المرأة في المسيحية
عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ !
وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟
وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟
وأخيراً قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب . وعند ولادة المرأة تقول الكنيسة دعهن يتألمن وهيا نساعد الرب في الانتقام منهن.
وأصدر البرلمان الإنجليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد)؛ لأنَّها تعتبر نجسة.
وفي انجلترا صدر أمر ملكي من هنري الثامن يحظر على المرأة قراءة الكتاب المقدس ، ولم يكن للمرأة حتى عام 1882 الحق في التملك.
كما أن شخصية المرأة في انجلترا محجوبة بشخصية زوجها ولم يرفع عنها هذا الحجر إلا بحلول عام 1870، ثم صدر قانون عام 1883 باسم ملكية المتزوجة وبمقتضاه رفع عنها هذا الحجر.
وفي ايطاليا اخرج قانون صدر عام 1919 المرأة من عدد المحجور عليهم.
وفي ألمانيا وسويسرا عدلت القوانين الصادرة في أوائل القرن العشرين من قواعد الحجر على المرأة ، وأصبح للزوجة مثل ما لزوجها من حقوق .
وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم ما عدا أم المسيح ، وتساءلوا هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ .
وعلى أنقاض الحضارة المسيحية جاءت الحضارة المادية على عكسها تماماً حيث إنَّ المسيحية اعتبرت الرهبانية العزوبة والكبت رمزاً لسمو الإنسان؛ ولهذا جاءت حالة التحلل, والخلاعة, والمشاعية الجنسية ردة فعل على ما أقدمت عليه الكنيسة، فأعيدت المرأة إلى حياة الغاب, وأصبحت سلعة ودعاية تجارية تلصق صورتها المبتذلة على البضائع, ليكون رمزاً للدعاية التجارية.
(المهم هنا أن نقرر جموح النظرة إلى المرأة بعد انقلاب أوروبا من نير الكنيسة, وتصورات الكنسية, وشرورها - إبان هذا - عن الله، ومنهجه في الحياة, والفصل بين اللذة الجنسية في علاقات الجنسين, وأهدافهما الإنسانية، ثم أهدافهما الحيوانية)..
وبذلك أطلقوا العنان بما يسمى بتحرير المرأة؛ لتحطم كل القيم الأخلاقية والفطرية، وتفكك عرى الروابط العائلية (وتحررت المرأة... وتحرر الناس من قيود الدين، والأخلاق، والتقاليد، وأصبحت الإباحية ديانة معترفاً بها, تيسرها الدولة، وتقوم بها, وترخص بمزاولتها في كل مكان... وتجند- تحت سمعها وبصرها - جميع القوى للدعوة إليها, كتباً، وبحوثاً, وقصصاً, وصحافةً، وإذاعةً, وسينما, وتليفزيون.
يقول "ول ديورانت" في كتابه "مباهج الفلسفة": إنَّنا نواجه مرة أخرى تلك المشكلة التي أقلقت بال سقراط. نعني كيف نهتدي إلى أخلاق طبيعية تحل محل الزواجر العلوية التي بطل أثرها في سلوك الناس؟ إننا نبدد تراثنا الاجتماعي بهذا الفساد الماجن...) [ج1/ص6] .
ويقول صاحب كتاب (أمريكا التي رأيت): (قالت لي إحدى فتيات الأمريكيات في معهد المعلمين (جريلي كولورادو) في أثناء مناقشة عن الحياة الاجتماعية في أمريكا: إنَّ مسألة العلاقات الجنسية مسألة بيولوجية بحتة، وأنتم- الشرقيون - تعتقدون هذه المسألة بسيطة بإدخال العنصر الأخلاقي فيها، فالحصان والفرس, والثور والبقرة, والكبش والنعجة, والديك والفرخة... لا يفكر أحد منها في حكاية الأخلاق هذه، وهو يزاول الاتصال الجنسي, ولذلك تمضي حياتها سهلة بسيطة مريحة!!!) ..
ولم يكتفوا بكل هذا التحلل، بل تجاوزوا لما هو أفظع وأشنع، فشرعوا الزواج المثلي على مرأى ومسمع من العالم كلِّه، وأقره البرلمان البريطاني
18/04/2015
--------------------
هذه هي طبيعة التفكير الغربي في العلاقة مع المرأة علاقة حيوانية لا غير، يقول "ول ديورانت": (ولما كان زواجهما ليس زواجاً بالمعنى الصحيح - لأنَّه صلة جنسية لا رباط أبوة - فإنَّه يفسد لفقدانه الأساس الذي يقوم عليه, ومقومات الحياة. يموت هذا الزواج لانفصاله عن الحياة، وعن النوع، وينكمش الزوجان في نفسيهما وحيدين كأنَّهما قطعتان منفصلتان. وتنتهي الغيرية الموجودة في الحب إلى فردية يبعثها ضغط حياة المساخر, وتعود إلى الرجل رغبته الطبيعية في التنويع حين تؤدي الألفة إلى الاستخفاف، فليس عند المرأة جديد تبذله أكثر مما بذلته) [الرجل والمرأة في المجتمع الحديث].
ومع ذلك تراهم يتطاولون على المرأة المسلمة..لا لشيء إلا لأن الإسلام كرمها أيما تكريم..