المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46672 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #60 في: 2013-02-21, 09:03:45 »
طوبى للأغــــــــــــبياء



    على غير عادتها اليوم محلات الهدايا ...حركة غير عادية ، ازدحام واكتظاظ
    البائع لم يعد يقوى وحده على الإيفاء بالطلبات المتهافتة...
    يضع معه معينا واثنين وثلاثة...والازدحام قائم ، والعدد في ازدياد مستمرّ ...

    الأصوات يمتزج بعضها ببعض ، حتى لا تكاد تَمِيزُ الكلمات من الضحكات من الصرخات ...

    الابتسامة مرسومة على أوجه الباعة بإتقان رغم شدة تعب اليوم ...
    رسم اصطلحوا واتفقوا أن يحافظوا عليه وإن غدا بعد لأي وعناء مسخا ممسوخا ....فهو الزيادة إلى قيمة ما يبيعون اليوم ، بل هو رأس قيمته ومجلبتها ليصرفوه ويحصّلوا ثمنه الغالي ...
    فاليوم يوم كبير ، ، يوم من الغباء بمكان أن يبقى صندوق النقود فيه على حاله ...!
    من الغباء بمكان ومن السذاجة والبلاهة ألا يفيض الصندوق فيه ويطرح خارجا قطعا وأوراقا ، تقرع القطعة القطعة وتحتك الورقة بالورقة ...

    حافظوا على تلك الابتسامة فهي عنوان نجاحنا اليوم ، ارسمها من جديد إن خانك الرسم الأول ...ارسمها من جديد إن راودتك عنها أنواء وأتعاب هذا اليوم ...
    حذار أن تبتسم لك فتاة منهنّ -وعددهنّ اليوم أضعاف وأضعاف- ولا تردّ على اتسامتها الحلوة بأخرى أحلى وأحلى!!

    حذار... وهنّ اليوم كثيراااات كثيرات ...عدَدَ المحبّين والمحبوبين ... وكل واحدة منهنّ اليوم بقلبها عشرة من المحبوبين ويزيد... !
    حذار أيها البائع الحاذق ...ماذا ؟؟ !!! أوَتقول أنك تعب ؟؟ تقول أن قد مللت ...؟؟ تقول أنك من صبيحة اليوم بل من ليلة هذا اليوم المباااااارك وأنت قائم لا تعرف راحة ولم تأخذ عينَكَ سنة من نوم ؟؟؟ !!!!
    مالك ؟؟ أتريد أن يمرّ اليوم وقد وقّع بسجلّ أيامك كم كنت فيه غبيا ...بختم الأغبياء !!
    اصبر فاليوم يومك ...

    اليوم يوم المحبين والمحبّات ، والمحبوبين والمحبوبات ، اليوم يوم عظيم....خرجَتْ فيه الوفود ... تورّدت فيه الخدود ، تفتّحت فيه القلوب ...ويالروعة القلوب إذا تفتحت ...يالكثرتها
    اليوم يوم عظيم يا أبا الأغبياء ... !

    الأيادي تشرئبّ كما الأعناق لتأخذ كل واحدة ما قد غُلّف لها في ورق زينة بألوان ...
    بالزهري ...بالبنفسجيّ ...بالأزرق البحريّ لون السماء الصافية صفاء وصدق قلب يحب عشرة ويزيد...
    بالأحمر القاني لون القلب المُدْمَى من ضنى حبّ عشرة وعشرين ويزيد... !!!
    آه ...ذلك القلب المسكين ...كم يحبّ وكم يضنيه حبّه ... !!
    آه قلبها تلك المسكينة ...لكم تحبّ ولكم يشقيها حبّها ، واليوم هو يومه ويومها....


    تشرئب الأيادي كما الأعناق ...كما الأصوات ...كما الأعين ...كلُّها ترنو لما قد غلّف بأوراق لمّاعة برّاقة ...وروائح فواحة...شذية تغزو الأنوف ...
    فذلك يعطّر مغَلَّفَه ...عفوا بل مغَلَّفاته الموجهة لعدد منهن لا لواحدة... !
    وتلك تعطّر مغَلَّفَها ...عفوا بل مغَلَّفاتها الموجهة لعدد منهم لا لواحد...!

    آخ..........وتلك المسكينة القابعة بين الأيادي والأجسام والأصوات المزدحمة ...إنّ حالها هذا العام كما شموع أعياد الميلاد تزداد كل عام واحدة ...لا لا بل تزداد أعدادا ...!

    منذ أعوام ثلاثة كانت تقتني هدية أو اثنتين ، وهذا العام ستقتني الكثيييير من الهدايا ....!!
    آخ...تلك المسكينة ....أيّ ميزانية ستفي بقضاء حوائجها اليوم ؟، وكلُ حساباتها واحتياطاتها باءت بالفشل الذريع ...
    فالهدايا كل عام تزداد غلاء .... !!!

    وآخ ذلك المسكين ...أيضا .... من أين له بهدايا لكل محبوباته ؟؟؟... لمَن يُسمعها صباحا كلمة ، ولمَن يسمعها مساء كلمة من قاموس الكلمات ...التي يوزعها ها هنا وها هناك ...
    مسكين أيها المحب ...حقا مسكين ...
    ومسكين هو قاموس كلماتك اليتيم ...، وكلما حال عليه الحول رحت تبحث عن أجدّ نسخة منه...من الكلمات المتطايرات الخفيفات التي لا تلبث إلا قليلا لتبحث بعدها عن غير كلمات ...
    حذار أيها البائع ...حذار أن تتذمّر ...أن تشكو من عدد مرتادي محلّك اليوم...
    حذار أن ينقضي اليوم لتزيد إلى عدد الأغبياء واحدا ...قلّة هم أولئك الأغبياء ولا نريد أن يزداد عددهم وإن كانوا قلة وإن بواحد....فحذار

    وحديث الساعة ...حديث الشارع ...حديث المحلات ...حديث المحبين والمحبات والمحبوبين والمحبوبات اليوم هو حَدَث اليوم ...
    اليوم عيد ، عيد سعيد ...وأفراح وقلوب متفتحة تقفز فرحا وحبًّا ...وتهان وتبريكات ومعايدات ....
    وتلك تهنئ تلك ...وتلك تهنئ ذاك...وذاك يهنئ تلك...
    يصدح بالتهنئة ، وتصدح بها هي والكلّ يسمع ...على قارعة الطريق يقول ...وعلى قارعتها تقول بكلمات ربما لم ينطق غيرها بتلك اللغة ولم تنطق بغيرها هي الأخرى : happy valentine
    لغة هي ....لغة المحبين والمحبات ، المحبوبين والمحبوبات ...وكيف لغيرهم أن يفهم لغتهم ؟؟ كيف لغيرهم أن يذوق فرحتهم ؟؟ كيف لغيرهم أن يفهم كل الأبجديّات ؟؟ وقد عَدّوا جاهلا بل أميا من لم يعرف لغتهم ....!

    مسكينة أنت أيتها الصغيرة... كم عمركِ؟؟ ما بال تقاسيم وجهك تنبئ عن أقل ما تدعين أنك تحوزين من السنوات ؟؟ أهي الكاذبة أم أنت؟؟؟ أم أنك وأدت تلك الملامح الصغيرة؟؟ وإن بقي فيها ما يشي بالحقيقة ....عبثا تحاولين الإنكار ... عبثا أيتها الصغيرة التي عاثت بها أكذوبة التقدم والتفتح فسادا ...عبثا تحاولين وإن سحقتِ الملامح الصغيرة بالمساحيق ...
    وإن ابتعت لشعرك تسريحة من تسريحات النساء...

    مسكينة أنت أيتها الصغيرة المنكرة عمرَها ، المزهوّة بأفظع جرائم القتل إذ تقتلين فيك مع أياد مجرمة قبل يدكِ ملامح النقاء والطهر والصفاء...
    مسكينة يا من تتخذين لك بين الأشياء المحمولة محمولا !! وبين أشياء تتجول جوالا يحمل عنك أعباء معنى من المعاني الثقال...معنى وجودك في الحياة...

    يأخذك إلى عالم يغيَّب فيه عقلك مع كل المغَيَبات...
    عالم أعطوه كل الجميل المبهر من المسمّيات ... سموه عالم الحبّ والهُيام ...فمددت له يدا وارتميت بالبحر غوّاصة ، فما بخل البحر على الغواصة بأسراره وأغواره وأخطاره....!
    ذلك الجوال المحمول أينما تجولت وجلت حملته ليحملك من معنى الوجود إلى كذب الهوى ...ونفثات الهوى ...

    مسكينة أنتِ وفي هذا اليوم محمولك وحاملك إلى عالم الأحلام والنسيان شاهد على أيام اشتَرَيتِ فيها الأوهام بحقيقة المعنى ....
    كلمات متطايرات تعبره دقت بوابة مسمعيك ففتحت لها البوابة وصُمّت عما سواها ...
    أحبُّكِ ....كانت كافية لأن تجعل منك الهائمة الملَوَّعَة ، فصرت بين أحرفها مسكينة...

    حذارِ أيها البائع ...حذار من قولة : إن ورق الزينة قد نفذ ....فمازال أمامك الكثيييييير الكثير من الزبائن والطلبات كثيييييييرة كثيرة هي اليوم ...
    والبائعون اليوم قد شدوا الأحزمة واستعدوا وأعدّوا من البسمات أطباقا بأذواق عدَدَ المحبين والمحبات...

    الأجواء وردية كلها بلون الورد والزهر ، والموسيقى بلون الورد والزهر، وكلمات الأغنيات المتعالية بلون الورد والزهر...فاليوم يومها كلها
    وبطاقات المعايدة قد تفنّنت فيها أيادي صانعيها ...صنعوها لهم ، فإذا بنا وكعادتنا نحن الأوفياء أكثر من يستهلك صناعاتهم ما غثّ منها وما سمن... ما صلح منها وما طلح...ما نفع منها وما ضرّ يكفي أن التوقيع : صنع عندهم

    وقد استهلكنا أفكارهم ما شَقَّ علينا أن نستهلك مصنوعاتهم ...
    نحن الذين جعلنا من عقولنا قدورا تحركها أياديهم ...فليحركوا وليطهوا فما عاد عندنا ما نرمي بقدورنا اليتيمة ...فليطهوا فما عاد لدينا ما نعدّ لأمتنا الجائعة ...
    وليتَ شعري.......هل يزيدك طهوهم بقدورنا أمّتي إلا جوعا على جوع... !!!!
    بطاقات المعايدة من صنعهم ويدك التي تكتب اسم زينب وأمينة وعائشة وكل أسماء بنات أمتي على ما قد صنعه إخوة جاكلين وسوزان وإليزابيث...
    لهم قد صنعوها وأرادونا وهم يصنعون وعلموا أننا الأكثر وفاء لما يصنعون ...وكان لهم منا ما أرادوا ويريدون ...
    فلتطيبوا نفسا ولتهنؤوا يا إخوة جاكلين وعائشة توقّع باسمها علىالبطاقات المسوّمة بقلوب ملوّعة وبقطرات الدم المنحدرة منها انحدارها من قلب أمتي عليك يا عائشة.........

    قال لي وهو يرى هول اليوم وهو يرى جهر اليوم ، وقلبه مدمى يسألني : كيف أصبح الحال على ما هو حال اليوم؟؟؟ حريّ بهم أن يسموه عيد المعصية ...عيد الجهر بالمعصية والعلاقات غير الشرعية ....

    سألني : ما الذي أوصل الأمر إلى معايدات وتبريكات وإلى جهر بما كان يوما من الأيام ضربا من ضروب العيب والحرام الذي لا سبيل للجهر به ؟؟؟؟ !!!
    من أجل كل ذلك أيها البائع حذار ثم حذار أن تزيد إلى عدد الأغبياء ...ذلك العدد القليل وإن بواحدا !!!!

    طوبى للغباء والأغبياء في عالم هم أولاء أذكياؤه..... !!!!!

22-02-2007, 03:55 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #61 في: 2013-02-21, 09:04:47 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعن الماء والهواء لي غنى ؟ أعن الأرض والسماء لي بدل ؟
أم عن شهادتي وصلاتي لي حِول ؟أفعن حياتي بنبض الكلمات لي غنى أو بدل أو حِول ؟؟؟!!!

لكم إليكِ أحنّ يا نبضاتي ...!!!

11-05-2007, 12:23 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #62 في: 2013-02-21, 09:05:52 »
رســـــــــــالة إلى شعيب

رسالة إلى شعيب
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة والسلام على خير الأنام ...وبعد تحية أرجو أن أجدك بها في خير حال إليك بنيّ شعيب قصة جمالها أنْ قد بلغت حكمتها مبلغ الحسن الجمال ...

يحكى عن طفل يدعى شعيب ، اسمه على اسم نبي من أنبياء الله وأصفيائه ....سيدنا شعيب عليه السلام
يا سلااااااام...... أي اسم هذا الذي لك أيها الطفل المهذب وأي مجد وأي ذكر هو ذكر من سمّوك باسمه ، هنيئا لك الاسم قبل كل شيء أيها الفائز به وقد فزت بالشيء الكثير إذ هو اسمك .
نبي الله شعيب كسائر الأنبياء كان صابرا محتسبا ، يرضى بما قسمه الله له لقاء رضى ربه سبحانه ...
كذّبوه ... ، رموه بالسّفَه وبقلة العقل ... اعتبروه مجنونا يهذي حينما دعاهم لعبادة الله الواحد القهّار وترك آلهة لا تضرّ ولا تنفع .... حينما أمرهم ألا يبخسوا الناس أشياءهم وأن يوفوا الكيل والميزان .... اختاروا أهواء أنفسهم على الحق الذي إليه دعاهم .... فلاقى منهم ما لا يحتمله إنسان ....

نبيّ الله شعيب لم تكن معه ومع دعوة الحق التي جاء بها إلا النفر القليييييييل القليل ...ولكنّه صبر وتحمّل ودعاهم مرة ومرة ومرة وأخرى ولم ييأس ... لم يقل إنّ الذين أسمعهم كلامي لا يسمعون ولا يعون ولا ينفع معهم دعوة ولا إعراض فكفاهم ذلك مرة .... بل استمرّ يدعو وثقته بصدق دعوته وقوتها لا تهزها نائبة من النوائب ولا الجَلَـل من الأمور ...

هكذا هم أنبياء الله تعالى ...ولهذا كانوا القدوة والمثال الذي به يحتذى ، وعلى نهجهم الأكمل كان لزاما علينا أن نصبر ونحتسب ونثق بالله سبحانه الذي لا يترك عباده الواثقين الصابرين ...

أي بنيّ شعيب ....
أتعلم أن نبينا شعيب عليه السلام كان عربيا في عِداد الأنبياء العرب القلائل ، وقد نزل في قوم مَدْيَن ... وكانوا لا يخشون الله في تجارتهم وفي بيعهم وشرائهم... إلى حدّ كبير... فأنزل الله فيهم رجلا صالحا مصلحا ينبههم إلى بشاعة الجرم الذي يقترفون ويهديهم إلى عبادة الله الحق الذي لا يأمر إلا بالحق ...

أي بنيّ شعيب ....
أتعلم أنّ الله يحبّك ... نعم إنه يحبّك ...بل أكيد أنّه يحبك ...
احسب معي ... ولتنظر بعد حسابك إن كان يحبّك ...
خلقك مسلما وتحيا مسلما .... وتلك أكبر النّعم ، فيما غيرك من الأطفال بلا دين أو أنهم على دين غير الإسلام الذي هو الدين عند الله ... أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

تنعم بوجود والِدَيْن مُحِبـَّــيْن عطوفَين يحبانك ويخشيان عليك نسمة الهواء أن تضرّك ، فيما غيرك من الأطفال فقد أحدَهما أو كليهما أو ربما لم تنعم عينه يوما برؤيتهما وبحنانهما الذي لا ندّ له ولا نظير .... أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

ولتتأمّل يا شعيب ولتدبر في كل عضو من أعضائك ...وفي كل جزء من أجزاء جسمك ...
في عينك المبصرة ويزيدها نورا أن يمنّ عليك الله برؤية الجميل الحسن ويعفّها عن رؤية ما يكره ويغضبه يا شعيب .... وغيرك كثيرون هم أطفال عُمْي لا يبصرون ، لا يعرفون من الدنيا إلا العَتْمَةَ والظّلام ...

أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟
في فمك النّاطق ... الذي فاحت منه أطيب روائح الدنيا بأحلى الكلام وأنت تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ... وفوق النعمة يا شعيب نِعمٌ ويزيد ، إذ جعل صوتك من أجمل الأصوات التي تشجي الآذان... وماتراك منشد به ؟؟ أغير كلمات يحبها الله في حبّه وحبّ رسوله الأكرم ... وغيرك لغته إشارات فلا يسمع له صوت ولا يعد له حرف يُنطَق ...
أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

تأمّل يا شعيب وابتسم مع كل تأمل ... فوالله حقّ لك أن تبتسم ومع كل ابتسامة فلتقل :
لك الحمد يا رب كل النعم ....لك الحمد على كل النعم ....
أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

في أنفك الذي يشمّ يا شعيب ....في قلبك الذي يدقّ وينبض بالحياة ...
في مصنع لا تراه عينك ولكنه بداخلك يعمل ولا يفتر عن العمل ...تأمل ...تأمل... أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟
في شرايين تنقل الدم إلى كل جسمك والطرق إليها ممهدة ...أفأنت من يراقب أو يحرس العمل و النقل ؟؟؟ لا ...إنك لا تفعل ...أنت الآن تبتسم ...أراك تبتسم والعمل قائم بكل جسمك ...يكفيك أدنى جهد وعناء.
من أمر كل من يعمل بداخلك غير خالقها وخالقك ؟؟؟

أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟
شعيب تأمّل ...بالغرفة التي أنت فيها ... بالفراش الذي عليه أنت مستلق ...بأمك وابتسامتها الحنونة ونظرتها المحبة وهي ترمقك الآن تقرأ ...فيما يبيت غيرك من الأطفال بالعراء فراشهم الأرض ولحافهم السماء ...ما كل هذا إلا من نعم ربك ؟؟؟

تأمل بصَحبٍ هم الآن حولك .... ابتسم فكل واحد منهم يحبك ...ويتألم لألمك ...
أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

ياااااااااااه يا شعيب ....يااااااه كم كثيرة هي النعم ...كم جليلة هي ... هل استطعت أن تحسب أوتحصي أو تعدّ ؟؟ لا لم تستطع ولن تستطيع أن تفعل ...

ولا أنا أستطيع أيضا ولا مَنْ مَعَكَ وحَوْلَكَ ولا كلنا نستطيع أن نفعل ...

كم أنت محظوظ أيها المسلم الصغير ...كم أنت محظوظ بإسلامك وتوحيدك وبنبيك الذي من أجلك وأجلنا جميعا تعذّب وتحمّل وتحمّل وتكبّد ألوان الصّعاب حتى يبلغك الإسلام أنت هنا ويبلغ غيرك في كل مكان على الأرض ...

وأنت اليوم يا شعيب مصاب في كتفك... شفاك الله وعافاك ، وسبب إصابتك خير كنت تفعله ، صدٌّ لمن أراد شرا بصغير كان بالشارع يلعب ويلهو ...
من مثلك ؟؟ وقد هيأ الله لك سبيلا من سبل الخير وفعله ؟؟

من مثلك وقد كنت بمقام المدافع المنافح الذي بعدما صدّ شرا راح يسترضي صغيرا يـبكي ؟؟
وتأتي يد لم تكن تحتسبها تظنّ بك ظنّ السَّوء...تظنك من ضرب أخاه الطفل الصغير الباكي الذي أنت منكب عليه تسترضيه وتمسح دمعه فينكسر جراء ضربتها الوحشية ضلع بكتفك ...
ألا بُعْدا لقوم يتسرعون ويقدمون على الشر قبل إقدامهم على السؤال وفهم الموقف
كم كنت ستجمع من حسنات ؟؟ وكم أنت جامع من حسنات الآن بعد مصابك ؟؟
سبحان الله يا شعيب... المؤمن إن أصيب بسراء صبر وشكر وإن أصابته ضراء صبر وشكر

وحالك لن يكون إلا حال المؤمن الصابر المحتسب الشاكر ...وفعل الخير دائما محمود...فنحن أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولن نكف عن هذا وإن أصبنا وإن تعذبنا ...فالجنة أغلى وأثمن وحقّ لأجلها أن نتحمّل ...

ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة
هنيئا لك فعل الخير الذي فعلت يا شعيب الخير ....هنيئا لك حسناتك ... هنيئا لك أن ضربت ظلما ولم تـُــضْرَبْ ظالما ...
والخير وفعله دائما حيّان لا يموتان ... فلا تقل يوما كان ما لقيت جزاء خير فعلته وأنّ الخير وفعله بات فهمهما ضربا من المحال، ولكن ثق دوما أن ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ...


21-05-2007, 07:31 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #63 في: 2013-02-21, 09:15:34 »
هذه مسرحية كتبتها لمجموعة أطفال عندنا بالجمعية أدوها :

قسم به مجموعة من التلاميذ وأستاذهم ملتفت عنهم إلى السبورة يكتب ...الفوضى العارمة تملأ القسم ....

المعلم بنبرة خافتة غير مبالية : سكوت !!!....

وهكذا تمر الحصة بلامبالاة وبفوضى عارمة لا يحصّل معها الأطفال شيئا ، وبعد مدة يخلو القسم من الأطفال ...ويجلس الأستاذ إلى نفسه وهو يتمتم :
يالهؤلاء الأطفال الذين لا يعرفون غير الفوضى والتشويش... سحقا لهم ، لن ألتفت إليهم ، ولن أشغل رأسي بحالهم كثيرا ....فهؤلاء هم عينات جيل آخر زمان ...
آخ على أيام زمان وعلى من قال : قم للمعلم وفّه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا!!! أين هذا من أفعال جيل آخر زمان ...؟؟
وما الذي يجعلني أكلف نفسي كل هذا ؟؟ وماذا يعنيني من حالهم .؟؟ هم والبحــــر !! في لَمــــان ....(في لمان عبارة عامية عندنا تقال عند اللامبالاة بأمر ما)
الضمير : لا ...لا ...لا ... أنت مخطئ !!!
لا ...لا ...لا ... أيها المعلم !!!
يرد المعلم حائرا مستغربا وقد فزع من كرسيه:
المعلم : من؟؟؟ من ؟؟؟ من يتكلم ؟؟ لمن هذا الصوت؟؟
يا إلهي أهي تهيؤات ؟؟؟ آآآآه يبدو أن الألم الذي ألمّ برأسي جعلني أتخيل وأسمع ما لا وجود له ...
يدخل الضمير ويظهر للمعلم بعدما كان مختفيا...
الضمير :لا أيها المعلم بل أنا موجود ولا تستطيع تغييبي مهما حاولت ...لا تستطيع أن تخرص صوتي ولا أن تكمم فمي عن الكلام ...

المعلم : من ؟؟ من أنت ؟؟
الضمير : أنا ضميرك الذي ما يزال مستيقظا يأبى أن ينام ...
أنا أسس تربيت ونشأت عليها ترفض أن تمحى أو أن تندثر ...
أنا كلمات لقنك إياها والدك الطيب ومعلمك الفاضل ما تزال حية في قرارة نفسك ، تأتيني كل حين تشكو لي ما آل إليه حالك ولا مبالاتك بتصرفات أطفالك ...
هم بين يديك أمانة مقدّسة لا أغلى ولا أثمن ...
وبنبــــــــــــــــــرة مؤنبة...
أتذكر كلمات تعلمتها أنارت لك دربك؟؟ القرآن ....المثل العليا ...السلوك الحسن ...أسس الإسلام الكامل المكتمل ....الإنسان أغلى أمانة... الإنسان أغلى أمانة... الإنسان أغلى أمانة...

المعلم مستهزئا : ماذا تقول ؟؟ ما هذا الهراء ؟؟ أنت تهذي ...لم يعد لهذا الكلام وزن في عصرنا ...انقلبت الموازين وتاهت المعاني الفاضلة في دوامة الواقع المرير الذي لم يعد يعترف بالحق ولا بالمثل التي تتشدق بها...
يرد بنبرة أقوى معنفا...
الضمير : بل أنت تعلم أنه الكلام الحق ، وتحاول عبثا إنكاره ...مهما انقلب الحال يا صديقي ومهما قيل وقيل فلا بقاء إلا للأصح والأكمل ولا خلود إلا للفضيلة ، وكل ما عداها يذهب جفاء ، كفّ عن هذه الحجج الواهية ....
تعال معي في رحلة إلى مستقبل قريب حيث تجد تلاميذك وقد بلغوا مبلغ الشباب ...هيا معي لترى كل واحد فيهم وقد أصبح لبنة من لبنات بنيان مرصوص ، تراهم وهم عِماد وطنهم الغالي ، وأساس نهضة أمة الإسلام التي تفخر بهم ... هيا تعال معي ...انظر كيف حال أطفالك في ذلك اليوم لو حافظت عليهم وطرحت لا مبالاتك ...
يدخل الراوي مقابلا للجمهور ويقول :

الراوي : وبعــــــــــــــــد عشرين سنة ....

فصل مسرحي يمثل طبيبا بعيادته
الراوي :
هذه عيادة أحدهم ، يرتادها المرضى من كل مكان لما سمعوا عنه من طيب الحديث ...
المريض : السلام عليكم ورحمة الله يا دكتور
الطبيب رضا : وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ...أهلا بك يا أخي طهورا إن شاء الله ...تفضل ...تمدد على السرير لأفحصك بارك الله فيك ...
رضا يفحص بدقة بعد قول بسم الله ، ثم يربّت على كتفه ويقول مبتسما:
قم يا أخي شفاك الله وعافاك ....
يصف له الدواء اللازم ويقول :
لا تنس بسم الله قبل شرب الدواء ...
المريض : أتعلم يا دكتور ...؟؟ لقد شعرت بالراحة وأنت تفحصني ، سبحان الله ، إن وجهك وجه الخير يبشر بالخير ، وإن معاملتك لأطيب معاملة ...
الطبيب : إيييه يا أخي ... الحمد لله لن أنسى بعد فضل الله تعالى ثم والديّ ، فضل معلم درسني كان يوصيني دوما ، وقد علم حبي للطب أن أكون طبيبا حاذقا مطلعا على كل جديد في علم الطب ، وأن أكون مثالا للمسلم المتعلم الخَلوق الذي يبعث في مرضاه الراحة بحسن المعاملة قبل شربهم للدواء ، فإنّ في راحتهم النفسية نصف العلاج إن لم يكن كله أحيانا ...
جزاه الله عنا كل خير ...معلمنا كان يهتم بكل واحد منا ، ويضع نصب عينيه نصائح أغلى من الذهب ...كم هم أولو فضل علينا أولئك المعلمون ...وأنا اليوم بدوري ألقن نصائحه الغالية للطلبة عندي بالكليّة ...

المريض : حقا صدق من دلّني عليك وقد سمعت عنك طيّب الأحاديث التي تشيد بحسن خلقك ، وباطمئنان المرضى إليك وبحذاقتك في علم الطب التي يشهد لها في البلدة كلها ...

يأخذ الضمير بيد المعلم إلى المهندس وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر :

فصل مسرحي يمثل مهندسا في مؤتمر
الراوي : وهذا مهندس شهير في مؤتمر هندسي جامع يعرض أهم مشاريعه الضخمة

المهندس عبد الحق : بسم الله الرحمن الرحيم ...يسرني في هذا المؤتمر الهندسي الجامع أيها الإخوة المهندسون ...أن أعلن عن التصميم النهائي الذي وضعته لقرية العلوم التي خططت لإنجازها ،وقد حاز التخطيط بفضل الله إعجاب هيئة كبار المهندسين في قارة أفريقيا وفي العالم العربي ، وقد تقرر أن يكون مقرها الجزائر ، بحكم أن الفكرة نبعت من ربوعها ...وبإذن الله ستمتدّ لها فروع في باقي البلاد العربية والإسلامية ، وإن أهم ما يميز هذه القرية إحتواءها إلى جانب مراكز البحث العلمي بمختلف فروعه على مركز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ...

ويقف المهندس ليوضح للحاضرين مشروعه المصمم على ورق الرسم الكبير

المهندس الصغير(من بين الحاضرين) : كم شرفني يا أستاذي أن أكون أحد المحظوظين بالتقرب من علمك الغزير ، ومن هذا المشروع الذي يعدّ أحد أهم معالم النهضة العلمية المرسّخة بالرِّكز الإيماني في العالم الإسلامي ...

المهندس عبد الحق : أخجلت تواضعنا أخي ...فالفضل كله لله ومن بعده لمعلم لطالما زرع في عقولنا كما تزرع النبتة الطيبة ، أن العلم والإيمان توأمان لا ينفصلان ، وأن قوام نهضة الأمة علم مع إيمان ، فأحببنا العلم وحرصنا على إيمانيات وروحانيات عالية تجعله عملا رشيدا مرشّدا...وكان يسهر على تجريعنا تلك النصائح يوما بعد يوم ...جزاه الله عنا كل خير...
ولست وحدي الذي تتلمذ على يديه وكان له كبير الأثر بحياته ، ولكن أصدقاء كثرا لي كانوا أيضا تلاميذه ....لا أظن ذكر الأستاذ الباحث الكيميائي الشهير جابر يغيب عنكم ...

المهندسة (من بين الحاضرين):وهل يخفى القمر؟؟ الأستاذ الباحث الكيميائي المعروف جابر بن حيان عصره الذي فتح للكيمياء والبحوث العلمية أبوابا على مصراعيها من جديد للأمة الإسلامية ...

يأخذ الضمير بيد المعلم وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر ...
فصل مسرحي يمثل الأستاذ جابر في مخبره ....وبين أدوات علمه ...

الراوي : وهذا الباحث الكيميائي الشهير في مختبره يقوم بتجاربه

فترة صمت تمثل بعض حركاته بأنابيب الاختبار


الأستاذ جابر : ....وأخييييييييييرا .... الحمد لله الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله...يرحمك الله يا معلمي حيا أو ميتا ...كم كنت نبراسا أضاء لي في الظلمات ...كم كنت تحثنا على تذكر الشكر والحمد امتثالا لوعد العلي القدير : لئن شكرتم لأزيدنّكم ولا تنفكّ تشجعني بقولك : يا جابر كن ابن حيان عصرك ،يا جابر كن ابن حيان عصرك.... فما كان جابر بن حيان إلا من عزم وإصرار وعمل ....وأهديتني كتبا تذكر أمجاد العرب والمسلمين في علم الكيمياء وقد عرفتَ حبي لها ولعالمها ...حقا أيها المعلم الفاضل كنت شمعة تحترق في سبيل أن تضيئ لنا وكان حلمك النهضة الرشيدة وها هي بوادرها وعلاماتها الجلية تلوح قوية قوية ...والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...


يأخذ الضمير بيد المعلم وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر ...
فصل مسرحي يمثل دار المحكمة بقاضيها ومستشاريها ومحامية وموكل متهم ترافع عنه ...

الراوي : أما هذه فمحامية شهير ترافع في أكثر القضايا تعقيدا ...

المحامية :سيدي القاضي .... السادة المستشارون الأفاضل ...إن موكلي القابع خلف القضبان إنسان نزيه ....شريف لم يقدم على سرقة الخزنة حيث يعمل وإنما هو تدبير بليل من مديره الذي اتخذ من منصبه المرموق غطاء يستر عنه كل أفعاله المشينة وسرقاته التي بينّا خلال أيام المرافعة الماضية كلها ثبوتها بالدليل والحجة المقامة ....وعليه تنتهي هذه القضية الشائكة بثبوت براءة موكلي ووضوحها بعدما كانت طيّ الغموض التام لما حيك حولها من دسائس وأكاذيب وتلفيقات ...وإدانة مديره المتستر خلف منصبه وزجه بالسجن جزاء وفاقا لجرمه وتلفيقه إياه بريئا بسيطا يعيش على قوت يومه الذي بارك له الله فيه على قلته ....والحمد لله على عصر نعيشه لا يضيع حق الضعفاء ....عصر نهضة لم تقم إلا والعدل قائم...
وجزاه الله خيرا معلم درسني كان يقول إن مهنة المحاماة من أشرف المهن إن كان صاحبها شريفا مقيما لما يرضي الله على الأرض ...فليعش نزيها شريفا صاحبها وليمت على ذلك ...
القاضي : بارك الله فيك أيتها المحامية ....الحكم بعد المداولة
وتعود هيئة القضاء ليعلن القاضي : حكمت المحكمة حضوريا على المتهم حسام بالبراءة وبالسجن ثلاثين سنة لمديره الذي ظنّ واهما أنّ منصبه سيمكنه من الفرارا من عدالة القانون ...

وتتعالى صيحات البريئ الفرح : يحيا العدل يحيا العدل....

يأخذ الضمير بيد المعلم وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر ...
فصل مسرحي يمثل معلمة بقسمها ...
قسم هادئ مرتب ، منظم ....نظيف كل من فيه وما فيه ....

الراوي : أما هذه فمعلمة فاضلة مع تلاميذها ....


المعلمة : بنبرة واثقة ناصحة هادئة :
أيها الأبناء الأحبة ...إنهم قد زرعوا لنأكل فأكلنا ...وإنّا نزرع لتأكلوا من بعدنا ...ولتزرعوا فيأكلوا من بعدكم ...إنكم عِماد بنيان مرصوص لا تباعد بين لبِناته ...هي ذي نهضة أمتنا قد قامت بأيدينا ، وبأيديكم ستزداد شموخا ...فحافظوا عليها ما حييتم ...وبلغوها أمانة مصونة لمن بعدكم ....هي ذي أمتنا ترفع الرأس عاليا بكم ...تفخر ولا تخجل ...
إن تصدقوا الله يصدقكم ""كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ""
فإني أقولها لكم اليوم وكل يوم لا تنسوا أن الأمة أمانة بين أيديكم وتذكروا دوما أنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...بكم أنتم ستنتقل من حسَنِ الحال إلى الأحسن
بك أنت يا حسام ....يا وسيم ....يا أكرم ....يا شيماء ويا سارة ...
بالطبيب المسلم الذي يضاهي بعلمه كبار العلماء ...بالمهندس الكفء المميز الذي يُعلي بنيان حضارتنا الشماء....بالمعلم الصادق الصدوق الأمين على تلاميذه ....بالقاضي العدل الذي يقيم العدل ويمحق الباطل ويحكم بما أنزل رب السماء ... بالمفكر الذي يضع للعقول نورا ينبعث من القرآن أصل السناء ....بكم جميعا معا سيظل بنيان نهضتنا المرصوص مرصوصا يخرص أفواه الأعداء ...

ويأخذ الضمير بيد المعلم ويعودان سويا إلى كرسيه وهو يقول له بحزم وقوة وثقة :

الضمير
اتخذ قرارك الآن يا صديقي ....اتخذ قرارك فأنت صاحبه ...

المعلم : اتخذته حتما ...وهل في ذلك من شك أيها الضمير الصاحي كم أسعدني أن قد بقيتَ حيا رغم محاولاتي المستمرة في وأدك.... اتخذته وسأقطع معك عهدا هذا هو (مصافحا إياه بقوة وفرح) ألا أفرط في حق تلاميذي بعد اليوم وأن أكون لهم محرضا على بناء حضارة وقيام نهضة ...وذلك دوري الذي لن أحيد عنه ما حييت ....ولن أزيد على حكمة المعلمة خاتمة رحلتنا الغراء ....

بقوة وبنبرة مصرة
لن أخون الأمانة بعد اليوم ...لن أخون الأمانة ..لن أخون الأمانة

25-08-2007, 03:41 PM

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #64 في: 2013-02-21, 09:18:24 »
الجزء الأول

لم يجد ما يقول .... عجبا لم يجد ما يقول ....
طرقت الباب ....، فُتح ...ولجتْ ....كالعادة سألتْه أن يسمح لهم باستغلال القاعة التي هي -قااااااانونيا- في متناول كل ناشط لا غبار على صفته القااااانونية ....
إنه المدير ....إنه المسيّر ....إنه صاحب الأمر والنهي بذلك المركز الثقافي الإسلامي .... والقاعة بدت لهم كما العادة قريبة المنال .... طبعا فما من غبار ولا شية ولا أتربة تعلو مسمّاهم تغيّب أو توشّح بالضباب أو تدخل في سراب .....

رمضان ....مركز ثقافي إسلامي .... عنوانان ما أن يلتقيا حتى يتعانقا ....هكذا هو البادي وذاك هو الجليّ الواضح ....ولكن كيف هي تقاسيم وجهه في ذلك اليوم من مرآهم ؟؟؟ كيف هي حاله التي ليست على حال في ذلك اليوم من مرآهم؟؟؟
كيف هو أمره ونهيه ؟؟؟ بل أين هو أمره من نهيه وهو على ذاك الكرسي ؟؟
لا يجد ما يقول ... ينظر بعينين كسيرتين حسيرتين والفُطور في كل ما يقول ...
لماذا يا سيدي ؟؟؟ ما السبب ؟؟؟ ما الداعي ؟؟؟ ما المانع ؟؟؟ أين القانون الذي ينص واللائحة التي تحظر والخطر الذي يحدق ؟؟ !!!!!

لماذا يا سيدي أفهمني بالله عليك فلست ممن تغض الطرف عن مبهم وتقبل بالضباب تجلية للسراب ولا بالمبهم توضيحا للغامض ولا بالعمى إبصارا للأعشى
لا يا سيدي .... لست على باطل حتى أدس رأسي بالتراب وأدبر بعد إذ أقبلت، وأرضى بغريب الحال بعد إذ شددت الهمة وأكدت العزم على المضيّ ....

أخبرني يا سيدي ما الخطب ؟؟؟ ما الجديد ؟؟؟ مال الغريب في الأمر وأمرنا قااااانوني .......

قال وقد أجاب حاله قبل مقاله : لا أعلم لكم من مخالفة للقواعد ولا خروج عن القوانين واللوائح ....ولكن هذا الذي جاءني وهذا الذي به قد أمرت ....

ومن أين أتتك الأوامر يا سيدي وأنت صاحب الأمر والنهي وقد قعدت على هذا الكرسي في هذا المكان الذي أسألك قطعة منه نقدم فيها للناس ما قد أعددنا في شهر هو شهر العمل الذي يوافق عنوان هذا المكان ؟؟؟
من أين هي هذه الأوامر ؟؟؟ وكيف جاءت ؟؟؟ وأين سطرت أو كتبت ؟؟؟

لا لم تكتب يا سيدتي ولم تأت بها صفحات ممضاة ولم تؤشر من تحت ولا من علُ ولكن يا سيدتي الأمر كبير كبييييير وأكبر من كل القوانين .... والآمر يا سيدتي قد أعجزني ....فلم تصرين ؟؟ ومهما تحاولين فلن تعرفي كيف ولا متى ولا لمَ .... لن تنجحي ....فانثني وارحميني ، فليس لي من سطوة ولا قدرة ولا سلطان ....نعم قد تعودتم العمل بتلك القاعة ....وعملكم ترجمان صدقكم وإتقانكم ورقيكم وسمو أفكاركم وأهدافكم .... والكل يشهد على أنكم كنتم السباقين لكل عمل مفيد وطرح جديد فيه الإبداع والجودة عنوان ....
ولكنني ضحية بين الضحايا مثلكم أيها الضحايا ، نعم أنا المدير ...أدري ....نعم أنا المسيّر هنا أدري ....ولكن ...ولكن....ولكن....!!!!
وتأتآت وإيماءات وتقريبات وتلويحات تريد أن تشي وتفضح ولا تقدر .... لم تحب أن يكون ما كان ولكنها لا تقدر ....

هي ذي هذه الطريق أخيتي ملأى بالصعاب ...بالأشواك ...بالعوائق ....وليست أبدا كسائر الطرق ....فأعدي نفسك لها ولما فيها ...وشمري فهي ذي هذه الطريق ....بارك الله بجهودكم وأيدكم بنصره وأعانكم ...فاصبروا ....

ولكن يا سيدي ... كيف ؟؟؟هل تريد مني أن أنسحب ...أن أرضى ...أن أكتفي وأعود أدراجي خائبة مسلّمة؟؟؟ ولمَ تراني أسلّم وبمَ تراني أسلّم ؟؟؟؟
أبالسراب؟؟؟ أبالعجب العُجاب ؟؟؟ أبالظلم الذي لا أعرف له سببا ولا مصدرا ؟؟؟
أخبرني بالله عليك ....مخطئ إن ظننت أني هكذا فاعلة ....مخطئ يا سيدي إن ظننت أنني سلكت الطريق وأنا العازمة وما أن يعترضني الشوك منها والحجر والعَثَر ولّيتُ وعدت لا ألوي على شيء خائفة فازعة أقسم ألا أسلك وعر الدروب مرة أخرى............... أخبرني....
كنت قبل أيام بالإدارة الرئيسة لمركزنا بالعاصمة وقد شددوا عليّ ألا أدع مجالا للجمعيات تنشط مرة أخرى وتقدم وتعرض عروضها الثقافية والفكرية والتنويرية ....هكذا كان الأمر ...وقد بقيت بين مد وجزر معهم وبين جزر ومد ولكن لم تمدّ لي بين أياديهم يد بعون ، يبدو أن الخبر قد بلغهم ....ويبدو أن تقاريرا بدل الواحد قد صعدت بمصعد كهربائي سريع سريييع سريييييع أسرع مما تظننين أو تحسبين أو تقدّرين ....

تقارير تحذر وتنذر بشؤم العقاب وسواد العاقبة إن لم تحبس القاعة دون تلك الجمعية بعينها ودون أعمالها ....تلك الجمعية التي لديها بين كل حين وحين ما تعرض وتقدم .... وقد بدأت الجموع تلتف حولها بعدما غيّبت عنها أمثال تلك الأعمال لأزمنة وأحقبة مديدة ....لقد صار الاسم مذكورا ، وقد ذاع الصيت ، وقد برز للنور ما لم نكن نتوقع ولا نحسب له حسابا .... فلتحبس دونها تلك القاعة

تقارير ؟؟ ومناشير ؟؟؟ وإنذار ووعيد وتهديد ؟؟؟؟ من أين يا سيدي كل هذا ؟؟؟ ومتى ؟؟؟ وكيف ؟؟؟ وعلامَ ؟؟؟ أمِن عمل نريد به وجه الله تعالى وتنويرا للفكر الذي علته الغَبَرة وأرهقته القَتَرة ؟؟؟ لماذا ؟؟؟ هذا ماكنت عنه أقرأ ...وأقرأ
هذا هو الصراع الفكري الذي كنت عنه أقرأ ...وهذه غَيَابَات جبّه التي لا يُعرف لها قرار ...اليوم أراها بأم عينيّ وأسمعها بشاهد أذنيّ .... وأرى أسبابها التي هي مجاهيل أسباب ....التي هي أكاذيب أسباب وما هي إلا الحجج المتقنة المعدّة بإحكام ....

عار علينا أي عار يا سيدي أن نسكت ....عار علينا أي عار يا سيدي أن نستسلم ....أنت بمركزك هذا لست فيه إلا لتتضح معالم مبادئك وقيمك التي سمعنا عنك وعرفنا أنك تتخذها منهجا ونبراسا ....
ألأننا لا نعلي موسيقى للرقص والطرب ؟؟؟ ألأننا لا نتشرف بدعوة فنان أو فنانة تعتلي المنصات لتلقي بشرَر كالقصر يلقفه الشباب عن غير وعي ولا دراية ولا معنى مخدرا يذهب بهم في النومة الواحدة بعد التسع مائة والتسع وتسعين وتسعين وتسعين وتسعييييين نومة ................!!!!!!

ألأننا يا سيدي لا نحمل لواء الثقافة الرقصية ولا الثقافة التهييجية أو التهريجية ولا الثقافة الإضحاكية السمجة السامدة الفارغة ؟؟؟
ألأننا يا سيدي نقول للناس كونوا على درجات من الرقي والسمو ولترنُ أرواحكم دوما لما يغذيها طهرا ونقاء وصفاء ولترنُ عقولكم دوما لما يزيدها نورا من الفكر ........!!!!
أخبرني من أين جاء الأمر ؟؟؟ ألهذا الآمر أمر على القانون ونحن وفق اللوائح القانونية نعمل ؟؟؟

11-10-2007, 04:46 PM
« آخر تحرير: 2013-02-21, 09:22:37 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #65 في: 2013-02-21, 09:23:43 »
الجزء الثاني

نعم يا سيدتي إن له لسطوة على أهل القرار ...........رغم أن أمره لا يمت للقانون بصلة ....ولتعلمي أن التقارير من هنا قد صعدت ، مصدرها محلي ، ربما عن غيرة وعن حب عرقلة وتثبيط ...ولكن ما أعلمه أن مجموعة من الموظفين هنا بالمركز ممن لديهم مآرب أخرى يريدون الظهور ولا يريدون لغيرهم الظهور وأنني أتخبط معهم فيما لو تدرين به لرفعت يديك فيما ترفعين لله سائلة لي العون والسداد وأن يخرجني الله من مآزق وأحابيل وضعوني بشراكها لا أسأل غير الله أن يخلصني منها ....فلتسألي لي الله فيما تسألين أن يمدني بالعون من عنده .....

وحاله ينبئ عن صدق مقاله وقد عرفوا عنه سمو الهدف ووضوح الرؤية ....
أخبرني من تكون هذه المجموعة ؟؟؟من هؤلاء وكيف لهم أن يسيطروا على القرار ؟؟؟ ويغيروا المجرى والمسار؟؟
لن تجني من معرفتك لهم شيئا يذكر ، فدعيني وتخبطي ، ودعيني معهم لعل الله يحدث بعد لأي أمرا ، ويحكم بيني وبينهم ....
اسمعي يا سيدتي لتكتبي طلبا خطيا بما تريدين ، وببرنامج عملك بالقاعة وسأرسله للإدارة المركزية وننتظر الجواب ....
ولكن حسب ما ذكرت فسيقابل بالرفض لا محالة..........
ولكن دعينا نخطو هذه الخطوة لعل الخطيَّ منهم يجزم ويقطع في الأمر ، فيذهب ريبنا ويزيل شكنا وتتضح الأمور أكثر ....
وكتب الطلب ........وأرسل .........ولم يعد من رد ،والأيام يأكل بعضها بعضا كما ألسنة النار ....
فعادت إليه .................
لن أسكت يا سيدي صدقني سأبلغ بالأمر أعلى مبلغ ....لا كنت بهذا الموقع الذي وضعني به الله وقدره لي إن لم أكن طالبة للحق ساعية له سعيي .....لن أسكت
معك كل الحق أخيتي ، وأنا الآخر قد سئمت من هذه العتمة فلتصدحي فإني أريد صدحا لينفجر المكبوت وينكشف المستور وأخرج من عنق هذه الزجاجة المقيتة وأنفجر أنا أيضا وأعرف رأسي من قدميّ ....

لن أسكت يا سيدي.... كن على يقين أنني لن أسكت ما دام فيّ عرق ينبض ، فما دخلت هذا المدخل وما سلكت هذا الدرب إلا ودمي إصرار وعروقي مسالك للحق ومحطات قلبي ثبات عل الحق
كن على يقين سيدي ....
وقد خرجت من مكتبه ... تزور مكتب إحدى الموظفات المسؤولات عن العمل الثقافي هناك ، وإذا بها وهي ترحب ....تبتدر بالحديث مسترسلة عن هذا المدير الجديد ....وكيف أنه يمنع كل عمل ، وكيف أن صراعا وتشاحنا وتقاتلا قائم بينه وبينهم ، يا حسرتى على مديرهم القديم تقول ، إذ كان يسامح الجميع من عمل منهم ومن لم يعمل ........ !!!!! أما هذا فيترصد للغائبين منهم والغائبات ويراقب العمل ، ويرفض التقصير فيه ، وينقص لهم من رواتبهم جزاء تأخرهم وتقصيرهم ....أف له إنه مهدد بالإقالة من منصبه ......لقد ضيق على الجميع !!!!!!!!! إييييييييه كنت أحق بالمنصب منه وكنت أظنه يستحق فزكيناه فيمن زكاه وليتنا ما فعلنا .....ولكننا لم نسكت على هذا الوضع وأبلغنا تقاريرنا ، وإن معنا فلااااااااااااان وهو الذي لن يقدر معه على حركة ولا سكنة ....وسيرى أي منقلب ينقلب ........ إنني بمكالمة هاتفية له صاحب الفضل علينا المغدق على هذا المركز منذ أسس يقضي لنا من الحوائج الكثير ....ولن يرضى لنا مذلة أو هوانا فقد كنا ساعدا أيمن له أيام الانتخابات ....

...يتبع....

12-10-2007, 05:48 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #66 في: 2013-02-21, 09:24:28 »
الجزء الثالث (الأخير)

آآآآآه....
لقد عرفتْه وعرفت السبب ......... إنه ذلك الملياردير الذي جعل يغدق على البلاد والعباد من ماله يشتري الذمم بماله ، ويشتري كل ما لذ له وطاب حتى فاز بمقعد بين المقاعد العليا في الدولة ....
لقد فهمتْ واستوعبت ...........
وفي صبيحة الغد من ذلك اليوم بدأت رحلة جديدة وإن كانت تعلم أن الأمر بات واضحا لا غبار عليه وأنه كان على حق إذ قال أن المتدخل صاحب سطوة .......أجل وقد كانت له بقروشه قبل منصبه ...... !!!!!

من مقام إلى مقام ومن مسؤول إلى مسؤول .....ومن لقاء إلى لقاء ....والسؤال ذاته تردد : أي قانون يمنعنا ولمَ المنع والصدّ؟؟

ومن تأتآت إلى تأتآت ...إلى ردود هي مجاهيل الأسباب بين من يدعي الثقة بالنفس وهو يرد ويقطع الطريق أمام سؤال يجر سؤالا ، ويقطع الطريق دون محاولة استفسار ، وبين من يتحير ويتساءل معها ، ويعزم على إماطة اللثام بمكالمة هاتفية ، وما أن يرد عليه الذي دونه مرتبة والذي كانت عنده قبل قليل حتى ينقلب حال كل انقلاب ويرد عليها بدوره قاطعا أن الحظر موجود والمنع قد ورد وأن السبب .......................
لا مجال لمعرفة السبب ولا داعي لمعرفة السبب .....!!!!! يكفي أنه أمر من مقام أعلى بالمنع والصد ....وكفى بذلك سببا ...........!!!!!!!
ولما تيقنت أنها تلك المجاهيل من الأسباب وأنه حبك وإعداد بإحكام وأنه ذاك الذي كنت عنه أقرأ ،عرفت أنّ الهدف تغييب كل تنوير ومتابعة كل محاولة لإقلاق النوم العام !!!!!!
وأن هذا الدرب الذي يسلكون لن ينفك يكشف لهم أوجه الصراع الفكري مهما حاولت التستر والتواري ...

ولكن الثقة بالله أكبر والصبر أكبر ، والإصرار على المضيّ أقوى ....
وكما فتح علينا من قبل لا بد سيفتح علينا كرة أخرى ، فحُبِسَت دونهم القاعة بأمر من الأوامر العُلَيا ، فكانت لهم قاعة بإرادة من الآمر الأعلى بعدما ظنوا أنّ الشهر سينقضي ولن يعرضوا من أعمالهم شيئا ............إنها من أجمل القاعات في البلدة يسخرها لهم صاحبها مبتغيا أجرا وثوابا ، فهو يعرفهم ويعرف سعيهم ونقاء ما ينشدون وهو بدوره يريد أن يسدي خدمة من قبيل قدرته مبتغيا رضى الله ....
وعملوا وعرضوا والتف الناس من حولهم وسمعوا وحضروا ....فكان أمر الله أعلى

وهكذا هي هذه الدرب وعرة المسالك ، ومع كل حجر أو تعب أو نَصب درس يلقن أن سلعة الله غالية وأن الثقة به يجب أن تكون أكبر من كل كبير ......
وأما الصراع فهو على أوجه وأوجه ....وما زالت ترى منه العجب العُجاب وتنتظر العجب العُجاب .....ولكن ليس بقدر ما تترقب نصر الله وتأييده ....ومنه هي الواثقة ........

12-10-2007, 05:49 PM 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #67 في: 2013-02-21, 09:25:10 »
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلون المنتدى اليوم أسأل الله أن يجعل أيامكم ، وأن يبعث هذه الأمة الحبيبة إلى قمتها وهمتها من جديد
أعاد الله علينا العيد ونحن من صحوة إلى صحوة ومن إفاقة إلى إفاقة حتى تذهب عنا كل الغفوات وكل السِّنات من النوم ، وحتى نري الله منا ما يحب ....
أعاد الله علينا العيد ونحن نلبس من خير هذه الأمة كل جديد ، ونحن لا نعيش لأنفسنا ولا نكتفي بأنفسنا وإنما الأمة نصب أعيننا ونبض قلوبنا وإنما الأمة ترجف لعودتها ولعودة عزها ومجدها أوصالنا ............

أعاد الله علينا العيد ونحن على الخطى الطاهرة لمعلمنا الأعظم سائرون ولهديه مقتفون ....ونحن على طيّب ذاك الأثر وإن كان ما كان من حجر ....فلعمري لهو حجر قد ظنه واضعوه أقوى من أن يزاح وغاب عنهم أنّ قوة الإيمان إذا تمكنت من نياط القلوب فباتت الدم الذي يسري والعرق الذي يقل ويحمل ، والنبض الذي يصدح لم تعد أمامها كل القوى إلا قشا وهشا .....

أعاد الله علينا العيد ونحن جماعات وفرادى لا نعيش إلا لهدف أوحد إعلاء كلمة الله الواحد .....
أعاد علينا العيد ونحن نعيش للأمة ولخير الأمة ولثغر بسام فيها ، ولدمع مكفكف من مآقيها ولنور يسكن محاجرها ينبئ أن العزّ بنا قد عاد وأنّ الرضى منها علينا قد حلّ وأنها قد طوت كل الآلام والأحزان إلى غير رجعة

أعاد الله علينا العيد ونحن لا نعيش لأنفسنا وإنما كل ذرة فينا تسعى للأمة وإن كان ما كان من حجر .............

أعاد علينا العيد وأمتنا إن نامت فنومتها نومة العروس الهانئة التي قرّت عينها بأسعد أيامها ...........

تحية معطرة بشذى العز والمجد وسلاما حارا من قلب أمة لن تموت إليكم يا كل الأحبة

14-10-2007, 05:07 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #68 في: 2013-02-21, 09:30:33 »
هي............هي......

هي هي لا تحوير ولا تبديل ...حسناء يغار من حسنها الحسن ، بهية يستحي من بهائها البهاء... ثرية قوية ، عزيزة مصطفاة لتحمل أغلى الكلام وأعز الكلام وأبين الكلام ، هي له الوعاء ومنها له الولاء ....
أحببتها فأحسست بقصر الكلمة عن الأداء والوفاء ، فبحثت فيها فقلت أعشقها ، فأحسست أنّ ما بي يقول بل هي أغنى وإحساسك من ذلك أقوى ، فبحثت فيها فقلت أهيم بها ....فردّت وقالت ظلموني وأعيوني وعيروني ورموني وقبحوني ، فقلت : بل سحرك فوق ظنونهم ، وحسنك فوق مرامهم ، وبحرك أوسع من أن يصيروه بأوهامهم قطرة ، وألوانك أشع وأنضر من أن يبهتوها بأضغاث أحلامهم ....

وكلماتي وإن بدت كلمات ...تقف دون شاطئها متأملة قد تحسب نفسها غواصة ببحرهاوعلى الرمال ما تزال أقدامها....

03-12-2007, 05:15 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #69 في: 2013-02-21, 09:31:19 »
النهضة ودعاوى النهوض (1)

سأفرغ شيئا مما بجعبتي عن النهضة ...
النهضة ودعاوى النهوض ، واختلافها ، -هنا أنا لا أقصد الدعاوى الغربية للنهضة - ، وإنما أقصد الدعاوى الداخلية التي نبعت من قلب أمتنا ، من مفكرين مسلمين ومن رواد مسلمين ، من قواد حركات إسلامية مختلفة ....
فمنهم من رأى أن العمل السياسي الإسلامي نهر وباقي الحركات الإسلامية التي تنأى عن السياسة روافد له ، أعني مجموع الأحزاب الإسلامية النشطة في الدول الإسلامية ، والتي منها ما له مقاعد في البرلمانات وحقائب وزارية في الحكومات ، وإن كان نصيبها ضئيلا وسهمها زهيدا إذا قورن بغير حركات ، ولكنهم يعطونها عظما تتلهّى به ...!!!

منهم من يرى أن نجاح العمل الإسلامي والسبيل الموصل للنهضة لا بد أن ينأى عن السياسة لأن السياسة ملأى بالأقذار والأقذاء ولن ينال المتقرب منها غير القذى والوسخ ولن يمر وقته إلا بالصراعات من أجل كراس منها ما كان فاخرا يسيل له اللعاب ، ومنها ما هو من حديد ، ومنها ما هو من خشب وإن كانت الدُّسُرُ تطل من كل جانب منه ....!!!

منهم من رأى أن القاعدة هي الحل ، فكما كنتم يولى عليكم ،وعليه أن يعمل مع القاعدة حتى ينشأ منها جيل يكون بعد تنشئته صالحا لأن يحكم ، ويكون من الحاكمين ، لأن غلبة الخير وغلبة الوعي الصحيح ، وغلبة المبادئ السامية سوف تفرض نفسها من غير ما حيلة ، فقد زرع الخير الكثير ويئين عندها أوان حصاد الخير الأكبر ....

ومنهم من يرى أن القمة لايجب أن تترك لمن لا يستحقها فيعيث فيها فسادا ، ولا يجد من يردع ولا من يمنع ....وأن البطل الهمام هو الذي يصعد معهم القمة على ظاهر نواياهم ولكنه المتقمص دورا بين أدوارهم وحقيقته هي الوفاء لأصله ولدعوته ، وحينما يعتلي القمة معهم سيكون له شأن آخر وسيعمل على أن يطهر ما قد اتسخ ونال منه القذى ...إنه صاحب الدور الخطير الذي لا يتفطن له أحد ، وربما ظنّ به السوء أقرب المقربين إليه ، وربما فقد ثقة الكثيرين ممن معه لشدة ما صار يبدو مختلفا ، وكأنه واحد من علية القوم أولئك الذين تصدروا القمة وعاثوا في الأرض من تحتها فسادا ....إنه أذكى الأذكياء ، الذي لا يكاد يبوح بنواياه الصادقة الطيبة حتى لنفسه ربما ...يريد خدمة الإسلام بذكاء متقد ...فيبين أنه منهم وما هو منهم ....!!!

منهم من يرى أن النهضة لن تقوم لها قائمة إلا إذا كان جليا بينا النهج المتبع -أقصد هنا النهج الفكري - فمَن يقول أن النهج إخواني يرى في الشهيد حسن البنا القدوة والمثال وفي نهجه ونهج الإخوان دربا أسلم ، ومنهم من يقول أن النهج الأسلم نهج السلفية -بالمعنى المغلوط لهذه التسمية السائد في ّأوساطنا الإسلامية - ، ومنهم من يقول أن النهج الصحيح هو نهج صناع الحياة ، ومنهم من يرى أنه نهج مالك بن نبي المفكر الإسلامي الذي تعمق في مشاكل الحضارة ودرسها دراسة منهجية معمقة وكون نظريات فكرية اجتماعية عن المجتمع المتحضر ، وعن شروط النهضة ، وعن القابلية للاستعمار ، وعن الصراع الفكري في البلاد المستعمرة وعن الفاعلية في المجتمع ....

منهم ومنهم ....، كلها نبعت من قلب الأمة ، وكلها ترى أن القرآن والسنة نهجها وليس سواهما ، ولكن كل ثلة تابعة ترى في نفسها الصواب وفي طريقها منتهى الخلاص ، والطامة الكبرى أن كل فريق صار مزهوا بنفسه يشيح بوجهه عن الفريق الآخر ...وتفرّق الجمع الواحد إلى جماعات جماعات ترى أنها الأصوب بين أفراد المجتمع وأن باقي الفرق وباقي الأفراد التي لا جماعة لها مرضى ، سِقام معتلون ، وهم الأصحاء الأقوياء ...وهذا وحده ولّد عندهم -وإن كان أصل منهجهم قرآنا وسنة- عقدة الإحساس بأنهم الأفضل والأحسن خُلُقا والأنضج عقلا والأوعى فكرا ...!

وعند الوقوف عند كل موقف منها ماذا نرى ّ؟؟؟؟ على أرض الواقع ماذا نرى؟؟؟ ماذا نعاين ؟؟؟ ماذا نستنتج ؟؟؟

هل من نتيجة محسوسة ملموسة أعطتنا بوارق غد أفضل ؟؟؟ -لا أقصد أن الليل دامس الظلام وما من بريق أمل أو بصيص نور- ولكن أين الفعل ، أين الفعل المنظم الحضاري الذي يفرض نفسه على أعلى مستويات الأفعال ؟؟؟

لن أنصب نفسي هنا محللة أو منتقدة أو متفرجة ، فإنما هلكت أعمالنا إلا من كثرة المنتقدين الذين لا عمل تستبين فيه قوتهم وكفاءتهم أكثر من الانتقاد والتحليل الذي يأخذ الصفحات الطوال والليالي الأطول من عمر الأمة ...!!

ولكن سأكتفي بإعطائكم مثالا : إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر فشت الأمية في أوساط الشعب مع ما فشا فيه من أسباب التخلف وأسباب القابلية للاستعمار ، مع ما سعى الإستعمار لترسيخه وقد وجد الشاة حانية الرأس مطأطئته لمن يريد ذبحها ، فهل يضر بعد الذبح سلخها ؟؟

وقررت الطبقة المفكرة التي تريد أن تنهض بالشعب بطرقها الجهادية المختلفة -وهذه واحدة منها- القضاء على الأمية ، أو على الأقل التقليص منها ، فإذا المجلات الناطقة باللغة العربية تكتب وإذا المفكرون يكتبون ، وإذا أصوات المحاضرين تتعالى في كل مناسبة ، في كل زمان ، وفي كل مكان .... وفي الأخير ما من نتيجة ترجى وما من أثر فعليّ تركته تلك المساعي الصادحة ...إذ بقيت الأمية من أصعب الأدواء الفتاكة بجسد الشعب .... وعلى حاله بقي الحال ....!!!

ومن الناحية المقابلة وفي ذات الحقبة من عمر الشعب الجزائري ومجريات الأحداث المتعاقبة عليه ، لا حظ اليهود المستوطنون آنذاك بالجزائر أن الأمية أيضا تنهش بجسد اليهود ....فماذا فعلوا ؟؟؟؟

أخذ كل متعلم منهم على عاتقه مسؤولية تعليم من هو بحاجة لعلم ....يساعده على محو أميته ....كل واحد منهم تجند في بيته ودرس العدد من الأميين اليهود حصصا متوالية ...وفي ظرف زماني قياسي انتصر اليهود على الأمية وقضوا على شبحها بينهم .....

ما الفرق بين الفريقين يا ترى ؟؟؟ ما الفرق ؟؟؟؟

أليست الفاعلية ؟؟؟؟ أليس الفعل الفاعل بدل التنظير الذي لا جدوى منه ؟؟؟

هو ذاك سعيهم إذ نجحوا ....يعملون ....يجسدون...يطبقون ....أما نحن فلا نكثر إلا من التنظير ..............

أسألكم بالله عليكم أليس قياسا إلى كل أمورنا ....هو ذاك داؤنا ؟؟؟؟

فلو شغلنا بالعمل وبالفعل والتجسيد على أرض الواقع رغم كل صعوبة ولو بالقليل الأقل أما كان لقليلنا من غد يطرح فيه حصائد أكبر وغنائم أكثر ؟؟؟

أليس وقتنا ضائعا بين القعود والتعليق والانتقاد ؟؟؟ وإن ظننا بأنفسنا عمل نهضة جعلنا نـُــنظّر .........!!!!
أما هم فهم في شغل مشغولون منهمكون ، يعملون لا يفترون ....

وبين أيدينا الوسطية الجميلة ....فلا دنيا تأخذنا عن دين ولا إفراط في مفاهيم مغلوطة ننسبها للدين فإذا الدنيا سراب أمام أعيننا لا نملك أن تكون ملك أيماننا !!!!

أين العمل ؟؟؟ أين العمل ؟؟؟ أين خوفنا من ضياع الوقت في التنظير والانتقاد والبحث عن نهج سليم بين المناهج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

03-12-2007, 05:22 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #70 في: 2013-02-21, 09:32:34 »
النهضة ودعاوى النهوض(2 )

أمر الأمة فيه جنوح إلى طرف دون طرف ، يعني لا وسطية في الأمر ، ولتلاحظا معي دائما أن الوسطية هي التي تكسب جمالا كل ما تحلى بها ، أي أن التنظير دون عمل تطرف والعمل دون تنظير تطرف ....
الغالب هو التنظير ، وكثيرة هي التنظيرات ، وما ذكرت لكم ما ذكرت إلا من فرط ما رأيت في فئة الشباب من حيرة وتخبط ....

هذه طفرة التنظير قد طفت على السطح ، وإذا بشباب هم في ريعان الشباب يتخذونها لحنا جديدا يعزفون عليه في كل حين ، وبعد مدة تطفو على السطح طفرة أن النهضة لا تقوم إلا إذا أقحمت الأنوف في السياسة ، وبعد مدة تظهر أخرى ، وإذا هم في حيرة وتخبط ، يجعلك مع كل موضة جديدة تقاسي الأمرين ، فإذا أنت بين نارين ، تلك التي تحرقك لأنك لا تجد فيهم استقرارا ووضوح رؤية ، وتلك التي تمضّك من شدة ما تعيد وتكرر ، وتوضح وتبين والخوف يتملكك من ظهور موضة جديدة .... وتعمل على بعث روح الاستقرار بالحديث إليهم مرارا وتكرارا -ولا ننكر أنك كثيرا ما تسأم التكرار-
وترجع الأمر إلى نقص تجربة ونقص نضج وأن الحياة ودواليبها كفيلة بإعطاء الدرس تلو الدرس ...

ويتساءلون ، ويتحيرون ، ويفكرون ، هل هذه الطريق الموصلة أم هي تلك ؟؟ هل هؤلاء كانوا على صواب أم هم أولئك ....؟؟؟
لماذا لا نرى أن فيما وضعوا جميعا الصحيح والمراد وإن اختلفت الأساليب ، ولا نعتد بواحد منهم دون الآخر ....
كل أولئك القادة والرواد الذين أعطوا للإسلام أعطونا الكثير ، ولكن مهما أعطوا فالتجربة العملية أقوى من كل ذلك وتعطي هي بدورها الشيء الكثير إن لم نقل الأكثر ، فكل مجتمع له ما يميزه دون غيره وإن كانت كلها مجتمعات إسلامية ، وكل مجتمع فيه من الأدواء ما يطغى فيه هذا على ذاك لكل مقياسه ، وأهل مكة أدرى بشعابها ....فهل إذا تعالت صيحات زراعة الأسطح وإذا وجدت سبيلا في مصر ، هل من الضروري أن تجدها في الجزائر ....-وهي في الجزائر ضرب من ضروب اللهو والعبث لعدم ملائمة الفكرة المعمار الجزائري وعدم جدواها وصداها بين الناس - ذلك ما نعيشه ، تقيد الشباب حرفيا بالمنهج حتى لا تكاد تدرس معه خصوصية كل مجتمع ، وما يلائم كل مجتمع وما يتعطش إليه كل مجتمع بترتيب الأولويات ....

ذلك ما يجعلك توجس في نفسك خيفة من أن يبقى الحيران حيرانا ، وما من طريق بيّنٍ يسلكه ، وذلك ما يجعلك ترى أنّ العمل خير ترجمان على صدق النوايا ، وهو الباب الذي نطرقه لنجني الثمار ونحصّل النتيجة ....

نضيع من الوقت الكثير ونحن نبحث عن المناهج ، والنهج بيّن ، ونضيع منه الأكثر ونحن نحكم على هذا أو ذاك ونصوب هذا ونخطئ ذاك ....

وكل حركة تبدأ قوية ، ولما لم تجمع أفرادها وحدة فكرية ضاعت الجهود وضاعت النوايا وفسدت ، وصار الفرد منها يطعن في الآخر ، وضاع مع ما يضيع من وقت الأمة الكثير ....

من هذا هو الخوف ....فإن لم تكن الحركات والمناهج مكملة بعضها للبعض أصبحت وبالا على الأمة ....ورأى كل منها أنه الصحيح
أما استجداء النهضة من أعدائنا فلعمري إن تلك وحدها طامة كبرى .....!!!!

نريد شبابا قد وقر الإيمان في قلبه وصدقه عمله ، نريد شبابا راشدا لا توحي ملامحه الفكرية بقلة وعي فكري وعدم استقرار على رأي .... نريد شبابا ثابتا يعلم ما يقول وما يفعل ولا يخشى في الحق لومة لائم ، مادامت نواياه مخلصة ووجهته مخلصة ....

وحقا نحن بحاجة لمنهج يوحد المناهج .... منهج يوضح الأهداف بقوة ويوضح الوسائل المتبعة لبلوغها بقوة أكبر حتى لا نرقع دنيانا بتقطيع ديننا فلا الدين يبقى ولا ما نرقع !!!

حقا إخوتي إن التجربة خير ترجمان والعمل الميداني أكبر رهان ... والواقع على الأرض أصعب من الكلام ، ولكن رغم كل صعوبته فهو يعلم الكثير الكثير ، ويعطي من الخبرة والتجربة ما يزيدنا يقينا أن الأمة في حاجة ماسة ماسة ماسة إلى من يسير على نهج أولئك الذين كانت قوة الإيمان بداخلهم أكبر حافز ، كانت قوة ذللت أمامهم كل الصعاب ، كانت قوة حملوا معها اللواء بيد واليد الأخرى مبتورة ، ولما بترت الثانية لم يسقط اللواء وإنما احتضنه الصدر والقدمان تحملان نصف جسد ،ولكنها تحمل روحا كاملة متأهبة متوثبة للجنة .....

الأمة تريد شبابا ثابتا لا شبابا مع كل ميلة يميل ، ويفكر ويخمن ويسأل ربما الأخرى الطريق الأسلم ، فإذا الساعات تأكل الساعات وعداد العمر يزيد وأرقامه تكبر ....


فهل نحن حقا بحاجة لمنهج يوحد المناهج ؟؟؟؟ لو كنا أمة عاشت بالقرآن ومع القرآن وللقرآن وأحسنت التدبر والتفكر فيه ، لكفينا التخبط والحيرة ....
ولكانت كل الروافد تصب في نهر واحد هو نهر خير الإسلام والأمة ....

03-12-2007, 05:27 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #71 في: 2013-02-21, 09:33:40 »
النهضة ودعاوى النهوض(3)

علقت أخت لي في الله على :

أخذ كل متعلم منهم على عاتقه مسؤولية تعليم من هو بحاجة لعلم ....يساعده على محو أميته ....كل واحد منهم تجند في بيته ودرس العدد من الأميين اليهود حصصا متوالية ...وفي ظرف زماني قياسي انتصر اليهود على الأمية وقضوا على شبحها بينهم .....

فقالت :
هذه الفقرة هي أكثر ماشدني في المقال
صورة أفراد يفهمون الأمر ببساطة وينفذون ببساطة دون كلام

ألم يكن هذا مافعله أبو بكر عندما أسلم ثم بدأ مباشرة في الدعوة للإسلام ببساطة ؟
لماذا الكلام الكثير والتنظير
وهل يعني ذلك أن القاعدة البسيطة شبه المتعلمة أو الأمية من المسلمين ليس لها مكان في قطار النهضة لأنها غير قادرة على استيعاب نظريات النهضة؟

من نهضوا بالدولة الإسلامية الأولى كانوا بدوا بسطاء أغلبهم أميون فكيف نجحوا دون تنظير؟
إن قال قائل كان لديهم قرآنا يتنزل وقائدا يوحى إليه من السماء
فها هو القرآن محفوظا كما أنزل
وهاهو القائد تراثه من سنة مطهرة بين أيدينا
فكيف نجحوا

اتقوا وعلموا فعملوا بما علموا مباشرة بلا تعقيد

03-12-2007, 06:04 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #72 في: 2013-02-21, 09:36:57 »
النهضة ودعاوى النهوض4

وفعلا نحتاج إلى شيء من البساطة في سلوك الطريق والبساطة المقصودة ليست هي السذاجة طبعا ولا الانقياد الأعمى ولا العمل دون تمحيص ولكن هي البساطة المنبعثة من اليقين ، نستطيع أن نعتبرها التسليم بما هو واضح جليّ لا يحتاج لتوضيح ، ولا يحتاج لتعقيد ، أحيانا وهذا ما جربته في بعض الشباب تجدهم يعقدون أبسط الأمور ، فيينقلب العادي إلى غير عادي والسهل إلى صعب ....

جرى على لساني ذات مرة تعبير أن الحياة لا تحتاج إلى مسطرة نقيس بها بالملمتر كل خطوة ، وإلى كتاب يقرأ عن كل أمر فيها .... أحيانا كثيرة ما تلعب الموهبة والحس القوي والتجربة الحياتية والمخالطة الميدانية دورا أكبر من الكتب والمراجع والتخصصات ...

نقدم أحيانا عروضا ثقافية منوعة في مناسبات مختلفة، جاءني أحدهم يقترح علي أن يكون فلان منشطا للحفل بحكم أنه دارس إعلام واتصال ومن ذوي الاختصاص ، وأنا أعلم بحكم حديثي مع ذلك الشخص أنه ممن ترى بوجوههم ذات الملامح ، وملامحه فيها من الجد المتصل الكثير ، وابتسامته صعبة وإن كانت فتبدو كأنها مرسومة وسرعان ما ترحل ، فأجبته أنه ما من داع لإحراجه ، فرغم دراسته إعلام واتصال إلا أن ذلك لا يغني عن أن مقابلته للجمهور وحديثه ليس فيه من الموهبة ما يجذب ويبعث الأنس وينثر الابتسامات خلال التنشيط ...

ومن الناس من يظن أن كل شيء ، كل شيء كل شيء يحتاج إلى كتاب ، وإلى معلم ، بينما هناك من البشر من أوتي موهبة وملكة تسمح له أن يكون له تميز واضح في أمر من الأمور -رغم كونه غير ذي اختصاص -، وغيره وإن كان ذا اختصاص إلا أنه ليس من الموهوبين ولا من أصحاب الملكات في ذلك الأمر فلا يأتي عمله بوزن عمل الأول ....

القراءة أمر ضروري ومنمّ للفكر ، وموسع للمدارك في كل ما يقدم عليه الإنسان ولكن هناك من الأمور ما يكون وليد حب وموهبة وذكاء فيأتي قويا محبوكا جذابا ، مؤثرا ولا تنفع مع من يفتقر فيه لحبه وموهبة أوتيها وذكاء يخول له حسن التصويب الكتب المصفوفة ...

رأيت إخوتي أنه كثيرا ما لا تنزل المفاهيم منازلها ، فمن يستمسك برأي ما وهو غير مراع لحيثياته التي ربما تجعله في موقف ما يحتاج إلى حكم معين وفي غير موقف يحتاج إلى حكم آخر .... إنزال المفاهيم منازلها رأسها الوسطية وقراءة الأحداث بجلاء وبمعرفة للأسباب والظروف المحيطة ....

والاستمساك برأي أو حكم لا يلائم الظروف من أكثر نتائج اعتبار أن الحياة مقاسة بمسطرة مليمترية لا يجوز تحريكها بملمتر زائد أو آخر ناقص وإلا وقعت الواقعة !!!
إننا نعاني وبحق من مشكلة عدم إنزال المفاهيم منازلها ....

03-12-2007, 06:08 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #73 في: 2013-02-21, 09:40:38 »
إلامَ نحتاج حقا ......؟؟

منذ أيام قمنا بجولة عبر الثانويات والإعداديات (ونسميها عندنا المتوسطات) نقود حملة للتحسيس بمخاطر مرض الأيدز ، وماتزال الحملة متواصلة ، إذ ارتأينا أن تكون الحملات التي نقودها طويلة المدى نسبيا حتى نتمكن من إفادة أكبر عدد ، ولا يستوجب الأمر العمل وفق المناسبات بل إن التوعية لها في كل زمان ومكان دور ، كان معنا أطباء ومتخصصون ، ولا أخفيكم سرا إخوتي فإن مثل هذه الحملات التحسيسية إنما هي إلا وسائل نريد أن نصل بها إلى عقول شبابنا وإلى مخاطبتهم والاحتكاك بهم من باب طرق باب الواقع والولوج منه ، وقدمنا عرضا سمعيا بصريا من إنتاجنا عن هذا المرض وكل حيثياته الصحية والنفسية ، ثم تطرقنا مع الطلبة إلى نقاشات وأسئلة وأخذ ورد ، وذلك أهم ما في الأمر ، جعلت أستكشف أفكارهم وهم يتحدثون ، وهم يسألون وهم يواجهون ، وهم متخوفون ، وأخذنا الشيء إلى شيء غيره ، إذ أننا شئنا أم أبينا هناك علاقات وثيقة تربط أمرا بأمر ، فأخبرتهم فيما أخبرتهم وعن سؤال طرحه أحدهم هل لهذا المرض من علاج ؟ أجبته أن العلاج الوحيد حتى الساعة هو الوقاية ثم الوقاية ، ولكن من يدري ربما كان بينكم من يكتشف للمرض علاجا ........ تعالت بعض الضحكات ، وقال أحدهم صراحة : لا لا يمكن .... فاستوقفني وصوبت نحوه نظراتي ، ووجهت له حديثي في اهتمام : ولكن كيف لا يمكن ؟؟ وما الفرق بينك وبينهم ؟ أجاب : هم لديهم امكانيات أما نحن فلا نملك إمكانياتهم لنكتشف ونخترع

جواب يتكرر وحجة تتكرر ، ولحن لقناه أبناءنا منذ صغرهم بأحاديثنا أمامهم بطرق لا تأتي في طياتها بذرة أمل في إمكانية أن يصبح من عقل ذلك المسلم الصغير عقل عالم مكتشف مخترع ، التربية ثم التربية ، أحاديث أمام الأطفال عن حالنا وعن سلبية مطلقة ألقى عليها كلامهم أنواع الظلال ، سلبية نحن السبب فيها وبدل أن نتحرك ونبدّلها إذا بنا نزيد على استيطانها بالعقول استيطانا وعلى ركزها ركزا .......

أخبرته : يا بنيّ لم تقول هذا ؟؟ إسلامك أولا وثقتك بأنّ أقوم المناهج بين يديك ثانيا وثقتك بعقلك وبمكانيات عقلك ثالثا وإصرارك على العمل وعلى أن تحقق بإذن الله شيئا كل تلك إمكانيات عظيمة عظيمة فوق ما تتصور أو تظنّ تجعل منك ذلك العالم إذا أحببت ، والمادة يا بني والإمكانيات المادية تأتي باجتماع كل ذلك فيك في الدرجة الثانية حقا ، وستفتح لها أبواب، ولكنّ الإصرار والعزم والثقة بعظمة الدين الذي تدين به أكبر مقوماتك ...
إن مخ رأسك ليس بأقل طولا من مخ رأس الأمريكي أو الأوروبي الذي يخترع ، بل إنك أكمل منه بإسلامك وأقوى منه بإسلامك .... كن قويا ولتتجذر بك تلك القوة الإيمانية وسترى ما ستحقق ....

ساد بعض الصمت نتيجة انتباههم لما أقول ثم سألتهم : أليس كذلك قالوا بابتسامات تعلو محياهم : بلى بإذن الله تعالى نستطيع .

ربما يقال أنّ العاطفة تحركني وأن كلامي محض عاطفة جياشة لا يغذيها واقع ، ولكن أنا على يقين من أنّ تربية أبنائنا هي الأساس وما نزرع فيهم هو الأساس ، يا إخوتي إنّ نقص المال وشح المادة صار ذريعة بين الذرائع التي نعلق عليها ضعفنا وخَوَر عزائمنا ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
إنّنا نحتاج لخطاب قويّ يستمدّ قوته من الثقة التي لا تدانيها ثقة بعظمة الدين الذي بين جنبينا وبوجوب خدمته ومساواة حب خدمته لضرورة الدم الذي يسري بعروقنا .... إننا بحاجة لأمهات يرضعن صغارهنّ مع الحليب حبّ الإسلام وحب الذود عنه وحب إعلاء كلمته بين الأمم ، نحتاج لشباب وشابات إذا أقبلوا على الزواج فإنّهم مقبلون على زيادة عدّة الإسلام وخَدَمَته ....

حلولنا في حب متأصل لديننا لا يزعزعه من واقعنا جَلَل من الأمور والمصائب فإن كل مصيبة عدا مصيبة الدين تهون ، حلولنا في إيمانيات عالية نبثها بقوة بقوة فينا أولا ونزرعها في أبنائنا وأبناء هذه الأمة التي لا تحتاج مع ما هي فيه من وَهَن إلى كلام يزيد من وَهَنها وإلى بكاء على الأطلال ، وإنما إلى يد تمدّ لتنزيح عن الدرب ما يعيق المسير وتدعو يدا أخرى فيدا أخرى لتصبح اليد أيادي .......

حلولنا في آياء وأمهات سعيهم لأسرة ليست غايتها القصوى أن يعيش أفرادها في كنف الهدوء والطمأنينة والمظاهر الدنيوية بأوجهها العديدة وكفى ، بل بأسرة تحمل هم الأمة على عاتقها أكبر ما تحمل وتعيش وهي تحسب أيامها بعدد ما عمل أفرادها للإسلام ولخير الإسلام ، يعيش نبضا حيا بين نبضاتها بل زادا لنبضاتها وغذاء

كم من الواقع الذي يمضّنا يقابلنا في كل يوم ؟؟؟ كم من السلبيات ؟؟ كم من الخمول والتسليم والاستسلام لكل صعب ؟؟؟ العديد والعديد والعديد .....نحتاج لنفوس قوية قوية قوية ثقتها بالله وبأن الله يختبر الصادقين من عباده بصعوبة الحال وصعوبة الطريق الذي يسلكون ، نحتاج لمن يصبر صبرا شديدا ويقاوم ويغذي كل ضعف فيه بزاد إيماني يستمده من قدواته من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار .

"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"

07-12-2007, 09:10 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #74 في: 2013-02-21, 09:42:33 »
إثنان في واحد ......وهل يعقل أن يكونا في واحد؟؟؟



    العادي normal الذي لا يمت للعادي بأدنى صلة ، ولكن شكلا من أشكال البرمجة يحدث ليحصل في الأذهان أنه ويوما بعد يوم بعد يوم يصبح عااااااديا مقبولا مستساغا ....

    فصار شبابنا يجمع في سلوكه بين المتناقضات التي يُشْدَه لها عقل العاقل ...........
    المصادقة بين الجنسين .........وكيف أصبحت ....بل كيف تفشت ، واستشرت وطبعت بختم العادي

    آآآآآخ كم أخاف على الشباب من هذا الختم المزيف المقيت !!! مخدر ، منوم أخذ يستفحل بين الناس ، بين المؤمنين ، يأخذ من ألبابهم الشيء الكثير ، فيتخذ له مكانا بين أمكنة المستساغ عندهم ... المقبول ، ويأخذ من الأسماء الوديعة الكثير....

    فمَن يقول إنه منطق العصر........ومنهم من يقول كفاكم رجعية وتخلفا .... لماذا نحكم بالضبابية بين الجنسين ؟؟؟!!!، ولماذا الإجحاف في حق دعاوى التحرر ؟؟؟؟ يقولون أن دعاة الاحترام والضوابط الشرعية هم أدعياء الكبت .....والتزمت في عصر الانفتااااااااااح !!!!

    والطامة الكبرى أن من الأمهات والآباء من صار يرى في ذلك عاديا مستساغا ، وأن ابنته مع صديقها ، فأين الضرر ؟؟؟!!!! , وأن ابنه مع صديقته ، فأين الضرر ؟؟؟

    والشباب والشابات أصبحوا لا يتحرجون من التفتح بينهم ، ويبدأ الشيطان بأخذهم في أحابيله شيئا فشيئا حتى يصطادهم .....وكلما أخذهم إليه وإلى خطواته كلما خبا نور الإيمان بقلوبهم المتبعة خطواته ، وهكذا هي الدائرة .....

    خانة العادي ....هذه الكلمة التي ألصق بها ما ليس لها ، وكم بتنا حاذقين في إلصاق أمور بغير مسمياتها !!!

    ترتاد مدرسة قرآنية لتحفيظ القرآن الكريم ، تحضر الدروس بغية حفظ القرآن الكريم .... ومن يوصلها إلى باب المدرسة ؟؟؟ إنه صديقها .....
    إلى باب المدرسة يوصلها ....وتنتبه المشرفة إلى حالها وتتأكد من أمرها وأن الذي يرافقها ليس أباها ولا أخاها وإنما هو صديقها ، فتقصد الأقسام واحدا واحدا وهي في أوج غضبها وبنبرات آسفة مشربة بحزن عميق تنشر أمرها بيننا من غير ذكر لاسمها وتقول أنها ستعرف نفسها ، وتتوعد أنها ستخبر أهلها الذين أرسلوها لحفظ القرآن ولا يدرون عن جرمها ....
    والعلم لله وحده أتراهم حقا لا يدرون ؟؟؟؟ أم أنهم يدرون .........وعاااااادي !!!!
    تصادق وتحفظ القرآن ولا تستحي من قداسة القرآن الكريم ، بل تحاول أن تجعله أيضا ضمن خانة العااااادي ارتيادها للمدرسة رفقة صديقها .....

    هذه هي .... واحدة منهن .....
    أما هو فواحد منهم ..... قد يكون مواضبا على صلاة التراويح ، ويعود ليهاتف صديقته ....وعاااااادي

    الجمع بين المتناقضات ......إثنان في واحد ......وهل يعقل أن يكونا في واحد؟؟؟
    نعم صرنا نعايش هذا الجمع المقيت البغيض بين متناقضات ..... فتنة.... خلط للمفاهيم وعدم إنزالها منازلها ؟؟؟ فيصبح الحرام والمكروه والذي لا يليق مستساغا مقبولا ....
    مقبولا وليس على مضض ....وإنما هو مخدر يسري مفعوله رويدا رويدا ، شيئا فشيئا في أوصال الأمة ، في عقول أفرادها حتى إذا بالخطأ قد اعتلى منصبا وقد أزاح الصواب عن مكانه وإذا بالنظارات المزيفة قد ركبت لترى الخطأ صوابا .....

    كيف الخلاص من هذا الداء الذي ينهش بجسد الأمة ؟؟؟ كيف الخلاص من أرزائه ؟؟؟
    لهث وراء ما ليس لنا وتشبث به واستجداء له ليبقى وهو لغيرنا ليس لنا .... مسوح نلبسها نتمسح بها وغصبا نقول أنها بنا تليق وهي بغرينا أليق ...... ولباسنا أين ؟؟؟ أين ألقيناه ؟؟؟؟
    ألم نعد نملك ما نلبس ؟؟؟؟ لا بل هو التمسح بغيرنا في غير ما داع ......وانبهار بكل ما يصدر عنهم ....
    نلقف ما يفعلون ، وليتنا كنا نحث عقولنا على أن تخترع وتبتكر وتطور كما عقولهم ....
    ولكننا بمنطق العاجزين نستهلك وتتكدس صناعاتهم بأسواقنا ونقول عندها أننا نعيش ببلد كل شيء فيه متوفر ، فهو بلد مستورد ...............!!!
    وليس التكديس إلا شكلا من أشكال التخلف الخفي ........
    أما ما يحكم به منطق الحضارة المستعارة فنحن أول من يتبناه ويطبقه ويدرجه في خانة العادي ...وديننا وثقافتنا وكل موروثاتنا منه براء .....

    كيف الخلاص من هذا التمسح ؟؟؟؟؟

20-12-2007, 04:31 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #75 في: 2013-02-21, 09:43:30 »

في أول لقاء كان بيننا ، رحت أوضح لهم قوانين النادي وشروط العضوية فيه ومبادئ العمل ، فكان من بينها حب العمل التطوعي ، والإحسان والأخوة بين أعضائه ، وأنّ كل عضو بهذا النادي العلمي الذي شعاره علم + إيمان = نهضة رشيدة محققة سيكون عنصرا بارزا قويا يحمل الشعار قلبا وقالبا حروفا ومعنى قولا ، وفعلا ... مميزون وتعمدنا أن يكونوا متميزين ، الأوائل عل مستوى مدارسهم ، المتفوقون المكرمون عنوانهم التميز ويتوقن دوما للتميز ولكل ما هو مميز ....

من هذا الباب أردناهم حملة للمشعل وللشعار لتنتقل العدوى الطيبة المحمودة منهم إلى غيرهم ،ليحملوا الرسالة ويتحملوها ويمرروها لأنهم المؤثرون المبالون ، فمن لا يبالي لا يقوى على حمل رسالة ولا على أن يمررها ...
فرحوا ، وافقوا ، أحبوا الفكرة وأعلوا رايات تبنيها ، علم ثقافة علمية ، تجارب ، مساحات للإبداع ، دفع لهم ، تشجيعهم على العطاء ، استخراج ما بهم من طاقة ، وإنفاذها في كل مفيد ، تحفيز ، تنمية موهبة ، الوقوف بجانب الموهوبين ، تأييدهم ، تثمين مواهبهم وتقديرها .... كلها كانت خططا للعمل معهم ولتنشيطهم وتفعيلهم ....

وكان اللقاء الأول ... توضيح للفكرة ، لمبادئها ، لأهدافها ، للأسس والمنطلقات ، لشروط العضوية ولدور العضو في أن يصبح بدوره وقد غرس به حب العلم الذي كثيرا ما صاروا يتجرعونه ليدرّ علامات تعلي معدلاتهم أكثر مما يأخذونه عن حب وحب غوص في بحره ، يصبح ناقلا لهذا الحب ، محببا فيه ، وقد جرب وبحث ونقب وطبق ، ولا يستهين بقدراته العقلية في إمكانية أن يفكر في اختراع آلة صغيرة يصورها خياله العلمي ....أملنا في أن يصبحوا علماء هذه الأمة الذين تنتظرهم ، وتنتظر منهم فكرا منطلقا متحررا من كل قيود اليأس وأغلال الإحباط وأسر الاعتقاد بالدونيّة وعدم القدرة على الإبداع والعطاء....

أنتم أيها المميزون معوّل عليكم ، أنتم تعملون لأنفسكم ولغيركم ، لأمتكم التي أضناها سخر الساخرين وهزء الهازئين وضحك الضاحكين ملء أشداقهم
أنتم متعلمون ، محبون للعم ، محببون فيه ، ناشرون له ، أنتم الباحثون المحبون للجديد ، ولمواكبة كل جديد ، القادرون على العطاء ، على البذل ، على الاختراع والاكتشاف والإبداع .... أنتم الذين سيعلمون عن أغوار العلم الكثير ، وسيعلمون بدورهم من حولهم ، ولن يبخلوا بما علموا ، أنتم الموعّون المنيرون للسالكين دروبا ، المزيحون عن الناظرين ضبابا ، الفاتحون للعلم أبوابا وأبوابا ....

نظرت بعينيه فإذا هو يشيح بهما بين الحين والحين ، يتصيّد بسمعه الكلمات ، ولكنّ عينيه ونظراته تبوحان بسرّ لامبالاته ، فرأسه تغذو وتروح يمنة ويسرة والعينان الالفاضحتان الشاردتان تنبئ بأنّ الكلمات لا تتعدى مسرى الأذنين لتتخذ إحداهما مدخلا والأخرى مخرجا سرعان ما يفتح ، فلا تجد لها عنده مكانا آخر تمكث فيه ....
دنتْ منه وهي مكملة حديثها ، تراقب عينيه الفاكهتين ونظراته الحادة وإن لم تستقر والتي تكاد تصرخ : كفى ....كفى
وانتهى الحديث وقد استرعى اهتمام هؤلاء الأعضاء اليافعين الذين يفهمون الكلمات ومبناها ومعناها ، وقد علمتْ أنه هو على الوجه الأخص لم يأبه لكلمة منه ولا لملامح الجدّ في قائلته ولا لاستجداء عينيها خيرهم لهذه الأمة التي أنجبتهم ....
وبدأت هي ومرافقتها تتجمع بكل ثلة منهم وحدها فتلك مع عدد وهي مع آخر ، وتتحيّن فرصة وجوده بين عدد من أترابه وأصدقائه لتتقرب وتنكبّ على طاولةجمعهم تصيّر طولها من طولهم في تودّد وملاطفة ومعايشة لأعمارهم الفتيّة تسألهم وتحاورهم وتسمع إلى حلو حديثهم والحماسة المنبعثة من أصواتهم المتلهفة للعمل والعطاء والأخذ والعلم والتعلّم ....
هه ما رأيكم ؟؟ أليس برنامجا ثريا ؟؟ أليس عملا إبداعيا تأخذون منه وتعطون لغيركم ؟؟ ومن يصير لكم ندّا إن أصبحتم الموعين الذين ينتشلون رفاقا لهم من خطر يتهدّدهم ومن سوء يحكم عليهم قبضته ؟؟ من مثلكم وقد عرفتم ما للتدخين من أضرار وما للمخدرات من وبال على الجسم فتأبون إلا أن تكونوا أوفياء لعهد النادي الذي تحفظونه وتقطعونه يقضي بأن تأخذ بيد كل من استطعت من أصدقائك وأقربائك وجيرانك ولا تتركهم لنار الحيرة والضياع تأكلهم كما تأكل النار الهشيم ....

يعقد حاجبيه مع عينيه ونظراته الحادة ويشيح برأسه ويعيده غصبا ، ويرد في غير ما صبر على لغة صامتة :
لن أضيّع وقتي مع أحد .... لديّ ما هو أهمّ ...أعلم أنّ من لم يهده الله فلن أهديه أنا بكلماتي ، تكفيني نفسي ، ودراستي ومشاغلي ...لا أحد يسمع لك في هذا الزمان ، لا أحد ولا أحد يحبّ الحق ويصغي إليه ويتبعه ، غباء مني أن أصرف وقتي في الحديث إليه واستجدائه ليعود إلى جادة الصواب ، لن يهتدي ....
حادة نظراته ، كما كلماته كما ملامحه ، واثق صوته كما صمته ، عال رأسه كما نبرته الثائرة ....لعمري إنّ ثقته بكلماته لو كانت عند أولي العزم من الرجال لكفتهم ...

تعجبت من ثقته البالغة بكلماته ، ورغم عجبها لم تَعْدَم السبب ولا الوسيلة في الرد عليه ، وإن كانت حسرة توثبت إلى قلبها من سماع صوت قنابل مدوية تحطم النفس الصغيرة المنطوية بين الجنبين ، المنكسرة الناطقة بلغة اليأس باهتة الحروف ، خاطئة التركيب ، عديمة المعنى ، فتحاول أن تذهب عنه شيئا من يقينه وثقته بخطأ صيٍّوه بعقله وقلبه صوابا

أي مقال هو مقالك أيها المميز ، أي حال هو حالك؟؟ أدري أنّها كلمات لا تتعدى عتبات فمك الناطق ، وكم من قائل ما قلت عند الفعل نجده أكثر الناس خيرا للناس ، لن أحكم عليك من كلمات ، ما الداعي لكل هذا اليأس من حال الناس يا (ما اسمك؟) بابتسامة تحاول إنقاذ مكا يمكن إنقاذه في طفل لم يتعدّ الزهرة الرابعة عشر من زهرات عمره

علاء

علاء....كم من الناس نظنّ بهم سوءا ، وأنّ حالهم إلى ضياع وأنّ الكلام لا يزيد معهم ولا ينقص ، ولكنّ لحظات تجمعهم بأنفسهم قد تكون في وقت غير الذي تتمناه أنت وغير الذي أتمناه أنا ، يستذكرون فيها كلمات ربما كانت بعضها من كلماتك ، تغيّر من حالهم ... فازرع ولا تبخل ولا تدري متى يؤتي زرعك أكله ولا متى يزهر ويورق ....

علاء لا تكن يائسا يا بنيّ ولا تجزم بحال أحد ، فالناس لا يتمحضون ملائكة ولا يخلصون شياطين .... ولا يظننّ الواحد منا الخير بنفسه وحدها ، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون ، ورحمة ربنا تتغمدنا وتتغمد قلوبنا ولولاها ولولا سؤالها منه وبتثبيت القلوب لما دام حال خير على حاله...

يسمع لكلامها ، وتخطئ عينه المتعالية أحيانا فترمقها ، وكأنه يسمع مع الكلمات صوت صدق وثقة تفوق ثقته الواهية ، ولكنه يصرّ في شيء من الاحترام والحياء أنه واثق مما قد قال ....

ومرت الأيام.....

يتبع

03-01-2008, 05:19 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #76 في: 2013-02-21, 11:50:56 »
ياه!!!!!!!! ما أجمل هذه الكلمات

كيف فاتني هذا الموضوع وهذه التسجيلات

بوركت أختي أسماء وبورك نبض قلمك

سأرجع لأقرأ المزيد ان شاء الله

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #77 في: 2013-02-21, 12:09:15 »
إلامَ نحتاج حقا ......؟؟

وقال أحدهم صراحة : لا لا يمكن .... فاستوقفني وصوبت نحوه نظراتي ، ووجهت له حديثي في اهتمام : ولكن كيف لا يمكن ؟؟ وما الفرق بينك وبينهم ؟ أجاب : هم لديهم امكانيات أما نحن فلا نملك إمكانياتهم لنكتشف ونخترع

جواب يتكرر وحجة تتكرر ، ولحن لقناه أبناءنا منذ صغرهم بأحاديثنا أمامهم بطرق لا تأتي في طياتها بذرة أمل في إمكانية أن يصبح من عقل ذلك المسلم الصغير عقل عالم مكتشف مخترع ، التربية ثم التربية ، أحاديث أمام الأطفال عن حالنا وعن سلبية مطلقة ألقى عليها كلامهم أنواع الظلال ، سلبية نحن السبب فيها وبدل أن نتحرك ونبدّلها إذا بنا نزيد على استيطانها بالعقول استيطانا وعلى ركزها ركزا .......

07-12-2007, 09:10 AM

نعم نعم
نحن نلقن أطفالنا ماذا يفكروا
ولا نعلمهم كيف يفكروا وكيف يستخدموا عقولهم

في الغرب يعلمونهم كيف يفكروا
ولا يهمهم ماذا يفكروا

فلنلقن أولادنا ماذا يفكروا , نغرس فيهم المعتقدات الحق
إنما بنفس الوقت نعلمهم كيف يفكروا

ربما تساعدنا الاستاذة هادية في مسالة التربية على التفكير هذه

مشكلتنا يا أسماء أننا لا نعرف كيف نطبق ما نؤمن به
فنقع في ذات النمط الذي ورثناه
نظن أننا نحمي أولادنا لما نلقنهم بدون تسليحهم بطرق التفكير القويم
وربما نفعل هذا لأننا لا نعرف طريقة أخرى
وربما نفعله لأنه أيسر طريقة للتربية
أوامر نواهي وحشو معلومات

رائعة يا أسماء
ما شاء الله
لا كلمات تفيك حقك
كنوز مدفونة في هذا المنتدى

مستمرة في القراءة
من النهاية للبداية
 emo (30):

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #78 في: 2013-02-21, 15:07:58 »
أهلا وسهلا ومرحبا بك يا أم عبد الله، نورتِ صفحتي نوّر الله دربكِ... emo (30):
تسعدني متابعتك، وأؤيدك فيما قلتِ، التربية على التفكير وعلى طرق التفكير والتفكّر....بل ليتنا يا أم عبد الله توقفنا عند حدّ التقصير في التربية على التفكير، بل إنّ منا -سامحهم الله- من يسعون غير واعين إلى التثبيط وإلى الانهزامية، وإلى التقليل من شأن الفكر عندنا بحجة أننا لم نعد أهل علم ونحن نستورده من أهله .

 سننبّه إليها هادية بإذن الله في قابل الأيام لتتعرض لها .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #79 في: 2013-02-21, 15:10:37 »
هل من المناسب ؟؟ هل من الحكمة ؟؟ هل من الصواب ؟؟؟ هل من المجدي؟؟؟؟

يا إلهي أين أصيح ؟؟؟ أين أصرخ ؟؟؟ بل كيف أصرخ ؟؟؟؟
هل هو الوقت المثالي لمثل هذا؟؟؟
برنامج على الجزيرة عرف بعنوانه وبصراعاته التي لا تكاد تخرج معها بنتيجة ترجى من فرط إصرار كل اتجاه على معاكسة الاتجاه الآخر.....

يأتينا الليلة وفي ظل هذه الأزمة المتواصلة والمتفاقمة لتجرء الدنماركيين وتكرر تجرئهم ، ولست هنا في مجال لأن أشجب أو أندد وإنما .....
يأتون بمن؟؟؟ يستضيفون من ؟؟؟؟
وفاء سلطان الدكتورة وفاء سلطان التي تنادي في أمريكا وهي العربية ذات الجذور الإسلامية سابقا إلى أنّ المسلمين لا خلاص لهم إلا بطرح قرآنهم جانبا ، وهي التي تقول وتقول وتقول عن رسولنا أكثر مما قاله الدنماركيون رسما.....
تستضاف هذه وتسأل ويتاح لها المجال في ظل هذه الظروف لتتحدث فتقول سمومها وتنفثها بقوة على قناة من أشهر القنوات .... يا إلهي تزداد شهرتها وتزداد دعوتها الخبيثة ظهورا وهي تتحدث من خلال هذا البرنامج وهذه القناة
ويترك لها المجال ..............لتقول وتقول .........
أية حكمة من دعوتها ؟؟؟ أي وقت تستدعى فيه مثلها ؟؟؟؟ أي إعلام نريده وأي علاج نطرحه ؟؟؟ ونحن نزيد الطين بلة فنسمح لهؤلاء بالتطاول عبر شاشات عالمية ليكبر عدد العارفين بهم ويزداد.................

كيف أصرخ ؟؟؟؟ كيف أصرخ بوجه إعلامنا ؟؟؟؟؟؟ وبوجه مبرمجينا وبوجه فورة حماسية قولية هي جعجعات بلا طحين ....

وماذا سيكون بعد استضافة هذه الخادمة الوفية لللوبي الصهيوني ، هذه الملحدة التي تصدح بدعوتها الخبيثة في كل ساح ، وتؤسس جمعيات عالمية لنصرة وفاء سلطان التي حوربت حينما حاربت القرآن !!!!!!

ماذا يجدي المسلمين استضافتها وفسح المجال لتراهاتها وكلماتها المسمومة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم والتي هي أشد وطء من كل رسم .............................

فإذا كان تداول المسلمين لتلك الرسومات بنوايا طيبة بدافع أن يشاركوا بالتصويت ضدها أو كتابة ما يدينها ، تزيد من نشرها عن غير قصد منهم ، فهل لاستضافة هؤلاء نفع أيضا يجنى إلا زيادة عدد العارفين بهم والسامعين لسمومهم والتي تفوق مرات ومرات أزمة الرسومات ........

متى نستفيق فنزن الأمور بميزان الجدوى والنفع قبل أن نزنها بميزان الضجة الإعلامية التي لا تؤتي من الأكل إلا ما هو عكس ما أريد!!!!!!!!!!!!!!


كتبت من شدة غيظي والحالة التي انتابتني لم أعد أملك حيالها ما أصنع إلا أن أسمع أحبة لي أوجاعي ....ورغم ذلك خفت أن أعطي تلك المجرمة فوق ما تستحق وأنا أكتب ..

لا أريد أن أعطيها أكثر من هذا .... وحلنا في عملنا وجدنا واجتهادنا ، وصدقنا في العطاء وأن نعطي لهذا الدين بلا منّ ولا أذى ، أن نعطيه وكلما تعبنا أحببنا أن نتعب لأجله أكثر ...

حلنا في أمهات وآباء يرضعون أطفالهم حب هذا الدين وحب العمل لأجله ، العمل لأجله ثم العمل لأجل عزته ، لأن يتميزوا ويتفوقوا من أجل الإسلام ومن أجل إعلاء كلمته

حلنا في التخلق بأخلاق الإسلام على أرض الواقع ....على أرض الواقع ....وليس على ورق وإعلاء لشعارات ، حلنا في أن نتمثّل أحاديث حبيبنا صلى الله عليه وسلم حياة نحياها ونتمثل قرآننا مدارجا نسلكها ....وليس في حفظ حروفه وبعد تصرفاتنا وسلوكياتنا عن معناه ....ويحضرني ما قاله الإمام الغزالي "هل يستفيد القرآن نفسه من هذه الأشرطة التي استوعبت ألفاظه وحفظت آياته في الصدور حفظا لا تدبر معه ولا فقه فيه ؟؟"

حلنا في أن نصدق الله ليصدقنا .... وفي أن ننصره لينصرنا ويثبت أقدامنا .... في أن ننهض بحالنا ، بأفعالنا .... حلنا في تربية عامة تشملنا تهزنا جميعا سواء بسواء لنهضة تربوية إسلامية راشدة تفهم تعاليم الإسلام حق الفهم وتجذرها بأعماق الأعماق دما يجري بالعروق ونبضات تخفق بها القلوب وعملا يترجم قبل كل قول ....

حينما نبلغ هذه المبالغ من تجسيدنا الحقيقي لقرآننا ولهدي نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ، حينها سيلقى الرعب في قلوب أعدائنا من جديد كما كان يلقى بقلوبهم ذات أعزّ زمان .

06-03-2008, 05:42 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب