المحرر موضوع: في ظلال القرآن  (زيارة 134927 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #120 في: 2013-04-15, 13:58:33 »
عبق القرآن، نور القرآن..... عظيم خير القرآن... وكأنه معنى الحياة، لا بل وكأنه الحياة ... لا بل هو الحياة ........ومن غير القرآن كيف تحلو؟ كيف تجلو؟ إنها من غيره تخلو........

ذكره، الحديث عنه، القرب منه، تدبّره، حفظه، قراءة التفاسير، العيش به، العيش معه، العيش له ............... جعله المنبع، والمصدر، والمرجع، والمنهج .... جعله مرجعا لنفعل أو لا نفعل، لنأتمر، ولننتهي ...... الخوف من معصية أمر فيه، والرجاء بإتيان أمر جاء فيه .......

هذا البرنامج سمعت عنه من زينب جزاها الله خيرا ....

تابعوا هذه الحلقة منه :

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=5vb_Of2QskM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #121 في: 2013-04-16, 10:08:54 »
وأترككم مع الحلقة الثانية من "مسافر مع القرآن"، لا تفوتوا فَلتات حفظ القرآن الكريم من أطفال المسلمين، تابعوا قصة الشيخ شريف  emo (30):

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=efQQqv9bhxw
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #122 في: 2013-04-17, 16:31:26 »
وأنا سمعت عنه من صديقتي التي اشتركت بالمنتدى حديثا "أحيا بقرءاني" ^_^

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
رد: في ظلال القرآن
« رد #123 في: 2013-04-17, 23:56:10 »
تقل العزيمة حتي تكاد تختفي

أتحجج و اتزعم اسبابا للتنصل من الحفظ و السماع .. وحضور المجلس

صرت مهملة !
أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #124 في: 2013-04-18, 09:25:49 »
تقل العزيمة حتي تكاد تختفي

أتحجج و اتزعم اسبابا للتنصل من الحفظ و السماع .. وحضور المجلس

صرت مهملة !

لا حجة لنا يا زبادي، الحفظ التفسير، التدبر كله خير في القرآن ومن القرآن عظيم، وليس أهمّ من فهم قرآننا، وتدبّر آياته، والبحث في التفاسير ...
التفسير ثم التفسير يا زبادي، روح القرآن، حب للقرآن أكبر وأكبر وتعلق به أعظم كلما فهمناه، وكلما تدبرنا آياته العظيمة .... كوني معنا يا زبادي هنا، وأنصحك أن تتخذي لك ابتداء تفسيرا على الأقل مبسطا ميسرا من مثل المختصر في التفسير للصابوني مثلا...

وأضعه لك هنا يا زبادي في المرفقات أدناه ، في هذه المداخلة أضع لك الجزئين الأول والثاني، وفي الموالية تجدين الجزء الثالث بالمرفقات .
« آخر تحرير: 2013-04-18, 09:58:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #125 في: 2013-04-18, 09:32:50 »
هنا تجدين الجزء الثالث من صفوة التفاسير للصابوني، وقد وضعت الأول والثاني بمرفقات المداخلة السابقة
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
رد: في ظلال القرآن
« رد #126 في: 2013-04-18, 11:39:31 »
جميل جميل

حملتهم ..

و انا احاول والله يا اسماء.. لكن اشعر بهول الكمية و الهدف نفسه .. لكن الله المستعان ..
أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #127 في: 2013-04-18, 15:51:10 »
كله يبدء بخطوة :)

تابعي تلك الحلقات.. لقد بثت في نفسي العزيمة مرّة أخرى بعد خمول..


غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #128 في: 2013-04-18, 16:13:16 »
سألني طالب عن سر الفرق بين قوله سبحانه: (لها ما كسبت) وقوله: (وعليها ما اكتسبت) [البقرة: 286]، وطالعت كثيرًا من كتب التفسير، ثم ظهر لي -والله أعلم- أن سرَّ الفرق في التعبير أن قوله: (لها ما كسبت) في الحسنات التي للإنسان أنها تكتب له، حتى لو لم يعلمها، بل لمجرد النيَّة، أما في السيئات فعبر بقوله: (وعليها ما اكتسبت)؛ لأنه لا يُعَاقَب إلا بالفعل [...]، فعبر بالاكتساب الدال على المعالجة والفعل وليس مجرد النية.


سلمان العودة: مع الله

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: في ظلال القرآن
« رد #129 في: 2013-04-18, 22:08:38 »
أسماء
ليتك تكتبين لنا شيئا عن برنامجك في التفسير وكيف بدأت به والتزمت
تجربتك قد تفيدنا إن شاء الله
بارك الله فيكن جميعا 

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #130 في: 2013-04-19, 09:50:49 »
زبادي، كما أخبرتك زينب، كل شيء يبدأ بخطوة، ومن يؤمن بالبدئ بخطوة هو الذي يقطع المسافات الطويلة، ومن يحب القفز من حينه هو الذي لا يحصّل...
ابدئي شيئا فشيئا، فأن نعمل شيئا خير من ألا نعمل أي شيئ ...

أسماء
ليتك تكتبين لنا شيئا عن برنامجك في التفسير وكيف بدأت به والتزمت
تجربتك قد تفيدنا إن شاء الله
بارك الله فيكن جميعا  

أهلا بك يا أم عبد الله emo (30):
 والله لا أذكر تحديدا تحديدا كيف بدأت، ولكنني أذكر كم كنت أسحَر بحلقات الشعراوي رحمه الله مثلا، وكم كنت أرحل معه بعيدا وهو يغوص في قرآننا العظيم، أذكر أيضا كم أخذني "في ظلال القرآن" إلى العيش مع القرآن كائنا حيا يتمثل في سلوكياتنا وأخلاقنا وحياتنا كلها ....أيضا أذكر كيف تعرفت على "قصص الأنبياء" لابن كثير في سن مبكرة، ومنها كيف أحببت حبا جما عظيما قصص الأنبياء العظام، ثم كيف بدأت مع "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير، وكيف وجدت فيه من نقله لعلم الصحابة الكرام بالقرآن وأغواره، وكيف فسروه، وكيف تدارسوه، وكيف عملوا به، وكيف نشأت مدارسهم الأولى من علمهم الجمّ، فكنت أجد لذة ما بعدها لذة وأنا أعرف كيف عاش هؤلاء مع القرآن، وكنت أتخيل حياتهم رضوان الله عليهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، والقرآن يتنزل عليه وهم -من نعم الله العظيمة عليهم- عايشوا نزول القرآن العظيم على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام....

وهكذا يا أم عبد الله، ومنذ سنوات يسر الله تعالى أن أواظب على حصة تفسير بالجمعية أقدمها للأخوات، أضع فيها زبدة ما أقرأ من عدد من أجمل كتب التفاسير، وما أتدبر من كتاب الله تعالى، بمعدل صفحة واحدة أسبوعيا .... فهي إلى يومنا تعدّ من أجمل لقاءاتنا، وأروعها، حينما نسقط القرآن على حياتنا، ونبحث في جنباتها، ونتأمل إن كنا نحيا به أم أننا البعداء عنه، حينما تفضي الواحدة بما يختلج في دواخلها من إحساس بالتقصير ومن عزم على استشعار أمر الله في القرآن أمرا عظيما عليها طاعته والعمل به قدر استطاعتها...

وهكذا صرنا نستشعر كم هو عظيم عظيم عظيم فهم القرآن، وفهم أسباب النزول، وفهم قصص النزول التي لم تكن إلا حكمة من الله عظيمة، أن جعل للقرآن أسبابا تنزّل بها في ثلاث وعشرين عاما، أسباب هي أمثلة لما هو كائن وسيكون، ينطبق عليه أمر الآية أو حكمها، لتكون تربية للناس في سائر أمور حياتهم في لاقابل من حياة البشر، ....فلم تقتصر الآية منه على خصوصية السبب، بل يُعنى بها عموم  الحال ....

كما أن معرفة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بتفاصيلها لها تأثير عظيم ودور كبير في فهم القرآن العظيم، بحكم خصوصيات السور المكية مثلا وبيئتها وجوها وأحوالها، وخصوصيات السور المدينة وبيئتها وأحوالها ....فهذا القرآن جاءنا به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا المصطفى وقد كان قرآنا يمشي على الأرض، فلا ينفصل القرآن عن حياته أبدا، إذ أن حياته لم تكن إلا قرآنا مطبقا مثالا للمؤمنين وقدوة ليعرفوا كيف يطبقوا القرآن ويعيشوا به حياتهم ويستقبلوا به آخرتهم .

وهكذا يكتشف الإنسان كم أن القرآن هو تلك المعجزة التي لا ينضب نبعها أبدا أبدا أبدا، مهما خاض العلماء في بحره، ومهما شقّوا عبابه، ومهما غاصوا، فهو دائما وأبدا يأتي بالمعاني، وبالكنوز، وبالحكم وبالتربية لا ينقطع خيره، هو جنة الله على الأرض، هو معنى الحياة، ومن غيره لا معنى لها، ولا ريح ولا طعم ....

تفسير القرآن، وتدبره من أعظم الأمور التي يحيا بها المؤمن، ويرتقي بها إيمانه، وتسعد بها حياته.... دائما لا أكف عن تكرار أن الحفظ خير عظيم، ولكن الحفظ من غير فهم ولا تدبر ولا عمل ما معناه ؟؟!!

وقد ترك لنا العلماء كنوزا وذخائر في مجال التفسير، وكثيرة هي التي تأخذك إلى الحياة الجميلة بكل معانيها، الحياة مع القرآن ....وخاصة تلك التي تغوص في التركيب اللغوي وعظمة موضع الكلمة في موضعها المحدّد من مثل غوصات الدكتور فاضل السامرائي اللغوية، ومن مثل ورود ذلك في تفسر ابن عاشور "التحرير والتنوير"، والتصوير القرآني الحيّ الخاص العظيم من مثل تفسير الظلال والشعراوي، .... والتدبّر أيضا يجعلك تقطفين من بساتين القرآن الرياحين التي تستشعرينها لذة للحياة، تستشعرين معها كم أن القرآن للناس جميعا، كتاب أنزل خيرا ونورا للناس كافة، ولم تُختصّ به فئة من الناس هم العلماء فقط، ولو كان كذلك لأصبح كتابا لا يقرأه إلا العلماء، نعم هم لهم باع في علوم الدين جعلهم يستمدون من القرآن الفقه والفتوى، وغيرها، ولكن كل مؤمن مطالَب بالتدبّر حتى لا يعيش منعزلا عن القرآن، حتى لا يعيش هو في واد والقرآن في واد كمن يجعل من الحي المتحرك المملوء حياتا جمادا لا يتحرك، وهو ليس أي حيّ بل هو مصدر حياتنا، فكيف لحياتنا أن تكون حياة مستقرة مطمئنة وهي بعيدة عن حبلها الذي يمدها بالنبض وبالنَّفَس، هي النفس التي بين جنباتنا، والتي هي نفخة من روح الله، لا تطمئن ولا تهدأ ولا ترتاح ولا تجد معناها ومعنى وجودها إلا في أمر الله، إلا في دستور الله الذي أنزله لها، وليهديها طريقها الذي يجعلها المطمئنة السعيدة، المستقرة، البعيدة عن التيه والحيرة ....

فكيف بمن فتح الله عليه ومنّ عليه، فعرف الحروف، وتعلم ولم يبقَ جاهلا أو أميا ألا يفتح أول ما يفتح كتاب الله، وألا يبحث أول ما يبحث في تفسير كتاب الله، وفهم كتاب الله ؟؟!
وكما أن النفَس لا يستغنى عنه للحياة، فكذلك أرى أن يخص المؤمن من ساعات يومه للغوص في القرآن، وتدبرّه، لا قراءته قراءة مجردة، بل تدبرا وعيشا وتمعنا ....

هي تجربة بسيطة يا أم عبد الله، ولكنني أتمنى أن يجرب كل مؤمن معنى مطالعة التفاسير، ومعنى التدبّر ومعنى العمل على خدمة القرآن، ليس من باب الحفظ والتحفيظ فحسب بل من باب الدعوة إلى استشعار حركته وحياته وتمثلها في الحياة، ليتذوق هذه الحلاوة، ويعرف هذه الطلاوة الفريدة التي لن يجد مثلها، فيعرف لحياته معنى هو معناها الحقيقي، فلا يبقى تائها باحثا لها عن معنى بين المعاني الزائفة الزائلة .

رزقنا الله وإياكم العيش بالقرآن، والعيش معه والعيش له، ولا جعلنا من الذين يقولون ما لا يفعلون، ورزقنا لذة الحياة به والموت عليه ...وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وجعل القرآن رفيقا لنا في الدنيا، وأنيسا لنا في قبورنا وشفيعا لنا يوم القيامة، وجعله حجة لنا لا علينا .


« آخر تحرير: 2013-04-19, 15:49:02 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: في ظلال القرآن
« رد #131 في: 2013-04-19, 17:00:31 »
جميل جدا
بارك الله فيك ولك يا أسماء ونفعنا بك

إذن أنت تقومين بالنظر في تفسير صفحة كاملة من القرآن الكريم أسبوعياً من عدة كتب تفاسير وتجمعينها , صحيح ؟
وبالترتيب من بداية المصحف ؟

وفي أوقات أخرى تقومين بالتدبر الحر بدون ترتيب.

جميل

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #132 في: 2013-04-20, 07:48:45 »
جميل جدا
بارك الله فيك ولك يا أسماء ونفعنا بك

إذن أنت تقومين بالنظر في تفسير صفحة كاملة من القرآن الكريم أسبوعياً من عدة كتب تفاسير وتجمعينها , صحيح ؟
وبالترتيب من بداية المصحف ؟

وفي أوقات أخرى تقومين بالتدبر الحر بدون ترتيب.

جميل


شيء من هذا يا أم عبد الله . وكلما وجدت شيئا يتعلق بالقرآن وتفسيره والتدبر فيه أمسكت به، والبحث في كتب التفسير المختلفة له طعم ولا أحلى ... وكثير منها متوفر على النت من مثل هذه الصفحة :
http://library.islamweb.net/newlibrary/bookslist.php?subject=%CA%DD%D3%ED%D1%20%C7%E1%DE%D1%C2%E4
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #133 في: 2013-04-20, 07:53:34 »
كثيرا ما أسمع عن معلمات القرآن اللاتي أول ما يتميزن به الشدة، والحزم المبالغ فيه،حتى أن منهنّ مَن لا يُعرف على وجهها الابتسام، منهنّ مَن نفّرت طالبات لها، وعزلت أخريات ...
فقلت:
-----------------------------------------
إسلامنا وردة مفتّحة فواحة،فلماذا يحاول بعض من أهله أن يصورها مغلقة؟!

لماذا بعض أهله لا يرون التدين إلا عبوسا في الوجه حتی لكأن الابتسامة كائن خيالي خرافي هلامي ليس ذلك الوجه كوكبه!

ولم يكن سيد المسلمين وسيد البشر كلهم إلا بساما...!علی وزن الإكثار في الفعل"فعّال" لا علی وزن الإقلال ...

تبسموا يا من تعلِّمون القرآن..تبسموا فالبسّام كان قرآنا يمشي علی الأرض...!

تبسموا فالابتسام ليس حراما نهی عنه القرآن...

تبسموا فالابتسامة لا تحول بين قلب المؤمن والقرآن... تبسموا فتبسم المؤمن في وجه أخيه المؤمن صدقة....

تبسموا فالابتسامة تفتح مغاليق القلوب، والعبوس يغلق مفتوحها ومفاتيحها...!

تبسموا فمَن قال أن وقار معلّم القرآن في عبوس وجهِه ؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #134 في: 2013-04-20, 09:52:47 »
في قوله تعالى :

" أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(96) جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(97) اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(98) " -المائدة-

يزيد الله سبحانه وتعالى تأكيدا على تحريمه لصيد البرّ في حال الإحرام موافقة لقوله في هذه السورة العظيمة ذاتها، وفي مستهلها: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ(1) "

ولقوله أيضا فيها :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(95

هذا اختبار من الله تعالى لعباده المؤمنين، ولننظر كيف أنه سبحانه أمّن صنفا من مخلوقاته، ما خلقها إلا ليسخّرها للإنسان مأكلا ومتاعا، ولكنه سبحانه يؤمنها في مكان بعينه، وفي زمان بعينه ....

إنه الأمان والسلام يعطيه الله سبحانه لخلقه، لا للإنسان وحده ولكن للحيوان أيضا... إنه سبحانه يعلّم الإنسان مذاق الأمان، إنه سبحانه يَعْلم ما في السماوات وما في الأرض، ويعلم إفساد الإنسان في الأرض، ويعلم أحوال الناس فيها، وكيف هي الحروب والتقاتل والتباغض والبعد عن الأمان ومدى حاجة الإنسان للأمان ...

فها هو سبحانه يعلّمه كيف يذوق الأمان، كيف يؤمّنه هو في بيته الحرام...

"جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(97)"

المكان الآمن مكة البيت الحرام، الزمان الآمن الأشهر الحُرم ذو القعدة وذو الحجة و محرم ورجب .
والحيوان المُهدى للكعبة أمان من أن تناله يد بسوء، والقلائد، التي تتقلد بشجر مكة، كل هذا أمان في أمان، سلام في سلام ...
وما أحوج الإنسان للأمان، وللسلام، إن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض، يعلم مدى حاجة الإنسان الذي يقتل ويقاتل للأمان، للسلام، فها هي الدُّربة له في مكة، في هذا المكان الذي يجعله سبحانه أرضا لعباده المؤمنين الذين يؤمونه من كل فج عميق، وكأنها أرضهم التي تربيهم، أرضهم التي تحميهم،أرضهم التي إذا زطؤوها قوِي إيمانهم، وتعزّز أمانهم ... أرض الرسالة الخالدة، أرض الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في كل بقاع الأرض، أرض أول بيت وضع للناس، بيت الله الحرام ....

إنه الأمان يستشعره المؤمن في هذه الأرض، الأمان للأرض، وللبشر، وللحيوان، وللنبات، الأمان في النفس والطمأنينة والسكينة، إنها الدربة على حب السلام، وعلى معرفة جوّه ونعيمه، إنها الدربة على كُره الحروب وكُره القتل وسفك الدماء،وعلى التخلّص من نشوة الانتصار، انتصار الإنسان على أخيه الإنسان، انتصار الإنسان لنفسه ولحاجات نفسه...إنها الدُّربة على التخلص من إدمانه القوة والتقوي على الضعفاء ...
حتى أن الحيوان الذي هو حلال للبشر في سائر الأمكنة صيده وأكله، يحرّم صيده في تلك الأرض، وفي حال الإحرام حتى إن لم يكن الحاج بالحرم ليتدرب على السموّ وعلى حفظ الأرواح، وعلى إمساك يده عن القتل ....

إنها مكة الملاذ الآمن، البلد الأمين .... وما أحوج البشرية للأمان.... ما أحوجها لدروس في الأمان والسلام ....
ثم يقول سبحانه بعدها:
"مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ(99) قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(100)
أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو الموكل بالتبليغ، بتبليغ أمر الله تعالى، وهو الذي أمره ربه سبحانه وتعالى بالتبليغ، التبليغ الكامل بلا نقصان، في هذه السورة العظيمة ذاتها، في قوله سبحانه: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
".

هو صلى الله عليه وسلم بلغ، وما عليه هو البلاغ، أما العلم بدواخل النفوس وبسرائرها وبعلانياتها سواء بسواء فهو ليس إلا لله سبحانه العليم الخبير، هو الذي يعلم ما يبدي البشر وما يكتمون، وهنا تخويف للبشر من العالِم بأنفسهم وأغوارها، تدريب آخر على أن تخاف هذه النفس ربَّها، وبخوفها ربَّها تأمن العاقبة السيئة، وتأمن العقوبة ...

ها هو ذا الأمان إذن يشع من جديد، وهذه المرة في النفس بظاهرها وباطنها، إنها إذا خافت عالم الغيب والشهادة، عالم السر والعلانية وراقبته فيما تفعل وما لا تفعل أمِنت ... وما أحوج النفس لأمان النفس... ما أحوجها لراحتها وطمأنينتها، فربّ خوف يدرب على الأمان الداخلي الخالص، يضمن الأمان  والأمن ....

"قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(100)"

لا يستوي الخبيث والطيب ....
ومن اختار الطيب على قلته فقد أمِن ... نعم إنه الأمان مجددا ... الطيب أمان والخبيث اضطراب وخلخلة وسوء قوام وإن بدا كثيرا منتفشا، وكذلك الباطل الخبيث وهو منتفش، والحق الطيب وهو قليل وكأنه المنكسر ....

يأمن العبد بذلك عاقبة السوء في الدنيا وفي الآخرة، يأمن غضب ربه ...
إنه الأمان .... إنه السلام ... ومن أسلم فقد ضمن السلام الداخلي والخارجي، ضمن الأمان ....
وأي أمان هو ذاك الذي ليس  في جَناب الله تعالى ....

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #135 في: 2013-04-20, 11:38:37 »
ونكمل مع سياق هذه الآيات العظيمة من سورة المائدة:

في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ(101) -المائدة-

آية عظيمة، وفيها تربية ربانية عظيمة لعباده المؤمنين... تبحث في ثناياها وفي سياقها، وفي مُرادها، فيأخذك البحث من خير إلى خير، يأخذك إلى الحكمة بعينها، يأخذك إلى سموّ هذا الدين وحكمته وعلو شأنه، وقوته ....

يأخذك البحث فيها إلى واقعية هذا الدين العظيم، وإلى معالجته لحاجات الناس الواقعية بعيدا عن الخيال، وعن التنطّع، وعن التعنيت الفارغ الذي ليس إلا مضيعة للوقت، يتعلم المؤمن كم أنّ دينه يذهب عنه كل حيرة، ويُجلي له الحقيقة كما تستوعبها طاقته العقلية والقلبية، ويوفّر عليه إهدار طاقته فيما لا يُجدي نفعا...

دين حق وحقيقة، دين لا يحب الخُرافة، ولا يحب الخوض فيها، ويبيّن فراغات الخوض في الخُرافة، وأن كل ما هو ليس من واقع حياة الإنسان خُرافة وجهد ضائع هباء، وديننا لا يحبّ تضييع الجهد هباء، بل كل دقيقة من حياة المؤمن ثمينة، غالية، ما ذهب منها لن يعود ....

أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم ....

هو سبحانه جلّ في عُلاه، العليم الخبير، المحيط بكل شيء علما، أراد أن يستر عن عباده ما يستر من علم الغيب، وأن يكشف ما يكشف لهم، فعلّم الإنسان حقيقة الجنة والنار، وأن النار مآل صنف من الناس، والجنة مآل صنف آخر منهم، ولكنّه سبحانه لم يُطلع الإنسان على مآله من الاثنَيْن، ولحكمته ولرحمته مجتَمِعَتَيْن قد أخفى هذا سبحانه ....

فما حال من يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرانيهم عن مآله ؟!  ما حال من يسأله صلى الله عليه وسلم مَن يكون أباه ؟ ما حال من يسأله عن مكان ناقته ؟؟
إنها أحوال متفرقة من حالات البشر كلها كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعلمنا إلى أبد الآبدين أن هناك من يسأل أسئلة كهذه، والحكم فيمَن سأل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، هو حكم من يسأل هذا اليوم ...

ولهذا نزلت هذه الآية العظيمة تعرّف المؤمنين حدود المعرفة التي تجب، والتي تنفع ولا تضر ّ.تربيهم على أدب السؤال، وأنّ من كان قبلهم من الأمم التي تنطعت وعنّتَتْ رسلها بالسؤال لم يكن مآلها إلا سوءا وشرا ولعنة لحقتهم ...

ففي البخاري جاء:
"كان قومٌ يَسألونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استِهزاءً ، فيقولُ الرجلُ : مَن أبي ؟ ويقولُ الرجلُ تَضِلُّ ناقتُه : أين ناقتي ؟ فأنزَل اللهُ فيهم هذه الآيةَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} . حتى فرَغ منَ الآيةِ كلِّها ."
الراوي:   عبدالله بن عباس المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4622  خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-:
(( في "صحيح البخاري" [برقم (4622)] عن ابن عبَّاس قال: كان قومٌ يسألون رسولَ الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- استهزاءً، فيقول الرَّجل: مَن أبي؟ ويقول الرَّجل تضلُّ ناقتُه: أين ناقتي؟ فأنزل الله هذه الآية: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ}.
وخرَّج ابن جرير في "تفسيره" من حديث أبي هريرة، قال: خرجَ رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلَّم- وهو غضبانُ مُحمارًّا وجهه، حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أنا؟ فقال: "في النار"، فقام إليه آخرُ فقال: مَن أبي؟ قال: "أبوك حذيفة"، فقام عمر فقال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمَّد نبيًّا، وبالقرآن إمامًا، إنا يا رسول الله حديثو عهدٍ بجاهليَّة وشرك، والله أعلمُ من آباؤنا، قال: فسكن غضبُه، ونزلت هذه الآية: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ إن تُبدَ لكم تَسُؤكم}.
---------------------------------

هكذا كانت حكمة عمر رضي الله عنه، وكان فهمه لغضبة النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابه بما أذهب غضبه، فالمؤمنون يكفيهم الله ربا، والإسلام دينا، ومحمد نبيا ورسولا، وكل ما عداه من أسئلة تسيئ السائلَ أجوبتُها تعنيت لرسول الله ولأنفسهم وهُم قومُ "سمعنا وأطعنا" الذين أخرجوا للناس خير أمة، على خلاف قوم "سمعنا وعصينا".

ويقول في هذا سيد قطب في ظلاله:

لقد جاء هذا القرآن لا ليقرر عقيدة فحسب , ولا ليشرع شريعة فحسب . ولكن كذلك ليربي أمة , وينشى ء مجتمعا , وليكون الأفراد وينشئهم على منهج عقلي وخلقي من صنعه . . وهو هنا يعلمهم أدب السؤال , وحدود البحث , ومنهج المعرفة . . وما دام الله - سبحانه - هو الذي ينزل هذه الشريعة , ويخبر بالغيب , فمن الأدب أن يترك العبيد لحكمته تفصيل تلك الشريعة أو إجمالها ; وأن يتركوا له كذلك كشف هذا الغيب أو ستره . وأن يقفوا هم في هذه الأمور عند الحدود التي أرادها العليم الخبير . لا ليشددوا على أنفسهم بتنصيص النصوص , والجري وراء الاحتمالات والفروض . كذلك لا يجرون وراء الغيب يحاولون الكشف عما لم يكشف الله منه وما هم ببالغيه . والله أعلم بطاقة البشر واحتمالهم , فهو يشرع لهم في حدود طاقتهم , ويكشف لهم من الغيب ما تدركه طبيعتهم . وهناك أمور تركها الله مجملة أو مجهلة ; ولا ضير على الناس في تركها هكذا كما أرادها الله . ولكن السؤال - في عهد النبوة وفترة تنزل القرآن - قد يجعل الإجابة عنها متعينة فتسوء بعضهم , وتشق عليهم كلهم وعلى من يجيء بعدهم .
لذلك نهى الله الذين آمنوا أن يسألوا عن أشياء يسوؤهم الكشف عنها ; وأنذرهم بأنهم سيجابون عنها إذا سألوا في فترة الوحي في حياة رسول الله [ ص ] وستترتب عليهم تكاليف عفا الله عنها فتركها ولم يفرضها:
(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم . وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم . . عفا الله عنها . .).
أي لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها وترك فرضها أو تفصيلها ليكون في الإجمال سعة . . كأمره بالحج مثلا . . أو تركه ذكرها أصلا . .
ثم ضرب لهم المثل بمن كانوا قبلهم - من أهل الكتاب - ممن كانوا يشددون على أنفسهم بالسؤال عن التكاليف والأحكام . فلما كتبها الله عليهم كفروا بها ولم يؤدوها . ولو سكتوا وأخذوا الأمور باليسر الذي شاءه الله لعبادة ما شدد عليهم , وما احتملوا تبعة التقصير والكفران .


وقال أيضا:

إن المعرفة في الإسلام إنما تطلب لمواجهة حاجة واقعة وفي حدود هذه الحاجة الواقعة . . فالغيب وماوراءه تصان الطاقة البشرية أن تنفق في استجلائه واستكناهه , لأن معرفته لا تواجه حاجة واقعية في حياة البشرية . وحسب القلب البشري أن يؤمن بهذا الغيب كما وصفه العليم به . فأما حين يتجاوز الإيمان به إلى البحث عن كنهه ; فإنه لا يصل إلى شيء أبدا , لأنه ليس مزودا بالمقدرة على استكناهه إلا في الحدود التي كشف الله عنها . فهو جهد ضائع . فوق أنه ضرب في التيه بلا دليل , يؤدي إلى الضلال البعيد .
وأما الأحكام الشرعية فتطلب ويسأل عنها عند وقوع الأقضية التي تتطلب هذه الأحكام . . وهذا هو منهج الإسلام . .


ولقد اقتدى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بهدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكانوا كارهين للسؤال عما لم يكن
كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يلعن من سأل عما لم يكن . . ذكره الدارمي في مسنده . . وذكر عن الزهري قال:بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول إذا سئل عن الأمر:أكان هذا ? فإن قالوا:نعم قد كان , حدث فيه بالذي يعلم . وإن قالوا:لم يكن , قال:فذروه حتى يكون . وأسند عن عمار بن ياسر - وقد سئل عن مسألة - فقال:هل كان هذا بعد ? قالوا:لا . قال دعونا حتى يكون , فإذا كان تجشمناها لكم .

وقال الدرامي:حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي شيبة , قال:حدثنا ابن فضيل , عن عطاء , عن ابن عباس , قال:ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله [ ص ] ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض , كلهن في القرآن , منهن: (يسألونك عن الشهر الحرام). . (ويسألونك عن المحيض). . وشبهه . . ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #136 في: 2013-04-21, 17:40:43 »
لا أدري لماذا شدّتني بشكل كبير جدا آية :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ(101)

وبقيت بشأن الجزء منها : "وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ" ، في حيرة، لأن معظم التفاسير تذكر فيها أقوالا وأقوالا أخرى...

ووجدت في تفسير القرطبي شيئا شافيا بعض الشيء، وخاصة منه الفقرة الثانية:

روى مسلم عن عامر بن سعد عن أبيه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته . قال القشيري أبو نصر : ولو لم يسأل العجلاني عن الزنى لما ثبت اللعان . قال [ ص: 256 ] أبو الفرج الجوزي : هذا محمول على من سأل عن الشيء عنتا وعبثا فعوقب بسوء قصده بتحريم ما سأل عنه ; والتحريم يعم .

قال علماؤنا : لا تعلق للقدرية بهذا الحديث في أن الله تعالى يفعل شيئا من أجل شيء وبسببه ، تعالى الله عن ذلك ; فإن الله على كل شيء قدير ، وهو بكل شيء عليم ; بل السبب والداعي فعل من أفعاله ، لكن سبق القضاء والقدر أن يحرم الشيء المسئول عنه إذا وقع السؤال فيه ; لا أن السؤال موجب للتحريم ، وعلة له ، ومثله كثير لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .


------------------------
وأيضا شيء في تفسير الرازي :

وفي التفسير الكبير للرازي جاء:
قال ابن عباس : معناه لا تسألوا عن أشياء في ضمن الإخبار عنها مساءة لكم ، إما لتكليف شرعي يلزمكم ، وإما لخبر يسوءكم ، مثل الذي قال من أبي ؟ ولكن إذا نزل القرآن بشيء ، وابتدأكم ربكم بأمر ، فحينئذ إن سألتم عن بيانه ، بين لكم وأبدى . انتهى.

وأضع أيضا هذا التسجيل الجميل لهذا الشيخ الذي أتعرف عليه حديثا وهو الشيخ ياسين رشدي رحمه الله، وقد قرأت عنه وكان شيخا سخر من عمره لتفسير القرآن في المساجد،ولتفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

Quranv00267 تفسير سورة المائدة الشيخ ياسين رشدى



« آخر تحرير: 2013-04-21, 17:42:30 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #137 في: 2013-04-22, 17:23:42 »
هل تعتدقين بأن هذا ينطبق على عصرنا؟

أعرف بعض الناس يسألون عن الحكم الديني في كل شيء وفي أمور قد لا تخطر على البال.. في البداية بدا لي حرصا على توقي الحلال لكن شعرت بأنه مبالغ فيه بعدها

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #138 في: 2013-04-22, 17:27:15 »
إن الله سبحانه وتعالى حينما يصف نفسه في القرآن، أو يصفه رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة فذلك يكون على سبيل الإثبات المفصل والنفي المجمل، فإذا كان المقام مقام إثبات الكمال لله عز وجل من الأسماء والصفات والأفعال الجميلة العظيمة؛ فإن ذلك يكون بتفصيل وتطويل، وليس باقتضاب ولا إجمال، بينما إذا كان المقام مقام نفي النقائص والعيوب فإنه يختصر، وهذا أمر معروف مألوف، لأنه من مقتضى الإيمان بالله عز وجل والتأدب معه.

ولو أنك مدحت إنسانا بأنه ليس بخيلا ولا أحمق ولا فاجرا؛ لربما قال الناس: ما هذا المديح الذي هو أشبه بالذم منه بالثناء؟

سلمان العودة: مع الله

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #139 في: 2013-04-22, 18:18:06 »
يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)

من سورة البقرة

لماذا قال يشعرون مرتين وفي الأخيرة قال يعلمون؟