المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84544 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #560 في: 2018-02-13, 08:35:29 »
2017/07/12
-----------------

وهل عرف الوَرَى مثل رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه مقدِّرا للمرأة، ومعترفا بفِكر لها ورأي ؟!

فهو ذا يَعجب من حبّ مُغيث لزوجه بريرة بقدر ما هي أبغضته حتى تولّت وأعرضت عنه...

فهو يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته... !

فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس قائلا : " يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا ؟ "

أشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم على مغيث، فذهب إلى بريرة يسألها أن تراجعه...

فماذا كان من بريرة وهذا رسول الله بجلال قدره يأتيها يسألها أن تراجعه ؟!  :)

أراك تقول ربما... وهل يُردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وهل أنظر في أمري وهواي، وهو بين يديّ يسألني غيره ؟!

أراك تقول ربما، أو تقولين : بأبي هو وأمي.... هواي من هواه... هواي مما يرى.. فلست أُحْسِن رؤية ما هو خير مما يرى ... !!

لا... لا يا صاح .... لا.... ! :)

الأمر أجلّ من هذا وأعمق ...

إنما ردّت بريرة بقولها : " يا رسول الله تأمرني ؟ "

فقال صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا أشفع"

ربما ... قلتَ في نفسك الآن... وإن كانت شفاعة، وإن كان رأيا... وإن لم يكن أمرا ؟! ... ولكنه طلب ووساطة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... !!

ورأيه الحكمة... وشفاعته الحكمة ... وهَواي ؟! أين هواي مما يرى هو ؟ !!

ولكن بريرة رأت غير ما رأيتَ :) ردّت بغير ما حدثت به نفسك يا صاح ... !!

قالت : "لا حاجة لي فيه" ... !

هكذا هو الحبيب المصطفى، يُخيّر في أمر التخيير، ولا يُلزِم باسم الدين، ولا باسم موقعه من الأمة، ولا باسم شفقة على متفتّت قلبٍ من الصبابة على مَن أحبّ ... !

وهكذا هي المرأة ... لا كما يظنّ بها كل مَن لا يعرف لها قدرا، فإذا الجماد وهي عنده صِنوان ... !

"لا حاجة لي فيه"....
وقد أبقتْ على رأيها، واختيارها، وقرارها، لم يمنعها من ذلك مانع... ولا حتى شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ... !!

فلنتأمل .... !!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #561 في: 2018-02-13, 08:36:40 »
2017/07/13
------------------

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #562 في: 2018-02-13, 08:37:33 »
2017/07/14
-------------------

كانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، قام إليها وقبّلها وأجلسها في مجلسه...

"قام إليها" ...

يقوم لفاطمة إذا دخلت عليه، يقوم لها حبا، وفرحة بمرآها، وتعليما وتربية لرجال الأمة كيف لا يضير الرجل في رجولته أن يعبر عن حبه لابنته بكل هذا ...

نعم نعرف كيف تقوم البنت لأبيها ... ولكن ربما لا نعرف كيف يقوم الأب لابنته ... !

غايةٌ في التعليم النبوي أن "البنت" نعمة لأبيها، فرحة لأبيها... لا أن "الولد" خير من البنت، وأعلى من البنت، ولا أن من حُرِم الولد فقد حُرِم ... !

بل هو السعيد بها صغيرة تلهو بشعرات رأسه، وتتلمس وجهه، وتتحسس عينَيْه وتقبّلهما ... :)

وهو السعيد بها كبيرة تحلّ عليه ضيفة، فإذا هي الفرحة في قلبه تحلّ حتى يقوم إليها مستعيدا ذكريات التحسّس والتلمّس التي لا ينساها، بل تتجدد في فرحته التي كبرتْ ... :)

يقوم إليها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، و"يقبلها" ... ويُجلسها في "مجلسه" ...

وكأنما يقول لها دوما كما قال : أنتِ بضعة مني...
وهنا مجلسكِ ... !

وهذه البنت عند أبيها...

هذه المرأة، وهذه قيمة بُنُوّتها عند أبيها يا أفواها ما تزال تتشدق بالذكورة فرحة عارمة إذا ما وضعت المرأة ذكرا ... !! ويا وجوها ما تزال تعبس إذا ما وضعت المرأة أنثى .. !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #563 في: 2018-02-13, 08:39:35 »
2017/07/15
-----------------------


القرضاوي .. الإرهابي الذي لا تعرفون!

كنت أظن أن العطاء العلمي والفكري للعلامة (وأعني تماما هذه الكلمة بمعناها الضخم ودلالاتها العظيمة) الشيخ يوسف القرضاوي قد انقطع منذ سنوات إلى أن وقفت على بعض الحقائق مؤخرا وأحببت أن أضعها أمامكم:
- قبل أسابيع صدر كتاب جديد للقرضاوي عن فلسفة الأخلاق في الإسلام في 640 صفحة من القطع الكبير!
- لما أبديت دهشتي من استمرار الرجل وقد جاوز التسعين في هذا النتاج العلمي صدمني محدثي بأن للشيخ خمسة كتب أخرى تحت الطبع!
- حتى هذه اللحظة لم يمل الشيخ حرفا واحدا على أحد من طلابه أو جلاسه وإنما يكتب بخط يده على ما يجده أمامه صالحا للكتابة عليه، أوراقا كانت أو هوامش كتب أو حتى قوائم طعام إن داهمته الأفكار وهو يتناول طعامه في أحد الفنادق خلال سفراته الكثيرة!!
- إذا بدأ الشيخ في الكتابة واحتاج الاستعانة بمرجع ما فإنه يكون شديد الدقة فيما يطلبه من مساعديه، إذ يطلب منهم تصوير فصول أو صفحات أو حتى فقرات بعينها هو أصلا يعرف محتواها دون أن يرهقهم أو يرهق نفسه بتكديس تلال من الأوراق والبيانات أمامه.
- الشيخ لا يضن بأفكاره على غيره من طلاب العلم. حدثني الشيخ عصام حلمي تليمة أن الشيخ القرضاوي حباه بفكرتين لم يسبق أن مر بهما في حياته في أي من المراجع العلمية قديمها وحديثها. الأولى أن الحدود في الشريعة ما جاءت واضحة في القرآن الكريم كجلد الزاني وقطع يد السارق، بينما التعزير الذي يحق للحاكم أن يتركه إذا ارتأى ذلك لمصلحة ما هو ما جاء في السنة دون القرآن كرجم الزاني المحصن وقتل المرتد وجلد شارب الخمر. والثانية أن لفظة "العذاب" في القرآن إذا جاءت في سياق الحديث عن عقاب دنيوي فإنها لا تأتي إلا مقترنة بعقوبة الجلد فقط.

على أن الإحاطة بشخصية القرضاوي لا تكتمل إلا إذا وضعنا إلى جوار ما سبق حرص الشيخ في هذه السن على مشاركة الناس - علا شأنهم أو صغر - في أفراحهم وأتراحهم وعيادة مرضاهم وشهود مناسباتهم .. يقول دائما اذا عوتب في التحامل على نفسه لحضور أحداث كهذه "أرى في عيونهم فرحة تعادل ما هم فيه من الفرح أو تخفف ما بهم من ألم فتمتليء نفسي رضا بذلك".

باختصار شديد .. رجل خصومه وكارهوه ضاحي خلفان و السيسي وعلي جمعة، ماذا تظنون به؟؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #564 في: 2018-02-13, 08:40:51 »
2017/07/17
------------------

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #565 في: 2018-02-13, 08:41:30 »
2017/07/20
-------------------

تارة أقرأ في حديث كيف يعرف رجل من الأنصار الجوع في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهبّ ليطعمه....

وتارة أقرأ في حديث غيره كيف يعرف أبو طلحة الجوع من صوته الضعيف فيهبّ لزوجه يسألها إطعامه...

ليس جوعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني، ولكن أعني الحسّ المُرهَف للصحابة إزاء حالاته صلى الله عليه وسلم ...!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #566 في: 2018-02-13, 08:42:00 »
2017/07/21
------------------

ومازلتُ أقع على فيديوهات يُقحِم فيها مَن ليسوا بأهل اختصاص أنفسَهم في العلم، فتجد شيوخ دين -هداهم الله وهدانا- ينكرون دوران الأرض وكرويّتها، وهي حقائق علمية لا أدنى غُبار عليها... !!

فيقولون بثبات الأرض لا بدورانها عكس العلم، ويقولون بدوران الشمس حول الأرض لا بدوران الأرض حول الشمس عكس العلم ... !!!

كل هذا وهم يستندون إلى آيات من القرآن يريدون أن يكيّفوا العلم والمعنى الظاهر منها...

هكذا بعشوائية وبإقحام الآيات في العلم، لإحداث خلط وبلبلة وفتنة ولتصيير القرآن قصرا وغصبا كتاب علوم بدعاوى "الإعجاز العلمي" الذي خلط فيه الكثيرون خلطا بيّنا، وجاؤوا بالخاطئ، وبالمخالف للحقائق العلمية، وخرقوا أيّما خرق... !

لماذا لا يقول هؤلاء الشيوخ ولا يعون أن العلم لأهله ولذوي الاختصاص، وأنه لا يضير القرآن بذرّة ضرّ ألا يكون كتاب علوم، بل كتاب فيه الدعوة الحثيثة والقوية لإعمال العقول، وللنظر وللتعلم، وللبحث وللسير في الأرض .... ولتشغيل العقول حتى ترقى وتصل لإدراك أعمق لعظمة الخالق سبحانه...

لا تستمعوا لشيوخ دين يقولون في العلم ... بل ويعارضون الحقائق العلمية... فمازال منهم إلى يومنا من يقول بأن الأرض لا تدور، وبأنها الثابتة، وبأنها المسطحة .... !!!

أي إلغاء للعقل ولدور العلم، وللحقيقة البيّنة التي خلق الله عليها الكون هو هذا التسطيح والتدخل فيما ليس لهم به من علم ... !! ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #567 في: 2018-02-13, 08:44:47 »
2017/07/22
------------------------
في عصر الزخم المتناقض حدّ الضبابية التي تؤدي بالبعض الذي يُرهَق عصبيا إلى الاعتزال ... مقال مهم لأسعد طه ... أرجو مطالعته .

---------------------------------------

يحكى أن : مفترق الطرق

مرت ساعتان منذ أن غادرنا المدينة، بدأت سيارتنا الصغيرة تئنّ من وطأة الحمولة الكبيرة والطريق الجبلي غير الممهد الذي نسلكه. في زمن الحرب، وبعد أن قُطعت الطرق الرئيسية، لم يكن أمام البوسنيين من سبيل سوى اللجوء إلى هذه الطرق التي هجرها المسافرون ربما منذ الحرب العالمية الثانية.

وصلنا إلى مفترق يؤدي إلى طريقين، اختلف فقهاء السيارة المكتظة أيهما يجب علينا أن نسلكه، بعضنا قالوا إلى اليسار، وآخرون أكدوا أنه يجب أن ننحاز إلى اليمين. في حزم يأخذ ربان السيارة قراره المصيري، وما هي إلا 3 ساعات تمر ونصل إلى مفترق آخر، وقرار مصيري آخر: إلى اليمين أو إلى اليسار.

الخطورة هنا ليست في أن نضل الطريق، ولكن المصيبة أن أحد الطريقين يوصلك إلى قرى المسلمين، وهو المطلوب، والآخر إلى مناطق سيطرة الصرب، حيث إنك إما مقتول وإما أسير معذب.

يكاد هذا الأمر يتكرر بحذافيره طوال سنوات الحرب، وفي كل مرة أٌصاب بالهلع وأنا أرقب ركاب السيارة وهم يلصقون رؤوسهم بزجاج النوافذ، يرصدون أي علامات على جانبي الطريق يمكن أن تدلنا إلى أي الخيارين يجب أن ننحاز.

هذا المشهد حاضر في ذهني دائماً، وخصوصاً في أيامنا هذه، والمرء يسأل نفسه: أي الطريقين أسلك؟ وإلى من يجب أن أنحاز، والضباب الكثيف يحول دون تبيان الطريق؟!

لكن -والحق يقال- السؤال في حد ذاته بشارة خير، وعلامة صلاح، فالمخلصون وحدهم هم الذين يسألونه، أما الذين باعوا ضمائرهم فالمسألة واضحة لهم تماماً: "ننحاز دون تفكير إلى من يحقق مصالحنا بغض النظر عن خطئه أو صوابه".

الناس يتفرقون بين مذاهب وعقائد وأفكار شتى، وليس في ذلك عيب، كلٌّ يختار ما يؤمن به وما يحلو له، فإذا كنت ممن يـؤمن بالله واليوم الآخر فدع أمرهم لله يوم القيامة، وإن كنت غير ذلك فما الذي يضيرك في أن يختار الناس طرائق حياتهم، وأن يميلوا إلى فكرة اقتنعوا بها ورسخت في أذهانهم؟

لكن، اسمع: الذي يمكن أن يضيرك هو العدوان، هو أن تبغي فرقة على أخرى، فيجب عليك حينئذٍ ألا تقف ساكناً، وأن تنصر المظلوم حتى لو لم تتفق معه في لونه ورأيه ومعتقده، وحتى لو اتفق معك المعتدي في لونه ورأيه ومعتقده.

وإن كنت قد أسلفت أن السؤال دلالة خير، فإني أعود فأقول ليس دوماً، فأحياناً يكون الحق ظاهراً واضحاً للعيان، فإذا اختلط الأمر عليك، فتكون هذه مصيبة أخرى، فكيف لا تفرق بين الجاني والمجني عليه؟

وعلى كل حال، هناك دوماً علامات يُستدل بها على الطريق، ابحث مثلاً عن الصف الذي يكثر به الفاسدون والكذَّابون والقتلة، واهرب منه.. تلك الأسماء اللامعة المجرمة، هؤلاء الذين سرقوا شعوبهم، وباعوا أوطانهم، الفارّون من العدالة، الذين استغلوا مناصبهم السياسية في الثراء، الذين إذا حدثوا كذبوا، الذين قتلوا أو شاركوا في قتل أبناء بلدهم بدم بارد، بغض النظر عن أسماء الضحايا، محمد أو جورج، سني أم شيعي، مصري أم لبناني، هؤلاء ابعد عنهم وعن الصف الذي يضمهم.

ابعد عن الصف الذي يكثر به علماء السلطان، الذين يستغلون الدين في إصدار فتاوى تعزز من نفوذ حاكمهم، فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال، ويستنهضون شعوبهم تحت راية الدين؛ للاستعداء على إخوانهم، هؤلاء ابعد عنهم وعن الصف الذي يضمهم.

أعرف أنك ستقول إن هـؤلاء هنا وهناك، لم يخلُ فريق منهم، ولذا قلت لك: "الذي كثر به هؤلاء"، ولم أقل: "الذي خلا منهم الصف"، لا تبحث عن صف من الملائكة، لا تأتيه شائبة، تمنحه ولاءك وأنت مستريح البال، هذا أمر محال، ابحث عن السمة العامة التي تسيطر على هذا الصف أو ذاك، لتقرر أن تميل معه أو ضده.

أغبط الصحابة رضوان الله عليهم؛ لقد كانت الأمور أمامهم واضحة، أبيض وأسود، أما نحن فقد اختلط لدينا كل شيء بكل شيء، مفكرون عظماء، أساتذة جامعة، رجال دين، روائيون، علماء، كنا نستدل بهم، ونأنس بوجودهم في الحياة، فإذا هم اليوم كاذبون ومنافقون، والحجة "لقمة العيش".

وإذا كان أمرنا اليوم لا يتعلق بالدين، بمعنى أننا لسنا أمام خيار الإسلام أو غيره، فإنه لا مفر من الإقرار بأن الدين في مجتمعنا يضطلع بدور رئيس، سواء سلباً أو إيجاباً؛ ومن ثم فهو عامل مؤثر، ورغم ذلك فالعلماء، ومن اصطلح على تسميتهم رجال الدين، يخوضون هذه المعركة على الجانبين، فيزداد الأمر خلطاً لدى بعضنا، لكن اسمع لما يقولون، وأعمِل عقلك وتفكيرك، لم يخوِّل الله تعالى أحداً ليتحدث باسمه، ولا قدسية لأحد.

ثم دعك من الدين، خذ فلسطين مثلاً، كم تاجَر بها من متاجرٍ؟ وكم ضحى من أجلها من ضحى؟ فلسطين بالنسبة إليّ واحدة من العلامات التي يُهتدى بها إلى الطريق، انظر من معها ومن ضدها، انظر إلى هؤلاء الذين يتقربون من العدو، يخطبون وُدّه، هل تريد أن تكون بينهم؟

إنهم يتحدثون الآن كذباً عن خيانات الفلسطينيين المزعومة ليبرروا خياناتهم. وهل إذا خان الناس، فرضاً، يصبح مبرراً لك أن تخون؟ ثم لماذا لا يتحدثون عن نضالات الفلسطينيين، عن آلاف الأسرى والشهداء؟! لقد جعلوا الأقصى شأناً فلسطينياً بحتاً، لا يعني عامة المسلمين، ليصبح التنصل من حمايته أمراً طبيعياً، فهو شأن فلسطيني داخلي.

مَن الذين يزعجهم ما يزعج العدو؟ مَن الذين يتقربون منه؟ من الذين يدافعون عن مصالحه على حساب فلسطين وأهلها وكل رموزها العربية والإسلامية؟ هؤلاء فِرَّ منهم كما تفِرُّ من النار، فإن مجرد الاقتراب منهم يصيبك بشرر.

هل أخبرك بأمر آخر؟ انظر إلى من يستخفُّ بعقلك، فلا تتبعه، مثلاً هذا الذي ينسب إلى خصمه كل مصائب العالم ويطلب منك أن تصدقه، هل تعتقد أنه سيحترمك إن فعلت؟ القانون الرباني في هذا الشأن عظيم: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا". اكره من تشاء، لكن العدل ألا تنسب إليه ما ليس به، ولا تصدق من يدِّعي هذه الأكاذيب، واعلم أنه بكذبه إنما يستخف بك أولاً، هو يعرف أنه يكذب، ويضحك ويسخر منك عندما تصدقه، وتدعمه، وتصفق له.

ومن الاستخفاف، استخدام مصطلحات في غير محلها، فيقال لك مثلاً "الإرهاب"، فيقفز في ذهنك مباشرةً هؤلاء الذين يروعون المواطنين الآمنين، ويقطعون رؤوسهم، ويغتصبون نساءهم، لكنك إذا بحثت وسألت فربما تكتشف أن المقصود ترويع جنود العدو، والإطاحة برموز الفساد في بلدك وتنحيتهم عن الحكم، والثورة عليهم.

الآن، هل تعبت من التفكير ومن النقاش، ومن متابعة تبادل اللكمات بين الفريقين؟ هل قررت أن تتوقف عن المتابعة والمشاهدة، وتنسحب من المجتمع، بعدما أُرهقت عصبياً ونفسياً بما فيه الكفاية؟ حسناً، أبشِر يا صاحبي.. فهذا هو المطلوب تماماً.

اترك للجاني الساحة خاليةً تماماً؛ حتى يتمكن من الانفراد بالقيم التي أنت تؤمن بها فيدمرها تدميراً، انسحب واترك لهم الميدان خالياً، ادخل بيتك والزمه، لكن لا تندم عندما تهرم وتجد أنك بمحض إرادتك شاركتَ بِصَمتك في الجريمة، ولا تبكِ عندما ينتهون من جريمتهم في الشارع ليقتحموا بيتك وعرضك!

أسعد طه


http://www.huffpostarabi.com/asaad-taha/-_12621_b_17551428.html
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #568 في: 2018-02-13, 08:48:09 »
2017/07/23
-------------------------

من أخي الأستاذ مصطفى أعسو  :

http://istighrab.iicss.iq/?id=51
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #569 في: 2018-02-13, 08:49:08 »
2017/07/23
------------------

أهيب بالأمهات وبالآباء أن ينتبهوا وبشدة لأمر قد يعتبره الكثيرون منهم عاديا ولا غبار عليه... بينما له تأثير خطير على تكوين شخصية الطفل وفِكرِه ...

أن يعطي الأقرباء المقربون مثل الجد والجدة والخال والعم للطفل نقودا، أو أن يخصّوه بهدايا ثمينة بمناسبة أو من غير مناسبة ...

أن يُربَّى الطفل على أن الجد أو الخال أو العم إذا أعطاك فاقبل، فهو ليس كمن هو أبعد قرابة أو كغريب ...

**الطفل سيتعود، وسيستسيغ قبول هذه العطايا، وخاصة إذا تكررت وتوالت بدعوى الحب والتدليل، وأن : "أعز الوِلد وِلد الوِلد" ... وأنه الصغير الذي نبرهن له عن مدى حبنا من خلال هذه العطايا الدائمة...

**بل سينتقل إلى مرحلة استساغة الطلب منهم في حالة إغفالهم له مرة أو مرتَيْن، أو مرور مدة زمنية من غير عطايا ...

**الطفل سيتعود الطلب، سيتعلم "التمسكُن" والتذلل لأخذ مُراده من جدّ يدلله أو من جدة، أو من خال أو من عمة ...

**الطفل سيتطلع دائما إلى الأثمن والأغلى والصيحة الأخيرة، وآخر ما سمع عنه من أصحابه، ولن يتورع أن يطلب من مُدَلِّلِه أن يدفع له ثمن هذا الشيء، أو أن يقتنيه له ! طبعا فهو الذي يحبه ولا يردّ له طلبا... !!

**الطفل سيتعلم أن من يعطيه ويخصّه بالعطايا هو الذي يحبه، وغيره لن يلتفت إليه، في دُربة على أنانية تراكمية تكبر معه ... !

**الطفل سيتمرد على حالة والده المادية، سيحدث عنده سخط من حالة مادية لوالده عادية أو متوسطة، سيتعود على عطايا الغير، على ما يوفره له الغير، فلن يتعلم التأقلم مع حالته المادية الواقعية، وسيتمرد بأشكال كثيرة، وسيسخط، وسيصبح سخطه عادة ...

تلكُم هي مغبّة هذه اللامبالاة بتعوّد الطفل الأخذ من هؤلاء المقربين، بدعوى أنهم أقرب المقرّبين ولا حرج ... !!

فتنبهوا، واحذروا وحاذروا ... !

فإن تعليمه التعفف لا يقتصر على درجات من القرابة دون أخرى بل على كل القرابات ... وإنها لأخطار تكبر معه كلما كبر ...!

واحذروا من قولة : "إنه ما يزال صغيرا" فإن معظم النار من مستصغر الشرر، وكذلك التربية تراكمية تُصفَّف لبناتُها صُعُدا من الصغر لتكبر وتكبر كلما كبر ...!!

فانتبهوا يرحمكم الله ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #570 في: 2018-02-13, 08:49:50 »
2017/07/27
--------------------

خالتي زينب المرأة العجوز المجاهدة، المرأة المدرسة...
ليست ذات علم، ولا ذات ثقافة ولا ذات منصب...
ولكنها الجدة العظيمة...!

توفيت ابنتها الوحيدة المتزوجة أم البنات الأربع، وخلفتهن... فكانت خالتي زينب الجدة الفقيرة المسنة هي حاضنتهن.. الصغيرات اللاتي تكبر إحداهن الأخرى بعام... !

وأي حال هو حال الفقير برأسه، فكيف به وهو يحتضن أربع أنفس...!!

احتضنت أصغرهن وهي الرضيعة، ولم تكن تعرف شيئا من شؤونها، ولا تقرأ حرفا تسعف به نفسها وتسعفهن...

كانت تملأ الرضاعة للصغيرة ولا تحسن قراءة التدريجات اللازمة لحليبها... ولكنها كانت تفعل...
وهكذا كانت تتقلب معهن بين حال وحال، أربعتهن بنات الوحيدة الفقيدة...!

فقيرة كانت، وفقيرة مازالت...

احدودب ظهرها من لأي السنين ومن الفقر ظهيرا لصروف الدهر عليها....
فتارة تغسل الصوف لإحداهن لقاء شيء من نقود تقضي به حاجة من حاجات الصغيرات، وتارة تعمل ببيت أخرى تغسل وتنظف وتطهى وهي المسنة المريضة...! وتارة تعد مؤنة "الكسكسي" لمن تريد مؤنة عام...!

وهكذا هي حالها بين خدمة وخدمة لا تبالي بسنها ولا بآلامها، وكل همها أن تكبر الصغيرات وأن تدرسن... تأويها وتأويهن جدران بيت هو الغرفة الواحدة التي تفتقر لمتطلبات الحياة العادية!!!

واليوم....  :) ما أروع اليوم في أيام خالتي زينب!!!
ما أشد بهاء وحسن جدائل شمسه الزاهية تلفها فرحة...  :)

ما أجدر اليوم بقولها : لقد أنستني هذه الفرحة كل آلامي وعناءاتي...  :)

يااااه... بم تراها تقدر هذه الفرحة...؟!
فرحة فقير منهك تنازعته صروف الدهر ولأواء الأيام التي لا ترحم...

اليوم وهي تهاتفنا لتخبرنا بفرحتين اثنتين :) وأي فرحتين!!

لقد نجحت "حسناء" كبرى اليتيمات الأربع في شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز، بمعدل رااائع مبهر 17،95 من 20

ولقد نجحت "إكرام" في شهادة التعليم المتوسط بمعدل ممتاز يقارب 17...

أي فرحة هي فرحة هذه العجوز الفقيرة المجاهدة...!

وأي فرحة هي فرحة اليتيمات الفقيرات المثابرات المميزات وهن يخططن لمستقبل يستشرفنه زاهرا بالعلم والمعرفة والتحدي والإصرار... !!

فلنتعلم من خالتي زينب، ولتعلموا أبناءكم مثابرةاليتيمات الأربع، المحرومات من الكثير والكثير جدا جدا الذي لم يحرمه أبناؤكم....!

لله در هذه الدنيا... ولله در أحوالها... فغني مرفه متأفف مدبر أبدا، وفقير منهك متحد مقبل أبدا... حتى لا يقول قائل كسول يغطي كسله برداء القدر، يلقي عليه باللائمة أو يتحجج : " إيييييه قدر ومكتوب" ...!!!

كم كان وجهها وضيييييئا خالتي زينب وهي تسرد قصة نجاح حسناء وإكرام بكل فرح وفخر...

كم كان صوتها قويا ناهضا من بين ركام السنين الملأى بالعناءات والتقلبات والآلام التي انتصرت عليها بإرادتها...

كان صادعا صادحا قويا وهي تقول: لقد أنستني فرحتهما كل تعب السنين :)

فهنييييئا لك وألف ألف هنيئا لك هذه الفرحة أيتها الخالة المدرسة!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #571 في: 2018-02-13, 08:51:04 »
2017/07/28
---------------

أجوبة ممتازة من أحمد السيد عن بعض أسئلة المشككين في علم الحديث:

https://www.youtube.com/watch?v=KrIj55EH-8o
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #572 في: 2018-02-13, 08:52:28 »
2017/07/29
-----------------

ليس كل أب أهلا للأبوة ولا كل أم أهلا للأمومة... ولا كل زوج وزوجة أهلا للحياة الأسرية ... !!

إذا كانت الزوجة رحّالة تنافس ابن بطوطة في ترحاله ...  :emoti_209:
فليلة هي في بيتها وألف ليلة هي في بيت أبيها أو بيت أب زوجها أو بيت أختها أو أو.... وبيتا الأبوين للطرفَين صاحبا حصة الأسد في الزيارات التي لا تكاد تنقطع يوما  :emoti_209: وبلهجتنا نقول عن الذي لا تنقطع زياراته : " طَيْ جاك صْبَيْ"

فترى الأولاد وقد ألفوا التّرحال، فهم المشتتون الذين لم يعودوا يعرفون للاستقرار طعما ... !  :emo:

يحبون كل بيت إلا بيتهم... !
يعشقون كل تجمع إلا تجمعهم الأسري ... !!
يهربون من فكرة العودة لبيتهم ... قد يتمسّحون بالجدة ليمكثوا عندها، أو بالخالة أو أو ...

ثم تعْيَا الأم بحثا عن سر تشتت ابنها  :emo (5): وتكتشف بعد فوات الأوان أنه لم يعد يحب البقاء ببيته... صار يستوحشه... يستغربه ... !!

والمشكلة مشكلة إن لم يكن يعي الوالدان السبب الرئيس في تبدّل أحوال ابنهم المشتّت المُقطّع بين البيوت ...
والمشكلة مشكلتان إن كانا يعيان جيدا أنهما السبب وأن الترحال سبب ورئيس ويستمران وفِيَّيْن للعادة المقيتة ... !!

عادة التّرحال "البطوطيّ" ....

وليت شعري إن ابن بطوطة لرحّالة تعلم وعلم ... وإنّ هذه الأم الرحّالة لجاهلة بدور الاستقرار في استقرار شخصية ابنها، ولَجاهلة بدور التّرحال في ترحال شخصيته بين شرق وغرب وغرب وشرق .... !!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #573 في: 2018-02-13, 08:53:17 »
2017/07/31
--------------------

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #574 في: 2018-02-13, 08:54:13 »
2017/08/01
----------------

الذين يتشددون فيخلطون ويخبطون، حتى يقربوا بتشدداتهم من القول بأن المرأة كائن "حرام" كله.. فهي لا تتكلم ولا ترى ولا تسمع ... كائن لم يوجد إلا لإسعاد الرجل ... !! لا للعيش معه الندّ للندّ والعقل للعقل ... لا لتراجعه في باطل يصدر منه ولا لتواجهه بحق يكون عندها، ولا لتأخذ حقا كفله الله لها كما كفل له هو حقه ...

هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجل العظيم بجلال قدره ومهابته ...

وهذه أسماء بنت عميس امرأة جعفر بن أبي طالب حينما قدمت وزوجَها المدينة من الحبشة مع فتح خيبر، ولقيها ابن الخطاب عند حفصة ابنته، فعرفها فقال لها أنه وأصحابه أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وهم المتأخرون عن الهجرة ...

كيف واجهت أسماء عمر المُهاب بكل جد وحزم وشجاعة أدبية ورقي، حتى توعدته أن تشتكيه إلى رسول الله، وفعلت، واشتكته، ونصرها رسول الله بقوله أن لها ولمن معها هجرتان بدل الهجرة الواحدة ... :) !!

وهذه عائشة، حينما جاء ابن الخطاب رضي الله عنهما، يقرّع حفصة ابنته على تجرئهن على رسول الله بطلب الزيادة في النفقة، ثم ينتقل إلى عائشة يقرّعها، فلا تُكبِر أن تواجهه بقوة وثقة وهي تقول له : "مالي ولك يا ابن الخطاب عليك بعَيْبَتك" تريد حفصة ابنته... :) !!

وكذلك فعلت أم سلمة مع ابن الخطاب رضي الله عنهما،إذ أسكتته وقد قرّعها غضبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!

ما الذي يخوّل لهؤلاء المتشددين الناظرين للمرأة نظرة "العورة" أن يقولوا بقولهم ويروها كائنا لا يحق له الكلام، ولا إسماع صوته، ولا الذبّ عن حقه... والسنة كلها تعج بمواقفٍ المرأة فيها كائن يقول ويفصح، ويتعلم، ويعلّم ويبدي رأيه ولا يمنع إيمان ولا ورع ولا حياء من أن تكون كذلك بكل قوة وثقة ؟!!

كيف لا وهي التي كانت تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه، وتسأله في أدق الأمور وأشدها إحراجا، حتى قالت عائشة تصف نساء الأنصار مُعجبة: " يرحم الله نساء الأنصار لم يكن يمنعهن حياؤهن من التفقه في الدين" ..

بل قد ثبت أن الرجل من الصحابة كان يرسل امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأل عن حكم في أمر خاص جدا بينهما ... يرسلها مكانه وتعود له بالجواب، ويعود ويرسلها الثانية ... !

كيف كان لهذا الصحابي أن يفعل إن لم يكن قد علمه الإسلام قدر المرأة ومكانتها ومساواتها به . ؟!!

وهذه خُويلة تردّ عنها زوجَها وحاجته وقد ظاهر منها، والحكم لم ينزل في القرآن بعد، وتهرع إلى رسول الله تستفتيه حتى ينزل قرآن فيها يؤيد موقفها وتكون سببا في نزول حكم لسائر رجال ونساء الأمة إلى يوم الدين... !!

والمواقف كثيرة كثيرة ...وهذه الأحاديث النبوية الصحيحة تعجّ بها...

هذا كتاب الله لا يُحجر على أحد من المؤمنين، وهذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تُحجر على أحد...

واللوم على من لا يطلع ولا يعرف، حتى إذا ما سمع لأقوال من تقوّل أخذ منه دون نظر أو بحث ... وكأنما أُمِرْنا أن نأخذ عنهم قبل أن نأخذ من المنبع ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #575 في: 2018-02-13, 08:54:47 »
2017/08/05
--------------------

أي طاقة هي للأم لا تحوزها العصبة أولو القوة ؟!!

أي عاطفة هي تستوعب الجبال والجبال وهي تربي وتسهر وترعى وتحرُس وتحرِص وتتابع وتدافع وتحنّ وتضمّ وتضحي وترقب وتترقب، وتحب بالعيوب وبالحسنات.. ولا تنفك كل ذرة فيها تعيش وتتحرك وتتنفس لغيرها ... !

أي طاقة هي ؟!! أي طاقة ؟؟!!
يا من تتحملينه مريضا ببكاء لا ينقطع، وقد ضجّ الكل ببكائه، حتى لم تعد لهم ساعتها أمنيةٌ تنازع أمنيتَهم في سكوته..وأنت غاية أمانيكِ أن يغادر الألم منه إليكِ ... !!

"هنا" فقط يا أيها العقلانيون :)
"هنا" قفوا وتوقفوا فإن العاطفة "هنا" أقوى من كل تعقلكم ... !!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #576 في: 2018-02-13, 09:04:54 »
2017/08/08
-----------------------

عند الغضب من شخص ما، من موقف ما، فيحدث الإصرار على رفض الأمر برمّته والإصرار على المعاندة وبقاء المشكلة مشكلة... !!

عندها أُكبِرُ أكثر ما أُكبِر ذلك الشخص الحكيم الرصين الذي يُريك ما غُمّيَتْ عليك رؤيته وأنت غضبان، ويستوعب الأطراف كلها، ويواجهك بالجانب المظلم والمخطئ في رؤيتك لا "بالهجوم" عليك بل "بالمصارحة" الرصينة فلا مجاملة على حساب الحق، ولا تعصّب على حساب الحق ... !

ويسعى بعد ذلك سعيَه لرأب الصدع بين المختلفين، وإطفاء نار الغضب بماءٍ تركيبتُه أنك الذي قد يخطئ وأن الطرف الآخر قد يصيب ... ف H² من نصيب مخالفك و O من نصيبك emo (30): وكلاهما بمفرده لا يشكل ماء، كلاهما بمفرده لا يطفئ نارا... أما اجتماعهما فيفعل  emo (30):

ولكن إمعانا في الإنصاف ...  :emoti_26: حكيمٌ أيضا من ينتبه لسعي هذا الرصين الحكيم ولموازنته بين "ضعيفَيْن" لا بين قوي وضعيف ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #577 في: 2018-02-13, 09:06:51 »
2017/08/12
---------------

الحوار بين الآباء والأمهات وبين أبنائهم ...  emo (30):

ترى هل تحاور ابنكَ ؟! هل تحاورين ابنكِ؟!

قبل أن تعلن حقك بالتوجيه والتقويم هل أعلنت دورك بالتربية والتقرّب من ابنك ومعرفته والمجاهدة والصبر على التبعات ؟!

هل عرفت ابنك حق المعرفة بمحاورته والاستماع إليه في لقاءات هادئة، المصادقةُ فيها هي السيدة وهي المنطلق ؟!

هل عرفت لابنك "الصغير" ذاك قيمته ؟ وعرفت أنه كائن ذو نفسية وشخصية وكيان مستقل ليس ضرورةً ولا نتيجة حتميّة أن يكون نسخة عنك ولا أن يكون آلة تُسيَّر بكبسة زر منك وتوقَف بكبسة زر أخرى ليحلّ عليه رضاك ؟!

هل حاورتَه ؟... حقا حقا ...هل استمعت إليه بما يكفي ؟!

كن صادقا مع نفسك... وكوني صادقة مع نفسكِ... فقد يُهيّأ إليك أنك تعرف ابنك ... !! :)

وياااااه ... ودندنتكَ وشنشنتك أنْ طبْبْبْبْعا ومَن ذا يعرف ابني خيرا مني، بل إني أحفظه وأحفظ حركاته وسكناته عن ظهر قلب !!


بينما أنت في الحقيقة تعرف ابنك الذي لا تحاوره، ابنك الذي يخفى عليك أهم ما يميزه وما يشغله لغياب الحوار بينكما ...  emo (30):

ربما ستتساءل... ربما ستتساءلين ... وكيف يكون الحوار ؟!
ألست أكلمه ويكلمني... ألست أسعى جاهدا وأسعى جاهدة لأن يكون كما أحب أنا أن يكون ؟!!

لا يا سيدي ... لا يا سيدتي ...  emo (30):

ليست البطولة أن تجعلاه نسخة عنكما، أو عن صورة تريدان تحقيق تفاصيلها فيه ...
بل البطولة في أن تستمعا له هو، لما يشغله، لما يريد أن يكون هو وأن يفعل هو ... في لقاء صداقة وحرية حوار ...👥

البطولة في أن تصنعا منه إنسانا يحقق ذاته هو لا ذات صورة بين الصور وإن كانت صورتكما !

استمعي له .... استمع له ...
سيُدلي إليكما بما عنده...

إنهم الكائنات الأكثر براءة على وجه الأرض ...
سيقول حسنا وسيقول سيئا ... سيقول صوابا وسيقول خطأ... لن يحسن الكذب ...

لن يحسن الكذب وأنتَ صديقه الذي لا يسارع للثورة بوجهه إذا ما أدلى بشيء من مكنوناته وهو الخطأ، بشيء من خاطره وفكره وهو الخطأ...

لن يحسن الكذب وأنتِ صديقته التي تستمع إليه ... فتُحسن الاستماع، وتحسن الهدوء مع الاستماع في حوار راق حرّ يعلّمه حقه في الحوار وفي النقاش وفي الإدلاء برأيه...

سيبقى فكره رهين الخطأ إذا ما لم تحاوراه ولم تسمحا له بتلك المساحة الحرة السلميّة ليُخرج لكما ما يضمر... وسيكذب وسيلتوي وسيخفي، بل سيقرر ألا يصارحكما أنتما بالذات إذا ما سارعتَ أو سارعتِ للثورة على خطئه دون إقناع عقلي وأخذ ورد ونقاش هادئ... سيلجأ لغيركما ... !

ثم بعدها تأخذين وتعطين في علاقة بيْنيّة متداوَلة، مبناها مخاطبة لعقله، لا على وجه الاستصغار بل بمنطق المقدّر له كإنسان ميزته العقل ... تسألينه وتنتظرين منه الجواب... "ما رأيك ؟" "ما قولك ؟" "ما يشغلك؟" "ما يغضبك؟"
ويااااه كم ستكتشفين من قدرات عقليّة عنده ذاك الصغير !!  emo (30):

عوّدْه نقاش العقل للعقل ... خاطبه بالعقل...
فوالله إن عقولهم لتأتي بما لا تأتي به عقولنا ... !

اعرف ابنكَ... تعرف إليه... اعرفي ابنكِ .. تعرفي عليه قبل أن تصرخا وتزمجرا وتقيما الدنيا ولا تقعدانها إعلانا عن حقكما في الحكم والتسيير والتوجيه ...

تعرّفا إليه أولا ... إلى ما يعتمل بنفسه، وإلى ما يجول بخاطره، وإلى طريقة تفكيره، وإلى أكثر ما يؤثر به... emo (13):

افعلا قبل أن تعلنا "حاكمية" لن يكون لها من دور إلا كدور المحرك الخطأ مع الآلة الخطأ... ! ولن تنتج علاقة حقيقية إلا كطفو الزيت على الماء لا تخالط ذرة منه ذرات الماء، يحسب أنّ كونه ذا لون وذا كثافة يكفيانه أن يكون الأعلى ...!
والماء وإن افتقر للون وللكثافة ذو قيمة لا يختلف عليها عاقلان بينما يجهلها الزيت المتعالي ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #578 في: 2018-02-13, 09:08:39 »
2017/08/14
----------------------

جلسنا نتجاذب أطراف حديث حول الأطفال وتربيتهم وهي أم "نجم"...  emo (30): ذاك الساطع بين النجوم ..

بل هو نجمها الذي أضاء سماء حياتها (كنت قد كتبت يوما قريبا عن قصة تسميته قبل مولده وهو اليوم ابن الشهور السبعة )

فأخبرتني عن قصة حدثت لها وزوجها ...

استقلا يوما الحافلة  فلفت أنظارهما أمٌّ مع ولَديها، أكبرهما لا يتجاوز أربع سنوات من عمره والثاني ربما كان ذا أعوام ثلاثة ...

استقطبا أنظار الناس بأدبهما الجمّ، وطريقة كلامهما المهذبة، والمميزة ... وبحديثهما بلغة فصيحة أحيانا...

فتوجه زوجها صوب السيدة يسألها :

"سيدتي لو تكرمتِ، لقد لفت نظري ما عليه ولداك من أدب وحديث فصيح وكلمات راقية تنمّ عن تميز في طريقتك معهما، وإنّ لنا ولدا رضيعا، أكبر همّنا تعلم أحسن الطرق لتنشئته مؤدبا، مميزا ... فإن كان لا يضيرك ولا يزعجك، فأرجو أن تخبرينا عن طريقتك معهما " ..  emo (30):

لم تمانع السيدة، بل رحبت بسؤاله، وتوجهت إلى كليهما بقولها :

أكثر ما أنصحكما به أن تعيشا مع ولدكما، أن تعيشا حقا...!

فأنا لا أعرف كثرة خروج من بيتي إلا لداع حقيقي، ولست ممن تبحث عن عرس أو فرح أو حفلة أو أي مناسبة تأخذ منها وقتها مع أولادها، ولا ممن تكثر الاجتماع بالنساء بمناسبة وبغير مناسبة للأحاديث ولاجترار الأحاديث ولبحث شؤون الموضة أو للتدخل بشؤون الناس...
بل كل وقتي لأولادي... أعيش معهم عالمهم الخاص، أصنع لهم عالمهم الذي يحبون ... أسخّر وقتي لذلك العالم ...

لا أغيب عنهم كما لا يغيبون عن عيني، فنصنع الحياة سويا ... ندرس ونلعب، ونتثقف، ونترافق في النزهات، ونمارس الهوايات ولا أنشغل عنهم بما ليس أولوية ... فهم الأولوية عندي وأبدا لا ينازعها عندي شيء ...!

إلى كل أمّ ترى في كثرة الانتقال من بيتها وتشتيت أبنائها بين ها هنا وها هناك ...

إلى كل أمّ تكثر من الغدوات والروحات، ولا تغادر مناسبة من مناسبات الأهل أو الجيران أو الأصحاب إلا أحصتها فحضرتها...!!

والأولاد ؟!! لا بأس ستتركهم هنا أو هناك، أو ستأخذهم معها وستصبح الغدوات والروحات الكثيرة من اختصاصهم هم أيضا...  :emo:

إلى كل أمّ لا تعي ما يجنيه التلهّي عن ابنائها بسفاسف الأمور... بالحكايات...وبتتبع أخبار الناس، بالصاحبات والجارات والقريبات والبعيدات وبجلسات الغيبة، وبآخر الصيحات والموضات ...وبالفساتين والتسريحات ...
لا تفوت شيئا من هذا وذاك ولكنها تفوّت على أبنائها التربية والمتابعة والاهتمام اللازم ... !! وتحسب أنه مما يُستدرك ... !

وإلى مَن تعي ما يجنيه التلهي عنهم وتصر وهي تعلم ... ويالهول ما هي عليه هذه المصرة المترصدة !!

 emo (13):تأملوا من يبحث عن طرق التربية ويتقصاها، فيسأل امرأة يلقاها في حافلة، لأنه يتصيد النماذج الناجحة الواقعية، فيريد أن يقتبس منها ما يراه قابلا للتطبيق وموائما...

 emo (13):تأملوا ما أشارت به المرأة على الزوجين الشابّين...

 emo (13):ثم تأملوا تلك التي تضيّع مسؤوليتها وتحسب أن الساعات الضائعة مُستدركة، وسهل استدراكها بينما هي التربية ضائعة، وصعب ..صعب جدا جدا...بل من المستحيلات استرجاع الزمن الذي يفوّت...

زمن في ميزان التربية قيمة ومختزن وأساس لا يُجدي أن يؤجل ... ! لأن التفويت والتسويف في التربية دُربة على اللامبالاة وعدم تزويد الأبناء بحاجتهم في التوجيه، وسيقفز الضياع والتشتت ليأخذ مكان التربية والتقويم، وعندها سيصعب عليك الاستدراك يا من تسوف ظنا منك أنك ستستدرك...!

ويا مَن تُزبِدين وترعدين في كل مرة أنك ستستدركين لتعودي فتفوّتي... وقد ألفتِ التفويت !!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #579 في: 2018-02-13, 09:09:48 »
2017/08/16
-------------------

كم أحترم وأقدر الزوجة التي تقدر وتحترم زوجها، فحتى إن حدث سوء تفاهم بينهما أو خصام عملتْ ما بوسعها ليبقى الأمر بينها وبينه فلا تذيعه ولا تنشره حتى لأقرب المقربات إليها...

وتنظر حين تنظر إلى ما أبعد من لحظتها، فتقدّر أن المياه بينهما ستعود إلى مجاريها فما الداعي لأن تُقحم أيا كان في خصامهما ؟ هي ستنسى له وهو سينسى لها، والمُقحَم سيحقد على الزوج من غير ما داعٍ ...

ولا أحترم تلك التي ترى حذلقة وحذاقة أن تعطي زوجها درسا لا ينساه إذا ما حدث بينهما اختلاف ...فتشدّ أحزمتها كلها وتنفخ أوداجها... لتغدو غولا يريد أن يلتهم من تجرأ ونسي أنها غول أكول ... !!!  :emoti_25:
وياااه تلك -حسب رؤيتها ورؤية مثيلاتها- صاحبة الشخصية القوية ...  :emo (5):. (يا سعدُو مسكين لي زوجته غول )

وكذلك الزوج ... لا أحترم مَن يستسهل تخطيئ زوجته وتأنيبها وتقريعها أمام أيّ كان ... لا يراعي لها شعورا، ولا يفوّت لها خطأ وإن كان بسيطا وكأنه الذي لا يخطئ ... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب