بسم الله الرحمن الرحيم 
طيور لا تطير ...

بينما السيارة تسير , تلقي الأشجار و أعمدة الإنارة بظلالها على ظهر المقعد الذي أمامي , و قد إتخذت منه لوحة فنية ترسم عليها أشكالا هلاميه ألوانها  الظلال المتحركة , تتوقف السيارة التي أمامنا , فنثبت , و تثبت الظلال , و إذا بإطار النافذة التي بجواري يحوي صورة لمحل (فراخ ) , زجاجي الحوائط , مما أتاح للنور أن ينعكس إلى عيني لأرى  فرخات تجلس بسكون , يحبسها البائع باستخدام حاجز خشبي قصير , تعجبت أوليست تستطيع الهرب بأن تطير ! , أوليست طيور ؟ ... فلماذا إذن لا تحلق في الأفق  ؟ 
أوليست هذه التي أراها أجنحة ؟ , إذن ما بالها تتربع أرض  البلاط ساكنة مستسلمة ؟
لكأنها تنتظر ساعتها , مطمئنة بينما رائحة الموت تملأها , بل و الأدهى , الأعظم 
أن  لمحت واحده تداعب أختها بمنقارها ...
بينما أخرى تناجي صاحبتها ...
 كربات البيوت حين تنم إحداها مع الأخرى ... 
و لكن إذا كانت هذه الفرخات فأين الديوك ؟
آه ... ها هي , لقد فصلها البائع النبيه عن الفرخات , سجنها في قفص من حديد , لابد أن الديك يستطيع الهرب قافزا من الحاجز الخشبي لذلك كان لابد من محاصرته بالحديد ! 
و جاءت إمرأة , أشارت إلى بائع الفراخ , قالت له كلمات حجبها عني زجاج نافذة السيارة ,  لكن كان من أثر كلماتها أن مد البائع يدا , فتراجعت كل الفرخات خائفة , و لكأنها تعلم أن في اليد الأخرى سكينا ! 
أما البائع فلم يكن تصرف الفرخات عليه بحديث العهد , فإذا به يتناول ثلاثة بيد واحدة , لا تعلم من اين يمسكهن , أمن الساق أم من  العنق أم من الجناح! 
المهم  أنه رماهن بقسوة , على منضدة سيراميكية ,  ثم تناول ثوبا جلديا ملطخا بالدماء ,
 ارتداه فوق ملابسه حتى يقيها الإتساخ ,
 أمسك فرخة من عنقها 
رفع سكينه , و ... 
ذبحها 
ثم تناول أخرتين فاعلا بهما ما فعله بأختها 
و الأخريات نائمات ...
 بجوار الحاجز الخشبي ...
 لمحت واحده تداعب أختها بمنقارها ...
بينما أخرى تناجي صاحبتها ....
كربات البيوت حين تنم إحداها مع الأخرى . 
تمت بحمد الله