المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84600 مرات)

0 الأعضاء و 9 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #420 في: 2017-04-06, 12:53:09 »
2016/12/28
ما يزال بعدُ في عامه الرابع...

أرشدتُ شقيقه الأكبر سنّا إلى ضرورة إقامة الصلاة قبل تكبيرة الإحرام عند صلاة الفرض، فقال لي بنبرةٍ طفولية متسائلة : مَن لا يقرأ الإقامة يُدخله الله النار ؟

فقلتُ : إن الله تعالى لا يُدخِل النار على أيّ خطأ، بل يُدخل النار من كان شريرا، يفعل سوءا، ويُلحق الأذى بالناس..

لا تُكثروا من تخويف أطفالكم اللهَ، بل أكثروا من تحبيبهم في جلاله.. علموهم جلاله وعظمته مع رحمته قبل أن تعلّموهم عذابه وعقابه ..

اجعلوهم يحبونه من إنعامه عليهم، ثم من رحمته بهم...عندها سيسهل عليهم فهم مواطن عقابه ودواعي عذابه ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #421 في: 2017-04-06, 12:53:48 »
2016/12/29

في سورة "المطففين" ..

يقول تعالى عن المكذبين بيوم الدين :

 {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15)} [المطففين ]

الرانُ هو الصدأ الذي يعلو القلب المكذّب، العاصي، المظلم بالبعد عن الله.. يبتعد ويبتعد ويبتعد حتى يبوء بالصدأ على قلبه يمنع من مرور هواء الإيمان النقي يُحييه، بل يُميته والنبض فيه.. !

صدأ يعلو القلبَ، فلا يعود ينكر صاحبه معصية، ولا جرأة على الله ولا جرأة على كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولا تعود نفسه تنكر سبّ الصحابة والحطّ من قدرهم، ولا الطعن في السنة والأحاديث ولا أكثر من ذلك ولا أقل.. بل تمشي به حالُه خطوة إثر خطوة حتى يستسهل التكذيب بيوم الدين، وبما أنزل ربّ العالمين.. !! (عياذا بالله)

لا تعود نفسٌ هذا قلبها تُنكِر شيئا من هذا .. !!
إنه الصدأ(الران) يعلوه فيحجبه عن هواء الإيمان...

يحجبه عن ربه ... !!

وإن هذا الذي حجبتْهُ كثرة معاصيه وإيغاله فيها عن ربه، حجبته عنه حتى باء بالصدأ غلافا له حاجبا..

هذا هو ذاته الذي سيُحجب عن ربه يوم القيامة، يوم الحساب ... "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"

حجبه الرانُ عنه في الدنيا بما عصى وبما استسهل المعصية، أو بما استسهل الجرأة على الله وعلى كتابه وسنة نبيه.. حتى ها هو "يومئذ". يوم الحساب محجوب عن ربه .. عياذا بالله !!

حجبَهُ الرانُ عن طاعة ربه في الدنيا، فها هو يومئذ محجوب عن ربه ...
من جنس ما يصنع الإنسان بنفسه في الدنيا يلقى يوم القيامة ...

فنسأل الله تقديرا لجلاله وعظيم سلطانه يمنع قلوبَنا من الران، فيمنعنا من حجبٍ عن وجهه سبحانه يوم لقائه..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #422 في: 2017-04-06, 12:54:39 »
2017/01/05
لا تكن مُصدقا لكل ما تقرأ أو تسمع.. بل كُنْ مُمحّصا باحثا عن الحقيقة.. خاصة على فضاءات النت التي تعجّ بالأكاذيب.. أكاذيب كثير منها يتخذ من العاطفة الدينية سبيلا للتأثير..

فلا تلتفت لمن ينشر عن حيوان يسجد، أو عن نبات نُقش عليه لفظ الجلالة، أو عن شجرة يجعلون انحناءتها غصبا سجودا لله..

كن يقظا.. ولا تدعْهم يتلاعبون بعقلك باسم الدين، فالدين أرقى وأسمى من أن يُعلى بهذه الأكاذيب والخرافات..

الدين حركة وعمل وحياة.. وسلوك يجعل من صاحبه الصادق مع نفسه قبل أن يصدق مع غيره..

فلا يلفّق ولا يفتري، ولا يخترع ما ليس على الحقيقة..

هذا الدين الذي علمنا قول الحق ولو على أنفسنا، وألا نبخس حقّ ألدّ أعدائنا، ولا أن نفتري عليهم كذبا.

قال تعالى : " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة : 8]
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #423 في: 2017-04-06, 12:55:39 »
2017/01/09

كنا قد طرحنا على الصفحة سؤالا مفاده معرفة الآراء بشأن مقالة أحدهم  أن المساجد بتسمياتها على أسماء الصحابة هي التي تحافظ على ذكرهم بيننا، وإلا لاندثر ذكرهم، مع ما تتلهّى به هذه الأجيال من مُلهيات العصر ؟

كانت هناك أجوبة لبعض الإخوة الذين تفاعلوا معنا جزاهم الله خيرا..

🌟منهم من قال أن هذا الكلام تهويل ..

🌟ومنهم من قال أن ذكرهم من ذكر معلمهم ومعلمنا الأعظم صلى الله عليه وسلم، فما ذُكر، وما بقي ذكره -وهو الذي لن يندثر- بقي ذكرهم.

🌟ومنهم من قال أن هذا كلام لا يُجدي، فالحكمة في الاعتبار والعمل لا القول، فما يحفظ ذكرَهم كثرة أقوال بل الامتثال بالأفعال .

وكلام الإخوة كله برأيي سديد وقويم، فأن تحمل المساجد أسماء الصحابة، فيبقى ذكرهم بيننا من أسمائها ليس السبيل ولا الحل..

وهو كلام مُبالَغ فيه.. فحتى إن عُذر صاحب المقالة بقوله من مظنّة الضعف البشري الذي يعترينا ساعة غضب أوتعب مما يكثر حولنا من لامبالاة وسطحية، واهتمامات بتفاهات لا تسمن ولا تغني من جوع.. ومن تقليد أعمى للغرب بانهزامية ساحقة ماحقة تزيّن كل ما عندهم وتقبّح كل ما عندنا بدعوى أنهم أصحاب اليد الطُولى في عصر العلم والتكنولوجيا، وأننا أصحاب الفتن والفرقة والتقاتل والتناحر والضعف ..

حتى وإن عُذِر صاحب المقالة، فإننا لا نزيد الطين إلا بلة ونحن نحفر قبورنا بأيدينا، وما يزال الرمق والرمق والرمق.. كمن يئد، فهو يدفن الحيّ ...

ليست المساجد بتسمياتها هي وسيلة الحفاظ على ذكر الصحابة الكرام بيننا،  بل هي نفوس لا بدّ موجودة وإن غلب الضعف، وإن كثر المقلدون عن عمى...

💡هم آباء وأمهات عرفوا لرسالتهم قدرها فربوا أولادهم على أن قدواتهم أولئك الأفذاذ الذين صنعوا للإسلام عزّه، والذين حافظوا عليه ونقلوا الدين (قرآنا وسُنّة) أمناء لا يضيرهم أن تذهب أنفسهم لتبقى ريح الإسلام.. فما بخسوا أبناءهم فرصة محبتهم ومن ثمّ اقتفاء آثارهم في حب الدين والعيش به ولأجله.

💡هي نفوس قوية لا تحيك فيهاالفتن، ولا تهزها رياح المسخ، ولا تهدّها انكسارات اليائسين، بل هي التي تصنع التغيير، تغيير الحال من ضعف وانهزامية إلى قوة وثقة واعتزاز بالهوية الإسلامية. فتُحدّث عن الصحابة وعن حياة كانت لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الواقعية المثالية التي حققت النصر والتمكين والقوة والمنعة، تُحدّث لا لتحدث عن قصص للتسلية والتثقيف بل لتحدث عن رجال صنعوا التاريخ، وليس بعيدا أن يصنع غيرهم صنيعهم، بل هم القدوة التي تحققت، وليسوا الخيال الذي نتصنّعه.

💡هو يقين المتيقنين من أن هذا الدين ظاهر، ولكنه ليس اليقين الذي يُقعد أو يجعل من صاحبه ثرثارا به بل يجعل منه التواق لأن يكون المُستَخدَم صاحب اليد في شيء من هذا الظهور.

💡وفوق هذا كله،لقد أعلى ذكرَهم القرآنُ وخلّده، وهو يزخر بآيات عديدة يذكر فيها فضائلهم ويشهد لهم، ويعدّد ما خبّأ لهم الله من نعيم مقيم، ونزلت آيات فيهم، بل وذُكر "زيد" باسمه قرآنا يُتلى إلى يوم الدين، وبُرّئت عائشة رضي الله عنها بقرآن يُتلى إلى يوم الدين.. كما خلّدتهم السنة، ونحن لا نعرف حديثا صحيحا إلا وقد عرفنا عددا من نقَلَته الكرام رضي الله عنهم أمينا عن أمين يحفظون الدين وينقلونه لكل جيل.

بهذا وبغيره الذي سيبقى ما بقيت الدنيا سيبقى ذكر الصحابة، كما سيبقى ذكر هذا الدين  ولن يندثر ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #424 في: 2017-04-06, 12:56:15 »
2017/01/09

في سورة "عبس" لنتأمل البداية، وهو سبحانه يخبر عن الأعمى الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف عبس رسول الله لمجيئه، وتولى عنه ..

تأتي الآيتان الأوليان بصيغة الماضي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبة يبلغنا خبرا :

" {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2)}

ولكن لم يستمرّ الأسلوب بصيغة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبا، بل ينتقل إلى خطابه بقوله تعالى:

{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)} [عبس]

تُرى لِمَ لمْ يستمر الأسلوب ذاته ؟
لماذا عندما بدأ العتاب الرباني لصفيّه صلى الله عليه وسلم تبدل الأسلوب إلى مخاطبته، ولم يبقَ حديثا عنه غيبا يبلغنا من ربّ العزة ؟
وأسلوب الإخبار عنه في اللغة يسمى أسلوب "الغيبة" والانتقال من الغيبة إلى الخطاب في اللغة يسمى "الالتفات"..

فلماذا في هذا الموضع كان الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ؟

إننا إذا تأملنا، عرفنا أنه سبحانه يعاتب حبيبه صلى الله عليه وسلم، مخاطبا إياه، ولا يعاتبه وهو يخبرنا عنه، غيبا..
فلسنا نحن بأعلى منه ولا أسنى خُلقا ليخاطبنا نحن معاتبا عن عبوسه وتوليه .
ليس أحد من خلقه أهلا لأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم المعاتَب بين يديه..

بل هو المعاتَب وهو المخاطَب بالعتاب.. هو خير الخلق كلهم، وهو أحسنهم خُلُقا، وهو الاهل لان يُربّى بتربية الله تعالى تربية مباشرة تخاطب محمدا صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الكمال البشري.. فلا يُعاتَب الكامل بين يدي ناقص ..

إنه سبحانه اكتفى بمخاطبتنا بخبر الأعمى ومجيئه وعبوس النبي صلى الله عليه وسلم وتوليه عنه، ثم رأسا يبدأ بعتابه مخاطبا إياه لا مُكملا العتاب خبرا يبلّغنا إياه ... فإنه لا يستقيم أن يعاتَب بين أيدينا ...

صلى الله عليه وسلم حبيب الله وصفيّه، والذي كرّمه حتى وهو يعاتبه...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #425 في: 2017-04-06, 12:57:14 »
2017/01/14

تدبّر الحديث النبوي... العَبُّ من تربيته النورانية، وفهم معانيه ومراميه وهو جوامع الكلِم مِن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ..

نعم.. إن للحديث النبوي الصحيح لَدَورا هو للحديث النبوي..

مع الحديث حياة خاصة، كما أن مع القرآن حياة خاصة..

تربية وهَدي وإرشاد وتوجيه نجده فيه، ونبخس حياتنا حقها، والعقيدة فينا حقها ونحن لا نعرف من الحديث النبوي الكثير، والكثير جدا من الذي ينير لنا درب الحياة، ويبصّرنا بالحكمة فيها، والحكمة من عيشها...

إنّنا لَنُضيّع من العمر العُمر ونحن نتلهّى عن الحديث النبوي بكُتُب نحسب أننا نجني منها الحكمة، والحكمة قريبة منا في قول حكيم الحكماء صلى الله عليه وسلم، وفعله وتقريره...

جدير بنا وحريّ أن نعرفها أولا، وقبلا.. أن تكون معرفتها عندنا أسبق من غيرها...

"صحيح البخاري" .. "صحيح مسلم". نعرفهما بعُنْوانَيْهما الشهيرَيْن، لكننا لم نعش تربية أحاديثهما، لم نسبر غورها بالقدر الذي نستشعر فيه دور الحديث إلى جانب القرآن ...

نعم... إن للحديث النبوي دورا هو للحديث النبوي، هو الحكمة التي أوتِيَها نبينا صلى الله عليه وسلم لنعبّ من أنوارها...ونضيع وَحْيا مع الوحي ونحن نرى معرفتها ثانوية ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #426 في: 2017-04-06, 12:58:15 »
2017/01/19

في سورة النازعات..

كلمات قليلة...سطران ...
ما هي إلا ثلاثة أسطر فإذا أنت قد عرفتَ الأمر من الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام، وسبب الأمر، ثم تنفيذ الأمر من موسى، يدعو فرعون ويدعم دعوته بالآية يريه إياها.. ثم ردّة فعل فرعون، وثورته...ثم مآله ... !

كله بجوامع الكلِم، سريعا يصلنا...
بليغا، قويا، معبرا، بل ومصوّرا للأحداث أبدع تصوير، وكأنها للعَيان ماثلة ...

{اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25)} [النازعات : 17-25]

تأمل الحق وموسى عليه السلام يَأمره ربُّهُ بتبليغه فرعون... فقل : "هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى"

كلمات قليلة ... هل لك في طهارة تُذهب رجس نفسك، وأدلك على ربك فتخشاه...

موسى ذلك الطريد الفارّ من مصر إلى مَدْين، وفرعون يأتمر به ليقتله...
موسى الذي مكث بمدين عشر سنوات...
وفور عودته ها هو ربه يأمره أن يذهب داعيا لمَن كان سبب فِراره وهجرانه أرضه ...

فيأتمر موسى بأمر ربه، ويذهب إلى فرعون، ويدعوه...

بكلمات قليلة...ولكنها ظاهرة الحق، قوية...
 إذ الحق من ذاته قوي، أبلج، ساطع... له أثر...

فكيف كان ردّ فعل فرعون ؟!!

كذّب، وعصى....

أدبر يسعى......

إنني لأراه مُهتاجا، ثائرا، خائفا... متزعزعا... دمغ الحقّ باطلَه، فأفزعه، وروّعه... بكلمات معدودات...

أفقده الجلد ...!!

ثم أدبر يسعى...

فحشر فنادى .... !!

جمع الناس، وكان الأمر بينه وبين موسى عليه السلام، ولم يكن على مرأى من الناس..
أُمِر موسى به وحده، ولكن الكلمات القليلة أفزعته.. فحشر الناس، ونادى فيهم فزِعا:"أنا ربكم الاعلى" ..

لقد خاف من موسى ودعوته...
خاف، وقد عرف في كلمات الحق قوة خشيها على ملكه، فهرع يحشر وينادي...
يثبّت دعائم ملكه بكذبه وادعائه، وهو خائف، مهزوم... !!

فلننظر إلى الحق وهو لا يحتاج إلى صياح ولا إلى هياج، بل قوته منه...في ذاته..
بينما الباطل يستقوي بالصياح والهيجان...
يستقوي بالصوت، بالترهيب والترعيب..

الحق بكلمات قليلة فيه البيان..
ويكفيه أن يعلن عنه صاحبه بهدوء .. كما تُسفر الأرض عن خضارها ونمائها في صمت، بينما ينفجر بركان الحِمم المُهلك مزمجرا غضبانا مهتاجا .. !!

يااااه... !!
أيها الطاغية المتألّه فرعون... كم يكشف القرآن ضعفك وخوفك... كم يُبدع تصويره... حتى لكأني بك المعتوه، الهالك من ساعتك... !!

وكذلك أهل الباطل ضعفاء ، بيّنٌ ضعفهم وإن تترسوا بالدبابات والمزنجرات ... !!
بل إن دباباتهم وطائراتهم وأسلحتهم الفتاكة لصَوت باطلهم الراجف، وصولات فزعهم واهتزازات روعهم، ودقات قلوبهم الواجفة... !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #427 في: 2017-04-06, 12:58:59 »
2017/01/19

#أولادنا....

سلوكيات لاحظتها في كثير جدا من أبنائنا، إن لم يكن في جُلِّهِم ...

ينقص الآباء والأمهات الاهتمام بجانب قد تكون نظرتهم له إما بإفراط أو بتفريط، ولا يُحسنون توسيطها...
فإما أن يروه بعيدا عن سنّ أبنائهم فلا يرون انعدامه فيهم مشكلة ، أو أن يخلطوا، فيُقحمون ما يتناسب وسنّهم مع ما لا يتناسب...

إنه #أدب_المعاملات...
إنها التربية على الذوق والأدب والتلطّف مع الناس..

ترى الآباء يغفلون مثلا عن  ترسيخ تربية الشكر في أولادهم لقاء أي صنيع يُسديه لهم واحد من الناس..

يجب أن نغرس فيهم أدب الشكر والامتنان والتبسّم بوجه من يعينهم، أو يمدحهم، أو يهديهم هدية ...

ترى الطفل منهم يأخذ الهدية من كبير، وهو الجامد الذي لا يحرّك ساكنا.. كأنما أعطِيَتْ لجماد، ونسوّغ ردة فعله على أنها الطفولة، وأنه لا بأس به وهو يجمد... فهكذا يحترم الصغار الكبار.. !!

بينما هذا يُنبي عن خلل تربوي...
عن قصور في تلقين الطفل فنّ الرد بلطف، بأدب، بامتنان... حتى كان منه ما كان .. !!

ترى المعلم وهو يعايش تلاميذه شهورا، فإذا ما مرض مثلا، أو عُرف أنّ مُصابا ألمّ به تغيّب عنهم لأجله، فإذا هو عاد لم يسمع من أحدهم كلمة فرح بعودته... لأنهم تعوّدوا على أن الجمود هو التأدب مع الكبار... !!

وقد تجد منهم مَن مِن فرط تنشئته على التجمّد حسبانا من الذي ربّاه أنه "الأدب"، يدخل عليك وكأنه الآلة التي لا تنطق، فلا يلقي سلاما...
فإذا كان منه ما كان قيل إنه صغير وما عليه من ملام..

بينما هو المربي يُغفِل أن ينشئه على الحركة، ظنا منه أن " الجمود" مرادف ل "الأدب" .. !!!

كثيرون جدا هم هؤلاء الأطفال الذين لا يشبّون على فنون المعاملة، وآداب التعاطي مع الناس، حتى يكبروا قليلي ذوق، ومُؤثرين للعزلة على المخالطة..

وإنها لن تصير سمة في الانعزاليين وحدهم، بل حتى في غيرهم..

يُغفِل الآباء والأمهات التربية على الحسّ المُجتمعي، على الذوق، وعلى حسن معاملة الآخر...

شعرةٌ دقيقة هي بين هذه التربية، وبين إقحامهم في أمور الكبار... فمتى عرف الآباء حدود الأولى فأمدّوا أولادهم بها نجحوا في تنشئتهم على التعامل مع الغير، ومن ثَمَّ الإحساس بالغير، والإحسان للغير، والتفكير بالغير...

ومتى خلطوا، فظنوا أن الأولى هي نفسها الثانية نجحوا في تنشئتهم على الأنا، والانعزال، وانعدام وزن الجماعة والمجتمع في أنفسهم...

وعلى أن يكبر الطفل آلة.. تتساوى عنده المقامات والمواقف، فتغيب الابتسامة ساعة الحاجة إليها، وقد تحضر وقت الغنى عنها، ولا يعرف للشكر مكانه، وكأنما الناس خَدَمُه الواجب عليهم خدمته صاغرين... !!

#ربوا_أبناءكم وانتم تُعدّونهم لمجتمع، ولدور لهم فيه، ولإحساس بحاجاته، وبأنّهم أهل لنفعه.. وأن ذلك منهم نحوه واجب...

ولا تربوهم داخل قوقعة الأنا في عصرٍ الهاتف الذكي فيه هو حاجتهم الأولى والأخيرة .. !!! فهو المجتمع وهو الأمة وهو الوطن.. !!

ربّوهم ليشبوا مؤمنين محبين لخير إخوانهم، ساعين في حاجاتهم، لا يغيب عندهم الإحساس بألم الآخر، وبيد الآخر، وبوجود الآخر...

ربوهم ليكون لهم دور مع الناس، ولتكون يدهم مع الجماعة،  لا ليكونوا لأنفسهم ومن ورائهم الطوفان ..

ربوا الولد وتذكروا أنه "رجل" الغد... وربوا البنت وتذكروا أنها "امرأة" الغد...لا على أنهم الصغار الذين يكبرون صغارا ... !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #428 في: 2017-04-06, 12:59:42 »
2017/01/24

"أوى" و "آوى"

الأولى بالقصر، والثانية بالمدّ، فأما الأولى فتُقال عمّن يأوي إلى مكان ما : "أوى"
وأما الثانية فتُقال عن الذي يحتضن الذي أوى إليه، أي صاحب المأوى.

وقد جاءت في القرآن الكريم : "إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ" . وجاءت بالمدّ في قوله تعالى: "وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رُبْوَة"،كما جاءت في قوله تعالى : "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى".

كما جاءت في حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم :"أمَّا أَحَدُهمْ فَأَوى إِلَى اللهِ فَآوَاهُ الله".
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #429 في: 2017-04-06, 13:00:21 »
2017/01/25

أيها الآباء.. أيتها الأمهات ..

كفاكم تخويفا لأولادكم من الله، ومن عقابه، ومن النار.. !!  فأنتم لا تنفكون كلما فعلوا ما لا يرضيكم مردّدين : "يِدِّيك ربي للنار"  "يدخلك ربي للنار" ...

أعرف من الأطفال من لم يتوقف عن البكاء، وهو يقول : أنا أخاف كثيرا من الله، ومن النار... أخاف أن يضعني الله بالنار ...

يا إخوتي إنكم تحسبون أنكم تحسنون صنعا، بينما أنتم تصنعون لأولادكم صورة ذهنية عن إله يخافونه ولا يحبونه.. عن ربّ يعاقب الأطفال ... !!

ثم متى عرفنا أن هذا صدقٌ وحق في ديننا لنخبرهم به ؟!!

أنخبرهم الكذب ونحن ننهاهم عنه، ونخوّفهم من النار إن هم كذبوا ؟!!

حببوهم في الله بتعريفهم رحمته، وفضله وخيره المديد.. عرفوهم أنه خالقهم والمنعم عليهم بألوان النعم... وأنه يحبهم ويرعاهم ..

إنكم وأنتم ترمون إلى زرع الخوف من الله في أنفسهم، أنتم أنفسكم مَن تصنعون منهم أناسا لا يعرفون لحب الله سبيلا ... !!!

فانتبهوا ! وكُفّوا يرحمكم الله عن تخويف أطفالكم من الله، وأكثروامن تحبيبهم في جلاله سبحانه وهو الرحمن الرحيم ...

#تخويف_الأطفال_من_الله
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #430 في: 2017-04-06, 13:01:01 »
2017/01/26

سورة النبأ ...

عمّ يتساءل هؤلاء المكذبون ؟ عن القرآن وما حوى، وما جاء به من أنباء البعث ويوم الحساب، يوم يقوم الناس لربهم سبحانه مجازيا ومعاقبا إياهم  ...

لنتأمل ... !

كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون ...

لنتأمل ... !

إنك بعد هذا التأكيد على أن المكذبين سيعلمون، ثم سيعلمون... لَتنتظر أن يجيبك سبحانه بتفاصيل ما سيعلمونه... ما الذي سيعلمونه ؟ ما الذي من المؤكد أنهم سيعلمونه؟!!

ولكن الإجابة ليست عما سيعلمون ... !
إنك تترقب تفاصيل "سيعلمون" ... تترقب بشغف كبير تفاصيل ما سيعلمون ..

ولكنه سبحانه لا يأتي بتلك التفاصيل أولا...
لا يأتيك بالغيب حتى يأخذ بيد عقلك إلى ما يجعلك تصدّقه... لا تستبعده...
يأخذ بيد عقلك لتتمثل الغيب، لتتمثل اليوم الذي سيعلمون فيه... لتعقل أن هذا اليوم وما فيه ليس ببعيد عن قدرة الله... بل إنه الحق لا محالة ...

لنتأمل... !!

فإذا الله سبحانه يأخذنا إلى حيث يعمل العقل، ويستنتج، ويعقل، ويفهم...
يأخذك سبحانه إلى ما حولك ... إلى ما يحيط بك... إلى مجال عمل عقلك..
انظر ... انظر حولك... إلى الأرض التي مُهِّدت لك...
إلى الجبال وهي أوتاد تضرب في أعماقها لتمسكها أن تميد بك...

انظر أليس يعقل هذا عقلك ؟

انظر حولك...
ألم يخلق الإنسان بزوجه ؟ وجعل له النوم، والليل لسكونه وراحته، والنهار لحركته ومعاشه، وبنى فوقه سبع سماوات...
وبالسماء شمس مضيئة... وسحب تُنزل بامر ربها ماء ...

 ثم في عودة جديدة إلى الأرض ..

هكذا في رحلة سريعة من الأرض بمُسخّراتها للإنسان إلى السماء بمُسخّراتها للإنسان... ثم في عودة جديدة للأرض ومُسخّراتها للإنسان ...

هكذا أيها الإنسان رحلة سريعة، ولكنها براحلة ثقيلة... تأخذ المخلوق المُكرَّم وما خُلق له سُخرة بين السماء والأرض...

فيا أيها العاقل...... ها أنت تعقل كل هذا ...
وتصدّق... وتقرّ أنه حق.. وأنك تعيشه وتحياه...
أرض وجبال وسماء وشمس وسحب وماء يسقي الأرض ويُخرج النبات ...

فمن خلق هذا كله من عدم، وخلقك من عدم، وأنت تعقل كل ما حولك ... أفيصعب ويشقّ عليه سبحانه أن يبعثك من مرقدك... وقد كنتَ من قبل بعثك ؟ بينما لم تكُ من قبل إيجادك شيئا مذكورا ...

أفخلقك وخلق الكون من عدم أعياه سبحانه ليُعييه خلقك الثاني وقد كنت من قبلُ حيا ؟! ...

تأمل كيف يأخذ عقلك أولا ليستدلّ على قدرته سبحانه على بعث جديد من قبل أن يقرر أمر البعث عندك ...
إنه لا يأخذك إلى أنباء البعث حتى يحرك عقلك، وكأنه يقول لك لن أفجأك بالغيب حتى تجد بعقلك ما يقرّبه لك، ما يجعلك تصدّق وقوعه...

عقلك لم يُخلَق ليعقل الدنيا وحدها، بل ليقرّب لك صورة الآخرة...

تصل لربك بعقلك... بما يحيط بك من خلقه وأمره، وتؤمن بالغيب بعقل عرف ربه وقدرته، فلم يجد عجبا من الذي خلق فسوى، وقدر فهدى  أن يبعث منَ خلق في خلق جديد ...

إنه لن يخبرك: " إن يوم الفصل كان ميقاتا" حتى يحرك عقلك لتصل به للإيمان بيوم الفصل، كما وصلتَ به لربك...ملك يوم الفصل...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #431 في: 2017-04-29, 09:13:55 »
2017/01/28

إن تأثير الموضوع يكمن أكثر ما يكمن في طريقة قراءته...
فقد تقرأ القرآن وأنت لست تقرأه ...

وقد تقرأ الحديث وأنت لست تقرأه...

ربما أنت من عقود مسلم، منذ ولادتك أنت مسلم ، وربما لم تذق القرآن يوما وأنت تقرأه حروفا وإن برعتَ قلقلت وأدغمت وأظهرت ومددت ...!

ربما منذ وعيتَ وفهمت، تعرف الحديث النبوي، ولكنك تقرأه، وإن أنت برعتَ فهمتَ المعنى العام، وفاتك ما فاتك من كنوز الوقوف عند اللقطة الخفيّة، والعِبرة المستخفية المُضافة درسا مع المعنى..

وربما فاتك أن تلحظ ذكاء في الاستهداف، وفطنة في طريقة التوجيه، أو تأملا وتعمقا في رقيّ التربية القرآنية أو النبوية ...

خذ عندك حديث الإفك، هل حسبت سنّ عائشة يومها ؟!
وسنّها سهل أن يحسب...
ثم اقرن تصرفها وردة فعلها مع سنها...

ثم تملَّ بقولها للنبي صلى الله عليه وسلم وأبَوَيْها :

 : " فَقُلْتُ - وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ - : إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ : إِنِّي بَرِيئَةٌ. وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لَكُمْ مَثَلًا إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ قَالَ : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }

هل تأملت ما تقول بنت ثلاثة عشر عاما ؟!!

هل تأملت موقفها وردها ؟ وفهمها لحال من حولها ؟!
وأنه لن يُجدي منها دفاع عن نفسها واستماتة، وتطويل ومنافحة، وصراخ وبكاء وعويل ...

هل تأملت قولها : "لا أقرأ كثيرا من القرآن" ؟!!

لتدرك أنهم عاشوا به أكثر مما قرؤوه، فهي ذي تستشهد بآية منه لفعلها لا لقولها ...
بينما لننظر إلى كثرة من يقرؤونه اليوم جريا وهرولة وتسابقا على العدد .. !!!

هذا غيض من فيض حديث الإفك الذي أبهرتني كنوزه... !
غيض من فيض ما في "معروف" عندنا...

نعم نعرفه، ولكن إن قرأناه حروفا أو معنى عاما سطحيا دون النظر في أغواره، فلا تأثير...

بينما إن قرأناه تدبرا وغوصا وبحثا وتأملا فكأنما هو الجديد الذي لم نعرفه إلا ساعة قاربناه، وتأملناه وغصنا طلبا للآلئه المغلفة في صدفاتها... !!

ليست المشكلة في تكرار ومعرفة الشيء، بقدر ما هي في التعمق، والتقرب، والتملي والتمثل... وصيد الفوائد والفوائد مع الفائدة الواحدة ...

فهل حاولنا التعرف إلى ما "نعرف" ؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #432 في: 2017-04-29, 09:15:03 »
2017/01/30

المرأة كائن حي... !!

هذا هو التعبير الذي قفز على لساني وأنا أستحضر بعض الرجال، بعض الأزواج خاصة ...وهم يرون المرأة قد تزوجت لتقوم بواجبات وكفى .

بواجبات مُحَتّمة، مفروضة كفرض الصلاة والصيام، بل ربما أكثر...

هذا الصنف من الرجال يراها مُسخّرة لهذه الواجبات دون أدنى اعتبار لراحة تلزمها، أو لمتنفَّس تحتاجه، او لمَنْدوحة من هواء تستنشقه يُسعف قلبها وروحها من أن تُدفَن في قبر "المسؤوليات اللامتناهية" ...

مع أولادها وحوائجهم التي لا تنتهي فهي التي تطهَى، والتي تغسل، والتي تُلبِس، والتي تُدرِّس...
والتي تنظّف والتي تُرتِّب...
والتي تطبطب، والتي تبحث في تقاسيم وجه كل واحد منهم تتفقد نفسياتهم وتحرص على سلامتها...

وحوائج الزوج...فهي تغسل وتكوي، وتحرص على راحته وتوفير جوّ هادئ له وقد عاد من صخب العمل ولأوائه ... !!
وتزيد فتحمل معه همّا يُثقله، تود لو أن بمَلْكها أن تزيحه عنه، فهي المتقاسمة معه أوجاعه وأرقَه...

هذه المرأة ...
ألا تحتاج متنَفَّسا ؟!
ألا تحتاج أن تغيّر من أبجديات تحيط بها بين حين وحين، إلى أبجديات طبيعة تشتمّ من جوّها نسيما عليلا، أو مفاجأتها بدعوة خارج البيت من شريك حياتها الذي كان قبل سنوات قليلة يُمنّيها الأماني، ويُسمعها سامق المعاني، ويأخذها بكلماته الحالمة إلى عالَم رسمتْه ريشة الحلم المنشود فكأنما تمثّل لها حقيقة سويّة  ...

ألا تحتاج منه أن يسعى لتغيير جوّها ذاك بين حين وحين لتشعر بكيانها  حيّا بعيدا عن "سرمديّة" المسؤوليات المتراكمة، المتكررة يوما بعد يوم بروتين قاتل يُدخل شخصيتها قَبْو التلاشي وقُوّتها قبْو الفتور ولونها الزاهي قَبْو البُهوت ... !

ألا تحتاج لساعة من الضحك الطفولي الذي لا تخجل منه أمام زوج يرى في ضحكة عميقة بطابع الحرية وسَمْت الطفولة في زوجته خرقا لوقار السنّ وارتدادا إلى مرحلة لا تليق ب"الكبار" ... !!

ألا تحتاج إلى يد منك أيها الزوج تمتدّ  إليها  بهديّة "بسيطة" بقوة صدق المشاعر لا بقوة القيمة المادية، لتسعد بها وهي من يد من تحبّ ...

ألا تحتاج منك كلمة شكر وثناء، وإلحاحا عليها ألا تؤدي هذا العمل اليوم، وأن راحتها أولى...

أيها الرجل الذي يظنّ أن الزوجة مُلزَمَة بواجباتها حدّ القهر دون أن تلتفت إليها بشيء من اهتمام ورعاية ومساعدة وتقدير لتعبها ...

تذكّر أن المرأة كائن حيّ يحتاج شيئا من التنفيس والترفيه والتبديل لتستمرّ حياة الأسرة كلها بعطاء متجدد وبنفسيات مرتاحة، هانئة تواجه أتعاب الدنيا بروح متجددة لا بأشلاء روح متناثرة... !

تذكّر أن لزوجتك حقوقا مع ما عليها من واجبات !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #433 في: 2017-04-29, 09:16:15 »
2017/02/01

في سورة النبأ...

"جزاء من ربك عطاء حسابا"
سبحانه الذي يجازى المتقين عطاء من عنده وتفضلا وزيادة و "حسابا"...  ومن معاني "الحساب"  العطاء الكافي حتى يقول المُعْطَى "حسبي" أي اكتفيت...

هو رب السماوات والأرض وما بينهما ...
هو "الرحمن" ...

أيُّ اسم لله تعالى جاء مع هذا اليوم العظيم ؟!

إنه : "الرحمن" ... لم يأتِ "الملك" لم يأتِ "المنتقم" ...
لم يأتِ "الحسيب" ...

إنه "الرحمن" ... 
ولكنه الرحمن الذي لا يملك أحدٌ أن يخاطبه، من هيبته وعظمته، وجلاله، من تمام عدله... وطلاقة قدرته، وانتهاء الأمر له وحده...

"الرحمن" صفته اللازمة... صفته التي كانت لهذا اليوم العظيم، ذي الأهوال والأهوال والأهوال... !

الرحمن في يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون...
لا يستطيعون كلاما من الخشوع، والخضوع، والطاعة الكاملة... والتقدير العظيم لرب ذلك اليوم العظيم ... لمليكه...
للذي يقضي بقضائه وحكمه، للذي تُطوى السماء بأمره، وتُسيّر الجبال بأمره..  وتُسعَّر الجحيم بأمره... وتُزلَف الجنة بأمره ...

لليوم العظيم الذي تجلّى عن النبأ العظيم الذي كانوا فيه يختلفون !

ولكنه "الرحمن" .... !
الذي لا يملك أحد أن يخاطبه ... ولكنه "الرحمن" .... !

الروح والملائكة لا يتكلمون إلا من أذن له "الرحمن" ...
لا ينبسون بكلمة بغير إذنه ... ولكنه "الرحمن" ...

وفي طه : وخشعت الأصوات "للرحمن" فلا تسمع إلا همسا .

رحمنٌ في يوم الأهوال...

فسبحان رحمنِ يوم الأهوال ... !
سبحان مَن لا يملك أحدٌ منه خطابا وهو الرحمن...!
وسبحان من لا يتكلم أحدٌ إلا بإذنه وهو الرحمن...!
وسبحان من تخشع له الأصوات وهو الرحمن... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #434 في: 2017-04-29, 09:17:01 »
2017/02/02

دونالد ترامب رئيس أمريكا الجديد ...
ليس خبرا جديدا ... ولكن ما يغيظ وما يكدّر النفس هو الاهتمام  من العرب والمسلمين بتفاصيل شخصية لهذا الرجل...

ثروته، زوجته، شعره، شكله .... !!

ألا يكفي ترقّب المسلمين الدائم لمَن سيحكم أمريكا، وكيف سيتعامل مع المسلمين ؟! بحال ضعف الضعيف...

وكأنهم ينتظرون حلول مشاكلهم من يده !!!
ينتظرون عصا سحرية مع كل انتخابات رئاسية أمريكية ... يتطلعون ل "حنان" أمريكا ...
وينسون أن الدور دور أياديهم ... !

ألا يكفينا هذا خزيا في كل مرة، حتى نجد المنشورات على الصفحات الإخبارية تُفصل عن ثروته أو زوجته أو قصة شعره ... ؟!!!

اتركوا الرجل فهو محبّ أمريكا لا مُحبّكم، ولا تستغربوا منه كرها للإسلام والمسلمين... والتفتوا لأنفسكم وما تصنع للإسلام والمسلمين ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #435 في: 2017-04-29, 09:18:08 »
2017/02/04

في حديث صحيح أن رجلا من الأنصار عرف الجوع في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى صديق له جزار يسأله أن يعدّ أكلا لخمسة من الناس رسول الله واحد منهم..

ذهب الخمسة إلى بيت المضيف، فتبعهم رجل غير مدعوّ، فأخبر رسول الله المضيف أنه قد تبعهم فإن شاء أذن له وإن شاء رجع... فأذن المضيف للرجل أن يدخل معهم.

تأملوا إخوتي، فإنني في كل مرة، ومع كل حديث فيه التربية الإنسانية الراقية السامقة أقع على كنوز مبهرة ... !

تأملوا ... وهذا شيء من دروس الحديث لا كلها :

📌 هل حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المضيف على الإذن للرجل ؟

📌 هل رغّبه في الإذن له بدافع ما سيجنيه  من الأجر والثواب ؟!

📌 هل قرّر بشأنه هو مكان المضيف كونَه رسول الله وهو من هو بينهم مقاما وقدرا ؟!

📝 إنه صلى الله عليه وسلم لم يحثه على الإذن له، لم يُدخل في تخييره له قضية الأجر والثواب... بل علمنا أن الأمر له، وأنه الأدرى بظروفه وبما يناسبه، فلم يحرجه وقد يكون ما أعده من طعام قليل ربما بالكاد يكفي من دعاهم ... فلم يستخدم العاطفة الدينية لإلزامه بما قد يعجز عنه...

📝 إنه يربّينا أنه دين واقعي، لا يتكئ على العاطفة المندفعة، ولا مجال للحديث عن أجر وثواب يُغصَب عليه فاعله، أو يلغي ظروفه... بل يرقى بنا إلى درجات الإحساس بالآخر، ومراعاة مقدرته أولا قبل دفعه إلى فعل ما قد لا يقدر عليه، وإن فعله فقد يفعله مُرغما، مغصَبا..

📝 أما الأمر والقرار فهو للرجل الداعي المضيف، ولم يجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لنفسه وهو قائد الأمة ونبيها، إقرارا بفضل صاحب الفضل، ورقيا في درجات الاحترام والتقدير، وإسناد الأمر لأهله...

📝 وإنه فوق كل ذلك فتح للمضيف باب الاختيار فإن هو لم يأذن للرجل لم يُؤثم، ولا تثريب عليه... !
إذ أن الإعراض عن فعل خير لا يكون بالضرورة مَجلبة للإثم... فرُبّ إعراض صاحبه صادق خير من إقدام صاحبه مُراءٍ...

📝 ثم لننظر للداعي المضيف وهو يقرر ولا يستثني، ولا يُكبِر أن يقرر في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يقرر... بينما يعجز آلاف المسلمين اليوم عن تربية أبنائهم على اتخاذ القرار، والاستقلال بآرائهم حتى في كثير من أمورهم الخاصة... !

أدب ورقي، وواقعية وعقلانية تُحسب لهذا الدين العظيم الذي جاء موائما للنفس البشرية، عارفا بضعفها، يراعي الواقع ولا يجنح للخيال.. ويقدّر في الإنسان عقلَه...

دين عقل وتعقّل يرشّد العاطفة لا دين عاطفة هوجاء مندفعة الكذب فيها أكثر من الصدق...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #436 في: 2017-04-29, 09:58:43 »
2017/02/10

بمناسبة الاحتفال المسمى فلنتاين ، تسجيل لي من إعدادي وكتابتي وتصميمي :

https://youtu.be/w4Wwc3RJXaM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #437 في: 2017-04-29, 10:02:31 »
2017/02/12

بدأت بسلسلة عنونتُها ب: "نشدان الحكمة". موضوعها تأملات لي في حديث نبوي أو حدث من السيرة أو التاريخ الإسلامي، أنشد منه الحكمة والتعقل، وهذه منها الخلقة الأولى :


*****************

أولا: تصرف عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك


الحكمة هي ما ينشد صاحب العقل الراجح، لتكون رأس تفاعلاته وتصرفاته إزاء ما يعرِض له من أحداث ..
خاصة عندما يجد الإنسان نفسه في قلب حدث تندفع له العاطفة، (وهنا أحب أن أنبه أنني لا أقصد الخوف الهستيري من العاطفة بحيث يترصد صاحب هذا الخوف لها وكأنها العدو، فيُصيّر من نفسه عبثا آلة لا إحساس فيها بدعوى "التعقّل" وهذا بحد ذاته شطط ومُجانبة للحكمة إذ أن العاطفة جزء من تركيب النفس البشرية ولا نريد إلغاءها بالمغالاة، ما نريده هو ترشيدها، وألا تكون الحَكَم في التصرفات، وكلّنا نريد أن نتربى على هذا)

أقول عندما يجد الإنسان نفسه في قلب حدث تسارع العاطفة لتكون فيه الحكَم، فإن كان ممن ينشد الحكمة تروّى، وتأنّى وتمهّل حتى لا يكون حكمه عاطفيا بعيدا عن ميزان العقل ..
وإن هذا التأني والتروي يُحيله إلى العقل، فيسمح له بالتفكير في عواقب الأمر، ويسمح له بالنظرة البعيدة الثاقبة، ويسمح له برؤية الأمر على حقيقته وبجوهره لا على مظهره ...
فلنتأمل بعضا من الأحداث ... وتفاعلات أصحابها ..

📌عائشة رضي الله عنها حينما رُمِيت بأخطر وأصعب وأشنع ما تُرمى به المرأة العفيفة في حادثة الإفك، حينما انتهى إلى علمها خوض الناس بعِرضها وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخوضهم لشهر كامل، قضت ليلتين في بيت أبيها لا يرقأ لها دمع ولا تكتحل عينها بنوم من هول الصدمة وألم الجرح في نفسها وهي العفيفة الطاهرة المحبة لزوجها العظيم، تخشى على علاقتها به نسيم الهواء العابر...

هي ذي لأول مرة بعد شهر كامل ويزيد من خوض الناس في عرضها ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إليها، فيضعها بين أمرين، فإن كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن ألممتِ بذنب فتوبي واستغفري...
وتُصعَق عائشة وهي التي تسمع من زوجها ما يشي بأنه يحتمل منها وقوعها في الذنب... !!
وأي صدمة أشد عليها وقعا من سماعها هذا الكلام منه بعد شهر لم تكن تدري فيه أنه يدري، ولكنها عرفت فيه جفوة منه لم تتعودها وإن كان يسأل عن حالها "كيف تيكم؟"

عائشة عند سقوط الصاعقة الكبرى على قلبها، حكّمت عقلها... في قلب المصيبة، وفي قلب مرارتها، في أوج مرارتها حكّمت عقلها... وجنحت للحكمة، فرشّدت عاطفتها، وعلمت أنها لن تكون الحَكَم الصحيح في أمرها، ولن تُجديها نفعا ...

في قلب المصيبة وتَداعي أهوالها تقول عائشة :"قَلَصَ دمعي" بمعنى أنها لم تعُد تجد منه قطرة، عندما صُعقت بالصدمة الكبرى من فم زوجها الحبيب نبي الأمة العظيم رقأ دمعها، وحكّمت عقلها، فالتفتت إلى أمها، إلى أبيها تسألهما أن يجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقولا شيئا يدفع عنها التهمة...

عندها ..عرفت أن الأمر قد وقع في نفوس الجميع موقع التصديق... فلم تزد على أن تكلمت تخبرهما بما فهمت من أحوالهم، أنهم قد صدّقوا، ولو أنها قالت لم أفعل لكذّبوها، ولو أنها قالت فعلتُ لصدقوها، واعتزلتهم بعد كلماتها القليلة ... ولجأت إلى الله وحده، وقد قوي يقينها أن الله مدافع عنها دون كل خلقه، دون أقربهم إليها، دون زوجها النبيّ صلى الله عليه وسلم، ودون أبويها...!
هكذا بكلمات قليلة، وبجَلَد ظاهر، وبقوة، تحسم عائشة أمرها، فلا تندب حظا، ولا تشق جيبا(حاشاها)، ولا تُبِحّ صوتا بالعويل والصراخ، واستصراخ النجدة، وتوسل التصديق من هول التهمة التي رُمِيت بها... ولترَ كل امرأة في نفسها ... فإذا هي الأقرب من هذا منها إلى حكمة عاشئة ... ! :)

لم نعرفها تستجدي زوجها وهو مَن هو، ليصدقها باكية ملوَّعة، لم تقسم أيمانا، ولم تُقم الدنيا لتدلّل على براءتها من أفظع تهمة تُرمى بها المرأة العفيفة ...
بل لقد قالت كلمات معدودات من بعد ما عرفت حال مَن حولها... ثم فرّت إلى ربها مستيقنة ... !!
وعندها ... عندها تحديدا ...في تلك اللحظات ينزل الوحي مبرئا لها، وكم استبطأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينتظر نزوله شهرا كاملا، ولم ينزل ... عندما تصرفت عائشة بالحكمة في أمرها لا بالعاطفة...

فكان رأس الحكمة يقينها بربها جلّ في عُلاه، وفِرارها إليه وحده في ساعة عُسرتها وهي زوج النبي، كما حكّمت عقلها في ردّة فعلها ولم تدَعْ للعاطفة من مجال للإكثار من غير ما فائدة تُرجى ...
وهذا موقف من المواقف التي أحببت مشاركتكم تأملها .... عندي مواقف أخرى تصبّ في مجرى الحكمة في التصرف إزاء ما نَعرض له ...و حتى لا أطيل عليكم وأُكثر أرجو المتابعة مع المنشور الموالي قريبا بإذن الله :)

#الحكمة
« آخر تحرير: 2017-04-29, 10:05:40 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #438 في: 2017-04-29, 10:08:24 »
2017/02/13

سلسلة نشدان الحكمة :

ثانيا: موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له مبعوثا لقريش في الحديبية


في نِشداننا للحكمة وللتعقّل والتفكير بعواقب الأمور قبل الاندفاع العاطفي، عرفنا في منشور سابق حكمة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، وهذا رابطه :

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1131841390274726&id=100003466263333

أما اليوم فمع الموقف الثاني...
في صلح الحديبية، حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل سفيرا إلى قريش يُعلمها غاية النبي صلى الله عليه وسلم من زيارته، وأنه ما جاء إلا مسالما لا مُحاربا، وأنه يريد أن تُمدّه وتُخلّي بينه وبين الناس، وقد ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المهمّة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

فأما ابن الخطاب فكان له من هذا الاختيار موقف، إنه لم يقل هذا اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ومالي حِياله إلا التسليم والطاعة دون أن أنبس ببنت شفة، بل لقد أفصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليس بالرجل المناسب لهذه المهمة، وأرشده إلى عثمان بن عفان بديلا عنه، بل قال عنه أنه الأصلح لها ... !

قال :"يا رسول الله، ليس لي أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت، وقد عرفتْ قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعزّ بها مني عثمان بن عفان، فإن عشيرته بها، وإنه مبلّغٌ ما أردتَ."

أولا : لم يكن رأيه المخالف لاختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له عن عصيان لأمره، بل عن إشارة عليه، وقد علمهم المعلم الأعظم أن الأمر شورى بينهم في غير ما هو وحي.

ثانيا: لنتأمل فإذا عمر رضي الله عنه يقول : "ليس أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت" .

فهل خاف عمر رضي الله عنه على نفسه الموت ؟ وهو الذي كان من أوائل المقتحمين في كل خطب، في كل غزوة من الغزوات، لا يخاف موتة في سبيل الله تعالى، بل يتمناها غير هيّاب ..

ولكنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد صلحا، ويقرأ عمر بعين فاحصة متعقّلة أن هذا الصلح يستدعي مظاهرة ومساندة وتقوية وتعزيزا، وهو لا يريد أن تفتقر الخطوة لهذا فيكون الضعف بدل القوة، ويحلّ الريب من جدواها بدل بذل الجهد المتاح في تعزيزها وتوكيدها من كل جانب ..

💡لنتأمل، إنه لم يفرح بالبعث، وبنَدْب رسول الله صلى الله عليه وسلم له دون كل الصحابة، فيفخر بها ويسارع إليها مسارعة من يقتنص فرص الأجر والثواب، ويسارع إليها مسارعة من همُّه إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم دون تفكير وتمحيص، ودون إشارة بما هو أجدى وأنفع للرسالة وللإسلام وللمسلمين وعزّهم، قبل أن يفكّر بنفسه ...

لم يكن عمر رضي الله عنه ذلك الرجل الذي لا يفكّر بالعواقب....
وقوله أنه لن يجد بمكة من يغضب له إن هو أوذي، أراد بها أن يبيّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم نقطة بالغة الأهمية ليست في صالح ما يريد من هذه المهمة . ذلك أنه وهو يغدو هناك المطارَد والمُبغَض الذي لا يُرحَّب به، بل يُترصّد له لن يساهم في تحقيق الغاية التي نشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعثه، بل سينقلب الأمر عكس ما أراد، وهو لا يريد أن يهِمّ المسلمين بهمّ رجل تؤذيه قريش، بل يريد أن ينتقل المسلمون في الخطوات بما يعود على الإسلام بالفتح لا أن ينكصوا على أعقابهم...

💡 لنتأمل أيضا ... يقول أن قريش قد عرفت عداوته إياها وغلظته عليها، وعمر بهذه زعيم، وغير مُنكِر لها، ولكنه في هذا الموقف تحديدا لا يرى في حالته تلك مناسِبة لبعثة يُراد بها الصلح، وعمر كما نعرف، لا ينفكّ شديدا في الحق، وعرفنا له مواقف كان يقضي فيها بالأشد، فهو يخشى أن يكون على تلك الحال في بعثة يُراد منها صلح ومسالمة ...

فلننظر إلى هذا الرجل المفكّر، إلى هذا الرجل المتعقّل، والذي تُتاح له فرصة فيها مما يحب من الأجر والثواب وخدمة الإسلام، ولكن تفكيره لا ينحصر بنفسه، ولا بعاطفة تستبق الثواب، بل يحكّم عقله لصالح الإسلام ولصالح الرسالة، ولصالح ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعث السفير. ولئِن يُؤجر على إشارة يشير بها ليس له فيها من حظّ أعظم وأوفر عند الله من مسارعته لأجر فرد واحد تكون العواقب بعدها وخيمة على الجماعة ...! فلنتأمل :)

💡 لا بل ويزيد، فيشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره، يقول أنه أعزّ بها منه، عثمان بن عفان، ويوضّح ويُبين أنّ عشيرته بها وهي من المكانة في قريش بحيث تكون المُظاهرة والمؤازرة، وأنه مبلّغ ما أراد ...

لم يفكر بأنانية، ولا باندفاعية، ولا بحبّ سبق-لا على وجه المراءاة وعمر أبعد ما يكون عنها-، بل حتى على وجه العمل الخالص الذي يجني به الثواب، لم يقل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدراك ما هو يختاره، ويكفيه هذا ليكفّ عن كل محاججة...
بل هو يعرف من نفسه ومن مكانة قومه في مكة، ومن موقفه من رجال قريش ما يجعله يشير بغيره وهو يراه أكثر أهلية للسلام، ولتبليغ رسالة سلام ... فلا يندفع، ولا يجدها فرصة ليشفي شيئا من غليله من قريش... بل يشير بالرجل الأنسب ...

فلننظر كيف لا يدّعي "عظيم" فيهم أنّه الأهل لكل شيء دون منازع، وكيف لا تسبقه العاطفة الدينية من حب الثواب والأجر فتغلب على عقله، بل لقد حكّمه فتبصّر لصالح الإسلام ولصالح المسلمين.
وأخيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم الأعظم، يرى في كلام عمر حكمة وتعقلا، فينزل عند رأيه وإشارته، ولا يصرّ على بعثه هو، بل يبعث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ...

وهكذا ... نعرف فيهم تحكيم العقل، والتفكير، الذي يوصلهم لحسن التدبير بعيدا عن عاطفة سرعان ما تهزّهم، ولا تكون إلا وبالا على الإسلام ...حتى الأجر والثواب لا يُسارع إليه على حساب هَلَكة قد تحلّ بالإسلام ... نعرف فيهم التروّي والتفكير والنظر في عواقب الأمور قبل أن يُقدموا على ما يفعلون....فلنتعلم .... :)

وفي منشور قريب بإذن الله موقف جديد من مواقف الحكمة، فانتظرونا :)

#الحكمة
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #439 في: 2018-01-06, 21:15:36 »
تسجيل عودة لصفحة "أسماء" الفيسبوكية على المنتدى بعد الملل و"الطهقان" من الفيسبوك  emo (02):

إذن فهذا يوم من أيام مرحلة كرهي لهذه الوسيلة التواصلية التي أخذتنا أعواما ..

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب