جزاكما الله خيرا
رد فتاة مسلمة هو ما كنت اتوقعه
والحقيقة أنني أرى أن هذا النوع من التفكير غلط
فاقتصاديا... عمل المرأة لا يرفع مستوى الأسرة ماديا بشكل ملموس، الا في حالات قليلة جدا، عندما تكون شهادتها رفيعة، ومرتبها عال جدا، وللوصول لهذه المرتبة تحتاج لتفرغ وانصراف كامل لعلمها وعملها، مما سيجعل علاقتها بزوجها وأطفالها علاقة الجيران والاصحاب.. لا علاقة الاسرة المتلاحمة
لي بعض القريبات الناجحات جدا جدا على المستوى العملي والعلمي... سبقن الرجال في مجالاتهن...
لكن.. كل منهن تعود لبيتها بعد الخامسة مساء، فإذا علمنا انها كانت على رأس عملها في السابعة صباحا... وأنها عملت بجد واخلاص لتتفوق في العمل وتتقدم فيه وتترقى... سنتخيل أنها وصلت لبيتها بالتأكيد وقد أنهكت.. فتحتاج على الأقل لساعتين من الراحة : استحمام وأكل ونوم ولو ساعة)
يعني سيبدأ يومها مع اسرتها في السابعة. وينتهي كحد اقصى في الحادية عشرة، لانها يادوب تنام لتستيقظ للفجر ثم للعمل... وبالتأكيد اطفالها لن يسهروا اكثر من هذا ليعوضوا في الليل معها ما فاتهم في النهار...
طيب.. هذا في الاحوال العادية...
ماذا لو حدثت حالة وفاة في العائلة؟
او مرض؟
او فرح؟
أو اي واجبات اخرى تطلبت منها الخروج ولو لزيارة مدتها نصف ساعة؟ مع مشوار الطريق ذهابا وايابا؟
ماذا لو احتاج عملها لاجتماعات او تكليفات اضافية اضطرت لانجازها في البيت.. كما هو واقع الحال؟؟
هل يستوي عطاء هذه المرأة لاسرتها واطفالها مع عطاء امرأة متفرغة ومتواجدة لهم ومعهم؟
في غير هذه الحالات .. من العمل المتفوق .. فإن الراتب يكون متواضعا، ويذهب معظمه على المجالات التالية:
- مواصلات المرأة
- خادمة بديلة عنها تحمل عنها مسؤوليات البيت
- طعام معلب او جاهز او مطاعم معظم الوقت
- ثياب اضافية للمرأة نتيجة الاستهلاك (مهما كانت من النوع الزاهد.. على الاقل احذية وثياب عملية... اما لو كانت من النوع المهتم بالزينة واحسن مظهر... فالمطالب اعلى واكبر)
- نفقات حضانة للاطفال الصغار
بعد هذا لن يتبقى للأم اي مردود مادي
وانا جربت هذا، وعملت لمدة عامين، وكان صافي الدخل الذي استفادت منه أسرتي نتيجة عملي هو (100) ريال
100 ريال مقابل عمل متواصل وارهاق وتعب وعصبية ...
طبعا كان الراتب أعلى من هذا بكثير... لكن احذفي منه اجرة المواصلات، والحضانة، والخادمة، يبقى 100 ريال
وبقيت ثيابي ونفقاتي الاخرى على زوجي
هذا بالنسبة للاكتفاء المادي
---------------------------
ماما هادية لو كان الأمر كما تقولين لأصبحت الحياة وردية عندنا في مصر
- أنا أتحدث عن واقعنا الملموس في مصر - مع اقتناعي بفكرتك
ولكن الكلام كان عن الشهادة وأهميتها في الأول
كم سيتقاضى الشاب عندنا بعد التخرج فى المتوسط من 700 إلى 1000 جنيه ومع غلو الأسعار هذه لا تكفى شيء
فتعمل الزوجة - حتى لو ب 200 جنيه - لأنه كما يقال فى المثل النواية تسند الزير - فتسد ولو خانة من الخانات الكثيرة المطلوبة - لعلها تسد خانة البمبرز للطفل -
فإن كان معها شهادة عليا فهذا يوفر لها وظيفة أفضل براتب أفضل يقارب للزوج فيتحسن الوضع قليلا ولا وأقول أن مرتبها سينقلهم نقلة مادية شاسعة من متوسط إلى أغنياء
أما ما ذكرته عن الخادمة والملابس فعندنا هذه الأشياء غير موجودة الزوجة عليها عمل وبيت وأطفال وكل شيء وبالنسبة للملابس هي لن تشتري كل شهر من الراتب ملابس فتكون الملابس كل فترة وما يكفى الغرض
هذا هو واقعنا فى مصر الحاجة الاقتصادية هي ما تدفع المرأة للعمل - في الأغلب وأكثرها في الطبقة المتوسطة -
أما المرأة التي تعمل لاثبات ذاتها شأن آخر لا أتحدث عنها فهو نوع من الرفاهية لأنها حينها ستضع فوق مرتبها مالا لأجل ما قلتِه يا ماما هادية
فالواقع الموجود شيء وما نتمناه شيء أخر
وكما قلتِ وضعنا إنما هو تكاتف ظروف كثيرة معا
وأما عن فكرة تحصيل العلم للعلم فهو لا يرتبط بالتعليم الجامعي أو الشهادة فليس من الضروري الحصول على الشهادة يعني تعلم العلم فالكثير لا يتذكر شيئا بعد انتهاء العام الدراسي
(
وللعلم الزوجة تعمل مضطرة وكم تتمنى ألا تعمل فى كثير من الأحيان لأنه ضغط شديد عليها وتمنى أن تحقق ما قلتِه يا ماما هادية من وقت متاح أكثر لأولادها )