المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46764 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #80 في: 2013-02-21, 15:12:18 »
قال صلى الله عليه وسلم :

عن خباب بن الأرَتّ قال: « شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسِّد بردةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يُحفَر له في الأرض فيُجعَل فيه، فيُجاء بالمنشار فيُوضَع على رأسه فيُشَق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه، من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون » (رواه البخاري).

مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2493


حديثان فيهما إذكاء لكل شعلة عطاء وعمل في هذه الأمة كما أرى منهما اليقين الذي يَمْنحُنيه يقيني من أنّني أقرأ حديث من لا ينطق عن الهوى ، فيقويني ويجعلني بوجه كل الأعاصير أقف وقفة المتبسّم الذي يقول لها: ولكنني لن أسمع لصوتك ولن أبحث عن اسم صوتك في القواميس ، ولن يرتدّ إلا سرابا عندي... كيف لا وقد أقسم الحبيب صلى الله عليه وسلم أنّ الله متمّ هذا الأمر ، ولن أستعجل ولكنني سأسعى وسأعمل ولن أركَنَ لسماع صوتك والتوجس من هولك وقوتك أيتها الأعاصير ، وإنما سأقف بوجهك شمّاء شامخة سامقة .....

ستعتريني لحظات من التساؤل والتعب والكلل والملل ولحظات من الحزن على الحال ، مؤكد أنها ستعتريني لأنني بشر ، ولكنني سأقف من جديد ، ووقودي الأدوم والأقوى فقه معاني ما قال وترك لي من مقال وفِعال ، تلامس شغاف القلب وتدغدغ صولات العقل فتعطي كليهما حتى يشبع ...

نعم ستعتريني كل تلك الحالات وستمر بي كل تلك اللحظات لأنني بجواب بسيط "بشر" ولكن لن يبقى ذاك حالي ولن يدوم لأنّ أصل حالي ومعنى وجودي فقه قرآني وفقه ماترك الحبيب من درر متناثرات أغنت حياتنا وأثرت عقولنا وقلوبنا سواء بسواء

نعم يقيني هو النصر ، ووجهتي مشكاتها صبر وعدم استعجال ، مع عمل دؤوب دؤوب دؤوب ، وسؤال مستمر أطرحه على نفسي : ما دوري ، عليّ دور أكبر ، عليّ دور أكبر علي دور أكبر ....
عليّ أن أفعل شيئا حتى إن داهمني الحقّ ورفعت الروح مني وجدت دربين أحدهما خلفي تركته لمن بعدي وأحدهما أمامي أول الورود على حوافّه ما أقطفه فواحا زكيا يساوي فرحي بالجواب عن سؤال :
ماذا فعلت لأمتك؟؟؟؟؟

أسأل الله أن يستخدمنا جميعا ولا يستبدلنا وأن يسخر لنا من الطرق ما يكفل لنا العمل والعطاء وأن يقبل منا ، وأن يعم خير الخيّرين أوسع الدوائر .....

وصل اللهم وسلم على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين ، وفي ذكرى مولده الأغر نسأل الله إجابة الدعاء وأن يقوينا للعمل أكثر فأكثر ....


20-03-2008, 05:49 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #81 في: 2013-02-21, 15:13:09 »
إنها الحرب .... فأنّى ومتى يتسلح العزّل-1-

إن الكثير من استخداماتنا لاختراعاتهم ووسائل الإعلام والاتصال التي اخترعوا ضمن ما اخترعو مفيد وعميم النفع والتي يستحدث فيها كل يوم جديد وتطوير وتسريع ، ....ولكنّ الحضارة كانت حضارتهم ولمسوها بأيديهم ووضعوا أساسها وأعلوا بنيانها وتنسموا عبيرها وتعبوا فيها وقضوا الأوقات الطوال ويقضون ليخرجوا بنتائج جديدة مذهلة مطوّرة تحاكي لغتها لغة عصر التكنولوجيا الحديثة وتواكب تطلعات النفس البشرية والعقل البشري الذي يملك من الطاقات الكثير التي أودعها فيه الخالق جل وعلا وميزه بها دون سائر مخلوقاته ....

لمسوا الحضارة ، أنتجوها ، ملكوا زمام أمرها .... أظهروا منها ما أظهروا وأخفوا منها ما أخفوا ، وعمّ منها ما عمّ الأرض قاطبة واحتكروا منها لأنفسهم ما احتكروا ، وسيطروا على العالم بما قدمت أيديهم وعقولهم ....أما نحن فلا نملك روح الحضارة وإنما نملك هيكلها ، فلا نحسن غير استهلاكها واستغلالها ....وفيمَ غالبا ؟؟!!!

تَنَادَى الناس عندنا بتصاعد الصعوبة في المناهج الدراسية العلمية وأنها أصبحت فوق طاقات استيعاب التلاميذ وفوق ما يقدرون ، فتساءلت بدوري ، فيزياء ، رياضيات ، تكنولوجيا ، علم أحياء دقيقة ، علم إلكترونيات وصناعات ذكية ، كمبيوتر وشبكات وووو....من طرفهم وضرورة وحتمية مواكبة لما هو جديد من طرفنا ... فعدم قدرة على المواكبة الحقّة وتثاقل واستثقال وعسر هضم سريع .... الطفل عندهم يلمس الحضارة بيده ، يراقب مراحل التصنيع ، يتعرف عليها ، يراها ....ربما كانت مصانع الإلكترونيات في منطقة صناعية محاذية لبلدته ، فعلى مسافة قصيرة يجد نفسه داخل المصنع ، وهذا جهاز يركب ، وتلك بطاقات ذكية تركب ، وذاك يأخذ بيده ليريه آخر مرحلة من مراحل التصنيع التي يخرج بها تلفاز وعلى أشكال ، ومحمول على أشكال ، ومستقبلات فضائيات على أشكال وأجهزة كمبيوتر على أشكال.... وتحفيز من الصانع المهندس المبتكر أو المركّب ودعوة منه لذلك الطفل أن يصبح يوما ما مثله فيخترع أيضا ويبتكر لأنه هو بدوره كان يقطن بيتا من بيوت تلك البلدة ، وكان طفلا من أطفالها وعلى أثر خطاه يستطيع أن يكون ، وعلى غرار آماله الصغيرة التي كبرت تكبر آمال ذلك الطفل الصغيرة أيضا وهو يرى رأي العين آليات الحضارة ومبادئها ومبتَدَءَاتها ونهاياتها ومنتَهَيَاتها ....

عاينوا المراحل ، وعايشوا العلم حقيقة وتطبيقا ،.... أما أطفالنا وكبارنا سواء بسواء فأقصى ما يعاينون ويرون ويعايشون ميناء ترسو عليه بواخر ضخمة تحمل لنا منتجاتهم لنعبئها في مغلفات نفرح حينما نفتحها ونراها وصبغتها أحدث التقنيات وسَمْتُهَا عنوان آخر جديد ، وبأدق طريقة قد أخذ في الحسبان أدق سلك فيها وغلف هو الآخر واحتفظ به ووضع احتياطا في حالة فقدان أخيه الذي يأخذ موضعا بين الأسلاك والأجزاء المكوِّنة .... حتى لَيتساءل اللبيب إنهم يتقنون إلى آخر لحظة ولا يملون الإتقان في المُصَنَّع الكبير كما في أدق دقائقه ....

أو ربما علقنا ببعض الكلمات فقلنا : الصناعة الصينية واليابانية هشة وقصيرة العمر وكل أجزائها سريعة التلف ....الصناعة الأوروبية أكثر جودة وأطول عمرا !!!

هل لمسنا الحضارة ؟؟؟ هل عايشناها بين جنبات حياتنا ؟؟؟ هل نبدأ المصنوع من أوله إلى آخره؟؟ وهل نحول أفكارنا إلى ابتكارات ثم إلى نسخ لا تعد ولا تحصى من ذلك الابتكار الذي يغزو السوق لعلو جودته ؟؟؟ ومن ثمة ننتقل إلى مراحل التطوير والتسريع والتحسين لذات المنتج المصنّع ذي الجودة العالية والذي ازداد طلبه بالسوق؟؟؟

هل يطبق أطفالنا ؟؟؟ هل يلامسون العلم لمس اليد ويرون تطبيقاته رأي العين ؟؟؟؟ إن المميز بينهم ليتحرّق شوقا لأقل التطبيقات العلمية التي يتلقاها نظريات وقواعد على ورق ....!!! ويمنّي نفسه بعد أحلامه بمختبرات التجارب والتطبيق بأنه سيأتي اليوم الذي يغادر فيه وطنه إلى بلد آخر يحقق فيه أحلامه العلمية ، فيذهب ونادرا ما يعود ............وإن عاد بعدما ألف اللمس والنظر وأصبحت حواسه تعمل باستمرار وتفعّـَــــل وتفعِّل يرى أنّ حله الأوحد في عودته من حيث أتى لأنه لم يجد ما يلمس ولا ما يرى .....

فكيف لا نشعر بثقل المناهج الحديثة علينا وكيف لنا أن نصل ونسارع خطى التلقي والفهم والاستيعاب وقد سبقونا بمئات السنين ، وحتى وإن لهثنا ولهثنا فإن الأمر سيبقى صعبا علينا ....

هذه نتيجة من نتائج الحضارة الوهمية التي نوهم أنفسنا بها فنقول أنّ كل شيء أصبح ملك أيدينا ، ما عليك إلا أن تملك الثمن أما الأتشياء فهي بين يديك على كل شكل ولون ...... حضارة كدست فيها المصنوعات فرحنا نستهلكها .....وحتى إن أحسن عدد منا استغلالها وسخرها لما يفيد وينفع ، فإنّ مكاييل العمل التي تأتي من ملامسيها وأصحابها وموجديها ومُتْقِنِيها تفوق أضعاف أضعاف ما يستخدمه مُقْتَنُوهَا بأموالهم .... هذا ما أرى والله تعالى أعلى وأعلم

21-04-2008, 06:20 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #82 في: 2013-02-21, 15:13:58 »
إنها الحرب .... فأنّى ومتى يتسلح العزّل -2-

أوعز تأخرنا إلينا أولا وإلى تقاعسنا ولا أرمي سبب ما نحن فيه على كاهل ملامسي الحضارة والصائلين الجائلين بين ثناياها ، وإنما هوواقع معاش بأبجدياته التي تنطق... كون أنّهم تمكنوا من لغتها وراحوا يصنعون منها البيان صناعة واختراعا وابتكارا وتقدما مذهلا .... لست إذ أقول هذا أجزم باستحالة أن يكون منا ما يكون منهم أو ربما أحسن وإنما لا أحب أن أبقى في بوتقة التشدق بالكلمات والأمنيات ، وأضع المشكلة على أصعب أشكالها وأعصى تركيباتها حتى لا نغتر ولا نمني أنفسنا بالكلمات ....

فلننظر إلى جامعي يرنو أكثر ما يرنو إلى مجموع يؤهله للنجاح لا أكثر ولا أقل ولكنّ حبا للعلم وللتعلم ولإبراز قدرات عقلية وفكرية عنده يحفزها الأمل والعزم والإصرار على المضي قدما رغم كل معوّق لا وجود له على أرض الواقع وسرعان ما يجد المبررات لمن ينذره بشؤم تطلعه لما لن يغني عنه ولن يسمن من جوع وهو يصيّر العلم عنده وتلقيه هدفا لا ينقلب إلى وسيلة أبدا وإن ظنّ أنه انقلب يوما ما عنده إلى وسيلة كان وسيلة غير صحيحة ولا أكيدة وربما صنع الكوارث وهو يحمل عنوان شهادة وروح العلم موؤودة بنفسه .....

كما أنّ تعلم المبادئ الأولى من العلم مهما تطور هو أساس المعرفة المؤسسة والمبنية على عطاء من بعدها متين الأساسات ، أذكر عندما درسنا تخصص الكمبيوتر بالجامعة كانت لدينا مادة البرمجة بلغة باسكال ولغة كوبول وفورترون pascal ,cobol , Fortron ، وحتى يومنا تدرس هذه اللغات القديمة في البرمجة ، وتساءلت ترى ما الداعي لتدريس لغات قديمة لم تعد على أرض الواقع ذات أثر ولا مفعول ولا دور هام فهناك من البرامج الحديثة واللغات الأسهل التي أصبحت تستخدم ما وفر صعوبات كثيرة واختصر تفاصيلا كثيرة جدا وسهل حتى عمليات البرمجة ، ولكنّ الواقع أن التعرف إلى هذه الأساسيات يكسب القاعدة العلمية ولا يجوز التغاضي عنها لأنها هي الممهدات التي تقود إلى غيرها

وكل حال نحن فيه علينا أن نقرّ أنه من صنع أيدينا حتى نتمكن من إيجاد العلاج المناسب ولا ألقي أبدا باللوم على من يقصد العين ليشرب وينهل حتى يرتوي ، وإنما نلقيه على من ترك العين وانزوى ينتظر من يأتيه بالماء منها ظنا من إملاءات نفسه أنه مرتاح وينعم ، وترك نشوة الشرب من المصدر ، وهيهات أن يبلغه الماء صافيا نقيا غير آسن ، وهيهات هيهات أن يشرب كما يطيب له ويحلو .....

زد على ذلك ما هو مصاب به شبابنا من يأس قاتل وهو لا يرى في قدراته إمكانية الانطلاق ويرى أن الآخر وحده قد استحوذ على الساحة ولم يعد له في ظل ظروفه من مكان يأخذه ، ولو أنّ أنفسنا شحذت بالهمة والعزم والإصرار والصبر والإقدام لكانت أولى القطرات من الغيث ....

صناعة الأنفس قبل صناعة الأشياء ، صناعة الأنفس الآملة العازمة التي لا تدرس لتدرس وإنما تدرس لتعطي وتبدع ولا ترى الانهزامية بل ترى النصر مع ما عندها من كنوز روحية تؤهلها لأن تكون الأقوى....

إنّ أول العلاجات وأنجع الأدوية أن نقر بأننا السبب، وتقاعسنا وخلودنا للراحة قد أمكن منا العدوّ قبل الصديق ، وأنّ هِمَمَنا تحتاج لرفعة وتسام وقاماتنا تحتاج لامتشاق ورؤوسنا تحتاج لأن ترفع من جديد ، ليس لنمشي في الأرض مرحا وإنما لنعتز بديننا وتصدّق أفعالنا أقوالنا وتصدق أعمالنا إيماننا الواقر بالقلب ، ولا يعني ذلك أنّها ما دامت مصنوعاتهم فعلينا أن ننبذها بحثا عن صفر نبدأ منه انطلاقة جديدة ، فهذا لا يعقل ولا يوزن بميزان ، وإنما علينا البحث والتعب والكلل والأمل الدائم في الوصول وإلا ................

علينا أن نتحصّن بحصننا المنيع حتى نذود عن حياض مبادئنا وقيمنا ومقوّماتنا التي تساوي ثقافتنا وألا نقبل بغزوهم الذي بات وكأنه السلعة المحتّمة علينا مع مصنوعاتهم ، فلا نستطيع اقتناءها إلا وهي مشحونة بتلك السموم التي يسمونها ثقافة وتقدما أو ربما نحن من سماها بحكم الانبهار الذي كان من أكثر الأدواء فتكا بتطلعات أنفسنا وكأنّ ما عندهم هو سنام العطاء ولا أعلى منه درجات....

علينا أن نعرف ما نقبل وما لا نقبل ، فالمصفاة تلعب دورها الأكبر في ظل ما نعايش ، وهي التي للأسف لا تعمل مع الكثير الذي لا يعمل عندنا ، فصرنا لقمة سائغة وفريسة سهلة بين أياديهم وهدفا محققا من أهداف مخططاتهم ....

هي الحرب وعلينا أن نتسلّح فأنّى ومتى ؟؟؟...........

21-04-2008, 06:22 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #83 في: 2013-02-21, 15:14:51 »
أسَرُنـَـــــــــــــــــا !!!.....

زرابي مبثوثة فاخرة ، عالية الجودة ، أو سجّاد بسيط خَشِن الملمس تترك خطوطه المجعّدة أماراتها على أطراف المستلقي عليه... ، ثريّا جميلة تزيّن السقف تتدلّى بشعاع نورها لآلئ تلمع مع طلاء الجدران البراق.... ، أو مصباح عادي معلق في وسط السقف لا يكاد يضيء نوره جزءا من الجدران الإسمنتيّة الظلماء ....أرائك تتربع في قلب ذلك الصالون المؤثث بأجمل وأبهى القطع والمنمنمات ، أو أفرشة بسيطة عادية ملقاة هنا وهناك ...

سواء كان هذا هو الحال أو ذالك أو بين هذا وذاك ، وسواء كان هذا المظهر أو ذاك أو بين هذا وذاك ، فإنّ حياةً تدبّ بين الجنبات ، وأصوات ، وحركات ، وأبناء وبنات ، وآباء وأمهات هم أصل هنا لنواة ، وفي كل مكان لأخريات .....اسمها الأسرة ....
ومع هؤلاء الأفراد أفراد أخرى ليست من لحم ودم وروح ، ولكنّها أصبحت أفرادا فوق الأفراد .....

الأب عائد من عمله الذي أخذ منه جلّ يومه ، ومع يومه أخذ جهده وقوّته ، فعاد حيث يستلقي ليستريح ويفتح جريدة أو مجلة لم يجد لها من الوقت أحسن من ذلك الوقت ، ربما اقتناها خصيصا ليتصفح جديد السياسة الدولية حيث أخبار سارة لعراق محرّر ولسوريا مهددة بالتّحرير ...!!
وقريبا منه ، غائبا عن عينه وانتباهه إبنة تحمل بين يديها جهاز التحكّم الذي سارعت لتكون أول الفائزين بحيازته بين إخوتها لتتحكم عن بعد في جهاز تلفزيون يبثّ من القنوات أعدادا وأعدادا فوق الحصر والعدّ ، فتضغط على زرّ لتعاين قناة ، وتضغط على ثان لتعاين الأخرى ، وتستمر بالضغط لتصعد أدراج الفضاء فضائية تلو فضائية وقد أصبح بين جدران بيوتنا المحصّنة !!!!

إنها تبحث عن مسلسلها المفضّل الذي لا تستطيع الاستغناء عن متابعة مجرياته ، وإن داهمها الوقت وقصّرت ولم تؤدّ ما عليها من واجبات مدرستها ...لا بأس يحقّ للواجب أن يتأخر كما يحقّ للمستقبل كله أن يتأخر ، ولا يحقّ بحال من الأحوال أن يفوتها المسلسل !!!

وقريبا من عَتبات البيت قادما ذلك المتمايل على نغمات الجهاز السحريّ ذي الحجم الجيبيّ والصوت البالغ الأذنين بمسافة خيط رفيع يتدلّى بطرفين...ويدخل البيت وهو يردّد كلمات لا شرقية ولا غربية ليتوجّه مباشرة إلى غرفته حيث شقيقه الأكبر المنكبّ على جهاز الكمبيوتر يبحث بفأرته عن كل شيء ، ففأرته جريئة لم تعد تأبه حتى للقطط المفترسة .... !!!
فيسأله : أما من نغمة أو أغنية جديدة يا أخي أثري بها فلاشي ، وإنّك لعالم بذوقي ...
المهم نغمات خفيفة رشيقة تنعش الروح وتبعث المرح والفرح في النّفس ....، يجيبه الأكبر قائلا : دعني وشأني يا أخي الآن فإنني كما ترى منهمك في محادثة عبر الماسنجر فلا تقطع عليّ حبالها .

وعلى بعد خطوات من غرفة الأخوين ، غرفة للأختين ،....
فإحداهما تُسند رأسها كله إلى يد حاملة تميل بها حيث الأذن اللصيقة بالمحمول ، تنسج عبر ذبذباته الناقلة قصة مسموعة وتتلقى بدورها عبر ذبذباته ذاتها كلمات متمّّمات لقصتها ومُحْبِكات لخيوطها ...

وأختها أيضا وقد فرشت على مكتبها كتبا وكراريس ، تلتفت إلى محمولها لتجيب على عدد من الرسائل أمطرتها بها صديقات لها يتجاذبن سويّة أطراف موقف مضحك كنّ بطلاته وثلةً من زملائهنّ بالقسم وقد نصبوا فخّا بين الأفخاخ التي تعوّدوا عليها ليضحك هو ويُضحكها وتضحك هي وتُضحكه كثيرا كثيرا ، ويدرسوا قليلا قليلا ....

وغير بعيد عنهم إنها ربة ذلك البيت بالمطبخ تتولى أمر العشاء ، وبصحبتها إبن أصغر هو أصغر الجميع عمرا ، دخل لتوّه متأخرا من الشارع الذي لا يغب عنه إلا لأوقات ثلاثة ، غداء ، عشاء وموعد متأخر من اليوم لا تمرّ بعده ساعات كثيرة حتى يرتمي على فراشه غاطّا في نوم طفولي عميق يحمل أتعاب يومه الذي يقضيه بالشارع بين ما يليق وما لا يليق ...!!!

21-04-2008, 06:40 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #84 في: 2013-02-21, 15:15:34 »
أستـــــــاذ تلفزيون .......!!!! (1)

بمدينتنا كان الجار القادر المقتدر الذي يسبق لآخر الصيحات هو الذي يتمكّن وبمعجزة من المعجزات من اقتناء تلفاز تقام لدخوله الأفراح وتقدّم التبريكات والتهاني ، ويدعى القاصي والداني من عروق العائلة لحضور جلسة التفاف حول هذا الضيف المبجّل المحاط بهالة من الإعجاب والتعجّب ....

ولما كانت أواصر الأخوة تتعدى محيط بني الأب الواحد والأم الواحدة ، وكان للجيرة معناها وقداستها ومكانتها الصادقة في القلوب ، وعندما كان الحي الواحد كالجسد الواحد بيوته أعضاؤه المتداعي بعضها لبعض في ضراء قبل سراء ، عندما كانت هذه المعاني على متربعة على عروشها وقبل أن يتزعزع حكمها ويولّي سلطانها ، ، كان ذلك الجار المقتدر يدعو كل مساء جيرانه ، وأبناء جيرانه مع أبنائه ليتعرفوا على هذا الوافد الجديد ، وليتابعوا ما يعرض فيه ، والأفواه مفغورة مشدوهة أمامه والعقول مشدودة لما فيه ، وصار حديث الخاص والعام ، هكذا كان بمدينتنا حال العائلة الميسورة التي تسنّى لها الحصول على تلفزيون ، وتلك كانت حالة الجيران الذين أولعوا بمتابعة مسلسلاته ، وصوره المتحركة ، وأفلامه عند جار واحد ، ولم يكن ذلك حلا ناجعا بعدما تعلقت القلوب بما يعرض ، وأصبح الجار المحطة جارين وثلاثة وأربعة إلى أن عمّت .... وربّ مصيبة إذا عمّت ثقلت !!!!
كانت البدايات مع لونين أساسيين أبيض وأسود ، ثم صار من السهولة بعد كثرة المقتنين وبعد التنادي بمتعة الألوان الحقيقية استبدال ذي اللونين بذي الألوان ....
وكانت القناة الملتقطة هي القناة الوطنية وحيدة يتيمة على مستوى القطر كله ، وكان لمدينتنا وهي المتاخمة للحدود التونسية ميزة التقاط القناة التونسية ، فتجد المشاهد بينهما يقلّب ويتقلّب ...
كانت الأسر بكل أفرادها لا تفوّت موعدا لمسلسل شاع الحديث عن مجرياته وهو يتطرق لواقع أسرة محافظة ، تربّى أبناءها على تقديس الأخوة والأواصر الأسرية ثم ما أحدثه المال والتكالب عليه بعد وفاة كبيرها من إفساد للعلاقات الأخوية حتى غدا الأخ عدوّ الأخ وتشتت الذي كان يوما ما لحمة واحدة ...
"الشهد والدموع" ، "أمي الحبيبة" وغيرها مسلسلات عربية اكتسح الحديث عنها ساحات الأسر والمجتمع في كل مكان وصار الالتفاف حول التلفزيون مَجلبة لمستجداتها ، وتعقب بالتعليق على ما فيها في كل مكان وقد تعلق هذا بالممثل الفلاني الذي لعب دور الخيّر الطيّب ، ويحكي هذا عن شدة كرهه وتأففه ومقته لتلك الممثلة التي تقمصت دور الشريرة الماديّة المتسلطة ....
بعض الإنتاجات الوطنية أيضا كانت تحدث أمرا ، مسلسل الحريق الذي يحكي واقع أسر جزائرية فقيرة تشترك كلها في بيت كبير يسمى دار السبيطار ، كل أسرة تتخذ لها غرفة للمعيشة بها كل شؤونها من مأكل ومشرب وجلوس ونوم ، حتى كان عمر يضيق ذرعا بظروفه التي لم تكن تسمح له حتى بالنوم الهانئ وقد لامست قدماه أخته النائمة تحتهما ، فيقوم من نومه مفزوعا هاربا منه كارها لساعاته التي أصبحت هي الأخرى مظهرا من مظاهر الحزن والأسى ، وليست أمه "عَيْني" التي تقوم عليهم بعد وفاة والدهم وحدها من تتجشّم علقم هذا المَرار ، بل لكل واحدة من جاراتها قصتها وظروفها المرة أيضا وكل هذا في ظل الاستدمار الفرنسي ....

وكذلك بعض الأفلام الجزائرية بالأبيض والأسود ، التي تحكي قصص الثورة الجزائرية وأبطالها "ريح الجنوب" ، "بطولة الجزائر" وعدد منها خلّد الأحداث وسجّلها تاريخا مصوّرا تَسكُبُ له المآقي ...

وكان موعد نشرة الأخبار اليومية الذي يراوح ساعته من كل يوم الثامنة مساء تماما بتوقيت الجزائر ، يعاين فيها الرجال أكثر من النساء أهم أخبار الوطن والعالم ، وفي مستهلّ لقاءاتهم بمقرات أعمالهم من صباح الغد يتجاذبون أطراف آخر الأخبار من موعد الثامنة لكل يوم ، وكانت أخبار فلسطين ركنا قارا لا يغادر الأخبار يوما ، وكان كل شهيد يسقط يعلم عنه في يومه أيام احتضنت الجزائر إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .................

وبدأ البث الفضائي والحديث عن أقمار تصنع يثبتونها بعَرض الفَضاء ، ينقل عبرها البثّ التلفزيوني من مختلف الأمصار إلى مختلف الأمصار ، وأخذ تعميم أجهزة استقبال الفضائيات ، وهذه نوعيات تطرح بالسوق وهذه أعداد وأعداد من المقتنين ، وهذه الأسعار تنخفض وكلما انخفضت كلما تهافت على الشراء من كان عاجزا عن ثمن الأمس ....
وعلى سبيل التفتّح على الثقافات الأخرى ، وعلى سبيل التعرف على الشعوب وعاداتها ، ويومياتها واهتماماتها ، وعلى سبيل الرقيّ المطلوب والمرغوب فيه في عصر التقارب العلميّ بالاحتكاك الإعلامي وعلى سبيل التقليد وعدم البقاء شاذا لا يقاس عليه وعدم المكوث في بوتقة القديم العتيد ، والتطلع إلى كل جديد في عصر القفزات ، وعلى سبيل ترشّف عذب الحضارة والتقدم التي أصبحت لغة عصر وضع غيرنا حروفها وصاغوا عباراتها وصنّفوا مجلداتها ....على سبيل كل هذا هبّت الناس تشتري ولا تحرم نفسها من تنسّم عبير الحضارة الذي يعطّر البيت بشذاه الفوّاح

21-04-2008, 06:42 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #85 في: 2013-02-21, 15:16:51 »
أستـــــــاذ تلفزيون .......!!!!(2)

وعلى سبيل التفتّح على الثقافات الأخرى ، وعلى سبيل التعرف على الشعوب وعاداتها ، ويومياتها واهتماماتها ، وعلى سبيل الرقيّ المطلوب والمرغوب فيه في عصر التقارب العلميّ بالاحتكاك الإعلامي وعلى سبيل التقليد وعدم البقاء شاذا لا يقاس عليه وعدم المكوث في بوتقة القديم العتيد ، والتطلع إلى كل جديد في عصر القفزات ، وعلى سبيل ترشّف عذب الحضارة والتقدم التي أصبحت لغة عصر وضع غيرنا حروفها وصاغوا عباراتها وصنّفوا مجلداتها ....على سبيل كل هذا هبّت الناس تشتري ولا تحرم نفسها من تنسّم عبير الحضارة الذي يعطّر البيت بشذاه الفوّاح ، محتفلة بجهاز الاستقبال الجديد ، منكبة عليه ملتفة حوله ، ملتفتتة إليه ، مقبلة عليه بكل ما فيها ، مدبرة عن كل ما سواه ، وفي الكثير من البيوت أكثر من تلفزيون واحد ....

التلفزيون اليوم غدا الفرد رقم 1 بين أفراد الأسرة ...
زوجان حديثا العهد بالحياة الزوجية ، غالبا ما تسبق أقدام التلفزيون قدما العروس إلى بيتها الجديد ....

"لقد وفّر ابني لابنتكم كل المستلزمات يا حاج عليّ "
التلفزيون ، السجّاد ، الثلاجة ......إلخ

أما منى فهي ترفض أن تتزوج هذه الصائفة حتى يتم عريسها أسامة كل التجهيزات ، كيف يعقل أن تتزوج وهو لم يشترِ التلفزيون وجهاز استقبال الفضائيات بعد ؟؟ هذا جنون !!! يجب أن يتم ذلك... ، ولا مشكلة إن كان وصول الماء للعمارة صعبا!!! ، أو إن كانت منطقة السكنى قرب مصرف لحرق قمامة البلدة ، فإن أصيب الأبناء بعد أعوام بأمراض ضيق التنفس لا ضرر ، فإن لكل داء أصبح هناك دواء !!! ا الأهم وصول الفضائيات .......!!!!

قبل أن تنجب المرأة طفلها الأول ، كان لطفلها أخ أكبر آنسها قبل مجيئه ...
الفتاة ، الفتى ، الأم ، الأب ....كلهم وقد أخذت كلَّ واحد منهم طريقُ الحياة بخطواتها التي تساوي الأيام وساعاتها ، يهرعون إلى متنفَّسِهم إلى ذاك الذي هو طَوع أياديهم متى أرادوه لبّى وجاء ....

وبـــــــــــــــــــــــعد ؟؟؟؟

أين نحن اليوم من تلفزيوناتنا ؟ ومما يعرض فيها ؟؟ وأين أفراد مجتمعاتنا من متابعاتنا ؟؟

إن الدول العربية وقد دخلت عالم الفضاء والأقمار الصناعية دخلته محتشمة ، إذ أنّ الأقمار الصناعية متعددة الاستخدامات ومتنوعة الغايات ، تستخدمها الدول في المجالات العسكرية والبيئية والعلمية والإعلامية ، بينما اقتصر استغلال العرب للأقمار التي أطلقتها على مجال البث التلفزي ، ، حيث أن منظمة عربسات تتولى مسؤولية تسيير خمسة أقمار عربية ولمصر عدد من أقمار النايل التي أطلقتها وفي مجملها أقمار للبث التلفزي ، بينما تشهد مشاريع خاصة بالبحث العلمي ومراقبة المناطق تماطلا وتأخرا في التنفيذ ، مثل مشروع قمر مراقبة ظهور الهلال من أجل تقويم موحّد للمناسبات الدينية للمسلمين ، بينما تركز إسرائيل في استخداماتها للأقمار الصناعية على البحوث العلمية والتجسّس !!!!!!

21-04-2008, 06:44 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #86 في: 2013-02-21, 15:18:20 »
إنــــــــــــــــــــه الفنّ ......!!!!

الفنّ ....الفنّ في حقيقته وسيلة للتسامي بالذوق في كلّ أمر ...ولإضفاء صبغة جمالية على الأشياء ، فهل هو اليوم كذلك؟؟ هل ما يعرض من غالبية الأفلام والمسلسلات والأغاني تفعل هذا؟؟؟

أمّ تنهي أعمال البيت ، يتوجه كل أولادها للمدرسة ، وزوجها بعمله ...ماذا عساها تصنع وقد بقين بين الجدران وحيدة ، لا حلّ أنجع من أن تفتح ذاك الذي لا يغادر ولا يسأم الكلام ليؤنسها ....التلفزيون ....
وبالإلف قد أخذت تواضب على مسلسل يعرض في ذلك الوقت من فراغها... ثم تقلّب قناة أخرى لتستكمل وقتها الذي لا أنيس لها فيه مع فيلم ....
وليست حالها الفريدة وإنما صور لحالها في أغلب البيوت ....
فتاة بسنّ المراهقة ، تدرس بالثانوية ربما أو بالجامعة ، ترافق أمها أيضا عند عودتها من مدرستها في رحلة مسلسلية أو فلمية ، باب من أبواب الصحبة والصلح المنعقد بين الأم وابنتها وباب للحوار أيضا الذي يتولاه الفيلم عنهما....

شاب بسنّ المراهقة ، أو بعزّ سنّ الشباب يواضب على متابعة الأفلام التي تعرضها قناة الأفلام ، عربية كانت أم غربية ، فيها من العنف ما يستميله ، وفيها من القصص ما يجتذبه وتهواه نفسه ....

وآخر أو أخرى تواظب أيضا على متابعة سلسلة كوميدية ، قد تفوّت كل شيء إلااااااااااااا هذه ...
فئات مختلفة تتابع الأفلام والمسلسلات ، والأذواق أيضا مختلفة ، فما يحبذه هذا قد يمقته ذاك ....
والسؤال الذي نطرح :

هل نتابع من أجل المتابعة أم نتابع لغرض بعينه ؟؟ هل نتابع دون مصفاة يلقى بموجبها في الرَّوع ما تفتح له الأبواب ويطرح عنه ما توصد دونه الأبواب ؟؟
هل نتابع ونحن في غنى عما لا يغني ولا يسمن من جوع ؟؟ أم نتابع بعميّة ونفتح الباب لكل وارد ولكل وافد ....


ضجت الساحات الإعلامية بالحديث عن مخرجين بارعين ، وعن تميّز أفلام لهم حطمت الأرقام القياسية في تهافت الناس على عروضها بدور السينما .... وحققت المداخيل المضاعفة والمضاعفة .... وأخيرا يتشرّف التلفزيون بعرضها بعدما حققت ما حققت واستقطبت ما استقطبت من الشباب ومن أوقاتهم ومن اهتماماتهم ، وسال لأجلها حبر الشاكرين والمغدقين بالمدح والمديح ....

ترى ماذا أحدث هذا المخرج ؟؟ ماذا فعل ؟؟ هل أثار قضية من القضايا العِظام ؟؟
هل اقترح في فيلمه حلولا لذلّ ومهانة العرب والمسلمين في العالم ؟؟؟

لا بل إنه " آيس كريم في جليم " ....
أفلام مغامرات لشباب أسماؤهم أسماء عربية وإسلامية ، قد يكون محمد وقد يكون علي وقد يكون عمر ، شباب يضحك كثيرا ويُضحك البنات كثيرا ، وبنات متمايلات ، تلبسن بغباء كبير ، إذ أنّ القليل جدا من القماش الذي يرتدينه يقتنى بأبهض الأثمان وأغلاها ....

وهذا التمايل الذي يذهب عقول أولئك الشباب المتمايلين أيضا المتخذين كل الحياة هزلا ولعبا ولهوا ولا يؤمنون بالجدّ لأنّ الجدّ ضرب من ضروب التزمّت والانغلاق والرجعية والتخلّف ....

ذلك هو الفيلم وتلك أحداثه.... والضحك والسماجة فيه أكثر من أي شيء آخر
الفتيات يبحثن عما وعمن دمه خفيف والفتيان أيضا يبحثون عما وعمن دمها خفيف ، وكله خفيف في خفيف .... حتى أصبح كل شيء يؤخذ بمأخذ الهزل لا الجدّ ...

والسعادة في ميزان هذه الأفلام تساوي السيارة والأسفار واللباس الثمينة الغالية وأجهزة بألوانها .........................

21-04-2008, 06:52 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #87 في: 2013-02-21, 15:19:20 »
على الأثر وإن كان من حجر ....


الحجر دائما بالطريق ، ولكنّا على الأثر وإن كان من حجر ....

كثيرا ما يصيب الإنسان حزن وهمّ إذا ما اعترض دربه أحجار وإذا ما عثر ، ولكن حينما تمر الأزمة وتنقشع الغمّة مع المجاهدة والصبر يفتح غير باب ، وقد يكون الباب الجديد أكبر وأكثر خيرا .... وحينما تمر الأزمة وتنقشع الغمّة يتأمل المؤمن فإذا ذاك الحجر نوع من أنواع الصقل والتربية والتدريب على الصبر والمصابرة ، وإذا به يستنتج كم أنّ طريق الجنة محفوف بالمكاره ، وحينما يتأمل لا يستكثر على الجنة نَصَبا ولا تعبا ، وحينما يتأمل يرى كم أنه يشقى من أجل فُتات الدنيا ، وكم يتحمل ويتكبّد لأجل ذاك الفتات .....

حينما يتأمل المؤمن يجد أنّ العرس الذي يفرح له فرحة العمر لا يكون إلا بإعداد وتعب وشقاء يسبقه يجهّز له ، فكيف بدرب الجنة وبعرس الآخرة الذي يستحق كل العناء يريده سهلا ميسّرا .....

والرضى بقضاء الله ليقين بحكمته إلا أن يكون به غضب علينا هو أجمل الصور التي تجعل الحَزْنَ سهلا وتجعل المؤمن شاكرا على الابتلاء راضيا محتسبا حتى يأتي الفرج وكل أمله ألا يكون المَرَدّ غضبا من الله وما عداه هيّن .....

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا فكل مصيبة سواها تهون ....

21-04-2008, 06:54 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #88 في: 2013-02-21, 15:21:40 »
ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟-1-

الأوساخ ...القمامة .... تراكمها ، انتشار الروائح الكريهة ، تكاثر المناظر المقزّزة ....
عَفَن وأمراض وأوبئة تنتشر من كثرة الأوساخ المترامية على أطراف الطرقات......
سلوكيات غريبة ، عجيبة لا تأبه لحال ولا تظنّ ظنّا أنّ الفعل فعل سوء ولا يليق .... يلقي ببقايا السيجارة ، تلقي بكيس المكسرات ، يلقي بقارورة المشروب ، يلقي بالورق ..... بأي شيء ، بكل شيء على قارعة الطريق وكأنه الحاوية الكبيرة المفتوحة التي لا تكلّف مسيرا ولا وقتا ....

رمي من على الشرفات لأي شيء ، قد يقع على الرأس ....قد يردي المرميّ ويرميه بغَيابات الحفر التي تخبئ الجثث الهامدة...!!!

رجل ، امرأة ، طفل ...............الكل في هذا سواء .... والكل بفعله لا مبال ..... ليس لديه من المخزون السلوكي التربوي البيئي ما يجعل بينه وبين الفعل حاجزا وحائلا .....

أيها الشباب .............. إنّ ديننا لدين النظافة ....ودين الحضارة ، ودين السمو والرقي بالنفس البشرية إلى ما يجعلها مكرّمة معزّزة ولا ينزل بها إلى دَرَكات الحيوانية واللا عقلانية .... إنه دين الجمال والحسّ الجمالي في كل أمر ....في القول ، والفعل والسلوك والتفكير والتدبير .........

إنه دين علمنا كل شيء جميل وأمرنا بإتيان كل فعل جميل ، ونهانا عن إتيان كل شنيع وكل فعل قبيح ...........
جعل الكفة الراجحة من الميزان كفة الجمال والرقيّ .... وجعل ما على الأخرى قشا لا يكاد يوزن بمعيار ...................

أيها الشباب ....إن استوطن بعقولنا الجمال ....وهُجّر القبح واللامبالاة ، وإن داومنا على محاسبة الذات ، وإن استنار الفكر وحبّب إلى قلوبنا النور ، وكرّهت إليها الظلمات ..... فلا محالة النصر آت ......لا محالة سيفهم الناس الإسلام والقرآن حياة نحياها وكلمات تمشي على الأرض بحياة ، ولن تبقى ذرات تنطلق لتعبث بها يد الهواء ............

أيها الشباب ..... أي حال ؟؟؟ أي مقال ؟؟؟ أي منقلب نريد أن ننقلب وهذه حالنا ....؟؟؟؟ كيف بك ترمي كل شيء كيفما اتفق ولا تبالي ، وكيف بوالدك يفعل ، وبجارك وبأخيك ولا تتحرك بدخيلتك كوامن من ال "لا" لا فليس من الإسلام هذا ...........

إنها الصدقة تؤتيها إن أنت أمطت عن الطريق أذى ................

وتتابع الفطرة فيهم نبض الكلمات ...... وترفع الأصابع استئذانا لمشاركات ببعض الاستفسارات والتساؤلات ....ويفسح المجال للفطرة أن تتكلم وللحال أن يفصح عن حبّ التغيّر والتبدّل إلى أحسن حال ..................

نعم ......ولكن .......ما جدوى أن أبني وأنا وحدي وغيري كثير وكثير يهدّ ما أبني ؟؟؟؟؟

ومن قال لك أنك وحدك؟؟؟ ونحن اليوم إذ نحن أمامك ألسنا معك ؟؟؟؟ لمَ لم نقل أنه لا ظهير لنا فما جدوى أن نتكلم ، وما جدوى أن نأتيكم أصلا ....إنما أتيناكم ونحن نعلم أنكم ستزيدون إلى العدد عددا...... وهذه معك وذاك وتلك........ علمي أخاك .......انصحي جارتك ..... تكلمي أخرجي ال "لا" من كوامنها ......قولي كلمة حق ..... وازرعي من الورد وسيطرح الورد يوما ..... ازرعي ولا تخافي ازرعي ......وازرعي ..... عسى أن ينبت الورد ويغشى ريحه الزكيّ كريه الريح ..........

تتفتّح أساريرها ................ وتفرح وتسعد وبعينيها بريق يقول الحمد لله إذن لست وحدي ....وسأزرع .....سأزرع ......نعم سأزرع

أعلم أنّ بكم خيرا كثيرا أيها الشباب ..... أعلم أنّ النور بكم آت ...... ولكن شدوا الهمة واعزموا ولتكونوا على الدرب ولا تحيدوا ....... أنيروا ولو القليل الذي حولكم ، فإنّ كل واحد منكم سينير لعدد ..........وأنعم بها من عدوى تصيب .........

وعلى كرسي قريب أستاذ يحمل أوراقا مرتبة ...... وبنبرات أستاذ معلم ........... يستأذن ليتدخل فيقول لمعشر الشباب الذي هو بين 14 و17 ربيعا يبحث عمّن يسقي زهرات ربيعهم ، ولكم يضرهم الإنذار بالقحط والجدب !!!! ولكم يعقِم أرضهم وييبّس أشجارها المورقات .......

كلام جميل ...... ولكن أتعلمون أنّ علم الاجتماع ونصوصه تقول أنّ من لا يملك نافورة ببيته ، لم يعرف لنافورة الشارع حقّ قدرها ؟؟؟ وراح يتخبط بمياهها صيفا وكأنها البحر وحوافها الشواطئ ......... وأنّ من لا يملك الخبز ليأكل لم يهتمّ بأمر القمامة الملقاة أو التي يلقيها وتتراكم أمام بيته ؟؟؟؟ أتعلمون هذا؟؟؟؟

ويستدلّ بالغرب وحضارتهم وكأنهم أسيادنا الذين يعلموننا ...................................

ويعود الحديث عن الخبز.......................... وعن الرزق ، ليكون المِشجَبَ الذي نعلق عليه كل أخطائنا والنبع الآسن الذي نصبّ فيه كل أدراننا .......


ولكن يا سيدي وأنت تراهم أسيادا ربما نسيت أنّ نافورة إيطاليا ....والحمام من حولها يحوم ، يخلع الأسياد لباسهم ليرتموا بمياهها سابحين .....
وإن كان الخبز حائلا .................... أفليست القمامة إلا خبزا يلقى ؟؟؟ كيف لا يهتم بالقمامة وقد شغله الخبز ......؟؟؟ والقمامة أصلا خبز يرمى ؟؟؟؟؟؟



ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ -البقرة 268-

23-05-2008, 03:10 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #89 في: 2013-02-21, 15:25:40 »
ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟-2-


إذا بحثنا عن المعنى الحقيقي للثقافة لوجدنا أنها مجموعة السلوكيات والتعاملات والأخلاقيات المتداولة بين أفراد المجتمع الواحد والمطبوعة بما يميّز ذلك المجتمع عن غيره .... فثقافتنا في الحقيقة هي محض من النهج الرباني الكامل الذي نزّل علينا يقوّم سلوكنا وتصرفنا وتعاملنا وفهمنا للحياة وفهمنا لمعنى وجودنا ....
ثقافتنا هي ترجمان فهمنا للنور الذي بين أيدينا .... ما يطبع المجتمع الإسلامي من سمات السموّ والرفعة بالنفس البشرية ، والرقي بها إلى مراتب الكمال والمثالية الواقعية والواقع المثالي .....

وحينما لم تكن سلوكيات المسلمين الأوائل إلا ترجمة فعلية على أرض الواقع للقرآن الكريم وللسنة النبوية المطهرة ، تحقق المجتمع الإسلامي المثالي الذي فتح العالم وتبيّن للناس أنّه النور المشعّ الذي جاء ليخرجهم من أتون الظلمات ....

إذن فأخلاقيات المجتمع والتي هي تراكم لأخلاقيات الأفراد وما يسود ، وما يطغى على النفوس من أهوائها واتباعها لأهوائها وشهواتها الدنيوية التي إذ لم توضع لها حدودها ولم تطهّر باللازم من المطهّرات طغت ، فتنحّت عن المنهج الرباني وجعلت تستورد الثقافات .... ظنا منها أنها تجعل لنفسها حضارة ....
وحينما استوردت الثقافات فقد استوردت النقص البشري الذي يلهث خلف المطامع والأهواء ويهبط بالنفس البشرية إلى دركات الحيوانية من فرط ما يوغل في تلبية المطامع والأهواء اللامتناهية للنفس الطماعة الأمارة ، أطلق لها العَنان ..... وكما أسلف وذكرنا ظنّت أنّ الهوى الملفوف بزينة هو منتهى الغايات ، فتاه منها المفترق ولم تفق .....

أخلاقيات المجتمع الذي لم يلزم ثقافته التي هي تطبيق فعلي على أرض الواقع لفهمه لمنهاجه السماوي ، وتحوّله إلى مستهلك يقبل بجشع ونَهَم على حضارات الغير هي السبب الرئيس في طغيان منطق المادة على كل منطق بل والإيغال فيه شيئا فشيئا حتى أصبح المادية البشعة .....

يقول صلى الله عليه وسلم :
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله

حينما آثروا الموت في سبيل الله على الحياة ألقي الرعب في قلوب الأعداء ، فنصر صلى الله عليه وسلم بالرعب من فرط ما أحب صحابته الموت ولم يؤثروا على الشهادة ونعيمها الحياة الدنيا .... أما اليوم فقد استحببنا الحياة الدنيا ونسينا الموت .... وأوغلنا في شِراكها نلهث ونلهث ونلهث ، فأين الرعب الذي ألقي سالفا في قلوب أعدائنا ؟؟؟ ألم ينقلب سخرية وذلا ومهانة ؟؟؟

وصرنا عبيدا للكثير من الأمور الدنيوية
وكما يقول صلى الله عليه وسلم في مطلع حديث له
تعس عبد الدينار ، وعبد الدرهم ، وعبد الخميصة ،

يجيب صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر الذي يسأله عن حال استغربه وقد رآه فيه ، عن أثر الحصير على جنبه وهو إن شاء ملك أكثر مما تملكه ملوك الأرض آنذاك وكيف أنّ كسرى وقيصر في ملكهما يتخبطان في أشكال النعم وهو النور المبعوث يلقى ما يلقى ....
فيجيبه صلى الله عليه وسلم :

مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها

وذلك الصحابي الذي شقّ عليه أن يستطيب التمرة التي بين يديه على ساح قتال أمامه يرفعه إلى أعلى عليين مع الصديقين والنبيين وإخوان له شهداء ، فألقى بها من غير ما اكتراث يهرع للموت على أن يقضي مزيد وقت وهو يلوك ويمضغ من زوائل الدنيا ....

كان الأغنياء من الصحابة الأطهار يقدمون نصف ما يملكون وكل ما يملكون عن حب وطواعية وعن رضى وبقلب موقن أنّ ما عند الله خير وأبقى وأن الله يعد مغفرة وفضلا وهو الواسع العليم ، ملكوا فلم ، ولكن لم يستوطن ما ملكوا قلوبهم ، وإنما لم يتعدّ حدود اليد .... وأعطوا وما خشوا فقرا ولا فاقة ولم يؤثروا دنيا ....
وتدربت أنفسهم على العطاء والبذل وعلى أنهم كما عاشوا أغنياء هم أيضا على أن يعيشوا فقراء قادرين مادامت قلوبهم ملأى بالإيمان ......

فهل أحبوا الدنيا وعبدوها ؟؟؟ وعبدوا الدينار والدرهم ؟؟؟ وخشوا الفقر إذ أعطوا؟؟؟؟

وفقراء الصحابة ؟؟؟ هل حال فقرهم دون أن يكونوا الأوائل المصدقين المتبعين المناصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .....؟؟؟ هل حال فقرهم دون حبهم للعمل من أجل دين الله ، ولتكون كلمة الله هي العليا ؟؟؟ هل ألهاهم فقرهم وعسر عيشهم على حبهم للشهادة وللتضحية في سبيل الله ؟؟؟
ألم يكن يقينهم بأنّ ما كان لهم في الدنيا إنما هو رزقهم فرضوا به قانعين شاكرين حامدين ، بل ومستغفرين وجلين وقد أتوا ما أتوا ، تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، لا يلهثون خلف الدنيا ولا يخشون الفقر بقدر خشيتهم على دينهم ومكانتهم عند رب العالمين وعلى رصيدهم عند رب العزة ، وعلى ميزانهم وما حوى وعلى قلوبهم وما وعت ؟؟؟

هل حال فقرهم دون أن يستزيدوا من الصبر والصلاة والإيمان والرضى ؟؟؟ ألم يعيشوا طيبي الصدور ، قانعين راضين حتى بورك لهم في رزقهم وكفوا بالقليل الأقل ؟؟؟
ألم يكن دينهم أول أمرهم ومبلغ علمهم ؟؟؟ .....

ما لم نعش ديننا سلوكا وحياة ، ستطغى علينا الدنيا وستدوس على قلوبنا بأقدامها .... ومتى كان بالقلب آثار لأقدام تدوس لم يعد يقدر على النظر إلى كل متحيّن دَوْس من علُ وعلى أن ينبس ببنت شفة بل يقول له "سمعنا وأطعنا" ومتى تحرر القلب وتشبّعت نياطه بنور الله لم يعد يرى للدنيا من سطوة عليه ، وبقي دوما يرمقها عالما بحقيقتها غير مغترّ بحالها الزائل ...... حينها سيتشبع بالنور وسيشعّ نورا ولن تبقى الأطماع واللهث سبيله ومبتغاه

23-05-2008, 03:25 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #90 في: 2013-02-21, 15:28:41 »
قال فيما كتب :

وطني -يا إخوتي القراء- عجيبة من عجائب المخلوقات...

هو على ضآلته وضيق حاراته وطفح مجاري صرفه ووعورة شوارعه -سيّما بعد المطر-... طفل يباكر الشمس، ويبتلع كوب اللبن الدافئ قبل النوم، وهو بينهما يغذو جيرانه بهدايا أمنا الأرض... وعزيز على الطفل أن يعنى بجماله -وهذا عين الجمال-... فاقبلوا طفلي الجميل على حماقته وعجزه عن تطهير نفسه بعد قضاء حاجته، وتدارك فضلات الطعام أن تصيب ثيابه... اقبلوا تضرّجه وبراءته ودلاله... وتخففوا من أنفتكم قليلًا وكلوح وجوهكم ودخان مصانعكم وصخب سياراتكم... وذوبوا في محبته...

فكتبت فيما أقول :

وكل طفل وطننا ... حيث الفطرة تعانق بقايا فطرة فينا ،
وحيث الحجر والمَدَر نهرا يتفجر والسواقي والوديان تعزف أعذب وأصدق الألحان والباسقات السامقات تدرّ عزا وشموخا وتفشي سر الحسناوات والزهر الرضيع يرشف نسمات الربيع ...وعصفور الشرق مع عصفور الغرب يسبحان باسم المبدع رب المشرق والمغرب ...ولكلها قلوب تشهد أنّ لا إله إلا الواحد وتأبى على البشر إلحاد الحديد ...وأي حديد ...!!! ذاك الذي في قلوبهم وليس الذي نزّل من السماء دَيدَنُهُ التوحيد ....

سئمنا مربعات ومستطيلات ومثلثات الكلمات كما سئمناها أشكالا للبنايات .... وشوقنا للكلمة الحرة الطليقة الموحدة المنيبة أجمل الكلمات
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #91 في: 2013-02-21, 16:48:27 »
نظرت من حولي فإذا الأيام تنسلخ سراعا ...تخرج تباعا ، يأخذ بعضها بعضا ....يجر بعضها بعضا ....
نظرت من حولي فإذا الذي حل ضيفا منذ أيام يلوّح من بعيد بيد كريمة مودعا ....
نظرت من حولي فإذا الأيام الباقية تقسم أنها أيضا ذاهبة ...وأنها وإن طالت وإن قصرت لا بد أن تكمل العدة مع التي ذهبت ....ولا بد أن تلحق بها لتزيد تلك اليد الكريمة بعدا عن الأنظار ، وهي تلوّح مودعة ....
فإذا هذه الأخيرة الباقية القليلة حزينة ، حزينة ....حزينة لحزن المفارق على مضض ...حزينة مع حزن المفارق ....تبدو شاحبة الوجه ، منتقعة لا تكاد تتفتح الأسارير فرحا بوزنها عند الباري المتعال حتى تعود لتحزن على انسلاخها من بين الأيادي وانسحابها انسحابا ، تمني وتعزّي بعودة قافلتها بين القوافل المقبلة ....

يودعها المفارق على مضض بدمع الذي تتركه اليد الحانية وتولّي عنه وترحل
يودعها المفارق على مضض بدمع الذي تسلب من روحه العطشى فيوضات الزُّلال العذب الفرات ....
يودعها المفارق على مضض بدمع المستحي المقرّ بخيرها على مقصر جّحود مثله ....
يودعها المفارق على مضض .....على مضض ...على مضض
يودعها بدمع الذي لا يملك أن يضرب لها موعدا كما تملك هي أن تضرب ....
يودعها بدمع الذي لا يعرف إن كان سيلقاها من جديد أم أنّ لحظة فراقه الدنيا ستسبق لحظة عودتها ....

تلك الأيام الغوالي ....إنها تلوّح من بعيد مودعة .... إنها تفارق ....إنها تولي عنا لتتركنا لأيام أخَر ..... لأيام أخَر هي عدد من عدد العمر .....تلك الأيام تقول :
أيها المسافر يوما بلا كرّة ....إني مسافرة وعائدة .... أيها الراحل يوما بلا عودة إني راحلة ولكنّي حالّة يوما من جديد ...
تركتك لأيامك ....تركتك للياليك .... تركتك وهي ، فإما ذكرت عطائي لك فأقبلت على أيامك كريما تذكر عطائي وتخشى ذهابه عنك ....وإما أقبلت عليها ونسيت عطائي تخشى ذهابها عنك ....

أيها الصاحب الذي كنت له صاحبة قد نزعت ما كان عالقا بروحك من أقذاء ....قد غسلت بدمعك ما علق بها من شَوَب .... قد أبقيتك خلفي ناصعا ، ساطعا وكأنك الوليد الجديد .... فإما أبقيت على النور فيك ، وإما أطفأته بنفخ صراع الأيام تنسى ذكر الذي يذكرك بي وبرحمات غيري ، وتذكر الأيام والدنيا ذكر من يلهج القلب واللسان بأبجديتها وحروفها ويعبد شمسها المشرقة على كلماتها ينتظر شمس غدها المشرق على كلماتها .....

وداعا أيها المرافق المفارق ....وداعا أيها المفارق المرافق ...وداعا أيها المسافر يوما ....وداعا أيها الراحل يوما بلا عودة ..... فإني راحلة عنك إلى بعيد ...عائدة قد لا تجدك بين المرافقين ....

وداعا ولتحرص على ذكراي العطرة نبضات يخفق بها جنانك .... وداعا ولتحرص على نفحاتي حرص الغريق على قشة ترفعه إلى علُ إن هو بها استمسك.....

27-09-2008, 01:07 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #92 في: 2013-02-21, 16:51:40 »
نـــــور الحق..........

كل عام وأنتم إلى الله أقرب ....
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ....

وهكذا كان دَيدن هذا الصباح المبارك في مساجدنا ...
ذهبنا ، وجلسنا نردد مع المرددين ، تهليلا وتكبيرا وتسبيحا وحوقلة ... تهزّ النفس هزا ، وتُخشع القلوب ، وتملأ الأفق سناء وهيبة ..... ونورا .....

إنها أنوار الإسلام ... أنوار التوحيد ... أنوار الأرواح التي لا ترتاح إلا إذا سمت ، ولا تطمئن إلا إذا اتصلت بمولاها .... النافخ فيها من روحه تعالى سبحانه ........

المساجد اليوم ، والأصوات تتعالى يسمعها القاصي والداني ، تتحد أصوات هذا المسجد مع أصوات تخرج من الآخر ، مع أصوات من ذاك الآخر ...لتملأ المدينة تسبيحا وذكرا وتكبيرا ......
أصوات رقيقة ناعمة ، ليست أصوات نساء وإنما أصوات أطفال رافقوا آباءهم ، مع أصوات لرجال.... تمتزج كلها .... كأجمل ما تسمعه الآذان وبه تطرب ، فتلين النفس وتخشع وتسعد ، بل تبكي سعادة وفرحا بعيد تتعالى فيه الأصوات بذكر الخالق البارئ المصور مالك الملك الواحد الأحد .... الماجد الصمد ....

في المسجد وأنا أسمع مع السامعات وأردد مع المرددات بأصوات خافتة لا تتعدى حدود قسمتنا منه ، لا نكاد نسمع نَأمَةً بغير ما يتردّد... والمسجد بين تنظيم المنظمات ، وتراصّ الصفوف واعتدالها ...
والكتف عند الكتف ، تتسابق الواحدة مع الأخرى على أن تسد الثلمة وتكمل الصف فتنال الثواب والأجر ....

والأصوات النورانية تتعالى.... ، مع مكبرات الصوت التي تزيدها وضوحا لتخرج من حدود المسجد إلى شوارع المدينة المغتسلة بقطرات غيث الخير والنّعماء والفضل والتكرّم من رب الخلق ورحمانهم ورحيمهم .....

كيف تُراه حال الشارع خارج المسجد؟؟ ... لا بدّ أنه خال أو يكاد يكون ....لا بد أنه هادئ ساكن إلا من زخات المطر الكريمة ....أو يكاد يكون .... فجلّ أهل المدينة قد عمروا المساجد ذاكرين شاكرين ، مكبرين مهللين .....مسبحين

والأصوات النورانية تتعالى ....والقلب معها يردد ، واللسان بتلك الحروف النورانية يتحرك عاجلا بها ، مخافة أن تفوته واحدة فيتخلّف .....

وصوت ذلك الطفل البريئ أعلى من أصوات الرجال !!!...لكأني به أمامي ، لكأني أراه .....محمرّ الوجنتين ، منتصب العروق ، مستفرَغَ الأنفاس ....في تنافس مع من يكبره على من يكون الأقوى ؟؟ هل دائما هي تلك المعادلة ؟؟ الأكبر سنا أقوى.....؟؟، ومن يكون الأعجل ومن يكون الأحسن والأعلى صوتا ..... لا يريد أن تنقطع تلك الترديدات... وهو يسمع أباه قربه ، وصديق أبيه جنبه ، وجار أبيه جنب جنبه ، وأبا صديقه قبالته ، وأخا له في الله لا يعرف له من قبل تقاسيم وجه ، ولكنه رآه اليوم فعرف أنه مثله يردد ما يردد ، ويسعد كما يسعد ....

لكأني بأبيه أمامي باسم الثغر مسرور القلب من حال ابنه الذي رافقه يردد معه ويومئ له برأسه متبسما أن يا حبة القلب أكمل، يخاف عليه استفراغ قوته كلها ، ولكنه لا يستكثرها في مثل هذا الفعل ومثل هذا القول ، بل يسأل الله خفيةً أن يجعله من الذاكرين الشاكرين الصالحين المصلحين ....

الأصوات وكأنها صوت واحد .... المسجد كله تهتزّ جدرانه ، وأرضه وسقفه من أصوات هي النور المنبعث .... فيااااااه ما أقوى النور ....وما أبهى النور ....

سرحتُ لحظة وأنا أردّد ....يااااه .... ياالله .... كم هي جميلة أصواتهم ، كم هي قوية ، كم هي صادحة ، كم هي حق ، كم هي نور ، كم هي للجراح بلسم... ، كم هي خير وخير وخير للمشتاق الملوّع... ، كم هي بشائر ، كم هي علامات خير إلى يوم القيامة قائم .....

سرحت معها ومع نورها الوضّاح ،.... يااااه ....يا الله أين كل هذه القوة لخير الأمة ؟؟؟ لسيادة الأمة ؟؟ لنصرة الأمة ؟؟؟ لنصرة الدين ؟؟؟ أينَها ؟؟؟ أينَها ؟؟؟
ياااه ....يا الله لو أنَ كل هذه الأصوات قوة إلى قوة إلى قوة ، وحق إلى حق إلى حق ، وخير إلى خير إلى خير ، ونور إلى نور إلى نور .... كيف للأمة أن تعيا أو أن تشقى ، أو أن تذلَ ؟؟؟ أو أن تستباح ؟؟ أو أن تهان ؟؟؟

ياااه ... يا الله .... يا نور الله ....لو أنَ كل هذا في كل حين وفي كل آن ...في كل محنة وفي كل منحة ظهر وبان .... في كل شدة وفي كل بَسطَة تيسر واستبان .... في كل سكنة وفي كل حركة ، وفي كل قول وفي كل فعل كان ......................!!!!

يااااه .... يا الله ..... إنها القوة ، إنها قوة الحق ، وإنه لحق القوّة!!! ....
ولكن أينَها ترهب عدوَها ؟؟؟ أينَها تَعْضُدُ أخاها ؟؟؟ أينها تنصر كلمتها ....؟؟؟ وتعليها وتغنيها .....؟؟؟

أينَها تكون للأرض ترياقا ودواء وشفاء ؟؟؟ أينَها تبسُم في وجه الحق والمحقّ وتقوى في وجه الباطل والمبطل قوة الحق الظاهر الدامغ ؟؟؟
أينها تكفكف دمع الثاكلات أبناءهنّ ؟؟ والفاقدات حبيبهن ومعيلهنّ ؟؟؟
أينَها تجيب المستنجدة بالمعتصم ؟؟ وقد زاد حزنها يأسها من معتصم بعده ....؟؟؟

يااااه يا الله ......يا نور الله ....لو أنّ كل هذا كان في كل مكان من هذا ؟؟؟ وفي كل زمان من هذا الذي أصاب وألمّ بالأحباب ؟؟؟

يا الله ....يا نور ، يا حق .... يا الله يا عليم ، يا خبير ، يا غفور يا رحيم .... ارحمنا واهد الأمة ، ورجال الأمة ، ونساء الأمة ....واجعل من أصوات النور والحق في كل مكان في الأمة يستنجد بالنور والحق ......

02-10-2008, 02:23 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #93 في: 2013-02-21, 16:54:45 »
فــــــرحتي بالعيد............

ما أجمل التخرج في مدرسة رمضان وجني ثمرة التقوى والفوز بها ....

الحمد لله ....الحمد لله ... الحمد لله .... أنا أيضا لا أدري كيف هو شعوري هذا العام ، وكيف هو استبشاري بخير كثير .... سعادتي هذا العام بالعيد أكبر ، فرحتي به أكبر ....

مستبشرة كل خير .... فرحي بالذاكرين الشاكرين ، المستغفرين التائبين
فرحتي بعدد كبير من متجاذبي أطراف حديث الليل الرمضاني ، بين كيف كان إحساسك بليلة البارحة ؟؟ كيف كان قيامك ؟؟ كيف كان طعم الدعاء في تلك الليلة ؟؟ ، وبين ...كانت ليلة ولا أطيب ، كان النور فيها يملأ قلبي ....كان دعائي فيها قويا ، وكانت قوتي فيها فوق ما كنت أتوقع ....وكنت بها سعيدا ، وكنت فيها سعيدا أناجي ربي ، وأصلي وأقرأ قرآني .....

فرحتي هذا العام بأتقياء جدد ينثرهم رمضان على وجه الأيام كتناثر الدرر الغالية النفيسة التي لا تعرف صدءا ولا يعرف بريقها بهتا ....

فرحتي بأتقياء جدد .... كانوا من قبل غافلين لاهين فمنّ الله عليهم فإذا هم اليوم ذاكرون مستغفرون ، باكون على عتبات رحمة ربهم الرحمن الرحيم ....
فرحتي بالتائب الباكي ، وقد كاد يبدي بفؤاده لو لم تتداركه رحمة ربه ، فرحتي به وبعدد مثله ، يذكر معاصيه وأيام معاصيه كصفعات على وجهه تفيقه من غفلته ، وتستصرخ الخير الباقي في نفسه أن ينتشله من غرق محدق ....ونار محرقة تحيط به فتكاد تصيّره هشيما تذروه الرياح ....

فرحتي به يستنجد ، يسأل عما يكفر ، ولا يستعصي عليه أمر قدر استعصاء غضب الله عليه ....فرحتي به وبمن مثله يقضي الليالي الرمضانية المباركة كقنّاص يخشى ألا تتغمده الرحمات ، وأن يفوته العفو .....

فرحتي بشباب وشابات يسألون عما يستطيعون فعله في دنياهم ، حتى يروا لدنياهم وحياتهم فيها معنى ، فرحتي بمن تتمنى أن تقدم شيئا ، أي شيئ لنصرة الدين .....
فرحتي بمن محّص وبحث ونقّب بين أطراف حياته فإذا هي عادات وأشياء عادية لا تتعدى أن تكون عادة مملة ، ومعنى أقل من الحقيقة ...فيريد أن يلمس الحقيقة بيده بعد أن عرفها ، يريد أن تكون له فيها يد ، بعد أن عرف أنها الحقيقة ....

فرحتي بمساجد تعجّ بالمصلين الخاشعين ، بالشباب والشابات ....الداعين المستغفرين القانتين المنيبين ....
فرحتي بالتي تحمد الله تعالى أن أمهلها حتى بلغت رمضان هذا العام ، فعرفت له ولنهاره ولليله حق القدر ، فما ضيعت كعادتها تضيّع وما سوفت كعادتها تسوّف ، ولكنها شمّرت ، وارتقت سلم الطاعة وجعلت ترتقي وترتقي حتى خرجت وروحها بين جنبيها يعمها النور وتعمها الرحمة ويعمها الخير والاستبشار والرضى .....

فرحتي بمن كان يستثقل القيام وينعت القائمين بالمثقلين على أنفسهم في دين اليسر !!!، فرحتي به يستطيب قيام ليلة ، وقيام ليلة بعدهاوليلة وبعدها وبعدها وإذا به يواظب على قيام جل الليالي .... وإذا به ليلة العيد يقوم لا يريد أن يكون من الذين ودّعوا الطاعة بتوديع رمضان .... فرحتي بدموعه التي يخفيها ولكنها تأبى إلا أن تشيَ به وهو يجهش ....

فرحتي بالأمطار النازلة رحمة من السماء ....فينزل الغيث على مدينتنا ليومين متتاليين تقريبا دون انقطاع ، وهو حال مدن جزائرية أخرى ، فيقفز إلى رَوعي قوله تعالى :

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يرسل السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً(12) سورة نوح

خالجني إحساس كبير جدا أنما هو جزاء استغفار الناس الكبير في هذا الشهر العظيم وهم قائمون ليلا أو سائحون ذاكرون نهارا ...أسعدني ذلك وأفرح قلبي صدق وعد ربي من جهة "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " ، وصدق الناس وتفطنهم من جهة أخرى ....

فرحتي بأخت لي تخبرني أن المطر ينزل رقيقا رفيقا على أحبتنا بالأردن ....عساه جزاء استغفار المستغفرين هناك أيضا وفي كل مكان من الأرض ....

فرحتي بكلمات الإمام الخطيب يوم العيد وهو يحث المؤمنين على الاستبشار بمن صلّى في رمضان وزار المسجد في رمضان وألا يستكبر عليه ويرى في نفسه قديم الطاعة وأن هذا الذي جاء اليوم إنما هو مصلّ من مصلي رمضان وما يفتأ يغادرنا رمضان حتى تراه يغادر المساجد ....فرحتي بدعوته المؤمنين لأن يفرحوا بالعائدين وبالجدد الذاكرين ، فلعلهم يكونون زيادة في عدد التقاة العائدين ......

فرحتي بطفلة كما البدر المكتمل في خمار تضعه على رأسها الصغير يزين تقاسيم وجهها البريئ الطاهر ، ترفع وتركع وتسجد وهي تلقي بأطرافها كلها ، ترى في فعلها الصلاة بعينها ، فلا تنسى فيها حظها من لعب أو لهو أو تلفت بعين يمنة ويسرة أو حظها من ضحكة صافية بريئة ....والسبابة الصغيرة تضرب ضربا يبلغ الآذان البعيدة في تحياتها وزكياتها .... فلا تترك مناسبة إلا وسبقت إليها مع أمها للمسجد ....

فرحتي بالمتصدقين والمتصدقات ، المسارعين للخير والمسارعات ، وبالذي تفيض من الدمع عينه حزنا ألا يجد ما ينفق ....

فرحتي للكثيرين والكثيرات الذين تشربوا معنى آفة التلفزيون في رمضان ، فما ضيعوا أوقات رمضان الغالية مع سفاسف برامجه ، وما استطاعوا ببرامجه الطيبة لحاقا من فرط لهثهم خلف ساعات رمضان الغالية وملئها صلاة وذكرا وقياما وقرآنا وتزاورا وتراحما وأعمال خير ....

فرحتي بالمتراحمين والمتراحمات ....فرحتي بالمتصالحين والمتصالحات .....
فرحتي لفرح الفرحين بالعيد لفرحتهم بطاعاتهم ، ولدعائهم أن تزيد وتزيد وتدوم وتثبت .....

فرحتي للأمة وبوادر الخير فيها ......وبوادر الصحوة في شبابها وشيبها ......
وفرحتي باستبشاري الخير ..... وببقاء الخير وبنمو الخير ....وبأن الخير بإذن الله آت ....آت ...آت

03-10-2008, 07:05 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #94 في: 2013-02-21, 16:56:46 »
كتبت أختي الحبيبة جمانة القدس:

ويكأن الزمان يُطوى ...
ويكأني أرى ماض بصفحات طويلات .. وشرائط مسحبات .. يشدني .. متمسكاً متشبثاً .. ثم يضرب بيننا الدهر فنفترق ..
وتصبح الأيام ذكرى .. وتصبح اللحظات كلماتٍ مسطراتٍ نعيشها مرة أخرى ولكن : على ورق!

وهكذا أنا إذ أقرأ كلماتك يا أخيتي .. "حازرلي أسماء" ..
هكذا تماماً ..
إذ تطوف بي سويعات العمر .. وأعود لما مضى وما خلا ..
وأنفض الغبار المتراكم المتراكب ..
وأنظر إلى الوراء ..

إلى كأس العمر وكف القدر .. وإلى القبيلة .. وإلى صناع الحياة ..
أنظر إلى ما استلذت به روحي من كلماتك .. وما حوّمت حوله من معانٍ ترتشفها الفراشة من الرحيق المختوم .. فتنثره ريحاناً في ساحات القلوب ..

ما أسعدني يا أختي بلقاء متجدد بك ..
وما أشدّ شوقي إليكِ وإلى نبض كلماتك ..

اقبلي مني زيارتي .. ولا تنسيني من الدعاء ..
أختك

03-10-2008, 10:25 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #95 في: 2013-02-21, 16:58:35 »
هلا تعلمنا من الكرام نحن الكبار ؟؟؟!!!!

أحيانا كثيرة أحسد الأطفال ....أحيانا كثيرة أتمنى لو رجع بي الزمن إلى الوراء حتى لا أفهم ....أحيانا كثيرة أحسد ذاك الذي ترضيه حبة حلوى مسكّرة يرى في طعمها طعم الحياة إذا ما بكى أو اشتكى .... ينسيه السكر مرار ألم أبكى عيونه ....

أحيانا كثيرة تمنيت لو بقيت مثل كريمة ، لا أفهم من الحياة إلا ظاهرها ....... ولا ألامُ على قلة فهمي وإنما يقابل الجميع كلماتي بابتسامة صبوحة أو بضحكة تخرج من الأعماق يدينون لي بخروجها من تلك السحيقة التي لم تعد تُخرج من الفرح الكثير ....

أحيانا كثيرة أحسدهم على صدق مقالهم في ساعات الغضب كما في ساعات الرضى ....
أحسد المتصادقَين يتراءى لك في لحظة أنهما عدوان لدودان إذ يفرغ كل منهما ما لم يرقه في الآخر عينا لعين  ومن غير مماراة ولا مواراة ، ....غير مبال بغضب منه أو برضى ....

وأرى من حولي في وجوه الكبار الناظرين إليهم من علُ يتبسمون من حالهم إن أبهوا ، أو يولون عنهم كأن لم يروا أو يسمعوا إن لم يأبهوا ....
أتملّى من حولي بحال أولئك الكبار فإذا الابتسامات عندهم ...فاقع لونها مصفرّة بلون الموت تلقي بظلاله على معنى الحياة ...........
أرى من حولي أولئك الذين يرمقون كريمة من علُ فإذا المداهنة والمراودة والمراوغة أبجديات للغتهم بدل الأبجديات ، وإذا كريمة الصغيرة وكل كريم معها يتلقى اليوم مبادئ اللغة الجديدة ، اللغة الصفراء .....يمرر قلمه الصغير المرتعش على آثار حروفها يريد أن يصنع له حرفا على أثر ....!!!
والويل له والثبور من كبيره إذا خرج عن السطر أو لطّخ ولم يحسن الاقتفاء وإدارة الحرف .... في صفحات صفراء صفار الموت تلقّن الصغار قداسة اللون وأنّه كلما بدت صفرته كلما دنت منه الدنيا ........وأيّ دنيا ؟؟؟!!!

أي بنيّ إن هذه معالم الطريق التي أحبّ لثمرة فؤادي أن يبصرها ويتحرّى المشي فيها بقوّة وثقة ........................!!!

أحيانا كثيرة أحزن .....وأحزن وأحزن من الصفرة تكدّر بياض كريمة أو أي كريم ، ويشرع كبيره أو أي كبير في التكدير ، والكريم لا يفقه من الدنيا غير أنّ الذي يلقنه كبير محب أو كبير كبير يكفيه عنده أنه كبير ......

أحيانا كثيرة أسعد ..وأسعد وأسعد ، من بقاء البياض والصفاء فيهم برحمة من ربي تعلمني أن الخير باق بعدما كاد الزمن ينسيني أنّ للصفاء والطهر وطن فيهم إن عزّ الوطن .....فتمحو سعادتي ببقاء الوطن على خريطة الزمان شيئا من حزني وتحوّلني من مساحات الحسد إلى ساحات الفرح بالبقاء .....

إنه يكذب يا خالة فلا تصدقيه ......... 

سأترصد لكم أيها الأصدقاء الثلاثة .فأنا من عثر على النقود على الأرض وتريدون ماكرين أن نقتسمها تشاركونني الغنيمة ....لن يهنأ لكم بمكركم بال ....لا تصدقيهم يا خالة إنني من وجد النقود وأنا أحق بها منهم وإنما يريدون أن يأخذوا ما ليس لهم ......... 

لا لا ....بل وجدناها جميعا .....هو رآها ، وناداني فأخذتها .....وجاء الثالث يلحقنا والرابع يشاركنا الفرحة ، فقد وجدناها جميعا ولم نكن أشتاتا .....
نعم نعم يا خالة وجدتها معهم
نعم وأنا الآخر وجدتها معهم.....................................

لا تصدقيهم يا خالة أنا واجدها وقد كنت قبل يومين أسأل الله أن يمن علي بقليل من النقود أشتري بها لوازما لدراستي وقد استجاب دعائي فكيف يريدون السطو على ما وجدت .............
لا تصدقين ؟؟؟ تريدين أن تكوني عادلة وتقسمي الإرث العزيز بيننا ......؟؟؟ طيب .........سأترصد لهم وليرجعنّ لي كل واحد منهم ما أراد مكرا وخبثا سلبه مني ...
أنا لا أفرط في حقي ، وإن لم أجد فيك نصيرا .................

لن تمروا أيها الأصدقاء الأوغاد  .........على جثتي تمرون هيا إليّ بقسمتك المزعومة من ملكي ..إليّ بالذي انتظرته وسألت الله أن يرسله لي ، فما خيّب الله سؤالي ..... 

آخ يا خالة .....لقد أخذ منا ما أردته لنا من قسمة ذلك الإرث العزيز .........إنه هكذا يأخذ من كل ذي حق حقه .... 
آخ يا خالة أنا الآخر أخذه مني وهددني وتوعدني أن يمثل بجسدي إن أنا لم أعطه 
آخ يا خالة أنا أيضا لم أسلم منه ولم يهنأ حتى أخذ مني ........................................... 

آخ أيها الصغار الكرام...................إنه صاحب حق ......وأحزنه أن تأخذوا منه حقه ذلك الصغير .................................. 

فأين الحق الذي سلبناه نحن الكبار ؟؟، وأين ترصدنا للأصدقاء المزعومين وقطعنا الطريق عليهم وإصرارنا على عودة الحق إلينا نحن أصحابه ؟؟؟ علمونا أيها الصغار الكرام .....
أحيانا كثيرة أسعد وأنا أحسد ، وأحسد وأنا أسعد ....

يا خالة أعطيني تلك المحفظة آخذها لأمي تستطلع شكلها وسعرها فإن أحبت جئتك به وإن أبت رددت عليك محفظتك ....أعطينيها يا خالة ....أعطينيها أرجوك ... 

لا يا بنيّ الصغير ، سأنتظر حتى تأتي أختك الكبيرة فتأخذها لأمك دون حرج .... 

لا بل أعطينيها أنا صاحب الأمر وليست أختي ..... 
لا أستطيع ....أنظرني إلى حين تأتي سهى ................ 
لا لن أخرج حتى تعطينيها ..........  لن أبرح هذه المكتبة حتى آخذ المحفظة معي  ........
لا أستطيع يا بني الصغير ...لا أستطيع .......... 

أعطينيها وإلا جئتك بسلاح لا قبل لك به  ، فأبي شرطي لو تعلمين ، يغير عليك وعلى مكتبتك ويرديك قتيلة  ، فأفوز بالمحفظة 

ويلي .... ومن يبيع لك بعدها لوازم المدرسة أيها الصغير إن قتلني أبوك ؟؟؟

أبي يحل محلك هذا ويجلس على كرسيك هذا ، وأبتاع منه ما أبغي وأشتهي  ..........هيا أعطينيها واسلمي وانجي بحالك من وعيدي   

ويلي من بائعة تهدّد بالقتل إن لم تعط من غير ثمن ..........يا ويلي 

ولم أنجُ من مهدّدي إلا بالحيلة  وما هي إلا سويعات حتى سمعت صوته الصغير يتردد قدام المكتبة مصاحبا أباه يريه المحفظة مشتهاه ، فيومئ لي أبوه
ألست ستجلبين الأصغر حجما من أجل أمير....؟؟ -فالمحفظة كانت بطوله ربما- 

إن شاء الله

هيا يا أمير ستجلب محفظة أصغر تكون من نصيبك هيا بنا فهذه كبيرة لا تناسبك .....

فيصر ، ويصر ويصر على أن تكون هي لا محفظة غيرها لا يرضى عنها بديلا بعيدا وهي القريبة من النوال ......وهو على هذا الحال ما هي إلا القوة تنجي أباه منه ومن بكائه الذي تعالى يتخطّفه كالريشة الخفيفة على حاملها ، يهرب به باكيا ......... 

تعلموا من الكرام أيها الكبار ..........تعلموا الإصرار وأن اليأس لا محل له من الإعراب في جمل الحياة........إلا إذا جاء الموت فيتخطّفنا كالريشة خفيفة الحمل

هلا تعلمنا من الكرام نحن الكبار ؟؟؟!!!!

20-10-2008, 06:42 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #96 في: 2013-02-21, 17:01:06 »
أحيانا كثيرة أحسد الأطفال ....أحيانا كثيرة أتمنى لو رجع بي الزمن إلى الوراء حتى لا أفهم ....أحيانا كثيرة أحسد ذاك الذي ترضيه حبة حلوى مسكّرة يرى في طعمها طعم الحياة إذا ما بكى أو اشتكى .... ينسيه السكر مرار ألم أبكى عيونه ....

أحيانا كثيرة تمنيت لو بقيت مثل كريمة ، لا أفهم من الحياة إلا ظاهرها ....... ولا ألامُ على قلة فهمي وإنما يقابل الجميع كلماتي بابتسامة صبوحة أو بضحكة تخرج من الأعماق يدينون لي بخروجها من تلك السحيقة التي لم تعد تُخرج من الفرح الكثير ....

أحيانا كثيرة أحسدهم على صدق مقالهم في ساعات الغضب كما في ساعات الرضى ....
أحسد المتصادقَين يتراءى لك في لحظة أنهما عدوان لدودان إذ يفرغ كل منهما ما لم يرقه في الآخر عينا لعين :emoti_214: ومن غير مماراة ولا مواراة ، ....غير مبال بغضب منه  أو  برضى ....

وأرى من حولي في وجوه الكبار الناظرين إليهم من علُ يتبسمون من حالهم  إن أبهوا ، أو يولون عنهم كأن لم يروا أو يسمعوا إن لم يأبهوا ....
أتملى من حولي بحال أولئك الكبار فإذا الابتسامات عندهم...فاقع لونها مصفرّة بلون الموت تلقي بظلاله على معنى الحياة ...........
أرى من حولي أولئك الذين يرمقون كريمة من علُ فإذا المداهنة والمراودة والمراوغة أبجديات للغتهم بدل الأبجديات ، وإذا كريمة الصغيرة وكل كريم معها يتلقى اليوم مبادئ اللغة الجديدة ، اللغة الصفراء .....يمرر قلمه الصغير المرتعش على آثار حروفها يريد أن يصنع له حرفا على أثر ....!!!
والويل له والثبور  من كبيره إذا خرج عن السطر أو لطّخ ولم يحسن الاقتفاء وإدارة الحرف .... في صفحات صفراء صفار الموت تلقّن الصغار قداسة اللون وأنّه كلما بدت صفرته كلما دنت منه الدنيا ........وأيّ دنيا ؟؟؟!!!

أي بنيّ إن هذه معالم الطريق التي أحبّ لثمرة فؤادي أن يبصرها ويتحرّى المشي فيها بقوّة وثقة ........................!!!

أحيانا كثيرة أحزن .....وأحزن وأحزن من الصفرة تكدّر بياض كريمة أو أي كريم ، ويشرع كبيره أو أي كبير في التكدير ، والكريم لا يفقه من الدنيا غير أنّ الذي يلقنه كبير محب أو كبير كبير يكفيه عنده أنه كبير ......

أحيانا كثيرة أسعد ..وأسعد وأسعد ، من بقاء البياض والصفاء فيهم برحمة من ربي تعلمني أن الخير باق بعدما  كاد الزمن ينسيني أنّ للصفاء والطهر وطن فيهم إن عزّ الوطن .....فتمحو سعادتي ببقاء الوطن على خريطة الزمان شيئا من حزني وتحوّلني من  مساحات الحسد إلى ساحات الفرح بالبقاء .....

إنه يكذب يا خالة فلا تصدقيه ......... :emoti_64:

سأترصد لكم أيها الأصدقاء الثلاثة .فأنا من عثر على النقود على الأرض وتريدون ماكرين أن نقتسمها تشاركونني الغنيمة ....لن يهنأ لكم بمكركم بال ....لا تصدقيهم يا خالة إنني من وجد النقود وأنا أحق بها منهم وإنما يريدون أن يأخذوا ما ليس لهم ......... :emoti_336:

لا لا ....بل وجدناها جميعا .....هو رآها ، وناداني فأخذتها .....وجاء الثالث يلحقنا والرابع يشاركنا الفرحة ، فقد وجدناها جميعا ولم نكن أشتاتا .....
نعم نعم يا خالة وجدتها معهم
نعم وأنا الآخر وجدتها معهم.....................................

لا تصدقيهم يا خالة أنا واجدها وقد كنت قبل يومين أسأل الله أن يمن علي بقليل من النقود أشتري بها لوازما لدراستي وقد استجاب دعائي فكيف يريدون السطو على ما وجدت .............
لا تصدقين ؟؟؟ تريدين أن تكوني عادلة وتقسمي الإرث العزيز بيننا ......؟؟؟ طيب .........سأترصد لهم وليرجعنّ لي كل واحد منهم ما أراد مكرا وخبثا سلبه مني ...
أنا لا أفرط في حقي ، وإن لم أجد فيك نصيرا .................


لن تمروا أيها الأصدقاء الأوغاد  :emoti_336:.........على جثتي تمرون هيا إليّ بقسمتك المزعومة من ملكي ..إليّ بالذي انتظرته وسألت الله أن يرسله لي ، فما خيّب الله سؤالي ..... :emoti_336:

آخ يا خالة .....لقد أخذ منا ما أردته لنا من قسمة ذلك الإرث العزيز .........إنه هكذا يأخذ من كل ذي حق حقه .... ::cry::
آخ يا خالة أنا الآخر أخذه مني وهددني وتوعدني أن يمثل بجسدي إن أنا لم أعطه   emot (1):
آخ يا خالالة أنا أيضا لم أسلم منه ولم يهنأ حتى أخذ مني ...........................................    :emoti_190:



آخ أيها الصغار الكرام...................إنه صاحب حق ......وأحزنه أن تأخذوا منه حقه ذلك الصغير .................................. ::)smile:

فأين الحق الذي سُلبناه نحن الكبار ؟؟، وأين ترصدنا للأصدقاء المزعومين وقطعنا الطريق عليهم وإصرارنا على عودة الحق إلينا نحن أصحابه ؟؟؟ علمونا أيها الصغار الكرام .....
أحيانا كثيرة أسعد وأنا أحسد ، وأحسد وأنا أسعد ....

يا خالة أعطيني تلك المحفظة آخذها لأمي تستطلع شكلها وسعرها فإن أحبت جئتك به وإن أبت رددت عليك محفظتك ....أعطينيها يا خالة ....أعطينيها أرجوك ... emo (28):

لا يا بنيّ الصغير ، سأنتظر حتى تأتي أختك الكبيرة فتأخذها لأمك دون حرج .... emo (30):

لا بل أعطينيها أنا صاحب الأمر وليست أختي ..... ::what::
لا أستطيع ....أنظرني إلى حين تأتي سهى ................ emo (30):
لا لن أخرج حتى تعطينيها .......... :emoti_336: لن أبرح هذه المكتبة حتى آخذ المحفظة معي  :emoti_6:........
لا أستطيع يا بني الصغير ...لا أستطيع .......... :emoti_138:

أعطينيها وإلا جئتك بسلاح لا قبل لك به :emoti_25: ، فأبي شرطي لو تعلمين ، يغير عليك وعلى مكتبتك ويرديك قتيلة :emoti_214: ، فأفوز بالمحفظة  ::happy:

ويلي .... ومن يبيع لك بعدها لوازم المدرسة أيها الصغير إن قتلني أبوك ؟؟؟

أبي يحل محلك هذا ويجلس على كرسيك هذا ، وأبتاع منه ما أبغي وأشتهي  :emoti_282:..........هيا أعطينيها واسلمي وانجي بحالك من وعيدي ::hit::  :emoti_6:

ويلي من بائعة تهدّد بالقتل إن لم تعط من غير ثمن ..........يا ويلي  emo (5):

ولم أنجُ من مهدّدي إلا بالحيلة  :emoti_209:  وما هي إلا سويعات حتى سمعت صوته الصغير يتردد قدام المكتبة مصاحبا أباه يريه المحفظة مشتهاه ، فيومئ لي أبوه
ألست ستجلبين الأصغر حجما من أجل أمير....؟؟    -فالمحفظة كانت بطوله ربما- ::)smile:

إن شاء الله

هيا يا أمير ستجلب محفظة أصغر تكون من نصيبك هيا بنا فهذه كبيرة لا تناسبك .....

فيصر ، ويصر ويصر على أن تكون هي لا محفظة غيرها لا يرضى عنها بديلا بعيدا وهي القريبة من النوال ......وهو على هذا الحال ما هي إلا القوة تنجي أباه منه ومن بكائه الذي تعالى يتخطّفه كالريشة الخفيفة على حاملها ، يهرب به باكيا ......... ::cry::

تعلموا من الكرام أيها الكبار ..........تعلموا الإصرار وأن اليأس لا محل له من الإعراب في جمل الحياة........إلا إذا جاء الموت فيتخطّفنا كالريشة خفيفة الحمل

هلا تعلمنا من الكرام نحن الكبار ؟؟؟!!!!




20-10-2008, 06:42 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #97 في: 2013-02-21, 17:02:19 »
أين الله في قلبك؟؟؟!!!

جلستْ ووجهها الشاحب يكاد يوشي أنّ الأصفر لون من ألوان الحياة....
حياة نلونها بأعيننا، فإن رأيناها متوردة، تشرَّب الوجه فينا حمرةبلون الدم الذي يسري في العروق فيطبع الوجنتين بختم ينبئ عن وجوده، وإن رأيناها فاقعة صفراء، محي الختم وكأنما هرب الدم من مجاريه هروب الماء المرتدّ من أنبوبه....

جلست وقد اجتمعت بعينيها أخبار الخوف والحزن والتعب، تدلي بنظراتها المضطربة المتقلبة بين الخبر والخبر قبل أن تدلي بالكلمات....
حاولتْ أن توزع بعض الابتسامات الباهتة على من حولها، وقد طال غيابها عنهم....اشتاقوا لها جميعا كما اشتاقت لجميعهم....تسلِّم على هذا بواحدة، وتسلم على الآخر بواحدة، وتسلم على الأم الحنونة بأكبرها جميعا، تلك الابتسامة التي تحمل فيما تحمل ضعفا وقلة حيلة كانت لتظهرها القوية الواثبة من الأعماق .....

جلستْ وقد لملمت شتات أطرافها إلى شتات عقلها إلى شتات قلبها، تستنجد بالحديث عن البرد وعن فعله فيها، لتبدأ الحديث...المهم أن تشقّ درب الحديث لئلا يتساءل مَن حولها عن سرّها، ولئلا يفتحوا معها ملف الأسئلة المتحيرة الخائفة القلقة على حالها....
فهم أم وإخوة، يعدّ غيابها عنهم أياما قليلة غيابا طويلا، وهي تلك التي كانت ما تنفك بين غدوّ ورواح تعود أمها المسنّة المريضة، تؤنسها إذا ما غاب باقي الأبناء، تطمئن على حالها ولا تهدأ حتى تراها بأم عينها، بمعدل كل يوم تقريبا .... فقد كبر كل أبنائها، فمن عاد جامعيا وعاد يقضي جلّ يومه بالجامعة، ومن تزوجت وأصبح لها من العيال ملاك يحوم بمشيته المتعرجة المتمايلة أرجاء ذلك البيت وكأنما يحوم حول الأرض كلها.... ومَن أصبحت تعمل فتخرج من وقت مبكر لتعود متأخرة بعد عناء يوم عمل شاق .... كل أبنائها قد كبروا، ولم تعد تجد لأْيـــاً في زيارة أمها ومؤانستها وقضاء جزء من اليوم تتجاذب وإياها أطراف شتى الأحاديث، فإن انتهت الأحاديث لم تعدَمَا وسيلة لحديث آخر وإن أوغل في القدم أو أوغل في تصوّر لم يئن بعد أوانه....

أما اليوم فلم يعد يراها الجميع إلا قليلا، ....إلا نادرا ..... سبحان الله ....كيف انقلب الحال؟؟؟ وكيف إلى هذا آل المآل؟؟؟

إنه الزوج عشير سنوات العمر وأعوامه، رفيق الدرب، الذي تزوجته وهي ماتزال بعد في ريعان ريعان شبابها، يافعة، حسناء، ربما لم تطوِ يوم زواجها الصفحة السادسة عشر من صفحات أعوامها .....تزوجته راضية مرضية، ....كان لها الزوج المحبّ وكانت له الزوجة المحبة، ذاقت معه حلاوة الحياة، كما ذرفت معه دمع مضاضة المرارة.... تساقطت عليهما أوراق الخريف الدامع كما فاح في سويداء قلبيهما شذى الربيع المزهر ....

فرح لفرحها، وفرحت لفرحه،.........حزنت لحزنه، وحزن لحزنها.... يتحاكمان لشطط الغضب حينا حتى يُظنّ أنه الفراق، ليعودا فيتحاكما لسماحة الصفح والسماح والعفو حتى يظنّ أنه أول اللقاء ....

جلستْ على غير عادتها، فكان السؤال الأول عن حالها، أُشْرب بكثير من اللوم والعتاب على تفريطها في حق نفسها حتى عادت كالعرجون القديم المتدلّي من نخلته يأبى أن ينقطع عنها فهو اسمًا بها معلّق، ورسمالم يعد يملك من النضارة ما يجعله عرجونا مرجوّا، يعوّل على تمراته لسدّ حاجةأو لتلبية رغبة، أو لطبّ سَقَم.....فحسبه نفسه، وحسبه من نفسه نَفَس بالكاد يمتدّ إلى جذع نخلته ....

وبدأت مع كلمات الوجه الكلمات.... كلمات حزينة ضعيفة،منكسرة بصوت حزين ضعيف،منكسر :
وما الذي فيّ سيبقى على حاله؟؟؟ إنه مريض، طريح الفراش، لا يملك أن يقف على قدميه.... لقد صرت قدميه، ويديه وصرت كل ما يعوّل عليه .....
إنه مريض، وحالي تزداد سوءا، وقلبي يتوجّع لأجله، ولحاله، ولعجزه بعد استطاعة كانت هي استطاعتي، يتقطع قلبي على ضعفه بعد قوة، كانت قوتي وعزّي ومنعتي، أشفق عليه حتى أراني أذوي يوما بعد يوم، تُستلّ من قلبي البسمة استلالا يوما بعد يوم..... ويختطف لون الحياة من وجهي ساعة بعد ساعة.... وأنا أرى قوتي صورة من صور ذكريات كانت حينما كان قويا، وأرى فرحتي فيه صورة من أجمل صور الذكريات الغابرات حينما كان فرحا، وأرى منعتي طيفا طاف حينما كان قائما وولّى اليوم وما عاد....

واليوم ..........هو اليوم ......اليوم هو عنوان حالي وحالي له عنوان ....كلاهما سواء، كلاهما واحد....
زيّن الثلج جسد الليل المظلم بردائه الأبيض الذي لطالما كان يعشق تملّيه، ولكنه هذه المرة عجز حتى عن الظفر بفرحته....فهو عاجز عن تجاوز حدود لم يغصب على الوقوف دونها، حدود لا يطلب منه جواز أحمر أو أخضر لعبورها، حدود ثقييييلة عليه، ثقيلة عليه ثقيلة ....لم يعد قادرا على تجاوزها وإن صنع لأجلها كل الجوازات ....................تلك حدود سريره !!!!....

صرت أرسم الابتسامة أمامه حتى لا يزيد على غمّه اغتمامُه بغمّي .... صرت أدعي القوة والجَلَد والصبر، وكلما رمقته هامدا أو متقلبا على هذا الجنب أو ذاك الجنب، أو مكثرا من الصمت مقلا في الكلام.... مطرقا، حزنت وتململت، وكدت أبدي بفؤادي لولا أنني أربط عليه بادعائي الحياة لأجله .....

لم أعد أستلذّ شيئا...لم أعد أستطيب شيئا...لم أعد أتقن فعل شيء غير التفكير، والتفكير، والتفكير العميق بمصير لا أعلمه، ولكنني وكأنني أخفيه عن نفسي، وكأنني وذلك المصير في سباق فلا هو يريد أن يتركني وشأني، ولا أنا أريد أن ألتفت إليه،..... أريد الهروب...الهروب الهروب ....لا شيء غير الهروب...........

أنا خائفة ....حزينة.... تائهة....

وأخيرا أصبح لتلك التقاسيم منها صوت فنطقت، نطقت بالمكنون الذي يلعب عليها لعبة الغُمَّيْضة، وهي تحسب نفسها العالمة بمكانه وحدها، ولكنّه يأبى إلا أن يبدو لكل من يعرفها.....
وفجأة سمعتْ صوتا قد تعالى قربها تعالى قويا مدوّيا :
لك الله ....لك الله ....هل نسيتِ الله ؟؟؟أين إيمانك؟؟؟ إنه قبله وقبلك وقبل أحب أحب الناس إلى قلبك ؟؟؟

أين الله في قلبك ؟؟؟؟؟أين الله في قلبك ؟؟؟؟؟أين الله في قلبك ؟؟؟؟؟

06-12-2008, 05:30 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #98 في: 2013-02-21, 17:03:15 »
وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات ...... (1)

وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات

وصلنا قرابة منتصف الليل إلى باب الفندق ... كتب على لافتته -اليسر- ، ذاك كان اسمه
تنازعتنا ضوضاء النازلين من الحافلة المنشغلين بمتاعهم وحقائبهم يخرجونها من الحاوية الخلفية للحافلة

كان سفرا متعبا استغرق حوالي خمس ساعات أو مايزيد من المدينة التي كانت أول مهبطنا إلى هنا حيث ذاك الفندق

أخذ منا التعب كل مأخذ ، لا نكاد نقوى على الوقوف .... ولا تكاد أعيننا تتفتح حتى يعود الجفن فينطبق على الجفن من جديد مؤذنا أن لا حيلة له وحده ولا بد له من أن يعانق أخاه في سطوة منهما على الجسم كله !!!...
ونعود لنفرقهما بشيء من أشلاء قوة ترامت ،لملمنا ما بقي مبعثرا من شتاتها هنا وهناك و أخذنا ندعوها وأخذت تأتي سعيا مرغمة لا بطلة
ولكن شيئا بدأ يتحرك ويعلن في ساح معركة آيلٌ للسقوط من غشى وغاها أن يا هذا قد أتيت فلتستعض بي عن كل ضعف فيك وخذ مني إلى وهنك...فلبيت نداءه حتى صارت لي قوة لم أعهد لها بين مقاعد نفسي مقعدا

بدأت جوارحي المنهكة تنتبه...

بدأت تنتبه ...فتنتبه أكثر ........فأكثر .............

وتنسمت روحي نسيما عليلا من وحي فجر جديد قريبا سيلقي خيطه الأول بين خيوط الوشاح الأسود الممتد امتداد السماء والأرض ...
من فجر قريبا سيلوح محملا بكلمات النسيم ، ليلتقي وروحي يتناسمان عهدا هو ملك اليمين بعدما كان وخزات شوق وحنين ...
ذاك الذي لم أكن أراه حقيقة إلا في عالم أعيشه مغيّبة خلف إطباق الجفون

كان بعييييييييييييدا...بعيدا ...

وبات الآن قريبا..... قرييييبا وإن كنت ما أزال أبحث في نفسي حتى وأنا قربه عما يؤكد لي قربه ... !!! ،
قارعت بقوتي الجديدة التعب والعياء وصارعت كل سطوة منهما ...
كنت أود اختصار الزمن الذي سيستغرقه انتظاري حلول دوري بالمصعد مع جمع المنتظرين ...
لا أستطيع تذكر تفاصيل ذلك الانتظار بل لا أستطيع تذكر تفاصيل ما أحاط بي ساعتها إلا من خيال راح يشطح هناك ...
هناك قريبا ...قريبا جدا ..............

قريبا... قريبا جدا ...........

إلا أنني لا أملك أن أذهب وحيدة وأنا الجاهلة بالمسالك والدروب،ولكنّ شوقي وتوقي كانا جناحين حملاني من عالم تلك اللحظات إلى عالمها ..............
إليها ..........حملاني ولم يطيقا صبرا على قلة صبري حتى أنني بت أراها وأنا لا أراها وأراني قربها وأنا بعد لم أقربها ، أملي ناظري ّ بحسنها وعيني بعد لم تلمحها ....!!!
هناك قريبا ....قريبا جدا حيث هي .... رحت أحلق ............

يبدو أننا نتأهب للصعود ...وهذا مفتاح لغرفة ذات رقم يقال أنها أصبحت لنا ... أخذناه .....
.............
صعدنا .....
لم نلبث فيها إلا قليلا ، وتلك الصورة لا تبارح مخيلتي وتلك الخفقات ....وهي هي ...هي ولقائي بها ما يزال بعيدا رغم قربها ....
نزلنا .......
............
تجمعنا ...
كان قبالتي لافتة زرقاء كتب عليها ما جعلني وكأنني مبتدئة تهجي الحروف وترصفها علها تبلغ بها مبلغا من المعنى !!
بت كمن لم يعرف للحروف يوما شكلا ولا سمع منها يوما صوتا ولا بلغه منها معنى ...

جعلت كل أوصالي ترتعد ...... آه... يبدو أنني قد بلغت بالحروف مبلغا من المعنى ...
من كلمتين بلغت مبلغا حوله أجمل المعاني قد تحلقت وفوق روابيه أروعها قد حلقت !!!
ياااااااااه ... أي معنى وأي مغنى... وأي وقع وأي صدى ...وأي ندى من ندى الفجر المسافر إلينا بنسيمه المتكلم ........
أي جمال... أي حسن ...أي سحر ...أي شعر أي نثر أي قول !!
أي ثغر قد تبسم يفوق سرا ثغر الرضيع البريئ المالك طوع ثغره فرح الحياة وطهر الحياة وصفاء الحياة ......
مِن ذاك الذي كتب عليها أبيضا تلك الزرقاء ... وكأنما الحروف سحابات سابحات في سماء معناها الجليل تستأنس وهي الأنيسة وتنشد القرب وهي القريبة ...
أما هي فكأنني بدأت برؤيتها منذ ذلك الحين الذي ركبت فيه عيني تلك السحابات السابحات ....
شعرت ببرودة عمت كل جسمي ، لم أصدق ...رغم أنني في قلب الحقيقة النابض ...كنت شريانا من شرايينه ولكنني لم أصدق ...!!!
أو ربما استكثرت على نفسي أن أكون في ذلك القلب الذي لطالما تحسست نبضه من بعيد ...

لا أدري إن كنت سأستطيع رصف المزيد من الحروف لأتمم معنى لا تتممه الحروف فهل تريدون ما لست أجزم أن يكون طوع يميني؟؟؟!!!!
08-12-2008, 03:46 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #99 في: 2013-02-21, 17:04:05 »
وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات ......(2)

مِن ذاك الذي كتب عليها أبيضا تلك الزرقاء ... وكأنما الحروف سحابات سابحات في سماء معناها الجليل تستأنس وهي الأنيسة وتنشد القرب وهي القريبة ...
أما هي فكأنني بدأت برؤيتها منذ ذلك الحين الذي ركبت فيه عيني تلك السحابات السابحات ....

شعرت ببرودة عمت كل جسمي ، لم أصدق ...رغم أنني في قلب الحقيقة النابض ...كنت شريانا من شرايينه ولكنني لم أصدق ...!!!
أو ربما استكثرت على نفسي أن أكون في ذلك القلب الذي لطالما تحسست نبضه من بعيد ...


تسمرت عيناي بها ، وذهلتُ عن كل ما حولي ومن حولي ، وكأنني أرى حلما حبيبا تجسد في كلمات كتبت على لافتة بل في كلمتين قد كتبتا على لافتة ...

في عتمة ذلك الليل الرافع جلّ رايات استسلامه على عتبة فجر قريب أشرقت شمس بقلبي تؤذن أن قد سبقتُك يا شمس النهار !! وهذه أشعتي ألقيها قبل أشعتك ، وهذا نهار يطلع بي على قلبها فلا حاجة لنهارك يا نائمة في خدرها لم تنتبه ولم تتزين لوَضح نهارها الجديد...

ومع السراج المتوهج بقلبي ، مازال به سرّ لم تطله أشعتها ، مازال سر دفين لن يكشف إلا بقربها تلك القريبة القريبة القريييييييبة...


ومازال السر يزرع بذور خوف تُنبت أشجار رهبة لا تنفك تنمو بصدري متتالية متسابقة عالية باسقة تلقي بنفسي ظلالا مرتجفة ،وتطرح السؤال تلو السؤال تلو السؤال ثمارا لن أذوق طعم أجوبتها إلا عندها ...
تلك القريييييييييبة القريييييبة........


مازلت أخشى ألا أكون للقياها أهلا ...........
مازال ذلك خوفا يتملكني ...........ويجعل قلبي راجفا واجفا ، وما تزال الأسئلة تخامرني... ومازلت مع توقي لرؤياها تملأ القلب رهبة أوجس منها خيفة .......
ما الذي سأفعله حينما أراها ؟؟؟!!!
كيف سأنفعل حينما أراها ؟؟؟!!!
أخشى أن يتجمد شعوري ويصير قالبا من جليد ..........
خوفي ألا أفرغ عند بلوغها كل ما بقلبي لأضعه بين يديه وأنا أنظر إليها ...بين يديه وحده ...له وحده ... له وحده ....

ماذا سيلحق بي وماذا سيحل بقلبي وباشتياقي ؟؟وما ذا سيلمّ بلوعتي ؟؟ خوفي من أن تصبح وأنا واقفة أمامها أثرا بعد عين ؟؟!!!

خوفي ألا يفعل بي النظر إليها فعلا وألا أجدني وأنا بين يديه أمامها بائحة،راجية ........
خوفي أن أكون بين يديه وأنا أمامها خَشَبا مسندا من فقْدِه الروح...........
خوفي أن تكون نفسي كما الصنم لنفسي فلا تنفع ولا تضر...................


وخرجت من عالمي الذي خالطتْه فرحة ورهبة وخوف وشوق غلبتهم فيه شمسي المشرقة قبل حينها ، مشعة بين جنباتي نورا وحقيقة إلى أيادٍ تمتد إلى شعاعها فيّ آخذة بيدي تنتشلني من الوقوف والوجوم ومن أمام تلك اللافتة إلى بدء المسير نحوها هي .......هي تلك القريبة .....!!!!



وصفوف منتظمة متتالية ساريةُ الليل إلى صبح قريب حيث هي ....
ولم يعد في العالم ولا في ذلك الليل من حولي إلا أمواجنا البيضاء الناصعة التي تنشد قرب شاطئها هي ...

ولم أعد أرى ولا أسمع من الأشياء إلا أجملها وتلك الكلمات ترتدّ من قلوبنا إلى أفواهنا دررا تتناثر من أشعة تلك الشمس التي تزداد في صدورنا توهجا لتعبّد لنا الدرب نورا إليها
وكانت كلمات ، ولكنها لم تكن كالكلمات .................
كانت ميثاق محبة وقعناه مذ كنا من أمره شيئا من بين الأسماء كان له اسم –إنسان- جئنا لنؤكد أنّا على عهده باقون وله حافظون ....
كانت كلمات ولم تكن مثلها كلمات ....................


كانت نــَـوْرا خالصا زاهيا نضِرا قطفناه من روض قلوبنا ظل مزهرا وظل شامخا لا تذبل له أوراق ما شاك القلبَ من أشواك امتدت إليه ، لنهديه له وحده ...ونحن بين يديه في دربنا إليها ...............


كانت مياها عذبة ترقرقت ، فسرَتْ جداولا ، على صفحاتها الرائقة الصافية تلمع حبات من أعيننا لؤلؤا منثورا من جود قلب باح للعين بسره ...
وتزداد شمسي سطوعا ويزداد شعاعها قوة ورقة ................
ويستعر القلب شوقا ، ليطوي الخطوات على حلاوة مذاقها خطوة إثر خطوة وكأنما هي المستخلص من الشهد المصفّى يتنزّل على قلبي قطرة إثر قطرة .............!!!
يستعر شوقا إلى الوقوف أمامها .............

وما هي يا قدم إلا خطوات فتحلَّ بها يا قلب قطرات تتصبّر بها إلى حين وقوفك أمامها............

08-12-2008, 03:51 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب