المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84638 مرات)

0 الأعضاء و 9 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #380 في: 2017-03-31, 14:37:41 »
2016/07/03

لقد بلغ بأناس من المسلمين اليوم التعالي واستسهال التهجم، الذي أخذوه عن أشباه دعاة متحذلقين بدعوى حرية الفكر وانطلاقه، أن يقولوا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم رجال ونحن رجال !!

ولقد بلغ بهم استسهالهم للكلمات المتطايرة التي لا تساوي في ميزان الحكمة إلا كما يساوي القش المتطاير الذي لا تستقر منه ذرة : لقد اجتهدوا وإننا نجتهد !!

وإن هذا لمن المُبكيات المُضحكات !!

وكيف لا يتطاولون، وهم قد اتخذوا السنة ظِهريا وراحوا يشككون في كل طرف من أطرافها، وجعلوا من قوله : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"-صحيح البخاري- . قولا لا يأخذونه في الحُسبان !!

لقد هجروا مقاعد في مدرسة الصحابة العظيمة، تلك المدرسة التي قوامها : "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة..." -من الآية 60 من المؤمنون-  تلك كانت قلوبهم هم رغم كل ما قدموه للدين، أما هؤلاء فمع بضاعتهم المُجزاة هم متحذلقون، متجرؤون !!

كم هم على خطر عظيم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، بل ويحسبون أنهم على طريقة في فهم الدين جديدة، بل إن طريقتهم لهي الفلتة من فلتات الزمان الجميل المرصّع بالأعمال الجليلة لجيل يرى نفسه الناهض بالأمة !!  وإنهم قد جاؤوا بفَلتتِهم لينقذوا الأمة من براثن السنة " الملأى بالشوائب" على حد تعبيرهم !! 

عجبا لكم، وأي عجب !! لو أنكم فطِنتُم لخطر أنتم عليه لكان ذلك أجدى لكم في الدنيا والآخرة ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #381 في: 2017-03-31, 14:39:27 »
2016/07/08

عرفت جيدا من أين يأتي عدنان إبراهيم بتقوّلاته على الصحابة !! وبتشكيكاته في صحيح السنة..

والواقع أن من عرفوه انقسموا إلى قسمين، قسم انبهر ورآه الجريئ الذي جاء بالجديد، وكسر المألوف بلسانه المتحذلق، وقسم تقزّز منه ومن كلامه وصار من أكثر من يبغض بين المتكلمين...

وليته وهو يتقوّل على الصحابة وعلى صحيح الحديث بالتقولات الواهية المردود عليها كلها، قال أنه من مقتفي أثر الشيعة، والمستشرقين الذين سبقوه بعقود من الزمان، ومن على شاكلتهم من أتباعهم المقنّعين من أمثال "........" الذي أعف عن ذكر اسمه حتى لا أشهر له وإن على سبيل الاستشهاد والذي جاء في كتابه الذي كتبه منذ عقود بكل ما اقتبسه عدنان إبراهيم من تقوّل على الصحابة، وخاصة منهم سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه الذي تهكم به أيما تهكّم مستقويا بأسياده المتهكّمين، فاتحا أبوابا لكل مستسهل للطعن في الصحابة، وللتشكيك بصحيح السنة بدعوى الجرأة والفكر الحر !!

وإنما هو بوق، ورجع صدى لكتبهم التي تعجّ بالتقوّل على نقلة الدين...

ولكنهم يُظهرون خطبهم بمظهر بنات الأفكار حتى تُبهِر من تُبهِر وتُقزّز من تقزّز، وفي الحالتين قد عُرفوا... ويكفيهم فخرا أن يُعرَفوا .. !!!

والعَتَب كل العتب، واللوم كل اللوم على كل من يسمع وينبهر، ويصدّق، وينساق خلف دعاواهم الباطلة، ليكون درجة من درجات سلم عليه يرتقون لمجد ٍ ينشدون..!!

ولكن هيهات هيهات... ما يكون لسلّم الباطل أن يدوم... ولا لمنساق بلا عقل مفكر، ممحّص، باحث أن يكون المُستنَد... !

وقد قيض الله عبر الحِقب من الزمان المُلقي بأمثاله من يردّ بنور من الحق يشعّ في العقول والنفوس غالبا وضاء، ظاهرا أبلجا لكل صادق فِكر مستبصر...أفَمَنْ يقرأ ليعرف... ؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #382 في: 2017-03-31, 14:40:43 »
2016/07/11

ماذا عساي أقول فيمن يستسهل الطعن في علماء الأمة الأفذاذ؟! :)

ماذا عساي أقول في جهابذة كانوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسهم والأقربين ؟!

ماذا أقول فيمن يطعن في البخاري ومسلم ؟!! متكئا على :  "هم بشر، ليسوا إلا بشرا" وكأن من قدّرهم قد أضفى عليهم الملائكية والقُدسية :) وأنكر عين العقل  ليجعل من العاطفة المندفعة غير المرشّدة عينه.. !

أقول لهم : إنكم لن تفلحوا في برمجة عقلي على رؤيتهم على غير حقيقتهم، أو على الانتقاص من قدرهم، أو على استسهال التشكيك في علمهم، لن تفلحوا ... وعقلي ولله الحمد ليس بالجامد الممجِّد للأشخاص، بل دَيْدَنُه البحث والسؤال بفضل من الله ومنّة... :) 

بل إنّ ما عرفته من رسوخ عملهما، وعلمهما في الأحاديث، بقراءتي لتشكيك المشككين في كثير منها، وما قابل التشكيك من ردود مُفحمة هي من روح ما ترك الشيخان، لا مِن مَنّ المنافحين وتكلّفهم للذبّ عنهما، أشبع نهم عقلي وشفى غليله...

ماذا أقول وقد بلغت نفسي الغاية وفوق الغاية في تقدير هؤلاء الرجال حق قدرهم !!! كنت أقرأ حتى وجدتني أهرع لأكتب شيئا يعبر عن عِظم ما قدموا ...

أنصحهم أن يرعووا .... أن يكفوا عن هذا التعالي والاستكبار الفارغ بدعوى قوة الفِكر !

والفكر الحر والقوي براء من الكِبر الفارغ، بل إن قوامه ذكاء يعرف للأفذاذ قدرهم ...
...
أنصحهم ألا يكتفوا بالتشكيك يجرّ التشكيك يجرّ التشكيك، مقبلين على دعاوى المشككين والطاعنين، بل أن يقبلوا على قراءة الردود عليها، ردود علميّة منهجية، متّئدة ليتبين لهم قصور فهم الطاعنين... وقوة الحجة العلمية بالمقابل عند أهل الحديث...

 أنصحهم أن يقرؤوا ليعرفوا كيف قضوا أعمارهم، ساعات اعمارهم، دقائق أعمارهم، في الذب عن الدين، في حفظ الدين، في نقل الدين... بعقول بالغة الذكاء والفطنة، وبقلوب موصولة بالله...

ولم يقضوها على شاشات الفيسبوك مثلنا، ينتظرون زر إعجاب يُضغط !!! :)

فلنعرف صِغَر حجمنا لنُحسن رؤية الجبال الراسيات الشامخات... ! فإن من رأى نفسه جبلا عميت عينه عن رؤية الجبال !! تالله تعمى عنها...
فإياكم وهذا العمى !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #383 في: 2017-03-31, 14:41:45 »
2016/07/14

كان هناك سؤال أخ كريم حول التركيب اللغوي المشتمل عليه قوله تعالى : "قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ " -سبأ:24-

وقد كان القول في فهم للآية أنّ المقصود بها التنزّل للخصم في الحوار، وهذا ما لا يليق بمقام الحوار في مجال عقيدة الحق مقابل عقائد الباطل، وإليكم هذا البسط :

هذه التركيبة اللغوية  تسمى "تركيبة اللفّ والنشر"، يعني من الكلمتين أولا نبرز المعنى، فأنت تلفّ أي تجمع، ثم تنشر، أي تفصّل

وهذا في اللغة يعني  ذكر عدة أشياء على سبيل الإيجاز، ثم ذكرها على سبيل التفصيل...
مثلا قوله تعالى : "وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ"
لننظر هنا كيف جاء اللف بذكر الليل والنهار، ثم النشر بذكر السكون ثم ابتغاء الفضل، فأنت لمَ تُرجع كل وصف هنا وهو لم يكن قرينا للموصوف بل جاء بعد ذكر الموصوفات مجتمعة؟
النشر يقتضي أن يُرجع الوصف الأول للمذكور في اللف أولا، ثم الوصف الثاني للمذكور في اللف ثانيا، يعني على الترتيب ..

أما في هذه الآية المذكورة أعلاه "قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴿24﴾" -سبأ-

فحالها وهي من جوامع الكلم، من بديع كلام الله تعالى في الإجمال واحتواء أصناف البديع :

أولها: انظر لتسبقة التلقين من الله تعالى لرسوله الكريم ب"قل"، ثم "قل" في السؤال والجواب، كلاهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل ثم يجيب أن الله الرزاق. وهذا مما يعضّد معنى اليقين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخاطبهم وهو يذكرهم بأن ما هو عليه هو الحق .

ثانيها: لغويا : "وإنا أو إياكم" هنا لفّ، ثم يأتي النشر لإعطاء الصفة لموصوفها المناسب فتكون "لعلى هدى" لـ : "إنا"
وتكون "في ضلال مبين" لـ: "إياكم" وجيء بحرف أو المفيد للترديد المنتزع من الشك.

ثالثها: لنتأمل قوله تعالى "لعلى هدى" إذ جيئ بلام التأكيد هنا، ومن غيرها المعنى مؤدّى، ولكن جاءت اللام لبيان التأكيد على هدى المنشور الأول "إنّا"، كما جاءت "إنّا"  المؤكدة هي الأخرى، وقابلتها "إياكم" ضمير المخاطب المنفصل، تظهر قوة ما عليه الفئة الأولى، وضحالة ما عليه الثانية. كما جيئ للاولى يحرف الاستعلاء "على" للدلالة الزائدة على الهدى، وللثانية ب "في" للإيغال في ظرفية الضلال.

 رابعها: رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من هو في يقينه وحجّته، فهل كل المؤمنين على يقينه وعلى حجته، ولو يعتمد كل مؤمن مع تفاوت اليقين فيه والحجة هذه الطريقة؟؟ فماذا إذا كان الخصم هو صاحب الحجة واللسان الفصيح، ولم يكن للمؤمن قوة حجة ولا لسان يفصح به عن حقه؟ ألن يكون ذلك بفهم التنزّل دافعا لأن ينتصر صاحب الباطل على صاحب الحق، وصاحب الحق هنا هو المسلم الذي لا خلاف في الحق في دينه.. وعندها سيختلط حابل بنابل، وسيتساوى الباطل والحق...

خامسها: رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عنده من يقين وحجة هو هنا يتحدّى ولا يتنزّل .
واحترام الرأي الآخر أيضا له حدود، وإلا لاختلط الحابل بالنابل، احترام الرأي الآخر لا يعني مساواة الحق للباطل، ولا يعني أن يتنزّل صاحب الحق لصاحب الباطل كأنهما ندّان، ففي هذا خطورة كبيرة، وخلط كبير ، ولذهب يقين صاحب الدين الصحيح والحق أنه الدين الحق، بأساساته البيّنة، ولتساوت كل الأديان وكل الآراء، ولهان تبديل الأساسات، بدعوى التفتح على الحوار كأننا لم نعلَّم أن الحق واحد، والدين الصحيح واحد.

وهذا شيء مما قاله ابن عاشور اللغوي البارع في هذه الآية في كتابه "التحرير والتنوير"
"ومن لطائفه هنا أن اشتمل على إيماء إلى ترجيح أحد الجانبين في أحد الاحتمالين بطريق مقابلة الجانبين في ترتيب الحالتين باللف والنشر المرتّب وهو أصل اللفّ. فإنه ذكر ضمير جانب المتكلم وجماعته وجانب المخاطبين ، ثم ذكر حال الهدى وحال الضلال على ترتيب ذكر الجانبين ، فأومأ إلى أن الأولِين موجَّهون إلى الهدى والآخِرين موجهُون إلى الضلال المبين ، لا سيما بعد قرينة الاستفهام ، وهذا أيضاً من التعريض وهو أوقع من التصريح لا سيما في استنزال طائر الخصم.
وفيه أيضاً تجاهل العارف فقد التأمَ في هذه الجملة ثلاثة محسنات من البديع ونكتة من البيان فاشتملت على أربع خصوصيات.
وجيء في جانب أصحاب الهدى بحرف الاستعلاء المستعار للتمكن تمثيلاً لحال المهتدي بحال متصرّف في فرسه يركضه حيث شاء فهو متمكّن من شيء يبلغ به مقصده.
وهي حالة مُماثلة لحال المهتدي على بصيرة فهو يسترجع مناهج الحق في كل صوب ، متَسعَ النظر ، منشرحَ الصدر : ففيه تمثيلية مكنية وتبعية.
وجيء في جانب الضالّين بحرف الظرفية المستعار لشدة التلبس بالوصف تمثيلاً لحالهم في إحاطة الضلال بهم بحال الشيء في ظرف محيط به لا يتركه يُفارقه ولا يتطلع منه على خلاف ما هو فيه من ضيق يلازمه."
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #384 في: 2017-03-31, 14:43:27 »
2016/07/16

صبيحة محاولة الانقلاب العسكري بتركيا
🌸🌸صبح شقشق من ثنايا ليلة ليلاء بدأت حزينة خانقة وانتهت سعيدة فارقة  🌹🌹

🌻🌻تاريخ وملحمة صنعها الشعب التركي العظيم بأيد عزلاء وحناجر نوراء 🌻🌻
فصباحكم فواح بأريج الورود التركية 🌼🌸🌹 :)
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #385 في: 2017-03-31, 14:49:59 »
2016/07/16

بعض الملاحظات التي سجلتها خلال متابعتي لقصة الانقلاب المقلوب في قليب (القليب هو البئر) :)

🌼 دور "الأنترنت" في إفشال الانقلاب، متمثلا في توجيه أردوغان كلمته للشعب عبر "السكايب"، من على جوال :)

🌼 دور الإعلام النزيه الشريف المتمثل في تلك القناة التي مرّرت الكلمة الأردوغانية الحاسمة للشعب.

🌼 في خطاب رئيس الوزراء التركي بالبرلمان صباح اليوم، وصفه للشرفاء من رجال الأمن ورجال العسكر بأصحاب التربية "المحمدية" في إشارة بهذا الوصف الذي يسمعه العالم كله، بما فيهم صناع "داعش" عروس جرجوز العالَم الداعم للإسلاموفوبيا.

🌼 في الخطاب الذي ألقاه أردوغان عشيّة اليوم بالميدان من على شاحنته الإعلامية، يقول : لا قوة في الأرض إلا قوة الله التي لا تُقهر... في خطاب إيمانيّ لا يتحرّس صاحبه من عالَم يكره تلك الكلمات كُره العمى وهو الذي لا تعدو عيناه عنه، تحرّس الشاة من ذئب متربّص، ذلك التحرّس الذي نعرفه من عبيد التعايش الذين يرون أن من قواعد  إرضاء علمانيّي البلد الواحد بَلَهْ الأكابر من أولي القوة والسطوة الابتعاد عنها وإن كانت منطلقهم وقاعدتهم وأساسهم...

🌼  توقفه عن الخطاب ساعة سماعه أذان المسجد المحاذي، واستئنافه بعد انتهاء الأذان... والعالَم المتربّص بقواه "الإنسانية العادلة" متابع... متابع !

🌼 دعوته جماهير شعبه إلى اعتماد شعار رابعة أثناء اعتصاماتهم التي دعاهم إليها أسبوعا كاملا ... وفي هذا ما فيه من رسالة سياسية قوية يبعث بها إلى "سيسي" الانقلاب المصري المشؤوم، وإلى كل "سيسي" من غير انقلاب، غير هيّاب ولا مُرتاب، يلوّح بمصداقية "رابعة" إزاء لا شرعية السيسي ... !!

أليس هذا نظاما يستحق التجلّة والاحترام ؟!
أليس نظاما قائما على الرسائل والإيماءات والإيحاءات الذكية أكثر من قيامه على التصريحات الغبية التي قد تأتي على من يتعجّل الثمرة إتيان الريح السموم على الحرث المعاجل... ؟!

أليس نظاما حضر فيه ما غاب في أنظمة عربية كثيرة بدعوى الظهور بمظهر يُرضي العالم "الإنساني العادل" المتربّص، وإرضاؤه عندهم أولى من إرضاء المولى ... ؟!

أليس نظاما حقيقا أن يوصف بالنظام الذي يستحق أن يبقى لا أن يُقلب ؟  ومع بقائه آمال مُشرّعات لهذه الأمة التي تحتاج دروسا في رفع الرأس عاليا غير خجِلة بدينها وبقيمها بين مَن يُكرَّسُ  لإرضائهم آلهة وأصناما تُعبَد، غير أن "اللات"  قد غدا اسمها "أمريكا" و"العُزّة" قد غدا اسمها "الغرب"  و " مَنَاة" قد غدا اسمها : " كل مُواليهم" !!  :)
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #386 في: 2017-03-31, 14:51:26 »
2016/07/20

إلى الذين يرون أن نظام أردوغان نظام علماني، وليس هو المثال المُرتجى ولا النموذج المُبتغى لرِفعة الإسلام ... بل إن منهم من لا يرجو له نصرا ولا ظفرا، ويراه أحق بالسقوط منه بالقيام !

ويُزبدون ويُرعدون أنّ الإسلام يؤخذ جملة ويُطبّق جملة، ولا سبيل إلى خلطة لن تفلح في إعلاء كلمة الدين... ضاربين صفحا عن التدرج الذي هو من أهم سمات هذا الدين ...

أقول أنّ هذا الكلام إنشائيّ أكثر منه واقعيّ، بل إن المستبصر والمتبصّر بأحداث السيرة النبوية على مراميها البعيدة، وتكيّفها مع الواقع تكيّفا حقّق المصالحة بين "الواقع" و"التغيير المنشود"، فأنشأ لهذه الصناعة الدقيقة آلياتها، آليات مرنة استطاع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج من مرحلة والولوج إلى أخرى، متبصّرا بالقدرات والإمكانيات التي تكفل الخروج الآمن، والدخول الآمن متدرجا من مخاضة إلى مخاضة أصعب فأصعب ...

وسأحاول سرد بعض ما يحضرني من تدرجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى أكانت حقيقة أم خيالا، هذا دون أن ننسى أن لزماننا تغيّراته الحاكمة أيضا، والتي تقع وفقها الاجتهادات الموائمة، بحيث لا يُساوى زمان إلى زمان، غير أنّ الصورة من زمن النبوة تُشرق بالحكمة التي نستنبط منها لكل زمان، والتي تعلّمنا أنّ الأمر حتى في ظل ظروف مختلفة لم يكن دون تدرّج... فلنستجمع شيئا من شتات الذاكرة :

سنوات حصار الشعب الثلاث، والإسلام يلقى ما يلقى من صدود، ألم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناصرة مشركي بني هاشم له مع مسلميهم ؟ هل رفض مناصرتهم وقد كانت منهم حميّة لقرابته؟ هل قال لا أريد النصرة من كافر؟ بل إن عمه الكافر هو من دعاهم واستجابوا له، وحوصر الجميع، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها لا حاجة لي بنصرة كفار...

أليس هذا من التدرج في شيء ؟!

وحديثه بما عرف من عدل النجاشي وأمره أصحابه أن يأووا إلى بلده، هل وضع الإسلام شرطا فيه  حتى ينصح أصحابه باللجوء إليه ؟!

وحين عودته من الطائف ودخوله مكة في جوار مطعم بن عدي الكافر، هل استغنى عن جواره، ولم يقبل وهو مَن هو أن يدخل في حماية كافر ؟!

الأنصار حينما قدموا في بيعة العقبة الثانية، ألم يقدموا مع مشركي المدينة، وهم يهيؤون لهم أنهم مثلهم قادمون للحج على طريقتهم الشركيّة ؟ لماذا لم يجعلوها صريحة، ولم يرضوا بقدومهم معهم متنكرين، مستخفين إن لم تكن خطط التدرّج قد تمكنت من عقول فهمت أنّ التمكين للدين تلزمه مراحل ؟!!

بل أتذكرون كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه ظهيره  في بيعة العقبة الثانية مع الأنصار، ولم يكن عندها قد أسلم بعد ! لماذا لم يكتفِ بنفسه خطيبا عليهم، وهو الرسول الداعي للإسلام ولنصرته، واستغنى عن عمّه الكافر؟!

ودخوله المدينة صلى الله عليه وسلم وكتابته صحيفة الموادعة، التي ضمن فيها للمشركين بالمدينة حريتهم، ولليهود حرية بقائهم على ما هم عليه، لماذا لم يعلنها حربا عليهم من ساعتها؟!! لماذا لم تكن حربا على الكفار وبيده حينها أن يفعل وهو القائد الذي دخل مُرسيا قواعد الدولة، متحكما بدواليبها، حتى انصاع اليهود لبنوده أول الأمر وقد اعترفوا به قائدا حاكما للمدينة ؟!

أوليس هذا من التدرّج في شيء ؟

بل حينما تآمرت قريش مع مشركي المدينة وأرادوا حربا عليه فيها، لماذا لم ينتهزها فرصة لإعلانها حربا على كفار المدينة وهو يرى جانبهم لا يُؤمَن ؟!
بل كلمهم، وأقنعهم بالعقل، وبما يفهمون لا بالترهيب من مغبّة كفرهم، إذ خاطب القوم بما يلزم مخاطبتهم به، ولولا حكمته وتذكيرهم بالعزة القبلية وأنهم مقبلون على إهلاك أنفسهم بأيديهم، لكانت الحرب التي يقتل فيها الأخ أخاه وهو صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا ليطفئها، وليجعلها رمادا تذروه الرياح... ولو أنّه أسعر نارها، لالتفّ حوله المقاتلون، ولكانت الحرب، ولكانت الهلكة، ولقال القوم من بعدها: أهذا الذي قلنا سيصلح ويجمع قد زاد في تشتيتنا وفساد أمرنا ؟! ولكنه قرأ كل هذا، و رأى بعين بصيرته كل هذا، فكفاهم الحرب بكلمات منه معدودة فعلت فيهم ما لا تفعله الخطب الجارّة أرديتها الفاخرة الممتدة ...

بربكم أوليس هذا من التدرّج في شيء ؟!

ومعاهداته صلى الله عليه وسلم مع القبائل المجاورة للمدينة أول قدومه إليها، وهم كفار، لماذا وقّع معهم معاهدات سلام؟ إن لم يكن التدرج الذي عرف به أولئك وفاءه وصدقه، مما جعل ذلك مذخورا في ذاكرتهم، وعرفهم رقي الدين حتى مالوا إليه..

وكل هذا غيض من فيض التدرج النبوي الذي لم يغفل الواقع وهو يحكم، ويغيّر، ويرفع راية الدين.

أما أردوغان فإنّه قد جاء، فغصّت تركيا بعلمانيتها التي تشربتها من فعل أتاتورك تشرّبا لم يكن من الهيّن أبدا أن يخوض بها أحد مرحلة التخليص والاجتثاث إلا بمثل ما كان منه متدرجا، مسفرا تدرّجه عن بَون شاسع بين الإسلام في تركيا ما قبل أردوغان وحزب العدالة والتنمية، والإسلام في تركيا عهد أردوغان.... معليا أنها بالإسلام وللإسلام في غير تمييع لقضيته، بل بكرامة تُعلي الرأس المؤمن بين الرؤوس المتعالية بكفرها، والأعناق المشرئبة بكيدها

ولكنّ أصحاب النظرة المتهجّمة لا يُغنيهم عن تهجّمهم إنجاز ولا عمل، ولا رئيس مسلم دَيدنه رسالات إلى الغرب المتربّص أن : "هنا تركيا المسلمة المعتزة بإسلامها... " !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #387 في: 2017-03-31, 14:53:21 »
2016/07/26

أنا وشقيقي بالسيارة...وهي تشغل مرتبة  من مرتبات لسيارات متسلسلة متتابعة في خط طويل مبتدؤُه سيارة، ومنتهاه سيارة أخرى...خطّ أُغلق حتى يُؤذن له فيُفتح...

وفي تقاطع، وتشابك يعالجه شرطيّ المرور بصفارته يشير بها لهذا أن يمر، وللآخر أن يتوقف، ولهذا الخط أن يغلق وللآخر أن يُفتح...

وبينما هو في عمله، والسيارات في ساعة عسرة مرورية تنتظر الفرج بإشارة من يده حتى تنساب حرة من بعد قيد أحكمه على عجلاتها قانون الأضواء ذات الألوان، وإشارات يد الشرطيّ الملازمة لصفّارته في عرض سمعي بصري يجسّد القانون الحامي للناس ولسياراتهم على السواء....

طال بنا الانتظار، ويد الشرطي تشير لهذا الخط فيُفتح، ولذاك فيُفتح... ويُشيح بوجهه عن خطنا فيظلّ مغلقا... ! 😕

لا بدّ أن الرجل عارف، ولم يحن بعدُ أوان الإشارة لخطنا المُثقَل بالمُثقَلين بالانتظار... ! لا بد، فلننتظر ..

وبعد لحظات، بدأتُ أسمع صوت منبه سيارة قريبة، هي رديفة سيارتنا، ولمنبه أخرى هي التي تسبق سيارتنا...
حتى هزّ مسمعي صوت منبه قريب قريب، هو منبه أخي يؤذن أن سيارتنا هي الأخرى بصوت ... !

ويبدو أن للسيارات غضبات وزمجرات، وأن لمنبهاتها أصوات تُنبي عن حالات وحالات..  !

فأما أصواتها التي تعالت تِباعا فطويل نفسها طويل...  عِدْل صبر عيل ثم عيل ... !

ولكأني ألمح غضب كل سائق وقد تحوّل كله صوتا هو لغة السيارات إذا غضبت...
وتذكّر معي يا صاح، واعلم أنما أقول حقا، وهاكَ بيّنتي وأنت تراني المدّعي .. :)

أليست السيارة إذا أقلّت عروسا، أو معتمرا أو حاجا، أو طفلا ليُختن، وكانت لها صويحباتها المتابعات... سمعتَ أصوات فرحها بتنبيهات متتالية مقطّعة، قصير مدى كل واحد منها، يتلوه ذو مدى قصير مثله...؟!

إني ما ذكّرتك بشيء من لغة السيارات إلا لترى معي وتبصر، كيف أن حالها من حال سائقها، فإن هو فرح فرح منبهها، وإن هو غضب وزمجر زمجر منبهها !!

وتعالت أصوات المنبهات، فإذا الصوت يستحث الصوت، يستحث الصوت في ثورة للأصوات، كان شرَرُها منبّه سائق عيل صبره... ! وإن للسيارات يا صاح.. لثورات ... !!

وصاحبنا الشرطي، المكلّف بقانون المرور، يَقدُم على الخط المُغلق، المقيّد، المكبّل ...

يقترب من سائقي سياراته، مزمجرا، غاضبا، حاكما فيهم بأمره لا بأمر القانون !! ليقول في سَوْرة غضب عارمة ألقت بالقانون مُهملا في سلّة الهوى، عاقدا يمينه غير لاغٍ : "أقسمت بالله ألا تمروا .. " !!

وهكذا... حسِب صاحبنا أنه يلوّح ب"المنصب" وبه يُرهب ويُرعب من سيرعوي، كما عادة قطيع الغنم يرى العصا الهاشّة آمرا، فييمم شطر اليمين إذا ما هشّت يمينا، وييمّم شطر الشمال إذا ما هشّت شمالا...

ولكنه حسب، وظنّ... ولم يدرِ أن للسيارات ثورات، وأن روح ثوراتها من روح ثورة السّاقة.. !!

فما فتئ أن عقد أيمانه، وأقسم حتى تعالت أصوات السيارات ضاجة، ضائقة ذرعا، تهزّ الشارع هزّا...

لقد التهبت ألسنة نيران الغضب... ولقد اشتدّ أُوارها...
وعاد صاحبنا الشرطيّ معتدّا ب"منصبه" وهو الذي حسب أنّ السيارات حديد لا يُفلَح وساقتها بشر...

وما علم أن في البشر حديدا يَفلَح الحديدَ إذا ما اشتدّ ظلم الظالمين، واستعر... !!

ليهْنِك حكمك يا صاحب المنصب، والمشير بالبنان...فإنك على أتمّ تمام من مسؤوليتك إزاء البشر.. !

فأما امرأة تقارع المخاض، وتصارع آلامه المبرحات، يسارع بها زوجها لينقذ الحامل والحمل... والحامل بشر، والحمل بشر... فتلك لا شأن لك بحالها، فالقسم قسم واليمين يمين، والعزم عزم، و"الهوى" قانونك فوق القانون، وفوق الحامل بحملها..فوق البشر...!

وأما عجوز قد يكون ابنه السائق، يعد الدقائق  والثواني عدا ليسعفه، وليبرّه وهو يرى برّه أقلّ ما يسديه لمن قضى العمر منقذا ومسعفا من نائبات الدهر وصروفه... أما هذا يا شرطيّنا "الهوائي" فلا شأن لك بحاله... ! فالقسم قسم والعزم عزم... ! وقانون الهوى سيد القوانين ...

وأما مُسارع بسيارته يودّ لو أن البرق حمله إلى ابن أو أب أو زوج عاجلوه ليراه قبل الموت المُحدق به من كل جنب... أما هذا المسارع، فلا شأن لك به...
وكل شأنك قَسَم وهوى، وقانون فوق القانون...

وبينما أنا في عالم الحالات، ومع قانون شرطينا الصارم... إذ بسيارة تخرج عن الخط، متحدية، متمردة، تختار الخطر على الخنوع...

تختار الخطأ على الذلّ ...

تختار ثورة الفعل المتمرّد على ثورة الصوت الثائر...

عندها تمثلت لي صور المتمردين... الثائرين لا على قانون المرور وشرطيّه المارق وحده...
بل على كل قانون وصاحب الأمر به حينما يجعل قانون هواه فوق القانون، سيفا مُسلطا على الرقاب بالقَسَم ... !!

حينما يحلفون بالله أن يذلّوا عباد الله... !!
حينما يقسمون بالله أن يستعبدوا من ولدتهم إماء الله أحرارا...

عندها... عرفتُ كيف يجب أن يُبحَث في صاحب القانون، كما يُبحث في المتمرد على القانون...

عرفتُ أنّ المتمرّد في أحيان كثيرة مظلوم يُنعت بالظالم... ولم ينعت بالظالم إلا لأن ظالمه صاحب القانون الذي يحكمه بهواه، ولا يُحاكَم  به هواه ...

عرفتُ أن المتمرد على متسلط، عزيز لم يرضَ بذلّ...مظلوم سيوصَم بالظلم، ولكنه لن يأبه وقد قاوم الظالمين ...!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #388 في: 2017-03-31, 14:54:04 »
2016/07/27

بعض الناس يترصد للناس، فيفسرون كل حركة منهم أو فعل أو قول بالرياء ! وبطلب رضى الناس وشكرهم..

ولو أنهم وكلوا أمر نواياهم لله لكان أحق...
فليس كل من يصدع بقول مرائيا، ولا كل من كان فعله أمام الناس مرائيا...

إذن لخاف كل عامل الرياء خوفا هستيريا حتى ينكفئ الكل، ولما أقدم أحدهم على دعوة ولا عمل ولما كان أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، ولما قيلت كلمة حق، ولما كتبت كتبٌ، ولما أعطى كل ذي علم من علمه...

إنه أمر النوايا، وما أمرها للناس، بل لرب الناس..
وكم صادعٍ بقول أو عمل كانت نيته لله خالصة، وكم من متكتم عن قول أو عمل خاف أن يُقال عنه :مراء فترك... ولم يترك إلا من أجل الناس !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #389 في: 2017-03-31, 14:55:08 »
2016/07/27

قبل قليل برنامج "بلا حدود" أحمد منصور وضيفه كبير مستشاري أردوغان، والناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية "كالن"
اللقاء كان مهما... وأكثر ما عرض له "كالن" حديثه عن فتح الله غولن ..
وقد كنت عرفت اسم "فتح الله كولن" من قبل كمفكر وصاحب تنظيرات لإصلاح اجتماعي..

غريب أمر هذه الحركة التي امتدت جذورها في أوصال الدولة التركية إلى الحد الذي جعل النظام التركي يسميها بالتنظيم الموازي...

الضيف تطرق إلى منهج "غولن" وفكره، وإلى امتدادات حركته داخل البلاد وخارج البلاد ...

يقول أن أتباعه يعدونه المهدي المنتظر، وأن غولن كان يعدّ لعودة "خمينية" لتركيا، أي أن يعود لتركيا في ظل سيطرة لحركته على دواليب الدولة، كما عاد الخميني لإيران ...

تحدث عن منهج غريب، وسياسة عجيبة، يقول أن أتباعه أصحاب مكيافلية في تحقيق أغراضهم، لا يهم الوسيلة، سواء عندهم صلاحها وفسادها، المهم وصولهم لغايتهم...

يدّعون العمل الإسلامي، وطرقهم أبعد ما تكون عن مبادئه وقيمه..

يقول أن رجاله توغلوا في مؤسسات الدولة الحساسة مثل القضاء والأمن... تحدث عن منهج رجال القضاء من حركته وأنهم يزورون، يتهمون، يفبركون الأحداث ثم يلفقونها لشخصية ما، تُدان بشكل كامل بغاية إقالتها عن منصبها وإحلال واحد من حركتهم مكانها...

يقول أن غولن أصدر لرجاله ذوي المناصب الحساسة بالجيش فتوى مفادها ألا يظهروا ورعا، بل أن يشربوا الخمر، وألا يؤدوا صلاة حتى لا يُتفطن أنهم من حركته، وأحل لهم ذلك تقيةً للوصول إلى الغاية بإنفاذ السطوة والتغلغل ..!!

قال أنّهم طلبوا من أردوغان أن يجعل رئيس المخابرات التركية  واحدا منهم، إلا أن اردوغان ثار حينها، وأخبرهم ان تمدد حركتهم بشكل منظمات غير حكومية بلغت العالمية مقبول، ولكن تمددهم على مستوى الدولة وسريّتها مرفوض...

وصف  الضيف الحركة بالماسونية في جلد إسلامي.. وأن مساعيها سرية، وأساليبها مشوهة، وغاياتها دنيئة...

اردوغان اليوم أصدر قرارات بحضر عدد كبير جدا من مؤسسات الحركة، وبإقالة عدد كبير من الموظفبن المنتمين لها...

استغربتُ سكوت أردوغان، والنظام التركي عموما على استشراء هذه الحركة، وعلى التساهل معها إلى الحد الذي توغلت فيه عبر سنوات تواجدها في أطراف الدولة، توغلا أوصلها إلى الجيش، بل إلى قياداته ..

ألم يكن للمخابرات التركية من علم بهذه الغايات الدنيئة للحركة ؟! ألم يكن لهم علم بمغبّة هذا التغلغل ؟!
ما الذي جعل النظام يسكت على خطط الغدر، إلى أن فوجئ بالغدر فعلا على الأرض ؟!  هل فات النظام مخابراتيا كل هذه المعلومات والغايات والتخطيطات ؟!

أم أن سياسة التعايش والسلمية من النظام لاحتواء كل أطياف الشعب سهّلت على الخونة الإعداد والتخطيط وصولا إلى التنفيذ ؟!

بالمقابل أنظر إلى المشهد المصري، وإلى "الإخوان" في الصورة، منذ بداية الحركة، وشكل الحصار الذي مورس عليها وعلى قياداتها، وما لحقها عبر التاريخ من ترصد وإذاء وتعذيب لرجالها، وإحباط لأبسط محاولات توغلها... وآخر ما لحقها ليس الأول عبر تاريخها، بل هو تاريخها أعاد نفسه... !

حركة وحركة، وحال وحال، ومنهج مقنّع يتخذ من الدين تقيّة ، ومنهج واضح قائم على مبادئ للحركة واضحة أرساها مؤسسها "حسن البنا" منذ انطلاقتها الأولى...

وموقف دولي إزاء هذه، وموقف دولي مغاير إزاء تلك ... !!
ويبدو أن النظام التركي وقد ترك للحركة  بسياسة الاحتواء الحبل على الغارب، مع ما لها من تأييد من القوى العالمية قد وقع بين سندانها ومطرقة القوى الحامية لها...

وهذه أمريكا في بادرة لها، تطالب تركيا بالأدلة الكافية التي تدين غولن الذي يحتمي بربوعها ..

حركة مسترابة لحركة مريبة وصلت إلى ما وصلت إليه بادعائها العمل الإسلامي... وغرابة في عدم احتراس النظام التركي من توغلاتها التي انقلبت تغولات ...!! لا أراها إلا الصناعة الامريكية لحركات ومنظمات تحمل عنوان الإسلام، وما هي إلا يد تضرب بها أمريكا الإسلام ... وليست حركة غولن وحدها كمثال ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #390 في: 2017-03-31, 14:56:18 »
2016/08/01

عندما يحدث هوس لبعض المسلمين بالطعن في "الموروث"، وبالتشكيك في صلاحيته، في عصر "العقل" وكأن العقل لم يُخلق إلا لتوّه، وكأنّ الله لم يُعطِه دوره إلا في هذا العصر، وكأنّ العصور الفائتة للأمة كانت عصورا لا تستخدم العقل، ولا تفكّر بالعقل، ولا تقيس بالعقل ...!

عندما يحدث هذا الهوس، يُصدَّق الكاذب، ويُؤتمن الخائن، ولا يُبحث في أحوال المتكلم وكلامه، ولا يُسأل عن حقيقة ما يدّعي، ولا يُنتقَد كلامه، ولا يُرجَع للأصل لعلّه يفتري...

وكيف يفعل المهوسون هذا وهُم يبحثون على فتيل شمعة عمّن يطعن في كل "قديم" بدعوى إعمال العقل، بدعوى عصر العقل... ويْكأنّ العقل الذي خلقه الله خلقه لعصر دون عصر، خلقه ليضع علماء الأمة وفقهاؤها القدامى خرافات وخزعبلات... وليأتي "عصر العقل" اليوم فيصحّح، وينبذ الخرافة، ويُعلن أن العقل الذي خلقه الله لم يبدأ عمله إلا في عصرنا ...!!

حينما أقرأ للمهوسين بالطاعنين في "الموروث" أخال أحدهم طيرا محلقا في سماء الهوى فرحا بكلام الطاعنين، وهو "المتعقّل"، مشهرا السلاح الماضي بوجه كلّ من يدعوه إلى التعقّل الحقيقي، والبحث وعدم الانصياع للطاعنين... يقول له فيما يقول : "اذهب يا سجّان الهوى إلى الجحيم"..!

"عصر العقل" يا دعاة التعقّل لا يقتضي نسفا للدين، وتسفيها لأصحاب العقول الذين نقلوا الدين، عصر العقل لا يقتضي النظر بشزر للأفذاذ الذين كانوا على درجة من التعقّل لا يبلغها االمُسارع بالفرح لطعن طاعن وإن وطأت قدمُه القمر...
رُويدك فليس كلامي للتعجيز يا مَن ترى نفسك فذّا يقارع الأفذاذ ولا يرضى أن يُقال له أنهم الأذكى والأسنى .. :)

لا ليس للتعجيز كلامي، بل لأنّ أولئك كانوا يتثبتون ويبحثون، ويمحّصون، ويضعون القواعد، ويبنون الحصون، أما أنت فتهدّ، وتهدم، وتنسف من غير نظر ولا بحث ولا تثبّت، فقط لأنّ "الموروث" عندك قديم، ولأن "س" من المجاهيل قال أنه موروث معلول !! طبيب هو عندك ولا داعي لتبحث في دراسته لعلّه درس التقطيع والتأريب وهو يدّعي التطبيب... أم أنّ الأمريْن عندك مع "الموروث من الدين" صِنوان ؟ :)

بريئ هو العقل، مجرم هو الهوى ...

بريئ هو العقل، مجرم هو الاعتداد الفارغ به، اعتداد يظنّ صاحبه أن عصر العقل يقتضي أن نستبدل الشمس بشمس جديدة، فالشمس قديييمة قديمة، وضوؤها قديم قديم ...
كذلك يريدون أن يبدّلوا الدين، أن يصنعوا دينا على مقاس أهوائهم، دينا جديدا مُرتكزه : "يا قوم أفيقوا فإن الموروث معلول معلول.."... وبلغت صيحتهم عَنان العَنان... فأصبحت السنة عُرضة للتشكيك، وما علموا أن المشكّكين لن يدخلوا لهم من باب القرآن، فذلك عليهم أمر عسير، فدخولهم لهم من باب السنة، والسنة فيها نظر... إذ قد نقلها الرجال، والرجال عليهم وعليهم ...
أما البخاري ومسلم وأمثالهما فهيّا اجلدوهم يا دعاة "عصر العقل"... اجلدوهم وهم الموتى، فما تفطّن معاصروهم لجلدهم وهم أحياء ... وكيف يفعلون، وقد كانوا بلا عقول !! اجلدوهم فإنكم وإن رفضتم القول بالجلد، إلا أنّ الجلد عندكم فيهم حلال زُلال ... !

وقد قيّض الله للعقل من يستخدمه فقط في هذا العصر، أما ما قبله فعصور بلا عقول ... هكذا وكأنه خُلق ليعمل فقط في هذا العصر !!
ومن المُضحكات والمُفارقات أن يلتحي بعض الضاربين في الموروث، الطاعنين فيه، وتبلغ لِحاهم نحورهم، وينبرون ليعلنوها دينا "عقلانيا"، دينا يردّ ما لا يوافق العقل ... دينا يدعو لردّ الصحيح من الأحاديث، ويصِم بالجهل كل من لا يقبل كلامه على عواهنه، وكأن من رفضه قد رفض الدين... !!

لا وحتى من يكره الملتحين، سيحبّ هذا الملتحي لا لشيء إل لأنه ملتحِ طاعن بالموروث ..!! وعندها سيُحكّم الهوى، وسينقلب محبا لما كان يكره من مظهر، لا لشيء إلا لأنه يدعو لما يوافق هواه، وهو يظنّ أنه يوافق عقله ...

هذه قصة من قصص "عصر العقل" ... أم أنه "عقل العصر" :) وبريئ بريئ هو العقل ..
قصة من قصص الثورة على الدين من مدخل الثورة على الموروث، ونبذ الموروث، والتقزز من الموروث، ومن علماء الموروث، حتى وصل الأمر إلى نبذ "السنة" سواء بتلطيف في العبارات، أو بتصريح ...وبمبررات واهيات أساسها شبهات ألقيت هنا وهناك فالتقطها المشكك، وجعلها مستنده وقاعدته، وهو يراها النور الذي أضاء له في عتمة ...!! وما تفطّن أنها الحرب القديمة، تُعلن اليوم جديدة ... وما تفطّن أنه واحد من جنودها ... بل ربما لبس اللباس، وامتشق السلاح، وامتطى جواده ذو الكبوة وهو يظنّ أنه على الدرب القويم ماض ... والجواد به كابٍ كابٍ وهو يراه الأصيل ... :)

فاحذروا المشككين، واحذروا أصحاب الدعاوى الجديدة، وفكروا، وكذّبوا قبل أن تصدّقوا، واعرفوا هذا الموروث، وعلماءه، وعلمهم، واعلموا أنّما هي الشبهات تُلقى، وأنّ الردود عليها متوفرة مبسوطة شارحة، مشروحة، منيرة، مضيئة .. قبل أن يجرّكم كل ناعق لما يدعو له من دعوة باطلة قاتلة لروح الدين ... وهذا هو العقل ... وما عداه اتباع أعمى، وصدى في النفوس للهوى ...
فالحذر الحذر.... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #391 في: 2017-03-31, 14:58:50 »
2016/0/14

ما أروع استغلال الأوقات القليلة القصيرة الفاصلة التي يستهين بها الأغبياء ويقدر قيمتَهَا الأذكياء، استغلال كل الوقت مهم ، ، ولكن استغلال الأوقات القليلة الفاصلة بالغ الأهمية و كثيرا ما يأتي بالحسم ....!
هي تلك الأوقات التي يراها الكثيرون مجالا للعد التنازليّ لبلوغ موعد حدث ما.. ولا يرون فيها غير ذلك..

ربما لأن الكثيرين يغفلون عنها...
فغفلة الكثيرين عنها فرصة للأذكياء لاغتنامها وعدم تضييعها أو تفويتها بينما النيام نيام ..

حُدِّد خروج القوات البريطانية من فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني بتاريخ 15/05/1948م، لكن اليهود لم يفوتوا الأيام التي تسبق ذلك التاريخ، بل قرروا أن يجعلوها الأيام التي يستولون فيها على معظم أراضي فلسطين، بينما تقاعس العرب وجعلوا ينتظرون تاريخ خروج القوات البريطانية لبدء تدخلهم العسكري، واستهانوا بعبد القادر الحسيني الذي أرشدهم إلى استغلال الأيام التي تسبق الخروج البريطاني فسخروا منه...

وفعلا تمكن اليهود من قرى فلسطينية وقاموا بإسقاط "القسطل" وبمذبحة دير ياسين ، وبحصار القدس، وكله قبل إعلان الانسحاب البريطاني بأيام ....

وفي فترة الهدنة الأولى بين الجيش الإسرائيلي والجيش العربي في حرب 48 استغلت إسرائيل الفرصة ودخلت لها معدات حربية ضخمة جدا، وتزودت من السلاح إعدادا لما سيأتي، بينما الجنود العرب الذين كانوا يحاصِرون مائة ألف يهودي بالقدس لبثوا أماكنهم على حالهم، حتى إذا انتهت الهدنة فوجئوا بضخامة السلاح الإسرائيلي الجديد، فيما كان السلاح العربي ينفجر في وجه الجندي العربي من فرط قدمه وصدئه.. !!

وتمكن الإسرائيليون من فك الحصار عن القدس واليهود الذين بداخلها، وسقطت القرى والمدن العربية بأيديهم وخرج الجيش العربي خائبا ....!

وفي حرب 67 أيضا، كانت الجيوش العربية مدججة بالسلاح، وكان قوامها عددٌ يفوق بكثير جنود الجيش الإسرائيلي، وسلاحها أكبر من سلاح الإسرائيليين.. بينما انغمست تلك الجيوش في ليلة سمر، تُباغِت القوة الإسرائيلية وتطيح بالسلاح الجوي المصري وهو في قاعدته، وتُلحق بالجيش المصري أنكر الهزائم والخسائر ....

كل هذا والعرب ينتظرون الوقت المناسب... بينما العدو يتحرك ويستغل الدقائق ولا يضيعها ليسارع بالنصر....!!!

نعم مهم جدا جدا استغلال الأوقات القصيرة، الأوقات الفاصلة... تلك التي يراها الكثيرون خطوات تفصل عن حدث مُنتَظَر لا غير ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #392 في: 2017-03-31, 14:59:40 »
2016/08/17
منذ محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا (2016/07/15) وأمر جماعة فتح الله غولن يحيّرني..

حاولت تتبّع ما يُعرض من تاريخ للحركة، أو ما يرصدون من كرونولوجية تحركاتها في الساحة التركية والعالمية، عسى يُذهب ذلك شيئا من حيرتي.

جماعة توغلت في أوصال الدولة التركية الدقيقة الحساسة حتى أسموها "التنظيم الموازي".. !

قبل قليل على قناة الجزيرة كان أحمد منصور مع الجزء الثاني من تصريحات " لطيف أردوغان" النائب السابق لفتح الله غولن، وأحد أشد المقربين السابقين له...

تحدث لطيف عن أغوار للحركة ولغولن جعلت عينا أحمد منصور تجحظان منها أكثر من مرة !!

لطيف خرج على غولن من سنوات قريبة، وأعلن معارضته له من بعد ما قضى سنوات وسنوات يقرأ فيها تصرفاته وتصريحاته على أنها التدين المشوب بالتصوف والذي لا يخلو من شطحات ..

غولن كان يقول لأصحابه أنه مُحدّث من الله.. !!
ألّف لطيف كتابا أسماه "الوجه الضاحك للشيطان" كشف فيه عن أسرار شخصية غولن ومساعيه، وعلاقاته القوية بالمخابرات الأمريكية CIA

يقول أن غولن كان منذ سن العشرين يخطط لأن يصبح خليفة على العالم الإسلامي .. وبدأ بالظهور كحركة إسلامية تسعى بين أفراد الشعب بالخدمات..

وكان منطلقه في سياسة السيطرة التي رامها، التعليم، فبدأ بتأسيس المدارس الخاصة،  مدرسة إثر مدرسة وهو في ذلك كله على علاقة وطيدة بجهاز المخابرات الأمريكية، إلى أن تغلغلت حركته، وأصبح لها مدارس على مستوى 145 دولة في العالم... !

تساءل أحمد منصور بتعجب كبير عن سر هذا العدد، عن تغلغل الحركة في كل هذه الدول، فأجاب لطيف أن المدارس غطاء وستار اتخذته الحركة، وما هي في حقيقتها إلا وسيلة استخباراتية أمريكية مقنّعة ... تعمل من خلالها أمريكا على استكشاف تحركات الجماعات الإسلامية المنتشرة عبر العالم بصفة خاصة ...
فأما التي كانت بالدول الإسلامية، فلقد كانت تستأمن الحركة باعتبارها واجهة إسلامية هي الأخرى، فتمدّها بمختلف تحركاتها وسياساتها...

يقول أن الأساتذة على مستوى تلك المدارس ما هم إلا عملاء لحساب جهاز الاستخبارات الأمريكي ...

غولن انتقل إلى أمريكا ليصبح تحت الوصاية المباشرة لها... وقد كان يعدّ من بعد تغلغل عناصره في أجهزة الدولة التركية الحساسة لعودة لتركيا تكون شبيهة بعودة الخميني لإيران... يعود لها محررا ومسيطرا...

غولن كان واجهة تحركها المخابرات الأمريكية، وهو يعد على مدى سنوات من التشاركات الاستخباراتية للسيطرة على تركيا، من أجل خلافة إسلامية تديرها أمريكا ... !!

هكذا عبر "لطيف أردوغان" عن الهدف الذي سُخّر له غولن كأداة... سيطرة تُحكِمها أمريكا على العالم الإسلامي تجعل تركيا منطلقها ...

بعد هذه السنوات الطويلة من العمل الدؤوب لهذا الكيان الموازي، وبعد هذا التغلغل العميق ... لم تبدُ لي واقعيةً سرعة تخلص تركيا من هذا السوس الذي نخر أساساتها بمنهجية وتؤدة امتدت عبر سنوات عديدة...

في الحقيقة ليس من السهل أن يُصدَّق أن التخلص من عناصر هذه الحركة هو من البساطة بمكان...

وفعلا، وبينما السؤال يشغلني مع ما يدلي به الضيف، قال فيما قال أن التخلص الحقيقي والنهائي من عناصر الحركة يحتاج سنوات... حددها من ثلاث إلى خمس، بل إنه صرح أن كثيرا من قيادات الجيش حتى بعد الانقلاب هم من أتباع الحركة ...

وأن تركيا ماضية في سياسة إعادة تأسيس الدولة بتطهيرها من الكيان الموازي، إعادة تأسيس من الصفر ...

سأله أحمد منصور عن سر نظرة عناصر الحركة لغولن نظرة العبد لسيده، فردّ أنها سياسة تقوم على البدء بالأطفال، بتلقينهم أن غولن عظيم لا يُضاهى، وتحبيبهم بشخصه، وتصويره على أنه الذي لا مثيل له ولا ند...

ليشبوا على حبه وطاعته وتعظيمه... وأولئك هم الذين يصيرون بعدها مستنَد الحركة و مرتكزها، وهم الذين توفّر لهم المناصب العليا ليخدموا غولن خدمة لا تشوبها شائبة من غدر ... أولئك ولاؤهم كله له وللحركة...

وهكذا هي حقائق هذا التنظيم الذي اتخذ من الإسلام تقية لغايته، وما هو إلا عميل مخلص للاستخبارات الأمريكية...

هكذا هي أياديهم يصنعونها من داخلنا ليصبح الداخل عدو الداخل.. والأدهى والأمر أنه العدو بصورة الأخ، الذئب بصورة الحمل الوديع...

الخلافة الإسلامية بإدارة أمريكية ... !! أعجب المضحكات المبكيات ... !! :)

أما السؤال الذي لا ينفك يطرق رأسي : أين دور الاستخبارات التركية في الترصد لتحركات تنظيم وزنه في الدولة وفي العالم كفيل بأن يكون موضوع تتبع...

لا بد أن الدولة كانت على علم ولو بشيء من أهداف التنظيم... ولا بد أنه كان واحدا من أكبر التحديات التي  واجهتها حتى أسفر عن وجهه بمحاولة الانقلاب الأخير...

انقلاب كان الشعب التركي هو الحصن الحصين دون اختراقه لتركيا ... دون نجاح التنظيم ومن يديره ويحركه ...

انقلاب أراه بمثابة الانفجار المدوي الذي أسمع كل الآذان، وأيقظ كل النِّيام لتبدأ تركيا بالتصفية...
لتبدأ تأسيسا جديدا لمؤسسات الدولة التركية ...
ولا بد أن هذا لن يروق لمحركي غولن وتنظيمه وأشباه تنظيمه ...

لا بد أن تركيا اليوم بمواجهة تحديات كبيرة على كل صعيد... وهي التحديات التي ستفتن لتَميزَ الذهب عن شوائبه...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #393 في: 2017-03-31, 15:00:28 »
2016/08/20
"مريم جميلة" .. هل تعرفها ؟ هل سمعت عنها ؟

قرأت للغزالي رحمه الله استشهادات بكلمات من كتبها، كما قرأت ل"سلمان العودة" أيضا استشهادات بكتاباتها، فأحببت التعرف عليها .. وكتبتُ مما استجمعته من قراءة لسيرتها على ويكيبيديا وموقع إسلام ويب :

هي "مارغريت ماركوس" سابقا، أمريكية لأب وأم يهوديَّيْن، ولدت بنيويورك عام 1934، لقِّبت بالباحثة عن الحقيقة ...

عرفتْ منذ صباها بولعها بالقراءة والاطلاع، لم تكن تشاطر أهلها ووسطها الفرح بتشريد الفلسطينيين، والانتشاء بنكبة 48... بل كانت دائمة الحزن على ما يلحقهم ...

عرفت بعزوفها عما جذب بنات سنها من اللهو واتخاذ الأخدان وشرب الخمر .. ولم تتأثر بما حاول والدها جاهدا غرسه فيها من أنه لا وجود لقيم مطلقة، وأن الإنسان يكفيه العيش والاستمتاع بالملذات..

تقول عن نفسها : " نمت لدي الرغبة منذ العاشرة في قراءة كل الكتب التي تتحدث عن العرب فأدركت أن العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً، لكن الإسلام هو الذي حولهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم"

دخلت الجامعة ودرست الآداب، وتوعكت صحتها لعامَين، عكفت فيهما على قراءة ترجمة للقرآن الكريم، أخذتها كل مأخذ، إذ وجدت فيه الإجابات الشافية عن تساؤلات أرقتها حول ماهية الموت والحياة، كانت نظرتها للوجود وللإنسان ولدوره هائمة عائمة حتى شفيت من علة سؤالها فور تعرفها على القرآن، تقول : " لقد وضع الإسلام حلولاً لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية".

وتقول : "منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضرورياً للحياة فحسب، بل هو الحياة بعينها "
وازداد نهمها للبحث في هذا الدين، وهي التي تقلبت في قراءاتها بحثا عن الحقيقة بين الديانات المختلفة من يهودية ونصرانية ووضعية...

إلى أن جاء عام 1961 الذي أعلنت فيه إسلامها...
فتوسعت مداركها حول العرب والمسلمين بتوسيع قراءاتها...
مما قالت معرّفة بدور السنة مع القرآن: " كيف يمكن الدخول إلى القرآن الكريم إلا من خلال السنة النبوية ؟! فمن يكفر بالسنة لا بد أنه سيكفر بالقرآن"

هاجرت إلى باكستان بدعوة من أبي الأعلى المودودي، وتزوجت من أحد أتباعه، الداعية يوسف خان، وأنجبت منه أبناءها الأربعة..
كانت مريم جميلة بحق خامة فريدة نبّأت عن مشروع مفكرة إسلامية فذة، فألفت عن الإسلام ما يزيد عن خمس وعشرين كتابا، عُرفت بعداوتها الكبيرة للعلمانية والمادية .. لها مؤلفات قيمة من أهمها : " الإسلام بين النظرية والتطبيق" ، "الإسلام في مواجهة الغرب" ..

والأول بصفة خاصة هو الذي شدني استشهاد الغزالي وسلمان العودة بما جاء فيه.. والذي أنوي الاطلاع عليه بإذن الله تعالى.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #394 في: 2017-03-31, 15:01:15 »
2016/08/22
إن من الخطأ بناء حكم على موضوع أو قضية ما من قراءة كتاب واحد، أو من القراءة لكاتب واحد...

إن القراءة المثمرة هي تلك التي تتلاقح فيها أفكار الكاتب مع أفكار القارئ، وتتشكل فيها مساحة طيّعة من النقد السليم المصاحب للقراءة، البريئ من كل حَيْف أو تحيز أو نظرة مُسبقة عن الكاتب سواء كانت لصالحه أو ضده ...
مساحة تكون خالصة للعقل الناقد بإنصاف، والفكر المدقّق الناظر بإمعان، مساحة يُترك فيها مجال لقبول أو لرفض.. فلا رفض من أجل الرفض ولا قبول من أجل القبول...

إن القراءة المثمرة هي تلك التي لا تغيّب القارئ عن الواقع، ولا تبني له صروحا من أوهام سرعان ما تتهاوى في أول عودة له إلى صفحات الحياة والمعاملات ...

هذا الربط بين ما نقرأ وما نعاين على أرض الواقع لا يجعل من القراءة عالما من الخيال الذي نتعود الهروب إليه بقدر ما يجعلها عالما من الحقيقة يتقرر فيه أن الكتاب الذي قرأنا إما زاد وسلاح لمعترك الحياة، أو خربشات وهباءات على هامش الحياة ...

إن كتابا واحدا حول موضوع ما لن يكون أبدا منطلقا لإصدار الأحكام، ولجعل نتائجه تقريرات ينسخها القارئ من صفحاته ليلصقها بدنيا الناس على أنها الحقائق المسلّم بها، كأن ما تلا فيه لا يمكن تلافيه .. :)

عندها سنكون قد ألغينا المسافات فمسحنا المساحات...
تلك المسافات التي تسمح بإنشاء المساحات، مساحة لعقلك وعمله، ومساحة للواقع ووقعِه ...

فلنحذر... ولا نكوننّ ملكيّين أكثر من الملِك .. ! :)

إذ أنك لو عرضت لكتب الكاتب الواحد على مدى حياته الفكرية  وما أنتجت، لوجدته هو ذاته يضع رأيا في كتاب ما، ويبدله في كتاب آخر، أو يتدرج في تبدّل موقفه من قضية ما من كتاب له إلى كتاب...

أقرأ هذه الأيام عرضا حول مواقف كاتب مشهور من كتاب له إلى كتاب عبر إنتاجية مسيرته الفكرية، فإذا به في هذا قال برأي، وفي هذا الآخر تدرج في التبديل، إلى أن وصل في كتابه الآخر إلى عكس ما قال به في الأول ... !! وهكذا في موقف، وكذلك في غيره، وكذلك في غيره... وفي كلٍّ حماسة ونبرة واثقة وعبارات مفصلية فاصلة وكأنها الأولى والأخيرة لا تبديل فيها ولا تحوير... !

حتى دهشت وشدهت من كمّ التبديلات والتغييرات والانتقال من حال إلى حال ... من منطق إلى منطق... من موقف إلى موقف مغاير... من تقرير إلى ضدّه ... وإنك لن تلمح هذا وأنت تقرأ له الكتاب الواحد من كتبه... وانتبه إنه الكاتب المشهور، والمميز والذي لا غبار على علوّ كعبه ... !

كما قد تجد للكاتب تراجعا يوثقه كتابة عن رأي له كان، أو قد تجد اعتذارا عنه ...

فهل نكون ملكيين أكثر من الملك ؟! فالكاتب يبدل، ويغير، ويتراجع، ونكون نحن نقَلَة أفكار كتابه الواحد وجاعليها تقريرات... كتابه الذي لم يثبت هو على ما وضع فيه ... !

فلنحرص على تلك المساحات ونحن نقرأ... ولنحذر أن ننقلب مقررين باسم أفكار كتاب واحد نقرأه... أو كاتب واحد نقرأ له...

لننوع قراءاتنا، ولننوع كُتّابنا...
عندها لن ننحصر خلف الزاوية الواحدة التي تقصر بنا عن النظرة الشاملة ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #395 في: 2017-03-31, 15:02:07 »
2016/08/23
من الناس من إذا تكلم علا وسما وارتقى..
ومنهم من إذا تكلم انحدر وانحطّ ..
أما الذي يسمو به كلامُه، فلكأنّه بعينيك يصعد الدرجات تلو الدرجات وأنت ترمقه عاليا.. عاليا بين السحاب والسحاب...
ويكأنّ الكلمات سُلّم درجات عند بعضهم.. وكأنها عند الآخرين منحدرٌ ذو دركات ...!

اليوم سمعتُ ممن ارتقت بكلماتِها، سمعت ممن سمت بها كلماتُها، فما تركتها على الأرض بل ناطحت بها السحاب... :)

سعدت اليوم بسماع الراقية سُلّم العُلا ...
ربما تبادرتْ إلى أذهانكم صورة امرأة من نساء الإعلام والشاشات، أو من صاحبات العلم والمكانات، أو من ذوات البيان والخطب الرنانات ... :)

لا ... ليست واحدة منهنّ... !
إنها لم تعرف يوما للشاشات سبيلا... ولم تنبرِ يوما في قوم خطيبة ...

بل إنها لم تطرق يوما باب مدرسة، ولا عرفت حجرات الدرس، ولا داعبت يدها طاولاته، ولا عرفت جلسة كراسيه..  ولا استأنست أذنها يوما برنين جرس بدايته ولا برنين النهاية ...

ولا أنشدت يوما : "مدرستي الحبية من بيتنا قريبة "
ولا جربت يوما مسابقة أتراب الدراسة ركضا ساعة الولوج أو ساعة الخروج ...

أجل لم تعرف من كل هذا شيئا...
ولكنها اليوم وهي تتكلم علت، وسمت، وارتقت وعرجت... ورأيت سلّمها ومُرتقاها ومعراجها ... فسعدتُ وتعلمتُ، وترسخ عندي كما في كل مرة أسمع فيها لأمثالها أن الحكمة لا يحتكرها أصحاب المدارس... وأن الذكاء لا يتخذ من عقول المتعلمين وحدهم موطنا ...

قالت تعاتب ابنتها الصغيرة التي أخطأت، وخانت ثقة أودعتها فيها  :

ألم أكن لك دوما صديقة ؟ ألم أكن أبثك الشكوى إذا ما اكتويت كما يبث الصديق صديقَه الشكوى ؟
ألم أكن أحدثك عن الملمّات إذا ألمّت ؟ وكنت أراك صديقتي التي كبرت بعيني ولم تبقَ صغيرة ؟

ألم أكن أعهد إليك بفرحي، وبضحكاتي... وكنا إذا مشينا سويا حدثتك حديث المستأنس بأحب أنيس ؟

ألم أكن أحكي لكِ عن قصص الساعيات المجتهدات وعن قصص القاعدات، وعن مآل كل واحدة... عن جزاء الساعيات، وعن حسرة القاعدات ...

ألم أكن أحذرك سُبُلَ الفاسدات ؟ ألم أعلقك بسبيل الراشدات ؟

ألم تكن ثقتي بكِ كبيرة ... كبيرة ؟!!

ألم أقل لك يوما : كوني الخلوقة المجتهدة الساعية، والزمي ... حتى إذا كبرتِ وأرادكِ له من يكون أهلا لكِ، وسعى سعيه الصادق لنوالك، لن أكون حجر عثرة أمام ما تحبين ... ! ساعتها سأحقق لكِ ما تحبين ... ولن أحرمكِ مُناكِ ...

ألم أكن معكِ كل هذا ؟!

وكانت تعاتبها، وتسائلها بقوة ممزوجة بخَوَر...
قوة الصادقة التي أحبت فأعطت كل ما ملكت، وخَوَر التي أخطأت ابنتها الصغيرة الصديقة... !
أخطأت صديقتها الصدوقة... وكانت دمعات حراقات غالبتها فما غلبتها... كانت تنساب على وجنتيها، فتسارع لإماطتها لتستكمل عتابها ... عتاب المحب حبيبَه...

وكنت أقلب نظراتي بينها وبين ابنتها... فإذا تلك البنت بدمعاتها تجيب أمها الراقية : لن أكررها يا أمي... ليس أثقل علي من فقدي لثقتك بي... لن أكررها ... وسأثبت لك أنني أهل لثقتك... ليس اوجع لقلبي من فقدك الثقة بي... أعدك يا أمي... أعدك ...

وصدّقتُ وعدَها ... واستشعرت صدقها.. وفرحت في غمرة العتاب والدمعات... فرحتُ بأم ربّت، وأحسنت، فلما عاتبتْ صدقتْ فأثّرتْ... فرحتُ بالمخطئة الآيبة.. :)

أجل عندما يصدق المرء ويعطي، يجد ساعة الحصاد ما يحصد، كما يجد ساعة الكساد بقايا أمل، بل يشهد ميلاده من جديد... :)
وعندما يُحسن الوالدان مصادقة أبنائهم كما يحسنون منحهم الثقة وقوة إشعارهم بها... لن يجدوا قُبالتهم إلا الأصدقاء الأوفياء... حتى إن أخطؤوا عادوا وآبوا... وندموا على خيبة أمل كانوا سببها لأب أو لأم ... لذلك الصديق الصدوق أو لتلك الصديقة الصدوقة ... :)

أجل اليوم ارتقتْ تلك المتكلمة بكلماتها .. :)
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #396 في: 2017-03-31, 15:03:25 »
2016/08/28
شيء حول أدعياء التجديد .الجزء الأول :

موجة من "أدعياء" التجديد في ديننا، قوام دعوتهم القدح فيمن سبق من العلماء، واستسهال الحطّ من قدرهم ومن علمهم، ووصمِه بالقِدم، وبالذي عفا عليه الزمن..
عرفنا منهم من عرفنا، ممّن ذاع صيتهم، ومع ذيوعه لم يخلُ الأمر بفضل الله تعالى من ذوي عقول ممحصّة مدققة، ناقدة ليس دَيْدَنُها التطبيل للوافد الجديد على أنغام : "مات الملك يحيا الملك"...

هؤلاء أصحاب العقول الناقدة والأفهام الحكيمة أظهروا للكثيرين عَوار ادعاءات أولئك الأدعياء ذوي الألسنة الحاذقة والعبارات الحماسية، والتهجمات الجزافية التي وصفها مَن وصفها بالجرأة والخروج عن المألوف ...

وكأنهم وهم في عصر الإنبهار والإبهار، وخوارق الخيال  يعشقون  فيما يعشقون "سوبرمان" لكل ميدان ... !
وسوبرمان الدين عندهم هم أصحاب الصيحات المخالفة والتي قوامها-كما أسلفت- الطعن بالقُدامى، وبعلمهم، وبأنّ الدين ليس حِكرا على العلماء... يريدون أن يشبهوا الإسلام وعلماءَه بالكنيسة ومن فيها ممّن نصّب نفسه ناطقا عن الرب...
يريدون أن يعيدوا للساحة من جديد ذلك "الخوف الأوروبي"، وتلك الثورة الأوروبية على الكنيسة في نُسخة إسلامية...بزيّ إسلامي ...يريدون زرع ذلك "الفِصام النّكِد" من جديد في أرض الإسلام  يريدون زرع خوف مما لا يوجد أصلا ...

وعند الكثيرين الويل والثبور لمَن أعمل العقل ونافح عن علم القُدامى، وقال أنهم كانوا أصحاب عقول وأفهام، وأنهم عملوا بالعقل لا بالتخمين، عندها أنت مقدّس للأشخاص، محيطهم بهالات التقديس، وما عرفنا في تاريخ الفكر الإسلامي دعوة لتقديس العلماء، ولا لتنزيههم عن اجتهاد خطأ أو عن هفوات هي من روح البشرية مهما ارتقت العقول، وتنورت الأفهام ... هي صورة الكنيسة وأحوالها يريدون إسقاطها على الإسلام وعلمائه وحالهم مع الناس...

وحتى لا يظنّ ظانّ أنّني ضدّ التجديد في الفكر الإسلامي، فإنني أستبق بالقول أنني معه، ولكن مع التجديد الذي يُحيي ما يندرس من الفهم السليم للإسلام، التجديد الذي ينقّي ساحة الفكر الإسلامي من هرطقات الصوفية المنحرفة، ومن آثار الفرق الضالة، ومن الفلسفات المضلّلة، ومن البِدع ... ومن صيحات أدعياء التجديد الذين حرفوا معاني الدين عند الناس، وكان شغلهم الشاغل الطعن والتشكيك، والدعوة إلى انفتاح يجعل الغرب وأحوالهم الحاكم في تفسير الدين، وفي تكييف الدين وما يرتضيه العصر من وحي هزيمة نفسية تُعلي الحضارة الغربية بكل علاتها على الدين ومقتضياته...

تجديد فيه الاجتهاد المتاح الذي يعالج قضايا معاصرة بما في الدين من مرونة تجعل فيه ما يوائم ذلك الجديد.. تجديد في أساليب الدعوة والاستنهاض لبيان دور المؤمن في الدنيا وأنه لم يُخلق ليكون فيها عابر سبيل بلا بصمة، بل عابر سبيل ببصمة عمل وتغيير وتعمير، ولنبذ أطروحات بُغضِها حدّ التقاعس والقعود..

من هؤلاء الأدعياء مَن لم يعد من دواعي الاحتراس عدم ذكر أسمائهم، وقد تبيّن مع الزمن عَوار دعاواهم، وهرطقاتهم، "عدنان إبراهيم"، الذي صال وجال في دنيا الطعن في الصحابة صولات وجولات، حتى صار يتكئ على أريكة وهو يطعن ويطعن ويطعن غير هيّاب، وقد صفق له عشاق "السوبرمانات" ... فنفخوا فيه بأفواههم  نفخ الرجل في قربة ليس بها إلا الهواء ...ولا قطرة ماء...

أحدهم عزمتُ على قراءة كتبه بعدما عرفت أشياء على صفحته، لا لشيء إلا لأشكّل النظرة الصحيحة المنصفة عن فكره، بعيدا عن صفحات الفيسبوك، رغم ما لم أكن أستسيغه حتى على صفحته .. ذاك الذي رأى فيه من رأى قبسا من "خيريّة عُمريّة" :) ...

فاقتنيت مجموعة من كتبه، وقرأت له، وفعلا عرفته أكثر ... والرجل بدعوى التجديد هو من أكبر المتهجمين على علماء الأمة وعلى تراثها العلمي والفكري، ومن المتعسفين في نقدهم تعسّفا يقلب المفهوم لصالح نظرته لا لصالح النظرة المنصفة والحكم المنصف ...
هو ممن ضيّق تاريخ الأمة الزاهر كلّه في عدد من السنوات لا يتجاوز الأربيعن ...!!!  والتاريخ يصرخ به أنْ كُفّ عني دعاواك يا هذا ... ويغرّرون من يغترون بأنّ الكلّ قادر على الخوض في حديث الدين، فكان هو مثالا لخوض خلط فيه وخبط ...
 
تمادوا في دعوى "احتكار العلماء للدين" حتى عرفتُ في كثير من تدبّرات هذا الأخير القرآنية من الغريب والعجيب الذي يكيّفه وهواه ونظرته ما يصدع بالبعد والنأي عن المقبول، بل مما جعلني أملّ القراءة... وأنا أراه يلهو بالعقول ذات اليمين وذات الشمال، فيفسّر المعنى الواضح الذي لا يختلف عليه اثنان بتفسيرات يبني عليها رؤى وكأنها بنيان الرمال، يوهمني أن الموج لن يأتي عليه فيهدّه ... إلا أنّ الموج عندي سرعان ما أتى على بنيانه ...

وبين الحين والحين نُصرَع بصرعات جديدة، ونتعرف لأسماء جديدة ضمن هذه القائمة المتجددة، التي تزداد مع ازدياد صيحات "الانعتاق من الموروث"، صيحات ليتها بُنيت على أساس، بل لقد بُنيت على "هوى"... أصحابها كمثل من يتأفف من الشمس بدعوى أنها القديمة، ويريد أن يستبدلها بشمسه الجديدة !!

ومن هذه الأسماء، اسم جديد، مازلت أحترس أن أذكره، إلى أن يأتي يوم قريب يتبين فيه عَوار ما يدعو إليه هو الآخر، وإن كان  كلاما مكرّرا، لم يملّه الملتفّون حولهم، المصفقون، الذين يعشقون فيما يعشقون "سوبرمان الدين"... ولكنه معه بصورة جديدة لم نألفها في أدعياء التجديد، بلحية طويلة مُطلقة !

يتصدر صفحة يصفّق له فيها المئات، ويهلّل ويطبّل له فيها المئات ...
طبعا فهذه الدعاوى هي موضة العصر، وقوامها : "عليكم بالقُدامى وبتراثهم الأصفر فإنه ما عاد يسرّ الناظرين"...

أتابع بين حين وحين شيئا مما ينشر، ومما جلب به عشاق "سوبرمان"، وقد قال فيما قال أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مشرعا" !  ولَعَمْري إنّ هذا القول منه لكاف ليكفّ عنه متابع يفهم خطورة مقالته ...

وقال فيما قال أن النسخ غير موجود في القرآن، واستسهل فيما استسهل، طبعا كما ديدين أصحاب الصيحات المتأففة من القديم، حتى تأففوا من "علم الحديث" ومن "واضعيه"، بل ورويدا رويدا من "الآحاد"  وصولا إلى السنة برمّتها ...

استسهل على هذا رد الأحاديث الصحيحة طبعا بدعوى عدم موافقة العقل ... هذه العقول فيهم، وهذه الأفهام الأشتات يريدون وِفقها برمجتنا على الرفض بدعوى التعقّل، وعلى الرد بدعوى الحرية، والانعتاق ... وكأنّ عقولهم هي المنارات التي تهدي، وكأنّ قدح "عقول" في "عقول" يكفي لألقي بالكنوز وألهث خلف الحجر...!

وهذا اسم جديد لرجل "سعيد" وصَم مشايخ الدين باختلاق البِدَع، بالابتداع وهو القائل : "من بِدَع المشايخ"
هذا مستهلّ وصفه ... :)

ومن بدعهم أن للدين رجاله الذين يفهمونه، يريد أن يتهمهم باحتكار الدين...
بِدعة ابتدعوها إذن يا شيخاً غير مبتدِع ... أن للدين علماءَه...
وبدعة ابتدعوها يا محارب البِدع أنّ  للدين علومه ...!
أي منطق هو منطقك ؟!

ثم يتقدم "الرجل السعيد" خطوة ليصِمَهم بتحريف معاني الآيات لمصلحتهم ... !
يا سبحان الله !!
محرفون للكلِم إذن من بعد مواضعه ! على خُطى مَن هُم علماؤنا وهم هذا دَيْدَنهم ؟!
وقد جئتَ أيها "السعيد" بنفيك التشريع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنقذنا، لتنبّهنا، لتبيّن لنا كم أن علماءنا على خطوات أهل الكتاب ...!!
جئتَ لتعطينا في هذا القرن المعنى السليم للكتاب...
جئتَ لتنقذنا من تحريف المحرّفين، وتأويل المؤوّلين ...فيا سَعْدنا بكَ يا شيخنا السعيد!

وموضوعه في هذا آية من آيات الله تعالى، وهي قوله سبحانه : "وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ﴿7﴾" -الأنبياء-

يقول الرجل بتحريف معنى الآية من العلماء، ذلك أن صيّروا معناها لصالحهم، أنهم هُم أهل الذكر الذين أمِر الناس أن يسألوهم إن كانوا لا يعلمون ...

تحريتُ الهُوينى في مشيي مع كلامه...
فقلتُ لأُقَلِبَنّ تفاسير العلماء لأرى بأم عيني تحريفهم للمعاني، فإنكَ إذا قرأتَ التهمة يُرمى بها أحدُهم، أيا كان أحدُهم هذا، وكنتَ ممن يتبيّنون، لبحثتَ قبل أن تصدّق فيه المقال، فما  بالك إذا كان المتّهَمون علماء الأمة، ومشايخها ...

رحت في جولة سريعة غير مُضْنية، فإذا كل من قرأت لهم يفسرون الآية بمعناها الذي ادّعى الرجل أنه استنقذه من تحت الركام  يُدركنا به قبل فوات الأوان !!

لن يتسع المقام لاقتباسات من كل من قرأت لهم، وهم كُثُر، ولكنني لن أبخس طرحي حقا من عيّنة.. إذ قد بحثت في تفاسير القدامى، وهاكَ منها نزرا :

** فهذا الطبري يقول :
 فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم: هل هذا إلا بشر مثلكم، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم.

** وهذا ابن كثير يقول: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " أي اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف هل كان الرسل الذين آتوهم بشرا أو ملائكة وإنما كانوا بشرا وذلك من تمام نعمة الله على خلقه إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم."

** وهذا البغوي يقول: " فاسألوا أهل الذكر "، يعني: أهل التوراة والإنجيل، يريد علماء أهل الكتاب، فإنهم لا ينكرون أن الرسل كانوا بشراً، وإن أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم"

وغيرهم من المفسرين القُدامى كُثُر، كلهم وجدتهم قالوا بهذا...

وبحثت في تفاسير المتقدّمين، فما وجدتهم إلا قد أتوا بالمعنى الذي  ادّعى أنه مغمور :

** فهذا ابن عاشور في "التحرير والتنوير" :
"ثم عرّض بجهلهم وفضح خطأهم فأمرهم أن يسألوا أهل الذكر ، أي العلم بالكتب والشرائع السالفة من الأحبار والرهبان. "

** وهذا الشعراوي يقول:
وقد سبقت السوابق فيمَنْ قبلكم أن يكون الرسول بشراً { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نوحي إِلَيْهِمْ ...} [ الأنبياء: 7] ولو أرسلنا إليهم مِلَكَاً لجاءكم الرسول مَلَكاً.
{ فاسئلوا أَهْلَ الذكر إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [ الأنبياء: 7] وهم اليهود والنصارى، ماذا أرسلنا إليهم أرجالاً أم ملائكة؟

** وهذا الصابوني في صفوة التفاسير يقول:
"{فاسئلوا أَهْلَ الذكر إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي فاسألوا يا أهل مكة العلماء بالتوراة والإنجيل هل كان الرسل الذين جاءوهم بشراً أم ملائكة؟ إن كنتم لا تعلمون ذلك"

لم أجد منهم من شذّ عن هذا التفسير، وإنني ما وضعت إلا عيّنة ممن اطلعتُ على تفاسيرهم، فما وجدت أحدهم شذّ عن هذا المعنى الذي بيّنه كل منهم كل البيان .

هذا أولا بحث في تهمته للعلماء بتحريف المعنى، ولشدّ ما أكره أن يُرمى أحدهم بما ليس فيه... وحتى نتعلم كيف نحلّل الكلام، وألا نقبله على علاته... فإنّ من الناس من يرمي بالتُّهم غير مبال ولا مكترث بعِظم ما يفعل...

مازال لي حديث حول المعنى الثاني للآية والذي قدح الرجل فيه، أتابعه لاحقا بإذن الله حتى لا أطيل عليكم :)  ونسأل الله الثبات على الحق كما يرتضي
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #397 في: 2017-03-31, 15:04:19 »
2016/08/29
هذا رابط الجزء الأول مما كتبت حول أدعياء التجديد:
https://www.facebook.com/asma.bentabdelmadjid/posts/970448956413971?pnref=story

وهذا بين أيديكم اليوم الجزء الثاني منه، ومن لم يقرأ الجزء الأول أدعوه لقراءته -فضلا لا أمرا- حتى يتسنى له الربط :)
-------------------

أما أنّ المعنى من الآية يصبّ أيضا في أن يسأل الناس أهل الذكر عما لا يعلمون، فأين المشكلة في هذا الإسقاط ؟ و"الذكر" لا يقتصر على ما نزل على أهل الكتاب بل نعلم أنّ "الذكر" بمعنى القرآن أيضا ...

ألا نعلم أن القرآن يؤخذ بعموم لفظه لا بخصوص سببه؟ كما أنّ فضل العلم والعلماء والدعوة إلى الاقتداء بهم، والأخذ منهم ليس غريبا على القرآن وآيِه...

أفيكون لبني إسرائيل العلماء، ولا يكون للإسلام علماؤه ؟؟

ألم يقل سبحانه وتعالى :
"أَوَ لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ(197)" -الشعراء- ...

وما دام الإقرار أن للعلماء وجودا، ومكانةً، وفضلا، فإنّ الأمر يقتضي بهذه المكانة وهذا الفضل أنهم أعلم من غيرهم بالدين، ومن كان أعلم بالدين كان قدوة، وكان مصدرا للتعليم، وللفتوى وللحديث في الدين بأهلية لا تضاهَى في غيره ممن لا علم له ..

ألم يقل الله تعالى يصف فضل الراسخين في العلم:

"هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ(7)" -آل عمران-

ألا يدعو هذا الفضل المُزكّى أهلُه في القرآن إلى الفهم أنهم أهل الحديث في الدين برسوخ، وبفهم أوضح، وأنهم أهل لتعليم غيرهم ؟؟ والرسوخ هو ثبات العلم في صدور أهله بشكل لا تهزّه أمواج الشبهات المتلاطمة ...

ألم يقل الله تعالى في محكم تنزيله : "شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ(18)" -آل عمران-

ألم يقرن شهادة أولي العلم بشهادته وشهادة الملائكة من بعده ؟؟ أليس هذا إلا من فضلهم ؟؟

فما بال من يحبّ التغمية والتعمية لا يسعى إلا لتغمية وتعمية، فيصِم العلماء باحتكار الحديث في الدين، يريد أن يساوي عالما بعلمه لغيره ممّن لا علم له ؟ وقد قال تعالى :"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"

يريد أن يزرع بذوراً لمساواة لا تستقيم ولا تجوز، ولا تستوي على سوق، مساواة تخلط الحابل بالنابل، مساواة تغرّر بالغرير الذي لا فقه له ولا علم ليظنّ بنفسه أهليّة الحديث في الدين...

والأدهى أنّ هناك من يسمع لكلامه فيظنّ بنفسه قدرة على شيء من ذلك، هكذا دون أن تؤهّله بضاعته، وكُثُر منهم في نفوسهم بذور من الغرور الذي يصوّر لهم أنفسهم أكبر من حجمها، فتراهم يقدحون بكل عالم ولا يُرضيهم منهم أحدٌ، وكأنه هو فلتة الزمان التي يترقّبها الزمان ... :)

ومنهم من يظنّ أنّما تراثنا الفكريّ سجنٌ مغلّقةٌ أبوابه على الناس، وأنّ الانعتاق منه حرية منشودة ..! وهو لا يعلم عن عمل العلماء شيئا ...ولا عن تراثنا شيئا..

ألم يقل سبحانه وتعالى : "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ(83)" -النساء-

"الذين يستنبطون"فئة خاصة تعلم ما لا يعلمه غيرها ..

تُرى ماذا يريد هذا الرجل وكل قائل بأن الحديث في الدين قد احتكره العلماء؟
أيريد من الكلّ أن يتصدر للإفتاء ؟
أيريد من الكلّ أن يستنبط الأحكام ؟
أيريد من الكلّ أن يجلس جلسة العالم مع النصوص ليجمع بين الأدلة، وليرجّح ؟
أيريد من الكلّ أن يعرف المخصّص من الرتبة، والمخصّص من غير الرتبة ؟ فيعلم متى يخصص العام برتبته، ومتى يخصّصه من غير رتبته... وأن يميّز بين ظني الدلالة وقطعي الدلالة، وظني الثبوت وقطعي الثبوت، وكيف يرجّح ويستنبط منها ...ومتى يكون الجمع، ومتى يكون النص ناسخا لنص، ومتى يكون التوقف ...ومتى ومتى ومتى ...

والأدهى أن هناك من يستطيب الكلمات ويستسهلها، ويرى عمل العلماء احتكارا، ويرى أنه أهل للعمل بعملهم ...فلكأنها السوق والبضاعة، فهذا يبيع وذاك يبيع، ولا شأن لمن يبيع بمن يبيع...!
ويحضرني هنا قول مالك بن أنس وقد رحل إليه قوم محمّلون بالأسئلة، فأجاب عن عدد منها قليل واعتذر عن الكثير، فتعجّب مَن شدّ الرحال من بلاد إلى بلاد لعالم من الراسخين في العلم، يُعيدهم بالقليل المُجاب، فقال يلقنهم ما يخبرون به قومهم: أخبروهم أن مالكا يقول : لا أعلم .

وكان الشافعي يعرف حيثيات المسألة يقولها القائل أمامه، يعرفها من ألفها إلى يائها، وكان يصمت صمت الجاهل بكل شيء فيها، ولا يقفز قفز المريد ظهورا وإظهارا للمعرفة أني أعلم وأعلم وأعلم ...
أهل الأمانة، والصدق في المقال والفِعال، أهل المعرفة بثقل المسؤولية، فهم على بيّنة من أمرهم ما عرفوه أدلوا به، وما قصرت عنه معرفتهم لم يتطاولوا إليه تعسّفا وإبداء للإحاطة بكل شاردة وواردة ...
أما الأغرار ممن يغترون بقول رجل يستسهل أن يعمّم الحديث في الدين على من علم وعلى من لم يعلم، فإنهم لَيَرَوْن في كلامه حرية وانعتاقا وتحقيقا لفتوى الهوى..

وفي مَشْيِنا الهُوينى مع قول هذا "الرجل السعيد" الذي لم يَفْجأني بقوله الأخير، وقد عرفت له أقوالا هي الأضغاث والأخلاط ...
فتارة يقرر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مشرعا، وتارة يلغي النسخ في القرآن، وتارة يردّ صحيح الحديث بدعوى التعقّل ...

ويا سَعْدنا أيها الرجل السعيد فإن المئات من صحيح الأحاديث هذه الأيام أصبحت موضوع رد ورفض ... :) بفضل أمثالكم، وبفضل المنساقين خلف دعاواكم يزيد عدّاد الرفض والردّ ... ليزيد فيردّ ..!

وإن أهل العلم والراسخين فيه ليهابون شقّ الإجماع لعلمهم بوزنه وثقله ورسوخه، ولعلمهم أنّه المجهود الجماعي للأفذاذ، والاتفاق من بعد تمحيص وتدقيق وتطبيق لكل قواعد العلم وأسسه ...ولعلمهم أن الأمة لا تُجمع ولا تتفق على ضلالة ...

🌠فاسمع لقول الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه "مئة سؤال عن الإسلام":
"إنني أود لو كتب المصحف بالإملاء المعهود لا بالرسم العثماني ولكني لا أبيح لنفسي نشر مصحف بهذا الإملاء شاقاً الإجماع السائد، إذا اجتمع أهل الذكر في الأمة على ترك الرسم القديم وإثبات الإملاء الجديد فيها، وإلا فكتابة المصحف باقية على ما هي عليه ".

🌠 وقد قال رحمه الله أيضا :
"والثقافة الإسلامية قامت على الكتاب والسنة معا، وقد يئست الشياطين من تحريف الكتاب، فحاولت النيل من السنة ولكن العلماء النَّقدة صدوا هذا الهجوم، ومضوا بقافلة الإسلام منيعة الجانب على حين طاشت رسالات، وحالت رسوم..!
ولا نزال ـ بفضل الله ـ نحرس الإسلام، ولن تخلو الأرض من قائم له بحجة..."

🌠 كما قال أيضا :
"وبعض الناس يظن أن خطأ مجتهد ما قضاءٌ على مكانته، ونسفٌ لشخصيته، هذا جهل كبير!
فما أكثر الأخطاء التي وقع فيها مجتهدون من كبار الأئمة...إن بناءهم العلمي شاهق، والخير الذي انفجر منهم دافق، فلا تهدمهم قذاة، أو تزري بهم كبوة! "

وأكمل مَشْي الهُويْنى .. :)
لأرى الرجل يقفز من مقال إلى مقال، فإنه بعدما اتّهم العلماء بالتحريف، وبأنهم أهل المصالح، فحوّلوا معنى الآية لصالحهم ليحتكروا الحديث في الدين...
وما الحديث في الدين إن لم يكن علوم الدين ...؟

بَعد هذا، وعلى بُعْد بضعة أسطر-وكل قوله أسطر قليلة- ينتقل إلى القرآن، ليربط في غير محل للربط بين ما قال، بين اتهامه، وتأففه من "تحريف العلماء لمعنى الآية" على حد تعبيره وبين "تدبر القرآن"، وكأن تدبر القرآن هو علوم الدين كلها ...!

فإن كان يعني تدبر القرآن، فمن ذا أنكر على مسلم أن يتدبر القرآن، ومن ذا قال يوما أن تدبر القرآن حكر على العلماء؟!!
أما إن كان يعني أن تدبرك القرآن سيعطيك الحق لتقارع أهل العلم فتفتي، وتستنبط ... فإن ذلك لعَمْرِي من أخطر ما يكون ...
أيكفيك أن تتدبر القرآن ؟ لتصبح في عِداد أهل العلم ؟
هكذا يوحي كلامه الذي ربط فيه بين كلمات وكلمات، لا يليق بينها الربط ...!

أم أنها دعوة للتدبر كيفما كان وكيفما اتفق ... دعوة للاجتهاد والبحث على حد تعبير أحدهم أن الواحد من الناس يكفيه اجتهاده وبحثه ليقارع به العلماء !!! :)

⭐ إن كان كذلك فإن الشيعة تدبروا، وبحثوا، واجتهدوا حتى قالوا بكل آية عن المنافقين أنها عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

⭐ إن كان من الهيّن التدبر كيفما كان، وكيفما اتفق فإن الشيعة تدبروا القرآن وبحثوا واجتهدوا حتى قالوا بأن القرآن يذكر الإمامة والأئمة، أئمتهم الذين لا يرون للأرض قرارا من غيرهم، ويرون أنها تسيخ من غيرهم ..!! ويرون الردّ عليهم ردا على الله !!

⭐ إن كان تدبر القرآن، كيفما اتفق، فلقد تدبر الشيعة واجتهدوا وبحثوا، حتى قالوا أن "التين" في سورة التين هو "الحسن"، وأن الزيتون هو "الحسين".. ! كما قالوا بأن التين أيضا "محمد" وأن الزيتون "الحسن" ..!

⭐ إن كان تدبر القرآن كيفما اتفق، فلقد تدبر أهل الأهواء القرآن، واجتهدوا فأسقطوا الآيات في إناء أهوائهم، وكيّفوا الآيات وما يشتهون، فجاءت تدبراتهم هوائية، غثائية لا تحمل إلا الهوى، ومُرادهم لا مُراد الله تعالى ...

وغير بعيد عنا، لا من الشيعة بل من السنة، من قال في التين والزيتون أيضا بِدعا وحكايات، إنه العمريّ في "سيرة خليفة قادم" وهو يكيّف تكييفا هوائيا الآيات وما يريد عن الاستخلاف، ليقول أنّ التين مثلا قانون الريادة..!! وأن معنى "العمل الصالح" في القرآن هو "مكة" ليبني عليها بنيانه المنقضّ من ساعته، ليبني ما أراد من معاني الحضارة المزعومة منطلقا من أن "الصالح" في "العمل الصالح" هو "مكة" !!
ويا وجع القلب ... أما في القرآن غير هذا لمعاني الحضارة؟!

وهو القائل بهذا، المتبَعُ من المئات حذو القذّ بالقذّ لا لشيء إلا لأنه يأتي بالعبارات الرنانة، فراح من يقرأ له يقبل كل ما يقول على علاته ... ليس لأنّ الحق فيما يقول، بل لأن العُمري هو القائل !!!

⭐ إن كان تدبر القرآن كيفما اتفق فإنّ غير العارف باللغة وقواعدها قد شمّر عن ساعد العبث فطوّح بالمعاني ذات اليمين وذات الشمال، وظنّ أنما كلمات اللغة قاموس من المعاني يعود إليه ليختار معنى بين المعاني التي تتفق وما يريد، ليلصقها بكلمة قرآنية بعيدةٌ هي كل البعد عما اختار...
اختار من باب أنّ القرآن حمّال أوجه ... فخرج عن المقبول وعن المستساغ، وعن المعنى السليم إلى تعسّف واعتساف وليّ لعنق اللغة لليّ عنق الآيات ...

وغير بعيد أيضا عنا، لا من الشيعة بل من السنة، هذا صاحب كتاب "آذان الأنعام" يجعل من كتابه فلتة من الفلتات في تطويع آيات القرآن لمُراده، ولهواه ولما أراد أن يصل إليه، فترى الكتاب يعجّ بليّ عنق اللغة لما يريد، ليّا مقزّزا، مُتعبا، وأنت ترى اللغة تنقلب بين يديه لعبة، وأنت ترى الخطأ اللغوي والقواعديّ عنده مسربا من أهم المسارب التي يتخذها للوصول لغايته ... لا لشيء إلا ليصل لغايته ... لقد بحث وتدبر واجتهد ... :)

كل هؤلاء بحثوا وتدبروا واجتهدوا ... فليقل من قال أنّ بإمكان المتدبر الباحث المجتهد مقارعة العلماء، ومحاججتهم وهو لا يحترم في تدبّره شروط التدبر اللائقة بكتاب الله تعالى، واللازمة لتدبر كلام الله تعالى، بَلَهْ أن يقارع أهل العلم !!

وعلى هذا فليرعوِ من يقول أن متدبر القرآن قادر على مقارعة العلماء، وليكفّ من يقول أن العلماء احتكروا تدبر القرآن، والتدبر مأمورٌ به كلُّ مؤمن، على أن يكون واعيا بقداسة القرآن، فيحترس وهو يتدبر، ويجعل هواه ظِهريّا، ويتعلم لغة القرآن، ويعرف قواعدها، وإن عازته المعرفة بها، وكانت عنده كليلة توقّف ولم يسترسل يخبط ويخلط ...وأن يعرف لعلماء اللغة الأفذاذ قدرهم ويأخذ منهم وقد برعوا، وأبدعوا فأعطوا للغة حقها ومستحقها، وأعطوا للمعاني حقها ومستحقها وهم يتحرون العلم الدقيق والفهم الرصين...

وأن يأخذ بما فسرت به السنّة الصحيحة القرآن، وألا يكون من منكريها، فهو يبحث عن فهم القرآن بالقرآن وحده ...ويظنّ القواميس وحدها مُنجدا وملجأ...

عندها لن يلهو بعقله لاهٍ باللغة، مكرّس لهواه، ولن يُبهره "سوبرمان" وهو يبحث عن الحق لا عن الرجال، ولا متطاول على العلم وأهله بالجهالة والسفاهة والغرور...

عندها سيفتح الله له بفهم جديد وسيغدق عليه من كنوز القرآن، ومُراداته.. بما لا يكون شذوذا ولعبا وهوى يُقال عنه حَيْفا وجزافا "تدبر" ...

أما علوم الدين، فليست تدبر القرآن وحده، إنما هي بحور الغوص فيها ليس للمتجرّد من عتاد الغوص، والتفرّج من على شُطآنها لا يُعطي معرفة بالأعماق والحقائق، فهو إما غارقٌ لا محالة إن غاص بلا عتاد، أو مُغرقٌ لا محالة إن كان جليسَ الرمال مَن يأخذ عنه الناس أنباء أعماق البحار .... :)

فيا أيها الرجل "السعيد"... ويا كل أدعياء التجديد ...توقفتم أم لم تتوقفوا، كففتم أم لم تكفوا،  فإن العلم متين، والدين متين، ولن تهزّه قشّاتُكم المتناثرة وإن التفّ حولكم الآلاف والألوف ...وإن صفّق لكم مَن صفّق، وانبهر بكم مَن انبهر ...فإن الله متم نوره ...

أعتذر عن الإطالة، ولكنني لم أجد داعيا لجعلها أجزاء أكثر، والترابط يقتضي أن أضع الكل ... :)
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #398 في: 2017-03-31, 15:05:15 »
2016/08/30
صديقتان هما، صغيرتان، جاءتاني اليوم تسألان... :)
أعرفهما، وأعرف أهلهما.. ليستا من ذوي الحاجة والعَوَز... ولكنهما جاءتا تسألان عطيّة بين العطايا..!!

فيا أيها الآباء ... ويا أيتها الأمهات...

ربّوا أولادكم على عزة النفس وعلى الاستغناء عن سؤال الناس... لا تعودوهم على التذلل للناس...

لا تبالغوا بالشّكاة من أحوال الدنيا وعسر الحال أمامهم حتى يشبوا أهل شكوى ...

عودوهم على شكر الله وحمده على كل حال ...
علموهم القناعة، والرضى بأوضاعهم...

كونوا في ذلك قدوة لهم، فإنهم بالتقليد يأخذون أكثر من أخذهم بالتعلم ...

انتبهوا... فإن الطفل مقلّد ... وإنه إن وجدكم أهل شكوى وتبرّم لا ينقطعان قلّد كلماتكم، وصار طوّافا بها بين الناس... وربما اختلق قصص الفقر والعَوز، وربما أعطاه من أشفق لحاله ورقّ لمقاله :)
وقد تدرون عن مغامراته وقصصه المختَلَقة، وقد لا تدرون عنها شيئا ... :)

علموه ألا يسأل أحدا شيئا، وألا يُظهر الانبهار بأشياء غيره... علموه ألا يقبل العطايا من أحد..

حذارِ ...!
فإنكم إن لم تردعوه ساعة يسأل أحدَهم شيئا تعوّد واستسهل السؤال، بل وشبّ متفننا فيه، يعرف كيف يجعله مؤثرا، بالكذب والحذلقة والإلحاف...

 فتقع نفسه بشِراك السوء المركّب، متعدد الأبعاد ... كذب، وانتهازية، ومذلة، ومهانة ... وشَفا هُوّة  هو عليه سُرعان ما يتردّى منه إلى قعرها السحيق... !

اجعلوه يُكبِر في نفسه عزّتها...
لا تهينوه، واجعلوا لكرامته وزنا حتى لا يرضى يوما أن يهين كرامتَه أحد...

ربّوه على كره السؤال، وعلى نبذ المذلة والإذلال.. 

ولا تؤجلوا تربيته بترديدكم تلك المقالة المائعة الشائعة : إنه ما يزال طفلا... !

فما رجل الغد إلا طفل اليوم... وما عزّته وأنَفَته وكرامته غدا إلا حصاد ما تزرعون في نفسه طفلا ...
فأحسنوا الزرع ... يَحسُن نباتكم... فيحسن حصادكم ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #399 في: 2017-03-31, 15:06:24 »
2016/08/31
مطر.. مطر.. مطر  :)

أجمل المناظر هو ذاك الذي يُنبيك عن عظمة الله وكمال قدرته وجلال قدره في لحظات... !

هو ذاك الذي يذكّرك وأنت الغافل...
يذكرك بأن أمره أقرب إليك من حبل الوريد ..في لحظات ... !

صُفرة عمّت الأجواء، وشمس تستّرت شُقْرتُها ببُرقع شفيف رفيف، وسماء أبرقتْ إلينا نبأ القادم القريب... نبأ المُنى ...

نبأ المولود السعيد الذي ما فتئت السحابات به حُبلى حتى أجاءها المخاض إلى الأرض تُلقيه عليها زخّات فزخات فزخات... فإذا الزخات مع اللحظات مطر.. مطر.. مطر ..

وليدٌ هو ما يفتأ أن يكبر في لحظات ... !

وأي مطر ! .. سيول... ... في دقائق معدودات ...

برق يومض، ورعد يهزِم، وسحاب محمّل بالمُنى للأرض العطشى ... يسقيها ويسقيها، فتشرب وتشرب، وما أن ترتوي حتى تراها تُعطي مما أُعطِيت ...

فلا تستأثر بالماء لنفسها، ولا تخبئه في جوفها، وتكتفي..  بل تفيض به سيولا... فلكأنّك أمام أعظم منظر للعطاء ...

عطاء الأعلى للأدنى ... عطاء السماء العالية ... العالية ... التي لم يَحُلْ علوّها دون عطائها للدانية، ولم يكن فيها معنى للكِبر والجفاء...

عطاء التي تدّخِر للأرض وتخبّئ لها لتُنجدها ساعة عُسرة .. :)

وأنت أيها الإنسان ...ما أنت؟!

إني أراكَ ذاك المسارع ليدخل محلا بين المحلات، وتلك المسارعة لتحتمي بقرميد إحدى البنايات... وبين مُحْتَمٍ ومُحْتَمٍ أنت أيها الإنسان...
يحتمي الكل من عطاء السماء ...
إنهم لأضعف منك أيها العطاء .. :)

خشعتِ الأصوات، وتعالى صوت ماء السماء، ورعد السماء، وبهتت النظرات ، وقصرت الهامات...وانخلعت القلوب من أن تنقلب السيول الجارية جارفة ... !

واستقبل الكلّ بعين مُحدّقة عينَ السماء، ولو أنّ "زَمْ زَمْ" هاجر كانت لهم، وكانوا لها لرجوا بها عند الله الرجاء ...
وقال الكلّ بنبرة واحدة: سبحان الله !

سبحانك يا منزلا من السماء ماء ... يا مُنطقا رعدا بحمدك مسبّحا ...
يا مَن تخافه الملائكة وهي لا تفتر عن العبادة ...!

سبحانك يا مَن بيدك الحول وبيدك القوة في لحظات .. !
سبحانك يا مَن نخافك ساعة، ونغفل عنك ساعات ...

وها هو الصحو قد عاد... :)

وها هي الهامات المنكمشة المنقبضة قبل لحظات قد امتدت من جديد...
وها هي الأصوات قد تعالت، وقد هدأ صوت السحاب ... !
وها هي الأرض وكأنها التي لم تفِض قبل لحظات ..!! إن هي إلا لحظات ... !

وها هي شمسنا الحسناء الشقراء قد أماطت بُرقُعها، وأسفرت عن لون جديد.. جمال هو فوق جمالها ..

وها أنت أيها المحتمي قبل لحظات، اللائذ بقرميد البنايات تعود لتحثّ الخطى واثقا ...

فليتك تذكر في ساعات ثقتك لحظاتٍ وجَفَ قلبُك فيها، وتعثّرتْ فيها خطاك، ووجمْتَ تترقّب عين السماء ...حتى أنفذ ربّ السماء أمرَه بالنجاة كما أنفذه فيمن شاء بالإهلاك والإغراق ...!!

فليتني أذكر في ساعات ثقتي لحظاتٍ وَجَفَ قلبي فيها، وتعثّرتْ فيها خطاي...!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب