المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84559 مرات)

0 الأعضاء و 8 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #460 في: 2018-01-14, 10:35:27 »
2017/03/18
--------------------

هاتفتنْي وهي لا تكاد تجد الكلمات التي تعبر عن سعادتها بجلسة جمعتنا اليوم مع حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم نتملاه، ونتأمله، ونبحث في أركانه وزواياه، وقمته وقاعدته. وأطرافه...!!

ونتخيل رسول الله بإزاء الصحابة، والصحابة بإزائه، ونلمح نظراته، ونتحسس حِسّه العالي، ونرقب كلماته الجامعة، وتنشرح صدورنا بعدله، ورحمته...

ونندهش من فطنته، ونُشَدَهُ من تعقله... وننبهر باحتوائه لمن معه، ونُسحر باستيعابه للحالات... حتى أُلجَمَ بعد انطلاقي وأنطلق بعد إلجامي، فأقسِم مرة ومرة، يُلجِمُني انبهاري عن كل الكلمات إلا عن القسم أنه النبي لا كذب... أقسم إنه لَرسول الله...!!
ونلمس "البشرية" بعمق، بعمق، بعمق في جيل الصحابة بأخطائها وعيوبها وضعفها...

وندرك أنها البشرية التي كانت لتكون للمعالجة النبوية معنى نتأسى به في كل زمان ...

فنسمع محاججة من صحابي تارة ونسمع استغاثة من آخر لذنب أتاه، ونسمع من غيره تجرؤا لا يطيقه الناس من حوله ويُطيقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وننعم بضحكته الدُريّة تعصر من قلوبنا حبا وشوقا لمرآه... ونبحث بين ثنايا الكلمة من كلماته فإذا هي المعاني والمعاني... !

ونلمح المجتمع البشري بكل سماته ومميزاته البشرية ... ونرقب رسول الله فيه البلسم والدواء والشفاء، والطِبّ والطِّيب...

هاتفتْني بعد تفرّقنا تحمل كل هذا الذي تشاركْنا وهي تقول بصوت خالطتْه سعادة المستدرِك وإن شيئا من أشياء فاتت: ولكن أخبريني لماذا كنا نعرف إسلامنا تماما كعكاز الأعمى... يقذفنا تارة هناك، وتارة هاااا هناك.... لماذا لم نعرفه على حقيقته ؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #461 في: 2018-01-14, 10:37:20 »
2017/03/19
------------------------

تأملات كانت لي حول تحريم الخمر منذ عام :

اليوم في لقائنا الأسبوعي مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلغنا مرحلة تحريم الخمر... العام الرابع للهجرة

تأملنا المراحل الثلاث لتحريمها، فإذا أول مرحلة فيها كانت بعد خمسة عشر عاما من البعثة... وآخر مرحلة كانت بعد سبعة عشر عاما من البعثة...!!!

سبعة عشر عاما والخمر غير محرمة، وشاربها لا يؤثم...
سبعة عشر عاما، تأسست فيها عقيدة المؤمنين في مكة، وبدأت فيها معالم الدولة الإسلامية في المدينة، وأصبح للمسلمين قوة مُهابة، ونُصروا على المشركين نصرا مؤزرا في معركة الفرقان، وأصبحت لهم هيبة، وعرفت لهم شوكة... وعرفوا الهزيمة في أُحد، واعتبروا بدروسها العظيمة... وأرغموا أنوف اليهود المخادعين...

والمؤمنون ما يزالون يشربون الخمر....
وأول مرحلة من مراحل التحريم كانت عبر السؤال:
"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"
لقد تركهم الله تعالى عليها حتى سألوا عنها بأنفسهم...

لقد آمنوا وهم يشربونها، وتأسست عقيدتهم وهم يشربونها، وخُلّيت أنفسهم من موروثات الجاهلية وهم يشربونها، وحُلّيت بالإيمان وبالهدى وهم يشربونها...

وتزكوا، وعملوا الصالحات، وتنافسوا على الخيرات، وتدارسوا القرآن وعملوا به وهم يشربونها...
وجاهدوا وهم يشربونها، واستشهدوا وفي بطونهم منها... !!!

ثم سألوا عنها بعد كل هذا، بعدما عاينوا حياتهم الجديدة والخمر ملازمة لهم، بعدما أُخرجوا من غيابات الجاهلية إلى نور الحق وهي ما تزال ملازمة لهم...

إنهم لم يفكروا يوما بشأنها من قبل إسلامهم، لقد كانوا يشربونها ويعشقونها ويتغنون بها في أشعارهم، حتى استغنى كثير منهم عن الماء بها... فكانت سقياهم...
أما اليوم، فقد سألوا عنها...
لقد تركهم الله حتى سألوا عنها...
لقد جعلهم الإسلام يفكرون... يتساءلون، يستخدمون العقل لغاياته التي لأجلها خُلق...

لقد عرفوا أنه دين لا يستقيم معه تغييب العقل، لقد عرفوا بما عاينوا أنه دين العقل، دين الصحوة، واليقظة والفكر والتفكير لا دين الخرافة والخيال والتغييب واللاعقل...
لقد دلهم على التفكير ...على إعمال العقل، وعلى تقديره، وعلى صونه، وعلى الحفاظ على الكيان المسلم بالحفاظ على عقل سليم، صاح، مفكر، واع...
لقد عاينوا بأنفسهم الفرق بين ما يكونون عليه ويكون عليه إيمانهم وهم بعقل حاضر، وما يكونون عليه وهم بعقل مغيّب...

لقد عرفوا بما عاينوا أن أحسن حالاتهم مع عقل صاحٍ وأن أسوأها مع عقل مخمور مغيّب

لقد سألوا هم أنفسهم عن شيء كانوا يرونه حياة من الحياة... هواء مع الهواء، ماء فوق الماء...
هكذا كان فعل الثورة العقلية في الإسلام، هكذا هو عهد الصحوة والرقي بالعقل إلى مرتقاه الذي لأجله خُلق...

ها هم اليوم يسألون..... ليفتح السؤال أول باب التحريم... وقد تهيأت العقول السائلة والنفوس الراقية لقبول الجواب، للأمر في شأن الخمر...

فكانت البداية ببيان إثم فيها هو أكبر من نفع، لتتهيأ النفوس للتوجس مما كان ملازما وقطعة من الحياة...

وهكذا تبيّن لهم بعدها كيف يسوق إثمها إلى الخلط في الصلاة... في لقاء الله، في الصلة بالخالق...

فيأتي أمر صارم بئلا يقرب الصلاةَ سكران: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارى حتى تعلموا ما تقولون" ليزداد التوجس، ويقوى الاحتراس، وتتسع دائرة التضييق...

إلى أن يصل الأمر إلى التحريم النهائي وقد قرنت بالأنصاب فكانت عِدلا للشرك، ووصفت بالرجس، وأنها من عمل الشيطان، وتقرر الأمر باجتنابها لتحصيل الفلاح :" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"

نعم لقد كانت البداية من سؤالهم... من سؤال العقل الذي عرف أن هذا الدين لا يستقيم مع عقل مُغيّب، بل هو دين العقل... العقل الحاضر الواعي، الصاحي...

فترك أصحابه ليسألوا، وكان السؤال أول باب التحريم، ...تحريم تغييب العقل بسؤال العقل في ساعة عقل...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #462 في: 2018-01-14, 10:39:02 »
2017/03/20
----------------

إنها "الحياة" فيه وليست "حكاية الحياة" ... !
من الكتاب الرائع : "التصوير الفني في القرآن" لسيد قطب..

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #463 في: 2018-01-14, 10:39:58 »
2017/03/20
----------------

في السورة من القرآن... عندما تكون مع قطاع من الآيات يعالج موضوعا ما... ثم تجد نفسك فجأة مع آيات موالية للتي كنتَ معها، فإذا موضوعها آخر، مخالف، مغاير ...

وقد تتساءل... ما وجه العلاقة بين ما كنتُ فيه، وبين هذا الموالي له ؟!

مثلا كيف نكون مع أحداث غزوة، حتى نجد أنفسنا مع آيات في التزكية ؟! (سورة آل عمران).

كيف نكون مع الحديث عن تكذيب المكذبين بالبعث، حتى نجدَنا مع قصة موسى وفرعون ؟!(سورة النازعات)

ربما للوهلة الأولى ... تظنّ هذا البعد، وهذا الاختلاف، ولكنك إذا ما أطلتَ المكوث، وأحسنتَ النظر، وتأملت عرفت أن هذا لا يختلف عن هذا...لا يبتعد عنه، لا يغايره... بل إنّهما لمرتبطان أوثق الارتباط ... وأجمل الارتباط ... !

تأملوا سورة النازعات ... والله سبحانه يُقسم بالملائكة على اختلاف مهامها وأدوارها، نازعات، وناشطات وسابحات وسابقات ومدبرات... على أن وعد الله بالبعث حق ... : " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة"

ثم تأتي قصة موسى عليه السلام مع فرعون ... !

ولكننا كنا مع البعث، ومع المكذبين بالبعث : " يقولون أئنا لمردودون في الحافرة * إذا كنا عظاما نخرة "

فكيف نُحال على قصة ؟!

📌 أولا : لنتأمل كيف أجمِلت القصة كلها في آيات متتابعة قليلة: ناداه ربه، ثم أمره أن يذهب للطاغية، وأن يسأله إن كان له أن يتزكى، وأن يهديه إلى ربه...

فنجدنا مع موسى عليه السلام يريه الآية، فإذا فرعون مكذب... ! مهتاج...! مضطرب يسعى، يقرع الحق وجدانه قرعا مؤلما، يجعله متخبطا، فيجمع الناس من حوله، يقول أنه الرب الأعلى ... !!

📌 ثانيا : ما علاقة فرعون وحاله إزاء دعوة الحق، بحديث سبقه عن البعث وأنه الحق ؟!

أيها المكذبون بيوم البعث، وبقدرة الله على البعث، أيها المستهزؤون المتعجبون من أن تبعث العظام النخرة بشرا كما كانت حية من جديد ...

هذا فرعون وقد طغى، وكذب بالله وبالبعث، وملك وأمر، وكانت جنوده أوتادا تضرب في الأرض ...

لا بل أكثر من ذلك .... لقد ادعى الربوبية فنادى في قومه : "أنا ربكم الأعلى" ....

أين منتهاه ؟ أين ربوبيته وأين ألوهيته ؟ وأين قوته ؟ ها نحن أولاء نشهد هلاكه نكال الآخرة والأولى...
فأين ستذهبون بتكذيبكم ؟ وأيَّ مأرب أنتم به قاضون ؟!!

أي مبلغ في الطغيان أعلى من أن يدعي الإنسان الألوهية والربوبية، ؟!! لا .... والأدهى أن يجد من يؤلهه، ويسمع كلامه ويطيع على أنه الرب الأعلى ... فيزداد طغيانا وتجبرا وتغطرسا ... وهكذا كان فرعون ... فهل أنجاه هواه وقد كذب بالخالق الباعث ؟ وبالبعث والحساب ؟!

فلننظر... أي افتراق هو بين الآيات والآيات التي تلتها ؟!! بل إنه للرباط الوثيق ...

ثم لنمضِ قُدُما ... إنها آيات أخرى موالية لقصة موسى مع فرعون، والتي انتهت ببيان هلاك فرعون، وكيف جعله الله عبرة لمن يخشى ...

إنها آيات عن الخلق ....
وإننا من البعث، إلى القَصص، إلى الخلق .... لتنتهي السورة بالبعث من جديد  :)

"أأنتم أشد خلقا أم السماء.. بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها " ....

يا كل من تتجبر، وتتكبر، وتُكذّب، وتتأله كما كان فرعون ... تأمل... أأنت أشد خلقا أم السماء؟
أم الأرض ؟ أم الجبال ؟

إنك لأهون على الله منها كلها ... فأين يمضي بك غرورك ؟! وأين يمضي بك طغيانك ؟!!

وبعد كل هذا الخلق الذي يحيط بك... بعث ولقاء ويوم هو الطامة الكبرى .... يوم تتذكر سعيك... فأما من طغى فالجحيم مأواه، واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى الذي أوقع فرعون فيما أوقعه فيه، وأوقع كل مكذب فيما أوقعه فالجنة مأواه...

فلنتأمل أي افتراق هو بين الآيات والآيات ؟ وأي اختلاف واي بعد هو لمعنى هذه ومرماها عن معنى الأخرى ومرماها.. ؟!!

بل إنه الترابط الوثيق... الوثيق الذي لا يُرى من "قراءة" بل يُرى من "مكوث" و"تأمل" وتملٍّ في هذه الصور المتناسقة والمعاني المتساوقة المتسقة، بديعة التصوير ...

وهذا عن ترابط قطاعات الآيات ومواضيعها في السورة الواحدة وكيف يبدو الاختلاف والافتراق من حيث هو الارتباط والالتصاق...

وأود أن أشير بعيدا عن هذا إلى شيء من جماليات "النازعات"  :) :
الرب الأعلى سبحانه وكيف ينطق عنه بديع صنعه في الدنيا، وينطق عنه تحقق وعده في الآخرة أنه الرب الأعلى :"فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة" بينما ينطق المتربّب والمتأّله بلسانه المضطرب وقلبه الخائف وكيانه المهزوز : "أنا ربكم الأعلى" ...

وشتان شتان بين "الأعلى" بحق وبين المستعلي بباطل...!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #464 في: 2018-01-14, 10:41:46 »
2017/03/21
-----------------

د.سامي عامري


دنيا الناس مدخل إلى دينهم!
قال نوح -عليه السلام- مرغبًا قومه في التزام طريق الهداية: "اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (نوح/10-12).. لم يكتفِ نوح بإخبارهم بأمر المآل: جنة ثمارها دانية ونار باقية حامية.. ولم يقتصر على بيان حقيقة التوحيد، وأنّه حقيقة الوجود الكبرى، ونقيضه ضلالة عظمى.. وإنّما شارك الناس مشاغلهم الدنيوية، ولامس همومهم الأرضيّة في طلب المال والولد وبركات الأرض ونعيمها.. وتلك رسالة لأهل الدعوة اليوم ليعلموا أنّ الطريق إلى عقول الناس وقلوبهم يكون بالإخبار عن الحقائق الوجوديّة الكبرى؛ ببسط حقيقة التوحيد وفضله، وذكر عظيم أمر المعاد وطريق النجاة، وكذلك معالجة هموم الناس الدنيويّة ، ومشاركتهم أحلامهم وهواجسهم في أمور المعاش..
= على الداعية ألا يهجر مشاغل الناس بالكليّة إلى الاقتصار على تقرير مسائل الدين النظريّة، كما عليه أن يحذر من الانصراف بالكليّة إلى مشاغل الناس الأرضيّة، مهملًا تعديل اعوجاج تصوّراتهم النظريّة.. وبين هذا وذاك يكمن الحق..
حتّى لا تكون فتنة..!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #465 في: 2018-01-14, 10:42:35 »
2017/03/25

------------------------

إخوتي أخواتي...
أحذركم من تداول أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحاديث لا أصل لها، ولا سند، وأخرى ضعيفة ... تنتشر في هذا الفضاء الإلكتروني انتشار النار في الهشيم... يتداولونها على أنها من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هي إلا الكذب والتدليس والتلفيق ...

كذِّبوا قبل أن تُصدّقوا، وقبل أن تنقلوا حديثا تحرّوا وابحثوا ودققوا ...

وبفضل الله تعالى هناك مواقع موثوقة يحسن فيها البحث والتدقيق من مثل الموقع الرائع : "الدرر السنية" www.dorar.net

فلا تستسهلوا نقل هذه الأكاذيب التي تُنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبحان الله أسلوبها الركيك، مع الحشو الذي يُعرف فيها يكاد يصرخ أنه الكذب لا الصحيح ... وأنبه على أن كثيرا منها يُتَداوَل على شكل صور مكتوب عليها يعلوها الشحوب والبُهوت ...

هدانا الله ونوّرنا بالحق والصحيح..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #466 في: 2018-01-14, 10:43:33 »
2017/03/27
---------------------

حديقة السور الروماني الجديدة، متنفّس ومتنزّه وجمال، وإنجاز يُقرّ به أهل مدينتنا العريقة ...

ولكن حزّ في نفسي أن تُشوِّهَ ذلك الجمالَ لقطاتٌ خفيّة، وعلى قدر خفائها وتفاهتها عند الكثيرين على قدر ما تحمل من غيابٍ للحسّ البيئيّ عند أصحابها..

الحديقة منظمة، مزيّنة بالشجيرات الجميلة، وبالكراسي والأخوِنة(الموائد) الحجريّةالتي صُمّمت على النمط الروماني القديم، فجاءت موائمة جدا للسور التاريخي العريق...

العشب الذي يغطي مساحات دائرية وأخرى مستطيلة موزعة توزيعا هندسيا منظما ودقيقا، يفرق بعضَها عن بعض بلاطٌ مرصوف يشكّل تقسيمات منظمة هي الأخرى تتخلل المساحات الخضراء...

كل هذا يبعث في النفس راحة، وفي الصدر انشراحا... ولكنك إذا ما نظرت أسفل الكراسي وجدت لفافات السجائر، والأكواب البلاستيكية، وقشور دوّار الشمس(القليبات) يزرعها آكل اللبّ زرعا...

هذا تحديدا ما هو جدير بالحرص على تفاديه...
هذا "اللَّمم" الذي يجتمع ويجتمع ليشكّل مظهر "اللانظافة"، هو موضوع الوعي القاعديّ في نظافة البيئة والمحيط ... هو الذي نقيس به درجة الوعي البيئي ... فما النار إلا من مُستصغر الشرر... وما وجه الجمال المحافَظ عليه إلا من تفادي هذه اللامبالاة بالأشياء الصغيرة تلقيها يد من هنا ويد من هناك...

ولن تُجدي الشاحنة المخصصة للحديقة ب"عمال النظافة" المواظبين على تنظيفها يوميا وجمع قمامتها بقدر ما يجدي وعي بيئي عند الناس يبقيها نظيفة ب" محبّي النظافة"...

فلنحرص على نظافة ما "تحت" الكراسي يَدُمْ لنا هذا الإنجاز الذي أضفى على مدينتنا جمالا يستحق المحافظة عليه ...
---------------------------------------------------------------------------
تنبيه لغوي :) : "الخِوان" جمعها "أخونة" هي المائدة لا طعام عليها، بينما التي عليها طعام هي "المائدة".
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #467 في: 2018-01-14, 10:44:41 »
2017/03/30
----------------

ولكن هل مِن عبقريٍّ يَفْري فَرْيَ هذا الطفل ؟!!
لا تفوّتوه فضلا ...

https://www.youtube.com/watch?v=uUcxQRkZg_c&feature=share
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #468 في: 2018-01-14, 10:45:32 »
2017/03/31
--------------------

حلقة مفيدة جدا (حوالي 9 دقائق)...
وكتاب "النبأ العظيم" الذي ينصح به في آخر الفيديو من أروع وأنفع ما قرأت..

https://www.youtube.com/watch?v=fWpwvqkegio&feature=share
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #469 في: 2018-01-14, 10:46:19 »
2017/04/03
------------------

عندما كنت أقرأ القرآن، كنت أمر بآيات الوحدانية والخلق والإبداع وأنا أرى الأمر واضحا متجليا لا مراء فيه، وعلى قدر ما كان تأمّلها يترك بالنفس تعظيما وتبجيلا وإجلالا لله جلّ في عُلاه على قدر ما كنت أتساءل عن سرّ كثرتها، وتواجدها بكل مكان من القرآن...

كانت آيات تخاطب كفار قريش أو تصف تعنّتهم...
وكان أكثرها بالسور المكيّة، والتي هي أكبر عددا من السور المدنية...

كان نزولها في مرحلة تأسيس العقيدة ...

في أيامنا هذه، تبدّلت نظرتي لتلك الآيات...!

مع هذه الموجة الصارخة من التشكيك الذي طال الكثيرين من شباب الأمة، بل وطال مَن طال منهم الإلحاد والانسلاخ من الدين كليّا، حتى غدا الإلحاد حديثا من شائع الحديث...حتى طفِق مَن طفِق يبحث عن طرق نقاش الملحدين، وإقناع الملحدين، ومحاولة تنوير الملحدين والمشككين وانتشالهم من براثن الضلال والهوى ...

حتى افتتح هذا مشروعا لتكوين الشباب في مجال محاربة الشبهات، وتفرّغ ذاك لمناقشات عبر وسائل التواصل (التشات)... وألّف آخر عن شبهات حول "السنة" وآخر عن شبهات حول القرآن ...

ومَن افتتح صفحات لدحض الداروينيّة، ومن سجّل مرئيات موضوعها مناظرات بين أنصار الدين وأنصار اللادين ...

وهكذا... بين سعي وسعي...
موازية هي المساعي لكل الطلعات والخرجات المستحدثة من موجة التشكيك الجارفة، وموجة الإلحاد المائجة ...

ومع كل هذا ... عدتُ...فحطّتْ بي راحلتي عند تلك الآيات ذاتِها....
آيات تحكي عن هؤلاء...عنهم في كل زمان، وفي كل مكان ...
ليسوا بِدعا من الناس، ولا قولهم بِدع من الأقوال ... بل هُم هُم أصحاب التكذيب، والكفر والشك، والاهتزاز ....

هم الذين خاطبهم، ويخاطبهم، وحدّث عنهم، ويحدث عنهم رب العزّة سبحانه ...

حطّت بي راحلتي عند هاتيك الآيات، فلم أعد أرى كثرتها في القرآن سِمة من السِّمات وانتهى الأمر...

بل هي التي دورها لكل زمان هو الدور الأول، ووزنها هو الوزن الأثقل ...

التوحيد، العقيدة، النبوات، اليوم الآخر...

مواضيع هي القاعدة التي كانت تُستهدف أول الأمر كلما تطاول على الناس العهد، ليعودوا القهقرى في كل مرة..فتنتكس البشرية وترتكس، وتنكص على عقبيها، وتتمسّح بمسوح الوثنية والخرافة واللادين، فتنكر كلّ ما دعاها إليه نبي بين الأنبياء، ليُبعث نبي بعده، وينزل كتاب بعد كتاب ليجدد الدعوة للدين الواحد، ولعبادة الرب الواحد ...

كانت البشرية تحتاج في كل مرة ل"نبي" لا لمصلح عادي ...

ولكن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يكون من بعث جديد، فلا نبي ولا رسول بعده...

ولن تحتاج البشرية مع انتكاسة وارتكاسة تتهددها من كل جانب إلى نبي جديد... بل إلى مصلحين من أمة النبي الخاتم والكتاب المهيمن يبعثون الدين من جديد ...

إنني اليوم حينما تقابلني آيات من مثل قوله تعالى :"فمالهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حُمُر مستنفرة *فرت من قسورة * بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة..."

لم أعد أتمثل كفار قريش فيها كما صرت أتمثّل شبابا من المسلمين سرعان ما جعلت أرضهم الهشّة التي يقفون عليها تهزّهم...
فإذا الكثير منهم كالحُمُر المستنفرة الهائجة الثائرة الفارة من أسد يلاحقها ... !
شباب يفر من التذكرة الربانية فرار مَن يخشاها خشيته من أن يُفتَرَس ... !!!

كثير منهم صار يتألى، ويتمطى وكأنما لن يكفيه إلا أن يُؤتَى من عند الله صحيفة يُعلمه فيها باسمه ورسمه أن : آمِنْ ... ليؤمن.. !!

اليوم صرت أرى الأمة أحوج أن تقف عند الآيات التي تخاطب العقل ل"يصل" ...

التي تحاجج بالعقل، التي يستنكر فيها العلي القدير على العقلاء ألا يعقلوا. وعلى أولي الألباب ألا يعوا ويتفكّروا...

وما كان ما كان إلا من معرفة بالقرآن لم تكن إلا القراءة للحروف، أو الحفظ لها في أحسن الأحوال.. وما كان ما كان إلا من معرفة بالإسلام لم تتعدَّ "السطح" ...

فربما...
ربما يكون مع هذه الموجات البئيسة التي تجرف من شباب الأمة مَن تجرف، قنوات ينفد منها مَن يسأل إذ يسأل صادقا مع نفسه، ويبحث إذ يبحث عن الحق والحقيقة، فتعود موجاتٌ كريمة لتكتسح الموجات الخبيثة، موجات من العقول الواعية، والقلوب الصادقة لتبث "الرسوخ" من وحي "الوحي" ...

من تأمله والغوص في مراميه ومعانيه... ولتلوح تباشير نهاية عهدٍ الدينُ فيه شعائر بلا روح ولا حركة، ويبدأ عهد هو "العودة" لما كان أول ما كان ...

"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #470 في: 2018-01-14, 10:48:20 »
2017/04/07
------------------

من أكثر ما يغيظني، ومن أشد ما يؤلمني أن أرى أو أسمع عن أب يضطهد ابنَه ويقلل من قيمته أمام الناس بدعوى السيطرة الأبوية اللازمة...

أن أرى أبا متبرّما من ابنه، لا يَفتُر تبرّمه أمام الجميع، فهو يزجره، أو يقرّعه أو يطرده، أو يُسكِته، أو يصيح به بداع وبغير داع، حتى ترى مَن يرقب تصرفاته معه يشفع لابنه عنده ويسأله أن يتوقف، ويلين معه، وأن يترك له فرصة... فإذا ردّ قال : آه إنك لا تعرفه !!!

ماذا هناك ؟؟ هل أنجبتَه لتستعبده، أم أنجبتَه ولا تريده إلا خادما مطيعا، مكسور النفس مَهيض الجناح ؟!

ماذا هناك ؟
لا تَفتُر عن تحقيره وإذلاله أمام الجميع، لا تبالي بمشاعره وأحاسيسه وكيانه، ولا ترى في هذا إلا "السلطة الأبوية المُهابة" التي لا يجب أن تسقط بحال من الأحوال ؟؟

إنكم أيها الآباء تغفلون كل الغفلة عن دور عظيم لكم في تكوين نفسيات قوية واثقة تسعد بالحياة وتأمَل في الحياة، وتتحرك في الحياة إذا ما رفعتم معنويات أبنائكم وأشعرتموهم بقدر لهم ووزن، وبِكَيان يُحتَرم...

رحمك الله يا أبي الحبيب وجزاك عني خير الجزاء...
فلقد حُفِرتْ كلماتك المشجعة حفرا بنفسي...

تغمّدك الله بواسع رحمته، وجزاك عني خير الجزاء وقد جعلتَني أشعر بالقوة الدائمة من نفسي، وجعلتني أخوض غِمار الحياة وأنا الواثقة...

كنت تتباهى بي أمام أصدقائك، وتطلب مني أن أقرأ لهم ما قرأت عليك، وأن أُسمعهم مما تعلمت، وكنتَ تخبرهم بإنجازاتي...

وكنتَ إذا ما زارك أحدهم ورأيتَني أهُمّ بالخروج لأفسح له -وقد بدأتُ مرحلة عُمرية أخجل فيها من البقاء أمامهم كما عهدي معهم في طفولتي-، كنت تأمرني أن أبقى، وان أستمر بالقراءة أمامهم كما كنت أقرأ عليك...تدفعني، وتشجعني وتُذهِب خجلي...

تغمّدك الله بواسع رحمته، وما كنتُ معك بمكان حيث تجد مَن تعرف إلا والتفتّ إلي وتبسمتَ وطلبتَ مني أن أعرّفه بالتي جعلتَ اسمي على اسمها "أسماء بنت أبي بكر" وبقصتها مع النِّطاقَيْن، وقد علمتنِيها منذ نعومة أظافري حتى أحببتُ اسمي من حبي لها...

لن أنسى قولك لي دائما : ابنتي، لا يكون سلاحك إلا العفاف والخُلق الحسن، ولتصلي حيث شئت أن تصلي، وإن أحببتِ قيادة الطائرة فلتفعلي، ولن أمنعكِ مادمتِ العفيفة التي تصون نفسها....

وكنتَ يا أبي وكنت وكنت... ولم تدرِ كم كان دورك عظيما عظيما...

يغفل كل أب متسلط مُذِلّ لابنه أمام الناس عن هذا الدور في تأسيس شخصية قوية واثقة غير مهزوزة ويحسب أن الهيبة تسقط إن هو شجّع وقوّى، وذكر المحاسن بدل أن يزجر ويُذِلّ ويضطهد بدعوى السلطة الأبوية الموهومة... !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #471 في: 2018-01-14, 10:49:32 »
2017/04/09
---------------------

عندما يناطح هوى البشر إرادةَ الله وحكمتَه.. !
عندما يحكّم الإنسان في نفسه هواها...

عندها طالب مَن طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأتي بقرآن غير هذا القرآن أو أن يبدله..

عندها تجرؤوا فاستعجلوا العذاب والشر استعجالهم بالخير...

عندها طالبوه أن يأتيهم بآية خارقة...

عندما تناطح أهواء البشر حكمة الله تعالى، عندها يقولون ما يشاؤون ويتشدقون بما يشاؤون... ويهرفون بما لا يعرفون...

ولكن الجمال ... كل الجمال والجلال كل الجلال... ألا يجيبهم الحكيم العليم إلى ما يريدون بل يقضي بأمره وتدبيره ... وإن قالوا عن نبيه إنما أنت متقوّل، فأين إجابة ربك لما طلبنا ؟

الجلال كل الجلال في بقاء الأمر كما قضى الله وكما شاء، وكما قدر، حتى وإن زادهم إمضاء الله لما يريد لا لما يريدون طغيانا وعمى على العمى ....

" وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" -يونس : 11-


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #472 في: 2018-01-14, 10:50:08 »
2017/04/11
----------------------
ما ينفع هو ما يُفهَم ويوضِّح ويُبسِّط وليس الذي يحتاج إلى توضيح...

عندما أقرأ أقل شيء، أبحث في نهاية قراءتي عن المعنى الواصل، والنفع الحاصل، فإن وجدتُه كان ما قرأت رسالة بالغة، وإن لم أجده كان ما قرأت كتابة وقفت عند حدود الحروف، وإن كان مِن لفّ ولفّ ولفّ ...

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أبان وأفهم ... وهو صاحب الرسالة العظمى ...

وكل من أراد أن ينفع عليه أن يُبين وأن يوضّح لا أن يُغمّض ويُلغّز ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #473 في: 2018-01-14, 10:50:50 »
2017/04/16
---------------

عندما يتعفف الإنسان عن حرام أو منكر أو عيب أو هوى، ويتنزّهُ عن خوارم المروءة أو حتى عن أمر من المشتبهات يشعر بالرُقي، رقيّ الترفّع عن الدنايا، وبشعور الذي نجا، خاصة عندما تقابله مغبّة مَن وقع في أحدها..

عندها يتعزز لديه الإحساس بأن تعفُّفه وتنزُّهَه كان صوابا ...

وكله من فضل الله...

ملاحظة : ليس شعور النجاة هنا شعور مغرور يظن العصمة من نفسه عن الوقوع في شيء منها، وينظر للواقع فيها نظرة المتعالي، ولكنه بمثابة فرحة المؤمن بفضل الله وهدايته، وتقديره لنعمة الهداية، وهذا ما يدعو لقولَة : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #474 في: 2018-01-14, 10:51:31 »
2017/04/16
-------------

"وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً"

هجرا جميلا... اصبر على أذاهم من ألسنتهم، واهجرهم هجرا دون أن تؤذيهم ..

وقبل أن يُؤمر صلى الله عليه وسلم بالصبر والهجر، ربّ العزة يأمره بقيام الليل، فالقول الذي سيُلقى عليه ثقيل ثقيل يستدعي أن تكون له من القوة اللازمة لتحمّل ثقله ...

هذه القوة سيستمدها من الاختلاء بربه ليلا ... إذ إن طاعة الليل أشد وطئا وأقوم قيلا ..

من قيام الليل، ما تيسّر له منه سيتزوّد لتحمّل ثقل ذلك القول الذي سيُلقى عليه، تحمّل ثقل الرسالة، ثقل الأمانة ... ثقل القرآن...

"وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)"

1- من قيام الليل، 2- من ذكر الله 3- من اتخاذه وكيلا

من هذا كله سيتزود للصبر على ما يقولون، وليكون هجره لهم هجرا جميلا ... هجرا بلا أذى ..

قيام الليل زاد للنهار ...
وهذا سبحانه يأمر المزمل صلى الله عليه وسلم بقوله : قم الليل ...
وهذا سبحانه يأمر المدثر صلى الله عليه وسلم بقوله : قم فأنذر...

فهو صلى الله عليه وسلم قائم بالنهار نذيرا، وقائم بالليل، للصلاة مقيما، ذاكرا، داعيا...
هو بين قيام وقيام ... فقيام يتزود منه لقيام... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #475 في: 2018-01-14, 10:52:41 »
2017/04/19
----------------

للأستاذ أبي إلياس (أعسو مصطفى)

هل يصحُّ لغةً أن نقول" مداخلة"؟:
جواب نفيس من أستاذي الفاضل الدكتور صالح أزوگاي:
يقول حفظه الله:
" كثيرة هي الألفاظ التي حرفت عن موضعها وزحزحت عن سياقها في العربية الأصيلة، ومنها لفظ "المداخلة" الذي شاع على ألسنة الباحثين في العقد الأخير شيوعا فاحشا، وما كنا نسمعه قط على ألسنة شيوخنا من فرسان اللسان العربي، واليوم صار العنوان الأنيق الذي يتشدق به على المنصات، ويطلق على ما يلقى من العروض في الندوات والمنتديات؛
وواضح أن لفظة المداخلة إنما جيء بها محرفة المفهوم لتصير المقابل للكلمة الفرنسية "intervention" دون مراعاة خصوصية السياق الثقافي لكلا اللسانين، وهذه من آفات الترجمة التي تجتث الألفاظ من بنيتها النسقية والمفهومية.
ومن يتأمل هذه اللفظة سواء في مأخذها المعجمي، أو في سياق ورودها في العديد من النصوص التراثية الأصيلة يجد أن سياق ورودها هو سياق الذم، وهو أن المداخلة حين تقع في الأشياء تتأثر في صفائها وانسجامها الذاتي، ومن ذلك المداخلة في النسب، وهي عدم كرمه بسبب الاختلاط، وتكون في العقل بسبب حصول عارض لدى المداخل في عقله فتختلط عنده الاشياء، ومنه المداخلة في اللسان، وتكون بسبب مداخلة اللسان الأعجمي للسان العربي مما يؤثر على صفاء الملكة فتختلط الأنساق في كلام المداخل في لغته،
تأمل في هذا السياق نصا نفيسا من نصوص التراث للباجي رحمه الله، أورده أثناء حديثه عن أدب المناظرة:
قال أبو الوليد الباجي:"ولايداخله في نوبته ويصبرله حتى يفرغ من كلامه، فإن المداخلة تذهب بالفائدة وتدعو إلى الوحشة". المنهاج بترتيب الحجاج ص 10."
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #476 في: 2018-01-14, 10:55:18 »
2017/04/23
---------------------

كعب بن مالك رضي الله عنه حينما تخلّف عن غزوة تبوك، وتاب الله عليه، وجاءته البشرى ... وعرف مآل صدقه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال أنه لم يُؤتَ في حياته كلها نعمة بعد الإسلام أعظم من صدقه رسولَ الله صلى عليه وسلم، وآلى على نفسه ألا يكذب كذبة بعدها، وقال أنه لم يعرف سبيلا إلى الكذب من يومها، وسأل الله أن يوفقه للصدق ما بقي من عمره ...

تأملوا ... إنه واحد من أصحاب بيعة العقبة الثانية وما أدراك ما العقبة ! وإنه لم يتخلّف عن غزوة من الغزوات عدا تبوك، وإنه من أصحاب بيعة الرضوان وما أدراك ما بيعة الرضوان !

ولم يقل أنه الذي لا يعرف الكذب، ولم يقل أنه الذي لم يكذب منذ أسلم، ولم يرَ صدقَه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بطولة من نفسه بل رآه فضلا من الله ونعمة، ولم يعزم على ألا يكذب ما بقي من عمره دون أن يعزو ذلك لفضل من الله عليه... !!

فلنتعلم ممّن لا يزكّون أنفسهم ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #477 في: 2018-01-14, 10:55:50 »
2017/04/25
-------------------

عندما تحدث "برمجة فِكرية" فتجد العنوان وكأنه الحقيقة بينما هو التحوير والكذب ... !

الآن حالا وأنا أتابع قناة France 24 إشهار عن برنامج حول أصحاب البشرة السوداء، تقول المذيعة بصوت الإشهار المُحمِّس : "ماذا تفعل إن كنت صاحب بشرة سوداء في دولة عربية ؟ " ... !!!! هذا عدا عن الصور المتلاحقة، فهذه صورة رجل غربي يعانق رجلا أسود، والأخرى لرجل غربي مع امرأة ذات بشرة سوداء في قمة السعادة ... !!

وعجبا ثم عجبا ثم عجبا يا فرانس يا 24 !!!
يبدو أن مارتن لوثر كينغ كان ثائرا ضد التمييز العنصري في بلاد العرب لا في بلاد الغَرب... !!!!

تمسّحٌ بجلد الذئب لتصييره الحَمَلَ الوديع، ولَعْق للأحذية المتسخة بلسان الذليل الخانع، ودسّ للكذب وحشو للبهتان ببرمجة فكرية مُدلِّسة تأكل بالصوت والحماسة !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #478 في: 2018-01-14, 10:56:17 »
2017/04/26
----------------

الأمهات صاحبات حسابات على الفيسبوك..
دعوة لمراقبة الصور الممثلة لصفحات بناتكنّ.. فليس كل شيء "عادي" !... وكُنَّ لهنّ قدوة ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #479 في: 2018-01-14, 10:58:02 »
2017/04/27
----------------

بين موسى الكليم عليه السلام وعمر الفاروق رضي الله عنه... صفات مشتركة، "موسويّة" أو "عمرية" كلتاهما تفتقر إليه الأمة ... ! مقال مميّز.. :   http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-237851.htm
--------------------------

د. سلمان بن فهد العودة

إذا كان الرجل العظيم هو من يجعل من حوله يشعرون أنهم عظماء، فذلك هو ما فعله موسى -عليه السلام- حين جعل من القوم المُستضعَفين بمصر قوة موحدة، تتحدى الطغيان وتفارق الأوطان، وهو ما فعله عمر الفاروق -رضي الله عنه- حين يمم وجهه شطر فارس والروم، وأطلق حركة الفتوح، وحقق نبوءة: (أخَذَ الدَّلو عُمَر  فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِى فَرْيَهُ حَتَّى رَوِىَ النَّاسُ)، ذاك ابن عمران، وهذا عمر، ذاك موسى الكليم، وهذا عمر الفاروق.

ومن لطائف التدبير السياسي الإسلامي؛ أنه إذا كان خُلُق الرجل العظيم يميل إلى اللِّين، فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى الشِّدة؛ وإذا كان خُلُقه يميل إلى الشِّدة، فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى اللِّين؛ ليعتدل الأمر، كما ذكر العلماء، ولهذا كان هارون الموصوف باللِّين وزيراً لموسى الموصوف بالشِّدة في الحق، وكان عمر الموصوف بالشِّدة في الحق وزيراً لأبي بكر الصديق الموصوف باللِّين، وكان أبو بكر يؤثر استنابة خالد بن الوليد المعروف بالشِّدة،  وكان عمر يؤثر عزل خالد، واستنابة أبي عبيدة بن الجراح؛ لأن خالداً كان شديداً، كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة ليِّن كأبي بكر -رضي الله عنهم أجمعين-.

والحق ركنان: بنّاءٌ وهدّام.

ذاك عاصر فرعون المتألّه وتربى في ظلّه، ولم ينتقص هذا من ثقته بنفسه، ولا إدراكه لهويته، ولا صدقه مع ذاته.

وهذا عاصر فرعون هذه الأمة وكان من أخواله، ولم يؤثر هذا على استقلال شخصيته، ولا إقدامه على اعتناق الدين الجديد.

ذاك نبي معلَّم مكلَّم، وهذا صِدِّيق شهيد ملهَم، وكلاهما له من شفوف النفس وزكاء القلب وتواضع الكبار، ما يستلهم به موارد الحق ومواقع الصواب.

تشابها في الخَلْق والجسامة والطول، وتشاكلا في الأخلاق والطبائع والعقول.

الجاذبية والسر الغريب (الكاريزما)، القيادة الفطرية، والقوة الحيوية المؤثرة، قوة باعثة مشفوعة بالرحمة، لا قوة متسلطة طاغية، أولياء لله من هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل.

لا غرو أن يقارن الاسم الاسم، ويقارب الرسم الرسم.

نفوسٌ صادقة مع ذاتها ومع ربها، فلا عجب أن تتصل قلوبهم بالسماء، فتكون راسخة في الطمأنينة، حتى عندما ترتجف الأرض من تحت الأقدام، صعد موسى عليه السلام الجبل ومعه سبعون رجلاً من قومه، فرجف بهم الجبل، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (155:الأعراف).

وفي صحيح البخاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد جبل أحد، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: « اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ »، انتهى الموقف بكل هدوء.

في أسرى بدر رأى أن يُجندل الأسرى على جنوبهم، فكان شبيهاً لموسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (88:يونس).

أتى بصحيفة من التوراة، فبادره رسول الله: (لو كان أخي موسى حيَّاً ما وسعه إلا اتباعي).

يذهل لخبر الرحيل، فيتمعّر حباً، ويرقى المنبر متحدّثاً بالظن أن رسول الله ما مات، ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى إلى ربه، كان يستحضر موسى حتى في هذه الليلة الظلماء.

غضب موسى للإسرائيلي المظلوم وأردى المعتدي، فكانت بداية مفاصلته للقصر وخروجه من مصر.

وغضب عمر من حصارٍ ظالمٍ فأعلن إسلامه وقاتل دونه، وهاجر علانية.

نمطٌ من العظماء يتميّز بالقوة والشدة والصلابة والحزم:

في الخطاب الموسوي: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا} (102:الإسراء).

وفي الخطاب العمري لأبي سفيان: (أنا أشفع لكم؟ لا والله، والله لو لم أجد إلا الذَّر لقاتلتكم به).

يأخذ موسى برأس أخيه يجره إليه، في لحظة انفعال وغيرة على التوحيد، ويشتد عمر على أبي هريرة؛ حياطةً للدين وخشية من سوء الفهم للوعد بالجنة لمن شهد شهادة الحق: (لا تبشر الناس أخشى أن تبشرهم فيتكلوا).

شدة موسى مع فرعون، مع بني إسرائيل، مع أخيه، حتى مع الحجر حين ضربه بعصاه حين ذهب بثوبه على ضفة النهر.

وشدة عمر على نفسه، وأمرائه، وأبنائه، وخدمه، حتى مع الحجر الأسود: (إِنّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ) (متفق عليه).

جرأة موسى حتى في حواره مع ربه حين سأل بإدلال المحب: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} (143:الأعراف).

جرأة عمر في صلح الحديبية: (عَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟)، وفي الصلاة على "عَبْدِ اللهِ بن أُبَيّ بن سَلُول": (أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ؟, وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ)، وفي أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا رَسُولَ اللهِ, لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ) (رواه البخاري ومسلم).

وجرأة أخرى في مراجعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي صحيح البخاري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَسِيرُ فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلاً ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا عُمَرُ ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يُجِيبُكَ . قَالَ عُمَرُ فَحَرَّكْتُ بَعِيرِى ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي -قَالَ- فَقُلْتُ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ . وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ « لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ قَرَأَ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) ».

حسمٌ مع رؤوس الخيانة بلا تردد، خطاب موسى للسامري كخطاب عمر لابن سلول.

انكسارٌ عند الخطأ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (16:القصص).

وقال عمر في خلوته: (عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ! بَخٍ بَخٍ.. وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ).

غضبٌ لله يثور ثمّ يسكت فيأخذ موسى الألواح.

يسمع عمر من يسبّه: (وَاللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ)، فيهمّ به فيُذكّره جليسه بـ{وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199:الأعراف)، فوالله ما جاوزها وكان وقَّافاً عند حدود الله.

شخصيات حاسمة عظيمة تصنع الفرق، بعد موسى عبدوا العجل واستضعفوا هارون وتآمروا لقتله، وكان عمر الباب الذي يكسر فتظهر الفتن.

التواضع والبساطة لا تمنع الهيبة والخشية من المؤاخذة، فهذا النمط الحازم لا يهادن الخطأ ولا يصبر عليه.

كان فرعون يخاف من موسى: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} (35:القصص).

وكان عمر مهيباً يَفْرَقُ الشيطان من ظلّه.

نكل بنو إسرائيل عن دخول القدس، ودخلها عمر بجند الله.

القيادة تحتاج لأتباع جيدين!

سقى موسى للفتاتين، وأبصر عمر ناراً تضوي فقال: أرى قوماً قصر بهم البرد والليل، فحمل جراب دقيق وشحم، وطبخ لهم، وسمع المرأة تقول: الله حسيبنا على عمر يتولى أمرنا ويضيعنا!

رقةٌ أمام حالات الضعف الإنساني ونجدةٌ وشهامة لا تعرف الرياء، ولا تنشغل بهما عن هم غيرها.

في الجاهِلِيَّةِ وَالإِسلامِ هَيبَتُهُ         تَثني الخُطوبَ فَلا تَعدو عَواديها

في طَيِّ شِدَّتِهِ أَسرارُ مَرحَمَةٍ         لِلعالَمينَ وَلَكِن لَيسَ يُفشيها

وَبَينَ جَنبَيهِ في أَوفى صَرامَتِهِ         فُؤادُ والِدَةٍ تَرعى ذَراريها

أَغنَت عَنِ الصارِمِ المَصقولِ دِرَّتُهُ         فَكَم أَخافَت غَوِيَّ النَفسِ عاتيها

كانَت لَهُ كَعَصا موسى لِصاحِبِها         لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِواديها

 

وعيٌ بالمتغيرات وتكيُّف مع المستجدات، ما بين القصر إلى الاستخفاء إلى الصحراء إلى مَدين، وما بين الإسلام العلني فالهجرة فالوزارة فالإمارة.

{الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (26:القصص)، توسّم فتاة ذكية خليقة بأن تكون زوج نبي، وهما شرط النجاح القيادي في رؤية عمر: (أشكو إلى الله ضعف الثقة وخيانة القوي).

العدالة والأمانة وإجراء الحق على القريب والبعيد، ومواجهة التحديات والمصاعب بلا تردد، وتكريس الحياة للمبادئ العظيمة.

قيادة نادرة استثنائية تتخذ القرار الحازم الحكيم وتمضي إليه بثقةٍ دون التفات، فربما كان بينها وبين الأتباع مسافة غطّاها هارون المحبب في قومه، كما غطّاها عثمان وأصحاب الشورى لدى عمر.

تمنى موسى القرب من الأرض المقدّسة عند احتضاره، وكان في دعاء عمر: اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتاً في بلد رسولك.

أيقن موسى ألا فكاك من الموت فقال: ربّ فالآن، وقال عمر: اللهم كثرت رعيتي ورقّ عظمي فاقبضني إليك غير مفتون ولا مضيّع.

موسى يلطم ملك الموت، وعمر يخاطب شاباً بشأن إسبال ثوبه ويوصي بالمهاجرين والأنصار، وبطنه يَثْعَبُ.

رباطة جأش حتى اللحظة الأخيرة.

عاشوا حياةً واحدة، لكنها تشعّبت وأشرقت في أرواحٍ أحبتهم، وارتسمت في عيونٍ لمحتهم، وألهمت من بعدهم معاني الصبر والإحسان والأمل.

هكذا كانوا ..

إيَّاك أن تأخذ من موسى: {فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ} (15:القصص)، وتنسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي..} (16:القصص).

أو أن تأخذ من عمر: (لو لم أجد إلا الذَّر لقاتلتكم به..)، وتنسى (أرى قوماً قصر بهم البرد والليل..).

إيَّاك أن تأخذ من موسى قوته وتنسى رقته.. أو من عمر حزمه وتنسى عدله..

هي معادلة الجناحين..

قوة اليد في أخذ الحق، وقوة الظهر في تحمّل المسؤولية..

لا تطل يدك وتضعف ظهرك، ولا تنظر لزاوية دون أخرى.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب