المحرر موضوع: نبض الكــــــــلمات  (زيارة 46567 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #40 في: 2013-02-16, 08:51:38 »
وطوبـــــــــــــــــى لكل عائد بعودته

كل آت قريب وما من غائب إلا ويعود ...والحق وإن تكبّدنا لأجله لُدَّ الصعاب وذقنا لأجله المرّ والعلقم فمذاقه الأحلى ينسينا كل لحظات المرار وكل دمعات الأسى وطول الليالي وحزن نجمات السماء وبُهوت نور القمر وتثاقل عقارب الساعة وانقلاب اليوم أياما وأياما والليلة ليالي وليالي طوالا

وكما ينسى الغريق المسعف غصّته بالماء وإقباله على الموت وإدباره من الحياة ساعة يغاث وتنفَخُ بفيه أنفاس تهبه الحياة بعدما شارف على الهلاك ...

وكما ينسى الطفل ساعات النحيب المرير لفراقه حضن أمه إلى وجوه لم يألفها وأصوات لم يعهدها فور رؤية وجهها الصبوح وابتسامتها العريضة وعينيها المختزلتين عالما من الأمل والحب والعطاء وسماع نغمات صوتها الرقيق الحبيب وكأنما لا تعقل أذناه غيره ولا تصنف مما تسمع صوتا إلاه يخترقهما بنبراته الحنونة فيأسر القلب الصغير ويسعده بأسر لطالما تاق إليه واشتاق ...

وكما يسفر وجه الزهر لشعاع الشمس الأول فتسيل على خدوده البهية قطرات الندى مؤذنة بعودة الحياة وبروح الحياة وبعطاء الحياة ، فتهدهد النسائم وجهها المسفر المستبشر كأنما تغازلها بقولة ما أكرم شعاع الشمس وما أبهى ثريات الندى تزين وجهك الحسَن فتزيد الحسن حسنا

وكما يغدو الطير مغردا مع سربه فرِحا بعودته بعدما ظنّ أنه مفارقه أبدا ، فتتعالى تغاريده وأناشيده تطغى على تغريد صَحبِه كأنما صار لها القائد والعازف والملحّن وكأنما دمع من فرح الطير يُسمعه صحب سربه ، فيقبله الصحب ويفقهه ويزداد اللحن لحنا ويزداد الفرح فرحا

وكما تتنزّل حبات المطر شوقا لضمّ حبات التراب وحنينا لسقياها ، تبتدرها بالعطاء اعتذارا عن طول الغياب لتترك بها الفعل أثرا أبلغ من الأقوال ، فترأب كل صدع بريّها وتحيي كل ميت... فيعلو الغثاءَ الأحوى لونُ الخضار وتهتزّ وتربو بعدما ظنّ أنه الهلاك والفراق ، وبعدما تشقّق وجهها وانفطر قلبها حزنا وكمدا يفترّ ثغر الأرض مبتسما ...

وكما يخرج الحي من الميت ، يخرج الأمل من قلب اليأس ويخرج الفجر من قلب الظلام

فطوبى لكل عائد بعودة الحقّ الذي أقسم أنه لا بدّ عائد وإن أقسموا أيمانا وأغلظوا أخرى أنهم مردوه صريعا ، وهازِموه وطارِحوه في جوف جوف الغابرة من الغبراء

19-11-2005, 10:35 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #41 في: 2013-02-16, 08:52:30 »
حبيبتي التي أشتاق إليهــــــــا........

حبيبتي التي أشتاق إليها وأنتظر اليوم الموعود الذي أعفّر فيه وجهي بترابها ، وأركض بين مروجها ، وأطاول بحبي مآذنها

وأتفيؤ ظلالها التي تلقي في قلبي ظلال الأمان ، وأنعم بصافي مياه غدرانها صفاء الحب فيها ، وأتسلق جبالها الشامخات الراسخات رسوخ الحقّ فيها ، وأحلّق مع فراشاتها الزاهيات ألوانا كما زهوّ ألوان حقيقتها

حبيبتي التي أشتاق إليها وأحلم بها ولا أنفكّ أحلم بها ... هي أرض واحدة تجمع الغرباء ، كل الغرباء ، غرباء لا يرون العودة والطمأنينة ولا يهنأ لهم بال ما رأوها بعيدة المنال ....

حبيبتي هي أرض تجمع آمال الآملين وتكفكف دموع الحَزانَى الباكين وتلملم جراحات المظلومين وإن لم يكن للجرح نَدَبات ظاهرة فهي تفقه أنّ الجراح على أشكالها تقع وليس أوقع ولا آلَمَ من جراح القلب ، تحصد ما يزرعه الساعون المخلصون المجاهدون الباذلون أرواحهم رياحينا فداء لنور عينيها ...

حبيبتي هي أرض تُبكيني فرحا ، تُسيلُ دموع فرحي برؤية أحلامي حقيقة وأحلام الشهداء حقيقة ، وأحلام المظلومين حقيقة ، وأحلام أصحاب الحقّ حقيقة ، وأحلام المكسورين حقيقة

فتظهر الحقّ وتزهق الباطل وتجبر كل كسير

حبيبتي هي من تلفَح وجوه الظالمين بنارها ، وتقبّل جباه المظلومين بنورها
هي عروس كل عريس ترفرف روحه التي زفّت للجنة فوق خَضارها ومياهها وتنعم بنعيمها ، هي التي لأجلها هبّ كل حرّ أبيّ ينشدها ....

حبيبتي هي أمتي وأرض أمتي الموحدة بالإسلام.... الممجدة بالإسلام السائدة على الأرض بالإسلام ...وتراب أرضها التِــبْريّ الحرّ الأبيّ ، وهي حلم كل المخلصين الأباة الصادقين ...

24-11-2005, 09:03 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #42 في: 2013-02-16, 08:53:43 »
رسالة في كلـــــــــــــــــــــــمة!!!!!!!!

ظرف زينته بقلوب مصفوفة مبثوثة متجاورة ...
ترى حروفا بعينها وقد كان لها القلب قالَبا ... وخطوطا متعرجة مزيّنة تحف الظرف ، وبين أزرق وأحمر وأصفر ...، وبين زهر وكلمات تملأ ركنا فيه من هنا... وتملأ آخر من هناك ...

فلا ترى مكانا من الظرف إلا وقد شغله حرف أو لون أو خط
كلها عبارات حب معطّر بعبق الطفولة ...وكأنها الورود المشرئبة أعناقها تتباهى بحسنها أن يا هذا أما شممت ريحي ؟ أيا هذا أما تنسمت أريجي ؟ ...!!!


تعرجات ..وميولات ...وانحرافات عن صحيح المسار إذ ترى بعينيك ،
تنبؤك أنّ الذي يَكتب ، ويَملأ، ويَخطّ ، ويُميل ويُعرّج .....طفل .......
وأن الذي يُملؤ ، ويُخَطُّ ، ويُمال ويَتعرّج.... صنيع طفل!!! ... وما الطفل إلا الصدق وما فعله إلا الصدق ، والحبّ والعفوية والتلقائية المطلقة ، والحرية في وضع خلجات القلب ألوانا وخطوطا وزهورا تنطق على ورق ، فلا تنطق إلا صدقا...

فتحتُ الظرف بعد إذن صاحبته معلمة الأطفال ...
فتحت وبه رسالة منطوية على كلمات كما تنطوي على الكلمات الرسائل ...
بدأت أقرأ... فإذا كلمات بسيطة وفي بساطتها الجمال والحسن ، كلمات عفوية وفي عفويتها البهاء والصدق ، كلمات رقيقة ورقتها ترجمان قلب يترقرق ...


معلمتي .................
إليها كانت تبث دواخل حبّ ، وتسفر عن مكنون قلب ...
وضعتْ بين يديها سرّ قلبها بعذوبة وطلاوة وبلسان صدق أمرد ، لا شيَةَ فيه وما عليه من شائبة ...

معلمتي ...............
وصِفَاتٌ من أحلى الصفات بها قد رأتها فذكرتها ويالانتشائها إذ تذكرها وتعددها
معلمتي ..............
وكلمات حب وتعلُّق وتقدير بها قد رصعتها...
بقلبها الصغير الذي رأى في نظراتها الحانيات بحرا غاص فيه لينهل وما خشي غرقا ، رأى في صدقها وتفانيها أرضا معطاء فجاب ربوع خمائلها وما خشي زلقا... وفي حرصها على أن يغدو خميص الفكر منهم بطينه سماء مدرارا ونورا فيها واسقا متسقا...

معلمتي ..............
كم أحبك !!!!!!!!... هكذا قالت ... وهكذا أرادت أن تقول ...ويا لعِظم ما أرادت ويالصدق ما تقول
ليت كلماتي مرآة تسع صورة حبي ، وليت قلبك معلمتي يفقه وسع حبي ... ليتك تعلمين يا معلمتي .......كم أحبك...!!!


ومن قفزة لأخرى كانت تقفز عيني... وبصدق الصادقين ...وبروح طليقة غير أسيرة ، صريحة غير موارية ... مسفرة غير مستترة ...وبكلمات يهرع لها الدمع عبر المآقي ، ويخضع لها القلب ويستكين وتسكن منها الجوارح تقول :
معلمتي أريد أن يصبح لي مستقبل زاهر... لأحارب... الفقر...!!!!


وقفت عندها ... ولم أعد أحسن المسير ، وقفت ولم أعد أطيق الاستمرار
وقفت عندها وكل شيء فيّ قد توقف... وكل القسمات من وجهي قد تبدلت
حتى عيني التي كانت تتابع قفزات الكلمات الحية ، مع هذه الكلمات المتضاربة المتصارعة الباهتة بهتت ولم تعد تحسن القراءة ...وأنّى لها أن تقرأ أكثر مما قرأت في هذه الأخيرة أيتها الصغيرة ؟؟!!!!

التفتّ إليها ...
إلى معلمتها أسائلها بعين صامتة غير متكلمة ... أنبأتني وقد علمت ما استوقفني ، وقد فقهت ما بعيني قد سأل وناب عن صوتي ...
أخبرتني أن أمها عاملة تنظيف وأنها ..........................فقيرة معوزة ...

فعرفت أنها ...تلك الصغيرة تذوق من فقرها مرارا ، وتتجرع من كؤوسه ما لا يطيق فمُها الصغير ...!!!
وأنها قد عرفت طعمه على صغر سنها ...
تراءت لي زهرات عمرها الوردية يعلوها شحوب... وبدت لي كلماتها المتقافزة مختنقة عندما تاخمت حروفه القاتلة، وأنها تمقته مقت المحارب خصمه في حرب دخلها مرغما ...ولم يكن بمَلكه إلا دخول وغاها ...
تريد أن يزهر مستقبلها لتحارب بزهره جلمود الفقر ، فذاك سلاحها وتلك حربها وذاك محارَبُها الذي عليها أن تحارب ...!!!!


وأواه.......... لطفل يذوق الفقر ومراره ، فيبيت جائعا وغيره شبعى ، وعريانا وغيره كساة ، وبردانا وغيره يتأفف من بطانية تثقله مع دفئ يعم بيته المرفّه .....!

ومن قلب الأسى يخرج الجمال... ومن رحم البؤس يلد الحسّ المرهف

يا لحسن كلماتك الرقيقة صغيرتي ... ويالغِنى قلبك أيتها الفقيرة ...
قلب كسير حسير عَمَرَه حبّك لعيون حانية غمرته رفقا وحنانا... ولابتسامة منها جمعت شتات نفسك المتألمة فسرت في أوصالك الباردة حرا وفي حياتك المعتمة نورا ....

أواه لك يا عيون الطفولة البائسة ... أواه لك يا قلوبا لا تعرف الكره والحقد ...ولكنها !!!!!!!!عرفت كيف تكره الفقر إذ تتضوّر وترتعد ...ولكنها لم تفقد معنى الحبّ ...!!!!!

فعرفت أنني قد قرأت رسالة في كلمة!!!!!!!!

29-11-2005, 06:09 PM

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #43 في: 2013-02-16, 08:54:49 »
وينقض غزله بعد قوة أنكـــاثــــا

دخل قاعة الانتظار على حين غرّة ...

قاعة مخصصة للنساء ...
طفل يعدّ من سنوات عمره ما بين التاسعة والعاشرة ... سلّم على الجميع وجال ببصره القاعة يمنة ويسرة ، أحاط بمن فيها نظرا ، ثم تقدم يصافح الواحدة تلو الأخرى ... وبنبرة متوددة يلقي سلاما وتحية ... ويردف بنبرة أعلى يحدّث بها الجمع مع حركة من يده عنت كل من بالقاعة ....يسلم ويؤكد السلام وتمنيه الشفاء والعافية والسلامة !!!
وكل واحدة منا لم تملك في غمرة استغراب وحَيرة ، وخبر لم يُسفَر بعد عنه إلا أن تمدّ له اليد مصافحة مع ردود سلام باهتة بنظرة سائلة ونبرة حائرة ... !!!!
ومن بين المقاعد الشاغرة راح واتخذ له مقعدا ...
و لوّح ببضع كلمات حسيرا حزينا أنّ المرض قد أخذ منه كل مأخذ فحال دون مواصلته دراسة أو مواضبته على عمل ...!!!
وثقته بنفسه صوت يعلو على صوته وثوب يربو على ثوبه ...

وبعد قعوده جعل يلفت له الأنظار ، وما كان له من حاجة ليفعل فإنما هي كلها صوبه تريد أن تكشف سرّ هذا الزائر الغريب ، وجرأته في اقتحام قاعة المنتظرات ثم سلامه عليهن... ثم قعوده بينهنّ يبتغي أن يكون راويا لقصة حزنه وآلامه ...

وها هي الأعين إليه ناظرة ، محدّقة ، باحثة ، وها هي الآذان مشنّفة مرتقِبة
وزائرنا على غير عادة أترابه ، يصبح الراوي المحدّث ، بين جمع نسوة أصغرهنّ جاز أن تكون من سنّ أمه

وبكلمات مهذبة منمّقة مرتبة .... وبثقة غير مقطوعة ولا مهزوزة ، جعلتْني أسائل نفسي أتراه طفلا أم أنّه شيخ عجوز يلقي علينا ذكرا من حكيم ذكر الشيوخ إذا ما حدّثوا ...

ألفاظ ليست ببنات سنّه ولا هي ببنات عقله ....
وإنّما راحت تَشي بشيء من سرّه أن يا أيتها السامعات الحائرات إنّما كلماته نقل حرفيّ عن كبار لقنوهُها ، وإنما هي كلماتهم هم ، وبنات عقولهم ووليدات أعمارهم جعل عقلُه الذكي يلتقطها فيرصفها رصقا واحدة تلو أخرى فتجعل من أذن منصته وعين رائيه تجدّدان النية وقد خالطهما بعض تكذيب وشيء من ريب فلعلّ الأذن لم تعد تحسن التمييز بين صوت كبير وصوت صغير و لعلّ العين لم تعد تفرق بين كبير وصغير ...

زائرنا وقد أحكم قبضة سرّه على كل من ينتظر ويترقب ...
وبثقة الواثقين بدأ يتحدث وبقوة لا تعرف التلعثم ولا التردد ، كأبرع ممثل يفتكّ اهتمامك افتكاكا فلا تجد نفسك إلا وقد أسِرت بقوة تعبيره ونطق حركاته ، فلا حجة لك عليه ولا مأخذ ...
يقول زائرنا الصغير ، بل الكبير ، لا بل الصغير ، لالا بل الكبير ... :emoti_209:

عجبا له من زائر  emo (15):، كيف لي أن أصفه صغيرا وقد غابت من وجهه وكلماته وحركاته كل ملامح الطفولة إلا من صوت ما يزال شاهدا على سنّه الذي لم يبلغ مبالغ الرجولة ....
يقول وقد أصبح زائرنا راوينَا : آآآآآآآآآه لو تدرون بقصتي ، آه لو علمتم تفاصيل مرضي وعيائي لتخبطتم في أوحال الحيرة دهرا لا تملكون منها فِكاكا ولا تعرفون فيها عين خلاص توصوص ....

ذهلت عن دفتر كان بين يدي وقلم كنت أخط به عليه شيئا أقطع به حبال وقت انتظار يطول لدور يأتي على شقيقتي تلاقي به طبيبتها
ذهلت عما كنت أكتب   emo (15):، وعرفت أنّ بأمره سرا دفينا ما يزال شقيق الأسرار ...
بدأت الأسئلة تترى على راوينا وتتوالى من هذه التي تجلس قربه ومن تلك التي تقابله ومن شقيقتي ومني ...، كل منا تسأل وتستفسر ، وراوينا ربما حلّقت به اهتماماتنا عاليا فزادت إلى ثقته ثقة وزادت إلى قوته قوة ،
قال راوينا:

آه يا أخواتي شفاكن الله جميعا وأبعد عنكن كل سوء ، إنني مذ كنت رضيعا كنت مصاحبا للمرض وكان لي المرض مصاحبا ...
كنا نعيش ببيت .......... و....و....و
وكلمات لها من الخرافة بعد ، ومن متداول الخزعبلات مدّ ... تنبؤك أنّه قد أتى بها من عندهم ولم يأتِ بها من عنده ...

وألفاظ تبلغ من الكبر عتيا ، لو قضيتُ أعمارا فوق عمري لما استطعت إليها سبيلا ، ألفاظ شيوخ وعجائز كما دأبهم حينما يحيط بهم الصغار والكبار فيروون ويفصّلون ويعزفون من الحكمة ألحانا ويلقون من القصص ألوانا وألوانا

وأشارت إلي من كانت تجلس قربه بحركة من يديها أنّه مصاب في عقله
فأومأت لها برأسي منكِرة ، لم أصدق ذلك ولم أره مَلمَحا فيه

قاطعته إحداهنّ سائلة : إلينا بقصة مرضك ، ترى ما خبرها ؟
أجاب أنه يتعرض لنوبات صرع لا تنفكّ تزوره .... وآه ثم آه ثم آه يطلقها بزفرات ، يرجف منها رأسه ويرتجّ لها كل عضو من أعضائه

سألته عندها ، كيف يصيبك الصرع ؟؟ أين يأتيك تحديدا ؟؟
فأجابني أنّه آلام ببطنه ، كلما أكل من الأكل شيئا ألمّت بأحشائه فلا يتخلص منها إلا إذا جاء عليه حينٌ تخلّص فيه مما أكل
دهشت  emo (15):!!! ولكنّ دهشتي حينها كانت شفاء حيرتي الأولى ، كانت جواب سؤال عيني وسؤال أذني ، وكانت خلاصي من حيرتي وفِكاكي وكانت عينا وصوصت لي بحقيقته

أجبته : ولكن هذه ليست أعراض الصرع ... كيف للصرع أن يصيبك ببطنك؟
إنما هو شيئ مصيب أمعاءك ...
وكذلك كان رد جمع النسوة السابر غور راوينا الحاذق...وقد تجلّى الأمر وبدأ يسفر عن كنهه ...
وغلبتني ضحكات وأنا أرقب لسانه المتأتئ ، ذاك الذي كان قبل قليل يغزل بقوة ولا تثنيه نظرة ولا يتلكأ ...
وتعالت ضحكات النسوة وتوالت ، في شيء بين إسرار وإعلان
واختفت نظرات راوينا الراسخة وحركاته الواثقة خلف ما أصابه ، بنقض غزله الذي غزل ...
وتدخل الممرضة ضاحكة ، تسأله :
هل أنهيت حكايتك ؟ هيا انصرف الآن فما عاد لك من داع للبقاء !!!

وانصرف راوينا مطأطئ الرأس وقد انتهت مسرحيته بفصل أبطل بطولته المزعومة ...
ولكن .....وما أكد لي ذكاء الطفل هو إصراره على أن يسلم علينا حتى وهو مطرود مهزوم داعيا لنا بالشفاء والعافية ....!!!! ::)smile:
وقد بدت الممرضة له عارفة ، سألتها فأخبرتني أن ذاك دأبه وهذا حاله وأنّه قصاص يلفق القصص ، و رغم طرده مرارا إلا أنه لا ينقطع عن زيارة العيادة ، ويتسلل بين المرضى ليدخل قاعات الانتظار ويصبح بينهم راوي الزمان ........
سألتها إن كانت تعرف سكناه ، فأخبرتني أن له أما وأبا ومسكنا وأنه يعيش عيشة عادية لا يشوبها عسر أو ضيق
وأنه يسلك هذا كسبيل لجمع المال ممن يشفقون لحاله بعدما يصدقون قصصه
ذلك كان زائرنا وراوينا المريض الذي أقعدته علته المزعومة عن دراسة وعن عمل وعن حياة يحياها كباقي الناس ...
وأي عمل هذا الذي يعمله من كان في سنه ؟؟!!! وأية علة تلك التي خانته طفولته وشحُّ معرفته فلم يلفِ لها من الخيوط ما لا يظهرها منقوصة أو يترك بها فراغا لم يسدّ
وبقدر ضحكي من قصته ومسرحيته ، ومن خزي حاله إثر كشف كذبه ،مع بقائه على عهده بوداع رسم به آخر خطوط الرجولة المهزومة والحكمة المزعومة يرثي به عهدا منها زاهرا قبل قليل قد ولى ... بقدر ما دقت نواقيس الحزن في نفسي على هذا الطفل الذي لم أعرف لعمله سببا غير أب غافل وأم تلهت !!!!!!!!!

وأحزنني ذكاء نما ببيئة فاسدة فما طرح إلا فسادا ولن يطرح إلا فسادا يؤيده الفساد كلما مرت به السنون ....


وقصة كانت غزله القويّ ....فنقضته الطفولة أنكاثا أنكاثا ........
وآه ثم آه ...ما عساه ينقض غزله عندما يكبر....


11-12-2005, 05:59 PM
« آخر تحرير: 2013-02-16, 08:59:49 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #44 في: 2013-02-16, 09:03:00 »
أي قلــــــــــب هذا الذي يطيق لولاك يا رحمة ربي

قال الدكتور صالح

أيحميك الله يا بلادي.. رجاء في القلب

فقلت :

جثم على صدري شيء وأطبق لم أعد أعرف منه خلاصا إلاّ الأمل في رحمة ربي يأبى أن يفارقني إلى أن تفارق هذه الروح مني هذا الجسد

أسمع اسما عزيزا غاليا لطالما أحببناه وأحببنا أهله ...

أسمع عناوين النشرة يتصدرها خبره ، وأرى الصحافيّ إذ يلقي علينا من ذكره المرير يشدّد على حروفه فيملأ ذكره الحلق والقلب مرارا ، وينكأ جراحا لا ضِماد لها ، ويلهب حرقة ما تلبث عبثا عبثا..... عبثا أن تهدأ حتى تعود ألسنتها فتستعر فينا...


شعرت بثقل الجاثم على صدري حتى كاد يخنقني ...
أردت أن أسمع القاصي والداني صوت بكائي وتملأ الأرجاءَ آهاتي ...
كفانا تحسبا لمشاعر من لا يحبّ ذكر الأحزان ويفرّ ليتناسى الحقيقة بجرعاتٍ مخدراتٍ موهماتٍ مسكراتٍ ملهيات من لهو الحياة


أحببت أن أسمع القاصي والداني صوت بكائي ....
لم أعد أطيق البكاء سرا ، لم يعد يشفيني بكائيي سرا ، فبقدر ثقله بقدر حبّي الخلاص من أغلاله وأصابعه القابضة على عنقي تريد أن تذهب أنفاسي ...
خوفي من أن يسطو على صوتي فلم أعد أملك إلاه...
خوفي من أن يخرص آهتي فلست أحسن غير ترديدها
خوفي من أن يبهتني الهول فلا أعود أعرف للبكاء ولا للصراخ ولا لقول الآه سبيلا ...
أفتصبح الآه نسيا منسيا بعدما عودونا ... !!!
ليت الآه تبقى والدمع يبقى ، خوفي من أن يأخذوه من أعيننا بعدما عودونا وتعودونا!!!!

ماذا أخي ؟؟ ألا تحبّ أن تقرأ كلمات حزينة ؟؟؟

ماذا؟؟؟
هل تحبّ الرتْعَ بين جِنان اللهو والترف حتى وإن فررت من أصقاع الأرض كلها تبحث في أرجاء الفضاء الآخر عن مهرب لك ،؟؟؟!!!

آآآآآه مسكين أنت ، مسكينة أنا كم محزن حالي وحالك
تخشى أن تجد الفضاء وقد ملأه ما قد ملأ الأرض من حقيقة ...
من يدري لربما صادروا ذرات الهواء الذي تستنشقه !!!


أجل أحببت أن أفعل ....
ولكن ما عساه يجدي بكائي ؟؟

من قلب بلدي الجريح ، من قلب علقم ما ارفضّت له الأكباد وتقطعت له القلوب ....

من هول نار أتت على الأخضر واليابس فينا إلا من إيمان قابع بأعماق الأعماق شأنه شأن ذلك العملاق الذي لا يقهر وإن تكالبت عليه الأرزاء وعليه صانعوها


من جزائر جريحة مازالت ندبة بالقلب مسمومة قتلَ الأخ فيها أخاه ...
من فلسطين الأسيرة ، من قلب الأمة الأسير ...من عينها الدامعة أبحرا من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان

من عراقنا الحبيبة ، وقد حطّم فيها صنم الاستبداد وعنوانه ليحلّ بأرجائها تقاتل الإخوة يغذيه ويسمنه ويضرم ناره ويؤججها طغاة حملوا السلاح وأصبحوا يسمون السلاح إذا ما أمسكته أيديهم سلاما ...

آهْ لا ضير !!!..فكل ما في الأمر أن قد تبدلت الحاء ميما وحبا وعطاء وخيرا عميما !!!

وتتوالى الآلام على ذات الجسد .... وبمصاب كل عضو يتداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ...
فالمرض عدوى تنتشر وعلة تستشري ، وليت القوم يفقهون ...
آه ليتهم يفقهون .......


وآه من سهام تصيب القلب ولا تطيش أو تزيغ ...


سوريا ...أيها الاسم الحبيب بين الأسماء الحبيبة
أيا كل أسماء بلادي..... وتعددت الأسماء وبلادي واحدة
-أيحميك الله يا بلادي.. رجاء في القلب-

وتجف الأقلام أوتريق من دمع القلب ما تريق ...


رجاء في القلب ورحمة من الله لن يضيع بها الحق ولن يعرف الباطل بها له مستقرا ومقاما

*يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون*

حفظ الله سوريا من كل شر وسوء وجعلها حصنا للإسلام منيعا كما هي حصن الإسلام المنيع

16-12-2005, 11:25 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #45 في: 2013-02-16, 09:09:49 »
ضعف قــــــــــــــــــــــــــــــوة


آه من ذكريات الامتحانات  ::what::

وما أكثرها ،
لا أدري لم يكن يعتريني خوف حينما أقدم عليها ، بل كنت دائما أخاف من نسياني شيئا مما قد حضرت ولكن ما أن أندمج في قراءة السؤال حتى أنسى مخاوفي تلك ، وأوليها الدبر مقبلة على موقف مسؤولية لن أجني من خوفي معه إلا التبار والخَسار ...


حتى أنني أذكر حينما أقدمت على الامتحان النهائي لشهادة البكالوريا ، حسبتني في تلك الأيام سأقضي ليلتي أعدّ النجوم ، والدقائق والثواني والنوم مجافيني والعين لا تعرف سبيلا لمصالحته والتودّد إليه ، إلا أنني لا أدري كيف نمت ليلتها والطمأنينة دثاري والهدوء إزاري !!

حتى أن شقيقتي هي من تولت إيقاظي مبكرة استعدادا لأهم امتحان على الإطلاق تُستنفَر لأجله قوى كل البلاد وتجد الأسر كلها من عناه أمر فرد منها أو من لم يعنها تترقب أيامه وأيام نتائجه بلهفة واهتمام فائقين


استيقظت كعادتي ، ولسان حالي يستعجم أمري ...!!!
إذ أن سعادة قد غمرتني يومها لم أعرف لها سببا ، فيما تملّك الكثير من أترابي خوف وهلع وضربات قلب صارمة قوية لا تهدأ ولا تني ولا تنثني تضرب بقسوة وكأنما هي الجلاد الذي لا يرحم والسّياط التي لا تُرى ولكنها تسمع !!!


ابتدرتني والدتي الحبيبة بشيء من العسل المصفى ليكون أول عهد لي بذلك اليوم ، ووجدتني أهرع للمذياع ويقيني لا يساوره ريب أن حديث الصباح أخبار الامتحان المصيري ، وأخبار الاستعدادات وأخبار الممتحنين الميممين شطر مقاعد الامتحان جماعات وفرادى ...


وهلّت تلك الأغنية الشهيرة التي باتت أحد لوازم تلك الأيام من أهم امتحان
–جاي منين من الثانوية رايح فين... عَ الكلية.... من الثانوية للكلية -

فلم أدرِ كيف تسارعات دمعات طفح بها قلبي حينها فانكشف منها شيء فكَشَفَ وأسفر عما كان سرا حتى عني !!! ...

عرفت منها أنني وإن بدوت قوية فإنما بداخلي شيء قوي ما يلبث يتحسس مني ومن قوتي النقطة الأكثر حساسية وضعفا حتى يصرّح الدمع مني وينوب عني فيصدح أن قد استبثيتَ أيها الشيء سري حتى كشفته !!! فآه منك يا كاشف الأسرار


ما سر تلك الدموع ؟؟ ؟؟!!!

سرها واحد ...... شعور قويّ بقوةِ ما كنت مقبلة عليه ، وشعور بالضعف رغم كل القوة كحاجة الفارس المغوار لجميل الدعاء ورقة الكلمات وإن بدا مفتول العزيمة وضاح القسمات وهو مقبل على معركة مصيرية من أهم معاركه ليس ضعف خوف منه وإنما هو ذلك الضعف قوة القوة فيه !!!!!!

27-12-2005, 11:04 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #46 في: 2013-02-16, 09:11:46 »
ويحك نفسي أفيقي !!!!!!!!!!

خوتي هذا عام يودعنا وهذا عام على أبواب الأقدار يطرق ملحا ...ولا تفصلنا عنه إلا سويعات قليلة

ولا ملجأ منك ربنا إلا إليك ، لا مهرب من ظلمة البعد عنك إلا إلى نور القرب منك ، لا نور يعمّ هذه النفس المذنبة اللاهية الأمارة المزيّنة إلا نور العودة إليك ولا يطفئ لهيب الصادي إلا دمع يسحّه بين يديك ........

وما أثقل اليد التي ترتفع إليك ضارعة مرتعدة خجلا وحياء منك يا ربها ...
تخجل وقد أذنبت واستغفرت وأنت تغفر وتعفو وتصفح وأذنبت واستغفرت وأنت تغفر وتعفو وتصفح ثم عادت لتذنب وقد أغراها الرجاء في سعة رحمتك ...

ما أثقل اليد التي تمتد بالدعاء وقد استصغرت ذنبها في ساعة غفلة عنك ...
ما أثقلها من يد تلك التي تمتدّ إليك ولا تمتدّ لسواك ...وما أخجله من صوت ذاك الذي يدعوك فتغلبه دموع الندم لتخرصه فتنوب ...

ما أعظم الذنب الذي رأيته في ساعة الغفلة صغيرا ، ما أقبح الذنب الذي زينته لي نفسي في ساعة عبث ولهو ولغو
ما أعظمه يا ربي .... وما أرحمك بنا وما أحلمك عنا

كل كلمة...
كل حرف خطته هذه اليد الممتدة إليك المتثاقلة الخجلى وحسبته هينا وكان ظلمة تمتدّ لقلبي فيما زينته نفسي لي نورا يشعّ في عالم هواها .........اغفره لي يا ربي ... فما لي إلا رجائي في مغفرتك ولن يجيرني منه إلا عفوك وصفحك....

كل كلمة ......
كل حرف فرحت به نفسي وقد جاورَتْه للحرف ، وازدهت به ورأته نصرا وفوزا وعبقرية وحسنا وسحرا وصياغة وصناعة فانتشت به وزهت وازدهت ، وكان في حقيقته سببا لغضبك يا ربي فاغفره لي واعف عني فما لي رجاء إلا في مغفرتك وسعة رحمتك

كل كلمة ...
كل حرف أرتْنيه نفسي أمرا عاديا ...عاديا ...عاديـــــــــــــــا يقال أو يكتب أو يرسل ، وصار في لحظة ولادته ربي مَعْبَدي فكان عنك مُبعدي ........
وقد صار في لحظة ولادته ربي مُرضي هوى نفسي فكان عن رضاك مزحزحي وبات بعدها سقمي ومَرَضي وعلتي وكان يا ربي وليد زينة نفسي وبهرجها فرأيته هينا وهو عندك العظيم... فاغفره يا ربي لي ............
فما لي رجاء إلا في مغفرتك وعفوك

كل كلمة
كل حرف ... كان لهوا ولعبا وعبثا واقتطع من عمري قطعة لو كانت في مروج رضاك لزادتها مروجا خُضرا ورياضا غناء وحدائقا غلبا ولكنها زيدت إلى صعيد سخطك عليّ وجُرُز غضبك مني وكأنني الراضية المرضية ....!!!
فويح نفسي .... ويح نفسي ماذا تصنع بي نفسي ...........

كل كلمة
كل حرف خطته هذه المتثاقلة يا ربي ولم ترَ قبله وجهَ ما يرضيك ولا وجه ما يرضي حبيبك ....
فاغفره لي يا ربي ، فهل لي غنى عن يده تمتدّ إليّ بكأس يسقينيه لا أعرف بعده ظمأ ؟؟؟، وهل لي غني عن نظرة من عينه ترمقني راضية فرحة مستبشرة ،
وهل لي غنى عن رؤية وجهه الحبيب ، وهل لي غنى عن سماع صوته الحبيب يسميني ....
ما عساه يغني عيني عن الاكتحال بعينه ؟؟؟ !!!!

وليس لي ربي إلا رجائي في مغفرتك وعفوك وصفحك .... وليس لي غيرك يغفر ويصفح ويعفو .... ولا ملجأ لي منك إلا إليك ربي ...
فارحم ...........ارحم ....... ارحمني يا رحيم
اغفر لي يا غفور.... واعف عني وإن تثاقلت يدي ولكنّ دمعي ما توانى ولا تثاقل عسى شيء منه يشفع لي فينجيني ........
فهل تراه يفعل ؟؟؟؟؟؟

01-01-2006, 09:33 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #47 في: 2013-02-16, 09:13:32 »
يا طيبة يا دوا العيان

طيبة .............الحبيبة طيبة وهل مثل طيبة ؟؟
وهل مثل ما تستشعره بطيبة تلك المدينة التي نورها الحبيب بطلعته عليها بدرا منيرا ، ... كل من زارها أسأله هل رأيت فيها ما رأيت ؟؟ هل استشعرت فيها ما استشعرت ؟؟

تستشعر فيها حنانا ومحبة ورأفة تغمرك أينما ذهبت فيها وحيثما يممت ...
وأنت تصلي بالمسجد النبوي ، وأنت قبالة مقام الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وأنت تزور موقعة أحد وأنت ترمق جبل أحد بعين المحب ... وأنت تسمع الصخور وهي تحدث منبعثة بأريج البطولة والثبات والرجولة الفذة
وأنت يعزّ عليك أن تطأ التراب الذي وطأته قدماه الشريفتان ، وددت لو تحتضنه وتقبله حبة حبة لا أن تطأه بأقدامك !!!

وأنت تسير بشوارعها وأنت بغرفة الفندق المجاور لمسجده الحبيب حيث قبره والقبة الخضراء ، تطل من نافذة الغرفة تذكّر نفسك وتؤكد لها أنكِ يا نفس في قلب الحقيقة ولست غارقة ببحر أحلام وردية وأن عينك اليوم عين يقين
وتستمدّ من إطلالتك تلك أنوارا تستنشقها هواء لروحك أن يا نفس إنك بجوار الحبيب تصبحين وتمسين فتنام وملء جفونك جواره وقربه

من تلك النافذة تطل العين ، تسلم عليه من بعيد كما سلمت عليه من قريب وأنت أمامه والعين تجود والقلب يحلق والمُهَج حبا تترقرق، وتخال نفسك بحضرته في كل ركن وكأنك بين يديه ، فتغض من الصوت وتحترم ، وتطأطئ الرأس إجلالا وحبا
في كل زاوية من تلك المدينة المنورة التي ما تزال تستمد أنوارها منه ميتا كما استمدتها منه حيا ...

أجل هذا ما كان خلاصة السبب من ذلك الذي كان فيها وحدها ميزها دون غيرها من بقاع الأرض ، جو من حب وحنان ورحمة محمدية غمامة تعمر تلك السماء وتغمرها وتظلل تلك الأرض الحبيبة

)لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)
كم وكم وكم تستشعر السكينة والهدوء يظلّان المدينة بأكملها ، فتمر السيارات وكأنها بلا أصوات ، ويمشي الناس وكأنهم أمضوا معاهدة الهدوء والسكينة فما تخلفوا وما أخلفوا ...
سبحان الله وكيف لا تكون تلك مدينة أشع فيها نوره حيا كما يشع فيها ميتا
واعذروني إخوتي فإنّ الذكرى عندي ما تفتأ تجد فتيلا حتى تضيئ بقلبي قنديلا ،
وهل لكلماتي المسكينة أن تحدّث بخبر المدينة وأنوارها ؟؟؟!!!
لا حرم الله أحدا من أنوارها ولا حرم المشتاق الملوّع من العودة

06-01-2006, 05:55 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #48 في: 2013-02-16, 09:14:20 »
وامـــــــــــــــــــــــــــحمداه .......لنبحث عن الخطأ فينا قبل أن نبحث عنه فيهم

إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

إذا أردنا أن ننصر رسولنا وحبيبنا وقدوتنا ورمزنا الأسمى محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فلنعش على خطاه وللنشئ من حولنا على خطاه ولنربّ أبناءنا على خطاه ، ولنكن أهلا للانتساب له بالفعل قبل القول

ولنعط صورة إسلامنا الصحيحة التي يدخل بها الناس في دين الله أفواجا
لنكن يدا تبني صرح الإسلام المنيع ، ولنكن لبنات في بنيانه المرصوص .....
يومها لن يجرأ أحد على التعدي والتطاول والاستهزاء
شخص الحبيب صلى الله عليه وسلم لن تنال منه يد متطاول مخطئ لم يعرف له ذرة من قدره.... وإنما نحن أيدي البناء ونحن الملاط ونحن كل الأدوات ....ونحن الأكمّة التي تقف دون هيبتها ألسنة المتطاولين

فلنبن ......... ولنرسم خطوط نهضة أمتنا ............ ولننعم برؤية شمس إسلامنا مشرقة متبسمة على الأرض بأكملها

وهذا ثغر الإسلام ، فلنرسم عليه بأيدينا ابتسامة القلوب ، المتوردة من مهجها المبتهجة بعودة الحياة لجسد الأمة
وإن ظنّ أنها الميتة ، فهي حية تنتظر من يجتثها من غيابات غيبوبة ألقيت فيها قهرا وغصبا

29-01-2006, 10:32 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #49 في: 2013-02-16, 09:15:08 »
كم تقول لنا ونحن لا نســـــــــــمع ........!!!

وهذه الدنيا ......... مهما أخذتنا ومهما شدتنا إليها إلا أنها كثيرا ما تقول لنا :

اذهبوا عني ....... التفتوا إلى ما هو باق فأنا الزائلة.....أنا متاع ولست متاع صدق وإنما متاع غرور
مقاعدي مقاعد ......... ولكنها ليست مقاعد صدق وإنما مقاعد ذاهبة زائلة وملكي ملك ولكنه إلى زوال .....

انظروا لملوك الأرض وهم يتركونني ويذهبون إلى حيث حقيقة ملكهم ، إلى حفرة في الأرض التي أنبتوا منها نباتا وقد أعيدوا فيها ليخرَجوا منها إخراجا ........
أفلا تنظرون .........أفلا تبصرون ؟؟
إذهبوا عني ......
إنني بقدر ما أغركم بمتاعي بقدر ما ترون فيّ من حقيقة أمري ..........

انظروا إلى من ظلّ يأخذه بريقي وينشد منه المزيد والمزيد حتى لم يعد يرضى بغير البريق .........انظروا إليه.........وهم يحثون عليه التراب ذرات على ذرات تقبره.......
أفدام له ما قد حسبه دائما ؟؟؟؟ أفأخذ من البريق ومضة تكون له الأنيس؟؟

إنني مع ما أغركم به من متاعي يبدو من حقيقة أمري ، ومميطِ لثام زيفي ما يجعلني بقبضة أيديكم لا بين نياط قلوبكم تشدني لا ترى لي ندا ولا بديلا وتنبض بي لا ترضى عن قبلتي حِولا وتستصرخني لا تجد لي بين المغيثين قَبيلا

انظروا إلى من لم يرضَ بحاله وبات الليل سهرانا ، يعدّ بدل نجوم السماء أيادي حيلة يرى أنه قد أوتيها على علم عنده غارقا بلجج الأنا وظلماتها ناسيا مشيئة بارئه ومدبر الأمر كله
انظروا إليه وقد أصبح بعد ليله المبيضّ من بياض عينه التي لم تطرف يهمّ أن يفعل كَيْت وكيت ......... وإذا بيد غير أياديه التي عدّها تمتدّ إليه في طرفة عين تحبس أنفاسه فلا تسرحها مرة أخرى ...، وتمتدّ إلى عزمه قاطعة زمامه وإلى ما قد نوى فيقطع ما بيني وبينه النَّوَى........
يصبح وقد هم أحب وأقرب الناس إليه بحنوط وقماش أبيض مسارعا غير مبطئ إكراما..........إكراما له ......!!!!

انظروا إلى من رآني حقيقته وتشبّث بحبالي الواهية ، انظروا إليه إذ لم أكن له منقذا ولا منفذا ولا سندا ولا ظهيرا .....
انظروا إليه وقد غرته الأمانيّ حتى جاء أمر الحق ......

انظروا إلى من أخذ وأخذ وأخذ ولم يعطِ مما أخذ شيئا ظانا أنّ ما حازه هو ملكه ونسي أنما قد استخلِفَ فيه ، ولو أنفق منه لردّ إليه أضعافا فهو مستخلَف منفق من غير ملكه ومردود إليه ما أنفقه أضعافا ....
انظروا إليه وقد طاش سهمه فما أصاب الحقيقة ، انظروا إليه وقد قلب أطراف المعادلة وبها سيخطئ الهدف و ظنّ أن قد أصاب ........

انظروا إليه وهو ذاهب عني ........أتراه سيأخذ مما أخذ شيئا يدسه معه في التراب يؤنسه ويجالسه بين عدّ وزيادة وزيادة وعدّ؟؟؟؟!!!

انظروا إلى من تعالى فلم يرَ الجبال الراسيات عليّ إلا شيئا من الأشياء الصغيرة لا تكاد عينه تراها ، أفتراه قد بلغها طولا ؟؟؟

انظروا إليه ينظر للأرض من علُ فيقول لها :إني أقوى من أن تحمليني أنتِ ....فمثلي لا تحمله أرض .....لا لا لاااااااااااا إنك لست أهلا لحملي ............
أتراه قد خرقها تلك التي لم يعد يحسب لها حسابا وودّ لو لم يهن لتحمله هي !!!!

انظروا إليه وبجوفها قد بات لا حول له ولا قوة .... يعلوه ترابها ......آه عليه من ظنّ أنه قد علا كل شيء وقد بات التراب يعلوه !!!!

انظروا إلى من كفر وألحد واستهزأ وضحك وفكِه وتغامز ......
انظروا إلى عقله الجبار الذي قرّر أن لا خالق ولا آمر ولا ناهي لأشياء كل ذرة فيها تنطق بأمر آمرها ونهي ناهيها

انظروا إلى من أخذت ألسنة اللهب ولظى نيران أضرمها حقده وغله وكرهه وسَفَهه أخذت منه كل مأخذ حتى حمل ريشة شقيّة ، ما أشقاك من ريشة حملتك يد ملطّخة بسفَه عقل ظنّ أنه فاعل ليس به يوما مفعولا تسرّب إلى الأنامل تأمر أمر السفيه لتنصاع الريشة فتخط رسوما ليست تغنيه الدنيا وما فيها وما في ما فيها عن نجاته شيئا
انظروا إليه حين يصبح ريشة تخط بجوف الأرض التي تعافه أثر حفرة بين أخزى الحفر

انظروا إليه وقد أصبح بعد ضحك واستهزاء وقد أرداه إلهه ، وما إلهه إلا هواه وقد أصبح تحت التراب لا صوت ولا أثر ولا ظنّ بقاء وخلد قد أطغاه

أين كل أولئك فيّ أيها الأحياء ؟؟؟ ماذا سأغني عنهم ؟؟؟ وهل سأغني عنهم ..........
فإنّي بقدر ما أغرّ بمتاعي بقدر ما سيريكم ربي فيّ حقيقة أمري...
فسارعوا واعرفوني وتعرفوا إليّ قبل أن يغركم فيّ غَرور.........
سارعوا واعرفوا كم أنّني إذا صرت بقبضة أيديكم فقد ملكتم الحقيقة وإن صرت بين نياط القلب وصار صوتي فيكم نبضه فقد ملكتم الوهم والخيال وأيّ ملك هو ملك الوهم والخيال!!!!!!

11-02-2006, 08:37 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #50 في: 2013-02-16, 09:15:49 »
اللهم صل وسلم على الحبيب ما سحّت العيون وما رقأ الدمع في المآقي
صل وسلم عليه ما أجهش الصادقون الباكون إلى رؤياه شوقا
صل وسلم عليه ما تسابق المتسابقون بالفعال إلى لقياه توقا
صل وسلم عليه ما غرد البلبل الصدّاح وما ترقرق الماء في السواقي
صل وسلم على طب القلوب ودوائها ،
وعافية الأبدان وشفائها ،
ونور الأبصار وضيائها
وقوت الأرواح وغذائها وعلى آله وصحبه وسلم ،
في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علمك يا الله
صل وسلم عليه يا الله...... ما ذكره الذاكرون وما غفل عنه الغافلون
صل وسلم عليه عدد حبات التراب وعدد ذرات الهواء
صل وسلم عليه عدد ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها
صل وسلم عليه عدد الحروف وعدد ما كتبت وعددما تكتب وعددما ستكتب
صل وسلم عليه عدد الكلمات وعدد ما قيلت وعددما تقال وعددما ستقال
صل وسلم عليه عدد ما عددنا وما نعد وما سنعد
وصل وسلم عليه عدد ما لا نعد وماوحدك تعد
صل وسلم عليه ما نبضت قلوب محبيه وما توقف على ذكر اسمه بعد اسمك نبض قلوب محبيه شهادة أنه رسولك وحبيبك وحبيبه الذي لا يرجو من غيره شفاعة
صل وسلم عليه يا باعثه للعالمين رحمة وللمؤمنين رؤوفا رحيما

وصل وسلم عليه ما خط القلم وقدر ما استحى إذ يخطّ
وقدر ما لن يقوى على أن يخطّ وقدر ما لا يقوى أن يخطه عنه بين الأقلام قلم
وقدر ما لا يقوى أن يعرب عنه بين القلوب قلب
وارحم يا ربنا كل من بكى يرجو لقاءه ونظرة من عينه الحبيبة تشفيه وتنجيه وتأخذه إلى عرض الجنان حيث صحبته


03-03-2006, 11:17 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #51 في: 2013-02-16, 09:16:35 »
من سواك أضحكه ؟؟!!

ذلك الملاك حديث العهد بالولادة وقد ذهب في نوم عميق.... هنيئ ...
هادئ... ناعم نعومة أطرافه وجلده وعينه وفمه وأنفه وكل شيء من أشيائه الصغيرة ، الصغييييرة ....التي تدعوك مع كل نظرة إليها ومع كل تأمل فيها أن تسبح بحمده وتنزهه ، وتقر له بالعبودية ربّ ذلك الذي لا يكاد يفوق طول ذراعك طوله أو ربما من ذلك كان أدنى ، وقد صار يوما إثر يوم إثر يوم إلى ما صرت إليه يا من كنت بحجمه يوما ، وببراءته ، وبنعومته ، وبفطرته التي عليها ولد....
أواااه لك وسقيا يا أيتها السليمة !!!!!

تلك الابتسامة التي كلما رأيتها ترتسم على شفتيه الورديتين المضمومتين وكأنهما وردة خجلى تلوذ بأكمامها لتطبق أطرافها بعضها على بعض في ساعة تسكن فيها الدنيا مع سكونه وتخضع هادئة مع هدوئه ، وتنصاع انصياع عينه المستسلمة لأمر ينسدل له أعلاها فيغطي نهارها الساطع في كبد سمائه شمسها المبثوث في قرصها أشعة ذوات لون من الألوان ...مؤذنا بحلول ليلها ، وإن كانت شمسنا ذات الشعاع المنير في كبد سمائنا بعد قابعة ... !!!
على شفتيه ترتسم ...وهو في إدبار من الواقع وإقبال من الأحلام ......وبذهني يمرّ السؤال ... يتلوه السؤال ...

أي عقل هذا الذي بيومه الأول أو الثاني أو الثالث ...أو العاشر أو الأربعين أو أو ............ يجعله يدرك فيبتسم ؟؟؟

ماذا تراه يرى ؟؟؟ ما تراه يضحكه ؟؟؟ ما الذي يجعله يعلن عنوان سعادته ويصدح به ابتسامة في غيابات النوم ومع أطياف الأحلام ؟؟
أحلام؟؟؟ !!!!
وأي أحلام ؟؟؟ !!! سعيدة أو تعيسة تلك التي قد يراها ابن أيامه الأولى؟؟؟
ماذا عرف من حياته ؟؟ ماذا أدرك من أشكالها ؟؟؟ ماذا علم عن أحوالها حتى يضحك وهو نائم غير صاح ؟؟؟

سبحانك اللهمّ... أي عقل هذا الذي لتوه قد أدرك معنى الضحك ليبتسم حتى تنفرج زاوية ابتسامته أحيانا أكثر فأكثر فأكثر لتصبح قهقة عالية سعيدة تملأ البيت والأرجاء كلها ورحب الفضاء بهجة وفرحة وتبعث في القلب قبل الشفتين ابتسامة حبّ لابتسامته ؟؟؟
أيها يا ربي قد أدرك بين كل هذا ؟؟؟ ليضحك ذلك الملاك حديث العهد بالدنيا وقد كان قريبا جار أحشاء لائذا بجدار من لحم أمه وبدماء من دمائها ...يتنفس ويأكل ويتغذى بأمر مصوره ....ونافخ الروح فيه من حبل يمده بأسباب الحياة كلها ...؟؟؟
أيها قد أدرك حبيس الأحشاء مفكوك الأسر الحبيب إلى الحرية الكريهة؟؟؟ !!! مكرها... إذ فك عنه كان لا بطل !!!
ومدَّ الابتسامات المتواليات يمتد الحوار بيني وبينها ...لترتسم مرة تلو مرة فتسائلها عيني مرة تلو مرة ....
فأقول ..........بعد رحلة معها طويلة وتأمل بها عميق ....

سبحانك ...فمن سواك قد أضحكه ؟؟ يا من تضحك وتبكي!!!
*****

06-03-2006, 04:20 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #52 في: 2013-02-16, 09:17:29 »
وبعــــــــــد يا نفس ؟!!

وبعد يا نفس ........
ماذا بعد الذي كان؟؟؟ ماذا بعد الذي تحقق ؟؟ ماذا بعد الذي تيسّر؟؟؟ ماذا بعد الذي حلما كان وحقيقة أصبح ؟؟؟
ماذا بعد أطياف وردية كنت تستشرفين منها الأمل المشرق؟؟
ماذا بعد رجاء وأمل وأمنيات غاليات كنّ قريبا أبعد المنال وغدون تتحسسهنّ اليد وترمقهنّ العين بفرحة وحب وشكر لله لا ينقضي ...

وبعد يا نفس .......
أبحث فيك ......وفي ثناياك عن مآل الحال ...عما بعد الفرحة ورقرقات مياهها الجارية المنسابة الطليقة المتحررة الفيّاضة إذ طفحتِ بها عارمة تشقّ لها دربا بين الدروب المجاوزة تخومك.....

وبعد يا نفس..........
أبحث عما بعد ...........أبحث عما سيأتي...ويأتي منك ويأتيك
أبحث عنك وعن حالك ...عن أصلك وعن مآلك ... عما تغير فيك أو يهم أن بفعل ...
نعم سيتغير فيك الكثير .......نعم أدري ...
ولكن إلى أين المسير ؟؟؟؟.......وأيها وجهة التغيير ؟؟؟
أإلى غرور ؟؟؟ أم إلى فتور؟؟؟أم إلى قصور؟؟؟ أم إلى ظنّ بلوغ الغاية إذ فتح الباب؟؟؟ ...........
إلى أين المسير .....وأيها وجهتك أيتها المتبدلة ....المتحينة للفرص حتى تغلبي وما أكثر ما تتحينين وما أحبّ أن تنتصري لك عليّ ...آه عليك
ما أكثر ما تتمايلين ....

إلى أين ؟؟؟ وماذا بعد؟؟؟
أمن باب قد فتح تظنين أنك قد بلغت المرام ....؟؟؟ وأن قد شيّدت لك ذوات العماد فلا خوف ولا فوت .......؟؟
حذار .........حذار أن تطغي في بلاد مازلت تطلين عليها من زاوية مصراعيه إذ تفرقا فكشفتْ عن شيء من فضاء خلفه ظنّك بها كل الفضاء محض هراء ...فحذار ......حذار فليس يغني الظن من الحق شيئا ......

وماذا بعد يا نفس؟؟؟؟.....

وماذا بعد الأمل والأمنيات ؟؟؟ وماذا بعد أسارير تفتح لها القلب ؟؟وماذا بعد الحقيقة ملك الأيادي؟؟؟

سأبحث فيك ...... سأبحث في ثناياك التي تريد أن تخفي الكَدَر عني والشوب وتخلطه بالنقي على أنّه لا ضرر منه يلحق ولا ضير إذا كان ، فبعض منه لن يفسد على الصافي شيئا من صفائه ...!

سأبحث فيك ....يا من تتحينين فرصة أن أتركك وشأنك ....وأن أكلني إليك ....... يا من لا مأمن لي منك إلا بحرصي على البحث في ثناياك ومشاربك وفي مصبك من بعدها .....وقبل كل ذلك وبعده رجاء في رحمة من ربي تتغمدك.....

وماذا بعد يا نفس ؟؟؟؟؟
إنها البداية .........إنه الأمل المشرق يطلق أشعته فليس يعني بلوغ شيء منها إليك أنّ الشمس قد تبسمت وما عاد للغيوم من بعدها سطوة على جمع شعاعها المنتصر ......

ما هي إلا البداية يا من توهمينني أنّ كل أمر بها تيسر وتحقق وبات ملموسا سهل المنال .......

وماذا بعد يا نفس ؟؟؟؟......
سأبحث لك عن الدواء.........لن أتركني لعلتك ......لن أتركني لبلواك سأبحث لك عن الدواء

آه تذكرتك.......
تذكرتك ......ما أنجعك ...
ما أنجعك من دواء ...........ما أنجعك أيها المسعف في كل حالات المتمايلة المتبدلة المتقلبة.......وفي أصعب حالاتها......
قرأت اسمك أيها الدواء الشافي في تصرفاتهم .......في صدق أعينهم .....فيها إذ تفيض من الدمع شوقا لرضى منه وحبا للعمل على نيل رضاه ....وابتغاء وجهه وحده......وحده ...وحده
في بريق أعينهم إذ يرون الباب يفتح .....بريق قلوب صادقة كانت أعينهم لها المرايا .........
قرأت اسمك أيها الدواء في يد تمتد من غير ما احتساب ولا احتراس ولا تأويل إلى أقرب ما تبلغه بعون ............قرأته في تسابقهم للخير وإن قلت في نفسي ما أكبره عليهم ...... فكانوا يكذبون مقالتي بصدق فعالهم وبإثباتهم أنهم لها وأن أنفسهم وصدقهم أكبر ....

قرأته في سجدة منها تفرّ إليها وتهرع وهي تسحّ الدمع الصادق المستحي يتورّد من إجهاشته الصامتة وجهها وتتلألؤ على الخدين درر منه تزيد الحسن بالصدق حسنا

قرأت لك اسم الدواء يا نفس فيها تلك الساجدة الخاشعة الباكية..........

قرأته لك في دموع الأخرى وهي تشيح عني بوجهها ليس غضبا ولا غيضا ولكنها تبذل أقصى ما بقي من قواها لتخفي عني دمعا يغلبها ، دمع فرح وشوق
فرح بالباب إذ فتح ، وشوق لخطى حبيب ترنو لأن تقتفي أثرها فيكون دربها دربه حينما سمته على نغمات أغنية تسكن لها وتهدأ وتخشع ختام كلماتها
"نسألك يا الله يا ملاذ كل غريب أن ترزقنا الحياة على خطى الحبيب "
فكان أول ما رأت -والباب يتفتّح- خطاه وأول ما تمنت أن تخطوها ...

هذا ما بعد يا نفس ............
فقد قرأت لك اسم الدواء في أمثالهم ...........في عينيها وفي عينيه .......

وسأقرأ المزيد .....وسأبحث لك عنه كلما رأيت بك علّة تريد أن تفتك بي .....

سأعرف اسمه ......فقد حفظته .......لن يتوه عن بالي ولن أنساه......فقد حفظته

ومازلت أقرأه .......لآتيك به .........فانتظريني................


25-03-2006, 10:02 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #53 في: 2013-02-16, 09:21:40 »
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قد تبتعد رؤوس الأنامل عن رؤوس تعودت ضربها ... وقد تبتعد الحروف ...
    ولكن أصواتا أقوى تدق ناقوسا من غير ما انقطاع ولا امتناع .... تدق بالقلب... تصاحب النبضات ، تسري مع الدماء المتدفقة بالشرايين... تسير في كوكبة واحدة مع الخطوات...تخطّ معها رسوما من رسوم الحياة... ترقص على نغمات الفرح بتبيّن خيط الحقيقة من خيط الخيال...


    كثيرة ...كثيرة هي الأصوات التي تبلغ المسامع .... وكثيرة تتشنف لها الآذان... وقليلة آذان تحسن الاستماع ... وقليلة قلييييلة أصوات تستحق الاستماع... ، والأقل بكثير في عالَم أبكم عن الحق أصمّ عن الحقيقة أصوات يبقى دويّها ويدوّي بقاؤها ورَجع صداها قويّ وكأنما لتوّها تصدح ولتوّها تعـــلِّم إذ بالحق تصدح...


    آه كم تعلمنا تلك الأصوات ...تلك الكلمات... تلك الحروف التي تقفز بالحياة فيما تدبر عنها عقول تدّعي أنّ قوامها موطن نبضات لجسد يتحرك...
    آه كم تتردد مع الحقيقة تلك الأصوات ....تلك الكلمات....
    آه كم تشمّر عن ساعد الجدّ في قلب الحياة لتريك أين تلقي بذرتك وكيف ترعاها وتتعهّدها بالريّ والسقيا لتكبر ...


    آه كم يرى المرء العقم في عقر دار الولادة...!!! وقد يرى غيره علامات الحمل في دار العقماء

    آه كم تجعلنا تلك الأصوات نـُـعِدّ لعلامات الحمل ونستبشر بتباشيره لنَــعُدّ أياما تفصلنا عن وضع الوليد المنتظَـر ...وتتهيأ الشفاه المتشققة من أثر الحزن لزغرودة تروي بالفرح عطش القلب الصادي ....
    آه لعين تذرف دمعا تحجّر في المقل ...تطلقه بعد إذ ترسّب حجرا على حجر ...!!
    بشراكِ يا عينا تفتّتَتْ فيها رواسب الحجر ... وها هو إذ يشَقّق فيخرج منه الماء ليبعث من جديد معنى الحياة....
    آه كم تعلّمنا تلك الأصوات ...تلك الكلمات .......كم يتكسّر جلمود الوهم أمام شلالات الحقيقة.....كم نرى في كلمات الحق صعوبة وقسوة .... وكم نرى في كلمات الباطل مرونة وسلوى...!!! والدرّ في جوف البحر كامن عن سطحه يعفّ ...فهل يأتي بالدرّ غوّاص أم يأتي به من يطفو ؟؟


    آه من سحر الأصوات المدويّة ... وآه وآه من فعلها تلك الكلمات ...


    وكذا أصواتكم وكلماتُكم أيها المصاحبون مع الخطوات بين تلك الأصواتِ
    تلازمني والكلماتِ وإن غاب صوتي عنكم وكلماتي ...

06-05-2006, 06:45 PM
« آخر تحرير: 2013-02-21, 08:45:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #54 في: 2013-02-21, 08:48:09 »
مشاركة لأخي مصعب الشهيد

حقا انها ارادة القدير ....
واى شىء فى كونه يسير بلا ارادته؟!
لا شىء... لا شىء
اليوم حرب وقتل وتعذيب... وغدا نسمات النصر تلفح وجه الارض المنتصرة..
اليوم ضيق وعسر وكرب.... وغدا اشراقة شمس فوق جبين الامل
اليوم حزن وغربة وضياع..... وغدا لقاء حب فى فؤاد العائدين..
انها ارادة القدير..
هكذا دنيانا شقاء وسعادة وسعادة وضجر وضجر ورضا مفارقات ومتقابلات واضداد تجتمع لتكون الحياة
انها بحق دنيا العجائب..
وليس اجمل من ان تمتزج المتناقضات فترسم صورة السعادة!
وما اجمل ان يعيش المرء منتظرا السعادة‍‍‍‍..
ولكن اى شعادة فى الدنيا؟‍‍
لا سعادة فى الدنيا الا فى رضا الله عز وجل
فالدنيا هى فى مجملها الم
الم كلها الحياة فما تضحك سنا الا لتبكى عيونا‍
ومن هنا اصبح المها وشقاؤها اذ ان الحياة فيها مصحوبةبالالم بعد السعادة والسعادة بعد الالم.
لكنه الرضا..
الرضا فحسب هو الذى يجعل الم الحياة سعادة بلا الم..
....
مصعب

31-05-2006, 06:05 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #55 في: 2013-02-21, 08:48:57 »
عصاهـــــــــــــــم المكسورة

نعم هي الحياة أضداد ومفارقات ...
نعم هي الحياة فرحة وأمل وضيق وملل ...، هي الحياة غضب ورضى... وقرب وقِلى ... ، هي الحياة حب سعي أو حب ركون
هي عين تدمع وثغر يتبسم...
نعم هي الحياة....
كلها تلك المتناقضات تلتئم لتفسر الحياة ...
كلها معا معنى الحياة...
قال لي هو ...وقالت لي هي... وقال لي آخر... ، وقال لي غيرهما ، وقال لي غيرهم جميعا ، وغير غيرهم قال ويقول ، أنّ المعاني قد تبدلت ، وأن الآيات قد انقلبت وأنّ الأمور قد تقلّبت ، وأن الحق قد غدا باطلا وأن الباطل قد غدا حقا ...
قالوا لي : فأي بصيص هذا الذي ترين ولا نرى؟؟ أي أمل هذا الذي يغمرك شعاعه ويبخل علينا فيهملنا ؟؟ أي هدف ذاك الذي تحددين وتصوبين لتصيبيه ولا نكاد نرى للهدف مرمى؟؟ وأي مصير ذاك الذي ترقبين ونحن لا نجد مِرقابا ولا ما نرقب ؟؟!!!
أي أحلام تلك التي تحلمين ؟؟ وأي حق هذا الذي تشْدين أنه ظاهر وهو المهزوم المخذول المُوَلَى ؟؟وأي أياد تشدّين عليها تلك التي نراها لا تفعل شيئا يعدّ بين الأشياء الصحيحة!!!؟؟ وأي باطل ذاك الذي ترددين أنه زاهق ونراه السيد المتملك والسائد؟؟

أيها ؟؟!!! فلم يبقَ من حيلة وما بقي من حلّ ...
قالوا لي الكثير ... وسمعت أقوالهم ولكنّي ما استمعت لها يوما ...
فتلكم أصوات تتردد ولكنها ترتدّ إلى منطلقها تنبئ النبأ اليقين أنّ أذني عنها صماء ...

قالوا ، ويقولون ، وسيقولون ...
كلهم يبيعون الكلام بأزهد وأبخس الأثمان ، بل ربما وهبوه منحة من غير ما مقابل ... كلهم يلهثون بكلماتهم خلف الآذان ...وكم غرها أن قد وجدت لها مسربا إليها !!!

لكم غرها أن قد دخلت إليها بلا تعب ولا كلل ولا عناء ...
ولكن تلك الآذان كانت النفوس لها أبوابا ، فما أن فتحت الأبواب حتى دخلوا الديار واستوطنوها كما يستوطن المحتلّ أرضا سليبة ...
نعم هي الحياة أضداد ... وهل تكون إلا كذلك؟؟
وهل تــُـعرف إلا بأضدادها الأشياءُ ؟؟

فإن كانت دار الفناء دار أضداد وتقلبات أحوال ، فلنعرِفَ دار الاستقرار على ذات حال ... فإما نعيم مقيم لا يزول وإما شقاء دائم لا ينقطع ...

وبائعو الكلام ، وواهبوه المتخذون من تلك الأنفس ديارا ، طابت لهم مستقرا ومقاما ... يلومون الحال وهم أول الملومين ويرمون بالتهم جزافا ...وهم أول المجرمين ، ويقدحون الرجال وكان أولى أن يبحثوا في أنفسهم عن معنى الرجولة ...ويسفهون الأفعال وكان أحرى بهم أن يبحثوا عن فعل يستر عُرْيَ أقوالهم...

كم يقولون ...وكم يلومون وكم يلقون باللوم !!! وكم يحاولون ، وعبثا يحاولون أن يجدوا لهم عند الصُمّ في معتقداتهم أذنا تسمع ...
هي هذه الحياة أضداد نعم ...
هي فيها ، وما فيها ... هي أرزاء وهموم ...
هي واقع مرّ ... نعم
ولكن أي خطب أرزء من مصيبة الإنسان في نفسه ، من مصيبة المؤمن في إيمانه ؟؟ من مصيبة العقل في وعيه؟؟
أي هم أشد وطءا من يد كبلتها أناملها ..ومن فم ألجمته فرائص ارتعدت خوفا ،
أي واقع أمرّ من مؤمن يحسب على الأمة فردا حيا منها وهو ذو مفعول مزدوَج نائم منوّم ...بل قاتل قتيل !!!، قتيل يأسه ، وجموده وفراغه من ثقة بالنصر وأنه أداته ...
وأي أداة يكون من فعلت به سلعته فعل العصا التي يتوكؤ عليها لتحمل معه شيئا من موته ؟؟

قالوا لي ، ويقولون ... وما عرفوا أنني لا أملك أذنا يبحثون عنها بين الآذان ...وأنني لا أعلّق على حائطي ساعةً عقاربُها تعكس اتجاه الزمن لتبلغ أدغال الماضي ، وأي ماض؟؟ ماض لا تنتهي الطريق إليه حتى ينتهي عمر المؤمن في ساعة، أو ربما في أقل من ساعة.
على حائطي لا أعلق ساعاتهم ...أولئك الذين لم يعرفوا بين الحِرَفِ غير بيع الكلام ...
وليس كلّ الكلام الذي يقال...وليس كل الكلام الذي يسمع

كثر هم الذين قالوا وإن لم يقولوا... أن أحلامكِ أيتها الحالمة مع الحالمين لن تدبّ يوما بالحياة...فهل بقي في جسد الأمة شريان يخفق؟
وكثر هم بائعو الكلام أمثالهم ، وإن لم يقولوا ...تكفي منهم نظرات تتعجّب وإمالات أفواه تستهزئ ...
وعلى كثرتهم فهم الغثاء بعيني ...
وعلى قلة الآملين فهم بعيني شعاع النور الذي سيغشى الأرض ...

ونعم هي الحياة مفارقات ، وأضداد ...
ونعم هي الأمة في أصعب حالاتها ...ولكنّه بعيني مخاض ،زيادة الألم فيه وتداعيه على الجسم قرب موعد خروج الحيّ للحياة ....
ونعم رضى الله فيها تلك الحياة غاية الغايات وقمة السعادة فيها بلوغه غاية....

31-05-2006, 06:39 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #56 في: 2013-02-21, 08:50:30 »
قلتها لمن كانوا معي قبل ساعات :
أشعر أن الله يفتح لنا الباب تلو الباب ، وأنه يقول لنا ... ها قد فتحت لكم ، فاصبروا واشكروني أزدكم ...
أشعر أن نعمه علينا تزداد وتزداد وتتضاعف أضعافا وأضعافا ...أشعر بعظيييييييييييم نعمه
فقط نصبر ونشكر وفضله أبواب تتفتّح الواحد تلو الآخر ، أراها رأي العين أفضاله....
فقط لنحرس نوايانا ، ولنراقبها ، ولنزد من الإخلاص قربا وقربا وقربا ولنحرص على دوام قربه ، بل على ملاصقته ...وليكن توأم النّفَس الذي نتنفسه ...
فقط لنخلص ، لنصبر ، لنشكر ... وسيزيدنا من فضله

قلتها لهم منذ ساعات وقلبي تغمره فرحة لا تعادلها أكبر الفرحات
فدمعت عين أحدهم وقد أغنى الدمع عن الكلمات...

03-06-2006, 03:21 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #57 في: 2013-02-21, 08:55:20 »
تلك التي أصبحت من الروح وأصبحت الروح منها ، حينما تقرر غيابي عنها لأيام وجدت القلب قد ابتدر مع العين لحنا من أحزن الألحان وأقرب الألحان :

راحلة عنك ....كم من الأعوام سأرحل ؟؟
كم منها سأغيب ؟؟؟ كم من الأيام سأعد نأيا عنك ؟؟؟
راحلة عنك .... وكم يضنيني الرحيل ...كم يتعبني ، .... كم يثقلني ... كم يجثم على صدري ثقله ...
راحلة عنك ...
أي صباح هو صباح غدي البعيد عنك ... أي يوم ذاك الذي أقضيه لا أسمع فيه أصواتا صارت ألحاني ونغماتي التي يرقص على ترانيمها نبض قلبي...
أي نور لشمسي ذاك الذي لا يدغدغ مع حنين خطواتي الأولى بداخلها جدرانها وأبوابها ونوافذها التي لا تنفك تدعو شعاع الشمس ليكون أول ضيف يبث نوره بالقلب إشراقا وكأنما من جودها تلك المضيئة تأبى إلا أن تكون لها القلوب مرايا ترى فيها حسنها ، ثم تترك في كل واحدة صورة منها لا تنمحي ....
راحلة عنك ....
آه كم يثقلني هذا الرحيل ... كأن بعضا من الروح بعده ستبقى ... بل هي الروح .
أيا ضحكاتي التي أعود معبأة بها ، نبعٌها القلب .... أيا ضحكات فرح بما كان ملء يومي فيك...
حتى لحظات الغضب فيك والغيظ والأسى ....كلها ...كلها لها في القلب طيب العود الذي يحترق ليبعث أطيب الريح وأزكى العطر ...
راحلة عنك ...

سألوني ... مالك اليوم حزينة ؟؟؟ مالعينك اليوم كسيرة ؟؟ ما خطب لونك وكأنك عن الدنيا راغبة ...وكأن الدنيا راغبة عنك ؟؟
طأطأت رأسي ... وأحجمت عن الجواب ... ما عساي أقول ؟؟؟ كيف عساهم يفهمون ؟؟ هل أقول أن رحيلي سبب حزني ؟؟؟ وإن قلت ... ممّ عساي أستحي ؟؟؟ ولكن أهو رحيل الدهر الذي لا عود بعده ؟؟ أهو هجرة لا رواح منها ولا انقلاب إلى أهل بعدها حتى أفصح ؟؟
لو كان كذلك لفقهوا الأمر دونما حاجة منهم لسؤال ....ولا حاجة مني لاستحياء من جواب...
راحلة عنك...
نعم هي في عداد الأيام ثلاثة ....ولكنّها في عداد القلب المعلّق بك نأي لم أعد عليه أقوى...
تلك الوجوه الغريرة ، تلك الصيحات الصغيرة وتلك الضحكات المتعالية الأميرة .... كلها سأشتاق إليها
كل باسمه صرت أعرف .... كلّ من نبرات صوته صرت أفقه ما يريد ...
كل منهم بشقاوته ، بما تمليه عليه الطفولة ليكتب على صفحاتي ...بطرائفها ولطائفها بشكواها ، ببكائها ...بيد تمتد لتفقأ عينا من أعين أترابه غيظا منه سرعان ما ينقلب إلى رضى ...
بتأتآت المتّهَم عندي خوفا وجزعا وكأنه الذي أتى أبشع الجرم وبغضب المتّهم المتعالي صوته يروي قصة ظلمه ، وما هي إلا كلمات تخشع فيها أسماعهم ويعمّهم خزي ويلين فيها جانبهم حتى تعود مياههم إلى مجاريها ...

بهذا وذاك كله .... بكل المتناقضات ، وبكل المفارقات ، وبكل الأحوال المتقلبة ، هم هم الأحرار ... هم الفلاسفة الكبار الذين لا يعرفون الانحراف والالتواء إلا كما يعرفون الاستقامة والاستواء ...كل ذلك عندهم سواء ....

إلى كل هذا منهم سأشتاق .... وبكل هذا بات القلب معلّق ...

راحلة عنك...
لثلاثة من الأيام عدّا يقال ....وهل هذا رحيل ؟؟؟
كم أصبحت تعنين لي ؟؟ كم أصبح وزنك عندي ؟؟ ربما لن يفهموا ....وإن فهموا ربما لن يحسنوا التقدير
أصبح يومي بعدد أنفاسك يستطيل ... أنت عندي لست ككل الأسماء ، ولست ككل الأشياء ، إنما أنت كل الأسماء عندي وكل الأشياء .
راحلة عنك...
ووجهها تلك العجوز الشابة التي ينضح قلبها المرتوي على قسمات وجهه لينقلب بعينيّ وجه حسناء يبحث الحسن فيه عن معناه ...
وجهها تلك التي علمتني أن الإرادة تصنع المعجزات ... تلك التي محت من قاموس معتقداتي أن العلم حكر على الصغر وأنه عندها نقش على حجر .... لتبدّله حقيقة أن الإرادة والعزم وقود الفعل ومشعله
تلك هي الأم الفاضلة التي حرمت نعمة العلم ، فظلت بالقلب حرقة وبالحلق غصة ، ما أن وجدت لها سبيلا لتدركها حتى هرعت تستجدي لها بين الأمكنة مكانا ...وكأنما عثرت على كنزها الذي اندثر تحت الثرى وتكدّست على وجهه أكوام التراب ...ولكن هيهات هيهات أن يفسد التراب ما صنع الجمال في الجوهرة ...فما تلبث أن أن ينفض من عليها الغبار وتنفضّ من حولها سنون الجدب والقحط حتى تعود متلألئة تبعث من بريقها في نفس المنقّب عنها المنشد قربها حسنها وبهاءها .

وجوهكن أيتها الطيبات ، قلوبكنّ التي غدت صغيرة ترتع في دنيا الأمل والشباب كأكثر الشباب قوة وأفتلهم عضلا ...
إليها سأشتاق ....
إلى نظراتك المتلألئة يوما بعد يوم حاملة في ثناياها البراقة معنى الفرح بالفوز ، وبأن الباب الذي كان حلما طرقه ، يتفتح على مصراعيه ليحمل لها من معاني الحياة أجمل الحياة ...
الحرف في شريعتها كان كنزا دفينا وقد أصبح اليوم ملك اليمين .
إلى وجوههنّ وأعينهنّ سأشتاق .... وبهنّ القلب معلّق .

راحلة عنك ...
وأي معنى للرحيل...وأي معنى للغربة ؟؟ إن لم تكن في معناها نأيي عنهم...عنهم جميعا ... عنك وعن كل من فيك ...

سألتني يوما فقالت : أيتها الفراشة متى تشعرين بالغربة؟؟
أجبتها : كلما عشت لهم ولأجلهم وقلت وفعلت ولم أيأس شعرت بالقرب ، حتى إذا اعتراني شيء من ضعف نفس بيأس ، ساعتها شعرت بالغربة ...
راحلة عنك .... وكم يثقلني معنى الرحيل ....
وإن عدت أو لم أعد .... وإن طال هذا القصير الطويل .... فكم يضنيني معنى الرحيل عنك ....

05-08-2006, 12:02 PM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #58 في: 2013-02-21, 08:58:32 »
هو الأعظم وإن قالوا وإن رسموا

يقولون ...يفترون...يتقوّلون...يلفّــقون...يستهزئون...يضحك ون ... يرسمون...يسمون...يضحكون ...
ممن تراهم يضحكون ؟؟!! أمنه ؟؟ لا ...لا وألف ألف لا ...
لن يستطيعوا طولا أن يفعلوا ....لن تمسه أقاويلهم ، لن تضيره افتراءاتهم ، لن تؤذيه رسوماتهم ... لن تفعل به شيئا ... مما به يحلمون ...
كلها صفعات ... لطمات... لكمات... في كلمات كانت واليوم هي في رسومات ... كلها وإن تعددت أوجهها فوجهتها وجه واحد ، وجه واحد ...شاحب علامات الموت عليه تكاد تقتل علامات الحياة ...
كلها لوجه واحد يوجهونها ... لوجه واحد ...اسمه أمة الإسلام
ويضحكون وتهز ضحكاتهم العالم ، ويتفرجون ، وينتظرون ...ماذا تراهم سيصنعون أصحاب محمد ؟؟ !!
آه...آه... لن تعي أيها العقل فينا ...لن تتعب ...لن تتكبد الصعاب وأنت تترقب وترقب ما سيصنعون ....
ما تراه يخيفنا فيهم ؟؟ إنهم لن يخيفونا ... لن يرهبونا... ما عادت لهم أياد تبذر فينا بذور الفزع والهلع لتنمو وتكبر كما كانوا منذ زمن بعيد يفعلون...
ياه ... لم يعودوا يقدرون ...لم تعد أياديهم تقوى ...
وبعد؟؟ وماذا بعد؟؟
وإن رسمنا ...وإن لفقنا ... وإن تقوّلنا ... وإن اتخذنا الأرض مرسما ومرتعا فماذا سيصنعون ؟؟
آه ... لحظة ... ربما سيفعلون شيئا بين الأشياء يعد ... ربما سيثورون ، سيجتمعون، سيملؤون الساحات ... سيشعلون الرايات ...سيزمجرون ...سيسبون... سيكسرون...سيدمرون....
وبعد؟؟ وماذا بعد؟؟
وهل تخيفكم أفعال كهذه الأفعال؟؟؟ دعونا نتفرج ....دعونا نتتبع أحداث مسلسل لم تعد له نهاية ....
آخ.... ياللركاكة !!! ياللبلادة !!! أحداث هي ذاتها الأحداث ... أمن جديد ؟؟ أمن مزيد؟؟ ..عرفنا البداية وعرفنا النهاية ... سئمنا التفرج على ما قد حفظنا ... ما لهم لا يحسنون حتى فن التشويق والإثارة ... اجلس وسأحكي لك كل الأحداث من أولها إلى آخرها ... لقد تعودوا ، ولقد تعودنا بالكلمات ، بالرسومات ، بالضحكات المتعاليات ... تعودوا ... تعودوا
وبعد وماذا بعد؟؟
ماذا بعد يا أصحاب محمد ؟؟ أما آن لنا أن ننتبه لما يحيكون ؟؟ أما آن لأعيننا أن تميز خيوط المؤامرة التي بها ينسجون ...
أصحاب محمد .... نعم نحن أصحاب محمد... وهل صحبته انتساب به نتشرف ؟؟ أم أن صحبته كلمات بها نعرف؟؟ أم أن صحبته ثورة وليدة الموقف وئيدة الموقف ؟؟ أم أن صحبته ذكر إليه الآذان تشنّف ؟؟
نعم نحن أصحاب محمد ...فإن رسموا ، وإن ضحكوا ... وإن سخروا ...فإنما هي أيادينا التي أتت قبل أياديهم ، وإنما هي ريشتنا قبل ريشاتهم ....
ريشة حمقاء جعلت تنصاع لأمر الذل فينا وهل للذل أمر أو نهي إلا فينا ؟؟
ريشة بليدة جعلت تتفنن في رسم الهوان بألوان ...تضع له صفحات المرادفات في قاموس الأمة حتى لكأني بقاموسها على سمكه لم يعد يتسع لغير صفحات الهوان ...

ريشة سقيمة عليلة ....تتأوه ولكنها ترسم ، ترسم بتعرجات أنات الآلام ، وتباريح الآهات ، آلام من يسأل الدواء من غير صيدلية الدواء ، ومن يسأل الترياق من غير بائع العقاقير ، ولو أنها تحملت سقمها لكان أشرف لها من سؤال غير ذي الإجابة...

نعم نحن الفاعلون ... نحن المخطئون ، نحن المجرمون
وبعد ؟؟ وماذا بعد؟؟ يا أصحاب محمد ؟؟
كم تراها تزن العقول عندهم ؟؟ وكم تراها تبلغ السواعد طولا عندهم ؟؟ كم تراهم يعيشون فوق ما نعيش؟؟ وبم تراه قد حباهم رب السماوات والأرض ومن فيهنّ ؟؟ ولم تراه قد أعوزنا ؟؟

رسولنا الأعظم شاؤوا أم أبوا .... أبوا أم شاؤوا ، كان ويظل وسيظل الأعظم ...!!

رسولنا الأعظم بأربعة حروف بدأ تغيير العالم ...بأربعة حروف رسم معالم العالم وسطرها ، وعدلها وقومها ، وكانت الريشات من صنعه أحذق الريسات ... من أذكى الريشات ....من أنجح الريشات ...
بأربعة حروف سماوية نزلت عليه ...
محمد جاء باقرأ ... وأين نحن من حروف اقرأ ... إنهم بها يتجرؤون بمعانيها قد ملكوا الدنيا من بعد ما كنا فيها المماليك ....
يا أصحاب اقرأ هي تلك الأسرار في تلك الرحوف بدلت وستبدل من حال إلى غير حال إن وجدت من يعتنقها فينا ليسترد أسرارها
وبعد ؟؟ وماذا بعد؟؟ ...
هل شلّت أيادينا ؟؟ أم كلت سواعدنا ؟؟ أم خارت قوانا ؟؟؟
ألم تعد لتلك الحروف أياد تقبل أن تشد على أيادينا ؟؟
بلى يا أصحاب محمد ... آن الأوان وجاء الموعد وأذنت العقارب أن المجد الذي وأدنا لا بد سيعود من جديد ليولد ....
لن تجدي مع التراهات التي يرددون ، ولا ينفكون يرددون إلتفاتات ... وتضييع لأوقات
بل إن المجدي معانقة لأحبة هجرناهم وطال نأينا عنهم ، وشحط المزار ...
حروفنا الأولى التي نزلت على محمد
فنحن أهلها الأول ....ونحن أول من عانقها ، ونحن أول من اكتشف أسرارها ، وأفشى للعالم أسرارها ...أسرار اقرأ....
وهل يحاربوننا إلا لما نأينا عنها وبعدنا ؟؟؟
أمة اقرأ .... نعم نحن أمتها وكدأب سنن هذه الحياة ... الشمس تغرب ...نعم ولكن تعود لتشرق ...
وبعد ...وماذا بعد يا أصحاب محمد ؟؟؟
لم يعد من بعد ...إلا أن نصمّ الآذان عن أقاويلهم ، ونعمي الأبصار على ريشاتهم إذا أعقمنا ريشاتنا العليلة ، فلا تعود تلد ريشات أخر بها ما بها من العلل...
فلا سقم ،و لا علة ...ولا هوان يحتل صفحات القواميس ولا ذل يأمر وينهي ....
وإن قالوا ...وإن رسموا ....
وبعد ؟؟؟ بـــــــــــــــــعد إذ نتفطن
وبعد ؟؟ بـــــــــــــــــعد إذ نتنبه
سيعود لنا السلاح الذي سلبونا إياه ... سيعود الذي نهبوه منا
سلبوه ونهبوه يوم غفلت العين عنه ، فصار ملكا لهم
يوم نسترد السلاح وما السلاح إلا علم مع إيمان .....
يومها لن ينطق البابا .... ولن تتجرأ الريشة ... ولن تتعالى الضحكات لأننا طوعنا ريشاتنا حتى ذهب عنها السقم وذهبت عنها العلة ...

15-10-2006, 07:33 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: نبض الكــــــــلمات
« رد #59 في: 2013-02-21, 09:01:14 »
على خـــــــــــــــــــــــطاك

على خطاك....

أيّ وزن ؟ أي قيمة؟ أي معنى ؟ أي صدى؟ أي وقع؟ أي ثقل؟ أي حمل أيها
كلها لتلك الكلمات ؟؟
على خطاك
نريد أن نكون ، نريد أن نحيا ، نريد أن نتنفس ،ونريد أن نكون حينما تودعنا الأنفاس...
على خطاك...نرفعها شعارا ، نحملها رسما على أظهرنا خطَّ على قمصان...

على خطاك ...
نرددها كلمات ، ونرددها ... نحب أن نرسّخها في غيرنا ، نسعى حثيث السعي لأن نرسخها في غيرنا ، ونحن مبتسمون ، فرحون ....ونحن نتوجه بالحديث إليهم ، نستهلّه بتلك الكلمات ....

على خطاك...........

نحب أن نسمعها تتردّد بلحنها المميّز ، يذكّرنا اللّحن ، يهزّنا ، يتناغم مع الكلمة ، فتغرورق العين ، ويقشعر البدن ، ونحن نسمع اللحن يتردد ...

على خطاك ...
تقولها ، يقولها ، أقولها ، يقولونها ، يقلنها ....على خطاك...
وبعد.... ماذا بعد القول ؟؟
هل على قدر الأقوال تأتي الفِعال ؟؟ هل على وزن الكلمات توزن الفِعال ؟؟ هل كما يتشدق اللسان وتتزين الحروف وتنمّق لتخرج فصيحة ، واضحة ، صادحة تصدر كذلك الأفعال ؟؟
هل نقدرالوزن ؟؟ هل نعرف القيمة ، هل نفهم المعنى؟؟ هل نستثقل الحمل أم أننا نستخفّه؟؟ هل نسمع في أنفسنا الصدى ؟؟ هل نرى فيها الأثر؟؟ هل نبصر المدى ؟؟ هل نبلغه؟؟
في أنفسنا أفلا نبصر ؟؟

خطاك ....خطاك أيها الحبيب ...
خطاك آثار نورانية ، تضيئ الدروب ، يستنير كل من اقتفاها ، خطاك شعاع ينبعث من أثر ليلقى على الأنفس فيتجلى وله الغلبة على كل ظلمة فيها ، يصرع الظلام ، يقهره ، يرديه ليشعّ نورا ، شعاع هو ولا يرضى أن يكون إلا شعاعا ، شعاع لا يقهر ، وإن سعت جناحات الظُلَم أن تغمره ليرزح تحت نيرهاويغدو في عداد الظلمات ...

خطاك أنفاس تتصاعد لتجلب للنفس الهواء والحياة والماء ، المعنى الذي لأجله جعلت ، أنفاس بها تنجو ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، تمتد من أول الزمان إلى آخ رالزمان ، إلى ما بعد الزمان ، تمنحها معنى الحياة في الدنيا وتنعّمها بأريج الأخرى ...
تدخل للنفس هواء نقيا ، نديا يحيي كل ذرة ويقويها وينعشها ويغذيها ،

خطاك وأي خطى هي خطاك أيها الحبيب ، أيها الطبيب ، أيها القريب ....
وهذه الألسن ترددها كلمات ... وهاتك الأفعال غير ما نردد ...
على خطى الحبيب تجري بألسنتنا ، والنفس تصنع صنيع النفس ، فتأمر ، وتنهي ، وتسوّل ، وتزيّن ، ولا ترضى أن تبقى عين القلب على أثرها تلك الخطى بل تسعى لأن تحيد به عنها ...
على خطى الحبيب نحن أيها السامعون ....
أيها الحاضرون ....
أيها السائلون .....
ويا ....أيها الغائبون ....!!




للحديث أهم بقية إخوتي إن كان بالعمر بقية....

09-02-2007, 11:55 AM
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب