في حرب 1973 عندما تقرر هجوم ثنائي مصري سوري على العدو الإسرائيلي من أجل استرجاع سيناء لمصر والجولان لسوريا، واللتان كانتا قد سلبتا منهما في حرب 67 حرب النكسة العظمى، تجهزت الجيوش، وتنادى العرب بضرورة الالتفاف حول الحرب، فدعمت السعودية مصر ب 600 مليون دولار، وشارك العراقيون والجزائريون ، والليبيون والمغاربة والسعوديون والتونسيون و السودانيون بالجنود والدبابات والمدرعات، و الآليات المجنزرة والمدافع وكانت إسرائيل تفاخر دوما أن خط بارليف الذي يحيط بسيناء لا يخترق أبدا ، وأن المهندسين الروس والمهندسين الأمريكان متعاونين لا يستطيعون فكه ...
لقد كان حصنا منيعا من سد ترابي عال ونقاط قوة هي مرابض للدبابات والمدفعية على طول قناة السويس ، تم تحصين مبانيه بالإسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف، ومدرعات رشاشات، وملاجئ أرضية في العمق للجنود، وأسلاك شائكة ، حتى أصبح الخط الأسطورة
وتبدأ الحرب يوم 06أكتوبر /10 رمضان وتباغت القوتان المصرية والسورية مع القوات العربية القوة الإسرائيلية وهم في يوم عيد مقدس والجنود الإسرائيليون مسترخون غير مستعدين، وتتسلل قوات مصرية هي الضفادع البشرية إلى الضفة الشرقية للقناة،وقاموا بسد فوهات مواسير خزانات المواد القابلة للاشتعال،والتي كانت إسرائيل تخطط لإلقائها في القناة حال حدوث محاولة للعبور لتحولها إلى لهيب نار،وقد سد المصريون الفوهات بواسطة حقن أسمنت سريع التصلب، ومن المعروف أن الجيش المصري استعان بعالم كيمياء الأسمنت الراحل د.رؤوف شاكر ميخائيل لتطوير الأسمنت المصري ليصبح سريع التصلب لاستخدامه إبان الحرب،وكان من المستحيل تدمير مخازن المواد القابلة للاشتعال نظرا لعمقها تحت الأرض ، كما أن تدميرها بالمدفعية أو القنابل كان من شأنه أن يفجرها فتعيق نيرانها عملية العبور حتى لو لم تنزل مياه القناة.
وتحت التكبيرات "الله أكبر الله أكبر" يخترق الخط الأسطورة، حضن اليهود الحصين ويسقط بأيدي القوات المصرية في أقل من أربعين ساعة، ويتمكن الجنود من عبوره وهم يكبرون في 18 ساعة ....
وكذلك القوات السورية في الجولان تخترق كل حصون الإسرائيليين وتهجم هجمة الأسود حتى تصل إلى قمة جبل الشيخ لترفع العلم السوري عليها .
وقد أسقط المصريون والسوريون والعرب معهم ما يقارب 9000 قتيل يهودي، وما يقارب 35000 جريح
إنه الاتحاد تحت لواء "الله أكبر" قبل أي لواء ..... إنها المباغتة واستغلال الأوقات الثمينة التي يكون فيها العدو غافلا .... إنها الوحدة التي جمعت صفوف الإخوة في حرب تجمع لها من أرادوا الثأر من عدو الله وعدو الدين ..... إنه العلم ممثلا في ذلك الكيميائي المصري الذي اخترع للحرب اختراعا مكن الجنود من العبور ......
ما أروع هذه العوامل إذا اجتمعت ........ وإننا اليوم قادرون على أن نتوحد متى كان الصدق والعزم وقادرون على الإطاحة بأسطورة إسرائيل متى كان اللواء الذي يجمعنا "الله أكبر" تلهب حماس الرجل الواحد ليصبح الواحد بوزن أمة كاملة...................