المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46700 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #160 في: 2013-03-04, 11:13:41 »
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

التدرج .... ......

التدرج في سلم الرقي والصعود نحو الأعلى جميل، ومهم وخطواته ثابتة راسخة تمكّن لصاحبها، فبينما يبدو متأخرا للمستعجلين يبدو للمتريثين الحكماء مفكرا، ناظرا، معملا فكره من قبل العبور للمرحلة الأخرى، فهو لا يقفز المراحل وإنما يعطيها حقها ومستحقها، ويأخذ منها بالمقابل الرد الشافي والوعد الكافي  بالوفاء لقدمه الراسخة ويُقطع  العهد على الثبات له وأنها التي به لا تميد فلا تزل قدمه

التدرج في سلم الرقي والصعود إلى الأعلى هذا حاله أما التدرج في سلم الصعود إلى الأسفل ... .........!!
ما أصعبه وما أشد وطأه على متضررين مظلومين يلحقهم أذى المستسلم المتهاون المتدرج صعودا نحو الهاوية ....!!

إنه المُحدث فتنة لا تصيبنّه وحده وهو الظالم بل تصيب المظلومين بالحسرة والأسى والألم ... خاصة إن كان من ذوي الجاه والسلطان ....والحكم والأمر والنهي ......

التدرج في سلم الاستسلام ....................

كان لفلسطين السليبة الحبيبة حظ ونصيب من هذا الألم وهذه الأوجاع وهذه الضربات، التي خلفت بجسمها الندوب والكدمات
كان لفلسطين الحبيبة حظ من هذا الجرم ، من أبنائها  الذين راحوا يتدرجون في سلم الصعود إلى الأسفل.... إلى القرار السحيق الذي تقع فيه المظلومة الأولى "فلسطين "  ....... ويقع فيه كل من لا حيلة له من المحبين العارفين الواعين العالمين بما يخطط ويحاك .... وبما يجوز وما لا يجوز ....الذين لم تختلط عليهم الأمور، ولم يعد "زيد" عندهم كـ "جاك" ولا "عمر" كـ "مارك"

أولئك الذين ظلمهم المتدرجون في سلم الاستسلام وظلمهم وعيهم فهم يلقون من الأوجاع والآلام ما يشيب له الولدان .... وربما أكبر ظاهرة ما تزال في دائرة الصحة ظاهرة هؤلاء المتألمين للتدرج اللعين .... !

-   كان الإصرار الإسلامي والعربي من قبل 48 ومن بعد 48 على تحرير كامل فلسطين وأن الأرض لأهلها وأنما اليهود مغتصبون يجب طردهم
-   كان الإصرار على تحرير كل فلسطين .... ولا نقاش في الأمر .
-   بعد نكسة 67 عقد مؤتمر اللاءات الثلاث في الخرطوم "لا للتفاوض مع إسرائيل، لا للاستسلام لها، لا للصلح معها"
-   استولت إسرائيل على سيناء والجولان ، فأصبحت المطالب تؤكد على أراضي 67
-   بعد حرب 73 بدء اللين العربي مع إسرائيل وفتح باب المفاوضات معها حول أراض أخرى تمكنت من احتلالها إلى جانب بقاء سيناء والجولان بحوزتها. ونسيان اللاءات الثلاث.
-   الاعتراف بممثل شرعي واحد لفلسطين منظمة التحرير بعدما كانت قضية كل العرب وكل المسلمين ومهما بلغ الضعف إلا أن العرب كانوا يهبون لأجل فلسطين ، وانحسار القضية في ممثل واحد .
-   تقدم اللين في الموقف العربي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مقابل الانسحاب الإسرائيلي




وهكذا هو التدرج في السلم صعودا نحو الأسفل .............


2010-02-09, 14:56:59
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #161 في: 2013-03-04, 11:15:26 »
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

عرفنا الجدار أصلا من أصول بيت يؤوينا، عرفناه أصلا من أصول مدرسة تعلمنا وتربينا،.... أصلا من أصول مسجد تتعالى فيه نداءات الرحمن أن حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح يا عباد الله المؤمنينَ  ، عرفناه كما عرفنا حبنا له قطعةًَ من قطعة أحبتها قلوبنا ، كما حبِّنا لبيوتنا، كما حبنا لمدارسنا ، كما حبنا لمساجدنا ...

عرفناه كما عرفنا كُرهنا له قطعة من قطعة كرهتها قلوبنا كما كُرهِنا لكل بناء لم يقم على تقوى من الله ورضوان، لكل بناء لنا فيه من الذكريات بعض من أسى ودمع وألم وأشجان .....
عرفناه يريد أن ينقض فيقيمه حكيم أوتي من العلم والحكمة ما شاء له الله أن يؤتى........
قطعة هو من صنع الإنسان، من بناء الإنسان من فكر الإنسان ........ فمتى شاء الإنسان جعله محبوبا ومتى شاء جعله منبوذا مكروها ممقوتا .....

لم أكن أعرف أن للجدران لسعات ولدغات ولذعات وضربات أشد وطءا هي كلها من تلك التي عرفناها من  لاذعة أو لاسعة أو لادغة أو ضاربة .....لم أكن أعرف أن له سياطا ذات أصوات يتردد رجع صداها في أعماقنا ألما وحسرة وأسى ....

 سياط ....سياط؟؟ !! وهل للجدران من أيد، ومن أبصار؟؟ وهل للجدار من فم يتبسم تبسّم الأفعى التي تنفث السمّ ولا تنفك باسمة؟؟ ........ ما بالكِ ؟؟ ما ذنب الجدار ؟؟ ما جُرم الجدار ؟؟ هل أصبحتِ تتركين المجرم والجاني وتنقلبين على الجريمة ؟
هل صرت تتركين الفاعل ووصفه وتنقلبين على الفعل  ؟؟ أي عين هي لكِ قد صارت ؟؟ وأي فكر هو لك قد جار يا جريحة الجدار... يا ضحية  الجدار ؟؟


مَن ؟؟ من يدخل ساحات فكري وحكاياتي فيقطع عليّ نوبات آلامي بصفعة من صفعات العصر الحديث ؟؟ صفعة من صفعات الجدار الخبيث ............ صهٍ  ...صهٍ.... فما عدت أريد أن أسمع المزيد ....

قالوا زمانا إنّ للجدران آذانا ... !! فلمَ لا يكون له اليوم من أيد ومن أبصار من ظلم ومن جَور؟؟ لم لا يكون الجدار هو الجاني والفاعل ؟؟ أتريدني أن أصدق يا لائمي، يا ضاحكا من سذاجتي أنّ الأخ الجار ذو اليد وليس الجدار ؟؟ أتريدني أن أصدّق أنّ الأخ يظلم ويجور ويقتل؟ وهو يرمق بالابتسامة ويلوّح بالشهامة ؟؟  ولا تريد مني أن أتهم الجدار ؟؟ دعني وشأني ...دعني وما أدّعي .... دعني وما يحزنني فإنه يشق صدري ويقطّع قلبي، ولا يشفيك ما بقلبي فتريد أن ترى  الإرَبَ منه تتهاوى وتريد أن تراه يذوب على نار شمعة خبيثة لا نعرف منها غير النار، على غير عادة الشمع يضيء بنور ناره ؟؟

ما بالكم وعقلي؟؟ ما بالكم وفكري ؟؟ ما بالكم وهذياني ؟؟ أتريدني أن أبقى عاقلة مفكرة حكيمة بصيرة في عصر لم يعد يُعرف فيه للعقل ولا للقلب من مكان ؟؟  دعني.... فلَهَذياني وهرطقاتي خير لي من حكمة تقطّع قلبي إربا وترسله صهير نار عقولكم يا عقول عصر المجانين ...........؟؟

إذن تصرين أن الجدار هو الفاعل وفي ثنايا إصرارك حزن هو ثمرة علمك براءتَه  .....هو ثمرة علمك أنه الذي تلفقين له التهم، وتلصقين به الجُرم .... وترضين على عقلك وفكرك وقلبك كل هذا التجنّي من أجل أن تبعدي عنك الحقيقة وتعيشين عيش الموهومين، عيش الأطفال الذين جعلوا من كل جماد كليمَهم وصاحبهم ورفيقهم الذي يفرغون عنده أكوام خيالاتهم البريئة .... ليتك كنت طفلة  فأعقل ألا تثريب عليك .......

الحقيقة .....أية حقيقة ؟؟ أية حقيقة .... حقيقة أن الجدار من صنع الجار؟؟ وأي جار؟؟ جار هو الأخ هو العضد هو السند لو أنكم يا أهل العقل أبقيتم للعقول شيئا من حظ؟؟؟ أية حقيقة يا أهل الحق والحقيقة ؟؟ !!

سمعت عن جدار عزل المتحاربين من صنع المحاربين، سمعت عن جدار من صنع بني يهود أقامه اليهود ليفصلوا بين جزء الأرض وجزئها، بين أرض اغتصبوها وبنوا عليها بيوتا قالوا هي مستوطناتنا في وطن لم يكن يوما لهم وطنا ....

ذلك الجدار العازل الذي أقامه اليهود، وبدؤوا ببنائه عام 2003 كان من صنع اليهود، امتد في عمق الأراضي الفلسطينية،  فصلوا به القرى عن القرى، فصلوا به  الفلسطيني المزارع عن أرضه مصدر رزقه، فصلوا به التلميذ الفلسطيني عن مدرسته،..... الأهل عن باقي أهلهم ...... قالوا أنهم ليحموا بني جلدتهم من ضربات الأعادي ....الإرهابيين الفلسطينيين الذين قاموا ليقاوموا، الذين قاموا ليتصدوا لتعجرف المتعجرفين ونوايا الغاصبين.....ومتى كان للغاصبين من حق تقام لأجله الجُدُرُ تدافع عنه؟؟ !!    ليفصلوا تلك القطعة من فلسطين التي سموها إسرائيل عن باقي أرض فلسطين، ليفصلوا به تلك القطع التي جعلوا يقتطعونها من قسمة الفلسطينيين إذ لم تشبعهم النسبة الغالبة الساحقة من أرض فلسطين وقد كانت لهم ...... يوم القسمة المشؤومة، تلك القطع  التي جعلوها أيضا  مستوطنات لهم ..........!!   آه يا وجع قلبي المكلوم، آه يا كلمات قلبي الموجوع .... وتلومني يا لائمي ...... إن كان هذا يدميني فما صنع الأكبر بي ؟؟؟ !! وتلومني إذ صار الجدار كليمي ؟؟!!

هكذا قالت أمريكا وهددت في مجلس الأمن وهيئته الموقَّرَين يوم هددت باستخدام حق الفيتو إن أصدِر قرار يوجع قلب إسرائيل حبيبتها، ويحزنها وهي التي تدافع عن نفسها من إرهاب الإرهابيين .....أين كل هذا يا صاح؟؟ أين ؟؟ على أرض ليست لهم .....على أرض اغتصبوها وقالوا هي لنا حلال بلال زلال .....؟؟ !!

يومها كان ذاك الجدار ومازال يقام ويستكمل طوله الفاره .... ليكتمل قده الممشوق مازال إلى يومنا حتى ينتهي إلى 720كم داخل أراضي الضفة الغربية وعلى امتداد الخط الأخصر .... .........خط وأي خط هو هذا الأخضر إن لونه ليوحي بالخير .....
أي خير ؟؟ فتّش عن الخبر ودعك من الألوان والمظهر .... إنه الخط الذي حدد حدود دولة فلسطين على أرض فلسطين عام ...........49، حدود 48، حدود القسمة المشؤومة،.........ذاك هو الخط الأخضر .....
داخل تلك الحدود بنيت المستوطنات فأُخِذ من تلك الحدود وأقيم الجدار..... قالت لهم هيئة الأمم المتحدة توقفوا، أوقفوا الجدار فإن العالم تنادى بالشجب والاستنكار.....إن هذا غير شرعي ولا هو من حقك يا  إسرائيل ففكّيه فورا يا إسرائيل ....

فهل خاف الابن المدلل ؟؟ هل ارتعب؟ هل لبى الطلب؟؟، هل انصاع للأمر بلا عجب؟؟ لا بل قد ألقى الأمر بسلة مهملاته، وما أكثر مهملاته القيّمة !! وراح يكمل دربه غير آبه بمعترض أو شاجب أو مستنكر من بني الجُوَيّمَة  .....
والجدار ما زال يقام طويلا شامخا، عريضا عازلا .... وما أكِل من الأراضي وما استوطِن من الأراضي كلها ملك أهلها وأهلها عنها بعيدون معزولون ......

واليوم يقولون، ويتحدثون ويصفون جدارا جديدا ..... قالوا هو من صنع الجار، من صنع الذي يقول إني أخ لهؤلاء الأخيار الذين يراد بهم الذل والدمار ....... يتحدثون عن جدار العار .... وتريد مني يا لائمي أن أتهم الجار وأعرض عن الجدار ....؟؟
فلأتهم الجدار ولأكلم الجدار ولأفرغ جام غضبي بالجدار ....... فإن الأخ والجار لا يفعل بالأخ الجار ما تريد مني أن أقول وأقر ، فإن الأخ الجار لا يشتري ودّ بني صهيون ويبيع ودّ بني الإسلام ................

فإن الأخ الجار لا يقول للثائرين الحائرين انكفئوا فماذا تفهمون أنتم من سياسة المتسيّسين ؟؟ وماذا تفهمون أنتم في قضايا الأمن القوميّ يا من تتحدثون بقلوبكم نحن قوم قد بعنا القلوب ........ فكم جنى ذوو القلوب من دولار ؟؟ أتريدوننا أن نعيش ونقتات النزر القليل ونذر الكثير والكثير من فعل القلوب المتحيّرة ، التي تتداعى على أطفال يموتون من فعل الحصار ؟؟
أف لكم يا ذوي القلوب .........أف لكم ......اللغة اليوم لغة الجدار، لغة الحصار .... واللغو اليوم لغو الجار وحقوق الجار

أعرف أنك يا لائمي تَصدُقني فاعلم أني يا لائمي أصْدُقك  ................




2010-02-16, 16:36:23
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #162 في: 2013-03-04, 11:16:35 »
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

ضمن العمل المركز لإسرائيل لقمع العمل الجهادي الفلسطيني ، وإفشال العمليات الفدائية، في دائرة الضغط على السلطة الفلسطينية من جهة وتأديبها في كل مرة وتهديدها بضرب مقر القيادة والمناوشات التي استهدفت مقرات جهاز أمن السلطة، والتلويح لعرفات بين حين وحين بالأمس القريب بأن السلطة جهاز يؤيد الإرهاب ليعود في كل مرة ويعلن براءته من تلك التهمة بإفشاله لعدد كبير من العمليات الفدائية يفاخر أنه أفشلها، وبعودته يؤدي التزاماته الأمنية التي كان يعد بها إسرائيل وأمريكا في كل جولة مفاوضات .....وكذلك الحال اليوم مع السلطة الجديدة.....

ومن جهة أخرى في عمليات هجوم على المدن الفلسطينية من حين لحين وعلى مخيمات الفلسطينيين اللاجئين، الفارين من منطقة في فلسطين إلى منطقة أخرى .... ضمن هذه السياسة التي لم تحد عنها إسرائيل بغرض إضعاف المقاومة وإجبارها على التخلي عن العمل الجهادي تماما كما كان الحال مع حركة فتح التي تخلت عن الخيار العسكري وتوجهت للطاولات التي ظلت بين غدو إليها  ورواح  لا تقضي شيئا منها، ولا تقضي لها الطاولات شيئا كحال من يكلم الجماد وهو يعلم أن الجماد لا يرد ولكنه يكمل الدور  ...

 وفي هذه الدائرة من جهة أخرى تتتبع إسرائيل قيادات حماس في الداخل والخارج، فيُغتال الشيخ العظيم الشهيد أحمد ياسين وبعده بشهر يغتال الشهيد الدكتور الرنتيسي، وبعدها بشهرين يصادق شارون على لائحة ضمت أسماء أهم قياديي حماس قدمها كل من جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" و جهاز المخابرات "الموساد" ليكلَّف الجهازان بالبدء بالتخطيط لعمليات التصفية الجسدية المقبلة لقياديي أكبر حركة أقضت مضجع الإسرائيليين ....

في هذا الإطار وفي حلقة من حلقات هذه السلسلة التي تصر إسرائيل على رصف حلقاتها، وفي العام نفسه الذي اغتيل فيه  اثنان من أعظم قادة حماس ياسين والرنتيسي (2004 ) قامت إسرائيل بشنّ هجوم شديد على مدينة رفح الحدودية بحجة أنها تريد إغلاق الأنفاق التي يعبر منها السلاح من مصر إلى غزة، إلى فلسطين، إلى حركة حماس ......فأعملت يد التخريب والدمار بشكل لم يسبق له مثيل في الأراضي الفلسطينية وكأن إسرائيل أعلنت أنه قد جنّ جنونها ، فهي تستخدم كل طاقة وكل قوة وكل شراسة، فتكثف عمليات القصف على حيّين رئيسيين حي السلطان وحي البرازيل ، تهدم المنازل، وتجرف الأراضي، ويسقط 68 شهيدا فلسطينيا ، ورغم كل ذلك ورغم سلاحها المتطور ودباباتها وطائراتها وصواريخها، يخرج أهل رفح متحدّين الآلة الهمجية فيقتلون 13 جنديا إسرائيليا ...... ويخلف دمار كبير كبير كبير .........

ليست جديدة حكاية الأنفاق ........ ليس غريبا أن تبني إسرائيل اليوم الجدار، لتضيق الخناق على هذه الحركة التي تتتبع كل أطرافها في الداخل والخارج تريد القضاء عليها....... تريد استئصال شأفتها .....



رفح -------السلاح------> الأنفاق ---------> غزة  -------->حماس-------ضرب------------> إسرائيل



هذه هي خارطة الطريق التي يريد الإسرائيليون والأمريكان والقوى العربية الخائنة أن تقضي على ملامحها .......

2010-02-17, 15:09:07

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #163 في: 2013-03-04, 11:20:55 »
لا .....لا..... لا نحبّ أن يكون القدس ثمنا لتفطنهم ....لا نريد أن يكون الأقصى ثمنا ليقظتهم ولينتفضوا.... القدس أغلى من ذلك ومنهم ....القدس أغلى من حَيَارى، أغلى من غافلين، أغلى من دُنيَويين لا يعرفون كيف هي الحياة التي تدوم .... لا يعرفون مذاق التََّوق لحياة حقا تدوم ....لا يعرفون إلا طعم من تخدعهم وهم بها هائمون، وتغدر بهم وهم لها أوفياء مخلصون، وتلقي بهم وهم بها مستمسكون حتى تقول لهم كفوا عني فلست لكم أيها المَخدوعون .....فإذا هم منها خارجون ........

لا نريد الضعفاء .... لا نريد من نتسوّل ألمهم ....لا نريد من نتسول وَجَعَهم .... لا نريد من نتسوّل انتفاضتهم
سيأتي للقدس من يحرّم على نفسه الابتسامة حتى يبتسم القدس .... سيأتي للأقصى من يعيش على نبضه، ومن يرمقه وإنْ من بعيد منْ بعيد ولكنه هو الذي منه وله ....
سيأتي للقدس من يرفع هامته ويقيمه، سيأتيه من يقفو الخطى العُمَريّة .... ومن يقفو الخطى الصلاحيّة .... سيأتيه من يعلي الآذان من على مئذنته القدسيّة .... سيأتيه ....
سيأتيه من   يفرش ما حوله جندا لله قائمين ...من قبل أن يفرشه بزرابيّ الصلاة ....
سيأتيه من يسحق بقدميه وبأقدام جنده كل من يقف دون بابه القدسيّ يريد أن يحلّق بأحلامه الصفراء الكاذبة في جوّ يحسبه مازال جوّه .... في جوّ  هيأه  أولئك النائمون الغارقون في سبات الغفلة العميييييق العمييييق ...

سيأتي للأقصى من يقف بصوته مجلجلا وقد تبسّم .... مَن أول كلماته القدسية بلغته القدسية على الأرض القدسية "الله أكبر".....
وأيم الله سيأتيه ....وحق الله سيأتيه .... والذي جعل نوره عصيّا على أفواه الكافرين سيأتيه ....والذي جعل نوره قدسيا سيأتيه ....
سيأتيه من يهبّ ....لا هبّة ثائر سرعان ما تخمد نار ثورته ....وسرعان ما يعود لدنياه .... بل سيأتيه من يحيا على نبضه، ويحسب العمر بعدد سنوات ألمه إلى أن يأتي عامه الذي  يغيثه فيه فيعصر الأقصى آخر دمعات حزنه ويعرف آخر وجع من أوجاع أضلعه .... وكما ليعرف أول فرحة من فرحات قلبه، وليعرف أول دمعة من دمعات قلبه الفرِح  ..........
سيأتيه ذاك القدسيّ وإن كان بعيدا .... وإن بدا بعيد الأرض والعهد كما أتاه صلاح الدين من بعيد ، وكما أتاه عمر من بعيد .....
القدس له ذلك الآتي .... والأقصى له ذلك الآتي .... ولمن معه ....لمن يبتليهم الله بالنَهَر وبئلا يشربوا فيمتثلون..... لمَن يعرفون سلاح جالوت الجديد، ويعرفون أشباه رجال جالوت الجديد أولئك المتخفون خلف الحديد يغشاه الحديد يغشاه الحديد ....حديد على حديد ....
 لمن يعرفون أنّ قوة الجواليت  أكبر ولكنهم يظنون أنهم ملاقو الله ..... فما كان قولهم إلا " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ....".
نعم إنهم القليل ولكنّهم الكثير ....
إنهم القليل الذي لا يخشى الموت فيحتمي بالحديد ....إنهم القليل الذي يلقي لريح الجنّة التي يشمّ من بعييييييد نفسه وروحه ....
إنهم القليل الذي يقهر النفس التي لا تعرف غير الدنيا...
إنهم القليل الذي يسأل مولاه صبرا عليه يُفرَغ ....ثباتا لأقدامه ونصرا على القوم الكافرين ....
فيهزموهم بإذن الله .... يهزموا جالوت الجديد وأشباه الرجال المدرّعين بأكوام الحديد ...

القليل الذي أو يرحل إلى دار القرار والنعيم أو ينتصر ويغلِب ليدخل الأقصى ويطأ عتباته القدسيه والدمع منه هطّال مدرار يوشي بحبّ الحبيب للمحبوب....يوشي بجواب الدمع حبات قلب تعانق دمعات فرح الأقصى المحرَّر ......

نعم سيأتي من يتسوّل من بعد رضى الله رضى الأقصى الحبيب ....سيأتي من يركع ويسجد ويقنت بين يدي الله في رحاب الأقصى الحبيب ....
سيفرشه بزرابيّ الصلاة .... وسيصلّي بمن معه صلاة هي أقوى عماده كلها.... صلاة بركعات وسجدات تقتبس من نور صلاة الإمام الأعظم بالرسل والأنبياء ساعة هبط من السماء بهدية السماء إلى الأرض .... فكان الأقصى علبة الهدية ....

إي  وأيـْـمِ الله سيأتي من يفتح العُلبَة من جديد  ......

2009-11-15, 15:41:47
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #164 في: 2013-03-04, 11:31:03 »
سوريا في القلب... حمص في القلب ...

كلما عشت لحظات من لحظات الحياة، قلت وماذا عنهم هناك ؟ ...
كلما اشتكينا من أمر هنا، سألت جَمع المشتكين وسألتُني معهم : وماذا عنهم هناك ؟! بالأمس قالوا -و دَيدن الجزائر هذه الأيام قولهم-: إن الثلوج قد أدت إلى إغلاق الطرق، إن الناس يشتكون البرد القارس وشحّ المازوت، إن الكثيرين من معسري الحال قد تضررت بيوت لهم من قصدير ... وإنّ ...وإنّ...وإنّ.....

فالتفتّ لي ولجمعهم وقلت : نعم كل هذا كائن، وكلّ منا يلتحف لحافا تحت لحاف، ويفترش فراشا إن لم يكن الفراش فوق الفراش.... وكلّنا مجتمعون، ينظر بعضنا في أعين البعض، منا الجماعات حول الجدة صاحبة الحكايات عن ثلوج الزمن الجميل وذكريات فيه مع جمال الثلج ........

نعم منا من تضرّر ... منا من لم يسعفه حاله، فهو بردان، أو جوعان، أو عُريان ...
منا من لم يجد مازوتا، أو خبزا، أو مدفأة يلتف حولها أولاده في قرّ شتاء هذا العام الذي لم يكن بقرّه شتاء منذ زمن بعيد ........

ولكن...... أمِنْ جاثم في داره، منتقع الوجه، متسارع النبض، منكفئ الحال على الحال يخشى قنبلة تتدكّ بيته أو رصاصة تنال من رب البيت وقد خرج يمتار لصغاره ؟؟

أمِن قابعة بركن بين أركان مكان تعرف أنه بيتها، تجمع إليها صغارها... تحتضنهم، ترى أن يدها، التي لا تملك غيرها سلاحا أقوى من دبابات مترصدة قدام الباب ؟؟

أمِن مشتاق للمشي بين أزقة المدينة ؟؟ أمِن خارج إليها يودّعه جمع الباقين خلفه لعله يكون وداع مودّع ؟؟؟

البارحة وأنا أتأمل حال "أم أيهم" تستيقظ مع رضيعها ساعة تعوّد أن يستيقظ ليلا والناس نيام، لا ليقوم ولا ليصلي، فكل ذلك عن عقله ما يزال بعيد المنال، بل ليبقى مستيقظا هزيع ساعتين أو ثلاثٍ من ساعات الليل البهيم الصامت الهادئ، يرمق ضوء مصباح تشعله له أمه وتبقى وهو متسامرَيْن، ينظر إليها وتنظر إليه، لا يحسن من الأمور كلها إلا النظر وشهره الأول للتو يطرق باب عمره الغرير ...... تأبى أن تتركه وحيدا، بل ترافقه الساعتين والثلاث يتناظران تارة، ويسامر هو المصباح تارة أخرى ....

تأملتها وهي ترى فيمن سلبها راحة النوم، وحلاوته مسامرا يحلو لها معه السمر، والسهر ...حتى شردتُ، وسريعا ما عدت من شرودي لأقول لها : وماذا عن أم حمصية؟ ماذا عن رضيعها الليلة والبارحة وقبلها ؟؟ ماذا عن حالها معه؟؟ وهي التي قد لا يغمض لها جفن ترى أن عينها التي لا تنام وهي تحرس فلذات كبدها، أقوى من رصاص الغدر، ومن رشّاش المكر، ومن مدافع تدكّ شوارع المدينة وحواريها وتجفّف نارُها ماء واديها ؟؟!!

مالها بعد الله غير عينها الحارسة ويدها المحيطة بهم، وقلبها الوجِل على أحدهم إن كان ممّن يخرج للشوارع .....

آلمني .... آلمني أيما إيلام أن أذكركم أيها الأحبة تحت القصف أنا الآمنة....
و وددتُ لو كان بمَلكي أن آؤمّن خائفا منكم، وأن أربّت على كتف أخت لي هناك .... وأن أقبل يد أم استرجعت وهي تسمع نبأ استشهاد ابنها، واستأجرت الله في أخيه بعد أيام و توسلت له باكية أن يكون مثواهما الجنّة ....الجنّة يا رب تقبلهما عندك في الجنّة .....

في لحظات الحياة وحركات الحياة .... أراكم فلا أعرف لتلك اللحظات طعمها ....!!
ولكنني من نصر الله لكم في يقين ........
إلا أنّ  كل من يألم منكم يقطّع أوصالي وأحشائي وقلبي ساعة يكفّ دمعي وينجلي فيحتدّ بصري فلا أرى مستحقا للموت الزؤام  إلا ذاك  السفاح المتواري خلف معشوقته رابطة عنقه التي سمّوه بها رئيسا، لعلها عمّا قريب تكون كاتمة أنفاسه ........!!

كيف تُراها لحظات حياتكم يا مَن لم يعد مع حالهم للحظات الحياة طعمها ......!!

2012-02-07, 16:29:33
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #165 في: 2013-03-04, 13:49:55 »
لا حول ولا قوة إلا بالله

بارك الله فيك يا أسماء

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #166 في: 2013-03-05, 08:37:09 »
لا حول ولا قوة إلا بالله

بارك الله فيك يا أسماء

وفيك بارك الله يا أم عبد الله. نسأل الله سبحانه أن يفرّج على أهلنا بسوريا فرجا قريبا .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #167 في: 2014-08-14, 15:38:38 »
بتاريخ 2013/11/04
---------------
قالها رفاعة الطهطاوي يوما عندما ابتعثه محمد علي باشا مرشدا روحيا لجماعة من المبتعثين للدراسة بفرنسا في عصر "التنوير" كما سموه. قال: "إن الإسلام لولا نصرته بقوة الله سبحانه لكان كلا شيء بالنسبة لقوة الأوروبيين وسوادهم وثروتهم وبراعتهم "

وفعلها محمد عبده حينما دعا إلى "دراسة الحقائق الدينية على أسس عقلانية"، وعمل بكل جهده على إدخال التعليم الحديث للأزهر لتنويره بآفاق العالم الحديث وحضارته.

وقالها طه حسين يوما وهو الأزهري الحافظ للقرآن وما أن لامست أنوار فرنسا قلبه حتى عاد لمصر يقول في قول الحجاج بن يوسف"والناس يطوفون بقبر النبي ومنبره إنما يطوفون برمّة وأعواد"، قال بشأن قولته أنه سوء أدب ووقف ضد من كفّره .

وقالها يوما حينما ترك الأزهر إلى الجامعة المصرية وهو المنبهر بالغرب وبحضارته وتنويره، النافر من الأزهر : "كنت أريد أن أكون شيخا من شيوخ الأزهر مجددا في التفكير والحياة على نحو ما كان يريد المتأثرون بالشيخ محمد عبده، أستعين في ذلك بما أسمع في الجامعة، وما أقرأ من الكتب المترجمة، وما أجد في الصحف، وما ألتقط من أحاديث المثقفين، فأصبحت وأنا أشد الناس انصرافا عن الأزهر ونفورا من دروسه وشيوخه، وحرصا على أن أهجر مصر وأعبر البحر إلى بلد من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه"...

وطبعا ذلك الأدب الفرنسي الراقي الذي راق لطه حسين، هو ما كان ينشر منه في جريدة "السياسة" من حين لحين، فينتقده في ذلك أشد النقد رائد البيان في اللغة مصطفى صادق الرافعي وهو يقدم للجامعة المصرية رسالة مفصلة عن خلط طه حسين وخبطه وعبثه بمستقبل الأجيال في الجامعة المصرية، ويعلمها بتفاصيل أخطائه وخطره على الجامعة، فيكتب فيما يكتب مدى حرصه على نشر أفحش الروايات الفرنسية يريد بذلك إفساد الطلبة وتجديد الأخلاق! بينما يبين افتقاره لكل مميزات أستاذ الأدب العربي .

ولما ابتعث من الجامعة المصرية لفرنسا لدراسة التاريخ تتلمذ على أيدي مستشرقين في تفسير القرآن وكان ذلك في "كوليج دو فرانس" على يد المستشرق بول كازانوفا !! وكانت دراساته الفلسفية مكثفة في الأخذ عن ديكارت ودوركهايم...!

وعاد لمصر ليكتب ما يكتب ويقول ما يقول، ولينوّر الأذهان! وليخرج المسلمين من ضائقة الأزهر والتقليد الممارس في أخذ علوم الدين، داعيا للتفتح والانفتاح والتنوير حتى على مستوى الدين وعلومه . وأثار بكتاباته الزوابع والأعاصير، بكتابه "في الشعرالجاهلي" وبكتابه "الرسالة الجامعية" التي أجمع كثر من أهل العلم والدين على إلحاد صاحبها ....

وطبعا يصنّف العقلانيون فيما يصنفون طه حسين بالمظلوم لمّا ثير ضدّ دعواته التنويرية !

وقالها من قالها غيره، من قفاة أثره، وقفاة أثر رفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وقفاة أثر كل متنوّر بنور الغرب، منبهر بنوره، لينقله بدوره إلى أمته التي تتخبط في دياجير الظلمة بدعوى أنها "تعطل العقل" !!!

وثارت الزوابع ضدّ علماء الأمة القدامى، وأصبح من أجيال هذا العصر الذي لا أراه عصر ازدهار الحضارة الإسلامية برجالاته ولا أراه عصر التقدم الذي لم يشهده الإسلام عبر العصور ليتشدق أهله بأنهم الأكثر فهما وعقلا ووزنا من عظماء الأمة الأوائل، الذين يستحلّون اليوم الخوض فيما أتوا به بدعوى "عدم تقديس الأشخاص" حتى بلغت بهم مبلغ التعالي وهم لا يشعرون....

وقالها لي من زمن ليس بالبعيد-من شهر ربما- أحدهم وكان عضوا بجمعيتنا، وهو يتحدث عن "عدنان إبراهيم" وعن " عقلانية" الأمر في نقد "صحيح البخاري" بدعوى أنه ليس الكفر .... حتى انتقل به الحال إلى أن قال عن فعل من أفعال علي رضي الله عنه أنه لا يعدو أن يكون اجتهاد بشر، وأنه لا حاجة لنا حتى في ساحة الصحابة، -وأي صحابة هم!- أن نقدس الأشخاص ... وما يكون منه ومن عمر رضي الله عنهما وغيرهما إن هي إلا اجتهادات لا يمكن أن تكون هي الدين ذاته !
وبأسلوب جريئ جريئ ...! وما أسهل ما يتجرأ شباب اليوم في ساحات القول، وما أصعب أن تجدهم في ساحات الفعل حينما يجدّ الجدّ !

وقالتها لي يوما  أيضا قريبة تدرس الطب بفرنسا ونحن نتناقش، وهي تذكر ما تذكر مما لا أنكره من أمور الانضباط والتنظيم التي يعرفونها ولا تخفى عنا، أن العلم بمكان والدين بمكان ولا يجوز أن نتحدث عن الدين ونحن نتحدث عن العلم ! بدعوى "العقلانية"...

وقالها الكثيرون والكثيرون ممن أعرف وممن لا أعرف، قالوا وكأنهم يروننا نركع لأوراح العلماء، ونسجد لأوراح الصحابة، وننطق الشهادة ونردفها بشهادة أن الصحابة والعلماء مقدسون ...
قالوا أنهم يدعون لئلا "نقدس الأشخاص"
فينهال هذا وذاك ممن يزن وممن لا يزن فيستسهل الخوض في عقل فلان من العلماء وعلان ... وكأن عقولنا اليوم ذات الوزن الأكبر .... وكأن فعلنا للأمة وللدين هو الأكبر من فعلهم ...!! هكذا بلا قواعد علمية ولا شروط نقد واضحة تؤهل من يجرأ ليتقدم ويفعل لأن يفعل .....

هل نحن ندعو لتقديس الأشخاص ؟ هل ندعو لتعطيل العقل ؟

لا بل ندعو ألا ندخل ساحات ليست ساحاتنا فنخبط فيها ونخلط، ونتحدث من غير علم ولا هدى عمّن كانت يدهم الطولى في نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نقل القرآن ذاته، وقد سخرهم الله سبحانه ليحفظ دينه والذكر الحكيم .

أدعو للتواضع ثم التواضع ثم التواضع....
كان الشافعي وهو مَن هو يقول -في معنى ما قال-، أنه كان يستمع لأحدهم وهو يتحدث عن أمر وإنه ليعلم أوله وآخره بتفاصيل، ولكنه لم يكن يقطع حديثه، ولا يسارع فيقول أنه يعرفه، بل كان ينتظر حتى ينهيه، بل ويتظاهر بعدها بأنه الذي لا يعلمه، وأنه سامعه لأول مرة...!

ذلك غيض غيض غيض من فيض....

أعن أمثال هؤلاء تكون دعوتهم التي نالت قوتها  من كلمة "تقديس"... هذه الكلمة المخيفة التي تلقي في الروع أن من يتلقى عنهم، ويتواضع ليأخذ عنهم، يجب أن يشهر سلاحه أولا، سلاح عقله الآخذ بهواه، سلاح خوفه من تأثيرهم في نفسه، سلاح العقل وأنّهم عاشوا عصر التحجّر إذ لم يكن لهم نصيب مما بلغه التطور العلمي ..حتى إذا أخذ لم يكن الغرس في نفسه على الوجه الذي يزرع ليؤتي الأكل، بل على وجه الأخذ مع التشكيك ...

وإن هذه الدعوى لتتفاقم، حتى وصلت فعلا بمن وصلت إلى تسفيه العلماء... وحتى إلى التقليل من قدر الصحابة، بل بآخرين إلى التشكيك في أصول الدين...

فعن من تريدوننا أن نأخذ بعدها ؟ أعنكم ؟  معذرة فإن عقلي المتواضع لا يستطيع أن يسفه عظماء العلماء ويستمع إلى جزافات عقول أخرى  emo (30):




ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #168 في: 2014-08-14, 15:39:16 »
بتاريخ 2013/11/06

--------------

نعم علمت من زمن أنّ عمادة طه حسين للغة والأدب العربي كانت شطحة من شطحات إنزال الرجال غير منازلهم، ومثالا لتأمين الخائن وتصديق الكاذب، وتولية الأمر غير أهله... بل كان كارثة على أجيال ما تزال تجترّ فكرا سمّوه التنويري ولم يكن إلا الظلاميّ المعادي للإسلام ورموزه...

ولكن وأنا أنتقل من العناوين إلى المضمون الذي كان وما يزال يُشاد به وبرقيّه، تساءلت هل كان التصدي لهذه الحرب ولهذه الكارثة بالحجم المطلوب ؟! لا أشك أن مصر والعالم الإسلامي كله لم يخلُ من منافح عن الإسلام ومتصدّ لدعاوى المفسدين، وإن نُصبوا العمداء ....

ولكن ما يُعرف من تفاصيل خطر الرجل وما كتب لَيَملأ القلب غيظا وإن ظُنّ أنه القديم الذي ولّى ولكنه في حقيقته إنما هو الذي يتجدد وينتقل من جيل إلى جيل كما ينتقل المرض الخبيث المتوارث عبر الأجيال ....!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #169 في: 2014-08-14, 15:40:35 »
بتاريخ 2013/11/13
----------------------------
متى تصبح كتاباتنا و آراؤنا إحقاقا للحق لا إرضاء لهوى في النفس ؟!
متى يناقش الواحد منّا الآخر إذ يناقشه ماحيا كل حكم مسبَق، محيّدا كل سلاح تحبّ أن تزوده به نفسُه للوقوف بوجه من اختلف معه يوما ما...

متى نتذكر قبل الدخول ساحات الحياة لا بعد الخروج منها، أن نقف لحظة مع أنفسنا نحاسبها قبل العمل لا بعد العمل، حتى إذا ما دخلنا لم ندخل إلا لوجه الله ولإحقاق الحق،وإلا لم يكن من دخول أصلا ...

إذا كتبنا... إذا تعاملنا...إذا تعلمنا... إذا علمنا... إذا إذا.... إذا تحركنا أي حركة من  حركات الحياة...
متى تكون حركاتنا تلك كلها لله ؟ لا للنفس...
 "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)"-الأنعام-
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #170 في: 2014-08-14, 15:41:13 »
بتاريخ 2013/11/15
-----------------------
ويتفق "الوليد" و "جُوزِيفْ" على رأي واحد، رغم أنّ جوزيف من قرن، والوليد من قرن ضارب في البعد عنه، ورغم أن الوليد من فطاحلة العرب، وأكثرهم فصاحة، ورغم أن جوزيف فيلسوف فرنسي ....
فعلامَ اتفق البعيدان ؟!

اتفقا على أن القرآن يعلو ولا يُعلَى عليه...
ووافق أن كليهما كافر بالله، فأما الوليد بن المغيرة فكافر مات على كفره، وأما جوزيف ففرنسي ملحد ...!!
فأما الوليد فقال:
"والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته "

وأما جوزيف آرنست رنان فقال: "تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والأدبية والاجتماعية، وغيرها، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة،وما أكثر الكتب التي للزينة فقط،ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما،هو كتاب المسلمين، القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد، وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكَمالات، طالعت القرآن، حيث أنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة...لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء، فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا غير، إذ أن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن"...!!

وكلامهما غني عن كل تعليق .... ولكنّ الذي يدعو للتساؤل أن ما بالهما لم يهتديا ؟!

سبحان الله .... لقد كانت الهداية بين أيديهما ...كانت تحوم بجنبات نفسيهما .... ولكن ....!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #171 في: 2014-08-14, 15:42:47 »
بتاريخ 2013/11/17
----------------------
يا إلهي !!
فيما نجد عددا كبيرا من أبناء هذه الأمة(إن لم نقل معظمهم ) جاهلين بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، نجد بالمقابل عددا لا بأس به من أبناء الأمم الأخرى، يدرسون الإسلام، ويتعرفون إليه،وإلى القرآن، ويدرسون سيرة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل ويسبرون الأغوار،وينتقلون إلى العمق ولا يكتفون بالسطح... بل ويكتبون محللين للمراحل التي مرّت بها حياة النبي صلى الله عليه وسلم ...!
بل ويقرأ لهم من أبناء الأمة قبل أن يقرؤوا من كتب المسلمين....!

إنهم المستشرقون .... الذين تتلمذ على أيديهم وعلى كتبهم عدد من الذين أخذوا دينهم عن غير المسلمين!! وصدقوا كتاباتهم وتحليلاتهم ....

إن منهم من أوغل في هذه التحليلات ... فإذا هو يتخذ من فترة تحنّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار حراء نقطة جعلوا يبثون من خلالها سمومهم المدسوسة بالعسل ....
ووجدوا في اختلاف الكتب في فترة التحنث والتي يسمونها "الاعتزال" معبرا إلى تحليلاتهم،ليقولوا بما يشاؤون في ذلك من أنّ رسول الله كان مدفوعا بالتأمل الميتافيزيقي، ليذهبوا بمن يأخذ عنهم دينه مِن هذا الذي وضعوه أساسا مذاهب التشكيك...!!

والأدهى والأمر أن عددا من أبناء الأمة "الديكارتيين" إن صحّ وصفي لهم كانوا يتّبعون المحللين المستشرقين فيما كانوا يبثون وينفثون ...!!
فلا غرابة بعد هذا أن نجد من أبناء الأمة من تتفاقم دعاواهم بدءا بالاستناد على المصادر الغربية لفهم الدين لتصل إلى الدعوة إلى التشكيك في الدين ...!!

وليس الكل قد جعل لعقله مناعة وحصانة دون النفث الاستشراقي،كما فعل "مالك بن نبي" إزاء هذا المتلقَّى، والذي وصفه بأنه قد غمر المكتبات العالمية، بل وفاق المنتج الإسلامي في هذا المجال، فقد كان "إشعاعا" في مجال الكتابة -كما وصفه-.

مالك بن نبي بنى حصنا منيعا دون ذلك وهو الذي لم ينحَ بعقله لكتاباتهم وحدها، بل قد عرف الأصل من كتابات المسلمين، ومن القرآن قبلها، ومن السنة بعدها، فعرف كيف ينجو بعقله من نفثهم، ليبقى سليما بعيدا عن سحرهم،فعرف إلامَ يستند في تفنيد ادعاءات المستشرقين حول هذه النقطة، وهو يشير إلى القرآن الكريم الذي يقرّ المستشرقون ذاتهم من ناحية أخرى أنه وثيقة تاريخية دقيقة صحيحة،بل ولا يرتابون -علميا- في صحته.فيبين لهم ما فاتهم من آية توضح عكس ما ذهبوا إليه في قوله تعالى : "وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ(86)" -القصص-

فيقول في ذلك:
فهل معنى هذا إلا أنه لم يكن له أدنى أمل في أن يقوم بدور في دعوة من أجله هو، لا قبل عزلته ولا خلالها
ويقول:
يجب أن نذكر أن تفسيرا كهذا ليس مرتبطا إلا بشرط واحد ضروري وكاف، هو الإخلاص المطلق عند النبي صلى الله عليه وسلم ...

"فنرى في الآية المذكورة الصورة اصحيحة لحالة النفس عند (محمد) أيام غار حراء، فإذن فليس هناك من سبب لأن ننسب "للصادق الأمين" نية مبيتة للتأمل في مشكلة ميتافيزيقية لحظة تهيه للانسحاب والعزلة بعد الزواج."
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #172 في: 2014-08-14, 15:44:11 »
بتاريخ 2013/11/20
---------------------
ملعب مصر يوم أمس غص بالمشجعين ...
ملعب الجزائر يوم أمس غص وغص وغصصص بالمشجعين ....
مصر لم تتأهل... الجزائر تأهلت .... وبعد ؟!!!
تلك "الكرة".... هل أسميها "الكاشفة"؟
هل أسميها الكاشفة لحقيقة ما نحن عليه من أرزاء، ومن حال مغرق في اللاشيء ...!
اليوم في الجزائر وسط ميدان كبير بالعاصمة شيء هو أشبه باعتصامات الشعوب التي تمردت على أنظمتها ....
إنه للاحتفال بالنجاح الساحق الماحق ....!!!

أهوال .. كوارث ...
لو أنّ معشار ما فعل من أجل الكرة فعل من أجل الدين لكنا أبعد وأبعد وأبعد ما نكون عما نحن عليه .....

البارحة بينما الهرج والمرج في أوج حالاته...
بينما الأنفاس تكاد تذهب من صدور المناصرين والمشجعين، المجاهدين في سبيل الكرة -آل يعني- في سبيل الوطنية !
البارحة والمعلق الرياضي ينشد شعرا في اللاعبين ... ويكاد يغنيهم ليلاه المعشوقة !!
كنت أقرأ لمن كتب يوما عن ملحمة .... ملحمة عظيمة، أعظم من التاريخ، وأعظم من الجغرافيا ... وأعظم من أن يفيها وصف ...!
إنها التي سماها "الملحمة المحمدية" وهو يصف فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فيقول:
"كم اعترض الدعوة من عقبات قبل هذا الموكب العظيم الذي دوّخ يوم دخول المسلمين مكة ذلك الصِّلف أبا سفيان؟! إن مجموعة من الأسماء المهيبة ستدوي منذ ذلك الحين في أركان التاريخ العالمي:
بدر... أحد... الخندق... حنين...
لسوف تعرض الملحمة المحمدية آنذاك على شاشة التاريخ مجموعة من الأحداث حتى كأنها رواية سحرية. ها هو ذا حلم "آمنة" القديم، عندما كانت تهزّ بين أحضانها ثمرة أحشائها، وعندما كان يخيّل إليها أنها تسمع صهيل الخيل وعَدو الفرسان وقعقعة السلاح، هذا الحلم القديم سيتحقق اليوم على صفحة الواقع."

هكذا وصفها "مالك بن نبي"... وهكذا كتب يوما من أيام جولات فكره بين أزقة وشوارع مدينته الصغيرة وهو يراقب عن كثب أفعال الناس من حوله، ويهتمّ أيما اهتمام وأيما همّ بهمّ الأمة، وبحالها، ويبحث في مشاكلها، ويحاول طرح الحلول ....

والبارحة في يوم من أيام بعدت عن أيام مالك بسنوات كثيرة العدد قرأت الذي قرأت له، مع ما تغصّ به الشوارع والأزقة كلها في كل شبر من أرض "الوطن" بالراقصين فرحا والمطبّلين طربا بنجاح الملحمة الكروية !!
وشتان... شتان يا قلب بين الملحمة المحمدية مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وبين الملحمة الكروية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والأكلة متداعون على قصعتها لا يتركون حتى الفُتات...!! وكيف لا وجيش محمد لم يعدْ....! كيف لا وجيوش الكرة في سبيلها مرابطة..!!

ليت شعري قد صرت أبكي ونفسي تسأل نفسي هل من معين لي على حزني...
ليت شعري ليتني وجدت لحزني معينا ...!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #173 في: 2014-08-14, 15:47:50 »
بتاريخ 2013/12/04
-------------------

أمس كان يوم جلستها في المحكمة، هو اليوم الذي أثيرت فيه قضيتها، قضية طلاق ....

شابة في مقتبل العمر، تزوجت من عام ونيّف...
حاولت قصارى جهدها أن تتحمل تدخلات حماتها، ولكن فاض الكيل بها، وبلغ السيلُ الزبى بعد أن أوسعتها حماتها ضربا ذات يوم قريب، ولما عرف زوجها المنصاع بكليّته لأمه ظالمة أو مظلومة، لم يحرك ساكنا، ولم ينبس ببنت شفة....

أمس مثلت أمام القاضي، فلما جاء دور حماتها لتتكلم قالت: سيدي القاضي لقد ضربتني .
ردت الكنّة : أقسم بالله العظيم عالم السر والعلانية أنني لم أفعل، وأعلم أن القاضي والحاكم في أمري هو الله سبحانه، فحسبي هو ...

رد القاضي مزمجرا : ماذا تقولين؟! أفي حضرتي وأنا القاضي تقولين هذا ؟!

حاولت الكنّة المستغربة من ردة فعله أن تؤكد على أن ما قالته هو الحق، وأنه الطبيعي، وأن الله سبحانه القاضي الحاكم بأمره في الجميع رئيسا ومرؤوسا، فرد عليها الثانية مزمجرا :
اصمتي وإلا ألقيتك خلف هاتيك القضبان.!!!!!!!!!!!!!

رُفعت الجلسة والكنّة لم تكفِها غصّتها، وأنّها بعد عام ونيّف من جلستها على الكرسيّ عروسا، ولبسها ثوب العرائس، وزفّها إلى كنف نصفها الثاني، هي اليوم تغرق في دموعها لتودّع فرحا قريبا حسبته فرحة العمر!!، ولم يكفِها ظلم من ظلمها، ليظلمها القاضي ظلما أعظم .....!!

رباه....قد طغى عبيدك، وزعموا أن الحكم بأيديهم، وأن الأمر بأيديهم .... سبحانك جلّ شأنك ... انصر كل مظلوم، فأنت القاضي وأنت الحاكم وحدك سبحانك لا شريك لك...لا شريك لك في الحكم ولا في الأمر،شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يكون إلا ما تشاء...

رباه هؤلاء من أقيموا في الأرض لينصروا المظلوم قد طغوا وتألهوا... وعزّ النصير، وأنت النصير فانصر كل مظلوم، واضرب على يد كل ظالم متكبر متألّه....

رباه قد أحرقت قلوبَنا، وغصّت بأحلاقنا عوادي الظلمة في كل مكان، فأظلّنا بوارف رحمتك، وارزقنا الصبر على لأواء الدنيا الدنيّة يا حاكم يا آمر وإن أبى المتألّهون....!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #174 في: 2014-08-14, 15:49:05 »
بتاريخ 2013/12/11
------------------
رأي تعودت على سماعه، فلم أعد أغضب أو أتشنج عند سماعه كما كان يحصل لي في أوائله...
قالت: القذافي نكّلوا به أيما تنكيل ... ماذا سيقولون عنا؟! كيف سيروننا؟!! ما كل هذه الهمجية ؟!

قلت -وأنا أستغرب في نفسي برودا وهدوءا- : فقط أسألك سؤالا لو أنك كنت أنت إحدى ضحايا جنوده المأتمرين بأمره، لو أن أمك أو أختك كانت تلك الضحية وأنت التي كبلوك لتري بأم عينك عذاب أختك أو أمك أو اغتصابها ؟ ماذا كنت ستفعلين به وهو بين يديك، فما بالك برجال رأوا أمام أعينهم من يفعل الأفاعيل بنسائهم وهم مكبلون يتفرجون على أكبر مصاب وكارثة تحلّ بالرجل...!

أما ضحك من يضحك علينا، ونظرة أولئك إلينا، فأخبريني بالله عليك، ماذا يهمنا منها؟!! من ذا سيخلّصنا إلا أيادينا ؟ كذبة كبيرة تلك التي ترينا نظرتهم العلوية إلينا خسارة ما بعدها خسارة وكأنهم مخلّصونا من كل غمومنا وهمومنا بماذا؟ بعدلهم المزعوم، بمحكمتهم الدولية ؟ لسنا أذنابهم.... وليلتفتوا لهمومهم ...

فصمتتْ..... !
هل فعلا يصعب علينا أن نرى الأمور بعين إخوتنا المصابين؟ ...

لا أرى الأخوة في الدين تتحقق بعدُ إلا إذا قسنا أنفسنا البعيدة عن المصاب بمصابهم، وإلا أن نضع أنفسنا بموضعهم، وأنّ الهول والكارثة قد حلت علينا كما حلت عليهم ... عندها سنكون لمسنا شيئا من إحساسهم الناقم الطبيعي ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #175 في: 2014-08-14, 15:49:31 »
بتاريخ 2013/12/18
--------------------
ما هذا المنهج الجديد في التعليم ؟!!
كل شيء يصحبه بحث، وتجد من معاني "البحث" مصطلحات كثيرة على أفواه التاميذ، من بينها "مشروع"...إنهم أصحاب المشاريع ...!! كلمات رنانة، كبيرة.... والنتيجة لا شيء....
يعني على أساس أن التلميذ في المرحلة الابتدائية من الأعوام الأولى يتعود البحث، ولكن ....!!

ألف نقطة وعلامة استفهام وتعجب ...
إن من يؤمّون مكتبتي من الأطفال باحثين عن مواضيع مختلفة، كلهم، كلهم دون استثناء يبحثون عن ورقة تستخرج لهم بطابعة الكمبيوتر ...هي كلمات يجدها صاحب مقهى النت من خلال كتابته لكلمة استدلالية لها علاقة بموضوع التلميذ، وأول عنوان يظهر له من السيد "جوجل" هو الذي يصبح بحثا لذلك التلميذ...!!

بل من التلاميذ من يصور تلك الورقة عن زميله دونما عناء ارتياده لمقاهي النت... وقد تجد المجموعة تصور عن واحد !!

والمعلم يقبل على العلات ....والعلامة يضعها لتلميذه الباحث المنقّب ليس بعد السؤال المُسفر -على الأقل- عن فهم التلميذ لما أتى به ....
أهذا هو منهج تعويد التلميذ على البحث !!!
بئس المنهج هو والتلميذ يأتي سائلا عن موضوعه لا يستطيع حتى إيصال المعنى الصحيح لما يريد ...
"آنسة لو سمحت هلا طبعت لي أصحاب الرسول؟"...!!

تلكم هي الجملة الإيحائية منها لبحث حول "أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم " !!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #176 في: 2014-08-14, 15:50:04 »
بتاريخ 2013/12/21
------------------
سياحة هي، وأعظم سياحة، تجوال، وترحال، وتنسّم عبير، وترويح،وجمال وبهاء، وراحة وسكينة، وطمأنينة، وسلام ....
سياحة هي تأخذك إلى عالم الأقدار...
إلى عالم الأسباب تتحرك على الأرض بفعل مسببها الخبير العليم الرحيم ... مجيب دعوة الداعي إذا دعاه .... الحنان المنان على عباده....

هي هناك في مدينة من مدن الضباب... وراء البحار، في فرنسا... هي وزوجها، تقول فيما تقول أنّهما الغريبان، وإن كان كل منهما يؤنس الآخر في وحدته ويشدّ من أزره، ويواسيه، ولكنّ الغربة غربة ... والوطن هو الوطن، والأهل هم الأهل بعيدون، والأحباب هم الأحباب بعيدون ....

حملت، فكانت فترة الوَحَم،وكان اشتياقها لرائحة الأهل، وما تصنعه يد الأحبة...
لم يعد كل ما أمامها وما بين يديها يضاهي كسرة خبز من يد أمي، أو رشفة قهوة بين جدران بيتنا الصغير هو القصر المنيف لا برج "إيفَل"، وبين جنبات حينا الشعبي لا اكتظاظ "الشانزيليزيه" بالسيارات الفاخرة..والبنايات الفارهة !

حاولت جهدها أن تخفي ما بها، ولكنها تبوح في ساعات البَوح ...
ويلفح أحبابَها سُعارُ الشفقة والحزن لحالها، وأنه لو كانت أمواج البحر تحمل إليها كسرة خبز من رائحة الوطن لحمّلوهَهَا .... ولكن هيهات هيهات ....

وأتعاب الحمل ينوء بها جسمها الهزيل .... ويزيد في اللأواء بُعد الأحبة وأحضان الوالدَين الحانيَيْن وطلّة كطلة القمر من وجه أحدهما عليها تُذهب كل آلامها وأتعابها ...

ولكنّ عينا هي تلك التي لا تنام، ولا تأخذها السِّنة ترعاها، وتعلم ضعفها، وعسر حالها...لا تسمع منها الصوت، ولا تحسّ منها التَّرْبيتَ على الكتف... عين الرقيب العليم الخبير الحنان .... لا تكِلُها ....
فتحرك الأسباب على أرض الأسباب ....

سبحانه، ما أجمل السياحة في عالم أقداره ....
ما أبْهاه من خَضار، وما أروع شدو مياهه الرقراقات، وما أجمل شموخ جباله، ونديّ وديانه .....

إنه عالم الأقدار، وأنت تنتقل مع القدر ورحمة الله خطوة خطوة إلى حيث مشيئته سبحانه أن يستقر وينتهي...

لقد جاء....
جاء كأي أحد يجيئ، رجل من رجال البلدة يشاء الله أن يلتقيه خالها وهو في عطلة لأيام بين أهله، إنه من ذلك المكان، تحديدا من تلك المدينة التي تقطنها صاحبتنا .... وسلام وأحضان، وسؤال عن الأحوال، ومشيئة الله وأقداره أن يأتي في ذلك الزمان تحديدا، زمن لأْيِها وتعبها...في تلك الأيام تحديدا التي لا تجد المنْدوحة فيها إلا أن تبوح عبر الهاتف لأمها وأهلها بشيء من لأوائها ....
التقى الخال بصديقه المغترب، الذي سيعود إلى غربته بعد أيام قليلة ....

آه ...!! يالمشيئة الأقدار... إنه من مدينتها تحديدا، رغم أن تلك المدينة جامعية لا يقطنها الكثير من أهل الجزائر كما يتواجدون في غيرها من مدن فرنسا ....!

ولكنّ مشيئة الأقدار أقوى من أي حال ....
دخل مكتبة لم يدخلها من قبل يوما، مكتبة الخالة ليصور أوراقا يحتاجها، وتشاء الأقدار أن يدخل الخال من باب المكتبة الخلفي، في تلك اللحظة التي دخل فيها هو، وطلب صورا لأوراقه ....
وتشاء الأقدار أن يكون الرجل صديقه الذي يراه بين زمن وزمن وهو المغترب هناك في تلك المدينة من مدن فرنسا....
وتشاء الأقدار أن يتذكر الخال حال ابنة أخته، واشتياقها لرائحة الأهل والوطن ....
وأن يسأله إن كان يقبل أن يبلّغها شيئا من تلك الرائحة، وهي في حالها من الوَحَم ....

وتشاء الأقدار أن يكون الصديق طيبا عارفا بمعنى الثواب الذي يلحق من عمل كذلك العمل ....

وتشاء الأقدار أن تكون أم صاحبتنا وأختها في تلك الأيام ذاتها ببيت الجد في مدينة الجد لا في مدينتها...

وتُشد الهمم، ويُحَضَّر لصاحبتنا مما اشتهت وأعربت أنها تشتهي...
وتشاء الأقدار أن يُقتنى لها من فاكهة الصيف التي لوَّعها شوق الوَحَم إلى مذاقها ونحن في عزّ الشتاء ....وفرنسا خلت منها من بعد تنقيب الزوج عنها في كل أسواق تلك المدينة الفرنسية...

وتُخطّ الخطة، ويُخفى عنها ما يُخطّط لها ...
وتجري المفاوضات، وتحضّر المشتَهَيات مع تلك الفاكهة الصيفية المُشْتهاة شتاء !
ويحملها الرجل الصديق مع ما يحمل فرِحا مسرورا أنه سيبلّغها حاملا في فترة الوَحَم ....

ويسافر من مدينة إلى مدينة، سفرا متقطعا، والأمانة معه....يوم هنا، ويوم هناك، حتى جاء اليوم الثالث الذي كان فيه هناك حيث صاحبتنا ....
ويصل الرجل إلى زوجها، ويلتقيه، ويسلّمه الأمانة .... تلك التي قطعت البحار، وسافرت في عَرَض السحاب، وانتقلت من بلد إلى بلد حتى وصلتها بمشيئة الله تعالى الذي أراد وكان ما أراد، أراد أن يبلّغها من رائحة الأهل والأحباب.....! أراد أن يُؤكِلها مما اشتهت....

ويدخل الزوج عليها بما سُلِّم ....
فتنفجر باكية وهي ترى أمام عينيها ما كانت تظنّ أنه البعيد عنها والذي لا يمكن أن يقطع البحار إليها ...!! وتبكي أول ما تبكي أحبة اشتاقت إليهم، وبلغتْها منهم رائحة ....

هل أجمل من هذه السياحة سياحة ؟!!
هل أجمل من مشيئة الله وقدره عالَما يدعوك أن تتأمله، وتتأمّل مجرياته حتى منتهاها ؟!
سبحانك جلّت قدرتك، وتباركت، وتقدّس اسمك....
سبحانك يا مَن لا تنسى عبادك...
يا مَن تسبّب الأسباب حركة على الأرض لتقدّر الرحمة بحرا من وراء بحر.... سبحانك ما أجمل عالَم مقاديرك وما أروع السياحة فيه ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #177 في: 2014-08-14, 15:53:08 »
بتاريخ 2013/12/23
---------------------
قد تكون درجة من درجات الرُّشد والرشاد أن يخالف الإنسان حاجة تلحّ نفسه أن يقضيها...

قد تكون درجة من درجات الرشاد أن يبحث الإنسان في نفسه قبل أن يفعل، فإن وجدها شديدة الإلحاح على حاجة لها غضّ الطرف عنها وولاها الدُّبُر ولم يكن لحاجتها قاضيا...

وقد تكون درجة أعلى من درجات الرشاد أن يعيش الإنسان سائلا متذلّلا بين يدي مولاه أن يجعله كما يحب هو ويرضى لا كما تحب نفسه وتهوى ...

أما أعلاها فأن يعيش الإنسان وبين جنباته نفس مطمئنة ....

فأين تُرانا من هذه الدرجات ؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #178 في: 2014-08-14, 15:54:11 »
بتاريخ 2014/01/12
------------------------

أتساءل بحق.....
كيف يقفز انبهار شبابنا اليوم بكتب وافدة، وهم لم يكلّفوا أنفسهم تدبرا لآيات قرآنهم،فلم يعرفوا كنوزه، ولم يتملّوا بلآلئه وجواهره، لم يعرفوا منه إلا اسمه وقدسيّته، فإذا احتوت هذه الكتب على قنابل موقوتة تريد أن تفجّر بقايا عقيدة بأنفسهم احتضنوها وكأنما يحتضنون وردا شذيا .....حتى إذا تلك البقايا أشلاء متطايرة تلهو بها ذرات الهواء .......!!! وإذا شبابنا فريسة سهلة سرعان ما ينقضّ عليها الضّباع.......!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #179 في: 2014-08-14, 15:54:43 »
بتاريخ 2014/01/18
----------------
كم أنّ معرفة اللغة العربية والغوص في بحورها ضروري !! كم يعدّ هذا على المسلم فرضا من فروضه...!!
ربما لا يُدرَك مقام ذلك ومدى ضرورته بالقدر الذي يُدرك حينما يريد أحدهم ليّ أعناق آيات القرآن الكريم وإعطائها تفسيرات لغوية ما أنزل الله بها من سلطان في عالم اللغة ولا في عِلم اللغة .... لم يعرفها العرب من قبلُ، ولم يكن مراد القرآن ما أراده ذلك اللّاوي....

قد يأتي بجذر الكلمة ويبحث في معانيه المختلفة عمّا يناسب فكرته التي يريد، بينما مُراد القرآن منها أبعد ما يكون عن مراده، وأقرب ما يكون إلى المعنى البسيط المفهوم العامّ الذي يصطلح عليه الفهم الجماعيّ ...

خطورة كبيرة تكمن في عدم الانتباه لمن يريد ليّ اللغة ليلوي بها مرادات القرآن الكريم، وهذا ما ينطلي غالبا على مَن لا دراية له باللغة إلا من قشورها وسطحها، ويغيب عنه استخدامات العرب لها والتي جاء القرآن وفيه منها الكثير ....

سأضرب مثالا...
قال تعالى : "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)"-التحريم-

هذا تلقين رباني لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلّغه زوجَتَيْه عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأرضاهما، فالمخاطَب إذن مثنّى، والسؤال الذي قد يتبارد لمن لا معرفة له باستعمالات العرب للغة أنْ ما محلّ "قلوبكما" وهي جمع ينسب لمثنّى، والأنسب حسب الفهم المتعارَف عليه أن تكون :"قلباكما"...بمعنى حاصل قلبين لكل من الاثنَيْن ....

قد يجدها اللّاوي الذي يريد أن يوصل فكرة ملتوية معيّنة ثغرة يعبر بها لعقول الذين يكتفون بما عرفوا من أساسيات القواعد التي درسوها صغارا ليثبت فكرته ويبث شكوكا، ما يكون لها من موقع ولا وقع لو أن المتلقي بحث، ولم يرَ في مخزونه البسيط خلاصة المعرفة باللغة .... إذ أن العرب كانت للتخفيف تجمع الاسم المثنّى المضاف لاسم مثنّى ...

وكم خلط خالط وخبط خابط وهو يتسلل من منافذ قلة المعرفة باللغة العربية وباستعمالات العرب لها ليصل إلى العقائد داخل القلوب فيفسدها على أصحابها ...وما كتاب "آذان الأنعام " منا ببعيد ....عافانا الله وإياكم ونوّرنا وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب