المحرر موضوع: صفحة أسماء  (زيارة 84452 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #600 في: 2018-02-22, 09:10:09 »
2017/09/26
-------------------

أمهات كثيرات جدا حين يدرّسن أولادهن بالبيت ويتابعن أداءهم لواجباتهم المدرسية وفهمهم للدروس ... يدرّسنهم بطريقة يكون فيها التركيز على :

📌 تلقين المعلومة لا تعليم التفكير بها .

ماذا أعني ؟ .. :)

الأم يُهيَّأ لها أنها تدرّس ابنها، وتدعمه، وتغذي فهمه للدروس، وهي غالبا أم مثقفة وذات مستوى يخوّل لها المتابعة الجيدة ..

فهي تحلّ عن ابنها الواجب، وتجيب عن الأسئلة، وتكتب له الإجابات، أو تمليها عليه... تكتب له فقرة تعبيرية مثلا طُلبت منه.. 📄 !!! تحلّ له مسألة رياضية ... ! 📊📐

تلقّنه الإجابات تلقينا ... وهذا عندها تفهيم وتدريس ودعم ... :)

أو في أحسن الأحوال، قد تُفهمه الدرس، وتتركه ليحلّ التمارين والتدريبات الموافقة له... فإذا وافاها بحلوله، لم تمهله إذا أخطأ، بل تسارع لتصحيح أخطائه كثيرة كانت أم قليلة ... !🔧📝🔧

ولا تعطيه فرصة لإعادة التفكير، والتركيز لاكتشاف خطئه بنفسه ... :)

وهذا هو "التلقين" الذي لا تنتبه الأم أنها تقدمه لابنها، وتحسب أنها به تنفعه، بينما هي تفتح له باب التعوّد على تسهيلاتها😴

وتغلق عليه باب تشغيل عقله، وتنمية قدراته ، والتعود على التفكير لحل المشاكل، ولاكتشاف الأخطاء ولتذوق حلاوة تصحيحها بنفسه ... كما أنها لن تعرف مستوى ابنها الحقيقي، بل ستبقى في دائرة "الصب" ليفوز بعلامة جيدة عن واجبه، وهذا هدفها الذي سيصير هدفه بالتعدّي ... !😞

الأم التي تريد أن يتعود ابنها على التفكير وتسعى لتطوير قدراته "التفكيرية" و"الفكرية" هي التي لا تركز على أن يحلّ الكثير من التمارين بقدر تركيزها أولا على تعلمه طريقة التفكير وتشغيل عقله، وتقليب ما بين يديه على أوجه حتى يهتدي للحل، فلا يقع عقله فريسة الخمول والاتكال وأن هناك من سيحلّ عنه، ومن سيسهّل عليه، ومن سيحمل عنه كل ما لا يكلف نفسه عناء فهمه ... 😴😴

هناك من سينوب عنه، هناك من سيفكر عنه، هناك عقل سيعمل مكان عقله ... !! فياااا هَنَاهْ 👏

سأضرب مثالا... :)

هاتفني ابن أختي يريد أن يُسمعني إعرابه لبعض الجمل، فجعلت أسمع منه إعراب كل كلمة ...

فكان إعرابه سليما حتى بلغ جملة : " يطوف الحجاج حول البيت "
استعصتْ عليه "حَوْل"  :)

فقلت له : طيب .. انتبه .... إذا قلت لك : "القلم فوق الطاولة" ... إلى أي شيء قد أشرت ...؟ فجعل يفكر : إمممممم  :emo (5):... ثم يقول : أنه فوقها ...

قلت : طيب وإذا قلت لك : "الكتاب تحت الطاولة" إلى أي شيء قد أشرت ؟ قال : أنه تحتها ...

ثم أضفت أمثلة عن "أمام" و"خلف" و"قدام" و"وراء"

وأنا أتقدم بأسئلتي شيئا فشيئا ... قلت: فما الذي يجمع بين هذه الأمثلة كلها ؟ إلامَ تشير كلها ؟

فقال : إلى مكان الشيء ...  ::)smile:

يا سلام ...  emo (30): ...لقد اقترب جدا... يكاد يصل، بل لقد وصل :)

وأنا في كل مرة أثني على إجاباته التي تقترب ... حتى انتهيت معه إلى الكلمة الجوهرية، الكلمة المفتاح "المكان"..

فقلت : لقد أجبت نفسك بنفسك ... فإلامَ ترى أن " حول" تشير ؟ قال : إلى مكان ...
قلت : فإن "حول" تُعرب ظرف مكان ...  emo (30):

لم أكن المجيبة ... بل لقد كان هو السائل والمجيب في آن..  emo (30):

هكذا ... يجب أن يتعلم التفكير... أن يتعلم الوصول بنفسه إلى المعلومة ... أن نمشي معه الهُوينى حتى يتعود التفكير والاستنتاج ... لا أن نصب له المعلومة صب القالب ... !!

وتلك حلاوة تعليم التفكير قُبالة جمود التلقين ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #601 في: 2018-02-22, 09:11:03 »

2017/09/28
----------------

ما أَضَرَّ المسلمين مِثْلُ شعارِ : "ليسَ الدينُ بالعقلِ"، حيث انقلب الدينُ بهذا إلى : تهريج وتخريف وشعوذة وتناقضات، في حين أنَّ القرآنَ المجيدَ كله دعوةٌ إلى العقل والعلم والبرهان !

[سليمان محمدي]

نقلاً عن سلسلة :

#إضاءات_ومراجعات_يحيى_جاد
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #602 في: 2018-02-22, 09:11:44 »
2017/09/28
--------------

أسماء بنت أبي بكر الصديق، حينما أراد الحجاج بن يوسف أن يعذبها برؤية ابنها عبد الله بن الزبير مقتولا ومُنكَّلا به، أرسل إليها لتأتي، فأبت، فأرسل إليها الثانية يقول : لتأتينّني أو لأرسلنّ إليك من يسحبك من قرونك، فأبتْ... !

لا... ولم يكن هذا آخر العزّ منها وهي العجوز التي قاربت المئة، وعَمِيت عيناها ... !

بل لقد أخبرته أنها لن تأتيه حتى يرسل إليها من يسحبها... !

فما كان منه إلا أن أتاها هو، يسألها متشفّيا عما فعل بابنها، فقالت: أفسدتَ عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك ...

لا ولم يكن هذا آخر العزّة منها... !

بل زادت فقالت له : وإني قد بلغني أنك تكنّيه بابن ذات النطاقين، ألا فإني أنا ذات النطاقين، كنت أحمل في أحدهما الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبي بكر، وكان الآخر النطاق الذي لا تستغني عنه النساء...

لا ولم يكن هذا آخر العزّة والإباء والبسالة من أسماء أمام واحد من أعتى وأطغى وأظلم من وُلِّيَ ...

بل زادت فقالت : " أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا أن في ثقيف(قبيلة الحجّاج) كذابا ومُبيرا، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا أخالك إلا إياه" ... !!

 emo (16): الكذاب منهم هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة، فتبعه منهم مَن تبعه حتى أهلكه الله.

 emo (16):المُبير : هو الذي يُكثر القتل.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #603 في: 2018-02-22, 09:12:35 »
2017/09/30
--------------

آدم... يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف...
قالت له أمه وهي تعلّمه شيئا : اِنتَبِهْ !

قال : مانيش "بِهْ" أنا آدم... أي : لست "بِهْ" أنا آدم ...  :emoti_282:

فتذكرتُ مرة حينما أخبرتني أنها وقد اعتزمت ووالده أن يخرجوا جميعا في نزهة سألته عن رأيه قائلة : " آدم واش رايك ؟" أي : ما رأيك ؟

فأجابها قائلا : " لا باس". أي بخير ...  :emoti_282:

إذ أن السؤال : "كيف حالك ؟" عندنا هو: "واشراك؟"

آدم ... يبدو لي حاله بين أمرَين أحدهما أنه بذكاء حاد، ويلوّح بشخصية فلسفية مستقبلية ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #604 في: 2018-02-22, 09:14:14 »
2017/09/30
-------------------

هذه دراسة للدكتور محمد عمارة : "في فقه قوامة الرجال على النساء" وجدتها على صفحته، فقمت بتصوير صفحاتها وهذا الجزء الأول منها .. مهمة جدا أنصح بقراءتها ...





« آخر تحرير: 2018-02-22, 09:15:57 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #605 في: 2018-02-22, 09:17:10 »
2017/10/01
----------------

سيدنا زكريا عليه السلام كان كلما دخل على مريم المحراب وجد عندها رزقا ..

"قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ" ...

 emo (16): تحيّر سيدنا زكريا، ودُهش من رزق وجده عندها ليس لها ولا لغيرها يد فيه ... فسألها : أنّى لك هذا ؟... أي كيف لك بهذا ؟..

وهو النبي المصطفى الموقن، الذي يعرف طلاقة قدرة ربه حقّ المعرفة، ويعلم علم اليقين أن ربه على كل شيء قدير...

هو النبي المحدّث من السماء... سأل وقد تحيّر من خرق "الأسباب" ... وتجاوزها بمشيئة مسبب الأسباب..
تساءل وقد رأى تجاوزا لما تعوّد من قانون الأسباب...

حتى أجابته مريم ... وهي الأخرى صاحبة اليقين .. أجابته أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ...

هنالك ... !! عندها ...!!
عندما رأى ما رأى وسمع من مريم ما سمع ... وهو النبي المحدث من السماء يتعلم من مريم الصديقة فيهرع يدعو ربه ...

"فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ "

استجاب له ربه فور دعائه .. بشّره من فوره ...

ولكن .... !!

 emo (16): هذا سيدنا زكريا عليه السلام للمرة الثانية يسأل...
يسأل بالصيغة ذاتها : "أنى يكون لي غلام ...؟

ولم يكتفِ بهذه الكلمات، بل لقد فصّل ...
فصّل حاله من الكبر وحال زوجه العاقر..
هذا الوضع ... فكيف يُتجاوز ويُسمح بحدوث ما لا تتيحه الأسباب ؟!
وهو النبي الذي يعلم علم اليقين طلاقة قدرة ربه، وهو قبل قليل قد تزوّد مع زاده من مريم ... يتحيّر فيسأل ... يسأل بموجب ما عرف وتعود من الأسباب ... وهو يرى ما يتعداها ويتجاوزها...

 emo (16): ثم هذه مريم التي أعلمها ربها أنه قد اصطفاها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين ... الراكعة الساجدة القانتة لربها، الموقنة بقدرته...تلك التي أماطت عن زكريا حجاب الحيرة من رزقٍ أتاها بلا سبب ...

هي ذي ...يبشرها ربها بكلمة منه، عيسى بن مريم وجيها ومقربا ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ...

ولكن ... !

هي ذي تسأل ... !!
تسأل بالصيغة ذاتها التي سأل بها زكريا : "رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ ...
ولم تكتفِ بها كلمات، بل قد فصّلت بذكر السبب الغائب ... : " ولم يمسسني بشر "..

ذكرت الأسباب... أبدت حيرتها من خرق قانون الأسباب... وهي مَن هي في القرب والاصطفاء ... !!

ورب العزة في عُلاه لم ينكر على أحدهم سؤاله، بل أجابهم ...

هم أولاء صفوة من عباد الله المقربين الأخيار ... يعترفون بالأسباب، وبسريانها، وبكونها القانون الساري والعادة الجارية التي تُعرف بها مسالك الحياة ...

هم أولاء لا يخفون حيرتهم، ويتساءلون، ويسألون وهم يخاطبون ربا يوقنون بقدرته على كل شيء، وهم أهل المعجزات، وهم المحدثون من السماء ...

وهم الذين كُشفت عنهم حُجُب وحُجُب .. !!

بينما سرعان ما يصدق البشر العاديون(المسلمون) بالخوارق في عصر تجاوزته المعجزات ... وسرعان ما يلغون دور الأسباب ... أهل هذا الكتاب العظيم الذي احترم العقل، فخاطبه وأقنعه بالحجة ...

وليتهم... ياليتهم تساءلوا كما تساءل الأنبياء... وكما تساءلت الصديقة أم النبي وهم الأولى بألا يسألوا، ونحن الأولى بأن نسأل ... !!

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #606 في: 2018-02-22, 09:18:05 »
2017/10/03
---------------

المرأة التي تتخذ من خِلال لوح نوافذها (persienne) "كاميرا" ترصد بها غدوات الناس وروحاتهم... فإذا عيناها اللواقط في خلة بين الخِلال.. أهواية هي عندها أم غواية ؟!!

ولربما شاط الطبيخ وتصاعدت روائحه وتفحّم القدر...
أو ربما سقط الرضيع من على سريره  :emo:
أو عبث الصغير بمقلاة فوق النار فانقلبت على وجهه .. !

كله يهون في سبيل خبر يُلتقط على المباشر من خِلال النوافذ ... !
وعلى غرار "الجزيرة مباشر" فاتتكم قنوات تطل على الشوارع بمصورين سريّين "نوافذ مباشر"

ولو أن كل إنسان التفت لنفسه ولمن هُم "رعيّته" بالتربية والمتابعة والاهتمام اللازم لكفاه ذلك تتبّع عورات الناس وأخبارهم وكأنه الفرض الواجب بلا فوات ... !!!

د------------------------------
ملاحظة :
1- خِلال: جمع خلة وهي الفُرجة أو الفتحة.
2-العينان طبعا لن يكون ظهورهما كما في الصورة، إذ قد قمت أنا بتركيبهما عليها
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #607 في: 2018-02-22, 09:19:18 »
2017/10/04
-------------------

عن الناسخ والمنسوخ .. من كتاب "مفهوم النص" لصاحبه نصر أبو زيد
البِداء: بمعنى أن يبدو رأي جديد مكان الرأي الأول .



---------------------------

وقد سألت صديقتي أسماء عن شرح أوفى، فرددت عليها بالتالي:

تعرفين معنى الناسخ والمنسوخ يا AMaa Nuance المنكرون للنسخ في القرآن يزعمون أن ذلك من ادعاءات البِداء على الله، طيب ما البِداء؟ البداء هو أن نقرر مثلا حلا لمشكلة ما، ثم يبدو لنا عند تطبيقه أن رأيا آخر أصلح وأنجع، فيكون بذلك التحوّل والتغيّر في الرأي، وهذا ما يقولون أنه لا يجوز على الله، وأن النسخ بالتالي باب للإقرار ب "البِداء" على الله ...
وأول من كان هذا نظره للناسخ والمنسوخ هم اليهود من أهل الكتاب..
طيب كيف لا يكون الناسخ والمنسوخ بِداء يُنسب لله تعالى ؟؟
سأعطيك مثالا .. الطبيب كثيرا ما يصف لمرضى دواء لمدة معينة محددة بشهر بسنة، بعدد من السنوات، ويخبره أنه بعد تلك المدة سيبدأ معه بدواء جديد لمرحلة جديدة وتغيرات تطرأ تستدعي ذلك الدواء الجديد.. هنا الطبيب يصف الدواء الأول وهو يعلم مسبقا أن عليه تغييره بدواء جديد حالما تنتهي تلك المدة والتي يستجد مع انقضائها تغيرات تستلزم الانتقال إلى الدواء الجديد ..
لله المثل الأعلى، الله جلّ في عُلاه في سابق علمه أن مرحلة ما من المراحل تستدعي العمل بهذا الحكم النازل في هذه الآية (ومثال تحريم الخمر في هذا جليّ للتدرج مع تعودهم عليه تعودهم على الماء)
ثم عند انتهاء تلك المرحلة واستيفاء ذلك الحكم لعمله، يجب تبديل الحكم الأول بجديد يتواءم والمرحلة الجديدة التي عمل فيها الحكم الأول حتى تطور الحال، واستجدت معطيات تستدعي حكما جديدا، هنا دققي معي في "يعلم مسبقا" + "صلاح الحكم لفترة بعينها" بمعنى أنه سبحانه ينزل هذه الأحكام ويبدلها عن علم، عن حكمة لا كما نضع نحن حلا ما، فلما يتبين أنه غير صالح عند التطبيق يبدو رأي جديد وحل جديد، وهذا الأخير هو البِداء ... فأين البِداء في الناسخ والمنسوخ ؟!
وهذا يا أسماء نراه جليا في الأحكام المنسوخة(وبالمناسبة النسخ لا يكون إلا في الأحكام لا في الأخبار)، نراه في تدرج تحريم الخمر ففي مرحلة استدعى الأمر أن يُجاب على سؤال منهم مع بيان أن بها إثما ومنافع، ثم مرحلة جديدة بعد ذلك استدعت نزول الأمر بألا يُشرب عند الإقبال على الصلاة، وهنا ينجح العلاج بالتدرج وقد استوفى كل حكم عمله، ثم أخيرا يكون المجال مفتوحا حقا ومتاحا لأن ينزل التحريم النهائي ...
وغيره من الأحكام، من مثل حكم التي تأتي الفاحشة "فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ" ، وتأملي نهاية الآية "أو يجعل الله لهن سبيلا" ... والسبيل كان في الآية الناسخة من سورة النور في حد الزاني. وكذا حكم الانتهاء عن أذى الكفار، ثم الإذن بالقتال، ثم الأمر بالقتال ... حسب مقتضيات كل مرحلة ...
هكذا تُدحض دعاوى المنكرين للنسخ... إذ ان البداء هو عن رأي عند التطبيق يتبين عدم صلاحيته فيبدو رأي آخر.. بينما النسخ إنزال عن علم مسبق لما سيأتي موعد تبديله بغيره مواءمة لتغير الحال وتطوره، ومن أهم غاياته التدرج في التشريع للتيسير.

أخيرا أعود لك لما أورد "أبو زيد" فيما اقتطفت أعلاه، تأملي قوله أن تغاير أفعال الله تعالى لا يعني تغيرا في ذات الله تعالى أو في علمه، بمعنى أن حكم الله بأمر ثم حكمه بآخر لا يعني تغيرا في ذات الله وأنه سبحانه يجوز عليه إنزال حكم لا يكون صالحا فيبدله بغيره، –تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وتأملي قوله "لا يعني تغيرا في علمه" ذلك أنه سبحانه يعلم أن هذا سيكون لمدة محددة ثم يحل بعده ما يليق بالمرحلة الأخرى، يعلم ذلك مسبقا...
وتأملي أيضا قوله غياب التركيز على الواقع وعلى الناس المنزَل عليهم القرآن، إذ أن الله تعالى يبدّل ليتوافق التبديل والتغيير مع ما يستجد من واقع متحرك متغير، لا أن يكون هناك جمود لا يوافق تحرك الواقع، بينما الله تعالى لا تتغير ذاته ولا يجوز عليه البِداء سبحانه وتعالى .. فهو هنا ينفي القول بالبِداء على الله الذي يدعيه منكرو الناسخ والمنسوخ.

« آخر تحرير: 2018-02-22, 09:21:33 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #608 في: 2018-02-22, 09:22:21 »
2017/10/05
---------------------

عندما ترى رأي العين تلاحم المؤمنين وتعاضدهم، ووقوف بعضهم إلى جنب بعض .. في مواقف الفرح كما في مواقف التَّرَح ...

جارٌ لهم توفي منذ يومين، وهم يسكنون العمارة ذاتها...
فتح أحدهم بيته ليُعدّوا فيه ما يُقدَّم للمعزين من طعام وشراب.. والآخر فتح بيته لاستقبال الرجال منهم ...

فإذا ثلاثة بيوت بالعمارة كلها وكأنها البيت الواحد ... حتى لا يعرف من يقصد بيت الميت أول مرة أي البيوت هو بيت العزاء ... !

أتساءل ... لمَ يُغَضّ الطرف عن هذه الحسنات المنتشرة في مجتمعاتنا ونرى المستمسكين بالمساوئ يندبون الحظوظ ويطلقون الآهات والزفرات والحسرات حتى غدتْ لغة وعادة لا تنفيسا وساعة بساعة !

لماذا نكاد ننكر وجها حسنا واحدا في مجتمعاتنا ؟!!

"النخبة المثقفة" من المجتمع أو "المتدينون" تدين المفهوم المقلوب غالبا ما لا يضعون الحسنات أيضا قبالة المساوئ ...

وأعاينها وأقولها دوما، البسطاء في تعاملاتهم بخلطهم عملا صالحا وآخر سيئا هم مَن يقرّرون الواقع على حقيقته، فيحسنون ويفعلون الخير ولا يتوانون... لا يصدّهم عن ذلك فساد الفاسدين وإفساد المفسدين، بل لا يصدهم حتى خطؤهم هُم وضعفهم وتقصيرهم، بينما تتفرج "النخبة" ويتقزز "المتدينون" من عَلُ... !

يستقذرون أقذاء الواقع، ولا يعدّونها مكوّنا من مكونات البشر، ويُزْكِم أنوفَهم"النبيلة" نَتَنُ عَرَق "الضعف البشري" ... فيحكمون على المجتمع بالهلاك والخسار والبوار من فساد منتشر ... متناسين جهود البسطاء العاديين في صنع "الخير" رغم انتشار الفساد.. ! ورغم زللهم وخطئهم هُم كائنا ما كان... وكثيرا بل غالبا ما تقصر همة مستقذر قذى الواقع عن حسنة يأتيها ذلك البسيط ... !

وإني لأرى بهذا سُكان ذلك البرج العاجيّ البعيد عن "أرض الواقع" باسم الثقافة النخبوية أو باسم التدين المقلوب جزءا لا يتجزأ من "المشكلة" لا من "الحل" الذي يتوهمون البحث عنه ويوهمون الناس بنظرياتهم السوداوية القاتمة أنهم يُنظِّرون له... !!

نعم هؤلاء البسطاء العاديون الفاعلون هم من يقررون الواقع على حقيقته ... فلا بياض مطلق ولا سواد مطلق ..
وتلك هي البشرية في كل مكان... في كل مجتمع لا في مجتمعنا وحده... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #609 في: 2018-02-22, 09:23:00 »
2017/10/06
------------------

سيدنا إبراهيم عليه السلام لما أخبره ربه أنه جاعلُه للناس إماما .. من فوره فكر بذريته ... قال : ومن ذريتي..

من فرط ما أحب أن تكون الإمامة إلى الخير، إلى الإسلام في ذريته من بعده...
من فرط حرصه على بقاء الدعوة إلى الله من بعده ...
من فرط استحقاقه لتلك الإمامة التي تُعلي أمر الله وكلمته في الأرض كان تمنّيه بقاءها بعد موته ...

ولكن ردّ الله تعالى كان : لا ينال عهدي الظالمين ..

كان تعليما لإبراهيم عليه السلام أنّ الإمامة ليست تشريفا فينالها ابن الإمام وإن كان ظالما ...
كانت ضمنيّةَ أن من ذريته من سيكون ظالما .. فليس انتسابه لأب إمام يخوّل نيله لعهد الله تعالى ... !

ولكن ... ! بالمقابل لا يصل الأمر أن يُحرَم العهدَ من ذريته من يكون له أهلا ..

نمشي الهُوَيْنى مع الآيات ...

"وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "

فها هو إسماعيل عليه السلام ينال العهد ... !

ثم ها هو مع أبيه النبي عليهما السلام يرفعان القواعد من البيت، ويدعوان بأن يتقبل الله منهما... ثم :

"رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ128 رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 129"

إنهما يدعوان الله تعالى أن يجعلهما مسلمَين له ومن ذريتهما أمة مسلمة ... وأن يبعث فيهم رسولا منهم ...

وقد كان ... !
كان أيضا من ذريته من استحق نيل العهد...
إذ لم يكن من الظالمين .. وكانت له الإمامة المستحقة ..

لنتأمل كيف دعوا سويا أن يجعلهما الله "مسلمَين" ومن ذريتهما أمة "مسلمة" .. وأن يبعث فيهم رسولا يدعو للإسلام ...

وهذا هو النسب الحق وهذه هي الرحم... "الإسلام".. وله تكون الإمامة ...وهؤلاء هم من استحقوا العهد ...هؤلاء الذين لم يظلموا ...

أما من قال منهم ظالما كاتما شهادة الحق أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا وأن إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانو هودا أو نصارى ... وأنْ كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ... وأنه لن يدخل الجنةَ إلا من كان هودا أو نصارى ...
فأولئك الذين لم يستحقوا العهد ...

أولئك الذين ظلموا فاختلقوا غير " الإسلام" ... وافتروا على إبراهيم غير الإسلام ... بل افتروا على الله كذبا أن دعا أنبياؤه إلى غيره...

حتى برّأ الله نبيه من افتراءات "الظالمين" الذين لم يكونوا أهلا لعهد الله : " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "

وقال سبحانه: " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "

وقال سبحانه : " وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين * بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "

وقال سبحانه :"أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "

"من أظلم" منهم أولئك الذين علّم الله إبراهيم عنهم وهم من ذريته، أنهم من ظلمهم لن ينالوا عهد الله ... ! وقد كانوا... وكان ظلمهم بادعائهم على أنبياء الله غير الإسلام وغير الدعوة إليه...كما كان من استحق العهد والإمامة صلى الله عليه وسلم مع من استحق.. فكان إمام المرسلين...!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #610 في: 2018-02-22, 09:24:48 »
2017/10/08
--------------------

كان لي على هذا الفيديو تعليق :

https://www.youtube.com/watch?v=UICG0My8rBk


تعليقي :


طيب أنا مع العبرة من القصة والتي مفادها أنه من قلة العقل والفهم السليم عدم تحري صدق ما نتلقى من معلومات، وألا يكون التصديق الفوري لكل ما نسمع ومن كل من نسمع له ...ولا نختلف أن هذه مشكلة كبيرة يعاني منها المسلمون اليوم بصفة خاصة ...

طيب ...هذا الجزء الذي أؤيده ...

ما الشق الذي عليه ما عليه عندي؟
تأملوا معي ... هذا المدعو "العتابي" أراد أن يُري صديقه كيف أن أهل المحلة كلهم لا يعقلون... فجمعهم وقال ما قال .. فسارعوا... كلٌّ منهم يجتهد في إيصال لسانه إلى أرنبة أنفه طمعا في النجاة من النار ... !!!

جميل ... ! ولكن... الحكمة والأمانة تقتضي أن ينبههم إلى ما وقعوا به من تصديق أعمى حتى بالتقريع وبالتوبيخ ... المهم أن ينبههم من جهة حتى لا يُعتبر كذابا وقد اختلق ما اختلق وتركه معلقا ... بل ليعلموا أنه فخّ متعمد منه ليعلمهم من بعده وينوّرهم وليُريهم من أنفسهم مغبة تصديقهم الأعمى ...

ومن جهة أخرى ما قيمة صاحب العقل والحكمة والمعرفة إن لم يكن مصلحا منوّرا معلما، لا يكتفي بالسليم لنفسه بل يعدّيه ...

قد يقول قائل.. ولكن قد ييأس المرء من توعية متكررة لا تؤتي ثمارها .. !

أقول نعم، ذلك رد فعل بشري موجود لا ننكره ... ولكنّ صاحب الحكمة والعقل والرسالة لا يعتدّ بالعدد ... بل يرى بأن الواحد الذي يتوعى يأتي منه الخير ... وقد يكون الواحد بوزن العشرات والمئات .. فلا يستهين به..

ثم أكُلُّ أهل المحلة سواء، لا يفهم ولا يتعلم منهم واحد ؟!

أم أن التسرع في جني الثمار منّا نُلبسه لبوس اليأس ممن نعلّم ؟!  emo (30):

ثم من ناحية أخرى، لا يكون الحكم على الناس بالدونيّة قبل أن نراجع أنفسنا ونحن نعلم شيئا، ونفهم شيئا ونعقل شيئا .. هل علمناه غيرنا ؟ هل نفعنا به غيرنا قبل أن نحكم عليهم ؟!

ومن ناحية أخرى ليس كوني عارفا بشيء، وفاهما وعاقلا فلا أصدق بسهولة، ولا آخذ دون تمحيص داعيا لأن أتكبر بما عندي وأستعجل الثمرة وأيأس ممن لايعلم أو لا يتعلم...

وترنّ برأسي دوما : " كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ"

وهناك أيضا نقاط أخرى...  emo (30): وقد يقول قائل ياااه ما كل هذا التعقيد ؟!!

لا أراه تعقيدا، بل أراه قراءة من الجوانب المتعددة لا من جانب واحد يُغفِل تقصير المقصر ويصوره البطل وهو مشارك في المشكلة ويبدو الأعقل، بل ربما كان لتقصيره "الخفيّ" الدور الأكبر في المشكلة ..

من النقاط الأخرى... أنه استسهل الأكل أمام الناس لقلة تقديره لعقولهم... فهل هذا دافع عند صاحب المبدأ والتربية لأن يتخلى عنه..

الأكل على قارعة الطريق هيّن أمام أفعال أخرى، قد يأتيها بالقياس من يرى أن قلة وعي الناس دافع لأن يفعل دون ان يكترث برأيهم ... ! أليس احترام الذات هو الأولى ؟!

نقطة أخرى .... :)

يووووه !!... مازلتِ تعددين ؟!  :emo (5):

نعم مازلت أعدد... فصبرا  emo (30):
صديقُه لو كان وعيه حقيقيا لنبهه لتقصيره .. ولكنه زاد ففعل ما فعل هو ... ليرتفع عدد المخطئين المتخفّين إلى اثنين ... !

بالله عليكم ... كيف لا يصبح أهل المحلّة بعد وفاة "الواعيَيْن" على ذلك الحال من التصديق الأعمى وقد اكتفى الواعي بينهم بالتهكم والنظر من علُ ؟!

وأخيرا نسأل الله صدقا وتواضعا وحكمة ...
فمع عدم التصديق الفوري لكل شيء -كما جاء بالفيديو- النظر للجوانب المتعددة لتبيّن الأسباب الخفية للمشكلة، فالسبب غالبا ما لا يكون واحدا، كما قد لا يكون ظاهرا، حتى أن المجرم لَيَبدو من الظاهر بريئا، وقد يبدو البريئ مجرما ...

« آخر تحرير: 2018-02-22, 09:27:50 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #611 في: 2018-02-22, 09:28:41 »
2017/10/09
--------------

{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }

إننا إذا تأملنا وعيد فرعون : "سنقتّل أبناءهم ونستحيي نساءهم" ...
ذلك هو فعلك يا فرعون في قوم موسى من قبل ... ألم تقتّل أبناءهم خوفا ممن سيهدد ملكك ؟!  emo (30):

وها أنت ذا تعيد وعيدك أمام من سلم ونجا وهو ذا يهدد ملكك...!  emo (30):

على الأقل قد فعلتَها قبلا توجسا من منامك... سلاحا أشهرتَه بوجه القدر ...لئلا يكبر ذاك الولد .. فما أفلحتَ وما أغنى حَذَرك ...وها هو الولد ذا ماثل بين يديك وما تقدر يا فرعون عليه ..!!

أما اليوم فستقتّل أبناءهم من جديد خوفا ممّن ؟!
أمِن ولد جديد يكبر ؟!!

ما حزرتَ يا فرعون ... ! وأنت من هول ما أصابك وما تحقق وكنت تحسب نفسك قد حلتَ دون تحقّقه.. تعيد طريقك البائس...  emo (30):

لقد كبر الولد يا فرعون ... !! ولقد أُيِّد بقوة خير الماكرين...

ولقد غدا القائدَ والمستنهِض.. ولم يعد لك من سانحة لتحقق وعيدا لم تحققه من قبل وقد كانت الطريق أمامك ممهّدة ... !

إنهم من هول خسارتهم يعيدون طريقهم الخاسر يحسبونه المنجاة .. !
وسيكبر الولد يا كلّ فرعون !! سيكبر الولد ... وستتهدّد وستتوعّد ... ستسلك طريقك البائس ذاتَه... ولن تفلح يومها يا كلّ فرعون............. إذ سيكبر الولد......... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #612 في: 2018-02-22, 09:29:31 »
2017/10/11
-------------------

في ظل تكاثر وسائل التواصل ووسائل وصول المعلومة، ومع التراكم المعرفي المنتشر صوتا وصورة وكتابةً، قد يتحيّر الباحث أيَّ مادة يتابع...

وقد يعجبه شيء هنا وشيء هناك وآخر هناك ..فيتقافز عزمُه بين هذا وذاك ... والكلّ فيه الفائدة والنفع ... والكلّ يُغري بما يحوي من علم أو فكر أو ثقافة ...

ولكن المشكلة أنّ من أراد فعل كل شيء لن يفعل شيئا ... :emo:

في ظل هذا الذي نعرف من التراكم المعرفيّ المتاح -والذي لا ننكر فائدته، والواحد منا قد يقع مثلا على كتاب نفيس لا يتوفر في أي مكان مما حوله- أنصحكم بأن تختاروا ما تميلون إليه ... ولا تلتفتوا لغيره حتى تُنهوه وتتِمّوه ...

بمعنى أن تعقدوا العزم على مادة بعينها سواء كانت في شكل كتاب أو سلسلة مرئية أو غيرها، وأَصْعِدوا ولا تَلوُوا على شيء حتى تنتهوا منها ...
ولا يُغريَنّكم شيء غيرها فتقطعوها وتبدّلوا إليه ...
فإنما تلك شوشرةٌ وفوضى ذهنية لا تنفع بل توحي لصاحبها بأن المادة مملة، وأن المادة الأخرى ستكون أمتع ...😕

واحذر وتنبّهْ فقد تكون أنت المَلول الذي لا يقرّ له قرار...  إذ الإلمام بمادة والإحاطة بها أنفع وأجدى من القفز...

وهذا لا ينفي أن يكون اكتشافك لرداءة ما بين يديك صحيحا، ولكن إن تكرر معك ذلك والدافع معه الاغترار بكثرة المعروض والتحمّس للكثير غير المقدور عليه فذلك لخلل فيك لا في المادة ! ... فتنبّهْ ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #613 في: 2018-02-22, 09:32:46 »
2017/10/12
-----------------

رسالة عامة يرسلها صاحبها لحُزمة أصدقاء، وقد تطور الأمر فأصبحت صوتيّة ...  :emo (5):

مفادها أنّ عليك أن تعاود إرسال هذه الصلاة على النبي لكل من تعرف، لتكون صلاة مِلْيارية، ولتشحنَ رصيدَ حسناتك بكذا مليون حسنة وإلا لحِقتْك اللعنة إلى يوم الدين .. !!

هو قد حسب مع ما حسب -وعدّاداته كثيرة وفيرة ! - أنْ أخاف من اللعنة أولا، وأن أطمع في بَنْك الحسنات ثانيا فأسارع إلى زرّ إلكتروني يكفل لي الأمان من الخوف والرجاء في البنك الحَسَناتيّ ... !!

ولكن المسكين لا يعلم أن النتيجة عندي عكس ما كان يتوهم، أو ما جعله المنقادون عن عمى يتوهم ... !

فأنا لن أرسلها تحديدا للتخويف الذي ظنّه مفتاحَه إلى كل الناس وقد نصّب نفسه إلهاً يُحاسِب ...!!! ورفضا لهذا النهج الذي حصر الدين كله في "حصد" الحسنات بهذه السهولة وهذا القعود ... في أمة تركت العمل، جانبت العمل... !!

وكأني به الهروب من العمل والحركة على الأرض والفعل الذي تحتاجه الأمة إلى ترضية للضمير الذي يرى في حسنات "قُعودية" الدين كلّه ... !

هذه الطريقة التي يُعمِلون فيها سِياط الإرهاب الفكري على العقول إلى الحد الذي ظنوا به أنهم مَن يعرف المآل الدنوي والأخرويّ ويحدّده... !

فيا مَن تتوعد مَن لا ينصاع باللعنة ... لن أرسلها، ولتحلّ لعنتك المزعومة... !! ويا مَن تخافون وعيده إنّ مِن تمام توحيدكم أن توقنوا أن وعيد الله وحده ما يخيف ...

صلى الله عليك وسلم يا مَن جئت رحمة للعالمين ومعلّما للحكمة وأمينا على العقول ومنوّرا للفكر ...صلاة تبتدئ ولا تنتهي...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #614 في: 2018-02-22, 09:33:22 »
2017/10/13
---------------

كتب أحد الإخوة عن رجال ونساء جيل سابق، هو جيل الآباء والأمهات والأجداد والجدات، وكيف كانوا لا يُبدون مشاعرهم، فلا يعرف الأبناء من آبائهم مثلا تصريحا بالحب، ولا عناقا، ولا تلطفا زائدا... وأن الأبناء رغم ذلك كانوا يعرفون أن هناك حبا يظهر ساعة حلول نائبة من نوائب الدهر كالمرض مثلا ... !

وأن الحب والرومانسية في ذلك الجيل من الزوجات نحو أزواجهن مثلا كان غالبا ما يتخذ صورة "النصيب الأكبر" عند قسمة شيء ... :)

وهو يرى أن هذه الطريقة خرّجت أجيالا صالحة ... ! بينما معطيات هذا العصر من ضغوطات حياتية شتى تستلزم إعلان الحب، وانتقاء الألفاظ بعناية بين الأزواج وبين الآباء وأبنائهم لتنجح الحياة الأسرية العصرية، وكأنه الدواء الخاص للحالة الخاصة ... !

تأملتُ ما قال، ولم يبدُ لي الخلل في الهوة بين زمن وزمن وجيل وجيل ... بل كان في فهم خاطئ لدى رجال ذلك الجيل ونسائه...

إذ استحضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاله، وديدَنه بين أهل بيته، وبين أصحابه ومَن حوله ... وهو من جيل تفصلنا عنه قرون وقرون ...

سُئل صلى الله عليه وسلم : مَن أحب الناس إليك؟ فأجاب بكل قوة وثقة ووضوح : عائشة. ولما أوضحوا أنهم يسألونه عن الرجال قال : أبوها، غير مُستكثر ولا مُكبِر أن ينسب إليها أحب أصحابه إلى قلبه ...

وكان يُظهر حُبه لعائشة، حتى كانت تعلم أنها أحب نسائه إليه، وكانت تزهو بذلك وتفخر ...بل كان كل المسلمين يعلمون أنها كذلك عنده، حتى كانوا يتحيّنون الإهداء له في يوم عائشة ...

وكان يقول لها إني أعلم متى تكونين عني راضية ومتى تكونين عليّ غضْبَى... وكان يضاحكها، ويسابقها متوددا مُحبا...

وكان يبحث عن موضع فمها من الكوب ليشرب من حيث شربت...

وقد حضّ المؤمنين على حسن معاملة زوجاتهم، بقوله أن خيرهم خيرهم لأهله، وأنه صلى الله عليه وسلم خيرهم لأهله..

كانت فاطمة رضي الله عنها إذا قدِمت عليه وهي متزوجة قام إليها وقبّلها ثم أجلسها مكانه...

وكان يلاعب الحسن والحسين ويمر على بيت فاطمة خصيصا لتقبيلهما، وكان يلاعبهما، وكان يحمل ابنة ابنته زينب وهو يصلي فإذا سجد وضعها وإذا رفع حملها من جديد ..

كما كان يحض الناس أن يخبر أحدُهم أخاه أنه يحبه ..

وعلى هذا فإن الخلل ليس في هوّة وفجوة ما بين الأجيال، بل في سوء فهم كان عندهم لإبداء المشاعر،إذ كانوا يعدّونه نقيصة أو نافلة، أو لعبا وعبثا يُستغنى عنه ...

بينما هو نهج نبينا صلى الله عليه وسلم وهَدْيه للنفوس البشرية التي علم مدى حاجتها إليه...ومدى حاجة تلك الأواصر لوجوده ... وليست ضغوط الحياة العصرية وحدها ما يستدعي وجود هذه التصريحات، بل هي الحاجة البشرية لها في كل زمان...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #615 في: 2018-02-22, 09:34:03 »
2017/10/14
---------------

اجتمعنا... فجمعَنا حديث حول "السؤال" والحق في السؤال، وواجب السؤال، حتى لا يكون العقل نَهبا لمن يريد له نهبا، وحتى لا يكون لقمة سائغة لكل من يريد افتراسه ... !

فذكرتُ شيئا من سؤال الأنبياء والمصطفين، أصحاب المعجزات والآيات الخارقة للأسباب، وللطبيعة ولنواميس الكون... وأنّ ذلك لم يكن حائلا دون سؤالهم وفقا لقانون الأسباب ...

زكريا عليه السلام وقد أجاب ربُّه دعاءه بأن يهبَه ذرية طيبة، سأل كيف يكون له ذلك وقد بلغه الكبر وامرأته عاقر ؟!
وقد سأل من قبلُ مريم عن رزق رُزِقتْه أن كيف يكون لها من غير سعي منها ؟!

ومريم الصديقة إذ سألت ربها وهي المصطفاة على نساء العالمين كيف يكون لها ولد ولم يمسسها بشر ؟!

وإبراهيم عليه السلام لما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى.. وموسى عليه السلام أن يريه ينظر إليه...

وكل هذا في حوارات "حرة" مكفول فيها حق العقل في السؤال، بينهم وبين الله جلّ في علاه، فلم يكن سبحانه يعاقبهم على سؤالهم، بل كان يجيبهم ...

وهكذا كان أصحاب المعجزات يسألون من منطلق احترامهم للأسباب، وأنْ كيف تُخرَق ... بينما يستسيغ المسلمون اليوم "الخرافة" ويستسهلون تصديقها دون أدنى سؤال، ولا تمرير للأمر عبر مِصفاة العقل والتعقل بدعوى أن الله على كل شيء قدير، وهم الأولى بالسؤال ممّن اصطفاهم الله وخرق لهم الأسباب، وهم على أتم اليقين بقدرته على كل شيء... والبشر العاديون أولى بسؤال بشر مثلهم يمرّر ما يشاء من معلومات مختلَقة وملفّقة... !!

وكعادتها صديقتي التي أحب حبّها للأغوار، هاتفتْني بعد اجتماعنا :)
تُفرغ من لَهْف نفسها، وتَحرّقها على دين لم يُفهم كما ينبغي له أن يُفهَم... بل شبّ المسلمون على مفاهيم مغلوطة توارثوها جيلا بعد جيل...

فقالت لي بهدوئها المعتاد...ولكنه الهدوء الذي ينقل "الغَلْي" نقلا منقوطا مَشكولا واضحا غير مُبهم ولا مُغمّى بغلاف الثورة والهيجان، فلا يتيهُ عندها المعنى في المنعرجات والمنزلقات :)

نقل من يتروّى وهو ينقل "الغضب" فينقله بعبارات دقيقة منتقاة معبِّرة ...

قالت : أتعلمين لقد صوروا لنا الإسلام كذلك الرّجل الذي يمسك بقفا من يدفعه دفعا عنيفا فيجعله بدفعه إياه مطأطَأَ الرأس مخفوض الهامة، منكّس القامة ... يدفعه من قفاه وهو يردد في لازمةٍ تؤكد له نهجَه الذي يوجب الانصياع والتسليم، حتى يستيقن دوام انصياعه ولا يتوهم الخلاص في يوم من الأيام: هُسْسْسْسْسْ .... ممنوع أن تنبِس ببنت شفة ... هُسْسْسْسْ .... !!

هكذا صوّروه لنا ... فلا تسأل، ولا تبحث، ولا تنبس... فقط خذ استجب، وصدّق... ولا تناقش... فالسؤال ممنوع والنقاش محرّم... !!

ألا إن المحرّم والممنوع هو إهدار العقول، وشلُّها، واغتصابها، واستباحتها باسم "الإسلام"... ! حاشاه ثم حاشاه ثم حاشاه ... !!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #616 في: 2018-02-22, 09:35:20 »
2017/10/16
--------------------------

ما أصل انتشار تصديق الخرافة بين المسلمين ؟! كيف يصير المسلم الذي فتح الآفاق يوما بالسذاجة التي تجعل عقله نهبا للخرافة والأكاذيب ؟! ربما في هذا المقتطَف من كتاب الغزالي رحمه الله "ركائز الإيمان بين العقل والقلب" نجد شيئا من أصل الداء .. يستحق القراءة ..

-----------------------------------------

 الإيمان بالغيب ليس إيمانا بالوهم ولا إيذانا بالفوضى

الخواص من عقلاء المؤمنين أدق تفكيرا وأصدق أحكاما من أندادهم الملحدين، لأن العالم الملحد قد يحيط علما ببعض آفاق الوجود، لكنه يجهل أو يجحد الحقيقة الأولى بينما زميله المؤمن لا يقل عنه علما بهذه الأفاق، ثم هو يضم إليها معرفة حسنة برب الكون، ومصدر الوجود.

ونحن فى هذا نقارن بين فئات متساوية الذكاء بعضها مؤمن وبعضها كافر. ولا نقارن بين عالم فى الذرة ومدرس حساب فى إحدى القري.

وكما أن خواص المؤمنين أرجح عقلا وأصوب حكما، فإن معيشة الاستقامة التى يعيشونها تجعلهم أهدى سبيلا وأقوم قيلا، وتجعل قدرتهم على قياد الحياة أشد، وبصيرتهم فى علاج مشكلاتها أشد.

وقد رمقت الأجيال الأولى من المسلمين السابقين فوجدتهم أنشط عقولا، وأسلم وجهة وأحكم سياسة من غيرهم. ولم يحدث بتة أن كان الإسلام قيدا على انطلاقهم الفكرى، أو عاتقا دون اقتحام المجاهيل المادية والأدبية.

بل الذى وقع هو العكس، كان الإسلام محرضا على البحث الجرىء والفكر العميق. وكانت آيات القرآن الكرحبم باعثا هائلا على إحياء الموات الذهنى والاجتماعى حيث تليت.

وعلى سناها انطلق العقل الإسلامى الأول انطلاقته البعيدة المدى، فجدد ونقى التراث الأول للإنسانية، ومهد وأعان على خلق حركة الإحياء فى الغرب. بيد أننا نلحظ أنه- من عدة قرون- كبا هذا العقل كبوة خطيرة، كما نلحظ أن جماهير المسلمين قد أصابتها لوثات وعلل أزرت بقدرتها الفكرية، وحكمها على الأشياء.

ومن تأملى فى نفسى، وفى نفوس المؤمنين حولى، أسجل الحقائق الآتية حتى يعرف بالضبط مدى قربنا أو بعدنا من الإسلام ومنطقه ومنهجه:

تضمن الإسلام- كما تضمن غيره من الديانات السماوية- حديثا عن عوالم أخرى غير محسوسة، وهو حديث محدد البدايات والنهايات، فهناك ملائكة لشئون الحياة والموت، وهناك جن مكلفون مثلنا بالإيمان والصلاة ، فيهم الفاسد والطيب.

وعلمنا بهذه الأجناس قاصر، والمصدر الأول لإثباتها هو الدين، والنصوص الدالة على وجودها لا يمكن نفيها. وقد وردت بأوصافها آيات قاطعة، كما جاءت أحاديث آحاد ببعض أعمالها وأحوالها، وهذه الأحاديث تفيد الظن العلمى، وهو ظن يقوى ويضعف حسب درجة ثبوتها وقبولها.

غير أن الخياليين والخرافيين من النالس وسعوا دائرة الكلام فى هذه العوالم المغيبة، وأقحموها فى شئون مادية كثيرة، ونسبوا إليها من التصرفات والآثار ما يبرأ منه الدين، وما شردت به الحياة العادية.

والمسلم يلتزم ما ورد فحسب، وهو لن يخالف معلوما من الدين بالضرورة، ولكن من حقه تكذيب الأخبار التى يقصها الواهمون، كما أن من حقه حراسة الحقائق المادية والدينية من شغب المنحرفين.

روى أن مالك بن أنس سئل: أيتزوج الإنس من الجنية؟ ورد مالك: يجوز- هكذا حكوا- ثم سئل: أيتزوج الجنى من الإنسية؟ فقال مالك: لا!.. لماذا؟ مع أن الحالين سواء!. قالوا: خشى مالك أن تزل أى امرأة ثم تزعم أنها تزوجت من عالم الغيب!! فحرس حدود الشرع والخلق بهذا النفى القاطع..

وإذا كان الإمام الكبير قد صان الدين بنفى الشطر الأخير من السؤال فنحن اليوم نصون الدين والعقل بنفى كل ما يشيع بين العوام من ترهات فى هذه المجالات، فاستحضار الجان- وهو ما يسمى فى عصرنا بتحضير الأرواح- شغل بباطل. وتصديق السحر والشعوذة وخلط المعارف الطبية بأعمال الشياطين الخفية، لا صلة له بالدين. ويتصل بذلك حساب الجمل، والطوالع.

والغريب أن بعض المفسرين والمؤرخين ينساق مع البله فى هذا التيار، وسائر المزاعم التى تؤكد صلة ما بين بعض الناس، وبعض الجن أو الملائكة، لا حرمة لها قط. فإن السمعيات لا مصدر لها إلا الكتاب والسنة، أما أخبار الناس فليست مصدر علم، بل كثيرا ما تكون محور أساطير.. ولا ضير على من يكذبها ويقيم فهم الناس لشئون الحياة على الواقع المحسوس وحده.

وقد كان صحابة الرسول فى معايشهم وعلاقاتهم نماذج لنضج التفكير وسلامة الحواس، ودقة الأحكام. ولم تتلوث الحياة الاجتماعية فى العالم الإسلامى بهذه الأوهام إلا فى عصور التخلف وغفلة الفقهاء..

ومما يؤخذ على المسلمين فى الأعصار المتأخرة خلطهم بين عالم الغيب وعالم الشهادة.

إن العالم الأول غامض الصورة مبهم المعالم لا تعرف من حقائقه إلا القليل الذى عرفنا به الشارع لحكمة قصد إليها. أما العالم الذى نعيش فيه فهو واضح الصورة بين المعالم. لعناصره خصائص ثابتة وللعلاقة بين بعضها والبعض الآخر قوانين محكمة..

غير أن بعض المتدينين يلبس هذا بذاك فلا تتماسك فى ذهنه صورة دقيقة للحياة وسننها، بل تتحول المادة وصفاتها وقوانينها إلى سائل رجراج يتساوى فيه الممكن والمستحيل..

وما نقول فى فقيه يفترض أن الميت غسل نفسه غسل الجنازة؟ وآخر يقود قافلة مشيعيه كيف يشاء؟.

ولقد انتشر هذا اللغو فى أمصار وأقطار شتى فوقف تقدمها العلمى ورسب فى الأذهان أن حقائق الأشياء غير ثابتة، وأن قوانين الكون غير مضبوطة.

والغريب أن عددا من المؤلفين فى فروع الثقافة الإسلامية أذنوا لهذا الباطل أن يشيع. ويستحيل أن ترقى أمة يسودها هذا الفكر المكذوب.

أقرأ هذه الأقوال المنسوبة إلى المتصوفين، وانظر هل يبقى بعد تصديقها مجال لارتقاء كونى، أو تقدم صناعى وكيمائى؟.

زعم الخواص أنه كان يركب حماره، وكان يضربه، فرفع الحمار رأسه، وقال للخواص: اضرب، فإنك هو ذا تضرب على رأسك.

وزعم غيره أن حية سقطت على الجيلانى، وهو يدرس، ثم قامت بين يديه، تكلمه بكلام لا يفهمه سواه. وأن تمساحا ابتلع صبيا فناداه الدسوقى، فخرج يمشى من البحر ووضع الطفل بين يدى الشيخ.

وزعم القشيرى أن بعض شجر الرمان خاطب إبراهيم بن أدهم، ورجاه أن يأكل من ثمره، فلم يفعل ابن أدهم، فكرر شجر الرمان رجاءه ثلاث مرات، ثم توسل شجر الرمان إلى رفيق ابن أدهم أن يشفع فى هذا الأمر، فشفع. فتناول إبراهيم رمانتين!!

وأن صوفيا ركز رمحه فى الأرض، فجاء طير ووقف عليه، وأخبره عن سرية كانت تقاتل فى أرض الروم أنها سلمت وغنمت، وأنها ستعود فى يوم كذا، فسأله الصوفى: من أنت؟ فأجابه الطير أنا مذهب الحزن من قلوب المؤمنين.

"حكى عن أبى جعفر الأعور أنه قال: كنت عند ذى النون المصرى، فتذكرنا حديث طاعة الأشياء للأولياء، فقال ذو النون: من الطاعة أن أقول لهذا السرير يدور فى أربع زوايا البيت، ثم يرجع مكانه، فيفعل! قال!: فدار السرير فى أربع زوايا البيت، وعاد إلى مكانه ".

ويقص القشيرى أيضا عن ذى النون المصرى أنه أقسم على شجرة ليس فيها رطب أن تنثر رطبا جنيا، فنثرت، ويقص أن حية فى فمها طاقة نرجس كانت تروح بها على ابن أدهم وهو نائم.

وأن أبا تراب النخشى عطش أصحابه فضرب برجله الأرض، فانفجرت عين من ماء زلال، فقال أحدهم: أريد فى قدح: فضرب النخشى بيده إلى الأرض ثم رفعها، وفيها قدح من زجاج أبيض كأحسن ما رأى الشاب.

وأن شابا صوفيا اتهمه ذى النون المصرى بالسرقة وهما فى سفينة، فقال له الشاب: ألى تقول ذلك؟ أقسمت عليك يا رب ألا تدع واحدا من الحيتان إلا جاء بجوهرة. قال ذو النون: فإذا وجه الماء كله حيتان فى فم كل منها جوهرة!!.

وأن جماعة أنكروا الكرامات فخرج إليهم صوفى يركب أسدا ويقول: أين المنكرون؟. ويقول الغزالى: كان أبو الخير التينانى مشهورا بالكرامات، وأن إبراهيم الرقى صلى وراءه المغرب، فوجد أن التينانى لا يحسن قراءة الفاتحة فقال الرقى فى نفسه قد ضاعت سفرتى، ثم خرخ إلى الطهارة فهاجمه سبع، فعاد إلى التينانى، وأخبره بما حدث من السبع، فخرج التينانى وصاح بالأسد: ألم أقل لك لا تتعرض لضيفانى؟ فتنحى الأسد، فتطهر الرقى، ورجع التينانى، فقال له: اشتغلتم بتقويم الظاهر، فخفتم الأسد واشتغلنا بتقويم الباطن، فخافنا الأسد.

ونقل القشيرى عن أبى عمرو الأنماطى قوله: كنت مع أستاذى فى البادية فأخذنا المطر، فدخلنا مسجدا نستكن فيه، وكان بالسقف خلل، فصعدنا السطح، ومعنا خشبة نريد إصلاح السقف، فقصر الخشب عن الجدار، فقال أستاذى: مدها فمددتها فركبت الحائط من ههنا، وههنا.

وذكر أيضا أن صوفيا أمر جبلا، فتحرك، فقال له: اسكن، لم أردك، فسمكن.

ونقل عن الواسطى قوله: انكسرت السفينة، وبقيت أنا وامرأتى على لوح وقد ولدت فى تلك الحالة صبية، فصاحت بى، وقالت لى: يقتلنى العطش، فقلت: هو ذا يرى حالنا، فرفعت رأسى، فإذا رجل فى الهواء جالس، وفى يده سلسلة من ذهب، وفيها كوز من ياقوت أحمر، وقال: هاكما اشربا، فأخذت الكوز وشربنا منه، وإذا هو أطيب من المسك، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ فقال عبد لمولاك، فقلت: بم وصلت إلى هذا؟ فقال: تركت هواى لمرضاته، فأجلسنى فى الهواء.

وينقل عن صوفى بالبصرة أنه كان إذا خطرت على سره مسألة، سأل شيخه عنها، فيجيبه عنها من إصطخر!.. على بعد المسافة، وقال أحد تلاميذ الكرخى إنه رأى فى وجه أستاذه إصابة لم تكن فيه من قبل، فسأله عنها، فأخبره الكرخى أنه اشتهى ذات ليلة- وهو بالعراق- الطواف حول البيت، فطار إلى مكة، ثم أراد أن يشرب من زمزم، فزلت قدمه على بابها، فأصيب وجهه!..

وكان بشر الحافى يمشى على الماء. ومات صوفى فى سفينة، فجهزه الناس وهموا بإلقائه فى البحر، فجف البحر، واستقرت السفينة على أرضه، فنزلوا وحفروا له قبرا، ودفنوه، فلما فرغوا، استوى الماء فارتفع المركب.

وهمَّ شاب بسلب ثوب إبراهيم الخواص فأشار إبراهيم إلى عينيه، فسقطتا. وزعم أن الآجرى قذف بثوبه وبثوب يهودى فى النار، ثم اقتحم أتون النار، وأمسك بالثوبين، وخرج من باب آخر للأتون دون أن يمسه شىء.

ويظل القشيرى ينعق بهذه الأساطير حتى يسود بها أكثر من ست عشرة صفحة من رسالته، فى كل صفحة قرابة أربعين سطرا.

***

بأى حق يأخذ هذا اللغو الفارغ طابع الدين؟ وبأى وجه يروجه الملتاثون بين صفوف المؤمنين؟.

لقد كان من رحمة الله بالأمة الإسلامية أن سلفها الصالح سلم من هذا الداء، وأن النبى وأصحابه وتابعيهم بإحسان لم يعرفوا هذه الظلمة، فسعدت بهم الدنيا ورشدت بهم الحياة. وبلغوا أمانات الوحى بصدق، وغرسوها فى أرجاء الأرض بقدرة، فكانت الحضارة الإسلامية بركة على الإنسانية كلها.

ولو أن تلامذة محمد- حماهم الله- غرتهم هذه الأوهام عن الكون والكائنات ما فتحوا مصرا، ولا هدوا قطرا، ولا أعقبوا أثرا.

وإنه ليحزننا أن أجيالا من المسلمين ظنت مادة الكون عجينة يشكلها بعض الناس كيف يشاء، فليست لها سمات معتادة ولا قوانين مطردة..

وإنه ليحزننا أن من تقربوا إلى الله ببعض العبادات يتصورون أن قرباتهم تنقض لبنات الكون وتشيع فى نظامه الفوضى.

والأغرب من ذلك أن يظل هذا التصور المعتل قائما فى خطب بعض الناس ومقالاتهم، فى الوقت الذى طفر فيه العلم المادى فغاص فى أعماق الذرة وغاب فى أجواز الفضاء، وتقلب فى علو الكون وسفله يتدبر سنن الفطرة وعجائب الخلق ويعود من هنا وهناك بالروائع.

والإسلام دين يطارد الخرافة من الفكر، والرذيلة من القلب والزيغ عن الخطو، والشرود عن السيرة. بل هو إيجابى فى هذه المجالات كلها، فهو يشكل المشاعر والأفكار الإنسانية تشكيلا يجتذب العقل إلى الحق والفؤاد إلى الفضيلة، ويقتاد البشر من نواصيهم ليثبتهم على الصراط المستقيم..

والذى يهمنا هنا أن نقول فى عموم وإطلاق: إن كل ما ينيم التفكير أو يخمله يستحيل أن يكون من الإسلام. وإن ما يلاحظ أحيانا على بعض المتدينين من صدأ عقلى وكسل ذهنى هو فضح علل شخصية أو بيئات متأخرة، ولا علاقة له بالدين.

وارتباط المسلم بطائفة من العبادات السماوية لا يعنى بتاتا أن فى حياته جوانب مبهمة، تشيع الغموض فى الجوانب الأخرى.. فإن الله- فى جميع الديانات وعلى اختلاف الزمان- كلف عباده بأمور قد ترتفع عن مستوى الفهم العام كصور الصلاة ومناسك الحج..

وهذه العبادات المقررة تساوى فى دنيا الناس كثيرا من المراسم الشعبية والحكومية التى يتواضع الخلائق عليها ويلتزمون بأشكالها ودلالاتها دون تهمة أو حرج..

وكم نرى فى الأحفال العسكرية والمدنية من تقاليد توضع وتصان. ويقف عند حدودها أصحاب الفكر المادى المؤمنون بالمحسوس وحده..

ومع احتواء الإسلام- كأى دين سماوى- على تعاليم من هذا القبيل. فقد تميز بأمور ذات بال منها أن هذه التعاليم معقولة الحكمة وغير مضادة للفكر السليم. فالصلاة حركات وسكنات لا دخل للعقل فى وضعها، بيد أن العقل يعى جيدا ما يقرأ فى وقفاتها وما يمجد به الله فى ركوعها وسجودها.

وعلى قدر يقظة العقل والقلب فى أثناء الصلاة تكون مكانة المصلى عند الله ويكون حظه من المثوبة. وفى الحديث الشريف: "إن الرجل لينصرف وماكتب له إلا عشر صلاته!.. تسعها!. ثمنها!. سدسها!. خمسها!. ربعها!. ثلثها!. نصفها! " .

إن درجته تزيد أو تنقص على قدر حضور قلبه وألق فكره وأدب جوارحه، كما يأخذ التلامذة درجاتهم فى الصف الدراسى على قدر استيعابهم العلوم وإحسانهم الجواب. وقبل الصلاة الموقوتة نداء مفصل الكلمات، محدد المعانى، يخاطب الإنسان فى تؤد وبصر!.

إن العبادات وإن كانت من وضع الله، جل شأنه، ولا صلة لنا بأشكالها وإعدادها، إلا أنها أولا وآخرا وعاء لمعان معقولة وغايات مقبولة. وفى هذا ما يكفى للحفاوة بها.

وقد بلغنى أن بعض معاهد التربية النفسية تفرض على بعض المنتسبين إليها "وردا" معينا يردده بصوت جهير ليتخلى به عن أفكار باطلة، أو يثبت به أفكارا صحيحة!.. وكأنها بهذه الصيحات التى يكررها الشخص تريد أن تلصق بفؤاده أو تنتزع منه، ما تحب أو ما تكره.. والأعداد التى تقرر فى هذا المجال لا تقصد لذاتها قدر ما تقصد لآثارها المرجوة...

وعندما استحب لنا الدين مثلا أن نسبح الله ونحمده ونكبره ثلاثة وثلاثين... فالمراد الأهم إيقاظ القلب لتنزيه الله وشكره وإعظامه. بيد أن بعض المتعبدين يتيه عن هذه الغاية، ويظن أن العدد مقصود لذاته، وأن له سرا مغيبا مرهوبا!.. ويجتهد أن يبلغ هذا العدد ترديدا باللسان، وإن كان القلب غافيا، ويظن أنه قد أدى العبادة المستحبة وإن كان ذكر الله لم يتسلل إلى باطنه بشعاع مضىء ولا إلى سلوكه بخلق ذكى.

وما أكثر المتدينين الذين يتقنون من الدين هذا الجانب، ويحرصون عليه ويذهلون عما وراءه أو يفرطون..

وما جدوى إيمان الشفتين وتزويق الظواهر؟.

وقد يقبل البعض هذا الإيمان، لأنه أفضل على كل حال من الإلحاد الذى شاع فى عصرنا ولوث شتى الآفاق.. إلا أننا نلفت الأبصار إلى شىء خطير، هو أن مستقبل الإيمان أمام هذا الإلحاد الزاحف منوط بيقظة البصائر وحدة المشاعر وطول التضحية، وشدة البذل.

أى أن الإيمان الخامد، والذكر القليل لا يغنيان فتيلا فى ميدان يتطلب الصدق والجد... وإذا لم يفلح الدين فى شد زناد الفكر والشعور إلى أبعد مدى مستطاع فحقيق به أن ينهزم، وحقيق بأتباعه أن يبيدوا...

إن احترام الشكل أمر حسن قانونا وعرفا. لكن التهويل فيه والتعويل عليه أمر عجيب. وقديما حاول بعض الناس أن يؤدى الصلاة المكتوبة، حركات مجردة من قيام وقعود وركوع وسجود، وظن أنه بذلك يفرغ ذمته ويؤدى واجبه.

ولكن صاحب الرسالة، صلوات الله عليه، لم تنطل عليه هذه الحيلة. فقال لمن أدى صلاته كنقر الديك: "صل فإنك لم تصل " . وصح أنه قال فى شأنه: "لو مات على ذلك مات على غير ملة محمد"!

والموت على غير ملة محمد لا يكون نتيجة استعجال بدنى فى أداء واجب ما. فلا البطء دليل إيمان إذا كان القلب غافلا، ولا السرعة دليل نفادق إذا كان القلب ذاكرا.

نعم، لا بد من الاطمئنان فى أداء الأركان، وتسويتها على نحو يجعل صورتها مهيبة كريمة. لكن التسوية المطلوبة هى ما يدل على خشوع القلوب وأدب الجوارح، وسكينة المرء بين يدى رب العالمين.

والمؤسف أن عددا كبيرا من المتدينين لم يفهموا الدين على ذلكم الأساس المبين. فظنوا الصورة هدفا مقصودا لذاته، وألفوا أداء العبادات وأفكارهم ذاهلة وعقولهم شاردة وضبطهم للحقائق مضطرب مائع.. فزاغت فى الحياة وجهتهم، وغامت سيرتهم، وملك زمامهم هوى لم يقمع، وجماح لم يكبح. حتى أن بعض المفتونين ساءت ظنونهم بالعبادات وآثارها، لما رأوه من البلادة النفسية والفكرية عند هؤلاء المتعبدين البله.

وإنه لثقل على صدر الحياة أن يوجد جيل من الناس لا يعى أن الكون محكوم بقوانين دقيقة، ولا يدرى أن العقل اليقظ هو الوسيلة الفذة لمعرفة الله، عن طريق تأمل ملكوته وتدبر وحيه وإنفاذ وصاياه، وإعلاء كلماته..

إن الدين يتضمن جانبا من الإيمان بالغيب، وهو كذلك يتضمن جوانب من عالم الحس والحركة، والجانب الأول ينظم الجوانب الأخرى ويساندها ولا يحيف عليها أو يشرد بها. ومن ثم قلنا: إن الإيمان بالغيب ليس إيمانا بالوهم ولا إنذارا بالفوضى.

وأفعال المسلمين التى تنافى ذلك شىء غير الإسلام الذى يقوم على احترام العقل ونبذ التخامين والأحداس، وعلى إعظام الكون ولفت النظر إلى ما فى بنائه من روعة وجلال... وعلى إيقاظ الضمير وجعله مهيمنا على الحركات والسكنات..

إن أبعد الناس عن الإسلام رجل بصره فى مواطىء قدميه. وهمته لا تعدو ملء بطنه وكسوة بدنه... وصلته بالدين تنشأ عن وجل بما يدرى، أو اقتناع غامض بما يقال.

الشيخ #محمد_الغزالي
https://www.facebook.com/em.elghazaly
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #617 في: 2018-02-22, 09:35:59 »
2017/10/17
------------------

في بيعة العقبة الأولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله عصابة من أصحابه : "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف... "

دقيقة أعجبتني عند الحافظ بن حجر العسقلاني وهو يقول في اقتصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنهيّات دون المأمورات "لا تشركوا" "لا تسرقوا" "لا تزنوا" ....

يقول : (((والحكمة في التنصيص على كثير من المنهيات دون المأمورات أن الكفّ أيسر من إنشاء الفعل، لأن اجتناب المفاسد مقدّم على اجتلاب المصالح، والتخلي عن الرذائل قبل التحلي بالفضائل ))) انتهى.

أقول ..

لقد كانت مرحلة أولى مع الأنصار رضوان الله عليهم، كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الحكمة وكمال التبصّر باختياره الألفاظ والصيغ اللازمة لهذه المرحلة ...وهم جُدُد مع الدعوة، تلزم معهم "التخلية" حتى يُفسح بعدها للتحلية ...

وهذه كلها -لو تأملنا- أفعال كانت معروفة في الجاهلية ... فكان النهي عن إتيانها أسبق وأولى من الأمر والتكليف ...

صلى الله عليه وسلم ... يعلمنا بحكمته السامقة كيف ننتقي الأسلوب المناسب حسب الحالة، كما يعلمنا المرحلية والتدرج ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #618 في: 2018-02-22, 09:36:51 »
2017/10/18
--------------------

لكم أُكبِر مثله .. ولكم يبدون لي كبارا .. !  emo (30):

يبيع زيتونا ... يعرضه على طاولة تظللها شمسية عريضة ...
أربعة دلاء من زيتون أخضر بين مقسوم الحبات ومكتمل الحبات ...

ووعاء عريض به زيتون أسود ...ذلك كل ما يملك ... تلك مادة استرزاقه ... !

تقدمنا نحوه نريد شيئا من الزيتون ..
فإذا به يرحب .. ويسألنا أن نذوق قبل ان نشتري... فأبينا ... وهو يلح علينا إلحاح الكريم ...  emo (30):

وقد فهم أننا نأبى غير مستسهلين أن نذوق ما لم نشترِ ... مقدّرين أن يُحفظ له ما عنده فلا يؤخذ منه إلا بثمنه...

وقد فهم ذلك منا جعل يقول : ذوقوا.. الحمد لله... الحمد لله على واسع رزقه .. وهو الرزاق الكريم ..

ويحمد ويثني على الله بقوة الحامد حمدا كثيرا ...
حتى استشعرت قوة حمده بين ثنايا نفسي تنعشني وتملؤني ... وكأنما هي الهواء المنعش والصُعداء المتنفَّسة ...

فقلت في نفسي : إييييييه لريح الحمد ما أطيبها .. emo (30):

وتذكرتُ مَن هم أيسر منه حالا وأيسر وأيسر ألف مرة وهم دائمو الشكوى .. ما تلقاهم إلا متذمرين .. يستجمعون من أنفسهم شتاتا ومتفرّقا كله للشكوى والآه ... !!

يصيّرون ظروفا وُضعوا فيها تزيد الكيّس الفطن تجربة وخبرة وصقلا وعلما بتقلبات الحياة وبالتكيف معها وبمواجهتها ...
يصيّرونها منظومة "مشاكل" تجعل منهم الضاجرين أبدا.. المستصعبين كل ما يلقون على درب الحياة .. الجاعلين من الحياة ذاتها عقبة تلد العقبات ... !!

فإيييييه وإيييييه لريح الحمد والرضى  emo (30): ... كم تجعل من البسيط عندي كبيرا كبيرا .. ! وهو الذي يواجه صعوبات الحياة بقوة الواثق من عون الله ومعية الله ...

فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6547
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: صفحة أسماء
« رد #619 في: 2018-02-22, 09:37:43 »
2017/10/19
------------------

فضلا تابعوا هذه الفتاة المميزة... وتأملوا جيدا جوابها الرائع ... لنفهم معنى القراءة والهدف من القراءة  :)


https://www.youtube.com/watch?v=WuL0_bEOGlE&feature=share
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب