المحرر موضوع: خواطر مَكْتَبَتِية  (زيارة 40581 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #80 في: 2011-11-10, 02:00:04 »
كم كانت القيَم في زمان صِغر أيادينا، ونضارة وجوهنا، وتألق ابتساماتنا قِيَما ....وكم ندين لكل من علّمنا قيمة منها ... !!وعلمنا أنها التي لا تقاس بمقياس ولا توزن بميزان، ولا تباع ولا تُشترى، وأنها التي تبقى مدى الدهر أصيلة  أصيلة أصيلة ....لا تتبدّل ولا تتسنّه .... !!

كم كنا نحاكي السنابل المزدهية  بضوء الشمس، الرانية  للأفق، المشرئبّة للخير والنماء والعطاء وهي المئة من واحدة ....فكنا ننغمر فيها بقاماتنا القصيرة، ونستأنس بفعلها في وجوهنا.... وأعيننا تنغلق دون هدهداتها، ووجناتنا تستطيب لمساتها ....... emo (30):

-أنا لا أبيع الكلمات يا غادة، ومثل هذا لا أريد منه مقابلا، ولا يستقيم أن يكون له مقابل.... فإنما هو جهدك، وكانت مني مؤازرة، مقابلي يا غادة أن تعوّدي عقلك على أن يكون المعطي الخالص، وأن تكون العلامة لكِ لقاء بنات فكرك لا بنات فكر غيرك ....ذاك هو مقابلي يا غادة ....  وفي قلبي تلك الآه العتيدة الجديدة...... آه لو تعلمين آهي يا غادة .....!!

ليتكم أيها الآباء..... أيتها الأمهات يا رعاة الأمانة الكبرى عرفتم أنّ عطاء طفلكم  وإن كان صغيرا هو الذي يستحق لقاءه العلامة، وأنّ تخميلكم لعقولهم لقاء العلامة هو الوبال، وهو الخَسار لهم لا الربح ولا النفع ولا الفائدة المظهرية التي تنشدون......

وساعة يجدّ الجدّ فإنّ طفلكم اليوم سيصبح الرجل المتواكل غدا، والمرأة المتواكلة غدا ....هم  المتواكلون غدا أبناء أمة المتوكّلين ....ساعة يجدّ جدّ الأمة ويقوى عزمها بذوي العزم فيها سيُلفظ المتواكل الذي كنتم أنتم زارعي بذرته الشوكيّة  ....فعلامَ تقيمون فيهم للشوك صروحا ؟؟ !! وتئدون الورد وتستكثرون أن تعرّفوه وجه الشمس......؟!!

ليتكم تفيقون وتستنهضون في رؤوس أطفالكم شيئا يحتاج أن يُستنهض .....

للكلمات عبير يفوح شذاه على أيديكم لتنتشي النفس وتطمئن أن الدنيا لا تزال بخير..وأن هناك أملا...
آهي يا أسماء...إنها أمانة أي أمانة!!
سأظل ما شاء ربي أرتاد رياضكم الغناء لأنهل من معينكم الصافي، به تسمق الروح وتزكو النفس وتستنهض الهمم، وتنتشي الأنفاس...
دمتى موفقة مسددة...تحياتي الخالصة..
« آخر تحرير: 2011-11-10, 02:01:38 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #81 في: 2011-11-10, 07:24:35 »
الحمد لله والشكر لله عليكم نعمةً إخوتي .... وإن في القلب لكم جميعا لمكانة وموقعا لا يعلمه إلا الله ....
لكم تعلمت من جمعكم....ولكم كنت بين أيديكم كالتلميذة تأخذ لتعيش بما تأخذ .....وكل منكم قد أعطاني مما تفضّل عليه المولى عز وجل

فالشكر الموصول لكم ..........

سيفتاب كم أتمنى لو تبوحين بين إخوتك، وتزيحين حاجز الخوف من أن يكون بوحك ثقلا علينا، بل نحن هنا إخوتك وما يشقيك يشقينا، فتكلمي يا سيفتاب، وأفرغي شيا مما يقلك أختي الحبيبة، وتذكري ساعة كتبت تصفين خرجتك لميدان التحرير، لم نقرأ ساعتها كلمات أجمل منها ..... وستعود تلك الساعات قريبا يا سيفتاب  emo (30):

أفرح الله قلبك يا فرح وأراك الله من ولدَيك خيرا يا أم يوسف، ونورك الله يا بسمة وسدد خطاك على درب مسعاك، وشدي حيلك يا هادية لتدفعي الديون القديمة كلها  :emoti_282:
وأتم الله عليك نعمته يا فارس الشرق وجعلك أبا أهلا لحمل الأمانة يا رب . emo (30):

والشكر موصول لكم جميعا  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #82 في: 2011-11-10, 12:43:16 »
شوفي يا أسماء
أنا أحبك في الله,,, وانت حبيبة وغالية وكل شي.... بس ع الجيبة لا حدا يقرب

ثم مدير المنتدى والمسؤول عنه إسلام... فمنك إلو اصطفلوا....
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #83 في: 2011-11-10, 12:56:22 »
شوفي يا أسماء
أنا أحبك في الله,,, وانت حبيبة وغالية وكل شي.... بس ع الجيبة لا حدا يقرب

ثم مدير المنتدى والمسؤول عنه إسلام... فمنك إلو اصطفلوا....


أها .... التفاف على المطالب  ::hit::  وتلاعب ....  :emoti_144:   "حبيبة" و "جيبة" ، والجيبة أصبحت أهم من الحبيبة ... :emoti_351:
طييييب ....طيب     :emoti_282:   أما الأخ إسلام فلا أظنه حريصا على الجيبة مثلك  :emoti_64:  اللهم لا توقعنا في حريص على الجيبة كحرص هادية الحبيبة  :emoti_282:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #84 في: 2011-11-10, 13:02:24 »
اقتباس
ليتكم تفيقون وتستنهضون في رؤوس أطفالكم شيئا يحتاج أن يُستنهض .....

قبل عشر سنوات وكلتْ المدرسة الثانوية لأستاذ اللغة العربية انتخاب طالبين لمسابقة الخطابة...... ووقع الاختيار عليّ وعلى صديقي الدكتور مصطفى عمر....... بوصفنا أعلى الناس درجةً في الأوراق الرسميّة........ وكان اختيارًا غير موفّق........

اختارني الأستاذ عبد الرزّاق الخطيب بناءً على قطعة خطابية حفظتها عن الشيخ يوسف القرضاوي....... وأعجبه ترديدي إياها.....

في يوم الاختبار سألتني الممتحنة عن اسمي ودرجتي....... فمصّت الشفاه ودعتْ بالبركة....... وطلبتْ منّي أن أتكلم عن التدخين........

التدخين؟!!!

كانت قراءاتي شاحّة جدّا......... ووقتي أكثره للدراسة وشئون أخرى...... ليست القراءة جزءً منها.......

-التدخين عادة سيّئة....... وضارّة بالصحّة........ وأخذها النّاس عن همج........ هم الهنود الحمر.........

وانقطع رفد الأفكار........

طلبة المدارس يركنون إلى كتب المدارس في سقيا الأفكار........ وطالما خابت آمالهم في الكتب المختزلة والمدرّسين المقلّين!....... وما قلته أنا هو منتهى ما عرّفتْني كتب المدارس.........

في تلك الأيّام -يا أسماء- تلبّسني روح أبي....... ولبست بزّاته بعد تقييفها....... ورسمت شجرة للعائلة النجوليّة....... وحفظتُ غنا اعتاد أن يسمعه....... وكلاما أحبّ أن يصطبر به......... وأنشأتُ رسائل إلى أخي في القاهرة......... وشعرًا مكسورًا في آخره:
يا نور قلبي ويا ضياء حياتي
وأنا بدونك يا محمّد يا أخي
مثل النبات بغير ماء في الفلاةِ

وأخذتْني الجامعة من أهلي......... وأخذتْني كتبي من الجامعة........... وأخذتْ منّي دمعي ودمي وعصبي....... وأصبح لي إنشاء كإنشائها......... وسوداوية كسواد المداد.........

أبشري يا أسماء...... غدًا تفرح (غادة) الصغيرة قلبك بكلام طويل........ أوّله محبّة الله...... وآخره محبّة معلّمتها.........

والسلام على البشير النذير و(السراج المنير) معلّم الناس الخير.........
« آخر تحرير: 2011-11-10, 13:06:56 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #85 في: 2011-11-10, 13:50:16 »

أبشري يا أسماء...... غدًا تفرح (غادة) الصغيرة قلبك بكلام طويل........ أوّله محبّة الله...... وآخره محبّة معلّمتها.........

والسلام على البشير النذير و(السراج المنير) معلّم الناس الخير.........[/font][/size][/b]

اللهم صلِّ وسلّم وبارك على السراج المنير المبعوث رحمة للعالمين أفضل الصلاة وأزكى التسليم

أفرح الله قلبك يا عبد الرؤوف وعمّره بالإيمان، ونوّرك ونوّر بك ....ولا تتصور مقدار ما يفرحني أن أقرأ لك يا عبد الرؤوف، ولأحمد ولسلمى ولجمانة، وقريبا غير بعيد منكم لأبنائكم، آباء وأمهات مستنهضين لهِمم أبنائهم .... وبكم بإذن الله تنبني أمتنا المتوكّلة على ربها لا المتواكلة emo (30):

فأبشر يا عبد الرؤوف...أبشر  emo (30):

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #86 في: 2011-11-11, 12:23:23 »
ومما حدث في مكتبتي أيضا شيء عثر عليه عبد الرؤوف، فأعيده لمكانه الأصلي  emo (30):

لا أعرفها من قبل، ولم ألتقِها بحياتي مرة، ولكنّ من الناس من إذا قابلتهم مرة تناسمت الأرواح قبل بَنات الشفاه، وهدهدت نسمات الأرواح القلوب تستوثق من الصورة بين صور القلوب لا بين صور الذاكرة ...

كانت بمعية ابنتها تسأل عن محلّ يبيع بعض المستلزمات الخاصة....أرشدتها إلى واحد حذو مكتبتي،فأخبرتني وقلبها يرتسم على شفتيها مفترّا   emo (30): أنّها تريد الحاجيات لسفرة العمر التي طالما انتظرتها وطالما راودتها حلما يطوف ويطوف ويطوف ولا ينفكّ حلما ورديا مزهرا يروي صدى المشتاق لأن يطوف الجسد يوما مع الروح التي تطوف ......

أخبرتني أنها ستذهب للعمرة قريبا بعد أيام، وابنتها المرافقة ترمقها بعينين ذابلتين  مُغْرورقتين حينا،تتصنّع التلهي عنها هاربة من وَشي العيون حينا آخر  ......تظنّ أنّ  بها عليها قوة ، إلى أن أفشتني المرأة سرّ عيني ابنتها.... emo (30):

إنها المريضة التي ينمّ صوتها الخافت عن قلب ضعيف، ضعيف عليل يُعييها، وأبناؤها الذين فقدوا الوالد من عهد قريب يخشون عليها ويخافون فَقدَها في رحلة لن يرافقها فيها أحدهم، إلا أن شوقها للطواف والسعي والصلاة بأعظم بيوت الله على أرض الله يفوق حاجتها لمرافق وتفكيرها في فائدة المرافق ....

وكلما أوغلت في الحديث عن تلك البقاع كلما ازدادت ابتسامتها إشراقا وانقلب الوجه الشاحب من فعل الضعف، -وإنّ من الضعف لقوة توهِن القوة وتغلبها على أمرها-  انقلب وضّاحا صبوحا ....

ويكأنّ  شمسا تطلع من الوجوه إذا كانت صورة أخرى لقلوب تنفست هواء السعادة وإن كانت قلوبا ضعيفة عليلة.....

ألا إنّ علة القلوب في فَقدها لمعنى الفرح بالإيمان ولنفحات الإيمان ولمذاق ثمرات الإيمان النضرة الشهية، أما قلوب مسّها وَهَن المرض ومازالت تنبض بروح الإيمان فلعمري قلوب سليمة صحيحة ندية ....... قلوب وإن خفَتَ النبض ، وإن سكت.... حية تعرف معنى الخلود وتذوق النعيم مقيما ...!!!

اللهم ارزق قلوبنا صحة الإيمان واليقين ...


« آخر تحرير: 2011-11-11, 12:26:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #87 في: 2011-11-12, 10:08:49 »
أبى منبت العيدان أن يتغيرا.




أستاذة أسماء ـ بيني وبينك ـ عندي عريس   :blush::
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل الشافعي الصغير

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 11
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #88 في: 2011-11-12, 23:52:20 »
قرأت سيرين ... فو جدت أنّ :

 سيرين لوعة أمّةِ .. قد جّسِّدتْ في طفلة ِ



وقرأت هاني ، فعادت بي الذاكرة إلى أحد الأساتذة بالكلية الطبية ، بينا زميل يسأل في حالة لا علاج لها إلى الآن  .. ما العمل ؟؟

فيجيبه ساخرا ـ ومن السخرية مرّ الصّاب ، وشوك الصبّار ـ : نحن في انتظار الصينيّين ، يا بنيّ !!


وقرأت الملحمة العربيّة الإسلامية ، حيث تتكاثف الرؤى ، وتحتشد الصور .. فمن سورية إلى اليمن إلى مصر إلى باقي الجسد .. 

وبينما الأحداث ـ على الحشد ـ رخيّة تنساب في نعومة مخمليّة انسياب قطر الندى في مراشف زهرات الخميلة ..

 وبينما الإيقاع شجرة مشتبكة الجذور ،متناسقة الأفنان ، منضّرة ، مخضرّة .. قد سمقت ، وبسقت ، واثمرت ، فأبهرت الأبصار ،

وشرحت الصدور  .. إذ بالشجرة ـ في حديث الآسفَيْن على قذافيهما ـ تجتثّ من مغاصها  في مثل هبّة النائم نشوان في حلم لذيذ

قد تفزّع بصوت صفارة إنذار ، أو رعد مهدار ، وإنما نسأل الله النجاة من النار


يا أختي لا يزال إلى اليوم  في مصر ـ وكلنا في الهمّ شرق ـ من يتحرق شوقا ليوم من أيام مبارك .. وأبناء مبارك ـ غير الشرعيين ـ

وأذنابه يملأون جنبات الفيس بوك ؛ وأجحارهم فيه ومساربهم شتى أخص بالذكر منها ـ ولا كرامة ـ صفحة ( احنا سفين يا ريّس )




أعود إن شاء الله ـ والله ييسر ـ  لاستتمام ما ينقصني ، واستدراك الفيض الذي فاتني ـ ولا أعرف كيف تغافلت عن المنتدى إذ لمّ

الشمل ورأبَ الصدع ، الذي كان غلقُ سابقه الوعد شقّاً في القلب ، وغصة في الحلق ، ولفحا من الغربة في العالم الافتراضي ..


بورك القلم ، وسلم 

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #89 في: 2011-11-13, 10:09:57 »
نعم يا  فارس الشرق يأبى منبت العيدان أن يتغيرا ...وقد قرأت عن هذا المثال في موضوع "الأمثال العربية" الذي تكتب فيه، بارك الله فيك  emo (30):

أهلا وسهلا بك أخي شافعي، نورت "السراج المنير"   emo (30):

إذ بالشجرة ـ في حديث الآسفَيْن على قذافيهما ـ تجتثّ من مغاصها  في مثل هبّة النائم نشوان في حلم لذيذ
قد تفزّع بصوت صفارة إنذار ، أو رعد مهدار ، وإنما نسأل الله النجاة من النار

نعم إذ نبحث في  "ما هو كائن" لـ  "ما يجب أن يكون"...فنرى بعين طامعة فيما هو خير أنّ مع العسل الذي ذقنا  بعض الشوائب  طمعا في عسل مصفّى ...وحتى عصبة "إحنا ولادك يا ريّس" وأشباهها لن ينالوا شيئا بإذن الله والأقنعة إلى سقوط

ولا أعرف كيف تغافلت عن المنتدى إذ لمّ

الشمل ورأبَ الصدع ، الذي كان غلقُ سابقه الوعد شقّاً في القلب ، وغصة في الحلق ، ولفحا من الغربة في العالم الافتراضي ..

بورك القلم ، وسلم  

مرحبا بك أخا كريما مكرّما بين إخوتك ....وبوركت أخي وبورك قلمك أيضا emo (30):
« آخر تحرير: 2011-11-13, 10:11:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #90 في: 2011-11-14, 14:00:21 »
إنه كائن صغير، قصير .... ! ::)smile:

للسّين صديق صدوق، وللشين والثاء عدو لدود  ::ok:: ...جَموح، مَروح، سَبوح ... طليق ، حرّ، عتيق، مقبل ، مدبر  ....

تراه وكأنه الراكض أبدا، وكأن الفرحة وقهقهاته سريعة الانبعاث مِجسّ ما أن تمسّه حتى ينطلق عاملا كأكثر العَاملين سعيا و نشاطا وعطاء ....ووجهه الملائكي نور يشعّ على الأمكنة كلها حيث يحلّ، فيبعث من أنواره إلى كل القلوب المحيطة ...

هو القريب الحبيب، الذي يأخذ من سُويداء القلب بكل الأطراف...فلا يكاد يُذكر اسمه حتى تهلّ الأسارير على الوجه مستذكرة وجهه النضِر، ووجناته الوردية، وأنفاسه المتعالية نبضا فوق اللباس وفوق القياس وكأنما تلك المضغة هي الجسم كله، فإذا وهي الصالحة فِطرةً وطبيعةً لا جهادا وعملا، صلح الجسم معها فغدا كلّه ينتفض قلبا نضِرا....

فإذا غضِب هو الجميل، وإذا فرح هو الأجمل، وإذا طرِب هو الأجمل والأجمل، وإذا صخِب هو الفيلسوف الذي لا يخجل من أن يعرّف الحياة كلها بتعريفاته الخلطيّة، والويل والثبور لمَن سخِر من فلسفته وحكمته، ورأى فيها الخَبط ... !! :emoti_144: فهو من أشرس المدافعين عن رأيه، وعن رؤيته، ومن أكثرهم ثباتا على ما يرى وإن اجتمع له العلماء والحكماء ....!!

أنا لأمِّه خالة ....وله بالتعدّي خالة أيضا...ولكنّ ساعات حياته الأولى ما تزال تدقّ في جنبات بيتنا الذي كان محتضِنَه الأول من بعد غَسله بماء الدنيا من غُسله بماء الحِمى الإلهي بين أحشاء حانية مُطْبقة عليه دارا وسُكنى هي أكثر المساكن والدور رحمة وألفة وراحة وسكينة وترفا ووَفْرا، ليستقبل الحياة الدنيا وينسى أيام بطن رؤوم تحمّله أشهرا تسعا ....

كان بيتنا، وذلك المكان المُعَدّ فيه لاستقباله بنِمْرِقته ولِحافه مكانا شهِد أولى ساعاته قدوما لهذه الدنيا ...

وتمرّ الأيام منذ تلك الساعات لتجمع له رصيدا معدودا من رصيده في الدنيا،قريبا غير بعيد سيتمّم به السنوات الأربع ....

قد اشتدّ عوده، وأصبحت يداه المنقبضتان من عهد الساعات الأولى يَدين متحرّكتين عاملتَين مُمسِكتين، مُعطيتين، مبتكِرَتَين.... وأصبحت قدماه اللتان كانتا من عهد ساعاته الأولى لا يعرفان غير المدّ وضعا، قدَمَين ماشيتين، قافزتين، راكضتين، ضاربتين، راكلتَيْن لكرة أو حتى لشي من الأشياء النفيسة، ففي شرعتهم ...النفاسة شيء من الأشياء وليست شيئا فوق الأشياء ...!

وغدت عيناه المغلّقَتَان عن الدنيا وما فيها من عهد ساعاته الأولى، المولّيَتان عن الدنيا وما فيها وكأنهما ما تزالان القابضتَين على أطياف البيت الأول وأحلامه وأمانه، تأبيان التفريط بصوره التي لم تكن إلا بين معاني الحب والحنان والرحمة والأمان، لا تحيد عنها لأخرى .... غدت عيناه اليوم مفتَّختين، باحثتَين، محدّقتين، دامِعتين ضحكا أو بكاء، غاضبتَين، متوعّدتَين، مطالبتَين بالحقوق دوما، ولا وجود لمعنى الواجبات في بريقها الملوّح بالسلامة والراحة والدَّعة، وأن التّعب عنده لهث خلف معانيه الصغيرة، الكبيرة في عالَمه الذي ينشغل فيه ويغرق منشغلا وهو يخلط الألوان خلط عشواء كأبرع فنّان من فنّاني يومنا المحسوب عمله على الفنّ حسابا زائدا كحساب صفر شِماليّ الموقع... !

إذ قد تنبعث القشعريرة في الأجساد المنهكة شوكا مَنْبَته النّفس المتضررة من الرؤيا، ومُتَنَفّسُه رؤوس تونِع خارجا تؤذن عن نفسها ببرودة تعمّ الجسم وتغشى أطرافه لترتعد أوصاله من سَطوها ....  من رؤيا خطوطهم المتداخلة التي يقال عنها أقاويل الفلسفة والفنّ والجهبذة والعبقرية المنكفئة في أعين البسطاء المطّرحة اطّراحا في أعين الحكماء... ! sad:(

فأي فرق وأي بَون هو بين فنّك يا "معتزّ"  الحبيب وبين فنّهم هذا ؟!!

وغدا رأسه الذي كان يعذّبه حَملا وهو يرتجّ فوق أطرافه إذا حملته بين يديك، تعمل فيه العينان، بين يمنة ويسرة، ولا يقوى على تثبيته  وعيناه تعملان، غدا رأسا مفكّرا يصعد بالفكرة ويهبط، ويحتال ويمكر، ويختار ويصرّ، ويقترح ويرمي بسنّارة مُطْعَمة لينال المراد، ويقرّر.... ولا تقوى أعتى القِوى على ردّه عن قراره، حتى غدا "معتزّ" بين أترابه العنيد .... !!

و هَبْك المجرّب الحذِق الذي يظنّ بحبائل أفكاره وقراءاته الفوقيّةَ والمعرفةَ وبصبره الصبر، وبسَبْره السّبر ....ولتكن أحد الذين يحاولون ردّه عن قرار ...فلك أن تحتمل العواقب وأنت بين يديه الذي لا يقوى على إقناع ولا محايلة ولا مراودة ...كحلمنا بقائد تقي نقي يكون مع تقواه ونقائه قويّ العزيمة، صارم القرار في غير هَوَج مُهلِك ولا إبطاء مُبْرِك...

غدا مفكّرا يتقن لغة الاستدرار لما تعوّد درّه من عواطف مَن حوله ليقضوا له حاجة بين الحوائج الملحّة، وكل حوائجه ملحّة ...  :emoti_138:

وفي مكتبتي له القصص والحَكَايا...حتى لكأن كل ركن فيها يحكي عنه حكاية...
إنّه الذي ألفها وألف جوّها، وأشياءها الملوّنة الزاهية مذ كان غضا يقفز للألوان بصوت القفز قبل أن تعمل بالقفز قدماه ...وأحبّها وأحبّ ما فيها، وأحبّ ألوانها وأشياءها الملوّنة بألوان فرحهم الدائم ....

فكان كلما زارنا جعلها  قبلتَه الأولى، حتى أنه -وقد اشتدّ فكره مع عوده-، أصبح يترك أمّه أو أي مرافق له إلينا على باب البيت طارقا، ويهرول هُو إلى باب المكتبة الملاصق ليدخل إليها أولا قبل دخوله بيتنا ....

فأستقبله محتضنة، مفرغة من شوقي إليه وهو الذي لا يفرغ وإن زارنا كل يوم .... ويحتضنني بحرارة منمّة عن حبّ كبير صادق يلفّني به لفا ....

ويبدأ بالطواف، وكأنه الطواف الركن و النُّسُك بين مناسك الفرض المفروض... !! وتجول عيناه الصغيرتان الجميلتان وتصولان... وتبحثان بين الألوان عن الجديد، وما أكثر ما يَميز الجديد عن القديم الذي يصبح جديدا ويمسي قديما بين عهد وعهد قريب من عهود المكتبة ...

ويبدأ بألحانه الشجية "سينِيّة" الإيقاع  ::)smile:، ولحسن الحظّ ووفره فاسمي سينيّ الأصل لا ثينيّ ولا شيني، فكانت "أسماء" من مَبْسَمِه ابتسامة محلاة بروحه الطاهرة .... emo (30):

ويبدأ بالسؤال عن جديد الهدايا والعطايا وقد تعوّدها... وإن كان له من باب يُفتح لها بلا إيصاد لكان فتحه، ولكنّ بعض الكوابح لتلك الجوامح تقف دون فعله وأمنيته ....  : :emoti_144:  ::)smile:

وجاءني اليوم ....وكأي صباح يكون هو مع الشمس شمسَه الأخرى المنازعةَ مَلِكة الإشراق على الإشراق والإصباح، كان صباحي اليوم ... وبدأ بكلامه الفريد المتفرّد الذي لا أسمعه من غيره، ولا يكون من غيره أبدا ... :emoti_64:

وفي جلّ جمله طُرفة ونكهة وضحكة من القلب يجتثها من عمل حياته  التي لا تسمى حياة إلا بنبضه،ولا تسمّى حلوة إلا من حلاوة فطرية أصيلة كحلاوة معتزّ ، كأنما الحياة صنعته، وكأنما نحن المتألّون عليها، العائشون فيها بالشكوى لا بالعمل، وإنما الشكوى مبعثها أنفسنا، وإنما الدنيا بَراء من وقع غرورها فينا لو أننا ما كنا بها المغترّين .

ويبدأ يرسم على وجهه ملامح المجدّ في الطلب، المستجدي، البادئ عملا بين الأعمال التي تنزل بأعلى المقامات عندها، ولا تملك لها رفضا إلا من ادعاء للرفض، سرعان ما ينقلب انصياعا وقبولا ... وعلى استجدائه وتوسّله علامات العزّ والأنفة لا تغيب، والعين تعمل والفم الصغير يعمل ...والكلّ في عمل وشغل...  ::)smile:

-   أسماء أريد قلما سحريا للوحتي، فقد نفد حِبر القلم مُقتَنَى  أبي... sad:(

وبما أنه أول الطلب مع مستهلّ الدخول، والفرحة باللقاء ما تزال نارها تمدّ للروح من نورها، فقد سارعت لواحد، ليصبح هديته وملكه....
 عساك يا معتز تكتفي وتقنع وتكفّ، ولكن -سبحان الله- كم أنّهم ينبهرون بشكل وبلون، وسرعان ما يبهت انبهارهم وينتهي مع انتهاء قضاء وطر يسير من حاجتهم التي كانت قبل قليل هدفا من أهدافهم السامية ...

كفعل النفس في نفسها، وهي التي تزيّن وتحلّي وتزيّل بين الحق وبينها ...ولكن سرعان ما يذهب وقع التزيين ما أن تنال اليد المبتغى...ويبقى أثر الندم ووقعه لا يمّحي إلا برحمة من الله تتغمّد وتقبل المُقبل ...

ومنصرَفَه من عندي يركض لأمّه ليريها هديته الجديدة، ويعود سائلا أن أبدّل له اللون فقد ذهبت شهوته من الأول .... :emoti_64:

فأستوقفه استيقاف الصغير الذي سيصبح كبيرا لا محالة ولا مجال لأن يعبّ من المحيط ومما يدور ولا يعبّ من قيم ومبادئ لا نريد لها فيه تزحزحا ولا تبدلا ...
-   ولكن يا معتزّ أتعلم ؟ هذا قد كتبت به، ونفد من حبره ما نفد، وأنا لا أبيع غيرك قلما ناقصا قيد أنملة وهو يظنّ أنه الكامل.

-   بل ستبيعين يا أسماء .... ستبيعين.... emot::

ويصر ويلح ووو......... ولكن لا مجال لطاعة مخلوق وإن كان للقلب الأحبّ في معصية الخالق ...وفي نسيان لخير يقبل عليه مع كل إقبال للعمر عليه، ولا نرى إلا مقدار مهوى العين منا على أرنبة الأنف من فرط حب هو في حقيقته اللاحبّ ما دام لا يرى "معتز" الرجل، بل يكتفي برؤية "معتز" الطفل الغرير.

"معتزّ" هو "المعتزّ بالله" أصلا... وهو يعبّ مع سنواته الأولى من نور الله تعالى ومن نور ما علمنا وعلمنا حبيبه وصفيّه صلى الله عليه وسلم، فقال لي ذات مهاتفة وهو يخبرني عن آخر ما درس وتعلّم بروضته الحبيبة، ومع رفقائه الصغار، أنه قد تعلم بعد دعاء الأكل ودعاء النوم، ودعاء "الاستيقاز"  ::)smile: أشياء أخرى أهمها نشيد روضته الجديد :

ابعد ابعد يا شيطان*** قلبي عامر بالإيمان
لما أسمع الآذان *** أترك شغلي مهما كان
وأصلي للرحمان *** بخشوع واطـــــــمئنان


وأنّ عليّ أن أحفظ جيدا معه وألا أنسى، فيبدو أنني تلميذة بليدة أتعبتْه وأضجرتْه  :emoti_351:، لكثرة ادّعائي صعوبة استيعاب  دروسه، مستبلدة، متعمّدة لأجعله يصرّ على تعليمي أكثر ... emo (30):

-   طيب يا معتز، علمني وعلم أيضا أمي، وأخي ، وأختي معي .

-   لا لا يا أسماء أنا أعلمك وأنت تعلمينهم جميعا ...

وبكل حزم وعزم يبدأ :

-   دعاء الأكل "اللهمّ بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار... بسم الله" :emoti_128:

وغيرها أيضا على منوالها .... emo (30):

وبينما أناوله صباحا شيئا من مقبّلات الفرح بمقدمه، لم أسمعه يقولها، فصحت به أنه قد نسيها، وأنني ما سمعتها اليوم منه، فتمتم وهو يردف تمتمته قائلا :

-   قلتها في قلبي يا أسماء، في قلبي ...في قلبي أنت لم تسمعيني لأنني قلتها في قلبي ... :good:

وفي قلبي قلت أيضا : :emoti_64:

عجبا ... من عادتنا نسمعك تجهر بها حتى أنّ الجيران بإمكانهم سماعها ... فاليوم أصبحت متمتما ... عجبا، يالتنصّل الصغار بما لا تملك حياله أن تعاقبهم أو تحاججهم  وقد أبدوا حججهم المفحمة.... ! :blush::

أما القلم السحريّ الكاتب على اللوحة السحرية، ففي معرض سماع أشياء عن الجنة تحكيها له خالته، وهو لا يبالي، ولا يلتفت إلا للوحته يخطّ فيها من خطوطه العبقرية، ويلوّن ويشخبط ويخلط وهو الذي يرى في نفسه العبقري المجدّد، وقلمه ذاك سلاحه وهو كل شغله ولا ينشغل عنه بغيره ولا إلى غيره، فتجد خالته حيلة فتقول :

-   أتعلم يا معتز في الجنة ستجد من هذه الأقلام الكثييييير الكثير –مشيرة بيديها حذو ذقنها معبرة عن الكثرة- وأبدا يا معتز أبدا هي لا تجفّ ولا ينفذ لها حِبر ...

فيلتفت معتزّ فرحا مغتبطا متفاجئا بهذا الخير الذي يراه مبتغاه الأكبر مع ولعه بالكتابة وتعلّمه الكثير من الحروف وهو في سنّ سبق فيها إليها أترابه، فيهتزّ قائلا :

-   إذن سأذهب للجنة .... وفيها من هذه الأقلام... ! ::happy:

وها هو يقطع عليّ حبال أفكاري فيه، ويدخل متوعّدا، مزبدا، مرعدا .... :emoti_144:
-   أسماء ألا تدخلين للقيلولة ؟ إنه وقت الراحة، وإن لم تدخلي لن أدخل –يريد بما معناه أنه باق معي بالمكتبة ومسليّ بطلباته التي لا تنتهي –  sad:( :emoti_351:

حفظ الله معتزّ وأعزّ به وبأترابه دينه وقومه . emo (30):






« آخر تحرير: 2011-11-14, 14:30:21 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #91 في: 2011-11-14, 14:36:34 »
أعجبني
جدن
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #92 في: 2011-11-15, 09:46:16 »
أعجبني
جدن

أما "جدن" فمرحبا بها هي الأخرى  ::)smile:

بوركت يا أحمد   emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #93 في: 2011-11-15, 17:41:18 »
جميل جدن جدن جدن  ::)smile:

الله عليك يا أسماء
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل dr/fatma2010

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 45
  • يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #94 في: 2011-11-15, 19:37:56 »
أبدعتي فأصبتي قلب الابداع ,,,موهبة رائعة حفطها الله لكي
مست كلماتك الرقيقة شغاف قلبي وترقرقت عيني بالدمع مما قرأت ,,,,

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #95 في: 2011-11-15, 19:43:14 »
ما هذا...؟؟؟ :emoti_209:
مرحبا بالجميع أما (جدن) فلا مرحبا بها :emoti_25:
أين ماما فرح؟؟
::hit:: :emoti_389:


أنت يابني مش عايز تتوب من نون التنوين بقه.. ::ooh:: ::ooh::
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #96 في: 2011-11-16, 09:51:58 »
:emoti_282: :emoti_282:

وأنت  أيضا يا أم يوسف أصابتك نزلة الـ "جدّن"  emo (6): ماذا نفعل يا فارس الشرق، عساها نزلة وتزول ::)smile:

أبدعتي فأصبتي قلب الابداع ,,,موهبة رائعة حفطها الله لكي
مست كلماتك الرقيقة شغاف قلبي وترقرقت عيني بالدمع مما قرأت ,,,,

وأنتِ يا فاطمة قد نورتِ وشرفـتِ و أهلا حللـتِ وسهلا نزلـتِ.... فبورك فيـكِ وبـكِ ولـكِ   emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #97 في: 2011-11-21, 15:47:55 »
ما تنفكّ مرافقةً لأحفادها الثلاثة إلى مدرستهم، وتخصّ بينهم "عليّ" بعناية أكبر وبمرافقة دائمة...

تراها وهي التي تتوكؤ عليه لتتقوّى على المشي كأنه عصاها التي لم تكن بيدها يوما.

ظهرها المُحْدَودِب نأى بحِمل السّنين، ولكأنّ عظامه التي انحنتْ قد أذعنتْ لأمرها، فكان الركوع منها لا قيام بعده طاعة واستسلاما ....أنهكتها الأيام وشَقوتها، والليالي وفكرها....

تنشغل بعلي انشغال الأم بولدها أو أكثر، فتراها به بين جيئة وذهاب وهو الذي لا خوف عليه إن لم يرافَق،تنصاع لأمره ودلاله، وهو يسُوقُها سَوْقا حيث شاء ليقتني ما يشاء، وهي التي لا ترفض له طلبا ولا تبخل عليه بأثمان مقتنياته الكثيرة....

كان كلما دخل المكتبة جعل يطلب ويطلب ويطلب، مبتاعا أداة بين الأدوات لم تمضِ إلا أيام قلائل عن ابتياعه أخيّتها، وزهيدا كان ثمنها أو باهظا، صنوان هما الزهادة و البَهْظ عنده وجيب جدته لا يرفض ولا يبخل ولا يكذب، و كلما كان فيه مقدار الثمن أعطى ولم يولِّ .

وأراه وعينه الشّرِهة لا تعي ولا تقدّر ولا تفهم أنّ العسل على طيبه وحلاوته وملك اليمين له يَحسن لَحْسُه الهُوينى، وأنّ اللّينَ ما بدا لأعيننا لينا يَجْمُلُ ألا يُعصر إلا بالقدر الذي نأخذ منه القطرة ونبقي فيه على قطراته قَواما للينه، وإلا انقلب اللين يبَسا، والخَصْب جَدبا، والماء مَغيضا...!

كثيرا ما ضقت بطلباته التي تعطيك عنوان الاستغلال وفعل الدلال، بقدر يحتاج قبالته الردعَ والصدَّ والرفضَ لتعليمه أنّ قيمة الأشياء من قيمة الحفاظ عليها، ولتنبيه أنفسنا المحبّة أنّ خطورة توفير كل مطلب  هي بذات القدر من خطورة الحِرمان من كل مطلب، وأنّ الإفراط علّة تستفحل مع الأيام بقدر ما تستفحل معها علّة التفريط، وأنّ الأيام والليالي التي تحمل بين طيّاتها المتراصّة للعود اشتدادا وصلابة، وللعقل حكمة أو سَفاهة، وللقلب سلامة أو علّة بَراء منّا وهي الثابتة على حالها .....

وما عرفنا الليل سابقَ النهار،وما عرفنا للقمر من الشمس إدراكا، ولكنّا عرفنا من أيدينا حسن الصنع أو سُوءَه ...

الشمس والقمر على حالهما مذ كانت الأرض والسماوات، فما عرفنا القمر زائرا للسماء ساعةً من ساعاتها الشمسيّة، وما عرفنا الشمس على قوّتها وسنائها إلا حَيِيّة تنكفئ في خُدر الأفق في لحظات كأجمل ما تُطرِف لِحاظ الحِسان العِين، فإذا زيادة الحُسن مَهْوى أهدابهنّ المنسدلة حياء ...فلم يكن الليل لها مَزَارا ...

أفنلصق الجُرم بالأيام، وبالدنيا، وبالحياة، وبالعصر ونحن فيها كلّها الفاعلون، وكلّها بلا أيدينا لا تفعل ...؟ !

ولكنّ تلك الجدة لم تكن تعي أنّ "عليّ" يأخذ من غير حاجة لأخذ، وأنّه سيألف الأخذ كما لم يألف العطاء، و سيألف التلبية كما لم يألف الحِرمان.... فكَمْ ستتعب يا عليّ ! ولَكَم نُتعِبهم من فرط ما نحبّهم .... وإن من الحبّ لشقاء ... !!

وإنّ للراحة ظلاّ يمتد يوما بعد يوم امتداد الأيام، ولكن لا لتكبر راحة بل لتكبر تعبا....

فعليّ لا يحمل همّا ولا يعقل أنّ بالدنيا هموما ، وأنّ قلوب الناس أوعيتها المغصوبة على الحمل، وهو الذي لم يُحَمَّل الحِرمان من شيء اقتناه، ما تعلّم أن الحفاظ عليه قيمة فوق قيمته تطيل عمره ونَفْعَه، وتُطيب مَعشره وإن كان جمادا لا معنى للحياة فيه إلا أنّ الحياة به معنى من معاني الحياة فيه، ومرافقته للنفس معنى من معاني الوفاء، ودوام  مَرْآه معنى من معاني الألفة، واستمرار نفعه معنى من معاني العطاء، فما أن يفارقك الشيء حتى ولكأنّ الحيّ القريب قد فارقك، وما أن يتركك حتى ولكأنّ أثر العطاء منه استحال تاريخا ناصعا لفاعل لم يعرف إلا فعل الخير ....

أمّا أن يكون الشيء بين يديّ اليوم كما يكون بينها بعد ساعة، وبعد يوم، وكأنّ الساعة واليوم والعشرة في الميزان كلها ساعة، فذلك تعوّد على الأخذ والأخذ والأخذ وعلى إتراف النفس .... وعلى تضييقها فيما يُرى أنّه لها الإسعاد.... و الأشياء كلّها وهي كلّها ملك اليدين نفيسها وزهيدها في عين النفس الشرهة سواء، رثها وفاخرها، غثّها وسمينها في عين النفس النَّهِمة سواء ، لا قيمة ولا معنى ولا مَعشر ولا بقاء ....

فالقِيم في عين المُدلّل الطالب المُلَبَّى طلبه إلى سراب، والقلب فيه إلى قسوة، والعقل فيه إلى سفاهة، واليد فيه إلى اتكال، والكلّ عنده إلى "أنا" ، والنفس فيه إلى هوى وإلى مَهْوى .... وبين الهوى والمَهوى خيط دقيق دقّة الشعرة... وأنّى للشعرة أن تكون صراطا  يتحمّل عابرَه ؟ !

وذاك "إبراهيم" غير بعيد من مكتبتي ... كلما أطلّ سأل عن جديد، وهو الذي بين يديه كلّ جديد.... وضِيق في عينَيه يقفز قبل كلماته الضائقة، ضيق يفصح عن جوع لما هو أكثر، وطمع فيما هو أكثر .... فيما هو أجمل...فيما هو أغلى...فيما هو أدعى للتفاخر والتباهي بين الأنداد ...

وهذا رفيق له مُعسر يصحبه وهو الموسر المترف المدلّل، في رحلة هواه والبحث عن إرضائه بغاية الغايات من المقتنيات، بما يجعله حديث الرفاق والأصحاب، القاصي منهم والداني، وأن "إبراهيم" يا قوم قد حطّم كل أرقام القياس بشذوذه عن كل قياس !

ذاك الرفيق الذي يتمسّح به ويُذهل ويُشده فاهه، ولا يعرف لعجز أبيه عن تلبية مطالبه معنى، إلا كما يعجز عن تفسير تلبية كل مطالب إبراهيم ... !!
ويا هناءة القلب الضائق الذي لا يعرف الرضى وهو المتفاخر اليوم بملك يمينه، والمتطلّع لما يجعله غدا أكثر تفاخرا وخُيلاء... ويالحظّ الأرض إذ تحمل على ظهرها مَن لا تُعجزه الأمنية ولا يشقيه التمنّي، ويا لشقاوة المُعسِر الذي يرى بعينه ويعجز بعقله ويتعب بفكره ... !!

وغير بعيد عن عليّ وإبراهيم، هذا أكرم وهذه أمُّه...." هذه يا أمّي ....تلك يا أمي... وهذه وتلك وتلك وهذه ...."

وأم أكرم لا تكاد تنهي كلمة "أعطيه" حتى تبدأ بتاليتها والتي هي هي ليست إلا "أعطيه" !

-
ولكن يا أم أكرم لمَ كل هذا؟ لا حاجة له بهذه، لا حاجة له بتلك .

-
وما عساي أصنع أخيّتاه أعطيه فلا أمنية لي إلا أن يتعلم ويتقدم ويتفوق فيعوّض ما حُرمت منه من نعمة العلم .
وعقدة تلد عقدة..... ومشكلة تخلف مشكلة.... !!

وغير بعيد عن ثلاثتهم .... وفي مكتبتي ....هذه تلك الصغيرة التي كم تحمل في عينيها الصغيرتين معاني "الأنا الكبيرة" !!


-
أعطيها ما تحب من فضلك، زوديها بكل ما تريد وما تختار . ما رأيك بهذه حبيبتي إنها جميلة (جدتها )

-
اصمتي أنتِ لا دخل لكِ . اصمتي أنا التي أختار.

-
ما هذا أيتها الصغيرة ؟ ! إنها جدتك !! أفهكذا يكون احترامك لها ؟ (والدم يغلي بالشرايين والألم يعلو فوق الصوت المكلوم، والحيرة سلطان )
وبلغة غير اللغة، حتى لا تفهم الصغيرة (بالفرنسية) تردّ تلك الجدة :

-
إن أمها عندي مطلقة، وهي وحيدتها، و محرومة من حنان أبيها .

-
ولكن ما هذا بمبرر يا خالة ... !!  هذا منها مبتدأ لمشكلة أكبر وأكبر، كيف تتركين لها الحبل على الغارب؟ وتسمحين بهذه الطريقة منها في خطابك؟

وحركة خفيفة من رأس لا يعي إلا ما قد وعى.... وصمت........

وعقدة تلد عقدة..... ومشكلة تخلف مشكلة.... ولا حلّ في الأفق بين عُقدتين، ولا حلّ في الأفق بين مشكلتين، فيُظنّ بالمشكلة الحلّ وبالعقدة الأخرى ذهابا بالعقدة الأولى ....والضحايا في هذا أو في ذاك،هنا أو هناك، بين إبراهيم وعلي وأكرم هُم هُم "إبراهيم" و"علي" و"أكرم"، والضحيّة الكبرى "مجتمع" قابع بين عقدة وحلّ هو ذاته العُقدة ...

فلبَأسُ "عليّ" و "إبراهيم" و "أكرم" وتلك الصغيرة  من حِرمان محتوم  يوما ما أشدّ وطء وأقسى على أنفسهم من فَلح الحديد للّحم اللّحيم !!

وذاك الحبيب صلى الله عليه وسلم من عهد بعيد قريب، وهو الذي إليه ننتسب، وإلى أمته تنتسب أسماء "إبراهيم" و "علي"و ..... يربط الحجر على بطنه الشريفة من وطأة الجوع....

وتأتيك الأصوات من كل حدب وصوب -وكأنها وهي الأصوات المتعالية المتناغمة المصطلحة على الرد ذاته- المُحامون عن الخطأ لا عن الصواب، يرافعون بالقوة والعنف والصراخ لا بالعقل والحجة والمنطق :


-
ولكن الزمن غير الزمن، والحال غير الحال، والنفس غير النفس، والمقارنة ظالمة شحيحة ! ::what::

وتستحي ألسنتهم أن تقارب كلمات أقرب إلى ما يعنون، فيكفّون عن قولها، -ولو أنّهم قالوها فيما قالوها-، يريدون أنّ زمان النبي صلى الله عليه وسلم أبعد أن يكون محلّ درس ومثال وقدوة، وأنّ النبي الذي هو أسوتنا وقدوتنا -وهو النبي- أبعد أن يكون محلّ درس وأسوة وقدوة لأنفسنا الضعيفة  !!

وقد نسوا أنه لو أحبّ الملك لتملّك، ولو أحب الجاه والسلطان لتسلطن، ولو أحبّ المال لكان الأوفر مالا .....ولكنّه اختار أن يبقى لأمته المثال والقدوة في المُثُل، حتى لا تقطع أواصر المُثل والقيم، وحتى تكون في حياتنا هي السلطان وهي صاحبة الجاه وهي الملكة على أنفسنا قبل أي قيمة هي للمادة  أقرب منها للروح ولحياة الروح ، وحتى تبقى تلك الماديات  الوسيلة فلا تنقلب هي  الغاية....

وتمادوا، وتساهلوا، ودافعوا ورافعوا عن هواهم ومهواهم، حتى أصبحوا يلومون من يذكر الصحابة، بقولهم أنهم "الصحابة" وأين أنفسنا من أنفسهم؟؟ ويلومون من يذكر التابعين بقولهم أنهم "التابعون" وأين أنفسنا من أنفسهم ؟، ويلومون من يذكر "المصلحين" بقولهم أنهم "المصلحون" وأين أنفسنا من أنفسهم ؟، ويلومون من يذكر "الصالحين" ، وأين أنفسنا من أنفسهم ؟ ......

فممّن عساك تتعلمين يا أنفسهم ؟؟ أمِن المفسدين ؟؟ !! أم من صوت الهوى لا صوت إلاه ....؟؟
يريدون غرس استثقال الاستشهاد بقدوتنا، وبكل هؤلاء، يريدونها غرسا جديدا، يتعهدونه بالرِيّ ويريدون الأيدي معهم تروي وتسقي ....!!

ولكنّا نقول لهم بعزم أقوى من زعم العزم فيهم  :

سيبقى حبيبنا الأسوة والقدوة والمثال وهو الذي تحمّل من الهموم ما تحمّل فكان أهلا لحمل الرسالة ولتبليغ الرسالة ولتفعيل الرسالة في النفوس....
فحمّلوا "علي" و "إبراهيم" و "أكرم"  شيئا من حِمل الحِرمان قبل أن تبوؤوا بخسارتهم ......حمّلوهم من حِمل الحِرمان حتى يأتي عليهم يوم يستشعرون فيه معنى "ما حرمك إلا ليعطيك" ...



« آخر تحرير: 2011-11-21, 21:12:15 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #98 في: 2011-12-01, 13:36:01 »
دخل عليّ المكتبة في عزّ انهماك لي مع الحاسوب وأحواله، وتقلباته، وأخباره وأنبائه، وجديده  مع قديمه من ثورته مع  الثورات والغضبات العربية، من أخبار الدماء العربية وصرخاتها  وشلالاتها التي لوّنت بلادَنا بلونها ....

في عزّ أخبار الأخبار، في عزّ حياة جديدة نحياها، على ما فيها من آلام ومن أوجاع ولكنّها الجديدة ...

كم كنّا منذ عهد قريب نجترّ أحزانا، ونبثّ آلاما، ونندب أياما نحياها ولا نحياها، وكأنّنا نندب عهدا كُتِب أن نكون أناسَه ! عهد تعلمنا فيه كم كنّا، وما كنّا، وكيف كنّا.... وكما عاش الأكثر منّا، لم يعش الكثير منّا ممن فقِه الماضي، وترك فيه التاريخ ندوبه كفعل المِدية التي تمرّ على القلب مرّ اللئام لا مرّ الكِرام فلا تمرّ إلا وقد تركت آثار عملها بقلب يعقل المعنى معنى...ولكأنّ عمله فيه ميلاد عقل له .... !!

 وعقل القلب فَهْمُه أنّ ما هو كائن ليس هو الذي يجب أن يكون، وأنّ ماضيا وتاريخا كُتِب أن نكون دارسيه ليس إلا ناقوسا يدقّ مؤذنا أنّ الإعادة ممكنة... وأنّ العودة تحمل معنى "الرجوع" و"الإياب" و"الأوبة" و"التوبة"، وأنّ ما كان ليس بِدعا من أحداث الزمان يحدث مرة ولا يكرر نفسه مرات، وأنّما الزمان والمكان من رحِم الحَدَث، فلولا الحدث ما كان زمان ولا مكان،  ولا عرفنا أين كان ما عرفنا من تاريخنا، ولا متى كان ما عرفنا من تاريخنا ....

عقل القلب أن يعقل ويفهم أنّ الزمان ماضٍ مع كل حدث كائن، وأن المكان كائن لكلّ حدث...وأنّ أحداث تاريخنا لم تكن من ذاتها، بل من ذوات أناس جعلوها أحداثا، وأنْ قد كانت لهم قلوب عقلت أنّ ما بين اليدين كفيل بأن يصنع حضارة تسود، بل أن يصنع حياة للأرض كما يجب أن تكون الحياة ....

كم كان حِملا عليها تلك القلوب أن تعقل !! وكم تمنت ساعة بين ساعات عقلها لو أنّها لم تعقل... ! وكم تمنّت في ساعات الأسى المُطبِق لو أنها كانت كقلوب كثيرة بلا عقل عاشت، فعاشت مرتاحة... لا تحمل همّا ولا تتّزر وِزرا .... !

ومع كرهها لجنون تلك القلوب ودّت لو أنّ العقل فيها ذهب وإنْ لساعة، ولكنها كانت تعود فتحمد الله على نعمة العقل لقلبها ... ! لم يكن يطول بها زمن الأمنية المجنونة، ولم يكن يأخذها لقرار مجنون سحيق القرار  ... !

بل كانت تعي كلما كبر العقل فيها أنّ شقاءها بعقلها خير لا فِكاك منه ولا مهرب من تبِعاته ولا مفرّ من حَرّ عتباته ولا قرّها ...

كم كانت تلك الظلال من "حضارة كانت" تُلقى على قلوبنا، فتَلقى من عقولها الفهم والوعي، والتصديق والإيمان بها ما دام قد حرّكها عقل بفكر نابض ، وقلب بعقل واع ....وعى أنّ الأرض للإعمار وأنّ إعمارها يسبقه إيمان بخالقها وموجدها ومهيئها له بكل ما فيها خدمة لعقله ولقلبه ....

كم كانت تزيّن صورا لم تُوثّق على ورق... ففي عهد الحضارة التي سادت  ما كان للصورة من مكان، بل كانت الكلمات بحروفها تنقل لنا الحضارة كما كانت ... بحروفها العلمية والأدبية والفكرية والفلسفية... بقيت كلها، تحكي عن ماضٍ سُخّرت فيه الحروف فكانت الكلمات والصورَ والأصوات ....
فكنّا نتخيّل حضارتنا ....

كنّا نتخيّل العِمارة فيها، والفنّ والمدرسة والمكتبة والبيمارستان... كما كنا نتخيل دار القضاء ودار الإفتاء... ودواوين الشعراء، ودواوين الأدباء، ومجالس العلم والذكر في كل مسجد يبلغ الصوت منها المُشاة والمارّين مرور الحياة في عصر ازدهت فيه ألوانهم وتفتّحت فيه أزهار رياضهم وبساتينهم  كما لم يتفتّح الزهر في عصر.... كان ينهل من ماء العلوم والآداب كما كان ينهل من ماء الحياة.... ربما كان زهر ذلك العصر يعقل !! ربما عقِل أن ماء الحياة بألوان، وبطعم وبرائحة ... !! ربما عقِل أنّ ألوانه وطعمه ورائحته من روح الحياة في ذلك العصر، من روح حضارة سادت فكان الزهر فيه أجمل زهر، وكان تفتّحه فيه تفتّحا للحياة .... !!

كم كنّا نباهي بما "كان" عقلَ القلب فينا، فكنّا نقرأ عن أعاجم كانوا يؤمّون ديار الإسلام ابتغاء علم أو أدب، أو لقراءة كتاب ليست إلا تلك الديار داره، أو ليقضوا الأيام والليالي طلاب علم على عتبات مدارس بلادنا، وجامعاتها، وديار العلم فيها ....

وذاك ملك إنجلترا والسويد والنرويج يكتب لوالي الأندلس يسأله أن يتكفل ببعثة لهم من طلاب العلم، عساهم يقتفون أثر المسلمين لنشر أنوار العلم في بلاد أوروبا التي يحيط الجهل بأركانها الأربعة، ويذيّل رسالته الناشدة الراجية بــ "خادمكم المطيع جورج الثاني" ... !

كم كانت تجود أعيننا وما تزال وهي تسحب من غرف الذاكرة صورا مركّبة من حروف، صورا للمكتبات تغزو ربوع ديار الإسلام من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأنّ الواحدة منها من كِبَرها لا يقدر على مسحها جيئة وذهابا رجل القوة إلا بدابة تعينه على قطع المسافة كما بين مكان ومكان إليه السفر ... !!

كم كانت تجود أعيننا وعقل القلب فينا يعقل، وواقع الحال بين أيدينا يكاد يذهب بعقل العقل ... !!
فلكأنّ ما عقلنا الخيالُ لا الحقيقة...وكم قيل لأصحاب عقول القلوب أنّما هي الأخيلة والماضي السحيق وأيام ولّت ولن تعود، وأنّها الأطلال... وأنّ عقلكم الذي به تتشدقون وتشقَون دموع على تلكم الأطلال... لن تنفعكم ولن تجديكم والركب ماضٍ بما هو ماضٍ وأنتم تجترون الأحزان والماضي... ففيمَ نحيبكم وفيمَ حزنكم؟؟، وفيمَ همّكم وأفئدة اليوم هواء، هواء هواء، والواقع مُلك غيركم وما أنتم إلا المعتاشون المقتاتون على فُتات أصحاب مُلك اليوم .... !

كم كانت تجود أعيننا وعقل القلب فينا يصرخ أنّه العقل فوق العقل، وأنّ زاده وغذاءه اليقين بالعودة، وأنّ عمله العمل على الأرض بما وسعت النفس، وأنّ العجلة دوارة لا تتوقف عن الدوران، وأنّ الأيادي الآملة ستدير العجلة وسترى العجلة يد العمل بعقل العقل وعقل القلب، ولا مناص من عقلَين لمَن سيعيد للأرض نورها .... عقل عقلي وعقل قلبي ، فما نفعت الأرض من قبلهما عقول العقول وحدها ... !!

كم أنّ أصحاب القلوب العاقلة مجاهدون، وخلف جهادهم وأصواتهم الهادرة، وكلماتهم الصارخة، ووجوههم النيّرة، ووجناتهم المحمرّة غضبا لله وللأمة ولخيرها، آهات وآلام وأوجاع  تأخذ من أعصابهم كل القوة، ومن أجسامهم كل القوة، ومن كل جزء فيهم.... ولم يكن صدق الحب فيهم إلا مبعثا لحب أقوى ولصدق أكبر، يُبثّ في قلوبهم نوار من عمل سِهام يطلقها القلب العاقل في ساعات السَّحر فلا تخيب ولا تخطئ، وتصيب كبَد المراد والمرام، فيزيد القلب عقلا على عقل فيما يصِمه أصحاب القلوب اللاهية بالجنون... ! ويزيد العزم اتّقادا، وتكبر الخُطى وتزداد عرضا على عرض وتتوثّق وتثبت في الأرض وهي تستمد من نور السماء....

فهل كان دمعهم الحرّاق يذهب هباء في ظلّ ما كانت القلوب تكابد ؟ ! هل كان دمهم الذي خالطته القضيّة في كل ذرة من ذراته عقيما لم ينجب فيما أنجب كريات القضيّة مع بِيضِه وحُمْرِه ؟ !

هل كان رسمه يذهب ويبهت وينقلب سرابا مع كل ما يطغى من صنوف البعد واللهو، والقلوب غير العاقلة ؟ !

هل كان الأسى والحزن من غريب ما يحيط فعلا وادعاء ما يحيط قولا يغلب، فلا ترى لأصحاب القلوب العاقلة إلا انقراضا، وذهابا ؟؟ !!

أكان التاريخ وأصواته الشجية وصوره البهيّة وبالا عليهم أصحاب تلك القلوب؟ وتعبا وشقاء ؟؟

"ابن النّديم" صاحب "الفهرِست"، وياقوت صاحب "معجم الأدباء"، الورّاقان بائعا الكتب، ما يجتمع إلى دكاكينهما إلا العلماء والأدباء والشعراء.... أكانت صورتهم القِيَميّة وبالا عليّ وألما في قلبي ونَدبا لا برء منه، ولكأنّه القلب المُسوّم بالعذاب ؟؟ !!

أاِبن النديم وفِهْرسته وياقوت ومعجمه عذابات وأخيلة تملأ أركان مكتبتي كما الأشباح؟؟... تذكّرني بالحقيقة، ومع الحقيقة يُنكأ الجرح ويتجدّد ؟ ! .....
ومع ابن النديم ومع ياقوت يدخل من يدخل مكتبتي، وكأنّما غمّيت عليهم صور الكتب، فلم تعد أعينهم تراها؟ وكأنّما أخرست ألسنتهم دون ذكرها وذكراها ؟ !!

أهي عذاباتكم ؟؟ !! أهي أشباحكم تطارد القلب المُعنّى ليتجدد الجرح كلما دخل داخل بين الداخلين العُمي عن رؤية أشباحكم الظليلة، الصُمّ عن سماع أصواتكم الرخيمة، و البُكم عن النطق بكلمة بين كلماتكم الحكيمة ....وإذا ما سمّوا "الكتاب" ساموه سوء العذاب ، أو إذاسألوا عن "الكتاب" كان عندهم ذاك الذي يحمل حلول المسائل كلها من ألفها إلى يائها....

 مسائل الرياضيات، ومسائل الأدب، ومسائل الفيزياء، ومسائل الكيمياء........ يريدون كتبا بحلول لأولادهم الدارسين، لطلاب العلم ..... !! عفوا… لطلاب الحلول...وهي في أعينهم علم لأبنائهم، بينما هي لهم المشكلة التي تزداد استشكالا، والعقدة التي تزداد انعقادا والمعضلة التي تتفاقم، والداء الذي يستشري لينشر الكسل والتخاذل، ويكرّس للتواكل ولراحةٍ للعقل هي لبّ تعبه ونومه ورقاده وبلادته وانقلابه لحما وشحما ودما بلا روح تُحييه وتمنحه معناه وعمله ... !!

أهي عذاباتكم يا أصحاب التاريخ والقصص التي لم يعد حتى من يحكيها لأبنائه ؟ أم أنّه الخير الذي لا بدّ منه يا صاحب الفهرِست ويا صاحب المعجم ؟؟ !
 أم أنّ عملي نسخة ممسوخة من عملكم ؟ فإما أن أبقى وتبقى أشباحكم تطاردني، وأنا لها المحبّة، أو أن أذهب فيذهب عن قلبي عقله الذي أحبّه ..... !

وأنا أعايش أشباحهم الظليلة، وترفّ عليّ أسماؤهم، وظلالهم، وأرى الواحد منهم بألف، وأرى كتاب الواحد فيهم بألف كتاب....أرى الكتاب وكأنه صاحب عينين بلسان وبشفتين ولكأنّه مَهديّ النّجدَين، أرى فيه صاحبه ذا العمامة وهو يولّي دنياه الدبر.... قد يقتات بما يقيم صُلبَه، وبين القوت الواحد ليومه  والقوت الواحد لغده هَجر للدنيا وما فيها، وإدبار عنها بما فيها، وإقبال على القراءة والكتابة، والنهل من فيض المعين الصافي، والحكماء والعلماء من حوله، ضروب وألوان، في بلدته وفيما جاورها...

في دمشق وفي بغداد وفي الموصل، وفي الكوفة... وفي المدينة المنورة حيث  "مالك" ومَن غيره يفتي ونوره يعمّ المدينة؟ ! و"الشافعي" إذ يرى في رحلته إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلة العمر، وفرحة العمر، فيلقى وجهُ العالِم وجهَ العالم، وكل منهما قد عرف مقام العالم الآخر، فيقول للإمام الشافعي مالكُ الإمام : " إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بالمعصية، واتق الله فإنه سيكون لك شأن "

و قد كان للشافعي شأن وشأن وشأن ....ذاك الذي لم يكن يملك ورقا يكتب عليه العلم الذي عشقه فآلى على نفسه أن يجعل من صدره الكتاب بورق ... !ذاك الذي لم يمنعه فقره ولا أمّه الفقيرة أن يجالس العلماء ويأخذ من علمهم ليعطي من بعدُ كأعظم ما يكون العطاء ....

عليك بتقوى الله إن كنت غافلا *** يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازق *** فقد رزق الطير والحوت في البحر


 أرواحهم ترفّ في مكتبتي، وتؤنسني ....
وهذا البخاري وصحيحه، وذاك مسلم وصحيحه، وذاك فتح من الباري فسّر به العسقلاني صحيح البخاري ....
وغيرهم وغيرهم كُثُر وكُثُر ...وكُثر، في مكتبتي كانوا أو في غير مكتبتي.... أرواحهم تؤنسنا....وترفّ علينا برفرف حضارة سادت، وإن بهتت أنوارها فإنّها في الكتب ومن الكتب ما تزال تنير ....

كل هذه الأنوار مع غيرها ... على الرفوف ترفّ، ولكن لمن رأى ولمن سمع ولمن وعى ..... !!

وأعود بخَلدي ساعة إلى الوراء....
 إلى ذلك الزمان الجميل، حيث لا آلة تسبق آلة، ولا تكنولوجيا ميسّرة، ولا مطبعة ولا طابعات ولا نُسخ بالآلاف تُنسخ في ساعة...
إلى ذلك الزمان الجميل حيث كان في المكتبة "نُسّاخ" ينسخون الكتاب، فلم يكن من السهل أن يقتني الكلّ كتابا، ولكنهم كانوا يتخذون الأخلاء والأصحاب والأحباب من أهل العلم وممّن عنده كتاب، لينهلوا مما ينهل منه، وكانوا لا يغادرون المكتبات وهي تزدحم بهم ليقرؤوا فيها كتابا .....  فأنظر لمكتبتي وما حولي، فإذا طبعة اليوم من العنوان غير طبعة الأمس، وإذا دور النشر والطبع والتوزيع تتنافس في التخريج .... وإذا محبو الكتاب قلّة، وإذا الملتفتون للكتاب قلّة، وإذا السائلون عن الكتاب قلّة ....بل قلّة القلّة .......... !!

فلكأن الآلة إذا حضرت بطلت القراءة، ولكأنّ قليل المادة على الإنسان نعمة بين النّعم.......ليس يعقلها إلا من كان لقلبه عقل....

أفهي عذاباتكم أيها العِظام الحائمون حول مكتبتي؟؟ أهي مطارداتكم، بعماماتكم وبجِبابكم، وبأقلامكم وبدَواكم .... !

أفهي عذاباتكم ، والداخل مكتبتي بين جلّ الداخلين إن تكرّم و عن كتاب كان من السائلين ، سأل عن حامل الحلول لمسائل يريدها جاهزة ناضجة كما الطبخة التي لا يقيم عليها مُعِدا ولا مراقبا ولا مترقبا ، بل يقيم عليها آكلا ... !!

-   
هل عندكِ كتاب للرياضيات به حلول مسائل الكتاب المدرسي ؟
أو ربما كان السؤال الفاجعة :


-   
هل عندك قرص به كل صنوف البحوث ؟

أو ربما كان السؤال الفاجعة والصاعقة والكارثة :

-   
هل عندك قلم يكتب باللون الأبيض ؟


-   
أي قلم هذا الذي يكتب على الورق الأبيض باللون الأبيض؟ !!

فيعقف عينيه إلى حاجبيه بشكل من أشكال "افهمينا !!!"

-   
قلم الغشّ .....................

وتقع بقلبي الواقعة، ويزمجر قلبي زمجرة، وتهتزّ روحي اهتزازا، وأقارب حالة من الصراخ مع البكاء، ولكأني ألتفت إلى شبح الصحب المرفرف، ولكأني أخجل من مقامهم، ولكأنّي أنوح على عتباتهم...وأفرغ من همّي بين أياديهم ..... !!

والسائل اليافع الشاب وهو يسأل، يتجرأ، وليته أبقى على سؤاله باللون وإن بقي لغزا بين الألغاز، وإن هاودته وأجبته وكأنما يسأل عن قلم بلون الأقلام كما ألفنا الأقلام ولم يزد .... ليته لم يزد ....وليست الزيادة دوما خير...بل إنّ من الزيادة ما قتل ......

ووجهه أقرب إلى وجه المجرمين وهو يسأل .... !! وتقاسيمه إلى تقاسيمهم أقرب .... ومن خلف جُرمهم جُرم أكبر، أب تلهّى وأم تلهّت، ومادة طغت، ومشاعر غُمِطت وغُبرت وغمرت، ومدرسة لم تعد هي المدرسة، ومعلم لم يعد هو المعلّم، وقائمون هم الهادمون في ثياب القائمين، وسياسة إفسادية لما بقي منه الاسم وصعدت منه الروح، وذهب منه المعنى "التربية والتعليم" ...!!


-   
اذهب .... اذهب فأنا لا أبيع أقلام الغشّ ......

اذهب ففي مكتبتي عقول على رفوف، ولكنك لا تراها .... اذهب فقد عوّضت عن خجلك منهم، بخجلي منهم، اذهب فقد أدميت القلب بكلمة زدتها، وليتك ما زدتها ........... اذهب فكم منك وكأنهم بلا وجود .... !!

اذهب فالقلب قد ضُرب من كلمتك ضربة المقتول الذي أصيب عقل قلبه، ولكنّه ينزف ..... اذهب ودعني لأداويه .... ودعني لأسارع له بشيء من دواء، ومن قطن ومن سِدر القلوب... لعلّ ما فيه على ما فيه على ما فيه الإساء والآسي ، ولعلّ كَلِمَه أسيّ يُؤسى.... لعلّني ألتفت إلى عقله لأحدّثه فيواسيني، ويصبّرني .... اذهب واترك الجرح على الجرح فقد قتلتمونا بكلماتكم، ومازلنا نسمعها منكم في كل حين وحين أقسى وأقسى ........فكم تقتلوننا من مرة !!

أفهي العذابات أخيلتكم يا صاحب الفِهرِست ؟؟ !!

وبعده ومع فترة  الامتحانات –ويْح الامتحانات-  تدخل عليّ عُصبة من شباب يافع يسألون صورا طبق الأصل لقصاصات ملصقة بعضها ببعض، صغيرة صغيرة، خطها وكأنه النمل الصغير حرفا قد رُصف كلمات ....


-   
لو سمحت صورة طبق الأصل .

-   
آه هذه القصاصات التي لا تكاد تُرى تحمّلونها الكراريس ذات الأوراق المئة، بل والكتب ذات الأوراق العديدة !! لتسترقوا النظر إليها ساعة الامتحان من طرف خفيّ وتنقلون منها إلى ورقة الامتحان !! أبدا ...أبدا أنا لا أصوّرها .

-   
آه أبدا ............

-   
نعم أبداااااا  ........

وكانت الضربة القاضية من بعد ما كان على قلب ينزف .... كم فيك من دم أيا قلبُ فمع شدة نزيفك تبقى وتُصبح وتكون رفيقي مع عقلك إلى مكتبتي صباح اليوم الموالي ........... !!

كم أنّك نعمة يا عقل القلب !! وكم أنّك شقاء وتعب ..... !!




« آخر تحرير: 2011-12-01, 14:13:20 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: خواطر مَكْتَبَتِية
« رد #99 في: 2011-12-01, 16:41:26 »
الله الله

رائع يا أسماء رائع جدن جدن  ::)smile:
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى