المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #180 في: 2014-08-14, 15:55:15 »
بتاريخ 2014/01/23
---------------
الإسلام دين الرقيّ والذوق.... فكيف يكون المسلمون قليلي ذوق ؟!!! لا حول ولا قوة إلا بك يا ربنا... نبرأ إليك من أعمالنا وأقوالنا وقلة ذوقنا... وبعض الكلمات فعلا قبور ...فكيف للمسلم أن يقولها لأخيه المسلم ؟!! كيف ...ثم نستغرب قلة الإنسانية فينا من غير المسلمين؟!! أو نستغربها من بعض من صفتهم الإسلام؟!! ما حقّ لنا استغراب ولا تعجّب ونحن يذيق بعضُنا بعضا البأسَ حتى بالكلمات وكأنما هي الصواعق والقنابل ....!! وممّن تصدر؟ من الذين هم في مقامات التربية والتعليم والإمامة .....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #181 في: 2014-08-14, 15:55:42 »
بتاريخ 2014/01/23
------------------
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ(30)-الأنعام-

يالهول هذه اللحظة !!! أتتخيلون ؟!! إنها للحظة عظيمة ... يوم يوقَفون على ربهم ... يوم نقف بين يديه سبحانه جلّ في علاه ...!! فيقول : أليس هذا بالحق؟

ماذا سنقول ساعتها ... الكل سيقول "بلى وربنا"، من مات مؤمنا ومن مات كافرا ....
فليبحث كلّ منا في أي زمرة سيكون...
في زمرة من يأتيهم الجواب: "فذوقوا العذاب"، أم في زمرة من سيقال لهم : "ادخلوها بسلام آمنين"...........
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #182 في: 2014-08-14, 15:56:18 »
بتاريخ 2014/01/23
--------------------
تحدث الشعراوي رحمه الله تعالى عن الظلم، فذكر منه نوعا لا يتطرق له الكثير من الناس وهو ظلم الإنسان اسمَه، كأن يسمّى أحدهم "مهديا" وهو يعيث في الأرض فسادا، فذكر تحذير أهاليهم لهم وهم يدخلون القاهرة من أن تطأ أقدامهم شارع "عماد الدين" الذي يجمع كل أنواع الموبقات ... فأنشد الشعراوي شعرا عن ظلم المسمّى للاسم :

وأقبح الظلم بعد الشرك منزلة** أن يَظْلم اسماً مُسمّىً ضده جُبِلا
فشارع كعماد الدين تسميةً** لكنه لعناد الدين قد جُعلا...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #183 في: 2014-08-14, 15:59:18 »
كتبت سلمى بتاريخ 2014/01/24 :
مرحباً يا اسماء , كيف حالك؟
كنت افكر .. أنه ربما يجب ان اشارك شخصاً ما يدور في ذهني .. أيّ شخص
فلم اجد انسب منكِ حالياً
اخبريني يا اسماء .. و قد وضعنا الله في مواضع القتل و السفح و الدماء تغطي كل جميل , و ليس ذلكم بلاءاً بقدر ما هو بلاء مخالطة اهل الشر و اهل السوء اولائكم ..
لسنا نخشى الموت .. بل نتمناه ..
لكن أيّ صبر يمكن ان يداوم المرء عليه مع قومٍ هم اسوأ جارٍ و اسوأ صحبة .
إن منهم لمن يرى الدم فيرقص طرباً به . و يرى الاشلاء فيهرع إليها يزيدها تمزيقاً . يرى هتك اعراض البنات فلا يمد يديه لمساعدةٍ إلا أن يكون تصفيقاً لمن هتك .
يصعب عليّ ذكر الكثير . الكثير الموجود لا يزداد إلا كثرة . لا يزداد الظلم إلا تفحشّاَ .
والله إننا لا نخاف الموت شيئاَ .. ولا يخيفنا الرصاص . إنما القومُ الذين نجالس و نجاور .
قومٌ ما ألِفوا سوى الخبث و قبح الضمير و نفاقة العطف في قلوبهم .
الله وحده يعلم أي إيذاء نلقى لا من سفاحنا . لكن من الاهل و الجار و الشعب كلهم .
لبئس الشعب هم و لبئس العيش معهم .
الله يعلم إلى أي مدىً تقطّعت الارحام و هجر الاحباب و الاقارب اقرباءهم .ثم لم يعد شيء كما كان
والله إن الام لتُبَلِّغ عن ابنها . و إن ابن العم ليشمت في قريبه . و إن الجار ليرى دم جاره فيُعلي الاجهزة كلها باصوات الغناء و الرقص و الزغاريد.
حتى بات المرء يستفهم عن إتجاه مُحدِثه . فإن تأكد أنه إنسان فإنه يحادثه. وإلا فلا
اللهم ارحم بنا يا رب .
أيّ فتنةٍ تلك؟
اللهم لك الحمد .
فقط اخبريني يا اسماء . كيف؟
كيف - عندما يلطف بنا الله و نحصل علي الخلاص - سيكون عيشنا معهم؟ كيف تنسى القلوب ؟ كيف يُغتفر الدم؟
هل سيفتح لهم الله ما فتحه لنا من خيرٍ و نعمة؟ ألن يأخذهم كل مأخذ؟ ألن ينتقم لكل من برر و كل من شمت و كل من استخفّ؟
والله إن الكلمة منهم لتقتل .
نريد يا رب خلاصاً عظيماً . نريد انتقاماً غليظاً .
اقسم ان النفوس اللطيفة قد تغيرت.
لم يعد المرء يمكنه ان يجالس احدهم و هو صافِ النفس . كيف و كلّه يقين ان من يجالسه سوف يشمت بدمه إن اوذي او إن قُتل؟
إنني - و اعترف - احرّض رفقتي كلهم على ان يقطعن علاقتهن باصحابهن من الطرف الاخر كلهن .. ولا يستثنين أحداً .
اسماء .
إنني قد اطيل ما اطيل .. لكنك تعين مقصدي .. فابلغي فيّ الاجابة !


فرددت عليها بتاريخ 2014/01/28:
----------------
ماذا عساي أقول يا سلمى ؟

إن أنا نصبت نفسي ناصحة فسأراني المتفلسفة التي تعلم شناعة الأمر وفظاعته، وعِظمه وتعلم أنها لا تعيش ما يعيش السائل لتنتقي الكلمات التي تصيب النفع فيه إصابة ... وإن أنا أعرضت عن الكلام فسأراني التي لا تجد في الدين ما تؤسّي به نفسها والسائل ....

نعم يا سلمى، لن أتفلسف عليك، ولن أطالبك بما أعلم أن نفسك لم تعد تطيقه، ويعلم الله كم أثرت بي كلماتك، وكم أوجعتني، وكم عرفت أن الأمر جلل جلل جلل .... ولكنّ ملجئي وإياك هو الله سبحانه، هو دعوتك لأن تتذكري إخوة يا سلمى ألمهم أشد من ألمك، وجرحهم أكثر غورا، إخوة تأويهم حيطان السجون التي لا ترحم، إخوة يتعذبون، وربما فضلوا الموت على عذاب يلقونه في تلك السجون .... إخوة قُهِروا وظلموا ولكنهم لا ينسون اللجوء إلى الله ....

هكذا يا سلمى يتأسون، هكذا يتقوّون، هكذا تتجدد عزيمتهم، وهم يذكرون الله، ويذكرون نبل غايتهم، وأنها التي ضريبتها أنفسهم وأنفس ما يملكون، إخوة تأسوا بمن تعب قبلهم، وبمن صبر، وبمن جاهد، فرجوا الأجر من المولى عز وجل، وزاد إخلاصهم حتى إذا لقوا الله لقوه مخلصين يريدون الأجر منه، ولا يريدون أن يصنفوا في زمرة "وقد قيل ..."
عرفوا أن صاحب الرسالة والهدف والعمل لله تعالى غايته الله، فأحبوها خالصة لا تشوبها شائبة، فإذا عزمهم يتوقد، وإذا صبرهم يتقوى، وإذا جدران السجون الظالمة تنقلب حياة لقلوبهم وهم في جوف الليل يناجون ربهم العليم الخبير السميع البصير، الذي يعدهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ولكنه سبحانه يفتنهم وهم يعلمون أن قول "آمنا" لن يكفي لتعرف حقيقة إيمانهم ....

نعم يا سلمى، لن أدعي وعظا ولا إرشادا، ولكنني لا أستطيع أن أغفل هؤلاء، لا أستطيع أن أنساهم في غمرة ما يحدث، بل إن استدعاء ذكراهم هذا موعده، وهذا أوانه، الأسبقين منهم واللاحقين، من كان منهم على الدرب أولا، ومن اقتفى الأثر لاحقا، في كل زمان ....

أعلم يا سلمى مدى ما يوجع أن تلتفتي حولك فإذا الجيران والأقارب والأحبة أعداء ألداء، يفرحون بأساك كما لا يفرح به البعيد، أعلم كم يوجع هذا وكم يؤلم وكم يوغر الجرح !!! أمر يجعل من الإنسان فاقدا للثقة بالناس، يجعل منه مترقبا لكل خطوة لكل كلمة، لكل نأمة منه، وهي الحياة التي لا تفرق عن الموت إلا بالأنفاس ....ولكن لا بد أن نضع نصب أعيننا سؤالا فاصلا، وبعد؟؟

مدارج الحق سالكوها قلة، قلة، قلة، ودرب الباطل سالكوه كثرة، هذه هي المعادلة، ومن كان معدنه هشا رقيقا في ساعة السلم، لن يصبح بقدرة ساحر ماهر صلبا متينا في ساعة الحرب والشدة ....من كان إيمانه على حرف في ساعة السلم، لن يصبح إيمانه شعلة وقادة في ساعة الشدة والرزء ...هكذا يجب أن تضعي نصب عينيك هذه الحقائق يا سلمى، فلا يوجعنّك بعدها كثرة المتكالبين على أبناء الجلدة الواحدة والدين الواحد والرحم الواحدة والحي الواحد وكأنهم المتكالبون على العدو .... هكذا هي سنة الحق وأهله في دنيا الباطل وانتفاشه، والفرق بيننا يا سلمى وبين من صبر وتحمّل أنهم فقهوا العلة، وأيقنوا أن كثرة الثائرين بوجه الحق لا تعني في قاموس ثورتهم وجهادهم وصبرهم ورسالتهم شيئا .... لم يروهم كثرة، لأنهم فقهوا أن الحكمة ليست بالعدد، فقلّلهم الله في أعينهم .... فهلا اقتبسنا من فهمهم، وما فقهوا؟ أنا وأنت يا سلمى سواء، لست بالتي تعظك لأنها الجَلدة عند المصاب، لا .... فما يدريني لعلي أكون ساعتها الأكثر ضعفا منك ..... ولكن فقط أتذكر وأذكر نفسي وإياك .....

الأمر يحتاج إيمانا قويا يا سلمى بالقضية، ويحتاج صبرا، هكذا شئنا أو أبينا بحثنا عن حلول أخرى أم لم نبحث، هذه هي السبيل منذ الأجيال الأولى وإلى آخر جيل، لأن هذه الطريق خاصة، والله سبحانه يجعل فيها الأشواك ولا يزرع فيها الورود ...."مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً(23) " -الأحزاب-
وكما أنكم القلة يا سلمى، فلستم أيضا وحدكم في كل مصر، بل منكم الكثير الذين اضطهدوا ضمن مخطط كبير كبير كيد به أهل الدعوة في مصر حتى تقطع طريقهم، ولكن المخططين يظنون ظنا، والظن لا يغني من الحق شيئا .... لأن الثابتين الصابرين موجودون في مصر، ولن تقطع الطريق ....

لا تبالي يا سلمى بمن فرح لحزنكم ومصابكم، فأولئك لو تتذكرين ستجدينهم أهل المعادن الهشة القشة من زمان وليس من اليوم ..... وهؤلاء تظهر حقاقئهم المرة عند الشدة والأزمة .... فأن يكشفوا خير من أن تبقى حقائقهم مغمورة .... ولن أدعي أن أقوالهم وأفعالهم لا توجع، ولكن يجب أن تكونوا أقوى .... فمن كان مطلبه الله ودينه، لم يضرّه طالب دنيا ....

صبّركم الله يا سلمى، ونصركم، وأنزل عليكم رحماته، وقواكم وأضعف عدوكم .... وإن ما يحزنكم يحزننا ويفتّ في عضدنا ولكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها .....

وسيخلفكم الله تعالى بأناس معادنها أصيلة تحمل الهمّ معكم ... ثقي بالله تعالى، فهذه الدنيا دوارة، وهذا الزمان صعب، ونسأل الله فيه الثبات على الحق وإن غمر الباطل كل الأرض ... ولا تنسي أن زمانا قد عرّفه نبينا صلى الله عليه وسلم القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ....

ونحن وكل مجتمعاتنا، ولن أقول المجتمع المصري وحده، أصابنا من العلل الكثير الكثير الكثير، ولو أن شيئا أصاب الجزائر اليوم مما أصاب مصر، لعرفنا مما عرفتم أيضا، وكما أرى في تونس اليوم وإن بدت بلاد الدستور المصادق عليه إلا أن الهم فيها كثير كثير كثير ، كل مجتمعاتنا مريضة يا سلمى بفعل من قادها أزمنة طويلة يأخذها إلى طريق الهمل والضياع، وبفعل ضعف أنفسنا جميعا ...... فاصبري أختاه وصابري وفرج الله آت آت ...هذا هو اليقين .

وتذكري دوما أنه مهما كان مصابك عظيما، فهناك من مُصابه أكبر وأعظم، ولكنه الصابر المحتسب، ومن هؤلاء نقتبس علما ونورا، وهم القلة ولكن بهم نصر الله الحق من سالف الأزمنة، وبهم وهم القلة، سينصر الله دينه في قابل الأيام .... تذكري يا سلمى من ثبت ولم يرَ النصر ولم تنعم به عيناه، ولكنه ترك لنا من خلفه قصة ثابت صابر تتأسى به الأجيال من بعده لتقفو أثره، وتفعل فعله حتى ينزل الله نصره على من يحب من عباده فيقرّ به أعينهم.... تذكري من قاسى الأمرّين وهو يسأل الله نصرة الدين، ويتمنى الشهادة، ومن حوله نعّاق الشر وهم بنو الجلدة الواحدة، وسِياطهم تفعل بجسمه وقلبه الأفاعيل .... تذكري من عذبهم أبناء جلدتهم،من وصموهم بالجرم وبالإرهاب وبالعنف وبأنهم أهل العذاب والنكال وبأنهم من ترجو الأرض الخلاص منهم، وهم صابرون ..... بل لقد عرفناه الشهيد في سبيل الحق، ولم تفعل فينا أكاذيب جلاديهم شيئا، ولم نصدقهم، ولم تندثر أخبارهم، بل بقيت شعلاتهم تنير الدروب حتى بعد مماتهم ....... فالحق لا يموت وإن مات أهله، وهم من أجل الحق صبروا وثبتوا لا من أجل ذواتهم، ومن أجل أن يورثوا الصبر والثبات نبضا للأجيال يمدهم بالحياة، لأن الجهاد لا يموت وإن مات من أهله الكثير  ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #184 في: 2014-08-14, 16:00:34 »
ثم عادت سلمى وكتبت بتاريخ 2014/01/28:

الحمد لله علي نعمتي أسماء و ماما هادية .
لولاكما لفسدت نفس المرء كثيرا . فجزاكما الله خيرا جزيلا عنّي .

بلى يا اسماء , وعيت كل كلمة و غمرت قلبي كله . ابكتني كلماتك . تذكرت رغماً عني رؤية الشهيد ميتاً تحت قدميّ ولم استطع إسعافه . فصرت لا انام ليلاً سوى نوم الفَزِعِ . تذكرت صوت الشباب و هم يصرخون و يلطمون وجوههم . تذكرت ذلك الذي كان يهرع إليّ أن :ضعي لي أي شيء . تذكرت اشياءً كثيراً اعترف انها قليلة جداً و ضئلة جداً مقارنة بما عاشه من هم اصغر مني سناً .
إنني كما اخبرتك لا يحزنني موتي , فإنما هو عمرٌ واحد و ميتة واحدة . لكن يؤسفني الاذى ممن جالستهم اياماً و عشنا سوياً لحظاتٍ جميلة . منهم الاهل و منهم الصحبُ و منهم من اعرف ومن لا اعرف .
انني انا المخطئة إذ ذلكم اليوم عُدتُ بيتنا و قد نال مني الالم اي منال . اقول في نفسي و لمَ يضطر ذلكم الشاب بدلاً من ان يقضي وقته الآن بين اقرانه او في جامعته . أن يدسّ جسمه و دمه و حياته كلها بين مطرقتي حديد .
لا استطيع أن اتجاوز فكرة أن ارى شاباً يتساقط علي الارض من حَرَاقةِ الغاز و من سيل البِلِي . دون ارادة مني . شعرت انهم كلهم بضعٌ مني . ما يصيبهم من أذىً هو مُصيبيّ .
اخبرتني أختي أنه لو كانت تلك عزيمتك فراجعي إيمانك . ليس منا من يهلع ساعة الدكّ و حين الايجاع .
الاعراض يا اسماء و الدم و البكاء و القهر و الذل .
نحن لم يصبنا شيء بعد اذا ما قورنا بغيرنا . لا شيء ابدا .
و لعلنا نحب القراءة و السماع عن قصص الصابرين لا أن نعيش حياتهم . نحب ان نسمع عن المناضلة و الجهاد , لا ان نعيشه .
لان عيش الجهاد صعبٌ جداً . قاسٍ جداً ..
اللهم إنا نشهدك أننا لا نعترض .. لكن أملنا فيك ان تجبر بكل تلك الخواطر
والله انا لم يصبني مكروهٌ .. بعد .. لكنني لا اتألم سوى لهم . لمن لا اعرفهم و لا يعرفونني . لكل تلك العيون التي نامت دون احبائهم .
في كل مكانٍ في مجتمعاتنا الثكلى . هناك فقدٌ و ضعف ..فأتألم للجميع .
نومٌ قلق . و حياةٌ صارت أضيق من سمٍ الخياط . لا تزداد إلا ضيقاً .
دبّرنا يا رب .
تعرفين؟
اسأل دائماً نفسي . هل بالفعل اريد الشهادة الآن أم لا . هل اتمناها بحق لأنني اريد اجرها . أم انني احتاج وقتاً اطول . اردت الكثير من الامور لأفعلها و انجزها .اصلاحاتٌ كثيرة و خيرٌ عظيم .
ثم اجد نفسي في تلك المحنة . فيا رب ما الذي اريده بالضبط ؟ اردت ان اعيش لغرضٍ طيبٍ انت تعلمه .. لا حباً في الدنيا و الله ..لكن الالام تفتك بالايمان . اخشى علي نفسي و ديني الفتنة .
اخشى ان اضطر - و يحدث فعلا - إلى تقصير حجابي لأجل ألا اكون من المشتبه فيهم .. تراجعت بعد ان تقدمت بي الرغبة في ارتداء النقاب . لانني اعلم ان كلباً ما سينزعه عني .. و كذلك حجابنا يُنزع
فالموت حينها افضل ..
انت تعرفين ان كلامي ليس مرتباً .
لكنكِ - ككل مرة - تفهمين .


فرددت عليها بتاريخ 2014/01/28

لا تعلمين يا سلمى كم أشعر بحالك، وكم أتفهم كلماتك، وكم أرى منك الوضع بصورة أقرب وأصدق وأعمق ...نعم يا سلمى الخطب جَلل ... ولكنها إن كبرت أو ضغرت هي إرادة الله تعالى، أرى أن أكثر ما يحتاجه الواحد منا وقد كتب له الله أن يكون وسط الأزمة يعيشها ويعيش تفاصيلها، إيمان قوي يقوده قيادة ... ورضى وبحثا عن دور يا سلمى، لن يكون بسيطا كل دور يخدم الصادقين المخلصين، ليس بالضرورة أن نفكر بالشهادة بقدر ما نفكر بيد تمتد فتساعد، بمختلف الأشكال يا سلمى، لعلك تتفقدين عوائل المتضررين من إخوانك، لعلك تؤنسين زوجة أخذوا زوجها، أو طفلا أخذوا أباه، لعلك تتصبرين وتصبّرين من حولك، فكل ذلك عمل ...

وليس بالضرورة أن أفكر بعمل كبير قد يستغرق مني التفكير فيه وقتا يحتاجني فيه غيري لأساعده، فتشي عن أمثالكم، وعن الذين يحملون القضية مثلكم بصدق وعمق، وليؤنس بعضكم بعضا... وليكن منكم صوت يُعلي أن القيم محروسة رغم كل ما يحاولون، وأنّ لذع السياط لا يُذوي من يذوقه بل يزيده عزما ....

تقوَّي يا سلمى، تقوَّي وتيقني أنه وإن بعد عن مرآك من هم بحالك إلا أنهم موجودون ويذوقون الألم ويتجرعونه مرارا وعلقما، ابحثي لك عن دور يا سلمى، فلربما يكون العمل حافزك لتقوية إيمانك وتقوية صبرك وعزمك، بينما التفكير والحزن من عوامل رؤية النفس ضعيفة ضعيفة بين جنبينا، فلا نقدم بذلك ولا نؤخر، أما العمل ولو بالشيء القليييييل القليل سيقدم من حالتك النفسية وسيزرع فيك أملا، وحب الشهادة والاستشهاد يا سلمى يأتي من العمل، لا من الحزن ..... فعمل يجلب آخر، وجهد يستجلب جهدا، حتى تصبح الشهادة أملا لا للتخلص من الدنيا، بل للعمل بكل قوة، فإن لم تأت فالعمل متقدم، وإن أتت فالباقون يكملون الدرب......

لا أظن أن تحمّل تبعات الجهاد والصبر يأتي من فراغ يا سلمى، بل يأتي من إحساس صادق عميق كالذي أستشعره فيك، ثم من العمل .... أي عمل نافع وإن رأيته بسييييطا ....

أما عن حجابك، وما يفعلون بالمتحجبات مثلا، فلا تتركي للخوف من أن تنال أيديهم منه مكانا من قبل أن يكون ذلك أصلا، وإنما المؤمن الصادق أقوى منهم رغم أنوفهم، أقوى من كل قوتهم، وإن الله ليحفظ عبده المتوكل عليه، الذي يسأله الستر وأن يعمي أبصارهم، وأن يشلّ أيديهم، أبقي على حجابك... ولن يصلوا إليكنّ، وإن وصل أحدهم لأخت ما، فإنما الله يريد أن يعطيها من أجره وأن يزيدهم خسة على خسة، وأن يزيد ثورة الصادقين اشتعالا ......

ماذا أقول لك يا سلمى؟ تذكري أيضا نساء سوريا الطاهرات العفيفات المؤمنات، تذكري ما كان يفعل بهن من قبل الثورة أصلا، منذ سنوات كثيرة، وحتى يومنا، تذكري كم صبرن، وكم يصبرن اليوم.....
ولا حول ولا قوة إلا بك يا ربنا ... اللهم أهلك الظالمين بالظالمين  أمثالهم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #185 في: 2014-08-14, 16:01:21 »
بتاريخ 2014/01/30
----------------------
لا تربوا أولادكم على الانعزال بحكم فساد الشارع وكثرة الفاسدين، لا تربوهم عليها حتى يشبوا متكبرين وكأنهم البشر يعيشون بين الحيوانات ....
كم يؤلمني رؤيتهم يكبرون وهم قد تشربوا أن الآخرين أوبئة وأمراض، وأنهم وحدهم الذين نهلوا من أصول التربية ....!! إنك لترى الكِبر فيهم وهم بَعدُ في المراحل الأولى من شبابهم ....
إنك لترى نظراتهم لغيرهم من بني سنّهم وكأنها الأصوات تُعلي التأفف والضجر والتكبر...
كم ممن عددناهم بعيدين عن التربية القويمة، وعددناهم أبناء شوارع، عرفوا بمواقفهم الرجولية ساعة الحاجة ... وكم هرب أولئك الأرستقراطيون وتبيّن جُبنهم وقد شبوا على الانعزال في عالمهم العاجيّ ....

فلنوازن... حتى لا يشبّ أبناؤنا متكبرين...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #186 في: 2014-08-14, 16:02:53 »
بتاريخ 2014/02/23
------------------------------


بالكاد شيء قليل من الثلج...الغاليان معتز بالله وأخوه أيْهَم  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #187 في: 2014-08-14, 16:04:20 »
بتاريخ2014/02/23
----------------------------
"الحكمة ضالة المؤمن" حديث نبوي شريف، تعلل به الكثيرون وهم يأخذون عن الغرب ولكنهم غفلوا ....

تعودوا الأخذ من بعيد قبل الأخذ من القريب الكامل المكتمل، ...
رحنا نبحث في فلسفات الغرب، وأساليب التربية الغربية، متعللين ب"الحكمة ضالة المؤمن"، فأغرقنا الأخذ منهم، مع جهل بكنوزنا، ولم يكن ذلك مع علم بكنوزنا، لأنه لو كان ذلك الأخذ والبحث عن الحكمة مع العلم أولا بقيمة ما عندنا لوجدنا أن مرجعيتنا في الحكم على كل ما نجد، وما يَفِد هو ديننا، قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحياة صحابته وتابعيه بإحسان، لكُنّا عندها قادرين على الموازنة، وعلى الحكم على الوافد....

ولكن للأسف نحن تعلمنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ولكننا أغفلنا ضرورة تكوين خلفية معرفية بما عندنا تصبح هي الأساس والمنطلق ونحن نبحث عن الحكمة، فكيف يعرف الواحد منا أن ما وجده حكمة إذا لم يقسه برأس الحكمة "القرآن والسنة" ؟! كيف يعرف أنه أخذ حكمة أو أنه أخذ لعنة بين اللعنات، وهو لم يعرف مقاييس الحكمة من القرآن والسنة؟

فلنتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ضالة مَن هي؟
إنها ضالة المؤمن، والمؤمن هو إنسان آمن إيمانا كاملا بــ"كمال" المنهج الرباني، وبكمال التوجيهات الربانية،وبكمال المرسَل إليه المبعوث للعالمين رحمة ومعلما ...
ساعتها سيكون القادر على تقييم ما يجد...
الباحث عن الحكمة ضالةً، هو مؤمن قد تمكّن الإيمان من قلبه، كما تمكّن منه اليقين بكمال منهجه،فيستطيع أن يصنّف ما وجده ضمن خانة الحكمة، ولا يتسنى له ذلك إلا وهو متسلّح بمقاييسها الكاملة بما عرفه من رأس الحكمة ومعينها الصافي "القرآن والسنة"، أما قبل ذلك، فلا أراه إلا آخذا أي مبهر أو جديد، أو شطحة بين الشطحات ومصنّفَه حكمة....

--------------
تجدر الإشارة إلى أن حديث"الحكمة ضالة المؤمن" مضنف بين الضعيف والموضوع والضعيف جدا .
-------------

وقد كان لهادية عليه رد مفيد :
ومن الغريب ان تبنى اتجاهات فكرية ودعوات على حديث ضعيف مثله، وتترك الاحاديث الصحيحة والسنن الثابتة
هذا والحكمة شيء مختلف عن العلم
العلم هو معرفة قوانين ونواميس الخلق التي بثها الله تعالى في الكون، وهي بهذا نتاج جهود بشرية تجريبية، وله قواعد معروفة تضبطه وتحققه، وهو قاسم مشترك بين الشعوب، لا يختص بأمة دون اخرى، ولا يحمل خصائص اي شعب دون الاخر، كقواعد الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء.
اما الحكمة فهي خلاصة التجربة البشرية في التربية والاخلاق والتعامل مع البشر وتحمل الاقدار، فهي بهذا اشد ارتباطا بالثقافة والدين، ولهذا يبدو غريبا ان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم الى التماس الحكمة من الاخرين، في الوقت الذي امتن الله تعالى به علينا بان اكمل لنا الدين، وفي الوقت الذي كان ينهى فيه كبار الصحابة عن مطالعة كتب اهل الكتاب وصحفهم،
ولعله بهذا يتضح لكم خطورة تبني الاحاديث الضعيفة ونشرها لمجرد اعجاب المرء بفكرتها او معناها، لانها تنقلب رويدا رويدا الى اساس معتمد تبنى عليه تصرفات واتجاهات لم تكن في حسبان من نشر الحديث الضعيف اطلاقا.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #188 في: 2014-08-14, 16:06:27 »
بتاريخ 2014/03/06
-------------------

بماذا ترد على طفل يهرب من اللغة العربية إلى الفرنسية بحجة أنها لغة الثقافة، والتي يجب أن نتقنها كما يجب، بينما اللغة العربية وبعدما قيل له أنها بحر واسع يقول "لا أحب الغوص في هذا البحر" ... ؟

طيب وهل حب اللغة العربية وتبجيلها وتقديرها ومعرفتها والتقرب منها، والغوص في بحورها الزاخرة يمنعنا من التعرف للغات أخرى وليس للغة واحدة ؟!!

بل إن إتقاننا للغة العربية أساس لا يستغنى عنه لنعرف كيف نتقن غيرها ....

هل نسينا أنها لغة أعظم كتاب؟
هل نسينا أن الله تعالى جعلها لغة هذا الكتاب، كما جعلها لغة أهل الجنة ؟؟
أكل هذا لتكون هناك لغة على الأرض أولى منها، أو أقرب للقلب منها، أو أحسن منها، أو أوسع منها ؟؟
لا والله .... فأعيدوا حساباتكم ...وحاذروا أن توقعوا أبناءكم بهذه الشباك... فإن إتقان لغة القرآن من شأنه أن يجعل إتقاننا لغيرها سليما وحقيقيا لا مظهرا للتفاخر، ونحن بذلك نعزّز الانهزامية الداخلية القاتلة التي تتملك المسلمين، ونوهّن من هويتنا التي هي أصلنا وثقافتنا ونتمسح بهويات الآخرين ....... أي خزي وأي عار علينا !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #189 في: 2014-08-14, 16:07:05 »
بتاريخ 2014/03/06
--------------------
كلما قرأت عنهم، أو فتح موضوع عنهم، أو أو.... وجدت الحكايات تطول ... ووجدت الفاه يُشده...
ويتجدد الألم من تقاعسنا وضعفنا الذي كان أكبر بوابة نفثوا من خلالها سمومهم فينا وفي العالم كله ... ضعف المسلمين كان العلة لا قوتهم ....
لقد كانوا في يثرب أصحاب نفوذ ومال وأعمال ...
وكان يعدّهم العرب الأميون أهل الكتاب والمعرفة، ولكنهم غُلِبوا ولم يعد لسلطانهم من وجود فيها، ولم يعد لهم من شوكة....
لقد كانوا قبالة رجال صنعهم القرآن صناعة، فلم تفلح صناعتهم الربوية، ولم تفلح تحايلاتهم، ولا مخططات سلب أهل يثرب أراضيهم ومالهم برباهم الماضي في أعمالهم أنفاسا مع الأنفاس ....

لم يفلح باطلهم أمام حقّ كان له رجال ....
أما اليوم فإن الحق بلا رجال قد مهّد لهم من الطرق ما لم يمهّد لهم يوما...

إنها ليست أعمالهم ولا أموالهم سبب سيطرتهم وعلوّهم العلوّ الكبير، بل إنه ضعفنا، وتقاعسنا، وانبهارنا بزهرة الدنيا تتفتح، وغفلتنا عن ديننا وعن دورنا في الأرض...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #190 في: 2014-08-14, 16:07:38 »
بتاريخ2014/03/06
-----------------
هل نحن مَرِنون مع الناس بالقدر الكافي؟
هل نتحملهم ونصبر عليهم بالقدر الكافي ؟
هل ننظر إليهم نظرة الإنسان للإنسان؟
نظرة المؤمن للمؤمن؟
أم أننا من فرط ما نرنو لقمة سامقة في معالي المُثُل والقيم لا نكاد نراهم ....!
أم أننا ننسى في ساعات همّنا وعملنا وتفكيرنا وتوجيهنا،وقوتنا ساعات ضعفنا، وذنوبنا ونقصنا ... فلا نكاد نراهم ...
أليس الأجدر بنا أن نأخذ من ساعات الضعف التي تعترينا، ومن ذنوبنا ومن نقصنا ومن عيوبنا ومن عَوارنا عينا مع أعيننا تقوّي رؤيتنا فلا نعود نتأفف من متأخر يقعده الذنب،بل نلتفت خلفنا لا لنعود بأنفسنا القهقرى بل لنقرّ أننا وذلك الذي خلفنا سواء...
لأرى نفسي فيه وأنه مرآتها، وأنني يا أخي لا أسعد بالمضيّ وحدي... وأنني يا أخي ما تقدمت عليك بخطوات إلا من فضل ربي لا من فضلها تلك اللئيمة التي تقعدك، ولولا فضله لوجدتُني معك وربما لم يلتفت لنا أحد من أصحاب المعالي ....
بل إنّ ما فيك فيّ ولست بخير منك ...
فإن كانت نفسك الفاعلة فيك، فالتي تفعل فيّ أيضا نفس...
لا نتأفف من مسرف على نفسه تكاد الغيوم تنقلب سماءَه... نقتبس من نقصنا شَطَنا نتشاركه نحن وهو لنتسلق تلك القمم سويا كما يتخذنا الهوى لعبَتَه سواء ....

ليتنا نفعل ....
وفي كل مرة نخرج فيها من ساعات حقائقنا بزاد من ذلك يثبتنا على الدرب، ويقوينا ويُكثرنا عليه...
ليتنا حقا نفعل ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #191 في: 2014-08-14, 16:08:09 »
بتاريخ 2014/03/09
------------------
ليهنِكِ عيدك أيتها المرأة !!
عيد المرأة ... بلادي تقيم الدنيا ولا تكاد تقعدها على عيد المرأة، وبشكل خاص جدا هذا العام فهو عام خاص جدا جدا...!

ألا تكونين امرأة أيتها المرأة حتى تتسلقي الجبال الشامخات الشاهقات باحثة عن لصوص الجبال،و حتى تهيمي في الشعاب تتتبّعين خُطْوَهم لتمسكي بهم متلبّسين..؟!

يبدو أن هكذا تكون المرأة امرأة ...
ألا تكونين امرأة حتى تطفئي الحريق اللاهب، وتتكبّدي الصعاب، وتتعلمي تسلّق الجدران، والقفز من نوافذ المباني العالية بقوتك التي ليست كقوته وإن ابتعتِ لها قوة على قوة...
يبدو أن هذا ما يجعلك امرأة تستحق أن يقام لها عيد ...

عدت بأي حال عدتَ يا عيد المرأة..؟
عدتَ لتجدها المكرّمة المصانة المحفوظة كما تُحفظ اللؤلؤة النفيسة، بين صخور الجبال ومزالق الجدران ...!

ألا تكونين امرأة حتى تكوني سائقة "تاكسي" يجلس خلف رقبتك رجال لا تدرين عنهم شيئا، وقد يركب معك السكير، كما قد يركب معك صاحب السوابق الذي لا يخلو وِفاضه من خنجر يُشهره في وجه كل من أراد ابتزازه ....؟!

يبدو أنك لا تكونين امرأة تستحق المعايدة في يوم من أيام السنة وحيد حتى تكوني كذلك ....

ألا تكونين امرأة حتى تخوضي كل مجالات الرجال، وتفرحي بمن يهلل لك ويزمّر ويطبّل ويكرّم، ويهنئ لأنك ما بقيت امرأة بل قد صرت المرأة الرجل ...!!

يبدو أنك لا تكونين امرأة إلا إذا تقمصت كل أدوار الرجل.... كلها دون استثناء ولا حذر، ولا مراعاة لما جُبِلت عليه أيتها الأنثى المسكينة المخدوعة بالتكريم والتضخيم، والتي خدعوها فقالوا لها : "تحرّري"....

عذرا يا أصحاب المعالي يا من تقيمون الدنيا ولا تقعدونها، تشترون المرأة بتكريمات وتشجيعات على أن تصبح الرجل المقنّع، الذي قد لا تخطئ الأعين أن فيه شيئا يوشي بأنّ امرأة مقهورة مظلومة مخدوعة مخبأة خلفه ....
هو شيء ما ...ربما زادوا فكرموكِ أيتها المرأة العظيمة ليُعلوا من شأنك، فيقضوا عليه هو الآخر وهو آخِر ما بقي قد تستحقين لأجله صفة "أنثى" ...!

ألا تعلمين أن من التكريم والتشجيع والتحرير ما قتل ؟ فلتعلمي أيتها المرأة الغالية، فلتعلمي أن من التكريم ما يقتل فيك صفة "المرأة"...
فلو أنهم سموه "عيد الاسترجال" لما نطقنا، ولكنهم يخطئون ويسمونه "عيد المرأة" ويريدون منا ألا ننبس ببنت شفة مصححين؟

سامحونا، فإنا لا نتحمّل الأخطاء "الغَلَويّة" ...!!

وليهنِكَ عيد المرأة أيها الرجل ... فما عاد في الدنيا امرأة ورجل ... بل الكل في الجنس سواء ....

آخ أيها الرجل... لا يفوتنّك مفهوم العصر، لا تكنْ غافلا متأخرا، متحجّرا، متقوقعا، والمجتمع قد غدا بجنس واحد...وعلامَ يبقى يجنسَين ؟؟!!!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #192 في: 2014-08-14, 16:08:48 »
بتاريخ2014/03/29
----------------
تخاف عليه من الموت ... أفتلقيه للموت ؟؟!!

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7)-القصص-

تخاف عليه من الموت، فتلقيه في البمّ، في البحر ؟!!
سبحان من يخرج الحياة من مصدر الهلاك ....
ويالعظمة العبد المؤمن الموقن بالله، المصدق بوعده ... تلك أم موسى .....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #193 في: 2014-08-14, 16:09:20 »
بتاريخ 2014/03/30
-------------------
إنني لأعيش في الزمن الماضي ....
إنني لأتمثله أيامي،كما كانت تتمثله الأمة أيّاما ....
قد يقال هاربة من الواقع إلى ماضٍ من الأمجاد ليس إلا على أوراق الكتب القديمة ....

ولكنني أعي من نفسي أنها لا تتمادى لتغدو الحالمة الغارقة ... بل إنّ شمسا أوقن كل اليقين أنها لم تغب وإن طال غروبها .... ستشرق...
ستشرق كما كان عهد أيامها الخوالي... تمدّ جدائلها ملء الأفق ... ملء السماء، ملء الأرض ...

ذلك عزائي في أنني التي لا تهرب ... بل التي تجدّد العزم والهمة، والشوق لتلك الرياض المزهرة من نفحات العزّ والنصر والمجد ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #194 في: 2014-08-14, 16:09:56 »
بتاريخ 2014/05/21
---------------------
أخذتْهم لمُركّب تجاري حيث المحلات الفاخرة، وزواره الأثرياء، ثم ناولت كلا منهم ورقة نقدية واخبرتهم أن تدريب اليوم هو أن يبتاع كل منهم شيئا ثم يجوب أطراف المركّب ويناول أحدهم شيئه...
هكذا لا على التعيين، لأي كان...
المرأة منهم تناول رجلا غريبا وردة، زجاجة عطر... الرجل يناول امرأة شيئا.... للسواح الأجانب...
منهم من ردّ عليهم الهدية، ومنهم من استفهم عن السبب واستغرب، ومن السواح من ناولته محجّبة هدية........حتى سألها بعدها : هذا فقط ؟ فأجابت: نعم فقط هدية ....

إنها تدريبات، في بلاد إسلامية ... تدريبات لتجديد الطاقة...!!
تدريبات لتحصيل الطاقة الإيجابية !!
إنها تعلم العطاء ، ولتعوّضك الطاقة ...!
لا شأن لك بمن ردّ عليك الهدية، أنت فعلت حسنا، وهو وشأنه، تصبّر، تحمّل فإن أخذت الأمر على علاته ولم تغضب، واستقبلت الردّ بضحكة حصّلت الطاقة الإيجابية ...!!

التنمية البشرية ....... التأمل ...هالة الطاقة ... !!
أما أن تقول للناس، قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضّ الله على الصدقة، وحضّ رسوله عليها،وهي لأهلها ومستحقيها، والله يعوضك عن فعلك خيرا، وجزاؤك يخبأ عند الله .... فعندها لن يلتفتوا إليك ...!!
أما "الطاقة"، وأنها التي تعوضك فبلى، أما أن تجوب الأطراف وتعطي أناسا يتسوقون في كبريات المركبات التجارية، ولا حاجة لهم بعطاء، فبلى، ولا بأس، وحتى إن كانوا سواحا أجانب غرباء، لا بأس، وأنت المرأة المسلمة، فلا بأس ... !!

هكذا هو منطق برنامج يبث على قناة دولة إسلامية .......
لأي منطق يروّج؟؟؟ أي إله يريدون أن يُعبَد على الأرض ؟؟ الطاقة ؟!!
أي تقليد أعمى هو ؟....
أصبحنا نسمع عن الغرب يدخلون الإسلام وهم يتندّرون من أيام قضوها لا يعرفون حلاوته .... ويقرّون أن السعادة التي كانوا ينشدون لم يعرفوها إلا في أحضانه ....
بينما أبناؤنا ينعقون بما يسمعون، ويتركون ما بالاسم هو لهم، ويستمسكون بخرافات ابتدعها التائهون عن الله، الحائرون في الدنيا، المتخبطون الذين لا يعلمون هدفا لوجودهم، الذين لم يعرفوا الله، فطفقوا يبحثون عن آلهة...
بكل هذا أصبح أبناء الإسلام يستمسكون .... وقرآنهم قد غطته الأتربة والأغبرة في ركن من أركان البيت، وكتب التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وتخاريف الطاقة، كتب العصر،كتب مُزهرة لا تغادرها الأيدي، تقلّب صفحاتها في لهفة الذي ليس لروحه تِرياق يُداويه ........!!!!!!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #195 في: 2014-08-14, 16:10:24 »
بتاريخ 2014/04/01
---------------------
ترى ما يفعل السلطان بصاحبه ؟
إنه يصبح الهواء الذي يتنفّسه، والروح التي بها يحيا، والنور الذي به يرى ... فما أراه هو لا غيره الحق، وما أسمعه هو لا غيره الحكمة ....

يصبح وسيلته وغايته على السواء، فلا تختلف الوسيلة وهي الموصلة عن الغاية وهي المبلغ ....
يذبّ عنه بالباطل وبالحق، هما عنده صِنوان في دربه ... يدفع عنه الغائلة والنافعة فهما عنده في دربه صنوان ....
يسفك لأجله الدم وراءه الدم، وراءه الدم بدعوى درء المفسدة، ودرء الفتنة، والدفاع عن هيبة الدولة، وعن سطوتها، وعن صوتها ...

تصبح العامة التي هو خادمها جبهة من جبهات الحرب التي يدفع غوائلها، فهو معها في مراودة ومداراة، يريدها طوع بنانه، لا تأتيه إلا صاغرة، فأما إذا حدّثت فيه بما لا يحبّ فهم أصحاب الفتن، ولا سبيل إلى مراجعة الحال، واستدراكه وتصحيحه، بل السبيل الأول والأولى سلّ السيوف بوجه الفتّانين، وإخماد نار الفتنة في مهدها .... حتى لا تفسد على صاحب السلطان رواقه....

إنه السلطان يفعل بصاحبه الأفاعيل، وإن كان يوما ما قبل أن يصبح صاحبه واحدا من عامة الناس....

ينسى يوم يصبح صاحبه أنه خرج منهم، وأنه كان يحمل همّهم، وأنه كان يقول بقولهم، وربما قال يوما في السلطان وصاحبه ما هم اليوم قائلون ....

ولكنّ السلطان يُنسي، يُغشي على الأبصار ....فلا تعود ترى إلاه... ولا تعود تذبّ عن غيره، ولا تعود تخدم غيره .... وهكذا هو صاحب السلطان خادم السلطان ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #196 في: 2014-08-14, 16:11:01 »
كتبت بتاريخ 2014/04/16
--------------------------
هل من الصعب حقا على الكثير من الناس أن يقول "لا أعلم" ؟
أما الإمام مالك،إمام دار الهجرة فلم تكن صعبة عليه يوم أن ارتحل إليه رجل ارتحالا بأربعين مسألة فأجاب عن ست مسائل وقال عن البقية لا أدري، قال الرجل: جئتك من كذا وكذا وتقول لا أدري ؟ قال :نعم اركب راحلتك وارجع وقل للناس سألت مالكًا وقال لا أدري.

أمِنَ الصعب على عدد من الناس أن يبدو بمقام من لا يعلم شيئا، من يجهل معلومة؟، تراه يحرك رأسه مومِئا أنه يعلمها، وربما لم يكن يعلم شيئا عنها ... أما الشافعي رحمه الله فكان يسمع من أحدهم المقالة في الفقه والعلم، وهو يعرف أولها وآخرها، فيدعي عدم العلم، وكأنه سامعُها للمرة الأولى ...

أولئك كان علمهم عميقا، صادقا، خالصا لله، أما من يبدو وكأنه حاز العلم من أطرافه ففي نفسه شيء، وفي نفسه حاجة تمنعه أن يتواضع ويُظهر جهله بشيء ....

ومقام الفُتيا، هل أصبح مسوَّغا لكل الناس، حتى أصبح من يأتيك بخبر أو حكم وكأنما قد زُوِي له العلم، فما قال أو سمع وحده الحق، ولا مجال لأكثر من حكم، أو رأي،وليته كان محيطا بحيثيات المسائل إحاطة طالب العلم بلَه العالم....

من الناس من إذا لازمك وقتا لم تسمع منه إلا تعليقا على كل شاردة وواردة، وأنّ هذه حكمها كيْت والأخرى حكمها كيْت،وأنك لم تحسن إذ ظننت العمل في الأمر على هذا النحو وهو على غيره، ولو كان من أهل العلم أو طلابه لكانت الآذان صاغية والأفهام له مائلة، ولكنه مجرّد سامع مثلك، ومجرد قارئ قراءة عابرة غير دقيقة كقراءات أهل العلم وطلابه ...

حقيق علينا أن نتواضع ونحن لم ننهل من علوم الدين، ولم نقضِ من حياتنا القسط الوافر بين كتب الفقه وبين أيدي العلماء والفقهاء، كما هو حال أهل العلم،حقيق علينا أن نتواضع، ولا ندّعي علما من كتاب قرأناه، أو من رأي سمعناه ....
حريّ بنا أن نُنزل الناس منازلهم، أن نُنزل أنفسنا منازلها...وأن نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا على الوجه الذي يرضيه عنا ... ولننظر لأنفسنا نظرة الذي يريد أن يتعلم لا نظرة الذي عليه أن يعلّم ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #197 في: 2014-08-14, 16:11:44 »
كتبت بتاريخ 2014/04/23
--------------------

عشت مع الدكتور راغب رحلة ولا أروع، ولا أجمل مع أبي بكر الصديق، مع العظيم خليفة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه الذي أحبّه كما لم يحبّ أحدا ...

عشت معه تلك اللحظات التي هي أقرب للخيال منها للحقيقة ... ولكنها الحقيقة...
عشت معه مجموعة تسجيلات ومقالات عن الصديق العظيم ... فلم أجد في نفسي ولا في قلمي ما يلخّص أو يجمع وكل ما قد أتى يذكر ولا يُذَر ....

جعلت أقرأ للدكتور راغب وهو يعيش مع أبي بكر الصديق، ويجعلنا نعيش معه، حتى بلغت بالقراءة الأسطر الأخيرة وهو يودع الصديق رضي الله عنه وأرضاه... يودعه على سطور الورق، ويسأل الله أن يجمعه به في الجنة ....

وهذه كلماته الأخيرة يودّع سيرته، ويودع معها الصديق ... ويقتبس من مقالة علي بن أبي طالب فيه يوم وفاته ... فاقرؤوا :
------------------------
وختامًا وداعًا يا صدِّيق.

ووداعًا يا خير الناس بعد رسول الله .

ووداعًا يا صاحب، ويا خليفة.

كم من اللحظات السعيدة مرت كدقائق قليلة، وأنا أعيش معك في مكة والمدينة.

أكاد أجزم أني أراك وأعرفك.

والله يا صدّيق إني أحبك في الله.

وأسأل الله أن يجمعني، ويجمعنا معك في الفردوس الأعلى مع حبيبك، وحبيبنا محمد .

فإلى لقاء قريب معك في حروب الردة، إن شاء الله.

وأختم بكلام قاله علي بن أبي طالب يوم مات الصديق ، يوم ارتجت المدينة بأسرها لفراقه، يوم أن أقبل علي بن أبي طالب إلى بيت الصديق، مسرعًا، باكيًا، مسترجعًا، ووقف، والناس حوله يقول: رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنيسه، ومستراحه، وثقته، وموضع سرّه، ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله يقينًا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله ، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزاء، صَدّقت رسول الله حين كذّبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سماك الله في تنزيله صديقًا فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [الزُّمر: 33].

وَاسَيْته حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة، أكرم الصحابة، ثاني اثنين، صاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمته..

أحسنت الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله إذ وهنوا، وكنت كما قال رسول الله : ضعيفًا في بدنك، قويًّا في أمر الله تعالى، متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند الله تعالى، جليلاً في أعين الناس، كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحدهم فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عنك في ذاك سواء، وأقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم، شأنك الحق والصدق والرفق، قولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وظهر بك أمر الله، فسبقت والله سبقًا بعيدًا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدًا، وفزت بالخير فوزًا مبينًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا له أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبدًا،

كنت للدين عزًّا وحرزًا وكهفًا، فألحقك الله بنبيك محمد ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #198 في: 2014-08-14, 16:11:58 »
كتبت بتاريخ 2014/05/14
---------------------

دخلتْ لتوّها مكتبتي، وقد بدأت مرحلة الامتحانات للثلاثي الأخير من السنة، دخلت وكأنها تطلب شيئا عاديا... ليس بها من حرج، ولا خجل، تسألني إن كانت عندي أنترنت، فأجبتها أنها فقط لاستخدامي الشخصي، ولا أتكسّب منها، فسألتني إن كان بإمكاني مساعدتها ... سألتها فيمَ؟
ردت : أختي تجتاز هذه الساعة امتحانا، وقد وصلني منها موضوع الامتحان، فهلا ساعدتني في الحلّ ونرسل لها الجواب ؟ ....
شممت ريح الغشّ منتنة، ولكنني ادّعيت عدم الفهم، فسألتها الثانية، فأجابتني بوضوح أكبر راجية مساعدتي .....

قلت لها: أتعلمين ؟ لو كنت أتكسّب من الأنترنت، ولو كنت أسترزق من ذلك، والله ما فعلتها... أجابتني: ولكن هذا أمر عادي وهو الشائع....
فأعدت على مسامعها كلامي الأول ... وسألتها أن تترك أختها تمتحن، فهذا لن يفيدها في شيء.... تبسمت تلك الابتسامة التي تنمّ عن الخطأ وإن كان شائعا كما وصفتْ .... وخرجت وهي تعتذر .....

كيف وصلها الموضوع؟؟؟ من أختها... ولكن كيف؟؟؟ لا غرابة، فالأساتذة الحراس جلّهم خُشُب مسنّدة، والهواتف النقالة ذوات السماعات تعمل عملها الحضاري عندنا كما ينبغي !!
ستقصد غيري، وستجد مطلبَها .... وهكذا هي الامتحانات ... وهكذا هي النجاحات .... والكل شريك ... الأولياء، الأساتذة، الإدارات التعليمية ... المكتبات التي هذه هي مواسمها للاغتناء من حمق الحمقى، ومن غش الغشاشين .............وآه يا زمن ...وحتى متى ؟ ثم إلى أين ؟؟ !!
ترى أين خبرة وزيرة التربية الجديدة وهي التي صرّحت أن لها خبرة !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #199 في: 2014-08-14, 16:12:19 »
بتاريخ 2014/06/22
--------------

ما الذي يجري ؟! ماذا عساي أقول؟! صراخ يخالط صراخا يخالط صراخا ...!! متى ستقرأ أيها الصراخ الأجوف الفارغ: "في هذه الفترة من تاريخ الأمة لم يكن يعرف من الأصوات إلا صراخ الهاتفين بحياة كرة ضيعت عقول المسلمين فنسوا بهدفها الهدف من وجودهم".. متى ستقرأ بهذه الكلمات؟ ومن هو السعيد الذي سيقرأ خبرك هذا من قمامة التاريخ الباهت ؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب