنت أحد عمّال الله في الأرض و أحد سفرائه إلى قلوب الناس.. فإنه سوف يرحمك إذا أخطأت و يغفر لك إذا أسأت و يعيدك إلى الطريق إذا انحرفت.. و سوف يرعاك و يتولاك لأنك من جنده و حاشيته و خاصته

و لا تيأس مهما بلغت أوزارك و لا تقنط مهما بلغت خطاياك.. فما جعل الله التوبة إلا للخطاة و ما أرسل الأنبياء إلا للضالين و ما جعل المغفرة إلا للمذنبين و ما سمى نفسه الغفار التواب العفو الكريم إلا من أجل أنك تخطئ فيغفر

جدد استغفارك كل لحظة تجدد معرفتك و تجدد العهد بينك و بين ربك و تصل ما انقطع بغفلتك
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:49:32
14/10/2014
--------------------

(( إن الإسلام لا ينظر - كالنصرانية – إلى العالم بمنظار أسود ، بل هو يعلمنا أن لا
نسرف في تقدير الحياة الأرضية ، وأن لا نغالي في قيمتها مغالاة الحضارة الغربية الحاضرة .إن
المسحية تذم الحياة الأرضية وتكرهها، والغرب الحاضر -خلاف الروح النصراني – يهتم
بالحياة كما يهتم النهم بطعامه ، هو يبتلعه ولكن ليس عنده كرامة له ، والإسلام بالعكس
ينظر إلى الحياة بسكينه واحترام ، هو لا يبعد الحياة بل يعدها كمرحلة نجتازها في طريقنا إلى
حياة عليا ، وبما أنها مرحلة ومرحلة لابد منها ليس للإنسان أن يحتقرها أو يقلل من قيمة
حياته الأرضية .إن مرورنا بهذا العالم في سفر الحياة لابد منه ، وقد سبق به تقدير الله ، فالحياة
الإنسانية لها قيمتها الكبرى ، ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أنها ليست إلا واسطة وآلة وليست
قيمتها إلا قيمة الوسائط والآلات ، الإسلام لا يسمح بالنظرية المادية القائلة (( إن مملكتي
ليست إلا هذا العالم)) ولا بالنظرية المسيحية التي تزدري الحياة وتقول (( ليس هذا العالم
مملكتي )) وطريق الإسلام طريق وسط بينهما...
أبو الحسن الندوي _ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين_
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:49:57
14/10/2014
-------------------
بالعودة إلى تاريخ أوربا من أقلام أبناء أوروبا لا من أقلام العرب... نكتشف أن النظرة المادية الأوروبية للدنيا والكون والحياة والإغراق فيها ليست أبدا بالشيء الجديد ولا المستجد الذي تولد عن تهافت التطور في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية... بل إنه أهم موروث تاريخي يعود إلى الحضارة الأم لأوروبا .... الحضارة اليونانية بماديتها المغرقة في المادة حتى الثمالة والتي ورثتها عنها الحضارة الرومانية بحذافيرها....
إن المادية الأوربية البعيدة كل البعد عن التأثير الروحي للدين ليست وليدة التطور العلمي بل هي أصل من أصولها وجزء من تكوينها.... أصل في حضارة قامت على الإيمان بالمحسوس حتى بلغ ذلك منهم أن لم يتصوروا وجودا غيبيا لله... بل جعلوا للرحمة آلهة، وللحب آلهة وللجمال آلهة.... ولم يقدسوا دينهم وآلهتهم إلا كما يحترمون رجلا عظيما بينهم أو دون ذلك... حتى أن أحد قادة الرومان لما غرق أسطوله البحري كسر آلهة البحر....!! وكانت الدنيا عندهم قائمة على الاستجابة لكل الشهوات قبيحها وحسنها سواء بسواء... لا رادع ولا حد...وكانوا يقدسون "الوطنية" -منذ العصور اليونانية- إلى الحد الذي استفحلت معه شهوتهم في التعدي على غيرهم من الشعوب ونهب ثرواتهم وسلبهم أملاكهم وديارهم، حتى عرفوا بالنزعة الاستعمارية... لا غرابة إذن في مادية تتفاقم يوما بعد يوم وهي ليست بالوليدة ولا الجديدة بل هي القديمة الموروثة عن حضارة وثنت الدين وحرفته وخرفته.....! وعلمت أبناءها منذ الأزل أن الدنيا غابة يأكل فيها القوي الضعيف....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:50:22
15/10/2014
--------------------

عندما تتنادى أوربا وأمريكا متباكين... منتحبين على رجل منهم يقتل على يد من يصفونهم بالإرهابيين الإسلاميين... عندما يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على تفجير أو اثنين... يتناسون جرائمهم التاريخية الشنعاء...! يتظاهرون بمظهر الحمل الوديع الذي ينتف الإرهابيون الأصوليون صوفه... وينسون ما اقترفت أيديهم ...!
أين انجلترا من وعد "بلفورها" المشؤوم الذي سلمت به فلسطين لقمة سائغة لإسرائيل؟! أين رقتها ووداعتها من فتكها بمسلمي الهند في بدايات القرن التاسع عشر ؟!
أين إنجلترا الراقية الحرة الديمقراطية من جرائمها الاستعمارية؟! وأين فرنسا الحرة الثائرة المتنورة من جرائمها الاستعمارية في أفريقيا ؟! ومن قتلها للنساء ومن زرعها للألغام ومن تعذيبها لرجال لم تكن خطيئتهم إلا أن قالوا "الله أكبر" أيها المعتدي الغاصب.... وهب يريد استرجاع حقه الذي سلبته إياه ...
أين أوروبا من ميراثها الدموي ؟ ومن تاريخها النازف من دماء الإنسانية التي شقيت بتأليهها للقوة ؟!
ويأتي اليوم من تعلوه أبهة البذلة ويضع نظارة العلم ليصف الإسلام بالعنف والإرهاب ؟! أتنسى أيها الإنجليزي ؟! ولكن التاريخ لا ينسى .......
وإن كنت تنسى الماضي ويصيبك حياله "الزهايمر" فكيف تنكر جرائمك اليوم في كل بقعة من بقاع الأرض الإسلامية ؟! لا هم لك إلا النهم والشره لدماء الأبرياء تقيضها بذهب الأرض الأسود الذي أخذ لبك وقلبك .....!!!! هل عجزت الألسن أن تذكركم بشنائعكم يا من تشنعون على الإسلام والمسلمين ؟؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:51:35
15/10/2014
------------------
يا رب... هنيئا لكم
(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xap1/v/t1.0-9/1779206_832045586816930_997640304302639426_n.jpg?oh=b570144331bfd5338d5660320cf95c0d&oe=567E431E)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:52:00
16/10/2014
---------------------

عبدت أوروبا المادة والطبيعة، وتشبثت بالأسباب، حتى خلطت الوسيلة بالغاية... فلم تعد مخترعاتها وسيلة، بل أصبحت في ذاتها غاية، وقد اخترعتها لتسهل عليها سبل الحياة، وتوفر لها الراحة ....وأصبحت ترى الحضارة في الراحة .وتقدمت على ذلك الدرب حتى لم تعد ترى الحضارة هي الراحة بل تراها في السرعة ....
"يقول دزرائيلي Disraeli: إن المجتمع في عصره يعتقد أن الحضارة هي الراحة ، أما نحن فنعتقد أن الحضارة عبارة عن السرعة ، فالسرعة هي إله الشباب العصري ، وإنه يضحي على نُصبه بالهدوء والراحة والسلام والعطف على الآخرين من غير رحمة"
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:52:34
16/10/2014
--------------------

ظهرت الحضارة الغربية في أمة لم يكن عندها معين صاف ولا نبع عذب للحكمة الإلهية ، لقد كان فيها قادة الدين ولكن لم يكونوا أصحاب حكمة ولا علم ولا شريعة إلهية ، ولم يكن عندهم إلا شبح ديني لو حاول أن يسير بالنوع الإنساني على صراط مستقيم في طرق الفكر والعمل لما استطاع ، ولم يكن له إلا أن يكون حجر عثرة وسداً في سبيل ارتقاء العلم ، والحكمة ، وهكذا كان ، وكان عاقبة ذلك أن الذين كانوا يريدون الرقي نبذوا الدين بالعراء ، واختاروا طريقاً لم يكن دليلهم فيها إلا المشاهدة والاختبار والقياس والاستقراء ، ووثقوا بهذه الدلائل التي هي في حاجة بنفسها إلى الهداية والنور ، وجاهدوا واجتهدوا باحتذائها في طرق الفكر والنظر والتحقيق والاكتشاف والبناء والتنظيم ، ولكن ضلت خطوتهم الأولى في كل جهة وفي كل مجال ، وانصرفت فتوحهم في ميادين العلم والتحقيق ، ومحاولاتهم في سبيل الفكر والنظر إلى غاية لم تكن صحيحة ، إنهم بدأوا وساروا من نقطة الإلحاد والمادية ، نظروا في الكون على أنه ليس له إله ، نظروا في الآفاق والأنفس على أنه لا حقيقة فيها إلا المشاهد والمحسوس ، وليس وراء هذا الستار الظاهر شيء ، إنهم أدركوا نواميس الفطرة بالاختبار والقياس ولكنهم لم يتوصلوا إلى فاطرها ، إنهم وجدوا الموجودات مسخرة واستخدموها لأغراضهم ، ولكنهم جهلوا أنهم ليسوا سادتها ومدبريها ، بل هم خلفاء سيدها الحق ، فلم يروا أنفسهم مسئولين عنها ، ولم يروا على أنفسهم عهدة وتبعة ، فاختل أساس مدنيتهم وتهذيبهم ، وانصرفوا عن عبادة الله إلى عبادة النفس ، واتخذوا إلههم هواهم ، وفتنتهم عبادة هذا الإله ، وسارت بهم هذه العبادة في كل ميدان من ميادين الفكر والعمل على طريق زائغة خلابة رائعة ، ولكن مصيرها إلى الهلاك .
هذا هو الذي مسخ العلوم الطبيعية فصارت آلة الهلاك الإنسان ، وصاغ الأخلاق في قالب الشهوات والرياء والخلاعة والإباحة ، وسلط على المعيشة شيطان الأثرة والشح والفتك ببني النوع ، ودس في عروق الاجتماع وشرايينه سموم عبادة النفس والأنانية والإخلاد إلى الراحة والتنعيم ، ولطخ السياسة بالجنسية والوطنية وفروق اللون والنسل وعبادة إله القوة ، فجعلها لعنة كبرى للإنسانية .
والحاصل أن البذرة الخبيثة التي ألقيت في تربة أوربا في نهضتها الثانية لم تأت عليها قرون حتى نبتت منها دوحة خبيثة ، ثمارها حلوة ولكنها سامة ، أزهارها جميلة ولكنها شائكة ، فروعها مخضرة ولكنها تنفث غازاً ساماً لا يرى ، ولكنه يسمم دم النوع البشري .
إن أهل الغرب الذين غرسوا هذه الشجرة الخبيثة قد مقتوها ، وأصبحوا يتذمرون منها ، لأنها خلقت في كل ناحية من نواحي حياتهم مشاكل وعقداً لا يسعون لحلها إلا وظهرت مشاكل جديدة ، ولا يفصلون فرعاً من فروعها إلا وتطلع فروع كثيرة ذات شوك ؛ فهم في معالجة أدوائهم وإصلاح شئونهم كمعالج الداء بالداء وناقش الشوكة بالشوكة ، إنهم حاربوا الرأسمالية فنجمت الشيوعية ، إنهم حاولوا أن يستأصلوا الديمقراطية فنبت الدكتاتورية ، أرادوا أن يحلوا مشاكل الاجتماع فنبتت حركة تذكير النساء (Feminism) وحركة منع الولادة ، أرادوا أن يشترعوا قوانين لاستئصال المفاسد الخلقية فاشرأبت حركة العصيان والجناية ، فلا ينتهي شر إلا إلى شر ، ولا فساد إلا إلى فساد أكبر منه ، ولا تزال هذه الشجرة تـثمر لهم شروراً ومصائب ، حتى صارت الحياة الغربية جسداً مقروحاً ، يشكو من كل جزء أوجاعاً وآلاماً ، وأعيا الداء الأطباء ، واتسع الخرق على الراقع ؛ الأمم الغربية تتململ ألماً ، قلوبهم مضطربة وأرواحها متعطشة إلى ماء الحياة ولكنها لا تعلم أين معين الحياة ، إن الأكثرية من رجالها لا تزال تتوهم أن منبع المصائب في فروع هذه الشجرة ، فهم يفصلونها ويستأصلونها من الشجرة ويضيعون أوقاتهم وجودهم في قطعها ، إنهم لا يعلمون أن منبع الفساد في أصل الشجرة ، ومن السفاهة أن يترقب الإنسان أن ينبت فرع صالح من أصل فاسد ، وفيهم جماعة قليلة من العقلاء أدركوا أن أصل حضارتهم فاسد ولكنهم لما نشأوا قروناً في ظل هذه الشجرة – وبأثمارها نبت لحمهم ونشز عظمهم – كلت أذهانهم عن أن يعتقدوا أصلاً آخر غير هذا الأصل يستطيع أن يخرج فروعاً وأوراقاً صالحة سليمة ، وكلا الفريقين في النتيجة سواء ؛ إنهم يتطلبون شيئاً يعالج سقمهم ويريحهم من كربهم ولكنهم لا يعلمونه ولا مكانه."
-أبو الأعلى المودودي من مؤلّفه: "التنقيحات"-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:53:36
16/10/2014
-------------------

دكتور صلاح سلطان أحد أساتذة الأزهر بتهمة العمل في رابعة ! وابنه محمد صلاح سلطان بالتهمة ذاتها قابعان في غيابات السجون ومنهم مئات من أحرار مصر.. محمد ابنه دخل إضرابا عن الطعام منذ قرابة تسعة شهور، وصل به الحال على إثره إلى الخطر الكبير... وهذا والده يسأل القاضي أن يرأف به... ولا حول ولا قوة إلا بالله.... وليهنكم السيسي يا من تمجدونه في مصر...

https://www.youtube.com/watch?v=hWO8siCLjEU&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:54:13
17/10/2014
------------------------
يا حنان يا منان من علينا بحسن الخاتمة...هذا واحد من علماء الشام رحمه الله وأسكنه فسيح جناته...

(https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xta1/v/t1.0-9/10702236_1477534825867180_8663171546677993104_n.jpg?oh=58923a26266acc636c70e8b2869870e7&oe=563D98FB&__gda__=1446682118_e4a9c37bc91916fa797ae215700cfbbd)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:54:45
20/10/2014
------------------

ما أسرع ما ننسى !! غزة حينما تصمت وتغيب عن الإعلام، تنطفئ شعلة الغضب في العالم، ويتنادى المجرمون بإعادة الإعمار، ورب معمر هو خادم المدمر !! ويصمت المسلمون باحتجابها عن الأخبار، وكأن شيئا لم يكن، وليته الصمت وحده، بل إنه النوم والغفلة ...لكننا تعلمنا أن أبطال غزة عاملون لا يفترون، فلا عجب أن يكون العمل بالأنفاق جار، وإذا تغافل العالم والمسلمون عن حقها، فإن لها من أبنائها من يطلبه حثيثا لا يني ولا ييأس، ولا يقيس الأيام بدوي صواريخ العدو، بل إن الأيام عنده سواء، كلها بتواليها جهاد في جهاد، وإعداد واستعداد...غزة وفلسطين لن تنتظر دمع من يصل الليل بالنهار نائما، دمعا مهطالا ساعة الضرب...! بل إن عندها من يصل الليل بالنهار صاحب قضية، أنفاسه القضية، لا ينتهي عنده وجع الضرب عند انتهاء الضرب، بل هو الوجع الذي لا ينتهي حتى يثأر من الضارب، ويسترجع منه ما اغتصب...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:55:08
21/10/2014
--------------------

قال يحي بن معاذ: " الذي يبيت نائما ويصبح نادما خير من الذي يبيت قائما ويصبح معجبا "...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:55:57
27/10/2014
---------------

قال عروة: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلى عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين لا ينبغي لك هذا، فقال: لما أتتني الوفود بالسمع والطاعة دخلت في نفسي نخوة، فأحببت أن أكسرها، ومضى بالقربة إلى حُجرة امرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولأنهم هكذا جاهدوا أنفسهم صاروا عظماء.......لا عظمة قوة مجردة، بل قوة في الحق لافي الباطل
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:56:36
28/10/2014
----------------------
رحمه الله وأكرم مثواه، هكذا يكون العلماء، أصحاب حق وإقرار بالحق، وعودة إليه وتواضع...من أمثال هؤلاء نتعلم...


(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xaf1/v/t1.0-9/10402697_830809610292667_7344855567771101402_n.jpg?oh=68562c154f4cdae9173c052d6347b092&oe=563C30C5)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:57:25
29/10/2014
-------------------

الاستيطان السرطاني الخطير... وهؤلاء أبطال حقيقيون من يجاهدون انتشاره في الجسد المقدسي...!

(https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xaf1/v/t1.0-9/10639693_839355939419228_5029719461381607318_n.jpg?oh=316882815cb4f0bd17f4be7332e65e8d&oe=5635F27B&__gda__=1446424266_2106a29b33f77ea1ed9ef90cb4af434e)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:58:04
31/10/2014
-------------------

أحببناهم في الله وأثروا بنا، وغيروا فينا الكثير الكثير، وهم قد يعلمون من ذلك شيئا ويجهلون أشياء...
هي فضل من الله علي ونعمة لن أستطيع شكر الله عليها ما حييت...
علمتني، وربتني، وصبرت علي، وأخذت بيدي على درب الله.... وأرتني عيوبي، وخافت علي غوائل نفسي وغوائل الدنيا، وحببتني بصدقها في الصدق مع النفس ومع الناس، وتعلمت منها أن قمة الحب قول الحق لينير فيك ولك ولغيرك وإن كان عصيا على النفس وعلى الناس... وقد يأتي يوم على مستثقِلِه ليراه مشكاة أنارت له عتمة في نفسه....
تعلمت من عملها للدين وحبها العظيم له واهتمامها بهم الأمة أن المخلصين الصادقين مازالوا موجودين، وأنه لا حاجة لأن تبحث عن الحق عند مشاهير العلماء ومن تسلط عليهم الأضواء، إذ أن من المخلصين المغمورين كثر يعطون ويربون، ويغيرون تغييرا جذريا....ويكفيهم أن يعرفهم الله ويتقبل عملهم ويجازيهم عليه...
متقدة الفكر، مستنيرة الرأي، فطنة، تعرف مواطن الدس والحشو والغلو والإغراض والكذب والالتواء، والادعاء.... وتنير بذلك غيرها....
وإنما ذا فيض من غيض عطاء أختي الحبيبة الغالية، ومعلمتي الفاضلة "..............." جزاها الله عني وعن كل من ربت وغيرت في نفوسهم وحياتهم كل خير ....
وهكذا ...كما يشاء الله وكما يريد... ليس فقط من تراه عينك وتلقاه، وتحادثه حديث الجليس لجليسه يبدل فيك ويغير، بل إن العبرة في الصدق وفي الإخلاص يخترق كل الحواجز، ويقطع كل المسافات ويصل للقلوب كما يخرج من القلوب....
جعل الله ما قدمت وتقدم في ميزان حسناتها خالصا لوجهه الكريم.... لا حرمني الله صحبتك في الدنيا والآخرة.... أرجوك لا ترحلي عنا.... فإن لكلماتك بفضل الله ومنّه عمل النور في الصدور....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 09:59:16
02/11/2014
--------------------

حفظك الله ورعاك....


(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xap1/v/t1.0-9/10353692_840779162610239_3852430884370212468_n.jpg?oh=95d8cf7e68a871eefdfb59107ee2db72&oe=563C5706)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:01:05
02/11/2014
-----------------------

من سوريا في مصر... أخوان كل يوم يعرضان مأكولات من صنع أمهما...رزقهما الله وبارك لهما....

(https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpt1/v/t1.0-9/10356269_1504603076474514_6759887179495431097_n.jpg?oh=bec9d9e12b0aad9669f1540e416a0c2e&oe=5635D097&__gda__=1450640407_232fe8790ebcca60719f70b14d7a80e4)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:04:31
03/11/2014   عندما كنت أكثر من العويل الذي لم يُ3جدِ شيئا، وتعملت أن أكفّ بعدها عنه.....

--------------------
يا إلهي ولا كلمة تخرج من المسلمين!! ولا حركة !!

(https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/1901218_841284339226388_6093507593475529552_n.jpg?oh=a844ad0f49c866e9ae3acc46dc382a42&oe=563FACCB&__gda__=1450202242_0c3ba5eb49084a47844307b78ae8e0f4)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:04:56
04/11/2014
-----------------

لقد قالوا : "لا إله والحياة مادة". حتى اتخذوا المادة إله، ووقعوا في عبادتها...!!!
أي منطق ؟! بل أي سَفَه ؟! فلقد أثبتوا من إنكارهم ذاتِه وجوب وجود إله يُعبَد، فليتهم وُفّقوا لعبادة خالق المادة وخالقهم...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:05:18
06/11/2014
--------------------
"لقد أدركنا الغرور، ونحن نرى العقل البشري يبدع في عالم المادة، ويأتي بما يشبه الخوارق!
فوهمنا أن العقل الذي يبدع الطائرة والصاروخ؛ ويحطم الذرة وينشئ القنبلة الأيدروجينية؛ ويعرف القوانين الطبيعية ويستخدمها في هذا الإبداع .. وهمنا أن هذا العقل جدير بأن نكل إليه كذلك وضع (نظام) الحياة البشرية .. وقواعد التصور والاعتقاد، وأسس الأخلاق والسلوك .. ناسين أنه حين يعمل في (عالم المادة) فإنه يعمل في عالم يمكن أن يعرفه، لأنه مجهز بإدراك قوانينه .. أما حين يعمل في (عالم الإنسان) فهو يعمل في متاهة واسعة بالقياس إليه! هو غير مجهز ابتداء بإدراك حقيقتها الهائلة الغامضة."
الشهيد سيد قطب رحمه الله
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:05:53
09/11/2014
--------------------

لم يوجد على الأرض كلها عبر كل حقب التاريخ منهج نجح في تحقيق الوسطية التي تتلاءم والفطرة الإنسانية...وحده المنهج الإسلامي حقق ذلك...
أوروبا كانت تتأرجح في كل مناحي حياتها بين أقصى اليمين وأقصى اليسار لا تعرف لمواءمة الفطرة سبيلا... كانت بين الإباحية المفرطة أو الرهبانية المفرطة، حتى لم تعرف للإنسان قيمة حقيقية، ولا وزنا...
هي التي كانت ترى المرأة في طور من أطوارها -فترة الإمبراطورية الرومانية قبل المسيحية-سيدة على الرجل حاكما كان أو محكوما، حتى كانت الواحدة منهن تتزوج بالرجل تلو الرجل لا تعرف لذلك حدا، وكذلك كان الرجل يفعل، وفي طور آخر من أطوار أوروبا التائهة-مرحلة الرهبنة الكنسية- أصبحت ترى المرأة شيطانا لا يدفع إلا للخطيئة، حتى أصدرت الكنيسة قراراتها الصارمة تحض على ابتعاد الزوج عن زوجه وعدم اختلاء أحدهما بالآخر !! ولم تعد ترى الفضيلة إلا في العزوبة والبعد عن مخالطة النساء... وانفصمت عرى الأسرة لأن أبناء الزوجين بنظر الكنيسة المترهبة نتاج دنس ورجس..!!
لم تعرف أوروبا سبيلا للوسطية ولمعرفة الطريق التي تحقق التوازن النفسي فلا تجنح بالإنسان نحو الفاحشة والإباحية، ولا تجنح به نحو الرهبنة وتخاريفها !! لم تعرف أوروبا تحقيق ذلك في تاريخها الممتد كله...
فهي بين أقصى يمين وأقصى يسار..! واليوم هي في الناحية القصوى من اليسار...
يااااه ما أبعدك عن الحضارة يا أوروبا ! ما أبعدك عن الحضارة والرقي أيتها الأرض... وما أنت إلا كالببغاء تنقلين صورة أوروبا التائهة في كل مكان منك، ومنهج الله فيك !
منهج الرقي والمواءمة للفطرة... منهج لا يشتط فيلهو بالفطرة وبالنفس بإفراط أو تفريط... منهج يقدر الإنسان، ويعرف مسارب نفسه، ويعرف احتياجاتها، ولا يرى السلامة في الكبت، بل يلبيها بضبط وبرسم للحدود، ويعرف نزواتها وأهواءها فيلجمها، منهج صممه البارئ وفق طبيعة الإنسان وتركيبه وتعقيده، لا يعرف غيره حقيقة الإنسان، ولا يحدد غيره الغاية من وجوده. وكيف لا وقد أسجد سبحانه لعبده ملائكته تكريما... ! عفوا لست بمستطيلة عليك أيتها الأرض العابدة الطائعة! بل أواجه إنسان اليوم عليك !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:06:26
11/11/2014
-------------------
إن الإنسان العنيد الذي اعتدّ بعقله، وبأدواته العلمية، -يظنّ أنه خارق بها الأرض، أو بالغ بها الجبال طولا- لَيَقف عاجزا وإن أنكر عجزه وخبأه، أمام الواقع والحقائق التي يصطدم بها في حياته، فهذا المنهج الإلهي الذي إن اعترف بوجود وبدور له، فهو سيُقصره على شعائر تعبدية، ولن يسمح له بالتدخل في مناحي حياته وتفاصيلها، بينما تجيبه الحياة بعكس ما يريد، وتبيّن له الحقائق أن هذا المنهج منهج لكل الحياة، لكل دقائقها، لعقله، ولفكره، ولروحه، ولعلاقاته بخالقه وبالكائنات وبالكون من حوله، وباقتصاده، وبعمله وبكل تفاصيل حياته ....
ولتقلّب البشرية بين القوانين الوضعية التي ابتدعها البشر للبشر في مجال الاقتصاد والعمل، سنأخذ أمثلة عن كل قانون ساد الأرض، وظُنّ أنه الدواء والعلاج !
فأوروبا قد عرفت "الإقطاع"، وهو في حقيقته تملّك السيد الشريف للعامل الوضيع كما يملك آلة أو محراثا أو حيوانا، ليس له حق في حركة أو تبديل، أو حياة، إلا بما يشتهي سيده، فهو ملك له كما أن الأرض ملك له، إن انتقل السيد إلى أرض أخرى انتقل الفلاح معه إليها، وكل ارباح الشريف يصنعها كدّ الفلاح الوضيع، هذا النظام الجائر الذي خضع فيه الإنسان لشريعة إنسان مثله ...
ولما انساحت جموع الصليبيين في أرض الإسلام عرفوا ما اتّسم به النظام الإسلامي من مساواة بين الناس، ومن حقوق للأُجَراء، ومن مراعاة لكدح الكادحين، وأن الشريعة التي تحكم السيد والمسود واحدة، وهي شريعة الله تعالى، وأن الحكم عندهم يتولاه قضاة لطالما عُرفوا بالوقوف مع الحق، ومع أهل الحق حتى في وجوه الأمراء والسلاطين ...عرفوا للناس حرية فيما يفعلون، فإن شاؤوا عملوا بالزراعة، وإن شاؤوا بدّلوا فعلموا بالتجارة أو بالحرف، لا يحجر مشيئتهم وحريتهم أحد، ولا يملك اختيارَهم أحد ...
وكردّ فعل لتأثير هذه المشاهدات والمعايشات للمجتمع الإسلامي، وضجّ الأوروبيين بالجور والظلم والاضطهاد الذي قام عليه نظام الإقطاع قام النظام الرأسمالي، كرد فعل على اضطهاد الفرديّة والحرية الشخصية للناس، وليته كان الدواء ! إن كان إلا الداء يداوَى به الداء !
وأطلقت حرية الفرد إلى أقصى الحدود، بل بلا حد أصلا، وضمن هذه الحريات المكذوبة المشطوطة الحرية من كل قيد أخلاقي، والإباحية المطلقة فيما يحب الفرد ويهوى من صنوف الفساد والفاحشة...واعتبار جميع القواعد الأخلاقية هراء لا دخل لها في حياة الفرد وما يريد قضاءه من أوطار، ثم يصبّ النظام الجديد وبالَهُ على البشرية، فيصبح الناس عبيدا لأصحاب رؤوس الأموال و المؤسسات البنكية والصيارف الذين يستحوذون على كدح العمال وحتى على أموال أصحاب المصانع الذين يصنّفون الأغنياء... وقد صنع هذا النظام لنفسه أدواته التي نصّبته على رؤوس الناس من صحافة ومنظّرين وكتّاب، وأساتذة جامعات، سحروا أبصار الناس وغشوا بالنظريات بصائرهم. واعتمد الربا أساسا له، واستغلّ أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة لربح سريع وكبير ومضمون شهوات الناس وغرائزهم، ففتحوا لهم كل مهيجات الغريزة الجنسية، وتحللوا من كل خلق أو قيمة، وعدّ ذلك كله ضرورة لتلبية نداءات الغريزة وإرضاء لشهوات الفرد، واستمتاعا بملاذ الحياة ...فكانت السنما، وكان المسرح، وكانت الإباحية في كل شكل ولون ...
ثم جاء رد فعل للجموح الشارد في الحرية الفردية التي أقامتها الرأسمالية، متمثلا في أنظمة أقامتها جماعات، فكان من أهمها الاشتراكية، فكان تمليك الموارد العامة لفئة من الشعب قاعدة الماركسية ...
هذا المذهب الذي وضعه ماركس، ووضع معه الاقتصاد إله يحكم الناس، وقال أن تفسير التاريخ لا يكون إلا من الوجهة الاقتصادية، وأن آلات الإنتاج والإنتاج هو الذي تحكم عبر العصور في العلاقات الاجتماعية، ووفق تغيرها تتغير هذه العلاقات، ومن منطلق تغيرها تقوم الثورات لتغير هذه العلاقات، ولم يكن فيه اعتراف بالله، بل جعلت جوعة البطن هي الحاكم الأساسي في حياة الإنسان، وجاءت الشيوعية أو الاشتراكية الماركسية لتلغي الفردية، وفي هذا جموح جاء يحارب جموحا، وأصبحت الدولة هي المالك للموارد كوكيل عن الشعب، وتجسّدت بهذا رأسمالية الدولة في هذا النظام، وساد الظلم وسادت الأنظمة البوليسية التي أقامتها الدولة ضدّ كل من لا يعترف بالنظام الماركسي، ويحاول الخروج عن نطاقه . ولم يكن نظام ماركس يعرتف بوجود الله ولا بشرائعه ومناهجه.
وأثبتت الحقائق، وصرخات الفطرة قصور الماركسية وشططها كما كان من الرأسمالية، وهكذا تخبط الإنسان بين حد أقصى وحد أقصى غيره، بين داء وداء، وهو يرى نفسه واضع الدواء، بينما الدواء بين يديه، ولكنه شرد عنه، شردت عنه الأرض لما شردت عنه أوروبا، وهي تحاكيها في كل تهوراتها، شرد عنه المسلمون والمنهج بين أيديهم، لما رأوا أوروبا شاردة من الكنيسة، ومن كل دين...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:06:56
16/11/2014
-----------------
لم أستطع استساغة ولا هضم أن يتصدر كاتب كتابه في مقدمته بحكايته كذبة كذبها على سبيل التمويه، ثم أن يتمحور كتابه كله حول أثر القرآن ومعجزته في تغيير النفوس !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:07:33
19/11/2014
--------------------


(https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpf1/v/t1.0-9/10393160_845246868848941_3620287947592088009_n.jpg?oh=39de944ef66bb280405a8ed8444a993d&oe=56730DEC&__gda__=1450564998_927f0f8172153ab491bc96a81801730e)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:08:03
20/11/2014
----------------------

عندما نتحدث عن ترتيب النزول وترتيب المصحف، فهما ليسا الشيء نفسَه... ترتيب النزول شيء، وترتيب المصحف الكريم شيء غيره... للمؤمن أن يتساءل ما سرّ اختلاف الترتيبَيْن؟ وقد يترتّب عن تساؤله ثمرة أو ربما ثمرات ...
لماذا لا نحاول قراءة القرآن الكريم بترتيب المصحف، على أنه الطريق الذي يسلكه سالك، فيبدأ من مبتدأ وينتهي إلى منتهى .... هذا السالك هو أنا وأنت وهو وهي ... ربما كان مؤمنا، وربما لم يكن، هذا الكتاب فيه هدى للناس كل الناس، هذا الكتاب يدلّ المؤمن، كما يدلّ غير المؤمن الذي يريد أن يعرف، ويبحث ....
لماذا لا نحاول فتح هذا الكتاب من جديد، بفكرة جديدة، بطريقة جديدة، بروح جديدة....
أريد أن أعرف وأنا أبدأ الطريق، ما التسلسل الذي جاء في هذا الكتاب، بهذا الترتيب الذي أراده ربّ العزة، الذي رسم خطوطه ربّ العزة، فإذا كانت السورة بمعنى"المنزلة" فكيف أراني وأنا أنتقل من منزلة إلى منزلة ؟ وأنا أشق هذا الدرب إلى الله تعالى من مبتدأ الطريق(الكتاب) ....
عندما أبدأ الطريق(فتح دفّتي المصحف) ماذا يقابلني؟ ما أول حاجتي؟ ما أول ما يجب أن أعرف، وما أول ما يجب أن أفعل؟ ما أول ما يجب ألا أفعل ؟
لماذا لا نحاول قراءة القرآن العظيم بهذه الطريقة ؟ لا بترتيب النزول كما نزل على قوم أميّين، كانوا ضالين فهداهم، بل بترتيب المصحف الذي حدده الله تعالى، الذي وضعه الله تعالى لحكمة عظيمة...ربما تتبيّن في عصور ما بعد النزول وما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من تبيّنها في عهد النزول...ربما توائم ناس هذه العصور، ولا تلائم ناس عصر النزول...
لماذا لا نحاول تدبّر الآيات، وتدبّر المنازل(السور)، وتدبّر الانتقال من آية إلى آية، ومن سورة إلى سورة ؟ لماذا لا نحاول ان نبصر النور لا بشيء بل بنور القرآن....
لماذا لا نحاول الربط بين آية تبدو لنا بعيدة عن موضوع آيات كنا بصددها ؟ كأن نقرأ في آيات عن القتال ونقرأ ونقرأ، ثم وفي الطريق نفسه، نقرأ واحدة عن الربا، ثم نعود لنقرأ عن القتال؟ !
نقرأ عن النظام الأسري في الإسلام، ونقرأ ونقرأ ثم نقرأ على نفس الطريق آية الحفاظ على الصلوات والصلاة الوسطى ونعود بعدها لنقرأ عن النظام الأسري من جديد ؟!
لماذا لا نبحث؟ لماذا لا نتأمل؟ لماذا لا نطيل المكوث في الآية ؟ وفي السورة؟ لماذا يكون همنا آخر السورة أو آخر الكتاب لنكون قد أتممنا ختمة ! وبعد....... ؟!
لنحاول.... لنقرأ... لنبحث...لنربط...لنتأمل...لنتدبّر... لنقرأ قراءة شخصية دون استعانة بتفسير إلا في القليل الذي لا نفهم... وسنجد...سنكتشف... سنعرف، وكأننا لم نقرأ من قبل شيّا !!
لنفتح دفتّي المصحف .... لنبدأ الطريق.... لنتخذه طريقا ومشكاة في آن ....لنبحث في أنفسنا بعد كل منزلة(سورة) عما رسخ بأنفسنا، عما استنارت به عقولنا، عما أضاء لنا لنكمل الدرب منزلة إثر منزلة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:08:40
03/12/2014
-------------------

إنه لمن الغريب أن تجد على صفحة أحدهم دعاء أو ذكرا أو موعظة، ثم تفاجأ مفاجأة قد تجعلك تفرك عينيك مرجعا النظر غير مصدق بصورة يضعها صاحب الصفحة تترجم التناقض الصارخ بين الالتزام واحترام الذات واحترام الآخرين وبين التفلت الذي بالصورة...أنصح نفسي وإياكم إخوتي فلنحرص أيما حرص أي صورة نضع على صفحاتنا، فهي تعطي صورة عن تناقض صاحب الصفحة وتقلل أو تعدم مصداقيته، كما تصبح سببا من أسباب جمع السيئات، ولا نحب ذلك لأنفسنا ولا لإخواننا وأخواتنا. هدانا الله جميعا لما يرضيه عنا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:09:13
08/12/2014
-------------------

عندما نرى كثرة الموتى من حولنا ممن كنا نعرف، لا فرق بين شيب وشباب، إنما هو الأجل والكتاب... ألا نخشى أن يكون يومنا قريبا، ونصبح خبرا بين تلك الأخبار ولا عمل نقابل به ربنا ؟! ألا يكون ذلك دافعا لنا لنسارع فنعمل ونحقق شيئا مما نتنادى به قبل فوات الأوان ؟! أليست "سارعوا" في القرآن عنت أكثر ما عنت هذه المسارعة والمبادرة قبل أن نصبح خبرا بين تلك الأخبار ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:09:48
11/12/2014
-----------------

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xap1/v/t1.0-9/10393756_10152925932613258_4293158609804261431_n.jpg?oh=d18ab32c7a5315dc491e5456cf5028a9&oe=567DDE77)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:11:05
14/12/2014
------------------------

(https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpf1/v/t1.0-9/1622776_856388527716716_5216517353250969660_n.jpg?oh=d9b057cdabe0ab1d62d9ea6899cab4b1&oe=5679E0F4&__gda__=1450549813_c16ebca1cba707d5ba69f21abfeec5a6)

صورة سيخلدها التاريخ لهذه السيدة المقدسية خديجة خويص التي ترابط أمام أبواب الأقصي منذ 43 يوما رغم البرد والأمطار حيث تصر علي دخول الأقصي والمرابطة فيه لحمايته من الصهاينة ويصر جنود الإحتلال علي منعها ...شعب فلسطين المجاهد كم يحمل عن الأمة من مسؤليات وتبعات ومواجهات لا تنتهي مع الإحتلال

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:11:39
15/12/2014
-----------------
نعم نريد القرآن لفجر آخر...
نريد أن نعيش حياة يوجهها القرآن لا حياة توجهها الدنيا.. نريد أن نعيش بمنهجنا ... بما سطره لنا ربنا لا بما سطره بشر لبشر... نريد أن نفهم رسالات تحملها لنا الآيات...
لا نريد أن نبقى في إطار الحروف ونغفل عن غذاء المعاني للأرواح والنفوس... كما لا نريد أن نبقى في إطار التدبر القولي الذي نتشدق فيه بالفهم وباستخراج لآلئ المعاني من ثنايا الآيات، و لا أثر للتدبر الذي يغير النفوس ويفعل على الأرض...لا نريد سباقا على الحروف ولا نريد سباقا على استنباط المعنى مجردا عن الفعل وعن محاسبة النفس وعن الوقوف بها في كل محطات التربية والتزكية والتطهير... بل نريدها حركة بالقرآن تحيي النفوس وتحيي الأرض وتبعثها للحياة...
ما أحوجنا لأن يشب أطفالنا متدبرين لا حافظين...ما أحوجنا لتغيير المعتقدات التي رسخت للحفظ ولم ترسخ للتدبر، رسخت لاستشعار ثقل حمل الحروف ولم ترسخ لاستشعار ثقل حمل المعاني.. هي صرخة... صرخة لا بد أن تعم وتدوي...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:12:19
16/12/2014
----------------

زارتني بمكتبتي صديقتي يوم أمس، وأخبرتني عن وقوفها عند قوله تعالى "واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب".
أخبرتني بوقوفها عند "ذا الأيد" ... سيدنا أيوب بالذات عليه السلام ... لقد كان ذا الأيد ...
ألسنا جميعا ذوي أيد ؟! فما نبأ هذه الأيدي لسيدنا داوود عليه السلام، إنه يتصف بها "ذا الأيد"
وسرحتْ في أيدي سيدنا داوود عليه السلام .... إنه الذي ألان له الله الحديد، لقد كان عاملا، وهو الذي كان ملكا، وهو الذي كان قاضيا عادلا، وهو الذي أوتي الحكمة، وفصل الخطاب ...
وهو الذي كان له من الذرية سليمان عليه السلام، فكان له في تربيته وتنشئته أيد وأيد ....
وقالت فيما قالت عن "أيد" سيدنا داوود عليه السلام قوله تعالى : "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ(78)" فلقد كان من أياديه أن ذكر الله تعالى شهادته فيهم، لعنه إياهم... لعنه لمن كفروا من بني إسرائيل، فهو ذو الأيدي، صاحب الثوابت، صاحب "لا إله إلا الله"
لقد كان "ذا الأيد" .... سيدنا داوود عليه السلام، لان الحديد بين يديه، فصنع بالحديد...صنع بيديه، وعمل، ومع عمله كان داعيا لله، كان أوابا، كان ثابتا، لقد حقق المعادلة .... تلك المعادلة التي لا تزدهي الأرض بحق إلا بها ....
أن تتحقق على الأرض حضارة على ثوابت، على توحيد، حضارة عقل يعلم أن الأرض وما فيها قد سخّرت للإنسان، ليصنع، ليعمل، ليتحرك، ليستخدم هذا العقل، ولكن على ثوابت، على أسس من معرفة الله، على أسس إسلامية إيمانية ثابتة راسخة .... حضارة تجمع العقل والروح كلا في خدمة "لا إله إلا الله"....
نعم لقد كان سيدنا داوود عليه السلام ذا أيد.... كان عاملا، وكان مؤمنا، كان داعيا للإيمان ....كان الاثنين معا .... كان صانع حضارة...
هكذا جعلنا نأخذ ونعطي عن أيدي سيدنا داوود عليه السلام .... فلم نكتفِ بالمساحة التي تجمعني وإياها من الأرض ساعتها، بل جعلنا نلتفت يمينا وشمالا إلى مَن حولنا، إلى حالنا... إلى أناس يرون في الدين مظهرا من تقصير أو لحية أو صلاة وذكر، وكأن غير هذا ليس من الدين .... يرون في الدين "شعائر" ولا يكلّفون العقل فيهم بحثا أو تبحرا في علوم الدنيا، وكأنما ذلك ليس لنا، بل لهم وحدهم، لأصحاب التكنولوجيا والعلوم، وقد تعودنا أن نبقى فقط مستهلكين، فقط مستهلكين .....
ثم التفتنا لحضارة الغرب، فإذا هي بنيان، وقفزات، ونفوذ من أقطار السماوات والأرض، ومظاهر أقرب للسحر والخيال .... ولكنها على أسس هشة، على أسس تأليه العقل، وتأليه المادة، وتأليه القوة والقوي ....
نعم سيدنا داوود عليه السلام، كان ذا أيد كان صانع حضارة الأيدي، الأيدي العاملة، والأيدي الداعية.... وكذلك كان قارون ذا أيد ... فجمع بين الأسباب وتوحيد رب الأسباب ....
واستحضرتُ في حديثنا الذي شاء الله أن يكون عن "ذي الأيدي الأواب" حديث العمري في كتابه "استرداد عمر" عن قالب عمر، القالب الذي وضع عمر فيه نفسه، قالب "داوود ذا الأيد إنه أواب" فكان هو أيضا صانع حضارة لم تتحقق على الأرض حضارة مثلها، حضارة "لا إله إلا الله" بأيد عاملة، بنّاءة، متحركة، بعقل عامل ....
وبينما نحن كذلك إذ بداخلة من باب المكتبة تلقي السلام، ثم تسأل عن شيء تريد اقتناءه لابن أختها "داوود" ...  emo (30): فتبسمت صديقتي، وتبسمتُ ونظرت كلتانا للأخرى وقد دخل من يردد اسم "داوود" بالذات ....  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:13:35
20/12/2014
-----------------

نفحات عُمَريّة بأيد أردوغانية... !

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xat1/v/t1.0-9/1012929_10152970262054357_5583898294999755088_n.jpg?oh=585f228eb228ac2772224dd4312e4d12&oe=566D8946)

قصة رائعة🌹

يروي محمد نوري يازجي سكرتير اردوغان:

كنا في شهر رمضان وذهبت أنا والرئيس إلى أحد منازل حي (قاغيت هانه) الفقير للإفطار كعادة الرئيس في جميع أيام رمضان وكان المنزل عبارة عن كوخ لا يتعدى ثلاثة أمتار وأرضيته من التراب ومطبخه عبارة عن قارورة بلاستيكة مقصوصة في الوسط وقد التف الجميع حول صينية من الألمنيوم وعليها أعشاب مسلوقة وقطع خبز جافة وهم عائلة من أربع أشخاص أم عمرها 40 عاما وأب مشلول عمره 45 عاما وولدين أعمارهم 12و 5 سنوات وكانوا جميعا صائمين.خلع أردوغان حذائه واتجه إلى المائدة مباشرة وجلس فبكي صاحب المنزل عندما رأى الرئيس على مائدته فربت أردوغان على كتفه ليهدئ من روعه وقال له: إننا ضيوف الرحمن. يذكر يازجي أنه لم يستطع أن يتحمل الموقف وخرج من المنزل إلى أقرب مطعم وبعد أن عاد وجد أردوغان لا يزال جالسا على المائدة وقد أكل قطعة خبز جاف ووزع الأعشاب على الجالسين ثم استاذن ووزع المساعدات على أهل المنزل وخرج.
وفي الطريق طلبت من أردوغان أن يتم توزيع المساعدات عن طريق المساعدين وليس عن طريقه مباشرة فهمس في اذني: أبداً أبداً إنني أوقع كل يوم على مستندات كثيرة فيها مبالغ ضخمة وإن للأموال لجاذبية ولو لم نر فقر هؤلاء الأهالي فكيف يتسنى لنا إصلاح نفوسنا؟ كيف نتغلب على ألا نأكل حراما أو نستسيغ منه لقمة واحدة وكيف نقاوم هده الأموال في لحظة نكون فيها بمفردنا.. فإيصال المساعدات بأيدينا خدمة لنا وليس لهم وحافزا لنا علي مواصلة العمل والجهد لتحسين أحوالهم فنحن مسؤولون عنهم وسيحاسبنا الله على تقصيرنا بحقهم.🌹

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:14:24
25/12/2014
-------------------

عمر الذي طعن في المسجد وهو يؤم المسلمين، وكان يومها قد قرأ سورة النحل ....وجدت هذه الكلمات الدقيقة البليغة في وصف موته رضي الله عنه وأرضاه :

وكان هناك أشياء أخرى في ذلك الفجر الحزين في آيات سورة النحل...
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ(30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ(31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(32)
لم يدرِ أحد بينما كان عمر يقرأ تلك الآيات أن الملائكة كانت تستعد لاستقبال واحد ممن كان عمله قد أحدث أثرا كبيرا في العالم، وأنّه سيغادر الأرض وهي مختلفة تماما عن الأرض التي جاءها، لم يكن ذلك محصّلة لعمله وحده، فهو لم يكن سوى واحد من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، لكنّ الأرض في السنوات العشرة التي استُخلف عمر فيها، قد تغيرت كثيرا نحو ما يجب أن تكونه، وكان ذلك يعود له ولما تعلّمه وفهمه من رسالته عليه الصلاة والسلام.
لا أعرف إن كانت الملائكة يمكن لها أن تذرف دموعا بينما هي تؤدّي عملها، لو كان لها ذلك لبكت، لو كان لها حريّة تأخير الأمر لحاولت ...!
لعلها تذكرت يوما ما عند بدء التاريخ، يوم قالت لله عزّ وجلّ "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" وقال عزّ وجلّ "إني أعلم ما لا تعلمون" .
كان عمر واحدا من ذلك النوع من البشر الذين علمهم الله ولم تتخيّل الملائكة إمكانية وجودهم ..
كان عرم يقرأ الآيات، وكانت الملاءكة قد حبست أنفاسها، لم يكن بإمكانها ...لم يكن لها الحق أن تفعل شيئا يمنع ما سيحدث بعد لحظات .
-استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:17:35
01/01/2015
--------------------
شجرتنا اليوم...الثلج غطى المدينة كلها...جعله الله عام خير وبركة.

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xta1/v/t1.0-9/10888418_639975266128010_4328600981493613887_n.jpg?oh=0e48a63b1677c1d4c69cb08e2b105549&oe=566E7A8F)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:18:01
05/01/2015
-----------------
كعادتها صديقتي... عندما يجمعنا لقاء مع القرآن، تزورني في الغداة، تحملها الأشواق... الأشواق القرآنية .... يتمايل رأسها تلذذا بالسبر،والغوص والعيش مع أبعاد الآيات العظيمة .... وتترنّم روحها انتشاء بكلماتها ...
جاءتني اليوم وقد أخذ لبَّها عمل "امرأة عمران" .... إنها امرأة عظيمة تفصل بيننا وبينها قرون وقرون ... تلك التي نذرت لربها ما في بطنها محررا ... ولما أن رأته أنثى لم ينقطع طموحها، ولم يذهب هدفها، ولم تتلاشَ آمالها وأحلامها لخدمة الدين، وخدمة الله .... بل عاذتها برب العزة وذريتها من الشيطان الرجيم ....
من منا يدعو لوليده الجديد ولذريته يوم مولده ... وأي دعاء هو !!
فكانت "مريم".... مكفولة نبي، وأم نبي، والمصطفاة، والمطهرة والصدّيقة ....!! نعم لقد تقبل ربها أمها بقبول حسن .... تقبل نذرها، وتقبل دعاءها ...
إنها نموذج المرأة المستخلَفة في الأرض ... القدوة، المثال ....المرأة التي صدقت الله فصدقها الله... ربما لم تحيَ لنبوة عيسى عليه السلام، ولكن الله تعالى أخرج من ذلك الجنين الذي كان في بطنها حلما وهدفا صوبت نحوه آمالها وأعمالها، أخرج منه نبيا رسولا ...
امرأة عمران مثال الإصرار والصدق، والإيمان، ورسم الهدف، والأمل الممتد الذي يفوق عمر السنين المُعاشة، بل يمتد إلى الأزمنة الأخرى .... مثال الثقة بالله ... مثال الاستخلاف في الأرض...
قالت صديقتي فيما قالت، أنها هي التي سمّتها ..."وإني سميتها مريم" فيا لهذه القيمة والقدر العظيمَين للمرأة ... يالذهنها المتوقّد، ودورها الحساس الفعّال ....
أجل صديقتي... أين هذه العظيمة من نظرتنا لتحرر المرأة، فلا نرى تحررها إلا كما يراه الغرب دعاة التحرر الممسوخ... دعاة الدعاوى الباطلة باسم الحرية.... دعاة إنكار الأخلاق والفضيلة والنزول بالمرأة إلى دركات الحيوانية المغرقة ....أين نحن من نظرتنا المجتزأة لحرية المرأة .... فلا نراها حرة إلا إذا عملت وخرجت من بيتها، وأهملت أولادها، وسعت سعي الرجل ولهثت خلف لقمة العيش لهث المسعور ...!! أما هؤلاء، فقد كنّ نساء عظيمات ... مصونات، تزوجن وحملن، وفي هذا الإطار كان عملهنّ وكانت عظمتهنّ، فعملن للدين، وأنجبْن العظماء للدين ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:18:28
13/01/2015
-------------------
النفاق العالمي هو هذا الذي يسميه قتلة الأبرياء سفاكو الدماء،يسمونه مسيرة ضد الإرهاب...!!! نفاق عربي من كل عربي، نفاق من كل من ينسب لبلاد الإسلام لأنه واحد من حكامها الأذلاء ...كله يشد أزر النفاق العالمي... برأيي حتى وإن استحق هؤلاء القتلى من المدعوة "شارلي" القتل فإنما زدنا من فرصتهم في الظهور العالمي في هذا العالم المنافق...أف لكل عربي ذليل قبلهم، وقد ذهب هناك خصيصا ليحظى على المباشر بحراسة أحذية أسياده من أن تنالها ذرة الغبار في مسيرة النفاق العالمي....!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:19:21
29/01/2015
-----------------

رائعة... لا تفوتنّكم... تأملوا كيف يقرأ القرآن ...تأملوا ...

https://www.youtube.com/watch?v=cojNpwlkMmk&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:19:53
01/02/2015
----------------
وهو كذلك....

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xap1/v/t1.0-9/1013624_888771767829784_3049355714699785086_n.jpg?oh=01812b8fb93db0d2abd8341d8b4d5a19&oe=56782461)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:20:28
01/02/2015
--------------------

كتاب من 486 صفحة قرأته هذه الأيام...عنوانه كان جذابا جدا... الهالة التي رسمت حول مؤلفه كانت كبيرة نسبيا...
شخصيا لا أنكر أنني بدأت معجبةبما فيه... بالموضوع الذي طرقه...موضوع الاستخلاف في الأرض... بدأ بذكر أهم مواضع ذكر الاستخلاف في القرآن الكريم في المرحلة المكية تحديدا قبل الوصول إلى ذكره في المرحلة المدنية، وسماه المنجم المكي... حتى تلك السطور كنت معجبة... إلى أن انقلب حالي معه إلى القلق والتعجب والاستغراب، وقد بت أراه يحمل القرآن معاني غريبة لا أراها إلا تخضع لما يريد هو الوصول إليه، رأيته وقد أصبح يكيف القرآن ومعانيه، ونظرياته، وما يريد أن يقول، حتى صار يتكلف في طرح معاني عجيبة غريبة يلصقها بمرادات القرآن...
من هنا لم تعد غايتي إتمام الكتاب تشوقا لمزيد مشوق فيه، بل لأكتشف إلى أي مدى يسوقه هذا التكييف المتكلف للقرآن لما يريد، ولهوى منبعه رؤية شخصية له، فأصبح يعترضني من شاكلة هذا كثير... أوصلني إلى الملل،كما أوصلني إلى نوع من الأسف على وقت قضيته معه... وأحيانا أقول ربما هي تجربة علمتني أنه ليس كل من يبدأ حسنا ينتهي حسنا، وأن الفرق كبير بين أهل العلم وهم يخوضون في شؤون القرآن والدين وبين صاحب رأي يخوض فيه بلا علم.. بل إن الفرق لكائن أيضا بين قارئ له،صاحب تدبر وتعمق يتوخى الحذر وشعاره توقير القرآن وتوقي الوقوع في التفسير بالهوى وبين هذا الخائض المكيف له وما يريد... نعم لقد كان كتابا ضخما، توحي عباراته القوية الحادة بأنه يحمل الجديد، وربما الإيحاء بالعنوان، بالمقدمة، بالعناوين الرنانة، ربما كله يوحي أن هذا اللماح وهذا الناظر في الأحوال يحمل الجديد... شيء من ذكر آلامنا، على شيء من التحفيز للقيام، على شيء كثير جدا جدا من الانتقاص من قامات العلم عندنا، ومن إلصاق كل أدواء الأمة بهم، والانتقاص من فهمهم...
كله كان يشكل هالة التجديد التي رسمت حول الكاتب... ولكنني خلصت أن الجديد الذي كان فيه ربما هو تلك التفسيرات الهوائية الغريبة والتي كانت بالنسبة لي الفاصل بين تأييده وتأييد جديده وبين الوقوف بوجهه، ورفض تجاوزاته...والحمد لله الهادي ونسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرزقنا عدم تحميل القرآن ما لا يحمله وعدم فهمه بالهوى... فلنحذر من تفخيم أصحاب الصرعات الجديدة فغالبا الإشهار لصرعاتهم أقوى بكثير من حقيقة ما جاؤوا به...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:21:03
03/02/2015
---------------
الصدق والأمانة أول وأهم صفتين اتصف بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن يبعث نبيا، بل كان يلقب بين قومه ـمن أسلم منهم ومن بقي على كفره ـ بالصادق الأمين...
الأمانة وصف بها أيضا جبريل عليه السلام زيادة على علمنا أنهم الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، فكان وصفه بها تأكيدا وتوثيقا، أمين على وحي الله ورسالته..."إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)"-التكوير-...
لقد كانتا أهم صفتين مؤهلتين لحمل الرسالة العظيمة حتى يقال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة"... كيف بلغها؟ بلغها بصدقه، فلم يزد حرفا من عنده ولم ينقص حرفا... فكيف أداها ؟ أداها أمانة، فلم يضيعها، بل تحمل القول الثقيل الذي تنوء بحمله الجبال الرواسي...وكان أمينا عليها وعلى عقولنا...
ثم بعد هذا كله... لقد ربى صحابته وأشربهم الصدق والأمانة... حتى كان منهم من نقل لنا القرآن عنه عبر قرون متطاولة بصدق كامل وأمانة تامة كما أنزل حرفا حرفا لم ينقصوا ولم يزيدوا، ولم يضيعوا... حتى جاء منهم من دوّن الحديث وميّز سقيمه من سليمه، وقضى عمره ساعيا للنقل بصدق كامل وأمانة تامة أشربه إياهما الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم الذي نقل عن الملك الأمين جبريل عليه السلام...وإنك لتجد الحكم القاطع على الحديث بالضعف والوضع إذا ما عُثر على من عُرف عليه كذب ضمن سلسلة ناقليه....
لَعَمْري إن هاتين الصفتين (الصدق والأمانة ) وحدهما كفيلتان بإقناع من يشك في هذا الدين بهذا الدين الذي كان الصدق في نقله والأمانة في حفظه صفتين ملازمتين مشرَبَتَيْن لخير الأجيال التي عرفها الزمان والتاريخ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:22:04
05/02/2015
----------------
تمام....

(https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpf1/v/t1.0-9/10247454_892908787416082_926954425483751913_n.jpg?oh=c8d270ce433448ca28a9715e107d12bb&oe=566CBDFC&__gda__=1446843197_a8959293c3bda3dc7e8512f25fd03907)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:22:31
09/02/2015
-------------------

وتقرأ القطعة من القرآن فتجد في ألفاظها من الشفوف، والملاسة والإحكام والخلو من كل غريب عن الغرض ما يتسابق به مغزاها إلى نفسها دون كد خاطر ولا استعادة حديث. كأنك لا تسمع كلامًا ولغات بل ترى صورًا وحقائق ماثلة. وهكذا يخيل إليك أنك قد أحطت به خُبرًا ووقفت على معناه محدودًا؛ هذا ولو رجعت إليه كرة أخرى لرأيتك منه بإزاء معنى جديد غير الذي سبق إلى فهمك أول مرة، وكذلك .. حتى ترى للجملة الواحدة أو الكلمة الواحدة وجوهًا عدة. كلها صحيح أو محتمل للصحة، كأنما هي فص من الماس يعطيك كل ضلع منه شعاعًا، فإذا نظرت إلى أضلاعه جملة بهرتك بألوان الطيف كلها، فلا تدري ماذا تأخذ عينك وماذا تدع. ولعلك لو وكلت النظر فيها إلى غيرك رأى منها أكثر مما رأيت. وهكذا نجد كتابًا مفتوحًا مع الزمان يأخذ كل منه ما يسر له؛ بل ترى محيطًا مترامي الأطراف لا تحده عقول الأفراد ولا الأجيال.
ألم تر كيف وسع الفرق الإسلامية على اختلاف منازعها في الأصول والفروع؟ وكيف وسع الآراء العلمية على اختلاف وسائلها في القديم والحديث؟ وهو على لينه للعقول والأفهام صلب متين. ولا يتناقض ولا يتبدل. يحتج به كل فريق لرأيه، ويدعيه لنفسه، وهو في سموه فوق الجميع يطل على معاركهم حوله، وكأن لسان حاله يقول لهؤلاء وهؤلاء: {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا(84)} -الإسراء-.
هذا مثل صغير: اقرأ قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة البقرة: الآية 312]. وانظر هل ترى كلامًا أبين من هذا في عقول الناس. ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة. فإنك لو قلت في معناها: إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه، ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء، أصبت. ولو قلت: إنه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الإنفاق خوف النفاد، أصبت. ولو قلت: إنه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر، ولا يحتسب، أصبت. ولو قلت: إنه يرزق بغير معاتبة ومناقشة له على عمله، أصبت، ولو قلت: يرزقه رزقًا كثيرًا لا يدخل تحت حصر وحساب، أصبت. فعلى الأول يكون الكلام تقريرًا لقاعدة الأرزاق في الدنيا وأن نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أو عمله، بل تجري وفقًا لمشيئته وحكمته سبحانه في الابتلاء، وفي ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين، ومن الهضم لنفوس
المغرورين من المترفين. وعلى الثاني يكون تنبيهًا على سعة خزائنه وبسطة يده جل شأنه. وعلى الثالث يكون تلويحًا للمؤمنين بما سيفتح الله لهم من أبواب النصر والظفر حتى يبدل عسرهم يسرًا وفقرهم غنى من حيث لا يظنون. وعلى الرابع والخامس يكون وعدًا للصالحين إما بدخولهم الجنة بغير حساب. وإما بمضاعفة أجورهم أضعافًا كثيرة لا يحصرها العد. ومن وقف على علم التأويل واطلع على معترك أفهام العلماء في آية رأى من ذلك العجب العاجب.
-محمد بن عبد الله الدراز-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:23:16
14/02/2015
------------------------
تعرف باسم المدينة التي لا يجوع فيها أحد، فيها قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي أكرم ضيوفه بعجل حنيذ، فانظروا كرمها تأسيا به عليه الصلاة والسلام...تابعوا أكرمكم الله


https://www.youtube.com/watch?v=QFSGPK5C2LM&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:24:20
15/02/2015
----------------------
الصابوني، شفاه الله وعافاه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء


(https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xft1/v/t1.0-9/10988285_10153096249427439_2033156952346824811_n.jpg?oh=3c2e76b147f2a7ad28f0eed6568a44f8&oe=563D8BDB&__gda__=1451340841_ca70f1771d214524d4466f7ebf3ba7b9)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:24:47
16/02/2015
----------------
من طرائف الشيخ علي الطنطاوي

أنه انتدب ليدرّس اﻷدب في العراق
وقبل أن يدخل إلى الفصل في الجامعة تجول في بغداد ومشى طويلا ثم دخل الفصل على حالة رثة ، فظنّه اﻷستاذ الذي كان موجودًا عندهم أنه طالب
قال اﻷستاذ الموجود للشيخ علي الطنطاوي وهو يظنه طالب
وأنت يا زمال - يا حمار
لماذا تأخرت عن الحصة ؟
فاعتذر منه الشيخ علي ، ودخل الصف يجلس مجلس الطلاب
فصار اﻷستاذ يقول للطلاب  : سيأتي لتدريسكم اﻷديب الكبير علي الطنطاوي لا تسودوا وجهي أمامه
ثم صار يسألهم في اﻷدب والشيخ علي يجيب كطالب
.....................
ثم قال له اﻷستاذ هل تستطيع المقارنة بين البحتري وأبي تمام ؟
فأجاب الشيخ علي جوابًا رصينا
فقال له اﻷستاذ :
الظاهر أنك طالب جيد
ما إسمك ؟
فقال له : اسمي علي الطنطاوي
فكاد اﻷستاذ ان يغمى عليه
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:26:55
19/02/2015
----------------
مازال الشيخ محمد الصابوني حيا... ويبدو أن موته كانت شائعة...!! حفظه الله وشفاه وعافاه

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfa1/t31.0-8/10842317_642782905851254_2667791127642715950_o.jpg)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:27:28
20/02/2015
------------------
ذا تأملنا سنّة الله في عباده ساعة الوغى ولقاء العدوّ، تعلّمنا أمورا أساسية تُذهب عن عقولنا الشطط، وتعلّمنا عقيدة النصر، وكيف يتأتى للمؤمنين، وتمحو عقائد باطلة يرمي بها بعضهم ذات اليمين وذات الشمال سواء بنيّة التشكيك في الدين، أو لتخذيل المؤمنين وليظلوا على حالهم من الضعف والاستكانة ...
سورة آل عمران تعلمنا عقيدة النصر بقواعدها وبشروطها المتشابكة، إذا تأملنا في معرض السورة من مبتدئها إلى منتهاها .
1- فقد يقول قائل من أهل النفاق أو الدسّ أو التشكيك" لو كان محمد حقا لما هُزم أصحابه"، وقد قالها أهل النفاق في "أُحُد"، ويقولها كذلك أهل النفاق والتشكيك وتلامذة المستشرقين والعلمانيون اليوم. كما قد يقولها ضعاف النفوس من المؤمنين اليوم عن حالنا وما نعاني.
2-قد يقول قائل ناظر في حال الأمة اليوم، كيف يتأتى لنا نصر ونحن على ما نحن عليه من ضعف وتفرّق وتشرذم، ويقطع الأمل ويخذّل المؤمنين في حدوث نصر لهم جديد.
فلنتأمل آيات سورة آل عمران التي جاءت من أولها تلوّح بإمكانية تجدد نصر الأمة وأنه لا ينقطع مهما كان من حال ولكن بشروط : "قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ(13)"
وقبل هذا قد علّمنا الله تعالى هوان الكافرين عليه سبحانه، حتى لا يقع في قلوبنا من قوة يكونون فيها رهَب أو قياس بالعين التي تقدّر العدد والعُدّة وحدهما فقال سبحانه :
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ(10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ(11) قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(12)"
علّمنا سبحانه أنّ عددهم وعدتهم وما هم عليه ليس دليل قوة مطلقة، وكيف يكونون الأقوياء وهم "الذين كفروا" ؟ إلا إذا قرّرنا نحن بنظرة قاصرة أنهم "الأقوياء" بينما يقرر الله تعالى أنهم بكفرهم "الضعفاء" وأنه متى كان المؤمنون معتزين بإيمانهم متقوّين به غيرَ ناكسي رؤوسهم وهم أهل إيمان كان الكفار بما لهم من مظاهر عزة هم الضعفاء...
فإن الآية بارزة لنا ظاهرة في نصر الله لفئة كانت صفتها الأهم "يقاتلون في سبيل الله"
ولكنّ هذه العبرة لا تتأتى إلا لأولي الأبصار، فأي أبصار هي؟ والبصر يقول أن الفئة الكافرة أكبر عددا وعدة من الفئة المقاتلة في سبيل الله ؟!
إنما هي البصائر التي لا تتخذ النظرة العينيّة حكما تاما كاملا مستوفي الشروط . بل إنّ التاريخ الإسلامي الممتد بالفتوحات والنصر المبين في عصور العزة يشهد بلقاء المؤمنين دوما بالفئة الكافرة وهي الأكثر عددا، بل تكون في غالب الأحيان بأضعاف المؤمنين .
أولا:
سورة آل عمران تعلّمنا من بداياتها أول السلاح الذي على الأمة أن تتسلح به وهو الخلاص من الهزيمة النفسية، ومعرفة هوان الكافرين على الله وإن يكن من مظهر قوتهم ما يكُنْ .
ثم تعرض السورة لما يداوي المؤمنين من أن يقعوا فرائس شهوات الدنيا التي تحيط بهم فتأخذهم عن نصرة دينهم "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(15)"
ثانيا:
فالمؤمن ليس فريسة للدنيا وشهواتها بل هو صاحب الخير العظيم الذي يخبئه له رب العزة، ومن شأن الشهوة أن تذهب العبد عن أن يكون همّه نصرة دينه .
يزيد الله في تأكيد هوان الكافرين عليه سبحانه بما ظلموا وبما أتوا مع الأنبياء والرسل وبما قابلوا دعوة الله تعالى
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ(110) لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ(111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ(112)"
ثالثا:
فهم بما ظلموا وبما كان منهم من كفر وصدّ وتقتيل للأنبياء هانوا على الله تعالى، فكيف لهم أن يقاوموا قلوبا عامرة بالإيمان بالله ؟
رابعا:
الأمة التي كانت يوما ما قوية مؤيدة من الله تعالى، حقيقة بأن تعود لمجدها على خطى أسلافها .
أما إذا حاول منافقو اليوم-وهم يفعلون- أن يقولوا بقول منافقي الأمس وأنّ القتال في سبيل الله لا داعي له، وأنه انتحار، وأنه إرهاب، وأنّ الأضعف قوة كيف له أن يلاقي الأكثر والأظهر قوة؟ وأنّ الإقدام على قتال الكافرين الأقوياء عدة وعددا جنون وموت بلا معنى، فالله تعالى يعلّمنا الردّ عليهم، ويعلمنا قبل الرد عليهم عقيدة أن النصر من عند الله تعالى لا من سواه...
"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123)".إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ(124)بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125) وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(126)
خامسا:
تقوى الله مع الصبر والثبات في قلب اللقاء تؤهل أهلها للنصر على الكافرين وإن كان المؤمنون قلة .
كما تعلمنا آل عمران شروط نصر المؤمنين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(130) وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(131) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(132) وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(136)
سادسا:
نفوس المؤمنين الذين يستحقون نصر الله نفوس زكيّة، أعلنوا الحرب على أنفسهم وعلى غواياتها قبل إعلانهم الحرب على عدو الخارج .
ولقد علّمنا الله تعالى في آل عمران أن عدم الفشل وعدم الضعف وعدم الاستكانة(الصبر)مع توكل على الله تعالى ودوام سؤاله ودعائه أن يغفر لهم ويثبتهم وينصرهم مؤهلات لنصر الله لعباده
وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ(146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(147) فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(148)
سابعا:
النصر حليف المؤمنين الربيّيين(الربانيين) أي المطيعين لله ولرسوله، الصابرين المتواضعين لله مديمي الاستغفار وسؤال الثبات والاستنصار بالله .
ثم يعلمنا سبحانه شرطا آخر
إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ(160)
ثامنا:
فهو سبحانه الناصر لعباده المتوكلين عليه، وهو سبحانه الذي يخذل عباده الذين لا تتوفر في أنفسهم شروط النصر التي تعلمناها من الآيات أعلاه.
ولا ننسى أن الله تعالى علمنا في معرض كثير من آيات آل عمران ضرورة التنبة للمنافقين في الصفوف، وضرورة توقّيهم، وعدم السماع لتخرّصاتهم وتشكيكاتهم، وأن عقائدهم عقائد كفر باطلة.
وبهذا نستنتج شروط النصر من آيات آل عمران السابقة ونجملها هنا مرقومة :
1- أول سلاح الأمة الخلاص من الهزيمة النفسية، ومعرفة هوان الكافرين على الله وإن يكن من مظهر قوتهم ما يكُنْ .
2-المؤمن ليس فريسة للدنيا وشهواتها بل هو صاحب الخير العظيم الذي يخبئه له رب العزة، إذ من شأن الشهوة أن تذهب المؤمن عن رسالته العظيمة وعن نصرة دينه.
3-الكافرون(أهل الكتاب) بما ظلموا وبما كان منهم من كفر وصدّ وتقتيل للأنبياء هانوا على الله تعالى، فكيف لهم أن يقاوموا قلوبا عامرة بالإيمان بالله ؟
4-الأمة التي كانت يوما ما قوية مؤيدة من الله تعالى، حقيقة بأن تعود لمجدها على خطى أسلافها .
5-تقوى المؤمنين الله مع الصبر والثبات في قلب اللقاء تؤهلهم -وإن كانوا قلّة- للنصر على الكافرين .
6- نفوس المؤمنين الذين يستحقون نصر الله نفوس زكيّة، أعلنوا الحرب على أنفسهم وعلى غواياتها قبل إعلانهم الحرب على عدو الخارج .
7-النصر حليف المؤمنين الربانيّين أي المطيعين لله ولرسوله، الصابرين المتواضعين لله مديمي الاستغفار وسؤال الثبات والاستنصار بالله.
8-الله سبحانه الناصر لعباده المتوكلين عليه، وهو سبحانه الذي يخذل عباده الذين لا تتوفر في أنفسهم شروط النصر التي تعلمناها من الآيات أعلاه.
9- معرفة صفات المنافقين وضرورة اتقاء المؤمنين تخذيلهم وتشكيكهم وتضعيفهم .
والآن وبعد هذا ....
نأتي على آية عظيمة من سورة آل عمران، جامعة شاملة لك ما سبق:
"لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ(164) "
أ-يتلو آيات الله --------> يبلّغ المؤمنين ما يعلّمهم الله تعالى من هوان الكافرين عليه، ومن حقيقة المنافقين وخطورة الركون لتخرّصاتهم، ومن تقوية للمؤمنين رغم كل بأس، ومن تخليصهم من الهزيمة النفسية إزاء القوة الظاهرة للكافرين، ومن حقيقة كفرهم وفعلهم بالأنبياء، وغضب الله عليهم وضربه الذلة عليهم.
ب-يزكّيهم-------------> للتسلح بالتقوى، والتزكية (من الآية130 إلى 136) .
ج-يعلمهم الكتاب والحكمة---------> يعلمهم أمر الله ونهيه، ويعلّمهم بسلوكه صلى الله عليه وسلم وتربيته إياهم .
ولذلك وحتى يُبهت المنافقون المتقوّلون، بأن هذا الدين لو كان حقا لما هُزم المسلمون ولما ضعفوا، قال تعالى "رسولا من أنفسهم" بشر عليه الصلاة والسلام جاء ليبلّغ رسالة ربه، ويقابل كل فعل منه صلى الله عليه وسلم تفاعل من المؤمنين ليتحقق النصر .
فتلاوته آيات الله يقابلها منهم -----------------> فهمها وتشرّبها والعيش بها.
وتزكيته لنفوسهم منه يقابلها منهم--------------> أن تتزكّى نفوسهم وتتطهر فعلا على الأرض .
ويعلمهم الكتاب والحكمة منه تقابلها منهم--------> أن يعملوا بما تعلموا أي أن يطيعوا الله ورسوله.
ولهذا تأتي الآية الموالية لهذه الآية الجامعة تبيّن للمؤمنين أن ليس عليهم أن يتساءلوا عن سر هزيمتهم وضعفهم، وهم الذين لم يتفاعلوا مع أمر الله تعالى ومع فعل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، ولتخرص ألسنة المنافقين وكل المشككين في الدين، فالله تعالى قدير على أن ينصرهم، ولكنّ نصره سبحانه وتأييده لهم مرتبط بتفاعلهم هُم، وفعلهم على الأرض، وفقههم لشروط النصر سواء على الجبهة الداخلية بتزكية أنفسهم واتقاء المنافقين وتخلّصهم من الهزيمة النفسية أو على الجبهة الخارجية بمعرفتهم هوان الكافرين على الله وياعتزازهم بإيمانهم فيقول تعالى :
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(165)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:28:37
27/02/2015
------------------

هم القضاة حقا... emo (30):

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t1.0-9/11019578_905623102811317_2083073353906597187_n.png?oh=bf62bd5c42f49e9b4bd4c3fa66b0bb39&oe=5680A277)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:29:03
28/02/2015
-----------------
اليوم انقسمت الأخوات إلى فريقين، تسابقا حول سورة آل عمران، فسميت فريقا "أحد" وسميت الآخر "بدر"...
تسابقن في عشرين سؤالا، عشرة لكل فريق... تمحورت حول إيجاد الرابط بين قطاع من الآيات وآخر يليه أو يسبقه، فتبين التحام آل عمران لحمة واحدة، وصب آياتها في مصب واحد... كانت تأملات رائعة وكل فريق يجتمع أفراده حول سورة آل عمران من كتاب الله ، يفكرن وهن يسابقن الوقت قبل إعلان انتهاء مهلة التفكير والتشاور، وتتعالى تهامساتهن بالتشاور حتى تسمع، وهذه تصوب والأخرى تخطئ،... وجعلت أخبار السورة تتوالى في تسلسل وترابط من خلال أجوبتهن، وهن متحمسات، يبذلن قصارى جهدهن لإيفاء السؤال حقه... فترى الأم وقد عادت لسن أطفالها وهي تجيب وتنتظر التقييم، وتتربص بالفريق الآخر وتحترس أن يتفوق على فريقها émoticône smile
والأجمل هو ذلك الربط الساحر الأخاذ بين آيات السورة وقطاعاتها المختلفة...
وكان من لطائف هذه الأمسية القرآنية وجمالياتها التي انسابت انسيابا من وحي جو العيش مع الآيات والتسابق حول مقاصدها وإسقاطاتها على واقعنا واعتباراتنا بدروسها، أن كانت الواحدة منهن تخاطب الأخرى بآيات سورة آل عمران، فتمثلت في ذلك من كان يتحدث بالقرآن في عصور العزة الإسلامية...
قالت إحداهن وهي من فريق "أحد" لخصيمتها من فريق "بدر" مازحة أنها تطلبها رهينة لما رأتها تبلي البلاء الحسن وترفع من مقام فريقها، فلما أنهيتا المسابقة توجهت نحوها مازحة تمسك بتلابيبها أنها لن تتركها تفلت من يديها، فردت عليها الأخرى : أسلمت وجهي لله، فردت المتوعدة : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ! émoticône smile وقالت إحداهن من فريق بدر متمسكنة مازحة : نحن أقل عددا من الفريق الخصم، فقلت لها : ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ...
ومن هذا كان كثير... فكان جو القرآن طاغيا بروح المنافسة الشريفة التي سادتها الممازحات بين أخوات الفريقين وكأنهن الخصمات حقا... ياااااه ما أروع الوقوف عند "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" ... وكل واحدة منهن تذكر شيئا من فعله هذا صلى الله عليه وسلم مدرجة كل فعل منه تحت واحد من الأقسام الثلاثة تلاوة آيات أو تزكية نفوس أو تعليم الكتاب والحكمة... كانت ولا أروع... !!! كانت الآية الجامعة الشاملة التي عرضنا من خلالها جل محاور السورة....
.....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:29:39
04/03/2015
---------------------
إن سألتم النصح في كتاب للقراءة، فلتقرؤوا القرآن فإنكم لم تقرؤوه من قبل ! ثم إن أردتم النصح في كتاب آخر لم تقرؤوه من قبل، فاقرؤوا القرآن فإنكم لم تقرؤوه من قبل !وإن أردتم النصح في كتاب لم تقرؤوه فاقرؤوا القرآن ....
أجل إننا لم نقرأه من قبل، إننا قد شببنا على أنه الكتاب المقدس المطهر الذي يجلب الحسنات لمن يرتّل حروفه، ولم نشبّ على أنه كتاب للحياة، ولا على أنه مشكاة على الدرب الذي يسلكه الإنسان ولا على أنه الدليل والمرشد ....
وما قرأناه ما لم نرَ الولادة في كل مرة نقرأه فيها، ولادة المعاني الجديدة، والآفاق الرحبة، والأنوار الهادية... أجل في كل مرة، تلك هي معجزته، فهو الولود الذي لا تنقطع معجزاته، ولا ينقطع فعلها إلا إذا توقفنا عند حروفه نقضي مع القلقلة ما نقضي لنفي أحكامها حقها، ونقضي مع المدود ما نقضي لنفيها حقها.... وكل ذلك يجب أن يكون، ولا ندعو لإلغائه، ولكن هل يجب أن يُذهبنا عن الغاية من قراءته؟ هل يجب أن يذهب بأوقاتنا عن تدبّره وتفحّص مراميه ؟ هل يجب أن يبقى المنصوح به الأول إذا ما أردنا بأحدهم خيرا ؟ !
فلنقرأ القرآن، فإننا لم نقرأه من قبل، ولنقرأه في كل مرة قراءة جديدة، فهو الذي لا ينضب معينه، ولا ينقطع سرّه...
قلّب وجوه القراءة... فإنك إن أتيته تتأمل الآيات وارتباطها عرفت شيئا، وإن أقبلت عليه تطلب المواضيع وارتباطها عرفت شيئا آخر، وإن أقبلت عليه تقابل بين المجمل والمفصّل عرفت شيئا آخر، وإن قصدته تريد موقع الكلمة التي لا تُستعاض بغيرها عرفت سرا آخر....
وإن أقبلت عليه بروح السائل الذي يبحث عن الحقيقة عرفت الحقيقة تطلّ بشعاعها المضيئ شمسا على حياتك، وإن أقبلت عليه تريد أن تربط آخر السورة بأولها اكتشفت جمالا، وعرفت تناسقا بديعا، وإن أقبلت تريد معرفة علاقة السورة بالسورة رأيت العجب في علاقة لا تنبتّ أواصرها....
وإن أنت عدت لآيات ظننت نفسك قد سبرت غورها، وأعدت التأمل من جديد، لاحت لك علامات مضيئة جديدة، تكاد تصرخ بك إنني هنا، ولقد كنتُ هنا، ولكنك لم تكن من قبلُ تراني ...
وإن أنت جلست معه جلسة المتأنّي الذي لا يقرأ لينهي عددا من الصفحات يجمعها لعدد قبله ، أغدق عليك من كنوزه، ولامس شغاف قلبك، وعرفتَ أنه الذي لا يستحق مرور المسارعين...
وإنه وإنه وإنه وإنه الكثير الكثير الذي لا يُحصر... فلا تبقَ محصورا في حدود الحروف، فإنك إن بقيت، لم تجنِِ من خيراته شيئا، ولم تنعقد بينك وبينه المودة اللازمة، ولم تعرف لحقيقة معجزته الدائمة فعلها الدائم ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:30:13
07/03/2015
---------------
(https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/10406997_909371312436496_6762931033107759421_n.jpg?oh=c2ea3b5aa0e31152934ed7649ee3a705&oe=5636FA2D&__gda__=1449957796_1da60799b138c95cee7777353d623782)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:30:57
07/03/2015
-----------------
حبة من سلسلة الجهاد والشهادة اللؤلئية... سلسلة ممتدةأصلها ثابت وفرعها في السماء...


(https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/11026011_10153703231038561_721085972603425555_n.jpg?oh=b6513d3f3b47c54d4f6d88c88d58c1ea&oe=567A0E34&__gda__=1450845028_a6334c34046b996eb737fe2c4f7ced95)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:31:41
08/03/2015
------------------
إذا حدثتك نفسك يوما بالتحول على من عرفت وأحببت وعاشرت، فالتفت إليها التفاتة العارف باستزلال الشيطان لها وقل لها: ياااه هل نسيت عشرته وأيامه وكل حسناته؟! لا لن أترك لك الفرصة لتكوني الناكرة، وتذكر: "ولا تنسو الفضل بينكم".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:32:09
15/03/2015
---------------------
(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/t31.0-8/10928947_914394628600831_2021423039866536439_o.jpg)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:33:05
28/03/2015
---------------------
هذا لمن يتوجه لله داعيا وهو موقن بقدرته سبحانه.
****************
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:

سنة 1957 مرضتُ مَرْضَةً طويلة لخيانةٍ من طبيب شاب شيوعي

وضع لي جرثومة يسمونها «العُصَيّات الزرقاء» قليلة نادرة في بلادنا،

وكانت شكواي من حصاة في الكلية أُقَاسي من نوباتها التي لا يعرف مداها إلا من قاساها..
فانضمّتْ إليها أمراض أخرى لم يكن لي عهدٌ بها.

وقضيت في المستشفى، مستشفى الصحة المركزي الكبير في دمشق ثم في مستشفى كلية الطب، بضعة عشر شهراً
أقيم فيه ثم أخرج منه ثم أعود إليه..

وكانوا كل يوم يفحصون البول مرتين وينظرون ما فيه.
فلما طال بي الأمر وضاق مني الصدر توجّهت إلى الله
فسألته إحدى الراحتين: الشفاء إن كان الشفاء خيراً لي
أو الموت إن كان في الموت خير لي.
وكان يدعو لي كثير ممّن يُحِبُّني، وإن كنت لا أستحق هذا الحب من الأقرباء ومن الأصدقاء.

فلما توجهتُ ذلك اليوم إلى الله مُخْلِصَاً له نيتي واثقاً بقدرته على شفائي، سكن الألم وتباعدت النوبات..
وفحصوا البول كما كانوا يفحصونه كل يوم فإذا به قد صفا وزال أكثر ما كان فيه.
وعَجِبَ الأطباء ودُهشوا واجتمعوا يبحثون..
فقلت لهم: لا تُتْعِبُوا أنفسكم، فهذا شيء جاء من وراء طِبِّكم.
إن الله الذي أمرنا أن نطلب الشفاء من الطب ومن الدواء قادر على أن يشفي بلا طب ولا دواء.

من كتاب (نور وهداية)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:33:47
31/03/2015
------------------
(https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtp1/t31.0-8/p720x720/11110588_923474454359515_7654729083737593809_o.jpg)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:34:19
06/04/2015
----------------
نعم... الأطفال أيضا يستطيعون تدبر القرآن، يستطيعون قراءته بطريقة أعمق... نعم هم أيضا يستطيعون استنتاج الرابط بين آية وآية وبين قطاع من الآيات وآخر... نعم هم أيضا يستطيعون إعطاءك المعنى العام للسورة واستنتاج موضوعها ...نعم هم أيضا يستشعرون حلاوته، ويسبحون مع معانيه، ويبلغ تأثرهم بها مداه حتى تجد الواحد منهم من فرط تخيله مقام الجنة من وصف الآيات يصرخ: يا رب يااا رب.... بل إنه لمن الضروري الاهتمام بتعليمهم التدبر ليشبوا على العيش بالقرآن لا على ترديد حروفه وحدها مجردة عن روحه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:37:50
16/04/2015
-------------
لا تغالوا في الكرامة حتى تنقلب تكبرا، ولا تسموا التكبر كرامة...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:38:39
المرأة في المسيحية
عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ !
وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟
وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟
وأخيراً قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب . وعند ولادة المرأة تقول الكنيسة دعهن يتألمن وهيا نساعد الرب في الانتقام منهن.

وأصدر البرلمان الإنجليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد)؛ لأنَّها تعتبر نجسة.

وفي انجلترا صدر أمر ملكي من هنري الثامن يحظر على المرأة قراءة الكتاب المقدس ، ولم يكن للمرأة حتى عام 1882 الحق في التملك.
كما أن شخصية المرأة في انجلترا محجوبة بشخصية زوجها ولم يرفع عنها هذا الحجر إلا بحلول عام 1870، ثم صدر قانون عام 1883 باسم ملكية المتزوجة وبمقتضاه رفع عنها هذا الحجر.

وفي ايطاليا اخرج قانون صدر عام 1919 المرأة من عدد المحجور عليهم.
وفي ألمانيا وسويسرا عدلت القوانين الصادرة في أوائل القرن العشرين من قواعد الحجر على المرأة ، وأصبح للزوجة مثل ما لزوجها من حقوق .

وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم ما عدا أم المسيح ، وتساءلوا هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ .
وعلى أنقاض الحضارة المسيحية جاءت الحضارة المادية على عكسها تماماً حيث إنَّ المسيحية اعتبرت الرهبانية العزوبة والكبت رمزاً لسمو الإنسان؛ ولهذا جاءت حالة التحلل, والخلاعة, والمشاعية الجنسية ردة فعل على ما أقدمت عليه الكنيسة، فأعيدت المرأة إلى حياة الغاب, وأصبحت سلعة ودعاية تجارية تلصق صورتها المبتذلة على البضائع, ليكون رمزاً للدعاية التجارية.

(المهم هنا أن نقرر جموح النظرة إلى المرأة بعد انقلاب أوروبا من نير الكنيسة, وتصورات الكنسية, وشرورها - إبان هذا - عن الله، ومنهجه في الحياة, والفصل بين اللذة الجنسية في علاقات الجنسين, وأهدافهما الإنسانية، ثم أهدافهما الحيوانية)..

وبذلك أطلقوا العنان بما يسمى بتحرير المرأة؛ لتحطم كل القيم الأخلاقية والفطرية، وتفكك عرى الروابط العائلية (وتحررت المرأة... وتحرر الناس من قيود الدين، والأخلاق، والتقاليد، وأصبحت الإباحية ديانة معترفاً بها, تيسرها الدولة، وتقوم بها, وترخص بمزاولتها في كل مكان... وتجند- تحت سمعها وبصرها - جميع القوى للدعوة إليها, كتباً، وبحوثاً, وقصصاً, وصحافةً، وإذاعةً, وسينما, وتليفزيون.
يقول "ول ديورانت" في كتابه "مباهج الفلسفة": إنَّنا نواجه مرة أخرى تلك المشكلة التي أقلقت بال سقراط. نعني كيف نهتدي إلى أخلاق طبيعية تحل محل الزواجر العلوية التي بطل أثرها في سلوك الناس؟ إننا نبدد تراثنا الاجتماعي بهذا الفساد الماجن...) [ج1/ص6] .

ويقول صاحب كتاب (أمريكا التي رأيت): (قالت لي إحدى فتيات الأمريكيات في معهد المعلمين (جريلي كولورادو) في أثناء مناقشة عن الحياة الاجتماعية في أمريكا: إنَّ مسألة العلاقات الجنسية مسألة بيولوجية بحتة، وأنتم- الشرقيون - تعتقدون هذه المسألة بسيطة بإدخال العنصر الأخلاقي فيها، فالحصان والفرس, والثور والبقرة, والكبش والنعجة, والديك والفرخة... لا يفكر أحد منها في حكاية الأخلاق هذه، وهو يزاول الاتصال الجنسي, ولذلك تمضي حياتها سهلة بسيطة مريحة!!!) ..

ولم يكتفوا بكل هذا التحلل، بل تجاوزوا لما هو أفظع وأشنع، فشرعوا الزواج المثلي على مرأى ومسمع من العالم كلِّه، وأقره البرلمان البريطاني
18/04/2015
--------------------
هذه هي طبيعة التفكير الغربي في العلاقة مع المرأة علاقة حيوانية لا غير، يقول "ول ديورانت": (ولما كان زواجهما ليس زواجاً بالمعنى الصحيح - لأنَّه صلة جنسية لا رباط أبوة - فإنَّه يفسد لفقدانه الأساس الذي يقوم عليه, ومقومات الحياة. يموت هذا الزواج لانفصاله عن الحياة، وعن النوع، وينكمش الزوجان في نفسيهما وحيدين كأنَّهما قطعتان منفصلتان. وتنتهي الغيرية الموجودة في الحب إلى فردية يبعثها ضغط حياة المساخر, وتعود إلى الرجل رغبته الطبيعية في التنويع حين تؤدي الألفة إلى الاستخفاف، فليس عند المرأة جديد تبذله أكثر مما بذلته) [الرجل والمرأة في المجتمع الحديث].

ومع ذلك تراهم يتطاولون على المرأة المسلمة..لا لشيء إلا لأن الإسلام كرمها أيما تكريم..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:39:22
23/04/2015
-----------------
قراءة سورة النساء بعمق وتدبر وتأمل، تجعلك تنظر لحالات الناس بتقبل أكبر... تجعلك تحاول اقصاء الهوى لتعدل، تخلصك من الأنانية ومن النظرة المتعالية للضعف البشري، تعلمك ألا تنحاز لجنسك بل للحق، تعلمك أن للرجال طبائعا جعل الله لها حلولا تلائمها، وأن للنساء كذلك طبائعا جعل لها ما يلائمها، تتبدل نظرتك للرجل الذي يتزوج من ثانية فلا تحكم قبل أن تعرف الأسباب، فإذا كانت قوية أنصفته ولم تر في تزوجه الثانية جريمة، بل تراه حلا... تعلمك سورة النساء ألا تنحاز لشخص بعاطفة الشفقة على حساب الحق، إذ ليس كل فقير بريئا ولا كل غني متسلطا مضطهدا، كما تعلمك ألا ترى المريض مظلوما وخصمه السليم ظالما... تعلمك سورة النساء الموازنة، فتجرد العدل للحق لا لصفة الإنسان، فإن كان الإسلام قد أنصف اليهودي على المسلم لما عرف أن الحق معه، فكيف بغير هذا؟ سورة النساء عظيمة عظيمة عظيمة...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:40:10
28/04/2015
-------------------
إن الشعوب التي تنشأ في مهد الاستبداد، والإحساس بالظلم والاضطهاد، تفسد أخلاقها، وتذل نفوسها. وإذا طال عليها أمد الظلم تصير هذه الأخلاق موروثة ومكتسبة، حتى تكون كالغرائز الفطرية. والطبائع الخلقية، وإذا أخرجت صاحبها من بيئتها، ورفعت عن رقبته نيرها، ألفيته ينزع بطبعه إليها ويتفلت منك ليقتحم فيها، وهذا شأن البشر في كل ما يألفونه، ويجرون عليه من خير وشر، وإيمان وكفر.
-المنارلمحمد رشيد رضا-
أفسد ظلم فرعون فطرة بنى إسرائيل في مصر، وطبع عليها بطابع المهانة والذل. وقد أراهم الله- تعالى- من الآيات الدالة على وحدانيته وقدرته وصدق رسوله موسى- عليه السلام- وبين لهم أنه أخرجهم من مصر لينقذهم من الذل إلى الحرية. ولكنهم كانوا مع هذا كله إذا أصابهم ضرر يتطيرون بموسى، ويذكرون مصر ويحنون إليها. وكان الله- تعالى- يعلم أنهم لا تطاوعهم أنفسهم المهينة على دخول أرض الجبارين، وأن وعده- تعالى- لأجدادهم إنما يتم على وفق سنته في طبيعة الاجتماع البشرى، إذا هلك ذلك الجيل الذي نشأ في الوثنية والعبودية. ونشأ بعده جيل جديد في حرية البداوة، وعدل الشريعة، ونور الآيات الإلهية، وما كان الله ليهلك قوما بذنوبهم، حتى يبين لهم حجته عليهم، ليعلموا أنه لم يظلمهم إنما يظلمون أنفسهم. وعلى هذه السّنة العادلة أمر الله- تعالى- بنى إسرائيل بدخول الأرض المقدسة، فأبوا واستكبروا. فأخذهم الله بذنوبهم وأنشأ من بعدهم قوما آخرين. فعلينا أن نعتبر بهذه الأمثال التي ضربها الله لنا، وأن نعلم أن إصلاح الأمم من بعد فسادها بالظلم والاستبداد إنما يكون بإنشاء جيل جديد جمع بين حرية البداوة واستقلالها وعزتها، وبين معرفة الشريعة والفضائل والعمل بها.
-الوسيط للطنطاوي-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:45:55
30/04/2015
----------------
من الأسئلة التي لا طائل منها إلا أن يرى الواحد منا نفسه خيرا من سلف لن يتكرر في الزمان مثله:
السؤال عما شجر بين السلف الصالح، وقد سئل عمر بن عبد العزيز عن قتال أهل صفين فقال: تلك دماء كف الله عنها يدي، فلا أحب أن ألطخ بها لساني.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:46:17
04/05/2015
--------------------
عجبا ثم عجبا ثم عجبا...!! إنك إذا حاولت تقسيم سورة الأنعام إلى أقسام متصلة وجدت نفسك تنساق من أولها إلى آخرها قسما واحدا !!! وجدتني معها على هذه الحال ثم تذكرت بعد مرات أنها التي نزلت جملة واحدة ... نعم إن آياتها لا يليق معها التنجيم... إنها الواحدة كلها .... سبحانك ربي ما أعظم قرآنك !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:46:38
05/05/2014
-------------
موقفان من شخصين، أحدهما على درجة من العلم والثقافة والآخر بسيط كل البساطة، بل إنه أمي من الأميين... فأما المثقف فلم يكن له ذوق في التعامل مع من أسدى له خدمة، وكأنه لم يفعل معه شيئا، أو كأنما الذي فعله واجب من الواجبات نحو سيادته الموقرة لا يستلزم شكرا ولا عرفانا، وأما بسيطنا فلقد أعلى من شأن من مد له يد عون في ساعة عسرة، ورآها آية من آيات الأخوة الوافية والمودة الصافية، وكان منه الشكر والعرفان باللسان، وملفوف هدية برائحة ورد زكية، ولما قيل له أنه الواجب الأخوي قال: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان... فأيهما أرقى؟ وأرشد سلوكا وأوعى، مثقفنا أم بسيطنا ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:47:18
09/05/2015
--------------------

جميلة جدا  emo (30):

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xat1/v/t1.0-9/11223920_815136291896743_5240708945042562380_n.jpg?oh=286ce1056d9d33f6e0591036c017217a&oe=56356F24)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:47:36
09/05/2015
---------------
عندما تعدل مع المرأة وتعطيها حقها ولا تبخسها إياه، زوجا كنت أو أبا أو ابنا أو أخا، ستكون عادلا مع الجميع، ستكون نواة المجتمع العادل الذي يخرج منه الحاكم العادل، وعندما تعرفين أيتها المرأة أن أول واجباتك أن تكوني عفيفة، فتكونين، سيقوم على صلاحك مجتمع صالح .... هكذا علمتني سورة النساء...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:47:57
11/05/2015
-----------------
هل جربت قراءة صفحتين أو ثلاث أو أربع صفحات من سورة من الطوال أو من المئين، ثم عدت من فور إنهائك قراءتها فقرأتها من جديد، ثم عدت من فورك فقرأتها مرة أخرى؟
في كل مرة اقرأ بتدبر وتمعن وتركيز وحضور قلب وفكر، وفي كل مرة اجمع ما تستطيع جمعه من الملاحظات والروابط، ودقق لعل معنى معينا يظلل تلك الصفحات ويكون لها عنوانا كبيرا، ثم عد واقرأ مرة أخرى واقسم الآيات إلى أقسام ولكل قسم ضع عنوانا يجمع بين تلك الآيات، إذ يكون موضوعها الفرعي، ثم اجمع عناوينك التي وضعت من جمعك لباقات الآيات...
ثم فكر ثم انظر، ثم فكر ثم قدر، ستجد أن الصفحات كلها تحتمل عنوانا واحدا أكبر تندرج تحته تلك العناوين الفرعية من جنى الآيات...
ثم امض مع باقي الصفحات وانظر ما يجمع الآيات لأخواتها فلا تملك فصل بعضها عن بعض، ثم كرر مع هذه الصفحات ما فعلت مع الصفحات السابقة، ثم انظر لعنوانك الجديد تجده متصلا بالذي سبق، ولكنه الكل يتفرع لأجزاء، والأجزاء تجتمع تحت الكل، لتجد أن السورة كلها لحمة واحدة، موضوع واحد ولكنه يعالج المتفرعات.... أتدري؟ ليس أروع ولا أجمل من هذه الرحلة التي تجعلك تلمس وحدة السورة!! بل إنك لو استمريت للمست وحدة القرآن كله..... جرب، ستشعر كم أنت بعيد عن قراءة القرآن... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:48:18
13/05/2015
--------------
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 162
من قبل أن تبلغها في الأنعام تجد معناها في عرض آيات متتاليات سابقة لها...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:48:58
16/05/2015
----------------
ماذا تعدون لأنفسكم يا قضاة مصر السيسي ؟!!!

******************
عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار .-دكتور راتب النابلسي-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:49:18
26/05/2015
-----------------
أيها الأب ...ما معنى أن تكون مثقفا، ولعا بقراءة الجديد المستجد في العالم، محللا للأحداث السياسية، رافعا صوتك ساعة النقاشات الحساسة المحتدمة، سباقا لمعرفة دور كل وزارة وسيرة كل وزير ولكنك لا تعطي في بيتك شيئا من التربية يذكر !!! ولكنك ساعة الحاجة لتدخل تربوي لأولادك تجتمع عليك كل أنات الجسم وكل أوجاع الرأس، وكل صرعات الدوخات، فتستجدي ساعة نوم لتخلد للراحة وما أنت إلا ذلك الهراب الفار من المسؤولية... كثير الكلام والتشدق به، قليل الفعل في أعز ما تملك وفي محط سؤالك يوم القيامة... ولو أنك كنت مربيا لأولادك، متتبعا لأقوالهم وأفعالهم، زاجرهم عن سوء يأتونه، محفزهم على خير يقدمون عليه، حريصا على أن يشبوا نافعين خيرين، لما أنقص من شأنك جهلك بقضية الشرق الأوسط ولا ضرك جهلك بقضية الاتخابات الأمريكية ...فكن أيها الأب أبا مربيا قبل أن تكون رجلا يجادل في حمامات السياسة !
وإن الإصلاح ليبدأ من مكان قريييييب قريب يحسبه المجادلون بعيدا...
إن إصلاح السياسة يبدأ من كرسيك أيها الأب حيث تجلس ببيتك، ومن المطبخ الذي تعدين فيه عشاء شهيا لأولادك أيتها الأم... ويتحسر المجادلون! إذ يحسبون الحل في أقاصي الزمان الذي لم يأت، و"آه متى تراه يأتي ؟!!!" وهو تحت أقدامهم قريب... ولكنهم يدوسونه ويمضون مجادلين !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:49:39
30/05/2015
--------------
الفيسبوك غدا أرضا خصبة لأصحاب الدجل والكذب والخرافة، فأصبحت تعترضك صفحات كل مواضيعها تبدأ بتلك العبارات الإشهارية الممجوجة :"صدق أو لا تصدق..." أو "لن تصدق من يكون فلان الذي فعل كذا..." وغيرها من عبارات الغرض منها إشهار غالبا ما تكون محتوياته دجلا وخرافة ولعبا بالعقول وكذبا على الناس، كما قد توظف فيه العاطفة الدينية لزيادة الجلب وداعي التصديق... سئمت كثرة هذه الصفحات التي تعترض تصفحك لما اخترت من صفحات، ضمن سياسة الفيسبوك الإشهارية التي تسمح لصفحات بعرض نفسها عليك رغما عنك...عالم من الكذب المنمق بالعبارات الرنانة... فلا تصدقوهم يرحمكم الله.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:50:01
30/05/2015
--------------------
إنك إذا قرأت سورة النساء وأنت تلمس ترابط آياتها لا تكاد تتذكر أنك انتقلت من الحديث عن النساء واليتامى إلى الحديث عن أحكام القتال !!
بل إنك لتراها تلك اللحمة الواحدة، بل إنك لترى ضرورة أن تصير إلى ما يصير إليه موضوع الآيات بعد عدد من الصفحات ولا ترى انقطاعا أو انفصالا أو افتراقا واختلافا... لن تشعر بانفصال المعاني كما كنت تشعر في قراءاتك السابقة لها....
نعم هي سورة النساء لا بد أن يكون فيها الحديث عن الجهاد في سبيل الله وعن المنافقين وعن دورهم في تثبيط المؤمنين !! بل ونعم في سورة النساء بالذات يجب أن تعرف عن مقومات الحكم الإسلامي وعن صفات الحاكم المسلم... نعم في سورة النساء بالذات...!!!
في سورة النساء بالذات تستشعر الضعف البشري ورحمة الله بالضعف البشري، وإرادته سبحانه التخفيف على البشر... فيها بالذات...
نعم في سورة النساء بالذات تعرف ما يصنع الترابط المجتمعي، وتعرف ما يصنع الحاكم العادل...! في سورة النساء وانطلاقا من النساء وبدءا منهن يشاع العدل في أرجاء الأمة ...
دقق .... تأمل... تدبر، ستجدها تعلم الرجل كيف يعطي حق المرأة، ثم ستجدها تتوجه لها لتوفي زوجها حقه، ثم ستتوجه له من جديد ليوقرها ويعرف قدرها، ثم ستتوجه لها لتعرفها عظيم حاجة المجتمع والأمة لعفتها، ثم سيتعلم الرجل في مدرسة "النساء" دستورا كاملا لمعاملة المرأة وللحفاظ على كيان الأسرة بقوامة مستحقة من بعد ما أقر كل جنس بخصوصياته، والتزم كل جنس بدوره الذي خلق له ولم ير في التعدي إلى تمني خصوصيات الجنس الآخر حرية... ثم سينتقل الحديث إلى المجتمع من خلال صلة أفراده بالله، يستمدون منها ما يشيعون من خير في مجتمعهم، يستمدون من العدل الإلهي الذي لا يظلم مثقال ذرة العدل على الأرض... ثم سينتقل يك الحديث إلى الحاكم المسلم، والحكم الإسلامي العادل.... لتجد نفسك أمام فريضة الجهاد، وأحكام القتال...
تلك شذرات من خيرات سورة النساء العظيمة...فهلا جربت قراءتها قراءة اللحمة الواحدة ؟ !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:50:47
01/06/2015
----------------

إفتتاح أول بنك إسلامي حكومي غير ربوي في تركيا
والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفتح أول حساب في البنك بإسمه.

يحدث هذا في دولة علمانية فماذا عنا نحن في دولة دستورها ينص على أن دين الدولـة الإسلام ؟
(https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtf1/v/t1.0-9/11147160_915581558519619_2077531919648267669_n.jpg?oh=884ea83ba8c3ac01c9d221b8e59816d0&oe=5678663D&__gda__=1451455590_a4395c5ba7cccb29380cae575b1cc8fd)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:51:12
01/06/2015
-----------------
عرفنا استئصال الله تعالى لأمم كذبت رسلها وإنزاله العذاب الماحق بهم، فهل تساءلت لماذا لم يستأصل الله بني إسرائيل؟ لماذا أبقى ذريتهم، وبقيت عبر الأزمنة طبائعهم الخسيسة... لم لم يستأصلوا؟ إن لي جوابا برق لي في سماء سورة من سور قرآننا، ولكن أريد أن أسمع منكم أولا فضلا لا أمرا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 10:51:45
01/06/2015
----------------

لماذا لم يقطع الله دابر بني إسرائيل بعذاب ماحق كما فعل مع أمم كفرت وكذبت رسلها قبلهم؟
كان سؤالا سُئِلتُــه ذات مرة، إلى أن قرأت "الأعراف" قراءة مختلفة، قراءة متواصلة، واصلة أجزاءها بعضها ببعض، فقلت مما عرفت من الأعراف، والله تعالى أعلم :
سورة الأعراف تبتدئ بذكر الجذور الأولى للصراع الدائم بين الحق والباطل، ممثلة في القصّة الممتدّة عبر الزمان، قصة آدم عليه السلام وإبليس عليه لعائن الله امتدادا في بني آدم، وقد جعل الله تعالى سنّة من سننه أن يخلف الناس بعضهم بعضا في الأرض، ولنجعلها بعبارة: "تخلف الأمم بعضها بعضا"
وهكذا امتدّ هذا الصراع، وامتدت هذه القصّة عبر الأزمنة وعلى توالي الأمم...
الله سبحانه وتعالى جعل آدم "خليفة" في الأرض، وجعل بنيه من بعده كذلك "خلفاء"، كما جعلهم أيضا "خلائف"
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ" رَّحِيمٌ(165) -الأنعام-
إذن فالقضية بالنسبة لبني آدم ذات بُعدَيْن :
1- استخلاف (الخليفة) كمهمة ودور كلّفه الله تعالى به ليطبّق أمره سبحانه في الأرض ويعمل وفق منهجه ،
2- الخلافة ما بين الأمم(الخلائف) لتحلّ أمة جديدة مكان أمة خلت ومضت.
وإن في آيات سورة الأعراف تفصيلا لآخر آية من سورة الأنعام(165)، خلافة الأمم بعضها بعضا...سورة الأعراف تفصّل ذلك بعرضها لقصص أمم مرتبة في الزمن(قوم نوح، عاد، ثمود، قوم لوط، قوم شعيب)
وكلها أمم بعثت فيها الرسل، فكانوا "المرسَل إليهم"، مقابل "المرسَلين"، والأعراف قد افتتحت آياتها بالحديث عن سؤال الله تعالى يوم القيامة للمرسَل إليهم وللمرسَلين... هؤلاء المرسًلون الذين بعثهم الله تعالى على تعاقب الأمم ليذكّروا بني آدم بعداوة الشيطان لهم، عدوّ أبيهم الأول، لينذروهم عذاب الله في حال الكفر واتباع خطوات الشيطان، وليبشروهم في حال الإيمان واتباع الرسل.
سورة الأعراف لغتها عامة، لا تُعنى بقوم دون قوم، بل تُعني بالبشر جملة، تعنى ببني آدم، وفيها وحدها أربعة نداءات "يا بني آدم" من جملة خمسة في القرآن كله.
"يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(35)"-الأعراف-
وهكذا تتبين من بدايات السورة، أنّ الله تعالى الذي مكّن للبشر في الأرض، وجعل لهم فيها معايش، أمرهم أن يتبعوا الرسل، ويعرضوا عن طريق الشيطان الذي توعّد بإغواء البشر : "قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17)"-الأعراف-
ثم وكعادة القرآن في زيادة البيان والتوضيح والتربية والتعليم تعرض لنا السورة –كما ذكرنا- قصص أقوام باحترام الترتيب الزمني الذي توالت فيه هذه الأقوام التي أرسل فيها المرسلون، لنرى اشتراكها جميعا في العذاب الماحق الذي أنزله بهم رب العزة، وتنجية الرسول والقلّة المؤمنة معه.
ونلاحظ إجمال قصص هذه الأقوام مع أنبيائها، بينما تأتي قصة أخيرة مفصّلة على غير نسق القصص الأولى المختصرة، تلك قصة موسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل، التي تستغرق قطاعا واسعا من السورة. وبين قصص الأنبياء الخمسة المذكورين، وقصة سيدنا موسى عليهم جميعا الصلاة والسلام قطاع من الآيات، هو المَعْبر بين تلكم القصص مجتمعة وهذه الأخيرة، (من 94 إلى 102) .
وهي الآيات التي بيّن فيها الله تعالى سنّته في كل الأمم على السواء، وذلك في أخذه سبحانه أهل القرى بالشدة لعلهم يتضرعون وينكسرون، ويلجؤون لله، ثم أخذهم بالنعماء لعلهم يشكرون، وإن لم يكن منهم رجوع إليه كان أخذه بغتة وهم لا يشعرون، "أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ(100)"
ومن هذه الآيات تأتي النقلة إلى بني إسرائيل، فنعرف أنّ:
1- الله تعالى يهلك عدو بني إسرائيل ويورثهم الأرض من بعدهم ليرى ما يعملون.
2- فور نجاتهم من بعد فرق البحر وعبورهم إلى الصحراء يتبين تمرّدهم في طلبهم من موسى أن يصنع لهم إلها كما رأوا آلهة القوم العاكفين على أصنامهم.
3- عبادتهم العجل من بعد ذهاب موسى عليه السلام لميقات ربه.
4- إرادتهم قتل هارون عليه السلام وقد استخلفه موسى عليهم
5- مقابلتهم لنعم الله العظيمة عليهم بالكفر والتعنّت والعتوّ عن أمر الله.
6- نقضهم للميثاق وقد نتق الله عليهم الجبل أن يأخذوا الكتاب بقوة.
فأما بنو إسرائيل فقد عرفنا أن الله تعالى أنزل بالظالمين منهم عذابات، منها عذاب الصاعقة مثلا، ومنها عذاب مسخ الظالمين قردة وخنازير، ومنها ضرب التّيه عليهم...
ولكن لم نعرف عذابا من الله أهلكهم، وأبادهم وهم قد كانوا أشد كفرا وعتوّا من الأقوام التي أهلكت وأبيدت...
فلمَ لم ينزل بهم الله تعالى عذابا ماحقا ساحقا، يقطع دابرهم ؟
لنتدبر هذه الآيات الخاتمة لقصة موسى مع قومه:
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(167) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(168) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(169)"-الأعراف-
1- وعد الله أن يبعث عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، أي أن الله تعالى يعذبهم بأيدي الأمم من حولهم، جيلا بعد جيل، وفي تاريخ بني إسرائيل البعيد والقريب نعرف ما ألحقته بهم الأمم، من طرد وتشريد وتعذيب وتقتيل، بدءا من بختنصر وما ألحقه بهم من تشريد وتقتيل، وإخلاء بيت المقدس منهم، وما لحقهم على يد الرومان، ثم ما لحقهم في التاريخ الحديث من مختلف الدول التي طردتهم وهجّرتهم من فرط كره الشعوب لسوء أخلاقهم، وفساد معاملاتهم، وخياناتهم، تلك الشعوب التي لم تعرف من اليهود عبر الأزمنة إلا استحلالهم لأكل مال الغير بالربا والتحايل، إضافة إلى قرارات الحكومات بطردهم لما يلحقونه بالدول التي يعيشون فيها من ضوائق اقتصادية وتخريب لمصادر المال والأعمال ...فعُرف مثل ذلك من بريطانيا، ومن إيطاليا، ومن فرنسا، ومن ألمانيا، كلها دول أصدرت قرارات بطرد اليهود، وبتقتيلهم جزاء وفاقا لما ألحقوه بهم من تخريب وإفساد.
2- خلف من بعدهم خلْف(بفتح الخاء وسكون اللام) وهو الخلف الطالح الفاسد، شغلهم الشاغل عرض الحياة الدنيا، لا يرعون للدين ولا للأخلاق ولا للأمم من حولهم إلا ولا ذمة، لا يهمهم إلا مصالحهم المالية وما يجنون من وراء سلب الناس أشياءهم، وتحليل أكل خيرات الناس على وجه الأرض بدعوى أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، فهم المخربون المفسدون في الأرض، وعلى هذا نلاحظ تبيين الله تعالى لتقطيعهم أمما، وتشتيتهم في الأرض، وما حالهم اليوم من قوة ظاهرة إلا بحبل من الناس، باستغلالهم خيرات البلاد والعباد، ولقد أطلقت أمريكا مدللة إسرائيل عبر السياسيين المخلصين فيها صيحات الإنذار من خطر اليهود على أرضهم. فليست قوتهم الظاهرة هذه إلا كمثل تلك الانتفاشة التي ما تفتأ أن تذهب إذا ما انتبه مَن يخدمهم إلى خطرهم الماحق، فهم ليسوا كيانا قويا من ذاته، بل من تزلّفه للظالمين أمثاله في العالم، وخلط الأوراق بعضها ببعض، وضربهم حلفاءهم بأعدائهم، وأعداءهم بحلفائهم...
3- تشير سورة الأعراف التي تعجّ بالعذابات التي ألحقها الله بالأقوام الكافرة إشارة واضحة إلى الرحمة التي يخصّ بها الله المؤمنين من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157)".
وأن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباع الهدى الذي لا هدى بعده : " فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" في إشارة إلى تمام الهدى الذي عليه أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما انه سبحانه بيّن هداهم بقوله في الأعراف أيضا:"وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ(181)"
فهم أهل الحق الذين يهدون به وبه يعدلون، وهم الذين جعلهم الله الأمة المستخلفة بالهدى وبالعدل وبالحق في الأرض من بعد الأمم الكافرة...
وفي كل هذا إشارة إلى بقاء بني إسرائيل ليذوقوا على أيدي الهداة المهديين العادلين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الهوان والتقطيع والعذاب، وأنهم هم أيضا من سيسومهم سوء العذاب وقد أقرّه الله لهم وكتبه عليهم إلى يوم القيامة بما قدموا.
إذن فهم الذين تركهم الله تعالى ليبعث لهم من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة، وهم الذين كان تعذيب الله لهم مستمرا عبر الأجيال بلعنة سوء أخلاقهم وفساد جبلّتهم، ولم يكن عذابا ماحقا قطع دابرهم، فإن ذلك لأهون من استمرار غضب الله تعالى عبر الأزمنة والأجيال إلى يوم القيامة، وهم الذين تركوا ليسومهم سوء العذاب الهادون المهديّون من أمة محمد صلى الله عليه سلم الذين يهدون بالحق وبه يعدلون في إشارة إلى صفة الأمة التي ستحقق أمر الله في الأرض وتقهر الشيطان فيها. في هذه السورة التي بدأت بوسوسة الشيطان لآدم، وانتهت بموقف المؤمنين من وسوساته، المؤمنين المستخلفين في الأرض:
"إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ(201)"
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:12:56
02/06/2015
-------------------
السيسى واخد معاه يسرا والهام شاهين المانيا
وأردوغان الاخوانى يفتتح مركز لتطوير وإختبار أنظمة الفضاء التابع لشركة "توساش التركية" للصناعات الجوية والفضائية
خلينا فى الكفتة

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/11209436_845040182241664_5587539170880014611_n.jpg?oh=4b8d58b1cdd57eb95b726330f28b1f6e&oe=563DA97A)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:13:37
03/06/2015
----------------

{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} [الأنفال : 25]
صعبة جدا.... هو عذاب يصيب الخاصة والعامة إذا ما كثر الخبث أو ترك الظلم ولم يجابه !!!
روى الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي وهم أعز وأكثر ممن يعملون، ثم لم يغيروه، إلا عمهم الله بعقاب» .
قال الإمام القرطبي: قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب.ففي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له:
يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث» .وفي صحيح الترمذي: «إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه، أو شك أن يعمهم الله بعقاب من عنده»
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:14:37
04/06/2015
----------------------
الآن فهمت لماذا كان عمر رضي الله عنه يخاف على الأمة كلما غنموا غنما، أو جاء بيت المال فيء أو قسم من خيرات البلاد التي فتحت في عهده،وقد تفتحت عليهم خيرات الأرض...حتى جعل يبكي عندما وصل المدينة من خيرات بلاد فارس...
الآن فهمت مدى خوفه من العيش الرغيد و حراسته ولاة بلاد الإسلام وتتبعه لأحوال معيشتهم، وغضبه من الفاتحين إذا استقبلوه بلباس خاصة وهيلمان خاص...إنه عمر... عمر الذي فهم القرآن، بل تربى بالقرآن وبتوجيهاته... لا شك أن عمر وهو يقرأ سورة الأنفال فهم أن التساهل مع الأمر الذي يبدو صغيرا يؤدي إلى الأكبر فالأكبر فالأكبر... لذلك لم يكن يستسهل التسويغ ... بل ظل عمر وثبت على عمريته،... عرف من سورة الأنفال أن الله تعالى حذر المؤمنين من التمادي ... وأن الاختلاف في غنائم غزوة بدر كان يستدعي كل تلك التربيات الربانية في سورة الأنفال، وكل ذلك التأكيد على دوام الطاعة الكلية لله وللرسول، والاستجابة لله وللرسول، وعدم خيانة الله والرسول، والتخويف من التنازع، والدعوة لإصلاح ذات البين، وأن من صفات المؤمنين إيمانا حقا الإنفاق حتى لا يقع المؤمن عبدا للمال... ! نعم هو نزاع بسيط بعد نصر مؤزر من الله... ولكن لو ترك دون توجيه وتخويف وتنويه بما هو أولى وأدعى للتسابق عليه لهلكت الأمة ولذهبت ريحها ودولتها...
نعم إن الأمة التي تبحث عن تمكين وقوة وبقاء ودوام هي التي لا تستسهل أمر الشهوة الصغيرة، والنزاع البسيط، والاختلاف الطفيف... نعم لا أشك أن ابن الخطاب قد تربى من "الأنفال" فكان الخليفة العظيم الذي عرفت الدولة الاسلامية في عهده فتوحات وتفتح خيرات عظيمة، وعرف حق المعرفة كيف يسوس الناس في أعوام رخاء ونعماء، عرف كيف يدفع المؤمنين للشكر والذكر لا للبطر والغفلة ، عرف كيف يجعلهم ذاكرين أن الأمر كله بيد الله وأنه كما نصرهم وهم مؤمنون يخذلهم وهم لاهون دنيويون ماديون.... لقد قرأ عمر الأنفال، لقد تشربها... لقد كانت دما يسري في عروقه....أمد به شرايين الأرض في عهده الفريد...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:16:27
05/06/2015
--------------------
نعم هكذا هي ثمار العاملين، انظروا كيف تغير الحال... لقد غيرهذا الرجل الكثير. أيده الله وربى على يديه جيلا من رجال لا يخشون في الحق لومة لائم...
--------------------------------------


‏أردوغان : بناتي المحجبات تعرضن للتمييز ولم يستطعن متابعة الدراسة في تركيا، كنا غرباء في وطننا وبلدنا .

قاومنا الوصايا العسكرية، كافحنا الذين يريدون أن يحبطوا إرادة الشعب، حاولنا إنقاد تركيا من الدستور القديم وما فرضه من ضغوط على الشعب، في تركيا القديمة كان التمييز العنصري حاضرا بقوة، كانوا يميزون بين من يلتحي ويتحجب ويقوم بإحياء الشعائر الدينية، كنا في ذلك الوقت ضعفاء ونشاهد هذا الظلم من بعيد، كنا غرباء في وطننا وبلدنا، اللواتي كنا يرتدين الحجاب كنا يُمنعن من حق الدراسة في الثانويات والجامعات، وأنا شخصيا بناتي المحجبات تعرضن لهذا التمييز ولم يستطعن متابعة الدراسة في تركيا، أيضا مدارس الأئمة والخطباء كانت هناك محاولات عدة لإغلاقها، تلك الفترة كانت سوداء في تاريخ تركيا، نحمد الله عز وجل على أننا تخلصنا من هذه الأفكار السامة

مقتطف من كلمة أردوغان يوم 30-05-2015 في الاحتفالية المقامة في اسطنبول لإحياء الذكرى السنوية ال 562 لفتح القسطنطينية.

https://youtu.be/aEj7iULw-4Q
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:17:26
08/06/2015
---------------------
اللهم صيبا نافعا.. اللهم صيبا نافعا... اللهم اجعلها بشائر خير لخير يصيب الأمة .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:17:50
09/06/2015
-------------------
لا أدري لماذا نركز على المظهر في التدين، ونغفل عن الحياة بروح الدين، فتجد من يحرص على صيام نافلة أو صلاة نافلة ولا يحرص إن نزل ضيفا على أحدهم أن يكون خفيف الظل ؟! وتجد من لا تتخلف عن حضور صلاة الجمعة بالمسجد وهي لا تستثقل التدخل في شؤون غيرها الخاصة بسؤال بليد أو بتعليق سمج ثقيل...وتجد من تناقش مع غيرها أسباب مآل الأمة وتغفل عن تعد صارخ من ابنها الصغير على كل أشياء البيت الذي حلت على صاحبته ضيفة، ولا تنبس ببنت شفة تضع لتعديه وإفساده حدا وكأنه المصلح الذي لا يفسد ! ...كثير من الذوق المجتمعي والمعاملات الراقية التي تجعل من صاحبها حقيقا بالاحترام والتوقير وخفيفا على الناس غير ثقيل، عارفا لقدره، لا يتعدى خطوطه إلى خطوط غيره، يعرف حدوده ويقف عندها، كثير من كل هذا نظنه ليس من الدين وما هو إلا من روح الدين يستنشق هواءه منه... ديننا جمال وذوق ورقي ورونق وهو براء ممن ضيقه في حدود الشعائر يؤديها منفصلة عن الحياة...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:18:26
15/06/2015
-----------------
(https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfa1/v/t1.0-9/11406853_967120636736982_2870010947867944672_n.jpg?oh=9c3ca3b95bab001e28ac521bd7426b60&oe=56765853&__gda__=1446672997_0c95ebea02f090d033cc50f0abeb097a)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:19:29
16/06/2015
---------------------

بيان المشروع الإسلامي حول هلال رمضان:
http://www.icoproject.org/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3-18-%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88-%D8%BA%D8%B1%D9%91%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84_ad-id!90205.ks
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:20:16
17/06/2015
---------------------
قالت لها وهي تنظف البيت فرحة مسرورة: بالله عليك أيكون الفرح بضيف يقدم علينا بيوتنا أكبر من فرحنا بحلول رمضان علينا ؟ فكيف لا ننظف ولا نهيئ له أحسن ما عندنا؟ أجابتها : كيف لا وإنه لضيف ينظفنا ويغسلنا !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:20:58
18/06/2015
---------------
سبحان الله !!

(https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xaf1/t31.0-8/11393366_10155904190320643_1137941654907920229_o.jpg)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:22:47
19/06/2015
----------------
(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/1902981_1593996040850379_1155509998569698370_n.jpg?oh=214949f72da7158ec433534255ba7241&oe=56757FD8)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:23:24
20/06/2015
--------------------

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpt1/v/t1.0-9/10389347_972555732860139_6950574883758508663_n.jpg?oh=b03cfe15d6d60db425b52146f8a9be42&oe=563561BC)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:23:55
20/06/2015
---------------
(https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpf1/v/t1.0-9/10310602_972557576193288_6211668358123607179_n.jpg?oh=bc76541b5f54eca70626e51824fa5578&oe=56708CBD&__gda__=1451450327_31f45f127b026b73e31c8f9926c808be)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:24:47
22/06/2015
-----------------
(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t1.0-9/1962880_956322217723346_2559732363666932208_n.jpg?oh=3a1787e0f18b0c1a10c77f5154c94165&oe=5678AE69)

الحمد لله ...أنا حر ...أنا حر ...أنا حر رغم أنف نظام السيسى الديكتاتورى وقضاته الفاسدين

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:25:33
23/06/2015
-----------------
إننا نظلم أولادنا عندما نتركهم يكبرون ويكبر معهم نبض واقع مؤقت للأمة لن يدوم، قوة إسرائيل وضعف الأمة الإسلامية واقع لن يدوم، نظلمهم عندما لا نربيهم على حقائق القرآن من أن بني إسرائيل مفسدون في الأرض، وأنهم نموذج الاستخلاف الفاشل، وأنهم ناقضو العقود مع الله، قتلة الأنبياء ...
نظلمهم حينما نتركهم مهزومين نفسيا مبهورين بحضارة قائمة على نقض العقود مع الله، ولا نغرس فيهم أنهم المؤمنون أصحاب الكتاب الذي يصنع الحضارة الإنسانية الأعظم، وأصحاب رسالة إصلاح الأرض ودفع الفساد عنها...نظلمهم حينما لا نفهمهم أن الحق ما جاء به القرآن، وأن القوة مناطها الإيمان ودستور الله لعباده، وأن حضارتهم آيلة للسقوط مادامت ليست على أسس من أمر الله ومن العقد معه... نظلمهم حينما لا ندفعهم لحمل الرسالة، وأننا الغالبون متى وفينا بعقودنا مع الله ولم نوال من لا ولي لهم ولا نصير...نظلمهم حينما لا نغرس فيهم أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون...نظلمهم عندما لا نربيهم على سورة المائدة، سورة الحضارة التي تحققها التوفية بالعقود مع الله....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:26:16
27/06/2015
----------------------
فرج الله كربكم يا رجال... يا أحرار...

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/11220132_473403556158409_5960829601699253192_n.jpg?oh=a629a4d848c3ffd763e27c281113e0b0&oe=563688B2)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:26:47
05/07/2015
------------------
هل عرفتم المائدة؟ هل عرفتم الأنعام؟ هل عرفتم الأعراف؟
إن كنتم قرأتموها كما كنتم تقرؤون فإنكم ما عرفتموها؟ ...
لا ... ظلم كبير لأنفسنا ألا نرى الحضارة الإنسانية المنشودة تشع من المائدة، وألا نرى الإسلام وهو رائدها وحده في ظلال القرآن وحده...
ظلم كبير ألا نرى العقل وهو لا يعمل في مكان بمثل عمله في "الأنعام" فيحاجج وتظهر حجته وتعلو، ويحاجج الهوى فتسقط حجته وتدحض..
ظلم كبير ألا نرى الحكيم العليم الخبير العظيم يدخلك الإسلام من جديد في ظلال الأنعام، ويلقنك أبجديات الإيمان الخالص الذي لا يلتبس بشرك تحت راية العقل الذي يوصلك لربك...
ظلم كبير ألا نشرف من "الأعراف" على السنن في الأمم... السنن في الأخذ والإهلاك، السنن في الإرسال يتبعه الإمهال يتبعه الإبدال في حال الإفساد...
أمازلت تقرأ قراءتك تلك؟! إنك ما تزال تظلم نفسك.... فعرج على الأنفال تر العجب، تعرف سرا من أهم أسرار بقاء الأمة..... تعرف أنها السورة التي يتمثل لك في جنباتها النبض العمري، ولكأني به قد قرأها قراءة كان جناها الفاروق الثابت أبدا !!!
اقرأ قراءة جديدة، قراءة تنصف فيها نفسك وتذهب الظلم عنها، قراءة تصنع للأمة غدا جديدا بإشراقة موعودة....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:27:26
08/07/2015
------------------
جمال الدين الأفغاني: انصرفنا عن الأخذ بروح القرآن والعمل بمعانيه ومضامينه، إلى الاشتغال بألفاظه وإعرابه والوقوف عند بابه دون التخطي إلى محرابه، وإنما نحن اليوم حملنا مع القرآن ألفاظا ومناقشات حول أحكامه فرضية، واستنتاجات ليس في مصلحة البشر ولا هي من وسائل هدايتهم إلى الإيمان به، وأضفنا إليه من الشرح والتفسير مالا يحصل له سوى الإغراب وإرضاء العامة.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:28:50
13/07/2015
---------------------

‎The Jordanian Astronomical Society (JAS)

بيان المشروع الإسلامي لرصد الأهلة حول رؤية هلال شوال (عيد الفطر)


ستتحرى معظم دول العالم الإسلامي هلال شهر شوال (عيد الفطر 1436هجرية) يوم الخميس 16 تموز/يوليو، وبالنسبة للعالم العربي فإن الاقتران (المحاق) سيحدث قبل غروب الشمس وسيغيب القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس في الدول العربية كافة، إلا أنه لن يرى في ذلك اليوم بعد غروب الشمس لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب بسبب قربه من الأفق وقلة لمعانه نسبيا، لكن من الممكن أن يرى باستخدام تقنية التصوير الفلكي، وهي موضع خلاف فقهي من حيث إقرارها. ولأن القمر سيغيب يوم الخميس بعد الشمس من منطقتنا العربية وسيحدث الاقتران قبل غروب الشمس فستعتبر كثير من الدول العربية والإسلامية ذلك كافيا لقبول أي شهادة برؤية الهلال، وعليه من المتوقع أن تعلن معظمها عيد الفطر يوم الجمعة 17 تموز/يوليو. أما الدول التي تشترط رؤية الهلال بما لا يتعارض مع معطيات العلم فإنه من المتوقع أن تعلن عيد الفطر يوم السبت 18 تموز/يوليو.

وخلاصة لما سبق، فإن بداية شهر شوال ستكون يوم الجمعة لمن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيرا بشهادة الشهود إن غاب القمر بعد الشمس أو بالنسبة للدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي. في حين أن بداية شهر شوال ستكون يوم السبت بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيدا ولا تقبل إلا الرؤية بالعين أو بالتلسكوب، وهذه الدول قليلة.

وبإلقاء نظرة على وضع الهلال يوم الخميس 16 تموز/يوليو من مختلف دول العالم، نجد أن الرؤية مستحيلة من شمال آسيا وجميع أوروبا وكندا وذلك بسبب غروب القمر قبل الشمس في هذه المناطق، في حين أن رؤية الهلال غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من غروب القمر بعد الشمس في كل من قارة آسيا (عدا شمالها) وقارة أستراليا وشمال ووسط أفريقيا ومعظم الولايات المتحدة. ورؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من جنوب أفريقيا وأمريكا الوسطى، في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من أمريكا الجنوبية. أما الأماكن التي يمكن منها رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة فهي المحيط الهادئ فقط.

وبالنسبة لوضع الهلال يوم الخميس 16 تموز/يوليو في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن الحسابات السطحية للهلال عند غروب الشمس كما يلي:

· جاكرتا: يغيب القمر بعد 15 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 11 ساعة و16 دقيقة.
· أبو ظبي: يغيب القمر بعد 08 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 15 ساعة و23 دقيقة.
· مكة المكرمة: يغيب القمر بعد 12 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و03 دقائق.
· عمّان: يغيب القمر بعد 06 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و37 دقيقة.
· القاهرة: يغيب القمر بعد 08 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و43 دقيقة.
· الرباط: يغيب القمر بعد 09 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 18 ساعة و41 دقيقة.

ورؤية الهلال يوم الخميس 16 تموز/يوليو في جميع هذه المدن غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب. ولمعرفة معاني هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وتمت رؤيته يوم 20 أيلول/سبتمبر 1990م من فلسطين، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و 33 دقيقة وتمت رؤيته يوم 25 شباط/فبراير 1990م من الولايات المتحدة، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ أن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس و بعده عن الأفق لحظة رصده.

ولمعرفة نتائج رصد هلال شهر شوال، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان (http://www.icoproject.org)، حيث أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 400 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم. هذا ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعا بعد تدقيقها وتمحيصها.

الخارطة أدناه تبين إمكانية رؤية هلال شهر شوال يوم الخميس 16 تموز/يوليو من جميع مناطق العالم، بحيث أن:
· رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو/و بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس.
· رؤية الهلال غير ممكنة لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة من المناطق غير الملونة.
· رؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
· رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
· رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:40:06
14/07/2015
----------------

Muna Abusulayman :
إذا خان الرجل المرأة فعقوبته الرجم حتى الموت.
إذا تزوج مرة ثانية ولم يعدل بينهما حشر يوم القيامة شقه مائل (كالمجلوط)
إذا كتب لها مهرا ولم يعطها إياه فهو سارق.
إذا طلقها ﻻ يحق له أن يأخذ شيئا مما أعطاه لها.
إذا أكل حقها في الميراث فقد تعدى حدود الله ومن يتعدى حدود الله فهو ظالم نفسه.
إذا ضربها وأهانها فهو لئيم وإذا أكرمها فهو كريم.
إذا هجرها أكثر من أربعة أشهر لها الحق بالتفريق.
ﻻ يحق له أن يعاملها كأمه وإن قال لها أنت علي كظهر أمي سيصوم 60 يوما أو يعتق رقبة أو يطعم 60 مسكينا.
إذا كرهها فليصبر فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.
وإذا طلقها فعليه أن ﻻ ينسى فضلها.
وإذا افترقا ﻻ يحرمها أوﻻدها وعليه نفقتها ونفقة أوﻻدها وسكنهم حتى تتزوج.
مالها حرة فيه إن تصدقت عليه فلها أجران وإن منعته فﻻ يحق له السطو عليه.
أي إعتداء عليها يعاقب عليه بمثل ما اعتدى عليها.
وهو مسؤول عنها في طعامها ومشربها ومسكنها وملبسها ضمن قدراته المالية من غير إسراف وﻻ تبذير.
قوامته عليها تكليف وطاعتها له جهاد في سبيل الله.
إن أمرها بالمعروف أطاعته وإن أمرها بغيره فﻻ طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ثم بعد ذلك إن أرادت فراقا فلها أن ترد عليه مهره وتخلعه.
وﻷجلها خاض النبي حربا ضد بني قينقاع.
وللدفاع عنها كان الموت شهادة في سبيل الله.
وﻷجلها حرك المعتصم جيشه الى عمورية.
ولسمعتها وضع الله حد القذف ثمانين جلدة.
علمها واجب وعملها جائز ضمن الحدود والضوابط الشرعية..
( اهداء الى كل مسلمة 👆).
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:44:33
15/07/2015
-----------------

(https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtf1/v/t1.0-9/11750645_842409245865901_5330659300110408667_n.jpg?oh=0d066eee9b53230191959c9d3c7f4918&oe=563FEDF3&__gda__=1450025640_438585d0bde6cf3eed5dd20104cc7b3d)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:47:38
15/07/2015
-----------------

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t1.0-9/11750651_960762987313111_705051159665943926_n.jpg?oh=5140de5cc50f6d4237629b20ad9b873f&oe=563B4B46)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:48:13
16/07/2015
---------------
كل عام والأمة بخير، كل عام وأنتم من الله أقرب.. تقبل الله طاعاتكم، وأفرحكم بالعيد وحقق آمالكم.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:48:38
18/07/2015
--------------
عندما نقرأ لأحدهم كتابا، خاصة وهو ممن يخوضون في غير تخصصهم وليس لهم في علوم الشرع باع ولا تقدير لخطورة الخوض بلا علم وبلا تحرز وبلا حدود، عندما نقرأ لأحدهم لا يجب أن يبلغ بنا الانبهار ببعض شطحات تعبيرية تزويقية ينمقون بها كتبهم أن نطلق العنان للانبهار حتى يغمى علينا وتعمى أبصارنا عن أخطاء ومغالطات و مبالغات لا تستساغ ولا يجب أن تقبل حتى نجد أنفسنا معهم في خلط وخبط وتسفيه لمجهودات علماء عبر القرون وإعلاء لآرائهم هم على أنها الددواء الذي لم تقع عليه الأمة من قبل....
أحذر نفسي وإياكم من الانسياق خلف الانبهار بهؤلاء وهم يضعون أنفسهم المجددين المنتظرين المرتقبين... ! احذروهم فإنهم يصنعون أمجادا على أكتاف المنبهرين... ! ويتخذون من أصحاب الانبهار المقيت دعاة لهم ونشرة ومروجين لتراهاتهم على أنها دواء الأمة ...لا تضيعوا أوقاتكم في الانبهار المقعد الذي يقعدكم عن معرفة الأولى والأهم، ولو أننا تدبرنا قرآننا لوقعنا على الكنوز الحقيقيه التي تغنينا عن تعابير رنانة ومتكلفة لبعض أدعياء التجديد....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:49:52
21/07/2015
-----------------
(https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xat1/v/t1.0-9/11214352_10153015929213231_4974692147742139592_n.jpg?oh=1dd6fb93dd35ed754e54defdcce81162&oe=563D5797&__gda__=1450694485_51192854b714d8d6715d18374785030e)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:51:14
21/07/2015
----------------
كم أحب هذه المدارس!!

(https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/11059881_1006327509417351_8898828933248266993_n.jpg?oh=cf8ee1a021ce41bd316a75e77f423481&oe=563FF29F&__gda__=1446371023_251d9edc03352736495d99eec3aaea20)

ظننتُ أنه "خادم المسجد" حين كنت أجلس بين الناس في أحد مساجد دمشق وقد جاء إليّ ذو الستين عامًا، بلحيةٍ يكسوها الشيب، يحمل إبريق ماءٍ، وكأسًا نحاسيةً ممتلئةً عبَقًا.. فرفضتُ ضيافتَه لجهلي وصغر سني، فبقي واقفًا وهو يتمتم بسورة يس، فاستحيَيتُ منه، وشربت..

ضاق الذي بجانبي ذرعًا من تصرّفي، ونظر إلي نظرة لا تخلو من تعجّب، فأسرعتُ له بالقول: (جزاه الله خيرًا، خدمة المسجد أشرف الأعمال)، فتبسم ضاحكا من جهلي وقال: (هذا الذي سقاك الماء مقرئٌ حافظٌ جامعٌ للقراءات العشر متمكنٌ منها، ذو سند رفيع، وأديب شاعر، وخطاط ماهر، وفقيهٌ عالِم، يقصده طلاب العلم من أقصى الشام لينالوا شرف القراءة عليه، ألم تسمع بالشيخ شكري اللحفي!!)، فذُهِلتُ من قوله، وساد فيّ صمتٌ مُخزٍ، وبقِيَت عيني لا تفارق الشيخ وهو يسقي عشرات الناس حتى طلعت الشمس..

المصيبة: أنني اعتدتُ أن أرى أشخاصًا تمتطيهم عمامة العلم، هُم أقلّ من هذا الشيخ بألف درجة علمية، وقد كانوا يمُدون يدهم للناس ليُقبّلوها، ويَسعَدون بذلك، ولو ركع أحد الجهلاء يريد تقبيل أقدامهم، لازدادت سعادتُهم !

رحل الشيخ شكري إلى ربه يوم أمس، وبقي حالُه واعظًا فينا لا يرحل !
رحمك الله يا مَن فَقَدَكَ التواضعُ والزهد والصفاء والقرآن..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:51:43
21/07/2015
-----------------
تسويغ ما لا يستساغ والتعود على قبول كل شيء وكل حال قد ينقلب في النفس خلطا وخبطا، لا يعود صاحبها يميز بين حق وباطل... وإٍيجاد الأعذار لكل ِأمر من شأنه أن يعود النفس على التساهل الذي يجر إلى التمييع...
تحتاج النفس إلى حالة الرفض وتحديد الموقف وحسم الرأي، بل إن من المواقف ما يستدعي الحسم بقرار لا رجعة فيه، حتى لا نشهد في أنفسنا نهاية المبادئ، ونشهد فوق النهاية جنازتها وقبرها، وحتى لا يبلغ بنا الحال إلى تتفيه القيم وبخسها حقها.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:52:14
22/07/2015
-------------------
إذا أردت أن تزهر نفسك، ويفوح أريجها، وتبتسم عريضة ملء أشداقها وتنتعش وتتيه في رياض غناء فسيحة فعليك بشيء من ذلك السحر الذي لا يتقنه إلا من أوحى له قلمه فكان منه البيان ... emo (30):
عليك بالرافعي ...  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:53:22
22/07/2015
--------------------
لا تفوتنكم... وعلى الرابط الأصلي تجدون الفيديو

نشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم خبراً عن العثور على صحائف مكتوبٌ عليها أيات من القرآن الكريم في جامعة بيرمنجهام في لندن. الكتابة الجميلة بالخط الحجازيّ العربيّ غير المنقوط عثر عليها بين وثائق تاريخية من الشرق الأوسط... وبعد استخدام تقنيات وحدة مسارع الكربون المشعّ (Radiocarbon Accelerator Unit) في جامعة أكسفورد تم التأكيد على أنها تعود إلى سنوات قريبة جداً من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعهد نشأة الإسلام... وقد يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد تلك الصفحات الكريمة، وقد يكون قد أشرف على كتابتها....
اللطيف في الأمر أنّ الصحافة تكتب باندهاش عن التطابق بين الآيات الكريمة في الصحف المكتشفة وبين آيات القرآن الكريم اليوم بعد ألف وأربعمئة سنة.....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:54:20
23/07/2015
----------------

تعليق بالغ الأهمية للشيخ أيمن سويد حول النسخة المكتشفة.

https://www.youtube.com/watch?v=5o0qpKgCDR4&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:55:02
23/07/2015
---------------
ما أروعها من كلمات...!!! رحمك الله يا شيخ شنقيطي

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/11701053_935089736547050_2028451742548602571_n.jpg?oh=21a545b2cd255845776f74a32928c9d0&oe=563EF379)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:56:57
23/07/2015
-------------
رائع...


(https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xft1/v/t1.0-9/11014954_853921231359584_8654507944634274083_n.jpg?oh=0b2fdf8e16acb7ee371be23240ad2a45&oe=56744805&__gda__=1451025551_d6e85eb551f087647c4f3001649ee164)

"ظل إنسان يصلي وأمامه كتاب مفتوح".
أعجوبة الهندسة المعمارية الإسلامية.

هل تعلم في مدينة في تركيا يقع هذا المسجد ؟

المتأمل في هذا البناء يرى بوضوح روح الفنان المسلم الذي أبدع في نحت الصخور الصماء وحولها إلى كائن حي ناطق..
هذا وقد وفِّق المعماري السلجوقي "هرّم شاه بن مغيث الأخلاطي" لأن يشيد مسجدًا يبدو على بابه في وقت معين من كل يوم "ظل إنسان يصلي وأمامه كتاب مفتوح".
في عام 1228م أمر "أحمد شاه" أمير إمارة "منغوجاك" السلجوقية ونجل سلطان سلاجقة الأناضول سليمان شاه، ببناء مسجد يجمع في كنفه علوم الدين والدنيا معًا.. وتم تكليف المعماري "هرّم شاه الأخلاطي" لتنفيذ هذه المهمة.. فبدأ بالعمل من حساب مواقع الشمس والنجوم في السماء.. وبعد دراسة مكثفة استغرقت معه حولين كاملين، قام "هرم شاه" بتحديد المكان الذي سيقيم عليه المسجد.. ثم شيد مسجدًا أثبت من خلاله براعته في الفن وتعمقه في العلم، حيث استطاع أن يزاوج المادة بالمعنى والعلم بالدين؛ نحَتَ الحجر وصمم النقوش وفقًا لزاوية انحراف الشمس وزاوية سقوط أشعتها قبل حلول وقت العصر بنصف ساعة تقريبًا، الأمر الذي مكّنه من إظهار "ظل إنسان يصلي" على الباب الغربي للمسجد يبلغ طوله أربعة أمتار، ويبقى قائمًا حتى انقضاء صلاة العصر ثم يغيب ويختفي.

إنه مسجد ديفريغي الكبير المتربع على أعالي بلدة ديفريغي التابعة لمدينة سيواس في تركيا... المسجد الذي أدخلته منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي عام 1985... إنه خير دليل على مستوى العلم والمعرفة في ذلك الزمن، وأصدق برهان على مدى اهتمام المسلمين بالعلم الذي سخروه لخدمة الإنسانية جمعاء.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:58:21
24/07/2015
------------------
Ahmed Mansour
السيسى الديكتاتور ... وسياسة الكلب العقور ؟!!

تلجأ الأنظمة الديكتاتورية دائما إلى صناعة ملهاة للشعوب لصرفها عما يقوم به الديكتاتور من جرائم أوما يرتكبه من فظائع ، وهذا ما قام به نظام الديكتاتور عبدالفتاح السيسى حيث لجأ الى إلى صناعة ملهاة يومية للشعب المصرى يمكننا تسميتها "سياسة الكلب العقور " وهى تقوم باختصار شديد على إلهاء الشعب المصرى عن الجرائم التى يرتكبها أو المآسى التى يصنعها أو الفرامانات التى يصدرها والتى يعانى منها الشعب فى حياته اليومية... وتتلخص "سياسة الكلب العقور" فى تسليط مجموعة ممن يسمون فى علم السياسة "كلاب النظام" على بعضهم البعض أو على بعض شرفاء الوطن أو حتى على بعض أجنحة أخرى فى النظام حيث يقومون من خلال منابر القنوات الفضائية التى تحولت إلى مزابل ومنصات للشتائم بسب بعضهم بعضا أو من يسلطون عليهم بأفظع أنواع وكلمات السباب والشتائم واختلاق الأكاذيب والقصص المفبركة عن بعضهم أو عن الآخرين والخوض فى أعراض الناس وأنسابهم حتى يعيش الشعب كل يوم فى قصة جديدة ويغوص فى مستنقع الرذيلة والفتن ويستمع كل يوم لمصطلحات من شتائم قديمة ومستحدثة مستخرجة من قاموس الإنحطاط الأخلاقى للنظام وكلابه حيث بدأت هذه الشتائم تدخل البيوت بالليل والنهار حتى أصبحت هذه الشتائم حديث المجالس وحوارات المنتديات وتسلية الفارغين فأدخلت الشعب فى ملهاة لا نهاية لها وقصص تضاهى الف ليلة وليلة كل يوم قصة أو حكاية جديدة تلهى الشعب وتصرفه عما يقوم به الديكتاتور من جرائم وما يرتكبه من فظائع وتبقى صناعة القصة اليومية لإلهاء الشعب هى شتائم هذا لذاك وسباب هذا لأم هذا ولعنه لأبو ذاك وعلاقة تلك الراقصة بهذا السياسى أو ذلك الممثل بهذه الفنانة وتستمر الكلاب العقورة فى النباح والعض والشتم والسب من خلال مستنقعات ومزابل الفضائيات والصحف والشعب المسكين يتلهى ويتسلى بالقاذورات وقصص الكلاب العقورة التى تنهش فى بعضها أو تنال من أعراض الناس ... والديكتاتور يواصل جرائمه ولا يجد من يحاسبه ؟!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:59:26
26/07/2015
----------------------

جعلت تبحث في مكتبتها عن كتابها الجديد، اقتنته حديثا، ولا تذكر إلا جزءا من عنوانه و قد كان : "اليهود والنصارى" ولم تذكر العنوان كله، ولكنها تعلم أن موضوعه عن أهل الكتاب وأنه لابن قيم الجوزيه...
بحثت، وبحثت... وتذكر أنها قد وضعته في رف بعينه من رفوف مكتبتها، فتبحث فيه، وتدقق بين مجموع كتبه، ثم تعود وتجول ببصرها في كل أنحاء المكتبة، ثم تعود لذلك الرف، وتعود وتجول مرة أخرى... دون جدوى...!! يا إلهي...أين ذهب الكتاب؟ وقد نوت قراءته...
تذكرت ذلك الدعاء الذي كلما دعته وجدت ضالتها، فأقبلت على مجموع مكتبتها داعية:"اللهم يا هادي الضال وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمع علي ضالتي"
وما أن أنهته... حتى وقعت عينها على الكتاب، يقابل وجهه وجهها، متصدرا واسطة الرف ... وإذا عنوانه وقد بان منه أول ما بان ذلك الجزء المنسي بخط أعرض "هداية الحيارى"... نعم إنه هو... لقد تذكرته "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى" ...
فكانت الفرحة فرحات...فرحة بإيجاد الكتاب، وفرحة بإجابة الدعاء، وفرحة ثالثة برأس عنوان الكتاب :" هداية الحيارى" وقد كان رأس الدعاء : "اللهم يا هادي الضال..."
فيا رب يا هادي الضال، ويا هادي الحيران... اهدنا...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 14:59:47
27/07/2015
-----------------
كنت من عهد قريب أكثر من الحديث آسفة حزينة مغتاظة عن حالنا وتقصيرنا وعن تقاعس رجال الأمة وهمة نساء الأقصى، وعن تقاعسنا مقابل همة ورجولة الطفل الفلسطيني، وكنت أكثر من المقارنة بين رجال الأمة أمس ورجالها اليوم... كنت أعتصر ألما وأنا أكتب وأكتب ولا أنفك عن جلد الذات... ولكن......!!! ما الفائدة؟ ما الجدوى؟! هل حللت عقدة؟ أم رفعت سيفا بوجه عدو وأذهبت شيئا من حسرتي وأسفي بقطع رأسه؟ أم لعلي بأسفي الشديد نصرت مظلوما أو أجبت مستغيثة عز معتصم يجيبها؟! هل فعلت بالعويل والانتحاب شيئا؟!
لا لم أفعل... إنني بركني البعيد عن كل تلك الآلام ما أزال قابعة...
فلم أعد أكثر من ذلك... وعرفت أن سبيلنا الأرجى وطريقنا الأنجى وحلنا الأجدى أن نعمل ولو بالقليل المتاح... نعمل وفي قلوبنا كل تلك الآلام ومع تلك الآلام آمال لا تنقطع....فما جلد الذات المبالغ فيه بحل لهذه الأمة...وما الإكثار من منشورات الفيسبوك التي تحمل لذع سياط الجلد بمنجية ولا برافعة ظلما ولا بناصرة مظلوما...فلنكف عن النواح ورفع الصوت بالنحيب، ولنعمل، لنعمل كل منا فيمن حوله..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:00:59
29/07/2015
---------------------
عبدالله بلقاسم:

"ووجد من دونهم امرأتين تذودان"
دوما
لا تفقد الأمل .
هل كانت الفتاتان تشعران وهما في تعب الذود أنه على بعد خطوات راحة عشر سنين ومصاهرة نبي؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:01:23
30/07/2015
-------------------
عبدالله بلقاسم:
"وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"
لم يستسلما رغم هول الصدمة
نهضا يستتران بالأوراق
في خلقنا طاقة للتوبة والتغيير
لا تستسلم مهما كبرت عثرتك
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:02:03
31/07/2015
---------------

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtf1/v/t1.0-9/11811386_1007575299358182_4916401616669219216_n.jpg?oh=6fa5ecf1751ebd161264f5e5252da4c8&oe=56761B8A)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:02:34
31/07/2015
------------------
جولة نحوية ممتعة ومفيدة

https://www.youtube.com/watch?v=FEL_46_GL7I&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:03:16
01/08/2015
----------------
نعم... ديننا ليس بالضعف الذي يحتاج معه إلى أن تقويه هذه الخرافات...


(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xft1/v/t1.0-9/11800213_424116497777527_3937326166362564696_n.jpg?oh=279787d939a08d52b009d5d317d1ec43&oe=566F830C)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:04:03
02/08/2015
----------------
جميلة جدا  emo (30):

(https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/t31.0-8/p843x403/11045026_900385523316405_4534836590896307130_o.jpg)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:04:48
05/08/2015
----------------
التاريخ الكاذب
"رغم أن في السعودية وعظ وإرشاد وخطب وقرآن وتفسير وتوحيد وفقه وسيرة ، ومئآت الآف من المساجد وعشرات الآف من الوعّاظ ..
وكل هذا غير موجود في السويد!
ومع هذا تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية..
بينما السعودية تقبع في ذيل القائمة !
فرسول الرحمة ﷺ أوصى أصحابه بالهجرة إلى الحبشة..
وقال : إن فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد!
لم يكن في بلاد الحبشة قرآن يُتلى ولا خطب تُقرأ ، ومع هذا عَمّ العدل والخير في أرضهم..
لم تكن مشكلة المسلمين في نقص خطب أو تلاوة قرآن أو تدريس حديث، بقدر ما هو في التعامل بالعدل والإنصاف ..
فالقاضي -الذي عيّنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه- حكم ليهودي بدرع علي ، عندما لم يستطع علي إثبات ملكية الدرع !!
إن الله ليُبقي دولة العدل وإن كانت كافرة..
ويُنهي الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة...
إن الخطب والقرآن والسيرة والحديث إن لم تنعكس سلوكاً في التعامل مع الضعفاء والمساكين وإعطاؤهم حقّهم -حتى وإن لم يسألوه- فإقرأ على مناهجك السلام..
في السويد لا يُعامل الإنسان على أساس جنسيته ، بل على أساس آدميته ..
في السويد يقرع باب بيتك في الصباح الباكر بزجاجة حليب طازج لطفلك الذي لا يحمل الجنسية السويدية !
كل ما في الأمر أنّه بشر ويحتاج إلى حليب طازج كما يحتاجه الطفل السويدي ..
وفي بلادنا لا يقرع باب المقيم
إلا الجوازات لترحيله أو تفتيشه..
في السويد تحصل على إقامة دائمة بعد المكوث 4 سنوات متواصلة..
وفي بلادنا يجدّد المقيم إقامته ولو مكث ألف سنة مما تعدون!
في السويد يحصل المقيم على الجنسية إن حفظ تاريخ السويد وعاش فيها ل 6 سنوات متواصلة ..
وفي بلادنا ينتظر المقيم 6 سنوات للحصول على إذن لزواج مواطنة!
ولا يُمنح الجنسية حتى وإن حفظ القرآن والإنجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتى العام الحالي .
السويد يتعاملون بالإسلام رغم كفرهم..
وفي بلاد المسلمين نتعامل بمنهج الكفر رغم أنّا مسلمون !!
في السويد لا تجد كفيلاً سويدياً يبتزّ مقيماً هندياً أو صومالياً ويطلب منه شيء دون وجه حق..
في السويد لا تسمع كلاماً فَجّاً من طفل صغير لم ينبت شاربه ، ليقول لك: " إسكت ولاّ وربي أسفّرك"!
في السويد لن تجد خادمة تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع!
علّم أولادك أن البنجالي الذي ينظف شارعكم في كل صباح هو أخوك في الإسلام ..
بل قد يكون أفضل منك عند الله!
علّم أولادك أن من يصلح لك ثوبك ويخبز لك خبزك ويطهو طعامك هو بشر مثلك له مشاعر وكرامة وما أتى به هنا إلاّ طلب الرزق الحلال.
هذا الأمر ينطبق على كل دول الخليج بلا إستثناء ...وقس على ذلك جميع المسلمين.."
عراقي يعيش في السويد منذ سنوات
ولده كان من أوائل المتفوقين دراسيا
وقررت إدارة المدرسة
تنظيم رحله إلى البرازيل
مدفوعة الثمن من المدرسة للمتفوقين !
طلبت إدارة المدرسة جواز سفر ابنه لاستخراج تأشيرة دخول !!
بعد عدة ايام ،
تحدثت مديرة المدرسة معه
وطلبت مقابلته !
المديرة كانت حزينة
وهي تخبره أن السفارة
رفضت إعطاء ابنه فيزه
بسبب جوازه العراقي !
ولكنها أكدت عليه عدم اخبار ابنه
لكي لا ينصدم و تتعقد طفولته !!!!
ورجته أن يعطيها فرصة أخيرة
لحل الإشكالية لتجنب صدمة الطفل !!
غادر الرجل مكتب المديرة وهو يضحك
و مستغرب من ردة فعل المديرة !!
بل ذهب إلى المنزل
وأخبر ابنه مباشرة دون تردد !!
بعد عدة أسابيع ،
اتصلت المديرة عليه وطلبت مقابلته .
حضر للمقابله على الموعد
وقابلته بأبتسامة عريضة
ثم مدت يدها
وأعطته جواز سفر سويدي لابنه !!
انبهر الرجل من الصدمة و عُقد لسانه !
بادرته بالقول :
قمت بمخاطبة رئيس الوزراء بخصوص ابنك
والذي وافق على منحه الجواز السويدي
لتجنب الصدمة النفسية
التي سيتلقاها الطفل
والتي قد تنعكس على شخصيته
عند الكبر !!!!

مقال للكاتب السعودي د. عبدالله الدويس ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:06:05
08/08/2015
-------------
صفحة تدبر القران:

قال الله تعالى
( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم)

قال الشيخ ابن عثيمين :
"وفي هذا تحذير بالغ لمن رأى في نفسه الضعف عن مواطن الخيرات قد يكون الله كره انبعاثه لهذا الموطن فثبطه"
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:07:30
08/08/2015
------------

فماذا فعلنا نحن؟! ما وزن الدنيا والشهرة في قلوبنا؟!

https://www.youtube.com/watch?v=3I1uCUpFzMk
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:08:02
08/08/2015
---------------
نصيحة أخوية أسديها لكل الأخوات...
لقد عرّف الله تعالى المرأة محارمها ولم يبقَ ذلك ضمن المغمّيات، لقد عرفها أن زوجها أو أباها أو أخاها أو عمها أو خالها أو جدها أو أو...كلهم يجوز لها أن تكون معهم في أي مكان دون حرج، أن تخرج مرافقة لهم، أن تسافر معهم دون حرج، ولا إثم عليها، بل إنهم حماتها وسندها وعضدها ولهم واجب القوامة عليها....
فهل بقي لنا معشر النساء من لبس أو إبهام وقد ترك لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم المحجة على المحجة البيضاء ؟! أم نريد أن نخلط بالهوى ونخبط فنعجن حلالا بحرام وجائزا بممنوع ؟ فنقبل على أمر وندبر عن آخر... ألم نؤمر بأن ندخل في السلم كافة؟ أم نريد أن نؤمن ببعض الكتاب ونكيف بعضه وأهواءنا ونصنع له فتوى ونختلق له مفتيا ؟!
هل نريد أن نضيف -وفق نظرية التيسير والسير على نغمات العصر وعصرنة الدين- زميل الدراسة أو العمل إلى قائمة المحارم ؟! فلا نرى بأسا من مرافقته، أو السير معه أو مواعدته في مكان ما ... وكل هذا ونحن نعصرن الدين، ونرى أنفسنا مع كل هذا في حدود الحدود الشرعية، مادامت التعاملات محسوبة، والكلمات وووو....
أم نريد أن نخلط حلالا بحرام، فتجد الواحدة منهن ترفع راية الاهتمام بهم الأمة والاغتمام بغمها فيما تستحل أن تضيف لقائمة المحارم دخيلا عنها؟
لا يا أخواتي... وألف لا... لا يؤخذ الدين بما يوائم الهوى بل يؤخذ بما يرضي ربنا، ووفق ما حدده وجلاه كل الجلاء...حتى صار نهاره كليله أبيض ليس فيه نقطة سوداء...
لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتخذ من دون محارمها مرافقا أو مواعدا ... وكفانا ليّاً لأعناق النصوص الدينية لنكيفها وأهواءنا... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:09:44
10/08/2015
--------------------
اللهم عافنا من الضلال وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة...
-----------------

Hussam Hassan Emara
هل تصورت انك في يوم ما ستكون ضالا ؟؟

﴿فتزل قدمٌ بعد ثبوتها﴾

-لم يقل - جل وعلا - بعد تذبذبها؛ بل بعد ثبوتها..

الحياة فتن .. والثبات عزيز !!
وانظر حولك .. الكثير زل وانتكس

يارب ..ثبتنا على الحق
(الثبات ) لا يكون بكثرة الاستماع للمواعظ
إنما يكون ( بفعل ) هذه المواعظ..
﴿ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ﴾

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:23:22
10/08/2015
----------------
لا تعليق......

(https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t1.0-9/11866394_1178435325503775_8455933231957861405_n.jpg?oh=a954244f555d37d5982e5f7a296b14ec&oe=567B3DDF)

عن عمر 101 عام
وفاة الأم الماليزية التي رعت أصغر أبنائها عبد الرحمن المعاق 63 عام منذُ ولادته
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:23:50
12/08/2015
-----------------
كثير من الناس يبدو طيبا من منطق لسانه الذي إن سمعتَ كلامه خلتَه الحرير قد صنعتْه لتوِّهِ دُودَتُه، فهو الخالص الذي تلين منه الملامس الخشنة...أو من طأطأة رأس تيأس أن يُرفع حشمة وحياء، أو من خافتِ صوتٍ تشنّف الأذن وتصغيها لتسمع الكلمة اليتيمة منه من فرط الهدوء والمسالمة والموادعة...حتى يفجأك يوما ما بحال منه تستغربها وتستنكرها وتكاد لا تصدّق أنه صاحبها...!
ربما كانت خبيئة وطوية سيئة له قد غلفتها تلك القشور الناعمة، فكانت ضرباته قنابل لا صوت لها، لا تعرفها القنابلَ إلا من دخانها المتصاعد... ولهيبها الحارق، وما تخلّف من ضحايا ...!!!
فلا يغرنّك لين الملمس ولا نعومة الحديث، فكثيرون هم أصحاب الألسنة اللبقة النديّة بالكلام المعسول، ينطوون على قنابل صامتة تقتل في صمت... !!!
وكثيرون هم أصحاب الكلمات القوية، والغضب الصارخ، والمعارك الصاخبة التي تُسمَع فيها الأصوات وتتعالى،.. ولكن سرعان ما يحنّ قلب صاحبها ويرقّ، ويرجع، ويسامح، فإذا تلك الأصوات كلها كفرقعات بالونات الهواء التي لا تؤذي أحدا رغم أصواتها العالية، أو ربما قد أصابته قنبلة صامتة من قاتل كاتم للأصوات، فأنت لا تسمع إلا صوته، فتسرع يا مَن يضعف نظرك عن بُعد ويَقصُر، لتحكم على صاحبها بالفظاظة والخشونة والشر فتصدر حكمك قبل إحاطة علمك....!
فلا تحكم على طيبة طيّب من كلمات مُعَسَّلات، ولا تحكم على شر شرّير من صرخة صارخ أو غضبة غاضب...!!!
تريّث فإنك لن تكون صاحب حق وعدل وأنت تميل لمن بكى واشتكى فاقئ عين من عينيه، ولا تعلم لعلّه قد فقأ هو له كلتا عَيْنَيْه ....!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:32:45
15/08/2015
--------------
إلى من يرون أنه لا ضرورة لإقحام الدين في كل حديث، ونسوا أن الله لما خلق الإنسان الأول بعثه نبيا هاديا إلى دين الله، ليعلمك أيها الإنسان أنك بغير الدين لن تحسن التفكير، ولن تحسن السير على درب الحياة... ولن تحسن التحضّر ولن تحسن صنع حضارة...
بالله عليكم لماذا نزل االقرآن، ولماذا نزلت الكتب السماوية من قبله إن لم يكن لهداية البشر، كل البشر...
أما هُم فقد حرّفوا كتبهم، ومن حرّف كتاب الله (بمعنى بدّل كلام الله بكلامه) لا يُستغرب أن يكون دَيْدَنُهُ "وضع" كلام رأسه، وفلسفة هواه... فقد تعوّد "الوضع" ... فتجده يقتطف شيئا من الماركسيّة وشيئا من العلمانية، وشيئا من اللائكيّة، وآخر من فنون شرقية هندوسية وهندية وصينية من روح كتاب "الفيدا" أو من حكمة مزعومة لكونفوشيوس أو لبوذا، أو من زهرة اللوتس التي يرونها إله مولودا...!!! أو من البرهميّة أو من صيحة التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، والعلاج بالطاقة، و"الشكرات" المستوحاة كلها من هذه الفنون الشرقية الوثنية خليطا ادّعى من ادّعى أنه "أسلمها"... !!! وهل ناقص هو دينك أو كتابك لتزيده أنت وتتمّمه بالوضعيّات المُأسلَمَة؟!
إلى كل من يتذرّع ب: "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها"...هوّن عليك فما هذا بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يستقيم أن يكون، وكيف يكون ورأس الحكمة قرآننا؟! وهل تُؤخذ الحكمة من سواه؟!
ليت شعري!!!
يا ليت قومي يعلمون ما في تدبر القرآن من كنوز.....!! لو عرفوا لما ضيّعوا وقتا من أوقاتهم في البحث عن حلول فيما "وَضَعَ" البشر...
ليس ذلك إلا من تقصيرنا في فهم قرآننا، ومن قصور أفهامنا عن قواعده، وقوانينه، وتربياته، وهداياته.... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:33:09
19/08/2015
---------------
كان سلمان الفارسي الابن المدلّل الذي بلغ حُبّ أبيه له، وخوفه عليه أن حبسه عن العالم الخارجي...
لم يكن سلمان يعلم أن أولى خرجاته، -يوم كلّّفه أبوه بتفقّد ضيعته- ستكون بداية رحلة بحثه عن الحقيقة وعن الحق معا...
لم يكن يعلم أن طريقه إلى الضيعة كان إدبارا عن الضياع والضلال، وإقبالا على الكسب والربح والفوز...
فلا تحقرنّ سببا، فإنك لا تدري أيّ الطرق ينقلب بك من لا شيء إلى أعظم شيء...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:33:42
21/08/2015
-----------------
ليس جميلا أن يتلوّن الإنسان مع كل فئة حسب ما تهوى، فتراه يساير الجميع، صاحب المبادئ، وصاحب الهوى، سواء بسواء، يسايرك إذا قلت أو قررت، كأنه المقتنع بما تفعل،وبما تقول، لا يجادلك، ولا يخالفك، بل غالبا سيؤيدك بكلمات حتى يبدو لك من طينتك، وهو إذا ذهب مع من يخالفك المبدأ وفلسفة الحياة سايره وكان معه...
وهو هكذا يرى نفسه الذكي الذي حيثماوُضع تأقلم وقبله الناس، كل هذا بدعوى التعايش مع الجميع، فلا تعرف له وجهة محددة، ولا ما يقبل أو يرفض... الشيء وضدّه عنده سواء، الكذب والصدق، اللائق والذي لا يليق، المقبول اجتماعيا ودينيا، والمرفوض ... كله عنده سواء....
ليس جميلا ألا يُفهم المرء وِفق ما يقبل وما يرفض، وما يفعل، وما يترك، وما يسلك من طريق وما يُجانب...
خطير هو الذي لا تعرف له اتجاها، ولا تفهم له سلوكا، خطير إذ يغمّي على الناس، فيبدو المسالم المعايش للجميع، وهو المتلاعب الكاذب الذي يلهو بعقول الناس، ليقضي مآربه ظنا منه أنه الذي لا يُكشَف مادام مُسايِراً، مسالما، موادعا، غير مجادل، ولا رافض، ولا مُعارض لأحد من الناس....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-23, 15:34:12
22/08/2015
-----------------
إنه لشرف لك أي شرف أيها الإنسان أن تعيش في الدنيا مكلّفا، ومُوجّها من ربك بقانون يحميك... أنت دون كل مخلوقاته مأمور أن تفعل وألا تفعل، مُحاسَبٌ على دربك الذي تختار....
فيا تَعْسَ من هرب من التكليف، يريد أن يخسر ذلك الشرف، يريد أن يعيش كأن لم يكرّم بعقل، يريد أن ينطلق من عِقال السلطة الإلهية إلى عقال السلطة الحيوانية، البهيميّة...
نعم هناك من يختار المهانة على التكريم، ويؤثر الذلّ على العزّ...ويختار أن يعيش كما الأنعام... بل أضلّ...
فكن ذاعقل وأحسن الاختيار، فإنه ما كلّفك حتى كرّمك، وما كلفك إلا ليُكرمك...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-08-24, 17:17:15
سلمان الفارسي عندما ترك أرضه إلى أرض الشام، باحثا عن الحق، هاربا من أبيه، لم يستسلم لقيوده التي كبّله بها مخافة أن يهرب... بل لقد خطط،وبعث بُعُوثه، وكانت له اتصالاته التي نجح بها  في الهروب...

سلمان كان أول من وصل إليه أسقف الكنيسة، وقد عاش معه وعرف أنه شرّ رجل عرفه، إذ كان يحث الناس على التصدق، ثم يكتنز أموالهم وعطاياهم لنفسه ولا يخرجها كما يدّعي، حتى جمع قِلالا من ذهب وورق، دلّ أهل البلدة عليها لما مات الأسقف، فأبوا دفنه، وصلبوه ورموه بالحجارة...

سلمان يهرب من بلدته إلى أرض توسّم أن يجد فيها خيرا مما عندهم، وقد أعجب بعبّاد في كنيسة مرّ بها عند ذهابه لتفقد الضيعة، حتى عاد لأبيه يخبره أنه وقع على دين خير من دينهم...
لقد توسّم أن يجد خيرا مما كان فيه، وها هو يجد ظلما وكذبا وشرا فيمَن هو أولى الناس بالبرّ والخير وفعله، في أسقف الكنيسة!!!

فهل فُتِن سلمان؟ هل أكل الندم قلبَه، وهو الذي خرج عن طوق أبيه، وعصى أمره وخرج لحاجة عقله؟
هل قال هذا ما جنيته على نفسي وأنا الذي تركت ما كنت عليه إلى ما حسبته خيرا منه، فإذا شرّ ما رأيت قد وجدتُهُ فيه؟

لم يقل شيئا من هذا... لم يُفتن بفعل مَن حقيقٌ عليه ألا يكون إلا قدوة للحق والخير، لأنه أحسن التفكير، وأدرك بعقله أنه لا يقيس الدين بأفعال أحدهم، وإن كان المفترَضَ قائدَهم إليه...

لم يُيئِّسْه هذا من الطريق الذي ارتاح له عقلُه...بل إنه ما يزال يستخدم عقلَه إذ لا يقيس الدين والحقّ بأفعال العباد...

سلمان الفارسي عرف الحقّ بعقله، عرفه ولم يبقَ له إلا أن يعرف تفاصيله وهداياته... عرف أن ربه حق، وبقي أن يعرفه عن قرب عندما يقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم...

سلمان الفارسي تقصّى الأثر بالعقل بحثا عن منبع نوره حتى بلغه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-09-10, 07:36:28
03/09/2015
----------------------
في خضم ما تعانيه الأمة، نحن بحاجة لجرعات أمل كثيرة، ولسنا بحاجة لمنشورات تذكر بالألم، وتدعو للبكاء والنحيب، المبالغة في اجترار الحزن لن تؤدي إلا إلى اليأس والهزيمة النفسية، وإلى أن يصبح الحزن حياة لا جزءا من الحياة...
فإلى كل من ينشر ألما... ازرع أملا تكن أكثر فائدة لنفسك ولغيرك...وبالله عليك قبل أن تبكي طفلا سوريا غارقا وهو شريد، انظر في نفسك، في أسرتك، في أقرب المقربين منك، ثم فيمَن حولك... ماذا فعلتَ معهم؟ ماذا غيرتَ ؟!
فإن لم تجد نفسك فاعلا في نفسك ولا فيهم شيئا فاصمُتْ فإنه لَعارٌ عليك أن تندب سقوط الثريّا وثراكَ ينوء بحملك...!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-09-10, 07:36:53
04/09/2015
-----------------------
لن تحلو إلا برؤياك، وبقربك...
إننا نقطع الطريق إليك...
لننعم بثغرك البسّام وبريحك الطيّب يا من تطيب به القلوب وتتطيّب...
يوم لقاك ستحلو..سنرتاح..سنذوق طعم الهناء...
يوم رؤياك يا حبيبي يا رسول الله....
بلغنا اللهم رؤيته فرِحاً بنا مستبشرا...
اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة تبتدئ ولا تنتهي...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-09-10, 07:38:02
05/09/2015
----------------------
تابعوا يرحمكم الله...


https://www.youtube.com/watch?v=iSa7mGqdWfo&feature=youtu.be
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-09-10, 07:39:29
08/09/2015
------------------------
مات حُرّاً...


(https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash2/v/t1.0-9/575279_294546890639357_1102860888_n.jpg?oh=bf8da0b3d3b6293bb616b99b069d74f6&oe=56673EF3&__gda__=1450351444_2ea7cc1e492df51dbe91a22c8ab33053)



أجاب الملك فيصل : يافخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا
إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً
وكل فرنسا استسلمت إلا ( أنت ) انسحبت مع الجيش الانجليزي
وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه
فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، ولا شعبك رضخ
فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع
والويل يافخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي
وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول
أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً ....

دهـش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركزة بهذا الشكل
فغير لهجته وقال :
يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي
وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك ...

أجاب الملك فيصل : فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك
وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدس
أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر !!؟ غـزاة فاتحيـن ....
حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال
فكيف تقول أن فلسطين بلدهم ، وهي للكنعانيين العرب ، واليهود مستعمرون
وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة
فلماذا لاتعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط !!؟
أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، ولانصلحها لمصلحة روما !!؟
ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا
في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها .....

قال ديجول : ولكنهم يقولون أن أباهم ولد فيها !!!...

أجاب الفيصل : غريب !!! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس
وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس
فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس !!
فمسكينة باريس !! لا أدري لمن ســـتكون !!؟
سكت ديجول ، وضرب الجرس مستدعياً ( بومبيدو )
وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج
وقال ديجول : الآن فهمت القضية الفلسطينية
أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل ...
وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية ...

يقول الدواليبي :
واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة
وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية
وكنت حاضراً ( الكلام للدواليبي ) وقال له : إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل
ستجعلني أقطع البترول عنكم
ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول
وقامت المظاهرات في أمريكا
ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود
وهتف المتظاهرون : نريد البترول ولا نريد إسرائيل
وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملك فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول
وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها .

رحـمك الله أيها الفيصل
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-09-10, 07:39:59
09/09/2015
----------------------
أول ما يسمعه مريض ارتفاع الضغط الشرياني من طبيبه: ابتعد عن الضغوط، لازم تبعد عن السْترسْ، إياك والقلق، توقف عن متابعة الأخبار السيئة...
تمثّل لي في كل كلامهم بمختلف ألفاظه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تغضب"...
صلى الله عليك وسلم يا طبيب البشرية المعتلّة...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2015-09-10, 09:38:53
تلد الأمة ربّتَها ....
لقد قلتَها يا رسول الله...
وإني قد رأيتُها بأمّ عيني، رأيتها كما لم أرَها من قبلُ في حياتي، ربما عرفتُ من البنات فضاضة مع أمهاتهنّ، وتسلطا، ولكن كما رأيتُ هذه العُقْلة التي لم تشبّ عن طوق لم أرَ .... لم أرَ تالله في حياتي .... !!!
لا تعدّ من سنوات العمر أكثر من عشر أو إحدى عشر، تنهر أمَّها كما لا ينهر السيّد خادمَه، وتنظر لها شزرا، وتحكم، وتأمر، وتنهى، وتتوعّد، وتتهدّد، وتُزمجِر زمجرة السلطان ذي الملك والصولجان، الذي لا يُردّ له أمر، ولا يُناقش في حكم ....

أمام الناس، كيفما شاءت، وأينما كانت، وحيثما حلّت ... سيّدة هي...
 نعم يا رسول الله ربّة ولدتها أمَةٌ ....
أمها أمتُها بكل المعنى، بتمام المعنى.... لا تردّها إذا صاحت بها، ولا تعنّفها، ولا تضع له حدا، وربما قال قائل ما دامت هي الصامتة المستكينة، الراضية المستسلمة، فما شأن الناس بها ؟!! ولكنّ شواظ النار من شرر كالقصر في الحاضر أمرها  ينطلق غير آبهٍ بكل هذه اللامبالاة التي نفثت سمّها في المجتمع، ونفذ فيه سَمُومُها...ينطلق يُعلِن أنه الذي لا  يُخفّفه إلا الانطلاق ....وليت شعري كيف يخفّفه !!

استيقِظْن أيتها الأمهات... استيقظوا أيها الآباء، فإنّ فيما رأيتُ العجب العُجاب، والهمّ الثقيل، والفاجعة التي تسلب الألباب .... تيقظوا فإنكم المسؤولون عنهم يوم الحساب... تيقظوا فإنهم على الفطرة يولدون وأنتم المهوّدون أو الممجِّسون أو المنصِّرون ... أنتم الكاتبون على صفحاتهم البيضاء، أنتم مَن تصنعون منهم الأبرار كما تصنعون منهم الأرباب ...!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2016-09-14, 06:55:22
قالها رفاعة الطهطاوي يوما عندما ابتعثه محمد علي باشا مرشدا روحيا لجماعة من المبتعثين للدراسة بفرنسا في عصر "التنوير" كما سموه. قال: "إن الإسلام لولا نصرته بقوة الله سبحانه لكان كلا شيء بالنسبة لقوة الأوروبيين وسوادهم وثروتهم وبراعتهم "

وفعلها محمد عبده حينما دعا إلى "دراسة الحقائق الدينية على أسس عقلانية"، وعمل بكل جهده على إدخال التعليم الحديث للأزهر لتنويره بآفاق العالم الحديث وحضارته.

وقالها طه حسين يوما وهو الأزهري الحافظ للقرآن وما أن لامست أنوار فرنسا قلبه حتى عاد لمصر يقول في قول الحجاج بن يوسف"والناس يطوفون بقبر النبي ومنبره إنما يطوفون برمّة وأعواد"، قال بشأن قولته أنه سوء أدب ووقف ضد من كفّره .

وقالها يوما حينما ترك الأزهر إلى الجامعة المصرية وهو المنبهر بالغرب وبحضارته وتنويره، النافر من الأزهر : "كنت أريد أن أكون شيخا من شيوخ الأزهر مجددا في التفكير والحياة على نحو ما كان يريد المتأثرون بالشيخ محمد عبده، أستعين في ذلك بما أسمع في الجامعة، وما أقرأ من الكتب المترجمة، وما أجد في الصحف، وما ألتقط من أحاديث المثقفين، فأصبحت وأنا أشد الناس انصرافا عن الأزهر ونفورا من دروسه وشيوخه، وحرصا على أن أهجر مصر وأعبر البحر إلى بلد من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه"...

وطبعا ذلك الأدب الفرنسي الراقي الذي راق لطه حسين، هو ما كان ينشر منه في جريدة "السياسة" من حين لحين، فينتقده في ذلك أشد النقد رائد البيان في اللغة مصطفى صادق الرافعي وهو يقدم للجامعة المصرية رسالة مفصلة عن خلط طه حسين وخبطه وعبثه بمستقبل الأجيال في الجامعة المصرية، ويعلمها بتفاصيل أخطائه وخطره على الجامعة، فيكتب فيما يكتب مدى حرصه على نشر أفحش الروايات الفرنسية يريد بذلك إفساد الطلبة وتجديد الأخلاق! بينما يبين افتقاره لكل مميزات أستاذ الأدب العربي .

ولما ابتعث من الجامعة المصرية لفرنسا لدراسة التاريخ تتلمذ على أيدي مستشرقين في تفسير القرآن وكان ذلك في "كوليج دو فرانس" على يد المستشرق بول كازانوفا !! وكانت دراساته الفلسفية مكثفة في الأخذ عن ديكارت ودوركهايم...!

وعاد لمصر ليكتب ما يكتب ويقول ما يقول، ولينوّر الأذهان! وليخرج المسلمين من ضائقة الأزهر والتقليد الممارس في أخذ علوم الدين، داعيا للتفتح والانفتاح والتنوير حتى على مستوى الدين وعلومه . وأثار بكتاباته الزوابع والأعاصير، بكتابه "في الشعرالجاهلي" وبكتابه "الرسالة الجامعية" التي أجمع كثر من أهل العلم والدين على إلحاد صاحبها ....

وطبعا يصنّف العقلانيون فيما يصنفون طه حسين بالمظلوم لمّا ثير ضدّ دعواته التنويرية !

وقالها من قالها غيره، من قفاة أثره، وقفاة أثر رفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وقفاة أثر كل متنوّر بنور الغرب، منبهر بنوره، لينقله بدوره إلى أمته التي تتخبط في دياجير الظلمة بدعوى أنها "تعطل العقل" !!!

وثارت الزوابع ضدّ علماء الأمة القدامى، وأصبح من أجيال هذا العصر الذي لا أراه عصر ازدهار الحضارة الإسلامية برجالاته ولا أراه عصر التقدم الذي لم يشهده الإسلام عبر العصور ليتشدق أهله بأنهم الأكثر فهما وعقلا ووزنا من عظماء الأمة الأوائل، الذين يستحلّون اليوم الخوض فيما أتوا به بدعوى "عدم تقديس الأشخاص" حتى بلغت بهم مبلغ التعالي وهم لا يشعرون....

وقالها لي من زمن ليس بالبعيد-من شهر ربما- أحدهم وكان عضوا بجمعيتنا، وهو يتحدث عن "عدنان إبراهيم" وعن " عقلانية" الأمر في نقد "صحيح البخاري" بدعوى أنه ليس الكفر .... حتى انتقل به الحال إلى أن قال عن فعل من أفعال علي رضي الله عنه أنه لا يعدو أن يكون اجتهاد بشر، وأنه لا حاجة لنا حتى في ساحة الصحابة، -وأي صحابة هم!- أن نقدس الأشخاص ... وما يكون منه ومن عمر رضي الله عنهما وغيرهما إن هي إلا اجتهادات لا يمكن أن تكون هي الدين ذاته !
وبأسلوب جريئ جريئ ...! وما أسهل ما يتجرأ شباب اليوم في ساحات القول، وما أصعب أن تجدهم في ساحات الفعل حينما يجدّ الجدّ !

وقالتها لي يوما  أيضا قريبة تدرس الطب بفرنسا ونحن نتناقش، وهي تذكر ما تذكر مما لا أنكره من أمور الانضباط والتنظيم التي يعرفونها ولا تخفى عنا، أن العلم بمكان والدين بمكان ولا يجوز أن نتحدث عن الدين ونحن نتحدث عن العلم ! بدعوى "العقلانية"...

وقالها الكثيرون والكثيرون ممن أعرف وممن لا أعرف، قالوا وكأنهم يروننا نركع لأوراح العلماء، ونسجد لأوراح الصحابة، وننطق الشهادة ونردفها بشهادة أن الصحابة والعلماء مقدسون ...
قالوا أنهم يدعون لئلا "نقدس الأشخاص"
فينهال هذا وذاك ممن يزن وممن لا يزن فيستسهل الخوض في عقل فلان من العلماء وعلان ... وكأن عقولنا اليوم ذات الوزن الأكبر .... وكأن فعلنا للأمة وللدين هو الأكبر من فعلهم ...!! هكذا بلا قواعد علمية ولا شروط نقد واضحة تؤهل من يجرأ ليتقدم ويفعل لأن يفعل .....

هل نحن ندعو لتقديس الأشخاص ؟ هل ندعو لتعطيل العقل ؟

لا بل ندعو ألا ندخل ساحات ليست ساحاتنا فنخبط فيها ونخلط، ونتحدث من غير علم ولا هدى عمّن كانت يدهم الطولى في نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نقل القرآن ذاته، وقد سخرهم الله سبحانه ليحفظ دينه والذكر الحكيم .

أدعو للتواضع ثم التواضع ثم التواضع....
كان الشافعي وهو مَن هو يقول -في معنى ما قال-، أنه كان يستمع لأحدهم وهو يتحدث عن أمر وإنه ليعلم أوله وآخره بتفاصيل، ولكنه لم يكن يقطع حديثه، ولا يسارع فيقول أنه يعرفه، بل كان ينتظر حتى ينهيه، بل ويتظاهر بعدها بأنه الذي لا يعلمه، وأنه سامعه لأول مرة...!

ذلك غيض غيض غيض من فيض....

أعن أمثال هؤلاء تكون دعوتهم التي نالت قوتها  من كلمة "تقديس"... هذه الكلمة المخيفة التي تلقي في الروع أن من يتلقى عنهم، ويتواضع ليأخذ عنهم، يجب أن يشهر سلاحه أولا، سلاح عقله الآخذ بهواه، سلاح خوفه من تأثيرهم في نفسه، سلاح العقل وأنّهم عاشوا عصر التحجّر إذ لم يكن لهم نصيب مما بلغه التطور العلمي ..حتى إذا أخذ لم يكن الغرس في نفسه على الوجه الذي يزرع ليؤتي الأكل، بل على وجه الأخذ مع التشكيك ...

وإن هذه الدعوى لتتفاقم، حتى وصلت فعلا بمن وصلت إلى تسفيه العلماء... وحتى إلى التقليل من قدر الصحابة، بل بآخرين إلى التشكيك في أصول الدين...

فعن من تريدوننا أن نأخذ بعدها ؟ أعنكم ؟  معذرة فإن عقلي المتواضع لا يستطيع أن يسفه عظماء العلماء ويستمع إلى جزافات عقول أخرى  emo (30):

أسماء هذه كتابتك قبل ثلاث سنوات تشبه ما كتبت في موضوع السعيد  :) أليس كذلك؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2016-09-14, 07:21:29
سياحة هي، وأعظم سياحة، تجوال، وترحال، وتنسّم عبير، وترويح،وجمال وبهاء، وراحة وسكينة، وطمأنينة، وسلام ....
سياحة هي تأخذك إلى عالم الأقدار...
إلى عالم الأسباب تتحرك على الأرض بفعل مسببها الخبير العليم الرحيم ... مجيب دعوة الداعي إذا دعاه .... الحنان المنان على عباده....

هي هناك في مدينة من مدن الضباب... وراء البحار، في فرنسا... هي وزوجها، تقول فيما تقول أنّهما الغريبان، وإن كان كل منهما يؤنس الآخر في وحدته ويشدّ من أزره، ويواسيه، ولكنّ الغربة غربة ... والوطن هو الوطن، والأهل هم الأهل بعيدون، والأحباب هم الأحباب بعيدون ....

حملت، فكانت فترة الوَحَم،وكان اشتياقها لرائحة الأهل، وما تصنعه يد الأحبة...
لم يعد كل ما أمامها وما بين يديها يضاهي كسرة خبز من يد أمي، أو رشفة قهوة بين جدران بيتنا الصغير هو القصر المنيف لا برج "إيفَل"، وبين جنبات حينا الشعبي لا اكتظاظ "الشانزيليزيه" بالسيارات الفاخرة..والبنايات الفارهة !

حاولت جهدها أن تخفي ما بها، ولكنها تبوح في ساعات البَوح ...
ويلفح أحبابَها سُعارُ الشفقة والحزن لحالها، وأنه لو كانت أمواج البحر تحمل إليها كسرة خبز من رائحة الوطن لحمّلوهَهَا .... ولكن هيهات هيهات ....

وأتعاب الحمل ينوء بها جسمها الهزيل .... ويزيد في اللأواء بُعد الأحبة وأحضان الوالدَين الحانيَيْن وطلّة كطلة القمر من وجه أحدهما عليها تُذهب كل آلامها وأتعابها ...

ولكنّ عينا هي تلك التي لا تنام، ولا تأخذها السِّنة ترعاها، وتعلم ضعفها، وعسر حالها...لا تسمع منها الصوت، ولا تحسّ منها التَّرْبيتَ على الكتف... عين الرقيب العليم الخبير الحنان .... لا تكِلُها ....
فتحرك الأسباب على أرض الأسباب ....

سبحانه، ما أجمل السياحة في عالم أقداره ....
ما أبْهاه من خَضار، وما أروع شدو مياهه الرقراقات، وما أجمل شموخ جباله، ونديّ وديانه .....

إنه عالم الأقدار، وأنت تنتقل مع القدر ورحمة الله خطوة خطوة إلى حيث مشيئته سبحانه أن يستقر وينتهي...

لقد جاء....
جاء كأي أحد يجيئ، رجل من رجال البلدة يشاء الله أن يلتقيه خالها وهو في عطلة لأيام بين أهله، إنه من ذلك المكان، تحديدا من تلك المدينة التي تقطنها صاحبتنا .... وسلام وأحضان، وسؤال عن الأحوال، ومشيئة الله وأقداره أن يأتي في ذلك الزمان تحديدا، زمن لأْيِها وتعبها...في تلك الأيام تحديدا التي لا تجد المنْدوحة فيها إلا أن تبوح عبر الهاتف لأمها وأهلها بشيء من لأوائها ....
التقى الخال بصديقه المغترب، الذي سيعود إلى غربته بعد أيام قليلة ....

آه ...!! يالمشيئة الأقدار... إنه من مدينتها تحديدا، رغم أن تلك المدينة جامعية لا يقطنها الكثير من أهل الجزائر كما يتواجدون في غيرها من مدن فرنسا ....!

ولكنّ مشيئة الأقدار أقوى من أي حال ....
دخل مكتبة لم يدخلها من قبل يوما، مكتبة الخالة ليصور أوراقا يحتاجها، وتشاء الأقدار أن يدخل الخال من باب المكتبة الخلفي، في تلك اللحظة التي دخل فيها هو، وطلب صورا لأوراقه ....
وتشاء الأقدار أن يكون الرجل صديقه الذي يراه بين زمن وزمن وهو المغترب هناك في تلك المدينة من مدن فرنسا....
وتشاء الأقدار أن يتذكر الخال حال ابنة أخته، واشتياقها لرائحة الأهل والوطن ....
وأن يسأله إن كان يقبل أن يبلّغها شيئا من تلك الرائحة، وهي في حالها من الوَحَم ....

وتشاء الأقدار أن يكون الصديق طيبا عارفا بمعنى الثواب الذي يلحق من عمل كذلك العمل ....

وتشاء الأقدار أن تكون أم صاحبتنا وأختها في تلك الأيام ذاتها ببيت الجد في مدينة الجد لا في مدينتها...

وتُشد الهمم، ويُحَضَّر لصاحبتنا مما اشتهت وأعربت أنها تشتهي...
وتشاء الأقدار أن يُقتنى لها من فاكهة الصيف التي لوَّعها شوق الوَحَم إلى مذاقها ونحن في عزّ الشتاء ....وفرنسا خلت منها من بعد تنقيب الزوج عنها في كل أسواق تلك المدينة الفرنسية...

وتُخطّ الخطة، ويُخفى عنها ما يُخطّط لها ...
وتجري المفاوضات، وتحضّر المشتَهَيات مع تلك الفاكهة الصيفية المُشْتهاة شتاء !
ويحملها الرجل الصديق مع ما يحمل فرِحا مسرورا أنه سيبلّغها حاملا في فترة الوَحَم ....

ويسافر من مدينة إلى مدينة، سفرا متقطعا، والأمانة معه....يوم هنا، ويوم هناك، حتى جاء اليوم الثالث الذي كان فيه هناك حيث صاحبتنا ....
ويصل الرجل إلى زوجها، ويلتقيه، ويسلّمه الأمانة .... تلك التي قطعت البحار، وسافرت في عَرَض السحاب، وانتقلت من بلد إلى بلد حتى وصلتها بمشيئة الله تعالى الذي أراد وكان ما أراد، أراد أن يبلّغها من رائحة الأهل والأحباب.....! أراد أن يُؤكِلها مما اشتهت....

ويدخل الزوج عليها بما سُلِّم ....
فتنفجر باكية وهي ترى أمام عينيها ما كانت تظنّ أنه البعيد عنها والذي لا يمكن أن يقطع البحار إليها ...!! وتبكي أول ما تبكي أحبة اشتاقت إليهم، وبلغتْها منهم رائحة ....

هل أجمل من هذه السياحة سياحة ؟!!
هل أجمل من مشيئة الله وقدره عالَما يدعوك أن تتأمله، وتتأمّل مجرياته حتى منتهاها ؟!
سبحانك جلّت قدرتك، وتباركت، وتقدّس اسمك....
سبحانك يا مَن لا تنسى عبادك...
يا مَن تسبّب الأسباب حركة على الأرض لتقدّر الرحمة بحرا من وراء بحر.... سبحانك ما أجمل عالَم مقاديرك وما أروع السياحة فيه ....

يا الله ! مؤثرة جدا  :)  ما عند الله القريب الكريم قريب :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-09-14, 11:28:20
نعم يا بهي ... ذكرتِني .. emo (30):  الأولى من شاكلة "الرجل السعيد"

والثانية قصة واقعية، ودائما تشدّني وتأخذ اهتمامي وتسحرني السياحة في مقادير الله تعالى ... سياحة لا ندّ لها ولا مثيل.. سبحانه ما أعظم حركة فعله في الأرض !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2016-09-14, 19:44:26
نعم ..عرفت أنها واقعية من صاحبة المكتبة :) سبحانه!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:40:39
12/09/2015

عن الساعة التي بُنيت بمكة بجوار الكعبة :
عبث، وترف لا يزيد من قيمة الكعبة ذات القيمة الذاتية العظيمة، وهذه الزيادات والأبّهات التي تُزاد فيها بدعوى خدمة الحجيج...! هل صلى أعظم الرجال وأعظم النساء خلف العظيم المعلم في مساجد ذات زينة وأبهة، أم صلوا في مساجد أسست على تقوى، سُقّفت بجريد النخل، وكانت أرضها الحصباء.... وفتحوا الدنيا من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم...
كانت مساجد قيمتها في روحانياتها، وكل هذا الترف المبالغ فيه والذي يتخذه ملوك السعودية مطية لدعوى خدمة الحرم وتنويم العامة لا معنى له إلا حرمان الناس العاديين من أداء فريضة وركن، ركن صار لا يقدر عليه إلا غني.....فماذا بعد؟!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:53:21
2015/09/26

(https://scontent-mrs1-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/12039370_777774249014777_2412414059467660144_n.jpg?oh=5b68aff3502c5292bf48540181732f84&oe=594D7DEC)

نصيحة لمن يريد تخليص أبنائه من أسر الطابليت والأجهزة الإلكترونية الشرسة التي افترست حريتهم، وبراءتهم وطلاقتهم، وجعلت منهم آلات... جربوا التحايل على أبنائكم بأن تجلسوا معهم جلسات مطولة تجمعكم بهم، لتشاركوهم اللعب... لعبة "السْكْرابْل" scrabble الرائعة لتكوين الكلمات، أو لعبة الشطرنج ....لا تحمّلوا لهم هذه الألعاب على الطابليت أو الحواسيب، أو الهواتف "الذكية" بل اقتنوها بأصلها، بشحمها وبلحمها، اقتنوها لهم لتلاعبوهم ولتقابلوهم وجها لوجه، كفانا اعتمادا على الأرجل الإلكترونية والأيادي الإلكترونية، والأصوات الإلكترونية ....كفانا فإنّ البشرية فينا تصرخ أنها قد ملّت وتعبت وشقيَت فيما يأخذ الانبهار إلى عالم من الخيال الذي يصنعه الغرب المستوحش للحياة، ولمعنى الحياة لجفاء روحه، البعيدة عن النافخ فيها من روحه سبحانه ...
أنقذوا أولادكم من شاشات الإلكترونيات ... أنقذوهم فإن البشرية المنكودة بهذا الاجتياح الذي يجعل من البشر آلات لقادر على السيطرة الكاملة المخيفة المرعبة المفزِعة على بشريتهم ......
يوم أمس أخذنا "المعتز بالله" مع لعبة السكرابل، فكانت جولة مفيدة وشيّقة وممتعة، أبلى فيها بلاء حسنا وهذا عامه الأول مع اللغة الفرنسية :) لذلك لم يخلُ الأمر من بعض التجاوزات والمسامحات
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:55:11
2015/10/12
عندما حسبنا أن المنتدى سيُغلق:
آخر يوم في حياة منتدانا الغالي "أيامنا الحلوة":
سبحان الله ...لا دوام لشيء في هذه الفانية ....
عشنا فراق منتدانا الأول، وساحةً كانت تجمعنا، كنا نلقي فيها بالفرح وبالألم ... وكنا نتشارك النقاش ساعة الجدّ، ونتبادل التهاني والمباركات ساعة الفرح، والمواساة ساعة الترح ....
وهذا يوم جديد يتجدد فيه الفراق وينتهي فيه ما كان يوما ما بداية ... وكذلك الدنيا بأكملها كما بدأت ستنتهي يوما ما ....
ولكن لا بد من بقاء، لا بد من دوام، هكذا هي سنة هذه الحياة التي نحياها، وسنة هذا الوجود الذي أوجدنا الله فيه... أن يفنى كله، ويفنى كل من فيه، ويبقى وجهه سبحانه ... سبحانه وحده ليقضي في يوم يعيدنا فيه، هو ملكه ومليكه، ومالكه .... يوم الدين ....
فاللهم كما جمعتنا في الفانية وهو أهون عليك، فاجمعنا في الباقية وأنت الغفور الحليم الكريم ....
أستودعكم الحيّ الذي لا يموت، ونسأله سبحانه أن يُبدِلنا هذه الساحات الفانية جِنانا تجمعنا على سرر متقابلين
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:56:21
201/10/29

وأنتم تربّون أبناءكم، علموهم مواجهة مشاكلهم بأنفسهم، علمموهم ألا يهربوا منها بالتيبّس والصدمة القاتلة، بل بمواجهتها، علموهم أن يردّوا ويدافعوا عن أنفسهم بكلمات مؤدّبة، فإنه ليس من حسن التربية أن نعلمهم الصمت بحجة أنه الأقرب للأدب، علموهم الجرأة المقنّنة بالأدب والصدق في الحديث، المُحاطة بحُسن الخُلق ... علموهم مواجهة مشاكلهم وعدم الهروب منها بالصمت أو الخجل القاتل ... تذكروا ذلك الطفل الذي لم يهرب مع الهاربين حينما رأوا عمر بن الخطاب بجلال هيبته مقبلا، بل بقي مكانه، فلما رأى منه عمر تلك الجرأة، سأله عن سبب بقائه دون أترابه، فقال: لم آتِ ذنبا لأخشى عقابك، ولا الطريق ضيّق فأوسّعه لك....
وازِنوا فإن الإسلام ميزان ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:57:24
2015/11/14

إياد يوم أمس سألني في سياق حديث ذي شجون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:لقد خيّر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا عبدا أو أن يكون نبيا ملكا، فاختار العبودية وأبى الملك، ولقد أغراه المشركون بالملك ساعة ساوموه على ترك ما هو عليه، بقولهم "إن شئت الملك ملكناك علينا"، ولكنه أيضا رفض، لمَ تراه رفض الملك وهو لو اختار الملك لتبعه كل العرب ولسهل عليه أمر قودهم إلى ما يريد ؟
إياد لم يتجاوزالتاسعة من عمره .... حينما طرح عليّ سؤاله، قوي في نفسي اليقين من عبقريّة هؤلاء الأغرار، ومن علوّ شأن بعض العقول الصغيرة إلى درجة تناطح فيها أفكارهم وتساؤلاتهم أفكار وتساؤلات كبار العلماء الذين تدبروا في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم على كِبر وطرحوا مثل هذه التساؤلات وأشبعوها مناقشة وتحليلا، وبحثا ...
تذكرت سيد قطب وهو يطرح هذا السؤال ذاته، وتذكرت كلاما قرأته بشأنه من قبل...
لم أشأ إعطاءه الجواب، بل قد طلبت من زملائه أن يفكروا به، وعصفت الأذهان الصغيرة الغريرة عصفها حتى أمطرت... وكنت أعلم أن العقل الذي يسأل سؤالا مثل هذا، بندّه عقول ستعطيه الجواب، فكان السؤال منهم، وكان الجواب أيضا منهم ....
فلله درّها عقول الصغار ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:58:18
2015/11/17

شيخنا الغزالي... رحمك الله تعالى بواسع رحمته، وأجزل لك الثواب فيما خلّفتَ... ولله درّك من عالم لم يكن يخشى في الحق لومة لائم، فماكن يُداري، وما كان يُماري...
كتابك "فقه السيرة"، وهو الذي لا يغادرني، ولا أنفكّ لما فيه قارئة، يقدّر الله أن أعود بسبب من أسبابه سبحانه لمقدّمته من جديد، فأسعد، وأنا أقرأ لحكيم بين الحكماء، يُحسن وهو ينقد، ويُحسن وهو يقول قولة الحق، ويُحسن وهو يوازن، وهو يحفظ لقامات العلم مقاماتها، ويُحسن وهو يُخالف عالما، فلكأنّما تقرأ لمحبّ يرفِق ويلين وهو يذكر -للحق وبالحق- عن رأي من يحبّ، المخالف لما يرى... لله درّهم من أصحاء، أكفاء...
يقول كلاما صريحا، قويّا، لعمري إنني لأرى منه المتشدّدين، والمتفيقهين، والذين حُسبوا على السلف، موريات قدح النار الأَكول، ولكنّه يقوله، محتسبا، غير آبه بالشرر منهم يعقبه الشرر يعقبه الشرر كالقصر يأتي على الجوهر وهو يقدّس المظهر، فيُسلس الكلام لينقاد إلى ما يريد سهلا مقنعا موفّيا ....
مقدّمتان اثنتان هما عندي بمقام سنيّ من الحكمة والعلم، وتعلوان بصاحبيْهما فتعرّفان بهما وبمقدارهما قبل ولوج عوالم خيرات كتاباتهما النابضة، إحداهما للقطب رحمه الله وهو يتفيّؤ الظلال الوارفة من القرآن، والأخرى للغزالي وهو يقدّم لفقهه سيرةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
فليعد من أمكنه العَود إليهما، فإنهما لدرّتان من الدّر المكنون ....

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:59:04
2015/11/23

رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاثة عشر عاما، وهو وأصحابه تحت نَيْر الاضطهاد والاستضعاف والتعذيب والتكذيب من قومهم...
وإنني لألمح في عيون المشركين ورؤوس الكفر نشوة حينا بطرا بما كانوا يُلحقونه بأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وحسرة حينا آخر وهُم يلاقون من جَلَد الواحد فيهم ما لا يجتمع في المئة والألف من الرجال، فتخبط رؤوسهم وتخلط لتفهم سبب قوتهم وجَلدهم وثباتهم فلا يجدون من سبيل إلا أن يبحثوا عن سبل أخرى للنيل منهم وللخلاص من دعوتهم...
ويبلغ بهم النيل والكيد والمكر أن يجتمعوا في دار الندوة ليقرروا اجتماعهم على ضربة واحدة قاضية، ضربة من صفوة شباب قبائلهم وأكثرهم شجاعة وقوة تأتي على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى كل أمره...
وإنه ليهيّؤ لمن يقرأ السيرة لأول مرة، أو لمن لا يعرف عن الإسلام ويقرأ صفحات السيرة العطرة أنّ نبي الإسلام قد حانت نهايته لا محالة بهذه الخطة المُحكمة التي اجتمع عليها كل رجالات قريش، بل وكان أبو جهل على باب بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مزهوّا بطرا يتشوّف عما قريب للاحتفاء بنهاية الداعي، ونهاية دعوته....
ويد الله كما يشاء سبحانه، وساعة يشاء تقلب الموازين، في اللحظات الأخيرة، في ليلة لأواء ليلاء يخرج النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم كلهم، ولا يراه منهم أحد، وينجّيه ربه بغشاوة على أعينهم فهم لا يبصرونه...
وما قُلِب الأمر كله إلا بغشاوة ...!!
في اللحظات الأخيرة... ويالقيمة اللحظات الأخيرة، ويالنفعها، ويا لبركتها، ولكن للواثق بربه، الثابت على دربه، المستمسك بحبله وإن أحاطت به الرزايا، وإن اجتمع الكل على الخلاص منه، وإن اجتمعت عوامل القوة كلها في أياديهم، وخلت يدُه هو من عُشر ما معهم....
وخرج المصطفى صلى الله عليه وسلم ونجا في اللحظات الأخيرة، ودخل المدينة ليبدأ عهد الدولة...
وبعد عامين نزل فرض القتال، وما لبث أن نزل الفرض حتى كتب الله عليهم أول قتال، كتبه عليهم من حيث لم يحتسبوا، إذ كانوا يظنون أنهم الماضون لاعتراض سبيل القافلة واغتنامها، وحسبوا أن تلكم هي الشوكة، ولكنّ الله يقدّر أن تكون الشوكة في القتال لا في الاغتنام...
خرج القوم يبيّتون نيّة، فيكتب الله لهم أمرا لم يكونوا يحتسبونه، خرج الذين اضطُهِدوا لأعوام كثيرة، ونال منهم أهل الكفر أكبر منال، ليظفروا بشيء مما سُلب منهم وهم الطرداء، خرجوا بعد خمسة عشر عاما من بعثة الحق، بعد خمسة عشر عاما من استضعاف أهل الحق وطغيان الباطل وأهله....
ربما يتبدّى لك أبو جهل، وأبو لهب، وأميّة بن خلف أئمة للكفر وللقوة معا، لا يغادرون النبي صلى الله عليه وسلم من ملاحقة وترصّد وكيد حتى وهو قد هجرهم إلى أرض غير أرضهم ....
بعد خمسة عشر عاما من نزول النور على المصطفى، لم يملّ فيها ولم يكلّ، كما لم يملّ أعداؤه ولم يكلّوا من الكيد والمكر والتخطيط والتدبير للخلاص منه، تأتي ساعة حاسمة، ساعة فاصلة، ساعة مفصلية في تاريخ البشرية كلها ....
تلكم كانت ساعة الفرقان في يوم الفرقان...
نعم هي ساعات من نهار يوم ليس ككل الأيام، يلتقي فيها الأربعة عشر والثلاث مئة بالألف البطِرة الأشِرة، ليقضي الله أمره، ليخزي عدوّه كأشد ما يكون الإخزاء، وليذلّه كأشد ما يكون الإذلال، ولتجتمع خمسة عشر سنة من طغيان باطلهم، فتُدحر كلها في يوم واحد، يوم إذلال واستخساء، يوم قلب الموازين كلها ....
فيالبركة اليوم الواحد الذي يأتي بعد صبر طويل !! يالِبركة ساعاته القليلة ....!! وإنها ليد الله في لحظات بعيدة عن ساعات تمنّي الخلاص، بعيدة عن لحظات الدعاء بالخلاص، ساعات تأتي بعد أمّة من الزمن تطول وتمتدّ لسنوات عِجاف...!!
ولكنها لا تأتي لكل الناس، بل تأتي للذي يصبر ويحتسب، ويثبت، ويثق بنصر الله... للذي يبذل وسعه في المقاومة وهو ثابت لا يتزعزع الإيمان في قلبه ولا يتبدّل ....
لقد حسب أبو جهل هذه المرة أيضا أنه لا محالة المنتصر، حتى أنه رفض دعوة أكابر قومه له بالعودة وقد نجتْ عير أبي سفيان، لا لشيء إلا ليطرب على ضرب الدفوف ورقص القيان وليُري الناس أنهم الناس وأنهم أصحاب الشكيمة وأهل المِحال ...
نعم لقد طال بك العهد يا أبا الجهل وأنت على جهلك، وجهلك الطافي، وجهلك الطاغي، وقد تبدّى لك الخالد المنصور أبدا، ولكنّ الله كان يخبّئ لك ولمن معك ساعة من ساعات الذلّ والهوان .... ساعة من ساعات الخزي أنت وجهلك أهلٌ لها... أهلُ ....
وهكذا هو درب الباطل الطافي .... في ساعة من ساعات نهار مشرق، من ساعات نهار يوم فرقان ستتقطّع أطرافه إربا إربا كما يحقّ للباطل أن يقطّع...
هي يد الله تعالى في الساعة التي يشاء، وفي الوقت الذي يشاء، وبالسبيل الذي يشاء، وكل مشيئته حكمة وعلم .... وعلى أهل الحق أن يصبروا لآخر لحظة، فإن في لحظات الصابرين الأخيرة لبركة تقلب كل الموازين ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 10:59:39
2015/11/25

وأغضّ طرفي إن بَدَتْ لي جارتي *** حتى يُواري جارتي مأواها
إنه ليس بقول واحد من الصحابة رضوان الله عليهم، ولا بقول تابعيّ، ولا بقول أحد الصالحين من غابر الزمان أو من حديثه، بل إنه قول العبسيّ عنترة بن شداد الشاعر الجاهليّ ...!
فليت شعري لقد كانت فيهم مروءات يُأتَسى بها...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:00:56
2015/12/02

"made in china"..عبارة تعودناها وسئمناها...
شخصيا سئمتها وكرهتها، وأصبحت تجلب لي النكد والهم والغم، كلما قرأتها عرفت أن المُنتَج من أردئ ما يكون، فنكأتْ في الجراح والحسرات على عالم إسلامي "مُمَلْير" أعلم علم اليقين أنه لو أحب لصنع، لو عمل لصنع، لو جدّ وأخلص لصنع.... ولكننا لا نصنع...!!!
أي لعنة قد أصابتنا بالشلل حتى تلهو بنا الصين لهو الطفل بكرة يركلها، وتطمّعنا تطميع الصيّاد لمبتغاه من السمك بطُعم كاذب...
إنما هي تلك الهزيمة النفسيّة التي مكنّاها من أنفسنا لتغتال فينا الأمل في النهوض وفي العمل... "براقش" صرنا فعلى أنفسنا جنينا، وما جنى علينا أحد ...
ومازلنا بعدُ نرضى بسجادة صلاة تحيكها لنا الصين، وبمسبحة تنظم لنا خرزاتها، وهي تعرف عدد الخرزات بين كل فاصل فيها وفاصل...!!
والله إن بين يديّ شيء من أدوات مدرسية يصنعها بعض المنتجين الجزائريين لهي خير من منتوجات الصين المشوّهة مرات ومرات، فما بالنا لا نرعوي، فنعرض عن كثير مما تصنعه لنا ؟!!
بئس الصناعة تلك التي توجهها لنا دون غيرنا، وكأننا مزبلة الأرض التي تلقي فيها بقاذورات منتوجاتها، وقبلها وإنصافا وقولا للحق، ومعرفة بموطن الداء قبل إلقاء اللوم على المتداعين على قصعتنا، بئس الركون ركوننا إلى ما تصنع بنا ويصنع بنا غيرها ممن عرفوا فينا شللا ألمّ بأنفسنا قبل أيادينا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:02:08
2015/12/06

ولننظر الآن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، لننظر إلى الساحة اليوم، وهي جديدة كل الجدّة، مختلفة كل الاختلاف، لنعد بالذاكرة إلى أيام مكة، لنقارن ولنرى تصاريف القدر، فإذا المضطهدون بالأمس، المستضعفون الذين نالت منهم أيادي المشركين كل منال، الذين عُذّبوا وكُذبوا، وجُوّعوا، وقوطعوا لسنوات، ثم شُرّدوا، وطردوا، وأبعِدوا، وسُلبت دورهم، وأموالهم، وحيل بينهم وبين أعمالهم وأراضيهم وما يملكون...
هُم هم أنفسهم الذين نرقبهم اليوم، فإذا هُم جنود في جيوش هي رهن إشارة قائدهم الحكيم الذي ما أن يُصدر أمره بالتحرك حتى تراهم على أهبة رجالا ورُكبانا مدجّجين بالسلاح، مزوّدين بزاد القتال، مقبلين غير مدبرين، ومبلغ مطمعهم أن تُحسب خرجاتهم في موازينهم غزوات في سبيل الله، يسألون قائدهم صلى الله عليه وسلم وهُم في ريبة من أمرهم إذا خرجوا ففرّ عدوهم ولم يلقوا قتالا : أنطمع أن تكون غزوة يا رسول الله ؟ فيجيبهم : "نعم" ...
لقد صبروا، ولقد ثبتوا رغم كل ما لحق بهم، لقد ضحوا بكل نفيس عندهم في سبيل هجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي لله ولرسوله، فما كان من أمرهم إلا أن أجزل الله لهم العطايا، فهي اليوم نصر مؤزّر وقوة ومَنعة، ورعب يُلقى في قلوب أعدائهم..
ها هُم اليوم نرقبهم، وهم أول نزول فرض القتال بين مستبشر به فرح، وقد كان مُنيته ومُبتغاه، وقابل إياه على مضض إذ أنه أمر الله، وبين مستثقل ودّ لو أنه تأخر ولم ينزل، ها هُم اليوم في غزوات متتالية تعقب بدرا لا يتأخرون، بل نراهم يقبلون على اليهود غير هيّابين ولا مأخوذين بتشدقات ألسنتهم أنهم أهل الحرب واللقاء، وعلى الأعراب الذين أرادوا بهم الغِرّة غير متأخرين، لا يخشون قتالا ولا عدوا قويّا عُرف بالسلاح وبالحروب، ها هُم اليوم وهيبتهم بين الناس تضرب الأصقاع، وهاهي عُيون رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتيه بالأخبار ثقيلة كل الثقل، تنبّه القائد والمقودين إلى العجلة في الأمر، والمباغتة والغزو قبل أن يغزو العدو، فينقلب السحر على الساحر ويُبهت العدو وهو الذي هيأت له نفسه غزوهم، ويفاجأ بهم في عقر داره غُزاة مشمّرين ...! في "قرقرة الكدر"، وفي "ذي أمر" عرفناهم مباغتين لعدوّهم الذي خطط لغزوهم، فإذا هُم الغزاة، والعدوّ يفرّ منهم فرار الجرذان من هجمة الأسد الجسور...
وفي "السّويق" وأبو سفيان يحمله الغيظ واليمين الذي قطعه على نفسه المكلومة من أثر الهزيمة ألا يمسّ رأسَه ماءٌ من جنابة حتى يغزو محمدا في عقر داره، يحمله على الإغارة ليلا ليحرق نخلا ويقتل رجلا، فيفاجأ بجيش يلحقه، فيفرّ ومن معه مهزوما مذؤوما، يخاف أن يُدركه محمد وصحبُه، فيلقي بزاده وزوّاده ليتخفف فيسهل عليه الفرار! يخاف ممّن استضعفهم من زمن قريب، وظنّ بهم الخوار، يفرّ ممّن هزموا جيشا لهم قوامه ثلاثة أضعافهم...فما كان برّه بيمينه إلا وجعا على وجعه!
ولقد عرفناهم في "بني قينقاع" يداهمون القوم في حصونهم، وهم الذين جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها يدعوهم للإسلام ويحذّرهم من أوْلِ حالهم إلى مآل المشركين في بدر، فيتشدقون، ويتمطّون ويدّعون أنهم الناس في الحرب، وأنهم بلقائهم قريشا، ما عرفوا ناس الحرب، نراهم بعد أيام قليلة أذلّة مخزيّين منفيّين، وقد ظنوا أن كشف عورة امرأة مسلمة عمل لا تقوم له في دنيا المسلمين قائمة، حتى عرفوهم يقيمون الدنيا عليه ولا يقعدونها حتى هُم أولاء قاب قوسين أو أدنى من قتل جماعيّ مؤكّد على أيدي المسلمين، سبعمائة بين حاسر ودارع كلهم لأجل عِرض امرأة مسلمة واحدة يُعطون درسا ما أعطاهُموه أحدٌ من قبل، ها هي ذي دعاياتهم بأنهم ناس الحرب، يُنفون من الأرض نفيا...!
أم حسب ذاك الذي شبّب بنساء المسلمين أنه الأشرف ابن الأشرف، ولن يناله من ثورة المسلمين على أعراضهم منال؟! هو ذاك "كعب بن الأشرف" الذي جعل بلسانه السليط يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤجج الناس على حربه، ويشبّب بنساء الصحابة، حسب أن لسانه حصانه، حتى دوهِم وهو المتطيّب بمَن أغراه بنفسه مدحا حتى أغرى به وقضى على يديه، فما كان جزاء اللسان الماكر بالإسلام إلا صولة لسان ماكر للإسلام...
فلنرقب تصاريف القدر، والله يشفي صدور قوم مؤمنين، والله ينصر عباده المؤمنين، الثابتين الذين اختاروا الله ورسوله، وصغرت في أعينهم الدنيا بما فيها، وكبُرت في أعينهم الرسالة العظيمة، ورسولها ... إنها عطايا الرحمن لأوليائه الصادقين المخلصين الذين اختُبروا فنجحوا، وابتُلوا فصبروا، وفُتِنو فما افتُتِنوا، وسمعوا فأطاعوا، فبعد ما قدّموا النفيس، هم اليوم يقدّمون النفس قربانا لله ولدين الله ...
شتان بين أيام مكة وأيام المدينة ...! شتان بين أحوال مكة وأحوال المدينة .... شتان بين من كان بالأمس طريدا شريدا، ليغدو اليوم المطارِد الذي يهابه القاصي والداني ...وإنها لعطايا الرحمن لعباده المخلصين الصابرين المحتسبين...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:03:21
2015/12/16

عندما تعلمت شيئا من اللغة التركية من على الأنترنت، كانت هذه أولى كلمات أستطيع ترجمتها للعربية  emo (30):

Ayna benim en iyi arkadaşımdır Çünkü ben ağladığımda o hiç gülmez.
مرآتي هي أحسن صديق، لأنها لن تضحك عندما أبكي
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:04:48
2016/02/01

إنه سبحانه لا يُعجزه شيء، ولن يضر أمره وكلمته ظلم ظالم ولا طغيان طاغية، ولن يحول دون إمضائه مشيئته تقوّي أمم على أمم ولا تسلح أمم وتسلّطها على أمم، ولا تقوّي ابن الجلدة بأصحاب قوة...
في سورة الأنعام في قطاع من الآيات المتقاربات إقرار بهوان كل من ظن أن أمره الماضي....
.فلا يحزننّ مؤمن من كفر كافر أو تصدي ظالم لدعوة الحق أو ادعاء مدّع مهما بلغت قوته وشوكته أنه المهلك والمسيطر.... فالله متم كلمته ونوره...
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (107)
★★★★★★★★★
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113)} [الأنعام : 112-113]
★★★★★★★★★
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام : 115]
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:05:28
2016/02/03

فرعون سأل موسى عليه السلام آية وهو يقول له :"إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ"، فلما أتاه موسى عليه السلام بآيتَيْ العصا ويده، وصمه بالسحر...!!
إنّ هذا لدَيْدَنُ المصرّين على الباطل، يرون الحق بأعينهم ويتيقنون أنه الحق، ولكنهم على ضلالهم يصرّون لحاجات في أنفسهم، أولها السلطان في الدنيا، والمال...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:06:13
2016/02/10

كل اللغات تقريبا إذا أرادت أن تكتب صوتا معينا، قرنت فيها بين حرفين، فكانت الحروف الصائتة في هذه اللغات زيادة لتكوين الأصوات، وهي زيادة في عدد الحروف!... إلا اللغة العربية، فالأصوات تُحدَثُ فيها عبر الحركات، ففتحة، أو ضمة، أو كسرة .... أو حتى سكون ....
هم إن أرادو "دَ" كانت : DA
وإن هم أرادوا "فِ"، كانت : FI
وإن هم أرادوا "لُ" كانت : LO
أما إن أرادوا صوتا منوّنا كقولك: "باً" فيقرنون بين ثلاثة حروف BAN ....وهكذا
أما اللغة العربية فالأصوات فيها بالحركات على الحروف، ولا تستعين بحرف لتُكوّن صوتا، وما كان زائدا فيها من حروف فغِنى تُعرف به، فلا تجد في كثير من اللغات -إن لم يكن في كلها- "خ"، وفيها تجده، ولا تجد في كثير من اللغات "ث" وفيها تجده ولا تجد فيها "ق" وفيها تجده ... وعن حرف "ض" حدّث ولا حرج :) !! فهي لغته التي تتفرّد به على وجه البسيطة....
هذا فيض من غيض من ميزات لغة القرآن العظيم .... تأملوا كيف يختارها الله لتكون لغة الكتاب الأعظم !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:06:52
2016/02/21

سواء كانت القلة في العدد أو الكثرة أو حتى مع انعدام النصير بالكليّة فإن النصر من عند الله تعالى ....
في بدر كانوا قلة والنصر كان من عند الله...
في حُنين كانوا كثرة حتى أعجبتهم كثرتهم وكادوا يُهزمون، وهم على كثرتهم ضاقت بهم سبل الخلاص لولا أن أنزل الله سكينته عليهم فكان النصر من عنده...
وفي غار ثور ثاني اثنين إذ هما في الغار نصره الله وقد كان موقنا بمعيته :{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 40]
فالنصر من عند الله وحده ولا يجب الاعتداد بكثرة ولا الاستقلال بقلة ولا الخوف مع انعدام النصير، إنما وجب التوكل على الله والعمل مع اليقين أنه الناصر إن رأى في عبده صدقا وإخلاصا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:08:54
2016/02/23

غزوة "أحد"... من منا لا يعرف هذا الاسم؟ ولكن ......!!!
ربما لم نقف طويلا عند هذه الغزوة العظيمة، ربما لم نقف إلا على ما عُرف فيها من معصية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت الهزيمة... ربما لم نقف طويلا عند ما يستحقّ الوقوف في هذه المحطة التي رأيتها واحدة من أكثر محطات السيرة النبوية أهمية ونفعا، بل واحدة من أكثر محطات سيرة الأرض قاطبة أهمية ونفعا ودرسا، خاصة لأيامنا هذه، ولا عجب-إذا تأملنا- في ذكر القرآن لتفاصيل غزوة أحد قبل تفاصيل غزوة بدر، إذا تتبعنا ترتيب المصحف، والذي هو ترتيب توقيفي من عند الله تعالى، لا عجب في سبر أغوار أحد قبل أغوار بدر-آل عمران قبل الأنفال-، لمن يفتح المصحف الشريف ويقلّب صفحاته المتواليات.... إنها لأيامنا، إنها لحالنا اليوم ....
عشت مع غزوة أحد، كأجمل ما يعيش الإنسان الحياة، يعيشها وهو يتعلّم، إذ إنّ كمال العيش في الدنيا أن يتعلم فيها الإنسان ما ينفعه، ما يُفهمه دورَه في هذه الحياة، ما يلقّنه دروسا تكون له الزاد على الطريق وقد خُلق في كَبَد، وليس أكمل ولا أشمل ولا أصحّ من العيش على منهج الله تعالى، وعلى خُطى رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي جاء هاديا، ومُنجّيا من المهالك، آخذا بحُجز الناس عن النار، مُبتغاه أن يفوزوا بجنان الرحمن، مؤدّيا للرسالة، مبلغا للأمانة، فانيا عن ذاته، متماهيا في الرسالة، وفي الهدف من الرسالة، لإعلاء كلمة الحي الديّان، الذي ما خلقنا إلا ليختبرنا في هذه الحياة، وليرى عملنا وقد جعل الإنسان خليفة، أفيؤدي الخليفة ما عليه، أم تُراه يتخلّف ؟!...
عشنا مع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا هي دروس تدعو المؤمن الوقّاف عند الحكمة وعند الهدف من الأمر والنهي إلى التأمل، مريدا للعمل بما يجب والانتهاء عما لا يجب، تدعوه لأن يرسم خطوط حياته، ويحدّد معالم طريقه، ويجلّيها لتكون الطريق التي تُرضي الخالق المستخلِف، الآمر الناهي، الجامع لعباده في يوم هو يوم عدل، للحكم بالعدل، وللجزاء بالعدل، وللعقاب بالعدل، وإن كانت رحمته قد سبقت، وهي التي كتبها على نفسه، فمن باب العلم بواسع رحمته، والمعرفة بطلاقة قدرته، واليقين من عدل قضائه، وجب العمل على إرضائه كل العمل ... وما اختار الراحة والدَّعَة إلا من لم يفهم الرحمة على النحو الذي أراد الرحمن أن نفهمها، لم يفهم أنها رحمة مَن خلق، فأحبّ الهُدى لعباده، ورأى عملهم فرحمهم على ما قصّروا، وزلّوا وأخطؤوا، ولكنهم لم يقعدوا، ولم يجعل رحمته بابا لأن يركن المؤمن للقعود، يحسب أن صفة الإيمان تكفيه، وغفل عن مرات ومرات قرن فيها القرآن الإيمان بالعمل...بل هي كل المرات...
هكذا ينبغي العيش مع سيرة الذي اصطفاه الله من بين عباده، ليكون الهادي لعباده إلى يوم الدين، ليكون الرحمة المهداة لهم إلى يوم الدين... وهكذا يجب أن نُشرف من سيرته على حياة نرسمها من تلافيف أنوار السيرة الممتدة عبر الزمان والمكان، والتي جُعلت قرآنا حيا على الأرض، يتحرك، ويعمل، ويتجسّد، كما صنع منها صاحبها عليه من الله أفضل الصلاة والسلام رجالا كانوا قرآنا مشى على الأرض...
نُشرف منها على المعنى العميق من هذه الحياة، فلا تعود تأخذنا بزينتها ولا ببُهرجها، ولا بأنوارها الزائفة الزائلة، وإنما تأخذنا بكونها الطريق الذي يؤدّي إلى الزينة الدائمة والبُهرج الخالد، وفيها لا في غيرها يكون العمل المُؤهل إن إلى جنة أو إلى نار ...
من عبق السيرة المطهرة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يصنع المؤمن لنفسه قارب النجاة، فمنها اللوح ومنها الدُّسُر، ومنها صبر نوح على ضحك قومه، وثباته، ومداومته على صنع السفينة، غير عابئ باستهزاء المستهزئين، ولا بواصميه واحدا من المجانين، ولا بمَن أعرض عنه وعن دعوته إلى النجاة، وإلى ركوب السفينة ....
منها... من السيرة نستمدّ كل هذا ... لأنها تُرجمان القرآن، وبيانه على الأرض حركةً وحياةً....منها نفهم دور العقل في معرفة خالقه، والوصول إلى تقديره حق قدره، فنقتبس لعقولنا حجة إبراهيم على قومه، وهو يُجاريهم ليُخاطبهم بما يفهمون، وليصل بهم إلى ما يقرّون من أحقيّة الله وحده بالعبادة والسمع والطاعة ... حتى وإن أعرضوا جميعا وأصروا على الخرافة، فلا غَرو، في الأرض من يعرف لدور العقل في الوصول إلى أول وأولى ما يجب الوصول إليه دوره...
ولا يكفي مجال لحصر ما تمدّنا به سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا أن نقول في كلمات معدودة، هي التي تمدّنا بأكمل منهج للحياة، لإصلاح الأرض، ولعلاج أدوائها ....
وفي جِنان السيرة الوارفة، حططنا عند جبل أُحُد، فإذا هو جبل غريب عجيب لا ككل الجبال، وإذا هو محطة وحده، ومُستقرّ للتأمّل والاعتبار، والتعلّم... إذا هو مدرسة وحده ...
غزوة أحد إنها تلك المدرسة العظيمة...!! إنني لا أجد حِيال هذه الغزوة إلا عبارة "مدرسة" تفي بشيء من وصف جلالها.
نعم أُحُد بالذات دون غيرها، جعلت تفيض بالكنوز التي كمنتْ في قرار مكين، ثم انهالت على مرأى ومسمع من متأمّلها تبرق وتتلألؤ، تسحر الأعين، وتأخذ بالألباب أخذا ...
أحُد مدرسة عظيمة، فيها المعلم الذي أعطى الدروس بفِعاله في كل خطوة، ضروبا من الدروس وألوانا، فإذا هو فيها القائد العسكريّ المُحنّك، وإذا هو السياسيّ اللبيب، وإذا هو الأب الحاني، وإذا هو الصاحب المحبّ الوفي، وإذا هو الذي أخذ المُهَج أخذا يستحق الوقوف عنده طويلا، لنفهم أنّ تركيبته الإنسانية الفريدة مردّ هذا الأخذ الذي أُخِذه أصحابه، فبذلوا لأجله الأرواح كمن يبذل أرخص ما يملك ...
وفي أحُد عرفنا أولئك الطلبة النّجباء الأوفياء، المُحبّين... نعم إنهم أولئك المحبّون، ولا غَرو أن المعلم الناجح يُلقي في قلوب تلاميذه أول ما يُلقي حبّهم له، والحبّ دليل الاتباع والانصياع والفداء ...
فلنُدنِ القلوب، ولنشتمّ أزاهير جِنان أحد، عسى الأرواح تنتعش، ويحلو عيشها ويُثمر، وعسانا ننشر من العبق الشذيّ ما يُنعش ويُثمر، ولنُدنِ القلوب من بحر أحد، ولنغترف غرفة بأيادينا تكون لنا رِيّا وزادا يكفينا، هلمّوا نعلن حبّنا لأحُد حبّ من عرف قدر الحبيب، وقدّر سنا الحبيب، حبّ من فهم فهما جديدا، فهما أعمق لقوله صلى الله عليه وسلم: "أحد جبل يحبنا ونحبه" لعلّنا نلقاه يوم لقاء الحق وهو يقول صلى الله عليه وسلم : "إنكم منّي" ...
في المداخلة المقبلة بإذن الله نعدّد شيئا من دروس أحد....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:10:18
2016/02/24

مع شيء من دروس أُحُد :
أولا: أحد والمعلــــــــم العظيم :
-----------------------------
لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنوده قوّة مُهابة، وهُم الذين كانوا قبل الإسلام أشتاتا مفرّقين تهزّهم نعرات القبيلة، فهُم إما قُطاع طُرق، قد صرفوا قوتهم وشجاعتهم في التصدي للناس، وإرهابهم، وسلبهم أموالهم وزادهم وزوّادهم، وإما حُماة قد شبّوا في القبيلة على أن أتفه الأسباب مدعاة للقتال وشنّ الحروب، يرون في البسالة ألا يُداس على طرف من أطراف الأنا أو الصيت أو السمعة القبليّة، أو هم هائمون على أوجههم في الأرض، انفصلوا عن قبائلهم واختاروا حياة الانتقال بين الفيافي والقِفار...
إنهم اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال حُماة، يحملون على عاتقهم رسالة من أعظم الرسالات، بل هي الرسالة الأعظم بين الرسالات، يحملون رسالة رفع راية الإسلام، وإعلاء كلمة الله ... هُم اليوم جنود في جيش محمد صلى الله عليه وسلم، جيش درّبه على سبر المضارب والأغوار، في العام الأول من الهجرة في عدد من السرايا والغزوات استغرقت العام كله ، ثمّ زاد دُربة على القتال المنظّم يوم بدر يحمل لواءَ القتال أميرُهم وشعاره "لا إله إلا الله وحمد رسول الله"، والراية ترفرف معلنة ألا إله إلا الله محمد رسول الله، بغاية واحدة، وهدف واحد جامع...
فكان نصرهم يوم بدر هزّة عنيفة زلزلت قريش وكلّ من فكر بهوانهم، ليعيدوا الحساب، ويحسبوا للقائهم ألف حساب...
ثم كانت غزوات عقب بدر وسريّة، كانت كلها تعلن القوة، وتعلن أن جيش محمدا قد بات على الأهبة لأمره فيهم، فكان صلى الله عليه وسلم يُعسكر بالمكان، ويمكث فيه الليالي الثلاث ليَذيع صيت جيش المسلمين، وليذهب ذكرهم في الأصقاع، فيرعوي كل من تسول له نفسه إذاءهم أو السطو عليهم....
ثم إنّ لكل واحد من الصحابة دوره المُحدّد، الذي كلفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحكيم اللبيب، الذي يعرف كيف توضع بالمواضع الرجال ... فأصبحت له عيونه، ومخابراته الخاصة العِرّيفة التي تأتيه بالخبر قبل استعداد العدوّ، ليستعدّ من طرفه، فيكون على الأهبة، ويخطط خططه ....
1- ففي أُحُد كان أول سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعزم المشركين من خلال كتاب عمه العباس إليه، ثم شاع خبر تقدّم جيشهم، وأرجف اليهود والمنافقون، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عينَيْن له، فأتياه بخبرهم.
إنه من بالغ حكمته لم يعتمد في استعداده وتخطيطه على ما يُسمع، بل قد أوكل باثنين من رجاله مهمّة الاستطلاع، والاستخبار، فكانا عند أحسن ظن، وأدّيا ما عليهما وعادا بالأخبار الوثيقة... وهكذا هي حكمته ورصانته، وهكذا هو يحرّك رجاله، لكلٍّ مهمته، ولكلٍّ حظه في حماية الدين...
2- فورا بعد الاستوثاق من خبر تقدم جيش المشركين:
أ‌- أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مفرزات على مداخل المدينة وأنقابها تحرسها .
ب‌- أقام دوريات من المسلمين تتجول حول الطرق لاكتشاف تحركات العدو .
ت‌- أعلن حالة الاستنفار العام استعداداً للطوارئ.
3-أُحُد كانت مدرسة في الشورى، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في أمر مواجهة العدو، ويعرض عليهم رأيه بأن يكون قتالهم داخل المدينة، وهو الرأي الأصوب والأحكم، ولكن حملت الصحابة حماستهم للقتال وخوفهم من أن يفوتهم ما فاتهم في بدر على أن يروا غير رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيهم، إثباتا لرأي الجماعة، وتعليما منه لأصحابه وللأمة كلها من بعدهم الشورى وعدم احتكار الرأي. وهو من هو!
4-وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم كل قائد في الأمة من بعده الحسم، حتى بعد ندم الصحابة على مخالفتهم رأيه، وحديثهم معه بشأن الرجوع عما قالوا، نجده قد حسم، وقرر، ولم يتراجع، في قوة تُنبي أنّ الحسم رأس الإقدام، وتومئ إلى أن التردد ليس من سمات القائد الحكيم.
5- قبل خروجه صلى الله عليه وسلم، يصلي بالناس الجمعة، ثم يخطب فيهم، يحضهم على الجهاد وعلى الصبر وعلى التوكل على الله، ويذكرهم بالتقوى والسمع والطاعة، وأن الله ناصرهم ما صبروا. وهذه محطة بالغة الأهمية في حياة الأمة، ونحن نعيش عصرا كثرت فيه دعاوى فصل الدين عن السياسة، وعن الحروب بل عن الحياة قاطبة ...!
6-إنه صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يحتكر العملَ عددٌ من الصحابة، بل لقد كان يهدف لأن تصنع أمته الرجال، وتربي الرجال، وتحرّك الرجال، وتعرف في كل واحد من رجالها حدود طاقاته، وفيمَ تُنفذ طاقاته، فيعيّن أحدَهم أميرا على الجيش، ويعيّن الآخر حارسا على أسوار المدينة، ويعيّن واحدا على الفرسان، وواحدا على الراجلين، عارفا بقدرات كل صحابي، وواضعا الرجل المناسب بالمكان المناسب، ولا يفوته أن يحرّك الجميع، حتى أنك لتحسبه في موقف ما مع صحابي ما قد خصّه دون جميع الصحابة، وكذلك يفعل مع غيره، ومع غيره، وهكذا معهم جميعا، يعلمنا كيف يتحرك الجميع، ويُحفَّز الجميع، ويُشجَّع الجميع...
أخذ يحض جيشه على القتال، ويحفز جنوده، فجرد سيفا بتارا وقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فتقدم له العدد من الصحابة يريد أخذه، وأمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلة من أشجعهم، فيتركهم جميعا، ويقدمه لأبي دجانة....
فإذا أبو دجانة بهذه الدفعة، وبهذا التخصيص، يزداد قوة على قوته، ويُبلي في المعركة أحسن البلاء...
7- أما خطة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنظيمه جيشه، وتكليفه الصحابة كلا بمهمة، فقد كانت غاية في الدقة والحكمة، فهو ذا يجعل سلسلة جبال أحد ظهرا للجيش وميمنة تحميه، ثم يجعل جبل عَيْنَيْن على ميسرته، عيّن على الميمنة المنذر بن عمرو، وعلى الميسرة الزبير بن العوام يسانده المقداد بن الأسود، ووجّه أمرا دقيقا وحاسما للزبير: "استقبل خالد بن الوليد، فكُنْ بإزائه حتى أوذنك" لمعرفته بدهاء خالد بن الوليد وبقوته وشجاعته، ولم يفتْه أنّ جبل عينين إن يُترك بلا حراسة فهو الثلمة في الجيش والثغرة التي تودي به. فجعل عليه خمسين يقودهم عبد الله بن جبير. وقد كان أمرُهُ فيهم واضحا أشد الوضوح، بل مفصلا، ومبيّنا، في كل الأحوال، فقال : "احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنِمنا فلا تُشركونا"، وفي رواية البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن رأيتمونا تخطّفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم".
8- رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه الثبات، إذ لم تزُلْ قدمه عن مكانه خطوة، في حالة من الحصار شديدة، أحاطت بالجيش الإسلامي وقلبت الموازين رأسا على عقب .
9- رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتزّت نفسه حينما ذكر أبو سفيان الآلهة ودعا بعلوّ شأنها، بينما أمر بالصمت حينما سأل إن كان هو صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما أحياء، يعلّمنا أن النفس لا تهتزّ لشيء اهتزازها لله تعالى، ولا تغضب لشيء غضبها لله تعالى، ولا يضير أن تؤذى الأنفس المؤمنة، ولكن يضير ويُغيظ أن يُمسّ جناب الله تعالى .
10- رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدرسة أحد وهو يتفقد قتلى المسلمين، يعلّمنا كيف لا يهنأ المؤمن حتى يطمئن على أحوال إخوته، وأنه لا ينسى المؤمن أخاه، وأن الوفاء يميز المعدن الأصيل من الزائف.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:10:59
2016/02/26

حرية... حرية... حرية...
كم ظلموك أيتها الكلمة فألصقوا بك كل أهوائهم وشهواتهم ونزواتهم وشطحاتهم وحيوانيتهم ومروقهم وفسوقهم وخروقهم ... ومعاصيهم وذنوبهم ومجونهم وجنونهم ...
كلها ألحقوها بك...
لكم ظلموك أيتها الحرية... لقد صرت سجينتهم سجينة كل هذا...
نعم لقد سجنوك...
لقد حرموك حقيقة معناك...
كم ظلموك !!! ليتهم تركوك حرة يا "حرية"
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:12:18
2016/03/04

إننا إذا تأملنا، وجدنا أن معنى الحرية في نفوسنا لا يتحقق إلا بتكريس عبوديتنا لله...
عبوديتنا له سبحانه منبع حريتنا، هي التي تحررنا من عبوديتنا لشهوة أو لهوى أو لسلطان او لجاه أو لإنسان ...
عبوديتنا لله هي التي تحقق فينا إنسانيتنا...
هي التي تميّزنا بالعقل، وتحمينا من أن ننسلخ من إنسانيتنا، فتنطلق فينا الحيوانية والبهيمية فيختلط حلال بحرام وحرام بحلال، وتصبح الشهوة فينا إله والهوى إله، وتكثر الآلهة، ونصبح العبيد بين أيديها كلها، نأتمر بأمرها وننتهي بنهيها... !
ثم نسميها حرية، بينما هي الانسلال من رقيّ العبودية للخالق التي تحقق حريتنا، إلى ربقة العبودية للشهوة المخلوقة... !
فيا دُعاة الحريات تريثوا، وروُّوا في أمركم فإنما تجرّون الناس جرا بأغلال الهوى وسلاسل الشهوة إلى غيابات السجون، وسِياط الظلم، وقهر العذاب، وتمنعونهم نسمات الحرية إذ تتبنّون دعاوى الانعتاق من الدين.... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:13:01
2016/03/05

"وليد سيف" اسم لامع في سماء الكتابة الدرامية باللغة العربية الفصيحة الطليقة السلسة، الصحيحة، الدقيقة، الجميلة، البديعة، البليغة الرنّانة، القوية....
وفوق هذا كلّه الحكمة تلد من تناغم العبارات، والمرامي البعيدة من رحم المواقف، حتى إنني لأقف مع المشهد بين ممثّلَيْن يتحاوران أعيده لأستمتع بالمغنى وبالمعنى معا ...وكم مرّة عزمتُ أن أقتطع من المسلسل حوارات تكون شاهدا لشيء نريد قوله، ولكنّ تزاحمها ترفُل بالحسن والجمال حال دون حصر أحسنها...
"وليد سيف" بلغ من إيصال رسالته وكلماته رغم أنوف المتربّصين بالقائلين في زمن يُجزّ فيه وَبرُ الصادع بالحق حتى لا يعرف دفْء الراحة بعدها ما لم يبلغه غيره على منابر التنوير والوعظ والتبليغ، عميق جدا في مدلولاته، ذكيّ وهو يجعل من المسلسلات التي يكتبها وسيلة للتعبير عما يريد.... من تابع "صلاح الدين الأيوبي"، أو "ربيع قرطبة"، أو "صقر قريش" يعرف كيف جعل من أحداث التاريخ تُرجمانا لدورته عبر الزمن يبلّغ بها ما يُراد قوله اليوم ....
أتعب "وليد سيف" غيره من كتّاب الدراما الفصيحة، حتى لم أعد أجد لما لا يكتبه هو وقعا في النفس كالذي يكون من كتاباته ...

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:14:15
2016/03/10

"قل (الحمد لله)"
لا يشترط أن تكون شاعر أو أديبا
احمد ربك
بلغتك المتعثرة وحروفك الواهنة
كلماتك بالحب تسبق القصائد

للشيخ عبد الله بلقاسم
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:15:30
2016/03/11

لأم عبد الهادي :

نحن مسلمون..... حتى تأتينا مناسبة سعيدة، كالسياحة او الزفاف او الاحتفاليات... عندها... نركن الاسلام على الرف، ونهرول لتقليد النصارى واليهود
نحن مسلمون حتى نتعامل بالدرهم والدينار... عندها... لكل حادث حديث
نحن مسلمون حتى تأتينا مناسبة توزيع ميراث.... عندها: دعوا الشريعة جانبا، وليأكل القوي حق الضعيف، والكثرة حق القلة، والذكور حقوق الاناث، لان المال لا ينبغي ان يخرج من نطاق العائلة
نحن مسلمون ... في مساجدنا وفي مواسمنا الدينية.. ولا نريد لإسلامنا ان يغادر مصلانا، ولا لذكر الله ان يجاوز حناجرنا...
ثم نقول مابالنا تتوالى علينا البلايا وتتداعى علينا الأمم!!!
وما {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}
ويعفو عن كثير
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:16:15
2016/03/19

اليوم في لقائنا الأسبوعي مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلغنا مرحلة تحريم الخمر... العام الرابع للهجرة
تأملنا المراحل الثلاث لتحريمها، فإذا أول مرحلة فيها كانت بعد خمسة عشر عاما من البعثة... وآخر مرحلة كانت بعد سبعة عشر عاما من البعثة...!!!
سبعة عشر عاما والخمر غير محرمة، وشاربها لا يؤثم...
سبعة عشر عاما، تأسست فيها عقيدة المؤمنين في مكة، وبدأت فيها معالم الدولة الإسلامية في المدينة، وأصبح للمسلمين قوة مُهابة، ونُصروا على المشركين نصرا مؤزرا في معركة الفرقان، وأصبحت لهم هيبة، وعرفت لهم شوكة... وعرفوا الهزيمة في أُحد، واعتبروا بدروسها العظيمة... وأرغموا أنوف اليهود المخادعين...
والمؤمنون ما يزالون يشربون الخمر....
وأول مرحلة من مراحل التحريم كانت عبر السؤال:
"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"
لقد تركهم الله تعالى عليها حتى سألوا عنها بأنفسهم...
لقد آمنوا وهم يشربونها، وتأسست عقيدتهم وهم يشربونها، وخُلّيت أنفسهم من موروثات الجاهلية وهم يشربونها، وحُلّيت بالإيمان وبالهدى وهم يشربونها...
وتزكوا، وعملوا الصالحات، وتنافسوا على الخيرات، وتدارسوا القرآن وعملوا به وهم يشربونها...
وجاهدوا وهم يشربونها، واستشهدوا وفي بطونهم منها... !!!
ثم سألوا عنها بعد كل هذا، بعدما عاينوا حياتهم الجديدة والخمر ملازمة لهم، بعدما أُخرجوا من غيابات الجاهلية إلى نور الحق وهي ما تزال ملازمة لهم...
إنهم لم يفكروا يوما بشأنها من قبل إسلامهم، لقد كانوا يشربونها ويعشقونها ويتغنون بها في أشعارهم، حتى استغنى كثير منهم عن الماء بها... فكانت سقياهم...
أما اليوم، فقد سألوا عنها...
لقد تركهم الله حتى سألوا عنها...
لقد جعلهم الإسلام يفكرون... يتساءلون، يستخدمون العقل لغاياته التي لأجلها خُلق...
لقد عرفوا أنه دين لا يستقيم معه تغييب العقل، لقد عرفوا بما عاينوا أنه دين العقل، دين الصحوة، واليقظة والفكر والتفكير لا دين الخرافة والخيال والتغييب واللاعقل...
لقد دلهم على التفكير ...على إعمال العقل، وعلى تقديره، وعلى صونه، وعلى الحفاظ على الكيان المسلم بالحفاظ على عقل سليم، صاح، مفكر، واع...
لقد عاينوا بأنفسهم الفرق بين ما يكونون عليه ويكون عليه إيمانهم وهم بعقل حاضر، وما يكونون عليه وهم بعقل مغيّب...
لقد عرفوا بما عاينوا أن أحسن حالاتهم مع عقل صاحٍ وأن أسوأها مع عقل مخمور مغيّب
لقد سألوا هم أنفسهم عن شيء كانوا يرونه حياة من الحياة... هواء مع الهواء، ماء فوق الماء...
هكذا كان فعل الثورة العقلية في الإسلام، هكذا هو عهد الصحوة والرقي بالعقل إلى مرتقاه الذي لأجله خُلق...
ها هم اليوم يسألون..... ليفتح السؤال أول باب التحريم... وقد تهيأت العقول السائلة والنفوس الراقية لقبول الجواب، للأمر في شأن الخمر...
فكانت البداية ببيان إثم فيها هو أكبر من نفع، لتتهيأ النفوس للتوجس مما كان ملازما وقطعة من الحياة...
وهكذا تبيّن لهم بعدها كيف يسوق إثمها إلى الخلط في الصلاة... في لقاء الله، في الصلة بالخالق...
فيأتي أمر صارم بئلا يقرب الصلاةَ سكران: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارى حتى تعلموا ما تقولون" ليزداد التوجس، ويقوى الاحتراس، وتتسع دائرة التضييق...
إلى أن يصل الأمر إلى التحريم النهائي وقد قرنت بالأنصاب فكانت عِدلا للشرك، ووصفت بالرجس، وأنها من عمل الشيطان، وتقرر الأمر باجتنابها لتحصيل الفلاح :" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"
نعم لقد كانت البداية من سؤالهم... من سؤال العقل الذي عرف أن هذا الدين لا يستقيم مع عقل مُغيّب، بل هو دين العقل... العقل الحاضر الواعي، الصاحي...
فترك أصحابه ليسألوا، وكان السؤال أول باب التحريم، ...تحريم تغييب العقل بسؤال العقل في ساعة عقل...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:17:04
2016/03/22

كثيرا ما نحسب أنّما الحرب هي لقاء الرجال بالرجال، وضرب السلاح بالسلاح، وخوض ساحات الوغى ...
إنما تلكم حروب شرف، ومواجهة، فيها الوجه للوجه، والرجل للرجل، وقد عُرف فيها الموعد، وأعدّت فيها العُدد، وعرف كل مقبل علامَ إقباله...
ونغفل عن حروب أشد ضراوة، وأعظم رحى، سلاحها خنجر مسموم مدسوس في تبسّم الوجه للوجه ...
إنها حروب تُشنّ على الإسلام بكل وسيلة، وعبر كل سبيل، لا يألون جهدهم فيها، ولا يختلفون عن آبائهم في مُرادهم منها
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"
"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
إنهم كما يعدّون العُدّة بأسلحة دمار جزئي أو شامل، يتفنّون بطائرات من غير طيّار، وبأسلحة كيماوية تذيب الإنسان، وتخلط عظمه بلحمه بشحمه، ولا تُبقي منه بقيّة ...
كما يُعدّون عُددهم هذه، هم يعدّون لعقول المسلمين، ولعقيدتهم أسلحتها، في زمن تحذلق فيه المسلمون، وتمسّحوا بمسوح الغرب المتمدّن، وخجلوا من تأخّرهم في ساحات العلم والمادة، فانسلخوا من أصولهم انسلاخا، وتبرؤوا من ثقافتهم، وبات منهم من ينادي بتعارض العلم مع الدين، ربما بعبارات صريحة، أو بتلميحات خبيثة، تريد أن تزرع الشك في الدين، بكل طريقة...
وقد كفوا الغربَ القتال، وقد كفوهم السلاح، وكفَوْهم المؤنة والترحال، وهُم خَدَمَتُهُم على أرقى مستوى من الوفاء والطاعة ...
فيالحظّهم بجِيفٍ من المسلمين منتنة تزرع النتن، وتهيئ للمسلمين أن لحمها حلال حلال...
تلك حرب من حروبهم التي لا تنفكّ مُشنّة على الإسلام وأهله، غسل أدمغة شباب طيّع، سريع الذوبان والتماهي أمام فتنة الغرب، وصيحات الغرب، وإغراق الغرب في الدنيا، والعبّ من كل ملذاتها، والتي لا تعرف حدا، ولا منطقا ولا عقلا، ولا قدرا....
إنهم في مُسوح المسالمين يتهادون، وبكلمات السلام يتشدّقون، وهُم على حربهم للإسلام والمسلمين مقيمون، لا يفترون، ويالزهْوهم ونجاحهم ببني الإسلام يكفونهم شرّ القتال...
وبمَ ؟ بأسلحة الدمار العقلي والفكري، والعقديّ بدافع الانبهار "الغُرابيّ" بالمشية "الحَمَامِيّة"
ولو أنّ الغُراب قد علّم الإنسان يوما كيف يواري سوءة أخيه، فهلا تفطّن شبابنا اليوم أنهم السلاح في أيدي أعدائه ضدّ أخيه، وأنه يئد أخاه بيده، وليته يُحسن مواراة سوأته ؟!
وقبل أن يتحير من يتحير في آيات "التوبة" الحاسمة، ويخلط حابل المتألين على الجهاد من بني الإسلام بنابل من صنعهم الغرب برسم الجهاد، فيود كثير من المسلمين التبرؤ من " براءة"، فليبحث في حروبهم ضدّنا وهي التي لا هوادة فيها، ولا فتور، وأنها بكل سبيل، وما حالنا عن النظر ببعيد ...!!
ولو لم تكن لنا من أدواء بثها المنافقون والمتماهون والناعقون بكل صيحة في جسد الأمة، لما أحسسنا لهم في العقل من ركز ولا رسخت لهم في أرضنا من قدم ...
فلا نفع لحرب نريدها كما قررتها "التوبة" في زمن لم يبلغ فيه الداخل المسلم ما عُدّ يوم نزولها "أطيافا في المجتمع المسلم"، فحفرت أغوار المنافقين حفرا حتى لكأن عظم النفاق منهم، ودمه الساري في العروق بادٍ للعيان...لا لنتعرف لمنافقي ذلك الزمان وحده، بل لنعرف نحن اليوم أنهم بيننا، يتخذون مساجد ضرارا، ويحلفون أنهم منا وما هم منا، فهم يتكلمون باسم الدين، باسم القرآن يريدون التعفية على الدين بالتشكيك في السنة، وبالتشكيك في الناقلين وفي علم وُضع لتحري أحوال الناقلين، ولن يبعد دور التشكيك في القرآن بعد السنة...
هم الداء، وهم العدو قبل العدو... وهم من تجب معرفتهم، وعدم الاغترار بدعاواهم، وما هم إلا العدو يخدم العدو...
التوبة، براءة... كلاهما اسمها، وكلاهما فيها...
إنها الدعوة للبراء من الشرك ومن الكفر ومن النفاق... إنها الدعوة لاستثناء البراء بالتوبة...
الدعوة لتنقية الصف المسلم، ولتقوية الصف المسلم، ولولاء أفراد الصف المسلم للصف المسلم، حتى تتأتى القوة التي بها يُجابَه كل عدو... وبها تُجابه كل حرب تأتي من الخارج...بل إن بها تُستأصل شأفة ما يحيكون وما يريدون ونغزوهم ولا يغزونا...
إن بها تُحقق "التوبة" ومُرادات "براءة"، ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويُعرف للجهاد معناه، ولا تعود للمسلمين إرادة البراءة من "براءة"...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:18:00
2016/03/28

لفتة جميلة جدا من لفتات ابن عاشور رحمه الله، تأملوا :" الإيماء إلى اقتراب الرحيل....." و"التوبة" من أواخر ما نزل، وذلك في قوله تعالى:
"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" [التوبة : 128].
"وافتتاحها بحرفَيْ التأكيد وهما اللام و ( قد ) مع كون مضمونها مما لا يتطرق إليه الإنكار لقصد الاهتمام بهذه الجملة لأهمية الغرض الذي سيقت لأجله وهو الذي سنذكره ، ولأن فيما تضمنته ما ينكره المنافقون وهو كونه رسولاً من الله ، ولأن في هذا التأكيد ما يجعل المخاطبين به منزَّلين منزلة المنكرين لمجيئه من حيث إنهم لم ينفعوا أنفسهم بهذا المجيء ، ولأن في هذا التأكيد تسجيلاً عليهم مراداً به الإيماء إلى اقتراب الرحيل ، لأنه لما أعيد الإخبار بمجيئه وهو حاصل منذ أعوام طويلة كان ذلك كناية عن اقتراب انتهائه ، وهو تسجيل منه على المؤمنين ، وإيداع للمنافقين ومن بقي من المشركين . على أن آيات أخرى خوطب بها أهل الكتاب ونحوهم فأكدت بأقل من هذا التأكيد كقوله تعالى : { يأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين } [ المائدة : 15 ] وكقوله تعالى : { يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً } [ النساء : 174 ] فما زيدت الجملة في هذه السورة مؤكدة إلا لغرض أهم من إزالة الإنكار . "
الطاهر ابن عاشور-التحرير والتنوير-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:19:53
2016/04/02

عقل وروح لا بدّ أن يتعايشا...
عقل وحده يصيّر الإنسان آلة...
وروح وحدها تصيّر الإنسان خيالا...
عقل وروح...
أما العقل فبه علّم سبحانه آدم الأسماء كلها، وأما الروح فمن أمره سبحانه، بها جعله يندم على ذنبه، ويتوب ليتوب الله عليه...
كم هي شديدة حاجة الإنسان لروحه وهو يرى إغراق العقل في عمله... شديدة شديدة، لا يمنحها للإنسان مانحٌ مثل القرآن....
إننا لنفخة من روح الله، ولن يُداوي أرواحنا إلا النافخ فينا من روحه سبحانه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:20:38
2016/04/03

كتبتُها يوما، وقرأتها اليوم وأنا أستعرض شيئا مما كنت قد كتبت :) :
*********************
كل آت قريب وما من غائب إلا ويعود ...
والحق وإن تكبّدنا لأجله لُدَّ الصعاب وذقنا لأجله المرّ والعلقم فمذاقه الأحلى ينسينا كل لحظات المرار، وكل دمعات الأسى وطول الليالي، وحزن نجمات السماء، وبُهُوتَ نور القمر، وتثاقل عقارب الساعة، وانقلاب اليوم أياما وأياما والليلة ليالي وليالي طوالا...
وكما ينسى الغريق المسعَف غصّته بالماء وإقباله على الموت، وإدباره من الحياة ساعة يغاث وتُنفَخُ بفيه أنفاس تهبه الحياة بعدما شارف على الهلاك ...
وكما ينسى الطفل ساعات النحيب المرير لفراقه حضن أمه إلى وجوه لم يألفها وأصوات لم يعهدها، فور رؤية وجهها الصبوح وابتسامتها العريضة وعينيها المختزلتين عالما من الأمل والحب والعطاء، وسماع نغمات صوتها الرقيق الحبيب وكأنما لا تعقل أذناه غيره ولا تصنف مما تسمع صوتا إلاه، يخترقهما بنبراته الحنونة فيأسر القلب الصغير ويسعده بأسر لطالما تاق إليه واشتاق ...
وكما يُسفر وجه الزهر لشعاع الشمس الأول فتسيل على خدوده البهية قطرات الندى مؤذنة بعودة الحياة، وبروح الحياة وبعطاء الحياة ، فتهدهد النسائم وجهها المسفر المستبشر كأنما تغازلها بقولة: ما أكرم شعاع الشمس وما أبهى ثريات الندى تزين وجهك الحسَن فتزيد الحسن حسنا...
وكما يغدو الطير مغردا مع سربه فرِحا بعودته بعدما ظنّ أنه مفارقه أبدا ، فتتعالى تغاريده وأناشيده تطغى على تغريد صَحبِه، كأنما صار لها القائد والعازف والملحّن وكأنما دمعٌ من فرح الطير يُسمعه صحب سربه ، فيقبله الصحب ويفقهه ويزداد اللحن لحنا ويزداد الفرح فرحا...
وكما تتنزّل حبات المطر شوقا لضمّ حبات التراب وحنينا لسقياها ، تبتدرها بالعطاء اعتذارا عن طول الغياب، لتترك بها الفعل أثرا أبلغ من الأقوال، فترأب كل صدع بريّها وتحيي كل ميت... فيعلو الغثاءَ الأحوى لونُ الخضار وتهتزّ وتربو بعدما ظُنّ أنه الهلاك والفراق ، وبعدما تشقّق وجهها وانفطر قلبها حزنا وكمدا، يفترّ ثغر الأرض مبتسما ...
وكما يخرج الحي من الميت ، يخرج الأمل من قلب اليأس ويخرج الفجر من قلب الظلام
فطوبى لكل عائد بعودة الحقّ الذي أقسم أنه لا بدّ عائد وإن أقسموا أيمانا وأغلظوا أخرى أنهم مُرْدوه صريعا ، وهازِموه وطارِحوه في جوف جوف الغابرة من الغبراء ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:21:15
2016/04/04

في قوله تعالى :" قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [يونس : 16]
"وإنما بني الاستدلال على عدم مشيئة الله نفي تلاوته لأن ذلك مدَّعى الكفار لزعمهم أنه ليس من عند الله ، فكان الاستدلال إبطالاً لدعواهم ابتداء وإثباتاً لدعواه مآلا . وهذا الجمع بين الأمرين من بديع الاستدلال ، أي لو شاء الله أن لا آتيكم بهذا القرآن لما أرسلني به ولبقيت على الحالة التي كنت عليها من أول عمري ." الطاهر بن عاشور -التحرير والتنوير-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:21:49
2016/04/07

مسلم اليوم يجب أن يهتم بكل ما من شأنه تقوية دينه، وترسيخه، وما من شأنه أن يُجلّي لكل متحير حقيقة هذا الدين، فالتيارات الجارفة التي تهدّد إيمانه، وتهدّد هويّته في الصميم على أشكالها تقع...
فقد يهزّ إيمانَه هازّ من باب التاريخ، وقد يهزّه من باب الفكر الآخر، وقد يهزّه من باب الضرب في أصول الدين وهو عن مسارها -من ابتدائه إلى منتهاه إلينا- غافل، فعليه أن يبحث، ويقرأ، ويتسلح حتى لا تلهو به أيادي العابثين، وهي اليوم من بني الجلدة الواحدة كما من بني غير جلدتنا ...
ولقد أسرنا الفكر السائد في بوتقة التخصص، حتى أن الطبيب يرى نفسه مكتفيا وهو لا يضرب في أرض غير أرضه، وكذلك المهندس وكذلك الأديب...
وهذا السلاح الذي عليه حمله، لا على سبيل التفاخر المعرفي، بل على سبيل العُدّة اللازمة في وجه كل من يقلب الحقيقة ليمكّن لباطله.
ولن نفلح ما تركنا أنفسنا قشة في مهبّ رياح الاجتياح الفكري الصرصر العاتية، ما لم تكن لنا أعواد صلبة تقاوم....والله المستعان
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:23:11
2016/04/08

اليوم ذكرى معركة القسطل بفلسطين، التي استشهد فيها الفلسطيني العظيم عبد القادر الحسيني، وكنت كتبت عنها سابقا ما أضعه اليوم:
عبد القادر الحسيني المجاهد الفلسطيني ابن المجاهد الشهيد الفلسطيني موسى كاظم الحسيني ، وهذا الشبل من ذاك الأسد...
في عام النكبة 1948،ولما اشتد عود المنظمات اليهودية العسكرية الثلاث، الهاجاناة والأرجون و أشتان من فعل مساندة بريطانيا لها وتدريبها لمقاتليها، وتزويدها بالسلاح من قبل أمريكا وبريطانيا خصوصا، وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا معهما، من بعد الدعم الضخم الذي تلقاه اليهود في فلسطين من قبل يهود العالم والذي قدر بـ 250 مليون دولار
بينما دعمت جامعة الدول العربية الفلسطينيين بعشرة آلاف بندقية !!!
ومن بعد قرار هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية فلليهود 53% من أرض فلسطين وهم المهاجرون الوافدون المبيتون للنوايا الخبيثة في تنفيذ المخطط الصهيوني الخبيث بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين
ومن بعد اشتداد عود الجيش اليهودي وحصاره لمنطقة القسطل بفلسطين، يتوجه عبد القادر الحسيني للجامعة العربية ويعلمهم أنه سيتحرك لمواجهة اليهود المدججين بالسلاح بمجاهدين تعدادهم 56 ترد عليه الجامعة ألا يقدم على هذه الخطوة أمام جنود مدججين بالسلاح مزودين بالطائرات الحربية والمزنجرات
فرد قائلا :
"إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحبّ إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن ارى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين"
ويتقدم عبد القادر الحسيني ويتمكن من محاصرة القسطل ويستمر بدعوة القيادة العسكرية ويقول لهم أن بمساعدتهم سيقضى على اليهود في فلسطين، فتصر الجامعة العربية على موقفها خوفا من مواجهة بريطانيا واليهود، فيطلق المجاهد البطل صيحته الشهيرة :
"نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم "
وعزم القائد والمجاهد الكبير عبد القارد الحسيني وتقدم لحصار القسطل، وقتل من اليهود 150 وجرح 80 منهم، وحرر القسطل وسقط شهيدا ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:24:32
2016/04/08

من إهداء الأخ الكريم أستاذ الرياضيات المغربي : أعسو المصطفى

هدية إلى إخواننا وأخواتنا في الجزائر
من على منصة أختنا أسماء
لا سيما المولعين منهم والمولعات بالرياضيات:
رحلة "x" في سالف العصور والأزمان
🌿🌺💥
تأليف: المصطفى أُعسُّو
🌿🌺💥
(أستاذ مادة الرياضيات
بثانوية المعرفة بآيت ملول)
🌿🌺💥
نصُّ المقامة:
🌿🌺💥
في سالف العصور والأزمانْ
ألقى إِكسُ "x " على المعلمِ Repère يدَ الأمانْ
وقال لــهُ لا خوفٌ عليه ولا أحزانْ
وخطبَ إليه يدَ إيگراگَ "y" بنت الأكابر والأعيانْ
فلم يزل من زواجهما تتحير الأذهان
🌿🌺💥
ثم إنه نقض العهد بعد الأمان
وفر خائفا يترقب من الشنئان
ولما توجه تلقاء (آن) IN
حرموا عليه فيها جر الفواصلِ،
الناحلاتِ منها والسمانْ
تساوى الحكم في (زادَ) Z و IN
لولا أن في زادَ أبيح تقابل الخلاّن
فلا تجد آن n إلا ومعه قرينه -n
فضاق ذرعا بهذا الحرمان
وخرج هائما على وجهه،
قد ركبته الأحزانْ
🌿🌺💥
فمن شدة أسفه تكبكبت أعداده،
وعلا بعضها فوق بعض،
(a sur b)
وحال بين كل اِثنين منهما كسرٌ
(أ/ب)
فلله كم من جريحٍ ، ومكسورٍ وهْنانْ
🌿🌺💥
ألم أقل لك يا إكسُ يا سليلَ الشجعان
لكل شيء إذا ما تم نقصانْ
فلا يُغر بطيب العيش إنسانْ
كنت صحيحاً طبيعيا entier naturel سليم البنيان
فصرت مكسورا rationnel عليك ذل وهوان
🌿🌺💥
فاخرج إن شئتَ إلى آرَ IR تيهان
ففيها بنو عبس و بنو كلب وبنو عدنان
من المعادلات والمتراجحات والقواسمِ
كثرتِ المللُ والنِّحل والأديـــــــانْ
وإنَّ لك فيها لجذورا racines كالأفنان
تتفيأ تحت ظلها إذا أردت الخطبة والبيان
سافرَ إِكسُ إلى آرَ بلا استئذان
وخاض في غمرة الاشتقاق والتكامل
شأنَ البواسل الشجعان،
فتارة يُرفعُ مرتين أو يأوي إلى جذر كالغصن الفتان،
وطورا يؤسرُ غريبا بين الجدران |x|
وهْوَ مع ذاك مصِرٌّ كأنه عنترة،
يغزو أرض النعمانْ،
🌿🌺💥
تعال يا إكسُ وحدثنا عن القيمة المطلقة،
أتستخفي في مساربها؟ بئس الجبان!
قال كلا والملك الدّيّان
لقد أسروني، واغوَثاهُ يا مليكُ يا حنّانْ
هاهمْ أولاء على أثَري،
فإنْ كنتُ موجَباً أفرجوا عني سالما بغير أشجان،
|3|=3
وإنْ كنت سالباً سلبوني إشارتي كأني خوّان
|_3|=3
قلتُ ما أجمل الشرح والتبيان!
الآن بعد الفتنة وطول المعاناة و عسر الامتحان
صرت حقيقيا réel عليك وقار ذو شانْ
🌿🌺💥
لبث صاحبنا إِكْسُ يتقلب في أنحاء IR،
حذرا بغير أمان
حدثوه عن بلدة يقال لها "سّيْ " C
رفيعةِ الأركانْ
بينها وبين أرْ مربع IR*IR تقابلٌ ،
فكأنهما صديقان حميمان
لولا خلافٌ دانْ
وآيتُهُ أنّ أهل C أهل عقدٍ
(complexes)
يعسرُ معهم الحوار والبيانْ
قال لا بأس سأستقر بها الآنْ
🌿🌺💥
🌿🌺
قلتُ : مالك يا إكسُ مابالك دوما مجهول،
خفيُّ الشيات والألوان؟
أعييت الباحثين في بقاع المعمورِ،
على رحابةِ المكان وتطاول الأزمان!
قال متغيظاً : أبعدما كُبكبتُ في كي Q،
و أسروني في آرَ IR، وسّيْ C يهدأ لي جنان؟
أتريدني هينا لينا لا أحرك ولا بنان؟!!!
وانتفض مذعورا : سأرمي الأذهان
بالمتاريس والسنان
وصاح بأعلى صوته: يا أهل الرياضيات خذوا حذركم،
هذا نذيري ثاقب رنان !
🌿🌺💥
قلت: يا إكسُ مالك مكظوم تُكِنُّ للناس
الضغينة َ والشنئان؟
مالك موتور، والحقد حاربته الأديان؟
فضجر من وعظي وقال:
لكم دينكم ولي دين، أسمعت أيها الإنسان؟
فأصختُ الآذان، وانصرفت غير ندمان ...
🌿🌺💥
أين تسير بنا يا إكسُ؟
وهل بعدك مستقر يرين فيه الاطمئنان؟
أم عاقبتك تعطل وبطالة ،
فصحبتك و هجرُك إذا سيان؟
قال متحيرا: لقد ضاقت بيَ الأكوان !
ولا أدري أإلى عز مصيري أم إلى هوان؟
قلتُ باسما: لا عليك فعندي يقين وإيمان
رزقي واصل ولو حالت دونه الشطئان
عندي في وعد المصطفى والقرآن
الأمل والبشارة والاستيقان
🌿🌺💥
والآن حان الأوان
لأقول : وداعا والسلام،
يا أخواتي، ويا إخوانْ
أعسو المصطفى
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:25:22
2016/04/11

العودة إلى البساطة في كل شيء أحيانا كثيرة واجبة...
ليست البساطة التي تساوي السذاجة، ولكنها التي تُذهب التعقيدات التي تعقّد الحياة وتجعل منها لغزا...(والبساطة لغة هي الوضوح والسهولة)
تلك التعقيدات التي تهيئ للإنسان أن معناها لم يُسفر يوما بشكل من الأشكال، وأنها على قدر من فسرها كلّ بما يرى وبما يهوى وبما يظن بعقله الظنون هي غامضة...
بينما لم يخلق الله الحياة إلا وبين معناها بالقدر الكافي الشافي، وبين الغاية منها، وبين دور الإنسان فيها، وبين العلاقة بين الكون وبينه....
إلا أن الإنسان مع "تقدم" الزمان يريد أن يؤقلم المعاني حسب أهوائه... !
فتارة هو يسيّسها وتارة يهندسها، وتارة يعولمها، وتارة يؤوْربها، وأخرى يتفهها... وتارة يجعلها مادة ولا إله، وتارة يجعلها محض صدفة وعشوائية، وتارة يجعلها المعبود...
وهو هكذا يغفل عما بين يديه شارحا وموضحا ومبينا.... ويعمَد للتعقيدات البشرية التي توقع في التيه وتُبعِد عن الرشاد....
فمن أحق من الله الذي خلق الحياة وأوجد الكون بالشرح والبيان؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:26:10
2016/04/12

بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [يونس : 39]
خطيرة هذه الآية....
هذا عن حال المشركين، وكيف كذبوا بالقرآن من غير ان يتدبروه ويفقهوا معانيه، وينتظروا تأويل (أي تفسير) وتفصيل أحكامه من رسول الله صلى الله عليه وسلم....
فماذا عنا اليوم ؟!!! والشائع حفظ الحروف بلاتدبر أو تفكّر....
أليس هذا ما جعل كثيرا من الشباب سريع التأثر بالشبهات التي تُلقى؟!!
الحكم على الشيء فرع من تصوره...
أليس البعد عن التدبر والتفكر، والمدارسة من عوامل الحكم الجائر من ابناء الإسلام على الإسلام، ومن كثير من أبناء الأمة على القرآن... ؟!!! ومن كثير من ابناء الأمة على السنة وهي الشارحة للقرآن.. ؟! المفصلة لما أجمل فيه؟!!!
أليس من عوامل مسارعتهم للاستجابة لطعن طاعن او تشكيك مشكك ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:27:02
2016/04/14

كنت قد كتبتها منذ أقل من عام :
كثير من الناس يبدو طيبا من منطق لسانه الذي إن سمعتَ كلامه خلتَه الحرير قد صنعتْه لتوِّهِ دُودَتُه، فهو الخالص الذي تلين منه الملامس الخشنة...أو من طأطأة رأس تيأس أن يُرفع حشمة وحياء، أو من خافتِ صوتٍ تشنّف الأذن وتصغيها لتسمع الكلمة اليتيمة منه من فرط الهدوء والمسالمة والموادعة...حتى يفجأك يوما ما بحال منه تستغربها وتستنكرها وتكاد لا تصدّق أنه صاحبها...!
ربما كانت خبيئة وطوية سيئة له قد غلفتها تلك القشور الناعمة، فكانت ضرباته قنابل لا صوت لها، لا تعرفها القنابلَ إلا من دخانها المتصاعد... ولهيبها الحارق، وما تخلّف من ضحايا ...!!!
فلا يغرنّك لين الملمس ولا نعومة الحديث، فكثيرون هم أصحاب الألسنة اللبقة النديّة بالكلام المعسول، ينطوون على قنابل صامتة تقتل في صمت... !!!
وكثيرون هم أصحاب الكلمات القوية، والغضب الصارخ، والمعارك الصاخبة التي تُسمَع فيها الأصوات وتتعالى،.. ولكن سرعان ما يحنّ قلب صاحبها ويرقّ، ويرجع، ويسامح، فإذا تلك الأصوات كلها كفرقعات بالونات الهواء التي لا تؤذي أحدا رغم أصواتها العالية، أو ربما قد أصابته قنبلة صامتة من قاتل كاتم للأصوات، فأنت لا تسمع إلا صوته، فتسرع يا مَن يضعف نظرك عن بُعد ويَقصُر، لتحكم على صاحبها بالفظاظة والخشونة والشر فتصدر حكمك قبل إحاطة علمك....!
فلا تحكم على طيبة طيّب من كلمات مُعَسَّلات، ولا تحكم على شر شرّير من صرخة صارخ أو غضبة غاضب...!!!
تريّث فإنك لن تكون صاحب حق وعدل وأنت تميل لمن بكى واشتكى فاقئ عين من عينيه، ولا تعلم لعلّه قد فقأ هو له كلتا عَيْنَيْه ....!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:27:45
2016/04/15

عندما يتجرؤ أحدهم عليك برد فيه من قلة الأدب، أو فيه من الاستهزاء، أو فيه من الضجر بكلامك، وأن يكون على سبيل المُجاراة...
عندها لا تلمه هو، بقدر ما عليك لوْمُ نفسك، والبحث فيما جعله يتجرؤ عليك...
أحسن القراءة وتبصّر، فغالبا ما تكون الإشارة الحمراء أنك أخطأت التقدير، لتقرر العودة عن سبيل سلكته، قد يكون فيه شر أرتْكَهُ نفسك خيرا كثيرا...
قد تكون أنت من فتح الباب أمامه ليتجرأ... فلُم نفسك قبل لومه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:29:02
2016/04/24

تحمّل الناس فنّ، والنظر إلى محاسنهم وغضّ الطرف عن مساوئهم لا يتقنه الكثيرون...
وتقبل أخطائهم والبحث في مزاياهم فنّ... ولكنه فنّ الصادقين، المتواضعين، الحكماء الذين يوقنون أنهم بشر بإزاء بشر..
عندما تبوّل الرجل بحائط المسجد، هبّ الصحابة لزجره، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح بهم: "لا تقطعوا على الرجل بولته"...
أول ما علمهم إياه ألا يؤذوه، قبل أن يعلمهم ما يفعلون، إذ أردف بأمرهم أن يهرقوا عليه ماء... قبل أن يأمرهم بإهراق الماء، سارع لتعليمهم عدم إذائه وهم قد حسبوا أنهم يحسنون صنعا....
عندما دخل عليه الرجل المسجد يريد أن يأذن له بالزنا، وهبّ الصحابة لتأديبه، أوقفهم وعلمهم كيف يحاورون، إذ قربه وحاوره بالعقل... أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟...... حتى خرج الرجل وليس شيء أكره إليه من الزنا...
عندما تكلم الرجل في الصلاة وتحرك، وضجر الصحابة من تصرفاته، قربه إليه وعلمه أن الصلاة لا حركة فيها، ولا كلام ... فتعلم...
عندما نحسن استغلال الفرص، فلا نضيعها بغضبة لا طائل منها، نفوز بإنسان...والمسافة بين الفوز به وخسرانه تساوي الصبر عليه، تساوي التحمّل وتذكّر الضعف البشري الذي هو عنوان الجميع....
فاللهم علمنا الصبر على غيرنا، وعلمنا احتواءهم...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:29:51
2016/04/27

(الحق ليس هدية تُعطى ولا غنيمة تغتصب، وإنما هو نتيجة حتمية للقيام بالواجب، فهما متلازمان، والشعب لا يُنشئ دستور حقوقه إلا إذا عدّل وضعه الاجتماعي المرتبط بسلوكه النفسي )) –مالك بن نبي-
فهل لنا الحق في الانبهار بما عند غيرنا ونحن نعزوه إلى علويّة الحقوق عندهم، والحقيقة أنها علويّة الواجب على الحقوق، وسبق الواجب للحقوق؟؟
إننا ننبهر، ونرجع البصر كرة أخرى إلى أنفسنا، فنراها المسكينة، المضطهدة، مغتصَبة الحقوق، التي تؤكل حقوقها فلا ترى من الخير شيئا، بينما لو صححنا النظرة، وأنصفنا، وقلنا حقا، لعرفنا في أنفسنا تقصيرا عظيما في "الواجب" مع مطالبة مستمرة بالحقوق ...
نعيش في مجتمع، مختلفة أطيافه، متفاوتة عقليات أفراده، نعم أعلم أنني كلما قلت مثل هذا، ردّ عليّ الكثيرون بإلقاء اللوم على أرباب السياسة وإدارة أحوال البلاد، وانهالوا شتما وقدحا، وذكرا لمساوئهم، ولانتهازيتهم، ولكذبهم على الشعب، وللهثهم خلف مصالحهم، ولأكلهم حقوق الشعب ...
أعلم كل هذا .... ولكنني أقول ما قاله الحسن البصري يوما "لا تسبوا ولاتكم فإنهم منكم " ...أي أنّهم خرجوا منكم، هم كما أنتم، لو صدقنا لعرفنا الباطل في أدناهم مرتبة كما في أعلاهم، إن الموظف البسيط ليستسهل أن يأتي بالأوراق والأقلام من عمله الإداري لأولاده بغير وجه حق، ليوفر على نفسه، فلا يشتريها من حرّ ماله، وماذا في ذلك؟؟ والفتوى الذاتية هي الصادع الأول في عالم النفس التي تهيّئ لصاحبها البراءة من كل إثم: وماذا في ذلك إنها أموال الدولة وهي من الشعب وإلى الشعب ....! وكأنه هو كل الشعب....!
ولعرفنا الممرّض البسيط وهو يُخرج من المستشفى حقناً وعبوات سيروم، وقطنا، لمن يحب، ومتى أحب... ثم تجده في يوم قريب ما واحدا من المندّدين المتظاهرين الحاملين رايات كتب عليها : "نطالب بحقوق الطبقة الكادحة في السلك الطبي" !!... لا لا بل ربما كان مُشعل فتيل المظاهرة الأول ....
أين الواجب بمقابل الحق المطلوب، والذي لا ينفك مطلوبا ؟؟
"لقد عققته قبل أن يعقّك" هذه الجملة التي قيلت لمن جاء يشكو عقوق ابنه، فتبيّن أنه لم يقم نحوه بواجبه ليطالب بحق الطاعة ....
تلك الأم التي قد غدت تشتكي فساد ابنها، وتَمُرّسَه على السرقة، فما عاد ينجو منه أحد، وهي التي زغردت يوم سرق بيضة وهو صغير غرير ، وطارت فرحا بابنها الذي أصبح يعرف التحايل ...!
celui qui vole un œuf volera un bœuf
أو تلك التي تفرح حينما يقول ابنها الصغير كلمة فُحش، "سعدي بابني عاد يعرف يتكلم"
يتبع بإذن الله ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:30:37
2016/04/28

نتابع مع "الحقوق والواجبات"...
((لقد أصبحنا لا نتكلم إلا عن حقوقنا المهضومة ونسينا الواجبات، ونسينا أن مشكلتنا ليست فيما نستحق من رغائب بل فيما يسودنا من عادات، وما يراودنا من أفكار، وفي تصوراتنا الاجتماعية بما فيها من قيم الجمال والأخلاق وما فيها أيضا من نقائص تعتري كل شعب نائم))
((لكم شربنا في تلك الأيام الشاي، وكم سمعنا من الاسطوانات، وكم رددنا عبارة :إننا نطالب بحقوقنا، تلك الحقوق الخلابة المغرية التي يستسهلها الناس، فلا يعمدون إلى الطريق الأصعب: طريق الواجبات.)) –مالك بن نبي-
هل سيكون بعيدا ضربي مثال الرجل الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل، فأعطاه فأسا قائلا: "اذهبْ فاحتطبْ"...
إذن، هل للإنسان المسلم اليوم إلا الانبهار بما صنع الغير، وبما شقي لأجله الغير، ولما هو من عرق الغير، وفكر الغير؟؟؟ هل له فقط أن ينكفئ ويتحسّر ويضرب يدا بيد، ويعض أنامل الحسرة على حاله، وهو يرى حال الآخر المُتْرف ...؟؟؟
إنه لو صدق مع نفسه لعرف أنّ هذا الآخر قد تعب، قد فكّر، قد قدم ما عليه، قد أدّى واجبه ليفوز بحقه فوزا مستحقا، فوزا يجعله إذا ما شارك يوما بمظاهرة احتجاج يطالب بحق من حقوقه، كان كل الحق معه، رجحت كفّته، لأنه الذي قدّم ففرض بواجبه أن ينال حقه كاملا ..... إن علينا أن نربي أجيالا تعرف ما عليها قبل أن تتعلم المطالبة بما لها ...
وهُم إذ يؤدون الواجب على أكمل وجه، فإن سلطات رقابية تُفرض عليهم في كل مكان، وفي كل المراحل، أما نحن فإنّ ديننا يفرض سلطة الرقيب الأول على الإنسان، يفرض عمل الوازع الديني، وازع مراقبة عين الرقيب سبحانه، وهذه أعظم من تلك، وأدوم من تلك، وأقوم ... ولكن ينقصنا تغيير ما بأنفسنا ....
إن علينا تنئشة الإنسان الذي يعرف أن له واجبا عليه أداؤه قبل أن يترنّم باللحن الممجوج لأغنية "أعطونا حقوقنا " ...الإنسان الذي لا يلقي على مشجب السياسة وفساد السياسيين أخطاءه، فيجدها المُضغة التي تستطيبها أسنانه، فكأنه الذي لن يُحاسب ما دام رؤوس القوم فاسدين...!!
إن السياسي نفس، والاقتصادي نفس، تماما كما أن المعلم نفس، والحارس نفس وعامل النظافة نفس .... كلها أنفس، إذا هي تأسست على السليم علا منها السليم، وانتشر....
يتبع إن شاء الله...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:31:19
2016/04/28

لا تنظر لما حولك بعين غيرك...
لا تحاول أن تستعير عقل غيرك لتفكر..
لا تقدّر الأمور بحسابات غيرك...
لا تصطنع ما ليس من سجاياك وطبعك...
لا تتكلّف لتنال إعجاب أحد...
لا تراقب كلماتك حدّ فعل السجّان بسجينه مخافة أن يحقرك الناس أو يقللوا من شأنك...
كن أنت... كما أنت...فإنك لن تنجح إلا وأنت "أنت" لا غيرك...
كن "شخصيّتك"، فإن اللبيب من فهم أن البشر ألوان، وأن الجمال بالألوان، وأن من لا يرى الألوان مريض، ومرضه " عمى الألوان"...
وإن الحكيم مَن إذا عرف نقصا فيك، تذكّر نقصا فيه...
كن "أنت" إلى الحدّ الذي تعيش فيه بطبعك ولونك، ولا تكن "أنت" إلى الحد الذي تراكَ فيه الفريد من نوعك...
كن أنت حتى لا تلتبس بغيرك، فتتوه عنك...
كن عبدا لربك وحده، وابتغِ رضاه...
ولا تكن عبدا لمن تخسر لأجله ذاتك ولن تنال يوما رضاه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:32:31
2016/04/28

يوم وفاة ابن عمي حسن رحمه الله

البارحة كان ممسكا بجريدة، يضع نظارته ويحلّ الكلمات المتقاطعة...
وفجأة...
فجأة... انقلب الحال، ونُقل على وجه السرعة إلى المستشفى...
وقبل أن يلج بابه قُضي أمره...
من الكلمات المتقاطعة إلى تقطع حبل الحياة...
دخل بيته اليوم كما لم يدخله من قبلُ يوما..
دخله محمولا على الأكتاف، مُسجّى...
يحمله الرجال ويحرصون وهم به سائرون لئلا يرتجّ أو يقع...
أدخلوه مكبّرين، ووضعوه ببيته كما لم يكن يوما ببيته...
التفّت حوله النساء... زوجُهُ، وابنته، وأخواته... بكيْنه... انتحبْن، ارتفعت أصواتهنّ بالنحيب وهنّ ينادينه، ولا حياة لمن نادَيْن...
فهذه تصيح : واأبتاه... وتلك تصيح: وا أُخيّاه...
وهو كما هو... مُسجّى، لا يرد على أحد...
وقد كان لا يتحمّل دمعة على وجنة بُنيّته، أو أخته أو زوجه...
تعالى التكبير، والدعاء له بالثبات عند السؤال، من قلوب مكلومة، حزينة على فراقه...
لقد دخل بيته، كما لم يدخله يوما...
دخله، ولم يطل به البقاء... وما هي إلا لحظات حتى عاود الرجال حمله... مكبّرين...
وخرجوا به من بيته، كأن لم يكن يوما بيته...
خرج دون رجعة وخلّف كل ما كان له وراءه...
وتابعته النسوة باكيات.. ونزلت أخته الكبرى، القريبة منه سنا...
اتبعته، ونزلت الأدراج من خلف الحاملين...
رأيتها وكأنها بسنوات عمرها المتقدّم تحتضن طيف أخ كان رفيق طفولة، وشباب، وكهولة، وشيخوخة قريبة...
كان رفيق عمر بتفاصيله...
ربما انسابت قدماها كما كانت تنساب خلف أخيها.. ربما ظنّت انها ستحضى بشيء من أخيها كما كانت تحضى منه بأشياء...
بنظرة، أو بابتسامة، أو بكلمة...
ولكنها عادت أدراجها وقد امتدت لها يد تنتشلها من حلمها البائس... تأخذ بها إلى حقيقة تستثقلها، تستعجمها، تود لو أنها لم تكن...
ولكنها كانت...
البارحة كان ببيته، مستلقيا يداعب الكلمات المتقاطعة... والليلة هو تحت الثرى، مع حقيقة الكلمات وقد سُئل...
لقد كان وكأن لم تكن حياته كلها إلا تلك اللحظات...
لحظات حُمل فيها من بيته إلى قبره...
فاللهم اغفر له وارحمه واغفر لنا وارحمنا فإنما وهو مُسجّى "أنا" و "أنت" وكل من لا يزال به عرق ينبض ...
سنُحمل يوما كما حُمل، وسنخرج من بيوتنا كأن لم تكن يوما بيوتنا...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:33:15
2016/05/02

الرأي والرأي الآخر...
مهما يبدو على رأينا من قوة ومن سند دليل، ومن حجة، القوة الحقيقية تكمن في تقبل الرأي الآخر وإن بدا أوهن وأضعف دليلا...
تقبّله ونقاشه بهدوء، لأن النفسية المتأججة غضبا من الرأي الآخر لا تستطيع بحال من الأحوال أن تصل بقارب الحوار إلى شاطئ أمان، وإلى نقطة مشتركة تتقاطع فيها الأفهام فيتعاضد الطرفان حتى يتبينا الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتلوح في أفقهما رفرفة راية الحقيقة...
ومهما كان رأينا قويا، فلربما عُمّي علينا الحق ونحن نحسب أننا نحسن صنعا، ولعل الرأي الآخر البادي لنا هراء قد قصر نظرنا عن حق هو فيه...
فعلينا أن نتحلى بالصبر، وبالتواضع وبحب الوصول إلى الحق لا الوصول إلى تعظيم "الأنا" ومِعْزَتِها وإن طارت...
بهذا تجري رياح حميدة يستطيبها قارب الحوار وتساعده على التقدّم نحو مقصده، وإلا جرت ريح قلبت القارب بأصحابه، وأغرقت الفكر والأفكار وتاهت عن أصحابها الغاية والحقيقة، فإن نجت "الأنا" كانت كنجاة لوح بلا صاحب ولا دُسُر...
الباحث عن الحق كالباحث عن ضالة له، لا يهمه من وجدها أولا، أو أن يجدها بنفسه، بل يهمه أن توجَد...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:34:06
2016/05/03

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ(57)" -يونس-
خطاب لجميع الناس، أن قد جاءتهم موعظة من ربّهم، والموعظة هي النصح بما ينفع، والتحذير مما يضر...
وإذا تأملنا فإن خصائص الدواء كذلك، إذ فيه النفع وإبعاد الضرر، وكذلك حال القرآن، وهو الطبيب يصف للمرضى الدواء، وكل الناس مرضى صدور إلا أن يهديهم الله بهداه، كما تمرض أجسام كل الناس ولا ينجو أحدهم من علّة قد تصيبه...
وما دور الدواء النافع إلا أن يشفي العليل ويكون فيه الشفاء، فكذلك القرآن دواء شاف، ولكن شفاءه لما في الصدور، وليس شفاء علل الأبدان، وما في الصدور هي علل النفس التي يتكالب عليها الهوى مع الشهوة مع الضعف البشري، مع الزلل البشري، مع ما يوسوس به الشيطان ليوغر به صدر الإنسان على ربه ...
أما "الهدى والرحمة" فإنما هما للمؤمنين خاصة، الذين مالت أنفسهم للدواء، واطمأنّت له، فاستعملته، فكان الشفاء والبُرء...
فإذا حصل الشفاء كان "هُدى التوفيق" الذي هو حظ المؤمنين خاصة، "هدى للمتقين"... هو الهدى الذي يأخذ بيد المؤمن في درب الحياة من توفيق إلى توفيق ومن تزكية إلى تزكية، ومن مرتقى إلى مرتقى حتى تحصل له بذلك الرحمة، الرحمة التي تصاحبه في الدنيا والآخرة، رحمة بالقرآن ترفق به في كل أحواله، وتصاحبه في كل خطواته، حتى تصبح المُلازم الذي لا يغادره وإن غادرت الروح الجسد، بل تتبعه في الآخرة ليصير رحمة أخروية وقد كان الرحمة الدنيوية...
وعلى هذا فإن :
** الدواء متاح لكل مريض-----------> مجيئ القرآن موعظة للناس كافة.
** والشفاء حاصل لكل من استعمله-------> بداية الاهتداء.
** أما الهدى والتوفيق إلى الصحة الكاملة----> فذلك إلى أهله من المستمسكين بالدواء الواثقين بفاعليته، العائدين إليه عند كل مُصاب، وهم المؤمنون الثابتون المستنيرون بهدي القرآن.
** والرحمة تمام الحماية والعناية والرعاية الحاصلة لصاحبها المستمسك بذلك الدواء الشافي----> التفضل من الله تعالى برحمة القرآن على عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:35:27
2016/05/05

عندما تُتّبع الخرافة، وتُصدّق الكذبة المدوية على أنها معجزة من معجزات ديننا التي تتجدد في كل حين، ويُسارَع إلى تصديق الخوارق المفتَعَلة على أنها علامات القوة فيه، فإننا عندها نريد تعطيل عقولنا وإيقافها عن العمل، هكذا بخارقة تُبهر فتحيل حركة العقل جمادا...
عندها لا نبتعد ولا نختلف عن المشركين الذين كانوا يطالبون الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعجزات المبهرات ليؤمنوا وليصدقوا...
بينما جاء القرآن ليحفز العقل على العمل، وليدفعه للتفكّر والتفكير، والتأمل والتدبر، والسؤال، جاء ليسحق الخرافة ويمحق الأكاذيب ...
أما المشركون فكانوا يسألون المعجزة ويرفضون القرآن لأنهم أوصدوا دون عقولهم باب العمل، فساد الهوى وتزعّم..
وأما المسلمون اليوم فيستسهلونها من كذبة أو من خرافة مُلصقة بالدين لأنهم ابتعدوا عن مقاصد القرآن ومراميه ومراداته، من العقول...
ابتعدوا عن فهم القرآن، وعن وعي القرآن فعادت تلك الروح العاجزة التي تسأل كل مُعجِز وتستطيب النوم، وتفرح بالخرافة والكذبة والخارقة وتلصقها بالدين على أنها واحدة من معجزاته...
وتلك الطريق القصيرة السهلة الموصلة إلى الراحة والدّعة، وإلى الاطمئنان إلى إيمان زائف واهن كأوهن ما تكون بيوت العنكبوت، بالكذبة السهلة وبالمعجزة المختَلقة...
والغفلة كل الغفلة عن قوة في ذات الدين وفي ذات القرآن لا تحتاج أن ينقلب السحاب مِدادا يكتب على صفحة السماء لفظ الجلالة "الله" ليزيده قوة، ولا أن تتشكل فاكهة بمجموع حروفه، ولا أن يُعثر على شجرة ساجدة أو صخرة ساجدة...
ولا أن يُدّعى أن حيوانا يأكل من خَشاش الأرض يسجد ويسبّح، أو أن جمادا يسجد...ولا أن يُقحم العلم زورا وبهتانا في كل صغيرة وكبيرة من الدين ليُظهروه زاعمين بمظهر القوة وليغلّفوه بعلب زينة زائفة، وليحلّوا العلبة بشرائط ورد مكذوبة، فيُخفوا الدين وهو في ذاته الزينة التي يجب أن تظهر ...
ربما نسمع قريبا في سلسلة الخرافات والأكاذيب التي يسميها العقل المسلم العاجز "معجزة" أن السكين وهو يقطع إنما هو في حالة سجود، وكلما طالت عملية القطع عُدَّ سجوده أطول !!
ما أشبه حال مسلم اليوم المسارع للخرافة والكذبة بحال من كان يسأل الأنبياء المعجزة والخارقة، إلا أن مسلم اليوم زاد فألبسها لباس الدين كذبا...
زاد فغمّى على عقله الرؤية وهي بين يديه في كتابه...
زاد فافتعل المعجزة واختلقها واصطنعها بنفسه، بينما كان المشرك يطلبها من نبي !
زاد فنأى عن مقصد القرآن الأعظم بتنوير العقول لتشعّ بدورها على الأرض نورا، واكتفى منه بالاسم والعنوان...
زاد فأغرق العقل بلجّ نوم عميق حتى لم يعد يستطيب إلا الخرافة، فشرد عن رشاده إلى غيّ ونكوص وجهل وضعف...
فمن تُراه بين الاثنين أدهى حالا وأمر ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:36:40
2016/05/08

لننظر إلى قرآننا وهو يخاطب العقل، يحاجج بالعقل، يبيّن بالعقل، ويدحض بالعقل...
في سورة يونس من الآية 38 إلى الآية 44 قطاع من الآيات فيه يحاجج الله في صدق القرآن، ويعلّم نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يحاجج الكافرين المكذبين فيه ...
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(38)"
لقد قال المشركون أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد افترى القرآن من عنده، أي اختلقه، من أخيلته، ومن تأليفه ...
فها هي المجاراة ...
إذن فإن كان افتراه، فلتفعلوا ما يعزّز قولكم، ويوثّقه، ويزيده قوة، هيا فإن هذا الذي قلتم عنه مفترٍ تعلمون علم اليقين من لبثه فيكم عمرا أنه الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، فلتحاولوا أنتم أن تفتروا كما افترى، هاتوا افتراءكم مع من أردتم أن يكون لكم في ذلك ظهيرا من أهل القراءة والكتابة والفصاحة والشعر والبيان، هيا يا أهل اللغة!
افتروا، فإن كان الأمي قد افترى، أفلا تقوَون مع كل من يقرأ ويكتب ويتفصّح أن تفتروا؟! لا شيء أسهل من ذلك عندكم يا أهل الكلام والبيان، إن كان ادعاؤكم افتراؤه -وهو الأميّ- حقيقة ...
أي أن الله تعالى علم نبيه صلى الله عليه وسلم أن يطالبهم بالبرهان "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، فليس أسهل على أهل الكتابة والقراءة أن يفتروا إذا كان عندهم من لم يقرأ ولم يكتب قد افترى ...
إنها المطالبة بالبرهان بأقوى طريقة، طريقة المتيقن من حق عنده لا يُقارَع، ولكنه لا يمنع من يستطيع المقارعة أن يفعل، يفتح له الباب على مصراعيه، دون شروط، يترك له الحريّة، يُفسح له فلا يقيّده بشروط، بل يطالبه بأن يأتي ببرهانه مع المظاهرين الذين يختار ويحب....
ها هي الفسحة لعقولكم، فهاتوا التعقل من عقولكم ...
1- هذا أمي لا يقرأ ولا يكتب قد افترى.
2- وهو وحده بلا ظهير قد افترى.
3- وأنتم يا من تتقنون القراءة والكتابة والبيان والفصاحة افتروا ما افتراه.
4- أنتم مجتمعون والجماعة أقوى على الإتيان بما لا يأتيه الواحد، فهاتوا ما عندكم.
ثم في الآية الموالية:
"بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ(39) وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ(40)"
إذن فحقيقتهم، أنهم لم يكذّبوا بشيء عرفوا ما فيه، وأحاطوا بعلمه، فقاسوا، وفكّروا، واستدلّوا، وأسقطوا فعرفوا أنه الباطل فرفضوه، بل إنهم أصلا لم يعلموا عنه شيئا...بل إنهم فوق عدم علمهم، لم يصبروا على فهم وبيان ما استعصى عليهم فيه، بيانه من رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم.
1- لم يعلموا.
2- لما يأتهم تأويله : لم يصبروا حتى يأتيهم بيانه وتفسيره.
العلم + الفهم = الحكم الصحيح
العلم + عدم الفهم = الحكم الخاطئ
عدم العلم + عدم الفهم = الحكم الخاطئ
أن تعلم ما فيه دون أن تفهمه نقص، ومدعاة لحكم خاطئ، فوجب العلم مع الفهم لإصدار الحكم السليم من العقل السليم.
فلننظر إلى المحاججة بالعقل !
سبحان الله ....
كثيرا ما نتأمل في آيات القرآن الألفاظ المشتقة من "عقل" لنعرف مخاطبة القرآن للعقل، ولا نبحث كثيرا في سائر سياقات وتعبيرات القرآن العظيم ... وهي وإن لم تحوِ من تلك المشتقات كانت خطابا للعقل، وخطابا بالعقل ...
ثم :
"وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ(41) "
وإن بقي حالهم هو التكذيب من بعد :
1- طلب البرهان + 2- الدعوة إلى العلم + 3- الدعوة إلى الفهم
فما عليك أنت يا "محمد" إلا أن تتبرأ وتعلم أنهم مع ما طولبوا به وهُم على حالهم لم يعد ينفع معهم، إن عقولهم قد سُكّرت عن التعقّل ...
أما الآيتان المواليتان :
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ(42) وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ(43)
الأصم العاقل بإمكانه معرفة الحق، والأعمى ذو البصيرة بإمكانه أن يعرف الحق،
أما أصم بلا عقل وأعمى بلا بصيرة .... أنّى له أن يعقل ؟!!
فلنتأمل قرآننا، ولنبحث في كل خطاباته، وإن لم يكن فيها من مشتقات "العقل"، أو "الفكر" أو "التدبر"، نجد مجالات شاسعة تخاطب العقل، وتبيّن بالعقل، وتدحض بالعقل ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 11:38:49
2016/05/11

قال ابن القيم رحمه الله فى الفوائد :
العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها، ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم .
فترك الدنيا فضيلة ، وترك الذنوب فريضة فكيف يؤمر بالفضيلة من لم يقم الفريضة .
فإن صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد أن تحبب الله إليهم بذكر آلائه وإنعامه وإحسانه وصفات كماله ونعوت جلاله فإن القلوب مفطورة على محبته فإذا تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والاستقلال منها والإصرار عليها .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 12:05:13
2016/05/15

كثيرا ما يُخطئ مَنْ لا دراية له بمدى اتساع وامتداد اللغة العربية ورحابتها، وتنوّع استخدامات أدواتها، ودلالة الكلمة الواحدة فيها على أكثر من معنى، فيحسب أنه القادر على تفسير القرآن حسب ما يفهم...
بعيدا عن حقّه في التدبّر، بل واجبه في التدبّر، والذي لا يكون على أساس متين إلا إذا أحاط بالمعنى السليم للكلمات، فإنّ محاولة التفسير الذاتيّ للقرآن من غير ما إحاطة بمعاني الكلمات ودور الأدوات قد تأتي مشوّهة، مفتَعَلة، متكلّفة لا تحمل روح المعنى الصحيح، ولا تؤدي المُراد من الآيات، بل إنّ هناك من يطوّع القرآن لمقصد يريد هو الوصول إليه بليّه لعنق اللغة قبل عنق الآية...
وسأضرب مثالا واحدا، أراه يدلّل كبير دلالة على وجوب التحرّس قبل الاعتداد بالفهم الذاتيّ دون تأسيس على فهم صحيح لمعاني الكلمات، ولمواقع الأدوات وأدوارها...
"قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(68)" -يونس-
قوله سبحانه "إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ " لو أُرخِي العنان للفهم الشائع لدور "إنْ" لقصرها مَن قصرها على أنها أداة شرط، بينما "إِنْ" في اللغة العربية ذات أدوار لا دور واحد ...
وها هنا هي نافية، وليست شرطية ...
"إن عندكم من سلطان بهذا" معناها: ليس عندكم من سلطان بهذا الذي تقولون، ما عندكم من سلطان بهذا الذي تقولون، أي لا دليل عندكم على تقوّلكم وافترائكم ...
🎀إنْ النافية : حرف نفيٍ بمعنى ( ما ) مبنيٌّ على السكون لا محل له من الإعراب ، تدخل على الجملة الفعلية والجملة الإسمية ولا تؤثر فيهما في الإعراب.🎀
دخولها على الجملة الفعلية من مثل قوله تعالى : "إن أردنا إلا الحسنى" أي ما أردنا إلا الحسنى
ودخولها على الجملة الاسمية من مثل آية سورة يونس أعلاه ...
أما أدوار "إِنْ" الأخرى:
🎇 فهي "الشرطية" من مثل قوله تعالى "وإن عدتم عدنا"
🎇 وهي "الزائدة للتوكيد" وتأتي لتأكيد التعبير وتقويته، في مثل قولنا: "ما إنْ أنهيتُ دروسي حتى اطمأننتُ "
🎇 وهي "المخفَّفة من إنّ" وغالبا لا تعمل عملها فيما بعدها، بمعنى أنها لا تنصب الاسم الذي بعدها كفعل "إنّ" في اسمها... واللام التي تأتي بعدها تسمى "لام الفارقة" دورها التفريق بين "إنْ" المخفّفة و"إنْ" النافية، وذلك في مثل قوله تعالى : "إنْ هذانِ لَساحران".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 12:05:51
2016/05/18

ي قوله تعالى :{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76)} [يونس : 75-76]
لقد استكبروا أولا...
فرعون وهو ملك مصر، وملؤه وهم حاشيته المقرّبة من ذوي الجاه والمكانة...
فرعون هو الذي استخفّ قومه، واسترهب فكرهم حتى كان يحثهم على الاستدلال على ملكه بالأنهار تجري من تحته، وهو يستنكر عليهم بقوله : "أفلا تبصرون" ...!
استكبر لما جاءه موسى وهارون بآيات الله حتى ادّعى الربوبية بقوله: "أنا ربكم الأعلى"...
واستكبر حتى ادّعى الألوهية فقال : " ما علمت لكم من إله غيري"...
أما عندما جاءهم الحق من عند الله، بالبينات الساطعة المفحمة، وعندما عرفوا أنه الحق، ولم يبقَ لأهل اللجاج وقد أفحمهم الحجاج، وزهق الباطل اللجْلج بالحق الأبلج...
لم يجد أهل الاستكبار إلا أن يقولوا : "إن هذا لسحر مبين"...
والسحر أخيلة تصوّر الباطل حقا...
هكذا ألقوا بصفة السحر على الحق ينفذ للعقول من منافذها، ويملك القلوب من عروشها...
وهكذا حال من استرهب العقول والأفهام، واستبدّ بمفاتيحها وبمغاليقها، يفتح منها لنفسه ويغلق منها لما عداه ... فيقلب في تصوّرهم الحق باطلا، فيرونه كذلك... ويقلب الباطل حقا، فيرونه كذلك... إي وربي، فإن المفاتيح والمغاليق بيد السجّان لا بيد السجين...!!
عندما تُغتصب العقول، فتفقد حريتها، تصبح كالعبد بيد سيّده لا حركة إلا لما يحب، ولا سكنة إلا لما يبغض...
يصبح كاللعبة بيد صاحبها، مِطواعة ليده، إن شاء التهى بها، وإن شاء خبأها، وإن شاء أظهرها، وإن شاء مزّقها إربا إذا تملكته السآمة منها والملالة...
والمستكبر إذا أُفحِم باطله بحق... صار دَيْدَنه -كما وصف ابن عاشور- التدرج من مجرّد الإباء المنبعث عن الاستكبار إلى البهتان المنبعث عن الشعور بالمغلوبيّة...
فهو شنشنة المغلوب عديم الحجة الذي قهرته الحجة وبهره سلطان الحق...
نعم من استكبار ، إلى بهتان مبعثه الشعور بالمغلوبية... هكذا هو ديدن المستكبرين، المستعبدين للعقول...
وإن لزماننا هذا لفراعنَتَه المتعالمين أو الآسرين بالعبارات الرنانة الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا لكل مَن أسلمهم عقله..
فليت شعري... لا حق ليد أن تمسك بمفاتيح عقلك ومغاليقه إلا يدك... فافتح للحق ينفذ... وأغلق دون الباطل يُمسك... ولا إله عليه إلا الله، ولا رب له إلا ربنا...الله...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 12:06:28
2016/05/19

"قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ(77)" -يونس-
وأخيرا... هذه هي حقيقتهم، إنه خوفهم وفزعهم وهلعهم من هذا الذي جاء ليبيّن تهافت ما كانوا يتّبعون من خرافات ومن أهواء، ومن سفاهات....
إنه خوف المتسلط، خوف صاحب الجاه، خوف السلطان على سلطانه ....
فيصوّر أن موروث الآباء قداسة لا تُمسّ ولا يُؤتى عليها، وليت ذلك الموروث هو الحق موروثا، بل هو الباطل، والخرافة والكذب والافتراء من وحي الهوى...وإنه التعلّل بقداسة ما لا قداسة له والحقيقة أنّه مُرادهم من الاستئثار بالسلطان ...
ولكأنّي بهم وهم يعلّلون بـ "وتكون لكما الكبرياء في الأرض" يعلمون أنّ لهذا الحق قوة تجعل من أتباعه أصحاب سلطان في الأرض...
إذن فإنهم قد انتقلوا من 1- "استكبروا" إلى 2- بهتان الذي غُلب بالحق "إنّ هذا لسحر مبين" إلى 3- نطقهم بحقيقة حالهم "وتكون لكما الكبرياء في الأرض" ....
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ(75) فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَـذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ(76) قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ(77) قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ(78)" -يونس-
وإنّ لهذا الخوف القديم الجديد سببه الواحد... الخوف على سلطان الباطل والجَور في الأرض من سلطان الحق والعدل فيها ...
إنّ في الدين حريّة تُسترجع للعقل الذي سُلِبها...
إنّ فيه تخليصا من العبودية للعباد، وذلك ما يخشاه في الدين المستعبِدون المتجبرون...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:13:33
2016/05/22

في قوله تعالى : "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(90) " -يونس-
قصة عظيمة هي قصة موسى عليه السلام عند خروجه بقومه...!!
وإنك إذا لملمتَ أجزاء القصة المنتشرة في آيِ القرآن الكريم من سور مختلفة، لغدتْ أمام عينيك وكأنها المتمثّلة بشخوصها، وأدواتها، وحركاتها... وبتفاصيلها...
فتجدكَ في قلب المغامرة، في قلب الحدث، وكأنما انتقلتَ إلى زمانهم، وإلى مكانهم، فالبحر من أمامك، والعدوّ من ورائك ....
وإنّ قلبك ليرجف وليهتزّ هلعا، وخوفا على مصير موسى وقومه، في لحظات حاسمة، خطيرة، مصيريّة ....لحظة لا يتبيّن فيها المصير أإلى خير ونجاة، أم إلى هلكة وفوات ...!
تجدُك مع الآيات تُسلط الضوء حينا على موسى، وعلى أتباعه حينا آخر، ولا تنفكّ مراقبا لفرعون وجنده، ويدك على قلبك المنخلع خوفا من مصير خطير مُحدق....!
إن الآية التي بين أيدينا من سورة يونس، تبيّن في إيجاز مُنجز مُعجز، كيف أن الله تعالى جاوز ببني إسرائيل البحر، وكيف أتبعهم فرعون وجنوده، وكيف أدرك الغرقُ فرعونَ ....
إنها لكلمات معدودات تصف الحدث، لتنتهي إلى مصير فرعون، وحاله وهو يغرق...
ولكنّ الجوامع التي بين يديّ تشوّقني للتفاصيل؟ فهل لي أن أعرفها ؟!
لسائل يقع على هذه الآية، ولم يقع على غيرها أن يسأل: تبدو قصة فريدة، فهل من تفاصيل؟
ولمن يبحث، ويجول بين حنايا القرآن أن يأتي بها شافية وافية كافية .... :)
لقد خرج موسى بقومه خفية عن فرعون وشيعته، ليلا على حين غفلة منهم : "فأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ(23)" -الدخان-
فلنتأمل...
إنّ موسى عليه السلام لما خرج ليلا بقومه، ممتثلا لأمر ربه، لم ينجُ من اتباع فرعون له، ولكنّه بالمقابل قد نجا نسبيا، نجا بأن قطع بقومه طريقا بلّغهم شاطئ البحر، نجا بالقدر الذي جعل بينهم وبين فرعون وجنوده مسافة لها دورها وإن لحقوا بهم... وإن اتبعوهم...
والقرآن يومِض في عقل السائل والمتتبّع للتفاصيل، بمفتاح جديد ...
وذلك في قوله تعالى : "فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ(60)".... لقد أتبعوهم مشرقين... وبين الليل والإشراق مسافة، لا بدّ أن لها دورا ...لا بدّ... وإن اتبعوهم ...
إنه الإشراق... إنها الشمس تُسفر بجدائلها عن انقضاء الليل، وابتداء يوم جديد...
أتراه سيكون جديدا مشرقا في حياة بني إسرائيل، أم تُراه سيزيد إلى ظلمتها ظُلمة ؟؟!!
أين سيذهب موسى بقومه؟ أين يفرّ بهم والبحر من أمامه والعدوّ من ورائه ؟!
أمِن أمل في لجّ الخطر المُحدق؟!
إنني لأراني أعود القهقرى... قليلا إلى الوراء... إنها عودتي وحدي إلى الوراء، ذلك الوراء الذي فيه كل الوبال على بني إسرائيل، وإن هلاكهم لفي خطوة واحدة إليه ....!!
أما أنا فعودتي إليه لنتأمل... :)
لنتأمل دقة الكلمات القرآنية، ودقّة مواضعها ...
لنعرف تصديق القرآن بعضه بعضا..."فأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ" ...
"إنكم متبعون" مؤذنة باتباع فرعون لهم، إنه سبحانه قد أعلم موسى مع أمره بالخروج ليلا، أعلمه أنهم متّبعون... ولا بدّ أن من شأن هذا أن يحثّ في نفس موسى عليه السلام الأخذ الأقصى بالأسباب، فلا يُستبعد أنه قد كان القائد المسرِّع لقومه، يوازن بين التخفّي والإغفال من جهة، وبين تسريعه قومه من جهة أخرى...
وإن لنا أن نتخيل خطورة هذه المغامرة على موسى وهو قائد لكل قومه، فإما بهم إلى نجاة ومَنعة، وإما بهم إلى هلاك ولوعة...!! هلاك لو خُيّروا وهم يُحدَّثونه لاختاروا بقاءهم على ذلّهم وعبوديتهم...!
ولكن... ماذا سبق كل هذا ؟؟
🎇 لقد سبقه توكّل بني إسرائيل على الله ... "فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا"
🎇 لقد سبقه دعاؤهم الله ألا يجعلهم فتنة للظالمين وأن ينجّيهم "رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"
🎇 لقد سبقته قيادة موسى قومه أولا إلى الصلة بالله قبل أن يقودهم إلى النجاة "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ "
🎇 لقد سبقه دعاء موسى عليه السلام على فرعون وملئه "رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ"
🎇 ولقد سبقه أيضا إعلام الله نبيَّيْه أنه قد أجاب دعوتهما "قالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا "
🎇 ولقد سبقه امتثال موسى وهاورن عليهما السلام لأمر الله تعالى بالثبات والاستقامة "فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ"
لقد كان كل هذا من قبل، لنكون اليوم قُبالة هذه المشاهد الحيّة، في غِمار هذا الحدث العظيم، هذه القيادة الرائدة لموسى، والبحر من أمامه والعدو من ورائه ...!!
إننا لا ننفكّ نلتفت إلى الوراء، حيث فرعون وجنوده...
لا ننفكّ نرقب تحركات ذلك الظالم المتجبرّ المتكبرّ المتألّه، وهو وجنوده يلحقون بموسى عليه السلام وأتباعه ....
إن الضوء مُسلط الآن عليه ...
تُرى ألَحِقَ بالقوم ليناديهم ويُسمعهم صوتا حمائميا مسالما، وليبثّ عهود الأمن والأمان، وليوادعهم ويحفظ لمملكته قوما لطالما سخّرهم لخدمته، ولخدمة ملكه ... ولطالما كانوا عبيده وطوع إشارة من بَنانه وأمر من لسانه ...؟!!
ها هو القرآن، يفصّل، ويُبين، فلا يترك لقائل أن يتقوّل بغير حقيقة الحال، من الآية ذاتها التي بين أيدينا "فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً"...
ظلما وجورا، وغاية في الاعتداء، وتماديا في الجبروت، وإسرافا في التألّه ...!!
فأيّ جرم اقترفه من غادر أرضه ووطنه، مفرّطا بحقّ من أعظم حقوقه، منقلعا من جذوره، لائذا بالفِرار...؟!
أي جرم اقترفوه وهم إذ يفرّون، يهيمون في الأرض على وجوههم، لا يدرون أيّها مأواهم، وأيها ملاذهم ...؟!
لقد حكمهم بغيا وعدوا، واتبعهم وهم فارّون بغيا وعدوا ....
ماذا تُراه سيفعل موسى؟؟
إنه الإشراق، إنه الصبح، إنه العدوّ يتبع، وإنه على آثاره وآثار قومه، لا يغادر...لا يرجع.. لا يَني ....
وها هو القرآن مرة أخرى يومِض، ويضيئ حجرات مظلمة في العقل السائل ...
ها هو الضوء من هناك يأتي بمفتاح جديد... بحبكة من حبكات هذه القصة، لتتلاحم كلها، فتنتج مشهدا متكاملا، متناسقا...
لقد أوحى إلى موسى ربُّه، لقد علّمه ما يفعل ..."وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى(77)" -طه-
فموسى عليه السلام يعلم أنّ عليه ضرب طريق يبس في البحر ... ذلك كان عنوانا... ولكن! كيف سيضرب لهم هذا الطريق؟؟!
لقد بلغت قلوب بني إسرائيل الحناجر، حتى قالوا وأعينهم ترقب العدوّ من خلفهم يلاحقهم، "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "....
عندها ردّ عليهم موسى بيقين العبد المتوكّل على ربه، الواثق به عظيم الثقة، وبهدايته إياه ....
"قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)"-الشعراء-
يوقن أن ربه سيهديه، سيعلّمه الطريقة، سيُجليها له .... تيقّن أن معه ربه... "سيهدين"
ليأتي بعد يقينه، وبعد كلماته الموغلة في الإيمان بمعيّة الله، بفاء العطف التي تفيد السرعة في الإجابة والهداية.... "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63)"
فضرب البحر... فانفلق... فكان كل فرق كالطود العظيم...
فاءات ثلاث متعاقبات دلّت كلها على سرعة في التعليم والهداية، وسرعة في العون والكفاية ....
فيجاوز الله ببني إسرائيل البحر، (في آيتنا هذه) .... ويتبعهم فرعون وجنوده، ولكنّ هذا الاتباع، هو اتباع على الطريق اليبس الذي مُدّ في البحر، اتباع على ذات الطريق الذي لم يكن لعقل أن يتخيّله في البحر مُمَهّدا للخطوات ...! اتباع على الطريق الذي ما فتئ بنو إسرائيل يفرحون به خلاصا حتى فوجئوا بالعدوّ عليه يقتفي الخطوات ...!
إن الخطورة ما تزال مُحدقة .... كيف لموسى أن يدفع هذا الخطر المُلازم ؟؟!
إن الأمر سيّان ففرعون وجنوده يستطيعون إدراكهم واللحوق بهم، بل إنهم على خطاهم على يبس البحر ...!! أيضرب موسى في البحر مرة أخرى بعصاه ليعود بحرا بلا يبس؟؟
الحلّ هنا... غير بعيد .... إنه مع أمره موسى أن يسري بالقوم ليلا، قد علّمه ما يصنع بالبحر !!
"فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ(23) وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ(24)" -الدخان-
على نسق أمره سبحانه له باتخاذ السبب، مع بيان اتباعهم له رغم اتخاذه السبب، يُعطَف قوله تعالى : "وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ"
إنه الأمر مع النّذارة، يليه الأمر مع البشارة ...
لا تفكر في حلّ جديد لينقطع الطريق على فرعون وجنوده، اترك البحر على حاله، جبالا مائية يتخللها اليبس ... اتركه رهوا، إنهم جند مُغرقون ...
سيتكفل الله بإرجاع البحر لسُيُولته ...أجل لقد تكفّل سبحانه بذلك ....بإرجاع البحر لأصل حاله، مع نجاة كل قومك، وإغراق فرعون وكل جنده ...
لقد أطبق الله جبال الماء عليهم فأغرقتهم .....
وتلكُم كانت نهاية هذه القصة العظيمة .... :) بمشاهد متحركة حيّة ... بأضواء مُسلطة على كل موقع... بحبكات منتظمات انتظام الخرز في سلسلة متّسقة منسجمة لا يفرّقها فلل، ولا يشوبها ثَلم...
وهذا هو القرآن يفرّق الأخبار بين ثنايا السّور لتجتمع في مشهد حيّ متحرّك محتبك متكامل لا تُداني جماله أروع وأحدث ما تصوّره تقنيات وصناعات البشر...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:16:06
2016/06/04

اختُبِر المؤمنون بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته...
كان ذلك يوم "أُحُد" حينما أشيع قتله...
وقد كانت لله حكمة عظيمة في ذلك، وإنه صلى الله عليه وسلم يوم مات، كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه مثبّت الأمة، فكان اول من تذكر تلك الآية بالذات التي نزلت عقب "أُحُد"....فتلاها على المسلمين وأحب الناس إلى قلبه مسجّى...
تذكر ذلك الامتحان من الله للمؤمنين : " {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 144] -آل عمران-
أفتنقلبون على أعقابكم إذا مات ؟
والصديق رضي الله عنه نفسه هو الذي أقام حروب الردة على من انقلب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم....
لقد فقه الامتحان بموته، وامتدّ فقهه وفهمه له فعلا على الأرض، فثبّت الأمة ساعة مات حقا، وثبتها وأنقذ الإسلام ساعة انقلبوا على أعقابهم بعد موته...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:28:50
2016/06/05

يوم أمس، التقينا، وذكرنا الضيف الحبيب، فقالت صديقتي أن إحداهنّ اقترحت عليها أن تتجهز مع المتجهزين لقضاء ليالي رمضان بين حدائق التسالي وتسالي الحدائق... !

فردت قائلة : إنكم في غفلة عن وصف رمضان...
عن التعريف السليم لرمضان...
إنكم ما أن تذكروا رمضان حتى تذكروا الصيام، وما أن تذكروا الصيام حتى تذكروا رمضان...

لقد غفلتم عن "الذي"، الاسم الموصول الذي يصف الموصوف... فيعرّفه : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"

إنه اللصيق بالقرآن، وإن القرآن للصيق به...

لقد فرض الصيام على المسلمين في العام الثاني للهجرة، بعد خمسة عشر عاما من البعثة...
ماذا كان يمثل رمضان عندهم على مدى هذه الأعوام التي لم يفرض فيها الصيام بعد ؟!!

لقد كانوا يعرفون أنه الشهر "الذي" أنزل فيه القرآن... ولك أن تتوقع مكانة ذلك الشهر في نفوسهم كلما حال الحول وحلّ هو من جديد، كانوا قبل أن يصوموه، يعرفون أن أول خصائصه ومزاياه نزول القرآن فيه...

وإنك لتعرف الرخصة للمريض والمسافر والعاجز والمسن، فلا صيام عليه... ولكن لا يستقيم ألا قرآن عليه ...

إنك لتصوم نهاره، وتفطر ليله، ولكنك لا تصوم عن القرآن ساعة لتفطر عليه أخرى، بل كل الساعات مباحة للقرآن، مفتوحة للقرآن...

إنكم لترونه شهر الصيام الذي يليه الإفطار، فالإفطار الذي يليه الصيام، ولكأني بالصائم نهارا، النائم نهارا، ليتربص بالشهر ليلَه...
لينتقم من ساعات الصيام، فيُحييه بين حدائق التسالي وتسالي الحدائق....

إنما هو ذاك المنتقم... الذي يتجهز لانتقامه الليلي بنوم النهار !!

فيا مَن عرفتَ رمضان بالصيام لم تعرفه بغيره...

إنك ما عرفتَ أول مزايا الشهر، وأولاها... ولو عرفتَها حق معرفتها لعرفتَ أنه شهر للقرآن جُعل قبل أن يجعل للصيام...
بالقرآن عُرف قبل أن يُعرف بالصيام...

إنك ما عرفته حق المعرفة، وما قدرته حق قدره...
ولو عرفته لما غيّبتَ ساعات نهاره في جبّ النوم  ولما غيّبت ساعات ليله في جُبّ التسالي !!

بل إنك لو عرفته، لعشتَه بالقرآن، لعشته عاملا بالقرآن، لا تاليا له بلا عمل، لا معدّدا ختماتك له، مسابقا في العدد، مباعدا عن العمل...
وعساه أن يكون  صيامك حينها صيام رمضان الذي أمِر به في القرآن ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:30:22
2016/06/08

سألتني كحال من يحمل هما يبحث عمّن يزيحه عنه،

قالت : أستاذة، أليس الأنبياء مستجابي الدعوة ؟
قلت : بلى .
قالت : فلمَ لم يسألوا الله أن يؤمن كل كافر !

وسألتني أخرى: أليس الله يعلم مصير كل منا إن إلى جنة أو إلى نار ؟
قلت : بلى .
قالت : فلمَ خلقنا ؟ 

على هذه الشاكلة هي أسئلة الأطفال :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:33:40
2016/06/08
فرق جوهري ودقيق جدا بين العقلية المتشككة والعقلية الناقدة يضعه الكاتب أحمد يوسف السيد في كتابه "سابغات" يقول :

 "فإن تميز العقل الناقد ليس بمقدار ما يرده ويشكك فيه من الأخبار، وإنما بمقدار ما يلاحظه من عوامل وقرائن تستدعي الرد، وأخرى تقوّي القبول" .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:34:31
2016/06/13

لمن جعل رمضان مسابقة في عدد الختمات... أقول تمهّل.. !
تمهّل وألهمني سرّك !  ألكَ طاقة لقراءة المصحف كاملا، ثم بدئه من جديد، ثم إنهائه، ثم بدئه من جديد، وهكذا في دائرةٍ السبق فيها هو للراكض بين السور ...؟!
ترى ماذا جنيت ؟ أجنيت فهما، أم جنيتَ عيشا، أم جنيتَ حلاوة، أم تُراك جنيتَ العمل مع الركض بين الآيات والسور؟!

أعشتَ مع سورة الفاتحة ؟ أتساءلتَ عن وجودها بأول المصحف؟ أما خطر ببالك أن تكون الأولى وأنت تتصفح كتابك، وأولى السور نزولا تجدها بين أواخر السور ترتيبا ؟  أما تساءلتَ عن سرّ اسمها؟ أما تساءلتَ عن سرّ الدعاء فيها ؟

أما بحثتَ عن إجابة الدعاء في آخرها ؟ "اهدِنا الصراط المستقيم" ؟
أاكتفيتَ بقولك بعده "آمين" ؟
أحسبتَ قولة "آمين" بمجزئة وكافية ليأتيك الهُدى على طبق من خيال الزمان وأوهام المكان؟
وانطلقتَ بعدها تقلّب الصفحة، تُتبعها الصفحة، تُتبعها الصفحة، وأنت تلهث خلف الصفحات متى تُراها تتراكم ليبقى القليل الذي ستُلحقه قريبا بالمتراكمات...
وإذا سعادتك بالصفحات المتراكمات أكبر من فرحتك بملامسة القرآن لشغاف القلب ليسكن، ولأصول العقل ليتحرك...

أما عرفتَ أنّك على بُعد نظرة منك تقلبها من صفحة "الفاتحة" إلى صفحة "البقرة" المجاورة تقع على إجابة دعائك : "اهدنا الصراط المستقيم" ؟ 
أما علمتَ أن الأمر بك لن يطول لتجد الله هاديك، ومرشدك ودالّك إلى حيث الهدى، هنا من قريب، قريب ... قريب ... "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"

إنك أيها "الحامد" "العابد" "المستعين" "المستهدي الصراط المستقيم"  تقف على الطريق...
تستهدي، وإنه "الرحمن الرحيم" سرعان ما يجيبك ....
وإنه لفي هذا الكتاب هُداك .... فهلمَّ واخطُ خطواتك على طريقٍ الكتاب فيه هاديك ....

هلمَّ ... تقدّم... اسأل، تساءل ... تأمّل ... تدبّر... وقف عند الآية تملَّ بجمالها، وبكمالها، وبرباطها  بأخواتها ما سبق منها وما لحق...

كُنْ كسائح في جِنان الأرض، تتملّى بالحسن والجمال، و تُشبع ناظِرَيْك وأنت ما تكاد تشبع...
ارجع البصر، ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر، وهو الذي غدا لا يريد انقلابا إليك...

كن كسائح غمر نفسَه شذى الرياحين، وأسر لُبَّهُ بياضُ النَّوَر...
كن كسائح يشتمّ العبير، ويقتبس من نفحات الأزاهير لروحه رَوحا وريحانا... ولعقله زادا وريّانا ...

امضِ قُدُما... سرْ نهارا، أو اسرِ ليلا ففي كلّ سياحة وتجوال، وعَيش في رحاب الكمال، وإنّ ناشئة الليل لأشد وطئا وأقوم قيلا ...

امضِ مع "البقرة"، واسأل، وابحثْ، وتفكّر، فإن فيها لحياةً كاملة بكل ما في الحياة من حركة، ومن دبيب، ومن أصوات، ومن دلالات...
 فيها تعرف نفسك، تعرف أصلك، تعرف دورك، تعرف الغاية من وجودك...
تعرف مقدار ما كُرّمت، وأنّ العقل فيك معجزة وميزة وعنوان، وأنه مناط تكليفك...

لتمضي مع القرآن، وأنت تعقل...
تعقل آياته، تعقل كلماته، تعقل هداياته... تعقل حتى تصل بعقلك لربك، حتى تقدّر بعقلك ربّك حق قدره ...حتى تُدرك أنك المكرّم به...

مع "البقرة" ستطيل المكوث، سيعرّفك ربك بما سيعترضك على دربك أيها الخليفة المستخلَف، سيعرّفك أن الابتلاء سنّة فيك، وأنّ صبرك عليه باب للترقية الربانية، ولإعلاء درجاتك، صبر مع عمل كصبر التي سلّمت بالبقاء مع رضيعها في قلب الصحراء المقفرة، لا ماء ولا غذاء، ولم تقعد، بل سعت بين الصفا والمروة، وليت شيئا لاح في الأفق أن السعي ذو جدوى !!

ولكنها سعت ... حتى بُشِّرت ... "وبشر الصابرين"

يعدّك للابتلاء حتى لا يكون إيمانك على حرف، تسعد بالسراء إذا حلّت بساحتك، وتستنكر الضراء إذا ما بك ألمّت...
ستطيل المكوث مع "البقرة" ستتعرف إلى منزل المنهج : "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" ، وأنه الواحد الذي يأمر، والواحد الذي يشرّع...
ثم ستتعرف إلى المنهج ...

منهج للحياة... حيّ، مُحيٍ ... منهج للحياة بإيمان القلوب،  منهج للحياة، فلا ينكر على الإنسان أن يحياها:  "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"

منهج يحفظ النفس والعقل، والنفس فيه أكرم على الله من حرمة بيته، ومن حرمة الأشهر الحُرُم...أكرم على الله من حرمة المكان وحرمة الزمان ... وفتنة المؤمن عن دينه أكبر عند الله من حرمة شهره، بل أكبر هي من القتل...
منهج يعتني بالبذرة الأولى في نفسك، ثم بالخطوة الأولى منك ومن شريكك على درب الحياة، ثم بالخطوات الأخريات لأسرتك، لحياتها، لعلاقاتها، لوصالها، ولفراقها، ولحاجة كل طرف، ولحاجة القفز على "الأنا" مع أول إطلالة لثمرة اللقاء بينك وبين شريكك ... مع الولد ...

ستطيل مع "البقرة" المكوث، وأنت تخطو خطواتك الأولى... خطوة خطوة، ومع كل خطوة تتعلم، وتتهيأ لهذا الدرب الذي أنت عليه... "درب الحياة"... والقرآن فيه "مِشكاة"....

فامضِ ... امضِ ولا تستشقل مشيتك البطيئة، ولا تسارع لتقفز على المعاني، وعلى التربية الربانية الجليلة، وعلى التعقّل...
وعلى التعرّف إلى نفسك، ولدورك، ولعلاقتك بالكون وبالوجود، وبالحياة ...
كُن سائحا في ربوع الكمالات، وبين حنايا الهدايات، ولا تكن مُراكما للصفحات، عادّا للختمات، راكضا، لاهثا كأنما الحكمة في السبق وفي العدد ...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:36:08
2016/06/15

إن قضية الإحياء والحياة لمَدارٌ من أهم مدارات سورة البقرة ..

سورة البقرة هي سورة المنهج... المنهج الذي أنزله الله لعباده ليحيوا به...
منهج حيّ مُحْيٍ، منهج جاء للحياة...

🌺 فهذا فيها أول التشريعات سَوقا، تشريع القصاص "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" والحفاظ على النفس أول مقاصد الشريعة.

🌺 وهذا ثاني التشريعات سَوقا تشريع الحفاظ على المال، "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم إذا حضر أحدَكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين"  وهو ثاني مقصد من مقاصد الشريعة.

🌺 وهذا تشريع الحفاظ على العقل بورود أول تحريم للخمر "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"

والتشريعات... ثلاثتها تؤكد مقاصد حفظ النفس والمال والعقل، وكلها أدوات للحياة...
للحياة بمنهج الله تعالى...

إنها سورة تبين أن الإنسان خُلق للحياة، لإعمار الدنيا، لتحقيق الاستخلاف فيها، الاستخلاف بتطبيق أمر الله في الأرض، بتطبيق منهجه المُحيي...

حياة القلوب بالإيمان، وحياة العقول بالحركة والعمل...

وإنّ من يزرع مفهوم مجافاة الدنيا بزعم الزهد فيها إلى الحد الذي تنصّل فيه المسلمون من مسؤولية الاستخلاف والإعمار لهو واحد من أهم الجُناة على روح الأمة، وعلى حركتها وعلى عقول أبنائها وهم قد غدوا يرون النظرة إلى الآخرة نظرة تُحيّد الدنيا من قاموس مفاهيمهم...

حتى تركوا الاختراعات لأهل الدنيا !!
وتركوا العلم لأهل الدنيا بزعمهم !!

وتركوا الخوض في مجالات الحياة لأهل الدنيا !!

أما المسلمون فهم أهل الآخرة وما لهم في الدنيا وحركتها من خَلاق !!

مفهومٌ نكص بالإنسان المسلم على عقبيه، فغدا يستروح بابتغاء الآخرة من حَرّ هجره لحركة العقل وعمل العقل عنده...
وأصبح يستأنس بالخرافة والكذبة ويستسهلها زيادة في الاسترواح والراحة... !!!

أجل فنحن أهل الآخرة..... !! فأميتوا العقل يا أهل الآخرة، فإنما هو نافلة الوجود ...!!

أما سورة البقرة فهي سورة المنهج الذي جُعل للحياة... وهي من هذا الرمي الذي رُمي به الإسلام وتشريعه براء براء...
فيها يدعو الله إلى ذكر الدنيا لا إلى نكرانها : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"

سورة تبين أن حرمة النفس عند الله أشد من حرمة بيته، وأشهره الحُرُم ...
سورة تستحث العقل، وتحترم العقل، وتخاطب العقل...
سورة أتت أول ما أتت على قصة الاستخلاف، وأن العقل في الإنسان معجزة جعلت آدم يتعلم الأسماء كلها... بل وينبئ بها من لا يعلمون...

ولنأخذ عيّنة من عينات مخاطبة العقل في هذه السورة، وإن كانت بهذه العيّنات لعامرة ...

تلك القَصَص الثلاث المتواليات فيها ..
قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود، ثم قصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، ثم قصة سؤال إبراهيم عليه السلام ربّه أن يريه كيف يحيي الموتى..
جاءت ثلاثتها مشتركة في قضية الإحياء والإماتة والتي هي بيد الله تعالى لا بيد غيره، هي خصيصة الله سبحانه...
فهي لا تأتي نشازا عن سياق الآيات السابقات من السورة، بل تأتي تأكيدا لأهمية قضيّتي الإحياء والإماتة...
الإحياء اتساقا مع إحياء القلوب بنهج الله، وإحياء العقول باستحثاثها على العمل ..

فأما إبراهيم عليه السلام مع النمرود...
فإنه لما عرف فيه طغيانا جعله يتأله ويدّعي ما ليس له: "أنا أحيي وأميت"، لم يتمادَ إبراهيم عليه السلام معه في موضوع الإحياء والإماتة، لم يبرّر له، لم يشرح له اختلاف ما يعتقده إحياء من نفسه عن إحياء الله، ولا اختلاف ما يعتقده إماتة من نفسه عن إماتة الله، لم يسترسل معه في هذا الموضوع، بل لقد غيّر وجهته، لقد وجّهه إلى موضوع سواه... إلى قضية أهون من قضية الإحياء والإماتة ...

لقد عرف ما يفعل بمَن كان تفكيره بهذا التحجّر، علم أنّ الأخذ والرد معه حول الموضوع ذاته مضيعة للوقت بلا جدوى... فخاطبه بما ناسب تفكيره، أفحمه، سأله، طلب منه ...
إن كنت ترى أن قضية الإحياء والإماتة بيدك، فهاكَ ما هو دونها، فلتأتِه ... "إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فائتِ بها من المغرب"  يا من تدعي أنك تحيي وتميت، إن هذا لأهون عليك ... فائتِه !!

فبُهِت الذي كفر ........... !! لقد أفحِم ... أفحِم بسؤال أن يأتي ما دون ما ادّعى فعله وإتيانه ...

دروس في مخاطبة العُتاة ... دروس في إفحامهم بالحجة العقلية، بالذكاء المُفحِم، بطريق هو الأقصر للغاية المرجوة ...

وأما الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، فلنتأمل، فإذا الله تعالى يحترم العقل، يسدّ الثغرة على التساؤلات، وعلى التشكيكات...

يميته مائة عام، ثم يحييه، ثم يسأله عن ملبثه، ليكتشف الذي ظنّ أنما لبث يوما أو بعض يوم، أنه قد لبث مائة عام ...!
ولكن سيقفز سؤال من يسأل ... !  أنّى للرجل أن يستيقن أنه لبث مائة عام ؟؟ أنّى له ذلك وطعامه وشرابه لم يتسنّه ... أليس له أن يستريب في ذلك ؟
إن الله تعالى قد ترك فسحة للعقل السائل، للعقل الذي لا يرى الحقيقة حقيقة إلا بالدليل...
فكان دليله حماره ...!
أراه الله قبالة عينيه كيف ينشر عظام حماره عظما تلو عظم، ثم كيف يكسو العظام المجمّعة لحما، لقد زوّده بالدليل الذي عقِلَه ... الذي طمأنه، الذي أعطاه اليقين ...
إنه سبحانه يعلّمنا احترام العقل، وهوسبحانه يحترمه، ويزوّده بما يُشبعه وبما يجعله يوقن بالحقيقة، ويسلّم بها...

وأما في قصة إبراهيم الأخيرة وهو يسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ...
فقد لقي طلبه القبول من عند الله، ولم يلقَ الصدود، ولم نعرف طعنا من الله في إيمان إبراهيم عليه السلام، وهو يسأل ...
وهو سبحانه إذ سأله: "أو لم تؤمن"  نعلم نحن علم اليقين أن الله يعلم ما بقلبه، يعلم إن كان مؤمنا أو غير مؤمن، ولكنه يسأله ليبلغنا نحن جواب إبراهيم عليه السلام :"بلى ولكن ليطمئن قلبي"... ولنتعلم أن السؤال الذي النية من ورائه الاطمئنان مُباح، وغير مُنتَهَر صاحبه .... بل الإجابة هي حلّه ...

وأجابه ربّه ... وأمره أن يأخذ أربعة من الطير، ثم يصرهنّ إليه، ثم أن يجعل على كل جبل منهنّ جزء ....
لقد تساءلتُ ... لماذا لم يجعل الله سبحانه بيده تلك الطيور على الجبال على عين إبراهيم ؟؟ لماذا لم يفرّقها سبحانه عليها بيده، لماذا ترك ذلك لإبراهيم ؟؟

إنه ليترك لعقل إبراهيم أن يعقل، وأن يذكر ما فعل بيده، وليشهد على فعله، وليطمئنّ عقله لفعل نفسه، وإنه سبحانه العظيم  العزيز الذي لا يُغلَب ولا يُقهَر .... فلتفرّق يا إبراهيم أطراف الطيور كما شئت أن تفرّق، كما شئت أن تفعل، كما شئت أن تصعّب لتطمئن، فاجعل رأس هذا شرقا واجعل أطرافه غربا، وباعد بين أطراف الطير الواحد كما حلا لك أن تباعد ... ولتعقل، ولتذكر ما فعلتْ يداك، وليكن عقلك عليك شاهدا،.... فإنّك وإن فرّقتَ أكبر تفريق، فإن الله تارك لك، ليدك أن تفعل ... لأنه العزيز الذي لا يغلبه شيء....

ثم ليكن منك الدعاء، لا شيء غير الدعاء .... فإذا كل طير بين يديك ساعٍ ... كما سيعقل عقلك، وأنت الذي فرّقتَ وأنت الذي تعلم جيدا كيف باعدتَ، وإلى أي مدى قد باعدت بين الأطراف الت غدت ساعية بين يديك....
إنها تلك الفسحة التي يتركها الله للعقل ليعمل، ليتيقن... ليطمئن باليقين ... يقين يأتي من عمل العقل الحر...

نعم إنها عيّنة من عيّنات مخاطبة العقول، واحترام العقول، وتعليم العقول أن تعمل، وأن تسأل، وأن كيف  يقع من عملها اليقين .... 

يعجّ القرآن كلّه بهذه المخاطبات، وبهذا الاحترام الفريد للعقل، وبهذا اليقين الذي هو جَنى عمل العقول....

فأنّى لأهل القرآن أن يزعموا أنهم أهل الآخرة وحدها، وأن الدنيا وإعمارها وعلومها لأهل الدنيا، وإنما نحن أحياء على شفير الموت، بل موتى على شفير الموت....!!!

إن القرآن براء من زعم كل زاعم، ونعق كل ناعق بهذه الدعاوى الكاذبة ...
بل إنّ كل ما فيه صون للعقل، واستحثاث له على العمل، ودفع له ليُحيي الأرض قاطبة بنهج محفوف بتمام حاجة الإنسان الروحية والعقلية على السواء، وفي هذا قد بخس كل من أعطى فلم يحط بالحاجَتَيْن حينما نأى أهل عطاء الحاجتَيْن عن دورهم !
نهج لن يعرف الإنسان حاجته إلا فيه، ولن يستوفيها إلا منه ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:37:43
2016/06/18

"السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" للكاتب الكبير مصطفى السباعي رحمه الله .. سأحاول أن أكون معه
يقول في أسباب انسياق بعض المسلمين خلف الناعقين بعدم حجية السنة:
))
1- إما جهلهم بحقائق التراث الإسلامي وعدم اطلاعهم عليه من ينابيعه الصافية.

2- وإما انخداعهم بالأسلوب العلمي "المزعوم" الذي يدعيه أولئك الخصوم.

3- وإما رغبتهم في الشهرة ورغبتهم بالتحرر الفكري من ربقة التقليد كما يدعون.

4-وإما وقوعهم تحت تأثير أهواء وانحرافات فكرية لا يجدون مجالا للتعبير عنها إلا بالتستر وراء أولئك المستشرقين والكاتبين. ))
انتهى.

ملاحظة: اليوم لم يعد المستشرقون وحدهم دعاة تشكيك بل من بني جلدتنا الكثيرون...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:38:57
2016/06/21

نقطة ذكية يذكرها أحمد سيد في كتابه "أفي السنة شك" عن حجية السنة، الانتباه لها يلغي أشواطا من الشطط :)

يقول : " كثير من المنكرين لحجية السنة يقولون : نحن نؤمن من السنة بما وافق القرآن، فيقال لهم : إن الأحاديث الدالة على حجية السنة توافق القرآن، فيلزمكم الأخذ بها " .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:39:59
2016/06/22

بعيدا عن ظهور ووضوح أوامر القرآن الكريم القاضية بحجية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدعوة إلى اتباعه، وطاعته، والتأسي به..

هذا إجماع "العلماء" و"الفقهاء" على حجية السنة، ويخرج اليوم دعيّ على العلم، ربما قرأ كتابا أو اثنين أو عشرا إن كان من القارئين، وإن كان الغالب أنه تصيّد شبهات المشككين الذين جعلوا لأنفسهم من "الفيسبوك" منابر لدعاواهم الممنهجة للطعن في الدين، فيقرأ مقالا من هنا، وآخر من هناك، ليجمع شتات الشبهات ويركُمها في عقله على أنها بنات أفكاره الموريات قدحا، ليقول باستغنائنا عن السنة بالقرآن وحده...
يقارع الإجماع، والعلماء، والفقهاء بدعوى أنهم الرجال ونحن الرجال...!!! ظانا بنفسه علما...

بينما لا يقر العقل هذه المقارنة المغلوطة،  فهي كمن يقول: تقارع الريشةُ السيف البتار ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:41:29
2016/06/25

ينقضون بنيانا كاملا قائما، تُهدّد كل أساساته في أنفسهم بالسقوط من أجل عارض يظنون ألا جواب عليه.. ثم ينسبون لأنفسهم بالشك والتحيّر والتخبط الذي يعتريهم ويتملكهم حرية التفكير، وحرية الرأي والخروج من بوتقة القُدامى !!

أي عقدة رُمِي بها المسلمون المعاصرون إزاء القُدامى!! ، وهم لا يتوانون عن تشبيههم بالآباء الضالين الكافرين الذين ما ينفك القرآن الكريم يذكرهم ليبين إيثار الأبناء البقاء على ما ألفوه عليهم...
غفلوا أن أولئك كفرة، وأن هؤلاء مؤمنون ...
ولا يتوقفون عن ضرب المثل لهؤلاء بأولئك !! بدعوى الخروج من وصاية "الآباء" ... وشتان بين ضال مضل، وبين مؤمن مهتد خدم الدين بكل ذرة فيه لا ننفي عنه الخطأ، كما لا ننكر عظيم فضله على الدين وعلينا...

اقرؤوا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:42:28
2016/06/27

بفضل الله تعالى أنهيت كتاب " أفي السنة شك" لمؤلفه أحمد يوسف السيد.

كتاب قيم جدا، وجدته أكثر تركيزا من "سابغات"
عرض فيه المؤلف لعدد من القضايا الهامة والشبهات المثارة حول السنة، يضع الجواب الشافي الكافي عنها بطريقة علمية منهجية ذكية...

علم الحديث، وعلماؤه وحرصهم الدقيق والعظيم على كل شاردة وواردة بطريقة مذهلة تدعو للإعجاب والإكبار لهذه الأدمغة المفكرة الممحّصة، وتدوين السنة ومراحله، حتى يتبين أن القول بالتدوين المتأخر خطأ، نقلة الحديث وأحوالهم مما يدفع كل تقوّل عنهم وتشكيك فيهم...

ومما أعجبني بيانه أن "صحيح البخاري" عمل لا يمجَّد نسبة لصاحبه، وإنما لعدد من العوامل العلمية المزكّية للعمل... منها اعتماده على منهج علمي في جمع الحديث، وشهادة أرباب الاختصاص بإتقانه، ومراجعة الحفاظ له وتسجيل ملاحظاتهم، وقبول الأمة له..

كل هذا مع استشهادات قوية داعمة ..
إضافة إلى دوام تأكيد المؤلف على عناوين متراكمة عرضت كلها لمختلف الشبهات المثارة وهي الجديدة القديمة، وقد أشبعها العلماء ردا وتفنيدا... وكل من يأتي بشبهة يقول أنها من عصارة تفكّره وبحثه وما هي إلا التي ذكرها من قبله ومن معه وصيّرها بنت فكره...

ولكن المعضلة أن هؤلاء اليوم لا يقرؤون، ولو أنهم قرؤوا لوجدوا الجواب الشافي، ينفرون من القراءة، وينأون عنها، ولكن ما يحسنونه هو دوام تطاولهم وحكمهم المتسرع المتهافت على علم الحديث، أو على نقلة الحديث او على أي قضية من هذه القضايا...

أقول لهم : لو أنكم كنتم تقرؤون، لما بقي في سمائكم من غبش، ولكنكم تستصعبون، ومع استصعابكم تصرون على تقولاتكم المتهافتة... ومن صلحت نيته عكف على القراءة ليتبين

سأنتقل إلى كتاب جديد بإذن الله في هذا المجال وهو "دفاع عن السنة" للدكتور محمد محمد أبو شهبة.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:43:26
2016/06/28

كدأب السور في القرآن الكريم، سورة تقدم لسورة، تجد سورة البقرة تبين نموذجَي الاستخلاف، النموذج الفاشل ممثلا في بني إسرائيل والنموذج الناجح ممثلا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ذات الجذور الإبراهيمية الحنيفية الممتدة عبر الزمان...

ثم تأتي سورة آل عمران لتثبت على المنهج الذي بُسط في سورة البقرة، ومع التثبيت تبين أن الرسالة اليوم على عاتق أمة محمد صلى الله عليه وسلم، داعية إلى تكوين هذه الأمة بخصائصها المميزة: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"

ثم تأتي سورة النساء تفصّل طريقة تكوين هذه الأمة التي دُعي لتكوينها في آل عمران، بدءا من النواة الأولى "الأسرة" خروجا إلى المجتمع، بلوغا إلى الحاكم والحكم ومقتضياته وشروطه في إطار من العدل الملازم مقوما أساسيا لصلاح هذه الأمة...

لتأتي سورة المائدة مفصلة وباسطة في شأن "الرسالة" التي أصبحت على عاتق المؤمنين مشارا إليها في آل عمران، وفي شأن استخلاف النموذج الناجح المذكور في البقرة، مفصلة في شأن إصلاح هذه الأمة في الأرض، إصلاحها ودفع الفساد عنها بأمر الله وكتابه المهيمن الذي جاءت أحكامه للإصلاح ودفع الفساد ...

فجاءت بستة عشر نداء للمؤمنين "يا أيها الذين آمنوا" بأكبر عدد من النداءات الإيمانية في القرآن...

جاءت قوية، حاسمة، تدعو للتوفية بالعقود مع الله،  ... لإقامة الحضارة الإسلامية القويمة بالعدل وبالإصلاح في الأرض قاطبة... لتسع النداءات الإيمانية فيها: "يا أيها الذين آمنوا" نداءات مسؤولية على الأرض ملقاة على عاتق المؤمنين ...تقرع الآذان والأنفس بقوة حاسمة ونبرة حازمة، تستنهض الهمم، وتميط عنها أتربة الغفلة، وتبعث الحركة في أوصال الضمائر الهامدة، وتلفت العقول لروح الفكرة التي لأجلها كرّم الإنسان بعقله وهُدي سبيل الرشاد...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:44:41

2016/06/28

عُرف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه كان يرتحل من بلد إلى بلد مسيرة شهر في حديث يسمع أن أحدهم رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيرحل إليه حيث هو ليتثبت منه بلا واسطة، وكان ذلك منه مرات...
كما ارتحل أبو أيوب الأنصاري إلى مصر في حديث سمعه...
كما عرف عن سعيد بن المسيب أنه كان يرتحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد، وكذلك فعل الشعبي، وبسر بن عبيد الله الذي كان يركب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد...

هذا عدا عن دأب الأئمة من مثل الشافعي وأبي حنيفة وأحمد على الترحال المستمر في سبيل التثبت من الأحاديث. وكذا كان دأب المحدثين وعلى رأسهم البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم، بل إن منهم من لم يذق طعم الاستقرار والراحة طوال حياته...

وهكذا عرف عن كثير من الرواة كثرة ارتحالهم ليتثبتوا من الحديث من فم قائله مباشرة..

مفهوم من كتاب "دفاع عن السنة" للدكتور محمد أبو شهبة.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:45:30
2016/06/29

لكم أوغل علماء الحديث في الاحتياط في حالة الراوي...

فوضعوا له شروطا: الإسلام، والتكليف، والعدالة وهي التي تعني التقوى والمروءة فأما التقوى فبامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، بألا تُؤتى كبيرة ولا يُصر على صغيرة، وألا يبتدع، وأما المروءة فأبعد من قبول روايته مثلا من تبول في الطريق وإن كان مباحا، أو من كان مفرطا في المزاح الخارج عن حد الأدب...

واشترطوا الضبط بنوعيه الصدري والكتابي، فأما الصدري فأن يستحضر الراوي ما حفظه عن شيخه من يوم سمعه منه، مع قدرته على التحديث به متى شاء وأما الكتابي، فأن يحافظ على كتابه الذي كتب فيه الحديث من أي تبديل من يوم سمعه فكتبه، وألا يعيره إلا لمن يثق به ويبعد عنده أن يحدث به تغييرا

ومع كل هذه الشروط فقد ردوا رواية من كثر غلطه، وساء حفظه عن السابق، بل ردوا رواية من تساوى غلطه وصوابه واعتبروا حديثه منكرا، ولم يأخذوا إلا عن العدل الفطن اليقظ .

وكم من صاحب دين وورع ردت روايته...

وتأملوا قول مالك بن أنس : " لقد أدركنا في هذا المسجد سبعين ممن يقولون : قال فلان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه، فما أخذت عنهم شيئا، ولم يكونوا من أهل هذا الشأن"

وكان ذلك لسوء طرأ على حفظهم مثلا، أو لغلط زائد.
بل لقد طعن علماء الحديث في رواية من يذهب إلى الحكام ويقبل عطاياهم !! ونحو ذلك مما راعوا فيه أن الدوافع النفسية قد تحمل صاحبها على الانحراف.

تلخيص لنقاط من كتاب " دفاع عن السنة" لمحمد أبو شهبة.

فليتأمل في هذا الحرص، وهذا الاحتياط وهذه الشروط بالغة الدقة، كل من يتجرأ ويصف علم الحديث بأنه الطريقة غير الموثوق فيها لقبول الحديث !! وليأتِنا وهو "الآحاد" -على رأيهم في رفض حديث الآحاد من الصحابة- !! ويريد أن يلزمنا بتقولاته، فليأتنا بما هو خير منه لنقبله، ونتبرأ من كل هذا العلم وأصحابه الأفذاذ :) !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 13:54:20
2016/06/29

لم يترك علماء الحديث جانبا من جوانب الحديث إلا وعنوا به أيما عناية، فهم إذ اعتنوا بالسند، ومحصوا فيه ودققوا، واشترطوا في الراوي شروطا، وجرحوا وعدلوا في الرواة بطريقة غير مسبوقة، فكان هذا الاعتناء الظاهري...

فإنهم بالمقابل أشبعوا "المتن" أي نص الحديث دراسة وتمحيصا، وعناية بالتدقيق فيما يحمل من معنى، فكان الحكم على الحديث بالشذوذ والنكارة والاضطراب والتعليل والوضع والاختلاق...

فجعلوا مثلا من أمارات الموضوع ركاكة اللفظ، بحيث يعرف الخبير باللغة أن هذا لا يصدر من فصيح، كما قد يحمل ركاكة في المعنى إذ قد يحوي الحديث مجازفات ومبالغات لا تصدر عن حكيم...

كما صنفوا ما خالف الحس والمشاهدة، أو ما خالف صريح القرآن، أو السنة المتواترة أو المسلمة أو الإجماع، أو إمكانية تضمنه أمرا مستحدثا لم يوجد في العهد النبوي...

فليتروَّ كل مدّع اليوم أنه صاحب الفكر والنقد، وأنه قد وقع على حديث يخالف العقل، وأن هذا من سيئات علماء الحديث الذين حشوا الكتب، وإن نظروا فإنما نظرهم قصر على السند، ولم يُولوا المتن عناية...كأنه الذي جاء بما لم يجئ به أحد قبله، وكأنه الذي جاء لينبه الأمة إلى ما غفل عليها جمع علمائها وأفذاذ عقولها...

وليسمع معي لمقالة كمقالة ابن الجوزي:  " ما أحسن قول القائل : كل حديث رأيته تخالفه العقول وتناقضه الأصول ، وتباينه النقول، فاعلم أنه موضوع "

ولينظر معي إلى مثال واحد : قال الجوزي في حديث : " شكوت إلى جبريل رمد عيني، فقال لي: انظر في المصحف" قال ابن الجوزي : وأين كان في العهد النبوي مصحف حتى ينظر فيه ؟!

هذا مثال من عدد من الأمثلة، إن دل نقد متنها على شيء، فإنما يدل على شدة نباهة وذكاء وفطنة ناقديها ... حتى لا يظن ظان من عصرنا أنه المفكر والناقد المبرز الذي سبق كل العصور ... !

وليعلم أنهم كانوا أصحاب أفهام وألباب وعقول، وذكاء قلّ نظيره، بل ليت شعري، أي ذكاء هو ذكاء من جاء اليوم يزعم أنه سينقض بنيانا شامخا، راسخة أساساته... وكأن بيده عصياّ سحرية تأتي بالبنيان البديل فلتة من فلتات المعنى والمبنى..  !!

الحكم على الشيء جزء عن تصوره، فأي تصور قاصر منقوص هو لكم يا دعاة التشكيك بالسنة وبعلم الحديث، أنصفوا، فابحثوا واعرفوا قبل أن تتشدقوا بالتهم..  !

تلخيص لبعض نقاط من كتاب "دفاع عن السنة" لأبي شهبة، متبوع بتعليق.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:33:23
2016/07/01

استسهال الحكم على حديث من الصحاح أنه مخالف للعقل، ومن ثَمّ الدخول في دوامة خطيرة تجعل هذا الذي تسرع وحكم عرضة للتشكيك بالسنة، ومحفزا لغيره على استسهال التشكيك والطعن...

إن علماء الأمة لم يغفلوا ضمن العناية بمتن الحديث(أي بنصه) النظر العقلي في الحديث، ولكنهم كانوا أكثر ذكاء من أن يسارعوا للرد والرفض دون بعد نظر وتمحيص، ومن دواعي هذا التمحيص والتروي في رد حديث يبدو للوهلة الاولى مخالفا للعقل :

🌸  قد يكون من المتشابه الذي لا تستقل العقول بإدراكه، وحقيقة مراده عند الله وحده، فيكون الحال معه إما التسليم به أو تأويله بما يوافق العقل ورده للمُحكم من النقل.

🌸 قد يكون من قبيل المجاز لا من قبيل الحقيقة، فرده باعتبار مخالفته للعقل او الحس مجازفة وتنكر لقواعد البحث العلمي.

🌸 قد يكون المتن من أحوال الغيب كأنباء القيامة، والجنة والنار.

كما أود أن أشير إلى تأويلٍ من البعض يخالف السليم من اللغة، لما نعرفه من ضعف يعتري أهل العربية اليوم... فحريّ بمن يسارع بالرد والرفض أو بتلقف خبر الرادّين للحديث الصحيح بدعوى مخالفته للعقل أن يتواضع، ويقر بضعف أهليته لهذه الخطوة منه والتي يحسبها هيّنة في عالم اعتداده بذاته، وبأدواته، وهي التي من القصور بمكان بحيث قد تُسقطه في هوّة سحيقة وتسقط من معه فيها، والظنّ أنه الحِلّ من التقليد والانطلاق إلى الفكر الحر ... !

كما أحب أن أشير إلى أن من رد أحاديثا من الصحاح بهذه الدعوى في كتاب، قد ردّ عليه من ردّ بالأدلة الدامغة، والكتب في الموضوع موجودة، كما أن كتب الرد العلمي عليها مُشبعة وكافية.

تلخيص مني لشيء مما ذكر في كتاب "دفاع عن السنة" لأبي شهبة، مع إضافة وتعليق.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:37:41
2016/07/03

لقد بلغ بأناس من المسلمين اليوم التعالي واستسهال التهجم، الذي أخذوه عن أشباه دعاة متحذلقين بدعوى حرية الفكر وانطلاقه، أن يقولوا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم رجال ونحن رجال !!

ولقد بلغ بهم استسهالهم للكلمات المتطايرة التي لا تساوي في ميزان الحكمة إلا كما يساوي القش المتطاير الذي لا تستقر منه ذرة : لقد اجتهدوا وإننا نجتهد !!

وإن هذا لمن المُبكيات المُضحكات !!

وكيف لا يتطاولون، وهم قد اتخذوا السنة ظِهريا وراحوا يشككون في كل طرف من أطرافها، وجعلوا من قوله : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"-صحيح البخاري- . قولا لا يأخذونه في الحُسبان !!

لقد هجروا مقاعد في مدرسة الصحابة العظيمة، تلك المدرسة التي قوامها : "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة..." -من الآية 60 من المؤمنون-  تلك كانت قلوبهم هم رغم كل ما قدموه للدين، أما هؤلاء فمع بضاعتهم المُجزاة هم متحذلقون، متجرؤون !!

كم هم على خطر عظيم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، بل ويحسبون أنهم على طريقة في فهم الدين جديدة، بل إن طريقتهم لهي الفلتة من فلتات الزمان الجميل المرصّع بالأعمال الجليلة لجيل يرى نفسه الناهض بالأمة !!  وإنهم قد جاؤوا بفَلتتِهم لينقذوا الأمة من براثن السنة " الملأى بالشوائب" على حد تعبيرهم !! 

عجبا لكم، وأي عجب !! لو أنكم فطِنتُم لخطر أنتم عليه لكان ذلك أجدى لكم في الدنيا والآخرة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:39:27
2016/07/08

عرفت جيدا من أين يأتي عدنان إبراهيم بتقوّلاته على الصحابة !! وبتشكيكاته في صحيح السنة..

والواقع أن من عرفوه انقسموا إلى قسمين، قسم انبهر ورآه الجريئ الذي جاء بالجديد، وكسر المألوف بلسانه المتحذلق، وقسم تقزّز منه ومن كلامه وصار من أكثر من يبغض بين المتكلمين...

وليته وهو يتقوّل على الصحابة وعلى صحيح الحديث بالتقولات الواهية المردود عليها كلها، قال أنه من مقتفي أثر الشيعة، والمستشرقين الذين سبقوه بعقود من الزمان، ومن على شاكلتهم من أتباعهم المقنّعين من أمثال "........" الذي أعف عن ذكر اسمه حتى لا أشهر له وإن على سبيل الاستشهاد والذي جاء في كتابه الذي كتبه منذ عقود بكل ما اقتبسه عدنان إبراهيم من تقوّل على الصحابة، وخاصة منهم سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه الذي تهكم به أيما تهكّم مستقويا بأسياده المتهكّمين، فاتحا أبوابا لكل مستسهل للطعن في الصحابة، وللتشكيك بصحيح السنة بدعوى الجرأة والفكر الحر !!

وإنما هو بوق، ورجع صدى لكتبهم التي تعجّ بالتقوّل على نقلة الدين...

ولكنهم يُظهرون خطبهم بمظهر بنات الأفكار حتى تُبهِر من تُبهِر وتُقزّز من تقزّز، وفي الحالتين قد عُرفوا... ويكفيهم فخرا أن يُعرَفوا .. !!!

والعَتَب كل العتب، واللوم كل اللوم على كل من يسمع وينبهر، ويصدّق، وينساق خلف دعاواهم الباطلة، ليكون درجة من درجات سلم عليه يرتقون لمجد ٍ ينشدون..!!

ولكن هيهات هيهات... ما يكون لسلّم الباطل أن يدوم... ولا لمنساق بلا عقل مفكر، ممحّص، باحث أن يكون المُستنَد... !

وقد قيض الله عبر الحِقب من الزمان المُلقي بأمثاله من يردّ بنور من الحق يشعّ في العقول والنفوس غالبا وضاء، ظاهرا أبلجا لكل صادق فِكر مستبصر...أفَمَنْ يقرأ ليعرف... ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:40:43
2016/07/11

ماذا عساي أقول فيمن يستسهل الطعن في علماء الأمة الأفذاذ؟! :)

ماذا عساي أقول في جهابذة كانوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسهم والأقربين ؟!

ماذا أقول فيمن يطعن في البخاري ومسلم ؟!! متكئا على :  "هم بشر، ليسوا إلا بشرا" وكأن من قدّرهم قد أضفى عليهم الملائكية والقُدسية :) وأنكر عين العقل  ليجعل من العاطفة المندفعة غير المرشّدة عينه.. !

أقول لهم : إنكم لن تفلحوا في برمجة عقلي على رؤيتهم على غير حقيقتهم، أو على الانتقاص من قدرهم، أو على استسهال التشكيك في علمهم، لن تفلحوا ... وعقلي ولله الحمد ليس بالجامد الممجِّد للأشخاص، بل دَيْدَنُه البحث والسؤال بفضل من الله ومنّة... :) 

بل إنّ ما عرفته من رسوخ عملهما، وعلمهما في الأحاديث، بقراءتي لتشكيك المشككين في كثير منها، وما قابل التشكيك من ردود مُفحمة هي من روح ما ترك الشيخان، لا مِن مَنّ المنافحين وتكلّفهم للذبّ عنهما، أشبع نهم عقلي وشفى غليله...

ماذا أقول وقد بلغت نفسي الغاية وفوق الغاية في تقدير هؤلاء الرجال حق قدرهم !!! كنت أقرأ حتى وجدتني أهرع لأكتب شيئا يعبر عن عِظم ما قدموا ...

أنصحهم أن يرعووا .... أن يكفوا عن هذا التعالي والاستكبار الفارغ بدعوى قوة الفِكر !

والفكر الحر والقوي براء من الكِبر الفارغ، بل إن قوامه ذكاء يعرف للأفذاذ قدرهم ...
...
أنصحهم ألا يكتفوا بالتشكيك يجرّ التشكيك يجرّ التشكيك، مقبلين على دعاوى المشككين والطاعنين، بل أن يقبلوا على قراءة الردود عليها، ردود علميّة منهجية، متّئدة ليتبين لهم قصور فهم الطاعنين... وقوة الحجة العلمية بالمقابل عند أهل الحديث...

 أنصحهم أن يقرؤوا ليعرفوا كيف قضوا أعمارهم، ساعات اعمارهم، دقائق أعمارهم، في الذب عن الدين، في حفظ الدين، في نقل الدين... بعقول بالغة الذكاء والفطنة، وبقلوب موصولة بالله...

ولم يقضوها على شاشات الفيسبوك مثلنا، ينتظرون زر إعجاب يُضغط !!! :)

فلنعرف صِغَر حجمنا لنُحسن رؤية الجبال الراسيات الشامخات... ! فإن من رأى نفسه جبلا عميت عينه عن رؤية الجبال !! تالله تعمى عنها...
فإياكم وهذا العمى !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:41:45
2016/07/14

كان هناك سؤال أخ كريم حول التركيب اللغوي المشتمل عليه قوله تعالى : "قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ " -سبأ:24-

وقد كان القول في فهم للآية أنّ المقصود بها التنزّل للخصم في الحوار، وهذا ما لا يليق بمقام الحوار في مجال عقيدة الحق مقابل عقائد الباطل، وإليكم هذا البسط :

هذه التركيبة اللغوية  تسمى "تركيبة اللفّ والنشر"، يعني من الكلمتين أولا نبرز المعنى، فأنت تلفّ أي تجمع، ثم تنشر، أي تفصّل

وهذا في اللغة يعني  ذكر عدة أشياء على سبيل الإيجاز، ثم ذكرها على سبيل التفصيل...
مثلا قوله تعالى : "وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ"
لننظر هنا كيف جاء اللف بذكر الليل والنهار، ثم النشر بذكر السكون ثم ابتغاء الفضل، فأنت لمَ تُرجع كل وصف هنا وهو لم يكن قرينا للموصوف بل جاء بعد ذكر الموصوفات مجتمعة؟
النشر يقتضي أن يُرجع الوصف الأول للمذكور في اللف أولا، ثم الوصف الثاني للمذكور في اللف ثانيا، يعني على الترتيب ..

أما في هذه الآية المذكورة أعلاه "قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴿24﴾" -سبأ-

فحالها وهي من جوامع الكلم، من بديع كلام الله تعالى في الإجمال واحتواء أصناف البديع :

أولها: انظر لتسبقة التلقين من الله تعالى لرسوله الكريم ب"قل"، ثم "قل" في السؤال والجواب، كلاهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل ثم يجيب أن الله الرزاق. وهذا مما يعضّد معنى اليقين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخاطبهم وهو يذكرهم بأن ما هو عليه هو الحق .

ثانيها: لغويا : "وإنا أو إياكم" هنا لفّ، ثم يأتي النشر لإعطاء الصفة لموصوفها المناسب فتكون "لعلى هدى" لـ : "إنا"
وتكون "في ضلال مبين" لـ: "إياكم" وجيء بحرف أو المفيد للترديد المنتزع من الشك.

ثالثها: لنتأمل قوله تعالى "لعلى هدى" إذ جيئ بلام التأكيد هنا، ومن غيرها المعنى مؤدّى، ولكن جاءت اللام لبيان التأكيد على هدى المنشور الأول "إنّا"، كما جاءت "إنّا"  المؤكدة هي الأخرى، وقابلتها "إياكم" ضمير المخاطب المنفصل، تظهر قوة ما عليه الفئة الأولى، وضحالة ما عليه الثانية. كما جيئ للاولى يحرف الاستعلاء "على" للدلالة الزائدة على الهدى، وللثانية ب "في" للإيغال في ظرفية الضلال.

 رابعها: رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من هو في يقينه وحجّته، فهل كل المؤمنين على يقينه وعلى حجته، ولو يعتمد كل مؤمن مع تفاوت اليقين فيه والحجة هذه الطريقة؟؟ فماذا إذا كان الخصم هو صاحب الحجة واللسان الفصيح، ولم يكن للمؤمن قوة حجة ولا لسان يفصح به عن حقه؟ ألن يكون ذلك بفهم التنزّل دافعا لأن ينتصر صاحب الباطل على صاحب الحق، وصاحب الحق هنا هو المسلم الذي لا خلاف في الحق في دينه.. وعندها سيختلط حابل بنابل، وسيتساوى الباطل والحق...

خامسها: رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عنده من يقين وحجة هو هنا يتحدّى ولا يتنزّل .
واحترام الرأي الآخر أيضا له حدود، وإلا لاختلط الحابل بالنابل، احترام الرأي الآخر لا يعني مساواة الحق للباطل، ولا يعني أن يتنزّل صاحب الحق لصاحب الباطل كأنهما ندّان، ففي هذا خطورة كبيرة، وخلط كبير ، ولذهب يقين صاحب الدين الصحيح والحق أنه الدين الحق، بأساساته البيّنة، ولتساوت كل الأديان وكل الآراء، ولهان تبديل الأساسات، بدعوى التفتح على الحوار كأننا لم نعلَّم أن الحق واحد، والدين الصحيح واحد.

وهذا شيء مما قاله ابن عاشور اللغوي البارع في هذه الآية في كتابه "التحرير والتنوير"
"ومن لطائفه هنا أن اشتمل على إيماء إلى ترجيح أحد الجانبين في أحد الاحتمالين بطريق مقابلة الجانبين في ترتيب الحالتين باللف والنشر المرتّب وهو أصل اللفّ. فإنه ذكر ضمير جانب المتكلم وجماعته وجانب المخاطبين ، ثم ذكر حال الهدى وحال الضلال على ترتيب ذكر الجانبين ، فأومأ إلى أن الأولِين موجَّهون إلى الهدى والآخِرين موجهُون إلى الضلال المبين ، لا سيما بعد قرينة الاستفهام ، وهذا أيضاً من التعريض وهو أوقع من التصريح لا سيما في استنزال طائر الخصم.
وفيه أيضاً تجاهل العارف فقد التأمَ في هذه الجملة ثلاثة محسنات من البديع ونكتة من البيان فاشتملت على أربع خصوصيات.
وجيء في جانب أصحاب الهدى بحرف الاستعلاء المستعار للتمكن تمثيلاً لحال المهتدي بحال متصرّف في فرسه يركضه حيث شاء فهو متمكّن من شيء يبلغ به مقصده.
وهي حالة مُماثلة لحال المهتدي على بصيرة فهو يسترجع مناهج الحق في كل صوب ، متَسعَ النظر ، منشرحَ الصدر : ففيه تمثيلية مكنية وتبعية.
وجيء في جانب الضالّين بحرف الظرفية المستعار لشدة التلبس بالوصف تمثيلاً لحالهم في إحاطة الضلال بهم بحال الشيء في ظرف محيط به لا يتركه يُفارقه ولا يتطلع منه على خلاف ما هو فيه من ضيق يلازمه."
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:43:27
2016/07/16

صبيحة محاولة الانقلاب العسكري بتركيا
🌸🌸صبح شقشق من ثنايا ليلة ليلاء بدأت حزينة خانقة وانتهت سعيدة فارقة  🌹🌹

🌻🌻تاريخ وملحمة صنعها الشعب التركي العظيم بأيد عزلاء وحناجر نوراء 🌻🌻
فصباحكم فواح بأريج الورود التركية 🌼🌸🌹 :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:49:59
2016/07/16

بعض الملاحظات التي سجلتها خلال متابعتي لقصة الانقلاب المقلوب في قليب (القليب هو البئر) :)

🌼 دور "الأنترنت" في إفشال الانقلاب، متمثلا في توجيه أردوغان كلمته للشعب عبر "السكايب"، من على جوال :)

🌼 دور الإعلام النزيه الشريف المتمثل في تلك القناة التي مرّرت الكلمة الأردوغانية الحاسمة للشعب.

🌼 في خطاب رئيس الوزراء التركي بالبرلمان صباح اليوم، وصفه للشرفاء من رجال الأمن ورجال العسكر بأصحاب التربية "المحمدية" في إشارة بهذا الوصف الذي يسمعه العالم كله، بما فيهم صناع "داعش" عروس جرجوز العالَم الداعم للإسلاموفوبيا.

🌼 في الخطاب الذي ألقاه أردوغان عشيّة اليوم بالميدان من على شاحنته الإعلامية، يقول : لا قوة في الأرض إلا قوة الله التي لا تُقهر... في خطاب إيمانيّ لا يتحرّس صاحبه من عالَم يكره تلك الكلمات كُره العمى وهو الذي لا تعدو عيناه عنه، تحرّس الشاة من ذئب متربّص، ذلك التحرّس الذي نعرفه من عبيد التعايش الذين يرون أن من قواعد  إرضاء علمانيّي البلد الواحد بَلَهْ الأكابر من أولي القوة والسطوة الابتعاد عنها وإن كانت منطلقهم وقاعدتهم وأساسهم...

🌼  توقفه عن الخطاب ساعة سماعه أذان المسجد المحاذي، واستئنافه بعد انتهاء الأذان... والعالَم المتربّص بقواه "الإنسانية العادلة" متابع... متابع !

🌼 دعوته جماهير شعبه إلى اعتماد شعار رابعة أثناء اعتصاماتهم التي دعاهم إليها أسبوعا كاملا ... وفي هذا ما فيه من رسالة سياسية قوية يبعث بها إلى "سيسي" الانقلاب المصري المشؤوم، وإلى كل "سيسي" من غير انقلاب، غير هيّاب ولا مُرتاب، يلوّح بمصداقية "رابعة" إزاء لا شرعية السيسي ... !!

أليس هذا نظاما يستحق التجلّة والاحترام ؟!
أليس نظاما قائما على الرسائل والإيماءات والإيحاءات الذكية أكثر من قيامه على التصريحات الغبية التي قد تأتي على من يتعجّل الثمرة إتيان الريح السموم على الحرث المعاجل... ؟!

أليس نظاما حضر فيه ما غاب في أنظمة عربية كثيرة بدعوى الظهور بمظهر يُرضي العالم "الإنساني العادل" المتربّص، وإرضاؤه عندهم أولى من إرضاء المولى ... ؟!

أليس نظاما حقيقا أن يوصف بالنظام الذي يستحق أن يبقى لا أن يُقلب ؟  ومع بقائه آمال مُشرّعات لهذه الأمة التي تحتاج دروسا في رفع الرأس عاليا غير خجِلة بدينها وبقيمها بين مَن يُكرَّسُ  لإرضائهم آلهة وأصناما تُعبَد، غير أن "اللات"  قد غدا اسمها "أمريكا" و"العُزّة" قد غدا اسمها "الغرب"  و " مَنَاة" قد غدا اسمها : " كل مُواليهم" !!  :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:51:26
2016/07/20

إلى الذين يرون أن نظام أردوغان نظام علماني، وليس هو المثال المُرتجى ولا النموذج المُبتغى لرِفعة الإسلام ... بل إن منهم من لا يرجو له نصرا ولا ظفرا، ويراه أحق بالسقوط منه بالقيام !

ويُزبدون ويُرعدون أنّ الإسلام يؤخذ جملة ويُطبّق جملة، ولا سبيل إلى خلطة لن تفلح في إعلاء كلمة الدين... ضاربين صفحا عن التدرج الذي هو من أهم سمات هذا الدين ...

أقول أنّ هذا الكلام إنشائيّ أكثر منه واقعيّ، بل إن المستبصر والمتبصّر بأحداث السيرة النبوية على مراميها البعيدة، وتكيّفها مع الواقع تكيّفا حقّق المصالحة بين "الواقع" و"التغيير المنشود"، فأنشأ لهذه الصناعة الدقيقة آلياتها، آليات مرنة استطاع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج من مرحلة والولوج إلى أخرى، متبصّرا بالقدرات والإمكانيات التي تكفل الخروج الآمن، والدخول الآمن متدرجا من مخاضة إلى مخاضة أصعب فأصعب ...

وسأحاول سرد بعض ما يحضرني من تدرجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى أكانت حقيقة أم خيالا، هذا دون أن ننسى أن لزماننا تغيّراته الحاكمة أيضا، والتي تقع وفقها الاجتهادات الموائمة، بحيث لا يُساوى زمان إلى زمان، غير أنّ الصورة من زمن النبوة تُشرق بالحكمة التي نستنبط منها لكل زمان، والتي تعلّمنا أنّ الأمر حتى في ظل ظروف مختلفة لم يكن دون تدرّج... فلنستجمع شيئا من شتات الذاكرة :

سنوات حصار الشعب الثلاث، والإسلام يلقى ما يلقى من صدود، ألم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناصرة مشركي بني هاشم له مع مسلميهم ؟ هل رفض مناصرتهم وقد كانت منهم حميّة لقرابته؟ هل قال لا أريد النصرة من كافر؟ بل إن عمه الكافر هو من دعاهم واستجابوا له، وحوصر الجميع، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها لا حاجة لي بنصرة كفار...

أليس هذا من التدرج في شيء ؟!

وحديثه بما عرف من عدل النجاشي وأمره أصحابه أن يأووا إلى بلده، هل وضع الإسلام شرطا فيه  حتى ينصح أصحابه باللجوء إليه ؟!

وحين عودته من الطائف ودخوله مكة في جوار مطعم بن عدي الكافر، هل استغنى عن جواره، ولم يقبل وهو مَن هو أن يدخل في حماية كافر ؟!

الأنصار حينما قدموا في بيعة العقبة الثانية، ألم يقدموا مع مشركي المدينة، وهم يهيؤون لهم أنهم مثلهم قادمون للحج على طريقتهم الشركيّة ؟ لماذا لم يجعلوها صريحة، ولم يرضوا بقدومهم معهم متنكرين، مستخفين إن لم تكن خطط التدرّج قد تمكنت من عقول فهمت أنّ التمكين للدين تلزمه مراحل ؟!!

بل أتذكرون كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه ظهيره  في بيعة العقبة الثانية مع الأنصار، ولم يكن عندها قد أسلم بعد ! لماذا لم يكتفِ بنفسه خطيبا عليهم، وهو الرسول الداعي للإسلام ولنصرته، واستغنى عن عمّه الكافر؟!

ودخوله المدينة صلى الله عليه وسلم وكتابته صحيفة الموادعة، التي ضمن فيها للمشركين بالمدينة حريتهم، ولليهود حرية بقائهم على ما هم عليه، لماذا لم يعلنها حربا عليهم من ساعتها؟!! لماذا لم تكن حربا على الكفار وبيده حينها أن يفعل وهو القائد الذي دخل مُرسيا قواعد الدولة، متحكما بدواليبها، حتى انصاع اليهود لبنوده أول الأمر وقد اعترفوا به قائدا حاكما للمدينة ؟!

أوليس هذا من التدرّج في شيء ؟

بل حينما تآمرت قريش مع مشركي المدينة وأرادوا حربا عليه فيها، لماذا لم ينتهزها فرصة لإعلانها حربا على كفار المدينة وهو يرى جانبهم لا يُؤمَن ؟!
بل كلمهم، وأقنعهم بالعقل، وبما يفهمون لا بالترهيب من مغبّة كفرهم، إذ خاطب القوم بما يلزم مخاطبتهم به، ولولا حكمته وتذكيرهم بالعزة القبلية وأنهم مقبلون على إهلاك أنفسهم بأيديهم، لكانت الحرب التي يقتل فيها الأخ أخاه وهو صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا ليطفئها، وليجعلها رمادا تذروه الرياح... ولو أنّه أسعر نارها، لالتفّ حوله المقاتلون، ولكانت الحرب، ولكانت الهلكة، ولقال القوم من بعدها: أهذا الذي قلنا سيصلح ويجمع قد زاد في تشتيتنا وفساد أمرنا ؟! ولكنه قرأ كل هذا، و رأى بعين بصيرته كل هذا، فكفاهم الحرب بكلمات منه معدودة فعلت فيهم ما لا تفعله الخطب الجارّة أرديتها الفاخرة الممتدة ...

بربكم أوليس هذا من التدرّج في شيء ؟!

ومعاهداته صلى الله عليه وسلم مع القبائل المجاورة للمدينة أول قدومه إليها، وهم كفار، لماذا وقّع معهم معاهدات سلام؟ إن لم يكن التدرج الذي عرف به أولئك وفاءه وصدقه، مما جعل ذلك مذخورا في ذاكرتهم، وعرفهم رقي الدين حتى مالوا إليه..

وكل هذا غيض من فيض التدرج النبوي الذي لم يغفل الواقع وهو يحكم، ويغيّر، ويرفع راية الدين.

أما أردوغان فإنّه قد جاء، فغصّت تركيا بعلمانيتها التي تشربتها من فعل أتاتورك تشرّبا لم يكن من الهيّن أبدا أن يخوض بها أحد مرحلة التخليص والاجتثاث إلا بمثل ما كان منه متدرجا، مسفرا تدرّجه عن بَون شاسع بين الإسلام في تركيا ما قبل أردوغان وحزب العدالة والتنمية، والإسلام في تركيا عهد أردوغان.... معليا أنها بالإسلام وللإسلام في غير تمييع لقضيته، بل بكرامة تُعلي الرأس المؤمن بين الرؤوس المتعالية بكفرها، والأعناق المشرئبة بكيدها

ولكنّ أصحاب النظرة المتهجّمة لا يُغنيهم عن تهجّمهم إنجاز ولا عمل، ولا رئيس مسلم دَيدنه رسالات إلى الغرب المتربّص أن : "هنا تركيا المسلمة المعتزة بإسلامها... " !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:53:21
2016/07/26

أنا وشقيقي بالسيارة...وهي تشغل مرتبة  من مرتبات لسيارات متسلسلة متتابعة في خط طويل مبتدؤُه سيارة، ومنتهاه سيارة أخرى...خطّ أُغلق حتى يُؤذن له فيُفتح...

وفي تقاطع، وتشابك يعالجه شرطيّ المرور بصفارته يشير بها لهذا أن يمر، وللآخر أن يتوقف، ولهذا الخط أن يغلق وللآخر أن يُفتح...

وبينما هو في عمله، والسيارات في ساعة عسرة مرورية تنتظر الفرج بإشارة من يده حتى تنساب حرة من بعد قيد أحكمه على عجلاتها قانون الأضواء ذات الألوان، وإشارات يد الشرطيّ الملازمة لصفّارته في عرض سمعي بصري يجسّد القانون الحامي للناس ولسياراتهم على السواء....

طال بنا الانتظار، ويد الشرطي تشير لهذا الخط فيُفتح، ولذاك فيُفتح... ويُشيح بوجهه عن خطنا فيظلّ مغلقا... ! 😕

لا بدّ أن الرجل عارف، ولم يحن بعدُ أوان الإشارة لخطنا المُثقَل بالمُثقَلين بالانتظار... ! لا بد، فلننتظر ..

وبعد لحظات، بدأتُ أسمع صوت منبه سيارة قريبة، هي رديفة سيارتنا، ولمنبه أخرى هي التي تسبق سيارتنا...
حتى هزّ مسمعي صوت منبه قريب قريب، هو منبه أخي يؤذن أن سيارتنا هي الأخرى بصوت ... !

ويبدو أن للسيارات غضبات وزمجرات، وأن لمنبهاتها أصوات تُنبي عن حالات وحالات..  !

فأما أصواتها التي تعالت تِباعا فطويل نفسها طويل...  عِدْل صبر عيل ثم عيل ... !

ولكأني ألمح غضب كل سائق وقد تحوّل كله صوتا هو لغة السيارات إذا غضبت...
وتذكّر معي يا صاح، واعلم أنما أقول حقا، وهاكَ بيّنتي وأنت تراني المدّعي .. :)

أليست السيارة إذا أقلّت عروسا، أو معتمرا أو حاجا، أو طفلا ليُختن، وكانت لها صويحباتها المتابعات... سمعتَ أصوات فرحها بتنبيهات متتالية مقطّعة، قصير مدى كل واحد منها، يتلوه ذو مدى قصير مثله...؟!

إني ما ذكّرتك بشيء من لغة السيارات إلا لترى معي وتبصر، كيف أن حالها من حال سائقها، فإن هو فرح فرح منبهها، وإن هو غضب وزمجر زمجر منبهها !!

وتعالت أصوات المنبهات، فإذا الصوت يستحث الصوت، يستحث الصوت في ثورة للأصوات، كان شرَرُها منبّه سائق عيل صبره... ! وإن للسيارات يا صاح.. لثورات ... !!

وصاحبنا الشرطي، المكلّف بقانون المرور، يَقدُم على الخط المُغلق، المقيّد، المكبّل ...

يقترب من سائقي سياراته، مزمجرا، غاضبا، حاكما فيهم بأمره لا بأمر القانون !! ليقول في سَوْرة غضب عارمة ألقت بالقانون مُهملا في سلّة الهوى، عاقدا يمينه غير لاغٍ : "أقسمت بالله ألا تمروا .. " !!

وهكذا... حسِب صاحبنا أنه يلوّح ب"المنصب" وبه يُرهب ويُرعب من سيرعوي، كما عادة قطيع الغنم يرى العصا الهاشّة آمرا، فييمم شطر اليمين إذا ما هشّت يمينا، وييمّم شطر الشمال إذا ما هشّت شمالا...

ولكنه حسب، وظنّ... ولم يدرِ أن للسيارات ثورات، وأن روح ثوراتها من روح ثورة السّاقة.. !!

فما فتئ أن عقد أيمانه، وأقسم حتى تعالت أصوات السيارات ضاجة، ضائقة ذرعا، تهزّ الشارع هزّا...

لقد التهبت ألسنة نيران الغضب... ولقد اشتدّ أُوارها...
وعاد صاحبنا الشرطيّ معتدّا ب"منصبه" وهو الذي حسب أنّ السيارات حديد لا يُفلَح وساقتها بشر...

وما علم أن في البشر حديدا يَفلَح الحديدَ إذا ما اشتدّ ظلم الظالمين، واستعر... !!

ليهْنِك حكمك يا صاحب المنصب، والمشير بالبنان...فإنك على أتمّ تمام من مسؤوليتك إزاء البشر.. !

فأما امرأة تقارع المخاض، وتصارع آلامه المبرحات، يسارع بها زوجها لينقذ الحامل والحمل... والحامل بشر، والحمل بشر... فتلك لا شأن لك بحالها، فالقسم قسم واليمين يمين، والعزم عزم، و"الهوى" قانونك فوق القانون، وفوق الحامل بحملها..فوق البشر...!

وأما عجوز قد يكون ابنه السائق، يعد الدقائق  والثواني عدا ليسعفه، وليبرّه وهو يرى برّه أقلّ ما يسديه لمن قضى العمر منقذا ومسعفا من نائبات الدهر وصروفه... أما هذا يا شرطيّنا "الهوائي" فلا شأن لك بحاله... ! فالقسم قسم والعزم عزم... ! وقانون الهوى سيد القوانين ...

وأما مُسارع بسيارته يودّ لو أن البرق حمله إلى ابن أو أب أو زوج عاجلوه ليراه قبل الموت المُحدق به من كل جنب... أما هذا المسارع، فلا شأن لك به...
وكل شأنك قَسَم وهوى، وقانون فوق القانون...

وبينما أنا في عالم الحالات، ومع قانون شرطينا الصارم... إذ بسيارة تخرج عن الخط، متحدية، متمردة، تختار الخطر على الخنوع...

تختار الخطأ على الذلّ ...

تختار ثورة الفعل المتمرّد على ثورة الصوت الثائر...

عندها تمثلت لي صور المتمردين... الثائرين لا على قانون المرور وشرطيّه المارق وحده...
بل على كل قانون وصاحب الأمر به حينما يجعل قانون هواه فوق القانون، سيفا مُسلطا على الرقاب بالقَسَم ... !!

حينما يحلفون بالله أن يذلّوا عباد الله... !!
حينما يقسمون بالله أن يستعبدوا من ولدتهم إماء الله أحرارا...

عندها... عرفتُ كيف يجب أن يُبحَث في صاحب القانون، كما يُبحث في المتمرد على القانون...

عرفتُ أنّ المتمرّد في أحيان كثيرة مظلوم يُنعت بالظالم... ولم ينعت بالظالم إلا لأن ظالمه صاحب القانون الذي يحكمه بهواه، ولا يُحاكَم  به هواه ...

عرفتُ أن المتمرد على متسلط، عزيز لم يرضَ بذلّ...مظلوم سيوصَم بالظلم، ولكنه لن يأبه وقد قاوم الظالمين ...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:54:04
2016/07/27

بعض الناس يترصد للناس، فيفسرون كل حركة منهم أو فعل أو قول بالرياء ! وبطلب رضى الناس وشكرهم..

ولو أنهم وكلوا أمر نواياهم لله لكان أحق...
فليس كل من يصدع بقول مرائيا، ولا كل من كان فعله أمام الناس مرائيا...

إذن لخاف كل عامل الرياء خوفا هستيريا حتى ينكفئ الكل، ولما أقدم أحدهم على دعوة ولا عمل ولما كان أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، ولما قيلت كلمة حق، ولما كتبت كتبٌ، ولما أعطى كل ذي علم من علمه...

إنه أمر النوايا، وما أمرها للناس، بل لرب الناس..
وكم صادعٍ بقول أو عمل كانت نيته لله خالصة، وكم من متكتم عن قول أو عمل خاف أن يُقال عنه :مراء فترك... ولم يترك إلا من أجل الناس !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:55:08
2016/07/27

قبل قليل برنامج "بلا حدود" أحمد منصور وضيفه كبير مستشاري أردوغان، والناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية "كالن"
اللقاء كان مهما... وأكثر ما عرض له "كالن" حديثه عن فتح الله غولن ..
وقد كنت عرفت اسم "فتح الله كولن" من قبل كمفكر وصاحب تنظيرات لإصلاح اجتماعي..

غريب أمر هذه الحركة التي امتدت جذورها في أوصال الدولة التركية إلى الحد الذي جعل النظام التركي يسميها بالتنظيم الموازي...

الضيف تطرق إلى منهج "غولن" وفكره، وإلى امتدادات حركته داخل البلاد وخارج البلاد ...

يقول أن أتباعه يعدونه المهدي المنتظر، وأن غولن كان يعدّ لعودة "خمينية" لتركيا، أي أن يعود لتركيا في ظل سيطرة لحركته على دواليب الدولة، كما عاد الخميني لإيران ...

تحدث عن منهج غريب، وسياسة عجيبة، يقول أن أتباعه أصحاب مكيافلية في تحقيق أغراضهم، لا يهم الوسيلة، سواء عندهم صلاحها وفسادها، المهم وصولهم لغايتهم...

يدّعون العمل الإسلامي، وطرقهم أبعد ما تكون عن مبادئه وقيمه..

يقول أن رجاله توغلوا في مؤسسات الدولة الحساسة مثل القضاء والأمن... تحدث عن منهج رجال القضاء من حركته وأنهم يزورون، يتهمون، يفبركون الأحداث ثم يلفقونها لشخصية ما، تُدان بشكل كامل بغاية إقالتها عن منصبها وإحلال واحد من حركتهم مكانها...

يقول أن غولن أصدر لرجاله ذوي المناصب الحساسة بالجيش فتوى مفادها ألا يظهروا ورعا، بل أن يشربوا الخمر، وألا يؤدوا صلاة حتى لا يُتفطن أنهم من حركته، وأحل لهم ذلك تقيةً للوصول إلى الغاية بإنفاذ السطوة والتغلغل ..!!

قال أنّهم طلبوا من أردوغان أن يجعل رئيس المخابرات التركية  واحدا منهم، إلا أن اردوغان ثار حينها، وأخبرهم ان تمدد حركتهم بشكل منظمات غير حكومية بلغت العالمية مقبول، ولكن تمددهم على مستوى الدولة وسريّتها مرفوض...

وصف  الضيف الحركة بالماسونية في جلد إسلامي.. وأن مساعيها سرية، وأساليبها مشوهة، وغاياتها دنيئة...

اردوغان اليوم أصدر قرارات بحضر عدد كبير جدا من مؤسسات الحركة، وبإقالة عدد كبير من الموظفبن المنتمين لها...

استغربتُ سكوت أردوغان، والنظام التركي عموما على استشراء هذه الحركة، وعلى التساهل معها إلى الحد الذي توغلت فيه عبر سنوات تواجدها في أطراف الدولة، توغلا أوصلها إلى الجيش، بل إلى قياداته ..

ألم يكن للمخابرات التركية من علم بهذه الغايات الدنيئة للحركة ؟! ألم يكن لهم علم بمغبّة هذا التغلغل ؟!
ما الذي جعل النظام يسكت على خطط الغدر، إلى أن فوجئ بالغدر فعلا على الأرض ؟!  هل فات النظام مخابراتيا كل هذه المعلومات والغايات والتخطيطات ؟!

أم أن سياسة التعايش والسلمية من النظام لاحتواء كل أطياف الشعب سهّلت على الخونة الإعداد والتخطيط وصولا إلى التنفيذ ؟!

بالمقابل أنظر إلى المشهد المصري، وإلى "الإخوان" في الصورة، منذ بداية الحركة، وشكل الحصار الذي مورس عليها وعلى قياداتها، وما لحقها عبر التاريخ من ترصد وإذاء وتعذيب لرجالها، وإحباط لأبسط محاولات توغلها... وآخر ما لحقها ليس الأول عبر تاريخها، بل هو تاريخها أعاد نفسه... !

حركة وحركة، وحال وحال، ومنهج مقنّع يتخذ من الدين تقيّة ، ومنهج واضح قائم على مبادئ للحركة واضحة أرساها مؤسسها "حسن البنا" منذ انطلاقتها الأولى...

وموقف دولي إزاء هذه، وموقف دولي مغاير إزاء تلك ... !!
ويبدو أن النظام التركي وقد ترك للحركة  بسياسة الاحتواء الحبل على الغارب، مع ما لها من تأييد من القوى العالمية قد وقع بين سندانها ومطرقة القوى الحامية لها...

وهذه أمريكا في بادرة لها، تطالب تركيا بالأدلة الكافية التي تدين غولن الذي يحتمي بربوعها ..

حركة مسترابة لحركة مريبة وصلت إلى ما وصلت إليه بادعائها العمل الإسلامي... وغرابة في عدم احتراس النظام التركي من توغلاتها التي انقلبت تغولات ...!! لا أراها إلا الصناعة الامريكية لحركات ومنظمات تحمل عنوان الإسلام، وما هي إلا يد تضرب بها أمريكا الإسلام ... وليست حركة غولن وحدها كمثال ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:56:18
2016/08/01

عندما يحدث هوس لبعض المسلمين بالطعن في "الموروث"، وبالتشكيك في صلاحيته، في عصر "العقل" وكأن العقل لم يُخلق إلا لتوّه، وكأنّ الله لم يُعطِه دوره إلا في هذا العصر، وكأنّ العصور الفائتة للأمة كانت عصورا لا تستخدم العقل، ولا تفكّر بالعقل، ولا تقيس بالعقل ...!

عندما يحدث هذا الهوس، يُصدَّق الكاذب، ويُؤتمن الخائن، ولا يُبحث في أحوال المتكلم وكلامه، ولا يُسأل عن حقيقة ما يدّعي، ولا يُنتقَد كلامه، ولا يُرجَع للأصل لعلّه يفتري...

وكيف يفعل المهوسون هذا وهُم يبحثون على فتيل شمعة عمّن يطعن في كل "قديم" بدعوى إعمال العقل، بدعوى عصر العقل... ويْكأنّ العقل الذي خلقه الله خلقه لعصر دون عصر، خلقه ليضع علماء الأمة وفقهاؤها القدامى خرافات وخزعبلات... وليأتي "عصر العقل" اليوم فيصحّح، وينبذ الخرافة، ويُعلن أن العقل الذي خلقه الله لم يبدأ عمله إلا في عصرنا ...!!

حينما أقرأ للمهوسين بالطاعنين في "الموروث" أخال أحدهم طيرا محلقا في سماء الهوى فرحا بكلام الطاعنين، وهو "المتعقّل"، مشهرا السلاح الماضي بوجه كلّ من يدعوه إلى التعقّل الحقيقي، والبحث وعدم الانصياع للطاعنين... يقول له فيما يقول : "اذهب يا سجّان الهوى إلى الجحيم"..!

"عصر العقل" يا دعاة التعقّل لا يقتضي نسفا للدين، وتسفيها لأصحاب العقول الذين نقلوا الدين، عصر العقل لا يقتضي النظر بشزر للأفذاذ الذين كانوا على درجة من التعقّل لا يبلغها االمُسارع بالفرح لطعن طاعن وإن وطأت قدمُه القمر...
رُويدك فليس كلامي للتعجيز يا مَن ترى نفسك فذّا يقارع الأفذاذ ولا يرضى أن يُقال له أنهم الأذكى والأسنى .. :)

لا ليس للتعجيز كلامي، بل لأنّ أولئك كانوا يتثبتون ويبحثون، ويمحّصون، ويضعون القواعد، ويبنون الحصون، أما أنت فتهدّ، وتهدم، وتنسف من غير نظر ولا بحث ولا تثبّت، فقط لأنّ "الموروث" عندك قديم، ولأن "س" من المجاهيل قال أنه موروث معلول !! طبيب هو عندك ولا داعي لتبحث في دراسته لعلّه درس التقطيع والتأريب وهو يدّعي التطبيب... أم أنّ الأمريْن عندك مع "الموروث من الدين" صِنوان ؟ :)

بريئ هو العقل، مجرم هو الهوى ...

بريئ هو العقل، مجرم هو الاعتداد الفارغ به، اعتداد يظنّ صاحبه أن عصر العقل يقتضي أن نستبدل الشمس بشمس جديدة، فالشمس قديييمة قديمة، وضوؤها قديم قديم ...
كذلك يريدون أن يبدّلوا الدين، أن يصنعوا دينا على مقاس أهوائهم، دينا جديدا مُرتكزه : "يا قوم أفيقوا فإن الموروث معلول معلول.."... وبلغت صيحتهم عَنان العَنان... فأصبحت السنة عُرضة للتشكيك، وما علموا أن المشكّكين لن يدخلوا لهم من باب القرآن، فذلك عليهم أمر عسير، فدخولهم لهم من باب السنة، والسنة فيها نظر... إذ قد نقلها الرجال، والرجال عليهم وعليهم ...
أما البخاري ومسلم وأمثالهما فهيّا اجلدوهم يا دعاة "عصر العقل"... اجلدوهم وهم الموتى، فما تفطّن معاصروهم لجلدهم وهم أحياء ... وكيف يفعلون، وقد كانوا بلا عقول !! اجلدوهم فإنكم وإن رفضتم القول بالجلد، إلا أنّ الجلد عندكم فيهم حلال زُلال ... !

وقد قيّض الله للعقل من يستخدمه فقط في هذا العصر، أما ما قبله فعصور بلا عقول ... هكذا وكأنه خُلق ليعمل فقط في هذا العصر !!
ومن المُضحكات والمُفارقات أن يلتحي بعض الضاربين في الموروث، الطاعنين فيه، وتبلغ لِحاهم نحورهم، وينبرون ليعلنوها دينا "عقلانيا"، دينا يردّ ما لا يوافق العقل ... دينا يدعو لردّ الصحيح من الأحاديث، ويصِم بالجهل كل من لا يقبل كلامه على عواهنه، وكأن من رفضه قد رفض الدين... !!

لا وحتى من يكره الملتحين، سيحبّ هذا الملتحي لا لشيء إل لأنه ملتحِ طاعن بالموروث ..!! وعندها سيُحكّم الهوى، وسينقلب محبا لما كان يكره من مظهر، لا لشيء إلا لأنه يدعو لما يوافق هواه، وهو يظنّ أنه يوافق عقله ...

هذه قصة من قصص "عصر العقل" ... أم أنه "عقل العصر" :) وبريئ بريئ هو العقل ..
قصة من قصص الثورة على الدين من مدخل الثورة على الموروث، ونبذ الموروث، والتقزز من الموروث، ومن علماء الموروث، حتى وصل الأمر إلى نبذ "السنة" سواء بتلطيف في العبارات، أو بتصريح ...وبمبررات واهيات أساسها شبهات ألقيت هنا وهناك فالتقطها المشكك، وجعلها مستنده وقاعدته، وهو يراها النور الذي أضاء له في عتمة ...!! وما تفطّن أنها الحرب القديمة، تُعلن اليوم جديدة ... وما تفطّن أنه واحد من جنودها ... بل ربما لبس اللباس، وامتشق السلاح، وامتطى جواده ذو الكبوة وهو يظنّ أنه على الدرب القويم ماض ... والجواد به كابٍ كابٍ وهو يراه الأصيل ... :)

فاحذروا المشككين، واحذروا أصحاب الدعاوى الجديدة، وفكروا، وكذّبوا قبل أن تصدّقوا، واعرفوا هذا الموروث، وعلماءه، وعلمهم، واعلموا أنّما هي الشبهات تُلقى، وأنّ الردود عليها متوفرة مبسوطة شارحة، مشروحة، منيرة، مضيئة .. قبل أن يجرّكم كل ناعق لما يدعو له من دعوة باطلة قاتلة لروح الدين ... وهذا هو العقل ... وما عداه اتباع أعمى، وصدى في النفوس للهوى ...
فالحذر الحذر.... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:58:50
2016/0/14

ما أروع استغلال الأوقات القليلة القصيرة الفاصلة التي يستهين بها الأغبياء ويقدر قيمتَهَا الأذكياء، استغلال كل الوقت مهم ، ، ولكن استغلال الأوقات القليلة الفاصلة بالغ الأهمية و كثيرا ما يأتي بالحسم ....!
هي تلك الأوقات التي يراها الكثيرون مجالا للعد التنازليّ لبلوغ موعد حدث ما.. ولا يرون فيها غير ذلك..

ربما لأن الكثيرين يغفلون عنها...
فغفلة الكثيرين عنها فرصة للأذكياء لاغتنامها وعدم تضييعها أو تفويتها بينما النيام نيام ..

حُدِّد خروج القوات البريطانية من فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني بتاريخ 15/05/1948م، لكن اليهود لم يفوتوا الأيام التي تسبق ذلك التاريخ، بل قرروا أن يجعلوها الأيام التي يستولون فيها على معظم أراضي فلسطين، بينما تقاعس العرب وجعلوا ينتظرون تاريخ خروج القوات البريطانية لبدء تدخلهم العسكري، واستهانوا بعبد القادر الحسيني الذي أرشدهم إلى استغلال الأيام التي تسبق الخروج البريطاني فسخروا منه...

وفعلا تمكن اليهود من قرى فلسطينية وقاموا بإسقاط "القسطل" وبمذبحة دير ياسين ، وبحصار القدس، وكله قبل إعلان الانسحاب البريطاني بأيام ....

وفي فترة الهدنة الأولى بين الجيش الإسرائيلي والجيش العربي في حرب 48 استغلت إسرائيل الفرصة ودخلت لها معدات حربية ضخمة جدا، وتزودت من السلاح إعدادا لما سيأتي، بينما الجنود العرب الذين كانوا يحاصِرون مائة ألف يهودي بالقدس لبثوا أماكنهم على حالهم، حتى إذا انتهت الهدنة فوجئوا بضخامة السلاح الإسرائيلي الجديد، فيما كان السلاح العربي ينفجر في وجه الجندي العربي من فرط قدمه وصدئه.. !!

وتمكن الإسرائيليون من فك الحصار عن القدس واليهود الذين بداخلها، وسقطت القرى والمدن العربية بأيديهم وخرج الجيش العربي خائبا ....!

وفي حرب 67 أيضا، كانت الجيوش العربية مدججة بالسلاح، وكان قوامها عددٌ يفوق بكثير جنود الجيش الإسرائيلي، وسلاحها أكبر من سلاح الإسرائيليين.. بينما انغمست تلك الجيوش في ليلة سمر، تُباغِت القوة الإسرائيلية وتطيح بالسلاح الجوي المصري وهو في قاعدته، وتُلحق بالجيش المصري أنكر الهزائم والخسائر ....

كل هذا والعرب ينتظرون الوقت المناسب... بينما العدو يتحرك ويستغل الدقائق ولا يضيعها ليسارع بالنصر....!!!

نعم مهم جدا جدا استغلال الأوقات القصيرة، الأوقات الفاصلة... تلك التي يراها الكثيرون خطوات تفصل عن حدث مُنتَظَر لا غير ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 14:59:40
2016/08/17
منذ محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا (2016/07/15) وأمر جماعة فتح الله غولن يحيّرني..

حاولت تتبّع ما يُعرض من تاريخ للحركة، أو ما يرصدون من كرونولوجية تحركاتها في الساحة التركية والعالمية، عسى يُذهب ذلك شيئا من حيرتي.

جماعة توغلت في أوصال الدولة التركية الدقيقة الحساسة حتى أسموها "التنظيم الموازي".. !

قبل قليل على قناة الجزيرة كان أحمد منصور مع الجزء الثاني من تصريحات " لطيف أردوغان" النائب السابق لفتح الله غولن، وأحد أشد المقربين السابقين له...

تحدث لطيف عن أغوار للحركة ولغولن جعلت عينا أحمد منصور تجحظان منها أكثر من مرة !!

لطيف خرج على غولن من سنوات قريبة، وأعلن معارضته له من بعد ما قضى سنوات وسنوات يقرأ فيها تصرفاته وتصريحاته على أنها التدين المشوب بالتصوف والذي لا يخلو من شطحات ..

غولن كان يقول لأصحابه أنه مُحدّث من الله.. !!
ألّف لطيف كتابا أسماه "الوجه الضاحك للشيطان" كشف فيه عن أسرار شخصية غولن ومساعيه، وعلاقاته القوية بالمخابرات الأمريكية CIA

يقول أن غولن كان منذ سن العشرين يخطط لأن يصبح خليفة على العالم الإسلامي .. وبدأ بالظهور كحركة إسلامية تسعى بين أفراد الشعب بالخدمات..

وكان منطلقه في سياسة السيطرة التي رامها، التعليم، فبدأ بتأسيس المدارس الخاصة،  مدرسة إثر مدرسة وهو في ذلك كله على علاقة وطيدة بجهاز المخابرات الأمريكية، إلى أن تغلغلت حركته، وأصبح لها مدارس على مستوى 145 دولة في العالم... !

تساءل أحمد منصور بتعجب كبير عن سر هذا العدد، عن تغلغل الحركة في كل هذه الدول، فأجاب لطيف أن المدارس غطاء وستار اتخذته الحركة، وما هي في حقيقتها إلا وسيلة استخباراتية أمريكية مقنّعة ... تعمل من خلالها أمريكا على استكشاف تحركات الجماعات الإسلامية المنتشرة عبر العالم بصفة خاصة ...
فأما التي كانت بالدول الإسلامية، فلقد كانت تستأمن الحركة باعتبارها واجهة إسلامية هي الأخرى، فتمدّها بمختلف تحركاتها وسياساتها...

يقول أن الأساتذة على مستوى تلك المدارس ما هم إلا عملاء لحساب جهاز الاستخبارات الأمريكي ...

غولن انتقل إلى أمريكا ليصبح تحت الوصاية المباشرة لها... وقد كان يعدّ من بعد تغلغل عناصره في أجهزة الدولة التركية الحساسة لعودة لتركيا تكون شبيهة بعودة الخميني لإيران... يعود لها محررا ومسيطرا...

غولن كان واجهة تحركها المخابرات الأمريكية، وهو يعد على مدى سنوات من التشاركات الاستخباراتية للسيطرة على تركيا، من أجل خلافة إسلامية تديرها أمريكا ... !!

هكذا عبر "لطيف أردوغان" عن الهدف الذي سُخّر له غولن كأداة... سيطرة تُحكِمها أمريكا على العالم الإسلامي تجعل تركيا منطلقها ...

بعد هذه السنوات الطويلة من العمل الدؤوب لهذا الكيان الموازي، وبعد هذا التغلغل العميق ... لم تبدُ لي واقعيةً سرعة تخلص تركيا من هذا السوس الذي نخر أساساتها بمنهجية وتؤدة امتدت عبر سنوات عديدة...

في الحقيقة ليس من السهل أن يُصدَّق أن التخلص من عناصر هذه الحركة هو من البساطة بمكان...

وفعلا، وبينما السؤال يشغلني مع ما يدلي به الضيف، قال فيما قال أن التخلص الحقيقي والنهائي من عناصر الحركة يحتاج سنوات... حددها من ثلاث إلى خمس، بل إنه صرح أن كثيرا من قيادات الجيش حتى بعد الانقلاب هم من أتباع الحركة ...

وأن تركيا ماضية في سياسة إعادة تأسيس الدولة بتطهيرها من الكيان الموازي، إعادة تأسيس من الصفر ...

سأله أحمد منصور عن سر نظرة عناصر الحركة لغولن نظرة العبد لسيده، فردّ أنها سياسة تقوم على البدء بالأطفال، بتلقينهم أن غولن عظيم لا يُضاهى، وتحبيبهم بشخصه، وتصويره على أنه الذي لا مثيل له ولا ند...

ليشبوا على حبه وطاعته وتعظيمه... وأولئك هم الذين يصيرون بعدها مستنَد الحركة و مرتكزها، وهم الذين توفّر لهم المناصب العليا ليخدموا غولن خدمة لا تشوبها شائبة من غدر ... أولئك ولاؤهم كله له وللحركة...

وهكذا هي حقائق هذا التنظيم الذي اتخذ من الإسلام تقية لغايته، وما هو إلا عميل مخلص للاستخبارات الأمريكية...

هكذا هي أياديهم يصنعونها من داخلنا ليصبح الداخل عدو الداخل.. والأدهى والأمر أنه العدو بصورة الأخ، الذئب بصورة الحمل الوديع...

الخلافة الإسلامية بإدارة أمريكية ... !! أعجب المضحكات المبكيات ... !! :)

أما السؤال الذي لا ينفك يطرق رأسي : أين دور الاستخبارات التركية في الترصد لتحركات تنظيم وزنه في الدولة وفي العالم كفيل بأن يكون موضوع تتبع...

لا بد أن الدولة كانت على علم ولو بشيء من أهداف التنظيم... ولا بد أنه كان واحدا من أكبر التحديات التي  واجهتها حتى أسفر عن وجهه بمحاولة الانقلاب الأخير...

انقلاب كان الشعب التركي هو الحصن الحصين دون اختراقه لتركيا ... دون نجاح التنظيم ومن يديره ويحركه ...

انقلاب أراه بمثابة الانفجار المدوي الذي أسمع كل الآذان، وأيقظ كل النِّيام لتبدأ تركيا بالتصفية...
لتبدأ تأسيسا جديدا لمؤسسات الدولة التركية ...
ولا بد أن هذا لن يروق لمحركي غولن وتنظيمه وأشباه تنظيمه ...

لا بد أن تركيا اليوم بمواجهة تحديات كبيرة على كل صعيد... وهي التحديات التي ستفتن لتَميزَ الذهب عن شوائبه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:00:28
2016/08/20
"مريم جميلة" .. هل تعرفها ؟ هل سمعت عنها ؟

قرأت للغزالي رحمه الله استشهادات بكلمات من كتبها، كما قرأت ل"سلمان العودة" أيضا استشهادات بكتاباتها، فأحببت التعرف عليها .. وكتبتُ مما استجمعته من قراءة لسيرتها على ويكيبيديا وموقع إسلام ويب :

هي "مارغريت ماركوس" سابقا، أمريكية لأب وأم يهوديَّيْن، ولدت بنيويورك عام 1934، لقِّبت بالباحثة عن الحقيقة ...

عرفتْ منذ صباها بولعها بالقراءة والاطلاع، لم تكن تشاطر أهلها ووسطها الفرح بتشريد الفلسطينيين، والانتشاء بنكبة 48... بل كانت دائمة الحزن على ما يلحقهم ...

عرفت بعزوفها عما جذب بنات سنها من اللهو واتخاذ الأخدان وشرب الخمر .. ولم تتأثر بما حاول والدها جاهدا غرسه فيها من أنه لا وجود لقيم مطلقة، وأن الإنسان يكفيه العيش والاستمتاع بالملذات..

تقول عن نفسها : " نمت لدي الرغبة منذ العاشرة في قراءة كل الكتب التي تتحدث عن العرب فأدركت أن العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً، لكن الإسلام هو الذي حولهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم"

دخلت الجامعة ودرست الآداب، وتوعكت صحتها لعامَين، عكفت فيهما على قراءة ترجمة للقرآن الكريم، أخذتها كل مأخذ، إذ وجدت فيه الإجابات الشافية عن تساؤلات أرقتها حول ماهية الموت والحياة، كانت نظرتها للوجود وللإنسان ولدوره هائمة عائمة حتى شفيت من علة سؤالها فور تعرفها على القرآن، تقول : " لقد وضع الإسلام حلولاً لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية".

وتقول : "منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضرورياً للحياة فحسب، بل هو الحياة بعينها "
وازداد نهمها للبحث في هذا الدين، وهي التي تقلبت في قراءاتها بحثا عن الحقيقة بين الديانات المختلفة من يهودية ونصرانية ووضعية...

إلى أن جاء عام 1961 الذي أعلنت فيه إسلامها...
فتوسعت مداركها حول العرب والمسلمين بتوسيع قراءاتها...
مما قالت معرّفة بدور السنة مع القرآن: " كيف يمكن الدخول إلى القرآن الكريم إلا من خلال السنة النبوية ؟! فمن يكفر بالسنة لا بد أنه سيكفر بالقرآن"

هاجرت إلى باكستان بدعوة من أبي الأعلى المودودي، وتزوجت من أحد أتباعه، الداعية يوسف خان، وأنجبت منه أبناءها الأربعة..
كانت مريم جميلة بحق خامة فريدة نبّأت عن مشروع مفكرة إسلامية فذة، فألفت عن الإسلام ما يزيد عن خمس وعشرين كتابا، عُرفت بعداوتها الكبيرة للعلمانية والمادية .. لها مؤلفات قيمة من أهمها : " الإسلام بين النظرية والتطبيق" ، "الإسلام في مواجهة الغرب" ..

والأول بصفة خاصة هو الذي شدني استشهاد الغزالي وسلمان العودة بما جاء فيه.. والذي أنوي الاطلاع عليه بإذن الله تعالى.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:01:15
2016/08/22
إن من الخطأ بناء حكم على موضوع أو قضية ما من قراءة كتاب واحد، أو من القراءة لكاتب واحد...

إن القراءة المثمرة هي تلك التي تتلاقح فيها أفكار الكاتب مع أفكار القارئ، وتتشكل فيها مساحة طيّعة من النقد السليم المصاحب للقراءة، البريئ من كل حَيْف أو تحيز أو نظرة مُسبقة عن الكاتب سواء كانت لصالحه أو ضده ...
مساحة تكون خالصة للعقل الناقد بإنصاف، والفكر المدقّق الناظر بإمعان، مساحة يُترك فيها مجال لقبول أو لرفض.. فلا رفض من أجل الرفض ولا قبول من أجل القبول...

إن القراءة المثمرة هي تلك التي لا تغيّب القارئ عن الواقع، ولا تبني له صروحا من أوهام سرعان ما تتهاوى في أول عودة له إلى صفحات الحياة والمعاملات ...

هذا الربط بين ما نقرأ وما نعاين على أرض الواقع لا يجعل من القراءة عالما من الخيال الذي نتعود الهروب إليه بقدر ما يجعلها عالما من الحقيقة يتقرر فيه أن الكتاب الذي قرأنا إما زاد وسلاح لمعترك الحياة، أو خربشات وهباءات على هامش الحياة ...

إن كتابا واحدا حول موضوع ما لن يكون أبدا منطلقا لإصدار الأحكام، ولجعل نتائجه تقريرات ينسخها القارئ من صفحاته ليلصقها بدنيا الناس على أنها الحقائق المسلّم بها، كأن ما تلا فيه لا يمكن تلافيه .. :)

عندها سنكون قد ألغينا المسافات فمسحنا المساحات...
تلك المسافات التي تسمح بإنشاء المساحات، مساحة لعقلك وعمله، ومساحة للواقع ووقعِه ...

فلنحذر... ولا نكوننّ ملكيّين أكثر من الملِك .. ! :)

إذ أنك لو عرضت لكتب الكاتب الواحد على مدى حياته الفكرية  وما أنتجت، لوجدته هو ذاته يضع رأيا في كتاب ما، ويبدله في كتاب آخر، أو يتدرج في تبدّل موقفه من قضية ما من كتاب له إلى كتاب...

أقرأ هذه الأيام عرضا حول مواقف كاتب مشهور من كتاب له إلى كتاب عبر إنتاجية مسيرته الفكرية، فإذا به في هذا قال برأي، وفي هذا الآخر تدرج في التبديل، إلى أن وصل في كتابه الآخر إلى عكس ما قال به في الأول ... !! وهكذا في موقف، وكذلك في غيره، وكذلك في غيره... وفي كلٍّ حماسة ونبرة واثقة وعبارات مفصلية فاصلة وكأنها الأولى والأخيرة لا تبديل فيها ولا تحوير... !

حتى دهشت وشدهت من كمّ التبديلات والتغييرات والانتقال من حال إلى حال ... من منطق إلى منطق... من موقف إلى موقف مغاير... من تقرير إلى ضدّه ... وإنك لن تلمح هذا وأنت تقرأ له الكتاب الواحد من كتبه... وانتبه إنه الكاتب المشهور، والمميز والذي لا غبار على علوّ كعبه ... !

كما قد تجد للكاتب تراجعا يوثقه كتابة عن رأي له كان، أو قد تجد اعتذارا عنه ...

فهل نكون ملكيين أكثر من الملك ؟! فالكاتب يبدل، ويغير، ويتراجع، ونكون نحن نقَلَة أفكار كتابه الواحد وجاعليها تقريرات... كتابه الذي لم يثبت هو على ما وضع فيه ... !

فلنحرص على تلك المساحات ونحن نقرأ... ولنحذر أن ننقلب مقررين باسم أفكار كتاب واحد نقرأه... أو كاتب واحد نقرأ له...

لننوع قراءاتنا، ولننوع كُتّابنا...
عندها لن ننحصر خلف الزاوية الواحدة التي تقصر بنا عن النظرة الشاملة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:02:07
2016/08/23
من الناس من إذا تكلم علا وسما وارتقى..
ومنهم من إذا تكلم انحدر وانحطّ ..
أما الذي يسمو به كلامُه، فلكأنّه بعينيك يصعد الدرجات تلو الدرجات وأنت ترمقه عاليا.. عاليا بين السحاب والسحاب...
ويكأنّ الكلمات سُلّم درجات عند بعضهم.. وكأنها عند الآخرين منحدرٌ ذو دركات ...!

اليوم سمعتُ ممن ارتقت بكلماتِها، سمعت ممن سمت بها كلماتُها، فما تركتها على الأرض بل ناطحت بها السحاب... :)

سعدت اليوم بسماع الراقية سُلّم العُلا ...
ربما تبادرتْ إلى أذهانكم صورة امرأة من نساء الإعلام والشاشات، أو من صاحبات العلم والمكانات، أو من ذوات البيان والخطب الرنانات ... :)

لا ... ليست واحدة منهنّ... !
إنها لم تعرف يوما للشاشات سبيلا... ولم تنبرِ يوما في قوم خطيبة ...

بل إنها لم تطرق يوما باب مدرسة، ولا عرفت حجرات الدرس، ولا داعبت يدها طاولاته، ولا عرفت جلسة كراسيه..  ولا استأنست أذنها يوما برنين جرس بدايته ولا برنين النهاية ...

ولا أنشدت يوما : "مدرستي الحبية من بيتنا قريبة "
ولا جربت يوما مسابقة أتراب الدراسة ركضا ساعة الولوج أو ساعة الخروج ...

أجل لم تعرف من كل هذا شيئا...
ولكنها اليوم وهي تتكلم علت، وسمت، وارتقت وعرجت... ورأيت سلّمها ومُرتقاها ومعراجها ... فسعدتُ وتعلمتُ، وترسخ عندي كما في كل مرة أسمع فيها لأمثالها أن الحكمة لا يحتكرها أصحاب المدارس... وأن الذكاء لا يتخذ من عقول المتعلمين وحدهم موطنا ...

قالت تعاتب ابنتها الصغيرة التي أخطأت، وخانت ثقة أودعتها فيها  :

ألم أكن لك دوما صديقة ؟ ألم أكن أبثك الشكوى إذا ما اكتويت كما يبث الصديق صديقَه الشكوى ؟
ألم أكن أحدثك عن الملمّات إذا ألمّت ؟ وكنت أراك صديقتي التي كبرت بعيني ولم تبقَ صغيرة ؟

ألم أكن أعهد إليك بفرحي، وبضحكاتي... وكنا إذا مشينا سويا حدثتك حديث المستأنس بأحب أنيس ؟

ألم أكن أحكي لكِ عن قصص الساعيات المجتهدات وعن قصص القاعدات، وعن مآل كل واحدة... عن جزاء الساعيات، وعن حسرة القاعدات ...

ألم أكن أحذرك سُبُلَ الفاسدات ؟ ألم أعلقك بسبيل الراشدات ؟

ألم تكن ثقتي بكِ كبيرة ... كبيرة ؟!!

ألم أقل لك يوما : كوني الخلوقة المجتهدة الساعية، والزمي ... حتى إذا كبرتِ وأرادكِ له من يكون أهلا لكِ، وسعى سعيه الصادق لنوالك، لن أكون حجر عثرة أمام ما تحبين ... ! ساعتها سأحقق لكِ ما تحبين ... ولن أحرمكِ مُناكِ ...

ألم أكن معكِ كل هذا ؟!

وكانت تعاتبها، وتسائلها بقوة ممزوجة بخَوَر...
قوة الصادقة التي أحبت فأعطت كل ما ملكت، وخَوَر التي أخطأت ابنتها الصغيرة الصديقة... !
أخطأت صديقتها الصدوقة... وكانت دمعات حراقات غالبتها فما غلبتها... كانت تنساب على وجنتيها، فتسارع لإماطتها لتستكمل عتابها ... عتاب المحب حبيبَه...

وكنت أقلب نظراتي بينها وبين ابنتها... فإذا تلك البنت بدمعاتها تجيب أمها الراقية : لن أكررها يا أمي... ليس أثقل علي من فقدي لثقتك بي... لن أكررها ... وسأثبت لك أنني أهل لثقتك... ليس اوجع لقلبي من فقدك الثقة بي... أعدك يا أمي... أعدك ...

وصدّقتُ وعدَها ... واستشعرت صدقها.. وفرحت في غمرة العتاب والدمعات... فرحتُ بأم ربّت، وأحسنت، فلما عاتبتْ صدقتْ فأثّرتْ... فرحتُ بالمخطئة الآيبة.. :)

أجل عندما يصدق المرء ويعطي، يجد ساعة الحصاد ما يحصد، كما يجد ساعة الكساد بقايا أمل، بل يشهد ميلاده من جديد... :)
وعندما يُحسن الوالدان مصادقة أبنائهم كما يحسنون منحهم الثقة وقوة إشعارهم بها... لن يجدوا قُبالتهم إلا الأصدقاء الأوفياء... حتى إن أخطؤوا عادوا وآبوا... وندموا على خيبة أمل كانوا سببها لأب أو لأم ... لذلك الصديق الصدوق أو لتلك الصديقة الصدوقة ... :)

أجل اليوم ارتقتْ تلك المتكلمة بكلماتها .. :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:03:25
2016/08/28
شيء حول أدعياء التجديد .الجزء الأول :

موجة من "أدعياء" التجديد في ديننا، قوام دعوتهم القدح فيمن سبق من العلماء، واستسهال الحطّ من قدرهم ومن علمهم، ووصمِه بالقِدم، وبالذي عفا عليه الزمن..
عرفنا منهم من عرفنا، ممّن ذاع صيتهم، ومع ذيوعه لم يخلُ الأمر بفضل الله تعالى من ذوي عقول ممحصّة مدققة، ناقدة ليس دَيْدَنُها التطبيل للوافد الجديد على أنغام : "مات الملك يحيا الملك"...

هؤلاء أصحاب العقول الناقدة والأفهام الحكيمة أظهروا للكثيرين عَوار ادعاءات أولئك الأدعياء ذوي الألسنة الحاذقة والعبارات الحماسية، والتهجمات الجزافية التي وصفها مَن وصفها بالجرأة والخروج عن المألوف ...

وكأنهم وهم في عصر الإنبهار والإبهار، وخوارق الخيال  يعشقون  فيما يعشقون "سوبرمان" لكل ميدان ... !
وسوبرمان الدين عندهم هم أصحاب الصيحات المخالفة والتي قوامها-كما أسلفت- الطعن بالقُدامى، وبعلمهم، وبأنّ الدين ليس حِكرا على العلماء... يريدون أن يشبهوا الإسلام وعلماءَه بالكنيسة ومن فيها ممّن نصّب نفسه ناطقا عن الرب...
يريدون أن يعيدوا للساحة من جديد ذلك "الخوف الأوروبي"، وتلك الثورة الأوروبية على الكنيسة في نُسخة إسلامية...بزيّ إسلامي ...يريدون زرع ذلك "الفِصام النّكِد" من جديد في أرض الإسلام  يريدون زرع خوف مما لا يوجد أصلا ...

وعند الكثيرين الويل والثبور لمَن أعمل العقل ونافح عن علم القُدامى، وقال أنهم كانوا أصحاب عقول وأفهام، وأنهم عملوا بالعقل لا بالتخمين، عندها أنت مقدّس للأشخاص، محيطهم بهالات التقديس، وما عرفنا في تاريخ الفكر الإسلامي دعوة لتقديس العلماء، ولا لتنزيههم عن اجتهاد خطأ أو عن هفوات هي من روح البشرية مهما ارتقت العقول، وتنورت الأفهام ... هي صورة الكنيسة وأحوالها يريدون إسقاطها على الإسلام وعلمائه وحالهم مع الناس...

وحتى لا يظنّ ظانّ أنّني ضدّ التجديد في الفكر الإسلامي، فإنني أستبق بالقول أنني معه، ولكن مع التجديد الذي يُحيي ما يندرس من الفهم السليم للإسلام، التجديد الذي ينقّي ساحة الفكر الإسلامي من هرطقات الصوفية المنحرفة، ومن آثار الفرق الضالة، ومن الفلسفات المضلّلة، ومن البِدع ... ومن صيحات أدعياء التجديد الذين حرفوا معاني الدين عند الناس، وكان شغلهم الشاغل الطعن والتشكيك، والدعوة إلى انفتاح يجعل الغرب وأحوالهم الحاكم في تفسير الدين، وفي تكييف الدين وما يرتضيه العصر من وحي هزيمة نفسية تُعلي الحضارة الغربية بكل علاتها على الدين ومقتضياته...

تجديد فيه الاجتهاد المتاح الذي يعالج قضايا معاصرة بما في الدين من مرونة تجعل فيه ما يوائم ذلك الجديد.. تجديد في أساليب الدعوة والاستنهاض لبيان دور المؤمن في الدنيا وأنه لم يُخلق ليكون فيها عابر سبيل بلا بصمة، بل عابر سبيل ببصمة عمل وتغيير وتعمير، ولنبذ أطروحات بُغضِها حدّ التقاعس والقعود..

من هؤلاء الأدعياء مَن لم يعد من دواعي الاحتراس عدم ذكر أسمائهم، وقد تبيّن مع الزمن عَوار دعاواهم، وهرطقاتهم، "عدنان إبراهيم"، الذي صال وجال في دنيا الطعن في الصحابة صولات وجولات، حتى صار يتكئ على أريكة وهو يطعن ويطعن ويطعن غير هيّاب، وقد صفق له عشاق "السوبرمانات" ... فنفخوا فيه بأفواههم  نفخ الرجل في قربة ليس بها إلا الهواء ...ولا قطرة ماء...

أحدهم عزمتُ على قراءة كتبه بعدما عرفت أشياء على صفحته، لا لشيء إلا لأشكّل النظرة الصحيحة المنصفة عن فكره، بعيدا عن صفحات الفيسبوك، رغم ما لم أكن أستسيغه حتى على صفحته .. ذاك الذي رأى فيه من رأى قبسا من "خيريّة عُمريّة" :) ...

فاقتنيت مجموعة من كتبه، وقرأت له، وفعلا عرفته أكثر ... والرجل بدعوى التجديد هو من أكبر المتهجمين على علماء الأمة وعلى تراثها العلمي والفكري، ومن المتعسفين في نقدهم تعسّفا يقلب المفهوم لصالح نظرته لا لصالح النظرة المنصفة والحكم المنصف ...
هو ممن ضيّق تاريخ الأمة الزاهر كلّه في عدد من السنوات لا يتجاوز الأربيعن ...!!!  والتاريخ يصرخ به أنْ كُفّ عني دعاواك يا هذا ... ويغرّرون من يغترون بأنّ الكلّ قادر على الخوض في حديث الدين، فكان هو مثالا لخوض خلط فيه وخبط ...
 
تمادوا في دعوى "احتكار العلماء للدين" حتى عرفتُ في كثير من تدبّرات هذا الأخير القرآنية من الغريب والعجيب الذي يكيّفه وهواه ونظرته ما يصدع بالبعد والنأي عن المقبول، بل مما جعلني أملّ القراءة... وأنا أراه يلهو بالعقول ذات اليمين وذات الشمال، فيفسّر المعنى الواضح الذي لا يختلف عليه اثنان بتفسيرات يبني عليها رؤى وكأنها بنيان الرمال، يوهمني أن الموج لن يأتي عليه فيهدّه ... إلا أنّ الموج عندي سرعان ما أتى على بنيانه ...

وبين الحين والحين نُصرَع بصرعات جديدة، ونتعرف لأسماء جديدة ضمن هذه القائمة المتجددة، التي تزداد مع ازدياد صيحات "الانعتاق من الموروث"، صيحات ليتها بُنيت على أساس، بل لقد بُنيت على "هوى"... أصحابها كمثل من يتأفف من الشمس بدعوى أنها القديمة، ويريد أن يستبدلها بشمسه الجديدة !!

ومن هذه الأسماء، اسم جديد، مازلت أحترس أن أذكره، إلى أن يأتي يوم قريب يتبين فيه عَوار ما يدعو إليه هو الآخر، وإن كان  كلاما مكرّرا، لم يملّه الملتفّون حولهم، المصفقون، الذين يعشقون فيما يعشقون "سوبرمان الدين"... ولكنه معه بصورة جديدة لم نألفها في أدعياء التجديد، بلحية طويلة مُطلقة !

يتصدر صفحة يصفّق له فيها المئات، ويهلّل ويطبّل له فيها المئات ...
طبعا فهذه الدعاوى هي موضة العصر، وقوامها : "عليكم بالقُدامى وبتراثهم الأصفر فإنه ما عاد يسرّ الناظرين"...

أتابع بين حين وحين شيئا مما ينشر، ومما جلب به عشاق "سوبرمان"، وقد قال فيما قال أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مشرعا" !  ولَعَمْري إنّ هذا القول منه لكاف ليكفّ عنه متابع يفهم خطورة مقالته ...

وقال فيما قال أن النسخ غير موجود في القرآن، واستسهل فيما استسهل، طبعا كما ديدين أصحاب الصيحات المتأففة من القديم، حتى تأففوا من "علم الحديث" ومن "واضعيه"، بل ورويدا رويدا من "الآحاد"  وصولا إلى السنة برمّتها ...

استسهل على هذا رد الأحاديث الصحيحة طبعا بدعوى عدم موافقة العقل ... هذه العقول فيهم، وهذه الأفهام الأشتات يريدون وِفقها برمجتنا على الرفض بدعوى التعقّل، وعلى الرد بدعوى الحرية، والانعتاق ... وكأنّ عقولهم هي المنارات التي تهدي، وكأنّ قدح "عقول" في "عقول" يكفي لألقي بالكنوز وألهث خلف الحجر...!

وهذا اسم جديد لرجل "سعيد" وصَم مشايخ الدين باختلاق البِدَع، بالابتداع وهو القائل : "من بِدَع المشايخ"
هذا مستهلّ وصفه ... :)

ومن بدعهم أن للدين رجاله الذين يفهمونه، يريد أن يتهمهم باحتكار الدين...
بِدعة ابتدعوها إذن يا شيخاً غير مبتدِع ... أن للدين علماءَه...
وبدعة ابتدعوها يا محارب البِدع أنّ  للدين علومه ...!
أي منطق هو منطقك ؟!

ثم يتقدم "الرجل السعيد" خطوة ليصِمَهم بتحريف معاني الآيات لمصلحتهم ... !
يا سبحان الله !!
محرفون للكلِم إذن من بعد مواضعه ! على خُطى مَن هُم علماؤنا وهم هذا دَيْدَنهم ؟!
وقد جئتَ أيها "السعيد" بنفيك التشريع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنقذنا، لتنبّهنا، لتبيّن لنا كم أن علماءنا على خطوات أهل الكتاب ...!!
جئتَ لتعطينا في هذا القرن المعنى السليم للكتاب...
جئتَ لتنقذنا من تحريف المحرّفين، وتأويل المؤوّلين ...فيا سَعْدنا بكَ يا شيخنا السعيد!

وموضوعه في هذا آية من آيات الله تعالى، وهي قوله سبحانه : "وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ﴿7﴾" -الأنبياء-

يقول الرجل بتحريف معنى الآية من العلماء، ذلك أن صيّروا معناها لصالحهم، أنهم هُم أهل الذكر الذين أمِر الناس أن يسألوهم إن كانوا لا يعلمون ...

تحريتُ الهُوينى في مشيي مع كلامه...
فقلتُ لأُقَلِبَنّ تفاسير العلماء لأرى بأم عيني تحريفهم للمعاني، فإنكَ إذا قرأتَ التهمة يُرمى بها أحدُهم، أيا كان أحدُهم هذا، وكنتَ ممن يتبيّنون، لبحثتَ قبل أن تصدّق فيه المقال، فما  بالك إذا كان المتّهَمون علماء الأمة، ومشايخها ...

رحت في جولة سريعة غير مُضْنية، فإذا كل من قرأت لهم يفسرون الآية بمعناها الذي ادّعى الرجل أنه استنقذه من تحت الركام  يُدركنا به قبل فوات الأوان !!

لن يتسع المقام لاقتباسات من كل من قرأت لهم، وهم كُثُر، ولكنني لن أبخس طرحي حقا من عيّنة.. إذ قد بحثت في تفاسير القدامى، وهاكَ منها نزرا :

** فهذا الطبري يقول :
 فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم: هل هذا إلا بشر مثلكم، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم.

** وهذا ابن كثير يقول: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " أي اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف هل كان الرسل الذين آتوهم بشرا أو ملائكة وإنما كانوا بشرا وذلك من تمام نعمة الله على خلقه إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم."

** وهذا البغوي يقول: " فاسألوا أهل الذكر "، يعني: أهل التوراة والإنجيل، يريد علماء أهل الكتاب، فإنهم لا ينكرون أن الرسل كانوا بشراً، وإن أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم"

وغيرهم من المفسرين القُدامى كُثُر، كلهم وجدتهم قالوا بهذا...

وبحثت في تفاسير المتقدّمين، فما وجدتهم إلا قد أتوا بالمعنى الذي  ادّعى أنه مغمور :

** فهذا ابن عاشور في "التحرير والتنوير" :
"ثم عرّض بجهلهم وفضح خطأهم فأمرهم أن يسألوا أهل الذكر ، أي العلم بالكتب والشرائع السالفة من الأحبار والرهبان. "

** وهذا الشعراوي يقول:
وقد سبقت السوابق فيمَنْ قبلكم أن يكون الرسول بشراً { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نوحي إِلَيْهِمْ ...} [ الأنبياء: 7] ولو أرسلنا إليهم مِلَكَاً لجاءكم الرسول مَلَكاً.
{ فاسئلوا أَهْلَ الذكر إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [ الأنبياء: 7] وهم اليهود والنصارى، ماذا أرسلنا إليهم أرجالاً أم ملائكة؟

** وهذا الصابوني في صفوة التفاسير يقول:
"{فاسئلوا أَهْلَ الذكر إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي فاسألوا يا أهل مكة العلماء بالتوراة والإنجيل هل كان الرسل الذين جاءوهم بشراً أم ملائكة؟ إن كنتم لا تعلمون ذلك"

لم أجد منهم من شذّ عن هذا التفسير، وإنني ما وضعت إلا عيّنة ممن اطلعتُ على تفاسيرهم، فما وجدت أحدهم شذّ عن هذا المعنى الذي بيّنه كل منهم كل البيان .

هذا أولا بحث في تهمته للعلماء بتحريف المعنى، ولشدّ ما أكره أن يُرمى أحدهم بما ليس فيه... وحتى نتعلم كيف نحلّل الكلام، وألا نقبله على علاته... فإنّ من الناس من يرمي بالتُّهم غير مبال ولا مكترث بعِظم ما يفعل...

مازال لي حديث حول المعنى الثاني للآية والذي قدح الرجل فيه، أتابعه لاحقا بإذن الله حتى لا أطيل عليكم :)  ونسأل الله الثبات على الحق كما يرتضي
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:04:19
2016/08/29
هذا رابط الجزء الأول مما كتبت حول أدعياء التجديد:
https://www.facebook.com/asma.bentabdelmadjid/posts/970448956413971?pnref=story

وهذا بين أيديكم اليوم الجزء الثاني منه، ومن لم يقرأ الجزء الأول أدعوه لقراءته -فضلا لا أمرا- حتى يتسنى له الربط :)
-------------------

أما أنّ المعنى من الآية يصبّ أيضا في أن يسأل الناس أهل الذكر عما لا يعلمون، فأين المشكلة في هذا الإسقاط ؟ و"الذكر" لا يقتصر على ما نزل على أهل الكتاب بل نعلم أنّ "الذكر" بمعنى القرآن أيضا ...

ألا نعلم أن القرآن يؤخذ بعموم لفظه لا بخصوص سببه؟ كما أنّ فضل العلم والعلماء والدعوة إلى الاقتداء بهم، والأخذ منهم ليس غريبا على القرآن وآيِه...

أفيكون لبني إسرائيل العلماء، ولا يكون للإسلام علماؤه ؟؟

ألم يقل سبحانه وتعالى :
"أَوَ لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ(197)" -الشعراء- ...

وما دام الإقرار أن للعلماء وجودا، ومكانةً، وفضلا، فإنّ الأمر يقتضي بهذه المكانة وهذا الفضل أنهم أعلم من غيرهم بالدين، ومن كان أعلم بالدين كان قدوة، وكان مصدرا للتعليم، وللفتوى وللحديث في الدين بأهلية لا تضاهَى في غيره ممن لا علم له ..

ألم يقل الله تعالى يصف فضل الراسخين في العلم:

"هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ(7)" -آل عمران-

ألا يدعو هذا الفضل المُزكّى أهلُه في القرآن إلى الفهم أنهم أهل الحديث في الدين برسوخ، وبفهم أوضح، وأنهم أهل لتعليم غيرهم ؟؟ والرسوخ هو ثبات العلم في صدور أهله بشكل لا تهزّه أمواج الشبهات المتلاطمة ...

ألم يقل الله تعالى في محكم تنزيله : "شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ(18)" -آل عمران-

ألم يقرن شهادة أولي العلم بشهادته وشهادة الملائكة من بعده ؟؟ أليس هذا إلا من فضلهم ؟؟

فما بال من يحبّ التغمية والتعمية لا يسعى إلا لتغمية وتعمية، فيصِم العلماء باحتكار الحديث في الدين، يريد أن يساوي عالما بعلمه لغيره ممّن لا علم له ؟ وقد قال تعالى :"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"

يريد أن يزرع بذوراً لمساواة لا تستقيم ولا تجوز، ولا تستوي على سوق، مساواة تخلط الحابل بالنابل، مساواة تغرّر بالغرير الذي لا فقه له ولا علم ليظنّ بنفسه أهليّة الحديث في الدين...

والأدهى أنّ هناك من يسمع لكلامه فيظنّ بنفسه قدرة على شيء من ذلك، هكذا دون أن تؤهّله بضاعته، وكُثُر منهم في نفوسهم بذور من الغرور الذي يصوّر لهم أنفسهم أكبر من حجمها، فتراهم يقدحون بكل عالم ولا يُرضيهم منهم أحدٌ، وكأنه هو فلتة الزمان التي يترقّبها الزمان ... :)

ومنهم من يظنّ أنّما تراثنا الفكريّ سجنٌ مغلّقةٌ أبوابه على الناس، وأنّ الانعتاق منه حرية منشودة ..! وهو لا يعلم عن عمل العلماء شيئا ...ولا عن تراثنا شيئا..

ألم يقل سبحانه وتعالى : "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ(83)" -النساء-

"الذين يستنبطون"فئة خاصة تعلم ما لا يعلمه غيرها ..

تُرى ماذا يريد هذا الرجل وكل قائل بأن الحديث في الدين قد احتكره العلماء؟
أيريد من الكلّ أن يتصدر للإفتاء ؟
أيريد من الكلّ أن يستنبط الأحكام ؟
أيريد من الكلّ أن يجلس جلسة العالم مع النصوص ليجمع بين الأدلة، وليرجّح ؟
أيريد من الكلّ أن يعرف المخصّص من الرتبة، والمخصّص من غير الرتبة ؟ فيعلم متى يخصص العام برتبته، ومتى يخصّصه من غير رتبته... وأن يميّز بين ظني الدلالة وقطعي الدلالة، وظني الثبوت وقطعي الثبوت، وكيف يرجّح ويستنبط منها ...ومتى يكون الجمع، ومتى يكون النص ناسخا لنص، ومتى يكون التوقف ...ومتى ومتى ومتى ...

والأدهى أن هناك من يستطيب الكلمات ويستسهلها، ويرى عمل العلماء احتكارا، ويرى أنه أهل للعمل بعملهم ...فلكأنها السوق والبضاعة، فهذا يبيع وذاك يبيع، ولا شأن لمن يبيع بمن يبيع...!
ويحضرني هنا قول مالك بن أنس وقد رحل إليه قوم محمّلون بالأسئلة، فأجاب عن عدد منها قليل واعتذر عن الكثير، فتعجّب مَن شدّ الرحال من بلاد إلى بلاد لعالم من الراسخين في العلم، يُعيدهم بالقليل المُجاب، فقال يلقنهم ما يخبرون به قومهم: أخبروهم أن مالكا يقول : لا أعلم .

وكان الشافعي يعرف حيثيات المسألة يقولها القائل أمامه، يعرفها من ألفها إلى يائها، وكان يصمت صمت الجاهل بكل شيء فيها، ولا يقفز قفز المريد ظهورا وإظهارا للمعرفة أني أعلم وأعلم وأعلم ...
أهل الأمانة، والصدق في المقال والفِعال، أهل المعرفة بثقل المسؤولية، فهم على بيّنة من أمرهم ما عرفوه أدلوا به، وما قصرت عنه معرفتهم لم يتطاولوا إليه تعسّفا وإبداء للإحاطة بكل شاردة وواردة ...
أما الأغرار ممن يغترون بقول رجل يستسهل أن يعمّم الحديث في الدين على من علم وعلى من لم يعلم، فإنهم لَيَرَوْن في كلامه حرية وانعتاقا وتحقيقا لفتوى الهوى..

وفي مَشْيِنا الهُوينى مع قول هذا "الرجل السعيد" الذي لم يَفْجأني بقوله الأخير، وقد عرفت له أقوالا هي الأضغاث والأخلاط ...
فتارة يقرر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مشرعا، وتارة يلغي النسخ في القرآن، وتارة يردّ صحيح الحديث بدعوى التعقّل ...

ويا سَعْدنا أيها الرجل السعيد فإن المئات من صحيح الأحاديث هذه الأيام أصبحت موضوع رد ورفض ... :) بفضل أمثالكم، وبفضل المنساقين خلف دعاواكم يزيد عدّاد الرفض والردّ ... ليزيد فيردّ ..!

وإن أهل العلم والراسخين فيه ليهابون شقّ الإجماع لعلمهم بوزنه وثقله ورسوخه، ولعلمهم أنّه المجهود الجماعي للأفذاذ، والاتفاق من بعد تمحيص وتدقيق وتطبيق لكل قواعد العلم وأسسه ...ولعلمهم أن الأمة لا تُجمع ولا تتفق على ضلالة ...

🌠فاسمع لقول الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه "مئة سؤال عن الإسلام":
"إنني أود لو كتب المصحف بالإملاء المعهود لا بالرسم العثماني ولكني لا أبيح لنفسي نشر مصحف بهذا الإملاء شاقاً الإجماع السائد، إذا اجتمع أهل الذكر في الأمة على ترك الرسم القديم وإثبات الإملاء الجديد فيها، وإلا فكتابة المصحف باقية على ما هي عليه ".

🌠 وقد قال رحمه الله أيضا :
"والثقافة الإسلامية قامت على الكتاب والسنة معا، وقد يئست الشياطين من تحريف الكتاب، فحاولت النيل من السنة ولكن العلماء النَّقدة صدوا هذا الهجوم، ومضوا بقافلة الإسلام منيعة الجانب على حين طاشت رسالات، وحالت رسوم..!
ولا نزال ـ بفضل الله ـ نحرس الإسلام، ولن تخلو الأرض من قائم له بحجة..."

🌠 كما قال أيضا :
"وبعض الناس يظن أن خطأ مجتهد ما قضاءٌ على مكانته، ونسفٌ لشخصيته، هذا جهل كبير!
فما أكثر الأخطاء التي وقع فيها مجتهدون من كبار الأئمة...إن بناءهم العلمي شاهق، والخير الذي انفجر منهم دافق، فلا تهدمهم قذاة، أو تزري بهم كبوة! "

وأكمل مَشْي الهُويْنى .. :)
لأرى الرجل يقفز من مقال إلى مقال، فإنه بعدما اتّهم العلماء بالتحريف، وبأنهم أهل المصالح، فحوّلوا معنى الآية لصالحهم ليحتكروا الحديث في الدين...
وما الحديث في الدين إن لم يكن علوم الدين ...؟

بَعد هذا، وعلى بُعْد بضعة أسطر-وكل قوله أسطر قليلة- ينتقل إلى القرآن، ليربط في غير محل للربط بين ما قال، بين اتهامه، وتأففه من "تحريف العلماء لمعنى الآية" على حد تعبيره وبين "تدبر القرآن"، وكأن تدبر القرآن هو علوم الدين كلها ...!

فإن كان يعني تدبر القرآن، فمن ذا أنكر على مسلم أن يتدبر القرآن، ومن ذا قال يوما أن تدبر القرآن حكر على العلماء؟!!
أما إن كان يعني أن تدبرك القرآن سيعطيك الحق لتقارع أهل العلم فتفتي، وتستنبط ... فإن ذلك لعَمْرِي من أخطر ما يكون ...
أيكفيك أن تتدبر القرآن ؟ لتصبح في عِداد أهل العلم ؟
هكذا يوحي كلامه الذي ربط فيه بين كلمات وكلمات، لا يليق بينها الربط ...!

أم أنها دعوة للتدبر كيفما كان وكيفما اتفق ... دعوة للاجتهاد والبحث على حد تعبير أحدهم أن الواحد من الناس يكفيه اجتهاده وبحثه ليقارع به العلماء !!! :)

⭐ إن كان كذلك فإن الشيعة تدبروا، وبحثوا، واجتهدوا حتى قالوا بكل آية عن المنافقين أنها عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

⭐ إن كان من الهيّن التدبر كيفما كان، وكيفما اتفق فإن الشيعة تدبروا القرآن وبحثوا واجتهدوا حتى قالوا بأن القرآن يذكر الإمامة والأئمة، أئمتهم الذين لا يرون للأرض قرارا من غيرهم، ويرون أنها تسيخ من غيرهم ..!! ويرون الردّ عليهم ردا على الله !!

⭐ إن كان تدبر القرآن، كيفما اتفق، فلقد تدبر الشيعة واجتهدوا وبحثوا، حتى قالوا أن "التين" في سورة التين هو "الحسن"، وأن الزيتون هو "الحسين".. ! كما قالوا بأن التين أيضا "محمد" وأن الزيتون "الحسن" ..!

⭐ إن كان تدبر القرآن كيفما اتفق، فلقد تدبر أهل الأهواء القرآن، واجتهدوا فأسقطوا الآيات في إناء أهوائهم، وكيّفوا الآيات وما يشتهون، فجاءت تدبراتهم هوائية، غثائية لا تحمل إلا الهوى، ومُرادهم لا مُراد الله تعالى ...

وغير بعيد عنا، لا من الشيعة بل من السنة، من قال في التين والزيتون أيضا بِدعا وحكايات، إنه العمريّ في "سيرة خليفة قادم" وهو يكيّف تكييفا هوائيا الآيات وما يريد عن الاستخلاف، ليقول أنّ التين مثلا قانون الريادة..!! وأن معنى "العمل الصالح" في القرآن هو "مكة" ليبني عليها بنيانه المنقضّ من ساعته، ليبني ما أراد من معاني الحضارة المزعومة منطلقا من أن "الصالح" في "العمل الصالح" هو "مكة" !!
ويا وجع القلب ... أما في القرآن غير هذا لمعاني الحضارة؟!

وهو القائل بهذا، المتبَعُ من المئات حذو القذّ بالقذّ لا لشيء إلا لأنه يأتي بالعبارات الرنانة، فراح من يقرأ له يقبل كل ما يقول على علاته ... ليس لأنّ الحق فيما يقول، بل لأن العُمري هو القائل !!!

⭐ إن كان تدبر القرآن كيفما اتفق فإنّ غير العارف باللغة وقواعدها قد شمّر عن ساعد العبث فطوّح بالمعاني ذات اليمين وذات الشمال، وظنّ أنما كلمات اللغة قاموس من المعاني يعود إليه ليختار معنى بين المعاني التي تتفق وما يريد، ليلصقها بكلمة قرآنية بعيدةٌ هي كل البعد عما اختار...
اختار من باب أنّ القرآن حمّال أوجه ... فخرج عن المقبول وعن المستساغ، وعن المعنى السليم إلى تعسّف واعتساف وليّ لعنق اللغة لليّ عنق الآيات ...

وغير بعيد أيضا عنا، لا من الشيعة بل من السنة، هذا صاحب كتاب "آذان الأنعام" يجعل من كتابه فلتة من الفلتات في تطويع آيات القرآن لمُراده، ولهواه ولما أراد أن يصل إليه، فترى الكتاب يعجّ بليّ عنق اللغة لما يريد، ليّا مقزّزا، مُتعبا، وأنت ترى اللغة تنقلب بين يديه لعبة، وأنت ترى الخطأ اللغوي والقواعديّ عنده مسربا من أهم المسارب التي يتخذها للوصول لغايته ... لا لشيء إلا ليصل لغايته ... لقد بحث وتدبر واجتهد ... :)

كل هؤلاء بحثوا وتدبروا واجتهدوا ... فليقل من قال أنّ بإمكان المتدبر الباحث المجتهد مقارعة العلماء، ومحاججتهم وهو لا يحترم في تدبّره شروط التدبر اللائقة بكتاب الله تعالى، واللازمة لتدبر كلام الله تعالى، بَلَهْ أن يقارع أهل العلم !!

وعلى هذا فليرعوِ من يقول أن متدبر القرآن قادر على مقارعة العلماء، وليكفّ من يقول أن العلماء احتكروا تدبر القرآن، والتدبر مأمورٌ به كلُّ مؤمن، على أن يكون واعيا بقداسة القرآن، فيحترس وهو يتدبر، ويجعل هواه ظِهريّا، ويتعلم لغة القرآن، ويعرف قواعدها، وإن عازته المعرفة بها، وكانت عنده كليلة توقّف ولم يسترسل يخبط ويخلط ...وأن يعرف لعلماء اللغة الأفذاذ قدرهم ويأخذ منهم وقد برعوا، وأبدعوا فأعطوا للغة حقها ومستحقها، وأعطوا للمعاني حقها ومستحقها وهم يتحرون العلم الدقيق والفهم الرصين...

وأن يأخذ بما فسرت به السنّة الصحيحة القرآن، وألا يكون من منكريها، فهو يبحث عن فهم القرآن بالقرآن وحده ...ويظنّ القواميس وحدها مُنجدا وملجأ...

عندها لن يلهو بعقله لاهٍ باللغة، مكرّس لهواه، ولن يُبهره "سوبرمان" وهو يبحث عن الحق لا عن الرجال، ولا متطاول على العلم وأهله بالجهالة والسفاهة والغرور...

عندها سيفتح الله له بفهم جديد وسيغدق عليه من كنوز القرآن، ومُراداته.. بما لا يكون شذوذا ولعبا وهوى يُقال عنه حَيْفا وجزافا "تدبر" ...

أما علوم الدين، فليست تدبر القرآن وحده، إنما هي بحور الغوص فيها ليس للمتجرّد من عتاد الغوص، والتفرّج من على شُطآنها لا يُعطي معرفة بالأعماق والحقائق، فهو إما غارقٌ لا محالة إن غاص بلا عتاد، أو مُغرقٌ لا محالة إن كان جليسَ الرمال مَن يأخذ عنه الناس أنباء أعماق البحار .... :)

فيا أيها الرجل "السعيد"... ويا كل أدعياء التجديد ...توقفتم أم لم تتوقفوا، كففتم أم لم تكفوا،  فإن العلم متين، والدين متين، ولن تهزّه قشّاتُكم المتناثرة وإن التفّ حولكم الآلاف والألوف ...وإن صفّق لكم مَن صفّق، وانبهر بكم مَن انبهر ...فإن الله متم نوره ...

أعتذر عن الإطالة، ولكنني لم أجد داعيا لجعلها أجزاء أكثر، والترابط يقتضي أن أضع الكل ... :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:05:15
2016/08/30
صديقتان هما، صغيرتان، جاءتاني اليوم تسألان... :)
أعرفهما، وأعرف أهلهما.. ليستا من ذوي الحاجة والعَوَز... ولكنهما جاءتا تسألان عطيّة بين العطايا..!!

فيا أيها الآباء ... ويا أيتها الأمهات...

ربّوا أولادكم على عزة النفس وعلى الاستغناء عن سؤال الناس... لا تعودوهم على التذلل للناس...

لا تبالغوا بالشّكاة من أحوال الدنيا وعسر الحال أمامهم حتى يشبوا أهل شكوى ...

عودوهم على شكر الله وحمده على كل حال ...
علموهم القناعة، والرضى بأوضاعهم...

كونوا في ذلك قدوة لهم، فإنهم بالتقليد يأخذون أكثر من أخذهم بالتعلم ...

انتبهوا... فإن الطفل مقلّد ... وإنه إن وجدكم أهل شكوى وتبرّم لا ينقطعان قلّد كلماتكم، وصار طوّافا بها بين الناس... وربما اختلق قصص الفقر والعَوز، وربما أعطاه من أشفق لحاله ورقّ لمقاله :)
وقد تدرون عن مغامراته وقصصه المختَلَقة، وقد لا تدرون عنها شيئا ... :)

علموه ألا يسأل أحدا شيئا، وألا يُظهر الانبهار بأشياء غيره... علموه ألا يقبل العطايا من أحد..

حذارِ ...!
فإنكم إن لم تردعوه ساعة يسأل أحدَهم شيئا تعوّد واستسهل السؤال، بل وشبّ متفننا فيه، يعرف كيف يجعله مؤثرا، بالكذب والحذلقة والإلحاف...

 فتقع نفسه بشِراك السوء المركّب، متعدد الأبعاد ... كذب، وانتهازية، ومذلة، ومهانة ... وشَفا هُوّة  هو عليه سُرعان ما يتردّى منه إلى قعرها السحيق... !

اجعلوه يُكبِر في نفسه عزّتها...
لا تهينوه، واجعلوا لكرامته وزنا حتى لا يرضى يوما أن يهين كرامتَه أحد...

ربّوه على كره السؤال، وعلى نبذ المذلة والإذلال.. 

ولا تؤجلوا تربيته بترديدكم تلك المقالة المائعة الشائعة : إنه ما يزال طفلا... !

فما رجل الغد إلا طفل اليوم... وما عزّته وأنَفَته وكرامته غدا إلا حصاد ما تزرعون في نفسه طفلا ...
فأحسنوا الزرع ... يَحسُن نباتكم... فيحسن حصادكم ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:06:24
2016/08/31
مطر.. مطر.. مطر  :)

أجمل المناظر هو ذاك الذي يُنبيك عن عظمة الله وكمال قدرته وجلال قدره في لحظات... !

هو ذاك الذي يذكّرك وأنت الغافل...
يذكرك بأن أمره أقرب إليك من حبل الوريد ..في لحظات ... !

صُفرة عمّت الأجواء، وشمس تستّرت شُقْرتُها ببُرقع شفيف رفيف، وسماء أبرقتْ إلينا نبأ القادم القريب... نبأ المُنى ...

نبأ المولود السعيد الذي ما فتئت السحابات به حُبلى حتى أجاءها المخاض إلى الأرض تُلقيه عليها زخّات فزخات فزخات... فإذا الزخات مع اللحظات مطر.. مطر.. مطر ..

وليدٌ هو ما يفتأ أن يكبر في لحظات ... !

وأي مطر ! .. سيول... ... في دقائق معدودات ...

برق يومض، ورعد يهزِم، وسحاب محمّل بالمُنى للأرض العطشى ... يسقيها ويسقيها، فتشرب وتشرب، وما أن ترتوي حتى تراها تُعطي مما أُعطِيت ...

فلا تستأثر بالماء لنفسها، ولا تخبئه في جوفها، وتكتفي..  بل تفيض به سيولا... فلكأنّك أمام أعظم منظر للعطاء ...

عطاء الأعلى للأدنى ... عطاء السماء العالية ... العالية ... التي لم يَحُلْ علوّها دون عطائها للدانية، ولم يكن فيها معنى للكِبر والجفاء...

عطاء التي تدّخِر للأرض وتخبّئ لها لتُنجدها ساعة عُسرة .. :)

وأنت أيها الإنسان ...ما أنت؟!

إني أراكَ ذاك المسارع ليدخل محلا بين المحلات، وتلك المسارعة لتحتمي بقرميد إحدى البنايات... وبين مُحْتَمٍ ومُحْتَمٍ أنت أيها الإنسان...
يحتمي الكل من عطاء السماء ...
إنهم لأضعف منك أيها العطاء .. :)

خشعتِ الأصوات، وتعالى صوت ماء السماء، ورعد السماء، وبهتت النظرات ، وقصرت الهامات...وانخلعت القلوب من أن تنقلب السيول الجارية جارفة ... !

واستقبل الكلّ بعين مُحدّقة عينَ السماء، ولو أنّ "زَمْ زَمْ" هاجر كانت لهم، وكانوا لها لرجوا بها عند الله الرجاء ...
وقال الكلّ بنبرة واحدة: سبحان الله !

سبحانك يا منزلا من السماء ماء ... يا مُنطقا رعدا بحمدك مسبّحا ...
يا مَن تخافه الملائكة وهي لا تفتر عن العبادة ...!

سبحانك يا مَن بيدك الحول وبيدك القوة في لحظات .. !
سبحانك يا مَن نخافك ساعة، ونغفل عنك ساعات ...

وها هو الصحو قد عاد... :)

وها هي الهامات المنكمشة المنقبضة قبل لحظات قد امتدت من جديد...
وها هي الأصوات قد تعالت، وقد هدأ صوت السحاب ... !
وها هي الأرض وكأنها التي لم تفِض قبل لحظات ..!! إن هي إلا لحظات ... !

وها هي شمسنا الحسناء الشقراء قد أماطت بُرقُعها، وأسفرت عن لون جديد.. جمال هو فوق جمالها ..

وها أنت أيها المحتمي قبل لحظات، اللائذ بقرميد البنايات تعود لتحثّ الخطى واثقا ...

فليتك تذكر في ساعات ثقتك لحظاتٍ وجَفَ قلبُك فيها، وتعثّرتْ فيها خطاك، ووجمْتَ تترقّب عين السماء ...حتى أنفذ ربّ السماء أمرَه بالنجاة كما أنفذه فيمن شاء بالإهلاك والإغراق ...!!

فليتني أذكر في ساعات ثقتي لحظاتٍ وَجَفَ قلبي فيها، وتعثّرتْ فيها خطاي...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:07:16
2016/09/03
سألتها عن حالها كالعادة، وهي التي تعدّ الشهر الخامس من حملها الأول ..وقد تبين أنه ولد حسب آخر صورة صوتية... :)

أجابتني أنها بخير... لا بل وأخيرا قد اختارت لجنينها اسما ... :D

استغربتُ تسميتها إياه..😊
فقد كنا -قبل سفرها- كلما التقينا نتجاذب أطراف الحديث، فيأخذ من تلك الأطراف جلّها حديثُ تسميته...
نطوّف بين أسماء الذكور في اللغة العربية الفصحى، تريد له اسما مميزا ... رنانا... جديدا ..ذا معنى ... جميلا...جذابا ..😑

فنطُوف ونطُوف، ونقطع فيافي اللغة وحضائرها،  وصاحبتي لا تحطّ في حاضرة ولا تُنيخ في فيفاء، ولا ترضى بواحد منها، وفيها الجميل والفصيح والمميز وذو المعنى ...
ولكنها لا ترضى ... !!

يبدو لها ولدها أسمى من كل تلك الأسماء... يبدو لها لا سميّ له ولا نظير ... :)

نتعب ونحن نسمّي، ونبحث، ونتملّى الاسم  فإذا هو الفصاحة والمعنى ..
وأشتقّ لها من كلمات القرآن اسما، ومن كل جميل اسما، ومن كل المعاني السامية اسما... وأترنّم بمعاني الأسماء، وأستشعر حلاوتها، فلكأنني في دنيا من السحر والجمال أسعى.. :)

ولكنها لا ترضى ... !!

فإذا ما وجدْتُني أعود من ذلك العالم الفسيح الفسيح بخُفّي حُنَيْن، مُجهَدة...شرعتُ أسمّي لها خبطا وخلطا لعلّها ترضى ... 😊

ولكن هيهات هيهات ... أيرضى بالذميم مستنكفٌ عن جميل ؟

ولكنّها منّي حالُ مَن استوفتْ مع صاحبتها تعرض من باب العقل ما يقضي حاجات وحاجات... فلمّا لم تجد لحاجتها قضاء من ذلك الباب... لم يبقَ إلا باب الخلط تطرقه لها.. لعلّها تجد فيه مطلبها ... !! 😏

أخيرا وجَدَتِ الاسم ؟ أكاد لا أصدق ...

بل كدتُ أركن إلى أنّ ذلك الولد المسكين من فرط حبّ أمه  سيولد ولا اسم له ...

أو سيولد وتُضطر لتسميته، فتعطيه ساعة الاضطرار اسما كالأسماء، اسما كأي اسم...
وكم شقّ شاقٌّ على نفسه، وأوصد دونها كل باب حتى إذا اضطُرَّ تمسّح بأي شيء وقد كان مستكبرا عن كل شيء... !

 لعلّ مصير المولود الموعود هو هذا، من فرط الحبّ يبقى بغير اسم،  وكأنّنا ما طفنا ولا سعينا، وكأنّ زيدا المُثخَنَ بالجراح ما غزا وما غشي الوَغى .. !

وكأن كل تلك الرحلات في دنيا الأسماء الفصيحة الجميلة كانت خيالا وسرابا ونقشا على ماء ...

أخيرا وجَدَتِ الاسم ؟ أخيرا أسمتْه... أكاد لا أصدق..

- وما أسميتِه ؟!!

سألتها وأنا أترقب جوابا يشقّ عُباب أذني شقا، ويخترق عقلي اختراقا كمن يقول لي : ويحكِ حسبتِ رحلتك في دنيا الأسماء العربية الفصيحة رحلة "بَطُوطيّة" لا يُشقّ لها غُبار !
ويْحكِ كيف يغفل عن هذا الاسم من جدّ وبحث وأوغل في كلمات العرب .. ! ويْحكِ كيف تدّعين ؟!

- لقد سميتُه : 🌠 "نجم" ..🌠

نجم ؟! الاسم الجذاب، الرنان، المميز، نادر الذكر والوجود... !  نجم ؟!

تساءلتُ، واستغربتُ، وتحسرتُ على ساعات الجدّ والبحث، والإبداع، والإسماع، والإغراق والاشتقاق، والتذوّق والتفنّن، والتشويق، والصراخ بين حين وحين باسم ذي وقع ورنين ... و "وجدتُها !!" كأنها "يُورِيكا" أرخميدس في عصرها ... 😱

نجم ؟! ... وما "نجم" وكيف "نجم" ؟ ولمَ "نجم" ؟

قالت : أجل نجم...
وبدأتْ تقصّ عليّ قصة نجمها ..

قالت: بينما كنت في سفري القريب، وفي ليلة ظلماء أسري، تطلّعتُ ببصري إلى السماء وهي صفحة سوداء، سوداء ما بها إلا نجم واحد لامع.. لامع ..

كم كان لامعا ذلك النجم، كم كان مميزا، كم بدا جميلا، كم زيّن السماء، كم أضفى على الظلمة من بهاء وضياء ... !

عندها أيقنت أن ولدي الحبيب كمثل ذلك النجم اللامع، الجميل. البهيّ، وحده ...
وحده زيّن السماء كلها..  وحده أضاء في تلك الظلمة...

عندها أيقنتُ أن ولدي الحبيب من سيزيّن حياتي، من سيضيئ ظلمتها... من سيلمع في حياتي لمعان ذلك النجم الواحد في سماء تلك الليلة الظلماء... :)

أما أنا... فلقد خُيّل إليّ أنني أسمع شاعرة ساحرة... أسمع أديبة أريبة ...

لا.. لا .. بل لقد كنتُ أسمع أمّاً متيّمة بولدها...
متيّمة بمن لم يولد بعد، فكيف إذا وُلِد ... !

أسمع أمّاً يُغني حبها عن فيافي الفصاحة وحضائرها...
يسمو على المعاني وسموّها ...
يمتاز عن كل مميّز ...

أسمع أُمّاً، هذا وليدها الأول... هذا إحساس الأمومة فيها أبلغ من البلاغة ... أقوى من القوة.. !

أسمع أُمّاً سحرتني كلماتها، كما لم تسحرني معاني الأسماء، ومغازي الأسماء... :)

أسمع ما جعلني أعِدُها أن أكتب عن حبّها، عن أمومتها.. عن كلماتها العميقة .. العميقة ... وعن شعرها من غير تكلّف الشعراء، وعن نثرها من غير تصنّع الأدباء... :)

ويكأنّ الأمومة وصفٌ فوق الوصف، كلام يغني عن الكلام، صوتٌ يُخرِس كل ذي صوت.. نبض يختلج به صدر الحياة ...

🌠نجم 🌠...
أجل إنك بما قالت أيها الاسم حقا لأروع الأسماء :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:08:10
2016/09/08
في خضمّ الزحام، وبين ناس وناس... كلّهم إنسان ...👪 👪

لا فرق بين أحدهم والآخر... لا فرق بين من اقتنى الباهظ الثمين، وبين من اقتنى بالبخس الزهيد ...

هذا أبٌ، وتلك أمّ ... وذاك ولد، وتلك بنت ...👪

كلّهم شَغَلهم الدخول المدرسيّ، وصارت لُغَتُهم بمفرداته... بين "مسطرة"، و"قلم"، و"كراسة"، و"ممحاة"، و"مبراة"...  📏🎒✂📖📐📝

ولكلّ حادث حديث... وإن هذه أيام هذا الحديث ...

وبين مَن يطلب، ويطلب، ويطلب، ويُملي على المُلبّي حاجاتِه ...
ويا وَيْح المُلبّي ... !!

وقد غدا ريشةً في مهبّ الرياح ... فريحٌ تطوّح به ذات اليمين، وأخرى تطوّح به ذات الشمال ...

لا تكاد تراه ساكنا هامدا ... وكأنّه ساعتها قد صُنع من مادة  "الاضطراب"، فلا هو الذي جَنَّ على عقله ليل سرمديّ ... ولا هو العاقل الذي تعرف له حركات العُقلاء ...  😇

تتعالى أصوات الأطفال فرِحةً بالمقتنيات الجديدة، وكأنّهم لم يعرفوا للأدوات يوما شكلا ولا رسما، فهُم صُنّاع الفرح وصُنّاع الأعياد ... 👫👫

ولَيْتَ شعري.. كيف لا يكون عامهم الجديد بكل ما فيه من جديد عيدا سعيدا، صُنّاعَ الأعياد ...!

ليت شعري ... أرى أيامي الصغيرة فيهم، وأرى أعيادي التي كنتُ أصنعها، أياما كانت بلون البراءة، وأعيادا كانت بنكهة الفرح القلبيّ العميق ... 🎆

أياما كنتُ أركض فيها مزهوّة بأقدام تطير بي، وتقفز، فتنقلني من الأرض إلى عَنان السماء، ولكأنّ الأرض والسماء عندي صِنوان لا يفترقان، وكأنهما الجارتان لا البعيدة عن البعيدة ...

وكأنّهما سماء وسماء، فهذه سماءٌ للفَرَح الطائر أبدا ... وتلك سماء للطائر الفَرِح أبدا ...!!

وبين سماء وسماء حياة الطفولة ... :)

أيا أُصَيْحابي أما اشتقتُم لتلك الحياة ؟!!

تتعالى أصواتهم، وتقفز الكلمات من أفواههم، ومع الكلمات تقفز أرواحهم ...

صوت رقيق، وآخر رقيق، وآخر أكثر رقة...
وتأتأة ولثغة، ولثغة وتأتأة...
فالمسطرة تغدو "مِثطرة"، والقلم يغدو "كلم" والمبراة قد تتمدّد بفعل حرارة ضربت الحروف عندهم فتغدو "مبْبْبْبْبْبْبْراة"  :)

أما الأولياء .... !! فيا وَيْح الأولياء .... 😱

يالنا من مُتعبين نحن الكبار...
يالنا من مُفارقين دنيا السعادة بلا شرط، واللامابالاة والعيش بلا تفكير في القضايا وفي أمهات القضايا وفي بنات القضايا ...!!

الأولياء ؟ ... إنهم.. فيما أبناؤهم يصدعون بأصواتهم كالقويّ المِقدام الباسل الضرغام ، يلبسون الجديد، ويقتنون الجديد، ويستقبلون الجديد ... هُم ... يا ويْحَ "هُم"  ... :)

يتخافتون، يُخفون عن صاحب المكتبة ضجرهم من المَطالب والمُطالِبِ، يتظاهرون بأنّ الأمر عليهم هيّن، وهو عليهم عظيم ... ولكنّ السيل يبلغ الزُّبى، فيُسفر منهم ما جاهدوا لإخفائه ...

يُسفر في تذمّر خفيّ بَيْنِيّ ... في نظرات مُحدّقات وعيون جاحظات يصَوِّبُونها نحو أبنائهم ...

أو ربما في وخزة بيدٍ تنقلب الإبرة الواخزة في جنب ابنه أو ابنته...
أو في دَوْس القدم الكبيرة على القدم الصغيرة، فالحرب تحتيّة مخفيّة خلف  الطاولة العارضة والسلام فوقيّ ظاهريّ كدأب الحروب تحت الطاولات والسلام فوقها ... !!

والبائع في انشغال وغفلة يظنها الوليُّ دائمة، ولكنّها التي لا تدوم... :)
فهي بين الحين والحين تنقلب انتباهة، ليرى البائع ما لا مناصّ من رؤيته، والعين ترمق الأشياء كعادة العين لِما خُلِقتْ...فلا لَوْم ولا تثريب ... :)

فتكون مبعث الضحكة المُجتثة من الأعماق المُنْهكة...:D 

وكأنّ البائع المسكين وهو يلبّي ويلبيّ كاللولب الذي لا يستقرّ، يأتيه المُتنفَّس ليُذهب من تعبه الكثير، وليجدّد نشاطه وهمّته ...

ذلك ممّن استحيا منهم أن يُظهر ضجره ...

أمّا غيرهم فيطفح الكيل بهم، فتراهم كالسلاح الماضي الذي يُشهَر بوجه العدوّ، فيتذمر، ويُزمجر، وينظر لابنه شَزَرا، يكاد يلوكه بأسنانه.. 😈

ولكنّ الأطفال ... لله دَرُّ الأطفال ...لله دَرُّ الأطفال ...!!!

 شُجعان أبطال لا يَرْعَوون، لا يُخَوَّفون، ولا يَقتُل الفرحةَ فيهم تهديدٌ ولا وعيد ...  !!

ألا شيئا من إرادتهم وعزمهم وصمودهم  يُباع فنشتري ... :)

والأولياء ؟! ويْح الأولياء ...
إنك لتجد أحيانا من يُمسك بتلابيبه الثلاثة والأربعة والخمسة من الوِلدان، كلّهم ينهش منه جزءا، كلّهم يريد... ولا يُريد إلا من ذلك الواحد الوحيد أبيهم ...
فأعانك الله يا أباهُم ... :)

وبينما الحال هو الحال، هذا منهمكٌ مع الآلات يحسب، وذاك ملبٍّ يلبي للطالبين...  وأصوات، وأمزجة...
وجوّ من الجدّ والهزل يجتمعان ...إذ برجل يدخل ....رجل لا كالكلّ ..!!

لا كمَن طلب، ولا كمَن تعالى صوته، ولا كمَن خفتَ وبَهت، ولا كمَن زمجر وتذمّر ... ولا كمَن دارت عيناه دوران الذي أعجزه الطلب ، وأعيتْه حاجة هي واحدة من حاجات وحاجات يقضيها...

دخل ذلك الرجل متكبّرا ... متعاليا ... وكأنما هو الجبل والناس مِن حولِه حجارةُ سَفْحِه ... !!

يتكلّم وكأنما كلماته الدُّرر يستكثر أن يلقيها، فإذا أُلقِيَت،ْ خِلْتَ نفسك المُرغَم المغرمَ المثقَل بدفع ثمنها وقد أُلْقِيَتْ إلى أذنَيْك تلقفانها ... 😏

فسارِعْ... سارِعْ يا ملتَقِف الدُّرر ... سارع وادفَعْ ...
ادفعْ وإن لم تكن تقوى على دفع ثمن قلم وممحاة ... فإنك المُرغَم لا البطل ... وهذه اللآلئ المنتظِمات، وهذا الدُرُّ المنثور من فم ذلك الرجل الموفور ....!!

التفِتْ عن ابنك الصائح بكَ : "يا أبتِ أريدها ... أريدها " ...

والتفِتْ أيها البائع عن الكلّ ... وعن حساباتك ... وعن ضحكاتك المنفِّسات ...
وانصبَّ كُلَّكَ على ذلك الرجل الموفور ...
كيف لا وهو يلقي بدُررِه بين يديك ... ما أكرمه !!
ما أكرمه بائع الكلمات الدُريّة !!!

رأيتُه وكأن الأرض تحمله وحده، وكأنّ الدنيا ملكُه وحده ...
وبينما هو كذلك ... وقد شذّ عن جمع هو الكلّ مع الكلّ، هو الفرد مع الكلّ... هو الناس، هو السواسية كأسنان المشط ... هو بالغاضب بينهم والراضي، بالصائح بينهم والصامت...

كلهم ذلك الكلّ المندمج، ذلك الكلّ المتشابه وإن اختلف ...

ذاك الذي أنا منه وهو مني .... ذاك الذي هو أنا وأنا هو ... سواسية على الأرض، سواسية في الدنيا ... سواسية في الفرح كما في الهمّ ...

وبينما هو كذلك ما فتئ أن دخل خلفه رجلٌ بسيط .... جارُنا البسيط، المتواضع ... !

يلقي السلام ويبتسم ... ويُحدّثنا بالكلمات المتواضعة، بالكلمات البسيطة، بالنبرة التي نعرفها وتعرفنا عن ابنه "بُبُّو"  :D وهو ذلك الحذِق، الفطِن الذي تولّى عن أبيه هذا العام مُؤنة إخوته، فتكفّل بمصاحبتهم، وباقتناء الأدوات لهم بدلا عنه ... :)

"بُبُّو" هو ذلك الصغير الكبير الذي علّمَتْه حاله البسيطة المتواضعة أن يحذو حذو الرجال وأن يخاطبك كما الرجال، وأن يشتري كما تشتري الرجال فلا يُفْرِط ولا يُفرِّط ... رجلٌ هو "بُبُّو" وإن كان صغيرا ... صغير هو "بُبُّو" وإن بدا كما الرجال ..

وعندما سمعت تلك الكلمات ... وهو يُشيد بيده الطُّولَى معه هذا العام، لا تغادر البسمة وجهه، مُفتخرا به ... وددتُ لو كان بمَلْكي القيام إجلالا للرجل البسيط، وهو يقف خلف الرجل المتكبّر بائع الكلمات الدريّة !! وعيني لم تعد ترى المتكبّر إلا صغيرا، صغيرا ... والبسيطُ بعينيّ كبيرٌ كبير ...

رأيته وهو الذي أعرفه، وكأنني أعرفه من جديد.. أعرفه أكثر .. أعرف وزنه قياسا بالمتكبّرين ...

كم بدا لي كبيرا ... وكم بدا لي جميلا ابنُه "بُبّو" ...
لم يدرِ أنّه الذي يستحق الإجلال ...لم يدرِ أنه الذي يستحقّ التقدّم وإن تقدّمه الذي يبيع كلامَه بيعا ولا يرى له ثمنا ..

 لم يدرِ أنه كان الصُّعَداء تنفستُها من خنق ذلك الرجل المتعالي ...

إنه ابن الأرض الذي تحمله الأرض لا السماء ... كما أنني ابنتها ... فهو منها وأنا منها، وما خُلِقنا إلا منها، وما مآلنا إلا إليها ...

وبدأتُ أسمع من جديد تلك الضوضاء المحبّبة، وكأنها النغمات المتناسقات، المُتّسقات وقد قطعها لِحِين نشازُ المتكبرين... 

من أصوات البُسطاء المندمجين في "كلّ" لا فرق فيه بين غنيّ وفقير ... فيهم الميسورون حالا نعمْ ... ولكنهم الذين لا يتكبّرون ...فهُم مع غيرهم كما غيرهم ...

فيا أيها المتكبّرون ... إنكم لن تخرقوا الأرض ولن تبلغوا الجبال طولا ...

وإن المتواضعين هُم أهل الاحترام والتجلّة والتقدير ... وإنّه لن يقدّركُم ولن يتمسّح بكم إلا كلّ متملّق، يريد مصلحة بين المصالح... فلتهنؤوا بهم، وليهنؤوا بكم ...

أما أنا فإنّ "بُبُّو"  وأمثاله عندي هم الأعلَوْن َ  وإن بعتَ ما بعتَ من دررك يا بائع الكلمات الدريّة  !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:08:58
2016/09/09
ثلاث شقيقات.. كلهنّ صمّاوات بكماوات ..
فقدن الأب والأم... جاراتنا هنّ ..

لا يسمعن شيئا ولا يستطعن الكلام، ولكنهنّ يصدرن أصواتا على وزن الكلمات التي يردن قولها ... !!

آية من آيات الله تعالى في الذكاء والفطنة والنباهة .. !!  والإيمان .... !!

مدرسةٌ هنّ ... كلما زرتهنّ .. في كل مرة أعود أدراجي وكأني التلميذة التي أخذت درسا جديدا.. درسا وعتْه وفهمتْه ...

مدرسةٌ هنّ ... وكلما هممت بالكتابة عنهنّ، تعثر قلمي، ودروسهنّ كثيرة، فلم أعرف أيها أكتب عنه أولا، وأيها أكتب عنه لاحقا ...

مدرسةٌ هنّ ... وأي مدرسة !!!   ومن المدارس ما كان من غير كلمات ... وما كل المدارس بناطقة :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-03-31, 15:09:52
2016/09/13
من طرائف عيد هذا العام .. 😄

خروف يسقط من الطابق الرابع لبناية... كان صاحب الشقة قد ربطه بأعمدة شرفته التي لم تكن محصنة بالشكل الكافي .. مما سهّل على الخروف اعتلاءها وتردّيه من ذلك العلوّ ...

تردّى الخروف بشحمه ولحمه وصوفه وثقله إلى الأرض... ومن لطف الله تعالى أن لم يقع على أحدهم.. لم يقع على طفل.. !!

والأطفال في ذلك اليوم التاسع من ذي الحجة تغصّ بهم الشوارع، وبفرحهم، كلٌّ بكبشه الذي بات فردا من أفراد الأسرة، يشاركه مسكنه، بين من يقصّ حكايات اعتنائه به، يعلفه، ويسقيه كأحسن ما يعتني بالخراف راعٍ...

ومن يزور بيت صديقه ليرى خروفه، ومن يُعدّ العدة للصبح القريب واليوم الموعود، ومن يُعرب عن أسفه وحزنه لفراق لا يطيقه سيقضي به سكين الذبح الذي لا يرحم ... :(

من لطف الله تعالى أن لم يقع ذلك المتردّي على أحدهم ..

هبّ الناس سراعا، والتفوا حول الأضحية "الضحيّة" كبيرهم وصغيرهم، وجموع الصغار تغشاهم ...
وهم يتنادَون :
"خروف انتحر.. خروف انتحر ..خروف انتحر .." 😱😰😨

ويعلو صوت من الصغار يغدو أصواتا منهم في لحظات تردد:
"لا يجوز.. لا يجوز.. " 👳👳

بمعنى أنه لم يعد جائزا للتضحية به، وذلك يبدو إجماعا من فقه المُفتين الصغار  :)

وهبّ الكبار، يدركون رمقا فيه، يدركون أنفاسا أخيرة فيه.. فذبحوه.. وجازت ذبيحة للأكل لا أضحية ... 👍

وهو سبحانه القائل :
{حُرِّ‌مَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ‌ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ‌ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَ‌دِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} -المائدة:3-

"والمتردية" ... "إلا ما ذكيتم"

وهكذا هي حال من أحوال تطرأ على الأضحية حواها القرآن، ويسّر المولى بجوازها، بإدراكها وذبحها قبل موتها ..

وجازت للأكل.. جازت .. أيها المفتون الصغار ...👳 😂👳
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:34:26
2016/09/17


في عَرَض سورة المائدة، وتحديدا في قوله تعالى :

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " -المائدة: 90-

تذكّرتُ قول أحدهم وهو الكاتب والسياسي، والمثقّف المسلم، مع قول غيره أيضا من أمثاله، أنّه ما من تحريم للخمر في القرآن، بدعوى أنّ لفظ التحريم لم يرِد بشأنها فيه...!

ولا يغيب عنا أنّ هؤلاء من مُنكري السنّة، ولَيْتَهُم إذ أنكروها لم يُؤوّلوا القرآن بأهوائهم ومُشتهياتهم وأباطيلهم، وهو وحده كافٍ في بيان تحريم الخمر ..

وإنّ الذي لا يوغل مع القرآن ومع لغته، ولا يكون له منها زادٌ لَيَنظُر إلى كلام هؤلاء وإن استشْنَعَهُ واستفظعه، فلا يجد بما يردّ، وكأنّ القائل بهذا جاء بالمُفحِم، وهي عادة هؤلاء المتأولين، الذين يَلوُون المعاني، ويتحذلقون، ويقصدون إلى تحميل كلامهم المنطق والعقل وهو أبعد ما يكون عنهما ...

وكنت قد كتبت من قبلُ شيئا عن بيان هُرائه، وكما عادة القرآن وأنت تقرأه في كل مرة ولّادُ معانٍ، أحاول بعون الله أن أضع جديدا حول هذا الموضوع، أرقُمُه على التوالي:

🔶🔷1🔶🔷 "إنما " أداة تفيد الحصر والقصر، بمعنى أن الموصوف بعدها يقتصر على تلك الصفة لا غيرها، وقد كانت صفة الخمر مع المذكورات الثلاثة معها "الرجس". والرجس هو الخبث والمستقذر .

فهل جاء القرآن ليبيح الخبيث، ويزيّنه أم ليحرّمه ؟
وهو سبحانه القائل: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ..." - الأعراف: من 157-

 🔶🔷2🔶🔷التفاتة دقيقة جدا ومميزة لابن عاشور كعادته في تفسيره، أحب أن أذكرها، يبين فيها انحصار الخمر على "الإثم" من بعد ما كان في سورة البقرة من ذكر الإثم الكبير فيها مع المنفعة، يقول، وأرجو التدقيق في قوله فهو فائق الأهمية والدقة:

((ألا ترى أنّ الله قال في سورة [ البقرة : 219 ] في الخمر والميسر { قل فيهما إثم كبير ومَنَافع للناس } ، فأثبت لهما الإثم ، وهو صفة تساوي الرجس في نظر الشريعة ، لأنّ الإثم يقتضي التباعد عن التلبّس بهما مثل الرجس . وأثبت لهما المنفعة ، وهي صفة تساوي نقيض الرجس ، في نظر الشريعة ، لأنّ المنفعة تستلزم حرصَ الناس على تعاطيهما ، فصحّ أنّ للخمر والميسر صفتين . وقد قُصر في آية المائدة على ما يساوي إحدى تَيْنِكَ الصفتين أعني الرجس ، فما هو إلاّ قَصْر ادّعائي يشير إلى ما في سورة [ البقرة : 219 ] من قوله : { وإثمُهما أكبر من نفعهما } ، فإنّه لمّا نبّهنا إلى ترجيح ما فيهما من الإثم على ما فيهما من المنفعة فقد نبّهنا إلى دحض ما فيهما من المنفعة قُبالة ما فيهما من الإثم حتّى كأنّهما تمحّضا للاتّصاف بـ: { فيهما إثم } [ البقرة : 219 ] ، فصحّ في سورة المائدة أن يقال في حقّهما ما يفيد انحصارهما في أنّهما فيهما إثم ، أي انحصارهما في صفة الكون في هذه الظرفية كالانحصار الذي في قوله : { إنْ حسابُهم إلاّ على رَبِّي } [ الشعراء : 113 ] ، أي حسابهم مقصور على الاتّصاف بكونه على ربّي ، أي انحصر حسابهم في معنى هذا الحرف . وذلك هو ما عبّر عنه بعبارة الرجس .)) انتهى قوله.

🔶🔷3🔶🔷أضيفَ إلى صفة "الرجس": "من عمل الشيطان" ، وهو هنا تلبّس، إذ أنّ الشيطان من عمله تزيين الخمر للناس لتعاطيها، فيكون عمل متعاطيها من عمل الشيطان .
فهل يُعقل أن تصنّف الخمر هنا بالمباحة على المسلم وهي رجس ومن عمل الشيطان ؟!

والله القائل سبحانه:"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"-فاطر:6-

🔶🔷4🔶🔷 قُرِنت الخمر بثلاثة أمور كلها من جاهلية سدَرت في الظلام حتى جاء نور القرآن، وهي الميسر والأنصاب والأزلام، وخاصة منها الأنصاب، وهي النُّصُب التي كانت تُذبح عليها قربات الجاهليين للآلهة، فتساوت بهذا الخمر مع الأنصاب، ومن قال بعدم حرمة الخمر، كمَن قال بعدم حُرمة الأنصاب والآلهة !

 وقد قال تعالى في النُّصب:"وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ"-المائدة:4-

وقد فهم هذا المعنى الصحابة رضي الله عنهم فور نزوله، قال ابن عباس : لما حُرِّمت الخمر مشى رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض، وقالوا: حُرِّمت الخمر، وجُعِلت عِدْلاً للشرك: (أي معادِلةً ومساوية للشرك). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح..

وجاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنَّ مُدمِنَ الخمرِ إذا مات لَقي اللهَ كعابدِ وثَنٍ" -المحدث : الهيتمي المكي ، المصدر : الزواجر،الصفحة أو الرقم: 2/136 ،خلاصة حكم المحدث : صحيح-

🔶🔷5🔶🔷 "فاجتنبوها"  مع هذا الفعل (الأمر بالاجتناب)، يتسلّل المتسلّلون أصحاب الأهواء والضلالات يظنون أنهم يجدون شيئا، وإنما هم  كمَن يُلقي بنفسه لحَتْفه .. :)

لفظ التحريم في القرآن لم يقتصر على : "حرّم"، بل جاء التحريم صريحا بألفاظ أخرى كثيرة: كلعن فاعله، أو الوعيد على فعله بالنار، أو ذكر أنه من الكبائر، أو الإخبار بأنه رجس… إلخ.

 وقد جاء التحريم ب"الاجتناب" في مواقع من القرآن، كقوله تعالى :
"ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"-الحج:30-

"وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ..." -النحل: من الآية 36-

كما استخدم لفظ الاجتناب في ترك كبائر الذنوب والآثام، قال تعالى: "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. "-النساء:31-

وقال تعالى: "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللّمم"-النجم:32-

فليقل هذا القائل إذن وأمثاله الذين تكاثروا كتكاثر الطفيليات السامّة  أنّ الطاغوت غير محرم، وأن الأوثان غير محرّمة !!

🔶🔷6🔶🔷ومازلتُ مع الآية ذاتها لا أخرج منها إلى تاليتها، وفيها وحدها الخير الكثير : "لعلكم تفلحون" تعلّق الفلاح باجتناب هذه المنهيّات، ومن لم يأخذ بتحريمها فإلى خسار وبَوار ..

وإنّ في هذا لكفاية ليتبيّن صريح تحريم الخمر من القرآن وحده فماذا إذا زدنا ما في صحيح السنّة، ولكنني قبل صحيح السنة،  أعدو إلى الآية الموالية وهي قوله تعالى :

"إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ"-المائدة: 91-

🔶🔷7🔶🔷 "إنّما" أداة القصر والحصر مرة أخرى، وهذه المرة لوصف ما يريده الشيطان من تزيينه الخمر للإنسان، كما زيّنه لهذا المتقوّل وأمثاله ..
إنه يريد أن :

🔹 يوقع بين المؤمنين العداوة والبغضاء .
🔹يصدّ عن ذكر الله .
🔹يصدّ عن الصلاة .

وبالقصر والحصر، فهذا ما يريده من شرب الإنسان للخمر لا غير.
فهل في هذا أدنى لمحة تشير إلى أنّ الخمر مُباح وغير محرّم في القرآن ؟!!

🔶🔷8🔶🔷 "هل أنتم منتهون"
وهنا أقف وقفة، لأنه لا يُستبعد أبدا أن يطلع علينا من يطلع ليقول أنّ الله تعالى بعد كل ذلك البيان إنما يسأل سؤالا، ومن يجيب له أن يجيب بالإيجاب أو بالسلب، بمعنى أنّ لمجيبٍ أن يجيب عن سؤال الله تعالى بـ : "لا" ...

وهذه واحدة من التأويلات الهوائية التي لا أحب تفويتها، فلنبسط في معنى قوله تعالى عزّ من قائل:  "فهل أنتم منتهون" .

في الحقيقة قد قالها قبل متقوّلي عصرنا، متقوّلون في عصور قديمة، وهذا لنفهم كم أنّ هذه الدعاوى وهذه الخلطات الهوائية إنما لها دائما أصول وجذور لمن يبحث ...

قالها عمرو بن معد يكرب فيما روي عنه أنه ردّ بـ : "لا" وبقي على شرب الخمر بعد تحريمها النهائي في هذه الآية ..

يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير :
((فهي لاستفهامٍ مضمَّن تحقيقَ الإسناد المستفهَم عنه وهو { أنتم منتهون } ، دون الهمزة إذ لم يقل : أتنتهون ، بخلاف مقام قوله { وجَعَلنا بعضَكم لبعض فتنة أتصبرون } [ الفرقان : 20 ] . وجعلت الجملة بعد { هل } اسمية لدلالتها على ثبات الخبر زيادة في تحقيق حصول المستفهم عنه ، فالاستفهام هنا مستعمل في حقيقته ، وأريد معها معناه الكنائي ، وهو التحذير من انتفاء وقوع المستفهم عنه))انتهى قوله.

والفرق شاسع بين الجملة الاسمية والفعلية، إذ الاسمية تفيد ثبات الخبر وتأكيده أكثر من الفعلية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ولننتبه لقوله : "المعنى الكنائيّ" وهو الذي يحمل التحذير، التحذير من انتفاء الانتهاء عن الخمر مع السؤال .

كقولك لمدخّن مثلا: إن للتدخين مضارا بيّنها العلم، وبسطها للناس، وإنّ مضار النيكوتين كيْت وكيْت، وإنه يؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض والأزمات الصحية كالسكتة القلبية والجلطة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى وبالتالي الوفاة المبكرة، وإن  العلم بيّن وفصّل وقال، وإنّ الشواهد من مآلات المدخنين كذا وكذا، وانظر إليها بعينيك ...ووو...

ثم تُردف كل بيانك بقولك له : "فهل أنت منتهٍ ؟" 

فهل أردتَ بعد كل ما بينت، السؤال وحسب؟ أم أنك أردت به التحذير من كل ما ذكرت له من مضار ؟
هذا هو المعنى الكنائيّ للسؤال، حتى لا يتأول متأوّل، ويتقوّل متقوّل ...

🔶🔷9🔶🔷 ثم إن القرآن، -لو دققنا- قد نصّ على تحريم الخمر بلفظ التحريم، قال تعالى: "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ.." -الأعراف:من33-

فالإثم حرام، والله تعالى يقول عن الخمر: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير.." -البقرة:من219-

فإذا كان الإثم حراماً، وكان في الخمر إثم كبير، كانت النتيجة أن الخمر حرام، وهذا واضح، كما هو مصرح به في الآيتين.

🔶🔷10🔶🔷 دائما في إطار أنّ هذه الأقوال الصارخة التي نحسبها جديدة تنزل علينا منزل الصواعق، إنما هي أقوال قديمة تتجدد ..

قيل : إنّ قُدامَة بن مظْعون ، مِمَّن شهد بدراً ، ولاّه عُمر على البحرين ، فشهد عليه مَن شهد بشرب الخمر. فلمّا أراد عمر إقامة الحدّ عليه قال قدامة : لو شربتُها كما يقولون ما كان لك أن تجلدني . قال عُمر : لِمَ؟ ، قال : لأنّ الله يقول : "ليس على الذين آمنوا وعَملوا الصالحات جُناح فيما طعموا إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات" - المائدة : 93 -
فقال عمر : أخطأت التأويل إنّك إذا اتّقيت الله اجتنبت ما حَرّم عليك»

وبهذا نرى كيف أنّه أوَّلَ الآية التالية للآيتَين أعلاه، على أنه لا إثم على من طعم وشرب، إن كان من المتقين، ولكن عمر رضي الله عنه مع عقله المتزن، ومنطقه القويم عرف كيف يُفحِمه ... إذ كيف يكون متقيا من لا يجتنب ما حرّم الله تعالى، والخمر مما حرمه .
⏩⏪⏩⏪⏩⏪⏩⏪⏩⏪⏩⏪⏩⏪⏩⏪⏩

🔶🔷11🔶🔷 مما أحب أن أطرحه أيضا مع هذه الآيات البيّنات، البيّنات بمعنى أنها واضحة، لا يُضيرها تأويل المتأوّلين لتبدو وكأنها الغامضة، وإنما سَعْيُهم هو المدحوض المردود بالمنطق والبيان. 

قوله تعالى مباشرة بعد آيتَيْ تحريم الخمر في المائدة : "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "-المائدة:92-

عندما تتأمل هذه الآية، وأنت قد عرفت مُراد الله بعظيم بيانه لحرمة الخمر...
أنها الرجس من عمل الشيطان، وأنها المقرونة بالأنصاب في الحرمة، وأنها التي يتخذها الشيطان مرتعا له في سعيه لزرع البغضاء، والإبعاد عن ذكر الله، وعن الصلاة... بعد كل هذا البيان من الله تعالى ... يأتي أمره بطاعة الله، وبطاعة "الرسول"...

وكأنّ الله تعالى يُرشد المؤمنين إلى اتباع سنّته، إلى اتباع طريقه الذي سلكه صلى الله عليه وسلم، اتباع ما قال هو في الخمر بعد أمر الله، واتباع ما فعل بعد أمر الله فيها، واتباع أحواله مع الصحابة بعد أمر الله فيها .... اتباع سنّته ...

لا يكفيكم أن تتبعوا القرآن، وإنما تتبعون السنة معه، وهي المفصّلة للقرآن، الشارحة له، المطبّقة لتعاليمه...

ويأتي من يأتي ليقول أنّ صيغة "التحريم" لم تكن في القرآن، ومع تهافُتِ دعواه هذه، إلا أنّ الله يدعو إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وما قال في الخمر، وتجد في هذا الأحاديث الصحيحة على أشكالها، تبيّن تحريم الخمر، بالتفاصيل، إذ:

📌📌لقائل أن يقول مثلا أنه ما دام من يشرب قليلا لا ينقلب حاله إلى مبغض، وناسٍ للصلاة، أو مُخلِطٍ فيها، فليشرب... هنا تأتي السنة لتبين فيما لا يدع مجالا لتأويل أنّ "ما أسكَرَ كثيرُه فقليلُه حَرَامٌ"

📌📌وقد يقول متأول من عصرنا مثلا، إن الذي حُرّم في القرآن هو الخمر لا المخدّر ، فتأتي السنة لتصف وتشفي بعبارة في صحيح مسلم : "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام"

📌📌وقد يتقوّل متقوّل، وإن أقرّ بتحريم الخمر في القرآن، وهو يُنكر السنة وحجيّتها أنّ الأمر يخصّ شاربها، أما بائعها وعاصرها فأين الدليل على حرمة فعله؟ !

ولذلك تجد التفصيل في السنة لا في القرآن..

"عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: “إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ” رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود في السنن.

"عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: “لَعَن الله الخمرَ وشاربَها وساقيَها، وبائعَها ومبتاعَها، وعاصِرها ومعتصِرها، وحامِلَها والمحمولَةَ إليه" رواه الترمذي وأبو داود في سننهما وابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده عن ابن عباس.

وفي السنة تجد هذه التفاصيل التي تُحيط بالحالات، حتى يكفّ المتقوّلون، وإلا فما حال من ينكر السنة مع هذه الأسئلة التي لن تجد لها في القرآن جوابا؟!

تأملت موقع هذه الآية الداعية إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مع طاعة الله، مباشرة بعد آيَتَيْ تحريم الخمر،  فوجدتُ ورودها إعجازا في الإعجاز ...
تكون في هذا المقام تحديدا، لتحيل المؤمن إلى أحضان السنة النبوية فتفصّل له، وتمدّه بالأجوبة مع ما كان من حال الصحابة والقرآن يتنزّل فيهم ليكونوا المثال الحيّ المتحرك لتطبيقات القرآن الكريم وهُم البشر الذين جرتْ عليهم حالات البشر، فكانوا يسألون، ويوغلون في الأسئلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب بالتربية المحمدية المستمدّة من النور القرآني ...

فهل جاء ليربيهم وحدَهُم، أم جاء لتنتقل تربيته للنموذج البشري الأول مع الرسالة المحمدية، إلى باقي الأجيال إلى قيام الساعة ؟

وهذه كانت تأملات في آيات تحريم الخمر، من القرآن يكفي بيان تحريمها، أما من السنة، فتفصيلات تضع حدا للتأويلات والتقوّلات، ببيان تحريم مفصّل لها مع كل حالة ...

واللهَ نسأل الثبات على الحق، وأن ينفعنا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:35:15
2016/09/18
أيها الآباء.. أيتها الأمهات..
ويا أيها المؤهّلون للزواج ولتكوين الأسر ..

ربُّوا أبناءكم أنّ لهم رأيا يرونه... ربوهم على إبداء آرائهم..
وإن كانت آراؤهم غير سويّة، أبدوا احترامكم لها، ثم ناقشوهم، وبيّنوا لهم الخطأ فيها، وكيف يكون الصواب...

اجعلوا الأمر وسطا، فإن المبالغة في كلّ شيء تعطي الشطط وتنتج الفساد ..

والوسط أن تعلّموه الأدب أولا معكم وهو يقول رأيه، فلا يقوله بفظاظة، أو بألفاظ لا تليق بالأدب مع الوالِدَين... فإنه إذا تعوّد على الغلظة معكم كبُر غير آبهٍ لبِرِّكم ...

علموه أن الأدب معكم لا يمنع من إبداء الرأي، وأنّ الإدلاء برأيه لا يمنع من تأدبه معكم...كلاهما يتماشيان..
 
فليست الشطارة أن يحذق الابن وهو ينأى عن أدبيات التعامل مع الوالدين، كما أنه ليس من حسن التربية وقِوام السلوك أن يكون مِطواعا في كل شيء، يتعود أنّ إبداءه رأيا مآله تعنيف وضرب وتحقير، فيشبّ على إيثار الصمت والانصياع على الإهانة والتجريح..

تحرّوا الوسطية، فهي لُبُّ التربية القويمة...
ولا تبخسوا أبناءكم حقهم في أن تكون لهم شخصيات مستقلة، قوية، واثقة، غير مهزوزة..

وكله بأيديكم...!!

كما أنه بأيديكم أيضا تصنعون المهزوز، ضعيف الشخصية، ضعيف الرأي أو عديمَه..

بأيديكم تصنعون "الرجل" الخانع الذي تتحكم به زوجته، فإن هي أمالتْه يمينا مال يمينا، وإن هي أمالتْه شمالا مال شمالا ... وإن أمرتْ سمع وأطاع، وإن نهت انتهى، لا يلوي على شيء، لا يعرف في نفسه رأيا ولا موقفا..

والناس.............!!

ما أسرع ما يلحظ الناس الرجل التابع لزوجته !!
ما أسرع ما تبرز صورته المقيتة لكل ذي عين.. !!

بأيديكم تصنعون "المرأة" المُنصاعة، الضعيفة، الخانعة التي يستغلها زوجها أسوء استغلال، فيهينها وتقبل، ويقضي بما يشاء وما يريد ولا يحسب لها حسابا إلا كما يُحسب لخادمة البيت، ولا يستشيرها في أمر، ولا يتوقع منها رفضا أو اعتراضا أو رأيا مشاركا ...

وربما ساعةَ تُدلي بشيء، هي تلك ساعة نهاية أمرها، ومُنتهاه ..!! تلك التي تعودت على الخنوع وعلى أنها وقطعة الخشب التي تحمل ثقلا بالبيت سواء ... !
فإن هي نطقت يوما استدعت حتفها بأنفها .. !!

تلك التي قد يستغلها زوجها غاية الاستغلال حتى يفتَكّ منها إقرارا وتوقيعا بكتابة بيتها الذي هو لها من حُرّ مالها باسمه .. ويفتكّ من راتبها الشهري النصف يلهو به هو كما يحلو له ويطيب.. كحال الابن المدلّل الذي لا يُسأل فيمَ يبعثر مالا ليته كان له ..!!

لا تلوموا أولادكم بعدها، ولا يحملنّكم ما ترون من حالهم مع غيركم على الحزن والشقاء..

فأنتم من صنعتم منهم أولئك الخانعين .. قليلي الرأي، عديمي الرأي أينما يُسيَّرون يَسِيرون ...وكيفما يُوَلَّوْن يُوَلُّون... !
أبيض عيون الغير بأعينهم أبيض، وأسودها بأعينهم أسود... لا يرون إلا بأعين غيرهم ..

أنتم من تصنعون صاحب العين التي ترى، وأنتم من تصنعون صاحب العين التي لا ترى إلا بأعين غيرها ..

أنتم من تصنعون السائر المُسَيِّر وأنتم من تصنعون الخانع المُسيَّر...

إنهم إذ يعيشون أتباعا لغيركم يُعيدون سيناريو حياة كانوا لكم فيها تبعا بلا أدنى رأي .. !

فتحرّوا الوسطية، وعلموهم أنّ لهم رأيا يُحترم ويُناقش، وقد يُؤخذ به... على أن يكون بأدب يليق بمقام الأبوة والأمومة ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:36:19
2016/09/19
حينما نستدلّ بشاهد لقضية ما، فإن استدلالنا يكون صحيحا إذا انطبق ذلك الشاهد على حالة القضية

فما بالك إذا كان هذا الاستدلال بشاهد من أعظم مصدر وأدق مصدر وأصدق مصدر، من القرآن الكريم ..

فإذا كان الاستدلال بشاهد من القرآن لقضية لا توافق ذلك الاستدلال، بل في الأمر اجتزاء يوافق ما يُراد الوصولُ إليه، لا ما يُراد من حق..فذلك خطأ ..

انتشر فيما نقرأ، على صفحات التواصل الاجتماعي، وعلى الكتب، وفي كتابات الكثيرين الاستشهاد بقوله تعالى : " بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا" أو " حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ "

وكل هؤلاء يستدلّون بهذه المقاطع من الآيات المتواجدة بالقرآن الكريم لنشر ما يريدون نشره عمّن يحترمون علم علماء الأمة القُدامى، وعقولهم، وما  صنفوا ونظموا في علوم القرآن والحديث والفقه...

يتهمون من يعرف لهم قدرهم بالانحباس في بوتقة القُدامى، وبتقديسهم، وأنّ الحال يستدعي الانعتاق من الموروث، والتبرؤ منه ..

هنا نقف وقفة عقلانية، منطقية... وإنني كثيرا ما تأملت بُعد الاستدلال بذلك المقطع عن الحقيقة ..

"آباؤنا" الذين يتهمون كل من احترم علمهم ونهل منه، وانتفع به بالتقديس والتيبّس والتحجّر، والجمود ..كيف كانوا ؟!

🔶أكانوا "لا يهتدون" ؟
🔶أكانوا "لا يعقلون" ؟
🔶أكانوا "يعبدون غير الله" ؟

علماء الأمة القُدامى كانت هذه صفاتهم ؟ !

ذلك أنك إذا بحثت في عَرَض القرآن الكريم وجدت كل ما ورد بصيغة "آباءَنا" أو "آباؤُهم" هي هذه صفاتهم : كفارا، عُبّاد أصنام وأوثان، يدعوهم الشيطان إلى عذاب السعير..

فما موطن الشبه بين أولئك الآباء الضالين وبين آبائنا ؟!!
ما وجه الاستدلال بالحديث عن آباء لا يعقلون، ضالين مضلين من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير،  على مؤمنين، علماء هُداة، مهديّين، عقلاء ؟!!

هل هذا من الحق ؟ وهل هذا من الإنصاف ؟

على اختلاف مستويات الداعين للتجديد، بين أدعياء، أو دعاة تغريب، أو محاربين للتراث..
أليس من التدقيق، والعدل والقول السليم أن نتأمل أن الله تعالى في عرض الحديث عن تمسك الأبناء بدعوة الآباء إنما عنى الضالين يتمسكون بدعوة الضالين ؟!

وتأمل من قوله تعالى كأمثلة ما أميّزه بنقاط  :

🔷 {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ 🔹لَا يَعْقِلُون🔹َ شَيْئًا 🔹وَلَا يَهْتَدُون🔹 َ [البقرة : 170

🔷 {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُم🔹ْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا 🔹وَلَا يَهْتَدُون🔹َ} [المائدة : 104]

🔷 {قَالُوا وَجَدْنَا 🔹آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِين🔹َ} [الأنبياء : 53]

🔷 {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ} [الشعراء : 74]

فلنتأمل أحوال هؤلاء الآباء، فإذا هم:
🔹لا يعقلون شيئا
🔹لا يعلمون شيئا
🔹لا يهتدون
🔹عابدون للتماثيل وهو ما جاء في سؤال إبراهيم عليه السلام لقومه.
🔹يفعلون ما فعل آباؤهم من عبادة لما لا يسمع ولا يبصر كما جاء في سؤال إبراهيم عليه السلام لقومه ...
" أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" هذا الاستفهام الاستنكاري ألا يبين أن اتباع من كان يعقل ويهتدي ليس كاتباع من لا يعقل ولا يهتدي.. ؟!

فبالله عليكم، هل هذه استدلالات سليمة لمن يريد الحديث حتى عن الاجتهاد والتجديد المقبولَين والمستساغَين، فيلوم من يُعرض عنهما مثلا ؟!

ويشاء الله تعالى أن أقع اليوم على شيء وأنا أقرأ وجدتُه يعضّد ما ذهبتُ إليه أعلاه من تأمل لازَمَني منذ زمن كلما قرأت هذا الاستدلال من أحدهم، وذلك في عرض قوله تعالى :

" {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة : 104]

يقول ابن عاشور في التحرير والتنوير عن الآية، وعن الاجتهاد والتقليد :

" لأنّ هذه الآية في تنازعٍ بين أهل ما أنزل الله وأهل الافتراء على الله ، فأمّا الاجتهاد والتقليد في فروع الإسلام فذلك كلّه من اتّباع ما أنزل الله . فتحميل الآية هذه المسألة إكراه للآية على هذا المعنى" .انتهى قوله.

فكل من الاجتهاد والتقليد في الإسلام اتباع لما أنزل الله ..

فلننتبه أن أولئك "آباء" من أهل الافتراء على الله، وهؤلاء "آباء" على هدى من الله، وفرق بين اتباع ضال، وبين اتباع مهتد ... ورغم ذلك كله لا يخلو الأمر من أخذ ورد، ونحن نعلم أن كلا -ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم- يؤخذ منه ويُرد، فلا يكون الاتباع مثلا لآباء من أهل البدعة فهؤلاء يدخلون في معنى "لا يهتدون" في الآية.. أو لأهل السفسطة مثلا، وهؤلاء يدخلون في معنى "لا يعقلون"

وكثير ممن صار ذلك استدلاله  إنما غالبا نقل عمّن قرأ له هذا الاستدلال دونما تدقيق وتمحيص في الفرق الشاسع بين أولئك وهؤلاء... ! وشتان ... شتان بين آباء وآباء !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:37:24
2016/09/20
حدث خطأ هذا العام بكتاب "الجغرافيا" من مقررات تلاميذ المستوى المتوسط(ما بعد مرحلة الابتدائي)، فكانت هبّة هي من حسنات الشعوب حينما تثور من فعل واعٍ يزرع وعيا فيحصد اتباعا مُجتمعيّا فيما هو إيجابي...

كانت هبّة محمودة هبّها المجتمع مع بداية هذا العام الدراسي، بعد التفطّن لذلك الخطأ الذي يستحقّ الهبّة (خريطة سياسية عالمية تغفل اسم فلسطين، قيل رسميا أنها هفوة جراء نسخ الخريطة من على النت) ... مما اضطر السلطات للاعتذار الرسمي على كل الصُّعُد، ولاتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة وفحص كل الكتب المدرسية المطبوعة هذا العام..

التقيتُ معلمة، فسألتها عن آخر الأنباء، فأخبرتني أنّ تعليمة وزارية صارمة بلغتْ سلك المعلمين والمديرين، تقضي بالفحص الدقيق لكتب كل المواد المطبوعة...

قالت معقّبة، منتقدة لهذه التعليمة : ليس هذا من مهامي، هذا آخر ما بقي لأهتم به !! الوزير.. فليقم هو بهذا ... ما شأني أنا ؟!! 😕😟

سألتها، وأنا أفهم لامبالاتها بالموضوع، وكأنما أخاطب في الأمر مَن ليست أهله .. 😱

وكأنني سألتُ حلاقة وهي تُرَجِّلُ شعر عروس 👰💇 عن مآلات الصراع العربي الإسرائيلي، أوعن عواقب عودة المياه التركية الروسية إلى مجاريها.. !  أو عن رأيها بشأن استماتة "بشار" والعازفين على أوتار قيثارة بقائه.. !!

وما أنا سائلة إلا معلمة عن شأن تعليمي تربوي دقيق يهم المجتمع، يمسّ أبناءها من قريب جدا ..

سألتها: أما تابعتِ الاعتذار الرسمي للسلطات المعنيّة من أعلى مستوياتها البارحة على نشرة الأخبار الرئيسية ؟

أجابت بحال الواثق مما يقول، المستهين بموضوع السؤال : ليس لديّ أي وقت لمتابعة شيء، أعود من المدرسة فإذا ابنتي الصغرى صارخة، باكية تحتاج أكلا ورعاية ... ثم ألتفت لهذا، ولتلك من أبنائي...
ليس لدي أدنى اهتمام بهذا ... 😕😟

مربية أجيال، وأبناؤها منهم...
مستقبلهم، فِكرهم، مصيرهم، ما يريدون زرعه فيهم من فكر مسموم عبر كتبهم، هذا هو الموضوع الذي ترى هذه "المعلمة" أنه لا يهمها ... وأن آخر ما توليه اهتمامها أن تفحص كتب مقررات هي مقدمتها لتلاميذها ...

لا يهمها فِكر الجيل، ولا ما يُراد به ... !!

معذرة أيتها المعلمة... نعم أُكبِر فيكِ صدقا وعدم ادعائك مُلك ما تفتقدين من فِكر وتفكير، ونظر..

أُكبِر في الكلّ أول ما أُكبِر الصدق، فعديم اهتمامات وانشغالات وأفكار صدوق، خير من مدّعي فكر كذوب...

 ولكن .......... !!

أجل... أعلم أن رعاية أبنائك وتلبية حاجياتهم، ومطالب الزوج، وشؤون البيت أولوية...

ولكن عذرا فِكر أبنائك وفكر جيل هو الأمانة بين يديكِ، الأمانة التي تتقاضين شهريا راتبا يتيح لك تلبية حاجيات أبنائك لقاء تولّيك تدريسه  أولى ثم أولى ثم أولى... !!

عذرا أيتها "المعلمة" إنها قضيتك قبل أن تكون قضية أي كان غيرك ...

عذرا فلا عذر في هذا لكِ وأنت ترين أن أولى الأولويات آخر ما يهمك ..!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:38:32
2016/09/24
صيحة من صيحات التطبيب من غير علم...
تارة هو "الطب البديل" وتارة هو "طب الأعشاب" 🌾💐🌵
وهكذا، صيحات، وحكايات، وتزكيات...

أنّ فلانا قد بَرِئ من مرض استعصى على الأطباء... وأن عِلانا كان لا يقوى على شيء، ولم يُجدِ معه دواء طبيب وهو اليوم في أحسن حال... 👂

أما تلك الأخرى، فلو رأيتَها لرأيتَ المعجزة فيها متحققة، وهي التي كانت تُحمل على الأكتاف، فهي اليوم تمشي على قدميها بعدما يئست من أن تعاود المشي يوما... 👂

- يوووه أما سمعتم بها ؟! إنها امرأة عِرّيفة تداوي بقرصة النحل !! 🐝
بيتها الذي تستقبل فيه المرضى بالعشرات يعُجّ بالنحل المُرَبّى بين يديها يرعى عندها، في بيتها ... هي والنحل سكان البيت ... !!🐝🐝

- ماذا ؟ قرصة نحل؟ تداوي العِلل ؟
- أجل..... قرصة نحل، تأتيك بالنحلة من مرعاها، تقرصك على طرف من أطرافك اليمنى، يدك أو قدمك، ثم تأتيك بالنحلة الثانية تقرصك على طرفك المقابل الأيسر...
وتموت النحلة فور قرصك، ويُلقى بها ميتة، لتنبعث حياةٌ جديدةٌ بجسمك، حياة هي القوة تُذهب ما بك من ضعف، والصحة تُذهب ما بك من علة... فقط بقرصة!! 👍

وهكذا، وعلى هذا المنوال حديث الناس، وبهذه الحكايات يشتهر هؤلاء الأطباء الأفذاذ الأكياس، قاهِرُو الطب والعلم والأطباء ...!!
قاهِرُو كل النظريات والبحوث والكشوفات الطبية والعلمية، قاهِرُو كل الأمراض القاهرة ...
أي طب، وأي علم ؟ وأي جهود، وأي بحوث؟! وأي مخابر، وأي دقيق، وأي تدقيق؟!
وأي أدوية هي بالآلاف المؤلفة، والأسماء المنوّعة ؟؟!
وأي جوائز وأي تكريمات لمكتشفي علاجات البشرية العليلة ؟؟ 💉💊

لو أنهم فقط سمعوا بصاحبة النّحل القارص ... لكُفُوا مؤنة البحث والتنقيب ... والتعلم والتعليم ... ولربوا النحل وبه قرصوا كل سقيم، ليغدو في لحظات الصحيح السليم ... 🐝

آآآه ....
ويذهب أحدهم ينقّب عن مكان الطبيبة القارصة بنحلها، ويكتشف بيتها، فيدخله، وتستقبله السيدة بقدّها وقديدها، فإذا هي المرأة الصلبة الواثقة، ذات المئزر الأبيض تحاكي به الطبيب الأريب ...
وحللتَ أهلا، ونزلتَ سهلا ....
وما تشكو يا سيدي ؟ ولتعلم أنني زيادة على النحلات والقرصات، أداوي بالأعشاب، وبالرقية، أرقي الرجال أنا يا سيدي ... !!

لا لا ... وأداويهم بالتدليك والتمسيد أيضا ...!! أجل أداوي بهذا الرجال والنساء، سواء بسواء...!!
وهل تعلم وأخبرك ؟ كان لي من قبلُ مرتادين كُثُر، أكثر مما هم اليوم، ولكن ذاك الرجل "....." الذي حسدني وغار مني فسحرني... مسحورة أنا يا سيدي ... ولولا السحر لكنت أكثر شهرة ...

والآآآآن .... أما آن بعدُ الأوان ؟
أيا إخوتي وأخواتي الأكارم الأفاضل ... إلى متى يلهو هؤلاء اللاهون بالعقول؟
إلى متى يتاجرون بعقول الناس، وليْت الناس عنهم ملتفتون ...
وانظروا كيف تقول بأن أحدهم سحرها، لربما هو الذي حذّر الناس منها، وبيّن عَوار ادعاءاتها ... فوصفته بالساحر ...

أجل سيدتي ساحر هو في عالَمكم كل مَن جاء بالحق والحقيقة ...
لماذا اللهث دوما خلف الخوارق، والخارقة هذه المرة، "قرصة نحل" تُذهب كل داء، وتُشفي من كل علة ... أهكذا هي الحقائق ؟

ما دور العلم إذن ؟ وما دور الإنسان في الأرض، إن لم يُخلق بعقل ليبحث، وينقّب ويكتشف، ويقرّ بنواميس وقوانين، ويعمل عقله لاكتشاف كلّ جديد من شأنه أن يساعد البشر، وينقذ البشر، ويعالج البشر ...
والأمراض المتعددة دواؤها واحد ؟!! عند أمثالها ما أسهل أن تلهو بالعقول، ثم بالأجسام، تفعل بها الأفاعيل ...

لا تصدّقوهم، لا تصدّقوا مَن يتحدى العلم والبحوث، والعلماء، ويدّعي أنه يشفي من كل داء ...
لا تُصدّقوا من يدعي علاجا بالطاقة، أو بالأعشاب والخلطات التي لا يعرف لمكوّناتها خاصية ولا عملا...

احترسوا إخوتي ... ولا تغرنّكم قصص القاصّين، المهوّلين الذين يتخيّلون الراحة والبُرءَ من وحي تخيّلهم للخارقة تحصل على أيدي هؤلاء ...
وكم مِن مصدّق لهُم ضاع ما بقي من أمل في شفائه واستفحل به الداء ... !!
إنهم التجار في هيئة الأطباء .... لا يهمّهم غير مال يجمعونه من عقول تصدّق بالخوارق ... !!
فلا تكونوا لُقمتَهم السائغة، ولا تكُنْ عقولكم مصدر ثرواتهم الطائلة ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:40:23
2016/09/27
الآباء والأمهات،  ... وشخصية الأولاد..

كثيرا ما يعمل الآباء والأمهات عن غير قصد على فرض شخصية على طفلهم بدل العمل على التربية التي تسمح لذلك الإنسان الذي سيشبّ وسيكبر ولن يبقى صغيرا، بأن تكون له شخصيته الخاصة ذات الملامح الخاصة، ذات السّمات الخاصة ...

كثيرا جدا ما يعمل الآباء والأمهات على رسم شخصية أبنائهم، حتى من حيث لا يشعرون، يمسكون بمقاليد الحكم والتربية والتوجيه إمساك الجلاد بسوط يُسلطه على جسد مجلوده...

إلى الحدّ الذي يفرضون فيه تلك الملامح وتلك السمات، إلى الحدّ الذي لا مساحة فيه للابن بل كل المساحة لهُم وحدَهم...

إلى الحدّ الذي تخال فيه سجّانا يراقب سجينه ويُحصي عليه حركاته وسكناته، فلا يتحرك إلا بما يأمر ولا يسكن إلا بما يأمر...وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا...

فيشبّ الطفل مزعزعا...ويكبر ولا ملمح لشخصية مستقلة فيه ... !

ما الضير عندما لا يُعجب الطفل بلون اخترتَه أنت ؟

ما المشكلة حينما يفضل لعبة غير التي اخترتَها أنت؟

ما المشكلة عندما تكون له موهبة لا ترى أنت فيها حلاوة ولا كبير معنى ؟

ما المشكلة في احترام ذوق عنده مغاير لذوقك ؟

شؤون صغيرة تبدأ معهم صغارا، ولكنها تميّز الواحد من أبنائك عن الآخر، كما تميّزه حتى عنك أنت والده
، أو عنكِ أنتِ والدته ...

عندما لا تنظر لهواية هو ميّال إليها، نظْرَتَه هو المحبّ لها، فذلك لا يعطيك الحق أن تحرمه منها، أو أن تقلل من شأنها، أو أن تعيّره بممارستها...

إن ذلك عندك هيّن، وعنده هو عظيم عظيم، إذ أنك تجرحه جرحا عميقا في صميم تكوينه، وميوله، أبديتَ تسفيهك لاختياره، بل لما يحبّ ...!

عندما تكون كارها للشِّعر، فذلك لا يعطيك الحق أن تكره أن يحبه ابنُك...

عندما ترى الكتابة والتعبير فضولا، وتفلسفا وفراغا، فذلك لا يعني أن تسفّه ابنك وهو يهواها ...

عندما تكون خاوي الوِفاض من موهبة الرسم والتعبير به، فذلك لا يخوّل لك أن تسفّه رسوماتِه أو أن تجبره على تركه بحجّة دروسه ...فالتوفيق بين الاثنَيْن ممكن ...

فرق دقيق وعميق في آن بين التربية والتوجيه والتنئشة على المبادئ والفضائل والأخلاق الحميدة، وبين التسلّط إلى حدّ فرض الاختيارات والهوايات والميولات والآراء ...

حينما يكون ابنُك في الساحة الآمنة من عقيدته ودينه فلا ضير بعدها أن يختار غير ما تختار، وأن يحب غير ما تحب، وأن يرى غير ما ترى ...

وعندما يصرّ الطفل على رأي له، أو اختيار أو ميول، فلا تنظروا لذلك منه دائما على أنه التمرّد والخروج عن الطاعة، بل انظروا له من زاوية حرية يريدها لا ضير من إعطائه إياها وهي التي لا تمسّ معتقدا عنده أو مبدأ أو أدبا...

حريّة مكفولة له بحكم تركيبة شخصيته التي تأبى إلا أن تستمسك باختيارها وميولها ...

أفلا يكون الزهر بالبستان على ضروب وألوان، فيتناسق ويتّسق فهو البستان الزاهي الجميل الذي يأخذُ الألبابَ مرآهُ ؟

أليست الطيور على أشكالها، وهي التي كلها تطير ؟ وكلها تحلّق في رحاب السماء حرّة طليقة ؟

فلا تظلموه، ثم تطالبوه بالقوة وهو الذي أنشأتموه ضعيفا ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:41:18
2016/09/29
كُونوا مع الحق ولا تكونوا مع أولادكم وإن ظَلَمُوا ..

كم عرفتُ من أمٍّ تستثقل أن تُقِرّ بخطأ ابنها، وهي تعرف تفاصيل مشكلة ما، كان طرفا فيها ضد طرف آخر..

تعي جيدا أن ابنها المخطئ، ولكنها تقفز منحازة، تحاول جاهدة اختلاق الأعذار، ليبدو صاحب الحق... المظلوم لا الظالم ...

تكتم أنفاس الحق، وتنفخ في الباطل من روح باطلها المغلّف بزينة "الأمومة" ...
تشرّع بها لنفسها وتُفتي أن "ابني الحق والحق هو ابني" ...

إن الأمومة والأبوة تربية وبناء وإصلاح، لا تدليل وهدم وإفساد...

إنك إذ تقدّم الحق على ابنك، وتشهد بظلمه إن ظلم تصنع رجلا يمقتُ الظلم، ويقدّس الحق، ويُعليه ولو على نفسه... !

أمّا وأنت تقدم ابنك على الحق، فإنك تصنع الظالم بيديك، وقد ينقلب أول ما ينقلب ظالما، عليك أنت قبل غيرك ... !

ساعتها ارجِع القهقرى... وفتّش بين صور الذاكرة التي كانت يوما ما حاضرا، وستتعثّر خُطاك بتلك الصورة المَقيتة التي شهدتَ له فيها على حساب الحق، وصيّرتَه مظلوما وهو الظالم...!

تلك الصورة التي حسبتَها حلا...
حسبتها اليدَ المنقذة الممتدّة حبا...

وإنما أنت ترسم خطوطها المتعرّجة وتضع إطارها المعوجّ وكلُّه بعينك القويم، المستقيم... !

حتى أتى اليوم الذي أبصرتَ فيه التعرج والاعوجاج،  ...
أتى بعد فوات الأوان، وفَوْت الخلاص ...
ولاتَ حين مناص .. !!

أيتها الأم... ! أيها الأب...!

إن قمة الحب لابنك أن تربيه على أن الحق والعدل فوق كل مقام، وألا يظلم، وأنه ساعة يظلم هو الظالم لا المظلوم غصبا ...

وأنّ مَن أوقع عليه ظلمَه، وجب أن يعيد له حقَّه، وأن يسأله العفو والسماح، وما في ذلك انتقاص، بل رِفعة وارتقاء...

إن قمة الحب أن تصنعوا رجل حق وعدل لا أن تصنعوا سوط ظلم يُسلط على رقاب العباد...
ولا يُري الناس إلا ما يَرى ...
ولا يَرى سبيل غَيّه إلا سبيل الرشاد... !!

إن قمة الحب أن تربوا من يفكر بغيره كما يفكر بنفسه، فما أحزنهم أحزنه، وما أسعدهم أسعده، وما ضرّهم ضرّه، وما نفعهم سرّ قلبَه...

إن قمة الحب أن تروا الحق فوق البنوّة، ليُصنَع على أعينكم من يرى الحق فوق نفسه ...!

ولترنو الأمة المظلومة يوما لمَن يبعث العُمَرِيّة فيها فاروقا، لا يُظلَم عنده أحد ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:42:22
2016/10/01
في كتابه "التصوير الفني في القرآن" شدّني جدا، وصف سيد قطب للفرق بين القرآن وقد كان يتملاه صغيرا صورا، وبين القرآن وقد قرأ تفاسيره، فضَلَّتْ عنه تلك الصور البديعة التي كانت ملء خياله ... ولكن ما فتئ أن أعادها له تأمله للقرآن من القرآن ...

يقول :

((ودخلت المعاهد العلمية؛ فقرأت تفسير القرآن في كتب التفسير، وسمعت تفسيره من الأساتذة. ولكنني لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل، الذي كنت أجده في الطفولة والصبا.
وا أسفاه! لقد طمست كل معالم الجمال فيه؛ وخلا من اللذة والتشويق.
ترى هما قرآنان؟ قرآن الطفولة العذب الميسر المشوق؛ وقرآن للشباب العسر المعقد الممزق؟ أم إنها جناية الطريقة المتبعة في التفسير؟
وعدت إلى القرآن أقرؤه في المصحف لا في كتب التفسير. وعدت أجد قرآني الجميل الحبيب؛ وأجد صوري المشوقة اللذيذة. إنها ليست في سذاجتها التي كانت هناك. لقد تغير فهمي لها، فعدت الآن أجد مراميها وأغراضها، وأعرف أنها مثل يضرب، لا حادث يقع.
ولكن سحرها ما يزال. وجاذبيتها ما تزال.
الحمد لله. لقد وجدت القرآن. ))
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:43:32
2016/10/02
على قدر القوة الجِسميّة التي يتميز بها الرجل عن المرأة... فإن للمرأة أيضا قوةً فريدة...
قوة تتراءى ضعفا لمن ينظر مِن بعيد... وتُرى فريدة لمن ينظر من قريب ويتأمل ...

إنه يحمل الثقل بيسر وسهولة، تتكلف له هي المشقة والاعتضاد بكل نقطة فيها، تستجمع كل شَتات من قوتها لتفعل هي ما يفعل هو بسجيّة لا بتكلّف ..

في الخطوة يخطوها عريضة طويلة، وخطوتها إلى جانب خطوته إذا ما ترافقا ماشيَيْن، هي القريبة البعيدة، فهي ترى نفسها إن حاولت مجاراته تهرول أو تعدو بينما هو يمشي...
يرى نفسه ماشيا مرتاحا دون تكلّف سرعة ...

يدافع هو المُلِمّات المُداهمات إذا حلّت بجَلَد وقوة، بينما ترتعد فرائصها خوفا وهلعا ...

تبحث فيما تبحث فِطرتها عمّن تحتمي به، ولكنها لا تغفل في عزّ ضعفها وخوفها عن حَوْط أبنائها بجناحَيْها، تضمّهم إليها، تجمعهم إلى صدرها في قوّة فريدة ...!  فريدة ...!

أجل... فريدة هي قوتها... !

بقدر ما تتراءى ضعفا، بقدر ما تخبئ قوة ...

قوة ليست في الرجل... لم يجعلها الله في الرجل القويّ بالقدر الذي جعلها فيها تلك الضعيفة ...

هي في تلك الانحناءة على أولادها تضمّهم ضمّة الذاهل عن نفسه، المنتبه لكل ذرة فيهم، تمسح دمع الباكي، وتهدّئ من رَوع المُلتاع، ولا تنفكّ حاضنة...

هي في صبرها على وليدها الجديد يبكي طوال الليل، لا ينقطع بكاؤه، وهي المستيقظة التي لا تنام حتى ينام ...

والرجل مع كل قوته، لا يتحمل ذلك البكاء، لا يجد له في نفسه طاقة احتمال، قد يحاول مرة أو مرتين، قد يؤنس زوجَه المتعبة بكلمة : "هاتي عنكِ قليلا" ليحمل ذلك الرضيع عنها...

أجل.. قد يفعل إن هو جاهد نفسه ومَيْله للخلود للراحة والنوم، وأشفق على زوجه المُنهكة المرهقة...
قد يفعل ذلك في الليلة مرة ... قد يفعله مرتين ...

ولكنه لا يستطيع الثبات ...!! لا يستطيع المداومة ...

هي التي تثبت، وهي التي تداوم، وهي التي تقهر النوم فيها، وتقهر التعب فيها، وتقهر ميلها، ونفسها، وتتحمّل ...

لا تعدو عينُها عن ابنها ... بين جلوس به وهدهدة، وبين وقوف به وطبطبة، وبين جيئة وذهاب ...
تمشّط البيت به لعله يهدأ ...

فإن هدأ طاب لها هدوؤه لأجل راحته لا لأجل راحتها ...
 
وإن لم يهدأ استعدّت لتتكبّد المزيد من العناء ولا تفكّر بتعبها بقدر ما تتمنّى راحته بين يديها ... تهدهده وتقضي له حاجة وحاجة من حاجات تحسبها مُراده والمُذهبة لبكائه...

نعم... قد ينام الرضيع البَكّاء ...ولكنها تشفق أن تضعه من يديها لئلا يستيقظ مجددا، وقد صار نومُ عينِه أمنية من الأمنيات ...

تخاف أن تطير الأمنية المتحققة إن هي غامرتْ ووضعته من يديها ...

قد تبقى الليل كلّه ممسكة به بين يديها، إن هو نام أو إن جافاه النوم ...
وقد يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ... وهي الممسكة به بين يديها .. اليقِظة وهو النائم ..

ربما ظننتَ أن القصة بحبكتِها ليلة واحدة ...
وما أكثر ما تحوي من مشوّقاتٍ، قصةُ الليلة...

ولكنها ليلة تتلوها ليلة، تتلوها ليلة ...
وتتلو الليالي ليالٍ ...

حقيقة هي قصة ليالي الرضيع البكّاء ... 
وحقيقة هي الأم التي تعيد في كل ليلة فِعلها وصبرها، وجلدها... وتتجدد أمنيتها كل ليلة ...

ومع الأمنية يتجدد الفجر اللائح على وجنة الأمّ المُنهكة المأخوذة بالسِنة والسِنة والسِنة.. تُسقِط سِناتُها رأسها المُنهَك على وجنة رضيعها الحبيب الهانئ على صدرها ...

وما تلك إلا قصة ليالي الرضيع البكّاء ...
ووحدها تعرّف بتلك القوة الفريدة فيها ... !

فكيف بقصص وقصص وقصص مع الرضيع وهو يكبر ويكبر ويكبر...وتعبها لا ينقضي، وتضحياتها لا تنقضي.. وأمنياتها له لا تنقضي، وكلها لأجل راحته هو لا لأجل راحتها ...!

كم تحتاج كل تلك القصص من الكلمات لتصف تلك القوة الفريدة فيها تلك الضعيفة... ؟!

فمن مثلك يا أمـــــــــــــي ؟!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:44:32
2016/10/03
اللهم صلِّ وسلم وبارك على الحبيب المهاجر من مكة بانيا إلى المدينة بانيا...

بنى النفوس بمكة لبناتٍ لبناء المدينة الشامخ ...
بناء دولة الإسلام ...

ويُحارَب الإسلام اليوم ويُحارَب من محسوبين عليه وهم أذناب أعدائه، كما من أعدائه ..
ولكنه سيبقى أبدا البناء الذي لا يُهدّ ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:45:15
2016/10/16
إن ((مع)) العسر يسرا.. إن ((مع)) العسر يسرا..

رائع أن ترقب في عزّ العسر وقلبه يسرا من ألطاف الله... ثم يسرا يرفّ على القلوب الموجوعة بلسما فيمسح عليها ويداويها، ويُشعرها بالرحيم يرحم وهو يقضي....

إن ((مع)) العسر يسرا..
إن ((مع)) العسر يسرا..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:46:11
2016/10/18
ما بالنا نأخذ من الدين عنوانه وقشوره، ولبّ الدين العمل به .. لا التشدق به قولا ... ؟!

ما بال جلّ من يزور مريضا لا يعرف لتلك الزيارة آدابها وضوابطها وقواعدها ؟!!

فتجد أحدهم ينظر إلى المريض نظرة المتحسّر، الذي لا ينفكّ واصفا له بالمسكين، الذي لا يستحق ما عليه حاله، مدّعيا حزنا عليه أكثر مما يصدقه..
وحتى من صدقه فليتفاءل خيرا، وليبعث التفاؤل في نفوس من يزورهم ..
 
ألا يدري أن المريض وأهله سواء يحتاجون لكلمة طيبة، داعمة، مقوية، باعثة للأمل ؟!!

ألا يدري أن نظرة حسرة أو حزن قد تزيد الطين بلة عند المريض وأهله ؟! وأن ما عليه هو وأهله يكفيهم ولا يحتاج زيادة إثارة وتهييج ؟!

وأن الخيرية ليست في زيادة النكد والحزن والأسى، بل الخيرية في بعث الأمل والتذكير بقدرة الله تعالى على شفائه، وفي ابتسامة ومزحة خفيفة ودعابة ظريفة تبعث الأمل وتُذهب عن القلوب الغمّ... !

فما يدريك يا مَن تنظر لمريض طريح الفراش، مُنهك، بلغ به السقم مبلغه، وأخذ منه كل مأخذ، لعل الله يبعث فيه الشفاء والعافية...

فليس المرض علامة على الموت ولا دليلا، فكم  من سقيم عليل برِئ وطاب، وكم من سليم مات قائما أو قاعدا أو ضاحكا أو لاعبا ... !

فيا زائر المريض كن خفيفا في زيارتك، لطيفا في مقالك، باعثا للأمل، ذاكرا لله مذكّرا به وبلطفه ورحمته، ولا تكن ثقلا فوق من ناءت به الأثقال...

اترك خلفك رحمة ورَوحة ولا تترك خلفك تأففا ونَوءا بزيارتك..
فإن لم تكن حمّال أمل، مُدخلا للسرور على قلوب المؤمنين، فلا تزرْ أصلا وأنت تزعم ابتغاء الأجر بالإجهاز على قلوبٍ ما فيها من ألمٍ على حبيب قريب يكفيها ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:47:13
2016/10/21
ليس الذكي من يفرط في إظهار انتباهه وتفطنه لكل شيء...  فمن الناس من يُظهر انتباهه لأشياء ويتعمد إخفاء انتباهه لأشياء...
فالأول يُظهر الذكاء، والثاني يَظهر عليه..
الأول متكلف ذكاء والثاني الذكاء فيه سجيّة...
والذكي من أحسن التفريق بين الأول والثاني .. !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:48:48
201/10/28.  يوم قبل وفاة حبيبة الروح أمي تغمدها الله بواسع رحمته

قبل أن نسمي ذلك المكان الذي يؤمّه المرضى لعلل تصيبهم، لائذين بصاحب علم يُدعى "الطبيب" يسأل عن الأعراض فيُبطل العجب بالكشف عن السبب، ويجتهد في وصف العلاج الشافي..

قبل أن نسمي ذلك المكان "عيادة" أو "مستشفى" يجب أن يتوفر على شروط أولية أساسية، هي البُنية التحتية لمصداقية المكان ودوره الفعال ...

هذه الشروط تكاد تكون منعدمة في بلداننا، بلاد الإسلام التي كانت تسمي الطبيب "حكيما" من فرط ما عَرف العرب والمسلمون للطب دوره، والحاجة الماسة فيه للمعاملة النفسية اللازمة التي لا مناص من الاهتمام بها وإعطائها حقها مع حق الجسد...

قبل أن نسمي ذلك المكان "عيادة" أو "مستشفى"  :

💊 أين النظام اللازم الذي يَرْصُف الخطوات في مكانها المناسب ووقتها المناسب، فلا تعرف تعطيلا لمريض على حساب مريض آخر، ولا تعرف تأخرا في إسعاف مريض من تماطل ممرّض أو من تأخيره لفحوصات أولية -كفحوصات الدم- تُجرى في وقت مبكّر سابق للفحص الطبي..

💊 أين النظام اللازم والسرعة المطلوبة، وتواجد الأدوات واللوازم الطبية بحالتها السليمة التي لا تستدعي خلطا ولا أخذا من وقت مريض مُنهَك النظام والسرعة من عوامل راحته وتفادي إتعابه فوق التعب الملمّ به ؟!

💊 أين الأداء الاحترافي للممرض والذي يجمع بين السرعة والدقة والإتقان والمعرفة بدواعي التدخل السريع والحل المناسب للحالة المناسبة ؟!

💊 أين تتبع الطبيب المسؤول للممرض الذي يعمل تحت إشرافه، وإلزامه بالأداء المناسب لمهمته، ومحاسبته على أخطائه وتقصيره ؟!

💊 أين التعامل النفسي المساعد على راحة المريض من الممرضين ومن الطبيب على السواء ؟

💊 أين الابتسامة على وجوههم وهي الدواء قبل الدواء ؟!

💊 أي معنى للطبيب وطبّه وهو يَنْهر المريض ويعامله كما يعامل السجّان الفظُّ سجينه ؟!

💊 أي معنى للعيادة أو المستشفى والممرض ينظر للمرضى شَزَرا، ولا يكاد يردّ على سؤال إلا كما يرد الأعجمي على عربي لا يفهم من مقالته كلمة، بل ربما ردّ الأعجمي المهذب بالإشارة والاستفهام مبتسما.. بينما الممرض أو الممرضة تكاد تضرب المريض بسِياط نظراتها التي جمعت جامَ غضبها وحنقها على ما حولها لتصبها على المريض الذي لجأ باحثا عن دواء لا عن سوط لاذع ؟!

ومنذ أيام حدثتني قريبتي وهي الطبيبة بفرنسا، في زيارة لها لمستشفانا أن الابتسامة على وجه الممرض والطبيب عندهم قانون، يُعاقَب من لا ينفذه.. !
وأن الطبيب مُلزَم بعلاج المريض حتى وإن تجرأ على ضربه ... !

💊 أين قدسية الواجب الإنساني الذي لا يحول دون أدائه على وجهه الأسلم تلهّي الممرض أو الطبيب بتجاذب أطراف أحاديث الحياة، فتجد الممرضة تنشغل عن واجبها بالحديث عن الحُلِيّ وعن جديد صيحات اللباس ! أو تجد الطبيب وهو لا يطفئ جوّاله والمريض معه ينشغل عنه بحديثه مع صديق أو قائم له بشأن من شؤونه الخاصة... ! والمريض المسكين "ينتظر" ... !!

💊 أين الإنسانية اللازمة في الطبيب المداوي، وهو المُلزَم بنفع المريض، فإن لم يكن بدواء لا يألو جهده في وصفه، فليكن برقة وابتسامة وتهوين عليه تجعل منه المرتاح لطبيبه قبل أن يرتاح بدوائه ...

قبل أن نسمي ذلك المكان "عيادة" أو "مستشفى"
أين كل هذا أساسا للبناء الإنساني كما هي اللبنات أساسٌ لقوام بناء المكان .. ؟!

لا مقام للطب دون الإنسانية فيه...
ولا قيمة للمكان دون وجود "الإنسان" فيه .. !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:50:22
2016/11/08.  أحد عشر يوما بعد وفاة الحبيبة الغالية أمي جعلها الله من أهل الفردوس الأعلى.

كانا بابَيْن إلى الجنة مفتوحَيْن...
فأما أحدهما فاسمه "أبي" وأما الآخر فاسمه "أمي" ..

أُوصِد دوننا باب أبي من أربع وعشرين عاما، وأوصِد دوننا باب أمي من أحد عشر يوما ...

بأيدينا واريْنا أغلى وأحب مخلوق الثرى..إلى مثواها الأخير ...

تغمدك الله برحمته الواسعة يا أمي، وطيّب ثراك وأعلى مقامك، وأكرم نُزُلكِ، وأدخلك في عباده الصالحين... وأسعدكِ ونعّمكِ وأبدلك عن مقامك في قلبي بالفردوس الأعلى ...

إلى رب رحيم كريم رحلتِ يا حبيبة القلب..
إلى رب لا يضيع عنده عمل...

ربي إني استودعتكَ أمي وأنت أرحم الراحمين ...
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا : "إنا لله وإنا إليه راجعون"

ولطالما كنت أقف عند أبي وأمي، فلا أحسن معهما التعبير... وما أزال أقف...

ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرة...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:51:43
2016/11/22

اللهم كما لم تحرمني ابتسامتها الدُريّة الدافئة، وقلبها العامر حبا الذي لم يتبدّل عليّ يوما، وأحبني بكل عيوبي، وعينها الملأى حنانا وشوقا لا ينقضي، ولمساتها الحانية، وقُبُلاتها الحارة...
فلا تحرمني لقاءها في مقعد صدق عندك ...

أمي الحبيبة تغمّدك الله بواسع رحمته... ومتّعك بسابغ نعيمه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:53:09
2016/12/28
ما يزال بعدُ في عامه الرابع...

أرشدتُ شقيقه الأكبر سنّا إلى ضرورة إقامة الصلاة قبل تكبيرة الإحرام عند صلاة الفرض، فقال لي بنبرةٍ طفولية متسائلة : مَن لا يقرأ الإقامة يُدخله الله النار ؟

فقلتُ : إن الله تعالى لا يُدخِل النار على أيّ خطأ، بل يُدخل النار من كان شريرا، يفعل سوءا، ويُلحق الأذى بالناس..

لا تُكثروا من تخويف أطفالكم اللهَ، بل أكثروا من تحبيبهم في جلاله.. علموهم جلاله وعظمته مع رحمته قبل أن تعلّموهم عذابه وعقابه ..

اجعلوهم يحبونه من إنعامه عليهم، ثم من رحمته بهم...عندها سيسهل عليهم فهم مواطن عقابه ودواعي عذابه ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:53:48
2016/12/29

في سورة "المطففين" ..

يقول تعالى عن المكذبين بيوم الدين :

 {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15)} [المطففين ]

الرانُ هو الصدأ الذي يعلو القلب المكذّب، العاصي، المظلم بالبعد عن الله.. يبتعد ويبتعد ويبتعد حتى يبوء بالصدأ على قلبه يمنع من مرور هواء الإيمان النقي يُحييه، بل يُميته والنبض فيه.. !

صدأ يعلو القلبَ، فلا يعود ينكر صاحبه معصية، ولا جرأة على الله ولا جرأة على كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولا تعود نفسه تنكر سبّ الصحابة والحطّ من قدرهم، ولا الطعن في السنة والأحاديث ولا أكثر من ذلك ولا أقل.. بل تمشي به حالُه خطوة إثر خطوة حتى يستسهل التكذيب بيوم الدين، وبما أنزل ربّ العالمين.. !! (عياذا بالله)

لا تعود نفسٌ هذا قلبها تُنكِر شيئا من هذا .. !!
إنه الصدأ(الران) يعلوه فيحجبه عن هواء الإيمان...

يحجبه عن ربه ... !!

وإن هذا الذي حجبتْهُ كثرة معاصيه وإيغاله فيها عن ربه، حجبته عنه حتى باء بالصدأ غلافا له حاجبا..

هذا هو ذاته الذي سيُحجب عن ربه يوم القيامة، يوم الحساب ... "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"

حجبه الرانُ عنه في الدنيا بما عصى وبما استسهل المعصية، أو بما استسهل الجرأة على الله وعلى كتابه وسنة نبيه.. حتى ها هو "يومئذ". يوم الحساب محجوب عن ربه .. عياذا بالله !!

حجبَهُ الرانُ عن طاعة ربه في الدنيا، فها هو يومئذ محجوب عن ربه ...
من جنس ما يصنع الإنسان بنفسه في الدنيا يلقى يوم القيامة ...

فنسأل الله تقديرا لجلاله وعظيم سلطانه يمنع قلوبَنا من الران، فيمنعنا من حجبٍ عن وجهه سبحانه يوم لقائه..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:54:39
2017/01/05
لا تكن مُصدقا لكل ما تقرأ أو تسمع.. بل كُنْ مُمحّصا باحثا عن الحقيقة.. خاصة على فضاءات النت التي تعجّ بالأكاذيب.. أكاذيب كثير منها يتخذ من العاطفة الدينية سبيلا للتأثير..

فلا تلتفت لمن ينشر عن حيوان يسجد، أو عن نبات نُقش عليه لفظ الجلالة، أو عن شجرة يجعلون انحناءتها غصبا سجودا لله..

كن يقظا.. ولا تدعْهم يتلاعبون بعقلك باسم الدين، فالدين أرقى وأسمى من أن يُعلى بهذه الأكاذيب والخرافات..

الدين حركة وعمل وحياة.. وسلوك يجعل من صاحبه الصادق مع نفسه قبل أن يصدق مع غيره..

فلا يلفّق ولا يفتري، ولا يخترع ما ليس على الحقيقة..

هذا الدين الذي علمنا قول الحق ولو على أنفسنا، وألا نبخس حقّ ألدّ أعدائنا، ولا أن نفتري عليهم كذبا.

قال تعالى : " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة : 8]
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:55:39
2017/01/09

كنا قد طرحنا على الصفحة سؤالا مفاده معرفة الآراء بشأن مقالة أحدهم  أن المساجد بتسمياتها على أسماء الصحابة هي التي تحافظ على ذكرهم بيننا، وإلا لاندثر ذكرهم، مع ما تتلهّى به هذه الأجيال من مُلهيات العصر ؟

كانت هناك أجوبة لبعض الإخوة الذين تفاعلوا معنا جزاهم الله خيرا..

🌟منهم من قال أن هذا الكلام تهويل ..

🌟ومنهم من قال أن ذكرهم من ذكر معلمهم ومعلمنا الأعظم صلى الله عليه وسلم، فما ذُكر، وما بقي ذكره -وهو الذي لن يندثر- بقي ذكرهم.

🌟ومنهم من قال أن هذا كلام لا يُجدي، فالحكمة في الاعتبار والعمل لا القول، فما يحفظ ذكرَهم كثرة أقوال بل الامتثال بالأفعال .

وكلام الإخوة كله برأيي سديد وقويم، فأن تحمل المساجد أسماء الصحابة، فيبقى ذكرهم بيننا من أسمائها ليس السبيل ولا الحل..

وهو كلام مُبالَغ فيه.. فحتى إن عُذر صاحب المقالة بقوله من مظنّة الضعف البشري الذي يعترينا ساعة غضب أوتعب مما يكثر حولنا من لامبالاة وسطحية، واهتمامات بتفاهات لا تسمن ولا تغني من جوع.. ومن تقليد أعمى للغرب بانهزامية ساحقة ماحقة تزيّن كل ما عندهم وتقبّح كل ما عندنا بدعوى أنهم أصحاب اليد الطُولى في عصر العلم والتكنولوجيا، وأننا أصحاب الفتن والفرقة والتقاتل والتناحر والضعف ..

حتى وإن عُذِر صاحب المقالة، فإننا لا نزيد الطين إلا بلة ونحن نحفر قبورنا بأيدينا، وما يزال الرمق والرمق والرمق.. كمن يئد، فهو يدفن الحيّ ...

ليست المساجد بتسمياتها هي وسيلة الحفاظ على ذكر الصحابة الكرام بيننا،  بل هي نفوس لا بدّ موجودة وإن غلب الضعف، وإن كثر المقلدون عن عمى...

💡هم آباء وأمهات عرفوا لرسالتهم قدرها فربوا أولادهم على أن قدواتهم أولئك الأفذاذ الذين صنعوا للإسلام عزّه، والذين حافظوا عليه ونقلوا الدين (قرآنا وسُنّة) أمناء لا يضيرهم أن تذهب أنفسهم لتبقى ريح الإسلام.. فما بخسوا أبناءهم فرصة محبتهم ومن ثمّ اقتفاء آثارهم في حب الدين والعيش به ولأجله.

💡هي نفوس قوية لا تحيك فيهاالفتن، ولا تهزها رياح المسخ، ولا تهدّها انكسارات اليائسين، بل هي التي تصنع التغيير، تغيير الحال من ضعف وانهزامية إلى قوة وثقة واعتزاز بالهوية الإسلامية. فتُحدّث عن الصحابة وعن حياة كانت لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الواقعية المثالية التي حققت النصر والتمكين والقوة والمنعة، تُحدّث لا لتحدث عن قصص للتسلية والتثقيف بل لتحدث عن رجال صنعوا التاريخ، وليس بعيدا أن يصنع غيرهم صنيعهم، بل هم القدوة التي تحققت، وليسوا الخيال الذي نتصنّعه.

💡هو يقين المتيقنين من أن هذا الدين ظاهر، ولكنه ليس اليقين الذي يُقعد أو يجعل من صاحبه ثرثارا به بل يجعل منه التواق لأن يكون المُستَخدَم صاحب اليد في شيء من هذا الظهور.

💡وفوق هذا كله،لقد أعلى ذكرَهم القرآنُ وخلّده، وهو يزخر بآيات عديدة يذكر فيها فضائلهم ويشهد لهم، ويعدّد ما خبّأ لهم الله من نعيم مقيم، ونزلت آيات فيهم، بل وذُكر "زيد" باسمه قرآنا يُتلى إلى يوم الدين، وبُرّئت عائشة رضي الله عنها بقرآن يُتلى إلى يوم الدين.. كما خلّدتهم السنة، ونحن لا نعرف حديثا صحيحا إلا وقد عرفنا عددا من نقَلَته الكرام رضي الله عنهم أمينا عن أمين يحفظون الدين وينقلونه لكل جيل.

بهذا وبغيره الذي سيبقى ما بقيت الدنيا سيبقى ذكر الصحابة، كما سيبقى ذكر هذا الدين  ولن يندثر ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:56:15
2017/01/09

في سورة "عبس" لنتأمل البداية، وهو سبحانه يخبر عن الأعمى الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف عبس رسول الله لمجيئه، وتولى عنه ..

تأتي الآيتان الأوليان بصيغة الماضي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبة يبلغنا خبرا :

" {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2)}

ولكن لم يستمرّ الأسلوب بصيغة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبا، بل ينتقل إلى خطابه بقوله تعالى:

{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)} [عبس]

تُرى لِمَ لمْ يستمر الأسلوب ذاته ؟
لماذا عندما بدأ العتاب الرباني لصفيّه صلى الله عليه وسلم تبدل الأسلوب إلى مخاطبته، ولم يبقَ حديثا عنه غيبا يبلغنا من ربّ العزة ؟
وأسلوب الإخبار عنه في اللغة يسمى أسلوب "الغيبة" والانتقال من الغيبة إلى الخطاب في اللغة يسمى "الالتفات"..

فلماذا في هذا الموضع كان الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ؟

إننا إذا تأملنا، عرفنا أنه سبحانه يعاتب حبيبه صلى الله عليه وسلم، مخاطبا إياه، ولا يعاتبه وهو يخبرنا عنه، غيبا..
فلسنا نحن بأعلى منه ولا أسنى خُلقا ليخاطبنا نحن معاتبا عن عبوسه وتوليه .
ليس أحد من خلقه أهلا لأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم المعاتَب بين يديه..

بل هو المعاتَب وهو المخاطَب بالعتاب.. هو خير الخلق كلهم، وهو أحسنهم خُلُقا، وهو الاهل لان يُربّى بتربية الله تعالى تربية مباشرة تخاطب محمدا صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الكمال البشري.. فلا يُعاتَب الكامل بين يدي ناقص ..

إنه سبحانه اكتفى بمخاطبتنا بخبر الأعمى ومجيئه وعبوس النبي صلى الله عليه وسلم وتوليه عنه، ثم رأسا يبدأ بعتابه مخاطبا إياه لا مُكملا العتاب خبرا يبلّغنا إياه ... فإنه لا يستقيم أن يعاتَب بين أيدينا ...

صلى الله عليه وسلم حبيب الله وصفيّه، والذي كرّمه حتى وهو يعاتبه...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:57:14
2017/01/14

تدبّر الحديث النبوي... العَبُّ من تربيته النورانية، وفهم معانيه ومراميه وهو جوامع الكلِم مِن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ..

نعم.. إن للحديث النبوي الصحيح لَدَورا هو للحديث النبوي..

مع الحديث حياة خاصة، كما أن مع القرآن حياة خاصة..

تربية وهَدي وإرشاد وتوجيه نجده فيه، ونبخس حياتنا حقها، والعقيدة فينا حقها ونحن لا نعرف من الحديث النبوي الكثير، والكثير جدا من الذي ينير لنا درب الحياة، ويبصّرنا بالحكمة فيها، والحكمة من عيشها...

إنّنا لَنُضيّع من العمر العُمر ونحن نتلهّى عن الحديث النبوي بكُتُب نحسب أننا نجني منها الحكمة، والحكمة قريبة منا في قول حكيم الحكماء صلى الله عليه وسلم، وفعله وتقريره...

جدير بنا وحريّ أن نعرفها أولا، وقبلا.. أن تكون معرفتها عندنا أسبق من غيرها...

"صحيح البخاري" .. "صحيح مسلم". نعرفهما بعُنْوانَيْهما الشهيرَيْن، لكننا لم نعش تربية أحاديثهما، لم نسبر غورها بالقدر الذي نستشعر فيه دور الحديث إلى جانب القرآن ...

نعم... إن للحديث النبوي دورا هو للحديث النبوي، هو الحكمة التي أوتِيَها نبينا صلى الله عليه وسلم لنعبّ من أنوارها...ونضيع وَحْيا مع الوحي ونحن نرى معرفتها ثانوية ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:58:15
2017/01/19

في سورة النازعات..

كلمات قليلة...سطران ...
ما هي إلا ثلاثة أسطر فإذا أنت قد عرفتَ الأمر من الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام، وسبب الأمر، ثم تنفيذ الأمر من موسى، يدعو فرعون ويدعم دعوته بالآية يريه إياها.. ثم ردّة فعل فرعون، وثورته...ثم مآله ... !

كله بجوامع الكلِم، سريعا يصلنا...
بليغا، قويا، معبرا، بل ومصوّرا للأحداث أبدع تصوير، وكأنها للعَيان ماثلة ...

{اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25)} [النازعات : 17-25]

تأمل الحق وموسى عليه السلام يَأمره ربُّهُ بتبليغه فرعون... فقل : "هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى"

كلمات قليلة ... هل لك في طهارة تُذهب رجس نفسك، وأدلك على ربك فتخشاه...

موسى ذلك الطريد الفارّ من مصر إلى مَدْين، وفرعون يأتمر به ليقتله...
موسى الذي مكث بمدين عشر سنوات...
وفور عودته ها هو ربه يأمره أن يذهب داعيا لمَن كان سبب فِراره وهجرانه أرضه ...

فيأتمر موسى بأمر ربه، ويذهب إلى فرعون، ويدعوه...

بكلمات قليلة...ولكنها ظاهرة الحق، قوية...
 إذ الحق من ذاته قوي، أبلج، ساطع... له أثر...

فكيف كان ردّ فعل فرعون ؟!!

كذّب، وعصى....

أدبر يسعى......

إنني لأراه مُهتاجا، ثائرا، خائفا... متزعزعا... دمغ الحقّ باطلَه، فأفزعه، وروّعه... بكلمات معدودات...

أفقده الجلد ...!!

ثم أدبر يسعى...

فحشر فنادى .... !!

جمع الناس، وكان الأمر بينه وبين موسى عليه السلام، ولم يكن على مرأى من الناس..
أُمِر موسى به وحده، ولكن الكلمات القليلة أفزعته.. فحشر الناس، ونادى فيهم فزِعا:"أنا ربكم الاعلى" ..

لقد خاف من موسى ودعوته...
خاف، وقد عرف في كلمات الحق قوة خشيها على ملكه، فهرع يحشر وينادي...
يثبّت دعائم ملكه بكذبه وادعائه، وهو خائف، مهزوم... !!

فلننظر إلى الحق وهو لا يحتاج إلى صياح ولا إلى هياج، بل قوته منه...في ذاته..
بينما الباطل يستقوي بالصياح والهيجان...
يستقوي بالصوت، بالترهيب والترعيب..

الحق بكلمات قليلة فيه البيان..
ويكفيه أن يعلن عنه صاحبه بهدوء .. كما تُسفر الأرض عن خضارها ونمائها في صمت، بينما ينفجر بركان الحِمم المُهلك مزمجرا غضبانا مهتاجا .. !!

يااااه... !!
أيها الطاغية المتألّه فرعون... كم يكشف القرآن ضعفك وخوفك... كم يُبدع تصويره... حتى لكأني بك المعتوه، الهالك من ساعتك... !!

وكذلك أهل الباطل ضعفاء ، بيّنٌ ضعفهم وإن تترسوا بالدبابات والمزنجرات ... !!
بل إن دباباتهم وطائراتهم وأسلحتهم الفتاكة لصَوت باطلهم الراجف، وصولات فزعهم واهتزازات روعهم، ودقات قلوبهم الواجفة... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:58:59
2017/01/19

#أولادنا....

سلوكيات لاحظتها في كثير جدا من أبنائنا، إن لم يكن في جُلِّهِم ...

ينقص الآباء والأمهات الاهتمام بجانب قد تكون نظرتهم له إما بإفراط أو بتفريط، ولا يُحسنون توسيطها...
فإما أن يروه بعيدا عن سنّ أبنائهم فلا يرون انعدامه فيهم مشكلة ، أو أن يخلطوا، فيُقحمون ما يتناسب وسنّهم مع ما لا يتناسب...

إنه #أدب_المعاملات...
إنها التربية على الذوق والأدب والتلطّف مع الناس..

ترى الآباء يغفلون مثلا عن  ترسيخ تربية الشكر في أولادهم لقاء أي صنيع يُسديه لهم واحد من الناس..

يجب أن نغرس فيهم أدب الشكر والامتنان والتبسّم بوجه من يعينهم، أو يمدحهم، أو يهديهم هدية ...

ترى الطفل منهم يأخذ الهدية من كبير، وهو الجامد الذي لا يحرّك ساكنا.. كأنما أعطِيَتْ لجماد، ونسوّغ ردة فعله على أنها الطفولة، وأنه لا بأس به وهو يجمد... فهكذا يحترم الصغار الكبار.. !!

بينما هذا يُنبي عن خلل تربوي...
عن قصور في تلقين الطفل فنّ الرد بلطف، بأدب، بامتنان... حتى كان منه ما كان .. !!

ترى المعلم وهو يعايش تلاميذه شهورا، فإذا ما مرض مثلا، أو عُرف أنّ مُصابا ألمّ به تغيّب عنهم لأجله، فإذا هو عاد لم يسمع من أحدهم كلمة فرح بعودته... لأنهم تعوّدوا على أن الجمود هو التأدب مع الكبار... !!

وقد تجد منهم مَن مِن فرط تنشئته على التجمّد حسبانا من الذي ربّاه أنه "الأدب"، يدخل عليك وكأنه الآلة التي لا تنطق، فلا يلقي سلاما...
فإذا كان منه ما كان قيل إنه صغير وما عليه من ملام..

بينما هو المربي يُغفِل أن ينشئه على الحركة، ظنا منه أن " الجمود" مرادف ل "الأدب" .. !!!

كثيرون جدا هم هؤلاء الأطفال الذين لا يشبّون على فنون المعاملة، وآداب التعاطي مع الناس، حتى يكبروا قليلي ذوق، ومُؤثرين للعزلة على المخالطة..

وإنها لن تصير سمة في الانعزاليين وحدهم، بل حتى في غيرهم..

يُغفِل الآباء والأمهات التربية على الحسّ المُجتمعي، على الذوق، وعلى حسن معاملة الآخر...

شعرةٌ دقيقة هي بين هذه التربية، وبين إقحامهم في أمور الكبار... فمتى عرف الآباء حدود الأولى فأمدّوا أولادهم بها نجحوا في تنشئتهم على التعامل مع الغير، ومن ثَمَّ الإحساس بالغير، والإحسان للغير، والتفكير بالغير...

ومتى خلطوا، فظنوا أن الأولى هي نفسها الثانية نجحوا في تنشئتهم على الأنا، والانعزال، وانعدام وزن الجماعة والمجتمع في أنفسهم...

وعلى أن يكبر الطفل آلة.. تتساوى عنده المقامات والمواقف، فتغيب الابتسامة ساعة الحاجة إليها، وقد تحضر وقت الغنى عنها، ولا يعرف للشكر مكانه، وكأنما الناس خَدَمُه الواجب عليهم خدمته صاغرين... !!

#ربوا_أبناءكم وانتم تُعدّونهم لمجتمع، ولدور لهم فيه، ولإحساس بحاجاته، وبأنّهم أهل لنفعه.. وأن ذلك منهم نحوه واجب...

ولا تربوهم داخل قوقعة الأنا في عصرٍ الهاتف الذكي فيه هو حاجتهم الأولى والأخيرة .. !!! فهو المجتمع وهو الأمة وهو الوطن.. !!

ربّوهم ليشبوا مؤمنين محبين لخير إخوانهم، ساعين في حاجاتهم، لا يغيب عندهم الإحساس بألم الآخر، وبيد الآخر، وبوجود الآخر...

ربوهم ليكون لهم دور مع الناس، ولتكون يدهم مع الجماعة،  لا ليكونوا لأنفسهم ومن ورائهم الطوفان ..

ربوا الولد وتذكروا أنه "رجل" الغد... وربوا البنت وتذكروا أنها "امرأة" الغد...لا على أنهم الصغار الذين يكبرون صغارا ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 12:59:42
2017/01/24

"أوى" و "آوى"

الأولى بالقصر، والثانية بالمدّ، فأما الأولى فتُقال عمّن يأوي إلى مكان ما : "أوى"
وأما الثانية فتُقال عن الذي يحتضن الذي أوى إليه، أي صاحب المأوى.

وقد جاءت في القرآن الكريم : "إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ" . وجاءت بالمدّ في قوله تعالى: "وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رُبْوَة"،كما جاءت في قوله تعالى : "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى".

كما جاءت في حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم :"أمَّا أَحَدُهمْ فَأَوى إِلَى اللهِ فَآوَاهُ الله".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 13:00:21
2017/01/25

أيها الآباء.. أيتها الأمهات ..

كفاكم تخويفا لأولادكم من الله، ومن عقابه، ومن النار.. !!  فأنتم لا تنفكون كلما فعلوا ما لا يرضيكم مردّدين : "يِدِّيك ربي للنار"  "يدخلك ربي للنار" ...

أعرف من الأطفال من لم يتوقف عن البكاء، وهو يقول : أنا أخاف كثيرا من الله، ومن النار... أخاف أن يضعني الله بالنار ...

يا إخوتي إنكم تحسبون أنكم تحسنون صنعا، بينما أنتم تصنعون لأولادكم صورة ذهنية عن إله يخافونه ولا يحبونه.. عن ربّ يعاقب الأطفال ... !!

ثم متى عرفنا أن هذا صدقٌ وحق في ديننا لنخبرهم به ؟!!

أنخبرهم الكذب ونحن ننهاهم عنه، ونخوّفهم من النار إن هم كذبوا ؟!!

حببوهم في الله بتعريفهم رحمته، وفضله وخيره المديد.. عرفوهم أنه خالقهم والمنعم عليهم بألوان النعم... وأنه يحبهم ويرعاهم ..

إنكم وأنتم ترمون إلى زرع الخوف من الله في أنفسهم، أنتم أنفسكم مَن تصنعون منهم أناسا لا يعرفون لحب الله سبيلا ... !!!

فانتبهوا ! وكُفّوا يرحمكم الله عن تخويف أطفالكم من الله، وأكثروامن تحبيبهم في جلاله سبحانه وهو الرحمن الرحيم ...

#تخويف_الأطفال_من_الله
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-06, 13:01:01
2017/01/26

سورة النبأ ...

عمّ يتساءل هؤلاء المكذبون ؟ عن القرآن وما حوى، وما جاء به من أنباء البعث ويوم الحساب، يوم يقوم الناس لربهم سبحانه مجازيا ومعاقبا إياهم  ...

لنتأمل ... !

كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون ...

لنتأمل ... !

إنك بعد هذا التأكيد على أن المكذبين سيعلمون، ثم سيعلمون... لَتنتظر أن يجيبك سبحانه بتفاصيل ما سيعلمونه... ما الذي سيعلمونه ؟ ما الذي من المؤكد أنهم سيعلمونه؟!!

ولكن الإجابة ليست عما سيعلمون ... !
إنك تترقب تفاصيل "سيعلمون" ... تترقب بشغف كبير تفاصيل ما سيعلمون ..

ولكنه سبحانه لا يأتي بتلك التفاصيل أولا...
لا يأتيك بالغيب حتى يأخذ بيد عقلك إلى ما يجعلك تصدّقه... لا تستبعده...
يأخذ بيد عقلك لتتمثل الغيب، لتتمثل اليوم الذي سيعلمون فيه... لتعقل أن هذا اليوم وما فيه ليس ببعيد عن قدرة الله... بل إنه الحق لا محالة ...

لنتأمل... !!

فإذا الله سبحانه يأخذنا إلى حيث يعمل العقل، ويستنتج، ويعقل، ويفهم...
يأخذك سبحانه إلى ما حولك ... إلى ما يحيط بك... إلى مجال عمل عقلك..
انظر ... انظر حولك... إلى الأرض التي مُهِّدت لك...
إلى الجبال وهي أوتاد تضرب في أعماقها لتمسكها أن تميد بك...

انظر أليس يعقل هذا عقلك ؟

انظر حولك...
ألم يخلق الإنسان بزوجه ؟ وجعل له النوم، والليل لسكونه وراحته، والنهار لحركته ومعاشه، وبنى فوقه سبع سماوات...
وبالسماء شمس مضيئة... وسحب تُنزل بامر ربها ماء ...

 ثم في عودة جديدة إلى الأرض ..

هكذا في رحلة سريعة من الأرض بمُسخّراتها للإنسان إلى السماء بمُسخّراتها للإنسان... ثم في عودة جديدة للأرض ومُسخّراتها للإنسان ...

هكذا أيها الإنسان رحلة سريعة، ولكنها براحلة ثقيلة... تأخذ المخلوق المُكرَّم وما خُلق له سُخرة بين السماء والأرض...

فيا أيها العاقل...... ها أنت تعقل كل هذا ...
وتصدّق... وتقرّ أنه حق.. وأنك تعيشه وتحياه...
أرض وجبال وسماء وشمس وسحب وماء يسقي الأرض ويُخرج النبات ...

فمن خلق هذا كله من عدم، وخلقك من عدم، وأنت تعقل كل ما حولك ... أفيصعب ويشقّ عليه سبحانه أن يبعثك من مرقدك... وقد كنتَ من قبل بعثك ؟ بينما لم تكُ من قبل إيجادك شيئا مذكورا ...

أفخلقك وخلق الكون من عدم أعياه سبحانه ليُعييه خلقك الثاني وقد كنت من قبلُ حيا ؟! ...

تأمل كيف يأخذ عقلك أولا ليستدلّ على قدرته سبحانه على بعث جديد من قبل أن يقرر أمر البعث عندك ...
إنه لا يأخذك إلى أنباء البعث حتى يحرك عقلك، وكأنه يقول لك لن أفجأك بالغيب حتى تجد بعقلك ما يقرّبه لك، ما يجعلك تصدّق وقوعه...

عقلك لم يُخلَق ليعقل الدنيا وحدها، بل ليقرّب لك صورة الآخرة...

تصل لربك بعقلك... بما يحيط بك من خلقه وأمره، وتؤمن بالغيب بعقل عرف ربه وقدرته، فلم يجد عجبا من الذي خلق فسوى، وقدر فهدى  أن يبعث منَ خلق في خلق جديد ...

إنه لن يخبرك: " إن يوم الفصل كان ميقاتا" حتى يحرك عقلك لتصل به للإيمان بيوم الفصل، كما وصلتَ به لربك...ملك يوم الفصل...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 09:13:55
2017/01/28

إن تأثير الموضوع يكمن أكثر ما يكمن في طريقة قراءته...
فقد تقرأ القرآن وأنت لست تقرأه ...

وقد تقرأ الحديث وأنت لست تقرأه...

ربما أنت من عقود مسلم، منذ ولادتك أنت مسلم ، وربما لم تذق القرآن يوما وأنت تقرأه حروفا وإن برعتَ قلقلت وأدغمت وأظهرت ومددت ...!

ربما منذ وعيتَ وفهمت، تعرف الحديث النبوي، ولكنك تقرأه، وإن أنت برعتَ فهمتَ المعنى العام، وفاتك ما فاتك من كنوز الوقوف عند اللقطة الخفيّة، والعِبرة المستخفية المُضافة درسا مع المعنى..

وربما فاتك أن تلحظ ذكاء في الاستهداف، وفطنة في طريقة التوجيه، أو تأملا وتعمقا في رقيّ التربية القرآنية أو النبوية ...

خذ عندك حديث الإفك، هل حسبت سنّ عائشة يومها ؟!
وسنّها سهل أن يحسب...
ثم اقرن تصرفها وردة فعلها مع سنها...

ثم تملَّ بقولها للنبي صلى الله عليه وسلم وأبَوَيْها :

 : " فَقُلْتُ - وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ - : إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ : إِنِّي بَرِيئَةٌ. وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لَكُمْ مَثَلًا إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ قَالَ : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }

هل تأملت ما تقول بنت ثلاثة عشر عاما ؟!!

هل تأملت موقفها وردها ؟ وفهمها لحال من حولها ؟!
وأنه لن يُجدي منها دفاع عن نفسها واستماتة، وتطويل ومنافحة، وصراخ وبكاء وعويل ...

هل تأملت قولها : "لا أقرأ كثيرا من القرآن" ؟!!

لتدرك أنهم عاشوا به أكثر مما قرؤوه، فهي ذي تستشهد بآية منه لفعلها لا لقولها ...
بينما لننظر إلى كثرة من يقرؤونه اليوم جريا وهرولة وتسابقا على العدد .. !!!

هذا غيض من فيض حديث الإفك الذي أبهرتني كنوزه... !
غيض من فيض ما في "معروف" عندنا...

نعم نعرفه، ولكن إن قرأناه حروفا أو معنى عاما سطحيا دون النظر في أغواره، فلا تأثير...

بينما إن قرأناه تدبرا وغوصا وبحثا وتأملا فكأنما هو الجديد الذي لم نعرفه إلا ساعة قاربناه، وتأملناه وغصنا طلبا للآلئه المغلفة في صدفاتها... !!

ليست المشكلة في تكرار ومعرفة الشيء، بقدر ما هي في التعمق، والتقرب، والتملي والتمثل... وصيد الفوائد والفوائد مع الفائدة الواحدة ...

فهل حاولنا التعرف إلى ما "نعرف" ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 09:15:03
2017/01/30

المرأة كائن حي... !!

هذا هو التعبير الذي قفز على لساني وأنا أستحضر بعض الرجال، بعض الأزواج خاصة ...وهم يرون المرأة قد تزوجت لتقوم بواجبات وكفى .

بواجبات مُحَتّمة، مفروضة كفرض الصلاة والصيام، بل ربما أكثر...

هذا الصنف من الرجال يراها مُسخّرة لهذه الواجبات دون أدنى اعتبار لراحة تلزمها، أو لمتنفَّس تحتاجه، او لمَنْدوحة من هواء تستنشقه يُسعف قلبها وروحها من أن تُدفَن في قبر "المسؤوليات اللامتناهية" ...

مع أولادها وحوائجهم التي لا تنتهي فهي التي تطهَى، والتي تغسل، والتي تُلبِس، والتي تُدرِّس...
والتي تنظّف والتي تُرتِّب...
والتي تطبطب، والتي تبحث في تقاسيم وجه كل واحد منهم تتفقد نفسياتهم وتحرص على سلامتها...

وحوائج الزوج...فهي تغسل وتكوي، وتحرص على راحته وتوفير جوّ هادئ له وقد عاد من صخب العمل ولأوائه ... !!
وتزيد فتحمل معه همّا يُثقله، تود لو أن بمَلْكها أن تزيحه عنه، فهي المتقاسمة معه أوجاعه وأرقَه...

هذه المرأة ...
ألا تحتاج متنَفَّسا ؟!
ألا تحتاج أن تغيّر من أبجديات تحيط بها بين حين وحين، إلى أبجديات طبيعة تشتمّ من جوّها نسيما عليلا، أو مفاجأتها بدعوة خارج البيت من شريك حياتها الذي كان قبل سنوات قليلة يُمنّيها الأماني، ويُسمعها سامق المعاني، ويأخذها بكلماته الحالمة إلى عالَم رسمتْه ريشة الحلم المنشود فكأنما تمثّل لها حقيقة سويّة  ...

ألا تحتاج منه أن يسعى لتغيير جوّها ذاك بين حين وحين لتشعر بكيانها  حيّا بعيدا عن "سرمديّة" المسؤوليات المتراكمة، المتكررة يوما بعد يوم بروتين قاتل يُدخل شخصيتها قَبْو التلاشي وقُوّتها قبْو الفتور ولونها الزاهي قَبْو البُهوت ... !

ألا تحتاج لساعة من الضحك الطفولي الذي لا تخجل منه أمام زوج يرى في ضحكة عميقة بطابع الحرية وسَمْت الطفولة في زوجته خرقا لوقار السنّ وارتدادا إلى مرحلة لا تليق ب"الكبار" ... !!

ألا تحتاج إلى يد منك أيها الزوج تمتدّ  إليها  بهديّة "بسيطة" بقوة صدق المشاعر لا بقوة القيمة المادية، لتسعد بها وهي من يد من تحبّ ...

ألا تحتاج منك كلمة شكر وثناء، وإلحاحا عليها ألا تؤدي هذا العمل اليوم، وأن راحتها أولى...

أيها الرجل الذي يظنّ أن الزوجة مُلزَمَة بواجباتها حدّ القهر دون أن تلتفت إليها بشيء من اهتمام ورعاية ومساعدة وتقدير لتعبها ...

تذكّر أن المرأة كائن حيّ يحتاج شيئا من التنفيس والترفيه والتبديل لتستمرّ حياة الأسرة كلها بعطاء متجدد وبنفسيات مرتاحة، هانئة تواجه أتعاب الدنيا بروح متجددة لا بأشلاء روح متناثرة... !

تذكّر أن لزوجتك حقوقا مع ما عليها من واجبات !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 09:16:15
2017/02/01

في سورة النبأ...

"جزاء من ربك عطاء حسابا"
سبحانه الذي يجازى المتقين عطاء من عنده وتفضلا وزيادة و "حسابا"...  ومن معاني "الحساب"  العطاء الكافي حتى يقول المُعْطَى "حسبي" أي اكتفيت...

هو رب السماوات والأرض وما بينهما ...
هو "الرحمن" ...

أيُّ اسم لله تعالى جاء مع هذا اليوم العظيم ؟!

إنه : "الرحمن" ... لم يأتِ "الملك" لم يأتِ "المنتقم" ...
لم يأتِ "الحسيب" ...

إنه "الرحمن" ... 
ولكنه الرحمن الذي لا يملك أحدٌ أن يخاطبه، من هيبته وعظمته، وجلاله، من تمام عدله... وطلاقة قدرته، وانتهاء الأمر له وحده...

"الرحمن" صفته اللازمة... صفته التي كانت لهذا اليوم العظيم، ذي الأهوال والأهوال والأهوال... !

الرحمن في يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون...
لا يستطيعون كلاما من الخشوع، والخضوع، والطاعة الكاملة... والتقدير العظيم لرب ذلك اليوم العظيم ... لمليكه...
للذي يقضي بقضائه وحكمه، للذي تُطوى السماء بأمره، وتُسيّر الجبال بأمره..  وتُسعَّر الجحيم بأمره... وتُزلَف الجنة بأمره ...

لليوم العظيم الذي تجلّى عن النبأ العظيم الذي كانوا فيه يختلفون !

ولكنه "الرحمن" .... !
الذي لا يملك أحد أن يخاطبه ... ولكنه "الرحمن" .... !

الروح والملائكة لا يتكلمون إلا من أذن له "الرحمن" ...
لا ينبسون بكلمة بغير إذنه ... ولكنه "الرحمن" ...

وفي طه : وخشعت الأصوات "للرحمن" فلا تسمع إلا همسا .

رحمنٌ في يوم الأهوال...

فسبحان رحمنِ يوم الأهوال ... !
سبحان مَن لا يملك أحدٌ منه خطابا وهو الرحمن...!
وسبحان من لا يتكلم أحدٌ إلا بإذنه وهو الرحمن...!
وسبحان من تخشع له الأصوات وهو الرحمن... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 09:17:01
2017/02/02

دونالد ترامب رئيس أمريكا الجديد ...
ليس خبرا جديدا ... ولكن ما يغيظ وما يكدّر النفس هو الاهتمام  من العرب والمسلمين بتفاصيل شخصية لهذا الرجل...

ثروته، زوجته، شعره، شكله .... !!

ألا يكفي ترقّب المسلمين الدائم لمَن سيحكم أمريكا، وكيف سيتعامل مع المسلمين ؟! بحال ضعف الضعيف...

وكأنهم ينتظرون حلول مشاكلهم من يده !!!
ينتظرون عصا سحرية مع كل انتخابات رئاسية أمريكية ... يتطلعون ل "حنان" أمريكا ...
وينسون أن الدور دور أياديهم ... !

ألا يكفينا هذا خزيا في كل مرة، حتى نجد المنشورات على الصفحات الإخبارية تُفصل عن ثروته أو زوجته أو قصة شعره ... ؟!!!

اتركوا الرجل فهو محبّ أمريكا لا مُحبّكم، ولا تستغربوا منه كرها للإسلام والمسلمين... والتفتوا لأنفسكم وما تصنع للإسلام والمسلمين ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 09:18:08
2017/02/04

في حديث صحيح أن رجلا من الأنصار عرف الجوع في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى صديق له جزار يسأله أن يعدّ أكلا لخمسة من الناس رسول الله واحد منهم..

ذهب الخمسة إلى بيت المضيف، فتبعهم رجل غير مدعوّ، فأخبر رسول الله المضيف أنه قد تبعهم فإن شاء أذن له وإن شاء رجع... فأذن المضيف للرجل أن يدخل معهم.

تأملوا إخوتي، فإنني في كل مرة، ومع كل حديث فيه التربية الإنسانية الراقية السامقة أقع على كنوز مبهرة ... !

تأملوا ... وهذا شيء من دروس الحديث لا كلها :

📌 هل حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المضيف على الإذن للرجل ؟

📌 هل رغّبه في الإذن له بدافع ما سيجنيه  من الأجر والثواب ؟!

📌 هل قرّر بشأنه هو مكان المضيف كونَه رسول الله وهو من هو بينهم مقاما وقدرا ؟!

📝 إنه صلى الله عليه وسلم لم يحثه على الإذن له، لم يُدخل في تخييره له قضية الأجر والثواب... بل علمنا أن الأمر له، وأنه الأدرى بظروفه وبما يناسبه، فلم يحرجه وقد يكون ما أعده من طعام قليل ربما بالكاد يكفي من دعاهم ... فلم يستخدم العاطفة الدينية لإلزامه بما قد يعجز عنه...

📝 إنه يربّينا أنه دين واقعي، لا يتكئ على العاطفة المندفعة، ولا مجال للحديث عن أجر وثواب يُغصَب عليه فاعله، أو يلغي ظروفه... بل يرقى بنا إلى درجات الإحساس بالآخر، ومراعاة مقدرته أولا قبل دفعه إلى فعل ما قد لا يقدر عليه، وإن فعله فقد يفعله مُرغما، مغصَبا..

📝 أما الأمر والقرار فهو للرجل الداعي المضيف، ولم يجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لنفسه وهو قائد الأمة ونبيها، إقرارا بفضل صاحب الفضل، ورقيا في درجات الاحترام والتقدير، وإسناد الأمر لأهله...

📝 وإنه فوق كل ذلك فتح للمضيف باب الاختيار فإن هو لم يأذن للرجل لم يُؤثم، ولا تثريب عليه... !
إذ أن الإعراض عن فعل خير لا يكون بالضرورة مَجلبة للإثم... فرُبّ إعراض صاحبه صادق خير من إقدام صاحبه مُراءٍ...

📝 ثم لننظر للداعي المضيف وهو يقرر ولا يستثني، ولا يُكبِر أن يقرر في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يقرر... بينما يعجز آلاف المسلمين اليوم عن تربية أبنائهم على اتخاذ القرار، والاستقلال بآرائهم حتى في كثير من أمورهم الخاصة... !

أدب ورقي، وواقعية وعقلانية تُحسب لهذا الدين العظيم الذي جاء موائما للنفس البشرية، عارفا بضعفها، يراعي الواقع ولا يجنح للخيال.. ويقدّر في الإنسان عقلَه...

دين عقل وتعقّل يرشّد العاطفة لا دين عاطفة هوجاء مندفعة الكذب فيها أكثر من الصدق...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 09:58:43
2017/02/10

بمناسبة الاحتفال المسمى فلنتاين ، تسجيل لي من إعدادي وكتابتي وتصميمي :

https://youtu.be/w4Wwc3RJXaM
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 10:02:31
2017/02/12

بدأت بسلسلة عنونتُها ب: "نشدان الحكمة". موضوعها تأملات لي في حديث نبوي أو حدث من السيرة أو التاريخ الإسلامي، أنشد منه الحكمة والتعقل، وهذه منها الخلقة الأولى :


*****************

أولا: تصرف عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك


الحكمة هي ما ينشد صاحب العقل الراجح، لتكون رأس تفاعلاته وتصرفاته إزاء ما يعرِض له من أحداث ..
خاصة عندما يجد الإنسان نفسه في قلب حدث تندفع له العاطفة، (وهنا أحب أن أنبه أنني لا أقصد الخوف الهستيري من العاطفة بحيث يترصد صاحب هذا الخوف لها وكأنها العدو، فيُصيّر من نفسه عبثا آلة لا إحساس فيها بدعوى "التعقّل" وهذا بحد ذاته شطط ومُجانبة للحكمة إذ أن العاطفة جزء من تركيب النفس البشرية ولا نريد إلغاءها بالمغالاة، ما نريده هو ترشيدها، وألا تكون الحَكَم في التصرفات، وكلّنا نريد أن نتربى على هذا)

أقول عندما يجد الإنسان نفسه في قلب حدث تسارع العاطفة لتكون فيه الحكَم، فإن كان ممن ينشد الحكمة تروّى، وتأنّى وتمهّل حتى لا يكون حكمه عاطفيا بعيدا عن ميزان العقل ..
وإن هذا التأني والتروي يُحيله إلى العقل، فيسمح له بالتفكير في عواقب الأمر، ويسمح له بالنظرة البعيدة الثاقبة، ويسمح له برؤية الأمر على حقيقته وبجوهره لا على مظهره ...
فلنتأمل بعضا من الأحداث ... وتفاعلات أصحابها ..

📌عائشة رضي الله عنها حينما رُمِيت بأخطر وأصعب وأشنع ما تُرمى به المرأة العفيفة في حادثة الإفك، حينما انتهى إلى علمها خوض الناس بعِرضها وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخوضهم لشهر كامل، قضت ليلتين في بيت أبيها لا يرقأ لها دمع ولا تكتحل عينها بنوم من هول الصدمة وألم الجرح في نفسها وهي العفيفة الطاهرة المحبة لزوجها العظيم، تخشى على علاقتها به نسيم الهواء العابر...

هي ذي لأول مرة بعد شهر كامل ويزيد من خوض الناس في عرضها ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إليها، فيضعها بين أمرين، فإن كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن ألممتِ بذنب فتوبي واستغفري...
وتُصعَق عائشة وهي التي تسمع من زوجها ما يشي بأنه يحتمل منها وقوعها في الذنب... !!
وأي صدمة أشد عليها وقعا من سماعها هذا الكلام منه بعد شهر لم تكن تدري فيه أنه يدري، ولكنها عرفت فيه جفوة منه لم تتعودها وإن كان يسأل عن حالها "كيف تيكم؟"

عائشة عند سقوط الصاعقة الكبرى على قلبها، حكّمت عقلها... في قلب المصيبة، وفي قلب مرارتها، في أوج مرارتها حكّمت عقلها... وجنحت للحكمة، فرشّدت عاطفتها، وعلمت أنها لن تكون الحَكَم الصحيح في أمرها، ولن تُجديها نفعا ...

في قلب المصيبة وتَداعي أهوالها تقول عائشة :"قَلَصَ دمعي" بمعنى أنها لم تعُد تجد منه قطرة، عندما صُعقت بالصدمة الكبرى من فم زوجها الحبيب نبي الأمة العظيم رقأ دمعها، وحكّمت عقلها، فالتفتت إلى أمها، إلى أبيها تسألهما أن يجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقولا شيئا يدفع عنها التهمة...

عندها ..عرفت أن الأمر قد وقع في نفوس الجميع موقع التصديق... فلم تزد على أن تكلمت تخبرهما بما فهمت من أحوالهم، أنهم قد صدّقوا، ولو أنها قالت لم أفعل لكذّبوها، ولو أنها قالت فعلتُ لصدقوها، واعتزلتهم بعد كلماتها القليلة ... ولجأت إلى الله وحده، وقد قوي يقينها أن الله مدافع عنها دون كل خلقه، دون أقربهم إليها، دون زوجها النبيّ صلى الله عليه وسلم، ودون أبويها...!
هكذا بكلمات قليلة، وبجَلَد ظاهر، وبقوة، تحسم عائشة أمرها، فلا تندب حظا، ولا تشق جيبا(حاشاها)، ولا تُبِحّ صوتا بالعويل والصراخ، واستصراخ النجدة، وتوسل التصديق من هول التهمة التي رُمِيت بها... ولترَ كل امرأة في نفسها ... فإذا هي الأقرب من هذا منها إلى حكمة عاشئة ... ! :)

لم نعرفها تستجدي زوجها وهو مَن هو، ليصدقها باكية ملوَّعة، لم تقسم أيمانا، ولم تُقم الدنيا لتدلّل على براءتها من أفظع تهمة تُرمى بها المرأة العفيفة ...
بل لقد قالت كلمات معدودات من بعد ما عرفت حال مَن حولها... ثم فرّت إلى ربها مستيقنة ... !!
وعندها ... عندها تحديدا ...في تلك اللحظات ينزل الوحي مبرئا لها، وكم استبطأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينتظر نزوله شهرا كاملا، ولم ينزل ... عندما تصرفت عائشة بالحكمة في أمرها لا بالعاطفة...

فكان رأس الحكمة يقينها بربها جلّ في عُلاه، وفِرارها إليه وحده في ساعة عُسرتها وهي زوج النبي، كما حكّمت عقلها في ردّة فعلها ولم تدَعْ للعاطفة من مجال للإكثار من غير ما فائدة تُرجى ...
وهذا موقف من المواقف التي أحببت مشاركتكم تأملها .... عندي مواقف أخرى تصبّ في مجرى الحكمة في التصرف إزاء ما نَعرض له ...و حتى لا أطيل عليكم وأُكثر أرجو المتابعة مع المنشور الموالي قريبا بإذن الله :)

#الحكمة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2017-04-29, 10:08:24
2017/02/13

سلسلة نشدان الحكمة :

ثانيا: موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له مبعوثا لقريش في الحديبية


في نِشداننا للحكمة وللتعقّل والتفكير بعواقب الأمور قبل الاندفاع العاطفي، عرفنا في منشور سابق حكمة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، وهذا رابطه :

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1131841390274726&id=100003466263333

أما اليوم فمع الموقف الثاني...
في صلح الحديبية، حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل سفيرا إلى قريش يُعلمها غاية النبي صلى الله عليه وسلم من زيارته، وأنه ما جاء إلا مسالما لا مُحاربا، وأنه يريد أن تُمدّه وتُخلّي بينه وبين الناس، وقد ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المهمّة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

فأما ابن الخطاب فكان له من هذا الاختيار موقف، إنه لم يقل هذا اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ومالي حِياله إلا التسليم والطاعة دون أن أنبس ببنت شفة، بل لقد أفصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليس بالرجل المناسب لهذه المهمة، وأرشده إلى عثمان بن عفان بديلا عنه، بل قال عنه أنه الأصلح لها ... !

قال :"يا رسول الله، ليس لي أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت، وقد عرفتْ قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعزّ بها مني عثمان بن عفان، فإن عشيرته بها، وإنه مبلّغٌ ما أردتَ."

أولا : لم يكن رأيه المخالف لاختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له عن عصيان لأمره، بل عن إشارة عليه، وقد علمهم المعلم الأعظم أن الأمر شورى بينهم في غير ما هو وحي.

ثانيا: لنتأمل فإذا عمر رضي الله عنه يقول : "ليس أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت" .

فهل خاف عمر رضي الله عنه على نفسه الموت ؟ وهو الذي كان من أوائل المقتحمين في كل خطب، في كل غزوة من الغزوات، لا يخاف موتة في سبيل الله تعالى، بل يتمناها غير هيّاب ..

ولكنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد صلحا، ويقرأ عمر بعين فاحصة متعقّلة أن هذا الصلح يستدعي مظاهرة ومساندة وتقوية وتعزيزا، وهو لا يريد أن تفتقر الخطوة لهذا فيكون الضعف بدل القوة، ويحلّ الريب من جدواها بدل بذل الجهد المتاح في تعزيزها وتوكيدها من كل جانب ..

💡لنتأمل، إنه لم يفرح بالبعث، وبنَدْب رسول الله صلى الله عليه وسلم له دون كل الصحابة، فيفخر بها ويسارع إليها مسارعة من يقتنص فرص الأجر والثواب، ويسارع إليها مسارعة من همُّه إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم دون تفكير وتمحيص، ودون إشارة بما هو أجدى وأنفع للرسالة وللإسلام وللمسلمين وعزّهم، قبل أن يفكّر بنفسه ...

لم يكن عمر رضي الله عنه ذلك الرجل الذي لا يفكّر بالعواقب....
وقوله أنه لن يجد بمكة من يغضب له إن هو أوذي، أراد بها أن يبيّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم نقطة بالغة الأهمية ليست في صالح ما يريد من هذه المهمة . ذلك أنه وهو يغدو هناك المطارَد والمُبغَض الذي لا يُرحَّب به، بل يُترصّد له لن يساهم في تحقيق الغاية التي نشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعثه، بل سينقلب الأمر عكس ما أراد، وهو لا يريد أن يهِمّ المسلمين بهمّ رجل تؤذيه قريش، بل يريد أن ينتقل المسلمون في الخطوات بما يعود على الإسلام بالفتح لا أن ينكصوا على أعقابهم...

💡 لنتأمل أيضا ... يقول أن قريش قد عرفت عداوته إياها وغلظته عليها، وعمر بهذه زعيم، وغير مُنكِر لها، ولكنه في هذا الموقف تحديدا لا يرى في حالته تلك مناسِبة لبعثة يُراد بها الصلح، وعمر كما نعرف، لا ينفكّ شديدا في الحق، وعرفنا له مواقف كان يقضي فيها بالأشد، فهو يخشى أن يكون على تلك الحال في بعثة يُراد منها صلح ومسالمة ...

فلننظر إلى هذا الرجل المفكّر، إلى هذا الرجل المتعقّل، والذي تُتاح له فرصة فيها مما يحب من الأجر والثواب وخدمة الإسلام، ولكن تفكيره لا ينحصر بنفسه، ولا بعاطفة تستبق الثواب، بل يحكّم عقله لصالح الإسلام ولصالح الرسالة، ولصالح ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعث السفير. ولئِن يُؤجر على إشارة يشير بها ليس له فيها من حظّ أعظم وأوفر عند الله من مسارعته لأجر فرد واحد تكون العواقب بعدها وخيمة على الجماعة ...! فلنتأمل :)

💡 لا بل ويزيد، فيشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره، يقول أنه أعزّ بها منه، عثمان بن عفان، ويوضّح ويُبين أنّ عشيرته بها وهي من المكانة في قريش بحيث تكون المُظاهرة والمؤازرة، وأنه مبلّغ ما أراد ...

لم يفكر بأنانية، ولا باندفاعية، ولا بحبّ سبق-لا على وجه المراءاة وعمر أبعد ما يكون عنها-، بل حتى على وجه العمل الخالص الذي يجني به الثواب، لم يقل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدراك ما هو يختاره، ويكفيه هذا ليكفّ عن كل محاججة...
بل هو يعرف من نفسه ومن مكانة قومه في مكة، ومن موقفه من رجال قريش ما يجعله يشير بغيره وهو يراه أكثر أهلية للسلام، ولتبليغ رسالة سلام ... فلا يندفع، ولا يجدها فرصة ليشفي شيئا من غليله من قريش... بل يشير بالرجل الأنسب ...

فلننظر كيف لا يدّعي "عظيم" فيهم أنّه الأهل لكل شيء دون منازع، وكيف لا تسبقه العاطفة الدينية من حب الثواب والأجر فتغلب على عقله، بل لقد حكّمه فتبصّر لصالح الإسلام ولصالح المسلمين.
وأخيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم الأعظم، يرى في كلام عمر حكمة وتعقلا، فينزل عند رأيه وإشارته، ولا يصرّ على بعثه هو، بل يبعث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ...

وهكذا ... نعرف فيهم تحكيم العقل، والتفكير، الذي يوصلهم لحسن التدبير بعيدا عن عاطفة سرعان ما تهزّهم، ولا تكون إلا وبالا على الإسلام ...حتى الأجر والثواب لا يُسارع إليه على حساب هَلَكة قد تحلّ بالإسلام ... نعرف فيهم التروّي والتفكير والنظر في عواقب الأمور قبل أن يُقدموا على ما يفعلون....فلنتعلم .... :)

وفي منشور قريب بإذن الله موقف جديد من مواقف الحكمة، فانتظرونا :)

#الحكمة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-06, 21:15:36
تسجيل عودة لصفحة "أسماء" الفيسبوكية على المنتدى بعد الملل و"الطهقان" من الفيسبوك  emo (02):

إذن فهذا يوم من أيام مرحلة كرهي لهذه الوسيلة التواصلية التي أخذتنا أعواما ..

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2018-01-07, 05:38:42
عدنا معاك يا فراشتنا
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-07, 13:48:21
أهلا وسهلا بك يا سيفتاب ... سعيدة بمتابعتك  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-07, 14:31:38
فاصل سيتبع بالمنشورات مرتبة حسب التاريخ

بين الواقع والأنترنت ...  emo (30):

قد أضحت الأنترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس...
شيئا فشيئا تمكنت الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة من حياة الناس...
استسهلوا التواصل عبرها، استراح الكثيرون جدا من عناء تفقد القريب والصديق بالمشي إليه، وبرؤيته عيانا ... واستعاضوا عن ذلك بالفيسبوك وبالتويتر وبالسكايب وبالواتس آب،ووووو ...

"كيف حالك ؟ " عبر الماسنجر أصبحت تعادل سؤالا عبر إطلالة وزيارة، ومحادثة عبره أصبحت تعادل جلسة عينية بين الأقراب والأحباب والأصحاب ... !   

بديل إلكتروني مهْما سهّل على الإنسان فهو في حقيقته يُشعر بالبرود وبالبعد وبالتحايل على النفس، "فكأنها" قد قامت بواجبها، و"كأنها" قد حصدت حسنات ... فضغوط الحياة والانشغالات أصبحت تحول دون تفقد فلان، وزيارة علان ... وتمضية أمسية مع الأصحاب والأحباب والأقارب ...

ولكن في الحقيقة لا أراها إلا تعلّات ... !!   

أعلم .... قد يقفز من يقول أنني لا أقول واقعا، وأن ضغوط الحياة الحديثة باتت فعلا مسيطرا وحائلا ....

سأقول شيئا .... لو أنّ أحدنا حسب الوقت الذي يقضيه على النت، وإن كان وقتا قليلا -قياسا بمن يبالغ في الإبحار العنكبوتي- قد تكون ساعة، أو ساعتان ... هذا على التقدير الأقل ...

ماذا لو أن ساعة من الزمان أو ساعتين مشت فيهما الأرجل إلى بيت قريب أو صديق؟!

ماذا لو أن الساعات الثلاث والأربع قُسمت بين قَطع الطريق إليه وبين جلسة حميمية معه،  مع لاصاحب، مع القريب، مع الحبيب.... ؟!

لو جُمعت ساعات الأنترنت لفعل فيها من يقضيها مع الشاشات الكثير على أرض الواقع، وإن لم يكن الكثير بالعدد، فهو الكثير بالميزان، والعين ترى العين، واليد تلمس اليد... والبشر يتعامل مع البشر...  emo (30):

بين الواقع والأنترنت بَون شاسع، وفرق بائن نريد غصبا أن نجعله لا شيء ...

هو الفرق بين الحياة بالحياة والحياة بالآلة ...
كمَن يحاول أن يجعل الحياة آلية ... وهذا ما لا يستقيم وما يجعل الحياة بلا طعم، ويجعلها مع مرور الزمن ذات ملل وذات برودة   ....

ساعات وساعات هي التي يقضيها الناس مع الشاشة بين صورة وكتابة وفيديو وإشهار من هنا، وإبهار من هناك، وتعليق من هنا، وإعجاب من هناك ... وصاحب المقال على صفحته وإن كان مقالا ينشر الفائدة، هو بين تفقد لمن زار صفحته، فقرأ مقاله، وأعجب الآن، ثم مَن أعجب بعد حين، ثم مَن أعجب بعد حين، ثم من علّق فمدح أو شكر، أو انتقد ... وكلها تحتاج ردودا وردودا ... وهكذا .........!!!!

أكلّ هذا يحدث خارج إطار الزمان ؟؟؟   ::)smile: 
أم أنه وقت كثير يُقتطع من الحياة حتى وإن كان تحت عنوان "الإفادة" وعدم ترك الساحة واسعة لأهل الضلال والإفساد والتفاهة والسفاهة، وخالية من أهل الخير ونشر الفائدة .... وغيرها من الحجج التي تأخذ كغيرها من الحجج من واقع الحياة ومن حركة نفع وإفادة على صعيد الحياة إلى عالم الشاشات ....

نعم سيقول قائل : ولكن خلف الشاشات أيضا أناس ينتفعون ولا يذهب الجهد هباء ...!!

ولكنني سأقول ... فرق شاسع أيضا بين أن تفيد عبر الشاشات في عصر أصبحت فيه الفوضى غلابة، والزخم متصاعدا، والوجه غائبا عن العيان، وبين أن تفيد من يأتيك، من يرنو لاستفادة عينية قريبة، فيها المتابعة والمعرفة، والرؤية العينية التي لها كبير الأثر والاختلاف ...


الحياة ستبقى هي الحياة وإن غزتها الشاشات والآلات والوسائل الإلكترونية ذات العدد .... ستبقى الحياة التي لا تستقيم حركتها الواقعية إلا بغلبة الاتصال الواقعي، وبأولوية دور الاتصال الواقعي ... لن تغني الشاشات عن العيش مع الطبيعة، مع الوجوه ...

ويبقى للتواصل الإلكتروني دوره الذي لا يُنكَر، ولكن بترشيد، وبجعله ثانويا لا أساسيا وكأنه أداة الحياة ووسيلتها ... وكأن الحياة بغيره لا تكون ...!!


العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: جواد في 2018-01-07, 15:01:48
أحسب أن نفوس الناس قد تغيرت، وأن الانترنت ما هو إلا مساحة انعكس فيها هذا التغير !

وبالطبع هناك البريق، وسهولة التخفي وراء الشاشات تجعل مجال الكلام مفتوحا أكثر، خاصة أن الواقع لم يكن مثاليا أيضا.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-07, 21:30:09
أهلا بك أخ جواد ..

أكيد الواقع لم يكن ولن يكون مثاليا بل الواقع "واقعي" ..وهذه هي ميزته وحسنته ..

هنا أحب أن أحدد أن وسائل التواصل الحديثة هي التي كانت الاكثر أخذا عن الواقع .. فعالم المنتديات مثلا كان ذا فائدة أكبر، كان عالما منظما ..

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-08, 14:44:12
عالم المتديات أخذ من أوقاتنا الكثير والكثير جدا جدا
وكذلك حوارات التشات على الماسنجرات

بنظرة للخلف أقول: أن أوقات التشات وإن وثقت الصلات ببعض الاخوات الحبيبات والأبناء الأعزاء، لكنها استهلكت كثيرا جدا جدا من الأوقات التي كان ينبغي ان ترشد فيما هو أنفع، أو تقنن، لتجمع بين الفائدة وتجنب الهدر

أما أوقات المنتديات، فانا شخصيا استفدت منها كثيرا جدا
أتمنى أن أكون قد أفدت الآخرين بما نشرته وأن أكون قد جنيت منه ما طمعت فيه من أجر وثواب ، لكنني أيضا استفدت أني تعلمت آداب الحوار، والمناظرات، والرد على الشبهات، واطلعت على كثير من الأفكار الضالة والتيارات الغازية للفكر الإسلامي، وتعلمت كيف أواجهها... وكان لما خضته من حوارات ومناظرات في المنتديات المختلفة أثر كبير في تسهيل دراستي للشريعة فيما بعد وكتابتي للأبحاث المختلفة في مرحلة الدراسة، وصقل عملي الدعوي ولله الحمد
ومازلت حتى الآن كلما واجهت موضوعا أو مشكلة ألجأ لأرشيفي الخاص أستمد منه في التحضير؛ لأنني قلما أواجه شيئا على أرض الواقع لم تسبق لي مواجهته عبر ساحات المنتديات.

أما الفايسبوك (ولم أتعامل مع تويتر ولا سناب شات ولا انستجرام) فيمكنني القول انه كان اضاعة تامة للوقت وتضليلا للرأي، ورسما لعالم وهمي انزلقت فيه اقدامنا، وخاصة ايام الثورات وما تلاها، ومازالت برأيي هذه الوسائل للتواصل ضررها اكبر بكثير من نفعها، ورغم محاولة الدعاة المختلفين الاستفادة منها، إلا أن اهل الضلال غلبوهم عليها... فالعلم والمعرفة يحتاجان لبيان وتوضيح وتفصيل، لاتتيحها هذه الوسائل السريعة، وأما نثر الشبهات والزعزعة والتشويه والتشكيك فيجد فيها تربة خصبة جدا لينمو ويترعرع

والله اعلم
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-08, 20:59:02
أهلا هادية  emo (6):

نعم ... المنتديات، أو بالأحرى المنتديان اللذان كنت عليهما "عمرو خالد" ومنتدانا هذا أفاداني بشكل كبير جدا ... في حياتي ... لمناقشاتهما أثر كبير جدا -كما قلت- فيما عرض ويعرض لي من نقاشات في أرض الواقع .. بل وفي حركتي الفكرية على أرض الواقع ...

خاصة من الناحية الفكرية ... لأنني كثيرة الميل لهذا الجانب ... وكذا كثيرة التركيز على تغذية فكري وتصويبه وتنويره بما من شأنه أن يفيدني لأفيد به من بعد ...

وعودتي هذه لمنتدانا أكبر دليل على أن الذي لم أعد أطيقه هو الفيسبوك ... وكنت قد دخلته أصلا بعد إلحاح من بعض الإخوة ... إذ أذكر أن جلّكم سبقني إليه، بينما كنت مستمسكة فقط بالمشاركة هنا ...

في الحقيقة لا أنكر أنني استفدت من بعض الأقلام القليلة جدا عليه ... ولكن بالمقابل وقت كبير كان يؤخذ مني من غير داع ... والحمد لله أنني تركته ..  ::)smile:
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:14:00
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6813.0;attach=12166;image)

2017/02/13

أما اليوم فمع الموقف الثاني...
في صلح الحديبية، حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل سفيرا إلى قريش يُعلمها غاية النبي صلى الله عليه وسلم من زيارته، وأنه ما جاء إلا مسالما لا مُحاربا، وأنه يريد أن تُمدّه وتُخلّي بينه وبين الناس، وقد ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المهمّة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

فأما ابن الخطاب فكان له من هذا الاختيار موقف، إنه لم يقل هذا اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ومالي حِياله إلا التسليم والطاعة دون أن أنبس ببنت شفة، بل لقد أفصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليس بالرجل المناسب لهذه المهمة، وأرشده إلى عثمان بن عفان بديلا عنه، بل قال عنه أنه الأصلح لها ... !

قال :"يا رسول الله، ليس لي أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت، وقد عرفتْ قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعزّ بها مني عثمان بن عفان، فإن عشيرته بها، وإنه مبلّغٌ ما أردتَ."

أولا : لم يكن رأيه المخالف لاختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له عن عصيان لأمره، بل عن إشارة عليه، وقد علمهم المعلم الأعظم أن الأمر شورى بينهم في غير ما هو وحي.

ثانيا: لنتأمل فإذا عمر رضي الله عنه يقول : "ليس أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت" .

فهل خاف عمر رضي الله عنه على نفسه الموت ؟ وهو الذي كان من أوائل المقتحمين في كل خطب، في كل غزوة من الغزوات، لا يخاف موتة في سبيل الله تعالى، بل يتمناها غير هيّاب ..

ولكنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد صلحا، ويقرأ عمر بعين فاحصة متعقّلة أن هذا الصلح يستدعي مظاهرة ومساندة وتقوية وتعزيزا، وهو لا يريد أن تفتقر الخطوة لهذا فيكون الضعف بدل القوة، ويحلّ الريب من جدواها بدل بذل الجهد المتاح في تعزيزها وتوكيدها من كل جانب ..

 emo (13):لنتأمل، إنه لم يفرح بالبعث، وبنَدْب رسول الله صلى الله عليه وسلم له دون كل الصحابة، فيفخر بها ويسارع إليها مسارعة من يقتنص فرص الأجر والثواب، ويسارع إليها مسارعة من همُّه إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم دون تفكير وتمحيص، ودون إشارة بما هو أجدى وأنفع للرسالة وللإسلام وللمسلمين وعزّهم، قبل أن يفكّر بنفسه ...

لم يكن عمر رضي الله عنه ذلك الرجل الذي لا يفكّر بالعواقب....
وقوله أنه لن يجد بمكة من يغضب له إن هو أوذي، أراد بها أن يبيّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم نقطة بالغة الأهمية ليست في صالح ما يريد من هذه المهمة . ذلك أنه وهو يغدو هناك المطارَد والمُبغَض الذي لا يُرحَّب به، بل يُترصّد له لن يساهم في تحقيق الغاية التي نشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعثه، بل سينقلب الأمر عكس ما أراد، وهو لا يريد أن يهِمّ المسلمين بهمّ رجل تؤذيه قريش، بل يريد أن ينتقل المسلمون في الخطوات بما يعود على الإسلام بالفتح لا أن ينكصوا على أعقابهم...

 emo (13): لنتأمل أيضا ... يقول أن قريش قد عرفت عداوته إياها وغلظته عليها، وعمر بهذه زعيم، وغير مُنكِر لها، ولكنه في هذا الموقف تحديدا لا يرى في حالته تلك مناسِبة لبعثة يُراد بها الصلح، وعمر كما نعرف، لا ينفكّ شديدا في الحق، وعرفنا له مواقف كان يقضي فيها بالأشد، فهو يخشى أن يكون على تلك الحال في بعثة يُراد منها صلح ومسالمة ...

فلننظر إلى هذا الرجل المفكّر، إلى هذا الرجل المتعقّل، والذي تُتاح له فرصة فيها مما يحب من الأجر والثواب وخدمة الإسلام، ولكن تفكيره لا ينحصر بنفسه، ولا بعاطفة تستبق الثواب، بل يحكّم عقله لصالح الإسلام ولصالح الرسالة، ولصالح ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعث السفير. ولئِن يُؤجر على إشارة يشير بها ليس له فيها من حظّ أعظم وأوفر عند الله من مسارعته لأجر فرد واحد تكون العواقب بعدها وخيمة على الجماعة ...! فلنتأمل :)

 emo (13): لا بل ويزيد، فيشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره، يقول أنه أعزّ بها منه، عثمان بن عفان، ويوضّح ويُبين أنّ عشيرته بها وهي من المكانة في قريش بحيث تكون المُظاهرة والمؤازرة، وأنه مبلّغ ما أراد ...

لم يفكر بأنانية، ولا باندفاعية، ولا بحبّ سبق-لا على وجه المراءاة وعمر أبعد ما يكون عنها-، بل حتى على وجه العمل الخالص الذي يجني به الثواب، لم يقل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدراك ما هو يختاره، ويكفيه هذا ليكفّ عن كل محاججة...
بل هو يعرف من نفسه ومن مكانة قومه في مكة، ومن موقفه من رجال قريش ما يجعله يشير بغيره وهو يراه أكثر أهلية للسلام، ولتبليغ رسالة سلام ... فلا يندفع، ولا يجدها فرصة ليشفي شيئا من غليله من قريش... بل يشير بالرجل الأنسب ...

فلننظر كيف لا يدّعي "عظيم" فيهم أنّه الأهل لكل شيء دون منازع، وكيف لا تسبقه العاطفة الدينية من حب الثواب والأجر فتغلب على عقله، بل لقد حكّمه فتبصّر لصالح الإسلام ولصالح المسلمين.
وأخيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم الأعظم، يرى في كلام عمر حكمة وتعقلا، فينزل عند رأيه وإشارته، ولا يصرّ على بعثه هو، بل يبعث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ...

وهكذا ... نعرف فيهم تحكيم العقل، والتفكير، الذي يوصلهم لحسن التدبير بعيدا عن عاطفة سرعان ما تهزّهم، ولا تكون إلا وبالا على الإسلام ...حتى الأجر والثواب لا يُسارع إليه على حساب هَلَكة قد تحلّ بالإسلام ... نعرف فيهم التروّي والتفكير والنظر في عواقب الأمور قبل أن يُقدموا على ما يفعلون....فلنتعلم ....  emo (30):

وفي منشور قريب بإذن الله موقف جديد من مواقف الحكمة، فانتظرونا  emo (30):

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:16:00
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6813.0;attach=12186;image)

2017/02/15

الآن مع موقف جديد من مواقف الحكمة والتفكير، والنظر في عواقب الأمور قبل أن يكون الفعل، التعقّل والتدبّر قبل أن تسبق العاطفة فتكون الحَكَم، ومن بعدها يحصل الندم، وفي كثير من الأحيان لا ينفع النّدم...

كنا قد عرفنا موقِفَيْن من قبل، أوّلهما : ردّة فعل عائشة رضي الله عنها إزاء الإفك الذي افتُرِي عليها ، وثانيهما تصرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له مبعوث سلام لقريش من الحديبية ...

أما اليوم فمع عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد عرفنا أن عمر بن الخطاب قد أشار به على رسول الله صلى الله عليه وسلم بديلا عنه رسولا وسفيرا إلى قريش يبلّغها عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على السلام ، ونيّته في إنفاذه ...

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مشورة عمر، وحمّل عثمان رسالته إلى قريش قائلا: "اذهب إلى قريش فادعُهم إلى الإسلام‏ وأخبرهم أنّا لم نأتِ لقتال أحد، وإنما جئنا زوّارا لهذا البيت معظّمين لحُرمته، معنا الهَدْيُ ننحره وننصرف".

وامتثل عثمان، وذهب إلى قريش، فكان ما توخّى عمر بن الخطاب من بعثته، فلقد رُحِّب به وهو على مشارف مكة، ودخلها مُعزَّزا بقومه، وأبلغ قريش رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها...

ثم دعتْ قريش عثمان أن يطوف بالبيت...

 emo (13): تأملوا ...  emo (30):

عثمان يدخل مكة سفيرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد ستة أعوام كاملة، هُجِّروا فيها من موطنهم، من مسقط الرأس، من موطن أحبوه، وعاشوا فيه، ورَوَوْا من مياهه، وأكلوا من ثماره، ورتعوا في ربوعه، وزَهوا فيه بزهرات أعمارهم، وكانت مكة حاضرة البلاد كلها في الجزيرة العربية...

أذاقوهم ألوان العذاب، والتنكيل، وحاصروهم، وجوّعوهم، وقاطعوهم، ليرجعوا عن دينهم، وطال صبرهم، حتى طُرِدوا، وشُرِّدوا، ونُهبت أموالهم، وهُدّمت بيوتهم، وأُخرِجوا من مكة مستضعفين مسلوبين، محزونين، لا يُسْليهم، ولا يعزّيهم إلا أنهم يتّبعون نبيهم الهادي فيهاجرون حيث أمرهم هجرةً لله ولرسوله...

تلك كانت خَلَجاتُ نفس عثمان، وأشجانه ودواخله، وهو واحد من أولئك المحرومين من هواء مكة، ومن ماء مكة... بل من موطن أول بيت وُضع للناس، مباركا وهُدى للعالمين، وهم يعرفون هذا بنزوله آيات تُتلى وهم في المدينة ...

ها هو اليوم أمام الكعبة ...!!
ها هو اليوم يُعرض عليه الطواف بها، وهو وأصحابه وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنيتهم أن يطوفوا بها ...!!

** ها هي الفرصة تُعرض بين يديه عرضا من أكابر قريش، وهو في أمان من أمره، لا يخشى على نفسه منعا أو دفعا ...

** ها هو والحنين يشقّ عُباب نفسه شقّا، وتعظيمه للكعبة دين من دينه، وحبّه لها قديم وجديد قد كبُر وكبُر ...
وعثمان اليوم رسول آمن، مؤمَّن... فماذا كان من عثمان ؟؟ !

لقد رفض عرضهم، وأبى أن يطوف بالكعبة حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ... !

 emo (13): لنتأمل ... ولنتأمّل ... ولنتفكّر، ولنتفكرّ فيما فكّر فيه عثمان ...  emo (30):

إن عثمان رضي الله عنه لو فعل ذلك لما أُثِم، ولكنه يرفض، ولا يرضى أن يطوف بالبيت قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم...

يرفض أن يطوف بالبيت وهو غاية أمنياته وزهرتها، وهو يتوق لذلك توقا، ويهزّه إليه الشوق هزّا ...!!
يرفض ونفسه تجيش وتفيض حنينا إلى ما عُرض عليه ...

 emo (13): تأملوا، وهو بكلماته، وبإبائه، وبرفضه عرضهم، قد فكّر، قد أحال نفسه إلى عقله، رغم كمّ العواطف التي يحملها بين جَنَباته لهذا البيت العظيم، رغم ما تجيش به نفسه من ذكريات، وآلام، وأوجاع، وظلم مسّه ومسّ حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وأنهم ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد...

رغم ما تنطوي عليه نفسه من حنين وشوق للطواف، للطواف بكلمات التوحيد يردّدها، يُلقيها على بيت الله كما يحب الله ويرضى، وهو البيت الذي ما يزال يرزح تحت نَيْر الوثنيين وأوثانهم ...

 emo (13): لنتأمل... كيف طوى عثمان كل تلك العواطف، وخبّأها لساعتها المناسبة، وهو لا يرى تلك ساعتها بعدُ ...!

وساعتها عنده : "حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم"

لقد تعقّل، وفكّر، وقدّر ... ولله درّه كيف قَدّر .... !

حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تكتحل عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة، وتقَرّ بالطواف...

وليس هذا فحسب، بل إن عثمان لَيَرى بعين عقله، ما لا تُريه إياه عاطفته المتلهّفة للكعبة وللطواف...
إنه يرى طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها "فتحا"...!!

أجل كان يراه الفتح... وذلك هو الطواف الذي يريد، طواف الفتح ....

لا بأس بالصبر ... لا بأس بالتريّث... لا بأس بانتظار الوقت المناسب لفعل ما يحبّ...
إنه الوقت الذي يُعَزّ فيه الإسلام، ولا يُعَزّ فيه عثمان وحده ...!

هذا ما أراد عثمان .... أراد العزّة للإسلام والمسلمين قبل أن يريدها لنفسه ...

أراد مظهر القوة والقيادة والنصر والفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بألف وأربعمائة من أصحابه جاؤوا الحديبية ....!

رأى أن الحكمة كل الحكمة في مظهر الفتح والقوة وإن تأخّر... وإن كان على حساب حبّ وشوق وتَوق، وحنين، لا يُؤثم إن هو أشبعه بطوافه ... وإن لم يكن ضامنا بعدُ أنهم داخلون البيت ومطوّفون به عامهم هذا ... لا بأس أن يتأخر وإنْ بعد عامهم هذا ...

رأى أن الحكمة في إنفاذ مُراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتح مكة مهبط الوحي، ومن إعزازها بالإسلام، ومن تطهير بيت الله الحرام من الأوثان والأصنام المحيطة به، والأنصاب المنصوبة لها ... في دخول مكة جماعة عظيمة عزيزة تُظهر القوة، وتُحقق القوة ...

يُريد مظهر العزّ وجوهر العزّ في آن .... !  emo (13):

إن عثمان اليوم وهو السفير، وهو الرسول، وهو حمامة السلام الطوّافة .... لا يذهب عن خَلَدِه أنه ما جاء إلا تمهيدا لفتح عظيم ... فتح لن يخفى عليه وهُو وأصحابه يرنون إليه خلف قائدهم ... وإن لم يَبُح به القائد بَوْحا، فإن ملامحه لَتَرتسم لعقل عثمان ... فلا يغادرها، ولا يخرج عن خطها، ولا يبتعد عن الهدف الذي يفهم أنه لأجله قد بُعِث .... وأنهم لأجله يسعون، وأنهم لأجله يمهّدون ...

نعم إنهم جاؤوا زُوّارا ... جاؤوا معتمرين، جاؤوا ليطوفوا، ثم يعودوا، ولكنّ عثمان يفهم أنه الفتح قبل الفتح ... وكيف لا يكون فتحا ...وهم قد خرجوا مستضعفين مطرّدين، ويعودون أضعافا معزّزة قوية، ذات شأن وبال وحال ....

وهكذا يؤجِّل عثمان فرحته، ليقيسها بميزان الجماعة، بميزان الفتح، بميزان العزّة للإسلام ...
بميزان الاتباع للقائد الذي يدينون له بإخراجهم من الظلمات إلى النور ...

 emo (13): فلا يسارع ملبّيا نداء عاطفته الجيّاشة ...

بل يأوي إلى ركن شديد، هو رُكن عقله الممحّص، المفكّر، المُقدّر أحسن التقدير، فيؤخّرتحقيق أمنيته وحاجته الفردية ويؤثر على نفسه وبه الخصاصة ليتحقق العزّ للإسلام بالجماعة تغشى مكة بفتح يُبهِت العدوّ ويُبهِره، ويُحيله هو الآخر إلى عقله ليفكّر بميزان هذه الجماعة وبميزان الفتح .....!

 emo (13): يُعرِض عن الفرصة الثمينة رُنُوّا للفرصة الأثمن ...
يفكر بمظهر الفتح وأثره على نفوس الناس أكثر مما يفكر بقضاء حاجة في نفسه التوّاقة المشتاقة...

فلنتعلّم ....  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:18:43
2017/02/20
-----------------------

قالت لي ونحن نتأمل مواقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عَرض السيرة : إنني أراه يرقب أصحابه فإن هم ارتفعت إيمانياتهم استغلها ... وإن هم غلبتهم بشريتهم لطف بهم، واستوعبهم...

وقالت لي أخرى : إننا ندّعي الاقتداء، ونحن نبتدع التطبيق ...

وقالت أخرى ونحن نتأمل سهيل بن عمرو وهو يملي على رسول الله صلى الله عليه وسلم شروطه في صلح الحديبية، فيرفض أن يُكتب "محمد رسول الله" قائلا: لو كنا نصدق أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك" .
قالت : أقدر فيه صدقه، وشجاعته في صدقه، وهو ما أسلم بعدها إلا وقد صدّق به حقّ التصديق ... تصديق العقل المقتنع، لا يأخذون الدين بعاطفة مندفعة سريعا ما تهتز بل بعقل ...

وقالت أخرى تدعو الله أن يوفقها في تربية أبنائها وقد عرفت موقفا عقلانيا وقويا لسيدنا عمر:
أسأل الله قوة ورحمة ...

كلمات أحببتها منهن، رأيتها عميقة.. أعجبتني ... أسرّتني وهنّ يتعودن التأمل و"التعرّف" إلى ما "نَعرف" ... 
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:19:23
2017/02/21
-----------------

ما أهم وقع "التطبيق" في النفس...
نعم نتشدق بالكلمات، وبالتنظير ربما ولكن الفرحة بالتطبيق أعظم من كل فرحة :)

مثلا عندما يأتيك من يفضفض بخطأ ارتكبه، ما أجمل أن تستوعبه، وتناقشه بهدوء، بدل ثورة الغضب، أو التشنيع أو التهويل حتى بدعوى أن يفيق لخطئه...

حاوره ... فالحوار بهدوء أحسن الأساليب تمريرا للمراد ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:20:08
2017/02/24
--------------------

اليوم صباحا أشار شرطي المرور لشقيقي أن الطريق الذي يريده مغلق، وعليه أن يلفّ لسلوك طريق غيره...

كان الطريق الذي يوصل لثانوية "مالك بن نبي" ...
لم نفهم السبب.. حتى عاد شقيقي عشيّا، ووجد أن الطريق قد فُتِح...

وإذا بنُصب تمثال جديد كانوا ينهون آخر حيثيات إعداده لينتصب في منتصف الطريق ...
تمثال للمفكر "مالك بن نبي" ابنُ مدينتنا، والذي قضى فيها عمرا من عمره يكتب عنها من شهادته للقرن ما يكتب ...

قضى عمرا بين أزقتها، ومقاهيها، وعادات أهلها .. يرقب الواقع، ويحلّل مبعث مشاكله، ويقترح الحلول بنظرة ثاقبة، وبفكر عال وبإطلالة شمولية تعرف ما للشرق وما عليه، وما للغرب وما عليه ...

تذكرت وأنا أرى تمثاله كلامه عن "صنم" الخرافة، وكيف كان يدعو لمحاربته بروح "الفكرة" ...

تذكرت كيف كان يعدّ "الإنسان" الخامة الاساسية لصنع الحضارة ... وكيف كان يقول أنه لا جدوى من مدارس ومستشفيات ومؤسسات مشيدة، ما لم يُشَيَّد الإنسان أولا(يريد فكره)...

أقول على قدر حبي وعظيم تقديري لفكر هذا الرجل الفذ، ما جدوى "تمثال" يُنصب لمالك بن نبي، وصنم الخُرافة لم يُهدَم من العقول، وروح الفكرة أولى أن تُبَثّ حياة وحركة .... !!!

إننا لا نحتاج أصناما تُنصَب، بل نحتاج أن تُهدَم في العقول أصنام كثيرة لتحيا "الفكرة"... ! ولتتحرك الفكرة، ولتعمل الفكرة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:20:41
2017/02/25
---------

عندما ترى القمر والزهر والنَّوَر...
عندما تسمع خرير مياه النَّهَر، وتغريد الطير، وهدهدات النسيم، وحفيف أوراق الفَنَن ...

عندما يجتمع كلُّ جميل، وكلّ سِمات الجمال في رحلة فِكر...
في رحلة عقل تسبر الغَور ولا تشتفي من السطح ...

في رحلة تخترق الزمان، وتُلغي حدود المكان ... فترفرف على القلب جناحات فرحة لذلك الصلح المنعقد بين الإنسان وما به كُرِّم ...

في رحلة فكر ... وسبر غور... وتأمل عقل...

في رحلة "التعرف" إلى ما "نعرف"...
في رحلة تعرّفنا إلى قريب أبعده مَن أبعده...

عندما نتسوّر الجِنان، فننعم باقتطاف الزهر، وتذوّق الثمر، ولا نكتفي بسماع أنبائها وتخيّل بهائها ...

وكله من فضل الكريم ذي الجلال والإكرام، من جِنان وحْيه وارِفِ الظِّلال ...

اليوم كنتُ وإياهنّ على موعد مع رحلة اجتمعت لنا فيها آيات الجمال... :) وأي جمال... ! أي جمال ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:21:22
2017/03/01

-------------------

اللهم إن وافق هواي وميولي لشيء ما يرضيك وما فيه حق فثبِّته علي ولا تُبقِ في نفسي منه إلا ما يستمطر لها مرضاتك، ويزيدها منك قربا..

وإن كان هوى خالصا لا حق فيه ولا ما يرضيك فأبعده عني وأبعدني عنه وإن تزيّن لي بكل زينة الدنيا ...وأبدلني عنه بالحق وبما يرضيك ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:24:25
2017/03/07
----------------

قصة الطفل عماد الرائعة

https://www.youtube.com/watch?v=CgZl1xJSjvY
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:26:21
2017/03/08

----------------------

اليوم كانت عندي...صديقةٌ ممّن لا أكذّبُ حديثا، وممّن أثق بوصفها وهي من المتأمّلين :) ...

تجاذبنا أطراف حديث تخلّله ما روته مما شهِدتْ يوم أمس وهي على متن الحافلة، والحافلة جامعة لأصناف الناس...

تصف رجلا بين الراكبين، وحاله تُفصح، لا تُخفي شيئا، مما يُحاول عزيز النفس أن يخفي، وعبثا يحاول أحيانا والحال تطغى على التصنّع...

فقر على تعب على سعي في الدنيا يُضنيه يرسم على ملامحه خطوط الكدح كأحسن ما يخطّ القلم "الرصاص" ... !

حينما آن أوان نزول الراكبين، فُتِح الباب فإذا بذاك الرجل تكمل دفّة الباب على ما به فتدفع عضده دفعة اختلفت منها أجزاء ذراعه حتى صاح بأعلى صوته يعلن بَرْح الألم الذي خلفه الدفع....

التفت سائق الحافلة بكل برود وهو يقول : ألم تمتْ بعد ؟!

وزاد على ذلك تلفظه بكلمات سبّ في الذات الإلهية...
تقول صديقتي أنه ما نشب يفعل حتى انقضّ عليه شاب من الراكبين، انقضاض الصقر على صيده، وأمسك بتلابيبه وهو يقول : استقللتَ أمره ؟! استنقصتَه ؟!

فهِمَ أنه كان فيما كان منه أنه لم يبالِ به وقد رآه رثّ الثياب، بئيس الحال ...

وأكمل الشاب : لا ... ! وتزيد و"تكفر" أمامي ؟!

ردّ عليه السائق : تعرف الرجل ؟ تربطك به قرابة ؟

ردّ الشاب : بل أعرف ربه الذي سببته ولم تبالِ ... !

ثم هرع الشاب إلى الرجل يتفقده، والركاب به ملتفّون، فإذا بهم يسمعون له كلمات يردّدها وهو مع ذلك الألم المبرح : لا إله إلا الله...الحمد لله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...

ويرددها ويرددها ...

وعاد الشاب إلى السائق بالقوة ذاتها وهو يقول له في حزم وعزم لا يعرف معهما الخَوَر : ينزل الجميع وستنزل بعدهم معي ... أوحسبتَ المسؤولية لعبا ؟ (يعني أقرب مقر للشرطة )

عندها وجم السائق، ولزم الصمت، وغدا قطعة جليد بمكانه... !!
وهو يخشى غائلة هذا الشاب المتوعد والذي لا يؤُده أن يوصله موصلا لا يُحسَد عليه... عندها خاف، وصمت... خاف وعيد العبد، ومغبّة الوعيد، وهو الذي لم يخف الله ولسانه يعلن " الكفر" ويسب الذات الإلهية ولا يبالي... !

تأملتُ كيف أن ذلك الشاب فعل بمروءته، وشجاعته ودفعه الظلم عن مظلوم، منتَقَص من قدره ما لا يفعله ثلّة مصلحين يكثرون التشدق بالكلمات والكلمات والكلمات....

تأملت كيف نحسب الناس من حولنا هلكى وصرعى الغفلة، وأن المروءة ماتت، وانه لم يعد للشهامة من وجود، ويكثر على الأطلال البكاء والنحيب ونغفل عن أن منهم، من البسطاء لا من "النخبة" من يهبّ ساعة عسرة، ويفعل ولا يخشى في الله لومة لائم، وربما قضى مَن قضى عمرا لا يعترف بأمل في الناس ويحسب أن كلماته هي "العاملة"...

في أحيان كثيرة نُفاجأ بالبسيط الشجاع الشهم يفعل ما لا يتجرأ مصلح بين المصلحين على فعله...

في أحيان كثيرة نرى الناس بعضها واعظا لبعض، مصلحا لبعض، ونحسب أن التغيير يأتي " فقط" ممن يرفع رايته، ويحمل لِواءَه ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:30:41
جواب رائع يعلم من يسارع إلى تصديق الخرافة كيف يُفترض أن تكون الردود ...  emo (30):


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12188;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:31:58
2017/03/13
------------------

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ثلاثٌ هنّ رأس التواضع: أن يبدأ بالسلام من لَقِيَه، ويرضى بالدون من شرف المجلس، ويكره الرّياء والسُّمعة .

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:33:26
2017/03/13
-------------------

قد تجد رسالة من صديق تحدثك عن تأثير قراءة القرآن في شفاء مرض كذا..أو آيات قرآنية محددة لعلاج كذا وكذا!.... أو للوقاية من مرض كذا !!...

و هذه الأفكار ليست مرتبطة بالمسلمين فقط ... فتجد المسيحيين لديهم نفس الأفكار و المقولات ...و البوذيين ..و اليهود ...و كل الديانات !

..1.. القرآن ليس كتاب تاريخ أو طب أو علوم ...هو كتاب للروح و العقل ...لربط الإنسان بخالقة ... و ليس للعلوم والتكنولوجيا المادية ...

..2.. هناك علامات إعجاز علمي في القرآن الكريم... هذا صحيح .. لكنها ليست هدف القرآن...

كما أن بعض من يدعون التخصص و الخبرة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن يقومون بتحميل بعض آيات القرآن الكريم معاني أكثر مما تحتمل يجعلها عرضة للجدل بلا داعي... و تدمير الفكرة بدلا من رفعها و تنزيهها !...

كما أن ربط القرآن بالنظريات العلمية يجعله عرضة للجدل خطير ..و هو ..ماذا لو ثبت خطأ هذه النظرية العلمية مع تطور العلم ؟... هل سيغير مدعي الإعجاز العلمي كلامهم ؟... أم سيقول السفهاء أن القرآن أخطأ ؟

..3.. رأيت بنفسي في ديانات عديدة بعض الناس يكذب و يلفق بعض القصص لإثبات نظريته عن المعجزات ... بل و هناك من يعالج بالشعر و الموسيقى و الطقوس الوثنية القديمة !

..4.. لم نجد حتى اليوم دليل علمي على هذه الأفكار أو التجارب في مجال الطب ..و التي يدعي فيها البعض أن العلم أثبت كذا وكذا !.... و الدليل العلمي يبدأ بتجارب محايدة على إعداد كبيرة و ظروف متغيرة و مقارنات ...ثم عمل إحصائيات... و يتم تقييم ذلك بحيادية... بعدها يمكن ان تقول ان هناك دليل علمي

..5.. العوامل النفسية و الإيحاء موجود في كل البشر . و يلعب دورا هاما في الشفاء ... و هذا لا يرتبط بدين محدد أو ايمان محدد .. و بالتالي فمن الممكن أن نرى حالات منفردة أو قصص متفرقة ... لكن لأن هذه العوامل من الصعب قياسها ..فبالتالي من الصعب إثباتها أو الحديث عنها في العلم

وضعت في التعليقات بعض الأمثلة لمؤسسات تدعي الشفاء في الأديان المختلفة.

د.خالد عمارة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:34:17
2017/03/18
-------

عند التعرف على أحد، لا يجب أن يكون الانطباع الأول الناتج عن اللقاءات الأولى والتعاملات الأولى هو الحَكَم ...

وحتى إن وُجد منه حسن خلق وأدب، لا بدّ ألا يحصل ذلك الإطراء المبالغ فيه، من شاكلة "طيب جدا"، " ناس ملاح" "فريد من نوعه" ...

لأن كل إنسان كائنا مَن كان له أخطاء وعيوب، وكلما طالت المعرفة بأحدهم كلما ظهر من عيوبه وأخطائه شيء... فلا مَلاك بين الناس ولا معصوم ولا نبيّ...

لذلك وحتى يتفادى الإنسان صدمة قد تكون ممّن جعله مثالا وبرّأه مما لم يحتسبه منه فإن أحسن الحلول أن يتهيأ بألا يُغالي في نظرته لأحدهم، ولا يعني ذلك ألا يسعد بمعرفة الطيبين، فهذه نعمة، بل أن يضع في حسابه أنّ الانطباعات الأولى والسطحية لا تكفي للحكم، فلا يتخذه صديقا مقربا أو موضع سرّ حتى يطول به اتصاله بما يكفي، وحتى يَخبِره في الحالات الصعبة.. وبالمثل لا يسارع في حكمه على أحدهم بالسوء فلربما عرف منه من الخير ما لم يتصوره من مثله...

وللنهج النبوي في ذلك حكمة كل الحكمة بأن يثني من يثني على أحدهم ويُطري من يُطري وهو يقول : "ولا نزكي على الله أحدا"، فإن هذه لقاعدةٌ ذهبية لا يقع في النفس بها إسراف في الحكم، والمشاعر..

إضافة إلى هذا الكلام النبوي الموزون الذي أجمع ثلة من أهل الحديث ومنهم الألباني على تصحيحه وثقة رجاله :
"أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:35:27
2017/03/18
--------------------

هاتفتنْي وهي لا تكاد تجد الكلمات التي تعبر عن سعادتها بجلسة جمعتنا اليوم مع حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم نتملاه، ونتأمله، ونبحث في أركانه وزواياه، وقمته وقاعدته. وأطرافه...!!

ونتخيل رسول الله بإزاء الصحابة، والصحابة بإزائه، ونلمح نظراته، ونتحسس حِسّه العالي، ونرقب كلماته الجامعة، وتنشرح صدورنا بعدله، ورحمته...

ونندهش من فطنته، ونُشَدَهُ من تعقله... وننبهر باحتوائه لمن معه، ونُسحر باستيعابه للحالات... حتى أُلجَمَ بعد انطلاقي وأنطلق بعد إلجامي، فأقسِم مرة ومرة، يُلجِمُني انبهاري عن كل الكلمات إلا عن القسم أنه النبي لا كذب... أقسم إنه لَرسول الله...!!
ونلمس "البشرية" بعمق، بعمق، بعمق في جيل الصحابة بأخطائها وعيوبها وضعفها...

وندرك أنها البشرية التي كانت لتكون للمعالجة النبوية معنى نتأسى به في كل زمان ...

فنسمع محاججة من صحابي تارة ونسمع استغاثة من آخر لذنب أتاه، ونسمع من غيره تجرؤا لا يطيقه الناس من حوله ويُطيقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وننعم بضحكته الدُريّة تعصر من قلوبنا حبا وشوقا لمرآه... ونبحث بين ثنايا الكلمة من كلماته فإذا هي المعاني والمعاني... !

ونلمح المجتمع البشري بكل سماته ومميزاته البشرية ... ونرقب رسول الله فيه البلسم والدواء والشفاء، والطِبّ والطِّيب...

هاتفتْني بعد تفرّقنا تحمل كل هذا الذي تشاركْنا وهي تقول بصوت خالطتْه سعادة المستدرِك وإن شيئا من أشياء فاتت: ولكن أخبريني لماذا كنا نعرف إسلامنا تماما كعكاز الأعمى... يقذفنا تارة هناك، وتارة هاااا هناك.... لماذا لم نعرفه على حقيقته ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:37:20
2017/03/19
------------------------

تأملات كانت لي حول تحريم الخمر منذ عام :

اليوم في لقائنا الأسبوعي مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلغنا مرحلة تحريم الخمر... العام الرابع للهجرة

تأملنا المراحل الثلاث لتحريمها، فإذا أول مرحلة فيها كانت بعد خمسة عشر عاما من البعثة... وآخر مرحلة كانت بعد سبعة عشر عاما من البعثة...!!!

سبعة عشر عاما والخمر غير محرمة، وشاربها لا يؤثم...
سبعة عشر عاما، تأسست فيها عقيدة المؤمنين في مكة، وبدأت فيها معالم الدولة الإسلامية في المدينة، وأصبح للمسلمين قوة مُهابة، ونُصروا على المشركين نصرا مؤزرا في معركة الفرقان، وأصبحت لهم هيبة، وعرفت لهم شوكة... وعرفوا الهزيمة في أُحد، واعتبروا بدروسها العظيمة... وأرغموا أنوف اليهود المخادعين...

والمؤمنون ما يزالون يشربون الخمر....
وأول مرحلة من مراحل التحريم كانت عبر السؤال:
"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"
لقد تركهم الله تعالى عليها حتى سألوا عنها بأنفسهم...

لقد آمنوا وهم يشربونها، وتأسست عقيدتهم وهم يشربونها، وخُلّيت أنفسهم من موروثات الجاهلية وهم يشربونها، وحُلّيت بالإيمان وبالهدى وهم يشربونها...

وتزكوا، وعملوا الصالحات، وتنافسوا على الخيرات، وتدارسوا القرآن وعملوا به وهم يشربونها...
وجاهدوا وهم يشربونها، واستشهدوا وفي بطونهم منها... !!!

ثم سألوا عنها بعد كل هذا، بعدما عاينوا حياتهم الجديدة والخمر ملازمة لهم، بعدما أُخرجوا من غيابات الجاهلية إلى نور الحق وهي ما تزال ملازمة لهم...

إنهم لم يفكروا يوما بشأنها من قبل إسلامهم، لقد كانوا يشربونها ويعشقونها ويتغنون بها في أشعارهم، حتى استغنى كثير منهم عن الماء بها... فكانت سقياهم...
أما اليوم، فقد سألوا عنها...
لقد تركهم الله حتى سألوا عنها...
لقد جعلهم الإسلام يفكرون... يتساءلون، يستخدمون العقل لغاياته التي لأجلها خُلق...

لقد عرفوا أنه دين لا يستقيم معه تغييب العقل، لقد عرفوا بما عاينوا أنه دين العقل، دين الصحوة، واليقظة والفكر والتفكير لا دين الخرافة والخيال والتغييب واللاعقل...
لقد دلهم على التفكير ...على إعمال العقل، وعلى تقديره، وعلى صونه، وعلى الحفاظ على الكيان المسلم بالحفاظ على عقل سليم، صاح، مفكر، واع...
لقد عاينوا بأنفسهم الفرق بين ما يكونون عليه ويكون عليه إيمانهم وهم بعقل حاضر، وما يكونون عليه وهم بعقل مغيّب...

لقد عرفوا بما عاينوا أن أحسن حالاتهم مع عقل صاحٍ وأن أسوأها مع عقل مخمور مغيّب

لقد سألوا هم أنفسهم عن شيء كانوا يرونه حياة من الحياة... هواء مع الهواء، ماء فوق الماء...
هكذا كان فعل الثورة العقلية في الإسلام، هكذا هو عهد الصحوة والرقي بالعقل إلى مرتقاه الذي لأجله خُلق...

ها هم اليوم يسألون..... ليفتح السؤال أول باب التحريم... وقد تهيأت العقول السائلة والنفوس الراقية لقبول الجواب، للأمر في شأن الخمر...

فكانت البداية ببيان إثم فيها هو أكبر من نفع، لتتهيأ النفوس للتوجس مما كان ملازما وقطعة من الحياة...

وهكذا تبيّن لهم بعدها كيف يسوق إثمها إلى الخلط في الصلاة... في لقاء الله، في الصلة بالخالق...

فيأتي أمر صارم بئلا يقرب الصلاةَ سكران: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارى حتى تعلموا ما تقولون" ليزداد التوجس، ويقوى الاحتراس، وتتسع دائرة التضييق...

إلى أن يصل الأمر إلى التحريم النهائي وقد قرنت بالأنصاب فكانت عِدلا للشرك، ووصفت بالرجس، وأنها من عمل الشيطان، وتقرر الأمر باجتنابها لتحصيل الفلاح :" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"

نعم لقد كانت البداية من سؤالهم... من سؤال العقل الذي عرف أن هذا الدين لا يستقيم مع عقل مُغيّب، بل هو دين العقل... العقل الحاضر الواعي، الصاحي...

فترك أصحابه ليسألوا، وكان السؤال أول باب التحريم، ...تحريم تغييب العقل بسؤال العقل في ساعة عقل...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:39:02
2017/03/20
----------------

إنها "الحياة" فيه وليست "حكاية الحياة" ... !
من الكتاب الرائع : "التصوير الفني في القرآن" لسيد قطب..

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12190;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:39:58
2017/03/20
----------------

في السورة من القرآن... عندما تكون مع قطاع من الآيات يعالج موضوعا ما... ثم تجد نفسك فجأة مع آيات موالية للتي كنتَ معها، فإذا موضوعها آخر، مخالف، مغاير ...

وقد تتساءل... ما وجه العلاقة بين ما كنتُ فيه، وبين هذا الموالي له ؟!

مثلا كيف نكون مع أحداث غزوة، حتى نجد أنفسنا مع آيات في التزكية ؟! (سورة آل عمران).

كيف نكون مع الحديث عن تكذيب المكذبين بالبعث، حتى نجدَنا مع قصة موسى وفرعون ؟!(سورة النازعات)

ربما للوهلة الأولى ... تظنّ هذا البعد، وهذا الاختلاف، ولكنك إذا ما أطلتَ المكوث، وأحسنتَ النظر، وتأملت عرفت أن هذا لا يختلف عن هذا...لا يبتعد عنه، لا يغايره... بل إنّهما لمرتبطان أوثق الارتباط ... وأجمل الارتباط ... !

تأملوا سورة النازعات ... والله سبحانه يُقسم بالملائكة على اختلاف مهامها وأدوارها، نازعات، وناشطات وسابحات وسابقات ومدبرات... على أن وعد الله بالبعث حق ... : " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة"

ثم تأتي قصة موسى عليه السلام مع فرعون ... !

ولكننا كنا مع البعث، ومع المكذبين بالبعث : " يقولون أئنا لمردودون في الحافرة * إذا كنا عظاما نخرة "

فكيف نُحال على قصة ؟!

📌 أولا : لنتأمل كيف أجمِلت القصة كلها في آيات متتابعة قليلة: ناداه ربه، ثم أمره أن يذهب للطاغية، وأن يسأله إن كان له أن يتزكى، وأن يهديه إلى ربه...

فنجدنا مع موسى عليه السلام يريه الآية، فإذا فرعون مكذب... ! مهتاج...! مضطرب يسعى، يقرع الحق وجدانه قرعا مؤلما، يجعله متخبطا، فيجمع الناس من حوله، يقول أنه الرب الأعلى ... !!

📌 ثانيا : ما علاقة فرعون وحاله إزاء دعوة الحق، بحديث سبقه عن البعث وأنه الحق ؟!

أيها المكذبون بيوم البعث، وبقدرة الله على البعث، أيها المستهزؤون المتعجبون من أن تبعث العظام النخرة بشرا كما كانت حية من جديد ...

هذا فرعون وقد طغى، وكذب بالله وبالبعث، وملك وأمر، وكانت جنوده أوتادا تضرب في الأرض ...

لا بل أكثر من ذلك .... لقد ادعى الربوبية فنادى في قومه : "أنا ربكم الأعلى" ....

أين منتهاه ؟ أين ربوبيته وأين ألوهيته ؟ وأين قوته ؟ ها نحن أولاء نشهد هلاكه نكال الآخرة والأولى...
فأين ستذهبون بتكذيبكم ؟ وأيَّ مأرب أنتم به قاضون ؟!!

أي مبلغ في الطغيان أعلى من أن يدعي الإنسان الألوهية والربوبية، ؟!! لا .... والأدهى أن يجد من يؤلهه، ويسمع كلامه ويطيع على أنه الرب الأعلى ... فيزداد طغيانا وتجبرا وتغطرسا ... وهكذا كان فرعون ... فهل أنجاه هواه وقد كذب بالخالق الباعث ؟ وبالبعث والحساب ؟!

فلننظر... أي افتراق هو بين الآيات والآيات التي تلتها ؟!! بل إنه للرباط الوثيق ...

ثم لنمضِ قُدُما ... إنها آيات أخرى موالية لقصة موسى مع فرعون، والتي انتهت ببيان هلاك فرعون، وكيف جعله الله عبرة لمن يخشى ...

إنها آيات عن الخلق ....
وإننا من البعث، إلى القَصص، إلى الخلق .... لتنتهي السورة بالبعث من جديد  :)

"أأنتم أشد خلقا أم السماء.. بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها " ....

يا كل من تتجبر، وتتكبر، وتُكذّب، وتتأله كما كان فرعون ... تأمل... أأنت أشد خلقا أم السماء؟
أم الأرض ؟ أم الجبال ؟

إنك لأهون على الله منها كلها ... فأين يمضي بك غرورك ؟! وأين يمضي بك طغيانك ؟!!

وبعد كل هذا الخلق الذي يحيط بك... بعث ولقاء ويوم هو الطامة الكبرى .... يوم تتذكر سعيك... فأما من طغى فالجحيم مأواه، واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى الذي أوقع فرعون فيما أوقعه فيه، وأوقع كل مكذب فيما أوقعه فالجنة مأواه...

فلنتأمل أي افتراق هو بين الآيات والآيات ؟ وأي اختلاف واي بعد هو لمعنى هذه ومرماها عن معنى الأخرى ومرماها.. ؟!!

بل إنه الترابط الوثيق... الوثيق الذي لا يُرى من "قراءة" بل يُرى من "مكوث" و"تأمل" وتملٍّ في هذه الصور المتناسقة والمعاني المتساوقة المتسقة، بديعة التصوير ...

وهذا عن ترابط قطاعات الآيات ومواضيعها في السورة الواحدة وكيف يبدو الاختلاف والافتراق من حيث هو الارتباط والالتصاق...

وأود أن أشير بعيدا عن هذا إلى شيء من جماليات "النازعات"  :) :
الرب الأعلى سبحانه وكيف ينطق عنه بديع صنعه في الدنيا، وينطق عنه تحقق وعده في الآخرة أنه الرب الأعلى :"فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة" بينما ينطق المتربّب والمتأّله بلسانه المضطرب وقلبه الخائف وكيانه المهزوز : "أنا ربكم الأعلى" ...

وشتان شتان بين "الأعلى" بحق وبين المستعلي بباطل...!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:41:46
2017/03/21
-----------------

د.سامي عامري


دنيا الناس مدخل إلى دينهم!
قال نوح -عليه السلام- مرغبًا قومه في التزام طريق الهداية: "اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (نوح/10-12).. لم يكتفِ نوح بإخبارهم بأمر المآل: جنة ثمارها دانية ونار باقية حامية.. ولم يقتصر على بيان حقيقة التوحيد، وأنّه حقيقة الوجود الكبرى، ونقيضه ضلالة عظمى.. وإنّما شارك الناس مشاغلهم الدنيوية، ولامس همومهم الأرضيّة في طلب المال والولد وبركات الأرض ونعيمها.. وتلك رسالة لأهل الدعوة اليوم ليعلموا أنّ الطريق إلى عقول الناس وقلوبهم يكون بالإخبار عن الحقائق الوجوديّة الكبرى؛ ببسط حقيقة التوحيد وفضله، وذكر عظيم أمر المعاد وطريق النجاة، وكذلك معالجة هموم الناس الدنيويّة ، ومشاركتهم أحلامهم وهواجسهم في أمور المعاش..
= على الداعية ألا يهجر مشاغل الناس بالكليّة إلى الاقتصار على تقرير مسائل الدين النظريّة، كما عليه أن يحذر من الانصراف بالكليّة إلى مشاغل الناس الأرضيّة، مهملًا تعديل اعوجاج تصوّراتهم النظريّة.. وبين هذا وذاك يكمن الحق..
حتّى لا تكون فتنة..!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:42:35
2017/03/25

------------------------

إخوتي أخواتي...
أحذركم من تداول أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحاديث لا أصل لها، ولا سند، وأخرى ضعيفة ... تنتشر في هذا الفضاء الإلكتروني انتشار النار في الهشيم... يتداولونها على أنها من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هي إلا الكذب والتدليس والتلفيق ...

كذِّبوا قبل أن تُصدّقوا، وقبل أن تنقلوا حديثا تحرّوا وابحثوا ودققوا ...

وبفضل الله تعالى هناك مواقع موثوقة يحسن فيها البحث والتدقيق من مثل الموقع الرائع : "الدرر السنية" www.dorar.net

فلا تستسهلوا نقل هذه الأكاذيب التي تُنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبحان الله أسلوبها الركيك، مع الحشو الذي يُعرف فيها يكاد يصرخ أنه الكذب لا الصحيح ... وأنبه على أن كثيرا منها يُتَداوَل على شكل صور مكتوب عليها يعلوها الشحوب والبُهوت ...

هدانا الله ونوّرنا بالحق والصحيح..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:43:33
2017/03/27
---------------------

حديقة السور الروماني الجديدة، متنفّس ومتنزّه وجمال، وإنجاز يُقرّ به أهل مدينتنا العريقة ...

ولكن حزّ في نفسي أن تُشوِّهَ ذلك الجمالَ لقطاتٌ خفيّة، وعلى قدر خفائها وتفاهتها عند الكثيرين على قدر ما تحمل من غيابٍ للحسّ البيئيّ عند أصحابها..

الحديقة منظمة، مزيّنة بالشجيرات الجميلة، وبالكراسي والأخوِنة(الموائد) الحجريّةالتي صُمّمت على النمط الروماني القديم، فجاءت موائمة جدا للسور التاريخي العريق...

العشب الذي يغطي مساحات دائرية وأخرى مستطيلة موزعة توزيعا هندسيا منظما ودقيقا، يفرق بعضَها عن بعض بلاطٌ مرصوف يشكّل تقسيمات منظمة هي الأخرى تتخلل المساحات الخضراء...

كل هذا يبعث في النفس راحة، وفي الصدر انشراحا... ولكنك إذا ما نظرت أسفل الكراسي وجدت لفافات السجائر، والأكواب البلاستيكية، وقشور دوّار الشمس(القليبات) يزرعها آكل اللبّ زرعا...

هذا تحديدا ما هو جدير بالحرص على تفاديه...
هذا "اللَّمم" الذي يجتمع ويجتمع ليشكّل مظهر "اللانظافة"، هو موضوع الوعي القاعديّ في نظافة البيئة والمحيط ... هو الذي نقيس به درجة الوعي البيئي ... فما النار إلا من مُستصغر الشرر... وما وجه الجمال المحافَظ عليه إلا من تفادي هذه اللامبالاة بالأشياء الصغيرة تلقيها يد من هنا ويد من هناك...

ولن تُجدي الشاحنة المخصصة للحديقة ب"عمال النظافة" المواظبين على تنظيفها يوميا وجمع قمامتها بقدر ما يجدي وعي بيئي عند الناس يبقيها نظيفة ب" محبّي النظافة"...

فلنحرص على نظافة ما "تحت" الكراسي يَدُمْ لنا هذا الإنجاز الذي أضفى على مدينتنا جمالا يستحق المحافظة عليه ...
---------------------------------------------------------------------------
تنبيه لغوي :) : "الخِوان" جمعها "أخونة" هي المائدة لا طعام عليها، بينما التي عليها طعام هي "المائدة".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:44:41
2017/03/30
----------------

ولكن هل مِن عبقريٍّ يَفْري فَرْيَ هذا الطفل ؟!!
لا تفوّتوه فضلا ...

https://www.youtube.com/watch?v=uUcxQRkZg_c&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:45:32
2017/03/31
--------------------

حلقة مفيدة جدا (حوالي 9 دقائق)...
وكتاب "النبأ العظيم" الذي ينصح به في آخر الفيديو من أروع وأنفع ما قرأت..

https://www.youtube.com/watch?v=fWpwvqkegio&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:46:19
2017/04/03
------------------

عندما كنت أقرأ القرآن، كنت أمر بآيات الوحدانية والخلق والإبداع وأنا أرى الأمر واضحا متجليا لا مراء فيه، وعلى قدر ما كان تأمّلها يترك بالنفس تعظيما وتبجيلا وإجلالا لله جلّ في عُلاه على قدر ما كنت أتساءل عن سرّ كثرتها، وتواجدها بكل مكان من القرآن...

كانت آيات تخاطب كفار قريش أو تصف تعنّتهم...
وكان أكثرها بالسور المكيّة، والتي هي أكبر عددا من السور المدنية...

كان نزولها في مرحلة تأسيس العقيدة ...

في أيامنا هذه، تبدّلت نظرتي لتلك الآيات...!

مع هذه الموجة الصارخة من التشكيك الذي طال الكثيرين من شباب الأمة، بل وطال مَن طال منهم الإلحاد والانسلاخ من الدين كليّا، حتى غدا الإلحاد حديثا من شائع الحديث...حتى طفِق مَن طفِق يبحث عن طرق نقاش الملحدين، وإقناع الملحدين، ومحاولة تنوير الملحدين والمشككين وانتشالهم من براثن الضلال والهوى ...

حتى افتتح هذا مشروعا لتكوين الشباب في مجال محاربة الشبهات، وتفرّغ ذاك لمناقشات عبر وسائل التواصل (التشات)... وألّف آخر عن شبهات حول "السنة" وآخر عن شبهات حول القرآن ...

ومَن افتتح صفحات لدحض الداروينيّة، ومن سجّل مرئيات موضوعها مناظرات بين أنصار الدين وأنصار اللادين ...

وهكذا... بين سعي وسعي...
موازية هي المساعي لكل الطلعات والخرجات المستحدثة من موجة التشكيك الجارفة، وموجة الإلحاد المائجة ...

ومع كل هذا ... عدتُ...فحطّتْ بي راحلتي عند تلك الآيات ذاتِها....
آيات تحكي عن هؤلاء...عنهم في كل زمان، وفي كل مكان ...
ليسوا بِدعا من الناس، ولا قولهم بِدع من الأقوال ... بل هُم هُم أصحاب التكذيب، والكفر والشك، والاهتزاز ....

هم الذين خاطبهم، ويخاطبهم، وحدّث عنهم، ويحدث عنهم رب العزّة سبحانه ...

حطّت بي راحلتي عند هاتيك الآيات، فلم أعد أرى كثرتها في القرآن سِمة من السِّمات وانتهى الأمر...

بل هي التي دورها لكل زمان هو الدور الأول، ووزنها هو الوزن الأثقل ...

التوحيد، العقيدة، النبوات، اليوم الآخر...

مواضيع هي القاعدة التي كانت تُستهدف أول الأمر كلما تطاول على الناس العهد، ليعودوا القهقرى في كل مرة..فتنتكس البشرية وترتكس، وتنكص على عقبيها، وتتمسّح بمسوح الوثنية والخرافة واللادين، فتنكر كلّ ما دعاها إليه نبي بين الأنبياء، ليُبعث نبي بعده، وينزل كتاب بعد كتاب ليجدد الدعوة للدين الواحد، ولعبادة الرب الواحد ...

كانت البشرية تحتاج في كل مرة ل"نبي" لا لمصلح عادي ...

ولكن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يكون من بعث جديد، فلا نبي ولا رسول بعده...

ولن تحتاج البشرية مع انتكاسة وارتكاسة تتهددها من كل جانب إلى نبي جديد... بل إلى مصلحين من أمة النبي الخاتم والكتاب المهيمن يبعثون الدين من جديد ...

إنني اليوم حينما تقابلني آيات من مثل قوله تعالى :"فمالهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حُمُر مستنفرة *فرت من قسورة * بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة..."

لم أعد أتمثل كفار قريش فيها كما صرت أتمثّل شبابا من المسلمين سرعان ما جعلت أرضهم الهشّة التي يقفون عليها تهزّهم...
فإذا الكثير منهم كالحُمُر المستنفرة الهائجة الثائرة الفارة من أسد يلاحقها ... !
شباب يفر من التذكرة الربانية فرار مَن يخشاها خشيته من أن يُفتَرَس ... !!!

كثير منهم صار يتألى، ويتمطى وكأنما لن يكفيه إلا أن يُؤتَى من عند الله صحيفة يُعلمه فيها باسمه ورسمه أن : آمِنْ ... ليؤمن.. !!

اليوم صرت أرى الأمة أحوج أن تقف عند الآيات التي تخاطب العقل ل"يصل" ...

التي تحاجج بالعقل، التي يستنكر فيها العلي القدير على العقلاء ألا يعقلوا. وعلى أولي الألباب ألا يعوا ويتفكّروا...

وما كان ما كان إلا من معرفة بالقرآن لم تكن إلا القراءة للحروف، أو الحفظ لها في أحسن الأحوال.. وما كان ما كان إلا من معرفة بالإسلام لم تتعدَّ "السطح" ...

فربما...
ربما يكون مع هذه الموجات البئيسة التي تجرف من شباب الأمة مَن تجرف، قنوات ينفد منها مَن يسأل إذ يسأل صادقا مع نفسه، ويبحث إذ يبحث عن الحق والحقيقة، فتعود موجاتٌ كريمة لتكتسح الموجات الخبيثة، موجات من العقول الواعية، والقلوب الصادقة لتبث "الرسوخ" من وحي "الوحي" ...

من تأمله والغوص في مراميه ومعانيه... ولتلوح تباشير نهاية عهدٍ الدينُ فيه شعائر بلا روح ولا حركة، ويبدأ عهد هو "العودة" لما كان أول ما كان ...

"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:48:20
2017/04/07
------------------

من أكثر ما يغيظني، ومن أشد ما يؤلمني أن أرى أو أسمع عن أب يضطهد ابنَه ويقلل من قيمته أمام الناس بدعوى السيطرة الأبوية اللازمة...

أن أرى أبا متبرّما من ابنه، لا يَفتُر تبرّمه أمام الجميع، فهو يزجره، أو يقرّعه أو يطرده، أو يُسكِته، أو يصيح به بداع وبغير داع، حتى ترى مَن يرقب تصرفاته معه يشفع لابنه عنده ويسأله أن يتوقف، ويلين معه، وأن يترك له فرصة... فإذا ردّ قال : آه إنك لا تعرفه !!!

ماذا هناك ؟؟ هل أنجبتَه لتستعبده، أم أنجبتَه ولا تريده إلا خادما مطيعا، مكسور النفس مَهيض الجناح ؟!

ماذا هناك ؟
لا تَفتُر عن تحقيره وإذلاله أمام الجميع، لا تبالي بمشاعره وأحاسيسه وكيانه، ولا ترى في هذا إلا "السلطة الأبوية المُهابة" التي لا يجب أن تسقط بحال من الأحوال ؟؟

إنكم أيها الآباء تغفلون كل الغفلة عن دور عظيم لكم في تكوين نفسيات قوية واثقة تسعد بالحياة وتأمَل في الحياة، وتتحرك في الحياة إذا ما رفعتم معنويات أبنائكم وأشعرتموهم بقدر لهم ووزن، وبِكَيان يُحتَرم...

رحمك الله يا أبي الحبيب وجزاك عني خير الجزاء...
فلقد حُفِرتْ كلماتك المشجعة حفرا بنفسي...

تغمّدك الله بواسع رحمته، وجزاك عني خير الجزاء وقد جعلتَني أشعر بالقوة الدائمة من نفسي، وجعلتني أخوض غِمار الحياة وأنا الواثقة...

كنت تتباهى بي أمام أصدقائك، وتطلب مني أن أقرأ لهم ما قرأت عليك، وأن أُسمعهم مما تعلمت، وكنتَ تخبرهم بإنجازاتي...

وكنتَ إذا ما زارك أحدهم ورأيتَني أهُمّ بالخروج لأفسح له -وقد بدأتُ مرحلة عُمرية أخجل فيها من البقاء أمامهم كما عهدي معهم في طفولتي-، كنت تأمرني أن أبقى، وان أستمر بالقراءة أمامهم كما كنت أقرأ عليك...تدفعني، وتشجعني وتُذهِب خجلي...

تغمّدك الله بواسع رحمته، وما كنتُ معك بمكان حيث تجد مَن تعرف إلا والتفتّ إلي وتبسمتَ وطلبتَ مني أن أعرّفه بالتي جعلتَ اسمي على اسمها "أسماء بنت أبي بكر" وبقصتها مع النِّطاقَيْن، وقد علمتنِيها منذ نعومة أظافري حتى أحببتُ اسمي من حبي لها...

لن أنسى قولك لي دائما : ابنتي، لا يكون سلاحك إلا العفاف والخُلق الحسن، ولتصلي حيث شئت أن تصلي، وإن أحببتِ قيادة الطائرة فلتفعلي، ولن أمنعكِ مادمتِ العفيفة التي تصون نفسها....

وكنتَ يا أبي وكنت وكنت... ولم تدرِ كم كان دورك عظيما عظيما...

يغفل كل أب متسلط مُذِلّ لابنه أمام الناس عن هذا الدور في تأسيس شخصية قوية واثقة غير مهزوزة ويحسب أن الهيبة تسقط إن هو شجّع وقوّى، وذكر المحاسن بدل أن يزجر ويُذِلّ ويضطهد بدعوى السلطة الأبوية الموهومة... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:49:32
2017/04/09
---------------------

عندما يناطح هوى البشر إرادةَ الله وحكمتَه.. !
عندما يحكّم الإنسان في نفسه هواها...

عندها طالب مَن طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأتي بقرآن غير هذا القرآن أو أن يبدله..

عندها تجرؤوا فاستعجلوا العذاب والشر استعجالهم بالخير...

عندها طالبوه أن يأتيهم بآية خارقة...

عندما تناطح أهواء البشر حكمة الله تعالى، عندها يقولون ما يشاؤون ويتشدقون بما يشاؤون... ويهرفون بما لا يعرفون...

ولكن الجمال ... كل الجمال والجلال كل الجلال... ألا يجيبهم الحكيم العليم إلى ما يريدون بل يقضي بأمره وتدبيره ... وإن قالوا عن نبيه إنما أنت متقوّل، فأين إجابة ربك لما طلبنا ؟

الجلال كل الجلال في بقاء الأمر كما قضى الله وكما شاء، وكما قدر، حتى وإن زادهم إمضاء الله لما يريد لا لما يريدون طغيانا وعمى على العمى ....

" وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" -يونس : 11-


العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:50:08
2017/04/11
----------------------
ما ينفع هو ما يُفهَم ويوضِّح ويُبسِّط وليس الذي يحتاج إلى توضيح...

عندما أقرأ أقل شيء، أبحث في نهاية قراءتي عن المعنى الواصل، والنفع الحاصل، فإن وجدتُه كان ما قرأت رسالة بالغة، وإن لم أجده كان ما قرأت كتابة وقفت عند حدود الحروف، وإن كان مِن لفّ ولفّ ولفّ ...

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أبان وأفهم ... وهو صاحب الرسالة العظمى ...

وكل من أراد أن ينفع عليه أن يُبين وأن يوضّح لا أن يُغمّض ويُلغّز ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:50:50
2017/04/16
---------------

عندما يتعفف الإنسان عن حرام أو منكر أو عيب أو هوى، ويتنزّهُ عن خوارم المروءة أو حتى عن أمر من المشتبهات يشعر بالرُقي، رقيّ الترفّع عن الدنايا، وبشعور الذي نجا، خاصة عندما تقابله مغبّة مَن وقع في أحدها..

عندها يتعزز لديه الإحساس بأن تعفُّفه وتنزُّهَه كان صوابا ...

وكله من فضل الله...

ملاحظة : ليس شعور النجاة هنا شعور مغرور يظن العصمة من نفسه عن الوقوع في شيء منها، وينظر للواقع فيها نظرة المتعالي، ولكنه بمثابة فرحة المؤمن بفضل الله وهدايته، وتقديره لنعمة الهداية، وهذا ما يدعو لقولَة : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:51:31
2017/04/16
-------------

"وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً"

هجرا جميلا... اصبر على أذاهم من ألسنتهم، واهجرهم هجرا دون أن تؤذيهم ..

وقبل أن يُؤمر صلى الله عليه وسلم بالصبر والهجر، ربّ العزة يأمره بقيام الليل، فالقول الذي سيُلقى عليه ثقيل ثقيل يستدعي أن تكون له من القوة اللازمة لتحمّل ثقله ...

هذه القوة سيستمدها من الاختلاء بربه ليلا ... إذ إن طاعة الليل أشد وطئا وأقوم قيلا ..

من قيام الليل، ما تيسّر له منه سيتزوّد لتحمّل ثقل ذلك القول الذي سيُلقى عليه، تحمّل ثقل الرسالة، ثقل الأمانة ... ثقل القرآن...

"وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)"

1- من قيام الليل، 2- من ذكر الله 3- من اتخاذه وكيلا

من هذا كله سيتزود للصبر على ما يقولون، وليكون هجره لهم هجرا جميلا ... هجرا بلا أذى ..

قيام الليل زاد للنهار ...
وهذا سبحانه يأمر المزمل صلى الله عليه وسلم بقوله : قم الليل ...
وهذا سبحانه يأمر المدثر صلى الله عليه وسلم بقوله : قم فأنذر...

فهو صلى الله عليه وسلم قائم بالنهار نذيرا، وقائم بالليل، للصلاة مقيما، ذاكرا، داعيا...
هو بين قيام وقيام ... فقيام يتزود منه لقيام... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:52:41
2017/04/19
----------------

للأستاذ أبي إلياس (أعسو مصطفى)

هل يصحُّ لغةً أن نقول" مداخلة"؟:
جواب نفيس من أستاذي الفاضل الدكتور صالح أزوگاي:
يقول حفظه الله:
" كثيرة هي الألفاظ التي حرفت عن موضعها وزحزحت عن سياقها في العربية الأصيلة، ومنها لفظ "المداخلة" الذي شاع على ألسنة الباحثين في العقد الأخير شيوعا فاحشا، وما كنا نسمعه قط على ألسنة شيوخنا من فرسان اللسان العربي، واليوم صار العنوان الأنيق الذي يتشدق به على المنصات، ويطلق على ما يلقى من العروض في الندوات والمنتديات؛
وواضح أن لفظة المداخلة إنما جيء بها محرفة المفهوم لتصير المقابل للكلمة الفرنسية "intervention" دون مراعاة خصوصية السياق الثقافي لكلا اللسانين، وهذه من آفات الترجمة التي تجتث الألفاظ من بنيتها النسقية والمفهومية.
ومن يتأمل هذه اللفظة سواء في مأخذها المعجمي، أو في سياق ورودها في العديد من النصوص التراثية الأصيلة يجد أن سياق ورودها هو سياق الذم، وهو أن المداخلة حين تقع في الأشياء تتأثر في صفائها وانسجامها الذاتي، ومن ذلك المداخلة في النسب، وهي عدم كرمه بسبب الاختلاط، وتكون في العقل بسبب حصول عارض لدى المداخل في عقله فتختلط عنده الاشياء، ومنه المداخلة في اللسان، وتكون بسبب مداخلة اللسان الأعجمي للسان العربي مما يؤثر على صفاء الملكة فتختلط الأنساق في كلام المداخل في لغته،
تأمل في هذا السياق نصا نفيسا من نصوص التراث للباجي رحمه الله، أورده أثناء حديثه عن أدب المناظرة:
قال أبو الوليد الباجي:"ولايداخله في نوبته ويصبرله حتى يفرغ من كلامه، فإن المداخلة تذهب بالفائدة وتدعو إلى الوحشة". المنهاج بترتيب الحجاج ص 10."
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:55:18
2017/04/23
---------------------

كعب بن مالك رضي الله عنه حينما تخلّف عن غزوة تبوك، وتاب الله عليه، وجاءته البشرى ... وعرف مآل صدقه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال أنه لم يُؤتَ في حياته كلها نعمة بعد الإسلام أعظم من صدقه رسولَ الله صلى عليه وسلم، وآلى على نفسه ألا يكذب كذبة بعدها، وقال أنه لم يعرف سبيلا إلى الكذب من يومها، وسأل الله أن يوفقه للصدق ما بقي من عمره ...

تأملوا ... إنه واحد من أصحاب بيعة العقبة الثانية وما أدراك ما العقبة ! وإنه لم يتخلّف عن غزوة من الغزوات عدا تبوك، وإنه من أصحاب بيعة الرضوان وما أدراك ما بيعة الرضوان !

ولم يقل أنه الذي لا يعرف الكذب، ولم يقل أنه الذي لم يكذب منذ أسلم، ولم يرَ صدقَه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بطولة من نفسه بل رآه فضلا من الله ونعمة، ولم يعزم على ألا يكذب ما بقي من عمره دون أن يعزو ذلك لفضل من الله عليه... !!

فلنتعلم ممّن لا يزكّون أنفسهم ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:55:50
2017/04/25
-------------------

عندما تحدث "برمجة فِكرية" فتجد العنوان وكأنه الحقيقة بينما هو التحوير والكذب ... !

الآن حالا وأنا أتابع قناة France 24 إشهار عن برنامج حول أصحاب البشرة السوداء، تقول المذيعة بصوت الإشهار المُحمِّس : "ماذا تفعل إن كنت صاحب بشرة سوداء في دولة عربية ؟ " ... !!!! هذا عدا عن الصور المتلاحقة، فهذه صورة رجل غربي يعانق رجلا أسود، والأخرى لرجل غربي مع امرأة ذات بشرة سوداء في قمة السعادة ... !!

وعجبا ثم عجبا ثم عجبا يا فرانس يا 24 !!!
يبدو أن مارتن لوثر كينغ كان ثائرا ضد التمييز العنصري في بلاد العرب لا في بلاد الغَرب... !!!!

تمسّحٌ بجلد الذئب لتصييره الحَمَلَ الوديع، ولَعْق للأحذية المتسخة بلسان الذليل الخانع، ودسّ للكذب وحشو للبهتان ببرمجة فكرية مُدلِّسة تأكل بالصوت والحماسة !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:56:17
2017/04/26
----------------

الأمهات صاحبات حسابات على الفيسبوك..
دعوة لمراقبة الصور الممثلة لصفحات بناتكنّ.. فليس كل شيء "عادي" !... وكُنَّ لهنّ قدوة ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 10:58:02
2017/04/27
----------------

بين موسى الكليم عليه السلام وعمر الفاروق رضي الله عنه... صفات مشتركة، "موسويّة" أو "عمرية" كلتاهما تفتقر إليه الأمة ... ! مقال مميّز.. :   http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-237851.htm
--------------------------

د. سلمان بن فهد العودة

إذا كان الرجل العظيم هو من يجعل من حوله يشعرون أنهم عظماء، فذلك هو ما فعله موسى -عليه السلام- حين جعل من القوم المُستضعَفين بمصر قوة موحدة، تتحدى الطغيان وتفارق الأوطان، وهو ما فعله عمر الفاروق -رضي الله عنه- حين يمم وجهه شطر فارس والروم، وأطلق حركة الفتوح، وحقق نبوءة: (أخَذَ الدَّلو عُمَر  فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِى فَرْيَهُ حَتَّى رَوِىَ النَّاسُ)، ذاك ابن عمران، وهذا عمر، ذاك موسى الكليم، وهذا عمر الفاروق.

ومن لطائف التدبير السياسي الإسلامي؛ أنه إذا كان خُلُق الرجل العظيم يميل إلى اللِّين، فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى الشِّدة؛ وإذا كان خُلُقه يميل إلى الشِّدة، فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى اللِّين؛ ليعتدل الأمر، كما ذكر العلماء، ولهذا كان هارون الموصوف باللِّين وزيراً لموسى الموصوف بالشِّدة في الحق، وكان عمر الموصوف بالشِّدة في الحق وزيراً لأبي بكر الصديق الموصوف باللِّين، وكان أبو بكر يؤثر استنابة خالد بن الوليد المعروف بالشِّدة،  وكان عمر يؤثر عزل خالد، واستنابة أبي عبيدة بن الجراح؛ لأن خالداً كان شديداً، كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة ليِّن كأبي بكر -رضي الله عنهم أجمعين-.

والحق ركنان: بنّاءٌ وهدّام.

ذاك عاصر فرعون المتألّه وتربى في ظلّه، ولم ينتقص هذا من ثقته بنفسه، ولا إدراكه لهويته، ولا صدقه مع ذاته.

وهذا عاصر فرعون هذه الأمة وكان من أخواله، ولم يؤثر هذا على استقلال شخصيته، ولا إقدامه على اعتناق الدين الجديد.

ذاك نبي معلَّم مكلَّم، وهذا صِدِّيق شهيد ملهَم، وكلاهما له من شفوف النفس وزكاء القلب وتواضع الكبار، ما يستلهم به موارد الحق ومواقع الصواب.

تشابها في الخَلْق والجسامة والطول، وتشاكلا في الأخلاق والطبائع والعقول.

الجاذبية والسر الغريب (الكاريزما)، القيادة الفطرية، والقوة الحيوية المؤثرة، قوة باعثة مشفوعة بالرحمة، لا قوة متسلطة طاغية، أولياء لله من هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل.

لا غرو أن يقارن الاسم الاسم، ويقارب الرسم الرسم.

نفوسٌ صادقة مع ذاتها ومع ربها، فلا عجب أن تتصل قلوبهم بالسماء، فتكون راسخة في الطمأنينة، حتى عندما ترتجف الأرض من تحت الأقدام، صعد موسى عليه السلام الجبل ومعه سبعون رجلاً من قومه، فرجف بهم الجبل، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (155:الأعراف).

وفي صحيح البخاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد جبل أحد، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: « اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ »، انتهى الموقف بكل هدوء.

في أسرى بدر رأى أن يُجندل الأسرى على جنوبهم، فكان شبيهاً لموسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (88:يونس).

أتى بصحيفة من التوراة، فبادره رسول الله: (لو كان أخي موسى حيَّاً ما وسعه إلا اتباعي).

يذهل لخبر الرحيل، فيتمعّر حباً، ويرقى المنبر متحدّثاً بالظن أن رسول الله ما مات، ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى إلى ربه، كان يستحضر موسى حتى في هذه الليلة الظلماء.

غضب موسى للإسرائيلي المظلوم وأردى المعتدي، فكانت بداية مفاصلته للقصر وخروجه من مصر.

وغضب عمر من حصارٍ ظالمٍ فأعلن إسلامه وقاتل دونه، وهاجر علانية.

نمطٌ من العظماء يتميّز بالقوة والشدة والصلابة والحزم:

في الخطاب الموسوي: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا} (102:الإسراء).

وفي الخطاب العمري لأبي سفيان: (أنا أشفع لكم؟ لا والله، والله لو لم أجد إلا الذَّر لقاتلتكم به).

يأخذ موسى برأس أخيه يجره إليه، في لحظة انفعال وغيرة على التوحيد، ويشتد عمر على أبي هريرة؛ حياطةً للدين وخشية من سوء الفهم للوعد بالجنة لمن شهد شهادة الحق: (لا تبشر الناس أخشى أن تبشرهم فيتكلوا).

شدة موسى مع فرعون، مع بني إسرائيل، مع أخيه، حتى مع الحجر حين ضربه بعصاه حين ذهب بثوبه على ضفة النهر.

وشدة عمر على نفسه، وأمرائه، وأبنائه، وخدمه، حتى مع الحجر الأسود: (إِنّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ) (متفق عليه).

جرأة موسى حتى في حواره مع ربه حين سأل بإدلال المحب: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} (143:الأعراف).

جرأة عمر في صلح الحديبية: (عَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟)، وفي الصلاة على "عَبْدِ اللهِ بن أُبَيّ بن سَلُول": (أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ؟, وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ)، وفي أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا رَسُولَ اللهِ, لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ) (رواه البخاري ومسلم).

وجرأة أخرى في مراجعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي صحيح البخاري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَسِيرُ فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلاً ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا عُمَرُ ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يُجِيبُكَ . قَالَ عُمَرُ فَحَرَّكْتُ بَعِيرِى ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي -قَالَ- فَقُلْتُ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ . وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ « لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ قَرَأَ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) ».

حسمٌ مع رؤوس الخيانة بلا تردد، خطاب موسى للسامري كخطاب عمر لابن سلول.

انكسارٌ عند الخطأ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (16:القصص).

وقال عمر في خلوته: (عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ! بَخٍ بَخٍ.. وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ).

غضبٌ لله يثور ثمّ يسكت فيأخذ موسى الألواح.

يسمع عمر من يسبّه: (وَاللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ)، فيهمّ به فيُذكّره جليسه بـ{وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199:الأعراف)، فوالله ما جاوزها وكان وقَّافاً عند حدود الله.

شخصيات حاسمة عظيمة تصنع الفرق، بعد موسى عبدوا العجل واستضعفوا هارون وتآمروا لقتله، وكان عمر الباب الذي يكسر فتظهر الفتن.

التواضع والبساطة لا تمنع الهيبة والخشية من المؤاخذة، فهذا النمط الحازم لا يهادن الخطأ ولا يصبر عليه.

كان فرعون يخاف من موسى: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} (35:القصص).

وكان عمر مهيباً يَفْرَقُ الشيطان من ظلّه.

نكل بنو إسرائيل عن دخول القدس، ودخلها عمر بجند الله.

القيادة تحتاج لأتباع جيدين!

سقى موسى للفتاتين، وأبصر عمر ناراً تضوي فقال: أرى قوماً قصر بهم البرد والليل، فحمل جراب دقيق وشحم، وطبخ لهم، وسمع المرأة تقول: الله حسيبنا على عمر يتولى أمرنا ويضيعنا!

رقةٌ أمام حالات الضعف الإنساني ونجدةٌ وشهامة لا تعرف الرياء، ولا تنشغل بهما عن هم غيرها.

في الجاهِلِيَّةِ وَالإِسلامِ هَيبَتُهُ         تَثني الخُطوبَ فَلا تَعدو عَواديها

في طَيِّ شِدَّتِهِ أَسرارُ مَرحَمَةٍ         لِلعالَمينَ وَلَكِن لَيسَ يُفشيها

وَبَينَ جَنبَيهِ في أَوفى صَرامَتِهِ         فُؤادُ والِدَةٍ تَرعى ذَراريها

أَغنَت عَنِ الصارِمِ المَصقولِ دِرَّتُهُ         فَكَم أَخافَت غَوِيَّ النَفسِ عاتيها

كانَت لَهُ كَعَصا موسى لِصاحِبِها         لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِواديها

 

وعيٌ بالمتغيرات وتكيُّف مع المستجدات، ما بين القصر إلى الاستخفاء إلى الصحراء إلى مَدين، وما بين الإسلام العلني فالهجرة فالوزارة فالإمارة.

{الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (26:القصص)، توسّم فتاة ذكية خليقة بأن تكون زوج نبي، وهما شرط النجاح القيادي في رؤية عمر: (أشكو إلى الله ضعف الثقة وخيانة القوي).

العدالة والأمانة وإجراء الحق على القريب والبعيد، ومواجهة التحديات والمصاعب بلا تردد، وتكريس الحياة للمبادئ العظيمة.

قيادة نادرة استثنائية تتخذ القرار الحازم الحكيم وتمضي إليه بثقةٍ دون التفات، فربما كان بينها وبين الأتباع مسافة غطّاها هارون المحبب في قومه، كما غطّاها عثمان وأصحاب الشورى لدى عمر.

تمنى موسى القرب من الأرض المقدّسة عند احتضاره، وكان في دعاء عمر: اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتاً في بلد رسولك.

أيقن موسى ألا فكاك من الموت فقال: ربّ فالآن، وقال عمر: اللهم كثرت رعيتي ورقّ عظمي فاقبضني إليك غير مفتون ولا مضيّع.

موسى يلطم ملك الموت، وعمر يخاطب شاباً بشأن إسبال ثوبه ويوصي بالمهاجرين والأنصار، وبطنه يَثْعَبُ.

رباطة جأش حتى اللحظة الأخيرة.

عاشوا حياةً واحدة، لكنها تشعّبت وأشرقت في أرواحٍ أحبتهم، وارتسمت في عيونٍ لمحتهم، وألهمت من بعدهم معاني الصبر والإحسان والأمل.

هكذا كانوا ..

إيَّاك أن تأخذ من موسى: {فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ} (15:القصص)، وتنسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي..} (16:القصص).

أو أن تأخذ من عمر: (لو لم أجد إلا الذَّر لقاتلتكم به..)، وتنسى (أرى قوماً قصر بهم البرد والليل..).

إيَّاك أن تأخذ من موسى قوته وتنسى رقته.. أو من عمر حزمه وتنسى عدله..

هي معادلة الجناحين..

قوة اليد في أخذ الحق، وقوة الظهر في تحمّل المسؤولية..

لا تطل يدك وتضعف ظهرك، ولا تنظر لزاوية دون أخرى.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-14, 11:00:45
2017/04/29
-------------------

رائع...بصوت عبد الباسط ... تبارك الله أحسن الخالقين !

https://www.youtube.com/watch?v=oL1Kr-y4EnI
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 09:57:25
2017/04/30
---------------------------------

كعادته شيخنا الغزالي رحمه الله...

هو ذا يصف القرآن أحسن وصف... !
--------------------------------

الشيخ محمد الغزالي :


إنني واحد من الألوف التي قرأت هذا القرآن، ومررت بمعانيه وغاياته مرور العابر حينًا، ومرور المتفرس المتأمل حينًا آخر.
والقرآن ليس الكتاب الوحيد الذي طالعته.. فقد طالعت مئات الكتب الأخرى على اختلاف موضوعاتها، واقتربت من نفوس أصحابها ومن ألبابهم، وأذنت لهذه الكتب أن تترك آثارها في فكري؛ لأقلبها على مكث، وأنتفع بما أراه نافعًا ولفظ ما أراه باطلاً ...
ومن اليسير علي وعلى أي قارئ مثلي أن يكون حكمًا معينًا على الكتاب الذي تناوله؛ فقد أخلص من قراءة كتاب ما، ثم أقول: هذا المؤلف واسع الاطلاع ... أو أقول: إن ثقافته غزيرة في الآداب الأجنبية، أو إنه طائل الثروة في الأدب العربي القديم، أو إنه ملم بآخر ما وصلت إليه الكشوف العلمية، أو إنه قصير الباع في إعطاء المعنى حقه، أو إنه مصطبغ بلون يساري، أو إنه من المعجبين بالفيلسوف الفولاني، أو أن في نفسه عقدة تميل بأسلوبه إلى الحدة في ناحية كذا، أو إنه مرن الفهم والأداء... الخ.
وقد أعجز عن استبانة الخصائص الإنسانية المتباينة في تكيف الرجال الذين طالعت نتاجهم الذهني، أو آثارهم الروحية. وكثيرون غيري يجدون في أنفسهم هذه المقدرة. وقد تلوت القرآن مرارًا، ورجعت بصري في آياته وسوره، وحاولت أن أجد شبهًا بين الأثر النفسي والذهني لما يكتب العلماء والأدباء، وبين الأثر النفسي والذهني لهذا القرآن، فلم أقع على شيء البتة... وقد أحكم بأن كتابًا ما صدر عن مؤلف في عصر كذا، وأن جنسية هذا المؤلف ومزاجه وأهدافه هي كيت وكيت.
أما بعد قراءة القرآن، فأجزم بأن قائل هذا الكلام محيط بالسموات والأرض، مشرف على الأولين والآخرين، خبير بأغوار الضمائر وأسرار النفوس، يتحدث إلى الناس تحدث السيد الحقيقي إلى عباده الذين خلقهم بقدرته، ورباهم بنعمته، ويتناول الأمم والقرون في هالة من الجبروت والتعالي، يستحيل أن تلمح فيها شارة لتكلف أو ادعاء.
ومع رفعة المصدر الذي تحس أن القرآن جاء منه، وإحساسك بأن هذا الشيء أتى من بعيد، فإنك ما تلبث أن تشعر بأن الكلام نفسه قريب من طبيعتك، متجاوب مع فطرتك، صريح في مكاشفتك بما لك وما عليك، متلطف في إقناعك فما تجد بدًّا من انقيادك لأدلته، وانفساح صدرك لتقبله...
ولا تحسبن هذا الوصف متأثرًا بمواريث التدين التي انتقلت إلينا من الأولين، فإن الكفار أنفسهم أدركوا أن القرآن مباين بأسلوبه الخاص لجنس ما ألفوا من كلام، وملكتهم الدهشة لدى سماعه.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 09:58:00
2017/04/30
--------------------
"أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍۢ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ" -يونس-

"إلى رجل منهم" ....

إلى رجل منهم -------> يعرفونه
إلى رجل منهم -------> لبث فيهم عمرا من قبله
إلى رجل منهم -------> يعرفون صدقه وأمانته
إلى رجل منهم ------->يأتيهم بالآيات البينات

من أين لرجل منهم يعلمون عنه كل هذا أن يكون له كل هذا العلم وكل هذا البرهان، وكل هذا البيان، وكل هذه الحجة ؟؟ ! .
علمه ربه كل هذه الطرق في المحاججة بالعقل، بالسؤال تارة للتحفيز على التفكّر، بالتوجيه للنظر، للاستدلال ...
عَبْر "بشر" يحثّ العقل، فيعلّم البشر إعمال العقل ..وهذا أدعى أن يتفكروا فيما جاء به، ليوقنوا أنه ليس بقول بشر ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 09:58:32
2017/05/01
--------------------

" يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُون" -يونس-

1- أجمعوا أمركم (اعقدوا عزمكم على إهلاكي الذي تريدون) + 2- مع شركائكم + 3- لا يكن أمركم عليكم غمة (لا تترددوا في إمضائه) + 4- اقضوا إلي (أنفذوه فيّ) + 5- لا تنظرون(لا تمهلوني)

غاية الشجاعة والتوكل على الله والثبات في نوح عليه السلام، وهو قد لبث فيهم قرونا داعيا مُكَذَّبا... !!!
أي شجاعة وثبات في سيدنا نوح عليه السلام وهو الذي يلتفت فيجد ابنَه كافرا، ويلتفت فيجد زوجته كافرة ... ! ويلتفت فلا يجد غير المكذِّبين .... !!

كم يشبه حاله حال سيدنا إبراهيم عليه السلام، فكان أباه الذي حُرِمَه مؤمنا، كما كان إبراهيم ابنَ نوح الذي حُرِمَه مؤمنا ... وأي أبوة وأي بنوّة !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 09:59:19
2017/05/02
-------------------

في قوله تعالى :{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76)} [يونس : 75-76]

لقد استكبروا أولا...

فرعون وهو ملك مصر، ومَلَؤُه وهم حاشيته المقرّبة من ذوي الجَاهِ والمكانة...
فرعون هو الذي استخفّ قومه، واسترهب فكرهم حتى كان يحثهم على الاستدلال على ملكه بالأنهار تجري من تحته، وهو يستنكر عليهم بقوله : "أفلا تبصرون" ...!

استكبر لما جاءه موسى وهارون بآيات الله حتى ادّعى الربوبية بقوله: "أنا ربكم الأعلى"...
واستكبر حتى ادّعى الألوهية فقال : " ما علمت لكم من إله غيري"...

أما عندما جاءهم الحق من عند الله، بالبينات الساطعة المفحمة، وعندما عرفوا أنه الحق، ولم يبقَ لأهل اللجاج وقد أفحمهم الحجاج، وزهق الباطل اللجْلج بالحق الأبلج...
لم يجد أهل الاستكبار إلا أن يقولوا : "إن هذا لسحر مبين"...
والسحر أخيلة تصوّر الباطل حقا...

هكذا ألقوا بصفة السحر على الحق ينفذ للعقول من منافذها، ويملك القلوب من عروشها...
وهكذا حال من استرهب العقول والأفهام، واستبدّ بمفاتيحها وبمغاليقها، يفتح منها لنفسه ويغلق منها لما عداه ... فيقلب في تصوّرهم الحق باطلا، فيرونه كذلك... ويقلب الباطل حقا، فيرونه كذلك... إي وربي، فإن المفاتيح والمغاليق بيد السجّان لا بيد السجين...!!

عندما تُغتصب العقول، فتفقد حريتها، تصبح كالعبد بيد سيّده لا حركة إلا لما يحب، ولا سكنة إلا لما يبغض...
يصبح كاللعبة بيد صاحبها، مِطواعة ليده، إن شاء التهى بها، وإن شاء خبأها، وإن شاء أظهرها، وإن شاء مزّقها إربا إذا تملكته السآمة منها والملالة...

والمستكبر إذا أُفحِم باطله بحق... صار دَيْدَنه -كما وصف ابن عاشور- التدرج من مجرّد الإباء المنبعث عن الاستكبار إلى البهتان المنبعث عن الشعور بالمغلوبيّة...

فهو شنشنة المغلوب عديم الحجة الذي قهرته الحجة وبهره سلطان الحق...

نعم من استكبار ، إلى بهتان مبعثه الشعور بالمغلوبية... هكذا هو ديدن المستكبرين، المستعبدين للعقول...
وإن لزماننا هذا لفراعنَتَه المتعالمين أو الآسرين بالعبارات الرنانة الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا لكل مَن أسلمهم عقله..

فليت شعري... لا حق ليد أن تمسك بمفاتيح عقلك ومغاليقه إلا يدك... فافتح للحق ينفذ... وأغلق دون الباطل يُمسك... ولا إله عليه إلا الله، ولا رب له إلا ربنا...الله... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 09:59:54
2017/05/02
------------------

في قضايا ومواضيع كثيرة عادةً ما يسارع الناس فينسبون الظلم لمَن تُعرف عنهم الغلظة والفظاظة، ليس بعد تحرٍّ للحق بل استنادا لتلك الغلظة... !

كما يسارعون عادة لتبرئة الطرف الآخر ليس لأن البراءة حقه بل بالنظر إلى رقّة ولين عُرف عنه ... !

ولَكَم تبيّن بعد أمّة أن غليظ الجانب هو البريئ، وأن ليّن الجانب هو الجاني !

" آه طبعا ... لا جدال ... ذلك الغليظ، صاحب الصوت العالي واليد الطولى أكيد هو الذي ظلمها، أما هي فمسكينة مغلوبة على أمرها، ليتها تُحسن إزاحة الذبابة من على وجهها ... !! أكيد هي المظلومة " ...!!

ومِن هذه الشاكلة .... حُكم الناس على الناس "غالبا" ... :) على المظاهر ...

بينما وراء الأكمة ما وراءها، وقد يفقأ من فُقِئت له عينٌ عينَيْن اثنتَيْن ... ولكننا قوم نعجل.. فلا نرى غير دموع المشتكي، ونغفل عن المُشتَكَى منه ... لعل علّته وداءَه أنه لا يُحسن البكاء !!

فليتريث من يُؤخَذ بالصوت الهادئ فيحسبه علامة البراءة، ومن يُؤخَذ بالدموع يحسبها دوما آية صدق...!
ليتريث من استسهل وَصْم الفظ بالظالم، ووصف الليّن بالمظلوم فإن الحُكم العادل لا تخدعه المظاهر ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:00:49
2017/05/03
-----------------

من ذكريات عام مضى :

في قوله تعالى : "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(90) " -يونس-

قصة عظيمة هي قصة موسى عليه السلام عند خروجه بقومه...!!

وإنك إذا لملمتَ أجزاء القصة المنتشرة في آيِ القرآن الكريم من سور مختلفة، لغدتْ أمام عينيك وكأنها المتمثّلة بشخوصها، وأدواتها، وحركاتها... وبتفاصيلها...
فتجدكَ في قلب المغامرة، في قلب الحدث، وكأنما انتقلتَ إلى زمانهم، وإلى مكانهم، فالبحر من أمامك، والعدوّ من ورائك ....

وإنّ قلبك ليرجف وليهتزّ هلعا، وخوفا على مصير موسى وقومه، في لحظات حاسمة، خطيرة، مصيريّة ....لحظة لا يتبيّن فيها المصير أإلى خير ونجاة، أم إلى هلكة وفوات ...!
تجدُك مع الآيات تُسلط الضوء حينا على موسى، وعلى أتباعه حينا آخر، ولا تنفكّ مراقبا لفرعون وجنده، ويدك على قلبك المنخلع خوفا من مصير خطير مُحدق....!

إن الآية التي بين أيدينا من سورة يونس، تبيّن في إيجاز مُنجز مُعجز، كيف أن الله تعالى جاوز ببني إسرائيل البحر، وكيف أتبعهم فرعون وجنوده، وكيف أدرك الغرقُ فرعونَ ....
إنها لكلمات معدودات تصف الحدث، لتنتهي إلى مصير فرعون، وحاله وهو يغرق...
ولكنّ الجوامع التي بين يديّ تشوّقني للتفاصيل؟ فهل لي أن أعرفها ؟!

لسائل يقع على هذه الآية، ولم يقع على غيرها أن يسأل: تبدو قصة فريدة، فهل من تفاصيل؟
ولمن يبحث، ويجول بين حنايا القرآن أن يأتي بها شافية وافية كافية ....  :)

لقد خرج موسى بقومه خفية عن فرعون وشيعته، ليلا على حين غفلة منهم : "فأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ(23)" -الدخان-
فلنتأمل...
إنّ موسى عليه السلام لما خرج ليلا بقومه، ممتثلا لأمر ربه، لم ينجُ من اتباع فرعون له، ولكنّه بالمقابل قد نجا نسبيا، نجا بأن قطع بقومه طريقا بلّغهم شاطئ البحر، نجا بالقدر الذي جعل بينهم وبين فرعون وجنوده مسافة لها دورها وإن لحقوا بهم... وإن اتبعوهم...
والقرآن يومِض في عقل السائل والمتتبّع للتفاصيل، بمفتاح جديد ... :)

وذلك في قوله تعالى : "فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ(60)".... لقد أتبعوهم مشرقين... وبين الليل والإشراق مسافة، لا بدّ أن لها دورا ...لا بدّ... وإن اتبعوهم ...

إنه الإشراق... إنها الشمس تُسفر بجدائلها عن انقضاء الليل، وابتداء يوم جديد...
أتراه سيكون جديدا مشرقا في حياة بني إسرائيل، أم تُراه سيزيد إلى ظلمتها ظُلمة ؟؟!!
أين سيذهب موسى بقومه؟ أين يفرّ بهم والبحر من أمامه والعدوّ من ورائه ؟!

أمِن أمل في لجّ الخطر المُحدق؟!
إنني لأراني أعود القهقرى... قليلا إلى الوراء... إنها عودتي وحدي إلى الوراء، ذلك الوراء الذي فيه كل الوبال على بني إسرائيل، وإن هلاكهم لفي خطوة واحدة إليه ....!!

أما أنا فعودتي إليه لنتأمل...  :)
لنتأمل دقة الكلمات القرآنية، ودقّة مواضعها ...
لنعرف تصديق القرآن بعضه بعضا..."فأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ" ...

"إنكم متبعون" مؤذنة باتباع فرعون لهم، إنه سبحانه قد أعلم موسى مع أمره بالخروج ليلا، أعلمه أنهم متّبعون... ولا بدّ أن من شأن هذا أن يحثّ في نفس موسى عليه السلام الأخذ الأقصى بالأسباب، فلا يُستبعد أنه قد كان القائد المسرِّع لقومه، يوازن بين التخفّي والإغفال من جهة، وبين تسريعه قومه من جهة أخرى...
وإن لنا أن نتخيل خطورة هذه المغامرة على موسى وهو قائد لكل قومه، فإما بهم إلى نجاة ومَنعة، وإما بهم إلى هلاك ولوعة...!! هلاك لو خُيّروا وهم يُحدَّثونه لاختاروا بقاءهم على ذلّهم وعبوديتهم...!
ولكن... ماذا سبق كل هذا ؟؟

** لقد سبقه توكّل بني إسرائيل على الله ... "فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا"
** لقد سبقه دعاؤهم الله ألا يجعلهم فتنة للظالمين وأن ينجّيهم "رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"

** لقد سبقته قيادة موسى قومه أولا إلى الصلة بالله قبل أن يقودهم إلى النجاة "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ "

** لقد سبقه دعاء موسى عليه السلام على فرعون وملئه "رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ"

** ولقد سبقه أيضا إعلام الله نبيَّيْه أنه قد أجاب دعوتهما "قالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا "

** ولقد سبقه امتثال موسى وهاورن عليهما السلام لأمر الله تعالى بالثبات والاستقامة "فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ"

لقد كان كل هذا من قبل، لنكون اليوم قُبالة هذه المشاهد الحيّة، في غِمار هذا الحدث العظيم، هذه القيادة الرائدة لموسى، والبحر من أمامه والعدو من ورائه ...!!

إننا لا ننفكّ نلتفت إلى الوراء، حيث فرعون وجنوده...
لا ننفكّ نرقب تحركات ذلك الظالم المتجبرّ المتكبرّ المتألّه، وهو وجنوده يلحقون بموسى عليه السلام وأتباعه ....
إن الضوء مُسلط الآن عليه ...
تُرى ألَحِقَ بالقوم ليناديهم ويُسمعهم صوتا حمائميا مسالما، وليبثّ عهود الأمن والأمان، وليوادعهم ويحفظ لمملكته قوما لطالما سخّرهم لخدمته، ولخدمة ملكه ... ولطالما كانوا عبيده وطوع إشارة من بَنانه وأمر من لسانه ...؟!!

ها هو القرآن، يفصّل، ويُبين، فلا يترك لقائل أن يتقوّل بغير حقيقة الحال، من الآية ذاتها التي بين أيدينا "فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً"...

ظلما وجورا، وغاية في الاعتداء، وتماديا في الجبروت، وإسرافا في التألّه ...!!

فأيّ جرم اقترفه من غادر أرضه ووطنه، مفرّطا بحقّ من أعظم حقوقه، منقلعا من جذوره، لائذا بالفِرار...؟!
أي جرم اقترفوه وهم إذ يفرّون، يهيمون في الأرض على وجوههم، لا يدرون أيّها مأواهم، وأيها ملاذهم ...؟!
لقد حكمهم بغيا وعدوا، واتبعهم وهم فارّون بغيا وعدوا ....

ماذا تُراه سيفعل موسى؟؟
إنه الإشراق، إنه الصبح، إنه العدوّ يتبع، وإنه على آثاره وآثار قومه، لا يغادر...لا يرجع.. لا يَني ....
وها هو القرآن مرة أخرى يومِض، ويضيئ حجرات مظلمة في العقل السائل ...
ها هو الضوء من هناك يأتي بمفتاح جديد... بحبكة من حبكات هذه القصة، لتتلاحم كلها، فتنتج مشهدا متكاملا، متناسقا...

لقد أوحى إلى موسى ربُّه، لقد علّمه ما يفعل ..."وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى(77)" -طه-
فموسى عليه السلام يعلم أنّ عليه ضرب طريق يبس في البحر ... ذلك كان عنوانا... ولكن! كيف سيضرب لهم هذا الطريق؟؟!

لقد بلغت قلوب بني إسرائيل الحناجر، حتى قالوا وأعينهم ترقب العدوّ من خلفهم يلاحقهم، "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "....
عندها ردّ عليهم موسى بيقين العبد المتوكّل على ربه، الواثق به عظيم الثقة، وبهدايته إياه ....
"قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)"-الشعراء-

يوقن أن ربه سيهديه، سيعلّمه الطريقة، سيُجليها له .... تيقّن أن معه ربه... "سيهدين"
ليأتي بعد يقينه، وبعد كلماته الموغلة في الإيمان بمعيّة الله، بفاء العطف التي تفيد السرعة في الإجابة والهداية.... "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63)"

فضرب البحر... فانفلق... فكان كل فرق كالطود العظيم...
فاءات ثلاث متعاقبات دلّت كلها على سرعة في التعليم والهداية، وسرعة في العون والكفاية ....

فيجاوز الله ببني إسرائيل البحر، (في آيتنا هذه) .... ويتبعهم فرعون وجنوده، ولكنّ هذا الاتباع، هو اتباع على الطريق اليبس الذي مُدّ في البحر، اتباع على ذات الطريق الذي لم يكن لعقل أن يتخيّله في البحر مُمَهّدا للخطوات ...! اتباع على الطريق الذي ما فتئ بنو إسرائيل يفرحون به خلاصا حتى فوجئوا بالعدوّ عليه يقتفي الخطوات ...!

إن الخطورة ما تزال مُحدقة .... كيف لموسى أن يدفع هذا الخطر المُلازم ؟؟!
إن الأمر سيّان ففرعون وجنوده يستطيعون إدراكهم واللحوق بهم، بل إنهم على خطاهم على يبس البحر ...!! أيضرب موسى في البحر مرة أخرى بعصاه ليعود بحرا بلا يبس؟؟

إن الحلّ هنا... غير بعيد .... إنه مع أمره موسى أن يسري بالقوم ليلا، قد علّمه ما يصنع بالبحر !!
"فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ(23) وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ(24)" -الدخان-
على نسق أمره سبحانه له باتخاذ السبب، مع بيان اتباعهم له رغم اتخاذه السبب، يُعطَف قوله تعالى : "وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ"
إنه الأمر مع النّذارة، يليه الأمر مع البشارة ...

لا تفكر في حلّ جديد لينقطع الطريق على فرعون وجنوده، اترك البحر على حاله، جبالا مائية يتخللها اليبس ... اتركه رهوا، إنهم جند مُغرقون ...

سيتكفل الله بإرجاع البحر لسُيُولته ...أجل لقد تكفّل سبحانه بذلك ....بإرجاع البحر لأصل حاله، مع نجاة كل قومك، وإغراق فرعون وكل جنده ...
لقد أطبق الله جبال الماء عليهم فأغرقتهم .....

وتلكُم كانت نهاية هذه القصة العظيمة ... :) بمشاهد متحركة حيّة ... بأضواء مُسلطة على كل موقع... بحبكات منتظمات انتظام الخرز في سلسلة متّسقة منسجمة لا يفرّقها فلل، ولا يشوبها ثَلم...
وهذا هو القرآن يفرّق الأخبار بين ثنايا السّور لتجتمع في مشهد حيّ متحرّك محتبك متكامل لا تُداني جماله أروع وأحدث ما تصوّره تقنيات وصناعات البشر...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:01:36
2017/05/05
--------------------

آية استوقفتني من سورة هود، وحيّرتني، ولم أجد فيما قرأت من تفاسير ما يُجلّي جانبا فيها هو الذي حيّرني :

{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود : 5]

إنهم يطوون صدورهم، وينحنون استخفاء من الله، يظنون بفعلهم ذلك أنهم يخفون عنه سبحانه دواخل صدورهم !!

ثم يستغشون ثيابهم، يتدثرون بها، يبالغون في التستّر بها مَن يغطي شيئا، ثم يغطيه بغطاء فوق الغطاء !!

ما حيّرني واستوقفني، أنني أراهم بفعلهم هذا ضمنيا يعلمون وجوده سبحانه....
أنت إذا أردت إخفاء أمر عن أحدهم، ما حاجتك لأن تتكلف الإخفاء والتستر وهو لا يراك ؟! أما إن كنت تعلم أنه يراك فإنك تتكلف إخفاء ما تريد إخفاءه عنه...

إنهم ضمنيا يعلمون رؤية الله لهم وإن كانوا لا يرونه ... وإلا أين هو من أبصارهم ليُخفوا عنه بهذه الطريقة ...

أرى أن علّتهم ومشكلتهم أنهم لا يقدرونه حق قدره، لا يعلمون إحاطته بما يسرون وما يعلنون... لا يعلمون أنه العليم بذات الصدور المحيط بها خُبرا ...

أهي الفطرة فيهم تعمل شيئا من عملها ثم يأتي عليها جهلهم بقدر الله تعالى ليطمسها ... ! وليُغمّي عليها ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:02:22
2017/05/06
-----------------

في قوله تعالى : "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" -هود-

عندما نتأمل: "ليبلوكم" ... وهي اختبار الله تعالى لعباده، وأنه خلق السماوات والأرض وكان عرشه على الماء ...
لم يكن من شيء ... لم تكن السماوات والأرض، لم يكن الإنسان شيئا مذكورا .... وكان عرش الله تعالى ... وكان الله تعالى .....

ثم خلق السماوات والأرض -----> ليبلوكم، ليختبر الإنسان.

يحضرني هنا قوله تعالى : "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
كما يحضرني أيضا قوله تعالى : "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"

سبحانه :
1- خلق الإنسان ليعبده
2- خلقه ليبتليه .
3- خلق السماوات والأرض ليبتلي الإنسان .

وفي الابتلاء بخيره وشرّه ، والصبر عليه أو شكره تظهر العبادة، تتجسد العبادة .... كيف ذلك ؟؟

إننا إذا تأملنا ما يأتي من آيات موالية لآيتنا أعلاه من سورة هود ....

1- "وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ"
2- "وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ" .
3- وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ
4- وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ

لنتأمل .....
1- خلق السماوات والأرض وكان عرشه على الماء... أهذا أهون عليه أم بعث الإنسان من بعد الموت ؟!!! فلننظر للإنسان وهو يكفر بالبعث، وقد عرف السماوات تظلّله والأرض تحمله وكلها لم تكن شيئا، ولم يكن الإنسان شيئا ... وما كانت إلا وعرشه سبحانه على ماء، فأيها أهون عليه ؟؟

لنتأمل الجحود، وغياب العقل، والقياس، والاستدلال ....

ثم :
2- سبحانه برحمته يؤخر العذاب، ويُمهِل فيرى الإنسان هذا عجزا، فيتجرأ ويطلب العذاب ويسأله، ويتساءل ما يحبسه، وما حبسه إلا رحمة الله وإمهاله ....

لنتأمل عدم تقديره لله حق قدره، وكيف يتجرأ، وكيف يظن أن الله سبحانه نازل عند هواه، وعند ما يُملي وما يريد تشدّقا بالكلام .... !! وهو الذي كان عرشه على الماء، ولم تكن السماوات والأرض ولم يكن هو شيئا مذكورا .... !

ثم :
3- إنه إذا ما نزع الله منه رحمة ليبتليه أيصبر أم يجزع فهو يؤوس كَفور ....! وهو الذي ما خلق السماوات والأرض إلا ليبتليه ... ليختبره، فلا تدوم النعمة عنده على حالها، فإذا نُزِعت إذا هو يؤوس، كَفور .... هذا الابتلاء، فأين الصبر منه ... ؟

ثم :
4- وهذه النعماء يذيقه الله إياها بعد ضراء، فإذا هو متبطّر، فرِح، فخور، متكبر .... يغرق بالنعمة، وينسى المُنعم ....

فلننظر، ولنتذكر قوله تعالى: "نبلوكم بالشر والخير فتنة" ....
فالخير منه ابتلاء وامتحان، أيعمل الإنسان صالحا، ولا ينسى أنّ ما فيه من نعمة هي من المنعم سبحانه، أينسى إخوانَه المحاويج من حوله ؟ أيُبطِره ماله والنعماء التي يغرق فيها، أم تُذكره بالله وهو في رخاء فيشكر ...

والشر الذي يصيب الإنسانَ ابتلاء منه سبحانه ... أيصبر أم يجزع ؟؟

فلننظر ولنتأمل، فإذا الإنسان :

1- لم يكن شيئا مذكورا، ولم تكن السماوات والأرض، وقبلها كان عرشه سبحانه على الماء، ورغم ذلك هو ذا يكذب ببعث الإنسان بعد الموت وقد كان شيئا الأهون عليه سبحانه من خلق السماوات والأرض وما فيها، وخلق الإنسان من عد ولم يكن شيئا ...
2- متجرئ يسأل العذاب، ويظن الله نازلا عند هواه وإملائه .
2- يتجرأ، ولكن ما أن تُنزع منه رحمة كانت عنده إلا وييأس ويكفر.
3- ما أن تصبه نعماء حتى يتبطر ويتكبر وينسى المنعِم .

فما حاله مع الابتلاء الذي ما خلق سبحانه السماوات والأرض إلا ليُلازم الإنسان .... إنه التقلب، إنه الجحود....

فمَن ذا ينجو وينجح ؟؟
الجواب في الآية الموالية :

"إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ(11)"

1- صبروا + 2- عملوا الصالحات .

1- صــــــــــــــبروا --------> ليبلوكم .
2- عملوا الصالحات---------> أيكم أحسن عملا.

فليس صبرا مع قعود، بل مع عمل ... ورأس العمل أن يتذكر الإنسان وهو يُبتَلى بالخير أو بالشر أنّ الله يبتليه، فيشكر عند النعماء، ولا يتبطر، ولا يستكبر، ويذكر من هم أقل حالا منه، ويُغدِق عليهم، ويستنهض همّة مكلوم مجروح، ويعطي مِن علم تعلمه، ويخلص في عمل وُضِع فيه ووووو

ويصبر عند الضراء، ويعمل ولا يركن للهمّ والحزن، بل يرجو الخير من الله دوما، ويوقن أنه امتحان، فيعمل ويتأمل، ولا تذهب نفسه حسرات، ولا ييأس ولا يقنط من رحمة الله ...

وهكذا ............ سبحانه ما خلق السماوات والأرض إلا ليبلو الإنسان بالخير والشر ...
ولن يفلح ولن ينجح إلا من صبر وعمل الصالحات ....

فكيف لا يكون "للمؤمن" الذي عرف الابتلاء بخيره وبشره، فصبر عند الشر، وشكر عند الخير حياة غير حياة غيره ؟!

كيف لا يكون عنده فهم للحياة على حقيقتها وهو يحسن قراءة الرسائل فيها...

كيف لا يكون هناك تأثير من هذا الفهم وهذا التصور في نفسه وفي حياته ؟! كيف لا يكون للإيمان من أثر على الحياة يجعلهاعند صاحبها من جنس ما وعد به الله عباده المؤمنين :

"وأن استغفروا ربكم وتوبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى"

"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة"

هكذا "طيبة" و"بمتاع حسن" وهي ابتلاء بالخير وبالشر، بكليهما... وبضعف في الإنسان مجبول عليه يكره معه المصيبة ويحب معه الخير، ولكن الإيمان يذكّره، ويقويه، ويعلمه أن مع الصبر خيرا، وأن مع الشكر خيرا... خيرا ليس إلا للمؤمن...

وسبحان مَن قرآنُه بهذا التناسق والاتّساق والتسلسل، والجمال والكمال ..... :)

فانتبهوا، ولتعرفوا أنّ الآية تسوق للآية، وأن ما يبدو لكم بعدا في المعنى بين آية وآية إنما هو قِصر في نظرنا.... فإذا ما أمعنّا النظر وتأملنا عرفنا العلاقة ونعِمْنا بالاتّساق يقودنا من أمر إلى أمر حتى نصل .... :)

فاللهمّ فهِّمنا وأبلِغنا وأوصِلنا واعفُ عنا واغفر لنا تقصيرنا ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:03:15
2017/05/07
--------------------

الحق على عِظمه ونصاعته وبيانه وقوته وحسن حاله ومآله لا يقتضي أبدا أن يتبعه الأكثرون... !

"فلا تكُ في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " -هود-

فلا يفجعنّنا كثرة المتراجعين، أو المشككين، أو الملحدين، أو المكذبين ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:03:42
2017/05/07
------------------

قوم نوح لما دعاهم نوح أجابوه أنّهم ما يرون أتباعه إلا الأراذل منهم بادِيَ الرأي...

" فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ -هود-

أي أنهم يرونهم اتبعوه دون بحث ولا تعقل، ولا تمحيص، هكذا بالأخذ بالظاهر :) !!

عجبا !!!  :)

عجبا لأهل الباطل وأهل الخرافة والكفر والمظاهر والسطحيّات وهم يَصِمون أهل الحق والنظر والتعقل بهذا !!

ولا أدَلَّ على سطحيتهم من تكبّرهم على أتباع نوح لأنهم "الأراذل" وارتباط الحق عندهم ب"الأكابر" ... !

ولكن لا تعجب بعد معرفتك لقولهم ممّن يقوم اليوم فيقدح في أهل الحق والبحث والتعقل فيصفهم بالمتبعين "بادي الرأي" يصِمهم بقلة النظر والبحث والتعقل... !

فمن قلة التعقل وقلة النظر يُرى "العمق" سطحا .. !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:04:46
2017/05/08
----------------

" فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِين(27)َ" -هود-

تأملوا :

** أنت بشر.
** أتباعك هم أراذلنا.
** مالكم أنت وأتباعك من فضل علينا.
** أنتم كاذبون .

أين قولهم شيئا عن الدعوة ؟! أين نظرهم في الدعوة التي جاء بها : "ألا تعبدوا إلا الله" "أخاف عليكم عذاب يوم أليم"

هل سألوا عن المعنى ليفهموا أكثر ؟ هل تدبروا ؟ هل ناقشوه فيما جاءهم به مناقشة العقل للعقل ؟

بل إنّ مدار كل مقالهم حول شخص نوح وشخوص اتباعه ... أنت وأنتم ... !
هل سالوا عن الإله الذي دعاهم لإفراده بالعبادة ؟

وهكذا كلما كان الطرف الآخر متعنتا، قصير النظر، متصلبا، صاحب كِبر كلما نظر في شخص مخاطِبِه لا في خطابه ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:06:19
2017/05/09
----------------

أي جدال هو جدال نوح عليه السلام لقومه !!

وهو كما في الآيات من 28 إلى 31

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۚ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31)} [هود : 28-31]

يقول بالآتي :

** أنه على بينة من ربه.
** آتاه رحمة من عنده ببعثه نذيرا لهم لينقذهم من العذاب.
** فإن عميت عليهم الرحمة ... واللفظ لو نتأمله مقابل لتكرارهم : "ما نراك"

"عميَتْ" توحي بأنهم لم يروا شيئا من الحق الذي أريد لهم أن يروه... لقد حالت أهواؤهم وحال كِبرهم دون أن يروا الحق، إذ عميت عليهم الرحمة ...

وفي قول نوح عليه السلام ما فيه من التلويح لهم أن يزيحوا أهواءهم الحاجبة، وكِبرهم الحائل دون الرؤية، وقد استعمل لذلك قوله : " أرأيتم" ... رغم أن الرحمة عميت عليهم، وما عميت إلا من الحواجب...

ثم هذا نوح عليه السلام يعلم نزوع قومه إلى الماديات حتى حقّروا أتباعه، فهو :

** يبين غِناه عن مالهم.
** لن يطرد أتباعه ويحقرهم نزولا عند رغبتهم، واتباعا لنظرتهم المادية السطحية.

** مواجهتهم بوصفه لهم بالجهل وهم هذه نظرتهم وهذه سطحيتهم .
** يبين لهم أن الله يغضب لأوليائه المتقين الصالحين وأنه لن ينصره منه سبحانه أحد وهو يسايرهم فيما يريدون ...

تأملوا قوته وثباته على ما عنده، وعدم تزعزعه وهم يسألونه غير ما أرسِل به...

مازال نوح يجادلهم ... مازال يستبق ما يريدون سؤاله إياه ...

تريدون الخوارق لتؤمنوا ؟
تريدون الكنوز ؟
تدّعون انكم لن تؤمنوا لبشر، ولو أنه كان ملكا لآمنتم ؟
تريدون أن يُزدرَى الفقراء، وتكون لكم الأولوية في الظهور ؟

فهذا نوح عليه السلام يستبق كل هذا منهم :

** لا أقول لكم عندي خزائن الله.
** لا أعلم الغيب.
** لا أقول إني ملك.
** لن أزدري الضعفاء وأقلل من قيمتهم.

تأملوا قوته وثباته وصبره...
تأملوا ثقته بما عنده، لا يضيق صدره بما أرسل به وليس فيه مطالبهم، ولا يلبيها ...

سيثبت عليه لقرون، وهم يخرصون، ويسألون، ويتمطّون، ويكذبون... سيثبت على ما جاء به كما أراده الله لا كما يريدونه لقرون.. !!!

هكذا هو الوحي، شئتم أم أبيتم، قولوا أنه العجز عن الإتيان بمسائلكم... تراجعوا ومطالبكم لا تُلَبّى ولا تأتيكم المعجزات لتؤمنوا، ولتزدادوا تعنتا وعتيا وأنتم تحكمون على الوحي بالنقص والعجز وهو لا يأتيكم بمرادكم ولا يحقق مطالبكم...

ليكن ما يكُن منكم، لن يرضيكم النبي على حساب الوحي...

وعلى هذا يعود بنا الحال إلى آية سابقة لكل هذه الآيات... وفيها تثبيت الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :

" فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ -هود : 12-

هكذا كان نوح عليه السلام في جداله لقومه مدرسة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلم منها لقومه ...

وهي المدرسة لكل صاحب دعوة حق إزاء دعاوى الباطل.. لا يُبدَّل القول لإرضاء المدعوّين، ولا تُختلق الخوارق ولا يُزَجّ بها زجا بدعوى التقوية والتأييد لاسترضاء أصحاب الأهواء على اختلاف صيحاتهم.. ففي دعوة الحق ما يكفيها من ظهورها بذاتها

فأي قوة وأي ثبات وأي ثقة وأي جدال بالحكمة والحق هو لسيدنا نوح عليه السلام .. !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:07:54
2017/05/11
--------------------

أما قوم صالح عليه السلام فقد قالوا لصالح :

" يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" -هود : 62-

كنتَ فينا مرجوّا، ذا رأي وحكمة وتدبير.. نقصدك عند الملمّات. ونستشيرك ... كل هذا كان فيك قبل أن تدعونا لترك آلهتنا ولأن نعبد إلهك الواحد .. !

يالِلأسف ويالِلحسرة على "صالح" قبل "هذا"... ويالخسار " صالح" بعد "هذا" .... !!

هكذا هم الناس ما أن تحدثهم بما يخالف أهواءهم حتى يستجمعوا دموعهم وحسىراتِهم وأسفهم عليكَ ليبادروك بأنك قد تبدّلتَ من حسن إلى سيئ ... ويا حسرَتَى عليك ويا أسَفَى ..!!

أما صالح. فقد عرف ذلك فيهم، ولم يغرّه مدحهم لصالح قبل "هذا" .. فهو لا يبحث عن استرضائهم والرضوخ لأهوائهم ...

فقال : "فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير"...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:08:35
2017/05/13
-----------------

سيدنا لوط عليه السلام، كلما قرأت آياتِ قصته مع قومه، استشعرت ثقل ما كان يحمل من ألم وشدة وضيق وقومُه أخبث أهل الأرض، بل ما سبقهم بفاحشتهم أحد من العالمين ... !!

ويبلغ السيلُ الزُّبَى ونحن نعرف أنهم يهرعون إلى لوط عليه السلام ذاته وعنده ضيوفه من الملائكة... !!

وهو إذ يعلم خسّتَهم يضيق ذرعا بضيوفه ويقول :
"هذا يوم عصيب" ...

لم يكن يدري أنه يوم "الفرج".. !

يهرعون إلى مَنْ دَيْدنه بينهم نَهْيُهم عما يفعلون... !!
يهرعون إليه بقولهم : " وإنك لتعلم ما نريد " ... !

بكل وقاحة وخسة وخبث وعمى ... !!

حتى قال سيّدنا لوط : " لو أنّ لي بِكُم قوة أو آوي إلى ركن شديد " .

قالها قبل أن يسمع من ضيوفه أنهم رسل الله إليه بموعد العذاب...

فلكأني بالله عزّ وجلّ بعث إليه بالملائكة "رجالا" يريد بهم قومُه الفاحشة عنده وهو النبي الذي ما ينفكّ ناهيا منذرا حتى يعايِن مدى ما يستحق قومُه العذاب ! وحتى لا يبقى في نفسه من مجال لتمنّي الرحمة بهم...

في اليوم ذاته التقت أمنيته بأمر الله...
فهو يوم أمر الله، وهو يوم تمنّيه أن تكون له قوة أو أن يأوي إلى ركن شديد.. لم يكن يدري أن القوة بين يديه قد غدت، وأنه قريبا آوٍ إلى الركن الأشد...

ليست إلا ساعات فارقات ستجعله على موعد مع الصبح ... أليس الصبح بقريب ؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:09:12
2017/05/14
---------------

لن أمل من تكرار التنبيه والتحذير من تداول أحاديث تُنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منها بَراء...

أحاديث منكرة ولا أصل لها وموضوعة وضعيفة كلها ضمن رسائل محشوة بالأكاذيب تتخذ من العاطفة الدينية سبيلا للناس... !

ويتم تداولها بسرعة البرق، وتتكاثر، وتجدها في كل مكان فقط لأن واضعها الأول حثّ على إرسالها ورغب في الثواب الحاصل من إعادة إرسالها...

فتجد من يقرأها يعيد إرسالها بكبسات زر سريعة لعدد كبير ممن يعرف... وهكذا .... !!

لا تغتروا بتلك الدعاوى ! ابحثوا عن مدى صحة ما تنقلون أولا قبل المسارعة لأجر وثواب هو حاصل حقا عندما نتوقف ونبحث ونتأكد، ثم لا نكون من الذين ينشرون حديثا موضوعا أو مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

فأقول لك أخي، أقول لك أختي :

ابحث 📖 تأكد 🔎توقف ✋ولا تصدق من يدعوك للمشاركة في الأكاذيب ..👎
عندها تُؤجر بإذن الله ...

وأضع لكم هنا عيّنة من هذه الرسائل المحشوة بالكذب على رسول االه صلى الله عليه وسلم (جزء من الرسالة) :

******************************************
سأل النبي جبريل هل أنت تضحك؟
قال له نعم
قال له النبي متى ؟
قال عندما يخلق الانسان ومن اول مايولد الى ان يموت وهو يبحث عن شي لم يخلق في الدنيا !!!
تعجب النبي وقال ماهو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يخلق في الدنيا ؟
قال جبريل: الراحه.
******************************************

وهكذا، هذا رأس الرسالة، ثم تُلحق بكلام عن الراحة وأن الدنيا ليس فيها من راحة، بتعبيرات صاحب الرسالة مدموجة بهذا الذي نُسب لرسول الله بهتانا، فتجد الرسالة حشوا وخليطا رُكّب تركيبا عجيبا ... !!

فانتبهوا ثم انتبهوا ثم انتبهوا يرحمكم الله ويرحمنا !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:10:03
2017/05/15
-------------------

الفرحة بدخول شهر رمضان المبارك، بلَّغَنَاهُ الله وإياكم. :)

الوسطية هي الجمال، وهي الاعتدال، وهي التي تلبي حاجة النفس بالقدر اللازم من غير شطط ولا نقص...

دعاة الانغلاق التام، والذين ينهَوْن عن أدنى مظاهر فرح المؤمن من الناحية "الدنيوية" ويُقصرون الفرحة على الناحية الروحية، بمعنى منع العادات المقبولة التي سرى عليها المجتمع من مثل احتفاء المرأة بدخول الشهر بتنظيف البيت تنظيفا خاصا لشهر رمضان حتى وإن كان البيت نظيفا ... 🏠

اقتناء بعض الأواني اقتناء مقبولا لا مُغالاة فيه لا بدافع التقليد وإنما بدافع الاحتفاء والفرحة، اقتناء بعض البهارات الخاصة ... حديث النساء فيما بينهنّ عن بعض الوصفات الرمضانية المُحبّبة🍚🍛🍝 ازدهاء المحلات بسلع رمضانية ... وغيرها...

أي عيب في هذه الحركة "الدنيويّة" البشرية العادية وهي بالقدر الطبيعي ؟! لماذا يُراد الحظر على الميولات البشرية كلها وتصنيفها غصبا ضمن "غير اللائق" أو "التفاهة" أو "اللهث خلف الدنيا" في إبعاد للحركة البشرية الطبيعية حتى بوجهها المقبول...

ذلك الانغلاق الذي بموجَبه يمنعون مثل هذه العادات لم يُنزل به الله من سلطان، فليست هذه الاحتفاءات حائلا دون الاستعداد الروحي ...

لذلك لا أرى الدعوة لنبذ هذه المظاهر بالكُليّة ووَصْم أهلها باللاهثين خلف المظهر لا الجوهر إلا تشديدا وتعنيتا وخوفا هستيريا من "الحركة البشرية" حتى وإن كانت في صورها الطبيعية التي لا تثريب على صاحبها ولا حرج عليه منها ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:10:46
2017/05/16
----------------

شعيب عليه السلام دعا قومه لعبادة الله وحده، وألا ينقصوا المكيال والميزان، وأن يوفوهما ولا يبخسوا الناس أشياءهم وألا يعثوا في الأرض مفسدين ...

فماذا كان رد قومه عليه ؟

لقد قالوا :

"يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ" -هود-

تأملوا ....

"أصلاتك تأمرك" ...

نعم ... ولكأن الذين لا يفقهون يفقهون... !

صلاته تأمره... تأمره تماما كما هي الناهية : "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"

صلاته تأمره أن يدعوهم لترك ما كان يعبد آباؤهم، ولترك نقصهم المكيال والميزان...

وهكذا هي الصلاة عماد الدين مع كل الرسل، ففقهوا -وإن كانوا لا يفقهون- أن صلاته قد أمرته بما دعاهم إليه من معروف وبرّ وخير تماما كما هي تنهى عن الفحشاء والمنكر.

وهكذا هو حال مَن "لا يؤمن" بالأمر أو الحكم وهو الحق، يواجه به خصيمه، ويقوله له متهكّما ساخرا مستهزئا ... ويوغلون مستهزئين مُردفين بقولهم : "إنك لأنت الحليم الرشيد"

ومِن هذا النسق في القول بالحق على سبيل التهكُّم قول الله جلّ في عُلاه مستهزئا بأهل النار : " وإن يستغيثوا يُغاثوا بماء كالمُهل " .

وقوله تعالى : " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما".
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:12:30
2017/05/16
--------------------

أدهشتني كلمات شعيب عليه السلام القليلة ...
حتى مكثت مع آية واحدة ما شاء الله لي أن أمكث !! :)

ولا أدري إن كنت استوفيتُ حاجتي أم لم أستوفِ ... !!

لقد دعاهم إلى :

1- إفراد الله بالعبادة .
2- عدم الإنقاص في المكيال والميزان .
3- إلى أن يوفوا الكيل والميزان.
4- ألا يبخسوا الناس أشياءهم .
5- ألا يعثوا في الأرض مفسدين .

فكان جواب قومه استهزاؤهم بصلاته، وكيف انها تأمره أن يدعوهم لترك ما يعبد آباؤهم أو أن يفعلوا بأموالهم ما هم فاعلون...

فكان ردّ شعيب عليه السلام الذي استوقفني في هذه الآية طويلا .... !

" قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" -هود : 88-

لنتأمل :

*** لقد عرفوا منه فعلا "مُخالفا" لأفعالهم وهو صلاته.
*** هذا الفعل "المُخالف" منه نتج عنه دعوتهم لما يخالف ما تعوّدوه (أن يعبدوا الله الواحد بدل أصنامهم )
*** هذا الفعل "المخالف" منه نتج عنه دعوتهم لما يخالف ما تعودوه (أن يوفوا الكيل والميزان ولا ينقصوهما).

إذن فشعيب عليه السلام "يخالفهم" ...

فلنتأمل جوابه لهم :
"قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" -هود : 88-

إن مُنطلَقَه عليه السلام لم يكن أنه "مخالفٌ" لهم من وجه ما يفعلون، وإنما كان جوابه أنه لا يريد أن يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه ... :)

ولكأني به يريد بهذا أن يؤكد على أن ما جاء به هو الأصل وهو الحق الذي ينطلق منه ليقارن أو ليضعهم في الصورة من حاله إزاء هذا الحق، وحالهم إزاءه أيضا ...

*** لا أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه = لا أريد أن أكون على ما أنتم عليه .

*** لا أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه = أريد أن "أخالفكم" فيما أنتم عليه .

*** لا أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه = لا أريد أن أنهاكم عن شيء وأفعله أنا.

وعلى هذا :

1- إني أولكم اهتداء وعبادة لله ---> بقرينة :"على بينة من ربي".

2- إني أولكم استمساكا بالرزق الحسن وبعدا عن إخباثه ----> بقرينة : "ورزقني منه رزقا حسنا"

** وعلى ضوء هذه البينة الربانية فهذا ليس رأيا أراه ولا هوى يلفّ جوانبَ نفسي، ولكنه الحق بُعِثت به...

** ومادام الحق والأصل فهو الذي أريد أن تعودوا إليه.

** ولم أجئ لأدعوكم للأصل وأخالفكم بعدُ فيه.

** بل لقد جئتُ على هدى من ربي جعلني "صالحا"

** ولا أريد أن أستأثر بالصلاح لنفسي، بل لأعدّيه، فأصلح .. أريد "الإصلاح".

وهكذا لم يعلن مخالفته لهم وهو المخالف لما هم عليه، بل أعلن عدم مخالفته لهم في الحق الذي يريد أن يعودوا ويثوبوا إليه. في إعلاء منه للحق وللرسالة التي جاء بها وجعلها الحالة الجامعة بينه وبينهم قبل التطرق إلى ما يفرق بينه وبينهم، وفي بيان لباطل ما هم عليه بإعلانه دور الإصلاح فيهم ...

فهو الخطاب الإصلاحي المقرّب بين الداعي والمدعوين حتى بالألفاظ، المُظهر للحق، المبطل للباطل ... المرجع للفضل لله ابتداء بالبينة، وتوسطا بالعمل مع التوكل وتوفيق الله، وانتهاء بالإنابة له سبحانه.

فلله درّ شعيب عليه السلام ... لله درّه ... !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:13:09
2017/05/18
------------------

كتبتها العام الماضي :
*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*

في قوله تعالى :{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76)} [يونس : 75-76]

لقد استكبروا أولا...
فرعون وهو ملك مصر، وملؤه وهم حاشيته المقرّبة من ذوي الجاه والمكانة...
فرعون هو الذي استخفّ قومه، واسترهب فكرهم حتى كان يحثهم على الاستدلال على ملكه بالأنهار تجري من تحته، وهو يستنكر عليهم بقوله : "أفلا تبصرون" ...!

استكبر لما جاءه موسى وهارون بآيات الله حتى ادّعى الربوبية بقوله: "أنا ربكم الأعلى"...

واستكبر حتى ادّعى الألوهية فقال : " ما علمت لكم من إله غيري"...

أما عندما جاءهم الحق من عند الله، بالبينات الساطعة المفحمة، وعندما عرفوا أنه الحق، ولم يبقَ لأهل اللجاج وقد أفحمهم الحجاج، وزهق الباطل اللجْلج بالحق الأبلج...

لم يجد أهل الاستكبار إلا أن يقولوا : "إن هذا لسحر مبين"...

والسحر أخيلة تصوّر الباطل حقا...
هكذا ألقوا بصفة السحر على الحق ينفذ للعقول من منافذها، ويملك القلوب من عروشها...

وهكذا حال من استرهب العقول والأفهام، واستبدّ بمفاتيحها وبمغاليقها، يفتح منها لنفسه ويغلق منها لما عداه ... فيقلب في تصوّرهم الحق باطلا، فيرونه كذلك... ويقلب الباطل حقا، فيرونه كذلك... إي وربي، فإن المفاتيح والمغاليق بيد السجّان لا بيد السجين...!!

عندما تُغتصب العقول، فتفقد حريتها، تصبح كالعبد بيد سيّده لا حركة إلا لما يحب، ولا سكنة إلا لما يبغض...

يصبح كاللعبة بيد صاحبها، مِطواعة ليده، إن شاء التهى بها، وإن شاء خبأها، وإن شاء أظهرها، وإن شاء مزّقها إربا إذا تملكته السآمة منها والملالة...

والمستكبر إذا أُفحِم باطله بحق... صار دَيْدَنه -كما وصف ابن عاشور- التدرج من مجرّد الإباء المنبعث عن الاستكبار إلى البهتان المنبعث عن الشعور بالمغلوبيّة...

فهو شنشنة المغلوب عديم الحجة الذي قهرته الحجة وبهره سلطان الحق...

نعم من استكبار ، إلى بهتان مبعثه الشعور بالمغلوبية... هكذا هو ديدن المستكبرين، المستعبدين للعقول...

وإن لزماننا هذا لفراعنَتَه المتعالمين أو الآسرين بالعبارات الرنانة الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا لكل مَن أسلمهم عقله..

فليت شعري... لا حق ليد أن تمسك بمفاتيح عقلك ومغاليقه إلا يدك... فافتح للحق ينفذ... وأغلق دون الباطل يُمسك... ولا إله عليه إلا الله، ولا رب له إلا ربنا...الله...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:13:41
2017/05/19
-----------------

للشيخ محمد الغزالي تغمده الله بواسع رحمته من كتابه "كيف نفهم الإسلام" :

"ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻚ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﻪ.. ﻭﻻ ﺗﺠﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﻣﻌﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ٬ ﻟﺘﺘﻔﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺂﺯﻕ ﻭﺗﺨﻄﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳد
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻙ٬ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺤﻖ.ﺛﻢ ﻳﺠﻴﺪ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺤﻖ
ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻧﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﺘﺄﻟﻢ ﻟﻪ ﺗﺄﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻓﻴﻌﺰﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺧﺒﺎ ﻓﺘﺘﻀﺎﻋﻒ ﻣﻌﻪ ﺃﺧﻄﺎﺅﻙ ﻓﻴﺘﻨﻜﺮ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ.. ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻚ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻙ
ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻮءﻙ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻚ ﻓﺘﺘﺒﺮﻡ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﺗﺼﻴﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺳﺎﺧﻄﺎ ﻣﺘﺸﺎﺋﻤﺎ ﻧﺎﻗﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻋﻤﻠﻚ.. ﻭﻳﺨﺴﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

ﻭﻻ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺪ ﺍﻻﻟﺘﻮﺍء ﻭﺍﻻﻧﺜﻨﺎء ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺑﺤﻘﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻙ ﻭﻟﻜﻦ
ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺮ ﻭﺗﺜﺎﺑﺮ ﻭﺗﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺗﻨﺎﺿﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺣﺘﻤﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ
ﻭﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻻ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ـ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺾ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ـ ﻳﺴﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻓﻄﺮﻳﻘﻪ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎت ﻓﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩﺓ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺼﻞ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻓﻪ ﻃﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻭ ﻗﺼﺮ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎح "
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:14:12
2017/05/19
---------------

من أكثر ما يؤسفني ويحزنني أن تترك أمٌّ رضيعَها بعد انقضاء عطلة الولادة القانونية التي يُسمح لها بها...

تتركه لتعود إلى عملها، موظفة كانت أو معلمة ...

يتقطّع قلبُها عليه وهي تتركه في أكثر مراحل العمر حرجا وحساسية وحاجة لصدرها ووجهها دون كل الوجوه ...

وتعبّر عن تقطّع قلبها بالكلمات، بالدمعات، بالأسف يحرقها وهي لا تجد حيلة ...

وهي إذ تتركه تترك قلبها المعلّق بأنفاسه المتسارعة، وبعينيه الدُرِيّتين تنقلبان ثغرا متبسما بوجهها وقد أعطاه أول معنى وأجمل معنى للحياة...
معنى فهمه بلا كلمات... فهمه من عينيها المُبصِرَتين حبا والناطقتين حُبا ...

أجل قد تبكي حُرقةً على رضيعها الذي لا ينفك متشبثا بصدرها... يسكن إليه، وينام عليه، ويفيق عليه...

تلك هي ... وتلك حالها ...

فكيف تُراها حاله ذاك الصغير ؟!

لقد تركته بين أيادٍ أمينة ...
عند جدّته، أو خالته أو عمّته ... استودعتْها إياه ... أوصتْها... زوّدتها بنظام شُربه لحليب الرَضّاعة، وبوقت نومه، وما عليها أن تفعل إذا أفاق، ومتى عليها أن تبدّل حفّاظته...

لم تترك شأنا من شؤونه إلا ونبّهتْها إليه ... !

ولكنّ الصغير لم يألف غير وجهها، لم يألف غير رائحتها...
كان كلما استيقظ من نومه وأمه في بعض شأنها بعيدة عنه، أرسل صوته الباكي لا يقطعه إلا وجهها المطلّ عليه مبتسما، ولا يبدّله سكينةً وهدوءا إلا نظراتها الحانية، ويدها المسارعة لحمله، وصدرها المُحتضن المُهدّئ من روعه... !

أين كل هذا وهو اليوم تلك "الوديعة" الموصَى بها خيرا ورعاية وعناية ؟!

ما فتئ يفيق من نومه حتى جعل يجوب ببصره المكان كلّه، يقلّبه بين الوجوه، يبحث... ويبحث ويبحث عن ذلك الوجه ... ! ولا يجده !

إنه لَيَحفظ تقاسيمَه كلها، حتى إنه ليعرفه، ويعرف نعْتَه من بين كل الوجوه...

إنه لَيحفظ نظراتها، رائحتها، صوتَها، ابتسامتَها ...

ويعود من بحثه خائبا...
فتسارع دمعاتُه الهطّالات حزنا ... !
أجل حزنا أن لم يجد أمّه ...
حُزنا أن لم يسمع صوتها، وأن لم يحتضنه صدرُها الحاني ...

إنكم لتُساوون بين بكاء منه ذلك الصغير وبكاء...
وإنكم لترون البكاء عنده لغة تتشابه حروفها، وتغفلون أنّ الصغير إذ يبكي في هذه فهو يبكي حزينا...
حزينا أن لم يجد وجهَ أمه الحبيبة ...

ويظل يبكي ويبكي ويبكي... وربما نام الصغير وقد أجهده البكاء، ولكنّه هذه المرة نام نوم المحزون المُجهَد ...!

وما أن يطلّ وجه أمِّه العائدة من عملها حتى تتهلل أساريرُه، ويقفز إليها بأطرافه كلها تهتزّ وتكاد تنقلب جناحاتٍ تطير إليها... !

ولو أحسن الكلام لقال : "وجدتُكَ أخيرا أيها الوجه الحبيب ... " !!

وهكذا هو ألم ذلك الرضيع وهو يتجدد في كل يوم تذهب فيه أمّه إلى عملها ...

وإنكم لتحسبون الرُضَّع لا يفقهون !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:14:48
2017/05/20
--------------------
رمضان والاستعدادات لاستغلال ساعاته الغالية الثمينة وعدم تضييعها...

دَرجَ الناس على أن العمل الرمضاني ذو صبغة تعبدية شعائرية محضة، فصلوات في وقتها، ونوافل و قراءة قرآن، وقيام ...

وكل هذا لا نختلف عليه، ولكن يغفل الكثيرون عن عبادات منبعها الحركة في الحياة باستشعار معيّة الله وعين الله ...

إعانتكِ لأمك بنيّة التخفيف من وطأة مسؤوليات الأسرة والبيت المتراكمة عليها عبادة منبعها "بِرّها" استشعارا لتعبها الدائم وتقديرا لتضحياتها في سبيل راحة أسرتها وسعادتها...

هذا العمل في رمضان بهذه النيّة وبهذا "النُّبل" في تفهّم تعب الآخر لأجلك دُربة على الترقّي بالنفس وعلى "العمل" والحركة بالخُلُق فعلا لا قولا، ولن تكون صورة الفتاة المتسابقة في مجال "عدّاد الختمات القرآنية الرمضانية" صورة قويمة وأمها الغارقة في شؤون البيت والأسرة لا مُعين لها ولا ظهير وابنتها "الحنونة" منشغلة بالختمة الثالثة على التوالي...!

انشغالك أيها الطبيب بمرضاكَ، وحرصكَ على الاستماع الجيد لكل واحد منهم حتى لا تخلط حالة هذا بحالة ذاك مع كثرة عددهم، وصبرك عليهم رغم تعبك وأنت صائم، وابتسامتك بوجوههم بنيّة التخفيف عنهم وطمأنتهم مبتغيا رضى الله عنك في كل ذلك عبادة وطاعة لن يُغني عنها ولن يكون أولى منها تأخركَ عن استقبالهم بدعوى قراءتك لوردك الرمضاني القرآني ...!

عزمك أيها الزوج أن يكون رمضان هذا العام مع زوجتك غير كل رمضان مضى، تريد أن تغيّر في نفسك مسارعتك للانفعال الناريّ الذي طالها منه الشّررُ كما الحِمم بدعوى "الصيام يحكم" أولى من حرصك على صلاة الجماعة في كل وقت تختمها ببُركانك اليوميّ الثائر يقلب البيت رأسا على عقب... !

كثيرة هي -لا يسعني حصرها في هذا المقال- تلك الطاعات "الأَولى" التي تجسّد التغيير على الأرض والحركة بالدين على الأرض، كثيرة لا يسعني حصرها هنا، والتي لا تلغي غيرها ولكن تُذيب ذلك الجليد الذي أقامه سوء فهم الدين على حقيقته، ففُصِل عن "الحركة الفاعلة" واقتُصِر على "حركة الجوارح" ...

ورمضان فرصة للتغيير والترقّي لا بالكمّ بل بالكيف...
فرصة للخروج بثمرة "التقوى" حياةً وحركة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:15:53
2017/05/22
--------------------

فليتخبطوا، فليتحذلقوا بطلبهم المعجزات العينية والحسيّة ليؤمنوا ... فليجعلوا عدم وجود ذلك حائلا دون إيمانهم ...
وإن الحركة البشرية على الأرض على اختلاف أحوالها لتعيد نفسَها... فهاهُم كفار اليوم "الملحدون" يعيدون سيرة الغابرين ...

يقول تعالى :

"وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) ۞ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)" -الأنعام -

** لو شاء سبحانه لجمعهم على الهدى، فما بَخْعك نفسك وقتلها غمّا بجامعهم على الهدى إلا أن يشاء الله.

** كما أن بعث الموتى بيده وحده سبحانه، كذلك الهدى بيده وحده سبحانه..

** ها هم يسألون الآية تلو الآية، يريدون ما تتملّاه العين، وتتحسسه الجوارح ... فليسألوا، لن يسترضيهم الله بتلبية ما يطلبون وما يُملون وما يهوون وهو القادر سبحانه على إنزال الآيات، ولكنهم يجهلون حكمته من عدم نزوله عند مطالبهم ....

ولو أعملوا عقولهم لعرفوا الحكمة ... لعرفوا أن الحكمة من هذه الرسالة الخاتمة "أن يعقلوا" ...

كما أن من لن يهتدي لن تنفعه الخوارق ليهتدي، وكل ما يحيط به آية، فالأدلة لا تنقصهم...

كما أنه يعلم أنه قد أنزل آيات وما آمن بها مَن قبلهم، فليست الآيات بدافعتهم للإيمان وهو سبحانه القائل : "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

كما أنه سبحانه لم يرد أن يكون مصيرهم كمصير مَن قبلهم، نزل بهم العذاب إذ لم يؤمنوا بالآيات، وقد وعد صفيّه صلى الله عليه وسلم بقوله :"وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم"

فكانت معجزة القرآن أداة محركة للعقل في الإنسان ... ليعقل فتكون رأس ثمرات تعقله معرفته ربه، وصوله لربه ... لم يرد الله بهذه المرحلة في الإنسانية معجزات يُعاينها جزء من البشر ولا يعاينها آخرون، بل جعل القرآن المعجزة الخالدة بين يدي "عقول" البشر على مدى الأزمنة منذ نزوله إلى آخر الزمان...

وتلك ميزة الرسالة الخاتمة والمعجزة الخاتمة الحجة العقلية .... فمن شاء استخدم عقله فوصل، ومن أبى لم يصل ... وإن ادعى أصحاب كثير من عقول اليوم -كما ادعى من سبقهم- أنهم باستخدامهم العقل عرفوا أن "لا إله" .. !

وأسباب تخرّصاتهم عديدة، وجلّها إعادة لسيرة الغابرين ...

فإما تنصّل من تبعات عبادة إله محاسبٍ للانغماس في الأهواء والشهوات دونما تحسّب لحسيب أو رقيب...

وإما هوى حاكم يُلبَس لباس العقل فتُسخّر له الالتواءات...

وإما عبادة للسبب تُلغي النظر في المسبب ..
وإما خبط وخلط باتباع أعمى...

وإما انبهار بأهل الشَّأوِ والشوكة الحضارية تُدخل صاحبها دائرة الانسلاخ من كل "تعقل" إلا من قولهم وفعلهم حقا كان أو باطلا فلا يعود يرى إلا ما يرون ...

وغيرها ....

وسورة الأنعام وما أدراك ما سورة الأنعام !
سورة الحجة بالعقل مع تنوع أساليب الحجة فيها ...

هدانا الله للحق وثبتنا عليه.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:17:21
2017/05/23
---------------

لا يكنْ منطلقنا "التمرّد" على كل شيء بدعوى الجديد أو الإبداع أو التميّز فيتحقق الهوى ويُبتَعَد عن الحق والحكمة، بقدر ما يكون "النظر" في كل شيء تأمّلا وبحثا وتروّيا نِشدانا للحق والحقيقة...

ومع كل مرة تكون الدُّربة على كبح الهوى والتسرّع والتهوّر فيُسفِر ويظهر ما لا يظهر مع غاشية الهوى حتى تصبح عادة غالبة...

فإن قُيِّم بعد الاجتهاد وتحرّي "الموضوعية" أن المنظور فيه حقٌّ كان تأييده قوةً لا ضعفا وكان حكمةً لا اتباعا عن عمى...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:17:48
2017/05/23
-----------------

في سورة الأعراف إذا تأملنا قول ملأ فرعون عن الأرض، مع ردّ فرعون :

"أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ "

وقول موسى لقومه عن الأرض :

"اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "

وذلك الفرق بين تفكير من يفقه أنه المستخلَف من ربه في ملكه وتفكير من يتأله فيرى الأرض ملكَه ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:19:27
2017/05/23
----------------

من السعودية إلى إسرائيل .. قصة : "التصريحات الترامبيّة والصراحة العربية"

***السعودية : ترحيب واحتفاء و"رقصة ثنائية سعودية ترامبيّة سَيفيّة

*** ترامب في السعودية : حماس إرهابية ....

*** حكام العرب : فرح بالتعاون العربي الإسلامي الأمريكي ضد الإرهاب (لا ننسى أن حماس الأخص والأهم وهي التي ذكرها ترامب رأسا) .

حسب استنتاجات الرياضيات والمنطق بطريقة رياضية نقول :

بما أن : حماس إرهابية.
وبما أن : العرب مصادقون على التعاون ضد الإرهاب ومنه الإرهاب الحماسي.
وبما أن : ترامب رأسا إلى إسرائيل ليصرح بوقوفه الدائم مع إسرائيل ====> نستنتج أن حكام العرب دائما إلى جانب إسرائيل ...

آه... نعم ليس استنتاجا جديدا :)
ولكنني لاحظت أن حكام العرب أصبحوا يتمتعون بصراحة أكبر ...

لعل بركة ترامب في "التصريحات" حلّت على حكام العرب ب"الصراحة" ...  emo (30):

وتلك قصة التصريحات الترامبية والصراحة العربية ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:21:59
2017/05/24
----------------

بعد تسريبات مواضيع البكالوريا العام الماضي، مما اضطر الدولة لتنظيم دورة ثانية، هذا العام اتخذت إجراءات عديدة منها كاميرات مراقبة وأجهزة تشويش على مستوى مراكز طبع المواضيع ...

وحسب صفحة "هنا الجزائر" الوزيرة بن غبريط تقول بإخضاع المترشحين للامتحان للتفتيش الدقيق عن طريق جهاز كشف المعادن ...

ستتجند وزارة التربية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية...  emo (30):

تعليق صفحة "هنا الجزائر" : " تحس روحك في حالة حرب يا مْحَايْنِكْ" 
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:23:31
2017/05/24
---------------------

إبراهيم البليهي نقلا عن يحي جاد:

حب المعرفة غريزة تولد مع الإنسان، لكنها في الغالب تنطفئ في وقت مبكر من حياة الفرد بعد أن يُكَفَّ الطفلُ عن التساؤل؛ فتَضْمُر فيه هذه الغريزة.

وأي مجتمع لا يتعهد هذه الغريزة بالإثارة المستمرة : سوف تبقى أجياله غيرَ راغبةٍ في المعرفة؛ لأنها فقدت "حرارة التطلع" وتخلت عن "لهفة السؤال" [..].

إنَّ حبَّ المعرفة، والشعورَ الصادق بالحاجة إليها، والاقتناعَ التام بعظيم قيمتها : هو الحافز القوي الذي يجعل الباحثين : يجدون متعة غامرة في عناء البحث، ويحسون بلذة موصولة في مداومة التنقيب [..].

إنَّ الجهل بالنسبة للذين يدركون قيمة المعرفة : غُولٌ مرعبٌ لابد من بذل أقصى الجهود للفرار منه.

ولذلك تتضاءل كل ملذات الحياة أمام "لذة الابتهاج بالعلم"؛ فهو الذي يمنح المغزى للحياة، وهو الذي يَهَبُ الإنسانَ قيمته وجدوى وجوده [..] إنه الضوء وسط الظلام وإنه الاخضرار وسط الجدب وإنه الطريق وسط التيه [..].

ينبغي أن نبدأ في "غرسِ حبِّ العلمِ" قبل البدء في "تعليم العلم ذاته"؛ لأنه لن يتعلم تعلماً حقيقياً : مَن لا يعيش "مباهج المعرفة" ولم يتذوق "مَسَرَّات العلم"؛ فـ "الابتهاجُ بالعلم" : شَرْطٌ لتحصيلِهِ.

ولكنَّ العلمَ لا يعرض مباهِجَه عاريةً فوق سطوحه، وإنما يُخَبِّئُها في أعماقه.

[إبراهيم البليهي]

***

إنَّ جَهْلَ الجهلِ [أي إنَّ الجهلَ بالجهل] هو أصعبُ عوائق المعرفة؛ فـ :

- الذي يَجهل جَهْلَه : لا يحاول أن يتعلم،

- والذي تغيب عن ذهنه إحتمالاتُ الخطأ : لا يكون حَذِرَاً في إصدار الأحكام، ولا يضع في اعتباره ما [قد] تُلْحِقُه أحكامه بالآخرين مِن أذىً، ولا ما [قد] تسببه للحقيقة من تشويه.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:32:11
من كتاب "التجديد في الفكر الإسلامي" كلمات للغزالي رحمه الله عن أدعياء التجديد باسم "تطوير الإسلام" :

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12252;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:33:10
2017/05/25
--------------

نبقى مع كتاب "التجديد في الفكر الإسلامي" لصاحبه الدكتور عدنان محمد أمامة، وسأحاول بين الحين والحين تلخيص بعض فقراته المهمة...

تطرق الكاتب إلى : " لماذا التجديد ؟"

الحاجة للتجديد نشأت من خصائص الرسالة الخاتمة، التي جاء بها النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام .

**الخلود و**الشمول ..

**أما الخلود فذلك أن الرسالات السابقة كانت تأتي ناسخة لما قبلها ومضيفة عليها بنبي جديد، بينما كَون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم خاتمة، اقتضى الأمر أن يأتي مجددون يعيدون إحياء ما يندرس من تعاليم الدين..

**وأما الشمول، فلأن الرسالة شاملة للزمان والمكان والإنسان..للزمان من حيث أنها لا رسالة بعدها، فهي للناس إلى قيام الساعة، وللمكان من حيث بَعث النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة، وللإنسان من حيث حاجة كل الأحداث وكل ما يمس الإنسان في حياته لحكم يصل حركته على الأرض بدينه..

وعلى هذا استوجب الأمر تجديدا للأسباب التالية :

1- لأن نصوص الشريعة محدودة والحوادث ممدودة: إذ أن الوقائع في الوجود لا تنحصر، ولا يجوز دخولها تحت الأدلة المنحصرة، فتُنزَل النصوص الشرعية عليها، حتى لا تُترك للأهواء.

2-تقادم الزمان، وبُعد الناس عن مصدر الوحي يؤديان إلى اندراس كثير من معالم الدين مع كثرة الفساد وتفشي البدع والضلالات.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:34:12
2017/05/28
------------------

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة : 124]

رغب بالإمامة لذريته، فأجابه العليم الخبير أن الظالمين منهم لن ينالوها، تنبيها إلى أن كونَهم ذريته ليس بالدافع الأول..

وهذا إبراهيم عليه السلام، سريعا ما يتعلم من ربه، فيدعو هنا دون أن يخصّص ذريته بالعهد والرسالة:

{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129]

فإذا الرسول نعم منهم....وأيضا من ذريته... !
إذ أنّ كَونهم ذريّته ليس بالحائل أصلا ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:34:44
2017/05/29
--------------

وأنت تقرأ "آل عمران" هل تراءتْ لك ملامح "التثبيت" ؟

هل تُراك تأملتَ أولها إذ يحذرنا الله تعالى من الشهوة التي تأخذ للشبهة ؟

تلك الشهوة التي إذا فاقت حدود الطبيعي انقلبت "انبهارا" بما عند الآخر، بتَرَف الآخر، برغد عيش الآخر، وما بلغه من أسباب العلوّ في الأرض، حتى يغزو الانبهار النفس، فيأخذ صاحبه للشبهة التي تؤدي في حالات كثيرة إلى التشكيك في دينه وهو يرى الأمة لا تعرف ذلك الرّفاه والترف بل تعيش مرحلة من الضعف شديدة ... !

تأمل كيف تحذّر آل عمران من هذا السبيل...

تأمل كيف نزل فيها "العلم" بالحقائق التي علم الخبير العليم سبحانه أن أصحابها الذين حوّروها وحرفوها سيأخذون بها المؤمنين، فزوّد المؤمنين بها في آل عمران...

حقيقة عيسى عليه السلام، حقيقة مريم، حقيقة إبراهيم عليه السلام...

حقيقة دعوة الأنبياء، ووحدتها... بيان باطل ما عند أهل الكتاب، وأن الحق في كتاب المؤمنين...

بيان أن الرسالة أصبحت على عاتق أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو سبحانه يذل من يشاء ويعز من يشاء... في إشارة إلى أن رسالة الإصلاح في الأرض قد غدت على عاتق أمة محمد، من بعد ما فشل أهل الكتاب في أدائها ...من بعد ما حرفوا الحق الذي أنزل على أنبيائهم، وعصوا، واعتدوا، وعتوا...

"العلم" الذي يجب أن يتزود به المؤمن حتى لا يزيغ، وحتى لا يتلاعب به أهل الكتاب بأكاذيبهم وتحريفاتهم...ليثبت...

ملامح التثبيت في "آل عمران" بدتْ لي واضحة جليّة ... حتى سمّيتُها "سورة التثبيت" ...

ومدرسة أُحُد، وهي تشغل قسما كبيرا من السورة ...
هل تساءلتَ عن علاقة ورودها بتفاصيلها، من بعد بيان حقائق عيسى وإبراهيم عليهما السلام، وبيان باطل مساعي أهل الكتاب، وطرقهم لتحقيق هدفهم من ردّ المؤمنين عن دينهم ... ؟

هل تساءلتَ ؟

ثم هل تساءلتَ عن الرابط بين الغزوة مع بداياتها يتخللها النهي عن الربا، وأكله، والحث على كظم الغيظ والعفو، والإنفاق، في فاصل يبدو لمن لا يتساءل عن الروابط فاصلا :) ثم تعود بعدها تفاصيل الغزوة...

هل تساءلتَ عن الرابط بينها، وبين هدف السورة "التثبيت" ؟ ... :)

وهذا غيض من فيض ...

على هذه الشاكلة فلتكن قراءتنا للقرآن ...

وإنه لعظيم عظيم عظيم ... لو أننا نحسن القراءة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:35:22
2017/05/30

---------------------

من تدبراتي العام الماضي، يوافق بلوغي اليوم سورة النساء :) :

*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*""*"*"*

إنك إذا قرأت سورة النساء وأنت تلمس ترابط آياتها لا تكاد تتذكر أنك انتقلت من الحديث عن النساء واليتامى إلى الحديث عن أحكام القتال !!

بل إنك لتراها تلك اللحمة الواحدة، بل إنك لترى ضرورة أن تصير إلى ما يصير إليه موضوع الآيات بعد عدد من الصفحات ولا ترى انقطاعا أو انفصالا أو افتراقا واختلافا... لن تشعر بانفصال المعاني كما كنت تشعر في قراءاتك السابقة لها....

نعم هي سورة النساء لا بد أن يكون فيها الحديث عن الجهاد في سبيل الله وعن المنافقين وعن دورهم في تثبيط المؤمنين !! بل ونعم في سورة النساء بالذات يجب أن تعرف عن مقومات الحكم الإسلامي وعن صفات الحاكم المسلم... نعم في سورة النساء بالذات...!!!

في سورة النساء بالذات تستشعر الضعف البشري ورحمة الله بالضعف البشري، وإرادته سبحانه التخفيف على البشر... فيها بالذات...

نعم في سورة النساء بالذات تعرف ما يصنع الترابط المجتمعي، وتعرف ما يصنع الحاكم العادل...! في سورة النساء وانطلاقا من النساء وبدءا منهن يشاع العدل في أرجاء الأمة ...

دقق .... تأمل... تدبر، ستجدها تعلم الرجل كيف يعطي حق المرأة، ثم ستجدها تتوجه لها لتوفي زوجها حقه، ثم ستتوجه له من جديد ليوقرها ويعرف قدرها، ثم ستتوجه لها لتعرفها عظيم حاجة المجتمع والأمة لعفتها، ثم سيتعلم الرجل في مدرسة "النساء" دستورا كاملا لمعاملة المرأة وللحفاظ على كيان الأسرة بقوامة مستحقة من بعد ما أقر كل جنس بخصوصياته، والتزم كل جنس بدوره الذي خلق له ولم يرَ في التعدي إلى تمني خصوصيات الجنس الآخر حرية...

ثم سينتقل الحديث إلى المجتمع من خلال صلة أفراده بالله، يستمدون منها ما يشيعون من خير في مجتمعهم، يستمدون من العدل الإلهي الذي لا يظلم مثقال ذرة العدل على الأرض... ثم سينتقل بك الحديث إلى الحاكم المسلم، والحكم الإسلامي العادل.... لتجد نفسك أمام فريضة الجهاد، وأحكام القتال...

تلك شذرات من خيرات سورة النساء العظيمة...فهلا جربت قراءتها قراءة اللحمة الواحدة ؟ !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-17, 10:43:23
2017/05/31
--------------------

شيء لخصته من كتاب "التجديد في الفكر الإسلامي"

ركائز التجديد :
1- الجمع بين خاصيتَي الثبات والمرونة :

فأما الثابت فهو ما لا يتغير بتغير الزمان والمكان، ولا يكون محل اجتهاد، ويتمثل في كليات الشريعة، وهي تفي بمتطلبات كل زمان ومكان، ويجب إخضاع الواقع المتغير للثوابت الشرعية، لا أن يخضع الثابت للمتغير، وإلا أصبح متغيرا مثله وحصل التبديل، وتُفقد الأصول والأسس التي يُبنى عليها.

**المجالات الثابتة :

أ-) العقائد والحقائق الإيمانية والغيبيات :
مثل أركان الإيمان، وأن الله لا يقبل غير الإسلام دينا، وأن الدنيا دار ابتلاء وغيرها من العقائد.

ب-) الأصول والكليات ومقاصد الشريعة العامة :
لا يعقل مثلا أن تكون مقاصد الشرع الحفاظ على النفس والعقل والمال وفي زمن آخر لا تصبح هي المقاصد.

ج-) الأخلاق والفضائل : إذ لا يعقل أن تطلب الأخلاق في زمن. وتصبح رذائل في زمن آخر.

د-) العبادات : وهي التي تؤدى على هيئات وصور خاصة ولا يعقل تبديل هيئاتها في زمن آخر.

ه-) أحكام الحدود المختلفة: إذ حددت الشريعة المقصد منها، وكذلك وسيلتها. (هنا أتساءل عن واقعنا وتكيّف الفقهاء مع عدم تطبيق الحدود، وربما أضع قريبا جوابا عن هذا بإذن الله)

و-) أحكام المقدّرات : مثل عدد الطلقات، وأنصبة الزكاة، لا تقبل التغيير بحجة رعاية المصالح مثلا.

ي-) الأحكام التي مصدرها نصوص القرآن والسنة مباشرة : وهي التي لا اختلاف في فهمها، لا تحتمل تعدد آراء، ومن التناقض القول أن مصلحة ما عارضت نصا، إلا ان تكون نابعة من هوى.

أما المرونة فذلك ان هناك أحكاما تتغير حسب الزمان. والمكان، وهي التي ربطتها الشريعة بعللها وأسبابها، فإذا تغيرت العلة أو السبب تتغير الواقعة، فيتغير حكمها ...

** ومن مجالاتها :

أ-) القواعد الكلية دون التفصيلات : ذُكر المقصد العام وتُرك التفصيل للناس بالوسائل المتاحة لكل عصر ومصر.

مثلا : الشورى منصوص عليها أما طريقتها فللناس، الاستعداد العسكري منصوص عليه وطريقته حسب كل عصر وظروف، نُصّ على التراضي في البيع والطريقة حسب عُرف الناس على ألا يعارض العُرف نصوص الشريعة وأحكامها.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-18, 07:38:15
لمن الكتاب؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-18, 09:43:22
لمن الكتاب؟

هو لصاحبه الدكتور عدنان محمد أمامة، وهذا رابط تحميله إن أحببت مطالعته :
https://archive.org/details/waq61758
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:06:52
2017/06/01
----------------------

اليوم مع سورة المائدة ...
في قوله تعالى : " {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29)}

ربما من الوهلة الأولى يبدو موقف هابيل غريبا ونحن لا نراه يقابل دناءة أخيه بما يوافقها من دفع حتى وإن أودى على يديه، فإنما هابيل في موقف المدافع عن نفسه وقد أريد به غاية السوء، ولم يكن الأظلم إذ لم يكن البادئ...

اليوم تأملتها كما لم أتأملها من قبل - وإن كان هذا ديدن القرآن يغدق بالجديد في كل مرة :) -

"إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار"

من ناحية كان انتقامه من أخيه المقبل عليه قاتلا، أكبر وهو يكِلُهُ ليوم الفصل والحساب، يوم العذاب المقيم ...

ولكن الجديد هو استحضاري لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي جاء فيه أن المسلمَيْن إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، ذلك أن المقتول أيضا كان حريصا على قتل صاحبه...

وإننا نرى هابيل يفقه هذا، ويجسده في قوله : " ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك" ... وهو يريد أن يبوء أخوه بالإثمَيْن ... فينجو هو من النار ويقع أخوه فيها بالإثمَيْن لا بالإثم الواحد ...

لكأني بالحديث يستقرئ حادثة الأخوين الأولين على الأرض، والمسلمان المتقاتلان إنما هما الأخوان المتقاتلان ...

أو لكأني بهابيل يفقه الحديث لولا أنه الأسبق زمانا ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:08:11
2017/06/02
------------------------

إنا لله وإنا إليه راجعون .. الشيخ محمد الراوي في ذمة الله...
كم كنت أحبك يا شيخ... كم كنت أحب رجولتك وشجاعتك في الحق، وشهامتك، وحرصك على الأمة، وغيرتك عليها.. تغمدك الله بواسع رحمته وأسعدك بالفردوس الأعلى من جنانه...

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12307;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:09:09
2017/06/02
-------------------
أواخر آيات سورة المائدة، ذلك المشهد من يوم القيامة الذي يضعنا الله في قلبه، مُتمَثّلا...

ذلك الحوار بينه سبحانه وبين عيسى عليه السلام ... يضعه الله بين أيدينا، نسمع حديث ذلك المشهد، ونعلم من أخباره...
وإنا له لمجموعون... وإنا فيه لحاضرون... وإنّا لحديثه لسامعون...

"إذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ" [المائدة : 110]

وكأنما الحدث قد كان وانتهى، بصيغة الماضي تأكيدا لحصوله ...

مع سؤاله تعالى عيسى عليه السلام:

{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} [المائدة : 116-118]

إنها الآيات التي كلما قرأتها وكأنها الجديدة...

لا تبلى عندي، ولا يبهت لونها، ولا ينقضي سحرها، ولا ينقص جمالها...
آيات خاصة جدا... لن أخوض في جمالها، فذلك حديث آخر بلون آخر...

ولكنني تمثلتُ سيدنا عيسى عليه السلام ورب العزة يذكّره بنعمه عليه على الملأ في ذلك اليوم العظيم...

على مرأى ومسمع من كل مفترٍ، كذاب تأول في عيسى عليه السلام فدعاه لله ولدا...

على مرأى ومسمع من كل من ألّهه، وألّه أمه، وافترى عليه كذبا، أنه الذي دعاهم لاتخاذه إله ... يذكّره بنعمه عليه على الملأ...

تخلق "بإذني"، تنفخ فتكون طيرا "بإذني"، تبرئ الأكمه والأبرص " بإذني"، تخرج الموتى "بإذني" ...

كل هذا، وعيسى عليه السلام يسمع، والناس قائمون لرب العالمين، بين يديه يسمعون ...

وتلك الطائفة العظيمة من الناس عبر الأجيال والعصور، وكلها قد تنادت بألوهية عيسى، وبأن الله ثالث ثلاثة وبأن عيسى وأمه إلهان ...

أتمثل ذلك المشهد العظيم ...!!

ويُسأل عيسى من رب العزة، فيجيب...
إجابة عظيمة، دقيقة، مؤدبة في حضرة العلي العظيم...
صادقة ليس عند صاحبها ذرة توجس وريبة، وهو البريئ من كل ادعاءات المفترين ...

رُفع عيسى عليه السلام، ولم يدرِ ما سيفعل مَن بعده من تحريف وتأويل وتأليه وغلو في الدين...
وتعج الأرض بهم وبدعوتهم وبنسبهم كل تلك الافتراءات لعيسى عليه السلام وأنه الذي دعاهم أن يتخذوه إله ...

ويُبرّؤ عيسى على الأشهاد ... !

فأتذكر ....

أتذكر حَدَّيْن من حياته عليه السلام...
عيسى في المهد، وعيسى المبعوث يوم القيامة والمسؤول على الأشهاد ...

وفي كليهما عيسى يُبرّأ من افتراءاتهم، عيسى في المهد وقد أنطقه الله تعالى بالحق :

"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) "

وعيسى يوم البعث وقد استنطقه الله تعالى ليعيد الحق ذاته :

"مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ " .

وهذا عيسى عليه السلام ... والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا ...

وكيف لا، ورب العزة يجيبه وقد سأله فأجابه مبعوثا : "هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

وتلك عاقبة كل من اتخذه إلها، وافترى عليه أنه الذي دعاهم لاتخاذه إلها.... مجموعون ليوم عظيم، ولمشهد عظيم تشخص فيه أبصارهم، وتُشنّف فيه آذانهم لسماعه وربه يحاوره... وقد كانوا يدينون بالباطل دينا ...

فعليك السلام يامن أُنطِق بالحق وليدا، واستُنطِق بالحق مبعوثا ... يا مَن السلام عليك يوم ولدتَ ويوم تموت ويوم تُبعث حيا...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:10:49
2017/06/03
---------------------

اليوم مع الحلقة الثانية من سلسلة "رحلة اليقين" للدكتور إياد ...
سلسلة بالغة الأهمية ... أنصح بالمواظبة على حلقاتها ..

https://www.youtube.com/watch?v=-fKzz0AvBCA
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:13:47
2017/06/03
-----------------

سورة الأنعام وما أدراك ما سورة الأنعام ... !

** هل تأملتها والله سبحانه فيها يُمضي أمره بأنه القادر على أن يبعث الآيات، ولكنه لن يبعث الآيات بعد القرآن... !

فليطلبوا المَلَك المصاحب... !
فليسألوا الآيات الخارقات ... !
فليعدّوا الله وهو لا يستجيب لطلباتهم غير قادر ...!

لن ينزل سبحانه آية ... !!

لقد مضى عصر المعجزات العينية، إنهم لو أُنزل عليهم كتاب في قرطاس، بل ولو لمسوه بأيديهم ما آمنوا ....
إنّه يؤكد لرسوله أنّ الآيات لن تنفعهم وكل ما حولهم آية لو أنهم "يعقلونها" ...

لن ينزل الله آية ..... !

** هل تأملتَ الأنعام والله فيها يقرّ أنه لن يرسل عذابه المهلك كما أرسله في الأمم السابقة ...

** هل تساءلت ماذا تريد الأنعام من المؤمن؟
من الإنسان ؟

إنها تريد أن توصله بعقله ...

تلكم هي المعجزة الكائنة في الإنسان...
تلكم هي المعجزة التي تحركها معجزة ...

"العقل" يحركه "القرآن"...

يستحثه، يجعله يعمل ليصل ... ليصل إلى بارئه...

** هل تُراك تأملتها وهي تحض على السير، والنظر ...

"قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين "

** ثم تأمل الحث على النظر بالعقل حتى في الغيب !

أجل في الغيب :)

في يوم البعث، وفي مشاهده، وفي حال الكافرين متمثلين أمامنا وهم يخرصون بالسفه كما كانوا يخرصون سفها في الدنيا ...

هلا عقلت... هلا عقلت قبل أن يأتي يوم تتحسر على ما فرطتَ ؟

** تأمل كيف نُدعى للنظر بعقولنا في "البعث"..

كثير وكثير جدا في سورة الأنعام ...

كله حركة للعقل، وتحريك للعقل، وإعمال له للوصول به إلى خالقه ...

غيض هو من فيض... من فيض روعة وتفرّد سورة الأنعام ... !!

** رحلة للعقل في أطراف الحاضر والغيب، في ربوع العقيدة وأركانها وأساساتها ... بالعقل لا بغيره ..

رحلة للعقل وبالعقل تعرفك بربك وبطلاقة قدرته، وبالرسالة وبالرسول وبدوره وحدوده مقابل تلك الطلاقة ...

حتى "الموت" و"البعث" تعرّفك الأنعام أن ،"تعقلهما" في كل مرة تنام فيها ثم تستيقظ ...

إنك تشهد الموت والبعث وتجربهما وأنت حيّ في الدنيا... فاعقل ...!

تأمل ... فكلّ الأنعام دعوة للتأمل ولأن نعقل...

إنها الأنعام وما أدراك ما الأنعام ثم ما أدراك ما الأنعام ... !!

إنما ألقي شذرات... شذرات...

تلقَّفْها وامضِ في رحلة "الأنعام"... فإنها رحلة لعقلك، هو فيها الراحلة التي بها الوصول .... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:15:08
2017/06/04
-------------------

ومن "عقلانيات" الأنعام، ذلك الحوار الإبراهيمي الرائع :) تلك الحجة العقلية الإبراهيمية الرائدة :)

"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ(74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ(75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ(76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78) "-الأنعام-

كيف كان تفاعل سيدنا إبراهيم عليه السلام في كل مرة؟

إنه تفاعل تدريجي، فهو يجاري قومَه ليخاطبهم بما يفهمون، وليجعلهم أكثر تقبلا لما سيقرّره أخيرا. ..

إنه المهتدي الذي أراه ربُّه ملكوتَ السماوات والأرض، فكان من الموقنين.

1- المرة الأولى عن الكوكب قال: "لا أُحِبُّ الآفِلِين"َ ....

2-في المرة الثانية عن القمر قال: "لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّين"َ...

وهو هنا يعرّض بهم ولا يواجههم بقوله مثلا: "لأكوننّ منكم"، كما أنه ينفي أنه منهم، لأنّ الآصرة عنده هي آصرة العقيدة لا آصرة الدم، فماداموا ضالين فهو ليس منهم .كما أنه المهتدي بهدى الله، ولكنه الذي لا يستغني عن هدى على الهدى، "وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى"

3- في المرة الثالثة عن الشمس قال: "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ"...

** "لا أحب الآفلين"======> إنه هنا وكأنه يتّبع هوى نفسه، وإن كان هواها مع الحق، هم هنا لن يفزعوا من قولته هذه، ولن يرفضوها، فهو يصرّح عن نفسه وما تحبّ وما تكره، أضف إلى ذلك أنّ عدم حبّه للآفلين، سيُلفت نظرهم إلى أنّ هذا الذي يتخذونه إلها لا يليق أن يكون إله وهو مِن "جمع" الآفلين.

** "لئن لم يهدِني ربي لأكوننّ من القوم الضالين " =====> إنه من بعد تصريحه بما تكره نفسه، بدأ الآن بذكر الهدى، ومصدر هذا الهدى الذي يرتجي...

إن مصدره ربّه، فقد انتقل من مرحلة اتباع نفسه إلى مرحلة وَكْل أمرها وهداها لربّه، فكُرهُه للآفلين وإن كان سليما، وطريقا صحيحا، إلا أنه يبرأ هنا من نفسه ومن حوْلها ومن هواها، وإن كان هواها مع الحق....

إنه يبيّن أول الطريق ... أنّ المنهج الذي يهدينا هو الذي يبينه لنا ربنا وليس الذي تبينه لنا أنفسنا .

** "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ"=====> أما هذه المرة فهو يعلن براءته مما يشركون، من كل ما يشركون، من بعد ما أعلن براءته من نفسه،يعلن لهم صراحة أنّ هذه المعبودات إنما شركاء...

ليسوا بالقوة التي تقهر، والتي لا تغيب، ولا تأفل، ولا تظهر عليها قوة...

وفي هذا تمهيد لإعلانه التوحيد ..

** براءته من الشرك هي طريقه للتوحيد ...
والذي سيعلن عنه أخيرا إعلانا قويا ظاهرا لا يخالطه لُبس، وذلك في قوله :"إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(79)"

** إنه يوحّد ربّه، ويوجّه له وحده وجهه، ويقرّ بعظيم قدرته، وأنه الذي فطر السماوات والأرض، فطر السماء التي يعبد منها قومه نجوما وكواكب، وشمسا وقمرا، وفطر الأرض التي يتخذون من حجرها ومن خشبها أصناما يعبدونها...

أما هو فيعبد ربّ هذا كله، رب السماوات والأرض وما بينهما، وقد أُرِيَ ملكوت السماوات والأرض وكان من الموقنين . "حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"

ما أروع "حنيفا" هنا...!

وهو الذي أعلن مَيْله عن الشرك، مَيْله عن أهواء قومه وخرافاتهم، ميله عما ساد الأرض من شرك وكفر، ميله إلى الحق... !

وإن كان وحده بينهم فقد مال عنهم، عن باطلهم إلى الحق ..... "وما أنا من المشركين" إنه سأل ربه أن يهديه فوق هُداه، ولم يستغنِ عن هدى فوق الهدى، فزاده الله هدى...

زاده الهدى الذي واجه به كل قومه غير آبه بما يصنعون به، ولا بما ينعتونه به، واجه أباه ،وواجه مَلِكهم، وواجه به تكذيبهم، وصبر على تعذيبهم، حتى أمر الله النار فتغيّر فعلها فيه ...!

عرّض لهم بدايةً أنّه لئن لم يهده ربّه ليكوننّ من القوم الضالين، غير معيِّنهم، فلما زاده الله هدى على هداه، أعلن بين جمعهم "وما أنا من المشركين".... لقد عيّنهم، ووصفهم بوصفهم. ...

وهكذا :

////هواي وإن كان حقا لا أعوّل عليه====> بل أبرأ من نفسي وأتوكل على الله ربي وأسأله الهدى على الهدى=====>عندها لن يكلني ربي لنفسي ولضعفها وسأفصل بالتوحيد وتوجيه وجهي لله مائلا عن كل باطل إلى الحق وإن عجّ به كل ما حولي...////
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:15:45
2017/06/05
------------------

اليوم وأنا أتأمل سورة الأعراف، وأمشي بين آياتها الهُوَيْنى...

فأجد عقلي يلقف من هذه الكلمة سرا، ومن ذلك التعبير سرا آخر... ومن ترابط الآية بالآية سرا، ومن تفصيل آية لأخرى سرا...

وجدتُ لذة وطعما، وحلاوة تعقد لساني، وتستوقف كل ذرة في نفسي، وتُبهتني، وتُذهلني عن الدنيا وما فيها، فلا أرى شيئا في الدنيا بأكملها يساوي تلك اللحظات... !

لحظات "أقرأ" فيها القرآن حق القراءة ...

لحظات أرى فيها القرآن يُقرأ آية فآية...
كما يخبئ معنى في الرابط بين الآية والآية، ويخبئ آخر في الآيات تقدّم لمعنى الآيات اللاحقات، وفي الآيات تفصّل لمعنى الآيات السابقات ...

في ظاهر الآيات معنى، وبين ثناياها وطواياها معانٍ ومعان ... لن يقرأها من يقرأ الحروف ... !

عندها تذكرت المتسابقين على الختمات، المعتدّين بالعدد والعدّادات... !

فصدعت مستنكرة منتفضة مع ما يعتري نفسي من تلك الحالة التي أجدني معها في كل مرة مجددة العهد بالإيمان واليقين، أنّما هذا قول إله حكيم عليم، وما هو بقول البشر ... !

في كل مرة ينكشف لي سرّ من أسرار الكتاب، وتبرز لي ميزة من ميزاته التي تجعله الفريد المتفرّد، وتجعلني في كل مرة بين يديه أجدد الإيمان بأنه المعجزة وبأنه كلام الله لا كلام سواه...

صدعتُ ...
أي شيء هو حاصل من قراءة الحروف، واللهث خلف الحروف، وتقليب صفحات الكتاب سِراعا، وطيّ الكتاب دفّةً تنطبق على دفة ليُفتح مع مرور جديد سريع غايته الوصول لطيّ الدّفتَين من جديد... ؟!

وهكذا ... !

تلك هي البطولة ... !!

صدعتُ، وانتفضتُ مستنكرة...
ما حصّل صاحب الختمات ؟ صاحب الطيّات تتلوها الطيّات ؟!!

ما تُراه يرى نفسه قد جنى ؟!
سألت وتساءلتُ، وكنت السائلة والمجيبة في آن...

سيقول أنه قد حصد الحسنات، وذاك الجنى من جنّة القرآن دان... !

الحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها ...
وعدد حروف القرآن يا صاح بالآلاف مع المئات مع العشرات، وضربها بعشرة الحسنة الواحدة عددٌ مضاعف الآلاف والمئات والعشرات، بعشرة أضعاف يا صاح ... !!!

وما هذا بقليل... !!!

ونستكمل عمل العدّ والعدادات ...
ويغدو كل من سلك هذا السبيل رياضيا حاسبا، محاسبا ...

وبعد ُ .... !!

وماذا بعد ؟!

أتُراك تدري ميزانك وما بكفَّتَيْه فعملك ودأبك الحرص على كفة الحسنات ؟!!

في سباق أنت لترجّح كفة على كفة ...
كم تراه سيدوم هذا السباق ؟ سباق على مجهول ؟ على سراب ؟

أتُراك تيقنت من قبول عملك بَلَه من عَدِّه حسنة مسجلة ؟!

كم سيدوم سباقك ؟! العمر كله ؟!

ونفسك ؟! ما أخبار نفسك ؟ ما أخبار حالها ؟!
هل فكرتَ فيها قليلا وأنت تعدّ وتحسب ؟

ستقول إنما تفكيري بها، لا بغيرها، وأنا لها أعد وأحسب لا لغيرها ...

ألهذا جُعل القرآن ؟ أللعدادات يسرّعها ؟!
أم للنفس أرضا يحرثها ويقلّبها ليخلّصها من الآفات والطفيليات والمفسدات، وليزرع وليسقي وليُنبت وليحيي ما فيها من موات ؟!

أحساب للحسنات أوقع وآكد وأقرب وأحق أم محاسبة للنفس وتغيير لما بها، وعزم على الفهم، وعلى العقل، وعلى الوعي مع كل "أفلا تعقلون ؟". ومع كل " أفلا تتقون" ومع كل "أفلا تتذكرون" ومع كل "أفلا يتدبرون" ...

اسمع واعقل.... وإني معك أسمع وأعقل ...

أفحبة دواء تُذهب الحُمّى تأخذها لحُمّى تصيبك خيرٌ وداؤك من أعراضه الحمى، لا الحمّى ذاتها ... أم دواء يُذهب داءَك لا "موْهومَ" دائك ... ؟!

ستأخذ تلك الحبة ... وستخفّ عنك الحمى إلى حين ... لتعاودك بعد ساعة حمى أشد وطأ وأكثر إيهانا ...

لأنك حاربت الحمى لساعة، ولكنك أبقيت على أصل الداء ينخر جسمك ... وتحسب أنك الطبيب المداوي وما أنت إلا المسكّن لألم ساعة يعاود أضعافا بعد ساعة ...

فدع عنك الحبة تحارب الحمى، وابحث عن دواء يُذهب أصل الداء في جسمك ...

عِش معه حياة وحركة وروحا تنفخ فيك الحياة وستكون نفسا تتحرك على الأرض بالحسنات، لا عدّادا يعدّ الحسنات... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:16:22
2017/06/06
-------------------

{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 75]

ذهب الملأ يسألون المستضعفين الذي آمنوا...
يسألونهم إن كانوا يشهدون على أن صالحا مرسَل حقا...

فأجابهم المستضعفون بقولهم : " إنا بما أرسل به مؤمنون"

تأملوا كيف كان جوابهم...
لقد سألهوم عن صالح، فكان حريا بهم أن يجيبوهم عنه أيضا، إذ من جنس السؤال يكون الجواب ...

كأن يقولوا مثلا : "نعم نعلم أنه مرسَل "

ولكنهم أجابوهم عن الذي جاء به ... وأنهم قد آمنوا بما جاء به ...

إنهم المستضعفون، ولكنهم أصحاب العقول السليمة التي أُعمِلتْ فيما جاء به الرسول، فتعرفوا إلى رسالته، وفحصوها، وقبلتها عقولهم ولم تُحجَب دونها، واعتنقوا ما جاء به بعد بحث واقتناع، ولم يكن شخص صالح دافعهم للإيمان، بقدر ما كانت قناعتهم بما جاء به ...

أما الملأ فكان همّهم "صالح" وإبطال دعواه، وتكذيبه من غير بحث فيما جاء به ولا فحص ...
حتى أنهم لما سألوا المستضعفين سألوا عنه ولم يسألوهم عن "الرسالة"...

فانظر إن أنا سألت إحداهنّ إن كانت فلانة حقا خياطة فأجابتني بقولها : نعم هي كذلك.

وإن سألت الأخرى السؤال ذاته فأجابتني : ياااه لو ترين فستاني الذي خاطته لي، كم أتقنته، وكم هو على المقاس والطراز ... ! :)

لأيقنتُ أن الثانية أكثر معرفة بها وهي التي خبِرت صنعتها ، وتملك الدليل عليها، ولاطمأننتُ أنا أكثر إن كان سؤالي عنها غرضه معرفة مدى حذاقتها لا السؤال عن شخصها...

فلنتأمل الفرق بين من يبحث بعقله فيما يعرضه فلان من الناس ليحكم على ما جاء به، وبين من يبحث في شخصه ليحكم على ما جاء به بالنظر إلى شخصه دون النظر فيما جاء به...

من أجل ذلك أجاب الملأ بَالِغين الغاية في التعنت والتصلّب وتغييب العقل بالهوى والاستكبار : " قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ "

وهكذا ديدنهم، النظر إلى الشخوص لا إلى المعروض..
مادمتم "أنتم" "المستضعفون" قد آمنتم به، فدون نظر فيه نعلن كفرنا به....
بالنظر إليكم كان حكمنا عليه ...

فأي عقل ونظر هو في هؤلاء "المستضعفين" وأي هوى وسفه هو في "المستكبرين"... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:17:09
2017/06/06
------------------

بعض الناس ينظرون للإنسان الضحوك الذي من طبعه التنكيت والمزح ومن سَمْته خفّة في الروح تُندّي المجالس وتضفي عليها مرحا وبهجة نظرة متشددة...

فتراهم يعبسون ..ويمطّطون شفاههم... ويشيحون بأبصارهم عنه😑...

(أعرف من هذا الضجر حتى في المجالس النسويّة المغلقة )

تشي ملامحهم كلها بضجرهم منه، ومن ضحكاته، وربما تجرأ منهم من يرى واجبا عليه وعظُه فيشير عليه أن يصمت بطريقة فظّة لا يعنيه منها إلا أن يقوم بواجبه الوعظي بكل سماجة، وبقلة ذوق، وبعدم اكتراث بمشاعره ... !

وما علم هؤلاء أن الدّين لا يشترط وجها عبوسا، ورسما في الملامح لا حِياد عنه... !

إنما خرّقوا هذا السّمت وهذه الملامح، وكأنما الدين سجن وسجّان... !

ولو لم يكن تفكيرهم بضيق ذلك السجن الذي وضعوا به "المتديّن" لعرفوا أن الضحوك ليس بالضرورة ذلك الهانئ الذي يُغبَط، بل كم من إنسان لا تغادر الابتسامة وجهه ولا الضحك حالاته، وهو صاحب الهمّ الذي ينوء بحمله أولو القوة ...!

فارحموا الناس، ولتحسنوا قراءة ما وراء الظاهر، ولا تتّبعوا ضحكة ربما نفّست عن صاحبها همّا لو كان همّك لما طقتَه...

وليكن "حب سعادة الناس" وحب إسعادهم" نيّة من نواياكم ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:18:04
2017/06/07
-------------------

في قوله تعالى : " قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ" -الأنعام : 50-

هكذا لقّن المولى عز وجل صفيّه صلى الله عليه وسلم أن يقول، ويعلن عن حدوده، حدود قدرته ..

** لا يدعي أن خزائن الله عنده..
** لا يدعي علما بالغيب..
** لا يدعي أنه ملك ..
** لا يتبع إلا ما يوحى إليه..

سبحان الله ... !!

عند العاقل هذا هو الذي يُصدَّق، وهو لا يدعي ما ليس له ...
وهو ينفي عن نفسه ما يسارع الكذابون على الناس من مشعوذين ودجالين لنسبه لأنفسهم ...

وهو يعلن حدود قدرته بإزاء طلاقة قدرة الله عز وجل التي تأتي بعد آيات قليلة ...

** فله سبحانه "مفاتح الغيب" لا الغيب وحده ..
** وهو القادر على أن يرسل عذابا كيفما شاء..
** وهو سبحانه القاهر فوق عباده ...

ولو كان كذابا لسارع لادّعاء كل هذا لنفسه..

فها هم الدجالون يقرؤون "فنجانا" ببقايا قهوته، يقلبونه لترسم القهوة هالاتها على أطرافه، فإذا الفنجان دنيا، وإذا هالات القهوة ملامح مستقبلك يا مترقبا "أقدار" فنجان !!!

وها هو المشعوذ الآخر يدّعي حازما أنه الذي "زوّج" عوانسا وصيّر الزوج المتمرد طوع يمين زوجته بخلطة بين الخلطات أو بورقة تُكتب لتُغسَل فيُغتَسَل بمائها !!

وهذا آخر قد مكّن التاجر من ربح مضاعف، وفاق الطبيب الحاذق إذ صيّر العاقر ولودا !!

وإن هذا الصدق البالغ أعلى المبالغ لأدعى أن يُصدَّق صاحبُه عند العقلاء ... وهو ينفي عن نفسه ما ليس لها ولا يدعيه ...

وإن المؤمن لو "تعقل" لما كان للدجال من سلطان عليه، فهذا النبي لا يدّعي كل هذا، فكيف لغيره أن يدّعيه ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:19:10
2017/06/09
-----------------

{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} [النحل : 4]

خصيم مبين ...
من نطفة من منيّ تُمنى هو هذا الخصيم المبين ... !!
من ماء مهين هو هذا الخصيم المبين .. !
من ماء مهين كان إنسانا عاقلا مكرّما.. !

أو ليس ألدّ الخصام مَن أُوجِد بعد إذ لم يكن شيئا مذكورا لينكر وجود مَن أوجده !

وموجة الإلحاد هي ذي تمتدّ خصاما مبينا.. !!!

فاللهم ثبتنا ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:20:13
2017/06/09
----------------

عندما تُجمِع كل النظرات على استغراب فعلِ واحدٍ من الجماعة، ليس بالضرورة أنّ الحق معهم، وفي نظراتهم...وليس بالضرورة أن مَن يُشاع عنه سوء التصرف قد حقّت عليه كلمات المشيعين.. فيغدو من السهل انتقاد أي تصرف منه...

فإن كان أخطأ فإنما يشفع له أنه لم يُخفِ وحسب فعله أو قوله حسنا ..

أما أصحاب النظرات ... والهمهمات... والتمتمات... المستشنعون لفعله أو قوله بالهمز واللمز... ومنهم مَن ينقلب عند مواجهته المحبّ المعانق ...

فأرى فعلهم الأشنع وهم يلمزون ويهمزون ويسخرون ويتخذون منه مادة ضحك وتهكّم...

عجبا ... !! كم يستسهل الإنسان نقد غيره واستشناع خطئه وكأنه الذي لا يخطئ ... ! أو كأنه الذي أُوتي جوامع الأدب واللياقة والذوق... !

ولو أن كل واحد منا تذكر ساعة معاينته لخطئ غيره خطأه وعَوارَه لرأى نفسه في غيره ولما استسهل نقده، بل لرأى خطأه المتوقَّع الذي لا يُستغرَب...

تأمل...  emo (13): عندما يُجمع الناس على نقد أحدهم، انظر وتمهّل، ولا يغرنّك إجماعهم ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:22:31
2017/06/11
--------------

هل تساءلت يوما عن سر ترتيب المصحف على ما هو عليه ؟

هل تساءلت عن سر ترتيب السور فيه على غير ترتيب النزول ؟

هل علمت أن ترتيب المصحف توقيفيّ من عند الله تعالى..؟ أي بأمر منه سبحانه ..

فهل تساءلتَ عن الحكمة من ترتيبه على هذا النحو ؟

هل تمثلتَ نفسك... بل غيرك ممن لا يعرف عن ترتيب النزول... بل ممن عهده بالإسلام قريب، فهو ينتقل بين السور، يتصفح المصحف، ويقرأ، فيعرف ما يجب أن يكون أولا في هذه السورة، ليعرف بعدها ما يجب أن يكون تاليا في السورة الموالية...

وهكذا انتقالا ...
خطوة فخطوة ... كالسبيل يُقطَع بالخطوات، فتكون عليه قُدُما خطوة تليها خطوة ...

من الفاتحة ---- إلى البقرة ----- إلى آل عمران ---- إلى النساء ---- إلى المائدة ---- إلى الأنعام ---- إلى الأعراف---- إلى الأنفال...

فهل تحسّستَ الرابط بين السورة والتي تليها من موضوع الأولى إلى موضوع التالية ؟

هل لمستَ معنى الخطوة تقود إلى الخطوة ؟
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:23:08
2017/06/12
------------------

اليوم كانت بداية امتحان البكالوريا...
كالعادة الامتحان الأكثر إثارة، والذي يحرك الأسرة كلها، ويجعلها في ترقب مستمر من بداياته إلى يوم ظهور النتائج ...

جارةٌ لنا... ترمّلت وهي في ريعان شبابها بوَلديْن، عادت بهما إلى بيت أبيها وهي ترقب فيهما كل أحلامها مع أحلام زوجها المتوفى، تعيش لأجلهما، ليهنآ ولتراهما كأحسن ما تتمنى الأم المحبة أن ترى ولدها...

ابنتها البكر تجتاز هذا العام امتحان الباكالوريا... وهي من المميزات والأوائل طيلة مشوارها الدراسي...تعرف بالنجابة والمثابرة ...

طرقتْ بابَنا ظُهرا خالتُها في حالة من الهلع والفزع، دموعها تغلب كلماتها، وتجهش كلما همّت بالحديث...

جاءت لتأخذنا إلى بيت أبيها حيث شقيقتها وولداها، حيث شقيقتها وابنتها مفجوعتان ... !

لقد تأخرت الفتاة عن موعد الامتحان من الفترة المسائية، حسبت أن موعده الواحدة والنصف، بينما موعده الواحدة تماما...!

وصلت الثانوية مركز الامتحان متأخرة بعشر دقائق عن الموعد المحدد، وُزّعت أوراق الأسئلة على الممتحنين، ومُنعت من الدخول منعا باتا ونهائيا !!

رغم كل محاولات خالها المرافق لها أن يسمحوا لها بالدخول، وأن منعها يعني تحطيما لها، ومصيبة تحلّ بها ... استشفعهم بكل الطرق .. وسألهم النظر إليها بعين الإنسانية لا القانون... دونما جدوى ... !

دخلتُ، فإذا الشقيقات هرعن إلى شقيقتهن(أم الفتاة)، كل واحدة من بيتها، ملتفات حولها، والمصيبة مخيّمة عليهن، تغشاهنّ من الرأس إلى أخمص القدم... !

فجيعة، وأسى، ودموع ... وصدمة ألقت بكلكلِها عليهم فإذا هم في حال رُزء ...

أما البنت فواجمة، جاثمة ... تصطنع القوة وهي المنهكة ... !

آلمني وأحزنني حالها، وهي إذا ما رمقتها، سارعت دمعاتها الغريبة !!

دمعاتها المنحدرة مع ثغرها المتبسم ابتسامة حزينة ...! تسمع منها : "الحمد لله" وهي المكلومة التي تضطرم بأحشائها نار ما أشدّ سُعارها !!!

تغالب ذلك السُّعار بداخلها، ولكنّ دمعاتها فاضحات كاشفات ما تلبث تُنبي عن حرب بداخلها ما تزال فيها المهزومة المهزومة ... !!

لم أجد في نفسي ما يُخطّئ تقدير ما هو قبالتي، لم أجد فيما رأيت هيّنا وسهلا وبسيطا ... بل وجدته الجبل الذي لا أدعي بلوغه طولا ...!!

لملمت ما اعتراني من حزن وأسى على حالها، وعرفت أنها ليست بالتي ينقصها ما علينا أن نكمله فنزيد على ما بها بما بنا ...

واستجمعتُ قواي، وقلت لها : ليست البكالوريا وحدها الشهادة التي نبتغي ونرتجي من هذه الدنيا، بل هناك شهادات أهم وأبلغ قيمة ومعنى، أنت اليوم بما تمرين به ستُصقَل نفسك، وستكونين أقوى، وليس نهاية العالم ما أنت فيه، بل الأمل أمامك، وأنت اليوم تُمتحنين في نفسك، أتكونين القوية التي تهزم الحزن والصدمة وتُقبل على الدنيا وعلى أحلامها، أم تكونين الضعيفة التي تتقوقع وتهلك حزنا وأسى ... فكانت تومئ لي برأسها تصديقا وقبولا، وتحدّق بي فلا تلبث حتى تجود عيناها... !

كنت ألقي لها بالكلمات، وأنا أرمقها تارة، وأرمق أمها التي ليست بأحسن حالا منها ...

وأقول في نفسي، يالهذه الدنيا ... !
ويالهذه النفس!! وأرى ما هما به من حال طبيعيا، بشريا، لا أستغربه، ولكنه يحزنني... !

في كل مرة كنت أحادث فيها الفتاة، كنت أراها بتلك الدمعات المصاحبات للابتسامة جبلا أشمّا ... يغالب، يغالب ... يغالب حزنا عميقا وصدمة عنيفة..
فأراها القوية الضعيفة، والضعيفة القوية ...

لله درّكِ ... لله درّ ابتسامتك الحزينة ...
لله درّ هذه النفس... تصبح في حال وتمسي في حال، لحظات فارقات تقلب الحال ... فيُقرأ المستقبل قبلها بحروف، ويقرأ بعدها بحروف أخرى ...

قواكِ الله يا صاحبة الابتسامة الدامعة، والدمعة المتبسمة، وعوضكِ أملا وإشراقا ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:23:43
2017/06/13
---------------------
تحية تقدير واحترام وتبجيل لكل امرأة لها مع المطبخ مواعيد يومية خاصة في هذا الشهر الكريم

تحية مَن تقدّر عطاءها حق التقدير ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:24:21
2017/06/14
------------------------
الآن فهمت لماذا كان عمر رضي الله عنه يخاف على الأمة كلما غنموا غنما، أو جاء بيتَ المال فيءٌ أو قسم من خيرات البلاد التي فُتحت في عهده،وقد تفتحت عليهم خيرات الأرض...حتى جعل يبكي عندما وصل المدينةَ من خيرات بلاد فارس... !

الآن فهمت مدى خوفه من العيش الرغيد و حراسته وُلاة بلاد الإسلام وتتبّعه لأحوال معيشتهم، وغضبه من الفاتحين إذا استقبلوه بلباس خاصة وهيلمان خاص...

إنه عمر... !

عمر الذي فهم القرآن، بل تربى بالقرآن وبتوجيهاته... لا شك أن عمر وهو يقرأ سورة الأنفال فهم أن التساهل مع الأمر الذي يبدو صغيرا يؤدي إلى الأكبر فالأكبر فالأكبر...

لذلك لم يكن يستسهل التسويغ ... بل ظل عمر وثبت على عمريته...

عرف من سورة الأنفال أن الله تعالى حذر المؤمنين من التمادي ... وأن الاختلاف في غنائم غزوة بدر كان يستدعي كل تلك التربيات الربانية في سورة الأنفال، وكل ذلك التأكيد على دوام الطاعة الكلية لله وللرسول، والاستجابة لله وللرسول، وعدم خيانة الله والرسول، والتخويف من التنازع، والدعوة لإصلاح ذات البين، وأن من صفات المؤمنين إيمانا حقا الإنفاق حتى لا يقع المؤمن عبدا للمال... !

نعم هو نزاع بسيط بعد نصر مؤزر من الله... ولكن لو ترك دون توجيه وتخويف وتنويه بما هو أولى وأدعى للتسابق عليه لهلكت الأمة ولذهبت ريحها ودولتها...

نعم إن الأمة التي تبحث عن تمكين وقوة وبقاء ودوام هي التي لا تستسهل أمر النزاع البسيط المنجرّ عن الشهوة، وأمر الاختلاف الطفيف...

نعم لا أشك أن ابن الخطاب قد تربّى من "الأنفال" فكان الخليفة العظيم الذي عرفت الدولة الاسلامية في عهده فتوحات وتفتُّحَ خيرات عظيمة، وعرف حق المعرفة كيف يَسُوس الناس في أعوام رخاء ونعماء...

عرف كيف يدفع المؤمنين للشكر والذكر لا للبطر والغفلة...

عرف كيف يجعلهم ذاكرين أن الأمر كله بيد الله وأنه كما نصرهم وهم مؤمنون يخذلهم وهم لاهون، عابدون للمادة، مضيّعون للأواصر والروابط الأخوية من انبهار بها يؤدي إلى نزاع عليها....

لقد قرأ عمر الأنفال...
لقد تشربها... لقد كانت دماً يسري في عروقه....أمدَّ به شرايين الأرض في عهده الفريد... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:26:35
2017/06/15
-----------------

اليوم أحسست بسعادة غامرة، وفرحة خاصة جدا ...

اليوم أُثلِجَ صدري..  :)

كنا نتفكر في آيات من سورة يونس...

سعدت وقد تعوّدْن التفكر، والتدبر...
فرحت وأنا أسمع منهن ما يُنبي عن فهم، عن تعقّل، عن تفكر ....

لم يَعُدْن يمرُرْن بالآيات مرور الكريم المسلّم، بل مرور الماكث، المتسائل، المقلّب لوجوه المعاني ... !

مرور الذي يريد أن يقطف ثمرة، لا مرور الذي يريد أن يؤدي دوره بقراءة كيفما اتفق، وكيفما كان ...

"قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" -يونس : 35-

"أمّن لا يهِدّي إلا أن يُهدَى "...أمّن لا يَهتَدِي إلا أن يُهدى،
من الأحق بالاتباع ؟

الذي من خصائصه الهداية، أم الذي ليس من دوره لذاته، لنفسه أن يهتدي إلا أن يهديه الهادي، فكيف أن يكون هاديا ؟!

من الأحق بالاتباع، الهادي أم الذي لا يهتدي إلا أن يُهدى ؟!

ومشينا بين أفياء الآيات المواليات، وشيء في نفسي يحدّثني أن صمتَها مع استغراقنا في الآيات ليس بالذي تعودتُه منها، ليس بالذي هو من عادتها... :)

لقد كنت أستأنس بتعقيب منها، بملاحظة، بتفكر تُدلي به وهي تعيش الآيات وبُعدها وعمقها وتصويرها، تتتبّعها وتحلّق في سمائها...

حتى بلغنا قوله تعالى :
"وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)" -يونس-

عندها نطقت ْ ... :)

كنت أعلم أن صمتهايخبئ شيئا ...

قالت لي : منذ قرأتِ الآية وفيها مَن الأحق بالاتباع الهادي أم الذي لا يملك حتى أن يهدي ذاته ... وأنا أسقط على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أراه الذي لا يملك أن يهدي، وأنه الذي لا يهتدي إلا أن يُهدى، وأنا أتساءل، فكيف يكون منا اتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاته هي تلك ؟!

كانت تقولها وهي التي لا تجرؤ على الصدع بها، تومئ لي بها إيماء، كبرتْ عندها كلمة، حتى جعلت أدفعها لقولها دفعا، وأشجعها عليه ...

تهللتْ أساريرها، وهي تقول لي : لقد وجمتُ أتساءل عن هذا، حتى أجابني الله تعالى ... :) الآن في هذه الآيات المواليات وجدت شفائي ...

قالت : "أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ؟ "

ها هم كانوا يسمعونه، ولكنهم لم يكونوا يسمعون الحق... كانوا بين يديه، وكانوا يسمعونه، ويبصرونه، ولم يكونوا يهتدون ... !

إذ لم يكونوا يعقلون ...

الآن فهمت ... هذا رسول الله وهذا الحق الذي جاء به بين أيدينا، فمن شاء "عقله" فسمع الحق، وأبصر الحق، ومن شاء سمعه وكأنه لا يسمعه، وأبصره وكأنه لا يبصره ...

نعم إنه الذي لا يهدي، والهادي هو الله سبحانه، واتباعه إنما هو اتباع "تعقل" لا اتباع عن عمى ... الاتباع عن عمى لا يعطي ثمرة الهداية الحقة، هو الإسلام بالوراثة...

أما الذي أراده الله فهو الذي يعقله المؤمن، يتعقل ليدركه، ليبصره وليسمعه ، فيتمكن من النفس تمكنا، ولا يكون الورقة في مهب الريح ...

هل أغنى عنهم أن سمعوه، فما سمعوه بعقولهم، وأن أبصروه فما أبصروه بقلوبهم ؟!
وهل يغني عنا اليوم اتباع بلا تعقل ؟! هل يكون الهدى الراسخ الذي لا يتزعزع ؟!

فرحتْ ... وهي التي وجدت الله يجيب تساؤلها من آية إلى آية ...

وفرحتُ أنا أيما فرح ... وهي تعقل القرآن... وهي تنشغل بآية فتستوقفها، وتتساءل فلا تهنأ حتى تجد جوابها... تجد شفاء غليلها ... :)

أجل لقد عمل "المخّ" مع جارحة السمع فسمعوا، ولكن لم يعمل "العقل" مع السمع، فلم يسمعوا الحق ...
ولقد عمل "المخ" مع جارحة البصر فأبصروا، ولكن لم يعمل "العقل" مع البصر فلم يبصروا الحق ...

فرحت بها اليوم... ولم تكن غاية العطاء والفضل من الله الكريم ... :)

بل تأملنا الآيات حتى ذُكر بالسِيّ السيُّ ...

فجئت على أمر الإلحاد والملحدين، والموجة التي تجتاح بلاد الإسلام وشبابه... فقلت لهنّ أنني أرى هذا من المحن التي تحمل منحا كبيرة ...

إذ لا محالة هناك من يهلك ويضيع دينه، ولكن هناك من الشباب من سيسأل، ويبحث حتى يصل، وإنما هو الوصول الذي نريد في شباب ترسخ العقيدة في نفوسهم فلا تتزعزع ... إذ لن يكون إسلامهم إسلام الوراثة بل إسلام "التعقل" ...

عندها نطقتْ أخرى وقالت : فليسألوا، فليبحثوا، القرآن، الدين من القوة والكمال بحيث لا يخاف سؤال السائلين ... بل سيجدون الإجابات التي يريدون ...

لن يخشى الدين سؤالهم... بل سيحتويهم وسيشفيهم ...

عندها هلّلت، وانبلجتْ أسارير نفسي قبل أسارير وجهي ....
وأنا اليوم أنعم بالتفكر، والحكمة والتعقل يلقين بها كلها ...

ولم يكن هذا غاية الفضل منه سبحانه... :)

بل لقد ثنّت الأخرى فقالت : إني أراني أعرف نفسي بعقل خُلقتُ... ولكنني لم أكن أستخدم عقلي قبل الآن... كيف كنا نقرأه ؟!! أين كانت عقولنا ؟ ... كيف شُلّت عن الحركة ؟!
وأردفْن يؤيّدنها ... :) أن نعم لم نكن نعقل قرآننا ... ويالخسار ما كنا عليه !

حتى قالت الأخرى : لقد ظلمونا، كانوا يحثوننا إذا حثونا على حفظ آياته، ولم يكونوا يحثوننا على تدبره بعقولنا ... !

ثم قالت أخرى : يالهذه الحركة !! يالهذه الحياة تدبّ في جنبات هذا الكتاب ... فنرانا فيه، فنتمثلنا في الدنيا، كما نتمثلنا في الآخرة وكأننا في يومها ... !!

أجل اليوم سعدتُ، وأثلجن صدري... :)
وأحسست بالحياة تدب في النفوس، وبالحركة تدب في العقول ... وباستشعارهنّ للحال التي يجب أن تكون مع القرآن .... :)

لقد تعوَّدْن .... تعوّدن على العيش مع الآيات والكلمات والمرامي... تعوّدن على التساؤل، وعلى التفكر، وعلى الانشغال حتى انبلاج نور الجواب الشافي ... تعوّدن على معايشة القرآن ...

فلله الحمد والشكر والمنة ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:27:32
2017/06/17
-----------------------

قال لأمه عنه وعن شقيقه الأصغر : ماما دعينا نخرج للّعب، ونعود قبل عودة بابا، ولا تخبريه عن خروجنا  :emo:

بمعنى أن الأب قد شدد على عدم خروجهم اليوم مثلا ...

أيتها الأمهات احذَرْن الانصياع العاطفي لهذه التوسلات من أبنائكن ... فهذا يعلمهم الكذب، والتحايل، والتعامل بوجهَيْن... !

من الزاوية الأخرى ونحن ننظر لننصف الطفولة التي من سماتها الانطلاق، قد تكون سياسة الأب فيها من التسلط والتغليق، ولكن ليس حلا مشاركة الأبناء في التحايل، بل الحل في فتح الموضوع للنقاش، وطرح البدائل بين الزوج والزوجة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:36:38
2017/06/17
------------------

وأنا أراجع شيئا كتبته في مجمل قوله تعالى :

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76) قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)} [يونس : 75-78]

وجدتُني كتبت :

إن في الدين حريّةً تُسترجع للعقل...للإنسان...
إن فيه تخليصا من العبودية للعباد، وذلك ما يخشاه المتجبرون في الدين ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:37:06
2017/06/17
-------------

حب القراءة، الكتب، التثقف...

هل معنى هذا أن يصبح المرء آلة، وكأن الحياة كلها تُختزل في "قراءة الكتب" ...

وربما وجدت هذا القارئ بنظارات سميكة، مستديرة تغطي العين، وتغطي الحاجب معها وكأنها الوجه كله ... !

ربما وجدته جِهبذا وهو يخالط الكتب...
وربما وجدته جاهلا وهو يخالط الناس...

ربما وجدته يُملي قراءاته على الناس إملاء للتطبيق الملمتريّ والحرفيّ، دون مراعاة للمرونة التي تقتضيها حركة الحياة...

القراءة الحقّة ليست انعزالا عن الناس، بل هي حياة موازية نحياها لنتعلم ولنعي، كما أن الحياة معترك ومدرسة يَحسن بالكيّس الذكي ألا يستهين بدروسها، فيأخذ من حياته مع الكتاب ما يهذب حياته مع الناس، ويأخذ من حياته مع الناس ما يُفهمه الواقع، ولا يجعله الحالم الذي يريد صبّ قوالب الكتب على الحياة المتحركة ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:37:33
2017/06/18
----------------

في قوله تعالى : {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} -يونس:80-

لنتأمل دعوة الله لنبيَّيْه عليهما السلام بالاستقامة وبألا يتبعا سبيل الذين لا يعلمون...

ألا يبدو غريبا أن يُدعى النبي للاستقامة وهو من هو ؟!

وأن يُدعى إلى عدم اتباع سبيل الذين لا يعلمون ؟!

لنتأمل "الذكرى" و "التذكير" ...

ولنذكر بالمقابل دعوة إبراهيم عليه السلام وهو يرفع القواعد من البيت هو وابنه، فيقول : "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"...

وهو النبي الأمة القانت لله رجاؤه الأوحد أن يتقبل الله منه ... بينما لا ينشغل العاديون من البشر بقضية القبول ... !!

ولنتذكره وهو يثني على ربه سبحانه فيما يثني، فينسب إليه سبحانه الأمر كله، حتى إذا بلغ نفسه وصفها بالذنب بإزاء نعم الله عليها : " وهو الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين"

ولنتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجيب عائشة وقد أنكرت عليه أن يشقّ على نفسه بالقيام مصليا وهو الذي غفر له ربه ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قائلا : " أفلا أكون عبدا شكورا"

عندما نسمع من الأنبياء هذا التواضع لله، نتعلم ما يجب أن يكون عليه حالنا نحن مع الله تعالى..

وعندما نسمع توجيه الله لأنبيائه وتذكيرهم بالاستقامة والثبات ...

كل هذا منطقيا وعقليا من دواعي التأسي بالأنبياء، لا من دواعي القول : "ولكنهم الأنبياء أين نحن منهم ؟! "

كل هذا يؤكد بشرية الرسل، وأن هذه البشرية فيهم عليهم الصلاة والسلام هي ذاتها البشرية فينا، وعلى هذا لم تحُل بشريتهم دون كونهم رسلا كما كان المشركون يحاججون تخرّصا، ويعجبون أن يكون البشر رسولا ...

بل إن بشريّتهم هي الدافع الأكبر لتأسّينا بهم ...

فنبيٌّ يقر بالذنب، ويقر بطمعه في مغفرة الله له، ونبي لا يرى نفسه أجزى ربه شكرا، ونبي يدعو الله وغاية رجائه أن يتقبل الله منه...بل وتذكير من الله لنبيه أن يستقيم وألا يتبع سبيل الضالين !!

ولأن سورة يونس مدارها حول حكمة الله تعالى من جعل البشر رسولا مقابل تعجب الكافرين من أن يكون البشر رسولا، فلنتأمل كيف جاء فيها التوجيه الرباني لرسله : "استقيما" "لا تتبعانّ سبيل الذين لا يعلمون"
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:38:01
2017/06/19
----------------

{مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان : 28]

ما خلق الناس جميعا عنده سبحانه إلا كخلق نفس واحدة !

وما بعث الناس جميعا إلا كبعث نفس واحدة ... !

سبحانك ... وعزّتك وجلالك وعظمتك ما قدرناك حقّ قدرك ..... !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:38:26
2017/06/19
----------------

لا تحكم على الناس بالتخمين، وتحسب نفسك الذكي الألمعي الذي يفهم الشخصيات من إشارات...أو من موقف ...

إنما ذلك حكم تصورك ... والحقيقة لا تُعلم بالتخمين، والحكم لا يكون من موقف، فيقال عن فلان من الناس أنه الطيب الرصين، ويقال عن عِلان منهم أنه المتهور...

لا تستسهلوا إصدار الأحكام، ولا تعتدّوا بالتخمين الذي تخمّنون، فتعتبرونه الحقيقة ... فالمظاهر ليست الدليل ... !

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:40:35
2017/06/20
-----------------

التقطتْ عيني مقدمة لقصة شاركتها إحداهنّ من إحدى الصفحات...

هي من شاكلة المقدمات التي تنبّهك أن تصديقك لها دليل على إيمانك !!!! مما يعني أن تكذيبك لها دليل على عدم إيمانك ...

فكانت المقدمة : ((هذه القصة لا يصدقها إلا مؤمن بما أنزل الله على رسوله ))..

هكذا تبدأ.... ثم تجد موضوعها أن امرأة شفيت من مرض السرطان لفعل خير أتته ...

وهكذا .... !!

طبعا ليس جديدا أن كل الردود عليها هي بين " سبحان الله" و "الله أكبر" ... !!!

**فهل لفعل الخير علاقة بالشفاء من الأمراض ؟

**وهل أصبح "فعل الخير" دواء للأمراض المستعصية ؟

**من يكذّب بهذه القصص ضعيف إيمان أو عديم إيمان ؟

**فهل أصبح التعقل، وعدم الوقوع فريسة لهذه الأكاذيب دليلا على عدم الإيمان ؟

**هل الإيمان أصبح رهنا بتصديق هذه الأكاذيب ؟

عندما تقابلك مثل هذه "التسبقات" والمشارطات، أن إيمانك مرهون بالتصديق، حتى وإن كانت القصة حقيقية ...

أيقظ عقلك .... وانتبه ... واربَأ عن هذه التراهات...🚿

قل لهم : أوَتشترطون مني التصديق لأنعم بقبولكم لإيماني، ولمصادقة منكم عليه ... !!

أي سلطة هي سلطتكم، وأي صُكوك هي صكُوكُكُم يا مَن لا تبعدون عن أصحاب صكوك الغفران وصُكوككم هي صكوك الإيمان بجلال قدرها ... !!!

ولا يكنْ عقلك نَهب هؤلاء اللصوص...

ولا يكنْ صيدا سهلا تجتذبه "العاطفة الإيمانية" صنّارة لصياد نائمٍ عقلُه منوّمٍ للعقول .... !!

 emo (13):احذر فإنه من أدهى الدواهي أن تسلّم عقلك لكل من هبّ ودب. ولكل ما هبّ ودبّ.... !! emo (13):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:41:21
2017/06/21
----------------

نوح عليه السلام نطقت فيه الأبوة مرّتَين...

مرة حينما دعا ابنه : " يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ" .

ومرة بعدما رست السفينة وقد حال الموج بينهما فدعا ربه بشأنه :
"رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ" .

وكأنما أبوّته حالت دون أن ينتبه لقوله تعالى له :

"احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ"

"إلا من سبق عليه القول" لقد استثنى الله من أهله مَن سبق عليه القول ...

إلا أن "الأبوة" في نوح غفلت عن هذا الاستثناء، فجعل يبحث لابنه عن مخرج ... !

وضمنيا في دعائه هو منصاع لأمر الله، وذلك وهو يختمه بقوله :"وأنت أحكم الحاكمين"

وسرعان ما آب... سرعان ما استغفر ...

"مشاعر الأبوة " حتى في النبي برزت وعلتْ... !

فسبحان من زرع بقلوب الآباء والأمهات هذه المشاعر الجياشة ... !! هذه الرحمة الإلهية المتجسدة فيهما ...!!

ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرة ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:41:52
2017/06/22
-------------------

القرآن الكريم يعجّ بالصور، بالحركة، بالحياة ...

من لم يقرأ القرآن بهذه الحياة، فاته من روح القرآن الكثير الكثير ... إن لم تكن قد فاتته كل روحه ... !

فإذا الأمواج كالجبال والسفينة في عرضها بسم الله مجراها كما أن بسم الله مرساها ... !

والأب ينادي ابنه، ولا عاصم من الماء إلا رحمة الله، فإذا الموج وهو كالجبل بينهما حائل ... وهو الذي حسب أن الجبل عاصمه من جبال الماء !!

وإذا لوط وضيوفه، وقد سيئ بهم ...
ولكأني بلوط عليه السلام وقد ساءه وفود رجال على بيته وهو يحسبهم لا يعلمون بسيئات قومه وسوئهم، وبفسادهم ...

ومنها إلى ضيقه بهم ذرعا ..

ولكأني به يضرب كفا بكف، ويغمّه التفكير وما من تدبير ... !!

وإذا الأمر به يشتد ويشتد حتى يبلغ السيل الزُّبى، فينطق بقولته : "هذا يوم عصيب" ... !!

ولكأني بقومه الخبثاء وهم يتدافعون على بابه ... يقتحمون عليه بيته، وبكل صفاقة ووقاحة وعمى يذكرون حاجتهم الخبيثة ومرادهم المقلوب للنبي الذي دعوته فيهم ليل نهار أن يتركوا الفاحشة ويثوبوا إلى رشدهم ... !

عنده ... يفعلون ما يفعلون .... ! ولا يبالون !!
أي همّ هو همك يا سيدنا لوط ... ؟!!

وخطوات قليلة إلى داخل بيته حيث ضيوفه، سيجد لوط قوّته التي تمنى لو كانت له بهم، وسيجد الركن الشديد الذي إليه يأوي ... !

لكأن المشهد أمامي مااااثل ....

وهم يسألونه أن يسري بأهله بقطع من الليل وألا "يلتفت" والصبح من قطع الليل قرييييب ....

وأراه يسري... فقط يسري كما أُمِر ... ولا يلتفت ...

فإذا عاليها أسفلها، وإذا أسفلها عاليها.. تماما كما قلبوا، قُلِبت عليهم ...

وإذا المطر وعادته وصفته ماء، يغدو نارا مسومة تصيب القوم بأسمائهم ... !!

كأني أراها وقد قُلبت، وقد أحرق أهلها بمطر النار !!!

والصبح قرييييب .... !! قريب من لوط وممّن معه ..

وما أُهلك قوم لوط، إلا وقد بُشِّر إبراهيم بإسحاق ويعقوب ...

فهنا هلاك، وهناك بشرى...

وهنا "قوم" مُهلَكون معذَّبون... وهناك غلام عليم مُبشَّر به ...

فالقوم بعددهم كلا شيء .... والغلام وحده أمة قادمة للإيمان الذي لا يموت ولا ينتهي على الأرض وجوده ... بل يولد مع كل حامل للوائه ..

صور... صور... حركة، حياة ... حياة تنبض هي صفحات القرآن ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:44:06
2017/06/26
-----------------

عندما تكون في خلاف أو على اختلاف مع أحدهم حول قضية أو رؤية ما، يجب أن تراقب نفسك وانطباعك حِيال ما يصدر منه، فلا تترك الفرصة لنفسك أن تُصيّر كل ما يصدر منه باطلا وإن كان حقا أو كل نية منه سوءا مُضمرا وإن كانت حسنة.. :)

وذلك من كمالات العدل... والله سبحانه القائل : " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ"
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:47:58
2017/06/27
----------------

آراء وأقوال كثيرة حينما تحيلها للعقل ولإعماله، ولتشغيله سريعا تجد بُطلانها ...

أقوال في الدين كثيرة طابعها "التشدد" حينما تُحال للعقل يبرز بطلانها...

لتوي كنت مع كتاب، في عَرَض موضوعه قولٌ في عدم ورود العَمِّ والخال في آية المحارم، في قوله تعالى :
" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ "

وهذا مما أجرى على ألسنة بعض العلماء من القدامى والمحدثين أنه لا يجوز للمرأة وضع خمارها عند عمها أو خالها، وعلّتهم في ذلك أنهم قد يذكرون المرأة لأولادهما ...

طيب... ولكن أصحاب الألباب والتفكير العميق والبعيد، وأصحاب إعمال العقل سريعا ما ردوا ما جاء به هؤلاء، مع التركيز أن الآية فعليا لم تورد عما أو خالا :)

قالوا إذا كانت العلة أنهما يذكران المرأة لأولادهما، فهل الخالة والعمة واللتان تظهر المرأة لهما دون أدنى حرج بمنأى عن ذكرهما لها عند أولادهما ؟ :)

بل أبعد من ذلك حتى.... أي امرأة تظهر لها المرأة بزينتها دونما حرج، ليس بعيدا عنها ذكر محاسن تلك المرأة عند أولادها ...

فهل الأبعدون من الناس أولى بحفظ حُرمة المرأة من العمّ والخال ؟!!!

هكذا بإعمال للعقل يأتي دحض هذه الآراء التي كانت على ألسنة من استند إلى عدم ذكرهما في الآية، فاختلق علّة واهية ... !!

وهكذا كان هذا الرد العقلي من علماء قدامى قبل المحدثين ... بل وإنهم فهموا القرآن كما لا يستطيع فهمَه الكثيرون من المحدثين ...

فلننظر لعدم ذكرهما مع المحارم، ورغم ذلك فهم قد فهموا أن ذكرهما غاب بسبب مقامهما الذي هو بمقام الأب للعم، والأم للخال ...

هذا من جانب "المعقول" ...

وسبحان الله ... المنقول أيضا وهو لا يعارض المعقول، والسنة تبين وتفصل وتشرح الكتاب -لدعاة فصل السنة عن الكتاب- :)

حديث في البخاري يتبين فيه بطلان قولهم...

مفاده أن عائشة وقد جاءها رجل يُدعى أفلح وهو أخٌ لزوج مرضعتها، توقفت عن استقباله حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وهي تقول له وتعيد أن المرأة مرضعتها وليس زوجها... فيجيبها المرة تلو المرة أنه عمها، وأن تأذن له ...

فهذا العم بالرضاعة، والأولى به العم بالنسب .. !

فلننظر ... ولنتأمل ...

---------------------------

ردت فاطمة عبد الرحمن :

طيب هو بس بناء على هذا الحديث تكشف المرأة على اعمامها؟؟
الحديث لا يذكر الاخوال حتى
هكذا تحيرنا يا اسماء
ولم ندر ما الأدلة ان العم والخال محارم؟

------------------------
فرددت :

طيب...

أولا :

يجب ألا ننسى قول الله تعالى :

"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ"

بنات الأخ هنا محرمات وهو العم
وبنات الأخت هنا محرمات وهو الخال.

ثانيا :
في قوله تعالى في آية الأحزاب:

"وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ"

تأملي هنا لا جناح على المرأة أن تظهر لابن أخيها فهي عمته، ولا جناح عليها في ابن أختها وهي خالته.. ومع رفعتها عليهم الامر جائز فمن الأولى أن تظهر هي للخال والعم .

ثالثا :

برأيك الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشير فيه إلى أن العم بالرضاع عمها، فهل العم بالرضاع أقرب للمرأة من خالها ؟ :)

هذا لا رحم تربطه بها، والرحم أقوى ويأذن لها به، فكيف لا ئكون الإذن بالخال وهو الرحم ؟!

ثم تأملي كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لها هو عمك، بمعنى أن هناك خلفية عندهم من فهم الآية أن العم لا حرج معه، رغم أنه لم يذكر في آية الأحزاب، خلفية فهمهم لمقامهم من الآية.. وبالتالي العم والخال هنا يتساويان وكلاهما لم يُذكر فيها، إلا أنهم يفهمون حرمتهما.

رابعا :

عند العرب يُعرف جيدا أن العم بمقام الأب، والخال بمقام الأم، لذلك فهموا من عدم ورودهما أنهما لتلك العلة ...
وتذكري قول الله تعالى :
" أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"

تأملي مقام إسماعيل هنا وهو العم، كيف ذكر مع الآباء.

أتابع فيما يلي ..

في الحديث الصحيح الذي ذكرته بمنشوري حول الإذن للعم، ينتنهي ب :

" فبذلك كانت عائشةُ تقول : حرِّموا من الرضاعةِ ما تُحرمون من النسبِ . "

وهذا مما يؤكد أنهم كانوا يعلمون يقينا أن المحرم من النسب هنا هو العم بالرحم رغم عدم ذكره بآية الأحزاب فهي تسقط عليه ذي الرضاع. مما يعني أنهم فهموا حرمتهما نسبا من مقامهما من الأب والأم.

والامر نفسه ينطبق على الخال وهو لم يذكر في آية الأحزاب أيضا.. فهل يحرم العم وهو لم يذكر ولا يحرم الخال وهو أيضا لم يُذكَر ؟

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:48:46
2017/06/28
------------------

هذا عبد الحليم أبو شقة في كتابه الراااائع والذي كان وما يزال ظاهرة وحده في عالم التجديد برأيي والاجتهاد والخروج عن المألوف والمتوارث ...

"تحرير المرأة في عصر الرسالة" ... كتابه الموسوعي ... والذي جلّى فيه ما غبّرته أهواء المتشددين وأهواء المتغرّبين سواء بسواء...

كتابه الذي أعاد فيه الروح لفهم النص، قرآنا كان أو حديثا ... فأنصف الدين وهو ينصف المرأة به، وأنصف المرأة وهو ينصف الدين بها ... !

فجاء فيه بالنصوص مجردة عن أقوال الرجال ...
ولكَم رأيت في النصوص -قبل كتابه بعيدا عن أقوال الرجال فيها- حياة جديدة كل الجدة، ومعاني جديدة كل الجدة، جعلتني أتساءل غير ما مرة : أين كان هذا من قبل ؟ .. أين كان هذا مما عرّفونا وأفهمونا ؟!!

نعم إنه الحديث النبوي... ولكن أين كان ؟؟ أين كان وأنا أفهم فيه ما لم يصلني، وما لم يعرّفونا إياه، بل ربما أفهمونا مفهوما غيره ... !

ذاك الذي أسميتُه "التعرف على ما نعرف"

حتى وجدت أبا شقة في كتابه يؤنس رؤيتي هذه، ويعضّدها ... وهو الذي جاء بالنصوص وتملاها بعيدا عن أقوال الرجال ... كل الرجال ...

ما أروع هذا الكتاب بحق بحق...

وقد عرف وهو يضعه ما سيلاقيه من صدود ومن معارضة ... حتى أنه جاء على ذكر نصائح الأصدقاء له، الذين عرفوا كم سيلاقي من اعتراض... وكيف جعل يرد على نصائحهم بالحجة العقلية الدامغة ...

أبو شقة ... من المجددين بمعنى كلمة "التجديد" ...

ممتعة هي الرحلة في ثنايا كتابه، وفي ثنايا عقله النيّر السامي الذي أعاد للنصوص بريقها وفعلها دونما إضافات المضيفين ... ! ونظر الناظرين... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:50:14
2017/06/29
-------------------

في كتابه "تحرير المرأة في عصر الرسالة" عبد الحليم أبو شقة حذره أصدقاء من معارضة المعترضين وهو قد خرج عن مألوف ألفوه ... فردّ عليهم بعقل راجح لا يغلق الباب دون النصيحة والتوجيه، ولا يستكبر عنهما، فقال الآتي :

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12309;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:51:17
2017/06/30
-------------------

عندما يهب النسيم العليل بعد موجة حرّ خاااانقة ....
تغدو النّسمة جمالا يُتَغنّى به، وتغدو فرحة أمنية تحققت يودّ ذو اليد لو تتمثّل فيعانقها ... :)

وهي رحمة الرحمن الرحيم ... وأي رحمة !! :)

ولن تعادل هدهدتَها المكيفاتُ ذوات العدد !! فهي من الطبيعة ذاتُها، والأخرى من الحديد ذاتُها ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:53:11
2017/07/01
------------------

عادة متوارثة ليست من الإسلام في شيء، يراها الرجل العربي رجولة وهي ليست من الرجولة في شيء...

ترى الرجل مثلا يستحيي أن يقول "أمي" أو "يمّى" أو "ماما" في جمع الرجال، فيقول مكنّيا "العجوز" !!!

أو يستحيي أن يقول "زوجتي" في جمع الرجال، فيكنّي عنها بقوله "الدار" ... !!!

"الدار مريضة " بمعنى : زوجتي مريضة ... !
"الدار تعمل" بمعنى : زوجتي تعمل .... وهكذا !!!

بريئ هو الإسلام من كل هذا ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أيّ الناس أحب إليك قال: عائشة

هكذا بكل ثقة وقوة، في جمع من الرجال، لا ينتقص ذلك من رجولته، ولا يعيبه ... ! بل إن من كمال الرجولة الصدع بهذا ...

بل إنهم لما أبانوا أنهم عن الرجال يسألونه، لم يرَ ضيرا ولا معيبة ولا منقصة لقدر الصديق رضي الله عنه أن ينسبه إليها بقوله : أبوها .....

فمن أين نأتي بهذا الموروث المقلوب الذي يترسخ ليصبح هو الأولى من الدين ؟! أو ليصبح هو الدين !

اقرؤوا هذا المقتطف من كتاب "تحرير المراة في عصر الرسالة" بارك الله فيكم :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12311;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:55:46
2017/07/03
-------------

قالت لي عن زوجها : عندما يقول لي كلمة طيبة مرّة كل عشر سنوات أشعر براااحة، وبعلو في الهمة ... !

وهي عبرت ب:"عشر سنوات" للتدليل على نُدرتها منه :)

وقالت : بل إنه إذا زجر أبناءه عن الفوضى قائلا : كفوا عن هذا فإن أمكم تعبانة مريضة ...

أحسست بفرحة غامرة ...

أحسب فرحتها تفوق قوة إحساسها بالمرض :)

وقالت لي أخرى منذ أيام : إنه إذا مدح الخبز الذي أعدّه بالبيت (الكِسْرة) رأيت الطاقة والقوة تنبعث في جسمي المُنهك، وفي ظهري المريض، فأجدني أدلكها في المرة التالية بقوة لا أعهدها فيّ ... :)

لله درّها الزوجة... كلمة طيبة من زوجها تكفيها بلسما وقوة وسعادة ...

وليت شعري يا ليت الأزواج يعلمون...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:57:22
2017/07/05
-------------------

كم أنّ نعم الله تعالى علينا سابغة لا تُحصى، وكم ننسى، وكم نسهو عنها ...
قالت لي أنّ إخوة لها ثلاثة، كلهم تزوجوا، واتخذ كلٌّ منهم له غرفة من بيت أبيه هي غرفة نومه وهي هي غرفة المعيشة، وهي هي غرفة الضيوف، وهي هي غرفة أولاده !!

ولكلٍّ منهم قد غدا العدد من الأولاد !!

ثلاث أسر في بيت واحد، وهي التي تروي وأختها وأمها وأخوها الأعزب بقيت لهم غرفة واحدة ... هي هي كل الغرف أيضا لهم ...!!

أربع أسر في بيت واحد .... !

وكنت أرى وجهها المتجهّم العبوس الذي تنوء بحمل أحزانه الأوجه ... وأقول ما بالها دائمة العبوس ! بيّنة الحزن، ظاهرة الألم !! وإن لم تنطق ....

حتى نطقتْ فعرفتُ سرّ ما بها .... !
تحلم بساعة هدوء وراحة، تحلم بساعة هنيئة لا مشكل فيها، ولا مراجعة ولا قيل ولا قال، تحلم براحة بال ... تحلم بالحرية...بالاستقلال....

وهيهات هيهات ...! فكلها أحلام لها لا تتحقق ...

كانت من قبلُ تقول لي أنّها قلييييلا ما تنام من الليل ... فكان يؤلمني أن تبيت ليلها صاحية، وتغدو لحركة النهار تلك الخاملة الباهتة التي تجرّ نفسَها جرّا، تجرّ روحا مُهمَلة ونفسا مُثقَلة....

فلما روتْ لي ما روتْ سألتها : أخبريني بالله عليكِ ألستِ تستلذين هدْأة الليل وسكونه والكلللل نيام ؟!!

ألستِ تسعدين بساعاته الهادئة فتؤثرين يقظة منك وصحوا على نوم يغيّب عنك فرحة ساعات الهدوء والراحة ؟؟ ّألست تحبين ذلك حتى تجدي نفسكِ اليقِظة جُلّ ساعاته ؟؟

أجابتني ومُحيّاها يستبشر، وثغرها يفترّ عن ابتسامة سعيد يسترق ساعات الليل لروحه العطشى : بلى ... بلى .... لكم أعشق تلك الساعات ... تلك ساعاتي التي أنعم فيها بالحرية وبالاستقلال وبالهناءة والراحة ....

لله درّها ....

لله درّها وهي تقول لي عن منحة لأبيها المتوفّى زهيدة زهيدة : الحمد لله الحمد لله تكفينا أنا وأمي وأخي.... إنما مطلبي الأكبر راحة بال وحرية .... راحة بال وحرية ... !

ذلك حلمي ومُناي... أن أعيش بمنأى عن عين تتابع من هنا، ولسان يتسلط من هناك، وأطفال يركلون ويتراكضون، ويصرخون وكأن البيت سوق مفتوح، وأجسام هي لإخوة أشقاء قلوبها قلوب البُعداء عن أمّهم فكيف بي ....!

تلك أمها التي كانت ترى أن تزوّج أولادها، ما هَمَّهَا كيف، ولكن همَّهَا فقط أن تزوّجهم ...

ولم ترضَ أن يخرج ويستقلّ أحدهم عنها، فها هم أولاء يجثمون بأثقالهم على صدور ناءت بالأحمال، وقلوب أفعِمت بالآلام ...

أفترى نفسك في ضيق يا صاحب البيت الواسع، والغرف العديدة، والفُرُش المبسوطة، والحرية المطلقة .... ؟!!

لله درها صاحبة الغرفة الواحدة وساعات الليل الصديقة .... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 08:58:07
2017/06/06
--------------------

ذا كتاب من أشهر الكتب وهو لأشهر وأعتى ملحد في العالم "أنتوني فلو" .. بدأ بعنوان "ليس هناك إله" ثم غيره بهذه الطريقة وقد شطب "ليس" لتبقى هناك إله... وذلك بعد تحوله عن قناعته إلى قناعة أن هناك إله ...  :)

وبالإنجليزية يعرف عنوانه ب: there is no God

ومسحت No وعوضت ب : A
There is A God
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 09:12:40
2017/07/08
--------------------

المسلسل الجزائري التاريخي الثوري "مصطفى بن بولعيد" والذي يروي قصة كفاح الشهيد الرائد مصطفى بن بولعيد ....

مسلسل رائع ...

ليس من حيث تميز وتفرد قصة هذا الشهيد العظيم ودوره إبان ثورة التحرير فحسب، بل قد اختير الممثل، فتمثّلت فيه شخصية رجولية بالنظرة والكلمة والوقفة والإيماءة والتحدي، والرسالة العظيمة التي عاش لها فنضحت من كل جارحة فيه تنطق أنه هي وأنها هو ...!!!

والتفت حوله ثلّة من الممثلين، كان أداؤهم مميزا جدا...

لقطات مواجهة مع العدو وقتال، ولكأنك في قلبها من حسن تمثيلها ... 👍

الموسيقى التصويرية التي تتغير وفق تغير نسق الأحداث، فهي الملائمة لكل موقف... لتزيد في تأثير الأحداث على المشاهد ...

الاحترافية في البطل الرئيسي والأبطال من حوله، حتى تكاد أنفاسك تُحبس مع مغامراتهم البطولية الرائعة التي تجعلك تذكر عظيم وعظيم وعظيم دور الشهداء الأبرار، وشكامتهم، وشجاعتهم الفذة... التي تكاد تكون خيالية .... !!!

البارحة مع الحلقة السادسة، كادت أنفاسنا تُحبس ونحن نتابع أداء رائعا للمساجين الذين أمرهم مصطفى بن بولعيد النزيل معهم أن يحفروا زاوية الزنزانة للفرار من السجن... يوما بعد يوم عن طريق ذلك الطبق الحديدي الذي تُقدم لهم فيه وجبة الطعام المزعومة ... !!!

صيّروا الحفرة نفقا... وغامروا أيما مغامرة وهم يواصلون الحفر عبرها ممتدين حيث تمتد .... فتراهم والأنفاس تصّاعد منهم تحسب في كل لحظة أنها منهم الرمق الأخير ... !!! 😓 ومازلنا ننتظر مآل هذا الحفر الذي تكاد لا تصدق أن ينجح في عُقر دار العدو، في زنزانة يحبس فيها مجاهدين حَكم عليهم بالإعدام فهم ينتظرون حتفهم يوما وراء يوم ... !!

رااائع..... و قد جسد معنى الفن الهادف ....!!!

يبث يوميا على الجزائرية 3 مباشرة عقب النشرة الرئيسة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 09:20:38
2017/07/10
-----------------------

صرخة أطلقتها ذات يوم :

--------------------

مساجدنا...بيوت الله...
إن بناء المؤمن يسبق بناء المساجد... وإن إعلاء النفوس ليسبق إعلاء الجدران... وإن التقوى تسبق الملاط بين اللبنات...
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى الرجال المؤمنين، ثم لما دخل المدينة بدأ ببناء المساجد...

لم يكن المؤمنون ليعرفوا مكانة المسجد ولا قدسيته ولا حرمته قبل أن تبنى في نفوسهم آليات المعرفة ...
لقد كانت مساجد أسست على التقوى، ولقد عرف المسجد الضرار حين أرادوه مسجدا للضرار لا مسجدا لإقام الصلاة وللاستزادة من الهدى والتقى ...
لقد كانت مساجد أساساتها وعرصاتها التقوى، أساساتها نفوس المؤمنين المبنية على طاعة الله وابتغاء مرضاته...

أما مساجدنا اليوم ....! فيا حزن نفسي عليها وكثير منها من يعمل فيها وكأنه قد حازها ملكا له، فلكأنه قد ملك بيتا له اسمه بيت الله...!
معلمو القرآن فيه أبعد ما يكونون هم عن أثر القرآن وفعله في النفوس، يعلمون الحروف، والقلقلات والمدود وأحكام النون الساكنة، وأحكام الراء... ولا مكان لأحكام القرآن فيهم! ولا مكان لسلوك القرآن فيهم!
أين أخلاق أهل المساجد في مساجدنا ؟ أين سلوك القرآن عند القائمين على مساجدنا وهم يترصدون لأهل الدعوة، يودون لو أنهم لم يوجدوا لئلا يفتكوا منهم الصفقات !! فهذا داعية قد جمع حوله مؤمنين يأمل أن يؤسس في قلوبهم التقوى، غير ناظر منهم جزاء ولا شكورا، فيا كرب ذلك المسجدي به وبوجوده وبعمله!! لقد افتك منه مشاريع لصفقات مادية باسم القرآن !!

كيف لمعلم قرآن في المسجد غاية غاياته أن يجمع حوله حفظة يلقنهم الحروف ويسألهم من عطاياهم وحلواهم، وهو يصف أجره على تحفيظهم بحبة الحلوى، ولا ينفك يسألهم تلك الحبة بدل المرة الواحدة في الشهر الواحد مرات !! ولا ينفك يسألهم مع حبة الحلوى حبات وحبات... استعبدهم باسم القرآن وباسم تحفيظ القرآن فبدا لطلاب الحروف -تحت عنوان أن القرآن حفظ حروف- أن كل فعل منه هو الحق وأن كل طلباته أوامر يجب المسارعة لتنفيذها ... وكله باسم القرآن وباسم تحفيظ حروفه !

نعم لقد أسست مساجدهم على تقوى القلوب فقام عليها متقون، جمعوا حولهم من علموهم التقوى وزودوهم بالتقوى، أما مساجد بلا تقوى من القائمين عليها فقد أصبحت مراتع لإنفاذ أوامر النفس الأمارة...!
أين الخير في قائم على مسجد لا يعطي إلا صورة مشوهة، ويفتح الأبواب واسعة أمام أفاعيل النفوس، لا يردع ولا يعظ ولا يربي ولا يغير، بل يفتح الباب للقيل والقال وللغيبة وللنميمة، ولكل آفات النفس ومردياتها ومهالكها.... كل ذلك لأن القائمين على المساجد هم أنفسهم أصحاب علل لا أصحاب تقوى، أصحاب صفقات وطلاب دنيا جعلوا من المساجد أسواقا لغاياتهم ومآربهم .... وجعلوا من طلاب حروف القرآن عبيدا يلبون رغباتهم ويقضون مآربهم كما صنع سدنة المعابد قديما، يوحون لأوليائهم أنهم ألسنة الرب في الأرض !! فجعلوهم مع سلبهم لعقولهم واستعبادهم لها عبيدا لأهوائهم باسم المعبد وحاجات المعبد... !

نعم لقد أسست مساجدهم على التقوى، على تقوى النفوس، أما مساجدنا فقد أسست على إسمنت ورمل وحصباء نفوس عليلة قلبت المساجد مراتع لأهوائهم....
فيا حزن نفسي على بيوت الله بين أيدي مفسدين في عباءات وعمامات وحجابات المصلحين !!!



العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-01, 10:51:33
ياله من كلام قاس يا أسماء
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-01, 12:22:18
ياله من كلام قاس يا أسماء

كانت صرخة يا هادية أطلقتها عام 2014، وكعادة الفيسبوك يذكر بالمنشورات القديمة، كان تاريخ 2017 الموافق ذكرى لها، وهذا المنشور ذاته أذكر أنك رددتِ عليه.

هذا رابطه :
https://www.facebook.com/asma.bentabdelmadjid/posts/542454782546726

وهذا ردك عليه، وردي عليك :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12315;image)


وهي ليست قسوة مني بل هو كلام صريح، هو خرق لما يُخبّأ ويُتخفى عليه، وهو واقع لامسته عن قرب، وعرفت من فعل هؤلاء وأثرهم في الناس، وما كانوا يوهمونهم به، وكيف اتخذوا من القرآن حقا طريقا لما يفعلون، أكثر من واحدة ومن اثنتين تتولى تحفيظ القرآن وهي على هذا ...  إحداهنّ أحكمت سيطرتها بشكل خطير على النساء وعلى عقولهن وعلى جيوبهن باسم القرآن للأسف الشدييييد !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-05, 08:09:04
ياله من كلام قاس يا أسماء

كانت صرخة يا هادية أطلقتها عام 2014، وكعادة الفيسبوك يذكر بالمنشورات القديمة، كان تاريخ 2017 الموافق ذكرى لها، وهذا المنشور ذاته أذكر أنك رددتِ عليه.

هذا رابطه :
https://www.facebook.com/asma.bentabdelmadjid/posts/542454782546726

وهذا ردك عليه، وردي عليك :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12315;image)


وهي ليست قسوة مني بل هو كلام صريح، هو خرق لما يُخبّأ ويُتخفى عليه، وهو واقع لامسته عن قرب، وعرفت من فعل هؤلاء وأثرهم في الناس، وما كانوا يوهمونهم به، وكيف اتخذوا من القرآن حقا طريقا لما يفعلون، أكثر من واحدة ومن اثنتين تتولى تحفيظ القرآن وهي على هذا ...  إحداهنّ أحكمت سيطرتها بشكل خطير على النساء وعلى عقولهن وعلى جيوبهن باسم القرآن للأسف الشدييييد !!

لم أعن بقولي (كلام قاس) أنه ظالم أو مجحف
ولكنه أثار في الأسى والشجون، ونسيت اني قرأته سابقا
ولكن يبدو أنه أثر في حينها بنفس الطريقة
أوليس نثر الملح على الجرح المتقيح قاسيا  emo (30):
ومع ذلك، وللإنصاف، لا بد أن نذكر الاستثناء
والقرآن الكريم علمنا الاستثناء حتى عند الحديث عن بني إسرائيل
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-05, 09:48:04
ربما وهي صرخة يا هادية أفرغت فيها ما عرفته عن قرب، وكانت قوية وصريحة فبدتْ لك وكأن بها تعميما، رغم أنك ستجدين في ثناياها ما يشي بأنها تعني تلك الفئة على الخصوص... ولكن لأكن صادقة وأكثر وضوحا وصراحة، كثيرة هي الحكايات المشابهة عن معلمات القرآن، بل صدقيني لا أحب أن أفصّل وإلا لعجبتِ كل العجب مما هو موجود !!

وحتى إن ابتعدنا عن المبتزات للجيوب، تجدين من تحفّظ الحروف بعيدا عن التركيز على الأخلاق والتوجيه، ومنهنّ من تختلق ما لم يقل به الإسلام ... ما قولك مثلا فيمَن تنبه الحافظات إلى ضرورة فتح النوافذ عند قراءة سورة البقرة ليخرج الشيطان !!!!

ونسأل الله السلامة والثبات وألا يجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-05, 10:27:44
اللهم آمين
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:34:45
2017/07/12
---------------------

خاطرة من الواقع لأخينا الأستاذ أعسوالمصطفى Abou Ilias Ouassou

******************************

إنَّ الحسنات يذهبن السيئات
=========••••====

وقفتُ بالأمس عند قوله تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ﴾

فتذكرت سيدة فرنسية درستُ على يديها طرفاً من الأدب الفرنسي القديم .
أعترف أنها يوم دخلت علينا أول مرة، كانت طلعتها كطلعة الشمس البهية، إشراقَ لفظ، وجودةَ عبارة، و إحاطة دقيقة بتفصيلات الحياة خلال عصور الإقطاع.
لكن هذه السيدة الطاعنة في السن ما كانت لتكتفي بشرح عوالم رواية تريستان وإيزوت و ما تلاها، وإنما استدرجتنا أو استدرجناها إلى الحديث عن الدين، والعقيدة، وإني لأذكر الآن هواجسها وشكوكها التي ذكرتني بفضول الطفل الساذج البريء، لكنها، وهي المسيحية القادمة من فرنسا الكاثوليكية، كانت لا تفتأ تنتصر لكنيستها، ويستجرها ذلك إلى الغضب ممن يفحمها، وينتصر عليها، وكنت من هذه الناحية أوفر الطلبة حظا من نقمتها و حنقها، وإن كنت أسترضيها أحياناً بالتلطف والتودد والهدوء في المحاورة.
مما ساقته في الدفاع عن مزايا رهبوت كنيستها أن الرجل يقع في الورطة، وتزل قدمه بعد ثبوتها، فيضج ضميره رهقا وحزنا و ظلاما لا يطفئ لهيبه إلا أن يجد من يبث بين يديه كنانة همومه، ويعترف أمامه بخطيئته، وتلك مهمة القسيس التي تجعل منه ملاذا للمذنبين، وبردا وسلاماً على المُحبطين الآيسين.
كانت إجابتي لها واضحة:
إذا كان الأمر يا سيدتي هكذا فقد كُفيتِ وزيادة، فإن ذلك المذنب الذي تزدحم في نفسه خواطر التغيظ والتطير من ذنبه متى ما سجد بين يدي مولاه وفاطره، وانطرح بين يدي من يعلم سره ونجواه، موقنا أنه لا يغفر الذنب إلا هو كان ذلك تفريجا لهمه، وقطعا لدابر حزنه، و راحة لضميره، وسببا داعياً لاستئناف توبة نصوح، و التخلص من ورطة الخطيئة، آمنا من أن يذاع سره، أو تنكشف سوأته، فيصير ضُحكةً بين يدي العام والخاص، وذلك ما لا يأمنه مع قسيسك سيدتي الكريمة، فما المانع أن يستجد بينك وبينه سبب من أسباب العداوة، فيجد شفاء صدره وذهاب غيظ قلبه في إشاعة سرك، و هتك حرمتك، و إذاعة خطيئتك، فيكون ذلك قاصمة ظهرك، و مجلبة هلاكك؟
يا سيدتي الكريمة أيجوز أن نترك رباً رحيماً أرحم من الوالدة بولدها، يفرح بتوبة عبده، ويبدل سيئاته حسنات، ويؤويه إليه، ثم نعدلَ عنه إلى ابن آدمَ الخطاء الذي لا تؤمن زلته وغدراته وفجراته؟!!

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
=====
أعسو المصطفى
12/07/2017
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:35:29
2017/07/12
-----------------

وهل عرف الوَرَى مثل رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه مقدِّرا للمرأة، ومعترفا بفِكر لها ورأي ؟!

فهو ذا يَعجب من حبّ مُغيث لزوجه بريرة بقدر ما هي أبغضته حتى تولّت وأعرضت عنه...

فهو يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته... !

فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس قائلا : " يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا ؟ "

أشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم على مغيث، فذهب إلى بريرة يسألها أن تراجعه...

فماذا كان من بريرة وهذا رسول الله بجلال قدره يأتيها يسألها أن تراجعه ؟!  :)

أراك تقول ربما... وهل يُردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وهل أنظر في أمري وهواي، وهو بين يديّ يسألني غيره ؟!

أراك تقول ربما، أو تقولين : بأبي هو وأمي.... هواي من هواه... هواي مما يرى.. فلست أُحْسِن رؤية ما هو خير مما يرى ... !!

لا... لا يا صاح .... لا.... ! :)

الأمر أجلّ من هذا وأعمق ...

إنما ردّت بريرة بقولها : " يا رسول الله تأمرني ؟ "

فقال صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا أشفع"

ربما ... قلتَ في نفسك الآن... وإن كانت شفاعة، وإن كان رأيا... وإن لم يكن أمرا ؟! ... ولكنه طلب ووساطة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... !!

ورأيه الحكمة... وشفاعته الحكمة ... وهَواي ؟! أين هواي مما يرى هو ؟ !!

ولكن بريرة رأت غير ما رأيتَ :) ردّت بغير ما حدثت به نفسك يا صاح ... !!

قالت : "لا حاجة لي فيه" ... !

هكذا هو الحبيب المصطفى، يُخيّر في أمر التخيير، ولا يُلزِم باسم الدين، ولا باسم موقعه من الأمة، ولا باسم شفقة على متفتّت قلبٍ من الصبابة على مَن أحبّ ... !

وهكذا هي المرأة ... لا كما يظنّ بها كل مَن لا يعرف لها قدرا، فإذا الجماد وهي عنده صِنوان ... !

"لا حاجة لي فيه"....
وقد أبقتْ على رأيها، واختيارها، وقرارها، لم يمنعها من ذلك مانع... ولا حتى شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ... !!

فلنتأمل .... !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:36:40
2017/07/13
------------------

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12383;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:37:33
2017/07/14
-------------------

كانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، قام إليها وقبّلها وأجلسها في مجلسه...

"قام إليها" ...

يقوم لفاطمة إذا دخلت عليه، يقوم لها حبا، وفرحة بمرآها، وتعليما وتربية لرجال الأمة كيف لا يضير الرجل في رجولته أن يعبر عن حبه لابنته بكل هذا ...

نعم نعرف كيف تقوم البنت لأبيها ... ولكن ربما لا نعرف كيف يقوم الأب لابنته ... !

غايةٌ في التعليم النبوي أن "البنت" نعمة لأبيها، فرحة لأبيها... لا أن "الولد" خير من البنت، وأعلى من البنت، ولا أن من حُرِم الولد فقد حُرِم ... !

بل هو السعيد بها صغيرة تلهو بشعرات رأسه، وتتلمس وجهه، وتتحسس عينَيْه وتقبّلهما ... :)

وهو السعيد بها كبيرة تحلّ عليه ضيفة، فإذا هي الفرحة في قلبه تحلّ حتى يقوم إليها مستعيدا ذكريات التحسّس والتلمّس التي لا ينساها، بل تتجدد في فرحته التي كبرتْ ... :)

يقوم إليها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، و"يقبلها" ... ويُجلسها في "مجلسه" ...

وكأنما يقول لها دوما كما قال : أنتِ بضعة مني...
وهنا مجلسكِ ... !

وهذه البنت عند أبيها...

هذه المرأة، وهذه قيمة بُنُوّتها عند أبيها يا أفواها ما تزال تتشدق بالذكورة فرحة عارمة إذا ما وضعت المرأة ذكرا ... !! ويا وجوها ما تزال تعبس إذا ما وضعت المرأة أنثى .. !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:39:35
2017/07/15
-----------------------
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12385;image)


القرضاوي .. الإرهابي الذي لا تعرفون!

كنت أظن أن العطاء العلمي والفكري للعلامة (وأعني تماما هذه الكلمة بمعناها الضخم ودلالاتها العظيمة) الشيخ يوسف القرضاوي قد انقطع منذ سنوات إلى أن وقفت على بعض الحقائق مؤخرا وأحببت أن أضعها أمامكم:
- قبل أسابيع صدر كتاب جديد للقرضاوي عن فلسفة الأخلاق في الإسلام في 640 صفحة من القطع الكبير!
- لما أبديت دهشتي من استمرار الرجل وقد جاوز التسعين في هذا النتاج العلمي صدمني محدثي بأن للشيخ خمسة كتب أخرى تحت الطبع!
- حتى هذه اللحظة لم يمل الشيخ حرفا واحدا على أحد من طلابه أو جلاسه وإنما يكتب بخط يده على ما يجده أمامه صالحا للكتابة عليه، أوراقا كانت أو هوامش كتب أو حتى قوائم طعام إن داهمته الأفكار وهو يتناول طعامه في أحد الفنادق خلال سفراته الكثيرة!!
- إذا بدأ الشيخ في الكتابة واحتاج الاستعانة بمرجع ما فإنه يكون شديد الدقة فيما يطلبه من مساعديه، إذ يطلب منهم تصوير فصول أو صفحات أو حتى فقرات بعينها هو أصلا يعرف محتواها دون أن يرهقهم أو يرهق نفسه بتكديس تلال من الأوراق والبيانات أمامه.
- الشيخ لا يضن بأفكاره على غيره من طلاب العلم. حدثني الشيخ عصام حلمي تليمة أن الشيخ القرضاوي حباه بفكرتين لم يسبق أن مر بهما في حياته في أي من المراجع العلمية قديمها وحديثها. الأولى أن الحدود في الشريعة ما جاءت واضحة في القرآن الكريم كجلد الزاني وقطع يد السارق، بينما التعزير الذي يحق للحاكم أن يتركه إذا ارتأى ذلك لمصلحة ما هو ما جاء في السنة دون القرآن كرجم الزاني المحصن وقتل المرتد وجلد شارب الخمر. والثانية أن لفظة "العذاب" في القرآن إذا جاءت في سياق الحديث عن عقاب دنيوي فإنها لا تأتي إلا مقترنة بعقوبة الجلد فقط.

على أن الإحاطة بشخصية القرضاوي لا تكتمل إلا إذا وضعنا إلى جوار ما سبق حرص الشيخ في هذه السن على مشاركة الناس - علا شأنهم أو صغر - في أفراحهم وأتراحهم وعيادة مرضاهم وشهود مناسباتهم .. يقول دائما اذا عوتب في التحامل على نفسه لحضور أحداث كهذه "أرى في عيونهم فرحة تعادل ما هم فيه من الفرح أو تخفف ما بهم من ألم فتمتليء نفسي رضا بذلك".

باختصار شديد .. رجل خصومه وكارهوه ضاحي خلفان و السيسي وعلي جمعة، ماذا تظنون به؟؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:40:51
2017/07/17
------------------

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12387;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:41:30
2017/07/20
-------------------

تارة أقرأ في حديث كيف يعرف رجل من الأنصار الجوع في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهبّ ليطعمه....

وتارة أقرأ في حديث غيره كيف يعرف أبو طلحة الجوع من صوته الضعيف فيهبّ لزوجه يسألها إطعامه...

ليس جوعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني، ولكن أعني الحسّ المُرهَف للصحابة إزاء حالاته صلى الله عليه وسلم ...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:42:00
2017/07/21
------------------

ومازلتُ أقع على فيديوهات يُقحِم فيها مَن ليسوا بأهل اختصاص أنفسَهم في العلم، فتجد شيوخ دين -هداهم الله وهدانا- ينكرون دوران الأرض وكرويّتها، وهي حقائق علمية لا أدنى غُبار عليها... !!

فيقولون بثبات الأرض لا بدورانها عكس العلم، ويقولون بدوران الشمس حول الأرض لا بدوران الأرض حول الشمس عكس العلم ... !!!

كل هذا وهم يستندون إلى آيات من القرآن يريدون أن يكيّفوا العلم والمعنى الظاهر منها...

هكذا بعشوائية وبإقحام الآيات في العلم، لإحداث خلط وبلبلة وفتنة ولتصيير القرآن قصرا وغصبا كتاب علوم بدعاوى "الإعجاز العلمي" الذي خلط فيه الكثيرون خلطا بيّنا، وجاؤوا بالخاطئ، وبالمخالف للحقائق العلمية، وخرقوا أيّما خرق... !

لماذا لا يقول هؤلاء الشيوخ ولا يعون أن العلم لأهله ولذوي الاختصاص، وأنه لا يضير القرآن بذرّة ضرّ ألا يكون كتاب علوم، بل كتاب فيه الدعوة الحثيثة والقوية لإعمال العقول، وللنظر وللتعلم، وللبحث وللسير في الأرض .... ولتشغيل العقول حتى ترقى وتصل لإدراك أعمق لعظمة الخالق سبحانه...

لا تستمعوا لشيوخ دين يقولون في العلم ... بل ويعارضون الحقائق العلمية... فمازال منهم إلى يومنا من يقول بأن الأرض لا تدور، وبأنها الثابتة، وبأنها المسطحة .... !!!

أي إلغاء للعقل ولدور العلم، وللحقيقة البيّنة التي خلق الله عليها الكون هو هذا التسطيح والتدخل فيما ليس لهم به من علم ... !! ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:44:47
2017/07/22
------------------------
في عصر الزخم المتناقض حدّ الضبابية التي تؤدي بالبعض الذي يُرهَق عصبيا إلى الاعتزال ... مقال مهم لأسعد طه ... أرجو مطالعته .

---------------------------------------

يحكى أن : مفترق الطرق

مرت ساعتان منذ أن غادرنا المدينة، بدأت سيارتنا الصغيرة تئنّ من وطأة الحمولة الكبيرة والطريق الجبلي غير الممهد الذي نسلكه. في زمن الحرب، وبعد أن قُطعت الطرق الرئيسية، لم يكن أمام البوسنيين من سبيل سوى اللجوء إلى هذه الطرق التي هجرها المسافرون ربما منذ الحرب العالمية الثانية.

وصلنا إلى مفترق يؤدي إلى طريقين، اختلف فقهاء السيارة المكتظة أيهما يجب علينا أن نسلكه، بعضنا قالوا إلى اليسار، وآخرون أكدوا أنه يجب أن ننحاز إلى اليمين. في حزم يأخذ ربان السيارة قراره المصيري، وما هي إلا 3 ساعات تمر ونصل إلى مفترق آخر، وقرار مصيري آخر: إلى اليمين أو إلى اليسار.

الخطورة هنا ليست في أن نضل الطريق، ولكن المصيبة أن أحد الطريقين يوصلك إلى قرى المسلمين، وهو المطلوب، والآخر إلى مناطق سيطرة الصرب، حيث إنك إما مقتول وإما أسير معذب.

يكاد هذا الأمر يتكرر بحذافيره طوال سنوات الحرب، وفي كل مرة أٌصاب بالهلع وأنا أرقب ركاب السيارة وهم يلصقون رؤوسهم بزجاج النوافذ، يرصدون أي علامات على جانبي الطريق يمكن أن تدلنا إلى أي الخيارين يجب أن ننحاز.

هذا المشهد حاضر في ذهني دائماً، وخصوصاً في أيامنا هذه، والمرء يسأل نفسه: أي الطريقين أسلك؟ وإلى من يجب أن أنحاز، والضباب الكثيف يحول دون تبيان الطريق؟!

لكن -والحق يقال- السؤال في حد ذاته بشارة خير، وعلامة صلاح، فالمخلصون وحدهم هم الذين يسألونه، أما الذين باعوا ضمائرهم فالمسألة واضحة لهم تماماً: "ننحاز دون تفكير إلى من يحقق مصالحنا بغض النظر عن خطئه أو صوابه".

الناس يتفرقون بين مذاهب وعقائد وأفكار شتى، وليس في ذلك عيب، كلٌّ يختار ما يؤمن به وما يحلو له، فإذا كنت ممن يـؤمن بالله واليوم الآخر فدع أمرهم لله يوم القيامة، وإن كنت غير ذلك فما الذي يضيرك في أن يختار الناس طرائق حياتهم، وأن يميلوا إلى فكرة اقتنعوا بها ورسخت في أذهانهم؟

لكن، اسمع: الذي يمكن أن يضيرك هو العدوان، هو أن تبغي فرقة على أخرى، فيجب عليك حينئذٍ ألا تقف ساكناً، وأن تنصر المظلوم حتى لو لم تتفق معه في لونه ورأيه ومعتقده، وحتى لو اتفق معك المعتدي في لونه ورأيه ومعتقده.

وإن كنت قد أسلفت أن السؤال دلالة خير، فإني أعود فأقول ليس دوماً، فأحياناً يكون الحق ظاهراً واضحاً للعيان، فإذا اختلط الأمر عليك، فتكون هذه مصيبة أخرى، فكيف لا تفرق بين الجاني والمجني عليه؟

وعلى كل حال، هناك دوماً علامات يُستدل بها على الطريق، ابحث مثلاً عن الصف الذي يكثر به الفاسدون والكذَّابون والقتلة، واهرب منه.. تلك الأسماء اللامعة المجرمة، هؤلاء الذين سرقوا شعوبهم، وباعوا أوطانهم، الفارّون من العدالة، الذين استغلوا مناصبهم السياسية في الثراء، الذين إذا حدثوا كذبوا، الذين قتلوا أو شاركوا في قتل أبناء بلدهم بدم بارد، بغض النظر عن أسماء الضحايا، محمد أو جورج، سني أم شيعي، مصري أم لبناني، هؤلاء ابعد عنهم وعن الصف الذي يضمهم.

ابعد عن الصف الذي يكثر به علماء السلطان، الذين يستغلون الدين في إصدار فتاوى تعزز من نفوذ حاكمهم، فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال، ويستنهضون شعوبهم تحت راية الدين؛ للاستعداء على إخوانهم، هؤلاء ابعد عنهم وعن الصف الذي يضمهم.

أعرف أنك ستقول إن هـؤلاء هنا وهناك، لم يخلُ فريق منهم، ولذا قلت لك: "الذي كثر به هؤلاء"، ولم أقل: "الذي خلا منهم الصف"، لا تبحث عن صف من الملائكة، لا تأتيه شائبة، تمنحه ولاءك وأنت مستريح البال، هذا أمر محال، ابحث عن السمة العامة التي تسيطر على هذا الصف أو ذاك، لتقرر أن تميل معه أو ضده.

أغبط الصحابة رضوان الله عليهم؛ لقد كانت الأمور أمامهم واضحة، أبيض وأسود، أما نحن فقد اختلط لدينا كل شيء بكل شيء، مفكرون عظماء، أساتذة جامعة، رجال دين، روائيون، علماء، كنا نستدل بهم، ونأنس بوجودهم في الحياة، فإذا هم اليوم كاذبون ومنافقون، والحجة "لقمة العيش".

وإذا كان أمرنا اليوم لا يتعلق بالدين، بمعنى أننا لسنا أمام خيار الإسلام أو غيره، فإنه لا مفر من الإقرار بأن الدين في مجتمعنا يضطلع بدور رئيس، سواء سلباً أو إيجاباً؛ ومن ثم فهو عامل مؤثر، ورغم ذلك فالعلماء، ومن اصطلح على تسميتهم رجال الدين، يخوضون هذه المعركة على الجانبين، فيزداد الأمر خلطاً لدى بعضنا، لكن اسمع لما يقولون، وأعمِل عقلك وتفكيرك، لم يخوِّل الله تعالى أحداً ليتحدث باسمه، ولا قدسية لأحد.

ثم دعك من الدين، خذ فلسطين مثلاً، كم تاجَر بها من متاجرٍ؟ وكم ضحى من أجلها من ضحى؟ فلسطين بالنسبة إليّ واحدة من العلامات التي يُهتدى بها إلى الطريق، انظر من معها ومن ضدها، انظر إلى هؤلاء الذين يتقربون من العدو، يخطبون وُدّه، هل تريد أن تكون بينهم؟

إنهم يتحدثون الآن كذباً عن خيانات الفلسطينيين المزعومة ليبرروا خياناتهم. وهل إذا خان الناس، فرضاً، يصبح مبرراً لك أن تخون؟ ثم لماذا لا يتحدثون عن نضالات الفلسطينيين، عن آلاف الأسرى والشهداء؟! لقد جعلوا الأقصى شأناً فلسطينياً بحتاً، لا يعني عامة المسلمين، ليصبح التنصل من حمايته أمراً طبيعياً، فهو شأن فلسطيني داخلي.

مَن الذين يزعجهم ما يزعج العدو؟ مَن الذين يتقربون منه؟ من الذين يدافعون عن مصالحه على حساب فلسطين وأهلها وكل رموزها العربية والإسلامية؟ هؤلاء فِرَّ منهم كما تفِرُّ من النار، فإن مجرد الاقتراب منهم يصيبك بشرر.

هل أخبرك بأمر آخر؟ انظر إلى من يستخفُّ بعقلك، فلا تتبعه، مثلاً هذا الذي ينسب إلى خصمه كل مصائب العالم ويطلب منك أن تصدقه، هل تعتقد أنه سيحترمك إن فعلت؟ القانون الرباني في هذا الشأن عظيم: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا". اكره من تشاء، لكن العدل ألا تنسب إليه ما ليس به، ولا تصدق من يدِّعي هذه الأكاذيب، واعلم أنه بكذبه إنما يستخف بك أولاً، هو يعرف أنه يكذب، ويضحك ويسخر منك عندما تصدقه، وتدعمه، وتصفق له.

ومن الاستخفاف، استخدام مصطلحات في غير محلها، فيقال لك مثلاً "الإرهاب"، فيقفز في ذهنك مباشرةً هؤلاء الذين يروعون المواطنين الآمنين، ويقطعون رؤوسهم، ويغتصبون نساءهم، لكنك إذا بحثت وسألت فربما تكتشف أن المقصود ترويع جنود العدو، والإطاحة برموز الفساد في بلدك وتنحيتهم عن الحكم، والثورة عليهم.

الآن، هل تعبت من التفكير ومن النقاش، ومن متابعة تبادل اللكمات بين الفريقين؟ هل قررت أن تتوقف عن المتابعة والمشاهدة، وتنسحب من المجتمع، بعدما أُرهقت عصبياً ونفسياً بما فيه الكفاية؟ حسناً، أبشِر يا صاحبي.. فهذا هو المطلوب تماماً.

اترك للجاني الساحة خاليةً تماماً؛ حتى يتمكن من الانفراد بالقيم التي أنت تؤمن بها فيدمرها تدميراً، انسحب واترك لهم الميدان خالياً، ادخل بيتك والزمه، لكن لا تندم عندما تهرم وتجد أنك بمحض إرادتك شاركتَ بِصَمتك في الجريمة، ولا تبكِ عندما ينتهون من جريمتهم في الشارع ليقتحموا بيتك وعرضك!

أسعد طه


http://www.huffpostarabi.com/asaad-taha/-_12621_b_17551428.html
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:48:09
2017/07/23
-------------------------

من أخي الأستاذ مصطفى أعسو  :

http://istighrab.iicss.iq/?id=51
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:49:08
2017/07/23
------------------

أهيب بالأمهات وبالآباء أن ينتبهوا وبشدة لأمر قد يعتبره الكثيرون منهم عاديا ولا غبار عليه... بينما له تأثير خطير على تكوين شخصية الطفل وفِكرِه ...

أن يعطي الأقرباء المقربون مثل الجد والجدة والخال والعم للطفل نقودا، أو أن يخصّوه بهدايا ثمينة بمناسبة أو من غير مناسبة ...

أن يُربَّى الطفل على أن الجد أو الخال أو العم إذا أعطاك فاقبل، فهو ليس كمن هو أبعد قرابة أو كغريب ...

**الطفل سيتعود، وسيستسيغ قبول هذه العطايا، وخاصة إذا تكررت وتوالت بدعوى الحب والتدليل، وأن : "أعز الوِلد وِلد الوِلد" ... وأنه الصغير الذي نبرهن له عن مدى حبنا من خلال هذه العطايا الدائمة...

**بل سينتقل إلى مرحلة استساغة الطلب منهم في حالة إغفالهم له مرة أو مرتَيْن، أو مرور مدة زمنية من غير عطايا ...

**الطفل سيتعود الطلب، سيتعلم "التمسكُن" والتذلل لأخذ مُراده من جدّ يدلله أو من جدة، أو من خال أو من عمة ...

**الطفل سيتطلع دائما إلى الأثمن والأغلى والصيحة الأخيرة، وآخر ما سمع عنه من أصحابه، ولن يتورع أن يطلب من مُدَلِّلِه أن يدفع له ثمن هذا الشيء، أو أن يقتنيه له ! طبعا فهو الذي يحبه ولا يردّ له طلبا... !!

**الطفل سيتعلم أن من يعطيه ويخصّه بالعطايا هو الذي يحبه، وغيره لن يلتفت إليه، في دُربة على أنانية تراكمية تكبر معه ... !

**الطفل سيتمرد على حالة والده المادية، سيحدث عنده سخط من حالة مادية لوالده عادية أو متوسطة، سيتعود على عطايا الغير، على ما يوفره له الغير، فلن يتعلم التأقلم مع حالته المادية الواقعية، وسيتمرد بأشكال كثيرة، وسيسخط، وسيصبح سخطه عادة ...

تلكُم هي مغبّة هذه اللامبالاة بتعوّد الطفل الأخذ من هؤلاء المقربين، بدعوى أنهم أقرب المقرّبين ولا حرج ... !!

فتنبهوا، واحذروا وحاذروا ... !

فإن تعليمه التعفف لا يقتصر على درجات من القرابة دون أخرى بل على كل القرابات ... وإنها لأخطار تكبر معه كلما كبر ...!

واحذروا من قولة : "إنه ما يزال صغيرا" فإن معظم النار من مستصغر الشرر، وكذلك التربية تراكمية تُصفَّف لبناتُها صُعُدا من الصغر لتكبر وتكبر كلما كبر ...!!

فانتبهوا يرحمكم الله ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:49:50
2017/07/27
--------------------

خالتي زينب المرأة العجوز المجاهدة، المرأة المدرسة...
ليست ذات علم، ولا ذات ثقافة ولا ذات منصب...
ولكنها الجدة العظيمة...!

توفيت ابنتها الوحيدة المتزوجة أم البنات الأربع، وخلفتهن... فكانت خالتي زينب الجدة الفقيرة المسنة هي حاضنتهن.. الصغيرات اللاتي تكبر إحداهن الأخرى بعام... !

وأي حال هو حال الفقير برأسه، فكيف به وهو يحتضن أربع أنفس...!!

احتضنت أصغرهن وهي الرضيعة، ولم تكن تعرف شيئا من شؤونها، ولا تقرأ حرفا تسعف به نفسها وتسعفهن...

كانت تملأ الرضاعة للصغيرة ولا تحسن قراءة التدريجات اللازمة لحليبها... ولكنها كانت تفعل...
وهكذا كانت تتقلب معهن بين حال وحال، أربعتهن بنات الوحيدة الفقيدة...!

فقيرة كانت، وفقيرة مازالت...

احدودب ظهرها من لأي السنين ومن الفقر ظهيرا لصروف الدهر عليها....
فتارة تغسل الصوف لإحداهن لقاء شيء من نقود تقضي به حاجة من حاجات الصغيرات، وتارة تعمل ببيت أخرى تغسل وتنظف وتطهى وهي المسنة المريضة...! وتارة تعد مؤنة "الكسكسي" لمن تريد مؤنة عام...!

وهكذا هي حالها بين خدمة وخدمة لا تبالي بسنها ولا بآلامها، وكل همها أن تكبر الصغيرات وأن تدرسن... تأويها وتأويهن جدران بيت هو الغرفة الواحدة التي تفتقر لمتطلبات الحياة العادية!!!

واليوم....  :) ما أروع اليوم في أيام خالتي زينب!!!
ما أشد بهاء وحسن جدائل شمسه الزاهية تلفها فرحة...  :)

ما أجدر اليوم بقولها : لقد أنستني هذه الفرحة كل آلامي وعناءاتي...  :)

يااااه... بم تراها تقدر هذه الفرحة...؟!
فرحة فقير منهك تنازعته صروف الدهر ولأواء الأيام التي لا ترحم...

اليوم وهي تهاتفنا لتخبرنا بفرحتين اثنتين :) وأي فرحتين!!

لقد نجحت "حسناء" كبرى اليتيمات الأربع في شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز، بمعدل رااائع مبهر 17،95 من 20

ولقد نجحت "إكرام" في شهادة التعليم المتوسط بمعدل ممتاز يقارب 17...

أي فرحة هي فرحة هذه العجوز الفقيرة المجاهدة...!

وأي فرحة هي فرحة اليتيمات الفقيرات المثابرات المميزات وهن يخططن لمستقبل يستشرفنه زاهرا بالعلم والمعرفة والتحدي والإصرار... !!

فلنتعلم من خالتي زينب، ولتعلموا أبناءكم مثابرةاليتيمات الأربع، المحرومات من الكثير والكثير جدا جدا الذي لم يحرمه أبناؤكم....!

لله در هذه الدنيا... ولله در أحوالها... فغني مرفه متأفف مدبر أبدا، وفقير منهك متحد مقبل أبدا... حتى لا يقول قائل كسول يغطي كسله برداء القدر، يلقي عليه باللائمة أو يتحجج : " إيييييه قدر ومكتوب" ...!!!

كم كان وجهها وضيييييئا خالتي زينب وهي تسرد قصة نجاح حسناء وإكرام بكل فرح وفخر...

كم كان صوتها قويا ناهضا من بين ركام السنين الملأى بالعناءات والتقلبات والآلام التي انتصرت عليها بإرادتها...

كان صادعا صادحا قويا وهي تقول: لقد أنستني فرحتهما كل تعب السنين :)

فهنييييئا لك وألف ألف هنيئا لك هذه الفرحة أيتها الخالة المدرسة!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:51:04
2017/07/28
---------------

أجوبة ممتازة من أحمد السيد عن بعض أسئلة المشككين في علم الحديث:

https://www.youtube.com/watch?v=KrIj55EH-8o
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:52:28
2017/07/29
-----------------

ليس كل أب أهلا للأبوة ولا كل أم أهلا للأمومة... ولا كل زوج وزوجة أهلا للحياة الأسرية ... !!

إذا كانت الزوجة رحّالة تنافس ابن بطوطة في ترحاله ...  :emoti_209:
فليلة هي في بيتها وألف ليلة هي في بيت أبيها أو بيت أب زوجها أو بيت أختها أو أو.... وبيتا الأبوين للطرفَين صاحبا حصة الأسد في الزيارات التي لا تكاد تنقطع يوما  :emoti_209: وبلهجتنا نقول عن الذي لا تنقطع زياراته : " طَيْ جاك صْبَيْ"

فترى الأولاد وقد ألفوا التّرحال، فهم المشتتون الذين لم يعودوا يعرفون للاستقرار طعما ... !  :emo:

يحبون كل بيت إلا بيتهم... !
يعشقون كل تجمع إلا تجمعهم الأسري ... !!
يهربون من فكرة العودة لبيتهم ... قد يتمسّحون بالجدة ليمكثوا عندها، أو بالخالة أو أو ...

ثم تعْيَا الأم بحثا عن سر تشتت ابنها  :emo (5): وتكتشف بعد فوات الأوان أنه لم يعد يحب البقاء ببيته... صار يستوحشه... يستغربه ... !!

والمشكلة مشكلة إن لم يكن يعي الوالدان السبب الرئيس في تبدّل أحوال ابنهم المشتّت المُقطّع بين البيوت ...
والمشكلة مشكلتان إن كانا يعيان جيدا أنهما السبب وأن الترحال سبب ورئيس ويستمران وفِيَّيْن للعادة المقيتة ... !!

عادة التّرحال "البطوطيّ" ....

وليت شعري إن ابن بطوطة لرحّالة تعلم وعلم ... وإنّ هذه الأم الرحّالة لجاهلة بدور الاستقرار في استقرار شخصية ابنها، ولَجاهلة بدور التّرحال في ترحال شخصيته بين شرق وغرب وغرب وشرق .... !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:53:17
2017/07/31
--------------------

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12389;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:54:13
2017/08/01
----------------

الذين يتشددون فيخلطون ويخبطون، حتى يقربوا بتشدداتهم من القول بأن المرأة كائن "حرام" كله.. فهي لا تتكلم ولا ترى ولا تسمع ... كائن لم يوجد إلا لإسعاد الرجل ... !! لا للعيش معه الندّ للندّ والعقل للعقل ... لا لتراجعه في باطل يصدر منه ولا لتواجهه بحق يكون عندها، ولا لتأخذ حقا كفله الله لها كما كفل له هو حقه ...

هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجل العظيم بجلال قدره ومهابته ...

وهذه أسماء بنت عميس امرأة جعفر بن أبي طالب حينما قدمت وزوجَها المدينة من الحبشة مع فتح خيبر، ولقيها ابن الخطاب عند حفصة ابنته، فعرفها فقال لها أنه وأصحابه أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وهم المتأخرون عن الهجرة ...

كيف واجهت أسماء عمر المُهاب بكل جد وحزم وشجاعة أدبية ورقي، حتى توعدته أن تشتكيه إلى رسول الله، وفعلت، واشتكته، ونصرها رسول الله بقوله أن لها ولمن معها هجرتان بدل الهجرة الواحدة ... :) !!

وهذه عائشة، حينما جاء ابن الخطاب رضي الله عنهما، يقرّع حفصة ابنته على تجرئهن على رسول الله بطلب الزيادة في النفقة، ثم ينتقل إلى عائشة يقرّعها، فلا تُكبِر أن تواجهه بقوة وثقة وهي تقول له : "مالي ولك يا ابن الخطاب عليك بعَيْبَتك" تريد حفصة ابنته... :) !!

وكذلك فعلت أم سلمة مع ابن الخطاب رضي الله عنهما،إذ أسكتته وقد قرّعها غضبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!

ما الذي يخوّل لهؤلاء المتشددين الناظرين للمرأة نظرة "العورة" أن يقولوا بقولهم ويروها كائنا لا يحق له الكلام، ولا إسماع صوته، ولا الذبّ عن حقه... والسنة كلها تعج بمواقفٍ المرأة فيها كائن يقول ويفصح، ويتعلم، ويعلّم ويبدي رأيه ولا يمنع إيمان ولا ورع ولا حياء من أن تكون كذلك بكل قوة وثقة ؟!!

كيف لا وهي التي كانت تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه، وتسأله في أدق الأمور وأشدها إحراجا، حتى قالت عائشة تصف نساء الأنصار مُعجبة: " يرحم الله نساء الأنصار لم يكن يمنعهن حياؤهن من التفقه في الدين" ..

بل قد ثبت أن الرجل من الصحابة كان يرسل امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأل عن حكم في أمر خاص جدا بينهما ... يرسلها مكانه وتعود له بالجواب، ويعود ويرسلها الثانية ... !

كيف كان لهذا الصحابي أن يفعل إن لم يكن قد علمه الإسلام قدر المرأة ومكانتها ومساواتها به . ؟!!

وهذه خُويلة تردّ عنها زوجَها وحاجته وقد ظاهر منها، والحكم لم ينزل في القرآن بعد، وتهرع إلى رسول الله تستفتيه حتى ينزل قرآن فيها يؤيد موقفها وتكون سببا في نزول حكم لسائر رجال ونساء الأمة إلى يوم الدين... !!

والمواقف كثيرة كثيرة ...وهذه الأحاديث النبوية الصحيحة تعجّ بها...

هذا كتاب الله لا يُحجر على أحد من المؤمنين، وهذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تُحجر على أحد...

واللوم على من لا يطلع ولا يعرف، حتى إذا ما سمع لأقوال من تقوّل أخذ منه دون نظر أو بحث ... وكأنما أُمِرْنا أن نأخذ عنهم قبل أن نأخذ من المنبع ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 08:54:47
2017/08/05
--------------------

أي طاقة هي للأم لا تحوزها العصبة أولو القوة ؟!!

أي عاطفة هي تستوعب الجبال والجبال وهي تربي وتسهر وترعى وتحرُس وتحرِص وتتابع وتدافع وتحنّ وتضمّ وتضحي وترقب وتترقب، وتحب بالعيوب وبالحسنات.. ولا تنفك كل ذرة فيها تعيش وتتحرك وتتنفس لغيرها ... !

أي طاقة هي ؟!! أي طاقة ؟؟!!
يا من تتحملينه مريضا ببكاء لا ينقطع، وقد ضجّ الكل ببكائه، حتى لم تعد لهم ساعتها أمنيةٌ تنازع أمنيتَهم في سكوته..وأنت غاية أمانيكِ أن يغادر الألم منه إليكِ ... !!

"هنا" فقط يا أيها العقلانيون :)
"هنا" قفوا وتوقفوا فإن العاطفة "هنا" أقوى من كل تعقلكم ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:04:54
2017/08/08
-----------------------

عند الغضب من شخص ما، من موقف ما، فيحدث الإصرار على رفض الأمر برمّته والإصرار على المعاندة وبقاء المشكلة مشكلة... !!

عندها أُكبِرُ أكثر ما أُكبِر ذلك الشخص الحكيم الرصين الذي يُريك ما غُمّيَتْ عليك رؤيته وأنت غضبان، ويستوعب الأطراف كلها، ويواجهك بالجانب المظلم والمخطئ في رؤيتك لا "بالهجوم" عليك بل "بالمصارحة" الرصينة فلا مجاملة على حساب الحق، ولا تعصّب على حساب الحق ... !

ويسعى بعد ذلك سعيَه لرأب الصدع بين المختلفين، وإطفاء نار الغضب بماءٍ تركيبتُه أنك الذي قد يخطئ وأن الطرف الآخر قد يصيب ... ف H² من نصيب مخالفك و O من نصيبك emo (30): وكلاهما بمفرده لا يشكل ماء، كلاهما بمفرده لا يطفئ نارا... أما اجتماعهما فيفعل  emo (30):

ولكن إمعانا في الإنصاف ...  :emoti_26: حكيمٌ أيضا من ينتبه لسعي هذا الرصين الحكيم ولموازنته بين "ضعيفَيْن" لا بين قوي وضعيف ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:06:51
2017/08/12
---------------

الحوار بين الآباء والأمهات وبين أبنائهم ...  emo (30):

ترى هل تحاور ابنكَ ؟! هل تحاورين ابنكِ؟!

قبل أن تعلن حقك بالتوجيه والتقويم هل أعلنت دورك بالتربية والتقرّب من ابنك ومعرفته والمجاهدة والصبر على التبعات ؟!

هل عرفت ابنك حق المعرفة بمحاورته والاستماع إليه في لقاءات هادئة، المصادقةُ فيها هي السيدة وهي المنطلق ؟!

هل عرفت لابنك "الصغير" ذاك قيمته ؟ وعرفت أنه كائن ذو نفسية وشخصية وكيان مستقل ليس ضرورةً ولا نتيجة حتميّة أن يكون نسخة عنك ولا أن يكون آلة تُسيَّر بكبسة زر منك وتوقَف بكبسة زر أخرى ليحلّ عليه رضاك ؟!

هل حاورتَه ؟... حقا حقا ...هل استمعت إليه بما يكفي ؟!

كن صادقا مع نفسك... وكوني صادقة مع نفسكِ... فقد يُهيّأ إليك أنك تعرف ابنك ... !! :)

وياااااه ... ودندنتكَ وشنشنتك أنْ طبْبْبْبْعا ومَن ذا يعرف ابني خيرا مني، بل إني أحفظه وأحفظ حركاته وسكناته عن ظهر قلب !!


بينما أنت في الحقيقة تعرف ابنك الذي لا تحاوره، ابنك الذي يخفى عليك أهم ما يميزه وما يشغله لغياب الحوار بينكما ...  emo (30):

ربما ستتساءل... ربما ستتساءلين ... وكيف يكون الحوار ؟!
ألست أكلمه ويكلمني... ألست أسعى جاهدا وأسعى جاهدة لأن يكون كما أحب أنا أن يكون ؟!!

لا يا سيدي ... لا يا سيدتي ...  emo (30):

ليست البطولة أن تجعلاه نسخة عنكما، أو عن صورة تريدان تحقيق تفاصيلها فيه ...
بل البطولة في أن تستمعا له هو، لما يشغله، لما يريد أن يكون هو وأن يفعل هو ... في لقاء صداقة وحرية حوار ...👥

البطولة في أن تصنعا منه إنسانا يحقق ذاته هو لا ذات صورة بين الصور وإن كانت صورتكما !

استمعي له .... استمع له ...
سيُدلي إليكما بما عنده...

إنهم الكائنات الأكثر براءة على وجه الأرض ...
سيقول حسنا وسيقول سيئا ... سيقول صوابا وسيقول خطأ... لن يحسن الكذب ...

لن يحسن الكذب وأنتَ صديقه الذي لا يسارع للثورة بوجهه إذا ما أدلى بشيء من مكنوناته وهو الخطأ، بشيء من خاطره وفكره وهو الخطأ...

لن يحسن الكذب وأنتِ صديقته التي تستمع إليه ... فتُحسن الاستماع، وتحسن الهدوء مع الاستماع في حوار راق حرّ يعلّمه حقه في الحوار وفي النقاش وفي الإدلاء برأيه...

سيبقى فكره رهين الخطأ إذا ما لم تحاوراه ولم تسمحا له بتلك المساحة الحرة السلميّة ليُخرج لكما ما يضمر... وسيكذب وسيلتوي وسيخفي، بل سيقرر ألا يصارحكما أنتما بالذات إذا ما سارعتَ أو سارعتِ للثورة على خطئه دون إقناع عقلي وأخذ ورد ونقاش هادئ... سيلجأ لغيركما ... !

ثم بعدها تأخذين وتعطين في علاقة بيْنيّة متداوَلة، مبناها مخاطبة لعقله، لا على وجه الاستصغار بل بمنطق المقدّر له كإنسان ميزته العقل ... تسألينه وتنتظرين منه الجواب... "ما رأيك ؟" "ما قولك ؟" "ما يشغلك؟" "ما يغضبك؟"
ويااااه كم ستكتشفين من قدرات عقليّة عنده ذاك الصغير !!  emo (30):

عوّدْه نقاش العقل للعقل ... خاطبه بالعقل...
فوالله إن عقولهم لتأتي بما لا تأتي به عقولنا ... !

اعرف ابنكَ... تعرف إليه... اعرفي ابنكِ .. تعرفي عليه قبل أن تصرخا وتزمجرا وتقيما الدنيا ولا تقعدانها إعلانا عن حقكما في الحكم والتسيير والتوجيه ...

تعرّفا إليه أولا ... إلى ما يعتمل بنفسه، وإلى ما يجول بخاطره، وإلى طريقة تفكيره، وإلى أكثر ما يؤثر به... emo (13):

افعلا قبل أن تعلنا "حاكمية" لن يكون لها من دور إلا كدور المحرك الخطأ مع الآلة الخطأ... ! ولن تنتج علاقة حقيقية إلا كطفو الزيت على الماء لا تخالط ذرة منه ذرات الماء، يحسب أنّ كونه ذا لون وذا كثافة يكفيانه أن يكون الأعلى ...!
والماء وإن افتقر للون وللكثافة ذو قيمة لا يختلف عليها عاقلان بينما يجهلها الزيت المتعالي ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:08:39
2017/08/14
----------------------

جلسنا نتجاذب أطراف حديث حول الأطفال وتربيتهم وهي أم "نجم"...  emo (30): ذاك الساطع بين النجوم ..

بل هو نجمها الذي أضاء سماء حياتها (كنت قد كتبت يوما قريبا عن قصة تسميته قبل مولده وهو اليوم ابن الشهور السبعة )

فأخبرتني عن قصة حدثت لها وزوجها ...

استقلا يوما الحافلة  فلفت أنظارهما أمٌّ مع ولَديها، أكبرهما لا يتجاوز أربع سنوات من عمره والثاني ربما كان ذا أعوام ثلاثة ...

استقطبا أنظار الناس بأدبهما الجمّ، وطريقة كلامهما المهذبة، والمميزة ... وبحديثهما بلغة فصيحة أحيانا...

فتوجه زوجها صوب السيدة يسألها :

"سيدتي لو تكرمتِ، لقد لفت نظري ما عليه ولداك من أدب وحديث فصيح وكلمات راقية تنمّ عن تميز في طريقتك معهما، وإنّ لنا ولدا رضيعا، أكبر همّنا تعلم أحسن الطرق لتنشئته مؤدبا، مميزا ... فإن كان لا يضيرك ولا يزعجك، فأرجو أن تخبرينا عن طريقتك معهما " ..  emo (30):

لم تمانع السيدة، بل رحبت بسؤاله، وتوجهت إلى كليهما بقولها :

أكثر ما أنصحكما به أن تعيشا مع ولدكما، أن تعيشا حقا...!

فأنا لا أعرف كثرة خروج من بيتي إلا لداع حقيقي، ولست ممن تبحث عن عرس أو فرح أو حفلة أو أي مناسبة تأخذ منها وقتها مع أولادها، ولا ممن تكثر الاجتماع بالنساء بمناسبة وبغير مناسبة للأحاديث ولاجترار الأحاديث ولبحث شؤون الموضة أو للتدخل بشؤون الناس...
بل كل وقتي لأولادي... أعيش معهم عالمهم الخاص، أصنع لهم عالمهم الذي يحبون ... أسخّر وقتي لذلك العالم ...

لا أغيب عنهم كما لا يغيبون عن عيني، فنصنع الحياة سويا ... ندرس ونلعب، ونتثقف، ونترافق في النزهات، ونمارس الهوايات ولا أنشغل عنهم بما ليس أولوية ... فهم الأولوية عندي وأبدا لا ينازعها عندي شيء ...!

إلى كل أمّ ترى في كثرة الانتقال من بيتها وتشتيت أبنائها بين ها هنا وها هناك ...

إلى كل أمّ تكثر من الغدوات والروحات، ولا تغادر مناسبة من مناسبات الأهل أو الجيران أو الأصحاب إلا أحصتها فحضرتها...!!

والأولاد ؟!! لا بأس ستتركهم هنا أو هناك، أو ستأخذهم معها وستصبح الغدوات والروحات الكثيرة من اختصاصهم هم أيضا...  :emo:

إلى كل أمّ لا تعي ما يجنيه التلهّي عن ابنائها بسفاسف الأمور... بالحكايات...وبتتبع أخبار الناس، بالصاحبات والجارات والقريبات والبعيدات وبجلسات الغيبة، وبآخر الصيحات والموضات ...وبالفساتين والتسريحات ...
لا تفوت شيئا من هذا وذاك ولكنها تفوّت على أبنائها التربية والمتابعة والاهتمام اللازم ... !! وتحسب أنه مما يُستدرك ... !

وإلى مَن تعي ما يجنيه التلهي عنهم وتصر وهي تعلم ... ويالهول ما هي عليه هذه المصرة المترصدة !!

 emo (13):تأملوا من يبحث عن طرق التربية ويتقصاها، فيسأل امرأة يلقاها في حافلة، لأنه يتصيد النماذج الناجحة الواقعية، فيريد أن يقتبس منها ما يراه قابلا للتطبيق وموائما...

 emo (13):تأملوا ما أشارت به المرأة على الزوجين الشابّين...

 emo (13):ثم تأملوا تلك التي تضيّع مسؤوليتها وتحسب أن الساعات الضائعة مُستدركة، وسهل استدراكها بينما هي التربية ضائعة، وصعب ..صعب جدا جدا...بل من المستحيلات استرجاع الزمن الذي يفوّت...

زمن في ميزان التربية قيمة ومختزن وأساس لا يُجدي أن يؤجل ... ! لأن التفويت والتسويف في التربية دُربة على اللامبالاة وعدم تزويد الأبناء بحاجتهم في التوجيه، وسيقفز الضياع والتشتت ليأخذ مكان التربية والتقويم، وعندها سيصعب عليك الاستدراك يا من تسوف ظنا منك أنك ستستدرك...!

ويا مَن تُزبِدين وترعدين في كل مرة أنك ستستدركين لتعودي فتفوّتي... وقد ألفتِ التفويت !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:09:48
2017/08/16
-------------------

كم أحترم وأقدر الزوجة التي تقدر وتحترم زوجها، فحتى إن حدث سوء تفاهم بينهما أو خصام عملتْ ما بوسعها ليبقى الأمر بينها وبينه فلا تذيعه ولا تنشره حتى لأقرب المقربات إليها...

وتنظر حين تنظر إلى ما أبعد من لحظتها، فتقدّر أن المياه بينهما ستعود إلى مجاريها فما الداعي لأن تُقحم أيا كان في خصامهما ؟ هي ستنسى له وهو سينسى لها، والمُقحَم سيحقد على الزوج من غير ما داعٍ ...

ولا أحترم تلك التي ترى حذلقة وحذاقة أن تعطي زوجها درسا لا ينساه إذا ما حدث بينهما اختلاف ...فتشدّ أحزمتها كلها وتنفخ أوداجها... لتغدو غولا يريد أن يلتهم من تجرأ ونسي أنها غول أكول ... !!!  :emoti_25:
وياااه تلك -حسب رؤيتها ورؤية مثيلاتها- صاحبة الشخصية القوية ...  :emo (5):. (يا سعدُو مسكين لي زوجته غول )

وكذلك الزوج ... لا أحترم مَن يستسهل تخطيئ زوجته وتأنيبها وتقريعها أمام أيّ كان ... لا يراعي لها شعورا، ولا يفوّت لها خطأ وإن كان بسيطا وكأنه الذي لا يخطئ ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:10:58
2017/08/21
------------------

عندما تجتمع بالناس في مناسبة ما...مناسبة عائلية مثلا...
عندما تستمع إليهم وأنت تتأمل ...
هي مناسبات للتقرب من الناس، من حقائقهم، من واقع المجتمع ... وأحوال المجتمع ..

عندما تشعر أنه لا بدّ أن يكون لك دور معهم، دور في حياتهم... في التخفيف عنهم، في الاستماع إليهم، في تفهم حاجة الكثيرين للفضفضة، في حبّك للمساهمة في حل مشكلة ما، في الحاجة للتعرف إلى الواقع عن كثب ...

هذه الحركة مع المجتمع ....
إنها لُبّ وأصل من أصول معنى "الحركة" في الحياة ... ! وليست كما يحسب الكثيرون من "النخبة" أو "المثقفين" أنها الاجتماعات التي لا طائل منها أو أنها المضيّعة للوقت الثمين !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:12:20
2017/08/23
------------------

بنها الذي يعدّ عشر سنوات من عمره، تفوّق في امتحان الشهادة الابتدائية، ففكرتْ مليّا بإلحاقه بمدارس التعليم العسكري التي تُسمّى عندنا "مدرسة أشبال الأمة" ...

 قالت أنّ المدرسة بها أحسن الأساتذة، وكل إطارها التعليمي والتربوي من أجود ما يكون ...

 قالت أنّ هاجس التربية، وخوفها الشديد على ابنها من المجتمع والصحبة، والمخالطة والآفات المنتشرة جعلها تصرّ عليها ... وهي المدرسة الداخلية التي يعيش فيها الأطفال عسكرا، ينعزلون عن بيوتهم وعن المجتمع المدنيّ، ليشبوا على "العسكرة" من نعومة أظافرهم ... !

وفعلا قد تقدم لمسابقة التأهيل لدخولها... ونجح ...
ولكنّهم ألحقوه بفرعها المتواجد بإحدى ولايات الجنوب التي تبعد عن ولايتنا بمسافات سحيقة... فتحسرت وقد صعب الأمر عليها ،مما اضطرها لإلحاقه بالمدرسة العادية ...

قلت : ولكنّك بهذا تقدمين ابنك بكَلّه وكلكله وبقدّه وقديده للدولة تربيه، سيصبح ابن الدولة ... ! ستضيع عليك فرص تنشئته وتربيته ... ! سيبتعد عنكم كليا، وسينعزل عن المجتمع ... سيفتقر للحرية، وهي من أهم سمات الطفولة...!

 قالت وهي ترى في ضياع فرصة المدرسة عليه الفردوس المفقود : ولكنني أخاف عليه احتكاكه بالمجتمع، وأخاف عليه الضياع ...

قلت : وهل ترين في عزله عن المجتمع حلا ؟!!
هل ترين في إلحاقه بالمدرسة العسكرية وابتعاده الكليّ عنكم حلا ؟!

هل خوفك من المجتمع ومن فساد فيه يجعلك تتهربين من التربية ؟! إنما التربية جهاد ...!!
والخطأ في الحياة مدرسة كما الصواب ... وقد تعلمنا من أخطائنا، فكنا نقوم حينا ونقع حينا آخر ونقوم مجددا لإكمال المسير ... وهذا هو الحال الطبيعي، هذه هي الحركة الطبيعية التي تنتج إنسانا طبيعيا .... !

فماذا يُجدي الهروب والخوف الهستيري من المجتمع ؟!
سيفتقد متابعتكما التربوية، وبصمتكما في حياته، سيكون كما يُراد له أن يكون ...

وتخيّلك لذلك الخط المستقيم الذي سيسير عليه دون حياد إنما هو محض خيال منمّق لا يليق بطبيعة الحياة ولا بطبيعة الإنسان المتراوح بين الخطأ والصواب، بين الحسن والسيئ لتستقيم بتعرضه لمتناقضات الحياة وبتفاعل نفسه معها حالُه استقامة معناها وحقيقتها في استساغة التقلبات وتفهّم العوارض ومقاومة السقطات ... !

خفتتْ نبرة إصرارها... وصمتت صمت من لا حول له ولا قوة وقد ضاعت عليه الفرصة، وربما مع شيء من تأثرها بما سمعتْ... ربما... !

أجل... لعلّ ضياع الفرصة على هذا الطفل مكسب لحياته...

أوَ قد صار التهرب من التربية ومن جهاد فيها حلا يُعطى عنوان الخوف على الطفل وابتغاء نجاته من فساد المجتمع ؟!!!

هل نتخيل الإبعاد عن المجتمع وعزل الطفل عنه حلا ؟!! وماذا يُجدي الهروب ؟! وماذا يُجدي العزل غير إنسان قويّ ظاهرا خاويا حقيقةً ... !

أعلم أن هذه المدرسة بالنسبة للكثيرين "حلم" يتمنون تحقّقه... ولكن أين التفكير بمغبّة العزل والإبعاد عن المتابعة التربوية وحرمان الطفل من الحرية ؟!

وعندي أنّما السعي للإنجاء بالعزل محض وهم ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:12:53
2017/08/27
------------------

درست... تفوّقت... طمحت ... فحققت طموحها ...

أصبحت قاضيةً، الحكمُ الذي تصدره يسري على صاحب القضية إنْ بالبراءة أو بالإدانة، إنْ بالسجن أو بالإفراج، إنْ باسترجاع حق له مسلوب أو بالتعويض لصاحب الحق الذي هو سالِبُه ...

تزوجت من طبيب ويالسعادتها... أنجبت طفلها الأول... ويالسعادتها ...!

أنجبت طفلها الثاني ... ويالسعادتها ...

قاضية هي، وانشغالاتها من رأسها إلى أخمص قدميْها...
لا تملك من وقتها إلا ما هو للقضايا...
إن كانت السيارة غالبا للتنقلات الداخلية عند الناس، فهي عندها للتنقل بين المدن والولايات، لا يكاد يمرّ عليها اليومان إلا وهي على الطرق السيّارة تقطع المسافات الطّوال لتحضر هنا، وتحضر هناك، ولتقضي مأربا في قضيتها هنا، وآخر هناك ... ولتمكث في مدينة يوما، وفي أخرى أياما...

إذا ما رأيتَها ببِزّة القاضي ووِشاحه عرفتَ فيها عزما وهيبة وصرامة ...
ولكنها جلست منذ أيام كما يجلس كل الناس...
كما يجلس واحد من الممتثلين بين يدَيها ... ولكنه فيها الجاني والضحيّة في آن ... !!

جلست تذرف الدموع الحرّاقة ...وتروي قصة قاضية تبدو للناس القوية ذات الهيبة، ولكنها عند نفسها صاحبة الهمّ الثقيل الذي ينوء بحمله القضاة أصحاب الهيبة ...!

وليت شعري مَن ذا يقاضي بقضيتها ؟! مَن ذا يُنصفها أو مَن ذا يُدينها ؟؟!
مَن ذا يعيد لها حقا من أهم حقوقها قد سُلب ؟؟ أو مَن ذا يحكم عليها بردّ الحق الذي سلبتْ ...؟!!

أجل قاضية هي ... ولكنها التي لا قاضي لقضيتها ...

ابنتُها وابنُها ... الضحيتان ...

ابنتُها ذات الأعوام الخمسة... لا تنطق ...
لا... ليست بكماء، ولا صمّاء ... !
ليست بالتي لا تعرف الكلمات، ولا تتمكّن من حروفها ...
لا ليست بالتي لا صوت لها ... ليست كذلك، ولكنها لا تنطق ...!
لا تنطق كلّما رأت أباها أو رأت أمها ...

أما أبوها فهو المنهمك في عيادته فلا تراه وشقيقها إلا غِبّا .... وأما أمها القاضية المنهمكة في قضاياها فلا تراها إلا غبّ الغبّ، فهي التي تمكث في المدن البعيدة أياما، ثم تزور وَلَدَيْها بعضا من يوم يتيم ... !

أجل لا تنطق .... تقولها القاضية "الأمّ" باكية ... منتحبة ...
لا تنطق كلما رأتْها ...

أخذتها إلى متخصص في علاج النطق orthophoniste شخّص حالتها وهي التي تتكلم إذا رأتْ غير والدَيها، وتُحجم عن نطق حرف واحد إذا ما رأت أمها ... قال لها المتخصص أنّها تفعل ذلك عن قصد كلما رأتها، تفعله نكاية بها لغيابها الطويل عنها ...!

فكُتب سبب حالتها بالبُنط العريض في ملفها الطبي : "absence des parents" "غياب الوالدَين"....

قتلتها تلك العبارة كما لم تفعل بها قضية من قضايا الإجرام والجنايات التي عاينتْ فيها العجب العُجاب ...!

جعلتها تكره عملها، وتكره نفسَها وتذرف دموعا لم تذرفها في حياتها، ونفسها تعتصر ألما وحسرة على ما تسبب به غيابها عن ولَدَيْها...!! تنتحب نحيب الذي يعرف من نفسه ظلما لحبة قلبها وليتَ مَن يقتصّ منها لترتاح ... ولكنّ الذي يقتصّ منها هي ذاتُها تلك الحبّة من قلبها ....!!
فأوّاه لألم فيها تستُرُه بِزّة القاضي المُهاب ...!

كم من قضية هُدّدت بشأنها في حياتها لتُمضي الحكم الذي يريده أصحاب العُلْو فيها ولكنها لم ترعوِ ... فكانت تعيش الأمرَّيْن ... وكانت تجاهد وتشقى في سبيل إمضاء ما يُرضي الله عنها وما يُرضي الضمير ...

تبكي وتنتحب وهي ترى أغلى ما تملك ضحيّة ... وهي ترى ابنتها عليلة، ابنتها ومُعذّبتها ...تُعذّبها وهي تتعمد ألا تنطق بحضورها ... تُعذّبها وتتعمّد تعذيبها بالصمت المُطبق كما البكماء بحضورها وهي التي تنطق وتعرف الكلمات ...

وكأنما تقول لها في صمت :
"فلتحكمي فيَّ يا من تحكمين في المجرم العتيّ فتعاقبيه وفي البريئ فتنصفيه "...

وكأنما تقول لها في صمت –ومن الصمت ما قتل- :
"فلتفصلي بشأني أمُجرمة أنت مُعذّبة أم مُجرمة أنا مُعذّبة ؟ أضحية أنت أم ضحية أنا أم أنكِ كما فعلتِ بي أفعل اليوم أنا بكِ "...

وجعلت تبكي وتبكي ... تلك القاضية المُهابة ... تبحث وهي تروي عمّن يقاضي في قضيتها .... فهي العاجزة أمام حال طفلتها ذات الأعوام الخمسة ...!!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-13, 09:24:41
إن في قصتها لعبرة
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:26:32
2017/08/28
-------------------
أطلعنا عليها حسن خالدي قائلا :
وتأملوا هذه أيضا
(ليس من يجالس ابنك أو ابنتك لبضع ساعات قلت أو كثرت فيبدو كأنه أكثر إقبالاً أو ابتهاجاً بهم كمن يجالسهم في سعيد وقتهم وتعيسه.. في صحتهم ومرضهم.. في رضاهم وسخطهم.. ولا ينبغي لأحد أن يضعك في موقف تضطر فيه أن تكون الشرير في نظر أبنائك بينما ينتحل هو دور الطيب.)
-------------------------
بعد ثلاث سنوات من الإنجاب لي أن أقول بأن أهم سمة من سمات المربين ينبغي أن تكون الصبر.. وليس الصبر على الملمات ولكن الصبر على الطبائع.. أن تصبر على جوع أو مشقة أمر وأن تصبر على طبائع كائن بشري أمر آخر تماماً..
أعتقد أن أهم ما في الأمر أن يدرك الأباء والأمهات أن الطفل مازال يبدأ في كل المجالات، لا ينبغي علينا أن نستعجله، عندما نمشي إلى جانبه في الطريق فيتوقف هو ليتأمل نملة أو زهرة وتجد الأم أو الأب يصرخان "امشي يللا خلصني" وكأن هذا الكائن المسكين يتعمد تأخيرهما، أو عندما يطلب منه أن يضع الطبق في مكانه على الطاولة فينشغل بشيء ما أثناء ذهابه من هنا إلى هناك فنتهمه بقلة الأدب وعدم سماع الكلام. وكل ما في الأمر أنه مازال يحاول أن يفهم ما الذي بين النقطتين على غير حالنا التي أضحت تهتم فقط بالبداية والنهاية وليس فيما بينهما.
طولة البال على كل شيء.. أن نمنحهم الوقت لكي يقوموا بأداء الأشياء والتأمل فيها.. لا تقلقوا سيصلون إلى مرحلة الإنجاز تلك.. ولكن سيختلف الحال إن كان وصولهم عبر طريقهم هم أو طريقك أنت..
ثم إنه ليس عليك أن تبرر لأحد أن يفيض بك في بعض الأحيان.. ليس من يجالس ابنك أو ابنتك لبضع ساعات قلت أو كثرت فيبدو كأنه أكثر إقبالاً أو ابتهاجاً بهم كمن يجالسهم في سعيد وقتهم وتعيسه.. في صحتهم ومرضهم.. في رضاهم وسخطهم.. ولا ينبغي لأحد أن يضعك في موقف تضطر فيه أن تكون الشرير في نظر أبنائك بينما ينتحل هو دور الطيب.. ليست مهمتك في الحياة أن تتنافس مع الآخرين على محبة أبنائك بل أن تفعل ما في مصلحتهم حتى إن لم يعجبهم ذلك..
أعرف بعض الآباء والأمهات ممن يعتقدون أن التربية الجيدة هي تلك التي تسير على طريق محدد سابق التعريف يتتبعه الطفل بالحرف والكلمة.. ولكن الواقع مخالف لذلك فأنت تعدل من طرقك وعاداتك وفقاً لما يتبدى لك من طرق وعادات أبنائك ولكل منهم طبع مختلف.. وأغلب ظني أن الأمهات يحصلن على شيء من الرضى الداخلي عندما يطبق ذلك النظام المحدد لأنه يمنحهن إحساساً بالسيطرة على الأمور، ولكن أسعد الأطفال وأنجحهم مما رأيت هم من تكون أمهاتهم مرنات لأكبر حد ومتكيفات لأبعد مدى ومدركات لحقيقة اختلاف الزمان والمكان والطبائع..

-أحلام مصطفى-
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:28:10
إن في قصتها لعبرة

أجل...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:28:57
2017/08/28
---------------------

https://www.youtube.com/watch?v=VSPAnizmcfY
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:32:12
2017/08/29
--------------

كم مرة كتبت عن تفويت الأمهات التربية على أولادهنّ والتسويف للتعويض.. يحسِبن أن تفويت اليوم واليومين والثلاثة والعشرة على أولادهن دون متابعة تربوية ودون جلسات حوار وجلسات حكايات متبادلة ودون احتكاك كاف بهم ...

بل دون ملاعبة ودون إيصال مدارك ومعارف حياتية جديدة لهم .. ودون توجيه يكون في الوقت المناسب...

يحسبن أن ذلك هيّن ... !! ولا بأس فهم أطفال !!!

والحجة ربما إعداد لعرس قريب... أخ أو أخت ... !!
ربما اجتماعات عائلية في مناسبات مختلفة ...

ما أن تحل مناسبة حتى تنقلب الأم إلى حال يبعدها عن أولادها ويبعدهم عنها وهم معها وهي معهم !!..
إلا من حراستهم لتجنيبهم خطر التسلل خارج البيت في زحمة المجتمعين، أو خطر مَوقد أو خطر دَرَج أو خطر شُرفة عالية ... لا غير ... !!

وتطول الأيام ... وتطول، وقد تصبح شهرا أو بعض شهر ...

خاصة لمَن كان سنّ أولادها بين العام الواحد والأربعة ... والشائع الخطير أنهم ما داموا لم يبلغوا سن المدرسة بعد، فكيفما كان وكيفما اتفق تكون رعايتهم ... !! المهم ألا يُترَكوا لخطر ما... !!

لا يُخشى عليهم طول أمد مكوثهم خارج بيتهم، ولا تذبذبهم، وافتقادهم للاستقرار، ولا بعدهم عن أبيهم ...

لا يُخشى عليهم اجتماع الآراء والنظرات بشأنهم وبشأن حالهم بدل النظر الواحد والرأي الواحد والتوجيه الواحد ...

وترى الأم وقد انقلبت في هذه الحالة "حارسة" في أحسن الأحوال تحول بينهم وبين الأخطار...

و"جلادا" في الحال التي تغلب :emoti_25: لتبَدُّل سلوك أطفالها وهيجانهم مع أترابهم، وتذبذبهم وسط اجتماع العدد من الناس في ذلك البيت حيث تُقام المناسبة (بيت الجد غالبا)...

آه ... طبعا ... فالمجتمِعات هناك يُجمعن على التأفف من ذلك الطفل الهائج المائج، أخواتٍ كُنّ أو بنات عم أو أو أو... يجمعهن الإعداد للعرس السعيد ....

(( أفففف ابنك ياااه كم هو مشاغب !!  :emo:
كم هو مزعج ! 💁 كم هو طيّار لا يهدأ دقيقة من الزمان  .. ولا يكل ولا يمل ... أفففف... مللنا مشاغباته ... !!
أي أبجديات للتربية هي عنده ؟!!  ))

آآآه .....  :emo:

وتستشيط الأم غيظا وحنقا من انتقادات النسوة، حتى وإن كُنّ أقرب المقربات إليها، فتراها تنقلب الجلاد الذي يذيق الطفل لذعات السياط ... :

(( ألا شوّه الله وجهك يا من شوهت وجهي وسوّدتَه أمام "لي يسوى ولي ما يسواش "  :emoti_144: ذُقْ ... ذُقْ ... إنك أنت المشؤوم المتعوس ... !! ))

وهذا هو حظ الطفل ونصيبه من أمه في هذه المناسبات والتجمعات ... !!

وكل ذلك وهو يجمع في تلك الأيام ويخزّن ... لا من التربية والاهتمام والحوار والاحتكاك والتقرب بل من التشتت والتذبذب ... وفوات الوقت الثمين عليه...

وتطول الأيام ... وتطول ... والحجة هي هي ... !

حتى وإن كان العنوان "برّا" ومساعدة ومشاركة للأم، أو للأب، أو للأخ ... لا يكوننّ ذلك على حساب الأولاد وراحتهم، واستقرارهم النفسي، وتمتعهم بالوجود الآمن والهادئ للأم وللأب ... لا يكوننّ بمكوث مبالغ فيه...

مكوث ليتَ القسمة فيه -على الأقل- عادلة ما أمكن بين عمل ومساعدة ساعة وبين اهتمام بالأولاد ساعة ...

لا يكوننّ على حساب حياة مع الأولاد تعيشها الأم، هي ليست حياة أكل وشرب وحراسة من المخاطر ...

بل حياة مشاركة، ومتابعة، وتوسيع مدارك حياتية أساسية ...
حياة فيها الحكايات، وفيها اللعب بأنواعه، اللعب المعرفيّ، واللعب الترفيهي ... وفيها المحاورة ...

وفيها التوجيه في الوقت المناسب دون تفويت يجرّ التعود على السلوك الخاطئ، أو يجرّ التمرد على من هي القريبة البعيدة، يجرّ الانتقام من أمّ تتلهى فوق الحد اللازم والمقبول عن أولادها...

فينتقم الطفل منها بتمرد ظاهر يقصم ظهرها ليجتمع عليها -عند عودتها إلى بيتها- التذبذب مع التمرّد ... !!

وهيهات هيهات أن تجد الأمر سهلا، وتحسب أنها ستبدأ من حيث توقفت ... تظن أنها حقا تكتب على ورقة ... :)

لا يا سيدتي الورقة ورقة لا حراك فيها ولا حياة، وحيثما وضعت نقطتك، ستجدينها ...

ولكن في طفلك حياة وحركة وتفاعل وتخزين وتعلّم وتقليد... والنقطة فيه تتقدم على آخر ما وضعتِ من كلمات لتأكلها وتعوَّض بما يوضع في غيابك ... !

فاحترسي ... وتعلمي الموازنة وعدم المبالغة حتى باسم "البرّ" و"فعل الخير" على حساب واجبكِ وحقوق أولادك ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:33:57
2017/09/04
--------------------

ياااا إلهي ... !! ينتحب والدموع هطالة ..! كم أشفق عليه  ::)smile: يتوعدهم إن هم أحضروا له من يذذبحه  :emoti_25:



https://www.youtube.com/watch?v=b6i4stqxxcc
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:35:04
2017/09/06
----------------

ليوم الدخول المدرسي  emo (30):

و مكتبتي كالعادة نافذة للإطلال على المجتمع بكل فئاته ...  emo (30):

وما يسرّ... وما لا يسرّ ...

والأطفال والتهافُت... والفرحة رغم هذه الحالة الغريبة التي تعتري الأولياء :  emo (02): :emo:.

والأولياء والعضّ على أصابع الحسرة والألم من لذع سياط "عيد+ دخول مدرسي" ...  emo (30): ومكرَه أخاك لا بطل ...  :emo:

والكثير مما يجتث الضحكة من الأعماق... والكثير الكثير مما يدعو للتأمل ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:35:50
2017/09/09
------------------

كالعادة ... !!! تعودت .. !  emo (30):
تعودت أن الذي يواعدك لساعة بعينها للقاء أو عودة فعُدَّ أنت له ساعة وساعتين وثلاث ساعات زيادة ليأتيك... هذا إن أتى أصلا ...!  emo (30):

أجل تعودت ...

ولكن أبدا أبدا لن يكون تعوّدي سببا للعدوى ...
من أكثر ما أحرص عليه، وسأبقى عليه حريصة "الموعد" بدقائقه المحددة...

لماذا يا أمة علمها نبيها أن الكلمة أمانة وصدق والتزام ... ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:36:19
2017/09/12
------------------

أرى أن القناعة تربية ... تعويد على الرضى بما استطيع عليه، وألا يحدث التطلع إلى ما لا يقدر عليه الولي ...

حتى عندما يتوفر المال الكافي الذي يستطيع به تلبية كل متطلبات أولاده ... أظن أنه من الكياسة والنظر البعيد ألا يُلبّى كل طلب حتى ينمي القناعة في أنفسهم، فلا يحدث التمرد عند تقلب الحال ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:37:34
2017/09/12
--------------------

معلومات عن الأحرف السبعة ونزول القرآن من صفحة "الباحثون المسلمون"

في أحد الأيام جاءنا أحد الشباب حفظة القرآن ومقيم صلاة في أحد المساجد يسأل : عن شبهة بخصوص تغير كلمة في القرآن .. والسبب : أن هناك علم مغلوط لدى أكثر المسلمين للأسف ومبالغة لا تستند على شيء أن القرآن له وجه قراءة واحد فقط .. وأن ذلك داخل في (حفظ) الله تعالى للقرآن والذي تعهد به في قوله :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحجر آية 9

فتعجبنا أن يصدر منه مثل هذه الاستجابة للشبهة وهو الحافظ لكتاب الله بل ومقيم الصلاة - وسألناه : ألم تدرسوا شيئاً (أي شيء) عن كيفية نزول القرآن أو تاريخه أو الأحرف السبعة والقراءات السبعة (أو العشر) إلخ ؟ فقال لنا : لا للأسف !!
---------

هذا الموقف الصغير يوضح لنا بجلاء : من أين يصاب أبناؤنا وبناتنا ببعض الشبهات اليوم للأسف الشديد - خاصة عندما تقتصر صورة التربية الإسلامية على (الحفظ) دون الفهم - أو (حفظ القرآن) دون التفسير أو تدبر أو دون أن يصاحبها أقل قدر ممكن لن نقول من العلم عموما ولكن : من العلم بتاريخ القرآن نفسه ونزوله الذي يحفظونه ليل نهار !!

وعليه : فسوف نبدأ في عدة مقالات التعريف بالقرآن وتاريخه وأشهر الشبهات والرد عليها بإذن الله - وذلك قبل أن ننتقل منه إلى السنة والأحاديث كذلك
------------------

السؤال 1 :
كيف نزل القرآن ؟
الإجابة :
نزل القرآن منجماً (أي متفرقاً) طيلة 23 سنة هي فترة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن كان عمره 40 سنة في مكة إلى أن مات في عمر 63 سنة في المدينة - ورغم أن القرآن كله من عند الله وموجود سلفا (لأن الله تعالى عنده علم كل شيء قبل أن يقع وذلك في أم الكتاب الذي فيه تقدير كل شيء) : إلا أن القرآن كان ينزل به الوحي على النبي : حسب المواقف لتأتي كل آية أو مجموعة آيات أو سورة في محلها المناسب من حياة النبي صلى الله عليه وسلم - وسوف نعرض غدا بإذن الله تعالى كيف كان يتم جمع وترتيب القرآن في حياة النبي وبعد موته إلى أن وصلنا اليوم
-----------------

السؤال 2 :
ما معنى (نزل القرآن على سبعة أحرف) وهل هي القراءات السبع أو العشر الموجودة حاليا ؟
الإجابة :
من رحمة الله تعالى بالمسلمين في أول الأمر أن نزل القرآن على سبعة أحرف - أي سبعة أوجه لقراءة كلماته وبعض ما يقع فيها من تغيير لا يخرج عن معناها - وهو من التدرج الذي يميز الإسلام في الكثير من جوانبه إلى أن يكتمل أمره أخيرا وتقبل عليه النفوس وتعظمه وتقف عند حدوده - والأحرف السبعة أو الأوجه السبعة كلها من وحي الله تعالى وتيسيره - ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (أي عنه وعن أبيه العباس عم النبي) : حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أقرأني جبريل على حرف .. فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف "
فالقراءة أحد أبواب التيسير على المسلمين كما قال تعالى :
" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " سورة القمر آية 17

إذن : القرآن بأحرفه السبعة هو وحي من الله .. ففي الحديث الصحيح في اختلاف عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما في القراءة : فالاثنان من قريش .. ولو كانت كل قراءة (أو حرف) خاص ببطون العرب أو قبائلها إلخ : لم يكن هذا الاختلاف بينهما والله أعلم .. ونص الحديث كما في البخاري ومسلم :
عن عمر بن الخطاب قال :
" سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها عليه .. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها .. فكدت أن أعجل عليه .. ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ .. فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ .. فقال : هكذا أنزلت .. ثم قال لي : اقرأ .. فقرأت .. فقال : هكذا أنزلت .. إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف .. فاقرءوا ما تيسر منه "

وهنا يتبقى استفسار أخير نختم به وهو :
هل الأحرف السبعة هي القراءات السبع أو العشر الموجودة اليوم ؟ مثلما نسمع مثلا أحدهم يقول : قراءة حفص عن عاصم أو ورش عن نافع ونحو ذلك ؟ أو الناس التي تتخرج من معاهد القرآن بالقراءات العشر ؟
والإجابة :
لا ...
الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع أو العشر الموجودة اليوم
فالأحرف السبعة لم يعد يقرأ بها أحد مع وجود مصحف عثمان رضي الله عنه وتوحيد المسلمين عليه (وهو المصحف الموافق للعرضة الأخيرة للقرآن للنبي مع جبريل ثم جمع صحائفه أبو بكر بإيعاز من عمر - ثم انتقل إلى عمر ثم إلى عثمان رضي الله عنهم كما سنرى غدا إن شاء الله)
فالقراءات السبعة أو العشرة :
هي أشهر القراءات واللهجات التي يحتملها مصحف عثمان رضي الله عنه الذي كان بدون تشكيل أو تنقيط : والذي وزع نسخه في أمصار المسلمين - حيث كل قراءة منهم تنتهي بسندها إلى الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهناك مَن اجتهد ورأى أن أشهر القراء سبعة (كابن مجاهد رحمه الله) وهم :
1- نافع المدني
2- ابن كثير المكي
3- عاصم الكوفي
4- حمزة الزيات الكوفي
5- الكسائي الكوفي
6- أبو عمرو بن العلاء البصري
7- عبد الله بن عامر الشامي
وأِهرهم عاصم ونافع (ولذلك أشهر قراءتين في العالم الإسلامي هي قراءة حفص عن عاصم (وهناك شعبة عن عاصم أيضا) وقراءة ورش عن نافع (وهناك قالون عن نافع كذلك)

وهناك مَن زاد على السبعة وجعلهم عشرة من أشهر قراء القرآن وهم :
8- أبو جعفر المدني
9- يعقوب الحضرمي البصري
10- خلف البزار الكوفي
---------------

إذن : الأحرف السبعة - والقراءت السبع أو العشر : كلها من تيسير الله تعالى على المسلمين نطقا ومعنى وكتابة - أي أنه لو اختلفت كلمتان أو زاد حرف أو نقص في النطق (لأن بعض الحروف تنطق ولا تكتب في مصحف عثمان أو الرسم العثماني) : فكلها إما لا تغير المعنى حيث تأتي بمرادفات - وإما تأتي بمعاني تزيد من فحوى الآية في نفس السياق - وذلك وفق ما يعلمه ويتعلمه كل مَن يدرس القراءات ونحوها - ولذلك فمثل هذه العلوم غير مشتهرة بين عامة المسلمين العاديين : لأن تغير القراءة قد يحدث بلبلة لهم في الحفظ أو التلاوة - وعليه يتم تدريسها للمقبلين عليها من طلبة العلم : فيحفظون القرآن بكل قراءة ويعلمون اختلافاتها : ويمكن الاستماع لهم في مسابقات حفظ القرآن العالمية مثل التي تجريها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية سنويا : أو اختبارات الحفظ والقراءات في أي معهد قراءات في أي بلد ينظم هذه المعاهد والمسابقات (وإلى اليوم مَن يحصل على شهادة إجازة في إحدى القراءات يكون مكتوبا فيها سندها وصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
إلى هنا نتوقف ...
ونتابع رحلتنا في معلومات عن القرآن غدا بإذن الله تعالى


العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:38:54
2017/09/12
------------------------

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12391;image)
كالعادة !!! هذه صورة التقطتها لشيء من تعليقات على صورة مُفبركة عن وزيرة التربية والتعليم .. ! :)

كالعادة ... تصديق.. تصديق.. تصديق .... لكل شيء، لأي شيء ... ! المهم أنهم يصدقون ما يحبون تصديقه إلا الحقيقة .. !!

لمَ هذه الفبركات بالله عليكم ... !!

لماذا هذه الفبركات المكشوفة لا لشيء إلا من أجل التهويل والكذب والتلفيق وتصديق ما نريد تصديقه ...

تلاعب بصورة لوزيرة التربية والتعليم عن طريق الفوتوشوب، على أن عقدا تضعه في رقبتها واسطتُه أيقونة تمثل النجمة السداسية ... !!

انتقدْ ... ولكن ليكن نقدك موضوعيا، صادقا، يأتي بالدليل الصحيح، ولا حاجة لك بالتلفيق والكذب حتى إن كان من تنتقده عدوك ...

كن أرقى من أن تزوّر الحقائق لتصل إلى ما تريد ...
إنك بهذا تفعل ذات الذي تنتقده ...!

فهل من المعقول أن تنتقد من تسيّر وزارة التربية خوفا على أبنائك من الفساد، بينما تكذب أنت وتلفق وترى ذلك حقا من حقوقك ؟!! بل ولا تراه فسادا ؟ ! (حرام عليها،حلال عليك !)

لن يفلح من يحارب الفساد بفساد أكبر... بل إنه لأعظم إجراما ممن ينتقده .. !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:50:48
2017/09/15
--------------------
ذكريات عام سابق
----------------------
في خضمّ الزحام، وبين ناس وناس... كلّهم إنسان ...

لا فرق بين أحدهم والآخر... لا فرق بين من اقتنى الباهظ الثمين، وبين من اقتنى بالبخس الزهيد ...

هذا أبٌ، وتلك أمّ ... وذاك ولد، وتلك بنت ...

كلّهم شَغَلهم الدخول المدرسيّ، وصارت لُغَتُهم بمفرداته... بين "مسطرة"، و"قلم"، و"كراسة"، و"ممحاة"، و"مبراة"... 

ولكلّ حادث حديث... وإن هذه أيام هذا الحديث ...

وبين مَن يطلب، ويطلب، ويطلب، ويُملي على المُلبّي حاجاتِه ...
ويا وَيْح المُلبّي ... !!

وقد غدا ريشةً في مهبّ الرياح ... فريحٌ تطوّح به ذات اليمين، وأخرى تطوّح به ذات الشمال ...

لا تكاد تراه ساكنا هامدا ... وكأنّه ساعتها قد صُنع من مادة "الاضطراب"، فلا هو الذي جَنَّ على عقله ليل سرمديّ ... ولا هو العاقل الذي تعرف له حركات العُقلاء ... 

تتعالى أصوات الأطفال فرِحةً بالمقتنيات الجديدة، وكأنّهم لم يعرفوا للأدوات يوما شكلا ولا رسما، فهُم صُنّاع الفرح وصُنّاع الأعياد ...

ولَيْتَ شعري.. كيف لا يكون عامهم الجديد بكل ما فيه من جديد عيدا سعيدا، صُنّاعَ الأعياد ...!

ليت شعري ... أرى أيامي الصغيرة فيهم، وأرى أعيادي التي كنتُ أصنعها، أياما كانت بلون البراءة، وأعيادا كانت بنكهة الفرح القلبيّ العميق ...

أياما كنتُ أركض فيها مزهوّة بأقدام تطير بي، وتقفز، فتنقلني من الأرض إلى عَنان السماء، ولكأنّ الأرض والسماء عندي صِنوان لا يفترقان، وكأنهما الجارتان لا البعيدة عن البعيدة ...

وكأنّهما سماء وسماء، فهذه سماءٌ للفَرَح الطائر أبدا ... وتلك سماء للطائر الفَرِح أبدا ...!!

وبين سماء وسماء حياة الطفولة ...  emo (30):

أيا أُصَيْحابي أما اشتقتُم لتلك الحياة ؟!!

تتعالى أصواتهم، وتقفز الكلمات من أفواههم، ومع الكلمات تقفز أرواحهم ...

صوت رقيق، وآخر رقيق، وآخر أكثر رقة...
وتأتأة ولثغة، ولثغة وتأتأة...
فالمسطرة تغدو "مِثطرة"، والقلم يغدو "كلم" والمبراة قد تتمدّد بفعل حرارة ضربت الحروف عندهم فتغدو "مبْبْبْبْبْبْبْراة"  :)

أما الأولياء .... !! فيا وَيْح الأولياء ....  :emo:

يالنا من مُتعبين نحن الكبار...
يالنا من مُفارقين دنيا السعادة بلا شرط، واللامابالاة والعيش بلا تفكير في القضايا وفي أمهات القضايا وفي بنات القضايا ...!!

الأولياء ؟ ... إنهم.. فيما أبناؤهم يصدعون بأصواتهم كالقويّ المِقدام الباسل الضرغام ، يلبسون الجديد، ويقتنون الجديد، ويستقبلون الجديد ... هُم ... يا ويْحَ "هُم" ...  emo (30):

يتخافتون، يُخفون عن صاحب المكتبة ضجرهم من المَطالب والمُطالِبِ، يتظاهرون بأنّ الأمر عليهم هيّن، وهو عليهم عظيم ... ولكنّ السيل يبلغ الزُّبى، فيُسفر منهم ما جاهدوا لإخفائه ...

يُسفر في تذمّر خفيّ بَيْنِيّ ... في نظرات مُحدّقات وعيون جاحظات يصَوِّبُونها نحو أبنائهم ...

أو ربما في وخزة بيدٍ تنقلب الإبرة الواخزة في جنب ابنه أو ابنته...
أو في دَوْس القدم الكبيرة على القدم الصغيرة، فالحرب تحتيّة مخفيّة خلف الطاولة العارضة والسلام فوقيّ ظاهريّ كدأب الحروب تحت الطاولات والسلام فوقها ... !!

والبائع في انشغال وغفلة يظنها الوليُّ دائمة، ولكنّها التي لا تدوم...  emo (30):
فهي بين الحين والحين تنقلب انتباهة، ليرى البائع ما لا مناصّ من رؤيته، والعين ترمق الأشياء كعادة العين لِما خُلِقتْ...فلا لَوْم ولا تثريب ...  emo (30):

فتكون مبعث الضحكة المُجتثة من الأعماق المُنْهكة...

وكأنّ البائع المسكين وهو يلبّي ويلبيّ كاللولب الذي لا يستقرّ، يأتيه المُتنفَّس ليُذهب من تعبه الكثير، وليجدّد نشاطه وهمّته ...

ذلك ممّن استحيا منهم أن يُظهر ضجره ...

أمّا غيرهم فيطفح الكيل بهم، فتراهم كالسلاح الماضي الذي يُشهَر بوجه العدوّ، فيتذمر، ويُزمجر، وينظر لابنه شَزَرا، يكاد يلوكه بأسنانه..  :emoti_25:

ولكنّ الأطفال ... لله دَرُّ الأطفال ...لله دَرُّ الأطفال ...!!!

شُجعان أبطال لا يَرْعَوون، لا يُخَوَّفون، ولا يَقتُل الفرحةَ فيهم تهديدٌ ولا وعيد ... !!

ألا شيئا من إرادتهم وعزمهم وصمودهم يُباع فنشتري ...  emo (30):

والأولياء ؟! ويْح الأولياء ...
إنك لتجد أحيانا من يُمسك بتلابيبه الثلاثة والأربعة والخمسة من الوِلدان، كلّهم ينهش منه جزءا، كلّهم يريد... ولا يُريد إلا من ذلك الواحد الوحيد أبيهم ...
فأعانك الله يا أباهُم ... :)

وبينما الحال هو الحال، هذا منهمكٌ مع الآلات يحسب، وذاك ملبٍّ يلبي للطالبين... وأصوات، وأمزجة...
وجوّ من الجدّ والهزل يجتمعان ...إذ برجل يدخل ....رجل لا كالكلّ ..!!

لا كمَن طلب، ولا كمَن تعالى صوته، ولا كمَن خفتَ وبَهت، ولا كمَن زمجر وتذمّر ... ولا كمَن دارت عيناه دوران الذي أعجزه الطلب ، وأعيتْه حاجة هي واحدة من حاجات وحاجات يقضيها...

دخل ذلك الرجل متكبّرا ... متعاليا ... وكأنما هو الجبل والناس مِن حولِه حجارةُ سَفْحِه ... !!

يتكلّم وكأنما كلماته الدُّرر يستكثر أن يلقيها، فإذا أُلقِيَت،ْ خِلْتَ نفسك المُرغَم المغرمَ المثقَل بدفع ثمنها وقد أُلْقِيَتْ إلى أذنَيْك تلقفانها ...  :emo (5):

فسارِعْ... سارِعْ يا ملتَقِف الدُّرر ... سارع وادفَعْ ...
ادفعْ وإن لم تكن تقوى على دفع ثمن قلم وممحاة ... فإنك المُرغَم لا البطل ... وهذه اللآلئ المنتظِمات، وهذا الدُرُّ المنثور من فم ذلك الرجل الموفور ....!!

التفِتْ عن ابنك الصائح بكَ : "يا أبتِ أريدها ... أريدها " ...

والتفِتْ أيها البائع عن الكلّ ... وعن حساباتك ... وعن ضحكاتك المنفِّسات ...
وانصبَّ كُلَّكَ على ذلك الرجل الموفور ...
كيف لا وهو يلقي بدُررِه بين يديك ... ما أكرمه !!
ما أكرمه بائع الكلمات الدُريّة !!!

رأيتُه وكأن الأرض تحمله وحده، وكأنّ الدنيا ملكُه وحده ...
وبينما هو كذلك ... وقد شذّ عن جمع هو الكلّ مع الكلّ، هو الفرد مع الكلّ... هو الناس، هو السواسية كأسنان المشط ... هو بالغاضب بينهم والراضي، بالصائح بينهم والصامت...

كلهم ذلك الكلّ المندمج، ذلك الكلّ المتشابه وإن اختلف ...

ذاك الذي أنا منه وهو مني .... ذاك الذي هو أنا وأنا هو ... سواسية على الأرض، سواسية في الدنيا ... سواسية في الفرح كما في الهمّ ...

وبينما هو كذلك ما فتئ أن دخل خلفه رجلٌ بسيط .... جارُنا البسيط، المتواضع ... !

يلقي السلام ويبتسم ... ويُحدّثنا بالكلمات المتواضعة، بالكلمات البسيطة، بالنبرة التي نعرفها وتعرفنا عن ابنه "بُبُّو"   وهو ذلك الحذِق، الفطِن الذي تولّى عن أبيه هذا العام مُؤنة إخوته، فتكفّل بمصاحبتهم، وباقتناء الأدوات لهم بدلا عنه ...  emo (30):

"بُبُّو" هو ذلك الصغير الكبير الذي علّمَتْه حاله البسيطة المتواضعة أن يحذو حذو الرجال وأن يخاطبك كما الرجال، وأن يشتري كما تشتري الرجال فلا يُفْرِط ولا يُفرِّط ... رجلٌ هو "بُبُّو" وإن كان صغيرا ... صغير هو "بُبُّو" وإن بدا كما الرجال ..

وعندما سمعت تلك الكلمات ... وهو يُشيد بيده الطُّولَى معه هذا العام، لا تغادر البسمة وجهه، مُفتخرا به ... وددتُ لو كان بمَلْكي القيام إجلالا للرجل البسيط، وهو يقف خلف الرجل المتكبّر بائع الكلمات الدريّة !! وعيني لم تعد ترى المتكبّر إلا صغيرا، صغيرا ... والبسيطُ بعينيّ كبيرٌ كبير ...

رأيته وهو الذي أعرفه، وكأنني أعرفه من جديد.. أعرفه أكثر .. أعرف وزنه قياسا بالمتكبّرين ...

كم بدا لي كبيرا ... وكم بدا لي جميلا ابنُه "بُبّو" ...
لم يدرِ أنّه الذي يستحق الإجلال ...لم يدرِ أنه الذي يستحقّ التقدّم وإن تقدّمه الذي يبيع كلامَه بيعا ولا يرى له ثمنا ..

لم يدرِ أنه كان الصُّعَداء تنفستُها من خنق ذلك الرجل المتعالي ...

إنه ابن الأرض الذي تحمله الأرض لا السماء ... كما أنني ابنتها ... فهو منها وأنا منها، وما خُلِقنا إلا منها، وما مآلنا إلا إليها ...

وبدأتُ أسمع من جديد تلك الضوضاء المحبّبة، وكأنها النغمات المتناسقات، المُتّسقات وقد قطعها لِحِين نشازُ المتكبرين...

من أصوات البُسطاء المندمجين في "كلّ" لا فرق فيه بين غنيّ وفقير ... فيهم الميسورون حالا نعمْ ... ولكنهم الذين لا يتكبّرون ...فهُم مع غيرهم كما غيرهم ...

فيا أيها المتكبّرون ... إنكم لن تخرقوا الأرض ولن تبلغوا الجبال طولا ...

وإن المتواضعين هُم أهل الاحترام والتجلّة والتقدير ... وإنّه لن يقدّركُم ولن يتمسّح بكم إلا كلّ متملّق، يريد مصلحة بين المصالح... فلتهنؤوا بهم، وليهنؤوا بكم ...

أما أنا فإنّ "بُبُّو" وأمثاله عندي هم الأعلَوْن َ وإن بعتَ ما بعتَ من دررك يا بائع الكلمات الدريّة !!

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:54:11
2017/09/15
--------------------
إخوتي وأخواتي... بالله عليكم ما الذي يُعاب على هذه الصفحة من كتاب جديد مقرر على مستوى الابتدائي ؟!!

فقد وجدتها في مجموعة، وواضعها ينتقد أن يُتعرّض أصلا لموضوع التحرش بالأطفال .. ويقول : ((ماذا يتعلم أبناؤنا يا سادة ؟)) !!!

أليس واقعا يعايشه الأطفال، ويجدر بكل الأطراف التحذير منه ؟!!!

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12393;image)

وقد كان التالي رد الأخصائي النفساني حسن خالدي عليها :

فكرة جيدة جدا وقد أثيرت بأدب وحذر في الكتاب، فما المانع والاعتراض !
الذين اعترضوا يسلكون استراتيجية النعامة، طمر الرأس في الرمال.. وانتظار أن يستقيم الناس.. فلا يعالجون المشاكل إلا بالتغاضي عنها !! (عقلية محافظة)
وكما قالت الأخت أسماء. هذا مما يتعرض له الأطفال وشيء لصيق بهم
المشكلة أن دمار نفسية الطفل بهذا التحرش أو الاعتداء.. لا يساوي أبدا التحرك المجتمعي أو الوعي النفسي بخطورته. ومن هنا نعلم أنه مجرد هروبية وسلبية تتسربل بالفضيلة

وستبقى هذه القصة مدار وعي جمعي عند الأطفال.. فهذا أحسن من أن يقولها أبوين لعدة أطفال والأغلبية لن يسمعوها في بيوتهم .. أن تكون في المنهج فيعرفها كل الأطفال أفضل..
بل إن بعضا من الصراحة مطلوبة أيضا أو التحرزات الوقائية مثل أي كارثة: حريق أو زلزلال أو ما شابه

فيعطون نصائح مثل: ماذا لو أراد أحد نزع ثياب الطفل ؟
ويعطون أجوبة مثل: يصرخ أو يهرب.. ولا يتركه يفعل إلا أن يكون مع أبويه (مع احتمالية أن يكون أيضا منهما معتد)
أن يتحدث ولا يصمت.. وأنه ليس مذنبا وهكذا

المشكل أن الراشدين يفترضون أن ردة فعل الطفل ستكون ذكية ويقظة ! لأنه يدركون البعد الجنسي للاعتداء
الطفل أو المراهق لا يرى الأشياء هكذا.. فهو لم يبن الأحكام الأخلاقية بعد.. ويقول ربما هذا شيء عادي الذي يُفعل بي.. وقد وقع, وقد سكت أطفال وحاروا ولم يقولوا شيئا ولم يتظلموا ظنا منهم أنهم هم المجرمون !!

------

وهذا كان ردا آخر مني :



ولننظر للأسئلة تحت النص وكيف أن مدارها حول القضية ..

* ماذا قدم لسامي ؟ قطعة الحلوى
* ماذا طلب منه ؟ ألا يخبر أحدا
* بمَ شعر سامي ؟ بالخوف.

هناك نوع من التوعية المتدرجة، بحيث يتم تنبيه الطفل أن تقديم الحلوى ليس دائما شيئا جيدا ...

وهو يقترن بهذا الطلب الغريب مثار خوف لا اطمئنان ...
وهذا تعليم لجديد لا ينتبه له
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-13, 09:57:47
2017/09/16
--------------------

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12395;image)

شقيقي كعادته مولعٌ بالاعتناء بطيور له في قفص من الحجم الكبير ...  emo (30):

أنجبت الأم عصفورَين... كبرا يوما بعد يوم، حتى غطى جسمَيهِما ريشٌ بديع ...

أشار عليه مربّي طيور أنهما قريباً سيحسنان استخدام جناحَيْهما، فلا يتركنّ عشَّهما عاليا، ولينزله حتى لا يسقطا إذا ما همّا بالطيران...

فعمل بالإشارة...
ومن حينها وهو يراقب الأم جزِعةً ... تردّد تغريدة جديدة، وهي تنتقل من حامل إلى آخر ، وكأن صغيرَيْها قد أُخِذا منها...

فعل ما وَسِعه لتقريبها منهما، وتقريبهما منها، ولكن بقيت على جزعها ...

فأعاد العشَّ إلى مكانه الأول ... فهدأت وسكنت، وارتاحت وارعوتْ ... بل وأقبلت عليهما وقد اشرأبّ عنقاهما إليها، وجعلت تطعمهما ...  emo (30):

فسبحان الله ... !

سبحان من سخّر قلب عصفورة ليجزع على صغيرَيها فلا ترعوي حتى تطمئن... ولكأني بفعلها قد أنذرت مَن تُسوّل له نفسه أن يقربَهما، وأنّما النوايا عندها سواءٌ طيّبها وخبيثها ... فقاعدتها... ألا مِساس ...  emo (30):

ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه-ه

الصورة التقطتها للأبطال الحقيقيين .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:05:08
2017/09/21
---------------

"مجرى الأقدار"
لَكَمْ أحب السياحة فيه ...  emo (30):

فعل الله في الأرض خطوة بخطوة ... لكم أحب السياحة فيه !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:05:45
2017/09/21
---------------------

قضيت اليوم أتصفح كتبا للطور الابتدائي...

أحاول التعرّف عن قرب عن سرّ هذه المَوجة والهَوجة التي أحدثها الأولياء .. !!

إذ قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهم بين قول وقول ..
وبين شك وتشكيك، وبين تجريم وصَهْيَنة...
وأصابع الاتهام الشنيع موجهة لواضعي البرامج المدرسية ... ولوزيرة التربية والتعليم ..

فتارةً تقع على صخب يحدثونه حول صورة للأم بلا حجاب !!
وتارة تسمع المتنادين بطرد الوزيرة لأنها حذفت البسملة من بعض الكتب ..

وتارة أخرى ينتقدون نصا يحذّر الأطفال من مقدمات التحرش الجنسي الذي أصبح حقيقة متصاعدة تهدد الأطفال .. !

ومرة أخرى تقرأ نقدا لمن وضع بكتاب "التربية الإسلامية" صورا عن كتاب الإنجيل وكتاب التوراة في عَرض التعريف بالكتب السماوية، بدعوى أن هذه الكتب محرفة ففيمَ وضع صور لكتب محرفة ؟!!!

تصفحتُ شيئا من الكتب ... فلم أجد ما يدعو لهذه الموجة العارمة والصخب الزائد الذي ليس في محله ... !!!

ظاهرة صحيّة أن يطلع الأولياء على الكتب عن كثب، وأن يراقبوا ما يدرس أبناؤهم ... ولا بأس بانتقاد ما فيه ضرر على فِكرهم ... على أن يكون ذلك بموضوعية وبصدق ودون تلفيق وزيادة ومبالغة ...

على ألا يكون عن سابق إصرار وترصّد، وتحرّز مَرَضيّ يجعل من المقبول مرفوضا، ومن العادي البسيط معقدا ... !!

فأين الخلل في صورة أمّ بلا حجاب ؟ أليس من الواقع ؟ نساء بحجاب وأخريات بلا حجاب ؟

وعلى قول صديقة لي أن كتاب اللغة العربية من مقررات سنوات ماضية اشتُهر ب : " ماما في السوق". "بابا في البستان" وكانت ماما بلباس محتشم ليس هو الحجاب...

ولم يعترض أحد على ارتياد "ماما" للسوق وبقاء "بابا" بالبستان... بينما يأتي اليوم مَن ينتقد صورة أمّ بلا حجاب لأطفال الصف الأول ابتدائي !!! والكتاب مليئ بصور الصنفَين...

خلاصةً أرى أننا نعيش فوضى عارمة، اختلط فيها "التحذر" بالمبالغة، ونعيش أزمة عدم إنزال المفاهيم منازلها .. حتى فُهم الوعي على أنه "التربص" و"التعقيد" و"الترصد" و كَيْل التهم ..

وفُهِم أن من الدين إعلان الحرب على الواقع... على مجموعة صور تُستنبط من الواقع ... ليكون النموذج الواحد الذي يريدون، نموذج "المرأة المحجبة" وحدها في عملية إقصاء لما نعايشه من وجود أكثر من نموذج ... وكلهم من روح هذا المجتمع... ومن واقع ثقافته ...

والكتاب كما عاينتُ يزاوج بين النموذجين في هيئات محترمة محتشمة ليس فيها أدنى إضرار بفكر الطفل... ! والنصوص الدينية من قرآن وحديث نبوي تملأ الصفحات...

فُهم أن من الدين ألا يرى الأطفال صورا للإنجيل أو للتوراة المتداولة في الأرض ... مجرد صور ترمز لها بغض النظر عن كونها محرفة ... !

فُهِم أن من الدين ألا تقوم المدرسة بدورها في توعية الأطفال بمقدمات التحرش الجنسي ليَحْذروها ... !! بل من الدين أن يبقى الأمر أدراج ريح الجريمة السَّموم، نُصعق إذا سمعنا بها، وبالمقابل لا نعترف بوجودها وبضرورة محاربتها بالتوعية اللازمة ... !!

فوضى هي عارمة ... يدّعي بها مَن يدّعي أنه الحاذق في السياسة فهو يتهجم على السياسيين بداع وبغير داع.. فهو يُصهين ويجرم ويشكك ... يريدها ثورة هو أول الناكصين على أعقابهم فيها ... !!

وما كل هذا إلا وقت ضااااائع ... لعب وتلهٍّ ووقت ضائع يُظن وهْما أن الهدف فيه يُسجَّل ... !!!!

ولو أن الآباء والأمهات اهتموا بالتربية القويمة وبمعرفة الحاجات النفسية لأبنائهم، وبتأهيل أنفسهم لريادة أسرهم ولصناعة "رجل" رشيد من الابن و"امرأة" رشيدة من الابنة لكان أجدى وأولى من ادّعاء حذلقة سياسية كذابة ... ولحُقّ الحق ولأُبطِل الباطل، ولاستحقّينا التساوق مع "الآخر" على سلم الحضارة ""الإنسانية"" ...

ولفهمنا أن هذا لُبّ الدين لا قشوره ... !!
وإنه اللُّب ولا أصحاب ألباب له ... !! أما القشور فكلهم يمدّ إليها يدا ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:08:19
2017/09/25
---------------

بَدَت ضجِرة قلقة ... حتى أخبرتني...

قالت أن أخواتها يُكثرن عليها بانتقاد خطيبة ابنها ..

 :emo (5): إممممم... هي مستواها التعليمي "على قد حالها" .. فماذا تنتظرين من مثلها إذا اقترنت بابنك ؟ تربية أطفال كما يجب أو حياة راقية ؟!!  :emo (5):

 :emo (5):إمممم ... رغم كل عيوبها، وخفتها، وطيرانها وقلة نضجها كم يصر عليها !! "استني استني" إنكِ لن تري من مثلها خيرا ... !  :emo (5):

 :emo (5):إمممم... انظري لقلة ذوقهم .. وكيف استقبلوك، وكيف كان بيتهم، وكيف وكيف وكيف .... !!  :emo (5):

ملّتْ... ضجرتْ... سئمت من هذه الانتقادات، وهي أصلا لم تعجبها الخطيبة، وفاتحت ابنها بشأنها ولكنه مصرّ ومصرّ عليها ولا يقنعه انتقاد كل من انتقد، ولا تخويف كل من أخاف، حتى والمنتقدون الرافضون أب أو أم... !

فقد أبانَ عن إصرار في الارتباط بها وإن فعلوا ما فعلوا ... حتى انصاع والداه لرغبته ... !

قالت لي في كلمة "إنما انتقاداتهم الخانقة لأنهم فقط يتصورون le parfait" أي الكامل، المثالي ... !

أجل ... لقد وضعت يدها على عين الحقيقة ...

نظن أن النموذج المرسوم برؤوسنا "فقط" هو ما يجب أن يتحقق...
ليس في شأن كهذا وحسب بل في كل شؤوننا..

لا نملك المرونة الكافية للتكيف مع ما يحيط بنا تكيفا نبحث فيه عن محاولات للتأقلم مع نماذج أخرى، مع محاولات تقبل لها ولاختلافها ... وكأن الصحيح والسليم وذا الثمرة الطيبة، والمستقبل الزاهر هو فقط فيما "نتصوره" لا في غير ما نتصور ...

نغفل أن هذه النماذج قد تحتاج "التأقلم" منا أولا، وربما -بل غالبا- سيتقبل تغيير ما به إن فهم أنه بإزاء من لا يرى نفسه خيرا منه، بل من يرى نفسه أيضا تلك النفس الضعيفة لا يزيد عليه بشيء... !

والخير والوفاق والعيش الهنيئ لا ندري من أي سبيل يأتي... !

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:10:09
2017/09/26
-------------------

أمهات كثيرات جدا حين يدرّسن أولادهن بالبيت ويتابعن أداءهم لواجباتهم المدرسية وفهمهم للدروس ... يدرّسنهم بطريقة يكون فيها التركيز على :

📌 تلقين المعلومة لا تعليم التفكير بها .

ماذا أعني ؟ .. :)

الأم يُهيَّأ لها أنها تدرّس ابنها، وتدعمه، وتغذي فهمه للدروس، وهي غالبا أم مثقفة وذات مستوى يخوّل لها المتابعة الجيدة ..

فهي تحلّ عن ابنها الواجب، وتجيب عن الأسئلة، وتكتب له الإجابات، أو تمليها عليه... تكتب له فقرة تعبيرية مثلا طُلبت منه.. 📄 !!! تحلّ له مسألة رياضية ... ! 📊📐

تلقّنه الإجابات تلقينا ... وهذا عندها تفهيم وتدريس ودعم ... :)

أو في أحسن الأحوال، قد تُفهمه الدرس، وتتركه ليحلّ التمارين والتدريبات الموافقة له... فإذا وافاها بحلوله، لم تمهله إذا أخطأ، بل تسارع لتصحيح أخطائه كثيرة كانت أم قليلة ... !🔧📝🔧

ولا تعطيه فرصة لإعادة التفكير، والتركيز لاكتشاف خطئه بنفسه ... :)

وهذا هو "التلقين" الذي لا تنتبه الأم أنها تقدمه لابنها، وتحسب أنها به تنفعه، بينما هي تفتح له باب التعوّد على تسهيلاتها😴

وتغلق عليه باب تشغيل عقله، وتنمية قدراته ، والتعود على التفكير لحل المشاكل، ولاكتشاف الأخطاء ولتذوق حلاوة تصحيحها بنفسه ... كما أنها لن تعرف مستوى ابنها الحقيقي، بل ستبقى في دائرة "الصب" ليفوز بعلامة جيدة عن واجبه، وهذا هدفها الذي سيصير هدفه بالتعدّي ... !😞

الأم التي تريد أن يتعود ابنها على التفكير وتسعى لتطوير قدراته "التفكيرية" و"الفكرية" هي التي لا تركز على أن يحلّ الكثير من التمارين بقدر تركيزها أولا على تعلمه طريقة التفكير وتشغيل عقله، وتقليب ما بين يديه على أوجه حتى يهتدي للحل، فلا يقع عقله فريسة الخمول والاتكال وأن هناك من سيحلّ عنه، ومن سيسهّل عليه، ومن سيحمل عنه كل ما لا يكلف نفسه عناء فهمه ... 😴😴

هناك من سينوب عنه، هناك من سيفكر عنه، هناك عقل سيعمل مكان عقله ... !! فياااا هَنَاهْ 👏

سأضرب مثالا... :)

هاتفني ابن أختي يريد أن يُسمعني إعرابه لبعض الجمل، فجعلت أسمع منه إعراب كل كلمة ...

فكان إعرابه سليما حتى بلغ جملة : " يطوف الحجاج حول البيت "
استعصتْ عليه "حَوْل"  :)

فقلت له : طيب .. انتبه .... إذا قلت لك : "القلم فوق الطاولة" ... إلى أي شيء قد أشرت ...؟ فجعل يفكر : إمممممم  :emo (5):... ثم يقول : أنه فوقها ...

قلت : طيب وإذا قلت لك : "الكتاب تحت الطاولة" إلى أي شيء قد أشرت ؟ قال : أنه تحتها ...

ثم أضفت أمثلة عن "أمام" و"خلف" و"قدام" و"وراء"

وأنا أتقدم بأسئلتي شيئا فشيئا ... قلت: فما الذي يجمع بين هذه الأمثلة كلها ؟ إلامَ تشير كلها ؟

فقال : إلى مكان الشيء ...  ::)smile:

يا سلام ...  emo (30): ...لقد اقترب جدا... يكاد يصل، بل لقد وصل :)

وأنا في كل مرة أثني على إجاباته التي تقترب ... حتى انتهيت معه إلى الكلمة الجوهرية، الكلمة المفتاح "المكان"..

فقلت : لقد أجبت نفسك بنفسك ... فإلامَ ترى أن " حول" تشير ؟ قال : إلى مكان ...
قلت : فإن "حول" تُعرب ظرف مكان ...  emo (30):

لم أكن المجيبة ... بل لقد كان هو السائل والمجيب في آن..  emo (30):

هكذا ... يجب أن يتعلم التفكير... أن يتعلم الوصول بنفسه إلى المعلومة ... أن نمشي معه الهُوينى حتى يتعود التفكير والاستنتاج ... لا أن نصب له المعلومة صب القالب ... !!

وتلك حلاوة تعليم التفكير قُبالة جمود التلقين ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:11:03

2017/09/28
----------------

ما أَضَرَّ المسلمين مِثْلُ شعارِ : "ليسَ الدينُ بالعقلِ"، حيث انقلب الدينُ بهذا إلى : تهريج وتخريف وشعوذة وتناقضات، في حين أنَّ القرآنَ المجيدَ كله دعوةٌ إلى العقل والعلم والبرهان !

[سليمان محمدي]

نقلاً عن سلسلة :

#إضاءات_ومراجعات_يحيى_جاد
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:11:44
2017/09/28
--------------

أسماء بنت أبي بكر الصديق، حينما أراد الحجاج بن يوسف أن يعذبها برؤية ابنها عبد الله بن الزبير مقتولا ومُنكَّلا به، أرسل إليها لتأتي، فأبت، فأرسل إليها الثانية يقول : لتأتينّني أو لأرسلنّ إليك من يسحبك من قرونك، فأبتْ... !

لا... ولم يكن هذا آخر العزّ منها وهي العجوز التي قاربت المئة، وعَمِيت عيناها ... !

بل لقد أخبرته أنها لن تأتيه حتى يرسل إليها من يسحبها... !

فما كان منه إلا أن أتاها هو، يسألها متشفّيا عما فعل بابنها، فقالت: أفسدتَ عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك ...

لا ولم يكن هذا آخر العزّة منها... !

بل زادت فقالت له : وإني قد بلغني أنك تكنّيه بابن ذات النطاقين، ألا فإني أنا ذات النطاقين، كنت أحمل في أحدهما الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبي بكر، وكان الآخر النطاق الذي لا تستغني عنه النساء...

لا ولم يكن هذا آخر العزّة والإباء والبسالة من أسماء أمام واحد من أعتى وأطغى وأظلم من وُلِّيَ ...

بل زادت فقالت : " أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا أن في ثقيف(قبيلة الحجّاج) كذابا ومُبيرا، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا أخالك إلا إياه" ... !!

 emo (16): الكذاب منهم هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة، فتبعه منهم مَن تبعه حتى أهلكه الله.

 emo (16):المُبير : هو الذي يُكثر القتل.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:12:35
2017/09/30
--------------

آدم... يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف...
قالت له أمه وهي تعلّمه شيئا : اِنتَبِهْ !

قال : مانيش "بِهْ" أنا آدم... أي : لست "بِهْ" أنا آدم ...  :emoti_282:

فتذكرتُ مرة حينما أخبرتني أنها وقد اعتزمت ووالده أن يخرجوا جميعا في نزهة سألته عن رأيه قائلة : " آدم واش رايك ؟" أي : ما رأيك ؟

فأجابها قائلا : " لا باس". أي بخير ...  :emoti_282:

إذ أن السؤال : "كيف حالك ؟" عندنا هو: "واشراك؟"

آدم ... يبدو لي حاله بين أمرَين أحدهما أنه بذكاء حاد، ويلوّح بشخصية فلسفية مستقبلية ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:14:14
2017/09/30
-------------------

هذه دراسة للدكتور محمد عمارة : "في فقه قوامة الرجال على النساء" وجدتها على صفحته، فقمت بتصوير صفحاتها وهذا الجزء الأول منها .. مهمة جدا أنصح بقراءتها ...

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12424;image)
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12426;image)
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12428;image)
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12430;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:17:10
2017/10/01
----------------

سيدنا زكريا عليه السلام كان كلما دخل على مريم المحراب وجد عندها رزقا ..

"قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ" ...

 emo (16): تحيّر سيدنا زكريا، ودُهش من رزق وجده عندها ليس لها ولا لغيرها يد فيه ... فسألها : أنّى لك هذا ؟... أي كيف لك بهذا ؟..

وهو النبي المصطفى الموقن، الذي يعرف طلاقة قدرة ربه حقّ المعرفة، ويعلم علم اليقين أن ربه على كل شيء قدير...

هو النبي المحدّث من السماء... سأل وقد تحيّر من خرق "الأسباب" ... وتجاوزها بمشيئة مسبب الأسباب..
تساءل وقد رأى تجاوزا لما تعوّد من قانون الأسباب...

حتى أجابته مريم ... وهي الأخرى صاحبة اليقين .. أجابته أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ...

هنالك ... !! عندها ...!!
عندما رأى ما رأى وسمع من مريم ما سمع ... وهو النبي المحدث من السماء يتعلم من مريم الصديقة فيهرع يدعو ربه ...

"فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ "

استجاب له ربه فور دعائه .. بشّره من فوره ...

ولكن .... !!

 emo (16): هذا سيدنا زكريا عليه السلام للمرة الثانية يسأل...
يسأل بالصيغة ذاتها : "أنى يكون لي غلام ...؟

ولم يكتفِ بهذه الكلمات، بل لقد فصّل ...
فصّل حاله من الكبر وحال زوجه العاقر..
هذا الوضع ... فكيف يُتجاوز ويُسمح بحدوث ما لا تتيحه الأسباب ؟!
وهو النبي الذي يعلم علم اليقين طلاقة قدرة ربه، وهو قبل قليل قد تزوّد مع زاده من مريم ... يتحيّر فيسأل ... يسأل بموجب ما عرف وتعود من الأسباب ... وهو يرى ما يتعداها ويتجاوزها...

 emo (16): ثم هذه مريم التي أعلمها ربها أنه قد اصطفاها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين ... الراكعة الساجدة القانتة لربها، الموقنة بقدرته...تلك التي أماطت عن زكريا حجاب الحيرة من رزقٍ أتاها بلا سبب ...

هي ذي ...يبشرها ربها بكلمة منه، عيسى بن مريم وجيها ومقربا ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ...

ولكن ... !

هي ذي تسأل ... !!
تسأل بالصيغة ذاتها التي سأل بها زكريا : "رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ ...
ولم تكتفِ بها كلمات، بل قد فصّلت بذكر السبب الغائب ... : " ولم يمسسني بشر "..

ذكرت الأسباب... أبدت حيرتها من خرق قانون الأسباب... وهي مَن هي في القرب والاصطفاء ... !!

ورب العزة في عُلاه لم ينكر على أحدهم سؤاله، بل أجابهم ...

هم أولاء صفوة من عباد الله المقربين الأخيار ... يعترفون بالأسباب، وبسريانها، وبكونها القانون الساري والعادة الجارية التي تُعرف بها مسالك الحياة ...

هم أولاء لا يخفون حيرتهم، ويتساءلون، ويسألون وهم يخاطبون ربا يوقنون بقدرته على كل شيء، وهم أهل المعجزات، وهم المحدثون من السماء ...

وهم الذين كُشفت عنهم حُجُب وحُجُب .. !!

بينما سرعان ما يصدق البشر العاديون(المسلمون) بالخوارق في عصر تجاوزته المعجزات ... وسرعان ما يلغون دور الأسباب ... أهل هذا الكتاب العظيم الذي احترم العقل، فخاطبه وأقنعه بالحجة ...

وليتهم... ياليتهم تساءلوا كما تساءل الأنبياء... وكما تساءلت الصديقة أم النبي وهم الأولى بألا يسألوا، ونحن الأولى بأن نسأل ... !!

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:18:05
2017/10/03
---------------

المرأة التي تتخذ من خِلال لوح نوافذها (persienne) "كاميرا" ترصد بها غدوات الناس وروحاتهم... فإذا عيناها اللواقط في خلة بين الخِلال.. أهواية هي عندها أم غواية ؟!!

ولربما شاط الطبيخ وتصاعدت روائحه وتفحّم القدر...
أو ربما سقط الرضيع من على سريره  :emo:
أو عبث الصغير بمقلاة فوق النار فانقلبت على وجهه .. !

كله يهون في سبيل خبر يُلتقط على المباشر من خِلال النوافذ ... !
وعلى غرار "الجزيرة مباشر" فاتتكم قنوات تطل على الشوارع بمصورين سريّين "نوافذ مباشر"

ولو أن كل إنسان التفت لنفسه ولمن هُم "رعيّته" بالتربية والمتابعة والاهتمام اللازم لكفاه ذلك تتبّع عورات الناس وأخبارهم وكأنه الفرض الواجب بلا فوات ... !!!

د------------------------------
ملاحظة :
1- خِلال: جمع خلة وهي الفُرجة أو الفتحة.
2-العينان طبعا لن يكون ظهورهما كما في الصورة، إذ قد قمت أنا بتركيبهما عليها
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:19:18
2017/10/04
-------------------

عن الناسخ والمنسوخ .. من كتاب "مفهوم النص" لصاحبه نصر أبو زيد
البِداء: بمعنى أن يبدو رأي جديد مكان الرأي الأول .

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12432;image)

---------------------------

وقد سألت صديقتي أسماء عن شرح أوفى، فرددت عليها بالتالي:

تعرفين معنى الناسخ والمنسوخ يا AMaa Nuance المنكرون للنسخ في القرآن يزعمون أن ذلك من ادعاءات البِداء على الله، طيب ما البِداء؟ البداء هو أن نقرر مثلا حلا لمشكلة ما، ثم يبدو لنا عند تطبيقه أن رأيا آخر أصلح وأنجع، فيكون بذلك التحوّل والتغيّر في الرأي، وهذا ما يقولون أنه لا يجوز على الله، وأن النسخ بالتالي باب للإقرار ب "البِداء" على الله ...
وأول من كان هذا نظره للناسخ والمنسوخ هم اليهود من أهل الكتاب..
طيب كيف لا يكون الناسخ والمنسوخ بِداء يُنسب لله تعالى ؟؟
سأعطيك مثالا .. الطبيب كثيرا ما يصف لمرضى دواء لمدة معينة محددة بشهر بسنة، بعدد من السنوات، ويخبره أنه بعد تلك المدة سيبدأ معه بدواء جديد لمرحلة جديدة وتغيرات تطرأ تستدعي ذلك الدواء الجديد.. هنا الطبيب يصف الدواء الأول وهو يعلم مسبقا أن عليه تغييره بدواء جديد حالما تنتهي تلك المدة والتي يستجد مع انقضائها تغيرات تستلزم الانتقال إلى الدواء الجديد ..
لله المثل الأعلى، الله جلّ في عُلاه في سابق علمه أن مرحلة ما من المراحل تستدعي العمل بهذا الحكم النازل في هذه الآية (ومثال تحريم الخمر في هذا جليّ للتدرج مع تعودهم عليه تعودهم على الماء)
ثم عند انتهاء تلك المرحلة واستيفاء ذلك الحكم لعمله، يجب تبديل الحكم الأول بجديد يتواءم والمرحلة الجديدة التي عمل فيها الحكم الأول حتى تطور الحال، واستجدت معطيات تستدعي حكما جديدا، هنا دققي معي في "يعلم مسبقا" + "صلاح الحكم لفترة بعينها" بمعنى أنه سبحانه ينزل هذه الأحكام ويبدلها عن علم، عن حكمة لا كما نضع نحن حلا ما، فلما يتبين أنه غير صالح عند التطبيق يبدو رأي جديد وحل جديد، وهذا الأخير هو البِداء ... فأين البِداء في الناسخ والمنسوخ ؟!
وهذا يا أسماء نراه جليا في الأحكام المنسوخة(وبالمناسبة النسخ لا يكون إلا في الأحكام لا في الأخبار)، نراه في تدرج تحريم الخمر ففي مرحلة استدعى الأمر أن يُجاب على سؤال منهم مع بيان أن بها إثما ومنافع، ثم مرحلة جديدة بعد ذلك استدعت نزول الأمر بألا يُشرب عند الإقبال على الصلاة، وهنا ينجح العلاج بالتدرج وقد استوفى كل حكم عمله، ثم أخيرا يكون المجال مفتوحا حقا ومتاحا لأن ينزل التحريم النهائي ...
وغيره من الأحكام، من مثل حكم التي تأتي الفاحشة "فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ" ، وتأملي نهاية الآية "أو يجعل الله لهن سبيلا" ... والسبيل كان في الآية الناسخة من سورة النور في حد الزاني. وكذا حكم الانتهاء عن أذى الكفار، ثم الإذن بالقتال، ثم الأمر بالقتال ... حسب مقتضيات كل مرحلة ...
هكذا تُدحض دعاوى المنكرين للنسخ... إذ ان البداء هو عن رأي عند التطبيق يتبين عدم صلاحيته فيبدو رأي آخر.. بينما النسخ إنزال عن علم مسبق لما سيأتي موعد تبديله بغيره مواءمة لتغير الحال وتطوره، ومن أهم غاياته التدرج في التشريع للتيسير.

أخيرا أعود لك لما أورد "أبو زيد" فيما اقتطفت أعلاه، تأملي قوله أن تغاير أفعال الله تعالى لا يعني تغيرا في ذات الله تعالى أو في علمه، بمعنى أن حكم الله بأمر ثم حكمه بآخر لا يعني تغيرا في ذات الله وأنه سبحانه يجوز عليه إنزال حكم لا يكون صالحا فيبدله بغيره، –تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وتأملي قوله "لا يعني تغيرا في علمه" ذلك أنه سبحانه يعلم أن هذا سيكون لمدة محددة ثم يحل بعده ما يليق بالمرحلة الأخرى، يعلم ذلك مسبقا...
وتأملي أيضا قوله غياب التركيز على الواقع وعلى الناس المنزَل عليهم القرآن، إذ أن الله تعالى يبدّل ليتوافق التبديل والتغيير مع ما يستجد من واقع متحرك متغير، لا أن يكون هناك جمود لا يوافق تحرك الواقع، بينما الله تعالى لا تتغير ذاته ولا يجوز عليه البِداء سبحانه وتعالى .. فهو هنا ينفي القول بالبِداء على الله الذي يدعيه منكرو الناسخ والمنسوخ.

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:22:21
2017/10/05
---------------------

عندما ترى رأي العين تلاحم المؤمنين وتعاضدهم، ووقوف بعضهم إلى جنب بعض .. في مواقف الفرح كما في مواقف التَّرَح ...

جارٌ لهم توفي منذ يومين، وهم يسكنون العمارة ذاتها...
فتح أحدهم بيته ليُعدّوا فيه ما يُقدَّم للمعزين من طعام وشراب.. والآخر فتح بيته لاستقبال الرجال منهم ...

فإذا ثلاثة بيوت بالعمارة كلها وكأنها البيت الواحد ... حتى لا يعرف من يقصد بيت الميت أول مرة أي البيوت هو بيت العزاء ... !

أتساءل ... لمَ يُغَضّ الطرف عن هذه الحسنات المنتشرة في مجتمعاتنا ونرى المستمسكين بالمساوئ يندبون الحظوظ ويطلقون الآهات والزفرات والحسرات حتى غدتْ لغة وعادة لا تنفيسا وساعة بساعة !

لماذا نكاد ننكر وجها حسنا واحدا في مجتمعاتنا ؟!!

"النخبة المثقفة" من المجتمع أو "المتدينون" تدين المفهوم المقلوب غالبا ما لا يضعون الحسنات أيضا قبالة المساوئ ...

وأعاينها وأقولها دوما، البسطاء في تعاملاتهم بخلطهم عملا صالحا وآخر سيئا هم مَن يقرّرون الواقع على حقيقته، فيحسنون ويفعلون الخير ولا يتوانون... لا يصدّهم عن ذلك فساد الفاسدين وإفساد المفسدين، بل لا يصدهم حتى خطؤهم هُم وضعفهم وتقصيرهم، بينما تتفرج "النخبة" ويتقزز "المتدينون" من عَلُ... !

يستقذرون أقذاء الواقع، ولا يعدّونها مكوّنا من مكونات البشر، ويُزْكِم أنوفَهم"النبيلة" نَتَنُ عَرَق "الضعف البشري" ... فيحكمون على المجتمع بالهلاك والخسار والبوار من فساد منتشر ... متناسين جهود البسطاء العاديين في صنع "الخير" رغم انتشار الفساد.. ! ورغم زللهم وخطئهم هُم كائنا ما كان... وكثيرا بل غالبا ما تقصر همة مستقذر قذى الواقع عن حسنة يأتيها ذلك البسيط ... !

وإني لأرى بهذا سُكان ذلك البرج العاجيّ البعيد عن "أرض الواقع" باسم الثقافة النخبوية أو باسم التدين المقلوب جزءا لا يتجزأ من "المشكلة" لا من "الحل" الذي يتوهمون البحث عنه ويوهمون الناس بنظرياتهم السوداوية القاتمة أنهم يُنظِّرون له... !!

نعم هؤلاء البسطاء العاديون الفاعلون هم من يقررون الواقع على حقيقته ... فلا بياض مطلق ولا سواد مطلق ..
وتلك هي البشرية في كل مكان... في كل مجتمع لا في مجتمعنا وحده... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:23:00
2017/10/06
------------------

سيدنا إبراهيم عليه السلام لما أخبره ربه أنه جاعلُه للناس إماما .. من فوره فكر بذريته ... قال : ومن ذريتي..

من فرط ما أحب أن تكون الإمامة إلى الخير، إلى الإسلام في ذريته من بعده...
من فرط حرصه على بقاء الدعوة إلى الله من بعده ...
من فرط استحقاقه لتلك الإمامة التي تُعلي أمر الله وكلمته في الأرض كان تمنّيه بقاءها بعد موته ...

ولكن ردّ الله تعالى كان : لا ينال عهدي الظالمين ..

كان تعليما لإبراهيم عليه السلام أنّ الإمامة ليست تشريفا فينالها ابن الإمام وإن كان ظالما ...
كانت ضمنيّةَ أن من ذريته من سيكون ظالما .. فليس انتسابه لأب إمام يخوّل نيله لعهد الله تعالى ... !

ولكن ... ! بالمقابل لا يصل الأمر أن يُحرَم العهدَ من ذريته من يكون له أهلا ..

نمشي الهُوَيْنى مع الآيات ...

"وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "

فها هو إسماعيل عليه السلام ينال العهد ... !

ثم ها هو مع أبيه النبي عليهما السلام يرفعان القواعد من البيت، ويدعوان بأن يتقبل الله منهما... ثم :

"رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ128 رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 129"

إنهما يدعوان الله تعالى أن يجعلهما مسلمَين له ومن ذريتهما أمة مسلمة ... وأن يبعث فيهم رسولا منهم ...

وقد كان ... !
كان أيضا من ذريته من استحق نيل العهد...
إذ لم يكن من الظالمين .. وكانت له الإمامة المستحقة ..

لنتأمل كيف دعوا سويا أن يجعلهما الله "مسلمَين" ومن ذريتهما أمة "مسلمة" .. وأن يبعث فيهم رسولا يدعو للإسلام ...

وهذا هو النسب الحق وهذه هي الرحم... "الإسلام".. وله تكون الإمامة ...وهؤلاء هم من استحقوا العهد ...هؤلاء الذين لم يظلموا ...

أما من قال منهم ظالما كاتما شهادة الحق أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا وأن إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانو هودا أو نصارى ... وأنْ كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ... وأنه لن يدخل الجنةَ إلا من كان هودا أو نصارى ...
فأولئك الذين لم يستحقوا العهد ...

أولئك الذين ظلموا فاختلقوا غير " الإسلام" ... وافتروا على إبراهيم غير الإسلام ... بل افتروا على الله كذبا أن دعا أنبياؤه إلى غيره...

حتى برّأ الله نبيه من افتراءات "الظالمين" الذين لم يكونوا أهلا لعهد الله : " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "

وقال سبحانه: " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "

وقال سبحانه : " وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين * بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "

وقال سبحانه :"أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "

"من أظلم" منهم أولئك الذين علّم الله إبراهيم عنهم وهم من ذريته، أنهم من ظلمهم لن ينالوا عهد الله ... ! وقد كانوا... وكان ظلمهم بادعائهم على أنبياء الله غير الإسلام وغير الدعوة إليه...كما كان من استحق العهد والإمامة صلى الله عليه وسلم مع من استحق.. فكان إمام المرسلين...!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:24:48
2017/10/08
--------------------

كان لي على هذا الفيديو تعليق :

https://www.youtube.com/watch?v=UICG0My8rBk


تعليقي :


طيب أنا مع العبرة من القصة والتي مفادها أنه من قلة العقل والفهم السليم عدم تحري صدق ما نتلقى من معلومات، وألا يكون التصديق الفوري لكل ما نسمع ومن كل من نسمع له ...ولا نختلف أن هذه مشكلة كبيرة يعاني منها المسلمون اليوم بصفة خاصة ...

طيب ...هذا الجزء الذي أؤيده ...

ما الشق الذي عليه ما عليه عندي؟
تأملوا معي ... هذا المدعو "العتابي" أراد أن يُري صديقه كيف أن أهل المحلة كلهم لا يعقلون... فجمعهم وقال ما قال .. فسارعوا... كلٌّ منهم يجتهد في إيصال لسانه إلى أرنبة أنفه طمعا في النجاة من النار ... !!!

جميل ... ! ولكن... الحكمة والأمانة تقتضي أن ينبههم إلى ما وقعوا به من تصديق أعمى حتى بالتقريع وبالتوبيخ ... المهم أن ينبههم من جهة حتى لا يُعتبر كذابا وقد اختلق ما اختلق وتركه معلقا ... بل ليعلموا أنه فخّ متعمد منه ليعلمهم من بعده وينوّرهم وليُريهم من أنفسهم مغبة تصديقهم الأعمى ...

ومن جهة أخرى ما قيمة صاحب العقل والحكمة والمعرفة إن لم يكن مصلحا منوّرا معلما، لا يكتفي بالسليم لنفسه بل يعدّيه ...

قد يقول قائل.. ولكن قد ييأس المرء من توعية متكررة لا تؤتي ثمارها .. !

أقول نعم، ذلك رد فعل بشري موجود لا ننكره ... ولكنّ صاحب الحكمة والعقل والرسالة لا يعتدّ بالعدد ... بل يرى بأن الواحد الذي يتوعى يأتي منه الخير ... وقد يكون الواحد بوزن العشرات والمئات .. فلا يستهين به..

ثم أكُلُّ أهل المحلة سواء، لا يفهم ولا يتعلم منهم واحد ؟!

أم أن التسرع في جني الثمار منّا نُلبسه لبوس اليأس ممن نعلّم ؟!  emo (30):

ثم من ناحية أخرى، لا يكون الحكم على الناس بالدونيّة قبل أن نراجع أنفسنا ونحن نعلم شيئا، ونفهم شيئا ونعقل شيئا .. هل علمناه غيرنا ؟ هل نفعنا به غيرنا قبل أن نحكم عليهم ؟!

ومن ناحية أخرى ليس كوني عارفا بشيء، وفاهما وعاقلا فلا أصدق بسهولة، ولا آخذ دون تمحيص داعيا لأن أتكبر بما عندي وأستعجل الثمرة وأيأس ممن لايعلم أو لا يتعلم...

وترنّ برأسي دوما : " كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ"

وهناك أيضا نقاط أخرى...  emo (30): وقد يقول قائل ياااه ما كل هذا التعقيد ؟!!

لا أراه تعقيدا، بل أراه قراءة من الجوانب المتعددة لا من جانب واحد يُغفِل تقصير المقصر ويصوره البطل وهو مشارك في المشكلة ويبدو الأعقل، بل ربما كان لتقصيره "الخفيّ" الدور الأكبر في المشكلة ..

من النقاط الأخرى... أنه استسهل الأكل أمام الناس لقلة تقديره لعقولهم... فهل هذا دافع عند صاحب المبدأ والتربية لأن يتخلى عنه..

الأكل على قارعة الطريق هيّن أمام أفعال أخرى، قد يأتيها بالقياس من يرى أن قلة وعي الناس دافع لأن يفعل دون ان يكترث برأيهم ... ! أليس احترام الذات هو الأولى ؟!

نقطة أخرى .... :)

يووووه !!... مازلتِ تعددين ؟!  :emo (5):

نعم مازلت أعدد... فصبرا  emo (30):
صديقُه لو كان وعيه حقيقيا لنبهه لتقصيره .. ولكنه زاد ففعل ما فعل هو ... ليرتفع عدد المخطئين المتخفّين إلى اثنين ... !

بالله عليكم ... كيف لا يصبح أهل المحلّة بعد وفاة "الواعيَيْن" على ذلك الحال من التصديق الأعمى وقد اكتفى الواعي بينهم بالتهكم والنظر من علُ ؟!

وأخيرا نسأل الله صدقا وتواضعا وحكمة ...
فمع عدم التصديق الفوري لكل شيء -كما جاء بالفيديو- النظر للجوانب المتعددة لتبيّن الأسباب الخفية للمشكلة، فالسبب غالبا ما لا يكون واحدا، كما قد لا يكون ظاهرا، حتى أن المجرم لَيَبدو من الظاهر بريئا، وقد يبدو البريئ مجرما ...

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:28:41
2017/10/09
--------------

{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }

إننا إذا تأملنا وعيد فرعون : "سنقتّل أبناءهم ونستحيي نساءهم" ...
ذلك هو فعلك يا فرعون في قوم موسى من قبل ... ألم تقتّل أبناءهم خوفا ممن سيهدد ملكك ؟!  emo (30):

وها أنت ذا تعيد وعيدك أمام من سلم ونجا وهو ذا يهدد ملكك...!  emo (30):

على الأقل قد فعلتَها قبلا توجسا من منامك... سلاحا أشهرتَه بوجه القدر ...لئلا يكبر ذاك الولد .. فما أفلحتَ وما أغنى حَذَرك ...وها هو الولد ذا ماثل بين يديك وما تقدر يا فرعون عليه ..!!

أما اليوم فستقتّل أبناءهم من جديد خوفا ممّن ؟!
أمِن ولد جديد يكبر ؟!!

ما حزرتَ يا فرعون ... ! وأنت من هول ما أصابك وما تحقق وكنت تحسب نفسك قد حلتَ دون تحقّقه.. تعيد طريقك البائس...  emo (30):

لقد كبر الولد يا فرعون ... !! ولقد أُيِّد بقوة خير الماكرين...

ولقد غدا القائدَ والمستنهِض.. ولم يعد لك من سانحة لتحقق وعيدا لم تحققه من قبل وقد كانت الطريق أمامك ممهّدة ... !

إنهم من هول خسارتهم يعيدون طريقهم الخاسر يحسبونه المنجاة .. !
وسيكبر الولد يا كلّ فرعون !! سيكبر الولد ... وستتهدّد وستتوعّد ... ستسلك طريقك البائس ذاتَه... ولن تفلح يومها يا كلّ فرعون............. إذ سيكبر الولد......... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:29:31
2017/10/11
-------------------

في ظل تكاثر وسائل التواصل ووسائل وصول المعلومة، ومع التراكم المعرفي المنتشر صوتا وصورة وكتابةً، قد يتحيّر الباحث أيَّ مادة يتابع...

وقد يعجبه شيء هنا وشيء هناك وآخر هناك ..فيتقافز عزمُه بين هذا وذاك ... والكلّ فيه الفائدة والنفع ... والكلّ يُغري بما يحوي من علم أو فكر أو ثقافة ...

ولكن المشكلة أنّ من أراد فعل كل شيء لن يفعل شيئا ... :emo:

في ظل هذا الذي نعرف من التراكم المعرفيّ المتاح -والذي لا ننكر فائدته، والواحد منا قد يقع مثلا على كتاب نفيس لا يتوفر في أي مكان مما حوله- أنصحكم بأن تختاروا ما تميلون إليه ... ولا تلتفتوا لغيره حتى تُنهوه وتتِمّوه ...

بمعنى أن تعقدوا العزم على مادة بعينها سواء كانت في شكل كتاب أو سلسلة مرئية أو غيرها، وأَصْعِدوا ولا تَلوُوا على شيء حتى تنتهوا منها ...
ولا يُغريَنّكم شيء غيرها فتقطعوها وتبدّلوا إليه ...
فإنما تلك شوشرةٌ وفوضى ذهنية لا تنفع بل توحي لصاحبها بأن المادة مملة، وأن المادة الأخرى ستكون أمتع ...😕

واحذر وتنبّهْ فقد تكون أنت المَلول الذي لا يقرّ له قرار...  إذ الإلمام بمادة والإحاطة بها أنفع وأجدى من القفز...

وهذا لا ينفي أن يكون اكتشافك لرداءة ما بين يديك صحيحا، ولكن إن تكرر معك ذلك والدافع معه الاغترار بكثرة المعروض والتحمّس للكثير غير المقدور عليه فذلك لخلل فيك لا في المادة ! ... فتنبّهْ ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:32:46
2017/10/12
-----------------

رسالة عامة يرسلها صاحبها لحُزمة أصدقاء، وقد تطور الأمر فأصبحت صوتيّة ...  :emo (5):

مفادها أنّ عليك أن تعاود إرسال هذه الصلاة على النبي لكل من تعرف، لتكون صلاة مِلْيارية، ولتشحنَ رصيدَ حسناتك بكذا مليون حسنة وإلا لحِقتْك اللعنة إلى يوم الدين .. !!

هو قد حسب مع ما حسب -وعدّاداته كثيرة وفيرة ! - أنْ أخاف من اللعنة أولا، وأن أطمع في بَنْك الحسنات ثانيا فأسارع إلى زرّ إلكتروني يكفل لي الأمان من الخوف والرجاء في البنك الحَسَناتيّ ... !!

ولكن المسكين لا يعلم أن النتيجة عندي عكس ما كان يتوهم، أو ما جعله المنقادون عن عمى يتوهم ... !

فأنا لن أرسلها تحديدا للتخويف الذي ظنّه مفتاحَه إلى كل الناس وقد نصّب نفسه إلهاً يُحاسِب ...!!! ورفضا لهذا النهج الذي حصر الدين كله في "حصد" الحسنات بهذه السهولة وهذا القعود ... في أمة تركت العمل، جانبت العمل... !!

وكأني به الهروب من العمل والحركة على الأرض والفعل الذي تحتاجه الأمة إلى ترضية للضمير الذي يرى في حسنات "قُعودية" الدين كلّه ... !

هذه الطريقة التي يُعمِلون فيها سِياط الإرهاب الفكري على العقول إلى الحد الذي ظنوا به أنهم مَن يعرف المآل الدنوي والأخرويّ ويحدّده... !

فيا مَن تتوعد مَن لا ينصاع باللعنة ... لن أرسلها، ولتحلّ لعنتك المزعومة... !! ويا مَن تخافون وعيده إنّ مِن تمام توحيدكم أن توقنوا أن وعيد الله وحده ما يخيف ...

صلى الله عليك وسلم يا مَن جئت رحمة للعالمين ومعلّما للحكمة وأمينا على العقول ومنوّرا للفكر ...صلاة تبتدئ ولا تنتهي...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:33:22
2017/10/13
---------------

كتب أحد الإخوة عن رجال ونساء جيل سابق، هو جيل الآباء والأمهات والأجداد والجدات، وكيف كانوا لا يُبدون مشاعرهم، فلا يعرف الأبناء من آبائهم مثلا تصريحا بالحب، ولا عناقا، ولا تلطفا زائدا... وأن الأبناء رغم ذلك كانوا يعرفون أن هناك حبا يظهر ساعة حلول نائبة من نوائب الدهر كالمرض مثلا ... !

وأن الحب والرومانسية في ذلك الجيل من الزوجات نحو أزواجهن مثلا كان غالبا ما يتخذ صورة "النصيب الأكبر" عند قسمة شيء ... :)

وهو يرى أن هذه الطريقة خرّجت أجيالا صالحة ... ! بينما معطيات هذا العصر من ضغوطات حياتية شتى تستلزم إعلان الحب، وانتقاء الألفاظ بعناية بين الأزواج وبين الآباء وأبنائهم لتنجح الحياة الأسرية العصرية، وكأنه الدواء الخاص للحالة الخاصة ... !

تأملتُ ما قال، ولم يبدُ لي الخلل في الهوة بين زمن وزمن وجيل وجيل ... بل كان في فهم خاطئ لدى رجال ذلك الجيل ونسائه...

إذ استحضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاله، وديدَنه بين أهل بيته، وبين أصحابه ومَن حوله ... وهو من جيل تفصلنا عنه قرون وقرون ...

سُئل صلى الله عليه وسلم : مَن أحب الناس إليك؟ فأجاب بكل قوة وثقة ووضوح : عائشة. ولما أوضحوا أنهم يسألونه عن الرجال قال : أبوها، غير مُستكثر ولا مُكبِر أن ينسب إليها أحب أصحابه إلى قلبه ...

وكان يُظهر حُبه لعائشة، حتى كانت تعلم أنها أحب نسائه إليه، وكانت تزهو بذلك وتفخر ...بل كان كل المسلمين يعلمون أنها كذلك عنده، حتى كانوا يتحيّنون الإهداء له في يوم عائشة ...

وكان يقول لها إني أعلم متى تكونين عني راضية ومتى تكونين عليّ غضْبَى... وكان يضاحكها، ويسابقها متوددا مُحبا...

وكان يبحث عن موضع فمها من الكوب ليشرب من حيث شربت...

وقد حضّ المؤمنين على حسن معاملة زوجاتهم، بقوله أن خيرهم خيرهم لأهله، وأنه صلى الله عليه وسلم خيرهم لأهله..

كانت فاطمة رضي الله عنها إذا قدِمت عليه وهي متزوجة قام إليها وقبّلها ثم أجلسها مكانه...

وكان يلاعب الحسن والحسين ويمر على بيت فاطمة خصيصا لتقبيلهما، وكان يلاعبهما، وكان يحمل ابنة ابنته زينب وهو يصلي فإذا سجد وضعها وإذا رفع حملها من جديد ..

كما كان يحض الناس أن يخبر أحدُهم أخاه أنه يحبه ..

وعلى هذا فإن الخلل ليس في هوّة وفجوة ما بين الأجيال، بل في سوء فهم كان عندهم لإبداء المشاعر،إذ كانوا يعدّونه نقيصة أو نافلة، أو لعبا وعبثا يُستغنى عنه ...

بينما هو نهج نبينا صلى الله عليه وسلم وهَدْيه للنفوس البشرية التي علم مدى حاجتها إليه...ومدى حاجة تلك الأواصر لوجوده ... وليست ضغوط الحياة العصرية وحدها ما يستدعي وجود هذه التصريحات، بل هي الحاجة البشرية لها في كل زمان...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:34:03
2017/10/14
---------------

اجتمعنا... فجمعَنا حديث حول "السؤال" والحق في السؤال، وواجب السؤال، حتى لا يكون العقل نَهبا لمن يريد له نهبا، وحتى لا يكون لقمة سائغة لكل من يريد افتراسه ... !

فذكرتُ شيئا من سؤال الأنبياء والمصطفين، أصحاب المعجزات والآيات الخارقة للأسباب، وللطبيعة ولنواميس الكون... وأنّ ذلك لم يكن حائلا دون سؤالهم وفقا لقانون الأسباب ...

زكريا عليه السلام وقد أجاب ربُّه دعاءه بأن يهبَه ذرية طيبة، سأل كيف يكون له ذلك وقد بلغه الكبر وامرأته عاقر ؟!
وقد سأل من قبلُ مريم عن رزق رُزِقتْه أن كيف يكون لها من غير سعي منها ؟!

ومريم الصديقة إذ سألت ربها وهي المصطفاة على نساء العالمين كيف يكون لها ولد ولم يمسسها بشر ؟!

وإبراهيم عليه السلام لما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى.. وموسى عليه السلام أن يريه ينظر إليه...

وكل هذا في حوارات "حرة" مكفول فيها حق العقل في السؤال، بينهم وبين الله جلّ في علاه، فلم يكن سبحانه يعاقبهم على سؤالهم، بل كان يجيبهم ...

وهكذا كان أصحاب المعجزات يسألون من منطلق احترامهم للأسباب، وأنْ كيف تُخرَق ... بينما يستسيغ المسلمون اليوم "الخرافة" ويستسهلون تصديقها دون أدنى سؤال، ولا تمرير للأمر عبر مِصفاة العقل والتعقل بدعوى أن الله على كل شيء قدير، وهم الأولى بالسؤال ممّن اصطفاهم الله وخرق لهم الأسباب، وهم على أتم اليقين بقدرته على كل شيء... والبشر العاديون أولى بسؤال بشر مثلهم يمرّر ما يشاء من معلومات مختلَقة وملفّقة... !!

وكعادتها صديقتي التي أحب حبّها للأغوار، هاتفتْني بعد اجتماعنا :)
تُفرغ من لَهْف نفسها، وتَحرّقها على دين لم يُفهم كما ينبغي له أن يُفهَم... بل شبّ المسلمون على مفاهيم مغلوطة توارثوها جيلا بعد جيل...

فقالت لي بهدوئها المعتاد...ولكنه الهدوء الذي ينقل "الغَلْي" نقلا منقوطا مَشكولا واضحا غير مُبهم ولا مُغمّى بغلاف الثورة والهيجان، فلا يتيهُ عندها المعنى في المنعرجات والمنزلقات :)

نقل من يتروّى وهو ينقل "الغضب" فينقله بعبارات دقيقة منتقاة معبِّرة ...

قالت : أتعلمين لقد صوروا لنا الإسلام كذلك الرّجل الذي يمسك بقفا من يدفعه دفعا عنيفا فيجعله بدفعه إياه مطأطَأَ الرأس مخفوض الهامة، منكّس القامة ... يدفعه من قفاه وهو يردد في لازمةٍ تؤكد له نهجَه الذي يوجب الانصياع والتسليم، حتى يستيقن دوام انصياعه ولا يتوهم الخلاص في يوم من الأيام: هُسْسْسْسْسْ .... ممنوع أن تنبِس ببنت شفة ... هُسْسْسْسْ .... !!

هكذا صوّروه لنا ... فلا تسأل، ولا تبحث، ولا تنبس... فقط خذ استجب، وصدّق... ولا تناقش... فالسؤال ممنوع والنقاش محرّم... !!

ألا إن المحرّم والممنوع هو إهدار العقول، وشلُّها، واغتصابها، واستباحتها باسم "الإسلام"... ! حاشاه ثم حاشاه ثم حاشاه ... !!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:35:20
2017/10/16
--------------------------

ما أصل انتشار تصديق الخرافة بين المسلمين ؟! كيف يصير المسلم الذي فتح الآفاق يوما بالسذاجة التي تجعل عقله نهبا للخرافة والأكاذيب ؟! ربما في هذا المقتطَف من كتاب الغزالي رحمه الله "ركائز الإيمان بين العقل والقلب" نجد شيئا من أصل الداء .. يستحق القراءة ..

-----------------------------------------

 الإيمان بالغيب ليس إيمانا بالوهم ولا إيذانا بالفوضى

الخواص من عقلاء المؤمنين أدق تفكيرا وأصدق أحكاما من أندادهم الملحدين، لأن العالم الملحد قد يحيط علما ببعض آفاق الوجود، لكنه يجهل أو يجحد الحقيقة الأولى بينما زميله المؤمن لا يقل عنه علما بهذه الأفاق، ثم هو يضم إليها معرفة حسنة برب الكون، ومصدر الوجود.

ونحن فى هذا نقارن بين فئات متساوية الذكاء بعضها مؤمن وبعضها كافر. ولا نقارن بين عالم فى الذرة ومدرس حساب فى إحدى القري.

وكما أن خواص المؤمنين أرجح عقلا وأصوب حكما، فإن معيشة الاستقامة التى يعيشونها تجعلهم أهدى سبيلا وأقوم قيلا، وتجعل قدرتهم على قياد الحياة أشد، وبصيرتهم فى علاج مشكلاتها أشد.

وقد رمقت الأجيال الأولى من المسلمين السابقين فوجدتهم أنشط عقولا، وأسلم وجهة وأحكم سياسة من غيرهم. ولم يحدث بتة أن كان الإسلام قيدا على انطلاقهم الفكرى، أو عاتقا دون اقتحام المجاهيل المادية والأدبية.

بل الذى وقع هو العكس، كان الإسلام محرضا على البحث الجرىء والفكر العميق. وكانت آيات القرآن الكرحبم باعثا هائلا على إحياء الموات الذهنى والاجتماعى حيث تليت.

وعلى سناها انطلق العقل الإسلامى الأول انطلاقته البعيدة المدى، فجدد ونقى التراث الأول للإنسانية، ومهد وأعان على خلق حركة الإحياء فى الغرب. بيد أننا نلحظ أنه- من عدة قرون- كبا هذا العقل كبوة خطيرة، كما نلحظ أن جماهير المسلمين قد أصابتها لوثات وعلل أزرت بقدرتها الفكرية، وحكمها على الأشياء.

ومن تأملى فى نفسى، وفى نفوس المؤمنين حولى، أسجل الحقائق الآتية حتى يعرف بالضبط مدى قربنا أو بعدنا من الإسلام ومنطقه ومنهجه:

تضمن الإسلام- كما تضمن غيره من الديانات السماوية- حديثا عن عوالم أخرى غير محسوسة، وهو حديث محدد البدايات والنهايات، فهناك ملائكة لشئون الحياة والموت، وهناك جن مكلفون مثلنا بالإيمان والصلاة ، فيهم الفاسد والطيب.

وعلمنا بهذه الأجناس قاصر، والمصدر الأول لإثباتها هو الدين، والنصوص الدالة على وجودها لا يمكن نفيها. وقد وردت بأوصافها آيات قاطعة، كما جاءت أحاديث آحاد ببعض أعمالها وأحوالها، وهذه الأحاديث تفيد الظن العلمى، وهو ظن يقوى ويضعف حسب درجة ثبوتها وقبولها.

غير أن الخياليين والخرافيين من النالس وسعوا دائرة الكلام فى هذه العوالم المغيبة، وأقحموها فى شئون مادية كثيرة، ونسبوا إليها من التصرفات والآثار ما يبرأ منه الدين، وما شردت به الحياة العادية.

والمسلم يلتزم ما ورد فحسب، وهو لن يخالف معلوما من الدين بالضرورة، ولكن من حقه تكذيب الأخبار التى يقصها الواهمون، كما أن من حقه حراسة الحقائق المادية والدينية من شغب المنحرفين.

روى أن مالك بن أنس سئل: أيتزوج الإنس من الجنية؟ ورد مالك: يجوز- هكذا حكوا- ثم سئل: أيتزوج الجنى من الإنسية؟ فقال مالك: لا!.. لماذا؟ مع أن الحالين سواء!. قالوا: خشى مالك أن تزل أى امرأة ثم تزعم أنها تزوجت من عالم الغيب!! فحرس حدود الشرع والخلق بهذا النفى القاطع..

وإذا كان الإمام الكبير قد صان الدين بنفى الشطر الأخير من السؤال فنحن اليوم نصون الدين والعقل بنفى كل ما يشيع بين العوام من ترهات فى هذه المجالات، فاستحضار الجان- وهو ما يسمى فى عصرنا بتحضير الأرواح- شغل بباطل. وتصديق السحر والشعوذة وخلط المعارف الطبية بأعمال الشياطين الخفية، لا صلة له بالدين. ويتصل بذلك حساب الجمل، والطوالع.

والغريب أن بعض المفسرين والمؤرخين ينساق مع البله فى هذا التيار، وسائر المزاعم التى تؤكد صلة ما بين بعض الناس، وبعض الجن أو الملائكة، لا حرمة لها قط. فإن السمعيات لا مصدر لها إلا الكتاب والسنة، أما أخبار الناس فليست مصدر علم، بل كثيرا ما تكون محور أساطير.. ولا ضير على من يكذبها ويقيم فهم الناس لشئون الحياة على الواقع المحسوس وحده.

وقد كان صحابة الرسول فى معايشهم وعلاقاتهم نماذج لنضج التفكير وسلامة الحواس، ودقة الأحكام. ولم تتلوث الحياة الاجتماعية فى العالم الإسلامى بهذه الأوهام إلا فى عصور التخلف وغفلة الفقهاء..

ومما يؤخذ على المسلمين فى الأعصار المتأخرة خلطهم بين عالم الغيب وعالم الشهادة.

إن العالم الأول غامض الصورة مبهم المعالم لا تعرف من حقائقه إلا القليل الذى عرفنا به الشارع لحكمة قصد إليها. أما العالم الذى نعيش فيه فهو واضح الصورة بين المعالم. لعناصره خصائص ثابتة وللعلاقة بين بعضها والبعض الآخر قوانين محكمة..

غير أن بعض المتدينين يلبس هذا بذاك فلا تتماسك فى ذهنه صورة دقيقة للحياة وسننها، بل تتحول المادة وصفاتها وقوانينها إلى سائل رجراج يتساوى فيه الممكن والمستحيل..

وما نقول فى فقيه يفترض أن الميت غسل نفسه غسل الجنازة؟ وآخر يقود قافلة مشيعيه كيف يشاء؟.

ولقد انتشر هذا اللغو فى أمصار وأقطار شتى فوقف تقدمها العلمى ورسب فى الأذهان أن حقائق الأشياء غير ثابتة، وأن قوانين الكون غير مضبوطة.

والغريب أن عددا من المؤلفين فى فروع الثقافة الإسلامية أذنوا لهذا الباطل أن يشيع. ويستحيل أن ترقى أمة يسودها هذا الفكر المكذوب.

أقرأ هذه الأقوال المنسوبة إلى المتصوفين، وانظر هل يبقى بعد تصديقها مجال لارتقاء كونى، أو تقدم صناعى وكيمائى؟.

زعم الخواص أنه كان يركب حماره، وكان يضربه، فرفع الحمار رأسه، وقال للخواص: اضرب، فإنك هو ذا تضرب على رأسك.

وزعم غيره أن حية سقطت على الجيلانى، وهو يدرس، ثم قامت بين يديه، تكلمه بكلام لا يفهمه سواه. وأن تمساحا ابتلع صبيا فناداه الدسوقى، فخرج يمشى من البحر ووضع الطفل بين يدى الشيخ.

وزعم القشيرى أن بعض شجر الرمان خاطب إبراهيم بن أدهم، ورجاه أن يأكل من ثمره، فلم يفعل ابن أدهم، فكرر شجر الرمان رجاءه ثلاث مرات، ثم توسل شجر الرمان إلى رفيق ابن أدهم أن يشفع فى هذا الأمر، فشفع. فتناول إبراهيم رمانتين!!

وأن صوفيا ركز رمحه فى الأرض، فجاء طير ووقف عليه، وأخبره عن سرية كانت تقاتل فى أرض الروم أنها سلمت وغنمت، وأنها ستعود فى يوم كذا، فسأله الصوفى: من أنت؟ فأجابه الطير أنا مذهب الحزن من قلوب المؤمنين.

"حكى عن أبى جعفر الأعور أنه قال: كنت عند ذى النون المصرى، فتذكرنا حديث طاعة الأشياء للأولياء، فقال ذو النون: من الطاعة أن أقول لهذا السرير يدور فى أربع زوايا البيت، ثم يرجع مكانه، فيفعل! قال!: فدار السرير فى أربع زوايا البيت، وعاد إلى مكانه ".

ويقص القشيرى أيضا عن ذى النون المصرى أنه أقسم على شجرة ليس فيها رطب أن تنثر رطبا جنيا، فنثرت، ويقص أن حية فى فمها طاقة نرجس كانت تروح بها على ابن أدهم وهو نائم.

وأن أبا تراب النخشى عطش أصحابه فضرب برجله الأرض، فانفجرت عين من ماء زلال، فقال أحدهم: أريد فى قدح: فضرب النخشى بيده إلى الأرض ثم رفعها، وفيها قدح من زجاج أبيض كأحسن ما رأى الشاب.

وأن شابا صوفيا اتهمه ذى النون المصرى بالسرقة وهما فى سفينة، فقال له الشاب: ألى تقول ذلك؟ أقسمت عليك يا رب ألا تدع واحدا من الحيتان إلا جاء بجوهرة. قال ذو النون: فإذا وجه الماء كله حيتان فى فم كل منها جوهرة!!.

وأن جماعة أنكروا الكرامات فخرج إليهم صوفى يركب أسدا ويقول: أين المنكرون؟. ويقول الغزالى: كان أبو الخير التينانى مشهورا بالكرامات، وأن إبراهيم الرقى صلى وراءه المغرب، فوجد أن التينانى لا يحسن قراءة الفاتحة فقال الرقى فى نفسه قد ضاعت سفرتى، ثم خرخ إلى الطهارة فهاجمه سبع، فعاد إلى التينانى، وأخبره بما حدث من السبع، فخرج التينانى وصاح بالأسد: ألم أقل لك لا تتعرض لضيفانى؟ فتنحى الأسد، فتطهر الرقى، ورجع التينانى، فقال له: اشتغلتم بتقويم الظاهر، فخفتم الأسد واشتغلنا بتقويم الباطن، فخافنا الأسد.

ونقل القشيرى عن أبى عمرو الأنماطى قوله: كنت مع أستاذى فى البادية فأخذنا المطر، فدخلنا مسجدا نستكن فيه، وكان بالسقف خلل، فصعدنا السطح، ومعنا خشبة نريد إصلاح السقف، فقصر الخشب عن الجدار، فقال أستاذى: مدها فمددتها فركبت الحائط من ههنا، وههنا.

وذكر أيضا أن صوفيا أمر جبلا، فتحرك، فقال له: اسكن، لم أردك، فسمكن.

ونقل عن الواسطى قوله: انكسرت السفينة، وبقيت أنا وامرأتى على لوح وقد ولدت فى تلك الحالة صبية، فصاحت بى، وقالت لى: يقتلنى العطش، فقلت: هو ذا يرى حالنا، فرفعت رأسى، فإذا رجل فى الهواء جالس، وفى يده سلسلة من ذهب، وفيها كوز من ياقوت أحمر، وقال: هاكما اشربا، فأخذت الكوز وشربنا منه، وإذا هو أطيب من المسك، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ فقال عبد لمولاك، فقلت: بم وصلت إلى هذا؟ فقال: تركت هواى لمرضاته، فأجلسنى فى الهواء.

وينقل عن صوفى بالبصرة أنه كان إذا خطرت على سره مسألة، سأل شيخه عنها، فيجيبه عنها من إصطخر!.. على بعد المسافة، وقال أحد تلاميذ الكرخى إنه رأى فى وجه أستاذه إصابة لم تكن فيه من قبل، فسأله عنها، فأخبره الكرخى أنه اشتهى ذات ليلة- وهو بالعراق- الطواف حول البيت، فطار إلى مكة، ثم أراد أن يشرب من زمزم، فزلت قدمه على بابها، فأصيب وجهه!..

وكان بشر الحافى يمشى على الماء. ومات صوفى فى سفينة، فجهزه الناس وهموا بإلقائه فى البحر، فجف البحر، واستقرت السفينة على أرضه، فنزلوا وحفروا له قبرا، ودفنوه، فلما فرغوا، استوى الماء فارتفع المركب.

وهمَّ شاب بسلب ثوب إبراهيم الخواص فأشار إبراهيم إلى عينيه، فسقطتا. وزعم أن الآجرى قذف بثوبه وبثوب يهودى فى النار، ثم اقتحم أتون النار، وأمسك بالثوبين، وخرج من باب آخر للأتون دون أن يمسه شىء.

ويظل القشيرى ينعق بهذه الأساطير حتى يسود بها أكثر من ست عشرة صفحة من رسالته، فى كل صفحة قرابة أربعين سطرا.

***

بأى حق يأخذ هذا اللغو الفارغ طابع الدين؟ وبأى وجه يروجه الملتاثون بين صفوف المؤمنين؟.

لقد كان من رحمة الله بالأمة الإسلامية أن سلفها الصالح سلم من هذا الداء، وأن النبى وأصحابه وتابعيهم بإحسان لم يعرفوا هذه الظلمة، فسعدت بهم الدنيا ورشدت بهم الحياة. وبلغوا أمانات الوحى بصدق، وغرسوها فى أرجاء الأرض بقدرة، فكانت الحضارة الإسلامية بركة على الإنسانية كلها.

ولو أن تلامذة محمد- حماهم الله- غرتهم هذه الأوهام عن الكون والكائنات ما فتحوا مصرا، ولا هدوا قطرا، ولا أعقبوا أثرا.

وإنه ليحزننا أن أجيالا من المسلمين ظنت مادة الكون عجينة يشكلها بعض الناس كيف يشاء، فليست لها سمات معتادة ولا قوانين مطردة..

وإنه ليحزننا أن من تقربوا إلى الله ببعض العبادات يتصورون أن قرباتهم تنقض لبنات الكون وتشيع فى نظامه الفوضى.

والأغرب من ذلك أن يظل هذا التصور المعتل قائما فى خطب بعض الناس ومقالاتهم، فى الوقت الذى طفر فيه العلم المادى فغاص فى أعماق الذرة وغاب فى أجواز الفضاء، وتقلب فى علو الكون وسفله يتدبر سنن الفطرة وعجائب الخلق ويعود من هنا وهناك بالروائع.

والإسلام دين يطارد الخرافة من الفكر، والرذيلة من القلب والزيغ عن الخطو، والشرود عن السيرة. بل هو إيجابى فى هذه المجالات كلها، فهو يشكل المشاعر والأفكار الإنسانية تشكيلا يجتذب العقل إلى الحق والفؤاد إلى الفضيلة، ويقتاد البشر من نواصيهم ليثبتهم على الصراط المستقيم..

والذى يهمنا هنا أن نقول فى عموم وإطلاق: إن كل ما ينيم التفكير أو يخمله يستحيل أن يكون من الإسلام. وإن ما يلاحظ أحيانا على بعض المتدينين من صدأ عقلى وكسل ذهنى هو فضح علل شخصية أو بيئات متأخرة، ولا علاقة له بالدين.

وارتباط المسلم بطائفة من العبادات السماوية لا يعنى بتاتا أن فى حياته جوانب مبهمة، تشيع الغموض فى الجوانب الأخرى.. فإن الله- فى جميع الديانات وعلى اختلاف الزمان- كلف عباده بأمور قد ترتفع عن مستوى الفهم العام كصور الصلاة ومناسك الحج..

وهذه العبادات المقررة تساوى فى دنيا الناس كثيرا من المراسم الشعبية والحكومية التى يتواضع الخلائق عليها ويلتزمون بأشكالها ودلالاتها دون تهمة أو حرج..

وكم نرى فى الأحفال العسكرية والمدنية من تقاليد توضع وتصان. ويقف عند حدودها أصحاب الفكر المادى المؤمنون بالمحسوس وحده..

ومع احتواء الإسلام- كأى دين سماوى- على تعاليم من هذا القبيل. فقد تميز بأمور ذات بال منها أن هذه التعاليم معقولة الحكمة وغير مضادة للفكر السليم. فالصلاة حركات وسكنات لا دخل للعقل فى وضعها، بيد أن العقل يعى جيدا ما يقرأ فى وقفاتها وما يمجد به الله فى ركوعها وسجودها.

وعلى قدر يقظة العقل والقلب فى أثناء الصلاة تكون مكانة المصلى عند الله ويكون حظه من المثوبة. وفى الحديث الشريف: "إن الرجل لينصرف وماكتب له إلا عشر صلاته!.. تسعها!. ثمنها!. سدسها!. خمسها!. ربعها!. ثلثها!. نصفها! " .

إن درجته تزيد أو تنقص على قدر حضور قلبه وألق فكره وأدب جوارحه، كما يأخذ التلامذة درجاتهم فى الصف الدراسى على قدر استيعابهم العلوم وإحسانهم الجواب. وقبل الصلاة الموقوتة نداء مفصل الكلمات، محدد المعانى، يخاطب الإنسان فى تؤد وبصر!.

إن العبادات وإن كانت من وضع الله، جل شأنه، ولا صلة لنا بأشكالها وإعدادها، إلا أنها أولا وآخرا وعاء لمعان معقولة وغايات مقبولة. وفى هذا ما يكفى للحفاوة بها.

وقد بلغنى أن بعض معاهد التربية النفسية تفرض على بعض المنتسبين إليها "وردا" معينا يردده بصوت جهير ليتخلى به عن أفكار باطلة، أو يثبت به أفكارا صحيحة!.. وكأنها بهذه الصيحات التى يكررها الشخص تريد أن تلصق بفؤاده أو تنتزع منه، ما تحب أو ما تكره.. والأعداد التى تقرر فى هذا المجال لا تقصد لذاتها قدر ما تقصد لآثارها المرجوة...

وعندما استحب لنا الدين مثلا أن نسبح الله ونحمده ونكبره ثلاثة وثلاثين... فالمراد الأهم إيقاظ القلب لتنزيه الله وشكره وإعظامه. بيد أن بعض المتعبدين يتيه عن هذه الغاية، ويظن أن العدد مقصود لذاته، وأن له سرا مغيبا مرهوبا!.. ويجتهد أن يبلغ هذا العدد ترديدا باللسان، وإن كان القلب غافيا، ويظن أنه قد أدى العبادة المستحبة وإن كان ذكر الله لم يتسلل إلى باطنه بشعاع مضىء ولا إلى سلوكه بخلق ذكى.

وما أكثر المتدينين الذين يتقنون من الدين هذا الجانب، ويحرصون عليه ويذهلون عما وراءه أو يفرطون..

وما جدوى إيمان الشفتين وتزويق الظواهر؟.

وقد يقبل البعض هذا الإيمان، لأنه أفضل على كل حال من الإلحاد الذى شاع فى عصرنا ولوث شتى الآفاق.. إلا أننا نلفت الأبصار إلى شىء خطير، هو أن مستقبل الإيمان أمام هذا الإلحاد الزاحف منوط بيقظة البصائر وحدة المشاعر وطول التضحية، وشدة البذل.

أى أن الإيمان الخامد، والذكر القليل لا يغنيان فتيلا فى ميدان يتطلب الصدق والجد... وإذا لم يفلح الدين فى شد زناد الفكر والشعور إلى أبعد مدى مستطاع فحقيق به أن ينهزم، وحقيق بأتباعه أن يبيدوا...

إن احترام الشكل أمر حسن قانونا وعرفا. لكن التهويل فيه والتعويل عليه أمر عجيب. وقديما حاول بعض الناس أن يؤدى الصلاة المكتوبة، حركات مجردة من قيام وقعود وركوع وسجود، وظن أنه بذلك يفرغ ذمته ويؤدى واجبه.

ولكن صاحب الرسالة، صلوات الله عليه، لم تنطل عليه هذه الحيلة. فقال لمن أدى صلاته كنقر الديك: "صل فإنك لم تصل " . وصح أنه قال فى شأنه: "لو مات على ذلك مات على غير ملة محمد"!

والموت على غير ملة محمد لا يكون نتيجة استعجال بدنى فى أداء واجب ما. فلا البطء دليل إيمان إذا كان القلب غافلا، ولا السرعة دليل نفادق إذا كان القلب ذاكرا.

نعم، لا بد من الاطمئنان فى أداء الأركان، وتسويتها على نحو يجعل صورتها مهيبة كريمة. لكن التسوية المطلوبة هى ما يدل على خشوع القلوب وأدب الجوارح، وسكينة المرء بين يدى رب العالمين.

والمؤسف أن عددا كبيرا من المتدينين لم يفهموا الدين على ذلكم الأساس المبين. فظنوا الصورة هدفا مقصودا لذاته، وألفوا أداء العبادات وأفكارهم ذاهلة وعقولهم شاردة وضبطهم للحقائق مضطرب مائع.. فزاغت فى الحياة وجهتهم، وغامت سيرتهم، وملك زمامهم هوى لم يقمع، وجماح لم يكبح. حتى أن بعض المفتونين ساءت ظنونهم بالعبادات وآثارها، لما رأوه من البلادة النفسية والفكرية عند هؤلاء المتعبدين البله.

وإنه لثقل على صدر الحياة أن يوجد جيل من الناس لا يعى أن الكون محكوم بقوانين دقيقة، ولا يدرى أن العقل اليقظ هو الوسيلة الفذة لمعرفة الله، عن طريق تأمل ملكوته وتدبر وحيه وإنفاذ وصاياه، وإعلاء كلماته..

إن الدين يتضمن جانبا من الإيمان بالغيب، وهو كذلك يتضمن جوانب من عالم الحس والحركة، والجانب الأول ينظم الجوانب الأخرى ويساندها ولا يحيف عليها أو يشرد بها. ومن ثم قلنا: إن الإيمان بالغيب ليس إيمانا بالوهم ولا إنذارا بالفوضى.

وأفعال المسلمين التى تنافى ذلك شىء غير الإسلام الذى يقوم على احترام العقل ونبذ التخامين والأحداس، وعلى إعظام الكون ولفت النظر إلى ما فى بنائه من روعة وجلال... وعلى إيقاظ الضمير وجعله مهيمنا على الحركات والسكنات..

إن أبعد الناس عن الإسلام رجل بصره فى مواطىء قدميه. وهمته لا تعدو ملء بطنه وكسوة بدنه... وصلته بالدين تنشأ عن وجل بما يدرى، أو اقتناع غامض بما يقال.

الشيخ #محمد_الغزالي
https://www.facebook.com/em.elghazaly
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:35:59
2017/10/17
------------------

في بيعة العقبة الأولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله عصابة من أصحابه : "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف... "

دقيقة أعجبتني عند الحافظ بن حجر العسقلاني وهو يقول في اقتصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنهيّات دون المأمورات "لا تشركوا" "لا تسرقوا" "لا تزنوا" ....

يقول : (((والحكمة في التنصيص على كثير من المنهيات دون المأمورات أن الكفّ أيسر من إنشاء الفعل، لأن اجتناب المفاسد مقدّم على اجتلاب المصالح، والتخلي عن الرذائل قبل التحلي بالفضائل ))) انتهى.

أقول ..

لقد كانت مرحلة أولى مع الأنصار رضوان الله عليهم، كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الحكمة وكمال التبصّر باختياره الألفاظ والصيغ اللازمة لهذه المرحلة ...وهم جُدُد مع الدعوة، تلزم معهم "التخلية" حتى يُفسح بعدها للتحلية ...

وهذه كلها -لو تأملنا- أفعال كانت معروفة في الجاهلية ... فكان النهي عن إتيانها أسبق وأولى من الأمر والتكليف ...

صلى الله عليه وسلم ... يعلمنا بحكمته السامقة كيف ننتقي الأسلوب المناسب حسب الحالة، كما يعلمنا المرحلية والتدرج ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:36:51
2017/10/18
--------------------

لكم أُكبِر مثله .. ولكم يبدون لي كبارا .. !  emo (30):

يبيع زيتونا ... يعرضه على طاولة تظللها شمسية عريضة ...
أربعة دلاء من زيتون أخضر بين مقسوم الحبات ومكتمل الحبات ...

ووعاء عريض به زيتون أسود ...ذلك كل ما يملك ... تلك مادة استرزاقه ... !

تقدمنا نحوه نريد شيئا من الزيتون ..
فإذا به يرحب .. ويسألنا أن نذوق قبل ان نشتري... فأبينا ... وهو يلح علينا إلحاح الكريم ...  emo (30):

وقد فهم أننا نأبى غير مستسهلين أن نذوق ما لم نشترِ ... مقدّرين أن يُحفظ له ما عنده فلا يؤخذ منه إلا بثمنه...

وقد فهم ذلك منا جعل يقول : ذوقوا.. الحمد لله... الحمد لله على واسع رزقه .. وهو الرزاق الكريم ..

ويحمد ويثني على الله بقوة الحامد حمدا كثيرا ...
حتى استشعرت قوة حمده بين ثنايا نفسي تنعشني وتملؤني ... وكأنما هي الهواء المنعش والصُعداء المتنفَّسة ...

فقلت في نفسي : إييييييه لريح الحمد ما أطيبها .. emo (30):

وتذكرتُ مَن هم أيسر منه حالا وأيسر وأيسر ألف مرة وهم دائمو الشكوى .. ما تلقاهم إلا متذمرين .. يستجمعون من أنفسهم شتاتا ومتفرّقا كله للشكوى والآه ... !!

يصيّرون ظروفا وُضعوا فيها تزيد الكيّس الفطن تجربة وخبرة وصقلا وعلما بتقلبات الحياة وبالتكيف معها وبمواجهتها ...
يصيّرونها منظومة "مشاكل" تجعل منهم الضاجرين أبدا.. المستصعبين كل ما يلقون على درب الحياة .. الجاعلين من الحياة ذاتها عقبة تلد العقبات ... !!

فإيييييه وإيييييه لريح الحمد والرضى  emo (30): ... كم تجعل من البسيط عندي كبيرا كبيرا .. ! وهو الذي يواجه صعوبات الحياة بقوة الواثق من عون الله ومعية الله ...

فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى ....
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:37:43
2017/10/19
------------------

فضلا تابعوا هذه الفتاة المميزة... وتأملوا جيدا جوابها الرائع ... لنفهم معنى القراءة والهدف من القراءة  :)


https://www.youtube.com/watch?v=WuL0_bEOGlE&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:38:41
2017/10/22
--------------------
حديث في صحيح مسلم، يطول نوعا ما، فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلا من بعد أن اضطجع وعائشة للنوم، خرج وهي نائمة، فجعل يلبس رويدا رويدا، ويفتح الباب رويدا رويدا، يتلطف حتى لا تشعر به ..

فلما عاد، وأخبرها عن سبب خروجه، قال لها صلى الله عليه وسلم : "وظننتُ أن قد رَقدتِ . فكرهتُ أن أُوقظَكِ . وخشيتُ أن تستَوْحِشي "

ظنها نائمة ف :
 emo (16): تلطف وهو يلبس ويفتح الباب حتى لا يوقظها.
 emo (16): كره أن يوقظها وقد نامت .
 emo (16): خشي أن تستوحش عائشة، بمعنى أنه كره أن تستيقظ فتجد نفسها وحيدة في جُنَح الليل .. !

تأملوا معي ... هذا الحسّ المرهف، العالي ... المراعي لراحة زوجه أشد المراعاة ... تأملوا معي ...!! خير البشر لأهله صلى الله عليه وسلم ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:39:24
2017/10/23
--------------------
تحدث الغزالي رحمه الله بلوعته المعتادة، وهو يقدم لكتاب أحدهم، تحدث عن خطيب يقوم في الناس مترحّما على أيام كانت المرأة فيها لا تخرج إلا ثلاث مرات تُعدّ في عمرها كله، فمن بطن أمها إلى بيت أبيها ومن بيت أبيها إلى بيت زوجها ومن بيت زوجها إلى القبر ... !!!

فرد الغزالي كعادته عليه بقوله : (((( لا بارك الله في تلك الأيام ولا أعادها في أمتنا، إنها أيام جاهلية لا أيام إسلام، إنها انتصار لتقاليد جائرة، وليست انتصارا للصراط المستقيم ))))

أما أنا فإن ما أعده من خروج المرأة في عصر النبوة لا في عصرنا كثير، كثير لا يحصيه هذا المقال... سواء كان خروجا إلى حاجتها، أو إلى غزوة، أو إلى المسجد، أو إلى عمل تعمله...

ولكن يستوقفني مما يستوقفني قول أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها فيما تروي في صحيحي البخاري ومسلم، تصف حالها مع زوجها الزبير، فتقول :

" فكنت أعلف فرسَه، وأستقي الماء، وأخرز غَرْبَه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكُنّ نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي وهي مني على ثُلُثي فرْسَخ، فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار ......" إلى آخر الحديث ..

غربه : الدلو المصنوع من الجلد.
فرسخ: مسافة تقدر بحوالي ثلاثة أميال.

تأملوا معي... لقد كانت تنقل النوى من أرض زوجها التي تبعد عن بيتها حوالي ميلَيْن ... !! ثم تاملوا كيف لقيت الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقها مع جمع من الرجال وهي تحمل النوى على رأسها... ولم ينكر عليها صلى الله عليه وسلم، بل تتمة الحديث أنه طلب منها أن تركب ليوصلها إلى بيتها إشفاقا عليها من ثقل ما تحمل... !!

وهي هي أسماء نفسها التي عرفناها قبل دخولها المدينة تنقل الزاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها في غار ثور مسافة أكثر من خمسة كيلومترات وهي حامل ... !

فلعلها خرجت من بيت زوجها إلى قبرها ؟!! emo (30):

فعجبا ثم عجبا لمن يفهم الدين مقلوبا حسب ما يشتهي هو، وعجبا لمن نقل إلينا مفهومه للدين لا الدين نفسه ... !!!

والعجب الأولى ممن يتعلم دينه من النقول ويصدقها تصديقا أعمى، قبل أن يتعلمه من منبعه !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:41:03
2017/10/24
----------------

هذا مقتطف من كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة" لصاحبه "عبد الحليم أبو شقة" ... وهو يعرض كلاما للشيخ الألباني عن صنف من المتدينين أو أهل الرأي العلمي يريد أن يخفي حقيقة في الدين بدعوى أنه قد ينتشر الفساد بانتشارها بين الناس !!!!! لنتأمل كيف كشف بهذا شيئا من طرقهم الملتوية وأين يصل بهم التشدد ...!!

وعجبا !!!! فتتبعا لمنطقهم، بالنتيجة، أمر الله مؤدٍ لانتشار الفساد ...!! (حاشاه)

أنتَ قلْه ... ولا تكتمه واترك كلا بينه وبين ربه، فلن يحاسب أحد أحدا ...
ثم هذا تسفيه للعقول، وإرهاب فكري، ورؤية علوية يرون بها أنفسهم الأتقى لله... وغيرهم لن يصلوا لورَعهم وتقواهم !!!

هناك ما بين هذه السطور ما يُفهمنا نهج هؤلاء المتشددين ... ! إذ يكتمون حقيقة من الدين بدعوى رؤيتهم وآرائهم ... !!
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12434;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:42:30
2017/10/26
------------------

وخاصة ما بين القوسين الخضراوَيْن ...

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12436;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:43:57
2017/10/27
-------------------

أسئلة تقدم لبحث مميز عن دوافع نفسية خفية لاختلافات الفقهاء...

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12438;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:44:46
2017/10/29
------------------

دخلتْ مكتبتي بمعية ولدها ...
وهي تقضي له حاجته من المكتبة، أرتني علبة عصير كرتونية فارغة قد شربها، ثم خبأها عنده، وأخبرتني أن هذا دَيدنه، فهو لا يرمي بها في الشارع، ولكنه يحتفظ بها حتى يعود البيت، فيلقي بها بسلّة قُمامته... يحافظ بذلك على نظافة الشارع ...

تهللتْ أساريري مترجمة فرحة عارمة غمرتني مما سمعت منها ...  emo (30):

فأثنيتُ عليه، وأشدْت بتربيته الراقية، وشجعته على ألا يحيد عنها وإن رأى الكثيرين يفعلون غير فعله... كما توجهت لأمه شاكرة مُثنية عليها ...

إنّ هذا الرقيّ الذي يحسبه الكثيرون نافلة إنما هو من أساسيات الدين ومن روحه، فليس الدين مواعظ تنبّه على صلاة وصيام وذكر لسان وحسب، بل إن هذه السلوكيات الحضارية من أساسياته... ومما ينقل صورته عبْرَنا إلى غير المسلمين...

فلمَ لا نحسن العيش برقيّه، ولمَ لا نحسن نقل حقيقته إليهم ؟!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:45:07
2017/10/30
------------------

المخالطة والملازمة لا تعني التخلي عن طابعك والانطباع بطابع مَن خالطت.. فطابعك المميِّز يعني "أنت" أما طابعك المقتبَس ممن أعجبك فيعني "أنت الممسوخة" !

كما أن المخالطة لا تعني أن تسلب مخالِطك حريته في أن يكون "هو" .. !

بل إن المخالطة في أرقى وأصح وأجمل صورها أن تبقى "أنت" الحر، و "هو" الحر .. في إطار لا يكون فيه التعصب حدّ رفض حق مِن "هو" ، والتعالي بباطل مِن "أنت" ... بل أن يكون التعصب الإيجابي في رفض تماهي طرف في طرف، أو مَسخ الشخصية وانطماس طابعها ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:46:28
2017/10/30

-------------------
تأثر الفقه والفقهاء بالاستبداد السياسي الداخلي.. ونشأة العقائد الخرافية لشلّ الفكر كما يريد الاستبداد..(من كتاب حجاب الرؤية)

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12440;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:48:08
2017/11/01
-------------------

عندما نعطي الحقيقة في العملية التربوية أو في العملية التعليمية ولا نخفيها، ولا نراوغ في إعطائها على استحياء بدعوى خوفنا من شطط المتلقي، ومن انحرافه يمينا أو يسارا، أو بدعوى تبدّل الزمان وتصاعد الفساد فيه ...

عندما نعطيها كما هي دون مراوغة تصبح نتيجة العملية التربوية والتعليمية رهن الموازنة... رَهْن الحرص على أن يحقق المتلقي الموازنة في الفهم ومن ثمّ التطبيق، فيراقَب فيه التطبيق ويُحرَص على أن يقوَّم لتحقيق الموازنة فيه، فلا يطبق بتحيز ولا بشطط نحو يمين أو نحو يسار ...

والخطأ وارد ولا يتحجج به المُدارُون والمراوغون والمحتاطون بكل دواعيهم لإثبات أحقيتهم في الإخفاء.. بل هو الباب الذي يُفتح لتعليم الموازنة ولمعرفة دورها في المعادلة...

أما إخفاء الحقيقة بدعوى الخوف من التطبيق الخاطئ فذلك انحراف من المعلم والمربي ذاته، وشطط منه وقراءة استباقية ترى في المتلقي قصورا عن الفهم السليم، وكأن الحقيقة والحق يساوي قيمة ملِّمِترية بعينها دون موازنة بين حال وحال، بينما الحق هو المعرفة ب "الموازنة" بين الأحوال ...

هل أضرب مثالا ؟

--------------------------------

وضربت مثالا :



كان حوارا مع مجموعة من الأطفال ...
فتحنا لهم فرصة الحديث وإفراغ ما عندهم..
تطرقت معهم لموضوع "السؤال" حتى لا يتعودوا على تقبل أي معلومة دون بحث وتأكد ... فكان من بين نقاط الموضوع نقطة الخجل من الأستاذ والذي يحول دون طرح أسئلتهم لمزيد فهم ...
فحدثوني أن من الأساتذة من لا يقبل السؤال، ولا يبالي فهم التلميذ أو لم يفهم، ومنهم مَن يكون خُلقه سيئا بمعنى أن يسب ويتلفظ بألفاظ بذيئة ... بل وكُفريّة !!! (الواقع المرير الذي لا يُتطرق إليه ويُغمّى عليه بدعوى أنه "الأستاذ")

فتكلم أحدهم وقال أن أمه تقول له المعلم على حق ظالما كان أو مظلوما .. !!

وهنا توقفت، وبينت لهم أن هذا خطأ صارخ وأن الأستاذ الذي يخرج من فمه كلمات بذيئة وسوقية، بل ويتلفظ حتى بالألفاظ الكفريّة !!!! لا يستحق أن يكون معلما .. وأن الأستاذ عموما كباقي البشر يخطئ ويصيب، وأنه ليس ملاكا، وهناك ما يُقبل من انفعلاته وما لا يُقبل تحت عنوان أنه الأستاذ !

وأمه تعني ألا يتعود ابنها التمرد من غير داع، وألا يتعود التطاول على الأستاذ والتجرؤ عليه ... هذا هو الخوف من التصرف الخطأ فيؤدي بالمربي إلى قول الخطأ ...
وهذا طبعا نهج مرفوض وخاطئ تماااااما ..
فما عليها إلا أن تعطيه الحقيقة لا الباطل والكذب، فيتعود ابنها الخنوع والسكوت على الباطل، وتقدير الحق بالرجال !!!
هذا ما عنيته بأن نعطي الحقيقة كما هي، ثم تراقَب الموازنة لتعليم العدل في الحكم وفي التصرف، فلا يعني ذلك أن يتسيب الطفل فلا يحسب حسابا لمعلمه، ويتعلم التطاول بداع وبغير داع، كما يجب من ناحية أخرى أن يعلم أن الصواب يصدر من معلمه كما يمكن أن يصدر منه الخطأ والباطل ويبقى الحق حقا مجردا عن الشخوص وكذا الباطل باطلا...
يعلمونهم الذل وعدم التمييز بين حق وباطل بدعوى الخوف من التصرف الخطأ !!! أي طريقة تربوية هذه !!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ثم نتساءل عن سر الذل والخنوع والخضوع ...

ضحايا هم الأطفال حقا !! ومن صنع من؟!! من صنع أقرب الناس إليهم !!

قولوا الحق، وعلموا الحقيقة كما هي... ثم علموهم الموازنة للتصرف السليم في المقام السليم ... !
ولا داعي لهذا الخوف الذي يعلم الباطل ...

وفي الحقيقة نجد أمثلة كثيرة عن هذا النهج الخاطئ في التربية ... وكله مبني على أساس استباق التصرف المتطرف... منهم من يتحجج مثلا بفساد الزمان للتعمية على أحكام دينية ميسرة، فيعطي الحكم المتشدد على أنه الوحيد مثلا...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-22, 09:49:09
2017/11/03
--------------------

هذا حوار بين الأمير أبي جعفر المنصور والإمام مالك ... أبو جعفر أراد فرض كتب فقه الإمام مالك بالقوة، بالسيف والسوط... !! على كافة أمصار الدولة الإسلامية ... وكانت مدرسته مدرسة "الأثر" أي المأثور عن الصحابة .. وانتشرت بالعراق مدرسة "الرأي" مدرسة أبي حنيفة النعمان... مدرسة إعمال العقل... فرفض الإمام أن يفعل الأمير ذلك ... وأرشده إلى الإبقاء على اختلاف المذاهب عبر الأمصار...
اقرؤوا ...

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12442;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:27:10
2017/11/06
---------------------

كان الملك "الظاهر بيبرس" من دولة المماليك، والذي هزم التتار شر هزيمة، ولمّ شتات الدولة الإسلامية واسترجع العديد من الأمصار التي استولى عليها التتار...

وكان الظاهر بيبرس في حال حرب مستمرة ضد الأعداء، يذود عن حياض الدولة الإسلامية ... مما اضطره إلى طلب الضرائب من الناس لجمع المال اللازم للحرب ...

وكان من أهم العلماء الذين نددوا بطلب الضرائب الزائد الشيخ محيي الدين النووي، فكان يُجابِه بذلك السلطان بيبرس وينصحه أن يعود عنها، ولكنه كان يرد نصيحته تلك ردا عنيفا، حتى استنكر عليه نُطقه بها، وسكوته عن ذلك من التتار...

فيرد الشيخ عليه مستمسكا برأيه، منكرا عليه أن يساوي أمره وهو الحاكم المسلم بطغاة الكفار، وأنهم ما كانوا ليذكَّروا بشيء وهم لا يعتقدون شيئا من الإسلام... وهكذا توالت رسائل الشيخ للسلطان الظاهر بهذه النصيحة لا يحيد عنها ...

وبالمقابل لم ينتصح السلطان بنصيحته لأنه كان في حال حرب تستدعي المال والعتاد، فجمع فتاوى العلماء لتأييد عمله، حتى أقروا له بما أراد د، ما عدا الشيخ محيي الدين فذلك قد زاده استمساكا برأيه، فلما أحضره السلطان "الظاهر" ليوقّع مع العلماء بما أقروا له قال له في شدة :

(((( أنا أعرف أنك كنت في الرِقّ للأمير بَنْدَقدار"، وليس لك مال، ثم مَنَّ الله عليك وجعلك ملكا، وسمعتُ أن عندك ألف مملوك، كل مملوك له حياصة، -والحياصة الثوب المطرز بالذهب- وعندك مئة جارية، لكل جارية حق من الحُلِي، فإن أنفقتَ ذلك كله، وبقيتْ مماليك بالبنود الصوف بدلا من الحوائص، وبقيتْ الجواري بثيابهن دون الحُلِي أفتيك بأخذ المال من الرعية ))))

فلننظر لعلماء الحق، لا علماء السلطان .. emo (30):

وبالمقابل فإن الظاهر لم يكن بذلك العتيّ والظلم الذي نعرفه في غيره من قدماء ومحدثين... !! فقد اكتفى بإخراجه من دمشق، لا بل وعاد يطلبه إليها ... ولكن الشيخ أبى ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:28:02
2017/11/07
------------------

أتساءل، لماذا يكتفي الكثيرون في المعرفة بالعناوين، وبالسطحيات يريدون أن يقارعوا بها ... بل ويقارعون بالعناوين ! :) emo (30):

مقارعة الحجة بالحجة تحتاج عمقا في المعرفة ...

الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولا تكفي العناوين، ولا يكفي السطح للحكم وللجزم بسلامة أمر أو تصور ما وسقامة غيره ... !

الجبْرية، القدرية، الجهمية، المعتزلة، الحشوية، الأشاعرة، الماتريدية... الشيعة، النصيرية، الزيدية، الإباضية، الأزارقة، الخوارج، الباطنية ...... وغيرها كثير !!

كلها عناوين ... لا يجوز ولا يصح ولا يستقيم التشدق بها كمعرفة .. بل المعرفة أن يُبحَث عن كل واحدة، وأن تُعرف توجهاتها، وما لها وما عليها، وملابسات ظهورها ... لمن أراد الفهم السليم ...

سيقول قائل، إنما هي الاختلافات وكثرة الكلام، كانت دافعا للتناطحات والتصارعات.. ولكثرة "الكلام" بلا طائل، فأي طائل من معرفة اعماقها ؟!

أقول لهذا القائل: لا يكونَنّ اكتفاؤك من المعرفة بالقشور تريد التشدق بها دافعَك الحقيقي للإعراض عنها... فإن قولك أنها "الكلام" الذي لا طائل منه هو الحكم الذي يحتاج أصلا لمعرفة لإصداره والقول به عن معرفة لا عن هروب أو كسل  emo (30):

كما لا أرى لمن يريد معرفة بما يحيط به، وبما يتأثر به محيطه أن يُغضي الطرف عن معرفتها ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:28:32
2017/11/08
-------------------

جاء الباقلاني بعد أبي الحسن الأشعري، فدعا إلى الالتزام بمقدمات الأشعري وعدم الحياد عنها للوصول إلى النتائج ... وهذه مغالاة في التقليد والاتباع ... !! فقد يأخذ أحدهم بمقدمات عقلية أخرى ليصل للنتائج ذاتها...

وهكذا فعل أبو حامد الغزالي، وقال أن الدين جاء للعقول كلها ولا ضير على من يؤمن بالكتاب والسنة أن يقوّيه بما عنده من أدلة ...

ولذلك لمّا سلك الغزالي النظرة الفاحصة دون المقلدة، فأيد ما أيد مما جاء به الأشعري وخالف ما خالف منه ...كُفِّر من أنصار الأشعري ... !

وهكذا .... !!

تعصب كل أهل مذهب لمذهبهم، وكل أهل فرقة لفرقتهم في الاعتقاد يجعلك تزداد قناعة من وجوب التزامك الحياد وعدم التحيز لفئة دون أخرى... ولا التأثر بما يصف به أتباع الفرق والنحل متبوعيهم من المدح الزائد ... !
ولا بما يصفهم به مخالفوهم من القدح الزائد ... !

وكما قال الغزالي أن هذا الدين نزل لكل العقول... فكذلك أقول أن للقارئ والباحث عقلا يستطيع به أن يميّز بين المغالي في الاتباع حدّ العمى عن سِوى ما يتبع، وبين مَن يبحث عن الحق لا يريد أن يعرفه بالرجال ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:29:23
2017/11/11
-----------------------

قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كان قرآنا" ...
فهل اكتفت ؟   emo (30):

لا... لم تكتفِ ... بل قالت : "كان قرآنا.... يمشي... "

فهل اكتفت ؟   emo (30):

لا... لم تكتفِ... بل قالت : " كان قرآنا يمشي... على الأرض"

لقد كانت أريبة ... فاهمة ... يمشي على الأرض ... لم يكن مجرد شعائر تؤدى مجردة ... بل كان حركة، وحياة وتفاعلات وسعيا في الأرض وعلى الأرض...

لم تُكبر رضي الله عنها أن تصف القرآن بالمشي على الأرض emo (30): ولو كنا نحن لأكبرنا ... ! لأن القداسة تقرب في فهمنا من أنها التي لا تُمسّ، ولا تُشغّل حتى لما جُعلت له ... !!

فهمٌ هو فهم الذين لا ينزلون المفاهيم منازلها... فهم الإبعاد ... فهم الإقصاء عن الحياة ... كيف لا ... وهو الذي يشيع وضعه في المآتم وكأنه جعل للمَوات ولم يجعل للأحياء... !!

يمشي على الأرض ... لا ليخبّأ باسم التقديس .. ولا ليوضع عند الموت لعدم فهم أنه للحركة وللحياة...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:30:11
2017/11/14
--------------------

يوم أمس خلال جلسة لي مع صديقات .. في جو حميمي ذي ظل خفيف .. أدليتُ بشيء من وحي كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" ...

فأخبرتهنّ أن المرأة حينما تتعرض لضغط ما ومشكل ما تفرّغ بكثرة الحديث عن تفاصيل ما يؤرقها، بينما الرجل حينما يقع بمشكل ما يوجّه اهتمامه كليا تقريبا للتركيز في تفصيل مكونات المشكل لإيجاد الحل ... ما سماه الكاتب "الدخول إلى الكهف"، فإما يجد حلا، وإما يخفف بنشاط معين، مثل متابعة مباراة، قراءة الأخبار... وغيرها...

والرجل الذي لا يتفهم طريقتها ينفر من كثرة حديثها، ويلقي لها بالحل غالبا، -هذا طبعه  emo (30):- وهي لا تريد حلا بقدر ما تريد إنصاتا ومشاركة ومصادقة على مشاعرها ..

والمرأة حينما يلجأ إلى "كهفِه"، ترى في ذلك عدم اكتراث بها ... بينما التي تتفهم طريقة تفكيره، ستفهم سر لجوئه إليه وسر تخفيفه ببعض تلك النشاطات... وسر إعراضه عما حوله ولن ترى ذلك منه قلة اهتمام ...

فانتبهتْ بعض الصديقات، وجعلْن يضحكن وهنّ يصادقن على هذا الكلام، ويؤكِّدن على وجوده فعلا ...

حتى قالت إحداهن حاملة همٍّ قريب، مازحة : ألم يذكر في كتابه حالة ذلك الزوج الذي يشرب فنجان قهوة على أقل من مهله ... ويقرأ الجريدة، ويفتح كتابا مع الجريدة ... بينما هي في حَيْص بَيْص مع أبنائها، تجهزهم للذهاب إلى المدرسة، وتجري يمنة ويسرة ... وهي في حنق وغيظ ... تكاد تنفحر من فنجان القهوة الذي لم ينتهِ من ارتشافه إلا وقد فعلت هي وحدها كل شيء ...  :emo:(هنا لا نبرئ الرجل لان عليه أيضا ما عليه ضمن منظومة تفهم كل طرف لدافع تصرف الآخر، وضمن منظومة المشاركة)

أدلتْ أخريات بأشياء أخرى... وهنّ ينتبهن لجديد حول ما يعرفْنه ويهمّ أسرهنّ...   :emo (5):
ولكن عموما فعلا ينقص الرجلَ دراية بتركيبة وطبيعة في المرأة، كما تنقص المرأةَ دراية بطبيعة الرجل .. مما يؤدي إلى تصاعد المشاكل بينهما واتساع الهوة ...

نحتاح إلى هذه التوغلات التي تنحّي جانباً الكثير من الحنق والمشاكل في الأسرة ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:31:41
2017/11/16
--------------------

بعض الدراسة عذاب وتعذيب ... !!!!
أتساءل كيف للطفل بهذا التعذيب الذي يسمونه "تدريسا" أن يحب الدراسة ؟؟ !!

طفل في الصف الأول ابتدائي، ما يزال على عتبات العام السادس من عمره...
المعلمة تقضي بأمْرها فيهم ... فتتوعّد وتتهدد وتُزبِد وترعد أنّ من لا يحفظ الخلاصات ليوم الغد سيلقى مني وسيلقى وسيلقى ...!!

يعود "أَيْهَم" ذي السنوات الست إلى البيت، وقد امتلأ تهديدا، وشُحِن وعيدا ... الصف الأول يا عباد الله !! الصف الأول...المرحلة الأولى... الخطوة الأولى مع عالم الدراسة ... الإطلالة الأولى من نافذة عمره على هذا العالم ...
مازال لم يتمكن من الحروف كلها تمكّنا جيدا، مازال لا يحسن ربط الحروف لتكوين الكلمات ... فكيف بربط الجمل لحفظ الخلاصات !!! هي خلاصات مكتوبة بكتابه ...نعم، وهي تقدمها لهم بالقسم ... نعم .... وهي ثلاث أو أربع خلاصات للدرس الواحد ...
سأضع مثالا عنها :
** "لأحافظ على صحتي يجب أن أتناول غذاء صحيا "
** "لأحافظ على صحتي يجب أن أجلس جلسة معتدلة "

وهكذا في هذا الإطار ثلاث أو أربع خلاصات ... تلزمهم بحفظها بالبيت لعرضها في اليوم التالي ...
لو كان يحسن ربط الكلمات والجمل لهَانَ الأمر، ولكنه لا يستطيع .... !
لماذا لا تكتفي منهم بسؤالهم ... وكل تلميذ يجيب إجابة بين الأربع .... فيحصل الفهم والذي سيكون نتيجة تفهيمها لهذه الخلاصات أكثر من صبّها حروفا ....

لماذا يُكلّف هذا الطفل بما لا يطيق بعد.... فتلتزم أمه معه بما خنقته به معلمته، وتلجِئه للغرفة تزيد على ما به من ضغط ضغطا وهي تُحفّظه ... فيختلط حابل فيه بنابل وهو لا يطيق فرْز هذه عن تلك مع ما فيه من خوف، ومع ما اختزن من تهديد ووعيد .... حتى صار يصرخ أنه لا يستطيع ...!!!

تحكي لي أمه عن حاله والغضب يتملكني من هذه الضغوط المتراكمة عليه، ومن هذه الطريقة التعليمية الإلزامية الإكراهية الإرهابية، والتي تكلّف فوق الطاقة والاستطاعة وتجعل هذا الطفل المطلّ على عالم الدراسة لتوّه كااااارها لها .... وأي كُره ....!!

لا تكلفوا أبناءكم فوق ما يطيقون بدعوى أنه الواجب المدرسي، حتى تؤدوا بهم إلى كره الدراسة .... اتصلوا بمعلميهم وأدْلوا لهم بملاحظاتكم حول هذا الضغط المُهلِك...!! وأفهموهم أنهم يعملون على تكريههم بالدراسة والخوف منها لا على حبها ...

لا كانت هذه الدراسة ... وهذه الأساليب التي تقضي على التلميذ ولا تُطوّره ... وتشحنه خوفا ورعبا، وتجعل منه ضحية إرهاب لا تدريس ... !! ويوما بعد يوم تتكرّس ظاهرة قضاء المدرسة على الإبداع لا تطويره .... فلا تكونوا أنتم والمدرسة عليه .... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:32:14
2017/11/18
--------------

جميل جدا أن تكون فقط "مسلما" "مؤمنا" ... دون أي انتماء لأي فريق، ولا لأي مذهب، دون تعصب لمذهب ولا لمنهج ...
عندها ترى رؤية واضحة ... لا تُغمَّى عليك بالتعصب أو التمذهب، أو الدفاع عن صاحب منهج ومذهب وكأنه الدفاع عن الدين ذاته...!

عندها ترى من أعلى ... ترى من فوق ... من فوق كل النزاعات والصراعات والتعصبات...
من فوق كل تجهيل، وكل تكفير، وكل تضليل، وكل تسفيه ...
من فوق كل تنزيه، وكل تبريئ، وكل تقديس ...

فترى هذا يصيب ويخطئ، كما ترى مخالفَه أيضا يصيب ويخطئ...
وترى الذي كيلَت له التُّهَم والتضليل والتكفير بعين لا حجاب عليها ...
تراه فتراه المظلوم والمُتعسَّفَ والذي بُخِس حقا كثيرا، وشاع في الأفهام عنه ما سمعوه عنه لا ما شاهدوه، ولا ما نقبوا عنه بعقولهم... !!
وترى الذي زُكِّي ومُدِح واقتربوا من تنزيهه وهو يخطئ ويُغالي ويبالغ في كثير ...

كما لا تدفعك رؤية المُضَلَّل والمُكَفَّر مصيبا فيما خطؤوه ، ولا رؤية المنزَّه المُزَكّى مخطئا فيما صوّبوه أن تعود فتبرّئه على الإطلاق، أو تخطّئه على الإطلاق، بل ستبقى ناظرا بعقل، مُدركا أن صاحب الصواب لا بدّ له خطأ، وصاحب الخطأ لا بدّ له صواب...

كل هذا... حينما يتجرد الناظر للحق... يطلبه، يتعقل فيزن بين هذا وذاك... ولا يكون متَّبِعا لمن جرّم وضلّل وكفّر وخوّف ودعا إلى ألا يُقرَب فلان ولا مذهبه ولا أتباعه ولا أقواله، ولا ما كتب، ولا ما وضع... كما لا يكون متبعا لمن مدح حدّ التنزيه وجعل مما وضع فلان الحق كله ...وكأن الناظر بلا عقل وبلا نظر ...
حينما تتعقل، وتسير، وتنظر بنفسك... ولا تأخذ بكلام من قال لك وكأنه عقلك ونظرك ...
عندها فقط ... سترى بوضوح... سترى بحرية ... سترى بعقل...!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:33:39
2017/11/19
----------------------
من أكبر المآزق التي تضع المرأة نفسها بها أن تقارن بين زوجها وبين غيره... ! سواء كان هذا الغير "بطل" فيلم أو مسلسل أو رواية حالمة أو صورة ذهنية مُكَرَّس لها من خيالات "فارس الأحلام" والحصان الطائر والورديّة المغرقة المُسكِرة ...الحاجبة للواقع... !

عندها ستعيش المرأة فعلا "الأحلام" وستبتعد عن الواقع ...
وليس في عيشها إياها من نفع يعود عليها، إلا أن تبقى في دائرة المقارنة الفارغة التي تُشعر بأن علقم الدنيا قد كان من حظها، بينما "غيرها" في نعيم ... !

أن تقبل زوجها بعيوبه هو عين العقل، وعين الواقع لأن الفارس المغوار على الحصان الطائر لا وجود له إلا في عالم الأحصنة الطائرة ... وفي عالم الأحلام ... إذ قد صوروه إنسانا بلا عيوب ... !!

عندما تتقبله المرأة بعيوبه ولا تسعى ل"تحسينه" حسب تصوراتها ومبتغياتها وأحلامها .. عندها سيرغب في التحسن من أجل امرأة أحسنت تقديره كما هو...بما فيه من عيوب، فأحبت محاسنه وبها نظرت إليه، فزاد تقديره لذاته ولم يَتُهْ عنها... ويا لخسار من تاه عن ذاته ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:34:08
2017/11/20
------------------

نعتقد خطأ أنّ تحسين حالاتنا، وتغيير ما بنا وما بأُسَىرِنا، وحلّ مشاكل تحيط بنا، يحتاج دائما إلى فعل أشياء كبيرة مُستهلِكة وعظيمة ... ونغفل أن تغييرا كبيرا قد يحدث من فعل أشياء صغيرة .. فقط من أشياء وأفعال بسيطة ..
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:34:37
2017/11/24
------------------

فرق بين أن تقرأ لتكون عندك ذخيرة استشهاد عند الحاجة دون أن تكون عندك مَلَكة التمييز بين ثقيل وخفيف، بين غثّ وسمين، بين عميق وسطحي، بين دقيق وأكثر دقة، وبين جمال ظاهر وجمال خفيّ بين طيات المعاني يلد المعاني والمعاني ... ولتتفاخر بأنك قد "قرأت" ...

وبين أن تقرأ وأنت تُجيل عقلك وفكرك الحر فيما تقرأ فتتوقف، وتتأمل، وتتساءل، وتقلّب المقروء على نار الفحص والتمحيص، فتتجرّد للحق والإنصاف لا تستثقل ولا تستهجن أن تسمي خطأ كثير الإصابة "خطأ" ... كما لا تستثقل أن تسمي صواب كثير الخطأ "صوابا"... لا تَسمع لجمهرة مَن قدّسوا ولا تنبهر ولا تُؤخَذ بمليونيّات القراءات لذلك الكتاب، ولذلك الكاتب ... كما لا تلوي على من كفّروا، وعلى مَن خوّفوا من أنّ الكتاب محظور، وممنوع من سوق الكتب !!! :)

عندها ستكون حرا ... لا تريد غير " الحق" وستكون لبيبا تنشد "الحكمة" نِشدانا فلا تأخذ بظاهر ولا بمظاهر ... وستكون قارئا يرفع بقراءته القواعد من الحياة، ولا يرفع بقراءته الحياة من القواعد ... !!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:35:20
2017/11/28
-----------------
من قلب سوريا الحبيبة ... رائع... رائع من أداء رائعات حفظهن الله... لا أجد الكلمات حقا.. !!

https://www.youtube.com/watch?v=xjgNFrD-1Yo&feature=share
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:40:12
2017/11/29
----------------

وهكذا..... !!
كلما حلت مناسبة من المناسبات الدينية، تحفّز أصحاب الصفحات لتبادل الأدعية والتصميمات الموشّمة بالكلمات ... وكلها للتسابق على نيل الأجر والثواب (انشُر تؤجَر).. (لا تتركها تتوقف عندك) ... ومختلف العبارات الدافعة والمشجعة على توسيع دائرة "الباحثين عن الأجر" المستمطرين للحسنات بالأزرار المرسِلات ... !! كل هذا دون أدنى بحث وتثبّت مما يُرسَل ليُرسَل ثم ليُرسَل ثم ليُرسَل...!!

واليوم يومٌ بين تلك الأيام ...ذكرى المولد النبوي الشريف ...
ويااااه... سيلٌ من الرسائل المحمّلة بمعلومات عن مولده صلى الله عليه وسلم ..

وكان لي منها حظ ...  :) ب "دفعة" صور منها، أرسِلت إلي من صديقة ... والعنوان : "حقائق مدهشة" ... !!! فجعلت أفحص الصور الكثيرة المتجاورة ..
فإذا المفاجأة والفاجعة ... !!
هناك فعلا تجديد .. ! هناك تنويع .. هناك إثراء لعالم الأكاذيب في هذا المجال ... !

 emo (16):هذه الأكوان كلها قد احتفلت بمولده ! ... ويكأنّ العالم يومها كان تلك القرية الصغيرة متواصلة الأطراف عبر وسائل النقل الفوري للأخبار...!! ويْكأنّ الرومان والفرس والهند والسند وكل أطراف الأرض عرفته نبيا قبل موعد نبوته، وكأنّهم جميعا به سيؤمنون... !! ويْكأن كل سنوات الدعوة بالسر فيها قبل الجهر... بالتخفي قبل الظهور.. بالتعذيب والتنكيل ... كانت بلا داع لأن تكون.. فالكل من يوم مولده به محتفل مسرور ... !!

 emo (16): وهذه الحشرات .. وهذا الذباب، لم يكن منها ما يقترب منه صلى الله عليه وسلم .. !! وهو الذي استوقفه الصدّيق رضي الله عنه عند غار ثور لا يُفسح له ليدخل حتى استأمنه له، يبحث بيده في أطرافه، يستبق اللّدغة أو اللسعة لنفسه مكان رسول الله، وليس ذلك إلا من علمه أنه يُلدغ، وأنه يُلسع.. وأن الحشرات والهوامّ تقربه... !! فقد كان رضي الله عنه صاحب عقل يعقل .. ! ولم يكن على الأرض من عرف للنبي قدره بمثل ما عرفه ... !

 emo (16): وهذا الطعام بين يديه يسبح، ويهلّل فرحا أن سيحلّ ببطنه الشريفة .. !!!
 emo (16): وهذا طوله يتغير .. فإذا مشى مع الرجل العملاق فاقه طولا ... !!

رأوها منقصة للنبوة أن يكون مَن هو أطول من النبي ... !! فصنعوا له طولا يطول ويقصر !!!

وإني وأنا أقرأ هذه، وغيرها معها من أكاذيب "دُفعة" الصور (13 صورة) .. تذكرت كفار قريش وكيف كانوا يطلبون المعجزات ... وكيف كان القرآن ينزل مبيّنا أن عصر المعجزات قد ولى .. وأن معجزة الرسالة والرسول هذا الكتاب العظيم .. الذي جاء لينير العقول، وليُنهضها، وليحثها على التعقل ...

جاء معجزة تستنهض معجزة ...ولكنهم أرادوا جبال مكة ذهبا، وسألوا رُقِيّه في السماء، وأن ينزّل عليهم كتابا يقرؤونه ... وسألوا أن لو يأتيهم بالآيات المحسوسات الملموسات ...وعجزوا عن تقدير "معجزة" الكتاب... !

ذكرتهم وأنا أرى هؤلاء كذلك يعجزون ... !!
فيعرضون عن الحركة بالقرآن على الأرض بعقل مُستَنهض لا تنال منه الأباطيل ... ويقبلون على اختلاق المعجزات كذبا وزورا وافتراء ...

أما الكفار فقد سألوا المعجزات ... أما هؤلاء فقد اختلقوها اختلاقا وانطلقوا يستمطرون بكذبها الأجر والثواب .. !!

فأي فريق خيرٌ هو من فريق ؟!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 10:41:19
2017/12/03
--------------------

في عالم الفكر والأفكار ليست البطولة في المناصرة أو في المعاداة بل البطولة في الموازنة ... فإني لأحسب الحق يقيم بين الموازنات
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: جواد في 2018-02-26, 10:48:35
2017/12/03
--------------------

في عالم الفكر والأفكار ليست البطولة في المناصرة أو في المعاداة بل البطولة في الموازنة ... فإني لأحسب الحق يقيم بين الموازنات

إن شئتم، فالبطولة حقا في الانصاف، فأشد معارك النفس هي التي يكون كبرياؤها طرفا فيها.
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-26, 11:22:39
2017/12/03
--------------------

في عالم الفكر والأفكار ليست البطولة في المناصرة أو في المعاداة بل البطولة في الموازنة ... فإني لأحسب الحق يقيم بين الموازنات

إن شئتم، فالبطولة حقا في الانصاف، فأشد معارك النفس هي التي يكون كبرياؤها طرفا فيها.

أتفق مع جواد
البطولة في التزام الحق حيثما كان موقعه، وقد تخدعنا الموازنات أحيانا فتميل بنا عن الحق، وذلك إن لم تكن شدة انحراف الأطراف متساوية 
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 18:30:38
أخواي هادية وجواد أتفق معكما، وإن كلامكما من وجه وكلامي من وجه آخر  emo (30):

فالموازنة التي أعني ليست بين أي حالين بل عنيت بين المغالاة في الحكم وبين التمييع ...
وذلك ما عرفته أول ما عرفته من القرآن حيث الوسطية والاستثناءات والمراعاة ولا تقاس الأمور بملمترية وكأنها المادة تقيس المادة .. بل هي النفس وأحوالها والواقع الذي تعايش ... الموازنة حيث قراءة الواقع والظروف لا صبّ الحكم صبا على عواهنه وذلك ما لم أعرفه من القرآن ذاته ..

أما من وجه الحق  مقابل الباطل فلا ريب فيما قلتما .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:21:13
2017/12/06
-------------------

كلما جاءت قصة تبشير الملائكة المرسلين لإبراهيم عليه السلام بالغُلام العليم .. والتعريج منه على لوط عليه السلام ...

شعرت بانتعاشة في روحي .. وأنا أتأمل الجمع بين ميلاد "غلام" عليم وبين إهلاك "قوم" عاصين عادين ...

في سورة الحِجر ... يأتي ذكر توعّد الشيطان بغواية الناس أجمعين إلا عباد الله المخلَصين... ويردّ الله سبحانه بوعيده الحق للغاوين ليملأنّ جهنم منهم أجمعين ...

تليها مباشرة قصة البشرى "بالمولود" العليم، وإهلاك "القوم" الفاسدين ....
لا يؤُدُه سبحانه ... لا يؤده أن يُهلك أقواما بقضّهم وقضيضهم ويُحيي غلاما عليما... وإنها للبشرى بالواحد بإزاء الإهلاك للكثيرين ...

الحق ليس العدد... الحق ليس الكثرة ... !
وذاك الواحد العليم ذاتُه في موقع آخر من القرآن الكريم : "وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" -هود : 71 -

فهو العليم مِن ورائه العليم ...

لن يضر أمرَه سبحانه هلاكُ العدد... أمرُهُ حيٌّ لا يموت ... بل يحيا مع الواحد يحقّق موعوده بإتمام نوره ... وحتى مَن يُصنعون على عين ذلك الواحد العليم ليس العددُ منهم مقياسا وأساسا لإتمامه ... !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:32:28
2017/12/10
-------------------

العقل الجمعي المسلم حقا حقا في أزمة ...!
ما أسهل ما يصدق !! ما أسهل ما ينبهر !!

ما أصعب أن يسأل ... ما أصعب أن يبحث .. ما أصعب أن يتبيّن ويتأكد مما يتلقى ...
ما أسهل ما يُحتال عليه بكلمات من عيار "الإبهار" ومن عيّنة العاطفة الإيمانية ..
هشٌّ... هشٌّ جدا هو كيان العقل الجمعي المسلم ... هَبّة هواء كفيلة بأخذه يمينا، وهَبَّة أخرى كفيلة بأخذه شمالا ... تطوّح به هبات الهواء .. لا يَميز بين نسيم وسَموم، كله عنده سواء ... !
لا ... لا ... بل للأمانة هو يفضل السَّموم، يفضل الأكاذيب والخرافات ويفضل سنّارة العاطفة الإيمانية على الحقيقة ...
كلما شمّ الغَرْب موضة فكرية مزيّفة، واكتشف سريعا أنها مزيفة لرهافة حسّه العلميّ -وهو يتبنى العلم ويعمل به- ألقى بها في مزبلةٍ سرعان ما تهافت عليها المسلمون يعيدون تدوير فضلاتها ليصيّروها غصبا "فِكرا" .. !!

ما أسرع ما يتهافت العقل الجمعيّ المسلم على فضلات الفكر المزيّف المُشوّه ...!!
وهذا صوت "داعية طاقويّة" تُبهِر مَن عادتُه الانبهار ...ويالَهْف نفسي ليتهم كانوا القلّة ..!
بِخُزَعْبلات الطاقة وشعوذاتها وتخاليطها ...

كم نحتاج توعية عقلية...!! كم نحتاج ثورة عقلية تعيد للعقل المسلم عمله، وتُنهضه من سُباته العميق ... كم نحتاج "دعوة عقلية" قبل أي دعوة...تعيد للعقل دورَه حتى يَميز بين الخرافة والدين، وبين الخرافة والعلم وبين الخرافة والحقيقة ....!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:33:01
2017/12/10
---------------------

يا إلهي .. !!! كم أشفقت اليوم على قريب لنا ابن السنوات الست.. وهو مرعوب خائف، لا يقوى على الحراك من الخوف .. !!! كم أشفقت على كل أطفالنا ... !!

تحدّثني أمه عبر الهاتف عن حملة التوعية التي عمّت اليوم المدارس بموجب قرار وزارة التربية والتعليم بضرورة توعية الأطفال والأولياء بخطورة لعبة "الحوت الأزرق"..

تلك اللعبة الإلكترونية القاتلة التي أدت إلى انتحار أكثر من طِفلَيْن عندنا بالجزائر ... !! وقبل قليل بالنشرة الرسمية تحدثت الوزيرة، ودعتْ للوعي العام بخطورتها، ودعت الأولياء خاصة إلى متابعة ألعاب أبنائهم الإلكترونية ...

تسمّر ذو السنوات الستّ في ركن من أركان البيت، وقد حدثتهم معلمتهم اليوم عن خطورة اللعبة... وحذرتهم منها ..
وهو يسأل أمه باكيا : " ماما ياكْ ما تخرجليش اللعبة وحدها في الطبليت ؟! "

أصبح يخاف أن تقفز اللعبة على جهازه ...
أصبح الأبرياء يخافون الألعاب ... أصبحوا يخافون اللعب ... !!

تلك واحدة من تداعيات حياة الشاشات ... وقد غابت عن الأطفال حياة الطبيعة، ولعب الطبيعة وقفز الطبيعة ... !! وقد غابت عنهم حياة تحاكي فيها براءتُهم وعفويتهم جمال الطبيعة وطلاقتَها !

فيا أيها الآباء... ويا أيتها الأمهات احذروا وحاذروا... ولتجعلوا لأبنائكم حظا من لعب الطبيعة ... ! ولتحرّروهم من أسر الشاشات .. !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:33:46
2017/12/12
----------------
شدتني عناوين الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه، عناوين أبواب عن المرأة في الإسلام ... وقد قيل عنه أن فقهه في تراجمه، وفعلا فهذا الوصف دقيق، إذ أن هذه العناوين عنده تدل على فهم البخاري السليم للقيمة التي يعطيها الإسلام للمرأة، وشخصيا أعجِبتُ بها وهي أبعد ما يكون عن دعاوى المتشددين الذين يريدون المرأة رهن السراديب والغيران ... لا يسمع لها المجتمع رِكزا ... ولا تعرف في حياتها غير جدران بيتها... !!

تأملوا معي بين العناوين مثلا :

** باب : نوم المرأة في المسجد .
** باب :سرعة انصراف النساء من الصبح .
** باب : صلاة النساء مع الرجال في الكسوف .
** باب : اتباع النساء الجنائز.
** باب: حج المرأة عن الرجل .
** باب : الشراء والبيع مع النساء .
** باب: الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء .
** باب: غزو النساء وقتالهن مع الرجال .
** باب : أمان النساء وجوارهن .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:35:56
2017/12/18
----------

تابعوا هذا الفيديو فضلا ...
دائما أرى أن العملية التعليمية تكون ناجحة ومتمكنة بالترفيه والتنفيس والتحبيب لا بالضغط والجدية الخانقة ... !

ليس مظهر الجدية هو الدليل على "حسن التعليم" و"حسن التعلّم" ... بل إن هذه الطريقة هي التي تُذهب الملل وتجعل الحصة محبوبة، والعلم والتعلم بالتعدي كذلك ... !

ولا يغرنّكم ما ترون لتقولوا بضرورة الحزم في أحيان... فأمثال هذه المعلمة من الذكاء بمكان بحيث لا يخلو الأمر عندها من موازنة... بل إن ذلك يتحقق معها تلقائيا حتى...هذا يحقق ذاك..


https://youtu.be/CV5l4IpHNCU

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:37:39
2017/12/21
------------------


آخر واجهة وضعتها لجدار صفحتي على الفيسبوك   emo (30):

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6095.0;attach=12456;image)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 08:39:38
2017/12/22
-------------

آخر ما وضعت على الفيسبوك وبعدها اعتزلت الكتابة عليه  emo (30):

------------------------

من وراء باب زجاجي عريض... وقفت أتأمل جمال الشتاء... !

فإذا الطبيعة من خلفه لوحة حيّة مُؤطَّرة... تلامس قطرات المطر زجاجَها حينا، ويهزّ الريح أطرافه حينا آخر... فيُسمعك مع صَرْصَرِه صوت الاهتزاز ...

تلك اللوحة الحية المتمثلة من خلف زجاج تنقل لعينك جمالا وسحرا مع سماء ملبّدة مغيّمة خاصمتْ جدائل الشمس الذهبية حتى غدت العين منها باكية منتحبة ...
ورُبّ سحر وجمال من غَيم هُما ومن خصام ومن بكاء !!

أما ورق شجر لوحتنا... فحيٌّ يُطوَّح به يُمنة ويسرة ...
مبلّل... تخاله سينْبَتُّ عن غُصنِه من فرط ما به .. ولكنه المستمسك وإن طوّحته الريح وبلّله المطر ... !! لكأنه الجنديّ المقارِع أهوال الحرب بصمود وجَلَد ... !! وأي حرب للسلام هي حرب ريح ومطر ... !!   emo (30):

أما "ناس" لوحتنا ... فيتوالون مرورا ومِرارا ... وبين مارّ ومارّ ... على غير عادة اللوحات ترى عليها واحدا أو عددا وكأنهم المارّون ولا يمرّون ... !! خلف بابنا الزجاجي العريض تتوالى الشخوص ويتوالى أبطالها يحيطونك بالنبأ اليقين وقد غُيّبتَ عنه حيث أنت... تحت السقف تقف ... وأمامك زجاج اللوحة الحيّة ... ومن وراء الزجاج حركة للحياة ... ! حركة للشتاء... حركة للجمال... !

أما حالهم فليس عن حال ورق الشجر ببعيد ... ولكنهم بلا غصن مستمسكون ... بعضهم بتلابيب معطف يحميهم حينا ويحمونه حينا ! وبعضهم بهيكل مطريّة أتى على قُبّتها تحالف المطر مع الرياح فغدت أو أوشكت أن تغدو هشيما تذروه الرياح ... !

وأما تمام الجمال ففي إصرار الريح الباردة على المطر الهاطلة أن تقرع حباتها باب الزجاج ... فترسم عليه أخاديد الماء، وهي على الزجاج من جنسه ... شفافة بلا لون...ولكنها حوَتْ ألوان الجمال إذ تعانقت ... !!

ومن ورائك أيها الباب الزجاجي لوحة حياة... !

أواهٍ ثم أوّاهٍ لذلك الجمال المزجّج ...! لذلك الشتاء المؤطّر بزجاج بابي العريض ... !!

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-28, 09:48:53
وهكذا بفضل الله تعالى هجرت الكتابة على الفيسبوك من بعد سنوات قضيتها أكتب عليه، وكنت كثيرا ما أكتب، ربما بنظرة متوازنة غير منحازة ولا مندفعة كان لذلك فوائد من أهمها أنني كنت أتحفز على الكتابة، ولم أكن أتعود الابتعاد عنها ... ولكن بالمقابل الفيسبوك كان فعلا فعلا يأخذ الوقت بطريقة غريبة، بين إطلالات وردود وشروح وغيرها ... ولا ينتبه لهذا الأخذ إلا من تأمل هذا الأمر بعمق، وصارح نفسه إلى متى ؟؟ وبعد...!!

وهكذا ... باختصار ها أنا أشهد بأم عيني كيف تحوّل حالي من بعد هجرانه إلى الأفضل والأحسن بمنة من الله تعالى ... بل إنني -ولو أن الندم لا ينفع  emo (30):-  ندمت على هجرانه متأخرة، وددت لو أنني هجرته من قبل ...

الحمد لله قراءاتي أصبحت أكثر كثافة وأكثر تركيزا، وأكثر تنظيما وكتاباتي كذلك ... إذ كنت أحسب أنني من غيره أنقطع عنها ... ولكن الحمد لله دأبت على ألا أقطعها ... وإني لأكتب من غير حاجة إلى تحفيزه ... بفضل الله حتى كتاباتي أصبحت مركزة وممنهجة وبهدف أوضح ...  emo (30):

والحمد لله على فضله ونعمائه ...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-03-01, 13:29:31
دائما كتاباتك ما شاء الله عليها أسماء..سواء هنا في المنتدى او في الفيسبوك  :)
لا ننكر ان الفيسبوك مكان مناسب جدا لنشر الكتابات لان متابعينه أكثر بكثير من متابعي المنتدى...
عيبه في الإدمان عليه... انا لست مع اعتزاله (وكأنه مهنة حرام العمل بها  :) ) كل ما في الأمر أن علينا ترشيد استعماله..
لن أكثر من ذكر إيجابيات الفيسبوك  حتى لا ازعجك صديقتي  :) لكن لا أرى أن الأمر يستدعي هجره وكأنه شيء حراام محظور.. قد ندخله وننشر بين الفينة والأخرى ونكون نشيطين على أرض الواقع وفي المنتدى فلا تعارض  :)
قد تكون كتاباتك صارت ممنهجة أكثر بسبب عودتك إلى المنتدى لا بسبب اعتزال الفيسبوك   :) والدليل ان كل ما كتبت في الفيسبوك صالح للنشر هنا..اذن كانت كتاباتك أيضا ممنهجة وذات معان واهداف واضحة وراقية  ...
نسعد لسعادتك ونرتاح لراحتك...فلك ما اخترت..وفقك الله لما يحبّ ويرضى صديقتي   ::roses2:: ::roses2::

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-01, 13:55:23
وهل قلت أنه حرام أو كأنه حرام  يا بهي ؟  ::)smile: هذا بعيد بالكليّة عما قلت، هذا من ناحية، ثم تلك باتت رؤيتي الشخصية ولا أفرضها على أحد أبدا وإن كان أقرب المقربين إلي ... ثم كتاباتي لا أعني بها التي أنشرها الآن هنا فقط  .

اهلا وسهلا بك يا بهي لكل ما يُريحه، ولا أناقشك فيما يُريحك طبعا ...emo (30):
نسأل الله السداد والرشاد
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-03-01, 14:19:50
طبعا لم تقولي حرام..انا قلت انني أرى طريقة تجنبك اياه وكأنه حرام  :)
آمين  :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-01, 14:22:41
طبعا لم تقولي حرام..انا قلت انني أرى طريقة تجنبك اياه وكأنه حرام  :)
آمين  :)

للأسف ابتعدت كليا وتماما عن رأيي ومقصدي .. حتى بظنك ب "وكأنه" ... على العموم ربما دفاعك عنه هو الذي يأخذ طابعا وكأنه شخصي  emo (30):
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-03-03, 20:18:22
حسنا  :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-11, 10:15:07
ابنة أختي تقطن بالعاصمة، كلما قرب موعد مجيئها لبيت أبيها لزيارتهم ولزيارتنا،  بما تسمح به ظروفها والعطلة المتاحة لابنها حديث التمدرس للبقاء أياما  تطفئ بها لهيب شوق يتجدد عند القصيّ عن أهله الذي شاءت الأقدار أن يعيش بعيدا عنهم...

كلما قرب هذا الموعد أوصيتُها أن تأتيني ببعض عناوين كتب غالبا ما تتوفر بالعاصمة ولا تتوفر عندنا، فكان من بين عناويني المنشودة هذه المرة : "دستور الأخلاق في القرآن" لمحمد دراز والذي أقرأه ككتاب إلكتروني، وتمنيت اقتناءه ورقيا، وكذا كتابه "النبأ العظيم" الذي أحببته أيما حب عندما قرأته من النت ذات عام هو الآخر... بالإضافة إلى عنوانَين من كتب الكاتب المتألق أيمن العُتوم ...

بفضل الله تعالى اقتنت لي حتى الساعة "النبأ العظيم" ... بانتظار مجيئه مع مجيئها قريبا  ::)smile:

القضية أن ابنة أختي وهي تحدّثني عن خرجتها يوم أمس التي يممتْ فيها شطر عدد من أشهر مكتبات العاصمة، أعجبت إعجابا كبيرا، وانتشتْ وسعدت بالعدد الكبير لمرتادي المكتبات من الشباب، بشكل غير مسبوق ... تقول لي أنهم شباب يافع، كلهم بين باحث عن عنوان، وبين متصفح لبعض الكتب، وبين سائل عن عناوين مختلفة ... سُرّت بهذا الإقبال على المكتبات، وهي تراها مكتظة بمحبي القراءة ...
وكذلك سررت بما أخبرتني، وبما وصفت ...  وأحد الشباب وقد سمعها تسأل عن عنوان، استأذنها بأدب ودلّها على المكتبة التي يعرف تواجده بها ...
تفكّرت في الأمر، وأخبرتُها أننا نحن من بالغ بالنظرة السوداوية حتى لا تكاد تتبدّى لنا هذه المظاهر، ولا نكاد نعطيها معناها وحجمها الحقيقيَّين وهي الجديرة بالتسجيل كإيجابيات وظواهر حسنة وطيبة إلى جانب ما نكثر من تسجيل الظواهر السيئة، وإلى جانب ما نبالغ به من تذمّر من هذا الجيل، وهذا العصر ... لا نحسن الموازنة حتى في النظرة، لا نحسن التفكر في المظاهر الإيجابية، وكأنما ألِفنا جلد الذات واليأس من انبعاث الأمل من بين رُكام الركود والجمود السائد ... !!

لماذا لا نستبشر بهذه المظاهر ؟! فإننا إذا ما عددنا العوامل المحيطة بالشباب وقسنا وِفقها مثل هذه الظواهر لوجدنا الأمل ملوّحا من بين العتمات التي كرّسناها عتمات بلا أدنى ومضات نور من يأسنا وهزيمتنا النفسية، حتى لم نعد نبصر، وكأنما نحن الخفافيش التي تعودت الظلام... !!

فهذه الأنترنت،  وهذا غزوها، وغزو وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا إدمان المدمنين عليها وعلى ارتيادها ... وهذا أخذها لهم كل مأخذ ... ورغم ذلك هناك العدد الكبير الذي تفطّن إلى ضرورة تصنيفها ثانوية، وعدّها وسيلة بين الوسائل لا غاية بين الغايات ... هناك عدد كبير من الشباب أدرك ضرورة تطويعها لما يختار، لا تطويع نفسه لما تفرض هي من انكباب عليها يضيّع التفريق بين الوسيلة والغاية ...

وهذا الكتاب... ورغم تدنّي مستوى المقروئية عما كان من قبل ظهور الأنترنت، إلا أنّ وهَجَه وقيمته تبقى على الدوام القيمة التي لم تقوَ الوفرة التكنولوجية والرقمية أن تكون بديلا مطلقا عنها ...

زارت أكثر من مكتبة، وفي كل واحدة منها، كان يستوقفها عدد المرتادين، والشغوفين بالكتاب ... حتى اكتملت لها الصورة وهي تمر بمَن يعرض للبيع بساحة مبلّطة بالشارع  مجموعة من الكتب القديمة المكوّمة ، ويقبل الكثيرون عليه مشترين ...

ليس معنى هذا أنّ الحكم على الظاهرة هو من وحي المظهر والعدد والكثرة، فيكون إغفال الجوهر والقيمة الصحيحة التي قد يكون وزنها قليلا ضمن هذا العدد الظاهر الكبير ... ! بل إن الأصل أن تحدث الظاهرة، أن تتطور، أن تخرج من دائرة الانكماش والتناقص المطّرد، في عملية مواجهة للجبهة المضادة التي توشك أن تجعل من القراءة في كتاب أمرا عفا عليه الزمن ... وتوشك أن تجعل من الحياة حياة إلكترونية محضة لا ريح فيها ولا طعم إلا من كهربائيات التكنولوجيا ... !
كما توشك أن تجعل القراءة أصلا بنوعَيْها بِدعا من الأفعال في عصر تتدحرج فيه كرة عظيمة تكبر وتكبر ولا تنفكّ تتدحرج وهي تكبر من تهاوي الأمة وتهاوي قِيَمها وتهاوي رموز إدراك أهلها وثقافتهم ووعيِهم وحب المعرفة فيهم ...

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-20, 13:43:40
الأنبياء أهل المعجزات أم نحن ؟؟ الأنبياء أكثر الناس معرفة بالله وبتقديره حق قدره أم نحن؟؟

قد يبدو سؤالا عجيبا غريبا ... !! ولكنّ المشاهَد منّا وما نتلمّسه من فكر يَشي بهذا وبما يقاربه ...

الأنبياء نعم هم أهل المعجزات، وهم أكثر الناس معرفة بالله، وبتقديره حق قدره، وهم أكثر الناس معرفة بقدرته على كل شيء ....

ولكنهم هم مَن علمنا الأخذ بالأسباب ... وأنّ الصبر لا يساوي القعود، وأنّ الثقة بالله وبقدرته لا تساوي انتظار المعجزة منه تحدث، وأنّ اليقين من أنه على كل شيء قدير لا تساوي أن أقعد مترقبا قدرته على فعل أي شيء دون أدنى حركة مني، أو اتخاذ للأسباب ...

لما دعا زكريا ربه أن يهبه ذرية، فاستجاب له، لم يصمت زكريا صمت من يُخيّل إلينا أن ثقته بقدرة الله على كل شيء، ستجعله بهيئة الهادئ الذي لن يزيد عن أن يقول : "الله على كل شيء قدير" ... بل إنه الذي سيسأل : "أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ؟"
وما هذا إلا سؤال من يعلمنا أن اليقين من قدرة الله على كل شيء لا ينفي التعجب من خرق الأسباب...

ولما أن جاءت مريمَ البشرى بعيسى، لم يكن يقين مريم بقدرة الله على كل شيء حائلا دون أن تسأل وتتعجب، وتخاف، وترهب.... لم يكن ردّ فعلها كما قد يُخيّل لمن يعرف أنها أهل اليقين والإيمان العظيم، هدوءا وردّا لا يزيد عن أن يكون : "إن الله على كل شيء قدير" ...
بل قد سألت : "ربّ أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر" .... ذكرت الأسباب... وتعجّبت من خرقها لعلمها بدورها ...

وهاجر وقد تركها زوجها صلى الله عليه وسلم في واد غير ذي زرع، وغير ذي ماء مع وليدها الجائع العطشان .... ويقينها الذي كان برهانُه استفهامها من زوجها إن كان همّه بتركهما عن أمر من الله : "آالله أمرك بهذا ؟"   فلما استوثقت ... رضيت بذهابه ... وقد يُخيّل لمن يرى منها هذا اليقين أن يجازيها الله عنه بتفجير الماء لها من فور رضاها بالبقاء ووليدها وحيدَيْن ... ولكنه سبحانه ما فجّر لها الماء إلا بعد سعيها الحثيث بين الصفا والمروة...

فهي ذي ترضى وتصبر... ولكنّ صبرها صبر عمل، وتحدّ وأمل في الله، وأخذ بالأسباب ....  فأعطاها الله جزاء فهمها هذا لا جزاء يقينها المجرّد عن العمل ...!

وهذا يعقوب عليه السلام ... وهو يستعين بالله على ما يصفون، ويصبر الصبر الجميل، لا يقعد كما تصوّرنا طويلا من فهم سطحي لسورة يوسف عليه السلام، لا يقعد للحزن والبكاء وحده ...

لم نجنِ من ذلك الفهم إلا أنّه قد ابيضت عيناه من الحزن ... بينما لم نسبر غور الآيات، ولم نغص بها بالقدر الذي يعطينا الصورة كاملة غير منقوصة .... فنرى يعقوب وهو يستعين بالله لا على مصيبته في يوسف وحده، بل على مصيبته في أولاده العشرة أيضا ...

فلا ييأس من عودتهم، ومن انصلاح حالهم، ويعلم أنهم قد مكروا وقد كادوا، وقد سولت لهم أنفسهم، ولكنه لا يهجرهم، ولا يطردهم، ولا يقرر البعد عنهم .... بل يعيش معهم كل تلك السنوات التي عرفنا فيها تقلب يوسف عليه السلام من حال إلى حال نتتبع الصورة من زاويته وحدها .... ونغفل عن زاوية العشرة ... فنغفل عن دور يعقوب معهم ...
عن أمل يعقوب الدائم في عودتهم وتوبتهم ... حتى يصل بعد أخذه بأسباب التربية والتوجيه والصبر عليهم إلى قوله : "يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"...

نعم... حتى بلغ معهم مبلغ التوجيه إلى قمة التوبة وسنامها بأن يصلحوا ما أفسدوه ...

بل حتى بلغ أن جاءه البشير بحياة يوسف  الذي كان بالأمس متآمرا مع المتآمرين على قتل يوسف ...!!

وهكذا يكون الصبر ...بلا قعود ... وهكذا يكون بالأخذ بالأسباب ... وهكذا هم الأنبياء أهل المعجزات، وأقرب من تُجاب لهم دعوة .... يقرّون بالأسباب ويعلموننا دوام الأخذ بها ... بل إن الأخذ بها عقيدة، ذلك أنها من الله، وأنّ الله ما جعلها إلا ليأخذ بها الناس لتحقق أمره سبحانه وحكمه ...

أما من أغرق في إغفال الأخذ بالأسباب وركن للمعجزة يريدها ويقرنها بيقينه من قدرة الله على كل شيء .... فما أسرع ما يصدّق بالخارقة المختَلَقة .... وما أقرب الخرافة من تصديقه، وما أحبّ ما تتحقق له مُراداته وأمانيه بالقعود مغلّفا بالدعاء ... !!

وما ذاك إلا من فهم زُجّ به ليُنسب للإسلام وللقرآن ... والقرآن منه براء براء...
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-20, 13:44:03
في خضمّ هذا المدّ الهائل حول العالم الملحد الذي مات ستيفن هوكنج ... وزخم الترحمات عليه والاستغفار، وأخفّ الأضرار كان من معلني الصمت والتوقف في أمره !! ويكأنّ الرجل قد غدا خيرا من أبي طالب الذي عاش ظهيرا لسيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، ولم يُخالط حاله في الدين ريبة أو شك أو حيرة من تقرير مآله ... فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو في ضَحْضاحٍ مِن نارٍ، ولولا أنا لكان في الدَّرَكِ الأسفَلِ مِن النارِ " -صحيح البخاري-

في خضمّ هذه التخبطات والتأويلات والقفزات والخلطات المختلفة التي جُلّها صبّ في تمجيد الرجل خارج مجال دار أمجاده (الدنيا) في مجال لم يكن يؤمن به أصلا ... هذه آية من آيات الكتاب العزيز من سورة إبراهيم تعترضني فأذكر أمره : "مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ" -إبراهيم:18-

الذين كفروا أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ... الرماد بلا ريح لا قوة فيه، فكيف بالريح تشتد به في يوم عاصف، في يوم تلك صفتُه أنه "عاصف" أي شديد الريح، وقد أصبحت تلك الشدة في الريح صفة لليوم من فرط بيان دوامها اليوم كله ...  فمن ذا يقدر على لملمة شيء من ذلك الرماد الذي ذرتْه الريح فلم تُبقِ منه شيئا ؟!! 

لن يقدر صاحب ذلك الرماد على شيء من رماده ... !! يوم يجده وقد ذهب وكأنّ شيئا منه لم يكن.... وياللهول ونحن نتأمل .... أوَلَيس الرماد ما يتخلف من الاحتراق ؟؟ فلكأني بالأعمال قبل أن تشتدّ بها الريح قد احترقت فهي رماد لا أثر لرسم فيه ولا لمعنى ... وهذا حالها في أصلها، فكيف بها عند اشتداد الريح بها ؟!!

أهذا الذي يترحم المسلمون عليه بدعوى ما خلّف من أعمال دنيوية ورأس الأمر عنده كان الكفر بربّ الدنيا والآخرة، وهو هو ربّ العالمين وهو هو  ملك يوم الدين ...!!
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-21, 11:16:19
صدقت يا أسماء
وقد جاء في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
- يا رسولَ اللهِ ! ابنُ جدعانِ . كان في الجاهليةِ يصلُ الرَّحِمَ . ويُطعِمُ المسكينَ . فهلْ ذاكَ نافعهُ ؟ قال لا ينفعهُ . إنهُ لم يقُلْ يومًا : ربِّ اغفرْ لي خَطيئتي يومَ الدِّينِ .
وقال تعالى في أمثال هوبكنز هذا الذي يتعاطف معه الناس لإعاقته وضعف صحته وقواه:
"وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ* وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ * حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ" (المؤمنون: 74-79)

فهذا الذي ابتلاه الله تعالى بالمرض والإعاقة، لكنه أنعم عليه بالعقل والذكاء والسمع والبصر لم يتضرع إلى ربه ولم يستكن، بل ناصب خالقه العداء، وكان رائدا في الإلحاد والتحدي لله عز وجل، ففيم التعاطف معه؟ وهل سيلقى إلا ما جنت يداه!!
 
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-22, 09:31:47
وهو كذلك يا هادية ..

وأيضا هو قد أوتي عقلا عاملا، مكتشفا، وهذا من دواعي معرفة الخالق المبدع سبحانه، ولكن الأمر كان مخالفا تماما ... لا قيمة لعقل لا يعرف خالقه أول ما يعرف .. نسأل الله السلامة والثبات على الإيمان حى نفارق هذه الدنيا .
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-03-23, 12:10:17
اعجبني اقتباس هذه الآيات والرد على المتعاطفين معه من المسلمين بحجة علمه النافع ...جزاكما الله خيرا..
نسي هؤلاء ان حتى المسلم يحاسب على العمل الصالح حسب نيته...فمن كان عمله الصالح لله قُبِل ومن كان عمله النافع من أجل دنيا يصيبها او رياء فإن أجره يكون في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق فما بالهم بجزاء من عمل العمل ليثبت به عدم وجود خالق وراء ما اكتشفه او ما نظّره  !!!
ثم إنني استغرب من حال هؤلاء المسلمين الرحماء الذين تمنوا له الرحمة والجنة بعد مماته  لماذا لم يدعوه ايام حياته إلى الإسلام ولم يحاولوا ان يقنعوه بوجود الخالق  رحمة به وتعاطفا معه 😏
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-26, 07:07:55
لو أنهم اكتفوا بذكر أمجاده في الدنيا ولم يتعدوا للآخرة بشيء !
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-04-26, 08:04:55
تم اليوم بمقر الجمعية اللقاء مجددا لاستكمال مناقشة الكتاب الأول الذي قرأه أعضاء نادي "القارئ المفكر" (من 10 إلى 17سنة) ...
الكتاب من 144 صفحة لصاحبه العلامة أبي الحسن الندوي بعنوان : "قصص من التاريخ الإسلامي" ..

فتحنا لهم باب إبداء الرأي حول نقاط من الكتاب، وكذا أن يذكروا أهم ما اعتبروا به ...

تناقشوا ... وتبادلوا الآراء ...   emo (30):

"ضحى" كانت دقيقة في ملاحظاتها ملمّة بحيثيات المعلومات التي تعلمتها من الكتاب ... حتى أنها صححت لأحد زملائها عن بطل إحدى القصص.. ذاكرة اسمه مفنّدة ما قاله بالدليل  emo (30):

"عبد القدير" أخبرني أنه رأى في الكاتب ميزة التوجه للقارئ، حتى كأنه يخاطبني وأنني أنا أيضا أستطيع أن أكون مثل أصحاب تلك القصص التاريخية الواقعية المميزين ...

"شيماء" أخبرتنا أنها أعدت عرضا تلخيصيا عن الكتاب أوشكت على إنهائه ...
وكم أعجبت بقصة خبيب الذي أسرته قريش مع زيد بن الدثنة في حادثة الرجيع، وكيف كان تعامله مع صغير تلك المرأة المشركة التي أرسلت له معه بموسى طلبها لما علم بعزم قريش على قتله ... فزعت ظانة أنه قاتله، حتى وجدت منه أخلاق الإسلام الراقية وهو لا يستغل وجود ذلك الصغير من أبناء أعدائه بين يديه فيقتله وهو بعدها مقتول ...! بل عامله بلطف وبإحسان دهشت له تلك المرأة !!

وعدناهم للمرات القادمة بتشجيع صاحب أحسن تلخيص بأن نعرض تلخيصه هنا على الصفحة وأن نصممه عبر عرض فيديو ...

"سلسبيل" هي التي قالت في لقائنا الأول أنها وهي تقرأ لم تكن ترى نفسها بالبيت، بل داخل القصص  emo (30):

كانوا يسألون حتى عن كلمات أو عبارات استشكلت عليهم، وجعل قاموسهم اللغوي يُثرى بجديدها عليهم ...

وهكذا ساد النقاش جو من الأخذ والرد وإبداء الرأي .. وفي كل مرة كنا نؤكد لهم على حرية التعبير عن آرائهم .. وحرية الانتقاد لتعويدهم النقاش الحر والنقد البناء المنصف ...

افترقنا وقد ضربنا للقائنا المقبل حول الكتاب الثاني موعدا هو يوم 9ماي بإذن الله بعد انتهاء فترة القراءة المحددة بما يناسب 175 صفحة من الكتاب الجديد الذي قسمناه نصفَين .. بقراءة النصف الأول ومناقشته ثم إتمام النصف الثاني ومناقشته ...  emo (30):

ممتع هو لقاء الفكر بالفكر واحتكاك العقل بالعقل، وتلاقح الأفكار ... وجني ثمار التربية من كتاب راق مفيد ...  emo (30):

العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2018-05-21, 15:08:52
السلام عليكم أسماء
ادخلي على الفايسبوك لقراءة الرسائل الخاصة :)
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-05-24, 16:56:31
السلام عليكم أسماء
ادخلي على الفايسبوك لقراءة الرسائل الخاصة :)

شكرا زينب  emo (30):. لتوي رددت
العنوان: رد: صفحة أسماء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-12-13, 09:10:16
تم اليوم بمقر الجمعية اللقاء مجددا لاستكمال مناقشة الكتاب الأول الذي قرأه أعضاء نادي "القارئ المفكر" (من 10 إلى 17سنة) ...
الكتاب من 144 صفحة لصاحبه العلامة أبي الحسن الندوي بعنوان : "قصص من التاريخ الإسلامي" ..

فتحنا لهم باب إبداء الرأي حول نقاط من الكتاب، وكذا أن يذكروا أهم ما اعتبروا به ...

تناقشوا ... وتبادلوا الآراء ...   emo (30):

"ضحى" كانت دقيقة في ملاحظاتها ملمّة بحيثيات المعلومات التي تعلمتها من الكتاب ... حتى أنها صححت لأحد زملائها عن بطل إحدى القصص.. ذاكرة اسمه مفنّدة ما قاله بالدليل  emo (30):

"عبد القدير" أخبرني أنه رأى في الكاتب ميزة التوجه للقارئ، حتى كأنه يخاطبني وأنني أنا أيضا أستطيع أن أكون مثل أصحاب تلك القصص التاريخية الواقعية المميزين ...

"شيماء" أخبرتنا أنها أعدت عرضا تلخيصيا عن الكتاب أوشكت على إنهائه ...
وكم أعجبت بقصة خبيب الذي أسرته قريش مع زيد بن الدثنة في حادثة الرجيع، وكيف كان تعامله مع صغير تلك المرأة المشركة التي أرسلت له معه بموسى طلبها لما علم بعزم قريش على قتله ... فزعت ظانة أنه قاتله، حتى وجدت منه أخلاق الإسلام الراقية وهو لا يستغل وجود ذلك الصغير من أبناء أعدائه بين يديه فيقتله وهو بعدها مقتول ...! بل عامله بلطف وبإحسان دهشت له تلك المرأة !!

وعدناهم للمرات القادمة بتشجيع صاحب أحسن تلخيص بأن نعرض تلخيصه هنا على الصفحة وأن نصممه عبر عرض فيديو ...

"سلسبيل" هي التي قالت في لقائنا الأول أنها وهي تقرأ لم تكن ترى نفسها بالبيت، بل داخل القصص  emo (30):

كانوا يسألون حتى عن كلمات أو عبارات استشكلت عليهم، وجعل قاموسهم اللغوي يُثرى بجديدها عليهم ...

وهكذا ساد النقاش جو من الأخذ والرد وإبداء الرأي .. وفي كل مرة كنا نؤكد لهم على حرية التعبير عن آرائهم .. وحرية الانتقاد لتعويدهم النقاش الحر والنقد البناء المنصف ...

افترقنا وقد ضربنا للقائنا المقبل حول الكتاب الثاني موعدا هو يوم 9ماي بإذن الله بعد انتهاء فترة القراءة المحددة بما يناسب 175 صفحة من الكتاب الجديد الذي قسمناه نصفَين .. بقراءة النصف الأول ومناقشته ثم إتمام النصف الثاني ومناقشته ...  emo (30):

ممتع هو لقاء الفكر بالفكر واحتكاك العقل بالعقل، وتلاقح الأفكار ... وجني ثمار التربية من كتاب راق مفيد ...  emo (30):

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جميل جدا هذا النشاط
بورك لكم فيه

هل هناك رابط لتحميل هذا الكتاب؟