المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84567 مرات)

0 الأعضاء و 11 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #520 في: 2018-02-01, 08:10:49 »
2017/06/03
---------------------

اليوم مع الحلقة الثانية من سلسلة "رحلة اليقين" للدكتور إياد ...
سلسلة بالغة الأهمية ... أنصح بالمواظبة على حلقاتها ..

https://www.youtube.com/watch?v=-fKzz0AvBCA
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #521 في: 2018-02-01, 08:13:47 »
2017/06/03
-----------------

سورة الأنعام وما أدراك ما سورة الأنعام ... !

** هل تأملتها والله سبحانه فيها يُمضي أمره بأنه القادر على أن يبعث الآيات، ولكنه لن يبعث الآيات بعد القرآن... !

فليطلبوا المَلَك المصاحب... !
فليسألوا الآيات الخارقات ... !
فليعدّوا الله وهو لا يستجيب لطلباتهم غير قادر ...!

لن ينزل سبحانه آية ... !!

لقد مضى عصر المعجزات العينية، إنهم لو أُنزل عليهم كتاب في قرطاس، بل ولو لمسوه بأيديهم ما آمنوا ....
إنّه يؤكد لرسوله أنّ الآيات لن تنفعهم وكل ما حولهم آية لو أنهم "يعقلونها" ...

لن ينزل الله آية ..... !

** هل تأملتَ الأنعام والله فيها يقرّ أنه لن يرسل عذابه المهلك كما أرسله في الأمم السابقة ...

** هل تساءلت ماذا تريد الأنعام من المؤمن؟
من الإنسان ؟

إنها تريد أن توصله بعقله ...

تلكم هي المعجزة الكائنة في الإنسان...
تلكم هي المعجزة التي تحركها معجزة ...

"العقل" يحركه "القرآن"...

يستحثه، يجعله يعمل ليصل ... ليصل إلى بارئه...

** هل تُراك تأملتها وهي تحض على السير، والنظر ...

"قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين "

** ثم تأمل الحث على النظر بالعقل حتى في الغيب !

أجل في الغيب :)

في يوم البعث، وفي مشاهده، وفي حال الكافرين متمثلين أمامنا وهم يخرصون بالسفه كما كانوا يخرصون سفها في الدنيا ...

هلا عقلت... هلا عقلت قبل أن يأتي يوم تتحسر على ما فرطتَ ؟

** تأمل كيف نُدعى للنظر بعقولنا في "البعث"..

كثير وكثير جدا في سورة الأنعام ...

كله حركة للعقل، وتحريك للعقل، وإعمال له للوصول به إلى خالقه ...

غيض هو من فيض... من فيض روعة وتفرّد سورة الأنعام ... !!

** رحلة للعقل في أطراف الحاضر والغيب، في ربوع العقيدة وأركانها وأساساتها ... بالعقل لا بغيره ..

رحلة للعقل وبالعقل تعرفك بربك وبطلاقة قدرته، وبالرسالة وبالرسول وبدوره وحدوده مقابل تلك الطلاقة ...

حتى "الموت" و"البعث" تعرّفك الأنعام أن ،"تعقلهما" في كل مرة تنام فيها ثم تستيقظ ...

إنك تشهد الموت والبعث وتجربهما وأنت حيّ في الدنيا... فاعقل ...!

تأمل ... فكلّ الأنعام دعوة للتأمل ولأن نعقل...

إنها الأنعام وما أدراك ما الأنعام ثم ما أدراك ما الأنعام ... !!

إنما ألقي شذرات... شذرات...

تلقَّفْها وامضِ في رحلة "الأنعام"... فإنها رحلة لعقلك، هو فيها الراحلة التي بها الوصول .... !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #522 في: 2018-02-01, 08:15:08 »
2017/06/04
-------------------

ومن "عقلانيات" الأنعام، ذلك الحوار الإبراهيمي الرائع :) تلك الحجة العقلية الإبراهيمية الرائدة :)

"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ(74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ(75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ(76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78) "-الأنعام-

كيف كان تفاعل سيدنا إبراهيم عليه السلام في كل مرة؟

إنه تفاعل تدريجي، فهو يجاري قومَه ليخاطبهم بما يفهمون، وليجعلهم أكثر تقبلا لما سيقرّره أخيرا. ..

إنه المهتدي الذي أراه ربُّه ملكوتَ السماوات والأرض، فكان من الموقنين.

1- المرة الأولى عن الكوكب قال: "لا أُحِبُّ الآفِلِين"َ ....

2-في المرة الثانية عن القمر قال: "لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّين"َ...

وهو هنا يعرّض بهم ولا يواجههم بقوله مثلا: "لأكوننّ منكم"، كما أنه ينفي أنه منهم، لأنّ الآصرة عنده هي آصرة العقيدة لا آصرة الدم، فماداموا ضالين فهو ليس منهم .كما أنه المهتدي بهدى الله، ولكنه الذي لا يستغني عن هدى على الهدى، "وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى"

3- في المرة الثالثة عن الشمس قال: "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ"...

** "لا أحب الآفلين"======> إنه هنا وكأنه يتّبع هوى نفسه، وإن كان هواها مع الحق، هم هنا لن يفزعوا من قولته هذه، ولن يرفضوها، فهو يصرّح عن نفسه وما تحبّ وما تكره، أضف إلى ذلك أنّ عدم حبّه للآفلين، سيُلفت نظرهم إلى أنّ هذا الذي يتخذونه إلها لا يليق أن يكون إله وهو مِن "جمع" الآفلين.

** "لئن لم يهدِني ربي لأكوننّ من القوم الضالين " =====> إنه من بعد تصريحه بما تكره نفسه، بدأ الآن بذكر الهدى، ومصدر هذا الهدى الذي يرتجي...

إن مصدره ربّه، فقد انتقل من مرحلة اتباع نفسه إلى مرحلة وَكْل أمرها وهداها لربّه، فكُرهُه للآفلين وإن كان سليما، وطريقا صحيحا، إلا أنه يبرأ هنا من نفسه ومن حوْلها ومن هواها، وإن كان هواها مع الحق....

إنه يبيّن أول الطريق ... أنّ المنهج الذي يهدينا هو الذي يبينه لنا ربنا وليس الذي تبينه لنا أنفسنا .

** "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ"=====> أما هذه المرة فهو يعلن براءته مما يشركون، من كل ما يشركون، من بعد ما أعلن براءته من نفسه،يعلن لهم صراحة أنّ هذه المعبودات إنما شركاء...

ليسوا بالقوة التي تقهر، والتي لا تغيب، ولا تأفل، ولا تظهر عليها قوة...

وفي هذا تمهيد لإعلانه التوحيد ..

** براءته من الشرك هي طريقه للتوحيد ...
والذي سيعلن عنه أخيرا إعلانا قويا ظاهرا لا يخالطه لُبس، وذلك في قوله :"إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(79)"

** إنه يوحّد ربّه، ويوجّه له وحده وجهه، ويقرّ بعظيم قدرته، وأنه الذي فطر السماوات والأرض، فطر السماء التي يعبد منها قومه نجوما وكواكب، وشمسا وقمرا، وفطر الأرض التي يتخذون من حجرها ومن خشبها أصناما يعبدونها...

أما هو فيعبد ربّ هذا كله، رب السماوات والأرض وما بينهما، وقد أُرِيَ ملكوت السماوات والأرض وكان من الموقنين . "حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"

ما أروع "حنيفا" هنا...!

وهو الذي أعلن مَيْله عن الشرك، مَيْله عن أهواء قومه وخرافاتهم، ميله عما ساد الأرض من شرك وكفر، ميله إلى الحق... !

وإن كان وحده بينهم فقد مال عنهم، عن باطلهم إلى الحق ..... "وما أنا من المشركين" إنه سأل ربه أن يهديه فوق هُداه، ولم يستغنِ عن هدى فوق الهدى، فزاده الله هدى...

زاده الهدى الذي واجه به كل قومه غير آبه بما يصنعون به، ولا بما ينعتونه به، واجه أباه ،وواجه مَلِكهم، وواجه به تكذيبهم، وصبر على تعذيبهم، حتى أمر الله النار فتغيّر فعلها فيه ...!

عرّض لهم بدايةً أنّه لئن لم يهده ربّه ليكوننّ من القوم الضالين، غير معيِّنهم، فلما زاده الله هدى على هداه، أعلن بين جمعهم "وما أنا من المشركين".... لقد عيّنهم، ووصفهم بوصفهم. ...

وهكذا :

////هواي وإن كان حقا لا أعوّل عليه====> بل أبرأ من نفسي وأتوكل على الله ربي وأسأله الهدى على الهدى=====>عندها لن يكلني ربي لنفسي ولضعفها وسأفصل بالتوحيد وتوجيه وجهي لله مائلا عن كل باطل إلى الحق وإن عجّ به كل ما حولي...////
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #523 في: 2018-02-01, 08:15:45 »
2017/06/05
------------------

اليوم وأنا أتأمل سورة الأعراف، وأمشي بين آياتها الهُوَيْنى...

فأجد عقلي يلقف من هذه الكلمة سرا، ومن ذلك التعبير سرا آخر... ومن ترابط الآية بالآية سرا، ومن تفصيل آية لأخرى سرا...

وجدتُ لذة وطعما، وحلاوة تعقد لساني، وتستوقف كل ذرة في نفسي، وتُبهتني، وتُذهلني عن الدنيا وما فيها، فلا أرى شيئا في الدنيا بأكملها يساوي تلك اللحظات... !

لحظات "أقرأ" فيها القرآن حق القراءة ...

لحظات أرى فيها القرآن يُقرأ آية فآية...
كما يخبئ معنى في الرابط بين الآية والآية، ويخبئ آخر في الآيات تقدّم لمعنى الآيات اللاحقات، وفي الآيات تفصّل لمعنى الآيات السابقات ...

في ظاهر الآيات معنى، وبين ثناياها وطواياها معانٍ ومعان ... لن يقرأها من يقرأ الحروف ... !

عندها تذكرت المتسابقين على الختمات، المعتدّين بالعدد والعدّادات... !

فصدعت مستنكرة منتفضة مع ما يعتري نفسي من تلك الحالة التي أجدني معها في كل مرة مجددة العهد بالإيمان واليقين، أنّما هذا قول إله حكيم عليم، وما هو بقول البشر ... !

في كل مرة ينكشف لي سرّ من أسرار الكتاب، وتبرز لي ميزة من ميزاته التي تجعله الفريد المتفرّد، وتجعلني في كل مرة بين يديه أجدد الإيمان بأنه المعجزة وبأنه كلام الله لا كلام سواه...

صدعتُ ...
أي شيء هو حاصل من قراءة الحروف، واللهث خلف الحروف، وتقليب صفحات الكتاب سِراعا، وطيّ الكتاب دفّةً تنطبق على دفة ليُفتح مع مرور جديد سريع غايته الوصول لطيّ الدّفتَين من جديد... ؟!

وهكذا ... !

تلك هي البطولة ... !!

صدعتُ، وانتفضتُ مستنكرة...
ما حصّل صاحب الختمات ؟ صاحب الطيّات تتلوها الطيّات ؟!!

ما تُراه يرى نفسه قد جنى ؟!
سألت وتساءلتُ، وكنت السائلة والمجيبة في آن...

سيقول أنه قد حصد الحسنات، وذاك الجنى من جنّة القرآن دان... !

الحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها ...
وعدد حروف القرآن يا صاح بالآلاف مع المئات مع العشرات، وضربها بعشرة الحسنة الواحدة عددٌ مضاعف الآلاف والمئات والعشرات، بعشرة أضعاف يا صاح ... !!!

وما هذا بقليل... !!!

ونستكمل عمل العدّ والعدادات ...
ويغدو كل من سلك هذا السبيل رياضيا حاسبا، محاسبا ...

وبعد ُ .... !!

وماذا بعد ؟!

أتُراك تدري ميزانك وما بكفَّتَيْه فعملك ودأبك الحرص على كفة الحسنات ؟!!

في سباق أنت لترجّح كفة على كفة ...
كم تراه سيدوم هذا السباق ؟ سباق على مجهول ؟ على سراب ؟

أتُراك تيقنت من قبول عملك بَلَه من عَدِّه حسنة مسجلة ؟!

كم سيدوم سباقك ؟! العمر كله ؟!

ونفسك ؟! ما أخبار نفسك ؟ ما أخبار حالها ؟!
هل فكرتَ فيها قليلا وأنت تعدّ وتحسب ؟

ستقول إنما تفكيري بها، لا بغيرها، وأنا لها أعد وأحسب لا لغيرها ...

ألهذا جُعل القرآن ؟ أللعدادات يسرّعها ؟!
أم للنفس أرضا يحرثها ويقلّبها ليخلّصها من الآفات والطفيليات والمفسدات، وليزرع وليسقي وليُنبت وليحيي ما فيها من موات ؟!

أحساب للحسنات أوقع وآكد وأقرب وأحق أم محاسبة للنفس وتغيير لما بها، وعزم على الفهم، وعلى العقل، وعلى الوعي مع كل "أفلا تعقلون ؟". ومع كل " أفلا تتقون" ومع كل "أفلا تتذكرون" ومع كل "أفلا يتدبرون" ...

اسمع واعقل.... وإني معك أسمع وأعقل ...

أفحبة دواء تُذهب الحُمّى تأخذها لحُمّى تصيبك خيرٌ وداؤك من أعراضه الحمى، لا الحمّى ذاتها ... أم دواء يُذهب داءَك لا "موْهومَ" دائك ... ؟!

ستأخذ تلك الحبة ... وستخفّ عنك الحمى إلى حين ... لتعاودك بعد ساعة حمى أشد وطأ وأكثر إيهانا ...

لأنك حاربت الحمى لساعة، ولكنك أبقيت على أصل الداء ينخر جسمك ... وتحسب أنك الطبيب المداوي وما أنت إلا المسكّن لألم ساعة يعاود أضعافا بعد ساعة ...

فدع عنك الحبة تحارب الحمى، وابحث عن دواء يُذهب أصل الداء في جسمك ...

عِش معه حياة وحركة وروحا تنفخ فيك الحياة وستكون نفسا تتحرك على الأرض بالحسنات، لا عدّادا يعدّ الحسنات... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #524 في: 2018-02-01, 08:16:22 »
2017/06/06
-------------------

{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 75]

ذهب الملأ يسألون المستضعفين الذي آمنوا...
يسألونهم إن كانوا يشهدون على أن صالحا مرسَل حقا...

فأجابهم المستضعفون بقولهم : " إنا بما أرسل به مؤمنون"

تأملوا كيف كان جوابهم...
لقد سألهوم عن صالح، فكان حريا بهم أن يجيبوهم عنه أيضا، إذ من جنس السؤال يكون الجواب ...

كأن يقولوا مثلا : "نعم نعلم أنه مرسَل "

ولكنهم أجابوهم عن الذي جاء به ... وأنهم قد آمنوا بما جاء به ...

إنهم المستضعفون، ولكنهم أصحاب العقول السليمة التي أُعمِلتْ فيما جاء به الرسول، فتعرفوا إلى رسالته، وفحصوها، وقبلتها عقولهم ولم تُحجَب دونها، واعتنقوا ما جاء به بعد بحث واقتناع، ولم يكن شخص صالح دافعهم للإيمان، بقدر ما كانت قناعتهم بما جاء به ...

أما الملأ فكان همّهم "صالح" وإبطال دعواه، وتكذيبه من غير بحث فيما جاء به ولا فحص ...
حتى أنهم لما سألوا المستضعفين سألوا عنه ولم يسألوهم عن "الرسالة"...

فانظر إن أنا سألت إحداهنّ إن كانت فلانة حقا خياطة فأجابتني بقولها : نعم هي كذلك.

وإن سألت الأخرى السؤال ذاته فأجابتني : ياااه لو ترين فستاني الذي خاطته لي، كم أتقنته، وكم هو على المقاس والطراز ... ! :)

لأيقنتُ أن الثانية أكثر معرفة بها وهي التي خبِرت صنعتها ، وتملك الدليل عليها، ولاطمأننتُ أنا أكثر إن كان سؤالي عنها غرضه معرفة مدى حذاقتها لا السؤال عن شخصها...

فلنتأمل الفرق بين من يبحث بعقله فيما يعرضه فلان من الناس ليحكم على ما جاء به، وبين من يبحث في شخصه ليحكم على ما جاء به بالنظر إلى شخصه دون النظر فيما جاء به...

من أجل ذلك أجاب الملأ بَالِغين الغاية في التعنت والتصلّب وتغييب العقل بالهوى والاستكبار : " قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ "

وهكذا ديدنهم، النظر إلى الشخوص لا إلى المعروض..
مادمتم "أنتم" "المستضعفون" قد آمنتم به، فدون نظر فيه نعلن كفرنا به....
بالنظر إليكم كان حكمنا عليه ...

فأي عقل ونظر هو في هؤلاء "المستضعفين" وأي هوى وسفه هو في "المستكبرين"... !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #525 في: 2018-02-01, 08:17:09 »
2017/06/06
------------------

بعض الناس ينظرون للإنسان الضحوك الذي من طبعه التنكيت والمزح ومن سَمْته خفّة في الروح تُندّي المجالس وتضفي عليها مرحا وبهجة نظرة متشددة...

فتراهم يعبسون ..ويمطّطون شفاههم... ويشيحون بأبصارهم عنه😑...

(أعرف من هذا الضجر حتى في المجالس النسويّة المغلقة )

تشي ملامحهم كلها بضجرهم منه، ومن ضحكاته، وربما تجرأ منهم من يرى واجبا عليه وعظُه فيشير عليه أن يصمت بطريقة فظّة لا يعنيه منها إلا أن يقوم بواجبه الوعظي بكل سماجة، وبقلة ذوق، وبعدم اكتراث بمشاعره ... !

وما علم هؤلاء أن الدّين لا يشترط وجها عبوسا، ورسما في الملامح لا حِياد عنه... !

إنما خرّقوا هذا السّمت وهذه الملامح، وكأنما الدين سجن وسجّان... !

ولو لم يكن تفكيرهم بضيق ذلك السجن الذي وضعوا به "المتديّن" لعرفوا أن الضحوك ليس بالضرورة ذلك الهانئ الذي يُغبَط، بل كم من إنسان لا تغادر الابتسامة وجهه ولا الضحك حالاته، وهو صاحب الهمّ الذي ينوء بحمله أولو القوة ...!

فارحموا الناس، ولتحسنوا قراءة ما وراء الظاهر، ولا تتّبعوا ضحكة ربما نفّست عن صاحبها همّا لو كان همّك لما طقتَه...

وليكن "حب سعادة الناس" وحب إسعادهم" نيّة من نواياكم ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #526 في: 2018-02-01, 08:18:04 »
2017/06/07
-------------------

في قوله تعالى : " قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ" -الأنعام : 50-

هكذا لقّن المولى عز وجل صفيّه صلى الله عليه وسلم أن يقول، ويعلن عن حدوده، حدود قدرته ..

** لا يدعي أن خزائن الله عنده..
** لا يدعي علما بالغيب..
** لا يدعي أنه ملك ..
** لا يتبع إلا ما يوحى إليه..

سبحان الله ... !!

عند العاقل هذا هو الذي يُصدَّق، وهو لا يدعي ما ليس له ...
وهو ينفي عن نفسه ما يسارع الكذابون على الناس من مشعوذين ودجالين لنسبه لأنفسهم ...

وهو يعلن حدود قدرته بإزاء طلاقة قدرة الله عز وجل التي تأتي بعد آيات قليلة ...

** فله سبحانه "مفاتح الغيب" لا الغيب وحده ..
** وهو القادر على أن يرسل عذابا كيفما شاء..
** وهو سبحانه القاهر فوق عباده ...

ولو كان كذابا لسارع لادّعاء كل هذا لنفسه..

فها هم الدجالون يقرؤون "فنجانا" ببقايا قهوته، يقلبونه لترسم القهوة هالاتها على أطرافه، فإذا الفنجان دنيا، وإذا هالات القهوة ملامح مستقبلك يا مترقبا "أقدار" فنجان !!!

وها هو المشعوذ الآخر يدّعي حازما أنه الذي "زوّج" عوانسا وصيّر الزوج المتمرد طوع يمين زوجته بخلطة بين الخلطات أو بورقة تُكتب لتُغسَل فيُغتَسَل بمائها !!

وهذا آخر قد مكّن التاجر من ربح مضاعف، وفاق الطبيب الحاذق إذ صيّر العاقر ولودا !!

وإن هذا الصدق البالغ أعلى المبالغ لأدعى أن يُصدَّق صاحبُه عند العقلاء ... وهو ينفي عن نفسه ما ليس لها ولا يدعيه ...

وإن المؤمن لو "تعقل" لما كان للدجال من سلطان عليه، فهذا النبي لا يدّعي كل هذا، فكيف لغيره أن يدّعيه ؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #527 في: 2018-02-01, 08:19:10 »
2017/06/09
-----------------

{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} [النحل : 4]

خصيم مبين ...
من نطفة من منيّ تُمنى هو هذا الخصيم المبين ... !!
من ماء مهين هو هذا الخصيم المبين .. !
من ماء مهين كان إنسانا عاقلا مكرّما.. !

أو ليس ألدّ الخصام مَن أُوجِد بعد إذ لم يكن شيئا مذكورا لينكر وجود مَن أوجده !

وموجة الإلحاد هي ذي تمتدّ خصاما مبينا.. !!!

فاللهم ثبتنا ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #528 في: 2018-02-01, 08:20:13 »
2017/06/09
----------------

عندما تُجمِع كل النظرات على استغراب فعلِ واحدٍ من الجماعة، ليس بالضرورة أنّ الحق معهم، وفي نظراتهم...وليس بالضرورة أن مَن يُشاع عنه سوء التصرف قد حقّت عليه كلمات المشيعين.. فيغدو من السهل انتقاد أي تصرف منه...

فإن كان أخطأ فإنما يشفع له أنه لم يُخفِ وحسب فعله أو قوله حسنا ..

أما أصحاب النظرات ... والهمهمات... والتمتمات... المستشنعون لفعله أو قوله بالهمز واللمز... ومنهم مَن ينقلب عند مواجهته المحبّ المعانق ...

فأرى فعلهم الأشنع وهم يلمزون ويهمزون ويسخرون ويتخذون منه مادة ضحك وتهكّم...

عجبا ... !! كم يستسهل الإنسان نقد غيره واستشناع خطئه وكأنه الذي لا يخطئ ... ! أو كأنه الذي أُوتي جوامع الأدب واللياقة والذوق... !

ولو أن كل واحد منا تذكر ساعة معاينته لخطئ غيره خطأه وعَوارَه لرأى نفسه في غيره ولما استسهل نقده، بل لرأى خطأه المتوقَّع الذي لا يُستغرَب...

تأمل...  emo (13): عندما يُجمع الناس على نقد أحدهم، انظر وتمهّل، ولا يغرنّك إجماعهم ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #529 في: 2018-02-01, 08:22:31 »
2017/06/11
--------------

هل تساءلت يوما عن سر ترتيب المصحف على ما هو عليه ؟

هل تساءلت عن سر ترتيب السور فيه على غير ترتيب النزول ؟

هل علمت أن ترتيب المصحف توقيفيّ من عند الله تعالى..؟ أي بأمر منه سبحانه ..

فهل تساءلتَ عن الحكمة من ترتيبه على هذا النحو ؟

هل تمثلتَ نفسك... بل غيرك ممن لا يعرف عن ترتيب النزول... بل ممن عهده بالإسلام قريب، فهو ينتقل بين السور، يتصفح المصحف، ويقرأ، فيعرف ما يجب أن يكون أولا في هذه السورة، ليعرف بعدها ما يجب أن يكون تاليا في السورة الموالية...

وهكذا انتقالا ...
خطوة فخطوة ... كالسبيل يُقطَع بالخطوات، فتكون عليه قُدُما خطوة تليها خطوة ...

من الفاتحة ---- إلى البقرة ----- إلى آل عمران ---- إلى النساء ---- إلى المائدة ---- إلى الأنعام ---- إلى الأعراف---- إلى الأنفال...

فهل تحسّستَ الرابط بين السورة والتي تليها من موضوع الأولى إلى موضوع التالية ؟

هل لمستَ معنى الخطوة تقود إلى الخطوة ؟
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #530 في: 2018-02-01, 08:23:08 »
2017/06/12
------------------

اليوم كانت بداية امتحان البكالوريا...
كالعادة الامتحان الأكثر إثارة، والذي يحرك الأسرة كلها، ويجعلها في ترقب مستمر من بداياته إلى يوم ظهور النتائج ...

جارةٌ لنا... ترمّلت وهي في ريعان شبابها بوَلديْن، عادت بهما إلى بيت أبيها وهي ترقب فيهما كل أحلامها مع أحلام زوجها المتوفى، تعيش لأجلهما، ليهنآ ولتراهما كأحسن ما تتمنى الأم المحبة أن ترى ولدها...

ابنتها البكر تجتاز هذا العام امتحان الباكالوريا... وهي من المميزات والأوائل طيلة مشوارها الدراسي...تعرف بالنجابة والمثابرة ...

طرقتْ بابَنا ظُهرا خالتُها في حالة من الهلع والفزع، دموعها تغلب كلماتها، وتجهش كلما همّت بالحديث...

جاءت لتأخذنا إلى بيت أبيها حيث شقيقتها وولداها، حيث شقيقتها وابنتها مفجوعتان ... !

لقد تأخرت الفتاة عن موعد الامتحان من الفترة المسائية، حسبت أن موعده الواحدة والنصف، بينما موعده الواحدة تماما...!

وصلت الثانوية مركز الامتحان متأخرة بعشر دقائق عن الموعد المحدد، وُزّعت أوراق الأسئلة على الممتحنين، ومُنعت من الدخول منعا باتا ونهائيا !!

رغم كل محاولات خالها المرافق لها أن يسمحوا لها بالدخول، وأن منعها يعني تحطيما لها، ومصيبة تحلّ بها ... استشفعهم بكل الطرق .. وسألهم النظر إليها بعين الإنسانية لا القانون... دونما جدوى ... !

دخلتُ، فإذا الشقيقات هرعن إلى شقيقتهن(أم الفتاة)، كل واحدة من بيتها، ملتفات حولها، والمصيبة مخيّمة عليهن، تغشاهنّ من الرأس إلى أخمص القدم... !

فجيعة، وأسى، ودموع ... وصدمة ألقت بكلكلِها عليهم فإذا هم في حال رُزء ...

أما البنت فواجمة، جاثمة ... تصطنع القوة وهي المنهكة ... !

آلمني وأحزنني حالها، وهي إذا ما رمقتها، سارعت دمعاتها الغريبة !!

دمعاتها المنحدرة مع ثغرها المتبسم ابتسامة حزينة ...! تسمع منها : "الحمد لله" وهي المكلومة التي تضطرم بأحشائها نار ما أشدّ سُعارها !!!

تغالب ذلك السُّعار بداخلها، ولكنّ دمعاتها فاضحات كاشفات ما تلبث تُنبي عن حرب بداخلها ما تزال فيها المهزومة المهزومة ... !!

لم أجد في نفسي ما يُخطّئ تقدير ما هو قبالتي، لم أجد فيما رأيت هيّنا وسهلا وبسيطا ... بل وجدته الجبل الذي لا أدعي بلوغه طولا ...!!

لملمت ما اعتراني من حزن وأسى على حالها، وعرفت أنها ليست بالتي ينقصها ما علينا أن نكمله فنزيد على ما بها بما بنا ...

واستجمعتُ قواي، وقلت لها : ليست البكالوريا وحدها الشهادة التي نبتغي ونرتجي من هذه الدنيا، بل هناك شهادات أهم وأبلغ قيمة ومعنى، أنت اليوم بما تمرين به ستُصقَل نفسك، وستكونين أقوى، وليس نهاية العالم ما أنت فيه، بل الأمل أمامك، وأنت اليوم تُمتحنين في نفسك، أتكونين القوية التي تهزم الحزن والصدمة وتُقبل على الدنيا وعلى أحلامها، أم تكونين الضعيفة التي تتقوقع وتهلك حزنا وأسى ... فكانت تومئ لي برأسها تصديقا وقبولا، وتحدّق بي فلا تلبث حتى تجود عيناها... !

كنت ألقي لها بالكلمات، وأنا أرمقها تارة، وأرمق أمها التي ليست بأحسن حالا منها ...

وأقول في نفسي، يالهذه الدنيا ... !
ويالهذه النفس!! وأرى ما هما به من حال طبيعيا، بشريا، لا أستغربه، ولكنه يحزنني... !

في كل مرة كنت أحادث فيها الفتاة، كنت أراها بتلك الدمعات المصاحبات للابتسامة جبلا أشمّا ... يغالب، يغالب ... يغالب حزنا عميقا وصدمة عنيفة..
فأراها القوية الضعيفة، والضعيفة القوية ...

لله درّكِ ... لله درّ ابتسامتك الحزينة ...
لله درّ هذه النفس... تصبح في حال وتمسي في حال، لحظات فارقات تقلب الحال ... فيُقرأ المستقبل قبلها بحروف، ويقرأ بعدها بحروف أخرى ...

قواكِ الله يا صاحبة الابتسامة الدامعة، والدمعة المتبسمة، وعوضكِ أملا وإشراقا ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #531 في: 2018-02-01, 08:23:43 »
2017/06/13
---------------------
تحية تقدير واحترام وتبجيل لكل امرأة لها مع المطبخ مواعيد يومية خاصة في هذا الشهر الكريم

تحية مَن تقدّر عطاءها حق التقدير ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #532 في: 2018-02-01, 08:24:21 »
2017/06/14
------------------------
الآن فهمت لماذا كان عمر رضي الله عنه يخاف على الأمة كلما غنموا غنما، أو جاء بيتَ المال فيءٌ أو قسم من خيرات البلاد التي فُتحت في عهده،وقد تفتحت عليهم خيرات الأرض...حتى جعل يبكي عندما وصل المدينةَ من خيرات بلاد فارس... !

الآن فهمت مدى خوفه من العيش الرغيد و حراسته وُلاة بلاد الإسلام وتتبّعه لأحوال معيشتهم، وغضبه من الفاتحين إذا استقبلوه بلباس خاصة وهيلمان خاص...

إنه عمر... !

عمر الذي فهم القرآن، بل تربى بالقرآن وبتوجيهاته... لا شك أن عمر وهو يقرأ سورة الأنفال فهم أن التساهل مع الأمر الذي يبدو صغيرا يؤدي إلى الأكبر فالأكبر فالأكبر...

لذلك لم يكن يستسهل التسويغ ... بل ظل عمر وثبت على عمريته...

عرف من سورة الأنفال أن الله تعالى حذر المؤمنين من التمادي ... وأن الاختلاف في غنائم غزوة بدر كان يستدعي كل تلك التربيات الربانية في سورة الأنفال، وكل ذلك التأكيد على دوام الطاعة الكلية لله وللرسول، والاستجابة لله وللرسول، وعدم خيانة الله والرسول، والتخويف من التنازع، والدعوة لإصلاح ذات البين، وأن من صفات المؤمنين إيمانا حقا الإنفاق حتى لا يقع المؤمن عبدا للمال... !

نعم هو نزاع بسيط بعد نصر مؤزر من الله... ولكن لو ترك دون توجيه وتخويف وتنويه بما هو أولى وأدعى للتسابق عليه لهلكت الأمة ولذهبت ريحها ودولتها...

نعم إن الأمة التي تبحث عن تمكين وقوة وبقاء ودوام هي التي لا تستسهل أمر النزاع البسيط المنجرّ عن الشهوة، وأمر الاختلاف الطفيف...

نعم لا أشك أن ابن الخطاب قد تربّى من "الأنفال" فكان الخليفة العظيم الذي عرفت الدولة الاسلامية في عهده فتوحات وتفتُّحَ خيرات عظيمة، وعرف حق المعرفة كيف يَسُوس الناس في أعوام رخاء ونعماء...

عرف كيف يدفع المؤمنين للشكر والذكر لا للبطر والغفلة...

عرف كيف يجعلهم ذاكرين أن الأمر كله بيد الله وأنه كما نصرهم وهم مؤمنون يخذلهم وهم لاهون، عابدون للمادة، مضيّعون للأواصر والروابط الأخوية من انبهار بها يؤدي إلى نزاع عليها....

لقد قرأ عمر الأنفال...
لقد تشربها... لقد كانت دماً يسري في عروقه....أمدَّ به شرايين الأرض في عهده الفريد... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #533 في: 2018-02-01, 08:26:35 »
2017/06/15
-----------------

اليوم أحسست بسعادة غامرة، وفرحة خاصة جدا ...

اليوم أُثلِجَ صدري..  :)

كنا نتفكر في آيات من سورة يونس...

سعدت وقد تعوّدْن التفكر، والتدبر...
فرحت وأنا أسمع منهن ما يُنبي عن فهم، عن تعقّل، عن تفكر ....

لم يَعُدْن يمرُرْن بالآيات مرور الكريم المسلّم، بل مرور الماكث، المتسائل، المقلّب لوجوه المعاني ... !

مرور الذي يريد أن يقطف ثمرة، لا مرور الذي يريد أن يؤدي دوره بقراءة كيفما اتفق، وكيفما كان ...

"قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" -يونس : 35-

"أمّن لا يهِدّي إلا أن يُهدَى "...أمّن لا يَهتَدِي إلا أن يُهدى،
من الأحق بالاتباع ؟

الذي من خصائصه الهداية، أم الذي ليس من دوره لذاته، لنفسه أن يهتدي إلا أن يهديه الهادي، فكيف أن يكون هاديا ؟!

من الأحق بالاتباع، الهادي أم الذي لا يهتدي إلا أن يُهدى ؟!

ومشينا بين أفياء الآيات المواليات، وشيء في نفسي يحدّثني أن صمتَها مع استغراقنا في الآيات ليس بالذي تعودتُه منها، ليس بالذي هو من عادتها... :)

لقد كنت أستأنس بتعقيب منها، بملاحظة، بتفكر تُدلي به وهي تعيش الآيات وبُعدها وعمقها وتصويرها، تتتبّعها وتحلّق في سمائها...

حتى بلغنا قوله تعالى :
"وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)" -يونس-

عندها نطقت ْ ... :)

كنت أعلم أن صمتهايخبئ شيئا ...

قالت لي : منذ قرأتِ الآية وفيها مَن الأحق بالاتباع الهادي أم الذي لا يملك حتى أن يهدي ذاته ... وأنا أسقط على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أراه الذي لا يملك أن يهدي، وأنه الذي لا يهتدي إلا أن يُهدى، وأنا أتساءل، فكيف يكون منا اتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاته هي تلك ؟!

كانت تقولها وهي التي لا تجرؤ على الصدع بها، تومئ لي بها إيماء، كبرتْ عندها كلمة، حتى جعلت أدفعها لقولها دفعا، وأشجعها عليه ...

تهللتْ أساريرها، وهي تقول لي : لقد وجمتُ أتساءل عن هذا، حتى أجابني الله تعالى ... :) الآن في هذه الآيات المواليات وجدت شفائي ...

قالت : "أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ؟ "

ها هم كانوا يسمعونه، ولكنهم لم يكونوا يسمعون الحق... كانوا بين يديه، وكانوا يسمعونه، ويبصرونه، ولم يكونوا يهتدون ... !

إذ لم يكونوا يعقلون ...

الآن فهمت ... هذا رسول الله وهذا الحق الذي جاء به بين أيدينا، فمن شاء "عقله" فسمع الحق، وأبصر الحق، ومن شاء سمعه وكأنه لا يسمعه، وأبصره وكأنه لا يبصره ...

نعم إنه الذي لا يهدي، والهادي هو الله سبحانه، واتباعه إنما هو اتباع "تعقل" لا اتباع عن عمى ... الاتباع عن عمى لا يعطي ثمرة الهداية الحقة، هو الإسلام بالوراثة...

أما الذي أراده الله فهو الذي يعقله المؤمن، يتعقل ليدركه، ليبصره وليسمعه ، فيتمكن من النفس تمكنا، ولا يكون الورقة في مهب الريح ...

هل أغنى عنهم أن سمعوه، فما سمعوه بعقولهم، وأن أبصروه فما أبصروه بقلوبهم ؟!
وهل يغني عنا اليوم اتباع بلا تعقل ؟! هل يكون الهدى الراسخ الذي لا يتزعزع ؟!

فرحتْ ... وهي التي وجدت الله يجيب تساؤلها من آية إلى آية ...

وفرحتُ أنا أيما فرح ... وهي تعقل القرآن... وهي تنشغل بآية فتستوقفها، وتتساءل فلا تهنأ حتى تجد جوابها... تجد شفاء غليلها ... :)

أجل لقد عمل "المخّ" مع جارحة السمع فسمعوا، ولكن لم يعمل "العقل" مع السمع، فلم يسمعوا الحق ...
ولقد عمل "المخ" مع جارحة البصر فأبصروا، ولكن لم يعمل "العقل" مع البصر فلم يبصروا الحق ...

فرحت بها اليوم... ولم تكن غاية العطاء والفضل من الله الكريم ... :)

بل تأملنا الآيات حتى ذُكر بالسِيّ السيُّ ...

فجئت على أمر الإلحاد والملحدين، والموجة التي تجتاح بلاد الإسلام وشبابه... فقلت لهنّ أنني أرى هذا من المحن التي تحمل منحا كبيرة ...

إذ لا محالة هناك من يهلك ويضيع دينه، ولكن هناك من الشباب من سيسأل، ويبحث حتى يصل، وإنما هو الوصول الذي نريد في شباب ترسخ العقيدة في نفوسهم فلا تتزعزع ... إذ لن يكون إسلامهم إسلام الوراثة بل إسلام "التعقل" ...

عندها نطقتْ أخرى وقالت : فليسألوا، فليبحثوا، القرآن، الدين من القوة والكمال بحيث لا يخاف سؤال السائلين ... بل سيجدون الإجابات التي يريدون ...

لن يخشى الدين سؤالهم... بل سيحتويهم وسيشفيهم ...

عندها هلّلت، وانبلجتْ أسارير نفسي قبل أسارير وجهي ....
وأنا اليوم أنعم بالتفكر، والحكمة والتعقل يلقين بها كلها ...

ولم يكن هذا غاية الفضل منه سبحانه... :)

بل لقد ثنّت الأخرى فقالت : إني أراني أعرف نفسي بعقل خُلقتُ... ولكنني لم أكن أستخدم عقلي قبل الآن... كيف كنا نقرأه ؟!! أين كانت عقولنا ؟ ... كيف شُلّت عن الحركة ؟!
وأردفْن يؤيّدنها ... :) أن نعم لم نكن نعقل قرآننا ... ويالخسار ما كنا عليه !

حتى قالت الأخرى : لقد ظلمونا، كانوا يحثوننا إذا حثونا على حفظ آياته، ولم يكونوا يحثوننا على تدبره بعقولنا ... !

ثم قالت أخرى : يالهذه الحركة !! يالهذه الحياة تدبّ في جنبات هذا الكتاب ... فنرانا فيه، فنتمثلنا في الدنيا، كما نتمثلنا في الآخرة وكأننا في يومها ... !!

أجل اليوم سعدتُ، وأثلجن صدري... :)
وأحسست بالحياة تدب في النفوس، وبالحركة تدب في العقول ... وباستشعارهنّ للحال التي يجب أن تكون مع القرآن .... :)

لقد تعوَّدْن .... تعوّدن على العيش مع الآيات والكلمات والمرامي... تعوّدن على التساؤل، وعلى التفكر، وعلى الانشغال حتى انبلاج نور الجواب الشافي ... تعوّدن على معايشة القرآن ...

فلله الحمد والشكر والمنة ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #534 في: 2018-02-01, 08:27:32 »
2017/06/17
-----------------------

قال لأمه عنه وعن شقيقه الأصغر : ماما دعينا نخرج للّعب، ونعود قبل عودة بابا، ولا تخبريه عن خروجنا  :emo:

بمعنى أن الأب قد شدد على عدم خروجهم اليوم مثلا ...

أيتها الأمهات احذَرْن الانصياع العاطفي لهذه التوسلات من أبنائكن ... فهذا يعلمهم الكذب، والتحايل، والتعامل بوجهَيْن... !

من الزاوية الأخرى ونحن ننظر لننصف الطفولة التي من سماتها الانطلاق، قد تكون سياسة الأب فيها من التسلط والتغليق، ولكن ليس حلا مشاركة الأبناء في التحايل، بل الحل في فتح الموضوع للنقاش، وطرح البدائل بين الزوج والزوجة ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #535 في: 2018-02-01, 08:36:38 »
2017/06/17
------------------

وأنا أراجع شيئا كتبته في مجمل قوله تعالى :

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76) قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)} [يونس : 75-78]

وجدتُني كتبت :

إن في الدين حريّةً تُسترجع للعقل...للإنسان...
إن فيه تخليصا من العبودية للعباد، وذلك ما يخشاه المتجبرون في الدين ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #536 في: 2018-02-01, 08:37:06 »
2017/06/17
-------------

حب القراءة، الكتب، التثقف...

هل معنى هذا أن يصبح المرء آلة، وكأن الحياة كلها تُختزل في "قراءة الكتب" ...

وربما وجدت هذا القارئ بنظارات سميكة، مستديرة تغطي العين، وتغطي الحاجب معها وكأنها الوجه كله ... !

ربما وجدته جِهبذا وهو يخالط الكتب...
وربما وجدته جاهلا وهو يخالط الناس...

ربما وجدته يُملي قراءاته على الناس إملاء للتطبيق الملمتريّ والحرفيّ، دون مراعاة للمرونة التي تقتضيها حركة الحياة...

القراءة الحقّة ليست انعزالا عن الناس، بل هي حياة موازية نحياها لنتعلم ولنعي، كما أن الحياة معترك ومدرسة يَحسن بالكيّس الذكي ألا يستهين بدروسها، فيأخذ من حياته مع الكتاب ما يهذب حياته مع الناس، ويأخذ من حياته مع الناس ما يُفهمه الواقع، ولا يجعله الحالم الذي يريد صبّ قوالب الكتب على الحياة المتحركة ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #537 في: 2018-02-01, 08:37:33 »
2017/06/18
----------------

في قوله تعالى : {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} -يونس:80-

لنتأمل دعوة الله لنبيَّيْه عليهما السلام بالاستقامة وبألا يتبعا سبيل الذين لا يعلمون...

ألا يبدو غريبا أن يُدعى النبي للاستقامة وهو من هو ؟!

وأن يُدعى إلى عدم اتباع سبيل الذين لا يعلمون ؟!

لنتأمل "الذكرى" و "التذكير" ...

ولنذكر بالمقابل دعوة إبراهيم عليه السلام وهو يرفع القواعد من البيت هو وابنه، فيقول : "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"...

وهو النبي الأمة القانت لله رجاؤه الأوحد أن يتقبل الله منه ... بينما لا ينشغل العاديون من البشر بقضية القبول ... !!

ولنتذكره وهو يثني على ربه سبحانه فيما يثني، فينسب إليه سبحانه الأمر كله، حتى إذا بلغ نفسه وصفها بالذنب بإزاء نعم الله عليها : " وهو الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين"

ولنتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجيب عائشة وقد أنكرت عليه أن يشقّ على نفسه بالقيام مصليا وهو الذي غفر له ربه ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قائلا : " أفلا أكون عبدا شكورا"

عندما نسمع من الأنبياء هذا التواضع لله، نتعلم ما يجب أن يكون عليه حالنا نحن مع الله تعالى..

وعندما نسمع توجيه الله لأنبيائه وتذكيرهم بالاستقامة والثبات ...

كل هذا منطقيا وعقليا من دواعي التأسي بالأنبياء، لا من دواعي القول : "ولكنهم الأنبياء أين نحن منهم ؟! "

كل هذا يؤكد بشرية الرسل، وأن هذه البشرية فيهم عليهم الصلاة والسلام هي ذاتها البشرية فينا، وعلى هذا لم تحُل بشريتهم دون كونهم رسلا كما كان المشركون يحاججون تخرّصا، ويعجبون أن يكون البشر رسولا ...

بل إن بشريّتهم هي الدافع الأكبر لتأسّينا بهم ...

فنبيٌّ يقر بالذنب، ويقر بطمعه في مغفرة الله له، ونبي لا يرى نفسه أجزى ربه شكرا، ونبي يدعو الله وغاية رجائه أن يتقبل الله منه...بل وتذكير من الله لنبيه أن يستقيم وألا يتبع سبيل الضالين !!

ولأن سورة يونس مدارها حول حكمة الله تعالى من جعل البشر رسولا مقابل تعجب الكافرين من أن يكون البشر رسولا، فلنتأمل كيف جاء فيها التوجيه الرباني لرسله : "استقيما" "لا تتبعانّ سبيل الذين لا يعلمون"
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #538 في: 2018-02-01, 08:38:01 »
2017/06/19
----------------

{مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان : 28]

ما خلق الناس جميعا عنده سبحانه إلا كخلق نفس واحدة !

وما بعث الناس جميعا إلا كبعث نفس واحدة ... !

سبحانك ... وعزّتك وجلالك وعظمتك ما قدرناك حقّ قدرك ..... !!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #539 في: 2018-02-01, 08:38:26 »
2017/06/19
----------------

لا تحكم على الناس بالتخمين، وتحسب نفسك الذكي الألمعي الذي يفهم الشخصيات من إشارات...أو من موقف ...

إنما ذلك حكم تصورك ... والحقيقة لا تُعلم بالتخمين، والحكم لا يكون من موقف، فيقال عن فلان من الناس أنه الطيب الرصين، ويقال عن عِلان منهم أنه المتهور...

لا تستسهلوا إصدار الأحكام، ولا تعتدّوا بالتخمين الذي تخمّنون، فتعتبرونه الحقيقة ... فالمظاهر ليست الدليل ... !

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب