المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84606 مرات)

0 الأعضاء و 15 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: صفحة أسماء
« رد #440 في: 2018-01-07, 05:38:42 »
عدنا معاك يا فراشتنا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #441 في: 2018-01-07, 13:48:21 »
أهلا وسهلا بك يا سيفتاب ... سعيدة بمتابعتك  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #442 في: 2018-01-07, 14:31:38 »
فاصل سيتبع بالمنشورات مرتبة حسب التاريخ

بين الواقع والأنترنت ...  emo (30):

قد أضحت الأنترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس...
شيئا فشيئا تمكنت الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة من حياة الناس...
استسهلوا التواصل عبرها، استراح الكثيرون جدا من عناء تفقد القريب والصديق بالمشي إليه، وبرؤيته عيانا ... واستعاضوا عن ذلك بالفيسبوك وبالتويتر وبالسكايب وبالواتس آب،ووووو ...

"كيف حالك ؟ " عبر الماسنجر أصبحت تعادل سؤالا عبر إطلالة وزيارة، ومحادثة عبره أصبحت تعادل جلسة عينية بين الأقراب والأحباب والأصحاب ... !   

بديل إلكتروني مهْما سهّل على الإنسان فهو في حقيقته يُشعر بالبرود وبالبعد وبالتحايل على النفس، "فكأنها" قد قامت بواجبها، و"كأنها" قد حصدت حسنات ... فضغوط الحياة والانشغالات أصبحت تحول دون تفقد فلان، وزيارة علان ... وتمضية أمسية مع الأصحاب والأحباب والأقارب ...

ولكن في الحقيقة لا أراها إلا تعلّات ... !!   

أعلم .... قد يقفز من يقول أنني لا أقول واقعا، وأن ضغوط الحياة الحديثة باتت فعلا مسيطرا وحائلا ....

سأقول شيئا .... لو أنّ أحدنا حسب الوقت الذي يقضيه على النت، وإن كان وقتا قليلا -قياسا بمن يبالغ في الإبحار العنكبوتي- قد تكون ساعة، أو ساعتان ... هذا على التقدير الأقل ...

ماذا لو أن ساعة من الزمان أو ساعتين مشت فيهما الأرجل إلى بيت قريب أو صديق؟!

ماذا لو أن الساعات الثلاث والأربع قُسمت بين قَطع الطريق إليه وبين جلسة حميمية معه،  مع لاصاحب، مع القريب، مع الحبيب.... ؟!

لو جُمعت ساعات الأنترنت لفعل فيها من يقضيها مع الشاشات الكثير على أرض الواقع، وإن لم يكن الكثير بالعدد، فهو الكثير بالميزان، والعين ترى العين، واليد تلمس اليد... والبشر يتعامل مع البشر...  emo (30):

بين الواقع والأنترنت بَون شاسع، وفرق بائن نريد غصبا أن نجعله لا شيء ...

هو الفرق بين الحياة بالحياة والحياة بالآلة ...
كمَن يحاول أن يجعل الحياة آلية ... وهذا ما لا يستقيم وما يجعل الحياة بلا طعم، ويجعلها مع مرور الزمن ذات ملل وذات برودة   ....

ساعات وساعات هي التي يقضيها الناس مع الشاشة بين صورة وكتابة وفيديو وإشهار من هنا، وإبهار من هناك، وتعليق من هنا، وإعجاب من هناك ... وصاحب المقال على صفحته وإن كان مقالا ينشر الفائدة، هو بين تفقد لمن زار صفحته، فقرأ مقاله، وأعجب الآن، ثم مَن أعجب بعد حين، ثم مَن أعجب بعد حين، ثم من علّق فمدح أو شكر، أو انتقد ... وكلها تحتاج ردودا وردودا ... وهكذا .........!!!!

أكلّ هذا يحدث خارج إطار الزمان ؟؟؟   ::)smile: 
أم أنه وقت كثير يُقتطع من الحياة حتى وإن كان تحت عنوان "الإفادة" وعدم ترك الساحة واسعة لأهل الضلال والإفساد والتفاهة والسفاهة، وخالية من أهل الخير ونشر الفائدة .... وغيرها من الحجج التي تأخذ كغيرها من الحجج من واقع الحياة ومن حركة نفع وإفادة على صعيد الحياة إلى عالم الشاشات ....

نعم سيقول قائل : ولكن خلف الشاشات أيضا أناس ينتفعون ولا يذهب الجهد هباء ...!!

ولكنني سأقول ... فرق شاسع أيضا بين أن تفيد عبر الشاشات في عصر أصبحت فيه الفوضى غلابة، والزخم متصاعدا، والوجه غائبا عن العيان، وبين أن تفيد من يأتيك، من يرنو لاستفادة عينية قريبة، فيها المتابعة والمعرفة، والرؤية العينية التي لها كبير الأثر والاختلاف ...


الحياة ستبقى هي الحياة وإن غزتها الشاشات والآلات والوسائل الإلكترونية ذات العدد .... ستبقى الحياة التي لا تستقيم حركتها الواقعية إلا بغلبة الاتصال الواقعي، وبأولوية دور الاتصال الواقعي ... لن تغني الشاشات عن العيش مع الطبيعة، مع الوجوه ...

ويبقى للتواصل الإلكتروني دوره الذي لا يُنكَر، ولكن بترشيد، وبجعله ثانويا لا أساسيا وكأنه أداة الحياة ووسيلتها ... وكأن الحياة بغيره لا تكون ...!!


« آخر تحرير: 2018-01-09, 20:45:12 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 266
  • الجنس: ذكر
رد: صفحة أسماء
« رد #443 في: 2018-01-07, 15:01:48 »
أحسب أن نفوس الناس قد تغيرت، وأن الانترنت ما هو إلا مساحة انعكس فيها هذا التغير !

وبالطبع هناك البريق، وسهولة التخفي وراء الشاشات تجعل مجال الكلام مفتوحا أكثر، خاصة أن الواقع لم يكن مثاليا أيضا.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #444 في: 2018-01-07, 21:30:09 »
أهلا بك أخ جواد ..

أكيد الواقع لم يكن ولن يكون مثاليا بل الواقع "واقعي" ..وهذه هي ميزته وحسنته ..

هنا أحب أن أحدد أن وسائل التواصل الحديثة هي التي كانت الاكثر أخذا عن الواقع .. فعالم المنتديات مثلا كان ذا فائدة أكبر، كان عالما منظما ..

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: صفحة أسماء
« رد #445 في: 2018-01-08, 14:44:12 »
عالم المتديات أخذ من أوقاتنا الكثير والكثير جدا جدا
وكذلك حوارات التشات على الماسنجرات

بنظرة للخلف أقول: أن أوقات التشات وإن وثقت الصلات ببعض الاخوات الحبيبات والأبناء الأعزاء، لكنها استهلكت كثيرا جدا جدا من الأوقات التي كان ينبغي ان ترشد فيما هو أنفع، أو تقنن، لتجمع بين الفائدة وتجنب الهدر

أما أوقات المنتديات، فانا شخصيا استفدت منها كثيرا جدا
أتمنى أن أكون قد أفدت الآخرين بما نشرته وأن أكون قد جنيت منه ما طمعت فيه من أجر وثواب ، لكنني أيضا استفدت أني تعلمت آداب الحوار، والمناظرات، والرد على الشبهات، واطلعت على كثير من الأفكار الضالة والتيارات الغازية للفكر الإسلامي، وتعلمت كيف أواجهها... وكان لما خضته من حوارات ومناظرات في المنتديات المختلفة أثر كبير في تسهيل دراستي للشريعة فيما بعد وكتابتي للأبحاث المختلفة في مرحلة الدراسة، وصقل عملي الدعوي ولله الحمد
ومازلت حتى الآن كلما واجهت موضوعا أو مشكلة ألجأ لأرشيفي الخاص أستمد منه في التحضير؛ لأنني قلما أواجه شيئا على أرض الواقع لم تسبق لي مواجهته عبر ساحات المنتديات.

أما الفايسبوك (ولم أتعامل مع تويتر ولا سناب شات ولا انستجرام) فيمكنني القول انه كان اضاعة تامة للوقت وتضليلا للرأي، ورسما لعالم وهمي انزلقت فيه اقدامنا، وخاصة ايام الثورات وما تلاها، ومازالت برأيي هذه الوسائل للتواصل ضررها اكبر بكثير من نفعها، ورغم محاولة الدعاة المختلفين الاستفادة منها، إلا أن اهل الضلال غلبوهم عليها... فالعلم والمعرفة يحتاجان لبيان وتوضيح وتفصيل، لاتتيحها هذه الوسائل السريعة، وأما نثر الشبهات والزعزعة والتشويه والتشكيك فيجد فيها تربة خصبة جدا لينمو ويترعرع

والله اعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #446 في: 2018-01-08, 20:59:02 »
أهلا هادية  emo (6):

نعم ... المنتديات، أو بالأحرى المنتديان اللذان كنت عليهما "عمرو خالد" ومنتدانا هذا أفاداني بشكل كبير جدا ... في حياتي ... لمناقشاتهما أثر كبير جدا -كما قلت- فيما عرض ويعرض لي من نقاشات في أرض الواقع .. بل وفي حركتي الفكرية على أرض الواقع ...

خاصة من الناحية الفكرية ... لأنني كثيرة الميل لهذا الجانب ... وكذا كثيرة التركيز على تغذية فكري وتصويبه وتنويره بما من شأنه أن يفيدني لأفيد به من بعد ...

وعودتي هذه لمنتدانا أكبر دليل على أن الذي لم أعد أطيقه هو الفيسبوك ... وكنت قد دخلته أصلا بعد إلحاح من بعض الإخوة ... إذ أذكر أن جلّكم سبقني إليه، بينما كنت مستمسكة فقط بالمشاركة هنا ...

في الحقيقة لا أنكر أنني استفدت من بعض الأقلام القليلة جدا عليه ... ولكن بالمقابل وقت كبير كان يؤخذ مني من غير داع ... والحمد لله أنني تركته ..  ::)smile:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #447 في: 2018-01-14, 10:14:00 »

2017/02/13

أما اليوم فمع الموقف الثاني...
في صلح الحديبية، حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل سفيرا إلى قريش يُعلمها غاية النبي صلى الله عليه وسلم من زيارته، وأنه ما جاء إلا مسالما لا مُحاربا، وأنه يريد أن تُمدّه وتُخلّي بينه وبين الناس، وقد ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المهمّة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

فأما ابن الخطاب فكان له من هذا الاختيار موقف، إنه لم يقل هذا اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ومالي حِياله إلا التسليم والطاعة دون أن أنبس ببنت شفة، بل لقد أفصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليس بالرجل المناسب لهذه المهمة، وأرشده إلى عثمان بن عفان بديلا عنه، بل قال عنه أنه الأصلح لها ... !

قال :"يا رسول الله، ليس لي أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت، وقد عرفتْ قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعزّ بها مني عثمان بن عفان، فإن عشيرته بها، وإنه مبلّغٌ ما أردتَ."

أولا : لم يكن رأيه المخالف لاختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له عن عصيان لأمره، بل عن إشارة عليه، وقد علمهم المعلم الأعظم أن الأمر شورى بينهم في غير ما هو وحي.

ثانيا: لنتأمل فإذا عمر رضي الله عنه يقول : "ليس أحد بمكة من بني عَدِي بن كعب يغضب لي إن أوذيت" .

فهل خاف عمر رضي الله عنه على نفسه الموت ؟ وهو الذي كان من أوائل المقتحمين في كل خطب، في كل غزوة من الغزوات، لا يخاف موتة في سبيل الله تعالى، بل يتمناها غير هيّاب ..

ولكنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد صلحا، ويقرأ عمر بعين فاحصة متعقّلة أن هذا الصلح يستدعي مظاهرة ومساندة وتقوية وتعزيزا، وهو لا يريد أن تفتقر الخطوة لهذا فيكون الضعف بدل القوة، ويحلّ الريب من جدواها بدل بذل الجهد المتاح في تعزيزها وتوكيدها من كل جانب ..

 emo (13):لنتأمل، إنه لم يفرح بالبعث، وبنَدْب رسول الله صلى الله عليه وسلم له دون كل الصحابة، فيفخر بها ويسارع إليها مسارعة من يقتنص فرص الأجر والثواب، ويسارع إليها مسارعة من همُّه إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم دون تفكير وتمحيص، ودون إشارة بما هو أجدى وأنفع للرسالة وللإسلام وللمسلمين وعزّهم، قبل أن يفكّر بنفسه ...

لم يكن عمر رضي الله عنه ذلك الرجل الذي لا يفكّر بالعواقب....
وقوله أنه لن يجد بمكة من يغضب له إن هو أوذي، أراد بها أن يبيّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم نقطة بالغة الأهمية ليست في صالح ما يريد من هذه المهمة . ذلك أنه وهو يغدو هناك المطارَد والمُبغَض الذي لا يُرحَّب به، بل يُترصّد له لن يساهم في تحقيق الغاية التي نشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعثه، بل سينقلب الأمر عكس ما أراد، وهو لا يريد أن يهِمّ المسلمين بهمّ رجل تؤذيه قريش، بل يريد أن ينتقل المسلمون في الخطوات بما يعود على الإسلام بالفتح لا أن ينكصوا على أعقابهم...

 emo (13): لنتأمل أيضا ... يقول أن قريش قد عرفت عداوته إياها وغلظته عليها، وعمر بهذه زعيم، وغير مُنكِر لها، ولكنه في هذا الموقف تحديدا لا يرى في حالته تلك مناسِبة لبعثة يُراد بها الصلح، وعمر كما نعرف، لا ينفكّ شديدا في الحق، وعرفنا له مواقف كان يقضي فيها بالأشد، فهو يخشى أن يكون على تلك الحال في بعثة يُراد منها صلح ومسالمة ...

فلننظر إلى هذا الرجل المفكّر، إلى هذا الرجل المتعقّل، والذي تُتاح له فرصة فيها مما يحب من الأجر والثواب وخدمة الإسلام، ولكن تفكيره لا ينحصر بنفسه، ولا بعاطفة تستبق الثواب، بل يحكّم عقله لصالح الإسلام ولصالح الرسالة، ولصالح ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعث السفير. ولئِن يُؤجر على إشارة يشير بها ليس له فيها من حظّ أعظم وأوفر عند الله من مسارعته لأجر فرد واحد تكون العواقب بعدها وخيمة على الجماعة ...! فلنتأمل :)

 emo (13): لا بل ويزيد، فيشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره، يقول أنه أعزّ بها منه، عثمان بن عفان، ويوضّح ويُبين أنّ عشيرته بها وهي من المكانة في قريش بحيث تكون المُظاهرة والمؤازرة، وأنه مبلّغ ما أراد ...

لم يفكر بأنانية، ولا باندفاعية، ولا بحبّ سبق-لا على وجه المراءاة وعمر أبعد ما يكون عنها-، بل حتى على وجه العمل الخالص الذي يجني به الثواب، لم يقل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدراك ما هو يختاره، ويكفيه هذا ليكفّ عن كل محاججة...
بل هو يعرف من نفسه ومن مكانة قومه في مكة، ومن موقفه من رجال قريش ما يجعله يشير بغيره وهو يراه أكثر أهلية للسلام، ولتبليغ رسالة سلام ... فلا يندفع، ولا يجدها فرصة ليشفي شيئا من غليله من قريش... بل يشير بالرجل الأنسب ...

فلننظر كيف لا يدّعي "عظيم" فيهم أنّه الأهل لكل شيء دون منازع، وكيف لا تسبقه العاطفة الدينية من حب الثواب والأجر فتغلب على عقله، بل لقد حكّمه فتبصّر لصالح الإسلام ولصالح المسلمين.
وأخيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم الأعظم، يرى في كلام عمر حكمة وتعقلا، فينزل عند رأيه وإشارته، ولا يصرّ على بعثه هو، بل يبعث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ...

وهكذا ... نعرف فيهم تحكيم العقل، والتفكير، الذي يوصلهم لحسن التدبير بعيدا عن عاطفة سرعان ما تهزّهم، ولا تكون إلا وبالا على الإسلام ...حتى الأجر والثواب لا يُسارع إليه على حساب هَلَكة قد تحلّ بالإسلام ... نعرف فيهم التروّي والتفكير والنظر في عواقب الأمور قبل أن يُقدموا على ما يفعلون....فلنتعلم ....  emo (30):

وفي منشور قريب بإذن الله موقف جديد من مواقف الحكمة، فانتظرونا  emo (30):

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #448 في: 2018-01-14, 10:16:00 »

2017/02/15

الآن مع موقف جديد من مواقف الحكمة والتفكير، والنظر في عواقب الأمور قبل أن يكون الفعل، التعقّل والتدبّر قبل أن تسبق العاطفة فتكون الحَكَم، ومن بعدها يحصل الندم، وفي كثير من الأحيان لا ينفع النّدم...

كنا قد عرفنا موقِفَيْن من قبل، أوّلهما : ردّة فعل عائشة رضي الله عنها إزاء الإفك الذي افتُرِي عليها ، وثانيهما تصرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له مبعوث سلام لقريش من الحديبية ...

أما اليوم فمع عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد عرفنا أن عمر بن الخطاب قد أشار به على رسول الله صلى الله عليه وسلم بديلا عنه رسولا وسفيرا إلى قريش يبلّغها عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على السلام ، ونيّته في إنفاذه ...

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مشورة عمر، وحمّل عثمان رسالته إلى قريش قائلا: "اذهب إلى قريش فادعُهم إلى الإسلام‏ وأخبرهم أنّا لم نأتِ لقتال أحد، وإنما جئنا زوّارا لهذا البيت معظّمين لحُرمته، معنا الهَدْيُ ننحره وننصرف".

وامتثل عثمان، وذهب إلى قريش، فكان ما توخّى عمر بن الخطاب من بعثته، فلقد رُحِّب به وهو على مشارف مكة، ودخلها مُعزَّزا بقومه، وأبلغ قريش رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها...

ثم دعتْ قريش عثمان أن يطوف بالبيت...

 emo (13): تأملوا ...  emo (30):

عثمان يدخل مكة سفيرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد ستة أعوام كاملة، هُجِّروا فيها من موطنهم، من مسقط الرأس، من موطن أحبوه، وعاشوا فيه، ورَوَوْا من مياهه، وأكلوا من ثماره، ورتعوا في ربوعه، وزَهوا فيه بزهرات أعمارهم، وكانت مكة حاضرة البلاد كلها في الجزيرة العربية...

أذاقوهم ألوان العذاب، والتنكيل، وحاصروهم، وجوّعوهم، وقاطعوهم، ليرجعوا عن دينهم، وطال صبرهم، حتى طُرِدوا، وشُرِّدوا، ونُهبت أموالهم، وهُدّمت بيوتهم، وأُخرِجوا من مكة مستضعفين مسلوبين، محزونين، لا يُسْليهم، ولا يعزّيهم إلا أنهم يتّبعون نبيهم الهادي فيهاجرون حيث أمرهم هجرةً لله ولرسوله...

تلك كانت خَلَجاتُ نفس عثمان، وأشجانه ودواخله، وهو واحد من أولئك المحرومين من هواء مكة، ومن ماء مكة... بل من موطن أول بيت وُضع للناس، مباركا وهُدى للعالمين، وهم يعرفون هذا بنزوله آيات تُتلى وهم في المدينة ...

ها هو اليوم أمام الكعبة ...!!
ها هو اليوم يُعرض عليه الطواف بها، وهو وأصحابه وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنيتهم أن يطوفوا بها ...!!

** ها هي الفرصة تُعرض بين يديه عرضا من أكابر قريش، وهو في أمان من أمره، لا يخشى على نفسه منعا أو دفعا ...

** ها هو والحنين يشقّ عُباب نفسه شقّا، وتعظيمه للكعبة دين من دينه، وحبّه لها قديم وجديد قد كبُر وكبُر ...
وعثمان اليوم رسول آمن، مؤمَّن... فماذا كان من عثمان ؟؟ !

لقد رفض عرضهم، وأبى أن يطوف بالكعبة حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ... !

 emo (13): لنتأمل ... ولنتأمّل ... ولنتفكّر، ولنتفكرّ فيما فكّر فيه عثمان ...  emo (30):

إن عثمان رضي الله عنه لو فعل ذلك لما أُثِم، ولكنه يرفض، ولا يرضى أن يطوف بالبيت قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم...

يرفض أن يطوف بالبيت وهو غاية أمنياته وزهرتها، وهو يتوق لذلك توقا، ويهزّه إليه الشوق هزّا ...!!
يرفض ونفسه تجيش وتفيض حنينا إلى ما عُرض عليه ...

 emo (13): تأملوا، وهو بكلماته، وبإبائه، وبرفضه عرضهم، قد فكّر، قد أحال نفسه إلى عقله، رغم كمّ العواطف التي يحملها بين جَنَباته لهذا البيت العظيم، رغم ما تجيش به نفسه من ذكريات، وآلام، وأوجاع، وظلم مسّه ومسّ حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وأنهم ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد...

رغم ما تنطوي عليه نفسه من حنين وشوق للطواف، للطواف بكلمات التوحيد يردّدها، يُلقيها على بيت الله كما يحب الله ويرضى، وهو البيت الذي ما يزال يرزح تحت نَيْر الوثنيين وأوثانهم ...

 emo (13): لنتأمل... كيف طوى عثمان كل تلك العواطف، وخبّأها لساعتها المناسبة، وهو لا يرى تلك ساعتها بعدُ ...!

وساعتها عنده : "حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم"

لقد تعقّل، وفكّر، وقدّر ... ولله درّه كيف قَدّر .... !

حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تكتحل عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة، وتقَرّ بالطواف...

وليس هذا فحسب، بل إن عثمان لَيَرى بعين عقله، ما لا تُريه إياه عاطفته المتلهّفة للكعبة وللطواف...
إنه يرى طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها "فتحا"...!!

أجل كان يراه الفتح... وذلك هو الطواف الذي يريد، طواف الفتح ....

لا بأس بالصبر ... لا بأس بالتريّث... لا بأس بانتظار الوقت المناسب لفعل ما يحبّ...
إنه الوقت الذي يُعَزّ فيه الإسلام، ولا يُعَزّ فيه عثمان وحده ...!

هذا ما أراد عثمان .... أراد العزّة للإسلام والمسلمين قبل أن يريدها لنفسه ...

أراد مظهر القوة والقيادة والنصر والفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بألف وأربعمائة من أصحابه جاؤوا الحديبية ....!

رأى أن الحكمة كل الحكمة في مظهر الفتح والقوة وإن تأخّر... وإن كان على حساب حبّ وشوق وتَوق، وحنين، لا يُؤثم إن هو أشبعه بطوافه ... وإن لم يكن ضامنا بعدُ أنهم داخلون البيت ومطوّفون به عامهم هذا ... لا بأس أن يتأخر وإنْ بعد عامهم هذا ...

رأى أن الحكمة في إنفاذ مُراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتح مكة مهبط الوحي، ومن إعزازها بالإسلام، ومن تطهير بيت الله الحرام من الأوثان والأصنام المحيطة به، والأنصاب المنصوبة لها ... في دخول مكة جماعة عظيمة عزيزة تُظهر القوة، وتُحقق القوة ...

يُريد مظهر العزّ وجوهر العزّ في آن .... !  emo (13):

إن عثمان اليوم وهو السفير، وهو الرسول، وهو حمامة السلام الطوّافة .... لا يذهب عن خَلَدِه أنه ما جاء إلا تمهيدا لفتح عظيم ... فتح لن يخفى عليه وهُو وأصحابه يرنون إليه خلف قائدهم ... وإن لم يَبُح به القائد بَوْحا، فإن ملامحه لَتَرتسم لعقل عثمان ... فلا يغادرها، ولا يخرج عن خطها، ولا يبتعد عن الهدف الذي يفهم أنه لأجله قد بُعِث .... وأنهم لأجله يسعون، وأنهم لأجله يمهّدون ...

نعم إنهم جاؤوا زُوّارا ... جاؤوا معتمرين، جاؤوا ليطوفوا، ثم يعودوا، ولكنّ عثمان يفهم أنه الفتح قبل الفتح ... وكيف لا يكون فتحا ...وهم قد خرجوا مستضعفين مطرّدين، ويعودون أضعافا معزّزة قوية، ذات شأن وبال وحال ....

وهكذا يؤجِّل عثمان فرحته، ليقيسها بميزان الجماعة، بميزان الفتح، بميزان العزّة للإسلام ...
بميزان الاتباع للقائد الذي يدينون له بإخراجهم من الظلمات إلى النور ...

 emo (13): فلا يسارع ملبّيا نداء عاطفته الجيّاشة ...

بل يأوي إلى ركن شديد، هو رُكن عقله الممحّص، المفكّر، المُقدّر أحسن التقدير، فيؤخّرتحقيق أمنيته وحاجته الفردية ويؤثر على نفسه وبه الخصاصة ليتحقق العزّ للإسلام بالجماعة تغشى مكة بفتح يُبهِت العدوّ ويُبهِره، ويُحيله هو الآخر إلى عقله ليفكّر بميزان هذه الجماعة وبميزان الفتح .....!

 emo (13): يُعرِض عن الفرصة الثمينة رُنُوّا للفرصة الأثمن ...
يفكر بمظهر الفتح وأثره على نفوس الناس أكثر مما يفكر بقضاء حاجة في نفسه التوّاقة المشتاقة...

فلنتعلّم ....  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #449 في: 2018-01-14, 10:18:43 »
2017/02/20
-----------------------

قالت لي ونحن نتأمل مواقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عَرض السيرة : إنني أراه يرقب أصحابه فإن هم ارتفعت إيمانياتهم استغلها ... وإن هم غلبتهم بشريتهم لطف بهم، واستوعبهم...

وقالت لي أخرى : إننا ندّعي الاقتداء، ونحن نبتدع التطبيق ...

وقالت أخرى ونحن نتأمل سهيل بن عمرو وهو يملي على رسول الله صلى الله عليه وسلم شروطه في صلح الحديبية، فيرفض أن يُكتب "محمد رسول الله" قائلا: لو كنا نصدق أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك" .
قالت : أقدر فيه صدقه، وشجاعته في صدقه، وهو ما أسلم بعدها إلا وقد صدّق به حقّ التصديق ... تصديق العقل المقتنع، لا يأخذون الدين بعاطفة مندفعة سريعا ما تهتز بل بعقل ...

وقالت أخرى تدعو الله أن يوفقها في تربية أبنائها وقد عرفت موقفا عقلانيا وقويا لسيدنا عمر:
أسأل الله قوة ورحمة ...

كلمات أحببتها منهن، رأيتها عميقة.. أعجبتني ... أسرّتني وهنّ يتعودن التأمل و"التعرّف" إلى ما "نَعرف" ... 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #450 في: 2018-01-14, 10:19:23 »
2017/02/21
-----------------

ما أهم وقع "التطبيق" في النفس...
نعم نتشدق بالكلمات، وبالتنظير ربما ولكن الفرحة بالتطبيق أعظم من كل فرحة :)

مثلا عندما يأتيك من يفضفض بخطأ ارتكبه، ما أجمل أن تستوعبه، وتناقشه بهدوء، بدل ثورة الغضب، أو التشنيع أو التهويل حتى بدعوى أن يفيق لخطئه...

حاوره ... فالحوار بهدوء أحسن الأساليب تمريرا للمراد ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #451 في: 2018-01-14, 10:20:08 »
2017/02/24
--------------------

اليوم صباحا أشار شرطي المرور لشقيقي أن الطريق الذي يريده مغلق، وعليه أن يلفّ لسلوك طريق غيره...

كان الطريق الذي يوصل لثانوية "مالك بن نبي" ...
لم نفهم السبب.. حتى عاد شقيقي عشيّا، ووجد أن الطريق قد فُتِح...

وإذا بنُصب تمثال جديد كانوا ينهون آخر حيثيات إعداده لينتصب في منتصف الطريق ...
تمثال للمفكر "مالك بن نبي" ابنُ مدينتنا، والذي قضى فيها عمرا من عمره يكتب عنها من شهادته للقرن ما يكتب ...

قضى عمرا بين أزقتها، ومقاهيها، وعادات أهلها .. يرقب الواقع، ويحلّل مبعث مشاكله، ويقترح الحلول بنظرة ثاقبة، وبفكر عال وبإطلالة شمولية تعرف ما للشرق وما عليه، وما للغرب وما عليه ...

تذكرت وأنا أرى تمثاله كلامه عن "صنم" الخرافة، وكيف كان يدعو لمحاربته بروح "الفكرة" ...

تذكرت كيف كان يعدّ "الإنسان" الخامة الاساسية لصنع الحضارة ... وكيف كان يقول أنه لا جدوى من مدارس ومستشفيات ومؤسسات مشيدة، ما لم يُشَيَّد الإنسان أولا(يريد فكره)...

أقول على قدر حبي وعظيم تقديري لفكر هذا الرجل الفذ، ما جدوى "تمثال" يُنصب لمالك بن نبي، وصنم الخُرافة لم يُهدَم من العقول، وروح الفكرة أولى أن تُبَثّ حياة وحركة .... !!!

إننا لا نحتاج أصناما تُنصَب، بل نحتاج أن تُهدَم في العقول أصنام كثيرة لتحيا "الفكرة"... ! ولتتحرك الفكرة، ولتعمل الفكرة ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #452 في: 2018-01-14, 10:20:41 »
2017/02/25
---------

عندما ترى القمر والزهر والنَّوَر...
عندما تسمع خرير مياه النَّهَر، وتغريد الطير، وهدهدات النسيم، وحفيف أوراق الفَنَن ...

عندما يجتمع كلُّ جميل، وكلّ سِمات الجمال في رحلة فِكر...
في رحلة عقل تسبر الغَور ولا تشتفي من السطح ...

في رحلة تخترق الزمان، وتُلغي حدود المكان ... فترفرف على القلب جناحات فرحة لذلك الصلح المنعقد بين الإنسان وما به كُرِّم ...

في رحلة فكر ... وسبر غور... وتأمل عقل...

في رحلة "التعرف" إلى ما "نعرف"...
في رحلة تعرّفنا إلى قريب أبعده مَن أبعده...

عندما نتسوّر الجِنان، فننعم باقتطاف الزهر، وتذوّق الثمر، ولا نكتفي بسماع أنبائها وتخيّل بهائها ...

وكله من فضل الكريم ذي الجلال والإكرام، من جِنان وحْيه وارِفِ الظِّلال ...

اليوم كنتُ وإياهنّ على موعد مع رحلة اجتمعت لنا فيها آيات الجمال... :) وأي جمال... ! أي جمال ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #453 في: 2018-01-14, 10:21:22 »
2017/03/01

-------------------

اللهم إن وافق هواي وميولي لشيء ما يرضيك وما فيه حق فثبِّته علي ولا تُبقِ في نفسي منه إلا ما يستمطر لها مرضاتك، ويزيدها منك قربا..

وإن كان هوى خالصا لا حق فيه ولا ما يرضيك فأبعده عني وأبعدني عنه وإن تزيّن لي بكل زينة الدنيا ...وأبدلني عنه بالحق وبما يرضيك ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #454 في: 2018-01-14, 10:24:25 »
2017/03/07
----------------

قصة الطفل عماد الرائعة

https://www.youtube.com/watch?v=CgZl1xJSjvY
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #455 في: 2018-01-14, 10:26:21 »
2017/03/08

----------------------

اليوم كانت عندي...صديقةٌ ممّن لا أكذّبُ حديثا، وممّن أثق بوصفها وهي من المتأمّلين :) ...

تجاذبنا أطراف حديث تخلّله ما روته مما شهِدتْ يوم أمس وهي على متن الحافلة، والحافلة جامعة لأصناف الناس...

تصف رجلا بين الراكبين، وحاله تُفصح، لا تُخفي شيئا، مما يُحاول عزيز النفس أن يخفي، وعبثا يحاول أحيانا والحال تطغى على التصنّع...

فقر على تعب على سعي في الدنيا يُضنيه يرسم على ملامحه خطوط الكدح كأحسن ما يخطّ القلم "الرصاص" ... !

حينما آن أوان نزول الراكبين، فُتِح الباب فإذا بذاك الرجل تكمل دفّة الباب على ما به فتدفع عضده دفعة اختلفت منها أجزاء ذراعه حتى صاح بأعلى صوته يعلن بَرْح الألم الذي خلفه الدفع....

التفت سائق الحافلة بكل برود وهو يقول : ألم تمتْ بعد ؟!

وزاد على ذلك تلفظه بكلمات سبّ في الذات الإلهية...
تقول صديقتي أنه ما نشب يفعل حتى انقضّ عليه شاب من الراكبين، انقضاض الصقر على صيده، وأمسك بتلابيبه وهو يقول : استقللتَ أمره ؟! استنقصتَه ؟!

فهِمَ أنه كان فيما كان منه أنه لم يبالِ به وقد رآه رثّ الثياب، بئيس الحال ...

وأكمل الشاب : لا ... ! وتزيد و"تكفر" أمامي ؟!

ردّ عليه السائق : تعرف الرجل ؟ تربطك به قرابة ؟

ردّ الشاب : بل أعرف ربه الذي سببته ولم تبالِ ... !

ثم هرع الشاب إلى الرجل يتفقده، والركاب به ملتفّون، فإذا بهم يسمعون له كلمات يردّدها وهو مع ذلك الألم المبرح : لا إله إلا الله...الحمد لله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...

ويرددها ويرددها ...

وعاد الشاب إلى السائق بالقوة ذاتها وهو يقول له في حزم وعزم لا يعرف معهما الخَوَر : ينزل الجميع وستنزل بعدهم معي ... أوحسبتَ المسؤولية لعبا ؟ (يعني أقرب مقر للشرطة )

عندها وجم السائق، ولزم الصمت، وغدا قطعة جليد بمكانه... !!
وهو يخشى غائلة هذا الشاب المتوعد والذي لا يؤُده أن يوصله موصلا لا يُحسَد عليه... عندها خاف، وصمت... خاف وعيد العبد، ومغبّة الوعيد، وهو الذي لم يخف الله ولسانه يعلن " الكفر" ويسب الذات الإلهية ولا يبالي... !

تأملتُ كيف أن ذلك الشاب فعل بمروءته، وشجاعته ودفعه الظلم عن مظلوم، منتَقَص من قدره ما لا يفعله ثلّة مصلحين يكثرون التشدق بالكلمات والكلمات والكلمات....

تأملت كيف نحسب الناس من حولنا هلكى وصرعى الغفلة، وأن المروءة ماتت، وانه لم يعد للشهامة من وجود، ويكثر على الأطلال البكاء والنحيب ونغفل عن أن منهم، من البسطاء لا من "النخبة" من يهبّ ساعة عسرة، ويفعل ولا يخشى في الله لومة لائم، وربما قضى مَن قضى عمرا لا يعترف بأمل في الناس ويحسب أن كلماته هي "العاملة"...

في أحيان كثيرة نُفاجأ بالبسيط الشجاع الشهم يفعل ما لا يتجرأ مصلح بين المصلحين على فعله...

في أحيان كثيرة نرى الناس بعضها واعظا لبعض، مصلحا لبعض، ونحسب أن التغيير يأتي " فقط" ممن يرفع رايته، ويحمل لِواءَه ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #456 في: 2018-01-14, 10:30:41 »
جواب رائع يعلم من يسارع إلى تصديق الخرافة كيف يُفترض أن تكون الردود ...  emo (30):


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #457 في: 2018-01-14, 10:31:58 »
2017/03/13
------------------

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ثلاثٌ هنّ رأس التواضع: أن يبدأ بالسلام من لَقِيَه، ويرضى بالدون من شرف المجلس، ويكره الرّياء والسُّمعة .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #458 في: 2018-01-14, 10:33:26 »
2017/03/13
-------------------

قد تجد رسالة من صديق تحدثك عن تأثير قراءة القرآن في شفاء مرض كذا..أو آيات قرآنية محددة لعلاج كذا وكذا!.... أو للوقاية من مرض كذا !!...

و هذه الأفكار ليست مرتبطة بالمسلمين فقط ... فتجد المسيحيين لديهم نفس الأفكار و المقولات ...و البوذيين ..و اليهود ...و كل الديانات !

..1.. القرآن ليس كتاب تاريخ أو طب أو علوم ...هو كتاب للروح و العقل ...لربط الإنسان بخالقة ... و ليس للعلوم والتكنولوجيا المادية ...

..2.. هناك علامات إعجاز علمي في القرآن الكريم... هذا صحيح .. لكنها ليست هدف القرآن...

كما أن بعض من يدعون التخصص و الخبرة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن يقومون بتحميل بعض آيات القرآن الكريم معاني أكثر مما تحتمل يجعلها عرضة للجدل بلا داعي... و تدمير الفكرة بدلا من رفعها و تنزيهها !...

كما أن ربط القرآن بالنظريات العلمية يجعله عرضة للجدل خطير ..و هو ..ماذا لو ثبت خطأ هذه النظرية العلمية مع تطور العلم ؟... هل سيغير مدعي الإعجاز العلمي كلامهم ؟... أم سيقول السفهاء أن القرآن أخطأ ؟

..3.. رأيت بنفسي في ديانات عديدة بعض الناس يكذب و يلفق بعض القصص لإثبات نظريته عن المعجزات ... بل و هناك من يعالج بالشعر و الموسيقى و الطقوس الوثنية القديمة !

..4.. لم نجد حتى اليوم دليل علمي على هذه الأفكار أو التجارب في مجال الطب ..و التي يدعي فيها البعض أن العلم أثبت كذا وكذا !.... و الدليل العلمي يبدأ بتجارب محايدة على إعداد كبيرة و ظروف متغيرة و مقارنات ...ثم عمل إحصائيات... و يتم تقييم ذلك بحيادية... بعدها يمكن ان تقول ان هناك دليل علمي

..5.. العوامل النفسية و الإيحاء موجود في كل البشر . و يلعب دورا هاما في الشفاء ... و هذا لا يرتبط بدين محدد أو ايمان محدد .. و بالتالي فمن الممكن أن نرى حالات منفردة أو قصص متفرقة ... لكن لأن هذه العوامل من الصعب قياسها ..فبالتالي من الصعب إثباتها أو الحديث عنها في العلم

وضعت في التعليقات بعض الأمثلة لمؤسسات تدعي الشفاء في الأديان المختلفة.

د.خالد عمارة
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #459 في: 2018-01-14, 10:34:17 »
2017/03/18
-------

عند التعرف على أحد، لا يجب أن يكون الانطباع الأول الناتج عن اللقاءات الأولى والتعاملات الأولى هو الحَكَم ...

وحتى إن وُجد منه حسن خلق وأدب، لا بدّ ألا يحصل ذلك الإطراء المبالغ فيه، من شاكلة "طيب جدا"، " ناس ملاح" "فريد من نوعه" ...

لأن كل إنسان كائنا مَن كان له أخطاء وعيوب، وكلما طالت المعرفة بأحدهم كلما ظهر من عيوبه وأخطائه شيء... فلا مَلاك بين الناس ولا معصوم ولا نبيّ...

لذلك وحتى يتفادى الإنسان صدمة قد تكون ممّن جعله مثالا وبرّأه مما لم يحتسبه منه فإن أحسن الحلول أن يتهيأ بألا يُغالي في نظرته لأحدهم، ولا يعني ذلك ألا يسعد بمعرفة الطيبين، فهذه نعمة، بل أن يضع في حسابه أنّ الانطباعات الأولى والسطحية لا تكفي للحكم، فلا يتخذه صديقا مقربا أو موضع سرّ حتى يطول به اتصاله بما يكفي، وحتى يَخبِره في الحالات الصعبة.. وبالمثل لا يسارع في حكمه على أحدهم بالسوء فلربما عرف منه من الخير ما لم يتصوره من مثله...

وللنهج النبوي في ذلك حكمة كل الحكمة بأن يثني من يثني على أحدهم ويُطري من يُطري وهو يقول : "ولا نزكي على الله أحدا"، فإن هذه لقاعدةٌ ذهبية لا يقع في النفس بها إسراف في الحكم، والمشاعر..

إضافة إلى هذا الكلام النبوي الموزون الذي أجمع ثلة من أهل الحديث ومنهم الألباني على تصحيحه وثقة رجاله :
"أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما".
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب