رأي تعودت على سماعه، فلم أعد أغضب أو أتشنج عند سماعه كما كان يحصل لي في أوائله...
قالت: القذافي نكّلوا به أيما تنكيل ... ماذا سيقولون عنا؟! كيف سيروننا؟!! ما كل هذه الهمجية ؟!
قلت -وأنا أستغرب في نفسي برودا وهدوءا- : فقط أسألك سؤالا لو أنك كنت أنت إحدى ضحايا جنوده المأتمرين بأمره، لو أن أمك أو أختك كانت تلك الضحية وأنت التي كبلوك لتري بأم عينك عذاب أختك أو أمك أو اغتصابها ؟ ماذا كنت ستفعلين به وهو بين يديك، فما بالك برجال رأوا أمام أعينهم من يفعل الأفاعيل بنسائهم وهم مكبلون يتفرجون على أكبر مصاب وكارثة تحلّ بالرجل...!
أما ضحك من يضحك علينا، ونظرة أولئك إلينا، فأخبريني بالله عليك، ماذا يهمنا منها؟!! من ذا سيخلّصنا إلا أيادينا ؟ كذبة كبيرة تلك التي ترينا نظرتهم العلوية إلينا خسارة ما بعدها خسارة وكأنهم مخلّصونا من كل غمومنا وهمومنا بماذا؟ بعدلهم المزعوم، بمحكمتهم الدولية ؟ لسنا أذنابهم.... وليلتفتوا لهمومهم ...
فصمتتْ..... !
هل فعلا يصعب علينا أن نرى الأمور بعين إخوتنا المصابين؟ ...
لا أرى الأخوة في الدين تتحقق بعدُ إلا إذا قسنا أنفسنا البعيدة عن المصاب بمصابهم، وإلا أن نضع أنفسنا بموضعهم، وأنّ الهول والكارثة قد حلت علينا كما حلت عليهم ... عندها سنكون لمسنا شيئا من إحساسهم الناقم الطبيعي ....