أول فقرة في تقديم الكتاب أضعها كما هي دون اختصار :
---------------------------------
الفكر في عمومه هام وضروري ، والمنظم الهادف منه أكثر أهمية دون شك ، 
لذا لا غرابة أن يلجأ إليه في تحقيق أهداف قد تبطئ بها القوة المادية والعتاد الحربي ،
 من هنا كان الغزو الفكري الذي خطط أعداء الإسلام له لينفذوا من خلاله إلى هزات يحدثونها في الشخصية الإسلامية ، فتنحل عرى الارتباط بينها وبين دينها ، فتفقد ذاتها وقوتها مما يجعلها فريسة هينة للغرب الصائد ،
 ومن بين أساليب العزو الفكري كان الاستشراق مغلفاً خطورته بشكل علمي ، واضعاً سمه في عسل المنهج والجديد فيه ، 
غير أن خلق الباحث المسلم يقتضينا أن نقرر أن استغلال الاستعمار للاستشراق ليس معناه أن الاستشراق كله جملة وتفصيلا دار في هذا الفلك ، إذ لم نعدم من أدى به إنصافه إلى بيان الحقيقة ، 
ولئن كان هؤلاء قد نقلوا من حقيقة الحضارة الإسلامية أصالتها وأفادوا به الغرب في نهضته فإن هذا قد اعترف به منصفون منهم وإن قلوا .