المحرر موضوع: خواطر مَكْتَبَتِية  (زيارة 40532 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #40 في: 2011-10-26, 10:32:02 »
فيس بوك عوّدني الاقتضاب....

في مصر أيضًا نستخدم كلمة (عربي) و(فرنساوي).........

يستخدم التلاميذ كرّاسات ذات سطور مزدوجة للفرنسية والإنكليزية....... ما يساعدهم على كتابة الأحرف الصغيرة والكبيرة......... وللحساب كرّاسات ملأى بالمربّعات...... وللغة العربية يستخدمون كرّاسات ذات سطور مفردة....... تتضام هذه السطور حين يكبرون...... ويختفي الخط المزدوج من كرّاسة الإنكليزي والخطوط الطوليّة من كرّاسة الحساب.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #41 في: 2011-10-26, 13:27:38 »
أهلا بك يا عبد الرؤوف... شرفت المكتبة  :good:

هي خواطر مَكْتَبَتية يا عبد الرؤوف من "مكتبة" وليست مكتبية من "مكتب"  emo (30):

طيب يا سيدي ما دمتم لم تقتنعوا أنني لم أكذب على هاني، وأنني كنت أحدثه وأنا على يقين من تبيان الأمر له من بعد، وأنين أعرفه معرفة مقربة من كل ناحية ....وأنني أتحرى الصدق في كل خطوة وفي كل كلمة وفي كل فعل إلى درجة لا يعلمها إلا الله سبحانه، طيب لن أسعى لإقناعكم أكثر بذلك فإنما قد  قستموها ببدايتها ولم تقيموها بنهايتها وبحيثياتها كفعل المفتي الذي يفتي حسب ظروف كل إنسان وحسب حيثياته في قضية هي واحدة عند كُثر فتختلف فتواه  فيها من واحد لآخر فهو لا يكتفي بالعنوان بل يبحث عن التفاصيل ليفتي . emo (30):
ولأن الكثير من الأمور تحتاج نظرة العين للعين وسماع الأذن للصوت لتتكشف لها الحقيقة وتتجلى،ولأن الكلمات في كثير من الأحيان لا تفي بوصف الحقائق خاصة لمن لا يعرف شخصا معرفة عينية ليعرف مدى تأثير ملامح وجهه مثلا في تصرفاته، فإنني لن أسعى للتوضيح أكثر، ولا للاعتراض على اعتراضكم أكثر  emo (9):  سامحكم الله

أما أنا فقد جنتْ على نفسها براقش  ::nooh: :emoti_282:

ترقبوا خاطرة قريبة بإذن الله  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #42 في: 2011-10-26, 15:49:22 »
اقتباس
لكم تمنيت لو أمسكت ساعتها بتلابيب  كلّ من سبّح للكرة ثانيةً من الزمان و كفر بكل معاني الأخوة والتقارب والوحدة من أجلها ............. !!!

في تلك الأزمة قرأتُ كتاب مالك بن نبي المفكر الجزائريّ (الظاهرة القرآنية)....... الذي ترجمه الدكتور عبد الصبور شاهين وصُدِّر برسالة من الدكتور دراز ومقدّمة لأبي فهر في إعجاز القرآن........ وكلّهم مصريّون أقحاح.......

"إنّما المؤمنون إخوة"

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #43 في: 2011-10-26, 17:09:52 »
اقتباس
لكم تمنيت لو أمسكت ساعتها بتلابيب  كلّ من سبّح للكرة ثانيةً من الزمان و كفر بكل معاني الأخوة والتقارب والوحدة من أجلها ............. !!!

في تلك الأزمة قرأتُ كتاب مالك بن نبي المفكر الجزائريّ (الظاهرة القرآنية)....... الذي ترجمه الدكتور عبد الصبور شاهين وصُدِّر برسالة من الدكتور دراز ومقدّمة لأبي فهر في إعجاز القرآن........ وكلّهم مصريّون أقحاح.......

"إنّما المؤمنون إخوة"

أبو فهر هو  محمود محمد شاكر الذي قدم للكتاب باللغة العربية .... المصري الرائع  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #44 في: 2011-10-26, 18:43:12 »
نعم يا أسماء..........

في مكتبتي أكثر من كتاب للشيخ شاكر........

جمعتْ مقالات الشيخ شاكر في مجلّدتين نشرتهما مكتبة الخانجي منذ عامين على ما أظنّ........ قرأتُ جزئهما الأوّل منذ سنتين............

الشيخ شاكر هو أحد رواد المدرسة العروبية التي تعتمد الإسلام مكوّنا أساسًا للشخصية العربية.......... شأنه في ذلك شأن الشيخ محبّ الدين الخطيب والشيخ الكواكبي........... وعلى الجانب المقابل يقف ساطع الحصري وميشيل عفلق.... إلخ

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #45 في: 2011-10-27, 14:26:15 »
نعم يا عبد الرؤوف قرأت عن الأستاذ محمود محمد شاكر وانبهرت بحجم إنجازاته وبخدماته الجليلة للغة القرآن العظيم

فيما يلي خاطرة من خواطرنا المكتبتية
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #46 في: 2011-10-27, 14:26:41 »
في جوّ من السكون الصباحي الجميل حيث الشمس المشرقة بحنوّ ورفق على الأرض تخرج أشعتها حييّة من بعد ليل بهيم سكن فيه الناس وارتاحوا وخلدوا للنوم، فبين نائم و نائم................... emo (30):

بين نائم صاحٍ قد يبدو نائما مظهرا، بوسادة يسنِد لها رأسه، وبفرش يمدّ عليه جسمه، ولكن عقله صاح، يفكر ويفكر ويفكر ...............
وبين تفكير وتفكير وتفكير .....فيمَ تفكيره ؟؟

قد يكون سوريا ثائرا، ملّ  حياة الخوف من الصلاة وهو في المعسكر، حتى لطالما صلى على فراش نومه متخفيا بلحافه خوفا من أن يراه جندي آخر أو قائد من قادة الأسد الأشاوس الذين يحرّمون على العسكر الصلاة .......!!  فها هو اليوم صاحٍ على سريره يفكر بمآل ثورته .... يخطط لفكرة جديدة في مسيرة الغد حيث يصدح "هي لله هي لله ....لا للسلطة ولا للجاه"........والصلاة تتمثل له درة يجاهد لأجل أن تصبح مباحة في معسكرات سوريا الحرة ...............

أو ربما يفكر بكلمات جديدة لصفحة الغد من صفحات مواكبة الثورة الأبية ، مجاهدا بها وهو لا يملك غيرها سلاحا في غربة يعيشها بعيدا عن إخوته الثائرين المتظاهرين..........

أو ربما هو ليل الثائر اليمني الصاحي الذي يفترش الأرض ويلتحف غطاء خيمة اعتصم بها قرب مقر الجاثم على صدر اليمن الذي كان سعيدا قبله، ذاك الذي قيل أن اسمه "صالح" وليس  له من اسمه أدنى نصيب ..........

ربما يبيت مفكرا بآلية جديدة لدعم الثورة، بطريقة سلمية جديدة فيما يملك هو وغيره من السلاح ما قد يحيل اليمن ساحة وغى، ولكنه يفكر ويقدر فلا يلجأ للسلاح وهو بين يديه، بينما يقصف الجاثم "الصالح" إخوته بكل سلاح ...........

ربما هو نائم مصري مستيقظ الضمير والقلب، يبيت ليلته يفكر بمصر، وبمستقبل مصر، وبمستقبل الإسلام في مصر، وبمن يتربصون بالإسلاميين الدوائر في مصر، ربما هو ذاك الذي عاش عمره الطويل أو القصير يحلم بتحرر مصر، وبعودة مصر لدورها الريادي في الأمة، فهو اليوم لا يكاد يصدّق أن مصر قد تخلصت من رأس الأفعى، وإن بقي جسدها المتلوّي يزحف بين الأزقة والشوارع في مصر الجديدة ينفث سمّا من الجسد، وإن قطعت الرأس ومعها اللسان ..........

هو الذي يرنو لمصر حرة وإن كره الكارهون، كل الكارهون........هو الذي يأمل ضميره الحي مع ضمير حي آخر لا ينام، مع ضمير حي آخر لا ينام،في غد مشرق تصبح فيه  مفتوحة "عمرو بن العاص" عمريّة قحّة ..... يقبل أن تحتضن مصر الجميع، أن تحتوي الجميع ...........أن تصاب الفتنة فيها في مقتل ............ بإرادة الله أولا، الله الذي يسمع ويرى إخلاص المخلصين ودموعهم الحراقة في هزيع الليل يدعون ربهم تضرعا وخفية أن يحفظ مصر من كل مكر ...............

ربما هو ذلك النائم الذي أرخى الليل عليه سدوله في قطعة من الأرض اسمها "غزة"  يتابع بنياط قلبه مع عينه وبكل خيوط عقله روضة الربيع العربي وقد ألقى فيها الثوار بذور الأزهار ..............وسقوها بأحمر قانٍ وما استكثروا أن يسقوها ويرووها بأحمرهم وهو ريّ حياتهم، فآثروا الرياض على الأرض والربيع يغمر الأرض وهي "بتتكلم عربي" على أن يرتووا هُم والأرض عطشى قاحلة جدباء .....

هو ذلك الغزاويّ الذي يتابع كل هذا ..... فيعلم أنه لم يعد وحده وأنّ قلبه لم يعد وحده ينبض للأقصى، ويرنو لتحرير الأقصى ويعلو صوته أنه يريد الصلاة بالأقصى ولم يعد يستبعد الحلم، ولم يعد يراه بعيدا من بعد ما ذهب الذي منع غزة النَّفَس ذات عام وسدّ عليها كل منافذ الحياة ظانا أنه يقتلهم ويكتم أنفاسهم ليتخلص منهم ومن مقاومتهم ومن إبائهم ومن حبّ التضحية عندهم ومِن حياة الأم بعد فقدها فلذات كبدها وهي محتسبة فرحة تنتظر يوم لقائها بمن سيشفعون لها لتدخل بمعيّتهم الجنة ..........ظنّ أنه سيخرس أصوات هؤلاء "المجانين" في عرفه ....ذلك الظالم .....
حتى إذا هو اليوم ممدد على سرير يُدفع به إلى خلف قضبان وعلى رؤوس الأشهاد يحاكَم ....... وهذا الغزاويّ يتابعه وهو على سريره ..... ويستذكر مشهده ليلا وهو صاح يفكر على سريره ..........وشتان بين سرير وسرير !!!

ربما هو ذلك الليبي الحر الذي تنفس الصعداء من بعد مقتل ملك الملوك المزعوم، ذلك الليبي الذي فُكّ الرباط عن عنقه والقيد عن معصمه من بعد ما أراه الله يوما فيمن اغتصب جنده أخواته الليبيات كأبشع ما يكون من الحيوان  .... عذرا أيها الحيوان فأنت والله أكرم وأكرم وأكرم ....
فيمَن قتل الليبيين فرادى وجماعات وقبرهم جماعات يظنّ أنه سيتخلص من أرواحهم الأبية ومن ضمائرهم التي لا تموت وإن توقفت قلوبهم عن النبض .....خاب ظنه ذلك القاتل المقتول .....!!

يااااه يا ليل النائمين كم فيك من الصاحين !!! ويا نهار المستيقظين كم فيك من نائمين !

في صباح من صباحات مكتبتي، في جوّ من السكون الذي يسبق استيقاظ الدارسين و العاملين ليبدؤوا يوما جديدا من العمل أو الدراسة ....في كَنَف شمس مستحيية قد أَذِن لها الفجر المنتصر أن تنبلج وتنجلي من بعد ليل بهيم كم كان بين نائميه من صاحين .......!!! ومع صوت عصافير مهاجرة تلقي السلامات من بين السحابات تمنّينا بيوم يغنّي فيه الأحرار نشيد الحرية كما يغرّد فيه العصفور الشحرور نشيد حريته الأبدية .......

أو ربما كان صباحا مندّى بحبات المطر المؤذن بعودة الشتاء الماطر المغيث ، والغيمات المرمِّدات عين السماء الزرقاء تكاد تستصرخ من ينافح عنها ويدافع، إذ أنّ كل الكلمات عنها أنها المبدّلة لون السماء الزاهي إلى لون حزين .... sad:(وأنها التي تحجب قوة الشمس عنّا في حرب بينها وبين أشعتها الذهبية، وأنها ....وأنها ........  sad:(ملّت المسكينة ظلم الواصفين ... فيما تكاد تصرخ بنا :  ألا ترون جمالي أنا الأخرى ؟؟؟

فأردّ عليها في ساعتها ولا أحد غيرنا... أنا وهي وبعض قطرات الندى ....... أرد عليها أنّ جمالك لا يقلّ عن جمال الإشراق أيتها الغيمات emo (30):، في عزّ تلك الساعة الساكنة من صباح مندّى بقطر الندى ...... وطوبى لمن أحسّ جمالك مع نظرة إلى حيث الراسخ الشامخ خلف الأبنية  والعمارات يطل علينا برأسه وكأنما يعلن زمان إعلاء الرؤوس، فكأني به طودا أكثر شموخا من سائر أيامه الفائتة .......... emo (30):

في صباح من صباحات المكتبة الباكرة.... والأنيس طبيعة جميلة ساحرة هادئة ساكنة، ليس سكون الليل ولا هجوع السحر، وإنما سكون الصباح الباكر، حيث الشوارع الخالية من كل صخب، المرتاحة ساعةً من ساعات اليوم من لهث الناس، ومن جحود الناس، ومن آثام الناس .......
وكأنما هي هدية الرحمن للشوارع وللشجر، وللحجر... ليهدأ ويسكن وينام كما ينام النائمون .........!! هدية الله لقطع من أرضه عرفت دبيب الناس كما لم تعرفه أرض  تعودت الطبيعة ومكوناتها وحدها ........


في صباح من تلك الصباحات .........وفي إطلالة باكرة من شرفة عقلي وقلبي على أهل الأرض العربية التي بدأت تذوق طعم الحرية وبدأت تعرف معنى التضحية، وبدأت تتوق لمعنى الانعتاق .......في إطلالة من عقلي وقلبي على قلوب وعقول عرب كثيرين من عرب الربيع المزهر، أطل على أسِرّة حملت أجسادا في ليل النوم لم تنم.... لأنها وقد ألقي عليها بدواء الداء الذي اشتكت منه طويلا لم تعد تعرف النوم .....ولم تعد تستطيب النوم، وباتت تخشاه من فرط ما أخذ من العمر سنوات وسنوات ...............!!!

في صباح من تلك الصباحات ......في صباح هذا اليوم بالذات ....كان أول الداخلين مكتبتي، ولدين يبيعان الجرائد، هما ممن يستقبلون الصباح في ساعات سكونه وهدوئه .......يسألني إن أحببت اقتناء جريدة من عنده -وفي مكتبتي لم أضف بعد ركن الجرائد اليومية-  فاقتنيت من عنده وهو من أولئك الذين تود لو أعطيتهم وإن لم يكن ما أخذته يعنيك ......!

كانت جريدة "الشروق"   .....وكانت صورة القذافي تتصدر الصفحة الأولى رافعا يديه داعيا في واحدة من صوره القديمة ....وعنونت الصورة بمانشيت عريض "القذافي دفن بطريقة لم تحدث في تاريخ البشرية "...........

وأحيطت الصورة من جوانبها بعناوين جانبية يستجلبون بها القراء ليقرؤوا المزيد على الصفحة المفصلة بين باقي صفحات الجريدة .....ولكنّ شيئا من تلك الكلمات لم يستهوِني ولم يشدني، ولم يثر في نفسي شيء من الصورة أو الكلمات إحساسا ....إلا إحساس الكراهية الدائمة لهذا الشخص الذي كان يوما ما يعبث بأرواح المؤمنين كما يعبث الذئب بأطراف الشاة البريئة .........

تعمدت ترك الجريدة مفتوحة على صفحتها الأولى فوق العارض الزجاجي بالمكتبة حيث يقف كل من يدخل المكتبة لقضاء حاجة، وهو حائل بين الزبائن وبين مكتب لي بحاسوب، تركت الجريدة فوق العارض  لحاجة في نفسي .......

دخل رجل المكتبة، وهو بين الخمسين والستين من عمره .... تعودت على وجهه إذ لم يكن غريبا، بل كان زبونا تعود على قضاء حاجيات له من المكتبة، خاصة ما تعلق بالكتب ....

سألني إذا ما زرت العاصمة في معرض الكتاب الدولي الأخير، وإن كنت قد استجلبت معي كتبا منه، وهو يسأل تقع عينه على صورة القذافي، وفي سرعة برقية يقرأ العنوان العريض ويلمح اليدين الممتدّتين بالدعاء، فيقول بين متمتم ومجاهر:

- ادعُ اليوم أو لا تدعُ يا قذافي ....سواء بسواء

فعرفت أنه الذي عرف أن الدنيا قد ارتاحت منه  .... فرددت عليه بلسان قناعتي

- ارتاحت منه الدنيا ..................

- بلى ....وكيف لا ؟؟

- الغريب فيمن يشفقون عليه ويستثقلون قَتْلته ويوصمون قاتليه بالهمجيّين ....ما بالنا؟؟!!

-تلك مشكلة من مشكلاتنا أختاه ....فهل يُنسى كل ما صنع من قبل ....؟؟!!

واكتفيت بقوله هذا ليُقضى شيئ من حاجة في نفسي ......

ويمر الوقت، ....و يدخل مكتبتي رجلان يريد أحدهما صورا طبق الأصل لما عنده من وثائق، وبينما أنا مع الآلة المصورة والوثائق، أسمع حديثا بينهما موضوعه تلك الصورة وذلك التعليق .....

- إييييه .....هذا القذافي رحمه الله رحمة واسعة ..........

فيرد مرافقه :

-لقد صيّروه مجرما من بعد ما كان فاتحا وعظيما وقائدا ......

- وعبد الجليل ذاك ...ليس إلا مجرما ؟؟!!


وأحجم عن أي تعليق وإن كان الكلام يريد أن ينطلق مني انطلاقا ..... ولكنني كنت أعلم ألا فائدة من كلام مع أمثالهما .....زدْ أنّ المرأة منا تعرف من يقدّر كلامها كلاما ومن يرى في كلامها شيئا غير الكلام ........فكان مني الإحجام وكأنني لم أسمع .....................

ويُقضى شيء من حاجة في نفسي، وآخذ الجريدة وأخفيها  وأكتفي برأيَيْن اثنَين وهما اللذان يترجمان حال أمتنا من بعد الخلاص من طاغية بين الطغاة .........................كانت الأرض تشتكي جُرمه وجبروته وطغيانه .......

هي بين فكر ولا فكر ..........هي بين حق وباطل، هي بين إرادة الله في الأرض وأمنية من تمنى أن يكون ما أراد هو أور بما لم يكن يريد شيئا أصلا......هي بين تذكر ونسيان، أو تناس للأهوال وتذكّر للحظة الانتقام وحدها معزولة عن كل ما سبقها، مجردة عن كل أسبابها، وكأنها الافتراء والظلم والتعدّي واللاإنسانية .....

هي بين إنزال المفاهيم منازلها، وبين إنزالها بغير منازلها ..........فنذكر ساعة يكون الطاغية فاعلا ونغضب ونزمجر وقد نزبد ونرعد مع من يزبدون ويرعدون، وحينما يحل الانتقام، وتأتي النهاية التي يريدها الله، نفصل الحدث عن كل أسبابه فلا نعود نرى إلا الحدث وحده وكأنه المقتول المظلوم....

وكأن "الشهيد"  بات وساما يوزّع على الظالم والمظلوم سواء بسواء، على المتعدّي أولا وعلى المتعَدَّى عليه سواء بسواء .........وكأن الحق والباطل وجهان لعملة واحدة ..................

ورغم كل ذلك ...............ورغم كل ما نسمع ....ورغم كل ما ينساه المشفقون على الظلمة، لن نظلمهم بدورنا ولن نحاربهم حتى يروا ما نرى وحتى يذكروا معنا ما نذكر ........

قد نذكّرهم ....نعم ... ولكن لن نحاربهم من أجل أن تصبح رؤيتنا للحق واحدة، مستندة لأسبابها وتاريخها .....
بل سنحارب العمى، وسنحارب التضليل، وسنحارب المساواة بين الظالم والمظلوم، وسنحارب الرؤية بعين وبعين نقيضة بين غمضة عين وانتباهتها ..... سنحارب الانجراف خلف التضليل الإعلامي وثقافة ترسيخ الرأي الآخر بعقول من السهل استعمارها لسهولة قابليتها لأي استعمار ...ذاك الرأي الذي يصيّر الإنسانية إنسانية ساعة يشاء لمآربه وحاجاته، ويصيّر الظلم ظلما ساعة يشاء لمآربه وحاجاته ....
ذاك الرأي الذي يبني على نشره وزرعه مآرب  ومقاصد بعيدة تغيب عن أولي الآراء المتقلّبة الذين لا يرون بعين الحق بل يرون بعين متقلّبة متتبعة لخطى المخططين مُعلية لخططهم، مُنجحة لمقاصدهم ........

سنحارب التضليل ليكثر الواعون ...................... وحتى لا نرى الظالم ظالما يوما وحينما يذهب ويذهب ظلمه  نصيّره مظلوما ....
« آخر تحرير: 2011-10-27, 14:30:07 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #47 في: 2011-10-27, 14:52:58 »
أختي..... الذي يأسف على القذافي بكلّ تأكيد لم يجرّب المصاب في ولد فقيد أو شرف مضيّع أو طلّ مهدّم............

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #48 في: 2011-10-27, 18:37:46 »
دعك من نهاية الخاطرة وما حدث في مكتبتك ومؤامرتك الصغيرة على الزبائن المساكين... مقدمة الخاطرة قطعة فنية رائعة الجمال، يجب ان تفصل عن آخرها السياسي المؤامراتي emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #49 في: 2011-10-27, 19:51:18 »
دعك من نهاية الخاطرة وما حدث في مكتبتك ومؤامرتك الصغيرة على الزبائن المساكين... مقدمة الخاطرة قطعة فنية رائعة الجمال، يجب ان تفصل عن آخرها السياسي المؤامراتي emo (30):

 ::ok::
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #50 في: 2011-10-28, 09:36:47 »
دعك من نهاية الخاطرة وما حدث في مكتبتك ومؤامرتك الصغيرة على الزبائن المساكين... مقدمة الخاطرة قطعة فنية رائعة الجمال، يجب ان تفصل عن آخرها السياسي المؤامراتي emo (30):

 ::ok::

والله كل تلك الخواطر تأتيني وأنا في المكتبة ... فتعلّق الأول بالمؤامرة الأخيرة .... وكم أصبحنا نعيش على وقع الثورات في كل حركاتنا وسكناتنا

بورك فيكما وجزاكما الله خيرا  emo (30):

أختي..... الذي يأسف على القذافي بكلّ تأكيد لم يجرّب المصاب في ولد فقيد أو شرف مضيّع أو طلّ مهدّم............

نعم يا عبد الرؤوف...فقط لو وضعوا أنفسهم مكان من اغتصبت زوجته أو ابنته أو أخته أو أمه أمام ناظريه، والعياذ بالله
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #51 في: 2011-11-02, 17:29:08 »
من على كرسي مكتبتي، وقبالة بابها الزجاجي  أحيانا كثيرة ما يقع ناظري على المارة بين يمنة ويسرة ....

وعلى بيت جارنا المقابل تظلله كرمة قديمة، تتدلى أغصانها على جداره ستارا أخضرا مزيّنا....عرفنا البيت بها كما عرفناها بالبيت، تتدلى أغصانها المثقَلَة بعنب قد ظهر وبان ونضج في أيام العنب من كل عام ....

كان قريبا من قبل أن تخطّفه يد المنون دائبا على إهداء المقربين من جيرانه عناقيد من كرمته كلما أعطت من خيرها، ومنذ ما يزيد عن شهر ذهب جارنا إلى حيث لا كرمتُه ولا بيتُه، ولا مَنْ عرف، بل إلى بين يدي ربه الكريم ليجازيه أجر ما عمل وقدّم ....

طابت كرمة جارنا هذه المرة.... وعلى غير عادته بتعهدها وتتبع خطى مخاضها وولادتها لعناقيدها المتدلية، رأيناها هذا العام وحيدة......

 تتهادى الأغصان منها ويَبِينُ منها العنب بيانا، وقد حُرمت اليد التي كانت إليها تمتد .... فتأخذ من عطائها أخذ الصاحب من شيئه وملكه ....
تُرِكت وحيدة.... فما تعهد الأولاد من بعده، وما عملوا بما كان يعمل.....

فإذا الأيادي تمتد إليها من غير وجه حق كحال من لا تتعهّده  يد الداخل، فتمتد له يد الخارج........... ولكن هيهات لتلك اليد أن تتعهد ...!!!
تمتد إليها وهي الخارجة عن سترها ومن خدرها إلى خارج البيت سافرة كاشفة عن خيرها ونمائها مرغَمة لا بطلة....!!

أيدي أطفال أراهم قبالتي وهم يتسلقون جدار البيت القصير لتأخذ أيديهم من الكرمة  عنبا طازجا ليس لهم فيه من حق.......
فلا أجد إلا أن أصيح بهم أن يكفوا، وأن أدعو منهم من يستأنس بدعوتي ويعرفني فيأتيني محمَّلا بالخزي والأسف، والخجل  والخوف من عاقبة بين العواقب ..... !! :blush:: :emoti_64: sad:( :blush::

وكنت كلما ظفرت بأحدهم حاولت السطوة على غضبي والمسارعة لإمداد نفسي بمفتاح باب الحوار، محدّثة نفسي بحديث الاعتداد والاستعداد وأنني ما زمجرتُ وغضبت فلن يُقبل مني كلام........ وما هدأت وتهيأت وحدثت بصوت الهادئ المسالم فسأظفر بامتداد للحوار...........ولظلال حوار الصغار امتداد لكل حوار ........!!!

أسارع بالمفتاح ليد نفسي، عسى الحوار يُفتح الهُوينى بيني وبين ذلك الطفل المتسلق المبتغي ما ليس له، مقلدا لأترابه، أو متخذها مغامرة بين مغامرات يحاكي فيها شخصيات كرتونات أيامهم هذه.... :emoti_144:  فهو المتسلق المتحذلق، الذي يجاهد في سبيل حبات عنب يفوز بها من علُ .....حبات عنب من كرمة مات صاحبها .....

فيقفز ليبدأ رحلة السارق الخائف الهارب الصغير تطير به ريح قدميه خوفا وهلعا من بعد استنفار صوت بين الأصوات كصوتي، أو.................؟؟؟؟؟أو ماذا يا حزن نفسي ..............ما سمعت لأحد من رجال محيطين بالمكان، أو من المارة من كلمة زجر أو نهي أو .................. !! لا حسرة ولا ندم فالحال متوقع ....... وما على أحدنا انتظار كلام غيره ليتكلم ............. !!

"تاج"  طفل بين أولئك الأطفال، ولكنه وما أن سمع مناداتي له باسمه حتى أقبل عليّ ولم يهرب.... فهو أحد زبائن المكتبة، وأعرفه ويعرفني ......
ناديته وأنا أستحثه على المجيئ  بتقاسيم الهادئ، أو الذي يصطنع الهدوء حتى يفوز بمن نادى، وحتى يَطمئِن المُنادَى وعينه تراقب وجهي وتقاسيمه مع خطواته المقرِّبة له مني ليفوز بالاطمئنان النسبي أنني لست بالتي ستعاقب أو ستضرب أو.............

بين تلك الخطوات المتثاقلة التي تأخذه إليّ يقرأ بين التقاسيم عنوانا من عناوين الاطمئنان ليقبل ولا يدبر وإن كان يعرفني .....
وحدثت تاج بما حدثت .... وسألته ما سألته وكان يجيب عن كل سؤال بجواب رديف .....................

-هل تحب أن يأخذ أحد من شجرتكم شيئا يا تاج ؟ هل تحب أن يأخذ أحد شيئا هو لك عنوة دون أن يستأذنك أو خفية ؟؟
هل تحب أن يسميك الناس سارقا ؟ أما ذقت يوما من أيام حياتك عنبا، حتى تفعل ما فعلت ؟ ألا تدري أن الله يراك وأنّك تأخذ ما ليس لك ؟؟   لكم أحب أمك الطيبة يا تاج، فكيف لأم مثلها أن يفعل ابنها هذا ؟؟ ...لا أستسيغ هذا ......

وكان يجيب على كل هذا وهو مَخزِي، خجِل مطأطئ الرأس ........... :blush:: :emoti_64:......
وتفاهمنا، واتفقنا،  وبلغنا لحظة العهد بيننا ألا يكون ما كان منه كرة أخرى .....فتبسّم وعضّ على العهد بالنواجذ وشدّد حروفه كلها حرفا حرفا  ورفع رأسه لحظتها وتبسم وهو يعاهدني ألا يعود لفعلته ثانية ....... emo (30):



واليوم............................اليوم عاد ...........عاد تاج .....
فإلامَ تراه عاد ؟؟؟؟   !!






عاد لمكتبتي  emo (30):    بمعية صديقه وهو يقول :

-  أستاذة أسماء لقد اقترح علي أحدهم أن نتسلق جدار بيتكم لنقطف من حبات برتقال شجرتكم، فأبيت وما قبلت ....

-   وماذا قلت له يا تاج ؟

-   قلت له أنني لن أفعل ، وأنما هي سرقة ولا يليق بنا أن نفعل هذا ....

-أتعلم يا تاج ؟ تلك الشجرة التي تبدو لكم ثمراتها برتقالا..... ليست برتقالا، بل هي شجرة ثمارها مرة، لا هي الحلوة ولا هي الحامضة، ونحن لا نأكلها، إذ لا يستساغ لها وطعم وإن بلغت كل مبلغ من نضجها ..... وحتى وإن كانت برتقالا ، فما ليس لك ليس لك .......

وطلبت من تاج أن ينتظرني قليلا خارج المكتبة ريثما أوصد بابها بقفل وأدخل بيتنا من بابها  الخلفي، ثم أقطف له من شجرتنا حبة من البرتقال المزعوم .....

وما هي إلا دقيقة أو اثنتان حتى كانت اللفة...... وأتيته بالحبة ..... فوجدته وقد أتى بصديقه الذي اقترح عليه ذاك الاقتراح العبقري يجرّه جرا إلى حتفه  ::)smile: ويمسك بتلابيبه، والآخر خائف فرِق يرتعد ..... وهو أقصر من تاج طولا، وأنحف جسما، بل وأصغر  عمرا ...... !!

ومن ميزات مكتبتي أن كل وجوه الأطفال الذين يسكنون قريبا منها أو يبعدون بقليل، أو يدرسون بمدارس محيطة بها، لم تعد غريبة علي، ولم أعد أنا الأخرى غريبة عنهم .......
وسارع الطفل للقَسَم وهو يراه مهربه وفِكاكه مما لا يعرف عقباه .......

فهدّأت من روعه، وأشرت لتاج أن يطلقه ويطلق تلابيبه وهو الذي بات يرى نفسه شرطيا قبض على مجرم ..... :emoti_214: ، ففعل ...... ووجه الطفل كحبة الطماطم (البندورة) المتفجرة احمرارا ..... :blush::

وأطلقه وهو لا يكاد يقوى على ابتلاع لقمة من قطعة  كسرة يحملها بيده ،ولا يكف عن القسم أنه لم يفعل ......

-   أخبرني إن أنا أردت أن أختطف قطعة الكسرة التي بيدك وأهرب هل كنت لترضى ؟؟

-   طبعا لا . sad:(

-   وإن أنا سألتك أن تعطيني منها قطعة ؟

-   تبسم وأجابني بطفولة بريئة في قلب الجريمة  emo (30): : أعطيك منها طبعا .  emo (30):

-   كذلك إن طلبتني أعطيك من شجرتنا ما تشاء، ولكن إن أحببت أخذها مني خفية فإنما هي السرقة بعينها ، فهل ترضى أن تكون سارقا فيما غيرك إذا سئل ما مراده أن يصير إذا كبر قال : "طبيب"، وآخر يقول "مهندس" وآخر يقول "معلم" ....أفترضى أن يقال عنك "سارق" ؟؟  :emoti_17:
-   لا .....طبعا لا ..... sad:(

وأنهينا اللقاء، بالعهد وبحبة النَّارَنْج المقسومة شقّين ، وأنا أقول: انظروا إليها إنما هي مرة لا تستساغ ......أفتذوقون ؟؟ وحتى إن كانت حبة ماس تتدلى من غصن شجرة ليست لي ......فهل لي أن آخذها ..............؟؟!!

ردد ثلاثتهم  الشرطي تاج، والمتهم الواعد بألا يعود لما كان، والصديق الشاهد .......: لا لا ............

تاج .....هل تُراك حقا ستبقى شرطيّ نفسك ....؟؟؟؟  emo (30):  أملي في ذلك كبير ....  emo (30):

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #52 في: 2011-11-02, 18:33:19 »
لا ينفك عجبي من بيانكم السحري منذ أن قرعت أبواب المنتدى يا أستاذة ::)smile:
ياللعجب، حقا "نمط صعب نمط مخيف"....رحم الله شيخ العربية محمود شاكر وقد جاء له ذكر بينكم..رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
قصَّاصة بارعة من الدرجة الأولى يا أستاذة لم ينفك حوارك عن الحبكة الفنية وعناصر التشويق والسرد المنمق
أسجل الإعجاب والمتابعة ::ok::
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #53 في: 2011-11-02, 18:54:52 »
رائع جدا يا أسماء

يذكرني هذا الموضوع بروائع المشاركات أيام القبيلة
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #54 في: 2011-11-03, 10:20:28 »
سعيدة بتواجدك يا فارس الشرق، أهلا وسهلا بك  :good:

أخجلتماني يا فارس الشرق ويا أم يوسف بكلماتكما الطيبة :blush::، جبر الله خاطريكما  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #55 في: 2011-11-03, 10:52:43 »

آه يا فراشة على أسلوك وكلماتك، هي واحتي التي تخرجني من الهموم، بارك الله لك.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #56 في: 2011-11-04, 10:59:40 »

آه يا فراشة على أسلوك وكلماتك، هي واحتي التي تخرجني من الهموم، بارك الله لك.

أذهب الله عنك كل هم emo (30):، وحرر الله أرضنا لنستجمّ فيها ونشتم فيها أريج الحرية العبِق
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #57 في: 2011-11-04, 12:07:50 »
يا أسماء........

تقول الحكمة العربية:
كل مبذول مرذول.......

لدي إحساس بأن هذا الولد لا يأكل البرتقال أصلا......... وربما عانى الأهل من إقناعه بتناوله......... لكن البرتقال حلي في عيونه لأنّه محرّم....... فقط محرّم....... تماما كشجرة سيّدنا آدم........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #58 في: 2011-11-04, 12:52:40 »
يا أسماء........

تقول الحكمة العربية:
كل مبذول مرذول.......

لدي إحساس بأن هذا الولد لا يأكل البرتقال أصلا......... وربما عانى الأهل من إقناعه بتناوله......... لكن البرتقال حلي في عيونه لأنّه محرّم....... فقط محرّم....... تماما كشجرة سيّدنا آدم........

ربما يا عبد الرؤوف  emo (30):  ربما "جدا" ...والله أعلم، ولكن في هذه الحال هو يكرهه من ذاته وليس هناك من كرهه فيه، فكيف يتوق إليه وقد كرهته ذاته؟؟ بينما سيدنا آدم عليه السلام قد كان للشيطان يده في الوسوسة لتحلّى له ولحواء تلك الشجرة التي أمرهم الله ألا يقرباها . وبكل الأحوال تبقى ثمار كل شجرة ليست لي محرمة علي ما لم يأذن لي صاحبها  .... emo (30):


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #59 في: 2011-11-04, 17:06:59 »
قبل قليل ....بل قبل دقائق من الآن ....

دخل مكتبتي ثلاثة رجال، متفاوتة أعمارهم.....يبدو أحدهم أبا لأحدهما، وربما كان للثاني أخا  ....
لا يتكلمون اللغة العربية ... إلا من "السلام عليكم" ، وحروفها الثقيلة على غير عادة خفتها على ألسنة غير ألسنتهم .....
فرددت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .... وتعمدت أن أحترس... وأنا أردها كاملة غير منقوصة ، وقد عرفت أنهم بلغة غير لغتنا لغاية في نفسي أحببت أن أقضيها ...... emo (30):

سألني كبيرهم  عن مصحفين مُعَلّبين رأوهما من العارضة الزجاجية الخارجية (الفترينة)، مصحفان بطبعة فنية جميلة راقية، كل منهما داخل علبة مزينة بهية جميلة  ....
 ....  وقد بانت لغتهم  وأفصحت وكانت "الفرنسية"، وتبينت من غير ما عناء أنهم من الجالية الجزائرية بفرنسا في زيارة للجزائر ....

أخرجت أحد المصحفين من العارضة، وأفرغت علبته منه، وهل يفرغ شيء بمثل ما يفرغ من القرآن ما كان القرآن ساكنه ؟!!
حتى يتسنى لهم رؤيته عن كثب ..... فإذا بثلاثتهم بتشاورون حول أيهما يكون مقتناهم .... وأوسطهما عمرا يقول بإعجابه بذلك المصحف بالذات، ودون علبته .....فسألته إن كان للإهداء الشخصي فالعلبة لها دورها، أما إن كان سيهديه مسجدا، فما هي باللازمة .....

فثنّى الشاب على قولي وهو يصر على ذلك المصحف بلا علبة.... emo (30):
أعطيته إياه ... ووجدتني بفضول الذي يريد أن يتأكد وقد استقرأ شيئا من الحقيقة، ليزيد التأكيد من فرحة غمرت القلب .... emo (30):

-
أفتريد إهداءه لمسجد هنا، أم تريد إهداءه لمسجد بفرنسا ...؟؟

- بل لمسجد هناك  بفرنسا ....

كان شابا يحمل سمتا إسلاميا، وإن كانت حروف لغته السلسة المنسابة فرنسية ، وبعض من حروف عربية ثقيلة على لسانه  .... لحية خفيفة ولباس عادي، لا مظهر فيه لموضة أو لخارقة بين خوارق لباس شباب اليوم، شعره بمشطة عادية لا شرقية ولا غربية .....

بل إن الكثير والكثير من شبابنا أكثر حملا لتعقيدات الموضة وأسفارها الصفرية الواهية، وخزعبلاتها وهرطقاتها التي لا توحي إلا بمفردات الجنون والخبل ......

زاد من فرح قلبي أنه سيهديها لمسجد من مساجد فرنسا ..... emo (30): فأعربت له عن سعادتي أن بين مصاحف مكتبتي ما سيكون هناك، ليقرأه أحدهم هناك.......................هناك ......... لأسبح في فضاء روحي جميل ...يأخذني إلى هناك ...

حيث كلمات الله تعلو من مآذن بفرنسا .... وإن شنوا حربا على المآذن ....
حيث كتاب الله يفتح لتقرأ كلماته النورانية وإن شنوا حربهم على المصاحف ........
حيث الفرنسي المسلم ذو البشرة البيضاء والعين الزرقاء، والشعر الأشقر ...... وحيث الفرنسية المسلمة المفتخرة بحجابها الأبيض البسيط الذي لا تتدلى منه القطع الزائدة التي تموج موجا وتلهو بها نسائم الهواء الهادئة فتكاد تصيّرها قطع طائرات ورقية ترفرف من جنب وجنب ، كما انتشر بين بناتنا على أرضنا الإسلامية ......
حجاب تلك الفرنسية .... البسيط الذي لا يصف ولا يشف .... كما أمِرْنَا وكما عرفنا، ليس كما تضعه الكثيرات الكثيرات من بنات أرضنا الإسلامية فتكاد كلمة "حجاب" من قاموس العربية تفرّ وتقفز من مكانها بين الكلمات، لتتمثل باكية آسية أمام كل مسلمة يقال بين الأقوال  أنها المتحجبة ويُرى أنها اللاهية بالحجاب اللاعبة........

ذهبت بعيدا وأنا أعرف أن مصحفا بين مصاحف مكتبتي يقدر له الله أن ينتقل من مكانه ها هنا إلى ها هناك ....حيث قد يقرأه مسلم مغترب يتوق شوقا لكلمات ربه بين مضايق الغربة ومخانقها ............

قد تكون مسلمة تلك التي ستحتضنه وتقبله قبل أن تفتحه، وعينها تدرّ من دمع الشوق والحب، تفتحه لتقرأ من كلماته على جالية مسلمة هناك تجتمع في ساعات صفا لتنهل من بحر النور حيث بلاد النور وثورة الأنوار .... وهي عندهم ظلام بلا كتاب الله .......

قد تقرأ عليهم منه كلمات، قد تبحر معهم في تفسير معانيها، قد تبكي مآقيها وتبكي معها مآقيهم شوقا وحبا بنور الله يغمر قلوبهم ويعبّ لها منه فيه ...............

قد يكون فرنسيا أو ألمانيا أو أو أو ..... كيفما كانت جنسيته.....وقد  اعتنق الإسلام حديثا .....فيفتح صفحاته ليقرأ أول سورة حفظها من كتاب الله "الفاتحة ".........

يفتح الله بها قلبه، ويفتح بها الله عليه..........فيقرأها وهو يهجي حروفها حرفا حرفا .... وقد تعلم الحروف العربية حديثا لا لشيء إلا ليقرأ كتاب الله ...
وليفهم كلامه كما نُزّل ، وباللغة التي بها نزّل، وليقرأ الفاتحة والسور القصار في ركعات صلاته الخاشعة وهو المنيب بين يدي ربه الرحمن الرحيم ملك يوم الدين الذي إياه يعبد وإياه يستعين .......... والذي يسأله أن يهديه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

ولينهيها مؤمنا .............."آمـــــــــــــــــــــــــــــــــين"

قد يكون هو هذا الذي عرف الفاتحة قريبا، من سيفتح ذلك المصحف فيلقي من نور ابتسامة عريضة على نور الكتاب ...ليلتقي النوران....
نور قلب قد اهتدى واتقى،  ونور كتاب هو للمتقين الهدى ............. فأي رحب وأي فضاء وأي سماء تلك التي فيها من هذه الأنوار ومن هذه الإشراقات العليّة .....!!

قد يكون شابا ما لامسته نسائم العشرين بعد .....قد تكون شابة ما هدهدت وجنتيها الغضتين نسائم العشرين بعد ......قد يكون هو أو هي فاتح المصحف .....المعبّ من أنوار النور المبين ........... هداه ربه وهو شاب، فيا سَعد نفسه ويا هناءها وهو الذي تلقفته يد الرحمة الربانية ليمضي العمر مسلما ........!!

أو قد يكون شيخا جاوز السبعين .....يتوكأ على عصا وله فيها من مآرب أخرى، إذ عزّ أن يمده الوهن فيه بما يقضي له الأخرى .... قد يكون هو فاتح المصحف .................يااااه  أوَبعد كل هذا ؟؟؟ !!! ...........لا لا بل مرحى مع كل هذا emo (30): ...........مرحى لعمر لن ينتهي إلا وهو مسلم، فيجبّ إسلامه كل ما كان منه من سنون عمره .............

يا رحمة الله ويا نوره المتمّم ولو كره الكافرون ..........يا نور الإسلام يشرق على الأرض وإن شنوا الحروب والحروب.... يا ماءه العذب الزلال يشقّ الصخر، يفتته.... يمرّ من خلاله قويا عظيما يشق الآفاق  ليطهّر ......

يااااه ........ يا رحمة الله العلي العظيم ......... ويا نوره السنيّ يمتد بين ثنايا القلوب المنهكة ليفرحها ويبهجها ويعيد لها فرح الروح ..........
يا فرحة الروح بنور السماء يسمو بأهل الأرض حيث السناء ........ ليكون مَن على الأرض على الأرض وهم يسبحون في أطراف السماء.......ليكون من على التراب بترابهم طيورا تحلّق وتسبح وتحط على سحابات السماء حيث المياه الثجاجة البَرَدية تغسل القلب بحبات سماوية نورانية ................

يا رحمة الله لعباده المذنبين ...............ليفرح القلب بعطايا الرحمن الكريم ........بفرح الروح ........يا فرحة الروح ما أحلاك بنور رب العالمين......
« آخر تحرير: 2011-11-04, 17:48:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب