المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46681 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #120 في: 2013-02-22, 10:26:22 »
وأخــــــــــيرا...(7)

والدها المحبّ  وهي بِــــكره، يراها زهرة عمره التي أعلت بريحها الطيّب المنتشر ذكره ورفعت رأسه، وبين إخوتها ليس مثلها من التزم وحافظ وأحبّ الله حتى سعى بكل نبضة من نبضاته يرضيه ويسأل رضاه ....

أحسّ أخيرا -والطالبون يترددون عليه-، أنّ حبيبة قلبه مغادرته، وأنّه هو من سيعطيها بيديه إلى أكناف غيره...ويا ما أصعب فعل ذلك عليه!! ....إنها أثيرته التي أحبّته عظيم الحبّ بحبها لله، أحبّت أمها عظيم الحبّ بحبها لله، صانت عرضه وشرفه ومكانته بين الناس فصار يُنعت في زمن شحّ فيه نصير التربية القويمة بالرجل الذي أحسن التربية وأحسن الله إليه إذ منحه فاطمة ..... emo (30):

فاطمة الحبيبة emo (30):، وما أجمل الحبّ في الله ، وماأجمل حبّ من أحبّ الله ....وما أجمل حبّ من رضي بما قسم له الله، واطمأنّ وسعد، لا يسأل من حطام الدنيا الزائلة غير عمل يرضي المحبوب عن محبه ... !!

ما أجمل المرأة حينما تصون نفسها وعرضها وتنأى بنفسها عن ريح الهوى الصرصر العاتية....، ما أجمل الشابة اليافعة إذ تذكر الموت ولا تظنّ أنّ زهرتها أبعد ما تكون عن نوال يده التي تنال في كل دقيقة وفي كل ثانية من سبق عليه القدر لتسقط ورقته من على شجرة الحياة .....!

فاطمة الحبيبة دقت نواقيس تنبئ بأنّ موعد فراقها أبيها ومحبيها قد حان....، نعم دقّت تلك النواقيس وعلى قدر صعوبة ساعة فراق المحبوب.... على قدر صعوبة مفارقتي لها، على قدر سعادتي بأنها هي التي بينهنّ ما أحلى خطبتها emo (30):، وما أحلاها إذ تتزين تلك الخطبة  بكل تفاصيلها برَوح الإيمان بالله، وإرضاء الله المحبوب الأول الذي بحبه نعرف للحبّ قدره ووزنه وحقيقة معناه .....

فاطمة إنّ خاطبَيْن اثنين هذه المرة يتقدمان إليك في آن واحد، فما عساك صانعة ؟؟؟

متبسّمة راضية ناعمة الكلمات هادئة المنطق emo (30):: أمري لله وحده يعلم أنني ما أحبّ إلا ما يحبّ ...تالله لست خائفة ولا مفكرة مادمت أسأله أن يقدّم لي الطريق التي يعلم فيها رضاه عني ويعلم فيها من الخير ما لا أعلمه ، ويؤخر عني الطريق التي فيها ما يغضبه، وفيها من السوء ما لا أعلمه ....

نَعَم يا فاطمة نِعْم الكلمات الذهبيّة التي نطقتِ emo (30):....نِعْم  اليقين ....نِعم الحبّ الذي يجعلك راضية مطمئنة لا تجزعين ولا تخافين ولا تظنين أنّ بمَلكِكِ أنت تأخير ما يؤخر أو تقديم ما يقدّم ..... ياااااه يا فاطمة ما أجمل رَوح الإيمان في قلبك .... emo (30):

وذات يوم هذه إحداهنّ تأتيها :
أختي فاطمة أنا المبعوثة من عند فلان لسؤالك التقدم للخطبة .... فأرجو أن تكلميني على رقمي هذا لمعرفة ردّك...

تتلعثم فاطمة- وإن كانت  المتقدمة امرأة من بنات جنسها- ولا تعرف بمَ تردّ غير كلمات أسعفتها: سؤال كهذا يطرح على والدي قبلي  .....والوجنتان محمرّتان :blush::، والنبضات تعلو و تتسارع خجلا وكرها لهذا الموقف الذي لا تحبّ أن توضع فيه، لخجلتها منه، وهي الجريئة في الحق .... emo (30):

تعود الخاطبة بعد أيام تسلّم، ثم تلقي باللوم عليها .... أنّها لم تكلمها ولم تردّ عليها عبر رقم هاتفها ....

وفاطمة تخبئ كلمات كثيرة يمنعها حياؤها البوح بها، أن كيف لها أن تكلمها بشأن كهذا وهو الذي ترى والدها أحرى بتلقي مقدماته منها، ومن بعد تحصّنها به لها أن تبدي رأيها وهي في حياضه الآمنة ومن خلف حصنه المنيع، ولها من بعد ذلك أن ترى خاطبها وتبدي رأيها الفصل في أمره .....

وإذا بالله يقيّض لها أختا تخرجها من هذا الموقف الحرج، فتنطق مكانها عما تريد قوله: أن يا أيتها الأخت الفاضلة إنّ الأحرى أن يقدم الطلب إلى أبيها أولا  emo (30):، فهو وليها وهو الذي سيسأل عن خاطبها، ويبحث عن تفاصيله ......وما لفاطمة أن تكلم وتردّ بهذا الشأن من قبل علم والدها به

ومن بعد رحيل المبعوثة تنفجر فاطمة باكية، تجهش بالبكاء،ولا تردّ بغير أنها قد كرهت هذه المواقف الصعبة، وأنها لا تريد غير أن يرضى الله عنها، وتخشى أن تقع فيما يغضبه ولو بكلمة .....في هذا العصر الذي استسهل فيه الشباب والشابات الكلمات، والطرق الملتوية ....إنني أخشاها...أخشاها وأخشى الوقوع بها ولو خطأ ....ولذلك كم أكره هذه المواقف .....

يااااه يا فاطمة وغيرك تبكي نادبةً حظها الأسود الذي لم يأتِها بعريس رغم حثيث سعيها .....!!!  ما أتيتِ جرما أختي الحبيبة بل أنت الطاهرة العفيفة....وسترين الخير كله، وهذه سنة الله، ولن يخيبك وسيختار لك الطريقة التي ترضيه ..... وليس في هذا شيء، فالمبعوثة امرأة ... emo (30): والأجوبة صادقة واضحة

وكانت النوايا صادقة....وكان الطالب محافظا على مطلوبه emo (30):، يخشى ضياعه من بين يديه بهفوة تسرّع لا يقصد بها غير المسارعة للفوز بهذه اللؤلؤة التي أصبحت نادرة في زمانه ..... emo (30):
وصدق......، فما هو إلا يوم أو يومان حتى تقدّم لوالدها .... ومازالت فاطمة لا تعرفه ..... ومازالت لم ترَه بعد ولم تعرف له عينا في رأس .....  emo (30):

وها هي تستعدّ لمجيئ النسوة لأمها من بعد تقدّمه  لأبيها لا يتمنّى إلا القَبول والرضى emo (30):..... وها هو الوالد يسأل فلا يسمع إلا كل الخير عن الخاطب، وهو إذ يصعب عليه الفراق sad:(، يتمنى في الوقت ذاته لابنته زوجا صالحا خلوقا يعرف لها حق قدرها
فلا يجد معارضة منه، بقدر ما يحسّ في نفسه دنوّ ساعة ذهاب حبيبته عنه .... فيحزن وهو يخفي حزنه ويتأبى عليه، ولكنّ الرجال إذا حزنوا بدت علامات الحزن عليهم قويّة قوة الرجولة فيهم .........

إنها فاطمة الحبيبة ....

يتع...     emo (30):


07-05-2009,
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #121 في: 2013-02-22, 10:34:21 »
وأخــــــــــيرا...(8)

بشــــــــــرى خير  :emoti_134: emo (19): emo (19):

قُبِل خاطب فاطمة، ومضى الأمر بخطوات يسرها الله سبحانه، وقد تمّ الأمر بما يحب الله ويرضى ، هكذا تحرص فاطمة على هذه الخطوات، وقد تمت الرؤية الشرعية ببيتها، بحضور والدها ..... واطمأنّ الطرفان كلّ إلى الآخر    :blush::

ولله الحمد والمنّة .......

وتزوجت فاطمة وهي اليوم أم لبراءة بارك الله فيها وبرأها من كل سوء  ::)smile:
 emo (19):


اليوم.... 22/02/2013
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #122 في: 2013-02-22, 10:37:10 »
الكتب والمكتبات 

الكتب والمكتبات في عصور النهضة الإسلامية.....
هذا اللون الزاهي من ألوان حضارتنا الزاهرة، هذا النُّور الذي لا نريد أن نقف عند حدود الافتخار به وحسب، وإنما نريد أن نحاسب أنفسنا ونتهمها، ونعلم علم اليقين أنّما حال الأمة اليوم وما آلت إليه تلك الألوان من بهوت، وكل الذي كان وغدا أو كاد أثرا بعد عين، هو من صنع أيدينا ....
إنهم كانوا أهلا لأن يروا هذه الألوان بأعينهم، فهم صانعوها، وهم من سعى إليها، وهم من لم يستأثروا بها، بل بثوها وأشاعوها، ونشروها تنير، وتزهر كفعل النَّوَر الذي يعلو على ألوان الزهر المحيط به ببهائه وحسنه ،وَرْدا ونورا مشعا ينطق بلغة بياضه ونقائه أن أنا سيدكم حقا وأنا اللون حقا .... وكل الزهر له مذعن مطيع يعلم أنّما سطوة جماله حق لا مِرية فيه ....

تلك الكتب ... لقد كانت لبّ الحضارة، تعيش بين أيدهم أحلى حياة، ويعيشون بين أيديها أجمل حياة...
ترى هل ترون مثلي رفوف تلك المكتبات ؟؟ ، وتلك الخزائن، والأروقة والمجلّدات، وتلك الحجرات التي في كل واحدة منها قد اجتمعت كتب صنف من أصناف العلوم، وأخرى اجتمع فيها النساخون، وغيرها اجتمع فيها المترجمون ؟؟ هل تراكم ترون كل هذا كما أراه ؟؟

أليست وكأنها الخَضَار والماء الجاري، والهواء النقي العليل المنبعث من الشواهق الرواسي ينسم على الأرواح وعلى العقول نسيم العلم والمعرفة ، فتتفتّح له حجرات العقل، تُنَاسِمُه وكأنها وجنات الزهر الفرِح ببسماته ، المتورّدة من دغدغاته ....

إنه الكتاب، ذلك الصديق، ذلك الجليس، ذلك الحميم... ذلك الذي يُؤثَر ولا يُؤثَر عليه...
لا تساوي الدنيا وما فيها، بمالها وبهرجها، وزينتها حكمة من حكمه المتربعة على عرش صفحاته، يشعّ نورها على العقل،وينبثّ سحرها بين جَنَبات الروح فيغدو المتعة، والأنس والفرح والسرور....

أي حال هو حال الأمة يومذاك ؟؟ والندوات والمجالس، مقاصد العلماء والأدباء والفقهاء والشعراء، فجدّهم معرفة كما هزلهم وترفيههم معرفة... !! والمكتبات دور للحكمة والعلم الغزير...
أي حال للأمة يومذاك ؟؟
أليس الخزي والعار يومها لاحق بمن فرّط في هذا وجنح لغيره ؟ أليس الغريب والبعيد والعجيب شبعان عن زاد كان يلقى للقريب كما للبعيد، لأهل البلاد وللغرباء سواء بسواء؟؟

أي فراغ يشكو منه شباب يومذاك ؟؟ وأي ملل وأي كلل وقلوبهم وعقولهم البُسُطُ الخُضْرُ، تجري من تحتها الحكمة أنهارا، والألوان الزاهية من زهر العلم تؤنس الخضرة وتزهيها، ومن مائه يورق يابس النبت، وتتجدد الحياة، وكأنّها الحياة أبدا فلا مَوات ....
أي حال هي حال نساء الأمة يومذاك ومنهن الناسخة جميلة الخط ، تخط بيمينها الأنثوي كلمات الله في أجمل حلة؟؟...
أي حال هي حالها وهي بين أمة الشعراء مرتجلة شاعرة، وهي بين اللغويين لغوية بارعة؟؟
أي حال هو حال ابن على الدنيا جديد، أول ما يُسمَعُ منها كلمات التوحيد والدعوة للصلاة والدعوة للفلاح والبشرى بالفلاح؟ ومع كلمات التوحيد وكأنها الوعد بما سيَلقَى وسيُلقِي من فلاح بيده مع أيادي العاملين ، يأتيه الوفاء بالوعد وقد شبّ في مجتمع دَيْدَنه الإيمان والعلم والتعلّم والتعليم ....
أينما حللت حديث العلم والأدب، والحكمة ، وحيثما كنْتَ مجلس من مجالسه، أو مكتبة تحوي كنوزه، وعمال يعملون في مجاله وكأنهم خَدَمُهُ المطيعون ، فعمل هذا يكمّل عمل ذاك ....

هذا خازن المكتبة عالم من علماء البلدة، يرشد الناس ويوجههم ويعلمهم ويهديهم حبّ الكتاب مع ما يهديهم من سبل العلم والمعرفة بالكتاب ...
وهؤلاء الناس على اختلاف الأعمار والمشارب، من أهل البلدة أو من الوافدين تغصّ بهم المكتبات في جوّ مهيب، ومنظر جميل بديع، يلتفّون حول الكتاب يستجدونه الزاد كما يستجدي الطاوي ما يسدّ رمقه، وكما يستجدي الصادي ما يروي ظمأه .....
هؤلاء النسّاخون ينسخون لا يفترون، وهؤلاء المناولون المنظّمون، أبجديتهم النظام والتنظيم في تنسيق واتساق لا قبيل له على وجه الأرض في تلك الأيام من أيام الأرض.....
وهؤلاء المترجمون البارعون ينقلون صنوف العلم من اللغات إلى اللغة العربية، يثرون مكتبات الأمة ويعملون في نشاط ودأب منقطع النظير....

وهؤلاء العلماء، وقريحتهم تجود بالأنوار والكنوز، يبثونها، قاضين أعمارهم يجودون لا يبخلون، يكتبون ويخلّدون حتى إذا ما ماتوا كانوا الأحياء الذين يتكلمون من وراء حجاب اسمه الكتاب .....فلا تعرف لحسناتهم موتا مع موتهم، ولا تعرف لبنات عقولهم، ولنبضات قلوبهم انتهاء مع انتهائها من ساحات الدماء واللحم والعظام ...

وهؤلاء الحكام والخلفاء يبذلون من جيوبهم ومن خزائن الدولة للكتاب، وهؤلاء منهم من يفرض الجزية كتبا، ومن يضع شرط الصلح كتبا يتركها لأبناء أمته كنزا ليس على الأرض أغلى منه ولا أثمن ....
إني وكأني أرى الأطفال تلعب وتلهو ساعة كما ترتاد المكتبات ومجالس العلم والأدب والفقه ساعات....
لكأني أسمع أصواتهم الطفولية، وقهقهاتهم البريئة والحكمة تخرج من أفواههم، والذكاء تموج به أعينهم بريقا يشرق منه سرّ الحياة ....

لكأني أسمع ذلك الطفل يحاور الخليفة حتى يفحمه ، وكأنه يخاطب المعمّر الحكيم...
وأرمق عيني تلك الطفلة التي نشأت وشبّت على الشعر حتى غدت شاعرة عصرها، ترثي كما تسترجع، وتلغز كما تفصح ....
إني أرمق ذلك الرجل بينهم، وهو المعسر الفقير يبيع كل ما يملك لقاء أن يتحقق حلمه في ولده الذي يريده عالما نافعا للأمة، ويحقق له الله حلمه، فيُنبِت الولد نباتا حسنا، ويشبّ عالما فقيها حجّة الأمة في عصره وفي غير عصره....
إني لا أكاد أرى الطرقات إلا وهي محفوفة بالمتنادين برقيّ اللغة والأدب، أو الحاملين وَرَقهم وكتبهم المحزومة إلى مجالس علمهم بمكتبة أو بندوة أو بمسجد ، يقطفون ثمار العلم اليانعة من أفواه أصحابها الذين عايشوهم وآكلوهم وشاربوهم ذَواق المعرفة وزاد الحكمة ....

إني أرى ملوك العلم من حول بلاد الإسلام تهاب المسلمين، وتقيم لهم ولحضارتهم ألف حساب من قبل أن تنبس بحقهم ببنت شفة، وأراهم وهم غاية غاياتهم أن ينعم أولادهم بالدراسة عندهم والنهل من علمهم، يبذلون لأجل ذلك غاية ما يملكون من مال ومن وسيلة ....

أي حياة هي تلك الحياة، وأي استحقاق لها، وأهلها هم الذين عاشوا أسيادا وماتوا أسيادا بقلوبهم الحية وعقولهم الحية من بعد ما عرفوا سرّ حياة القلب وحياة العقل معا ...

06-07-2009, 11:26 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #123 في: 2013-02-22, 10:37:54 »
ألهذا فقط؟؟!!



    نظرت من حولي فإذا الناس في شغل فاكهون، بين غدوّ ورواح وجيئة وذهاب، وأصوات تعلو، فساعةً تَميز كلمة من جمع كلمات، وساعةً لا تكاد تَميز كلمة على كثرة الكلمات وامتلاء الأفق بالأصوات ...

    إذا الرجل الذي تنبيك مشيته، وينبيك خُطوُه أنه يقطع الطريق قطعا يبتغي نقطة الوصول...لا ينظر إلا أمامه ...منشغل عن كل مَن حوله....مسرع....مغذّ سَيْره ، يغالب طول الطريق بعزم قَدَميه مع عزم فكره على بلوغ نقطته ....
    كم مرّةَ حدّثت نفسي مذ بدأتْ تعقل نفسي : ليت شعري ! ما أوسع خطوة الرجل قياسا إلى خطوة المرأة !!...إنها لأوسع بكثير وتظنّ المرأة المرافقة لرجل في الطريق أنه يسرع كما هي تسرع ! بل وتلهث خلف خطواته ليكونا على خط واحد ويبقيا مترافِقَين ... ! بينما إذا نظرتْ إليه وجدته يمشي الهُوَينى لا تعب ولا نَصَب... لا لهث ولا سباق ... إنه يمشي مرتاحا ... !!فقط يمشي ... !!

    ليت شعري ....ما تُراه السبب في هذه المفارقة العجيبة ؟؟ آه إنها خطوته الواسعة التي لا يبذل معها جهدا إضافيا بينما تلهث المرأة حتى تقطع مع خطواته المسافة ذاتها ....

    أتراها شيئا من الأشياء يُعرف ويقرَّر معرفة ونكتفي بصورته الظاهرة ؟؟ أتراها هي الطبيعة الغالبة في كل جنس وحسبها أن تكون الطبيعة ؟ ! أم أنها تحدّثنا بمعاني أخَر ؟؟ أم أنّها تذكرنا بلوعة وآهة حبيسة ...حبيسة كانت أم طليقة ...أسيرة كانت أم حرة بائنة عن قوة فيه ذاك الرجل لم تعد تراها المرأة المؤمنة بربها فيما يجب أن تراها فيه...لم تعد تراها إلا بين طيات الكتب في حكايات الرجال عن الرجال.... !
    أم تراها تلك العلة التي تختبئ مع جملة العلل في قلوب الصادقين حرقةً وفي أحلاقهم غصة ....؟؟
    أم تراها تلك الصرخة الحرّة التي تكبتها المؤمنة الحرّة تفتقد معتصما... ليس لها على غرار النّاشدات رجالا كيفما كان النشيد !! بل للأمة ................
    غاية أمانيها بدمعها الحرّاق المنسكب على جلباب ليلها البهيم مع شحّ من يفهم ومن يعي ومن يقدّر أن تجد من يفهم معنى دمعها أو يعي أو يقدّر ....
    أجل ....ما تزال تلك الخطوات عنده أوسع من خطواتها ...وما أراها اليوم إلا أنّها أوسع من خطواتها ...

    مازلت أرمق يد الرجل منهم فإذا هي أعرض من يدي ....أغلظ من يدي... وإذا أصابعه أكبر وأضخم من أصابعي .... مازلت أرى قبضة يده أقوى من قبضتي ... !!
    كم حدّثتني نفسي وأنا أرى أبي أو أخي يفتح ما استعصى عليّ فتحه ... أرمقه لعلّ حبّات عرق تتصبّب من جبينه وهو يفعل...أو لعلّ حمرة تعلو وجنتيه فتغمر وجهه كلّه وهو يفعل... لعلّ ما قد كان معي وأنا أخاصمها وأعاركها يحدث معه .... لعلّ قوته تخور، ويعلن الاستسلام ويعلي رايته تؤنس رايتي اليتيمة .... لعلّ شيئا من ذلك يحصل معه ...
    لا كلّ ذلك ليس بكائن، ولا حاصل معه ... وما كانت مني تلك المراقبات إلا أماني منّيت بها نفسي التي جزمت إ ذ ضعفت أن الأمر جَلَل ولن يقدر عليه كما عليه لم أقدر ....وأمانيّ ما تفتأ يفضحها اعتقادي الجديد السليم أنّ يدي هي الأضعف من يده، وأنّ يده هي الأقوى من يدي، وأنه ما استعصى عليّ ليس عليه بعصيّ ....
    أتراها مجرّد حقيقة عرفتها لا تعدو أن تكون قوة أكبر .... وساعدا أقوى.... وقبضة أحكم ... فلا تلقي بظلالها على معاني أخَر .... ؟؟ !

    كم حدّثتني نفسي في حلم مستغرق كلما جنّ الليل ووجدتُني بين جدران البيت لا أشذّ عن قاعدة اللَّوذ به كلما حاكت عقارب الساعة ظلمة الليل في سطوتها وأمرها فينا نحن بنات حواء ... !!
    كم حدّثتني بعمق الحالم الذي يرى نفسه في الحال وهو أبعد ما يكون عنه ... كم صوّرَتْني أسري بين أكفان الليل السوداء مرفوعة الهامة، واثقة لا أبالي كما لا يبالي الرجل إذ يفعل .... وحدي ليس معي أحد، كما يكون هو وحده ليس معه أحد .... لا يخشى لومة لائم ينعته بسبابة أو وصمة واصم يكبّر ما صنع فهو في اعتقاد الكلّ صغير عادي لا غبار عليه ...لا لشيء إلا لأنه الرجل، ولأنه الأقوى على أن يكون في تلك الحال .... والذي غالبا مالا يخاف على نفسه وهو يسري مع من يسري ....

    أما أنا فليت شعري...من أين لي بقوة كقوته تحقّق حلمي !!! فكل ذرة فيّ تعلن ضعفها إزاء قوة ساعات الليل ووقع دقاتها المخيف وأنا خارج حدود بيتي، وأنا بين السماء والأرض لا بين جدران بيتي ....

    لم تجرؤ نفسي على الجهر بحديثها هذا لأخي أو أبي لأنها لا تجد قوة في المحاجّة ولا الملاجّة والحال مني ضعف به أقرّ مع حديثي نفسي بالصور والأحلام ..... !!

    أتراها مجرّد حقيقة فيه لا تزيد عن كونها حقيقة ، ومجرّد أحلام عندي غثّة لا ترقى لأن تسمن حقيقة ؟؟
    أتراها مجرّد حال وطبيعة وفطرة وغالب لا يُقهَر ولا يَتحول ولا يتبدّل ؟؟
    أتراه هو الأقوى فهو الأحقّ بذلك الحق من الليل وأنا الأضعف فأنا الأبعد عن الحقّ منه والأقرب للحلم به ؟؟ فلا يزيد عن هذا بمعنى أعمق ولا يزيد عن هذا بوحي أكبر، ولا يزيد عن هذا بهدف أكبر لأجله جعل الله هذا فيه وهذا فيّ .... وجعل حقيقة القوّة فيه وحلم القوّة فيّ ؟؟؟

    ألهذا فقط أيها الرجل ؟؟؟



23-10-2009, 06:21 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #124 في: 2013-02-22, 10:39:43 »
وأيـْـمِ الله سيأتي من يفتح العُلبَة من جديد...



    لا .....لا....................
    لا نحبّ أن يكون القدس ثمنا لتفطنهم ....لا نريد أن يكون الأقصى ثمنا ليقظتهم ولينتفضوا.... القدس أغلى من ذلك ومنهم ....القدس أغلى من حَيَارى، أغلى من غافلين، أغلى من دُنيَويين لا يعرفون كيف هي الحياة التي تدوم .... لا يعرفون مذاق التََّوق لحياة حقا تدوم ....لا يعرفون إلا طعم من تخدعهم وهم بها هائمون، وتغدر بهم وهم لها أوفياء مخلصون، وتلقي بهم وهم بها مستمسكون حتى تقول لهم كفوا عني فلست لكم أيها المَخدوعون .....فإذا هم منها خارجون ........

    لا نريد الضعفاء .... لا نريد من نتسوّل ألمهم ....لا نريد من نتسول وَجَعَهم .... لا نريد من نتسوّل انتفاضتهم
    سيأتي للقدس من يحرّم على نفسه الابتسامة حتى يبتسم القدس .... سيأتي للأقصى من يعيش على نبضه، ومن يرمقه وإنْ من بعيد منْ بعيد ولكنه هو الذي منه وله ....

    سيأتي للقدس من يرفع هامته ويقيمه، سيأتيه من يقفو الخطى العُمَريّة .... ومن يقفو الخطى الصلاحيّة .... سيأتيه من يعلي الآذان من على مئذنته القدسيّة .... سيأتيه ....
    سيأتيه من يفرش ما حوله جندا لله قائمين ...من قبل أن يفرشه بزرابيّ الصلاة ....
    سيأتيه من يسحق بقدميه وبأقدام جنده كل من يقف دون بابه القدسيّ يريد أن يحلّق بأحلامه الصفراء الكاذبة في جوّ يحسبه مازال جوّه .... في جوّ هيأه أولئك النائمون الغارقون في سبات الغفلة العميييييق العمييييق ...

    سيأتي للأقصى من يقف بصوته مجلجلا وقد تبسّم .... مَن أول كلماته القدسية ....بلغته القدسية .....على الأرض القدسية .........."الله أكبر".....
    وأيم الله سيأتيه ....وحق الله سيأتيه .... والذي جعل نوره عصيّا على أفواه الكافرين سيأتيه ....والذي جعل نوره قدسيا سيأتيه ....

    سيأتيه من يهبّ ....لا هبّة ثائر سرعان ما تخمد نار ثورته ....وسرعان ما يعود لدنياه .... بل سيأتيه من يحيا على نبضه، ويحسب العمر بعدد سنوات ألمه إلى أن يأتي عامه الذي يغيثه فيه فيعصر الأقصى آخر دمعات حزنه ويعرف آخر وجع من أوجاع أضلعه .... وكما ليعرف أول فرحة من فرحات قلبه، وليعرف أول دمعة من دمعات قلبه الفرِح ..........
    سيأتيه ذاك القدسيّ وإن كان بعيدا .... وإن بدا بعيد الأرض والعهد كما أتاه صلاح الدين من بعيد ، وكما أتاه عمر من بعيد .....
    القدس له ذلك الآتي .... والأقصى له ذلك الآتي .... ولمن معه ....لمن يبتليهم الله بالنَهَر وبئلا يشربوا فيمتثلون..... لمَن يعرفون سلاح جالوت الجديد، ويعرفون أشباه رجال جالوت الجديد أولئك المتخفون خلف الحديد يغشاه الحديد يغشاه الحديد ....حديد على حديد ....
    لمن يعرفون أنّ قوة الجواليت أكبر ولكنهم يظنون أنهم ملاقو الله ..... فما كان قولهم إلا " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ....".
    نعم إنهم القليل ولكنّهم الكثير ....
    إنهم القليل الذي لا يخشى الموت فيحتمي بالحديد ....إنهم القليل الذي يلقي لريح الجنّة التي يشمّ من بعييييييد نفسه وروحه ....
    إنهم القليل الذي يقهر النفس التي لا تعرف غير الدنيا...
    إنهم القليل الذي يسأل مولاه صبرا عليه يُفرَغ ....ثباتا لأقدامه ونصرا على القوم الكافرين ....
    فيهزموهم بإذن الله .... يهزموا جالوت الجديد وأشباه الرجال المدرّعين بأكوام الحديد ...

    القليل الذي أو يرحل إلى دار القرار والنعيم أو ينتصر ويغلِب ليدخل الأقصى ويطأ عتباته القدسيه والدمع منه هطّال مدرار يوشي بحبّ الحبيب للمحبوب....يوشي بجواب الدمع حبات قلب تعانق دمعات فرح الأقصى المحرَّر ......

    نعم سيأتي من يتسوّل من بعد رضى الله رضى الأقصى الحبيب ....سيأتي من يركع ويسجد ويقنت بين يدي الله في رحاب الأقصى الحبيب ....
    سيفرشه بزرابيّ الصلاة .... وسيصلّي بمن معه صلاة هي أقوى عماده كلها.... صلاة بركعات وسجدات تقتبس من نور صلاة الإمام الأعظم بالرسل والأنبياء ساعة هبط من السماء بهدية السماء إلى الأرض .... فكان الأقصى علبة الهدية ....

    إي وأيـْـمِ الله سيأتي من يفتح العُلبَة من جديد ...... emo (30):



15-11-2009, 03:26 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #125 في: 2013-02-22, 10:42:36 »
في نكبة كرة القدم بين مصر والجزائر

هذا حوار جمع بيني وبين إكرام ....
إكرام طفلة صغيرة ذكية وحبّوبة emoti_159 ... مازالت تتأتئ حينما تتحدث وتلهو بخصلات شعرها المنساب على وجهها وهي تحدثك ....
كان هذا قبل قليل بمكتبتي التي يرتادها الصغار والكبار ويرتادها الصغار أكثر ....

سمعَتْ أنشودة وضعتها من على اليوتيوب عن الأخوة بين الجزائر ومصر .... وهي ترى معي على شاشة الحاسوب صور الفريقين وعلَمَي البلدين
سألتني كعادتها وهي الفضولية : عمن هذه الأنشودة؟؟ عن فريقنا ؟
أجبتها : بل عن الفريقين معا عن البلدين معا مصر والجزائر .....

سألتها: إكرام من تحبين مِن بينهما ؟ أجابتني وقد وثّقت قوتها الحروف على شفتيها وحدقت في بناظريها  : دْزَايِر ...(وهي الجزائر بعاميتنا)

قلت : ومصر؟؟ أجابت بقوة أكبر: لا لا لا أحبها .....

قلت بحزن أداريه عنها : ولكن يا إكرام لماذا ؟؟

أجابت : لأنهم ضربونا ....

قلت : لا لا لا تصدقي.... من قال لك ذلك يكذب ....

ولكن إكرام ذكية ولا تستسلم بسرعة.... قالت : ألم تري لاعبنا الذي ضرب على رأسه وهو يضع الضماد، والآخر أيضا ؟؟ ألم تري الحجارة الضخمة التي ضربوهم بها  emoti_336

قلت بعد إذ لم أجد لكذبتي عليها من قوة : أتعلمين من ضربهم ؟؟ قالت : المصريون ... emoti_144

قلت محاولة الحديث بلغة سنها : لا يا إكرام.... ليس المصريون من ضربوهم بل إنهم مجموعة أناس غير مؤدبين هم الذين فعلوا بهم ذلك وليسوا كل المصريين  ...تماما كما يفعل أطفال غير مؤدبين عندنا فيضربون بالحجر 

قالت: لا لا بل هم المصريون جميعا  emoti_336.... وهي تلهو بخصلات شعرها وتتأملني بقوة أكبر مستهجنة ما أقول ....

قلت : يا إكرام هل تعلمين أن المصريين إخوتنا ؟؟ قالت : لا وكيف ذلك ؟؟ emoti_209

قلت لها: أنت تعرفين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتقولينها أليس كذلك ؟؟ 
قالت بصوتها وأومأت برأسها : نعم ...نعم

قلت : كذلك هم يا إكرام يقولون مثلما تقولين ....نحن مسلمون وهم مسلمون ولذلك هم إخوتنا .... وإن كل من يقول لك عنهم شرا فهو يكذب ...فلا تصدقيه ...إنهم يكذبون علينا ليفرقونا ....

تسمرت عينا إكرام بشاشة الحاسوب وهي تتأمل كلماتي الجديدة عليها .... وأنا أرمقها بحزن تغلفه ابتسامة مني لوجه طفولي بريئ لا يسعني إلا أن أرسمها حتى تصدقني وتعلم أنني أحبها وأحب كل طفل جزائري وكل طفل مصري  بريئ راح ضحية ما يحدث وضحية أبوين جرفهما تيار الألم وريح الكيد السموم التي تأتي على القلوب البريئة وعلى العقول الغريرة لتأخذها معها وتحفر فيها حقدا وترضعها ضغينة .....

تباطأت يدا إكرام الصغيرة وهي تلهو بخصلات شعرها الجميل، وتتأمل ويخبو صوتها الفضولي  emoti_64وأنا أعلم بحيرتها... وجعلت أؤكذ لها أنّ كل ما يقال من أن المصريين يكرهوننا وأنهم أشرار محض كذب وافتراء .....

أكملت دورتها المعتادة بالمكتبة تتأمل الأشياء في ذهول كما لم تتأملها من قبل ....عينها عليها وعقلها بعالم تلك الكلمات الجديدة .... وذهبت من غير كلمات الوداع .....


نعم كان هذا الحوار بيني وبين إكرام الحبيبة صغيرة مازالت تتأتئ وهي تحدث وتلهو بخصلات شعر جميل يتدلى على وجنتيها الورديتين .......!!!


ليتني بقيت بعمرك يا إكرام فلا أستحي إذ يتعالى صوتي يسمع القاصي والداني  بالنحيب  .................

2009-11-22,
« آخر تحرير: 2013-02-24, 09:33:10 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #126 في: 2013-02-24, 09:51:30 »
أكذوبة الأوطان......

أتساءل لو بقينا أرضا واحدة ولم تفرقنا خطوط وهمية من نسج لعاب طمع دول استعمارية تمكنت منا فراحت تتقاسم أجزاء الأمة كما يتقاسم الأطفال الحلوى فهذا لسايكس وذاك لبيكو .....

لو بقينا أرضا واحدة لا تفرقنا الحدود، ولا يبلّغ أحدَنا الجزء الآخر جواز يجيز له التواجد في الجزء الآخر من جسد واحد ....هل كنا سنبقى على قلب واحد، على قلب رجل واحد ؟؟؟ هل كنا يومها ألغينا من قاموس الحجج ما يسمونه أمنا قوميا .... وما يستدعيه الأمن القومي ؟؟؟

بدؤوا بتقسيمنا فرضينا، وقبلنا وصدقنا .... وصرنا نعتد ونتفاخر بالحدود .... ونسمي الجزء وطنا حتى غدا الوطن جزءا ولم نعد نعرف الكل في منطقنا ولا في فكرنا، ولم نعد نعتد بالكل، بل إن كل طرف ينحاز لطرفه، ويتفاخر بطرفه، ويوالي طرفه، ويكاد الطرف الآخر في الكثير من الأحيان يعادل العدو عنده .....

لو بقينا أرضا واحدة لا تفصلنا الحدود هل كانت قلوبنا لتبقى قلبا واحدا لا تقسمه المسميات ؟؟

هؤلاء الفلسطينيون لما لجؤوا إلى لبنان والأردن بعد حرب 48 وبعد التشريد الكبير والطرد وتعويض أهل البلد بالمستوطنين، وتهديم البيوت .... هؤلاء المشردون لو أن الأرض بقيت واحدة هل كان الملك الأردني حسين في فترة السبعينيات ليضيق ذرعا بالعمليات الفدائية التي شهدت مجدها وهي تنطلق من الأردن ومن لبنان وتدوخ الكيان الصهيوني وتخيفه ؟؟ هل كان ليضيق ذرعا بهم من بعد ما نفذت كبريات العمليات الفدائية ضد إسرائيل انطلاقا من الأردن، مما أغضب إسرائيل حتى قصفت الأردن وبناها التحتية .....

هل كان ليضيق ذرعا من بعد القصف الإسرائيلي فيضطر تحت مسمى الأمن القومي لأن يشن حربا على القوات الفلسطينية المقاومة عنده ويدمر مخيمات اللاجئين ؟؟ فيسقط 3000 فلسطيني شهيدا على يد أخيه الأردني الذي ضاق به وبمقاومته ذرعا ؟؟

هل كانت لبنان لتضيق ذرعا بتحركات الفدائيين من أرضها، فتخاف على أمنها القومي من إسرائيل فتضيق على الفلسطينين المقاومين ؟؟ هل كانت مصر لتضيق ذرعا بالمقاومين يومها في غزة، وبالمصريين من حركة الإخوان الذين أقاموا للفلسطينيين بغزة معسكرات تدريبية كبيرة لتدريب الشباب الفلسطيني على القتال ومواجهة العدو؟؟

هل كان ليضيق عبد الناصر بهم ذرعا فيشن حربا شعواء على الإخوان ويضيق عليهم لأنهم يهددون الأمن القومي ؟؟؟

هل كان الجدار.... جدار التجويع والخنق ليصير اليوم حلقة أخرى في سلسلة الضيق والتضييق بحجة الأمن القومي ؟؟

لو بقينا أرضا واحدة ألم يكن وجع فلسطين يساوي وجع لبنان يساوي وجع الأردن يساوي وجع مصر؟؟؟ لو بقينا أرضا واحدة ألم يكن ليهب كل مسلم ليذود عن كل مسلم لا تفرق المسميات بين هذا وذاك ؟؟؟

أسمع صوت التي نادت معتصما من طرف فأجابها من الطرف الآخر ...............متى تعود الأطراف كلا واحدا ؟؟؟ متى تنتهي لعبة الأجزاء المفككة ؟؟ فلا تسقط الأجزاء بعد تركيبها مرة أخرى ؟؟؟ متى يعود القلب واحدا ؟؟؟ متى تمحى عبارة "الأمن القومي ومقتضياته" من قواميسنا ؟؟




متــــــــــى ؟؟

25-02-2010, 05:11 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #127 في: 2013-02-24, 09:52:13 »
الصعود نحو الأسفل......!!

التدرج .... ......

التدرج في سلم الرقي والصعود نحو الأعلى جميل، ومهم وخطواته ثابتة راسخة تمكّن لصاحبها، فبينما يبدو متأخرا للمستعجلين يبدو للمتريثين الحكماء مفكرا، ناظرا، معملا فكره من قبل العبور للمرحلة الأخرى، فهو لا يقفز المراحل وإنما يعطيها حقها ومستحقها، ويأخذ منها بالمقابل الرد الشافي والوعد الكافي بالوفاء لقدمه الراسخة ويُقطع العهد على الثبات له وأنها التي به لا تميد فلا تزل قدمه

التدرج في سلم الرقي والصعود إلى الأعلى هذا حاله أما التدرج في سلم الصعود إلى الأسفل ... .........!!
ما أصعبه وما أشد وطأه على متضررين مظلومين يلحقهم أذى المستسلم المتهاون المتدرج صعودا نحو الهاوية ....!!

إنه المُحدث فتنة لا تصيبنّه وحده وهو الظالم بل تصيب المظلومين بالحسرة والأسى والألم ... خاصة إن كان من ذوي الجاه والسلطان ....والحكم والأمر والنهي ......

التدرج في سلم الاستسلام ....................

كان لفلسطين السليبة الحبيبة حظ ونصيب من هذا الألم وهذه الأوجاع وهذه الضربات، التي خلفت بجسمها الندوب والكدمات
كان لفلسطين الحبيبة حظ من هذا الجرم ، من أبنائها الذين راحوا يتدرجون في سلم الصعود إلى الأسفل.... إلى القرار السحيق الذي تقع فيه المظلومة الأولى "فلسطين " ....... ويقع فيه كل من لا حيلة له من المحبين العارفين الواعين العالمين بما يخطط ويحاك .... وبما يجوز وما لا يجوز ....الذين لم تختلط عليهم الأمور، ولم يعد "زيد" عندهم كـ "جاك" ولا "عمر" كـ "مارك"

أولئك الذين ظلمهم المتدرجون في سلم الاستسلام وظلمهم وعيهم فهم يلقون من الأوجاع والآلام ما يشيب له الولدان .... وربما أكبر ظاهرة ما تزال في دائرة الصحة ظاهرة هؤلاء المتألمين للتدرج اللعين .... !

- كان الإصرار الإسلامي والعربي من قبل 48 ومن بعد 48 على تحرير كامل فلسطين وأن الأرض لأهلها وأنما اليهود مغتصبون يجب طردهم
- كان الإصرار على تحرير كل فلسطين .... ولا نقاش في الأمر .
- بعد نكسة 67 عقد مؤتمر اللاءات الثلاث في الخرطوم "لا للتفاوض مع إسرائيل، لا للاستسلام لها، لا للصلح معها"
- استولت إسرائيل على سيناء والجولان ، فأصبحت المطالب تؤكد على أراضي 67
- بعد حرب 73 بدء اللين العربي مع إسرائيل وفتح باب المفاوضات معها حول أراض أخرى تمكنت من احتلالها إلى جانب بقاء سيناء والجولان بحوزتها. ونسيان اللاءات الثلاث.
- الاعتراف بممثل شرعي واحد لفلسطين منظمة التحرير بعدما كانت قضية كل العرب وكل المسلمين ومهما بلغ الضعف إلا أن العرب كانوا يهبون لأجل فلسطين ، وانحسار القضية في ممثل واحد .
- تقدم اللين في الموقف العربي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مقابل الانسحاب الإسرائيلي




وهكذا هو التدرج في السلم صعودا نحو الأسفل .............


25-02-2010, 05:13 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #128 في: 2013-02-24, 09:53:43 »
وتدها.....

بقي لها هذا الوتد تعانقه وتلوذ به، وتراه مأمنها..... بقي لها هذا الوتد تعانقه وتحكي له قصة نظرة عميقة عميقة بعيدة بعيدة تلقيها على داخلها، ولا تجد لرحلتها تلك من زاد غير عيون حزينة تسبر بها الأغوار مع خوفها من تلك الأغوار ........وتسأل هل فوق هذا الحزن من حزن آخر آت ؟؟ ...................

فلسطينية أنا .................. وذاك جواز سفري إلى غَوري الحزين.....فلسطينية أنا وتلك تأشيرة مروري إلى آت يروّعني .......

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #129 في: 2013-02-24, 09:55:38 »




ليس كل إنسان يستطيع أن يصنع من محنته منحة، أو أن يرى في محنته بصيص منحة، بل ليس كل مميز يستطيع أن يفعل ذلك، بل ليس كل صاحب قضية يستطيع أن يفعل............بل إن صاحب القضية الذي بلغ إيمانه بها كل مبلغ، فأصبحت الدم الذي يسري بالعروق، والهواء الذي به يتنفس ، والنبض الذي يُبقي القلب خادما مطيعا يعلن بضرباته أن الجسد حي، والروح تسكنه .....

عندها فقط يصبح السجن أحبّ إليه مما يدعونه إليه من خذلان لقضيته، عندها فقط تصبح سياط التعذيب على جسده النحيل وعظامه الرقيقة أطيب عنده من مذاق شهد يزول اليوم ويبقى مراره غدا .....

عندها فقط تتحول الخيمة ذات الوتد الواحد قصرا مشيدا، تهدهد فيه الأم معتصما يخلف قلبها النابض بحب قضيتها....
عندها فقط بنقلب البرد القارس على جسد بالكاد يستتر بَرَدا يغسل النفس من كل شائبة تحول دون النصر القريب......وينقلب الجوع شبعا لا تضاهيه موائد الملوك وأطاييبها مما يُشتهى ......

عندها يغدو القفار والبرد مرجا للزهور ....... فهل عرفتم مرج الزهور ؟؟


كان من عمليات كتائب عز الدين القسام المهمة الأولى مساومة الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق سراح القائد أحمد ياسين مقابل إطلاقها سراح جندي صهيوني قامت باختطافه، وأنه إن لم يحصل تجاوب من الطرف الإسرائيلي فمصير الجندي القتل، فكان أن لم تتجاوب إسرائيل، وقُتل الجندي، فردت إسرائيل بعملية اعتقال كبيرة شملت عددا كبيرا من مجاهدي كتائب القسام وعددا من حركة الجهاد الإسلامي ، مع ما يقارب 415 من قياديي حركة حماس... ثم اقتيد القياديون دون أن يعلموا إلى أين وبأساليب مموهة غريبة، وأبعدوا في شاحنات إلى الحدود بين لبنان وفلسطين، نزل المبعدون جميعا من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي ابُعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ .

فقرر المبعدون الفلسطينيون البدء بأخذ زمام المبادرة حيث باتوا على قناعة تامة الآن بأنه قد تم فعلا إبعادهم إلى جنوب لبنان وأنهم قد أصبحوا خارج الوطن ، فقرروا أن يجلسوا في اقرب منطقة يوجد بها ماء ، وفعلا وجد المبعدون أنفسهم بعد لحظات من المسير أنهم في منطقة تلّية بين نهرين من الماء ، فقرروا الجلوس بها وأقاموا تلة المبعدين .

استقر المبعدون في هذا المكان ( مرج الزهور ) ، كان البرد شديداً ، بل قارسا ، وكان الثلج هطّالا .... لم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد الثلجي الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم ، كان المبعدون قد رحلّوا بنفس الملابس التي خرجوا بها من بيوتهم لحظة اعتقالهم ولم تكن تلك الملابس تقيهم برد هذه المنطقة القارس ، ثم أين سينامون أو يقيمون بين السماء والثلج ؟؟

كانت اللحظات الأولى في غاية القسوة مع الحالة النفسية الصعبة جدا وهي صدمة الإبعاد عن الوطن والأهل هكذا في لحظات قليلة ، دون سوابق إنذار ودون أمل أو يقين بأن هذا الأمر سيكون لفترة بسيطة ، لقد كان الأمر في غاية التعقيد .

كان الصليب الأحمر الدولي أول من وصل إلى المبعدين في مرج الزهور وقد نقل لهم الخيام والأغطية وبعض المستلزمات الأساسية الأولية للاستقرار ، وبدأت وسائل الإعلام بالتحرك لتنقل وقائعهم صورة وصوتاً وحدثا .

هناك أقام هؤلاء مخيمات قرب مدينة مرج الزهور، يقولون أنهم منها إلى فلسطين وليس إلى أي مكان آخر، بقوا فيها يكابدون البرد القارس، وبلغت أخبارهم وسائل الإعلام العالمية، فراحوا يصورون معاناتهم، وينقلون أخبارهم ، وجعلت التصريحات الفلسطينية على ألسنتهم تنتقل إلى العالم عبر وكالات الأنباء

25-02-2010, 05:18 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #130 في: 2013-02-24, 09:58:19 »
وأصبح للجدار أيد وأبصار...!!

عرفنا الجدار أصلا من أصول بيت يؤوينا، عرفناه أصلا من أصول مدرسة تعلمنا وتربينا،.... أصلا من أصول مسجد تتعالى فيه نداءات الرحمن أن حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح يا عباد الله المؤمنينَ ، عرفناه كما عرفنا حبنا له قطعةًَ من قطعة أحبتها قلوبنا ، كما حبِّنا لبيوتنا، كما حبنا لمدارسنا ، كما حبنا لمساجدنا ...

عرفناه كما عرفنا كُرهنا له قطعة من قطعة كرهتها قلوبنا كما كُرهِنا لكل بناء لم يقم على تقوى من الله ورضوان، لكل بناء لنا فيه من الذكريات بعض من أسى ودمع وألم وأشجان .....
عرفناه يريد أن ينقض فيقيمه حكيم أوتي من العلم والحكمة ما شاء له الله أن يؤتى........
قطعة هو من صنع الإنسان، من بناء الإنسان من فكر الإنسان ........ فمتى شاء الإنسان جعله محبوبا ومتى شاء جعله منبوذا مكروها ممقوتا .....

لم أكن أعرف أن للجدران لسعات ولدغات ولذعات وضربات أشد وطءا هي كلها من تلك التي عرفناها من لاذعة أو لاسعة أو لادغة أو ضاربة .....لم أكن أعرف أن له سياطا ذات أصوات يتردد رجع صداها في أعماقنا ألما وحسرة وأسى ....

سياط ....سياط؟؟ !! وهل للجدران من أيد، ومن أبصار؟؟ وهل للجدار من فم يتبسم تبسّم الأفعى التي تنفث السمّ ولا تنفك باسمة؟؟ ........ ما بالكِ ؟؟ ما ذنب الجدار ؟؟ ما جُرم الجدار ؟؟ هل أصبحتِ تتركين المجرم والجاني وتنقلبين على الجريمة ؟
هل صرت تتركين الفاعل ووصفه وتنقلبين على الفعل ؟؟ أي عين هي لكِ قد صارت ؟؟ وأي فكر هو لك قد جار يا جريحة الجدار... يا ضحية الجدار ؟؟


مَن ؟؟ من يدخل ساحات فكري وحكاياتي فيقطع عليّ نوبات آلامي بصفعة من صفعات العصر الحديث ؟؟ صفعة من صفعات الجدار الخبيث ............ صهٍ ...صهٍ.... فما عدت أريد أن أسمع المزيد ....

قالوا زمانا إنّ للجدران آذانا ... !! فلمَ لا يكون له اليوم من أيد ومن أبصار من ظلم ومن جَور؟؟ لم لا يكون الجدار هو الجاني والفاعل ؟؟ أتريدني أن أصدق يا لائمي، يا ضاحكا من سذاجتي أنّ الأخ الجار ذو اليد وليس الجدار ؟؟ أتريدني أن أصدّق أنّ الأخ يظلم ويجور ويقتل؟ وهو يرمق بالابتسامة ويلوّح بالشهامة ؟؟ ولا تريد مني أن أتهم الجدار ؟؟ دعني وشأني ...دعني وما أدّعي .... دعني وما يحزنني فإنه يشق صدري ويقطّع قلبي، ولا يشفيك ما بقلبي فتريد أن ترى الإرَبَ منه تتهاوى وتريد أن تراه يذوب على نار شمعة خبيثة لا نعرف منها غير النار، على غير عادة الشمع يضيء بنور ناره ؟؟

ما بالكم وعقلي؟؟ ما بالكم وفكري ؟؟ ما بالكم وهذياني ؟؟ أتريدني أن أبقى عاقلة مفكرة حكيمة بصيرة في عصر لم يعد يُعرف فيه للعقل ولا للقلب من مكان ؟؟ دعني.... فلَهَذياني وهرطقاتي خير لي من حكمة تقطّع قلبي إربا وترسله صهير نار عقولكم يا عقول عصر المجانين ...........؟؟

إذن تصرين أن الجدار هو الفاعل وفي ثنايا إصرارك حزن هو ثمرة علمك براءتَه .....هو ثمرة علمك أنه الذي تلفقين له التهم، وتلصقين به الجُرم .... وترضين على عقلك وفكرك وقلبك كل هذا التجنّي من أجل أن تبعدي عنك الحقيقة وتعيشين عيش الموهومين، عيش الأطفال الذين جعلوا من كل جماد كليمَهم وصاحبهم ورفيقهم الذي يفرغون عنده أكوام خيالاتهم البريئة .... ليتك كنت طفلة فأعقل ألا تثريب عليك .......

الحقيقة .....أية حقيقة ؟؟ أية حقيقة .... حقيقة أن الجدار من صنع الجار؟؟ وأي جار؟؟ جار هو الأخ هو العضد هو السند لو أنكم يا أهل العقل أبقيتم للعقول شيئا من حظ؟؟؟ أية حقيقة يا أهل الحق والحقيقة ؟؟ !!

سمعت عن جدار عزل المتحاربين من صنع المحاربين، سمعت عن جدار من صنع بني يهود أقامه اليهود ليفصلوا بين جزء الأرض وجزئها، بين أرض اغتصبوها وبنوا عليها بيوتا قالوا هي مستوطناتنا في وطن لم يكن يوما لهم وطنا ....

ذلك الجدار العازل الذي أقامه اليهود، وبدؤوا ببنائه عام 2003 كان من صنع اليهود، امتد في عمق الأراضي الفلسطينية، فصلوا به القرى عن القرى، فصلوا به الفلسطيني المزارع عن أرضه مصدر رزقه، فصلوا به التلميذ الفلسطيني عن مدرسته،..... الأهل عن باقي أهلهم ...... قالوا أنهم ليحموا بني جلدتهم من ضربات الأعادي ....الإرهابيين الفلسطينيين الذين قاموا ليقاوموا، الذين قاموا ليتصدوا لتعجرف المتعجرفين ونوايا الغاصبين.....ومتى كان للغاصبين من حق تقام لأجله الجُدُرُ تدافع عنه؟؟ !! ليفصلوا تلك القطعة من فلسطين التي سموها إسرائيل عن باقي أرض فلسطين، ليفصلوا به تلك القطع التي جعلوا يقتطعونها من قسمة الفلسطينيين إذ لم تشبعهم النسبة الغالبة الساحقة من أرض فلسطين وقد كانت لهم ...... يوم القسمة المشؤومة، تلك القطع التي جعلوها أيضا مستوطنات لهم ..........!! آه يا وجع قلبي المكلوم، آه يا كلمات قلبي الموجوع .... وتلومني يا لائمي ...... إن كان هذا يدميني فما صنع الأكبر بي ؟؟؟ !! وتلومني إذ صار الجدار كليمي ؟؟!!

هكذا قالت أمريكا وهددت في مجلس الأمن وهيئته الموقَّرَين يوم هددت باستخدام حق الفيتو إن أصدِر قرار يوجع قلب إسرائيل حبيبتها، ويحزنها وهي التي تدافع عن نفسها من إرهاب الإرهابيين .....أين كل هذا يا صاح؟؟ أين ؟؟ على أرض ليست لهم .....على أرض اغتصبوها وقالوا هي لنا حلال بلال زلال .....؟؟ !!

يومها كان ذاك الجدار ومازال يقام ويستكمل طوله الفاره .... ليكتمل قده الممشوق مازال إلى يومنا حتى ينتهي إلى 720كم داخل أراضي الضفة الغربية وعلى امتداد الخط الأخصر .... .........خط وأي خط هو هذا الأخضر إن لونه ليوحي بالخير .....
أي خير ؟؟ فتّش عن الخبر ودعك من الألوان والمظهر .... إنه الخط الذي حدد حدود دولة فلسطين على أرض فلسطين عام ...........49، حدود 48، حدود القسمة المشؤومة،.........ذاك هو الخط الأخضر .....
داخل تلك الحدود بنيت المستوطنات فأُخِذ من تلك الحدود وأقيم الجدار..... قالت لهم هيئة الأمم المتحدة توقفوا، أوقفوا الجدار فإن العالم تنادى بالشجب والاستنكار.....إن هذا غير شرعي ولا هو من حقك يا إسرائيل ففكّيه فورا يا إسرائيل ....

فهل خاف الابن المدلل ؟؟ هل ارتعب؟ هل لبى الطلب؟؟، هل انصاع للأمر بلا عجب؟؟ لا بل قد ألقى الأمر بسلة مهملاته، وما أكثر مهملاته القيّمة !! وراح يكمل دربه غير آبه بمعترض أو شاجب أو مستنكر من بني الجُوَيّمَة .....
والجدار ما زال يقام طويلا شامخا، عريضا عازلا .... وما أكِل من الأراضي وما استوطِن من الأراضي كلها ملك أهلها وأهلها عنها بعيدون معزولون ......

واليوم يقولون، ويتحدثون ويصفون جدارا جديدا ..... قالوا هو من صنع الجار، من صنع الذي يقول إني أخ لهؤلاء الأخيار الذين يراد بهم الذل والدمار ....... يتحدثون عن جدار العار .... وتريد مني يا لائمي أن أتهم الجار وأعرض عن الجدار ....؟؟
فلأتهم الجدار ولأكلم الجدار ولأفرغ جام غضبي بالجدار ....... فإن الأخ والجار لا يفعل بالأخ الجار ما تريد مني أن أقول وأقر ، فإن الأخ الجار لا يشتري ودّ بني صهيون ويبيع ودّ بني الإسلام ................

فإن الأخ الجار لا يقول للثائرين الحائرين انكفئوا فماذا تفهمون أنتم من سياسة المتسيّسين ؟؟ وماذا تفهمون أنتم في قضايا الأمن القوميّ يا من تتحدثون بقلوبكم نحن قوم قد بعنا القلوب ........ فكم جنى ذوو القلوب من دولار ؟؟ أتريدوننا أن نعيش ونقتات النزر القليل ونذر الكثير والكثير من فعل القلوب المتحيّرة ، التي تتداعى على أطفال يموتون من فعل الحصار ؟؟
أف لكم يا ذوي القلوب .........أف لكم ......اللغة اليوم لغة الجدار، لغة الحصار .... واللغو اليوم لغو الجار وحقوق الجار

أعرف أنك يا لائمي تَصدُقني فاعلم أني يا لائمي أصْدُقك ................

25-02-2010, 05:22 AM

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #131 في: 2013-02-24, 10:02:35 »
قيل له... فقال:...(1)

قال: شكرا لك ...شكرا لولاك لما استطعت اجتياز هذه المحنة ...
رد قائلا : عفوا ...الفضل لله  emo (30):

قالت : شكرا لك ...شكرا لولا ما بذلت معي لما وجدت لمشكلتي العويصة من باب فرج يفتح ....
رد قائلا : معاذ الله !!!...الله مفرج الكروب ومذهب الهموم ومبدّل الأتراح أفراحا وله الحمد في الأولى وفي الآخرة .... emo (30):

قال : يااااه يالك من إنسان خَدوم، تنكر ذاتك وتحيا للآخرين، ولا تريد جزاء ولا شكورا ....ليت الكثيرين على منوالك ....أكثر الله من أمثالك في زمن عزّ فيه المعطي بلا مقابل....
رد قائلا : لا والله الدنيا بخير، وأهل الخير في الأمة ما بقيت الدنيا، وفيهامنهم كثر، ولست بِدعا من الناس ولكن ستريك الدنيا من هو خير مني بكثير ... emo (30):

قالت له : بوركتَ بنيّ ، فإنك الوحيد الذي يتعهدني وأنا في هذه الأرض القصيّة من الأرض... مبعَدة ما من مؤنس ولا محدّث ولا سائل عن الحال، ازيّنت الدنيا وأخذت زخرفها لمن كنت أتعهدهم في الشدة وفي الرخاء لا يغمض لي جفن حتى تغمض كل أجفانهم، ولا يرتاح لي بال حتى أتبين على محيّا الكلّ خطوط الابتسامات العريضات .... فلما ازينت لهم باعوا قربي ببَخس زينتها الكاذبة وبصفار ابتساماتها الباردة  .... بوركت يا بنيّ، فنعم الخيّر أنت ....

رد قائلا : طبتِ يا أماه ....ارتاحي فما معنى البنوّة رحم ولانسب ولكنّ البنوة قلب يدين لقلب ويد تدين ليد وعين تدين لعين ونفس تدين بعد بارئها لنفس ، وما عدِمتِ الأبناء إن كان هذا معنى البنوّة ...وإني لبمقام ابنك فاسألي وفي صدري وسع لكل ما تسألين .... emo (30):

قال : أهلا يا بهيّ الطلعة يا وجه قلب ينبض حنانا ورقة، يا وعاء للحكمة ...يا باحثا عن الحقيقة بين الثنايا المغبرّة!!،يا من لا يغرّه مظهر مبهرج يغويه أنه من زينة التي  لا يريد منها غير زينتها ،بل له من الحكمة والبصيرة النافذة ما يريه ما خلف البساطة والفقر وشظف العيش من زاد للروح والعقل   ... هجَرني الناس على حين غرّة من بعد ما ولّى زمان جاهي وسلطاني، فما كانوا من حَولي إلا لتنالهم نفحات من جاه وسلطان ، ومن بعد انفرادي بنفسي وحَول نفسي ذابوا كما يذوب في الماء كل ذائب من فعل رجّ انقلاب الأحوال ....

مرحى يا صاحب ميزان الجوهر، إنّك لتمثال يتحرك في زمن موازين المظهر والبهرج ....قف مكانك أيها التمثال حاذر أن يكسروك، فما عادوا يطيقون للحق حتى بقاء التماثيل ....
رد قائلا : ولكن حنانيكَ يا صاحب العقل والحكمة والرشاد  emo (30):... مازال من يعرف ميزان الجوهر وإن كان في عداد القلة ولكنها قلة بوزن كثرة ....لست وحدي يا صاحب العقل الرصين ...وإن كنت وحدي فمن أين للذي كان فريدا ليس له ند ولا نظير أن يعرف عن الجوهر شيئا لولا من سبقه حكمة ورشادا .....لست وحدي والذي ألهمك الثبات على الحقّ من بعد ما انفضّ كل جمع من حولك .... emo (30):

قال : يالفيض علمك ويالسرعة بديهتك، ويال حسن اطلاعك على دِقّ الأمور كما على جِلّها ، ويالاتساع مطالعاتك وطول باعك في القراءة والبحث والتنقيب والتدقيق ....يالذكائك في زمن سرعان ما يصدّق فيه المسلمون كل خبر وكل شاردة وواردة، وكل ما يقال من غير تثبّت ولا تبيّن ولا تتبّع لأثر ولا سؤال عن أصل....!
يالدقتك  أيها الفاضل ويالصعوبة مِراسك في وجه الحق....
حقا أنت مميز ونابغة من نوابغ هذه الفترة الأكولة من تاريخ هذه الأمة وقد أتى  شرَهُها على الأخضر واليابس فاختلط حابل بنابل ولم نعد نعرف حقيقة من خيال ولا صدقا من كذب ولا دقيقا وثيقا  من عائم هائم.... إنها لعلامات النبوغ ....وسلني عنها فأنا بها خبير .....

رد قائلا : حاشا لله أن أكون غير متعلم ينشد علما صحيحا نافعا، يسأل العليم القدير أن يؤتيه من علم ينفعه،وأنا بين يدي كل صاحب علم  طالب يوقن أن من قال علمت فقد جهل ومن تعالم فقد اعتلّ، ومن ظنّ بنفسه الظنون ونسي مَن قبله من ذوي باع وعلم وفضل وخلق وتواضع لله فقد وقع بشِراك يموت فيها قبل أن يحاول النجاة ....ويقف فيها عن الكثير الباقي حيث ظنّ أنها غاية الغايات ومبلغ المطلب وأنّ  الكلّ  ينهل منه وحده وأنّه أعلى درجة ممن علمه محلّ حرف من الحروف، وإعراب جملة من الجمل .....فما "أنا" إلا ضمير منفصل يظلّ  منفصلا ما لم يوقن أنه امتداد لمن كان لهم عليه فضل وأنه لا ينقطع عن التعلم ما دامت فيه عين تطرف .... emo (30):

قالت : أنت خطيب مفوّه، وصاحب حجة لا تدحض ومنطقك سَلَم من كل وجه، ما من مجادل إلا وأفحمته وما من مدع إلا وسألته الدليل، وما من مغرض إلا وأخرجت من بين وَرده الزائف شَوك أصله، وما من محقّ تعوزه الحجة إلا وأحسنت رؤية مقصده وكنت له ظهيرا آزره فأفصحت معانيه واستبانت للمغميّ عليهم مراميه ....لله درّك من بصير خبير ......!!!

رد قائلا: وإن كان الأمر ما رأيتِ فليس إلا من فضل ربي، وما أوتينا من العلم إلا قليلا ....وفوق كل ذي علم عليم...وما أوتيته على علم عندي ولكنّه نور الله الذي به أرى وهدي محمد الذي أقتفي أثره ...وأسأل الله أن يغفر لي ما لا تعلمون ويجعلني خيرا مما تظنون ....وما توفيقي إلا بالله رب العالمين ... وخذ  الحق من فم المحقّ ولا تظننّ بالمرء كمالا فإنّ الكمال ليس للبشر...فلكل شيء إذا ما تمَ نقصان، ولكن لا تظننَ الجزم بنقصان كل صاحب حال مردّه كمال منك إن عرفتَ موطن النقصان ... emo (30):


قال : أنت يا أخي قدوتي وأسوتي ومن ساعات رضاك علي تعلمت كما من ساعات سخطك، وكم كانت نفسي تحمل عليك إذ كنت تهزّني، وتعود لينمحي ماكان فيها منك حِملا ثقيلا إذ تأخذ بيدي متبسما مسترضيا مربتا على كتفي أني أخوك فما بال صدرك ضيق عن طوْق سخط الأخ؟
أنت الذي رحمتني بهزة يوم لم يكن لي وسع من أفق فرأيتها هزة إلى أن حان موعد تكشّف الحقيقة التي عرفتني أنّ الفعل غير ما نحبّ ولكن الأثر هو ما يجب.... كم أدين لك يا صاحب القلب الصادق المحبّ ....

رد قائلا : بل أنت الذي ذقت فتذوقت فعرفت وقليل من الذائقين متذوّق ذوّاق ليعرف حق المعرفة ....وإنما هي رحمة الله بعباده تسع كل شيء، فكنت مرحوما لا محروما .... emo (30):


ولأحاديث من قالوا له وقال لهم بقية كما أن لقصة صاحبنا بقية  ::)smile: 

29-09-2010, 03:56 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #132 في: 2013-02-24, 10:04:14 »
قيل له... فقال:...(2)

قال : أنت الذي عرفتني موطن الداء في أمتي من بعد ما تحيّر لبّي وتاه عقلي بين منظّر ومحلّل ومؤرخ وباحث وشاهد ومفكر يكتبون عن الحال وعن ماض بعيد أو قريب وعن شمس أشرقت ونجوم تألقت ثم ما لبثت أن غابت وأفلت،وعن سر البقاء مع سر النماء وعن طريق العودة بالوعد الصادق وبصدق الموعودين وعملهم، بفضلك أنت انقشع الضباب عن رؤيتي،وصفت سماء فكري وفرّت الغيوم إلى غير رجعة،وأول الدواء معرفة لأصل الداء....
بيدك الممدودة الصادقة عرفت دوري،فأخذته وها أناذا مقبل في غير رهبة ولا ريبة، أحيا بالأمل وباليقين في الوعد وفي وجوب العطاء حتى آخر رمق وإن تكالبت علينا الأيادي تنهش وإن تنادى الجمع القاصي والداني بأنّ المرجوّ ميت وما في ميت من رجاء........

رد قائلا : وما كان مني إلا ما اقتبست من نور الربانيّين  الدعاة إلى سبيل الله على بينة منه، الصادقين العاملين الذين أفنوا أعمارهم  لإعلاء كلمة الله لم يرجوا جزاء ولا شكورا ولا جاها ولا ظهورا ... علمونا بالأفعال قبل الأقوال أنّ قضية كل شبر من أرض الإسلام قضيتنا مناط بنياط قلوبنا، وأنّ الثبات جهاد، والحق أحق أن يتبع، وما بعد الحق إلا الضلال، والحق وجه واحد ،سبيل واحد والباطل سبل متفرقة مراوغة آخذة تتزيّن لضعيف النفس بكل حلة فإما اتبع الهدى ولم يؤخذ ولم يزغ وإما تاه وضلّ وراح بكل واد يهيم هياما وبكل ساح يرتع ويخلط ويخبط .......
فيقينٌ فعمل فجهاد فثبات فأمل في الله لا ينقطع وأن الوعد آت ما دام الواعد هو الحي الذي لا يموت ولا يخلف الميعاد ....أما أنا فمن أنا لولا رحمة ربي ولولا هدي خير خلق ربي ولولا من اتبع الهدى ولم يزغ فلما عرف  لزِم ....ولما عرفت لزمت وأسأل ربي أن ألزم مادمت حيا... emo (30):

قال : نراك عصيّ الهوى تلزم الطريق تراوحه.... ما عرفنا عنك انبهارا بدينار ولا بدرهم، وعرفناك أكثر الناس زهدا فيما بين يديك وفيما طوع يديك، ورأينا الدنيا وكأنها تبتذل إليك تدعوك وتأتيك صاغرة في كل جميل يتيه الجمال فيه خيلاء بما ملك من ألباب وقلوب عبيدا صرعى بين يديه لا يقدرون على شيء، والهوى صاحب أمر ونهي فيهم وهم له منقادون انقياد الظلّ لصاحبه ، وأنت عن كلٍّ معرض إعراض المرء عن أخدود يلتقم الناس التقامه الحجر...
عرفناك لا ترى المال ولا المرأة الحسناء ولا الفتن بألوانها القائلة لك  بملء الملء هيت لك إلا كما ترى الحجر لا ينطق ولا يتحرك ولا يضرّ... وأنّى له أن يمسّك بضرّ  ويدك لا تمتدّ له امتداد من يشجّ رأسه بحجر يده وأهون عليك أن تلقفك المنون فترديك من أن يصرعك هوى....

رد قائلا : تراءت لك القوة مني فأنت مستغرب مستعجب... ترى الناس مترنحة سكارى من كأس الهوى والفتن حتى الثمالة وتراني مستقيما أمشي على هون ولم أرشف من الكأس قطرة ،كمثل نار ألمّت بهشيم، وبين طَودٍ منها وطود،وبين آكلة ومأكول، وفي قلب آكلة ومأكول عود أخضر يانع لم يمسسه منها لسان، وكأنّ الغيث مرسَل لحبات ترابه المنبتات ليسقيها في قلب اللهيب والاحتراق !...
أي صاحبي ما نفسي إلا نفس تهوى وتأمر وتهوى أن تنال الهوى، ولكنني عشت بها متربصا إذا أمرتْ خالفت أمرها وإذا هوت أخرست هواها،وإذا سولت أرخست سؤلها وإذاأحبت وراودتني عن نفسي كنت لها جلادا يوقظها بلسع الجلدات من غيّها،ويتحداها أنّ الذي تريدين مرديكِ وأنّ الذي يريده بك مولاك حياة لك لا تنتهي، وظلّ ورَوح وريحان وماهذا الذي يبدو نعيما وجنّات وظلالا وارفات إلا  كذب وزيف ما أن تناله حتى يورثك هما وغما وكمدا وموتا  لا تظهر سماته حتى يقضى على المرء ليس من شيء إلا من فعل سمّه المندسّ يقتل نقطة إثر نقطة وفي كل نقطة موت كاملة بأوجاع وسكرات ... emo (30):

وولأحاديث من قالوا له وقال لهم بقية كما أن لقصة صاحبنا بقية   emo (30):


29-09-2010, 03:58 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #133 في: 2013-02-24, 10:06:49 »
قيل له... فقال:...(3)

قال : ما عرفتك إلا صادقا أمينا،تحضّ على صدق المقال والأفعال في جلّ المقام، كم كنت تستعظم الكذبة وإن كانت مع طفل صغير نريد به حيلة لينام فنرتاح من شغبه،أو ليكفينا مؤونة السؤال اللّحوح فنرتاح من فضوله، كم كنت تحذرني من إلف لساني للكذب وتقول :إن استصغارك الكذبة تلو الكذبة لداء يتمكّن من نفسك تمكن الداء الخبيث من الجسد يستحوذ عليه قطعة إثر قطعة ولا تجد قبالته كل قطعة غير التسليم لتغرز بعمقها الراية البيضاء من قبل أن يبلغها، حذار فإن الكذب عدوى تتفشى فتسري من النفس سريان الدم من العروق، حذار فإن الكذّاب من استسهل لسانه الكذب،وإن معظم النار من مستصغر الشرر ....احذر فإن الكذب مفسدة للنفس ومذهبة للمروءة، وانحدار بقيمة المرء من عل إلى أسفل درك....
شكرا لك لقد علمتني كيف أستعظم الكذبة على لساني  استعظام كتفيّ حمل الجبل ....

رد قائلا : هو الذي علمني أنّ الكذبة تتلوها الكذبة تمكين لصفة الكذّاب في المرء  emo (30):...خذ من هدي النبوة أخيّ حكمتك وخذ تربيتك وأنصت لكلمات محمد كما تنصت للنور يشع فيك بصرا،أنصت للنور صوتا ينبعث في حروف يشق الأذنين ويعبر ويعبر ينشد القلب موطنا ومستقرا حتى يبلغ أعماق أعماقه نورا يشع منك بصيرة،ولترَ عينك كلماته غير ما ترى كل كلمة ولتسمعْ أذنك كلماته غير ما تسمع كل كلمة،واجعل جوارحك تعبّ منها أنوارا......
اجعلها مشكاتك ساعة ظلمة ...ساعة يستسهل المرء كذبة يراها مخلّصا ومنجيا من مهلكة،وغياثك ساعة سطوة...ساعة تسطو عليك نفسك تريد أن تبدي منها  غير الحقيقة  ما ليس لعقل محدثك نفاذ إلى غيب أو إلى نية أو إلى سريرة ،واذكر عين ربك وعلم ربك تذق الحق حلوا وإن كان علقما...عندها تصبح الكذبة الواحدة بعينك جبلا لا يقوى على حمله لسانك وعندها تفرّ بنفسك من شفا ويل الكذب و تقي نفسك داء الكذب....
 إنما العبرة أن نعمل بما نعلم  وما للوقوف عند حدود العلم من معنى تصدقه لغة الحياة المتحركة أقوالا وأفعالا .........
أما عني فلست إلا طالبا في مدرسة النبوة أبتغي نظرة رضى من عين معلمي الأعظم وحبيبي الأكمل، وأخشى ما أخشاه سخطا من ربي وإشاحة وجه من حبيبي يوم ينقلب استحباب نجاتي بكذبة ظلمات  ما منها نجاة .... emo (30):

قال : لله درّك من رجل يعرف في الرجال معادنهم ، فلا تنشد النحاس يلوّح بالصفرة الفاقعة تَخْفَى حمرته عن أعين المسارعين للون والبريق، تُمْهِل نفسك حتى ترى فعل الشمس في لونه، فأراك تَميز فعلها في الذهب من فعلها في غيره.... نرى الناس تستسهل الصحبة والإلف ونرى موازين الصحبة أشكالا وألوانا فمِن يد الدنيا شكلها ومن ألوان الدنيا لونها...
لا يرى أحدهم الصاحب إلا كما يرى رغبة من رغباته يريد تلبيتها به، أو هوى من أهوائه يريد طاعته به،أو طمعا من أطماعه يريد نواله به...إلا كما نرى الدنيا نريد كذبة من كذباتها ملك أيماننا وسرابا من سرابها ملء أعيننا لحما ودما فكلّه أو بعضه به نقضيه وكله أو بعضه بنا يقضيه ....

رد قائلا : ولست أرضى أن أكون أهلك الناس بقولي الناس هلكوا، ولكنّا ننقّب بين الرجال عن أصيل المعدن،كما ننقّب بين أكوام الرمل عن حبة من ذهب حتى إذا اشترينا بكل دراهم قلوبنا ودنانيرها النابضة عرفنا أنما اشترينا ما لا يصدأ ولا يتبدل وأنّ كل نقودنا القلبية ثمن بخس وددنا لو أنّ لنا منها  المزيد لَمَا عددناه شيئا يساوي قربه ....وحتى لا ننخدع بمعدن بلون الذهب وبحقيقة القصدير تذهب به دراهم القلب في مهبّ ريح عاصفة تفتّت العمر ندما وحسرة وحزنا وكمدا على يومٍ نفضنا فيه جِراب القلب بين يدي من لا يستحق تحديق ميت !!، ولسنا ندفع الثمن في سوق نخاسةٍ الدنيا سيدته ،ولكنا ندفعه في سوق نخاسةٍ سيدته الآخرة ...فنشتري من الدنيا أغلى ما فيها صحبةً في الله ولله لا نبتغي بها عَرَضا زائلا بل مرادنا منها ثابت لازم... فإن  كان من الزمان تغيّظ أو زفير رمقنا الذهب فإذا هو ذهب تحت الشمس الحارقة  يزداد لمعانا وبريقا....
 
ليس يا أخيّ الصاحب الذي نريد من يعطي وجها لهذا ويعطي لذاك وجها غيره، ولكنّا نحب في الصحبة الوجه الواحد لا يتبدّل ....يده في أيدينا مِقود على درب الله... وخُطْوه على خُطْونا  إلى الله لا نلوي على شيء ....
عُبَّ من أنوار النبوة ...عُبَّّ لجوعك ولا تقل شبعت ....وانهل من مَعينها لصداك... انهل ولا تقل ارتويت ....فمِن عذب ذاك الماء ومن طيب ذاك المأكل قد عرفت أن الناس معادن فصدّقت وصرت بين المعادن عن أصيلها باحثا emo (30):


ولأحاديث من قالوا له وقال لهم بقية كما أن لقصة صاحبنا بقية    emo (30):

29-09-2010, 04:00 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #134 في: 2013-02-24, 10:08:07 »
قيل له... فقال:...(4)

أما اليوم فهي التي تقول، هي هي التي طالما ردّت، اليوم هي التي تقول .....يا أصحاب

قالت : كم قيل لك يا صاحبي، وكم رددتَ قائلا....، كم قيل لك يا صاحبي وأنت الذي ما تنفكّ منكرا ذاتك، ناسيا، متناسيا، وكأنّما قولهم كله الزور وقولك وحده الحقّ  علِيٌّ وليس عليه يُعلى ، وكأنما قولهم كله الخيال وقولك وحده الحقيقة ....

كم قيل لك يا صاحبي وكنت تردّ وأنت لِمَا يقال سامع وعن صوت حقّ يتردّد بداخلك أصمّ ، صوت لم تعد تسمعه من بعد يقينك بكلمات ليتك قلّبتَها يوما، ونظرت فيها، وتملّيتها من قبل أن تبخس نفسك حقها.... يا صاحبي أوَكُلَّ ما تسمعه من أنّك الذي لا مثيل له في زمن الغثاء، هو ذاته غثاء الأصوات الذي لا يملأ أذنيك إلا كما يجعلها صماء عنه،ولا يملأ عينيك إلا كما يجعلها عمياء عنه ؟؟؟ !!!

ألم تتأمل يوما، لعلّ ابتسامتك الهادئة تلك رسم تضع خطوطه الحديدية كُرها وغصبا فوق أصوات النفس المتعالية تحاول جاهدا إخراصها؟؟ لعلّ تلك الكلمات التي تردّ بها ما هي إلا طبقات الإسمنت المسلّح تضرب بها على علمك ويقينك بتميّز نفسك ؟؟ لعلّ كل ما كان منك كلمات إنْ هي إلا فقاقيع الهواء المتطايرة مجتمعةً تبدو للناظر جميلة بهيّة، وسرعان ما تختفي الواحدة منها في مهبّ الهواء تَلحَقُها أختها تَخلُفُها خُفيةً واختلاسا، تخدع الأبصار فتخال أنها ما تزال ترمق تلك الأولى المختفية الذاهبة ؟؟

تأمل لعلّ كلماتك وردودك سراب، سراب يحسبه المادح ماء قد ارتوى منه ساعة أعرب الممدوح عما زاد شأنه عند مادحه إعلاء من فرط ما غاب النشاز عن لحن ألّفته  رقرقات  التواضع ، فروته نغماتها من قبل أن تلثم النفس الصادية

لا تردّ على قولي يا صاح، فقد جئتك أسألك التأمّل والترقّب،وما جئت أسألك الكلمات.... جئتك يا صاحبي أصدقك النصح والإرشاد، أصدقك البوحَ والإمداد، جئت أسألك أن تسمع كلماتي كما تُسمع الجمعَ الكلمات.... لا تردّ عليّ يا صاح ...
تريّث فلعلّك ظانّ بي الشر والإفساد..... كلّ من قال لك، كان حلو الكلمات، ولكنّ قولي لك أنّك الظالم، الجاحد المغالي، المنكر حقا بداخلك تلوي عنقه بالكلمات......... فهذه لك كلماتي وليس للحلاوة فيها من مكان .... فهل أنت جالس إليّ، محدّثي من بعد أن تكون سامعي ...لعلّ في الأمر أمرا، ولعلّ الذي خلتَه من نكرانك لي هو أصل الباطل وأصل البهتان وأصل الخطأ وتظن ّأنك وحدك على حق وأنني لا أعرف غير سبيل الباطل، ولا أعرِّفُ بغير سبيل الباطل .....

لم أظفر منك يوما بجلسة ولا بانتباهة  ولا حتى بلحظات من المصاحبة على سبيل التعارف ... ! فإن شئت بعدها  أقبلت وإن شئت عني أدبرت... !  جربني...... جربني فلعلك تندم عن ساعات لم تومِض  بفكرك  فيها لمعة محاولة سماعي....

اسمعني فهذه المرة الأولى التي أنجح فيها بالوصول من بعد مرات فاشلات كلها، أرهقتْنِي لم أعرف فيها غير ذلّ وهوان من بعد سعيي ودأبي ودَيْدَن لهثي خلفك أنشد من قلبك شيئا من فعل القلوب لكلماتي،وأنا التي فعلتْ في القلوب كلماتي....
أنا الناصحة المريدة خيرا من حيث مثلك يظنّ أنّي الشريرة ....وكم من ظنّ الشرّ بأهل الخير يا صاحب الحِكَم وَهْمٌ وسوء ظنّ وسوء وزن يحسب به الحكيم نفسه حكيما ....

اسمعني وابحث بين ثناياي عن ظلمك لي،وبخسك حقي،وقد امتدحك الكل ورأوا فيك الذي ليس له النظير ولا الشبيه في الرحمة والعدل ، ابحث بين ثناياي، أفتكون المحقّ العادل المنصف المقسط،وأنا التي أتعذّب كلما جنيتَ عليّ بكلماتك المصدّقة أفعالك تلك التي تقتلني فيها يا صاحبي ولا تبالي ....تقول إنّ قتلك لمَن مثلي حياة لك...فيا ما أكبر ظلمك لي يا ظالما يرى في الظلم عدلا وكرامة !!....

تريّث ...لا تطردني كعادتك في طردي وأنا التي لا أملّ العودة لك في كل مرة، لا أسأم، بل أستصغر استحقارك لي من فرط حبي لك ولخيرك،وليتك يوما سامعي.... اسمعني فقد آن أوان أن تلقي لي من بالك شيئا،ومن قلبك شيئا ومن وقتك شيئا، فكم صبرت على انعدام كلّه منك لي،وليتني بؤت ولو بالمعاذير تلقيها، إن أنت إلا مدبر لا تلوي على شيء فيّ  ولا منّي ...

ولقصة صاحبنا والجديدة القائلة له بقية ...


29-09-2010, 04:02 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #135 في: 2013-02-24, 10:08:28 »
قيل له... فقال:...(5)



رد قائلا : لا أخالني سأنغض رأسي لك يا متلويّة بين جنبيّ... يا متلونة ....لا أخالني مرعويا عن قهرك.... ولا أخالني معك أنت أنت بالذات دون غيرك ليّن القلب والجانب والكلمات.... ولا أخالني مع غيرك أنت ...أنت بالذات فظا غليظا كما أنا معك يا من لا يجب لها تسليم ولا طاعات ....

 أمازلت ؟ أمازلت ؟؟ لا تلهيك عني لاهية .....مازلت لم تيأسي ولم تقنطي من رحمة بك مني ترميني بعيدا عن موجبات الرحمات ؟؟

حسبتك قد تبتِِ عني، وعن سؤالي، حسبتك قد يئست مني ومن مداري ومن مساري ومن حواري ومن جواري ........!!
حسبتك التي رحلتْ إلى غير رجعة، لا تلوي مني على شيء مني، وإذا بك المتسحّبة التي تظهر الظعن والرحيل وهي المقيمة المتصيّدة منفذا بين المنافذ لتعبر ، فتعبٍّر، فتدّعي سطوة أمواج الظلم على شطآنها........!!

يالسوء ظني بقدرتي عليك.... ياللغرور فيّ يقفز مغرورا، أن قد انتهى عهد الإنصات إليك، وانتهى معه عهد كلماتك تبلغ مني المكانات ......

أمازلتِ ؟؟ أمازلت تبحثين عني ؟ أمازلت تتبّعين خُطوي؟ أما تُبت؟ ....عجبا لي وأنا الذي يرد على القائلين...عجبا لي وأنا المميط أثر المادحين... عجبا لي وأنا الذي أرد وفي كل رد مني صدق وقوة وتسليم أنّما لم أوتَ على علم عندي، بل أنّ التسليم مني فضل عليّ أدنى الفضل .....

ظننتُني الذي ظفر وفاز، ورفع رايات النصر وأطاح برايات التسليم لك يا متتبّعة لا تستسلم ..... ظننتني الذي لم يعد لك عليه نهي ولا أمر .....فإذا بصوتك يتسلل في جُنَح من ظلام يطبق عليّ ليرتفع فيُسمِعني ويطمع أن يُسمِع كلماتك بصوتي .....

أنا الذي أرد على كل قائل مادح ، فأعطيه الدليل، وأنحّي عن نفسي الفضل، لأرده لمصدره عساه يستمد منه كما استمددت ، فإذا أنهار الحكمة التي ظللت أسألها من المنعم نعيما فوق النعيم تتفجّر لتروي سائلي وهي عليّ من المنّان الجواب ....

أهكذا يُفعل بي وأنا الذي ظننت ألا فعل لك فيّ ....خبتُ بظني يا متتبعتي .... خبت بظني .... وما كان لمن ينشد الحكمة أن يظنّ ظني .....

الآن عرفت .... الآن فهمت ..... الآن عرفت أنه ما كن لي أن أظنّ الفوز والنصر على التي ما تفتأ منقّبة، مراقبة ، تنتظر السانحة لتنقضّ .... فحنانيك.... حنانيك لن تتمكني مني، ولن ينقلب صوتك الباكي وملمحك الشاكي المكين الأمين بين جنباتي....!!

حنانيك فلن تخدعني منك دمعات، ولن تأخذني منك زفرات ولن تلهو بي منك آهات .....لن أرأف بحالك المتلونة....ولن يهنأ لك بال ببال مني لك ألقيه ........

عرفت أصل الخطأ في ظني ....عرفت أنني إذ استروحت وارتحت ومددت رجليّ بدفن صوتك فيّ كنت الذي ما اكتملت حكمته ....... وحديثك هذا لي، وكلماتك كانت المصحّح لخطئ ظني، كانت لي الحقيقة ....حتى لا أمدّ رجلي ولا أظن بي المنتصر الذي لا عَود له إلى حرب ......

سأعلن عليك الحرب في كل مرة..... وسأشهر بوجهك كل سيوفي، وسأرميك بكل رمح من رماحي، وسأعدّ العدة، ورباط خيلي، ولن أنكفئ بعد اليوم وأخلي ساحة جندي وفرساني ......
سأرفع راية الحرب عليك في كل حين.... حتى إذا ما تسحّبت وتصيدت الثغرات وجدتِ جندي لك بالمرصاد ....ووجدتُني بسلاحي، فلا تستفردين بي أعزلا يطيب لك معه القتال وكأنه اللعبة البسيطة تنتهين منها في أقرب آجال، وكأنك اللاعبة لا المحاربة ..... مع اللاعب اللاهي .....


وانتهت قصة صاحبنا والقائلة له




29-09-2010, 04:05 AM
« آخر تحرير: 2013-03-03, 09:42:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #136 في: 2013-03-03, 09:44:21 »
اضرب أخي ...(مع بدايات الثورة المصرية 25/01/2011)

اضرب ....اضرب ....اضرب.....
فصدري اليوم عار وصوتي اليوم عال .....
اضرب أخي .....اضرب يا ابن أم ....اضرب برصاصك الحي ، فقد تعلمت أن الرصاصة الحية صديقة الضعفاء الأقوياء ....اضرب لا تتأخر ....فإني أُخَيّ لم أعد أبالي بالعراء ....لم أعد أهاب العلا ........
اضرب فقد حدثتني الرصاصات عن خُبرك ....اضرب فقد كشفت لي الرصاصات عن وجهك ....اضرب يا ابن أم ...اضرب فأنت تخشى الأصوات العالية، وترهب الصدور العارية ....آه لو كنت أدري من قبل لما تأخرت عن فعلها .....

حدثتني الرصاصات المتناثرات متبسمة فقالت : إن الحقيقة أُخَيّاه مدوية ....إن الحقيقة مضنية مشقية، إنه لينوء بحملها أولو القوى ...إنها المنهِكة ولكنها هيـــــــَــــهْ .............
فأزح عن عينيك الغشاوة ....تحرك من برج عالمك الصامت فلسرعان ما يتهاوى البرج الصامت بصاحبه .... تحرك من عالمك الصامت المحاط بباقات زهر مصنوع ...تحرك إلى عالم الورد والنَّوَر المزروع .....
حدثتني الرصاصات إذ تسامرنا في ليل يكسو سماءَه الدخان ....حدثتني الضربات، حدثتني صرخات الأصوات المحشرجة من صراخ الإباء أنّ العملية قيصرية قسرية وأن المولود يستحق العناء .....!!!حدثتني دموع الثكالى والأمهات الملوعات العاديات في ساح الرصاص الحي، في ساح الحقيقة وسقوط الأقنعة ...... حدثتني دموع أطفال تنادت فيها أشواق الطفولة أن يا رذاذ طلقات بندقيات الماء أينكْ ؟؟!!! أين غرق العيون البريئة بضحكات الأبرياء ؟؟ ....

اضرب أخي ....استبح صدري ....اضرب يا ابن أم فما عاد يضير صدري العراء ....رُشَّ علي من خرطوم مياهك العذبة المسيلة للدمعات المطهرات الموقظات من سبات الموتى الذي لا أيام نشور بعده تطلع فيها شمس بل يومه واحد غائبة شمسه ........أدمِعْ عيني بخرطوم مياهك العذبة كما شئت ....متى شئت.... فلعمري ما أطيب دمع العذاب في سبيل يوم العز والإباء ..............

اضرب أخي ....اضرب يا ابن أمّ فقد حدثتني قدم الرفيق المتفجرة بالدماء ....اضرب فقد حدثتني عين رفيق فُقِئت من ضرب رصاصاتك الغراء .....................

اضرب فقد أقسمت ألا أستر صدري ....وألا أكتم صوتي .... سئمت ستر ما لا يُستر وكتم ما لا يُكتم فينقلب داء يأكل فيّ الحشا .....
حدثتني الرصاصات الحية قائلة : إن الأقنعة لنسقطها نحن معشر الرصاصات المتناثرات .......إن الأقنعة القابعة خلف الدبابات والرشاشات تستر وجها كالحا يقبع خلفها ..... يملي عليها ويربيها على أن تكون له المطيعة فإذا ما قيل لها أن الحق غير هذا رمتك بطوب الرصاص دفاعا عن حسن تربية المربي ....... ذاك الذي أسراها دماء في العروق بدل القواعد المكتوبة بالحروف ...........
حدثتني الرصاصات الحنونات أن "لا" في عالم التربية السيِّدِيَّة المُرسِية للقواعد بالدم على صفحات العروق تصنع المعجزات !!..... تنزل الرصاص مدرارا !!.....تسقط الأرواح جِهارا !!....... تنزل الدمع قسرا وجبرا!! ........ هذا فعل "لا" إذ ينطقها الذي كتم الحق حتى طعن على صغر سنِّه سنُّه وكاد يفقد سنَّه التي بها يطحن الباطل طحنا .......

اضرب .....اضرب يا ابن أمّ ...............يا ابن أمّ ........لم أعد أراك البعبع المخيف ......مسحت عن عيني رهق العتمات وغبش الظُلم ............ جلست أسامر الدمع والرصاص والدخان في ليل المخاض ..... وذرفتْ عيني على حي القصبة شرقا بدءا وعلى كبري 06 أكتوبر غربا بعد حين .....ذرفتْ عيني في ليلة ظلماء عم سماءَها الدخان المتصاعد من عربات الرصاص الصديق ....ومن خراطيم المياه العذبة المسيلة للدمعات ......!!!

اضرب ....فقد جلست أسامر الصحب في ليلة غاب فيها الصمت ....-آآآه ولكم صمتُّ!!! -....في ليلة تعالى فيها الصوت ألا صوتا يباع فأشتري .........فأجابني القمر المدخن المضنى على ضناه فالقمر وفي بنوره وإن أضناه الدخان : أعلِ صوتك مسامري ولا تشتر........ِ فالصوت اليوم بلا ثمن ......!!!

اضرب يا ابن أم .....اضرب فَلَضَربك اليوم ضريبة صمتي المتراكم ...........اضرب فما عاد في الأفق ما يروّعني ....
حدثتني الرصاصات ذات ليلة من ليالي الغضب وأنا أجمعها من الأرض كما يجمع الزارع حصاد عامه ...... أن تلك هي الحقيقة وكم عشت أخيّ في عالم الخيال ...... كم عمرك أخيّ ؟؟ قلت : لم أعهد لعمري نهارا كما عرفت نهاري الليلة.... كان عمري كله ليالي مدلهمّة .....كان عمري كله سرابا جعلت أعدو لعلي أمسك بتلابيبه حتى أفقت على صوت الرصاص يسقيني الحقيقة ..........حتى غسلت وجهي بماء خراطيم تبيع الحقيقة دمعا .....

اضرب ....اضرب .... اضرب فصدري اليوم عار وصوتي اليوم عال .....عال عاااااال يا من تقتلك الأصوات العالية ....وتقبرك الصدور العارية .........آه يا ....يا .....يا ابن أم !!!!...........................

09-02-2011, 04:19 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #137 في: 2013-03-03, 11:47:25 »
من جديد ....من جديد ..(عن ثورة ليبيا).

من جديد ....من جديد ....مرة أخرى ....كم مرة أخرى ستبقى؟؟ كم مرة أخرى أيتها الشعوب ؟؟
مرة أخرى .... عدّاد القتلى يعمل صُعُدا ....ليتزحزح لصيق الكرسي عن كرسيه ....

اعمل أيها العداد الأحمر ....تصاعدي أيتها الأعداد الحمراء .....افرشي الأرض وردا أحمر يغمرها ليخرج الشوك المتجذر الضارب في أعماق الأرض .....
اجتثَّ الشوك يا أيها الورد الأحمر القاني ....... اعمل أيها العداد صُعُدا .....فذاك ثمن الخروج.....فذاك ثمن الرحيل ...فذاك ثمن خلاص اللوح ذي الدسر من قلوب الحجر .... !! اعمل أيها العداد المحزن القاتل المشؤوم فهؤلاء لا يخرجون إلا بعداد الأرواح المتصاعد .....

مرة أخرى .....فرجة أخرى .....لا يكاد الألم ينتهي حتى يبدأ الألم الجديد؟؟ !! أي صبر يا قلبي المكلوم؟؟ أي حِمل يا قلبي ؟؟ .....
ثورة ضد المستعمر....ثورة ضد العدو.....ثورة ضد المستبيح أرضي، ضد المستبيح عِرضي،......تلك تعريفات قديمة لثورات قديمة.......................أما سمعتم عن تعريفات جديدة؟؟ عن ثورات جديدة؟؟ عن استشهاد جديد؟؟

موت من يد المعتدي، برصاص المعتدي، بسياط العدو ....بعذابات العدو..... أواه يا قلبي ....تلك تعريفات قدييييمة قديمة !! .....
أفما سمعت عن الموت الجديد؟؟ أما سمعت عن لذع سياط من كان يتبسم بوجهي؟؟ ومن كان يناديني فيقول : "يا ابني......" من كان يلوّح بيده يرد تحية المحبين؟؟.....
من كان يتشدق بعبارات الحب والتضحية وأنّ كل ما يكون وكل ما يُفعل من أجل ضمان الأمن القومي وحتى تنام يا بنيّ قرير العين هانئا، آمنا في مرقدك .....فأنا يا بني مأمنك ...... !! مأنك فنم ....نم ولا تسل ....

أما سمعت عن رصاص من كان قريبا يُحمل على الأعناق ؟؟ .....ليت شعري ليت تلك الأعناق عفت عن الحمل....
فذلك لعمري ثمن حمل اللئيم المتمسح بمسوح الكريم.......أما سمعت عن رصاص من كانت الأيادي وكأنهن الموريات قدحا من فعل التصفيق لمجيئه؟؟ ومن فعل التصفيق لحلوله.....إن فعل خيرا وإن فعل شرا ..... الخير والشر منه سواء.....آآآآه .......

ليت شعري ليتك أيتها الأيادي ما صفقتِ ...ليتك أيتها الأيادي عرفت فيمَ يكون التلاقي...فيم يكون حر الجمر من فعل التصفيق؟؟ ليتك أيتها الأيادي خبرت أن التصفيق للخير أمر والتصفيق للشر خمر .... خمر أيتها الأيادي وكانت كل أيامك خمر ...خمر شربتِ منه حتى الثمالة .....شربتِ منه فسكرتِ فما عرفت كيف يكون التصفيق ولا متى يكون التصفيق......آآآه ليت شعري يا أيادي .....ليتك عرفت قبل أن تعرفك رصاصات المصفَّق له.....ليتك أيتها الأعناق العربية عرفت من قبل أن تعرّفك طائرات المحمول عليك من قريب.... !!

ليت شعري ...هل يجدي العتاب؟؟ هل يجدي اللوم ؟؟ هل يجدي الاجترار ؟؟ ........ وهل يجدي الجلد يا ذاتي؟؟

من جديد ....من جديد ....مرة أخرى ....كم مرة أخرى ستبقى؟؟ كم مرة أخرى أيتها الشعوب ؟؟ كم مرة أخرى ستتفرج أيها القلب المكلوم ؟؟ متى ستتوقف أيها العداد العامل صُعُدا ؟؟ !! متى ؟

أنصتي يا ذاتي أنصتي ........:
لن أخرج ............لن أخرج أيتها الشعوب الصامتة التي نطقت فلفظتني.... علمتك الصمت..... أرضعتك الصمت وحرمت عليك كل صوت.... إلا من صوت التصفيق وصوت التهليل .......واليوم ؟؟ اليوم تنطقين ؟؟ فلتنطقي يا شعوب .....فلتندبي يا شعوب ......ولي عملي لي عملي .....ساعدني يا عداد ...ائتمر بأمري فأنت اليوم أمري ....... لن تعصاني اليوم ....فأنت رهن إشارتي الحمراء أيها العداد الأحمر ......

اعمل .....اعمل فإنني آمر .......هلموا هلموا يا بِطانتي التي أتخمتُها مالا ودولارا من بنات بترولي.....هلموا يا بطانتي الخيّرة .......أنتم اليوم حَلّي وأنتم اليوم حِلّي ..... أنتم اليوم مطيتي.....هللوا صفقوا ....غنوا وارقصوا على نغمات عدادي الأحمر ...... لا تقولوا إخوان لنا يموتون .....لا تقولوا إخوان لنا يُصعقون ......فهم أعدائي وعدو صديقكم متخمكم مالاَ يا بطانتي عدوكم ........ ارقصوا .....طبلوا ..... تجمعوا وتحلقوا حولي وأنا بينكم ..... سيرانا العرب، سيرانا العجم، سيرانا العالم أجمع .....وما همكم ؟؟ !! فليرانا العالم أجمع نطبل ونزمّر ....وأنا يا بطانتي الحنونة بينكم ....سينسون بذلك عدادي المأمور الأحمر .....سينسون...... إنهم الفتانون أصحاب الفتن ....انظروا حولكم هؤلاء قوم منكم قالوا : "لا" أفتسمعون لمَن كفر؟؟ !! أيها المؤمنون بجاهي وسلطاني وجلال قدري ....هل تسمعون لمن صبأ؟؟ !!

ألا سحقا لكل كافر بي......سحقا لكل من عَدَل عن إلهه الأعظم .............. !!!

لن أخرج...... ويْحي ....ويْح ما حسبت وما قدرت وما قضيت ..... هل أتى على المؤمنين بي يوم يكفرون فيه بعزتي؟؟ !!
يا ويْحي............... لآمرنّك يا عدادي الأحمر فلتعملنّ بأمري ..........اقصفي يا طائراتي ......اضربي يا رشاشاتي...... طبلي وزمري يا بطانتي ................
هاها ها ها ها ............... ويْحهم يظنون أنهم سيكفرون ويرتدون وما من حرب تردهم ؟؟ !!وألا أبا كَرْبَ لردتهم ؟؟ !!

مرة أخرى .....فرجة أخرى .....لا يكاد الألم ينتهي حتى يبدأ الألم الجديد؟؟ !! أي صبر يا قلبي المكلوم؟؟ أي حمل يا قلبي ؟؟ .....
أيها الموتى الجدد .........أيها الشهداء الجُدُد ..........أيها الثوار الجدد ....... أيتها الثورات الجديدة !! عفوا ....عفوا وصفحا فما زال قاموس قلبي الضعيف لا يحتمل الكلمات الجديدة ..... !!! ما أشد إيلامك أيتها الكلمات الجديدة.... !! لأنت أشد إيلاما من كلمات شبيهة قديمة ..................آآآه .....من ذا يوقفك يا عدادا يأتمر بأمر المجانين ؟؟!!
25-02-2011, 01:43 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #138 في: 2013-03-03, 11:50:42 »
الدنيا والحياة ومعترك الحياة .....والنت والشاشات ومعترك الشاشات


الدنيا والحياة ومعترك الحياة ..... والنت والشاشات ومعترك الشاشات ....... دنيا ودنيا وفرق وبَوْن شاسع .... !!

على النت قد تبحث بين الملايين وبين الملايين قد تجد ضالتَك....، وقد تجد ميولك وقد تجد من يشاركك الرؤية والهدف والأمل والألم سواء بسواء..... وتعيش على النت حياة هي الحياة .....تراها الحياة بشحمها ولحمها ودمها ........... وبمعناها الذي نريد ...... نحكي، نرى ، نبدي الرأي ، نتناقش.... نتفاهم، نتخاصم .....وحتى الخصام لا يدوم، فأنت تعيش في ظل أسرة كبيرة اخترتَ أن تكون واحدا من أفرادها ..... لم يجبرك شيء على أن تكون بينهم، بل قد جذبك ما قد جمع بينك وبينهم، فصرتم إخوة متحابين، تتقاسمون الهم والألم والفرح ..........والمبادئ والقيم لقمة بلقمة عليها تعتاشون ...........

على النت عالم أحببته فاخترتَ أن تعيشه، وإذا بك تجد مندوحة لتعيش كما تريد، كما تحب ......تحيا بما تؤمن به دون أن يعترض يومياتك من يعكر عليك صفوها، وأنت بين صفوة أحببتها ........... ثورة رأسك التي تصب جامها هنا ليس سببها أحبة هنا، بل هي ثورة رأسك من فعل لَوح أرض الدنيا ذي المفاتيح المخبوءة، ومن فعل شاشات الدنيا ذات الغبش والتشويش والضبابية ......

على النت أختار بين من أكون ومع من أكون ، ومع من أضحك ضحكة لا أندم عليها، أو أبكي دمعا لا أستخسر ذرفه وهو واقع في قلوب الأحبة لحظة وقع من عيني..... وإذا بالمبادئ شمس مشرقة علينا جميعا تكلؤنا بنورها وما من ممتعض، وإذا بالمثل مَحَجّة بيضاء لا يغشى سواد الليل على صفحتها بيننا.......... فهي الهواء الذي لا غنى عنه، وهي المنبع الصافي وهي المَعين الرائق ......... وإذا بالإسلام عال عليّ لا يُعلى عليه بيننا................

فلا حاكم يتعهدنا بقحط الربوبية والعلوية، ولا ينبس ببنت شفة من بناتها المتعالية وليدة "الأنا" العليلة طريحة فراش النرجسية والكبر والاستعلاء ............فراش يحسه أهله وثيرا، ويعلم مكابدو همه وكربه أنهم صُناعه وحاكته ذات ليلة من ليال غاب فيها القمر المنير عن ساح ألفة الأُلاف وظهر في كبد السماء غيم غطاه وادعى أنه القمر الأعلى، فصدق الخائفون تخريفه وتخويفه وأوعزوا لمن لم يَرَ ولم يحضر أنه القمر لا خلاف ...... وإذا كل من صدق وأوعز بالتصديق قد فقدوا عين القلب التي تبصر، وهل يخفى القمر عن كل مبصر ..... !! أولئك قد فقدوا أبصارهم، وأفقدوا جمعا غفيرا أبصارهم، بل قد قبل الجمع الغفير أن يرى بأعينهم وكأنهم الأنبياء ترى وتبصر ............ !!

آه لو أن المصدقين فقط بحثوا ليعرفوا أن الأنبياء وحدهم يُصدَقون ....ليت شعري .....بل إن جمع الأنبياء كله قد كُذِّبَ و كُذِّبَ و كُذِّبَ .................... !!

ذات ليلة من ليالي غياب القمر، وظهور غيم قاتم ستر النور وما استتر ......ذات ليلة من الليالي ....قد كانت ليلة ولم تكن ألفا كما شِرعة شهرزاد المطيلة عمر الليالي بالحكاوي ...... !! واحدة كانت يا شهرزاد، وكانت الأولى ......والأولى قد فعلت ما لم تفعله لياليك الألف ..... الأولى زرعت وجذّرت ورسّخت .......هي الأولى قد فعلت ما فعلت ........آآآه يا شهرزاد يا مطيلة عمر الليالي بالحكاوي.......

الخوف .........الخوف من غيم ستر .....الخوف من غيم كذب بصوت أعلاه وقال : "أنا قمركم الأعلى ..... !!"

وهل يخفى القمر يا غيم ...؟؟ وآه من غياب القمر .........آه عليك يا ألفة الألاف ! آه عليك يا ألفة الأحباب ....آه فقد قلب الخوف القاعدة رأسا على عقب ...... فقد قلب الخوف كل حال ..... وقد أشرف من هناك من قريب من خلف رابية وجبل كئيب مآله السيئ...وأي مآل مآلك يا حالنا المقلوب .......

الأرض دنيا والشاشات دنيا وبين الدنيا والدنيا بَون ومسافات ...... الأرض حياة والشاشات حياة وبين الحياة والحياة فرق وحكايات ..... !!!
من خلف شاشاتنا ظمأ رهيب لقمرنا العالي ولسَحَرِنا الحالي ...وأي حُلي حُليك أيها السحر !! حلي قلوب المتآلفين المتحابين على ضوء القمر المنير ...............

من خلف شاشاتنا ظمأ رهيب لنور ولضوء ولقمر ولشمس تجمعنا فتجمع ما به نؤمن ونصدق، وما عليه نحيا ونجاهد ألا نذوي أمام الغيمات الساترات .....فلا نصدق لها قولا ولا نؤمن أنها القمر أو أن لها نورا صنعته من كلمات صوت كذبها العالي .................. !!!!

من خلف شاشاتنا تمردنا على واقع أرضنا، على واقع آلَمَنا وقهرنا ويعمل على أن يصهرنا وما نؤمنُ في قارورة مياهه الآسنة....
في قارورة مياهه النارية التي تذيب وتحلم أن تذيب فيما تذيب ومع ما تذيب أصحاب المبدأ وحراس القيمة وطلاب الحق ........وعشاق النور ..............
من خلف الشاشات ثورة الرؤوس التي جعلت الشاشات أولى ساحات ثورتها من بعد ما أوصِدَتْ في وجهها كلُّ الساحات ، والثائر من خلفها صادي ..... صادٍ كلما ازداد صداه سُمع له صدى .........

ولأن ساحات الأرض ودنيا الأرض أغلقت .....ولأن الغيم الساتر الكاذب غشي القمر المنير في سماه وأوهم الخائفين أنه القمر ، ولأن الأرض أبعدت الأُلاّف عن إلفهم وما يحبون ،وما عادوا عليها يُلفُون من يحبون أن يُلْفُوا ولا بمَن يحبون أن يجتمعوا فقد قالوا من خلف الشاشات ما أحبوا أن يقولوا، وقد وجدوا من خلف الشاشات ما أحبوا من اجتماعات، وقد وجدوا من خلف الشاشات من شاركوهم الهم والرؤية والسهر في ساعات سحر كان فيها قمرهم المنير حاضرا مزهوا على نوره اجتمعوا.........

ولأن قلوبهم المتآلفة وعقولهم الملتقية هي صانعة النور والقمر فقد ثاروا وهبوا وانتفضوا في عالم لا يغلق دونهم ساحات القول والثورة .........فكانت الشاشات أولى ساحات القمر الـــــــــــقمر ........

ومازالت الشاشات تحقق أمنيات المتمنين دوام نور القمر........، ومازالت الشاشات تحقق الجمع الذي يأتي بثمر المبادئ والقيم حياة تُرجى كما تُستسقى الحياة وكما ترجى الحياة ..........ومازالت ساحات الأرض صعبة .......ومازال عشاق الكذب وعُبَّاد الغيم الكاذب الساتر على الأرض يسرحون و يمرحون ويتشدقون بنور كاذب ...... بنور الكاذبين إذ أحبوا أن يصدقوهم.....

وما زالوا على الأرض ينغصّون على الصادقين معنى الحياة ..........مازالوا أحد أهم أسباب غثيان المجاهدين على أرض الحياة .........
ومازالت ثورة الرؤوس تمتد .........لا على الشاشات وحدها حيث يسهل عليها أن تنجح وتحقق الألفة و تجمع المتآلفين المؤمنين بشريعة الحق والنور، وبشريعة العيش بالحق والنور ، وحيث يسهل بناء المدينة الفاضلة..........بمِلاط الهوى الواحد للجمع، وبلبنات الهوى الواحد للجمع ....... بل على الأرض هي الثورة حيث المنغصات جزء من أجزاء الحياة ...............حيث الكذب والنفاق والخداع واللامبالاة ......وبيع المبادئ بكل سوق بل بسوق نِخاسة سوداء مكفهرة الوجوه غبراء شعثاء .....حيث المادة لغة و الشطارة المقلوبة وسيلة .......وحيث المعاني عكس المعاني .............

حيث القدْر والجاه والسلطان مال وهندام .....وحيث المبادئ والأخلاق والعلم والفضائل ظل لا يرى ، وعَرَض لا يُفهم إلا كما تفهم أعراض مرض لا آسي له ............. !!!

تلك ثورتك يا رأسي ......... على حال أرضك ثورتك ........على حيث يصعب عليك بناء مدينتك الفاضلة ثورتك .....عليها يا رأسي ..............فهل أنت مستعد ؟؟؟............ إنّ على الشاشات لثورتك الهادئة .....وإنّ على أرض واقعك لثورتك الثائرة .....

فلأيها أنت يا رأسي ....؟؟؟ !!! أأنت لها أم لها ؟؟ !! يااااااااه ما أصعب الثورة على الأرض ......وما أصعب الثورة على الأرض
04-04-2011, 12:19 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #139 في: 2013-03-03, 11:57:53 »
قال عبد الرؤوف النجوليemo (30):

كلّ هذه المداخلات مرّتْ دون تعليق!

يا ربّ صبرًا كصبر أسماء.......

فقلت:


نعم يا عبد الرؤوف ما من ردود.......، ولكن أتعلم أي سبيل أسلك ؟؟ كلما كتبت وضعت ولم أنتظر أن يرد علي أحد -ولو أن ردود الإخوة تسعدني- كصنع الذي يلقي البذور، ويتعهدها تلك الصغيرة بسقيا وبرِي، ويعلم أنها ستنمو وتكبر، وهو لا ينتظر كبرها لنفسه، بل ينتظر أن ينتفع بها غيره يوما ما، متى؟ كيف ؟؟ لا ييأس، بل موسم النفع عنده مكفول بإذن الله، فإن لم تقرّ به عينه في حياته، فعساه يكون حتى بعد ذهاب عينه، ولكنه على يقين أن ذلك اليوم سيأتي وسينتفع غيره مما زرع ....... وذاك يا عبد الرؤوف ديدني وأنا أكتب  emo (30):عسى أن يوفقنا الله لكتابة ما ينفع ............

05-04-2011, 09:10 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب