المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84673 مرات)

0 الأعضاء و 10 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #340 في: 2017-03-31, 11:19:53 »
2016/04/02

عقل وروح لا بدّ أن يتعايشا...
عقل وحده يصيّر الإنسان آلة...
وروح وحدها تصيّر الإنسان خيالا...
عقل وروح...
أما العقل فبه علّم سبحانه آدم الأسماء كلها، وأما الروح فمن أمره سبحانه، بها جعله يندم على ذنبه، ويتوب ليتوب الله عليه...
كم هي شديدة حاجة الإنسان لروحه وهو يرى إغراق العقل في عمله... شديدة شديدة، لا يمنحها للإنسان مانحٌ مثل القرآن....
إننا لنفخة من روح الله، ولن يُداوي أرواحنا إلا النافخ فينا من روحه سبحانه...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #341 في: 2017-03-31, 11:20:38 »
2016/04/03

كتبتُها يوما، وقرأتها اليوم وأنا أستعرض شيئا مما كنت قد كتبت :) :
*********************
كل آت قريب وما من غائب إلا ويعود ...
والحق وإن تكبّدنا لأجله لُدَّ الصعاب وذقنا لأجله المرّ والعلقم فمذاقه الأحلى ينسينا كل لحظات المرار، وكل دمعات الأسى وطول الليالي، وحزن نجمات السماء، وبُهُوتَ نور القمر، وتثاقل عقارب الساعة، وانقلاب اليوم أياما وأياما والليلة ليالي وليالي طوالا...
وكما ينسى الغريق المسعَف غصّته بالماء وإقباله على الموت، وإدباره من الحياة ساعة يغاث وتُنفَخُ بفيه أنفاس تهبه الحياة بعدما شارف على الهلاك ...
وكما ينسى الطفل ساعات النحيب المرير لفراقه حضن أمه إلى وجوه لم يألفها وأصوات لم يعهدها، فور رؤية وجهها الصبوح وابتسامتها العريضة وعينيها المختزلتين عالما من الأمل والحب والعطاء، وسماع نغمات صوتها الرقيق الحبيب وكأنما لا تعقل أذناه غيره ولا تصنف مما تسمع صوتا إلاه، يخترقهما بنبراته الحنونة فيأسر القلب الصغير ويسعده بأسر لطالما تاق إليه واشتاق ...
وكما يُسفر وجه الزهر لشعاع الشمس الأول فتسيل على خدوده البهية قطرات الندى مؤذنة بعودة الحياة، وبروح الحياة وبعطاء الحياة ، فتهدهد النسائم وجهها المسفر المستبشر كأنما تغازلها بقولة: ما أكرم شعاع الشمس وما أبهى ثريات الندى تزين وجهك الحسَن فتزيد الحسن حسنا...
وكما يغدو الطير مغردا مع سربه فرِحا بعودته بعدما ظنّ أنه مفارقه أبدا ، فتتعالى تغاريده وأناشيده تطغى على تغريد صَحبِه، كأنما صار لها القائد والعازف والملحّن وكأنما دمعٌ من فرح الطير يُسمعه صحب سربه ، فيقبله الصحب ويفقهه ويزداد اللحن لحنا ويزداد الفرح فرحا...
وكما تتنزّل حبات المطر شوقا لضمّ حبات التراب وحنينا لسقياها ، تبتدرها بالعطاء اعتذارا عن طول الغياب، لتترك بها الفعل أثرا أبلغ من الأقوال، فترأب كل صدع بريّها وتحيي كل ميت... فيعلو الغثاءَ الأحوى لونُ الخضار وتهتزّ وتربو بعدما ظُنّ أنه الهلاك والفراق ، وبعدما تشقّق وجهها وانفطر قلبها حزنا وكمدا، يفترّ ثغر الأرض مبتسما ...
وكما يخرج الحي من الميت ، يخرج الأمل من قلب اليأس ويخرج الفجر من قلب الظلام
فطوبى لكل عائد بعودة الحقّ الذي أقسم أنه لا بدّ عائد وإن أقسموا أيمانا وأغلظوا أخرى أنهم مُرْدوه صريعا ، وهازِموه وطارِحوه في جوف جوف الغابرة من الغبراء ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #342 في: 2017-03-31, 11:21:15 »
2016/04/04

في قوله تعالى :" قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [يونس : 16]
"وإنما بني الاستدلال على عدم مشيئة الله نفي تلاوته لأن ذلك مدَّعى الكفار لزعمهم أنه ليس من عند الله ، فكان الاستدلال إبطالاً لدعواهم ابتداء وإثباتاً لدعواه مآلا . وهذا الجمع بين الأمرين من بديع الاستدلال ، أي لو شاء الله أن لا آتيكم بهذا القرآن لما أرسلني به ولبقيت على الحالة التي كنت عليها من أول عمري ." الطاهر بن عاشور -التحرير والتنوير-
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #343 في: 2017-03-31, 11:21:49 »
2016/04/07

مسلم اليوم يجب أن يهتم بكل ما من شأنه تقوية دينه، وترسيخه، وما من شأنه أن يُجلّي لكل متحير حقيقة هذا الدين، فالتيارات الجارفة التي تهدّد إيمانه، وتهدّد هويّته في الصميم على أشكالها تقع...
فقد يهزّ إيمانَه هازّ من باب التاريخ، وقد يهزّه من باب الفكر الآخر، وقد يهزّه من باب الضرب في أصول الدين وهو عن مسارها -من ابتدائه إلى منتهاه إلينا- غافل، فعليه أن يبحث، ويقرأ، ويتسلح حتى لا تلهو به أيادي العابثين، وهي اليوم من بني الجلدة الواحدة كما من بني غير جلدتنا ...
ولقد أسرنا الفكر السائد في بوتقة التخصص، حتى أن الطبيب يرى نفسه مكتفيا وهو لا يضرب في أرض غير أرضه، وكذلك المهندس وكذلك الأديب...
وهذا السلاح الذي عليه حمله، لا على سبيل التفاخر المعرفي، بل على سبيل العُدّة اللازمة في وجه كل من يقلب الحقيقة ليمكّن لباطله.
ولن نفلح ما تركنا أنفسنا قشة في مهبّ رياح الاجتياح الفكري الصرصر العاتية، ما لم تكن لنا أعواد صلبة تقاوم....والله المستعان
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #344 في: 2017-03-31, 11:23:11 »
2016/04/08

اليوم ذكرى معركة القسطل بفلسطين، التي استشهد فيها الفلسطيني العظيم عبد القادر الحسيني، وكنت كتبت عنها سابقا ما أضعه اليوم:
عبد القادر الحسيني المجاهد الفلسطيني ابن المجاهد الشهيد الفلسطيني موسى كاظم الحسيني ، وهذا الشبل من ذاك الأسد...
في عام النكبة 1948،ولما اشتد عود المنظمات اليهودية العسكرية الثلاث، الهاجاناة والأرجون و أشتان من فعل مساندة بريطانيا لها وتدريبها لمقاتليها، وتزويدها بالسلاح من قبل أمريكا وبريطانيا خصوصا، وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا معهما، من بعد الدعم الضخم الذي تلقاه اليهود في فلسطين من قبل يهود العالم والذي قدر بـ 250 مليون دولار
بينما دعمت جامعة الدول العربية الفلسطينيين بعشرة آلاف بندقية !!!
ومن بعد قرار هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية فلليهود 53% من أرض فلسطين وهم المهاجرون الوافدون المبيتون للنوايا الخبيثة في تنفيذ المخطط الصهيوني الخبيث بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين
ومن بعد اشتداد عود الجيش اليهودي وحصاره لمنطقة القسطل بفلسطين، يتوجه عبد القادر الحسيني للجامعة العربية ويعلمهم أنه سيتحرك لمواجهة اليهود المدججين بالسلاح بمجاهدين تعدادهم 56 ترد عليه الجامعة ألا يقدم على هذه الخطوة أمام جنود مدججين بالسلاح مزودين بالطائرات الحربية والمزنجرات
فرد قائلا :
"إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحبّ إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن ارى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين"
ويتقدم عبد القادر الحسيني ويتمكن من محاصرة القسطل ويستمر بدعوة القيادة العسكرية ويقول لهم أن بمساعدتهم سيقضى على اليهود في فلسطين، فتصر الجامعة العربية على موقفها خوفا من مواجهة بريطانيا واليهود، فيطلق المجاهد البطل صيحته الشهيرة :
"نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم "
وعزم القائد والمجاهد الكبير عبد القارد الحسيني وتقدم لحصار القسطل، وقتل من اليهود 150 وجرح 80 منهم، وحرر القسطل وسقط شهيدا ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #345 في: 2017-03-31, 11:24:32 »
2016/04/08

من إهداء الأخ الكريم أستاذ الرياضيات المغربي : أعسو المصطفى

هدية إلى إخواننا وأخواتنا في الجزائر
من على منصة أختنا أسماء
لا سيما المولعين منهم والمولعات بالرياضيات:
رحلة "x" في سالف العصور والأزمان
🌿🌺💥
تأليف: المصطفى أُعسُّو
🌿🌺💥
(أستاذ مادة الرياضيات
بثانوية المعرفة بآيت ملول)
🌿🌺💥
نصُّ المقامة:
🌿🌺💥
في سالف العصور والأزمانْ
ألقى إِكسُ "x " على المعلمِ Repère يدَ الأمانْ
وقال لــهُ لا خوفٌ عليه ولا أحزانْ
وخطبَ إليه يدَ إيگراگَ "y" بنت الأكابر والأعيانْ
فلم يزل من زواجهما تتحير الأذهان
🌿🌺💥
ثم إنه نقض العهد بعد الأمان
وفر خائفا يترقب من الشنئان
ولما توجه تلقاء (آن) IN
حرموا عليه فيها جر الفواصلِ،
الناحلاتِ منها والسمانْ
تساوى الحكم في (زادَ) Z و IN
لولا أن في زادَ أبيح تقابل الخلاّن
فلا تجد آن n إلا ومعه قرينه -n
فضاق ذرعا بهذا الحرمان
وخرج هائما على وجهه،
قد ركبته الأحزانْ
🌿🌺💥
فمن شدة أسفه تكبكبت أعداده،
وعلا بعضها فوق بعض،
(a sur b)
وحال بين كل اِثنين منهما كسرٌ
(أ/ب)
فلله كم من جريحٍ ، ومكسورٍ وهْنانْ
🌿🌺💥
ألم أقل لك يا إكسُ يا سليلَ الشجعان
لكل شيء إذا ما تم نقصانْ
فلا يُغر بطيب العيش إنسانْ
كنت صحيحاً طبيعيا entier naturel سليم البنيان
فصرت مكسورا rationnel عليك ذل وهوان
🌿🌺💥
فاخرج إن شئتَ إلى آرَ IR تيهان
ففيها بنو عبس و بنو كلب وبنو عدنان
من المعادلات والمتراجحات والقواسمِ
كثرتِ المللُ والنِّحل والأديـــــــانْ
وإنَّ لك فيها لجذورا racines كالأفنان
تتفيأ تحت ظلها إذا أردت الخطبة والبيان
سافرَ إِكسُ إلى آرَ بلا استئذان
وخاض في غمرة الاشتقاق والتكامل
شأنَ البواسل الشجعان،
فتارة يُرفعُ مرتين أو يأوي إلى جذر كالغصن الفتان،
وطورا يؤسرُ غريبا بين الجدران |x|
وهْوَ مع ذاك مصِرٌّ كأنه عنترة،
يغزو أرض النعمانْ،
🌿🌺💥
تعال يا إكسُ وحدثنا عن القيمة المطلقة،
أتستخفي في مساربها؟ بئس الجبان!
قال كلا والملك الدّيّان
لقد أسروني، واغوَثاهُ يا مليكُ يا حنّانْ
هاهمْ أولاء على أثَري،
فإنْ كنتُ موجَباً أفرجوا عني سالما بغير أشجان،
|3|=3
وإنْ كنت سالباً سلبوني إشارتي كأني خوّان
|_3|=3
قلتُ ما أجمل الشرح والتبيان!
الآن بعد الفتنة وطول المعاناة و عسر الامتحان
صرت حقيقيا réel عليك وقار ذو شانْ
🌿🌺💥
لبث صاحبنا إِكْسُ يتقلب في أنحاء IR،
حذرا بغير أمان
حدثوه عن بلدة يقال لها "سّيْ " C
رفيعةِ الأركانْ
بينها وبين أرْ مربع IR*IR تقابلٌ ،
فكأنهما صديقان حميمان
لولا خلافٌ دانْ
وآيتُهُ أنّ أهل C أهل عقدٍ
(complexes)
يعسرُ معهم الحوار والبيانْ
قال لا بأس سأستقر بها الآنْ
🌿🌺💥
🌿🌺
قلتُ : مالك يا إكسُ مابالك دوما مجهول،
خفيُّ الشيات والألوان؟
أعييت الباحثين في بقاع المعمورِ،
على رحابةِ المكان وتطاول الأزمان!
قال متغيظاً : أبعدما كُبكبتُ في كي Q،
و أسروني في آرَ IR، وسّيْ C يهدأ لي جنان؟
أتريدني هينا لينا لا أحرك ولا بنان؟!!!
وانتفض مذعورا : سأرمي الأذهان
بالمتاريس والسنان
وصاح بأعلى صوته: يا أهل الرياضيات خذوا حذركم،
هذا نذيري ثاقب رنان !
🌿🌺💥
قلت: يا إكسُ مالك مكظوم تُكِنُّ للناس
الضغينة َ والشنئان؟
مالك موتور، والحقد حاربته الأديان؟
فضجر من وعظي وقال:
لكم دينكم ولي دين، أسمعت أيها الإنسان؟
فأصختُ الآذان، وانصرفت غير ندمان ...
🌿🌺💥
أين تسير بنا يا إكسُ؟
وهل بعدك مستقر يرين فيه الاطمئنان؟
أم عاقبتك تعطل وبطالة ،
فصحبتك و هجرُك إذا سيان؟
قال متحيرا: لقد ضاقت بيَ الأكوان !
ولا أدري أإلى عز مصيري أم إلى هوان؟
قلتُ باسما: لا عليك فعندي يقين وإيمان
رزقي واصل ولو حالت دونه الشطئان
عندي في وعد المصطفى والقرآن
الأمل والبشارة والاستيقان
🌿🌺💥
والآن حان الأوان
لأقول : وداعا والسلام،
يا أخواتي، ويا إخوانْ
أعسو المصطفى
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #346 في: 2017-03-31, 11:25:22 »
2016/04/11

العودة إلى البساطة في كل شيء أحيانا كثيرة واجبة...
ليست البساطة التي تساوي السذاجة، ولكنها التي تُذهب التعقيدات التي تعقّد الحياة وتجعل منها لغزا...(والبساطة لغة هي الوضوح والسهولة)
تلك التعقيدات التي تهيئ للإنسان أن معناها لم يُسفر يوما بشكل من الأشكال، وأنها على قدر من فسرها كلّ بما يرى وبما يهوى وبما يظن بعقله الظنون هي غامضة...
بينما لم يخلق الله الحياة إلا وبين معناها بالقدر الكافي الشافي، وبين الغاية منها، وبين دور الإنسان فيها، وبين العلاقة بين الكون وبينه....
إلا أن الإنسان مع "تقدم" الزمان يريد أن يؤقلم المعاني حسب أهوائه... !
فتارة هو يسيّسها وتارة يهندسها، وتارة يعولمها، وتارة يؤوْربها، وأخرى يتفهها... وتارة يجعلها مادة ولا إله، وتارة يجعلها محض صدفة وعشوائية، وتارة يجعلها المعبود...
وهو هكذا يغفل عما بين يديه شارحا وموضحا ومبينا.... ويعمَد للتعقيدات البشرية التي توقع في التيه وتُبعِد عن الرشاد....
فمن أحق من الله الذي خلق الحياة وأوجد الكون بالشرح والبيان؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #347 في: 2017-03-31, 11:26:10 »
2016/04/12

بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [يونس : 39]
خطيرة هذه الآية....
هذا عن حال المشركين، وكيف كذبوا بالقرآن من غير ان يتدبروه ويفقهوا معانيه، وينتظروا تأويل (أي تفسير) وتفصيل أحكامه من رسول الله صلى الله عليه وسلم....
فماذا عنا اليوم ؟!!! والشائع حفظ الحروف بلاتدبر أو تفكّر....
أليس هذا ما جعل كثيرا من الشباب سريع التأثر بالشبهات التي تُلقى؟!!
الحكم على الشيء فرع من تصوره...
أليس البعد عن التدبر والتفكر، والمدارسة من عوامل الحكم الجائر من ابناء الإسلام على الإسلام، ومن كثير من أبناء الأمة على القرآن... ؟!!! ومن كثير من ابناء الأمة على السنة وهي الشارحة للقرآن.. ؟! المفصلة لما أجمل فيه؟!!!
أليس من عوامل مسارعتهم للاستجابة لطعن طاعن او تشكيك مشكك ؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #348 في: 2017-03-31, 11:27:02 »
2016/04/14

كنت قد كتبتها منذ أقل من عام :
كثير من الناس يبدو طيبا من منطق لسانه الذي إن سمعتَ كلامه خلتَه الحرير قد صنعتْه لتوِّهِ دُودَتُه، فهو الخالص الذي تلين منه الملامس الخشنة...أو من طأطأة رأس تيأس أن يُرفع حشمة وحياء، أو من خافتِ صوتٍ تشنّف الأذن وتصغيها لتسمع الكلمة اليتيمة منه من فرط الهدوء والمسالمة والموادعة...حتى يفجأك يوما ما بحال منه تستغربها وتستنكرها وتكاد لا تصدّق أنه صاحبها...!
ربما كانت خبيئة وطوية سيئة له قد غلفتها تلك القشور الناعمة، فكانت ضرباته قنابل لا صوت لها، لا تعرفها القنابلَ إلا من دخانها المتصاعد... ولهيبها الحارق، وما تخلّف من ضحايا ...!!!
فلا يغرنّك لين الملمس ولا نعومة الحديث، فكثيرون هم أصحاب الألسنة اللبقة النديّة بالكلام المعسول، ينطوون على قنابل صامتة تقتل في صمت... !!!
وكثيرون هم أصحاب الكلمات القوية، والغضب الصارخ، والمعارك الصاخبة التي تُسمَع فيها الأصوات وتتعالى،.. ولكن سرعان ما يحنّ قلب صاحبها ويرقّ، ويرجع، ويسامح، فإذا تلك الأصوات كلها كفرقعات بالونات الهواء التي لا تؤذي أحدا رغم أصواتها العالية، أو ربما قد أصابته قنبلة صامتة من قاتل كاتم للأصوات، فأنت لا تسمع إلا صوته، فتسرع يا مَن يضعف نظرك عن بُعد ويَقصُر، لتحكم على صاحبها بالفظاظة والخشونة والشر فتصدر حكمك قبل إحاطة علمك....!
فلا تحكم على طيبة طيّب من كلمات مُعَسَّلات، ولا تحكم على شر شرّير من صرخة صارخ أو غضبة غاضب...!!!
تريّث فإنك لن تكون صاحب حق وعدل وأنت تميل لمن بكى واشتكى فاقئ عين من عينيه، ولا تعلم لعلّه قد فقأ هو له كلتا عَيْنَيْه ....!!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #349 في: 2017-03-31, 11:27:45 »
2016/04/15

عندما يتجرؤ أحدهم عليك برد فيه من قلة الأدب، أو فيه من الاستهزاء، أو فيه من الضجر بكلامك، وأن يكون على سبيل المُجاراة...
عندها لا تلمه هو، بقدر ما عليك لوْمُ نفسك، والبحث فيما جعله يتجرؤ عليك...
أحسن القراءة وتبصّر، فغالبا ما تكون الإشارة الحمراء أنك أخطأت التقدير، لتقرر العودة عن سبيل سلكته، قد يكون فيه شر أرتْكَهُ نفسك خيرا كثيرا...
قد تكون أنت من فتح الباب أمامه ليتجرأ... فلُم نفسك قبل لومه...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #350 في: 2017-03-31, 11:29:02 »
2016/04/24

تحمّل الناس فنّ، والنظر إلى محاسنهم وغضّ الطرف عن مساوئهم لا يتقنه الكثيرون...
وتقبل أخطائهم والبحث في مزاياهم فنّ... ولكنه فنّ الصادقين، المتواضعين، الحكماء الذين يوقنون أنهم بشر بإزاء بشر..
عندما تبوّل الرجل بحائط المسجد، هبّ الصحابة لزجره، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح بهم: "لا تقطعوا على الرجل بولته"...
أول ما علمهم إياه ألا يؤذوه، قبل أن يعلمهم ما يفعلون، إذ أردف بأمرهم أن يهرقوا عليه ماء... قبل أن يأمرهم بإهراق الماء، سارع لتعليمهم عدم إذائه وهم قد حسبوا أنهم يحسنون صنعا....
عندما دخل عليه الرجل المسجد يريد أن يأذن له بالزنا، وهبّ الصحابة لتأديبه، أوقفهم وعلمهم كيف يحاورون، إذ قربه وحاوره بالعقل... أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟...... حتى خرج الرجل وليس شيء أكره إليه من الزنا...
عندما تكلم الرجل في الصلاة وتحرك، وضجر الصحابة من تصرفاته، قربه إليه وعلمه أن الصلاة لا حركة فيها، ولا كلام ... فتعلم...
عندما نحسن استغلال الفرص، فلا نضيعها بغضبة لا طائل منها، نفوز بإنسان...والمسافة بين الفوز به وخسرانه تساوي الصبر عليه، تساوي التحمّل وتذكّر الضعف البشري الذي هو عنوان الجميع....
فاللهم علمنا الصبر على غيرنا، وعلمنا احتواءهم...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #351 في: 2017-03-31, 11:29:51 »
2016/04/27

(الحق ليس هدية تُعطى ولا غنيمة تغتصب، وإنما هو نتيجة حتمية للقيام بالواجب، فهما متلازمان، والشعب لا يُنشئ دستور حقوقه إلا إذا عدّل وضعه الاجتماعي المرتبط بسلوكه النفسي )) –مالك بن نبي-
فهل لنا الحق في الانبهار بما عند غيرنا ونحن نعزوه إلى علويّة الحقوق عندهم، والحقيقة أنها علويّة الواجب على الحقوق، وسبق الواجب للحقوق؟؟
إننا ننبهر، ونرجع البصر كرة أخرى إلى أنفسنا، فنراها المسكينة، المضطهدة، مغتصَبة الحقوق، التي تؤكل حقوقها فلا ترى من الخير شيئا، بينما لو صححنا النظرة، وأنصفنا، وقلنا حقا، لعرفنا في أنفسنا تقصيرا عظيما في "الواجب" مع مطالبة مستمرة بالحقوق ...
نعيش في مجتمع، مختلفة أطيافه، متفاوتة عقليات أفراده، نعم أعلم أنني كلما قلت مثل هذا، ردّ عليّ الكثيرون بإلقاء اللوم على أرباب السياسة وإدارة أحوال البلاد، وانهالوا شتما وقدحا، وذكرا لمساوئهم، ولانتهازيتهم، ولكذبهم على الشعب، وللهثهم خلف مصالحهم، ولأكلهم حقوق الشعب ...
أعلم كل هذا .... ولكنني أقول ما قاله الحسن البصري يوما "لا تسبوا ولاتكم فإنهم منكم " ...أي أنّهم خرجوا منكم، هم كما أنتم، لو صدقنا لعرفنا الباطل في أدناهم مرتبة كما في أعلاهم، إن الموظف البسيط ليستسهل أن يأتي بالأوراق والأقلام من عمله الإداري لأولاده بغير وجه حق، ليوفر على نفسه، فلا يشتريها من حرّ ماله، وماذا في ذلك؟؟ والفتوى الذاتية هي الصادع الأول في عالم النفس التي تهيّئ لصاحبها البراءة من كل إثم: وماذا في ذلك إنها أموال الدولة وهي من الشعب وإلى الشعب ....! وكأنه هو كل الشعب....!
ولعرفنا الممرّض البسيط وهو يُخرج من المستشفى حقناً وعبوات سيروم، وقطنا، لمن يحب، ومتى أحب... ثم تجده في يوم قريب ما واحدا من المندّدين المتظاهرين الحاملين رايات كتب عليها : "نطالب بحقوق الطبقة الكادحة في السلك الطبي" !!... لا لا بل ربما كان مُشعل فتيل المظاهرة الأول ....
أين الواجب بمقابل الحق المطلوب، والذي لا ينفك مطلوبا ؟؟
"لقد عققته قبل أن يعقّك" هذه الجملة التي قيلت لمن جاء يشكو عقوق ابنه، فتبيّن أنه لم يقم نحوه بواجبه ليطالب بحق الطاعة ....
تلك الأم التي قد غدت تشتكي فساد ابنها، وتَمُرّسَه على السرقة، فما عاد ينجو منه أحد، وهي التي زغردت يوم سرق بيضة وهو صغير غرير ، وطارت فرحا بابنها الذي أصبح يعرف التحايل ...!
celui qui vole un œuf volera un bœuf
أو تلك التي تفرح حينما يقول ابنها الصغير كلمة فُحش، "سعدي بابني عاد يعرف يتكلم"
يتبع بإذن الله ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #352 في: 2017-03-31, 11:30:37 »
2016/04/28

نتابع مع "الحقوق والواجبات"...
((لقد أصبحنا لا نتكلم إلا عن حقوقنا المهضومة ونسينا الواجبات، ونسينا أن مشكلتنا ليست فيما نستحق من رغائب بل فيما يسودنا من عادات، وما يراودنا من أفكار، وفي تصوراتنا الاجتماعية بما فيها من قيم الجمال والأخلاق وما فيها أيضا من نقائص تعتري كل شعب نائم))
((لكم شربنا في تلك الأيام الشاي، وكم سمعنا من الاسطوانات، وكم رددنا عبارة :إننا نطالب بحقوقنا، تلك الحقوق الخلابة المغرية التي يستسهلها الناس، فلا يعمدون إلى الطريق الأصعب: طريق الواجبات.)) –مالك بن نبي-
هل سيكون بعيدا ضربي مثال الرجل الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل، فأعطاه فأسا قائلا: "اذهبْ فاحتطبْ"...
إذن، هل للإنسان المسلم اليوم إلا الانبهار بما صنع الغير، وبما شقي لأجله الغير، ولما هو من عرق الغير، وفكر الغير؟؟؟ هل له فقط أن ينكفئ ويتحسّر ويضرب يدا بيد، ويعض أنامل الحسرة على حاله، وهو يرى حال الآخر المُتْرف ...؟؟؟
إنه لو صدق مع نفسه لعرف أنّ هذا الآخر قد تعب، قد فكّر، قد قدم ما عليه، قد أدّى واجبه ليفوز بحقه فوزا مستحقا، فوزا يجعله إذا ما شارك يوما بمظاهرة احتجاج يطالب بحق من حقوقه، كان كل الحق معه، رجحت كفّته، لأنه الذي قدّم ففرض بواجبه أن ينال حقه كاملا ..... إن علينا أن نربي أجيالا تعرف ما عليها قبل أن تتعلم المطالبة بما لها ...
وهُم إذ يؤدون الواجب على أكمل وجه، فإن سلطات رقابية تُفرض عليهم في كل مكان، وفي كل المراحل، أما نحن فإنّ ديننا يفرض سلطة الرقيب الأول على الإنسان، يفرض عمل الوازع الديني، وازع مراقبة عين الرقيب سبحانه، وهذه أعظم من تلك، وأدوم من تلك، وأقوم ... ولكن ينقصنا تغيير ما بأنفسنا ....
إن علينا تنئشة الإنسان الذي يعرف أن له واجبا عليه أداؤه قبل أن يترنّم باللحن الممجوج لأغنية "أعطونا حقوقنا " ...الإنسان الذي لا يلقي على مشجب السياسة وفساد السياسيين أخطاءه، فيجدها المُضغة التي تستطيبها أسنانه، فكأنه الذي لن يُحاسب ما دام رؤوس القوم فاسدين...!!
إن السياسي نفس، والاقتصادي نفس، تماما كما أن المعلم نفس، والحارس نفس وعامل النظافة نفس .... كلها أنفس، إذا هي تأسست على السليم علا منها السليم، وانتشر....
يتبع إن شاء الله...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #353 في: 2017-03-31, 11:31:19 »
2016/04/28

لا تنظر لما حولك بعين غيرك...
لا تحاول أن تستعير عقل غيرك لتفكر..
لا تقدّر الأمور بحسابات غيرك...
لا تصطنع ما ليس من سجاياك وطبعك...
لا تتكلّف لتنال إعجاب أحد...
لا تراقب كلماتك حدّ فعل السجّان بسجينه مخافة أن يحقرك الناس أو يقللوا من شأنك...
كن أنت... كما أنت...فإنك لن تنجح إلا وأنت "أنت" لا غيرك...
كن "شخصيّتك"، فإن اللبيب من فهم أن البشر ألوان، وأن الجمال بالألوان، وأن من لا يرى الألوان مريض، ومرضه " عمى الألوان"...
وإن الحكيم مَن إذا عرف نقصا فيك، تذكّر نقصا فيه...
كن "أنت" إلى الحدّ الذي تعيش فيه بطبعك ولونك، ولا تكن "أنت" إلى الحد الذي تراكَ فيه الفريد من نوعك...
كن أنت حتى لا تلتبس بغيرك، فتتوه عنك...
كن عبدا لربك وحده، وابتغِ رضاه...
ولا تكن عبدا لمن تخسر لأجله ذاتك ولن تنال يوما رضاه...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #354 في: 2017-03-31, 11:32:31 »
2016/04/28

يوم وفاة ابن عمي حسن رحمه الله

البارحة كان ممسكا بجريدة، يضع نظارته ويحلّ الكلمات المتقاطعة...
وفجأة...
فجأة... انقلب الحال، ونُقل على وجه السرعة إلى المستشفى...
وقبل أن يلج بابه قُضي أمره...
من الكلمات المتقاطعة إلى تقطع حبل الحياة...
دخل بيته اليوم كما لم يدخله من قبلُ يوما..
دخله محمولا على الأكتاف، مُسجّى...
يحمله الرجال ويحرصون وهم به سائرون لئلا يرتجّ أو يقع...
أدخلوه مكبّرين، ووضعوه ببيته كما لم يكن يوما ببيته...
التفّت حوله النساء... زوجُهُ، وابنته، وأخواته... بكيْنه... انتحبْن، ارتفعت أصواتهنّ بالنحيب وهنّ ينادينه، ولا حياة لمن نادَيْن...
فهذه تصيح : واأبتاه... وتلك تصيح: وا أُخيّاه...
وهو كما هو... مُسجّى، لا يرد على أحد...
وقد كان لا يتحمّل دمعة على وجنة بُنيّته، أو أخته أو زوجه...
تعالى التكبير، والدعاء له بالثبات عند السؤال، من قلوب مكلومة، حزينة على فراقه...
لقد دخل بيته، كما لم يدخله يوما...
دخله، ولم يطل به البقاء... وما هي إلا لحظات حتى عاود الرجال حمله... مكبّرين...
وخرجوا به من بيته، كأن لم يكن يوما بيته...
خرج دون رجعة وخلّف كل ما كان له وراءه...
وتابعته النسوة باكيات.. ونزلت أخته الكبرى، القريبة منه سنا...
اتبعته، ونزلت الأدراج من خلف الحاملين...
رأيتها وكأنها بسنوات عمرها المتقدّم تحتضن طيف أخ كان رفيق طفولة، وشباب، وكهولة، وشيخوخة قريبة...
كان رفيق عمر بتفاصيله...
ربما انسابت قدماها كما كانت تنساب خلف أخيها.. ربما ظنّت انها ستحضى بشيء من أخيها كما كانت تحضى منه بأشياء...
بنظرة، أو بابتسامة، أو بكلمة...
ولكنها عادت أدراجها وقد امتدت لها يد تنتشلها من حلمها البائس... تأخذ بها إلى حقيقة تستثقلها، تستعجمها، تود لو أنها لم تكن...
ولكنها كانت...
البارحة كان ببيته، مستلقيا يداعب الكلمات المتقاطعة... والليلة هو تحت الثرى، مع حقيقة الكلمات وقد سُئل...
لقد كان وكأن لم تكن حياته كلها إلا تلك اللحظات...
لحظات حُمل فيها من بيته إلى قبره...
فاللهم اغفر له وارحمه واغفر لنا وارحمنا فإنما وهو مُسجّى "أنا" و "أنت" وكل من لا يزال به عرق ينبض ...
سنُحمل يوما كما حُمل، وسنخرج من بيوتنا كأن لم تكن يوما بيوتنا...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #355 في: 2017-03-31, 11:33:15 »
2016/05/02

الرأي والرأي الآخر...
مهما يبدو على رأينا من قوة ومن سند دليل، ومن حجة، القوة الحقيقية تكمن في تقبل الرأي الآخر وإن بدا أوهن وأضعف دليلا...
تقبّله ونقاشه بهدوء، لأن النفسية المتأججة غضبا من الرأي الآخر لا تستطيع بحال من الأحوال أن تصل بقارب الحوار إلى شاطئ أمان، وإلى نقطة مشتركة تتقاطع فيها الأفهام فيتعاضد الطرفان حتى يتبينا الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتلوح في أفقهما رفرفة راية الحقيقة...
ومهما كان رأينا قويا، فلربما عُمّي علينا الحق ونحن نحسب أننا نحسن صنعا، ولعل الرأي الآخر البادي لنا هراء قد قصر نظرنا عن حق هو فيه...
فعلينا أن نتحلى بالصبر، وبالتواضع وبحب الوصول إلى الحق لا الوصول إلى تعظيم "الأنا" ومِعْزَتِها وإن طارت...
بهذا تجري رياح حميدة يستطيبها قارب الحوار وتساعده على التقدّم نحو مقصده، وإلا جرت ريح قلبت القارب بأصحابه، وأغرقت الفكر والأفكار وتاهت عن أصحابها الغاية والحقيقة، فإن نجت "الأنا" كانت كنجاة لوح بلا صاحب ولا دُسُر...
الباحث عن الحق كالباحث عن ضالة له، لا يهمه من وجدها أولا، أو أن يجدها بنفسه، بل يهمه أن توجَد...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #356 في: 2017-03-31, 11:34:06 »
2016/05/03

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ(57)" -يونس-
خطاب لجميع الناس، أن قد جاءتهم موعظة من ربّهم، والموعظة هي النصح بما ينفع، والتحذير مما يضر...
وإذا تأملنا فإن خصائص الدواء كذلك، إذ فيه النفع وإبعاد الضرر، وكذلك حال القرآن، وهو الطبيب يصف للمرضى الدواء، وكل الناس مرضى صدور إلا أن يهديهم الله بهداه، كما تمرض أجسام كل الناس ولا ينجو أحدهم من علّة قد تصيبه...
وما دور الدواء النافع إلا أن يشفي العليل ويكون فيه الشفاء، فكذلك القرآن دواء شاف، ولكن شفاءه لما في الصدور، وليس شفاء علل الأبدان، وما في الصدور هي علل النفس التي يتكالب عليها الهوى مع الشهوة مع الضعف البشري، مع الزلل البشري، مع ما يوسوس به الشيطان ليوغر به صدر الإنسان على ربه ...
أما "الهدى والرحمة" فإنما هما للمؤمنين خاصة، الذين مالت أنفسهم للدواء، واطمأنّت له، فاستعملته، فكان الشفاء والبُرء...
فإذا حصل الشفاء كان "هُدى التوفيق" الذي هو حظ المؤمنين خاصة، "هدى للمتقين"... هو الهدى الذي يأخذ بيد المؤمن في درب الحياة من توفيق إلى توفيق ومن تزكية إلى تزكية، ومن مرتقى إلى مرتقى حتى تحصل له بذلك الرحمة، الرحمة التي تصاحبه في الدنيا والآخرة، رحمة بالقرآن ترفق به في كل أحواله، وتصاحبه في كل خطواته، حتى تصبح المُلازم الذي لا يغادره وإن غادرت الروح الجسد، بل تتبعه في الآخرة ليصير رحمة أخروية وقد كان الرحمة الدنيوية...
وعلى هذا فإن :
** الدواء متاح لكل مريض-----------> مجيئ القرآن موعظة للناس كافة.
** والشفاء حاصل لكل من استعمله-------> بداية الاهتداء.
** أما الهدى والتوفيق إلى الصحة الكاملة----> فذلك إلى أهله من المستمسكين بالدواء الواثقين بفاعليته، العائدين إليه عند كل مُصاب، وهم المؤمنون الثابتون المستنيرون بهدي القرآن.
** والرحمة تمام الحماية والعناية والرعاية الحاصلة لصاحبها المستمسك بذلك الدواء الشافي----> التفضل من الله تعالى برحمة القرآن على عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #357 في: 2017-03-31, 11:35:27 »
2016/05/05

عندما تُتّبع الخرافة، وتُصدّق الكذبة المدوية على أنها معجزة من معجزات ديننا التي تتجدد في كل حين، ويُسارَع إلى تصديق الخوارق المفتَعَلة على أنها علامات القوة فيه، فإننا عندها نريد تعطيل عقولنا وإيقافها عن العمل، هكذا بخارقة تُبهر فتحيل حركة العقل جمادا...
عندها لا نبتعد ولا نختلف عن المشركين الذين كانوا يطالبون الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعجزات المبهرات ليؤمنوا وليصدقوا...
بينما جاء القرآن ليحفز العقل على العمل، وليدفعه للتفكّر والتفكير، والتأمل والتدبر، والسؤال، جاء ليسحق الخرافة ويمحق الأكاذيب ...
أما المشركون فكانوا يسألون المعجزة ويرفضون القرآن لأنهم أوصدوا دون عقولهم باب العمل، فساد الهوى وتزعّم..
وأما المسلمون اليوم فيستسهلونها من كذبة أو من خرافة مُلصقة بالدين لأنهم ابتعدوا عن مقاصد القرآن ومراميه ومراداته، من العقول...
ابتعدوا عن فهم القرآن، وعن وعي القرآن فعادت تلك الروح العاجزة التي تسأل كل مُعجِز وتستطيب النوم، وتفرح بالخرافة والكذبة والخارقة وتلصقها بالدين على أنها واحدة من معجزاته...
وتلك الطريق القصيرة السهلة الموصلة إلى الراحة والدّعة، وإلى الاطمئنان إلى إيمان زائف واهن كأوهن ما تكون بيوت العنكبوت، بالكذبة السهلة وبالمعجزة المختَلقة...
والغفلة كل الغفلة عن قوة في ذات الدين وفي ذات القرآن لا تحتاج أن ينقلب السحاب مِدادا يكتب على صفحة السماء لفظ الجلالة "الله" ليزيده قوة، ولا أن تتشكل فاكهة بمجموع حروفه، ولا أن يُعثر على شجرة ساجدة أو صخرة ساجدة...
ولا أن يُدّعى أن حيوانا يأكل من خَشاش الأرض يسجد ويسبّح، أو أن جمادا يسجد...ولا أن يُقحم العلم زورا وبهتانا في كل صغيرة وكبيرة من الدين ليُظهروه زاعمين بمظهر القوة وليغلّفوه بعلب زينة زائفة، وليحلّوا العلبة بشرائط ورد مكذوبة، فيُخفوا الدين وهو في ذاته الزينة التي يجب أن تظهر ...
ربما نسمع قريبا في سلسلة الخرافات والأكاذيب التي يسميها العقل المسلم العاجز "معجزة" أن السكين وهو يقطع إنما هو في حالة سجود، وكلما طالت عملية القطع عُدَّ سجوده أطول !!
ما أشبه حال مسلم اليوم المسارع للخرافة والكذبة بحال من كان يسأل الأنبياء المعجزة والخارقة، إلا أن مسلم اليوم زاد فألبسها لباس الدين كذبا...
زاد فغمّى على عقله الرؤية وهي بين يديه في كتابه...
زاد فافتعل المعجزة واختلقها واصطنعها بنفسه، بينما كان المشرك يطلبها من نبي !
زاد فنأى عن مقصد القرآن الأعظم بتنوير العقول لتشعّ بدورها على الأرض نورا، واكتفى منه بالاسم والعنوان...
زاد فأغرق العقل بلجّ نوم عميق حتى لم يعد يستطيب إلا الخرافة، فشرد عن رشاده إلى غيّ ونكوص وجهل وضعف...
فمن تُراه بين الاثنين أدهى حالا وأمر ؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #358 في: 2017-03-31, 11:36:40 »
2016/05/08

لننظر إلى قرآننا وهو يخاطب العقل، يحاجج بالعقل، يبيّن بالعقل، ويدحض بالعقل...
في سورة يونس من الآية 38 إلى الآية 44 قطاع من الآيات فيه يحاجج الله في صدق القرآن، ويعلّم نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يحاجج الكافرين المكذبين فيه ...
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(38)"
لقد قال المشركون أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد افترى القرآن من عنده، أي اختلقه، من أخيلته، ومن تأليفه ...
فها هي المجاراة ...
إذن فإن كان افتراه، فلتفعلوا ما يعزّز قولكم، ويوثّقه، ويزيده قوة، هيا فإن هذا الذي قلتم عنه مفترٍ تعلمون علم اليقين من لبثه فيكم عمرا أنه الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، فلتحاولوا أنتم أن تفتروا كما افترى، هاتوا افتراءكم مع من أردتم أن يكون لكم في ذلك ظهيرا من أهل القراءة والكتابة والفصاحة والشعر والبيان، هيا يا أهل اللغة!
افتروا، فإن كان الأمي قد افترى، أفلا تقوَون مع كل من يقرأ ويكتب ويتفصّح أن تفتروا؟! لا شيء أسهل من ذلك عندكم يا أهل الكلام والبيان، إن كان ادعاؤكم افتراؤه -وهو الأميّ- حقيقة ...
أي أن الله تعالى علم نبيه صلى الله عليه وسلم أن يطالبهم بالبرهان "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، فليس أسهل على أهل الكتابة والقراءة أن يفتروا إذا كان عندهم من لم يقرأ ولم يكتب قد افترى ...
إنها المطالبة بالبرهان بأقوى طريقة، طريقة المتيقن من حق عنده لا يُقارَع، ولكنه لا يمنع من يستطيع المقارعة أن يفعل، يفتح له الباب على مصراعيه، دون شروط، يترك له الحريّة، يُفسح له فلا يقيّده بشروط، بل يطالبه بأن يأتي ببرهانه مع المظاهرين الذين يختار ويحب....
ها هي الفسحة لعقولكم، فهاتوا التعقل من عقولكم ...
1- هذا أمي لا يقرأ ولا يكتب قد افترى.
2- وهو وحده بلا ظهير قد افترى.
3- وأنتم يا من تتقنون القراءة والكتابة والبيان والفصاحة افتروا ما افتراه.
4- أنتم مجتمعون والجماعة أقوى على الإتيان بما لا يأتيه الواحد، فهاتوا ما عندكم.
ثم في الآية الموالية:
"بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ(39) وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ(40)"
إذن فحقيقتهم، أنهم لم يكذّبوا بشيء عرفوا ما فيه، وأحاطوا بعلمه، فقاسوا، وفكّروا، واستدلّوا، وأسقطوا فعرفوا أنه الباطل فرفضوه، بل إنهم أصلا لم يعلموا عنه شيئا...بل إنهم فوق عدم علمهم، لم يصبروا على فهم وبيان ما استعصى عليهم فيه، بيانه من رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم.
1- لم يعلموا.
2- لما يأتهم تأويله : لم يصبروا حتى يأتيهم بيانه وتفسيره.
العلم + الفهم = الحكم الصحيح
العلم + عدم الفهم = الحكم الخاطئ
عدم العلم + عدم الفهم = الحكم الخاطئ
أن تعلم ما فيه دون أن تفهمه نقص، ومدعاة لحكم خاطئ، فوجب العلم مع الفهم لإصدار الحكم السليم من العقل السليم.
فلننظر إلى المحاججة بالعقل !
سبحان الله ....
كثيرا ما نتأمل في آيات القرآن الألفاظ المشتقة من "عقل" لنعرف مخاطبة القرآن للعقل، ولا نبحث كثيرا في سائر سياقات وتعبيرات القرآن العظيم ... وهي وإن لم تحوِ من تلك المشتقات كانت خطابا للعقل، وخطابا بالعقل ...
ثم :
"وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ(41) "
وإن بقي حالهم هو التكذيب من بعد :
1- طلب البرهان + 2- الدعوة إلى العلم + 3- الدعوة إلى الفهم
فما عليك أنت يا "محمد" إلا أن تتبرأ وتعلم أنهم مع ما طولبوا به وهُم على حالهم لم يعد ينفع معهم، إن عقولهم قد سُكّرت عن التعقّل ...
أما الآيتان المواليتان :
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ(42) وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ(43)
الأصم العاقل بإمكانه معرفة الحق، والأعمى ذو البصيرة بإمكانه أن يعرف الحق،
أما أصم بلا عقل وأعمى بلا بصيرة .... أنّى له أن يعقل ؟!!
فلنتأمل قرآننا، ولنبحث في كل خطاباته، وإن لم يكن فيها من مشتقات "العقل"، أو "الفكر" أو "التدبر"، نجد مجالات شاسعة تخاطب العقل، وتبيّن بالعقل، وتدحض بالعقل ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #359 في: 2017-03-31, 11:38:49 »
2016/05/11

قال ابن القيم رحمه الله فى الفوائد :
العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها، ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم .
فترك الدنيا فضيلة ، وترك الذنوب فريضة فكيف يؤمر بالفضيلة من لم يقم الفريضة .
فإن صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد أن تحبب الله إليهم بذكر آلائه وإنعامه وإحسانه وصفات كماله ونعوت جلاله فإن القلوب مفطورة على محبته فإذا تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والاستقلال منها والإصرار عليها .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب